Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 99

‫الجمهىرية الجسائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪ -‬الىادي‬

‫قسم‪ :‬العلوم إلاوساهية‬ ‫كلية العلوم الاجتماعية وإلاوساهية‬

‫املصادر األثرية لبالد املغرب القديم‬


‫(دراسة نقدية )‬

‫م ـزكشة مـ ـكملة ثـ ـذخل ضـ ـمن متطلبات هـ ـيل شهادة املاستر‬


‫في العلوم إلاوساهية ثخصص‪ :‬ثاسيخ الحضاسات القذيمة‬

‫إششاف ألاستاذ ‪:‬‬ ‫من إعذاد الطالبتين‪:‬‬


‫د‪ .‬عبد الحق بالنىر‬ ‫خديجة عبعىب‬
‫ظريفة صحراوي‬
‫لجىة املىاقشة‬
‫املسؤسسة صألللية‬ ‫الصفة‬ ‫الشثبة‬ ‫الاستار‬
‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪ -‬الىادي‬ ‫رئيسا‬ ‫أستاذ محاضر ‪ -‬أ ‪-‬‬ ‫التجاني مياطة‬
‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪ -‬الىادي‬ ‫مشرفا ومقررا‬ ‫أستاذ مساعد ‪ -‬أ ‪-‬‬ ‫عبد الحق بالنىر‬
‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪ -‬الىادي‬ ‫مناقشا‬ ‫أستاذ مساعد ‪ -‬أ ‪-‬‬ ‫عمر بىصبيع‬

‫السىة الجامعية‪8102/8102:‬‬
‫مقذمة‪:‬‬

‫ب ِزْدنِي ِعْم نما ﴾‬


‫﴿ َكُقؿ َّر ِّ‬
‫سكرة طو اآلية ‪114‬‬

‫ب‬
‫مقذمة‪:‬‬

‫شكر وعرفان‬
‫الحمد ﵀ الذم زادنا عمما بعد جيؿ‪ ،‬كفضمنا عمى ممف خمؽ تفضيال‪ ،‬كبفضمو تعالى‬
‫قمنا بإنجاز ىذا العمؿ بمساعدة مجمكعة مف األساتذة كالزمالء‪...‬في ختـ ىذه المذكرة‪.‬‬
‫كال يسعنا إال أف نشكر ا﵀ سبحانو ك تعالى أكال‪ ،‬ك نتكجو ثانيا إلى أعضاء لجنة‬
‫المناقشة بخالص شكرنا لتفضميـ لممناقشة ىذا المكضكع ككذلؾ جميع أساتذة التاريخ القديـ‬
‫خاصة‪ ،‬أخص بالذكر األستاذ المشرؼ‪ :‬عبد الحق بالنور لما قدـ لنا مف نصائح‬
‫كتكجييات‪ ،‬كما نتقدـ بجزيؿ الشكر إلى األستاذ‪ :‬جمال الدين بدري‪ ،‬التكنسي المتحصؿ‬
‫عمى شيادة الماجستير في األثار البحرية اليكنانية ك الركمانية في جامعة اإلسكندرية‪ ،‬الذم‬
‫لـ يبخؿ عمينا في تقديـ يد العكف كتزكيدنا بالمعمكمات القيمة‪ ،‬ككذلؾ نشكر عماؿ مكتبة‬
‫ىيمو بالكادم لما قدمكه لنا خاصة في التركيب كالتنسيؽ‪ ،‬كما نخص بالذكر زميمنا األستاذ‪:‬‬
‫زايد مسعود‪ ،‬الذم دعمنا في مكضكعنا بمساندتنا بمراجع ميمة تخدـ ىذا المكضكع‪.‬‬
‫كأخير نتقدـ بجزيؿ الشكر إلى كؿ مف ساعدنا مف قريب أك بعيد في إتماـ ىذا العمؿ‬
‫المتكاضع‪.‬‬

‫ج‬
‫مقذمة‪:‬‬

‫مقدمة‬

‫د‬
‫مقذمة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعتبر بالد المغرب مف أىـ البقاع التي تداكلت عمييا قياـ الحضارات كذلؾ راجع‬
‫لمكقعيا اإلستراتيجي ‪،‬كقد إندرج ذلؾ في الكثير مف الدراسات السابقة التي تؤكد أىمية‬
‫المنطقة في نشكء حضارات العالـ القديـ كتكافد الشعكب عمى منطقة الشماؿ اإلفريقي‪ ،‬إال أف‬
‫دراسة المصادر الدالة عمى كجكد اإلنساف كممارستو لطبيعة الحياة األكلى كانت دراسات‬
‫قميمة ‪،‬كذلؾ إلندثار كتمؼ معظـ األثار بفعؿ الطبيعة كعدـ حمايتيا ‪،‬حيث كاف اإلىتماـ بيا‬
‫مف طرؼ الباحثيف القدامى يتماشى مع المصالح الخاصة ‪،‬إلى أف تطكر البحث عف األثار‬
‫كعمـ ييتـ بأقدمية المقى األثرية كالعمؿ عمى صيانتيا كالمحافظة عمييا ‪،‬لتأتي دراستنا‬
‫مشجعة كمكممة لإلىتماـ بحماية األثار القديمة ‪،‬فتعمدنا الغكص في أعماؽ تاريخ المصادر‬
‫األثرية الخاصة ببالد المغرب القديـ ‪،‬ككيفية دراستيا كنقدىا حسب المناىج المتطكرة‬
‫كالحارصة عمى حماية التراث األزلي ‪.‬‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تكمف أىمية ىذا البحث في تناكلو مسألة المصادر األثرية لممغرب القديـ ك كيفية نقد‬
‫ىذه المصادر عبر تاريخيو الطكيؿ‪ ،‬كفقا لقياـ معظـ المصادر المغربية اك غيرىا مف‬
‫المصادر األجنبية كالمصادر المصرية ك الركمانية ك اإلغريقية‪.‬‬
‫كما تناكؿ ىذا البحث النقد كالدراسة األساسية لممصادر في بالد المغرب القديـ مف جؿ‬
‫المجالت سكاء االجتماعية أك االقتصادية أك الثقافية‪ ،‬كذلؾ ألىمية المصادر األثرية ألنو‬
‫عمؿ يدرس المظاىر القديمة مف مختمؼ مصادرىا‪.‬‬
‫دواعي اختيار الموضوع‪:‬‬
‫لقد تضافرت مجمكعة مف األسباب كالدكافع التي دفعتنا إلى الخكض في ىذا‬
‫المكضكع أىميا فيما يمي‪:‬‬
‫_ االىتماـ بالتاريخ الحضارم لمبالد المغرب القديـ ككنو لـ ينيؿ نصيبو مف الدراسة ك‬
‫نقدىا‪.‬‬
‫أ‬
‫مقذمة‬

‫_ ندرة الدراسات ك األبحاث خاصة ببالد المغرب القديـ‪.‬‬


‫_ محاكلة البحث ك التركيز ك التعمؽ في فيـ التاريخ المغرب القديـ‪ ،‬ك بخاصة خالؿ‬
‫العصكر القديمة التي مضت‪.‬‬
‫_ قمة المعمكمات التاريخية عف المكاقع األثرية القديمة عمى تاريخ بالد المغرب‪ ،‬رغـ نشاط‬
‫البحث األثرم كاتساع نطاقو ك اجتياد األثرييف‪.‬‬
‫إشكالية الموضوع‪:‬‬
‫مف أجؿ تحقيؽ أىداؼ ىذا المكضكع كاف عمينا أف نطرح إشكالية رئيسية تمحكر‬
‫حكليا المكضكع‪ ،‬كمجمكعة مف اإلشكاليات الفرعية التي تناكلنيا في كؿ مف الفصكؿ األربعة‬
‫التي عالجنا فييا المكضكع‪ ،‬كقد قدتنا تمؾ التساؤالت الفرعية في فيـ المكضكع المدركس‪.‬‬
‫فأما اإلشكالية الرئيسية مفادىا مايمي‪:‬‬
‫‪ ‬فيما تمثمت المصادر األثرية لبالد المغرب القديـ ؟‪,‬كالى أم مدل ساىمت في كتابة‬
‫تاريخ الغرب لبقديـ؟‬
‫أما اإلشكاليات الفرعية التي تناكلنيا في الفصكؿ فيمكف حصرىا في التساؤالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬ما ىي أنكاع األثرية ؟ ك كيؼ يتـ استقرائيا ؟‬
‫‪ ‬ما ىي اإلضافات المنيجية التي نقدميا لدراسة األثرية؟‬
‫‪ ‬ما مدل مكضكعية ىذه المصادر في الحقؿ العممي ؟‬
‫المنهج المتبع‪:‬‬
‫نظ ار لصعكبة المكضكع المدركس‪ ،‬فقد اعتمدنا عمى المنيج التاريخي كذلؾ لإلجابة‬
‫عمى اإلشكالية الرئيسة كالتساؤالت الفرعية عنيا‪ ،‬اعتمدنا عمى منيج الكصفي لكصؼ‬
‫المصادر األثرية التي كجدت في المغرب القديـ‪ ،‬كىذا باإلضافة إلي المنيج االستقرائي ذلؾ‬
‫مف خالؿ تعاممنا ك تحميؿ لممصادر األثرية‪.‬‬

‫ب‬
‫مقذمة‬

‫الخطة المتبعة‪:‬‬
‫لقد شممت مقدمة كمدخؿ تمييدم كثالثة فصكؿ كتضمنت‪13‬مبحثا ثـ انتيينا بخاتمة‬
‫احتكت عمى جممة مف االستنتاجات التي استقيناىا مف المكضكع‪.‬‬
‫‪ ‬مقدمة‬
‫حيث تضمنت تكطئة لممكضكع كأىميتو‪ ،‬كذكرنا فييا اإلشكالية الرئيسية كالتساؤالت‬
‫الفرعية‪ ،‬كاألسباب أك الدكافع التي دفعتنا الختيار ىذا المكضكع‪ ،‬باإلضافة لألىداؼ التي‬
‫نرجك الكصكؿ إلييا‪ ،‬كالمنيج المتبع في ىذا البحث كذكر الخطة المسطرة بيدؼ التدرج في‬
‫مكضكعنا إضافة إلى عرض ألىـ المصادر كالمراجع‬
‫‪ ‬المدخل‬

‫فقد قمنا بمحاكلة ضبط مكقع بمد المغرب القديـ‪ ،‬كاإلحاطة باإلطار الزماني ك المكاني‪.‬‬
‫‪-‬الفصؿ األكؿ‪ :‬ماىية المصادر األثرية لبالد المغرب القديـ‪ ،‬كقسـ إلى ثالثة مباحث عالجنا‬
‫في‬
‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬تعريؼ المصادر األثرية‬
‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬أنكاع المصادر األثرية لمبالد المغرب القديـ‬
‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬المراحؿ التاريخية لدراسة المصادر األثرية‬
‫أما الفصؿ الثاني عالجنا فيو أبرز المكاقع األثرية في بالد المغرب القديـ‬
‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬أىـ المكاقع األثرية في المغرب األقصى‬
‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬أىـ المكاقع األثرية في الجزائر‬
‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬أىـ المكاقع األثرية في تكنس‬
‫‪ -‬المبحث الرابع‪ :‬أىـ المكاقع األثرية في ليبيا‬
‫أما الفصؿ الثالث‪ :‬قمنا فيو بنقد المصادر األثرية‬
‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬مناىج المتبعة لدراسة المصادر األثرية‬

‫ج‬
‫مقذمة‬

‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬دراسة حفرية ىنشير طينة‬


‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬دراسة الكثائؽ كالنصكص كبعض المصادر األثرية‬
‫تقييم المصادر والمراجع‬
‫اعتمدنا في انجاز ىذا المكضكع عمى مجمكعة مف المصادر ك المراجع كقد تنكعت‬
‫منيا العربية ك األجنبية مف أىميا <<المظاىر الحضارية ك التراثية لتاريخ الجزائر القديـ >>‬
‫لمحمد الصغير غانـ ‪،‬كالذم إستفدنا منو خاصة في أنكاع المصادر األثرية ‪ << ،‬تاريخ‬
‫إفريقيا الشمالية ج‪1‬كج‪ >>2‬لشارؿ أندريا جكلياف‪ ،‬كىك مرجع ميـ جدا في تاريخ إفريقيا‬
‫كدراسة الحفريات األثرية ‪ << ،‬تاريخ المغاربي القديـ >> محمد اليادم حارش ‪،‬الذم درس‬
‫في كتابو المكقع كأصؿ التسمية كالسكاف لبالد المغرب ‪،‬كغيرىـ مف المراجع الميمة التي‬
‫تساعد عمى فيـ تاريخ بالد المغرب كمصادره األثرية ‪.‬‬
‫ككذلؾ اعتمدنا عمى أطركحات منيا‪ << ،‬المجتمع المكبي في بالد المغرب>>لميا‬
‫عيساكم‪ ،‬ك إستفدنا منيا خاصة في المقى كالمصادر األثرية ‪.‬‬
‫الصعوبات‪:‬‬
‫الصعكبات التي كجيتنا في دراسة ىذا المكضكع تمثمت فيما يمي‪:‬‬
‫قمة المصادر بصفة عامو‬ ‫‪‬‬
‫صعكبة الكصكؿ إلى العديد مف الدراسات التي تناكلت المكضكع بشكؿ جدم‬ ‫‪‬‬
‫صعكبة الدراسة النقدية كالتي تستكجب البحث الميداني خاصة في الجانب التطبيقي‬ ‫‪‬‬
‫مصادر ك المراجع مدكنة بمغات أجنبية مما يجب ترجمتيا كىك ما يستيمؾ زمنا‬ ‫‪‬‬
‫طكيال‪.‬‬
‫صعكبة الحصكؿ عمى مراجع كافية مف المكتبة الجامعية‪ ،‬كعدـ كجكد تسييالت‬ ‫‪‬‬
‫تمكف الطالب مف البحث بحرية ك عدـ كجكد المصادر بيا‪.‬‬
‫كفي األخير نرجكا أف نككف قد كفقنا في ايصاؿ رسالتنا كاف كاف بيا تقصير فيك منا‬
‫كمف الشيطاف كاف كانت سميمة فما تكفيقنا إال با﵀ تعالى‪.‬‬
‫د‬
‫الفصل التنويدي‬
‫دراسة جغرافية وبشرية لبالد املغرب القديه‬

‫املبحث األول‪ :‬املوقع اجلغرايف‬


‫املبحث الثاين‪ :‬أصل التسمية‬
‫املبحث الثالث‪ :‬السكان‬
‫دراسة جغرافية وبشرية لبالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل التمهيذي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الموقع الجغرافي‪.‬‬
‫تقع بالد المغرب في الناحية الشمالية مف القارة األفريقية‪ ،‬بيف الخط‪ 28‬ك‪ 37‬مف‬
‫خطكط العرض الشمالية كما تقع بيف الدرجة ‪ 13‬غربا كالدرجة ‪ 10‬شرقا مف خطكط الطكؿ‪،‬‬
‫كيتراكح عدد سكانيا بيف ‪ 28‬ك ‪ 30‬مميكف نسمة عمى حسب ما جاء في اإلحصاءات‬
‫الرسمية‪ ،‬بحيث نستطيع تقدير كثافة السكاف بثالثيف نسمة لكؿ كيمك متر مربع‪ ،‬عمى كجو‬
‫التقريب‪ ،‬قدر ضئيؿ بالنسبة لعرض البالد المغربية‪ ،‬أما حدكدىا الطبيعية فيي البحر‬
‫األبيض المتكسط مف الشماؿ كالشرؽ‪ ،‬كالمحيط األطمنطي مف الغرب‪ ،‬أما مف جية الجنكب‬
‫فرماؿ الصحراء المترامية األطراؼ تفصؿ المغرب عف بقية القارة األفريقية‪1.‬أنظر الشكل ‪01‬‬
‫ص‪.73‬‬
‫كقد عرفت بالد المغرب منذ أقدـ العصكر بأسماء مختمفة‪ ،‬فاليكناف مثال كانكا‬
‫يسمكنيا" ليبيا" ك الركماف كانكا يطمقكف عمييا كممة" أفريكا "‪ "africa‬عمى ىذا المفظ كضع‬
‫لممنطقة المعركفة األف ‪ ،‬لكف سرعاف ما عـ استعماؿ ىذه الكممة فأصبح يفيـ مف لفظة"‬
‫أفريكا" بالد المغرب بأسرىا كبعد ذلؾ افتتحيا العرب‪ ،‬فعرفت عندىـ بجزيرة المغرب ‪.2‬‬

‫‪ -1‬محمد محي الديف الشرقي‪ ،‬إفريقيا الشمالية في العصر القديـ‪ ،‬ط‪ ،4‬دار الكتب العربية‪1969 ,‬ـ ‪,‬ص ص‪.8-7‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪6‬‬
‫دراسة جغرافية وبشرية لبالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل التمهيذي‪:‬‬
‫لقد أشار ىيركدكت أف ليبيا تقع إلى غرب األراضي المصرية نسبة إلى قبائؿ الميبك‬
‫أك الريبك يرل معظـ العمماء أف الميبك أك الريبك كانكا يسكنكف منطقة برقة الحالية كريسا‬
‫كانت أراضييـ نحك الشرؽ منطقة الكاحات خاصة كاحة سيكه‪ ،‬كقد حدد ساحؿ ليبيا الشمالي‬
‫بما يمي بحيرة مريكط في مصر إلى( رأسؾ كتيس) ( رأس سبارتؿ) التي تعني باإلغريقية‬
‫رأس الدكالي( العنب) الذم يسميو بطميمكس الجغرافي أرس الزيتكف ‪ ،‬كقد أشار أف‬
‫المجمكعات السكانية التي تقيـ عمى امتداد ىذه المنطقة كميا تنتمي إلى أركمة كاحدة كىي‬
‫مكزعة عمى مجمكعة مف القبائؿ عدا التي تقيـ عمى امتداد ىذه المنطقة ‪،1‬ىذا ما جعؿ‬
‫العمماء المحدثكف يقسمكف الميبيف القدماء إلى مجمكعتيف ليبيكف شرقيكف كليبيكف غربيكف كلـ‬
‫تقتصر ليبيا لدل ىيركدكت عمى منطقة الساحؿ فقط بؿ ضـ إلييا الكاحات كالصحراء‬
‫‪2‬‬
‫الكبرل ‪.‬‬
‫الجيتكؿ الجنكبية كقبائؿ الجرماف في منطقة التاسيمي سابقا‪ ،‬كيكجد في أسفؿ المنطقة‬
‫شريط رممي يمتد مف طبية في مصر حتى أعمدة ىرقؿ( مضيؽ جبؿ طارؽ) كعميو نستطيع‬
‫تعميـ اسـ ليبيا كالميبيف القدماء عمى كؿ شماؿ إفريقيا كالصحراء الكبرل كيطمؽ عمى ىذه‬
‫المنطقة اسـ المغرب العربي كتنقسـ إلى خمسة أقطار كىي ليبيا كتكنس كالجزائر كالمغرب‬
‫كمكريتانيا كتسييال لدراسة ىذه المنطقة خالؿ عصكرىا التاريخية القديمة أطمقت عمييا اسـ‬
‫‪3‬‬
‫المغرب القديـ‪.‬‬
‫كالجدير بالذكر أف العالمة ابف خمدكف في كتابو العبر كديكاف المبتدأ كالخبر‪ ،‬قد سبقنا في‬
‫إطالؽ ىذا االسـ عمى ىذه ا لمنطقة منذ أكثر مف سبعة قركف مضت كبالتالي فاف ليبيا أك‬
‫الميبيف القدماء ىي نفسيا المغرب القديـ‪ ،‬كلذلؾ فإننا عندما نتحدث عمى الميبيف القدماء فإننا‬
‫نقصد الحديث عمى منطقة المغرب القديـ كعف سكانو في العصكر القديمة‪.‬‬
‫يمكف التعريؼ بالميبيف القدماء مف خالؿ قسميف مف المصادر األثرية التاريخية‪ ،‬كىي‬

‫‪ -1‬إبراىيـ بشي‪ ،‬مدخؿ إلى تاريخ الحضارات المغرب القديـ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار زاد الطالب‪ ،‬الجزائر‪،2011 ،‬ص‪.102‬‬
‫‪ - 2‬محمد محً الدٌن الشرقً ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.22‬‬
‫‪-3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.104‬‬
‫‪7‬‬
‫دراسة جغرافية وبشرية لبالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل التمهيذي‪:‬‬
‫المصادر المصرية القديمة التي تمتد منذ عصر ما قبؿ األسرات حتى مجيء اإلغريؽ إلى‬
‫منطقة جبؿ األخضر كما حكلو في ‪ 7‬ؽ‪.‬ـ أما القسـ الثاني ىي المصادر اإلغريقية‬
‫الركمانية كالبيزنطية التي تبداء منذ مجيء اإلغريؽ حتى الفتح اإلسالمي في القرف اؿ ‪07‬‬
‫‪1‬‬
‫ميالدم‪.‬‬
‫كنالحظ مف خالؿ ىذه المصادر خاصة المصادر األكلى أنيا كتبت مف جانب كاحد‬
‫كىك الجانب الميبي بذلؾ تخمك مف المبالغة كالتحيز خاصة أف الحفريات األثرية في الفترة‬
‫األكلى كانت تدؿ عمى عالقتيا بالمصريف القدماء إال أنو لـ تمدنا بمعمكمات نستطيع مف‬
‫خالليا كتابة تاريخ متسمسؿ ليذه المنطقة في حيف اف المصادر الثانية ىي المصادر‬
‫اإلغريقية كالركمانية ك الحفريات األثرية أثبتت الكثير مف القضايا اليامة مف تاريخ ىذه‬
‫‪2‬‬
‫المنطقة في تمؾ الفترة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أصل التسمية‬
‫ذكرت النصكص الييركغميفية‪ 3‬الشعكب القاطنة إلى غرب النيؿ تحت اسـ الميبك‬
‫(‪ )l.b.w‬كما كرد اسـ الميبيف عند اإلغريقيف مصطمحي( ليبيا‪ -‬الميبيف) كالجدير بالذكر أف‬
‫مصطمح ليبيا عند اإلغريؽ يطمؽ عمى القارة اإلفريقية كالميبيف ىـ القاطنكف عمى طكؿ‬
‫‪4‬‬
‫سكاحميا الشمالية مف حدكد مصر إلى المحيط األطمسي‪.‬‬
‫مصطمح( ليبيا ك الميبيف) يستخدماف في المصادر اإلغريقية كالالتينية حتى أكاخر الفترة‬
‫الفينيقية‪ ،‬فقد تحدث فيرجيميكس عمى مدف ليبيا كما استخدـ بيمينكس الكبير مصطمح الميبيف‬

‫‪ -1‬إبراىيـ بشي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.107 ،104‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.109‬‬
‫‪ -3‬النصوص الهيروغميفية ‪ :‬ىي نصكص مكتكبة بالخط المصرم األكؿ ك تعني كممة الييركغميفية الكتابػة المقدسػة ك ىػي‬
‫كتابة تصكرية تق أر مف جميع االتجاىات ‪ ،‬ك تدكف عمى الجدراف في العمارة المصرية القديمة ‪ .‬لمزيدد مدن المعمومدات أنظدر‬
‫‪ :‬أنطكاف زكي ‪ ،‬المغة المصرية القديمة ‪ ( ،‬الييركغميفية ك أصكليا ك قكاعدىا ) د ‪ .‬ط ‪ ،‬دار الكثائؽ المصرية ‪ ،‬القاىرة ‪،‬د‬
‫‪ .‬ت ‪ ،‬ص ‪ . 2‬ك محمػػد حامػػد ‪ ،‬تعمػػـ الييركغميفيػػة (لغػػة مصػػر القديمػػة ك أصػػؿ الخطػػكط العالميػػة ) ‪ ،‬ط ‪ ، 2 .‬الييئػػة‬
‫المصرية العامة لمكتاب ‪ ،‬القاىرة ‪ ، 1991 ،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ -4‬محمد اليادم حارش‪ ،‬تاريخ المغارب السياسي الحضارم‪ ،‬د ط‪ ،‬مؤسسة الجزائرية لمطباعة‪ ،‬الجزائر‪،1992 ،‬ص‪21‬‬
‫‪8‬‬
‫دراسة جغرافية وبشرية لبالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل التمهيذي‪:‬‬
‫لإلشارة إلى سكاف شماؿ إفريقيا كيذكر بعض المنتكجات الحيكانية كالنباتية األصمية في‬
‫ىذه المنطقة كما نعثر عمى ىذيف المصطمحيف في نقكش البكنية ك البكنيقية الجديدة تحت‬
‫شكؿ(‪ )lbi-iby‬في سالمبك ككذلؾ في معبد الحفرة عثر فيو عمى مجمكعة مف النصب بيا‬
‫مصطمح (‪،)lby‬كقد اختمؼ حقؿ استخداـ (ليبيا‪-‬الميبيف) مف فترة تاريخية ألخرل كمف مؤرخ‬
‫‪1‬‬
‫إلى أخر فإذا كاف ىيركدكت ككثير مف المؤرخيف اإلغريؽ مف ىكميركس إلى سترابكف‬
‫يعنكف بالميبيكف كؿ القبائؿ التي تسكف السكاحؿ الشمالية إلفريقيا مف مصر حتى ساحؿ‬
‫‪2‬‬
‫المحيط األطمسي‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬السكان‬
‫يذكر ىيركدكت أف ليبيا تقطنيا أربع أمـ ال أكثر اثناف منيما أصميتاف كاثناف غير‬
‫أصميتيف‪ ،‬فالميبيكف في الشماؿ كاألثيكبيكف في الجنكب‪ ،‬ليبيا ىـ أصميكف أما الفينيقيف ك‬
‫اإلغريؽ فأنيـ استقركا فيما بعد‪ ،‬في كضع آخر المنطقة الساحمية مف ليبيا ممتدة مف مصر‬
‫إلى رأس سكليس الذم يسجؿ نياية القارة الميبية إلى الغرب أىميا ليبيف كىـ سكاف شماؿ‬
‫إفريقيا مف مصر إلى المحيط األطمسي إلى جانب السكاف األصمييف يميز ىيركدكت‬
‫المياجريف الذيف قدمكا مف مناطؽ أخرل كالإلغريؽ في برقو كالفينيقييف في قرطاجة كبعض‬
‫‪3‬‬
‫المدف الساحمية‪.‬‬
‫كفي كقت الحؽ سرح سالكستيكس أنو ضمف سكاف إفريقيا عرؽ ليبي كأخر‬
‫جيتكؿ<السكاف األكائؿ إلفريقيا ىـ الجيتكؿ كالميبيكف> قيؿ بدكره أف يتحدث عمى الميديف‬
‫كاألرمف كالفرس الذيف انتقمكا مف اسبانيا إلى إفريقيا بعد كفاة قائدىـ ىرقؿ كيقكؿ أف الميدييف‬
‫كاألرمف امتزجكا بالميبييف بينما الفرس امتزجكا بالجيتكؿ كنتيجة المزيج األكؿ ظير "دالمكر"‬

‫‪ -1‬استرابون‪ :‬أك إسترابك‪ ،‬كلد في أماسيا عمى سكاحؿ بحػر مرمػرة‪ ،‬حػكالي ‪ 63‬ؽ ـ ‪،‬ك كػاف مػف أصػكؿ إغريقيػة ‪ ،‬كاصػؿ‬
‫تعميمػػو بركمػػا ح ػكالي ‪ 44‬ؽ ـ ‪ ،‬ك كػػاف عمػػى د اريػػة كبي ػره بتػػاريخ ركمػػا ‪ ،‬لمزيدددد مدددن المعمومدددات أنظدددر ‪ :‬فيمػػي أخشػػيـ ‪،‬‬
‫نصكص ليبية ‪ ،‬ط‪ ، 2 .‬دار مكتبة الفكر ‪ ،‬طرابمس ‪ ،1975 ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -3‬محمد اليادم حارش‪ ،‬مرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪01‬‬
‫دراسة جغرافية وبشرية لبالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل التمهيذي‪:‬‬
‫سرعاف ما أصبحت ليـ مدنا بينما الجيتكؿ كالفرس اضطرك إلى حياة الترحاؿ كعرفكا بالرحؿ‬
‫‪1‬‬
‫بينما قكتيـ تزايدت كدخمك تحت اسـ( النكميدييف) مف فتح كامؿ البالد حتى حدكد قرطاجة‪.‬‬
‫‪-1‬التنحو‪ :‬لقد كرد اسـ التنحك في نصكص رعمسيس الثالث‪ ،‬كما ذكرت التنحك أك تحنى‪،‬‬
‫كقد جاء في النقكش المصرية منذ فجر التاريخ المصرم كأقدـ إشارة إلييـ ترجع إلى عيد‬
‫الممؾ العقرب إذ كتب اسـ بالدىـ عمى اثر صكر أحضرت مف ىناؾ ثـ في عيد الممؾ‬
‫نعرمر منذ الدكلة القديمة حتى األسرة الثامنة عشر كاف سكاف التنحك يذكركف باعتبارىـ‬
‫(حاتبكعا)‪ ،‬كقد ذكرت التنحك كذلؾ عمى اثر عيد الممؾ منتكحتب مف األسرة الحادية عشر‪،‬‬
‫إلى جانب قكميف النكبييف كاألسياكييف كما جاء ذكرىـ في قصة سنكحي‪ ،‬بأنيـ المذيف‬
‫‪2‬‬
‫يسكنكف بالد التنحك‪.‬‬
‫أما مكقع ارض التنحك فكانت تقع إلى الغرب مف مصر كما أنيا تذكر مكقعيا الغربي‬
‫عند الحديث عف جيراف مصر ىذا إلى النقكش(ساحكرع)‪ 3‬قد ذكرت لنا فييا بالد التنحك‬
‫بأنيا غربي مصر‪ ،‬كفي لكحتي العقرب ك نعرمر يكحي إلينا باف ارض التنحك التشمؿ بالد‬
‫الصحراكية فحسب بؿ تشمؿ كذلؾ بقع خصبة في غربي كادم النيؿ حيث تقع في إقميـ‬
‫كادم النظركف ك الفيكـ كاف قكـ التنحك استكطنيا خاصة انو لدينا ما يناقض ذلؾ في نقكش‬
‫‪4‬‬
‫األسرة الخامسة بصفة خاصة‪.‬‬
‫‪_2‬التمحو‪ :‬كرد اسـ التمحك في نصكص رعمسيس الثالث كما كرد اسـ التنحك لكنيـ‬
‫مختمفكف عنيـ تماما‪ ،‬كذلؾ ألف التمحك قكـ ذك بشرة بيضاء كشعر أشقر كعيكف زرقاء كالبد‬
‫أف ىؤالء كانكا يسكنكف شماؿ إفريقيا كصحراء ليبيا كانكا معركفيف لدل المصريف قبؿ أف‬
‫تظير اسميـ في النصكص المصرية كذلؾ في عيد األسرة الرابعة‪ ،‬كاف كانت الشكاىد تدؿ‬
‫عمى أف ىؤالء التمحك ىـ المذيف تتمثؿ فييـ الثقافة الميبية‪ ،‬كأف أرض التمحك كانت تطمؽ‬

‫‪ -1‬محمد اليادم حارش‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.28‬‬


‫‪ -2‬محمد بيكمي ميراف‪ ،‬المغرب القديـ‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار المعارؼ الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪1410 ،‬ق‪1999 ،‬ـ ص ص‪.70،77‬‬
‫‪ -3‬ساحروع‪ :‬ىك ثاني ممكؾ األسرة الخامسػة ‪،‬يعػرؼ فػي المصػادر اإلغريقيػة بسػيفريس حكػـ لمػدة ‪ 14‬سػنة أنظػر أحاديػث‬
‫ىيركدكت عف الميبيف ‪,‬تر مصطفى آعشي ‪,‬د ط ‪,‬منشكرات المعيد الممكي لثقافة األمازيغية ‪,‬الرباط ‪,2009,‬ص‪. 15‬‬
‫‪ _ 4‬محمد بٌومً مهران ‪،‬المرجع نفسه ‪،‬ص‪.87‬‬
‫‪00‬‬
‫دراسة جغرافية وبشرية لبالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل التمهيذي‪:‬‬
‫عمى إقميـ يحتمو الميبيف ذك البشرة البيضاء‪ ،‬فإف أرض التمحك التي غزاىا سنكسرت األكؿ‬
‫‪1‬‬
‫كما في قصة سنكىي يجب أف تككف في شماؿ غرب الدلتا حتى طرابمس‪.‬‬
‫‪_ 3‬المشوش‪ :‬كالمشكش احد الشعكب التي ذكرت في نصكص رعمسيس الثالث‪ ،‬كىـ قكـ‬
‫ليبيكف الذيف قاؿ عنيـ ىيركدكت أنيـ مجاكريف تكنس كىـ يككنكف إحدل القبيمتيف اليامتيف‬
‫المشكش كالميبييف في بالد أصبحت تعرؼ باسـ ليبيا بصفة عامو‪ ،‬كاف ىنالؾ أشياء كثيرة‬
‫مشتركو بيف اليبييف كالمشكش يثبت أنيما كانتا مف نفس الجنس كلكنيـ يختمفكف في بعض‬
‫‪2‬‬
‫المالمح‪.‬‬
‫‪_ 4‬الميبيون‪ :‬احد شعكب المغربية التي ذكرت في نصكص رعمسيس الثالث‪ ،‬مف الكاضح‬
‫أنيا تشير إلي قبيمة خاصة في شماؿ إفريقية تعيش عمى مسافة كبيره مف مصر‪ ،‬كعند كتاب‬
‫اإلغريؽ األكائؿ أف ليبك أك ليبيا لـ تعد تخص منطقو خاصة كانما تدؿ عمى كؿ شماؿ‬
‫إفريقيا غرب النيؿ أما ذكرىـ كاف مف عيد رعمسيس الثاني‪)1224_ 1290( 3‬‬
‫‪ _5‬قهق‪ :‬لـ يذكر قيؽ في نصكص رعمسيس الثالث التاريخية كانما ذكرت في نصكص‬
‫مرنبتاح‪ ،‬باإلضافة ذكرىـ في برديو ىاريس‪ ،‬ىنالؾ اتفاؽ عاـ أف قيؽ ىي المنطقة التي‬
‫احضر منيا أحمس بف نخبت في عيد أمنحتب األكؿ أسالبا كتعد ارض يحتمؿ أنيا في‬
‫‪4‬‬
‫نكبة‪ ،‬كقد ذكر قيؽ في سجالت مرنبتاح مع الميبك بكضعيـ األسرم‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد بيكمي ميراف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.77‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه ‪،‬ص‪.87‬‬
‫‪ -3‬رعمسدديس الثدداني‪ :‬أشػػير ممػػكؾ األس ػرة التاسػػعة عشػػر ‪ ،‬أشػػترؾ مػػع كالػػده سػػيتي األكؿ فػػي الحكػػـ ‪ ،‬تعتبػػر فت ػرة حكمػػو‬
‫األطكؿ في تاريخ مصر القديمة ‪ ،‬إذ قدرت بنحك ‪ 67‬عاما ‪ ،‬خمؼ أثار ىائمة في جميع أنحاء مصر ‪ ،‬أطمؽ عمييا أسمو ‪،‬‬
‫لمزيددد مددن المعمومددات أنظددر ‪ :‬سػػميـ حسػػف ‪ ،‬مصػػر القديمػػة ‪،‬ج ‪ ، 6.‬د‪ .‬ط ‪ ،‬الييئػػة المص ػرية العامػػة لمكت ػاب ‪ ،‬القػػاىرة ‪،‬‬
‫‪ ، 1992‬ص ص ‪.220 _ 198 ،‬‬
‫‪ -4‬محمد بيكمي ميراف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.82،88‬‬
‫‪01‬‬
‫دراسة جغرافية وبشرية لبالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل التمهيذي‪:‬‬
‫‪-6‬البربر‪:1‬نسبة إلى الجد األكؿ «بر»«‪ »Ber‬كالبعض األخر عمى ما يذكر ابف خمدكف‪،‬‬
‫نسبكىا إلى إفريقش الذم قاؿ عندما سمعتيـ يتحدثكف «ما أكثر بربرتكـ فسمكا بالبربر»‬
‫إذا كاف العرب ىـ الذيف نشركا اسـ «البربر» عمى السكاف األصمييف ألفريقيا الشمالية‪ ،‬فاف‬
‫اشتقاؽ االسـ يرتبط بالكممة الالتينية «‪ »Barbarus‬المتداكلة عند المؤرخيف الالتينييف‬
‫لإلشارة كما يحدد قزاؿ األىالي المستعصيف عف الحضارة الالتينية»‪.‬‬
‫‪-7‬األمازيغ‪ :‬االنتشار الكاسع ليذه التسمية في كامؿ البالد المغاربية كأطالقيا عمى المكاقع‬
‫جعؿ ككمس يميؿ إلى ثالثة اعتبارىا االسـ الحقيقي لسكاف شماؿ إفريقيا‪.‬‬
‫إذا كاف قزاؿ يعتقد أف كممة «مازيغ»‪( 2‬أمازيغ) تعني (النيؿ) أك الحر فاف ابف خمدكف‬
‫ينسبيـ إلى أبييـ مازيغ كتدعيما لكؿ ذلؾ مف عبد الرحماف بف خمدكف سكاف المغرب القديـ‬
‫‪3‬‬
‫إلى أبييـ مازيغ بف كنعاف بف حاـ بف نكح عميو السالـ‬

‫‪ -1‬البربر ‪ :‬ج مفرده بربرم ‪ ،‬مشتقة مف مادة (بربر) في المغة العربية ‪ ،‬ك تعني كثرة الكػالـ جمبػة ك صػياحا ‪ ،‬شػاعت فػي‬
‫المصػػادر العربيػػة ك اإلسػػالمية لداللػػة عمػػى غ اربػػة لكنيػػة قػػكـ ‪ ،‬ك لحػػد األف سػػكاف شػػماؿ إفريقيػػا يعرفػػكف بيػػا ‪ ،‬لمزيددد مددن‬
‫المعمومات أنظر ‪ :‬مجمع المغة العربية ‪ ،‬معجـ الكسيط ‪ ،‬ط ‪ ، 4 .‬مكتبة الشركؽ الدكلية ‪ ،‬القاىرة ‪ ، 2004 ،‬ص ‪. 46‬‬
‫‪ -2‬مازيغ ‪ :‬كرد أقدـ ذكر لكممة مازيغ في مصدر عربي في كتاب التيجاف ‪ ،‬في ممكؾ الحمير ‪ ،‬فيك مػف األسػماء العربيػة‬
‫‪ ،‬ك قد ذكر ذالؾ ابف عذارم المراكشي في كتابيو البياف المغرب في أخبار األنػدلس ك المغػرب ‪ ،‬ج ‪ ،1.‬بيػركت ‪1950 ،‬‬
‫ف ص ‪.343‬‬
‫‪ -3‬عبػػد الرحمػػاف ابػػف خمػػدكف‪ ،‬العبػػر ك دي ػكاف المبتػػدء كالخبػػر فػػي ايػػاـ العػػرب ك العجػػـ كالبربػػرك مػػف عاصػػرىـ مػػف ذكم‬
‫السمطاف األكبر ‪،‬مجمد ‪، 6‬مؤسسة جماؿ لطباعة كالنشر ‪،‬بيركت ‪1979،‬ـ ‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪02‬‬
‫الفصل األول‬
‫ماهية املصادر األثرية يف بالد املغرب القديه‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬تعريف املصادر األثرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫املبحث الثاين‪ :‬أنواع املصادر األثرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬مراحل الدراسات األثرية وتطورها التارخيي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ماهية المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف المصادر األثرية‬


‫‪ -1‬تعريف المصادر األثرية‪:‬‬
‫لػػيس مػػف السػػيؿ تعريػػؼ عمػػـ اآلثار(أركيكلكجيػػا) إف تعريػػؼ عمػػـ اآلثػػار بد ارسػػة العتيػػؽ أك القػػديـ‬
‫تعطي داللة مبيمة غير كاضحة‪ ،‬كممة ‪archeology‬ىي كممػة يكنانيػة األصػؿ تتػألؼ مػف كممتػيف‬
‫األكلػػى معناىػػا البػػدء بػ ػ ‪ arche‬كالثانيػػة معناىػػا كممػػة أـ حػػديث ‪ ،LOGOS‬فيػػؿ المقصػػكد ىػػك‬
‫حديث مستمد مف د ارسػة الماضػي‪ ،‬أـ بدايػة اإلنسػاف؟ أـ تعنػي ىػذه الكممػة اليكنانيػة د ارسػة عصػكر‬
‫ما قبػؿ التػاريخ البعيػد أك التػاريخ القػديـ بكجػو عػاـ‪ ،‬كيعتبػر أم عمػؿ بشػرم عثػر عميػو يػدخؿ تحػت‬
‫مظمػػة عمػػـ مػػا قب ػؿ التػػاريخ كعمػػـ األثػػار‪ ،‬كالػػبعض يقػػكؿ أف عمػػـ األثػػار بػػدا مػػف العصػػكر الحجريػػة‬
‫األكلى إلى القرف الػ ‪ 18‬ـ‪ ،‬كقد تنكعت عمكـ األثار كلـ تنشا في آف كاحد ككؿ منيا ييػتـ بنػكع مػف‬
‫األشػػياء المختمفػػة‪ ،‬فمػػثال عمػػـ أثػػار مػػا قبػػؿ التػػاريخ يػػدرس الفخػػار ك بعػػض األدكات المصػػنكعة أك‬
‫بعض الزخارؼ البدائية كغيرىا‪ ،‬كما أف عمـ األثار مف العكامؿ األساسية الػذم يػربط كيكمػؿ تػاريخ‬
‫أم حضػػارة ‪ ،‬فيػػك جػػزء مػػف المي ػراث الثقػػافي العػػاـ حيػػث يبحػػث فػػي كػػؿ مػػا خمف ػو اإلنسػػاف منػػذ أف‬
‫‪1‬‬
‫خمؽ عمى كجو األرض‪.‬‬
‫كقد كاف عمـ األثار كصفا قبؿ أف يككف عممػا كبيػذا المعنػى يمكػف القػكؿ بػأف (ىػكميركس) ىػك‬
‫أب عمـ اآلثار الف األكصاؼ المكجكدة في اإللياذة ك األكديسػة تنقػؿ إلػى المسػتمع حضػارة قديمػة‬
‫سػػبقت العصػػر الػػذم سػػجمت فيػػو ىاتػػاف الممحمتػػاف حيػػث نجػػد بعػػض أج ػزاء تػػاريخ اإلغريػػؽ منػػذ‬
‫عصػػكره األكلػػى كجػػد اإلشػػارة إلػػى بعػػض المبػػاني اليندسػػية القديمػػة ككصػػؼ مػػا يكضػػع عمػػى الميػػت‬
‫مػػف مالبػػس كأدكات جنائزيػػة كاألشػػياء األثريػػة التػػي يعثػػر عمييػػا مػػف معابػػد كمقػػابر كتماثيػػؿ كجميػػع‬
‫‪2‬‬
‫مخمفات الحياة اليكمية‪.‬‬

‫‪ -1‬عمي حسف‪ ،‬مكجز في عمـ األثار‪ ،‬د ط‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪ ،‬مصر‪ ،1993 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ _2‬المرجع نفسه ‪،‬ص‪.31‬‬
‫‪04‬‬
‫ماهية المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كابت ػ ػ ػ ػػداء م ػ ػ ػ ػػف الق ػ ػ ػ ػػرف ال ػ ػ ػ ػ ػ‪ 4‬ؽ‪.‬ـ تض ػ ػ ػ ػػاعفت الكتاب ػ ػ ػ ػػات األرككلكجي ػ ػ ػ ػػة كخاص ػ ػ ػ ػػة ف ػ ػ ػ ػػي عصػ ػ ػ ػ ػػر‬
‫‪1‬‬
‫الفيمسكؼ(أرسطك)‪.‬‬
‫كمف المصادر كالمراجع التي جمعت لمعرفة المصادر األثرية في بالد المغػرب تجػزأت إلػى قسػميف‬
‫رئيسيف‪:‬‬
‫‪ -2‬مصادر ومراجع متعمقة بفترة ما قبل التاريخ في بالد المغرب القديم‪:‬‬
‫ككػػاف ىػػدفيا محاكلػػة تتبػػع الحضػػارات التػػي نشػػأت فػػي المنطقػػة كقػػد كردت فػػي شػػكؿ تقػػارير‬
‫كاستنتاجات حضارية مستخرجة مف مخمفات اإلنساف القديـ الذم عاش في ىذه المنطقة‬
‫كمػ ػػف الكتاب ػ ػػات نػ ػػذكر كتاب ػ ػػات ليكنيػ ػػؿ ب ػ ػػالك(‪)L.BALOUI‬كريجػ ػػاس(‪ )M.REYGASSE‬كف ػ ػػكفرم‬
‫(‪ )R.VAUFRY‬ككػػامبيس كغيػػرىـ مػػف البػػاحثيف المختصػػيف فػػي فت ػرة مػػا قبػػؿ التػػاريخ فػػي شػػماؿ‬
‫إفريقي ػػا كأعتب ػػر بػ ػأف كتاب ػػات الم ػػؤرخيف غي ػػر خالي ػػة م ػػف التكج ػػو اإلي ػػديكلكجي ال ػػذم كان ػػت تمثم ػػو‬
‫المدرسة الككلكنيالية التي ينتمكف إلييا كلذلؾ فال بد مف اخذ أرائيـ بعيف الحيطة‪.‬‬
‫‪ -3‬مصادر ومراجع تتناول الفترة التاريخية‪:‬‬
‫كتابات المؤرخيف الركمػاف كاإلغريػؽ الػذيف كتبػكا عمػى المنطقػة كتػأتي فػي مقػدمتيـ‪ ،‬كتابػات‬ ‫أ‪-‬‬
‫الم ػ ػػؤرخ اإلغريق ػ ػػي ىي ػ ػػركدكت‪ )Hérodote(2‬كالػ ػ ػذم جمعي ػ ػػا فيم ػ ػػا بع ػ ػػد الم ػ ػػؤرخ األث ػ ػػرم الفرنس ػ ػػي‬
‫س‪.‬جزيؿ(‪ )S.gsell‬تحت عنكاف" نصكص متعمقة بإفريقيا الشمالية"‪.‬‬
‫تأتي بعد ذلؾ كامؿ المؤرخيف اإلغريؽ الذيف عاشكا بعد ىيركدكت مثؿ بكليبػكس)‪ (Polyle‬كديػدكر‬
‫الصقمي)‪ ،)Dirdor de ticile‬كقد شممت كتاباتيـ بالد المغرب القديـ‪.‬‬
‫كمف المؤرخيف الركماف نذكر سالسكت(‪ )salluste‬كالمؤرخ تأسيت)‪.(tacite‬‬

‫‪ -1‬د عمي حسف‪ ،‬مرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫‪ -2‬هيرودوت ‪ :‬أشير مؤرخي اإلغريؽ ‪ ،‬كلد في بياليكارناس حػكالي ‪ 448‬ؽ ‪.‬ـ ‪ ،‬طػاؼ بالعػالـ القػديـ لمػدة سػبعة عشػر عػاـ ثػـ‬
‫أستقر بأثينا ‪ ،‬حيث كضع مؤلفاتو ىناؾ مات حكالي ‪ 424‬ؽ‪.‬ـ ‪ ،‬أنظر ‪ :‬عمي فيمي أخشيـ ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪05‬‬
‫ماهية المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مجمكعػػة النقػػكش الميبيػػة كالشػػامية ثػػـ الالتينيػػة التػػي التقطػػت مػػف المنطقػػة كتخػػدـ جكانبيػػا‬ ‫ب‪-‬‬
‫التاريخية كذلؾ بما كرد فييا مف أسماء أعالـ خاصة باألماكف كاألشخاص كاإللية‪.‬‬
‫مجمكع ػػة التق ػػارير األثري ػػة المتفرق ػػة ف ػػي الحكلي ػػات كالمج ػػالت الص ػػادرة بالمغ ػػات األجنبي ػػة‬ ‫ج‪-‬‬
‫كالعربية‪.‬‬
‫كتب ذات قيمة عممية تاريخية احتكت بيف طياتيا( ‪ ،‬نقكش‪ ،‬آثار) مف بينيػا" تػاريخ إفريقيػا‬ ‫د‪-‬‬
‫الشمالية في القديـ" لممؤرخ س‪ .‬جزيؿ ككتابات ج‪.‬بيكار‪ .‬كغيرىـ‪.‬‬
‫كتابات المػؤرخيف كالرحالػة العػرب المسػمميف أمثػاؿ‪ :‬أبػك عبيػد ا﵀ البكػرم‪ ،‬عبػد الػرحمف ابػف‬ ‫ق‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫خمدكف‪ ،‬الشريؼ اإلدريسي كالحسف الكزاف‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع المصادر األثرية‬
‫‪ -1‬المصددادر األدبيددة‪ :‬يقص ػد بيػػا كػػؿ مػػا يشػػمؿ عميػػو المؤلفػػات اإلغريقيػػة كالالتينيػػة مػػف كصػػؼ‬
‫جغرافي لممنطقة كسرد لألحداث التاريخيػة لممنطقػة التػي مػرت بيػا‪ ،‬كىػذه المصػادر لػيس بالضػركرة‬
‫معاصرة لألحداث التي تركييا كما أنيا متفرقة كمشتتة فػي العديػد مػف المؤلفػات‪ ،‬أكلػى اإلشػارة إلػى‬
‫بالد المغرب القديـ نجػد مػا عنػد الشػاعر اإلغريقػي ىػكبر فػي القػرف اؿ ‪ 07‬كاؿ‪ 08‬ؽ ـ‪ ,‬الػذم قػاـ‬
‫بتػػكطيف بعػػض الحكايػػات المكجػػكدة فػػي ممحمػػة اإلليػػاذة األدبيػػة فػػي األقصػػى لغػػرب العػػالـ القػػديـ‬
‫بخصػكص عمػى ضػػفة مضػيؽ عمػكدم ىرقػػؿ‪ ،‬باإلضػافة إلػى ىػػكمبر نجػد أخبػار أخػػرل نػذكر مػػدف‬
‫مغربية مثؿ لكسكس‪ 2‬كطنجة نجدىا عنػد ىيػركدكت الػذم يحػدثنا عمػى الشػعكب الميبيػة كيصػؼ لنػا‬
‫التج ػ ػػارة الص ػ ػػامتة‪ ،‬كمن ػ ػػذ بداي ػ ػػة الق ػ ػػرف اؿ ‪ 04‬ؽ ـ احت ػ ػػدـ الصػ ػ ػراع االقتص ػ ػػادم ب ػ ػػيف اإلغري ػ ػػؽ‬

‫‪ -1‬د‪ .‬محمد الصغير غانـ‪ ،‬المظاىر الحضارية كالتراثيػة لتػاريخ الج ازئػر القػديـ‪ ،‬ج‪ ،4‬دار اليػدل عػيف مميمػة‪ ،‬الج ازئػر‪،2011،‬ص‬
‫ص ‪.41،42‬‬
‫‪ -2‬ليكسددوس ‪ :‬يعػكد تػاريخ إنشػائيا إلػػى نيايػة القػرف ‪ 12‬ؽ‪.‬ـ ك كػاف غػرض إنشػػائيا إسػتراتيجي ك تجػارم باعتبارىػا مطمػة عمػػى‬
‫المحيط األطمسي ‪ ،‬ك قد رسا فييا حنكف خالؿ رحمتو أثناء القرف الخامس ؽ ‪ .‬ـ ك عرفت باسـ تسميش أم مدينة الشمس ‪ .‬لمزيد‬
‫من المعمومات أنظدر ‪ :‬محمػد الصػغير غػانـ‪ ،‬التكسػع الفينيقػي فػي غػرب البحػر المتكسػط‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اليػدل‪ ،‬الج ازئػر‪ ،2003،‬ص‬
‫‪.87‬‬

‫‪06‬‬
‫ماهية المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كالقرطػػاجييف ككػػذلؾ كجػػكد قػػكة ركمانيػػة فػػي البحػػر األبػػيض المتكسػػط كمنػػو ازدادت المع ػارؼ عمػػى‬
‫األكضاع السياسية كاالقتصادية كاألكصاؼ الجغرافية لبالد المغػرب القػديـ كبػرغـ مػف كجػكد عيػكب‬
‫المػػؤلفيف القػػدامى إال أنيػػا تعطػػي فتػرة ميمػػة تمتػػد إلػػى حػػيف كصػػكؿ الفػػتح اإلسػػالمي لشػػماؿ إفريقيػػا‬
‫كمف بيف المؤلفيف المعاصػريف لسياسػة الركمػاف لمشػماؿ اإلفريقػي كالػذيف سػاىمكا فػي التعريػؼ بيػذه‬
‫المنطقػػة نػػذكر اسػػترايكف‪ ،‬ثيػػكدكر الصػػقمي كبكليػػب ‪ ،‬ككمػػا يمكننػػا االعتمػػاد عمػػى بعػػض الػػرحالت‬
‫‪1‬‬
‫البحرية كرحمة المزعكـ سيكالكس كحانكف كغيرىما‪.‬‬
‫كنذكر نكع أخر مف الكتابة التي تيدؼ إلػى تحديػد المسػافات الفاصػمة فػي الػبالد كمػنيـ نجػد كمػكد‬
‫بمط ػػكمي حي ػػث اعتمػ ػد عم ػػى خط ػػكط الط ػػكؿ كالع ػػرض كم ػػف الض ػػركرم االعتم ػػاد عم ػػى م ػػا س ػػجمو‬
‫المؤلفيف العرب ككتاب كصؼ اسبانيا كافريقيا لشريؼ اإلدريسي ككتػاب صػكرة األرض البػف حكقػؿ‬
‫‪2‬‬
‫كغيره‪.‬‬
‫‪_2‬المصددادر الماديددة‪ :‬تشػػمؿ عمػػى اآلثػػار التػػي خمفيػػا القػػدامى مػػف مقػػابر كأطػػالؿ المػػدف كنقػػكش‬
‫كخزؼ كغير ذلؾ (المحمية) كميما يكف قد تعرضت لمتمؼ كالضياع في حاالت عػدة فػاف التنقيبػات‬
‫الحديث ػػة بإمكاني ػػا اس ػػتقراء م ػػا تبق ػػى م ػػف المخمف ػػات كباس ػػتطاعة عمم ػػاء اآلث ػػار عن ػػد اكتم ػػاؿ البقاي ػػا‬
‫التعرؼ عمى الجكانب االقتصادية كاالجتماعية لممجتمعات البشرية في الفترات التي مػرت بالمنطقػة‬
‫الش ػػمالية إلفريقي ػػا كق ػػد تف ػػرع عم ػػـ اآلث ػػار إل ػػى اختصاص ػػات مني ػػا م ػػا يي ػػتـ بالد ارس ػػات ك الكتاب ػػات‬
‫المنقكشػة كمنيػػا مػػا ييػػتـ بالد ارسػة المسػػكككة كأخػػرل تيػػتـ بد ارسػػة الخػزؼ كيعتبػػر عمػػـ اآلثػػار مكمػػؿ‬
‫بمػػا تتػػكفر عميػػو مػػف معمكمػػات فػػي النصػػكص األدبيػػة كمحػػؾ لتأكيػد مػػف مصػػداقيتيا كتقيػػدىا بصػػفة‬
‫عامػػة‪ .‬كقػػد بػػدأت التقنيػػات األثريػػة ف ػي الشػػماؿ لمقػػارة اإلفريقيػػة منػػد القػػرف اؿ ‪01‬ؽ‪.‬ـ حيػػت يػػركل‬
‫الكاتػػب فيطػػارؾ كيػػؼ تعػػرؼ القائػػد الركمػػاني سػػيرتكريؼ عمػػى قبػػر األسػػطكرة ب ػانتى مؤسػػس مدينػػة‬

‫‪ -1‬محمػػد الصػػغير غػػانـ‪ ،‬النصػػكص البكنيػػة الميبيػػة مختػػارة مػػف تػػاريخ الج ازئػػر القػػديـ‪ ،‬د ط‪ ،‬دار اليػػدل عػػيف مميمػػو قسػػنطينة‬
‫الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ _ 2‬المرجع نفسه ‪،‬ص‪.23‬‬
‫‪07‬‬
‫ماهية المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫طنجة كلكسكس كمكجكديف ىاتيف المدينتيف كفى القػرف ‪15‬ـ يػذكر حسػف الػكزاف فػي كتابػو كصػؼ‬
‫إفريقيػػا كجػػكد أنػػاس يسػػميـ الكن ػزييف كػػانكا يبحثػػكف ع ػف الكنػػكز المكجػػكدة بض ػكاحي فػػاس كاذا كػػاف‬
‫اليدؼ مف ىده الحفريات ىك استخراج التحؼ كاألشياء الثمينة دكف مراعاة األضرار التي يمحقكنيػا‬
‫بالمكاقع األثرية فانو انطالقا مف القرف‪ 19‬ـ تزايد عػدد البػاحتيف الػذيف أكلػكا اآلثػار التػي عرفػت بيػا‬
‫ىػ ػذه المنطق ػػة كأعطكى ػػا اىتمام ػػات عممي ػػة س ػػاىمت بتعري ػػؼ تاريخي ػػا الق ػػديـ كق ػػد ك ػػاف ج ػػؿ ىػ ػؤالء‬
‫الباحتيف مف جنسيات أجنبية‪ .‬قاـ بعضػيـ بتيريػب بعػض التحػؼ إلػى المتػاحؼ األكربيػة كرغػـ ىػذا‬
‫فقد عرفت التقنيػات فػي تمػؾ الفتػرة قفػزة نكعيػة ككميػة ال يسػتياف بنتائجيػا كمػف ابػرز األركيكلػكجييف‬
‫تيس ػػكت‪ .‬ميش ػػك‪.‬ديمير مم ػػا الش ػػؾ في ػػو أف اىتم ػػاـ اغم ػػب الب ػػاحتيف يك ػػاد ينحص ػػر عم ػػى المخمف ػػات‬
‫الركمانية كاإلغريقية في ذلؾ إذ أف معظميـ رجاؿ حرب كسياسػة كػانكا يتكلػكف ميػاـ تخػدـ مصػالح‬
‫‪1‬‬
‫السمطات االستعمارية كتحاكؿ تبرير أك إضفاء المشركعية عمى احتالؿ بمداف شماؿ إفريقيا‪.‬‬
‫‪ -3‬المغدددة الميبيدددة‪ :‬إف المغػػة األمازيغيػػة أك المبيبػػة المشػػتركة القديمػػة جػػدا ال تكجػػد إال فػػي أذىػػاف‬
‫عمماء األلسنية‪ ،‬كال ريػب أف تتميػز عػف ليجػات اليػكـ‪ ،‬ككانػت منتشػرة فػي عمػكـ الشػماؿ اإلفريقػي‪،‬‬
‫مػػف النيػػؿ إلػػى األطالنط ػي ماعػػدا جبػػاؿ تبسػػتي التػػي ىػػي معقػػؿ لغػػة تيػػدا (‪ )teda‬انتشػػرت المغػػة‬
‫القرطاجي ػػة ف ػػي كام ػػؿ المغ ػػرب الق ػػديـ ك كج ػػد ص ػػداىا ف ػػي المجتم ػػع الم ػػكبي أكث ػػر م ػػف غيػ ػره م ػػف‬
‫المجتمع ػػات الكاف ػػدة األخ ػػرل‪ ،‬كتكس ػػعت ف ػػي المنطق ػػة المحص ػػكرة ب ػػيف أكتيك ػػة كقرطاج ػػة إل ػػى غاي ػػة‬
‫الصحراء‪ ،‬ككانت لمغة حضكر قكم في المدينة ك الريؼ المكبي عمى حػد سػكاء‪ ،‬فكانػت تتػداكؿ فػي‬
‫‪2‬‬
‫المعابد كذلؾ في إطار كظائؼ المعبد التربكية‬
‫‪_4‬الكتابة‪ :‬في الشماؿ اإلفريقي استعمؿ اإلفريقيكف القػدامى (أك قػدماء البربػر) منظكمػة كتابيػة فػي‬
‫الخط الميبي‪ ،‬الذم انبثؽ منو تيفناغ التكارؽ‪ ،‬كالدليؿ عمى ذلؾ ىك النقكش الميبيػة ك التيفنػاغ القػديـ‬

‫‪ -1‬عاصـ محمد رزؽ‪ ،‬عمـ األثار‪ ،‬د ط‪ ،‬مكتبة مدبكلي‪ ،‬ب ـ‪،1996 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -2‬عبػػد الحفػػيظ فضػػيؿ الميػػار‪ ،‬د ارسػػة تحميميػػة لمنقػػائش الفينيقيػػة البكنيػػة فػػي إقمػػيـ مػػدف الثالػػث فػػي ليبيػػا‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الكتػػاب الجديػػد‪،‬‬
‫بيركت لبناف‪ ،2005 ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪08‬‬
‫ماهية المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عثػػر عمييػػا فػػي المنػػاطؽ المسػػتعربة تمامػػا فػػي تػػكنس فػػي الشػػماؿ الشػػرقي الج ازئػػرم فػػي منطقػػة‬
‫الغرب كطنجة في المغرب ك كانت ىذه الكتابة في المناطؽ الشمالية مف بػالد البربػر بالخصػكص‬
‫الساحمية منيا‪ ،‬كقد كاجيت منذ كصكؿ الفينيقيف منافسة كبرل مف طرؼ الكتابة البكنيػة ثػـ الالتنيػة‬
‫فيمػػا بعػػد‪ ،‬إلػػى حػػد الػػذم يجعمنػػا نق ػكؿ االسػػتنتاج الػػذم مفػػاده أف الكتابػػة الميبيػػة فػػي تمػػؾ المنػػاطؽ‬
‫طكاى ػػا النس ػػياف‪ ،‬ف ػػي فتػ ػرة تاريخي ػػة معين ػػة ك ػػاف لألس ػػالؼ األم ػػازيغ منظكم ػػة أص ػػمية منتشػ ػرة مث ػػؿ‬
‫‪1‬‬
‫انتشارىـ مف البحر المتكسط إلى النيجر‪.‬‬
‫مف الكسائؿ التي استخدميا القرطاجيكف في كتابػة الكسػر كاألنصػاب كالجػرار كاألكانػي كالعػاج‬
‫كرؽ الب ػػردم ‪،‬المح ػػابر الفخاري ػػة كمس ػػاطر العظ ػػـ‪ ،‬كالت ػػي كج ػػدت عن ػػد الميب ػػيف بفض ػػؿ االحتك ػػاؾ‬
‫الحضارم ك الكطيد معيـ بدليؿ أف المغة البكنيػة‪ ،‬أصػبحت ىػي المغػة الرسػمية فػي العػالـ النكميػدم‬
‫خالؿ القرف اؿ‪ 02‬ؽ‪.‬ـ ‪،‬ك الشكاىد النقكشية المنتشرة في مختمؼ المدف البكنيػة تثبػت مػدل انتشػار‬
‫القراءة ك الكتابة في المجتمعات البكنية المكبية في المناطؽ الداخميػة التػي أصػبحت الحقػا جػزء مػف‬
‫الكيػ ػػاف النكميػ ػػدم المسػ ػػتقؿ‪ ،‬دكف المجتمػ ػػع المحمػ ػػي المتكػ ػػكف مػ ػػف النكمػ ػػدييف ك المػ ػػكرييف أفكػ ػػارىـ‬
‫بكاسػػطة رمػػكز اصػػطمح المؤرخػكف عػػؿ تسػػميتيا بالكتابػػة المكبيػػة‪ ،‬أمػػا المجتمػػع الكافػػد مػػف قرطػػاجيف‬
‫كاإلغري ػػؽ فق ػػد دكن ػػك بالبكني ػػة كاليكناني ػػة األتكي ػػة‪ 2‬المت ػػاف تعتبػ ػراف م ػػف المغ ػػات الكب ػػرل القديم ػػة الت ػػي‬
‫كصمت لغكيا إلى المستكل العجمي‪.‬‬

‫‪ -1‬ميا عيساكم‪ ،‬المجتمع المكبي في بالد المغرب القديـ‪ ،‬أطركحة لمقدمة لنيؿ درجة الدكتكراه كمية العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة منتكرم‪ ،‬قسنطينة‪2009 ،‬ـ ‪2010‬ـ‪ ،‬ص ص ‪.237 236‬‬
‫‪ -2‬المغددة اليونانيددة‪ :‬ىػػي لغػػة أىػػؿ أثينػػا ك كانػػت لغػػة الكتابػػة فػػي القػػركف الخػػامس ك ال اربػػع ؽ‪.‬ـ التػػي ألقيػػت فييػػا ركائػػع األدب ك‬
‫الفمسػػفة ‪ ،‬ك المغػػة اليكنانيػػة ىػػي إحػػدل الفػػركع اليامػػة فػػي األس ػرة المتعػػددة المغػػات المعركفػػة بالينػػدك األكركبيػػة ك التػػي تضػػـ المغػػة‬
‫الالتنية ك ما أشؽ منيا مف لغات أكركبا الغربية كاإليطاليػة ‪ ،‬ك المغػات األكركبيػة الشػرقية كالصػربية ‪ ،‬ك شػماؿ آسػيا كالركسػية ك‬
‫لغات آسياالصغرل كالفارسية ك غالبا ما يتـ مقارنتيا مع المغات السامية التي تنتمي إلييا المغة الفينيقية ك العبرية ك غيرىما ‪.‬لمزيػد‬
‫مف المعمكمات أنظر ‪ :‬مفيد رالؼ العابد ‪ ،‬مدخؿ إلى المغة اليكنانية ‪ ،‬ط‪ ، 1.‬منشكرات جامعة دمشؽ ‪1972 ،‬ـ ‪ ،‬ص ص ‪.7_3‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -5‬صددناعة األسددمحة ‪ :‬تتحػػدث المصػػادر عػػف األسػػمحة التػػي صػػنعيا ك إسػػتعمميا األفارقػػة‬
‫كجاءت األبحاث األثرية لتدعـ كتثرم المعمكمات التاريخية في ىذا المجاؿ كأىـ ىذه األسمحة‬
‫أ‪ -‬الددرم ‪ :‬أعتبػػر اقػزاؿ الحربػة سػػالح البربػػر الػػكطني كتشػػير المصػػادر إلػػى إسػػتعماؿ الميبػػيف‬
‫(النكميػػد‪ ،‬المػػكرل‪ ،‬الجيتػػكؿ ) الفرسػػاف مػػنيـ كالمشػػاة ليػػذا السػػالح فػػي الصػػيد كفػػي الحػػرب‪ ،‬كىػػك‬
‫سالح اليجكـ الكحيد الذم يمتمككنو ككانت مسافة الرمػي ليػذا السػالح تصػؿ إلػى ‪ 40‬متػر‪ ،‬ككػاف‬
‫كؿ فارس يحمػؿ ‪ 3‬حػراب (صػكارم خشػبية كأسػنة معدنيػة حػادة ) كقػد كانػت الرمػاح الميبيػة معدنيػة‬
‫كىي مثمثة الشكؿ يتضح ذلؾ مف النتكءات التي تظيػر فػي كسػطيا‪ ،‬كمػا كجػد فػي النصػب‪ ،‬نصػب‬
‫السػكامع (قبائػػؿ جرج ػرة ) الػػذم يعػػكد إلػػى الفتػرة بػػيف القػػرف اؿ ‪ 03‬كاؿ ‪ 04‬ؽ ـ‪ ،‬ككػػاف الػػرمح فػػي‬
‫ىذا التاريخ أىـ سالح إستعممو المكر ‪1.‬أنظر الشكل ص‪75‬‬
‫ب‪ -‬السدددديف‪ :‬ت ػػدؿ العدي ػػد م ػػف النص ػػب عم ػػى كج ػػكد الس ػػيؼ ض ػػمف أس ػػمحة مح ػػاربي الش ػػماؿ‬
‫اإلفريق ػػي‪ ،‬كيثب ػػت ع ػػيف خنق ػػة (س ػػيقكس) ق ػػدـ ى ػػذا الس ػػالح ف ػػي المنطق ػػة كف ػػي س ػػاحة ميرن ػػا يظي ػػر‬
‫محارب ليبي يمسؾ في يمينو الرمح كعمى يسػاره السػيؼ‪ ،‬كأشػار تيػت ليػؼ إلػى أف السػيؼ لػـ يكػف‬
‫كاسػػع االنتشػػار إال انػػو كػػاف مػػف بػػيف األسػػمحة التػػي اسػػتعمميا اإلفريقيػػكف كلعمػػو كػػاف مقتص ػ ار عمػػى‬
‫‪2‬‬
‫فرؽ النخبة مف الفرساف كالمشاة أك طبقة القادة مثؿ الممؾ يكغرطة‪.‬‬
‫كعمكمػػا فػػاف صػػناعة األسػػمحة تضػػاؼ إلييػػا صػػناعة المعػػادف ك ىػػي صػػناعة معدنيػػة‪ ،‬كتػػدؿ‬
‫‪3‬‬
‫األثار عمى كجكد ىذه الصناعة منذ العيد النكميدم‪.‬‬

‫‪ -1‬رالؼ نينتكف‪ ،‬شجرة الحضارة‪ ،‬تر ‪ :‬أحمد فخام‪ ،‬ج ‪ ، 2 .‬د ‪.‬ط‪ ،‬باالشتراؾ مع مؤسسة فرنكميف لمطباعة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬نيكركؾ‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص ص‪301_299 ،‬‬
‫‪.-2‬محمد العربي العقكف ‪،‬اإلقتصادكالمجتمع في الشماؿ اإلفريقي القديـ ‪،‬ديكاف المطبكعات الجامعية ‪،‬الجزائر ‪2008،‬ـ ‪،‬ص‪.39‬‬
‫ل المرو ‪ :‬كممة مشتقة مف أصؿ فينيقي كتعنػي الغػرب‪ ،‬كنقػكؿ بػالد المػكر أكبػالد مكريطانيػة كقػد إنتشػر اإلسػـ فػي عيػد البػزنطييف‬
‫كأطمؽ ىذا اإلسـ عمػى كامػؿ سػكاف بػالد المغػرب القػديـ ‪،‬لممزيػد أنظػر ‪:‬محمػد بشػير شػنيتي ‪،‬التغيػرات اإلقتصػادية كاإلجتماعيػة فػي‬
‫المغرب أثناء اإلحتالؿ الركماني ‪،‬ط‪، 1‬الجزائر ‪،1984،‬ص‪157‬ص‪.160-‬‬
‫‪ -3‬محمد العربي العقكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪10‬‬
‫ماهية المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪_6‬الفخدددار‪:‬ش ػػكؿ الفخ ػػار حص ػػة األس ػػد ف ػػي األث ػػاث الجنائزي ػػة ال ػػذم اكتش ػػفت ف ػػي القب ػػكر البكني ػػة‪،‬‬
‫النكميديػػة القسػػنطنية‪ ،‬كقػػد كػػاف يختمػػؼ حسػػب النػػكع كالشػػكؿ كالصػػناعة فييػػا بػػيف الفخػػار المحمػػي‬
‫البدائي الصنع كالمستكرد‪ ،‬بحيث كاف ىذا األخير يمتاز بػأكاني رقيقػة الجكانػب ممسػاء البػدف يعمكىػا‬
‫طػػالء احمػػر قػػاتـ‪ ،‬كفػػي بعػػض األحيػػاف اسػػكد المػػع يتخمػػؿ مظيرىػػا الخػػارجي زخػػارؼ تشػػكؿ فػػي‬
‫معظميا أشكاال ىندسية كغالبا ما تككف قد صنعت بكاسطة دكالب لخزاؼ‪1.‬أنظر الشكل ص‪81‬‬
‫أمػػا النػػكع األخػػر المحمػػي‪ ،‬فيتميػػز ببدائيػػة فػػي الصػػنع كخشػػكنة فػػي المممػػس‪ ،‬سػػميؾ إلػػى حػػد كبيػػر‪،‬‬
‫كىػػك سػػائد بكث ػرة فػػي المكاقػػع األثريػػة السػػيرتية‪ ،‬كقػػد عثػػر عمػػى أنكاعػػو فػػي كػػؿ مػػف كيفػػي األركم‬
‫كالدببػة ثػػـ البازينػػاس بتػػديس‪ ،‬كغالبػػا مػػا يرجػػع تػاريخ اسػػتعمالو إلػػى القػػرف ‪ 04‬ؽ‪.‬ـ أك مػػا قبمػػو كمػػف‬
‫أمثمػػة المقػػى الفخاريػػة المسػػتكردة أيضػػا‪ ،‬نشػػير إلػػى تمػػؾ القػػاركرة (‪ )Gourde‬التػػي عثػػر عمييػػا فػػي‬
‫مقبرة الكدية بقسنطينة‪ ،‬كقد أكتي بيا مف الخارج كىي عائدة حسب تصػنيفيا الفخػارم إلػى القػرف ‪4‬‬
‫ؽ‪.‬ـ كال يسػػتبعد أف تكػػكف صػػنعت فػػي مدينػػة صػػكر(‪ )Tyr‬بالسػػاحؿ الفينيقػػي‪ ،‬باإلضػػافة إلػػى ذلػػؾ‬
‫بعض المقابض الممكية تحمؿ أختاما غالبػا مػا كانػت كرديػة‪ ،‬ممػا يػدؿ عمػى أنيػا جمبػت مػف جزيػرة‬
‫‪2‬‬
‫ركدس ببالد اإلغريؽ‪.‬‬
‫‪_7‬الحمي‪ :‬يضاؼ إلى تمؾ المقػى األثريػة الفخاريػة التػي أشػرنا إلييػا‪ ،‬تػـ العثػكر عمػى بعػض الحمػي‬
‫في المقابر متمثمة في خكاتـ كأقراط ك أكسمة كبعض الخناجر كبقايا السيكؼ كالدبابيس ‪.‬‬
‫‪_8‬الزجاج‪ :‬يمثؿ الزجاج لقى اثرية تـ العثكر عمى العديد مػف أدكاتػو المتمثمػة فػي قػاركرات العطػر‬
‫كأككاب كصػحكف كم اريػا مكسػرة‪ ،‬ال يتعػدل تاريخيػا القػرف اؿ‪ 03‬ؽ‪.‬ـ كقػد اكتشػفت فػي العديػد مػف‬
‫‪3‬‬
‫القبكر السيرتية‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد صغير غانـ‪ ،‬معالـ التكاجد الفينيقي البكني في الجزائر‪ ،‬د ط‪ ،‬دار اليدل‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -2‬محمد الغير غانـ‪ ،‬سربا النكميدية النشأة ك التطكر‪ ،‬د ط‪ ،‬دار اليدل‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪.60‬‬
‫‪ -3‬محمد الصغير غانـ‪ ،‬مظاىر الحضارية ك التراثية في الجزائر القديـ‪ ،‬مرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهية المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪_9‬القطع النقدية (العممة)‪ :‬بصػفة عامػة فػاف القطػع النقديػة التػي اكتشػفت فػي سػيرتا كػاف قػد عثػر‬
‫عمػػى أغمبيػػا فػػي تنقيبػػات مقبرة(سػػيدم امسػػيد) سػػنة ‪1888‬ـ كىػػي تعػػكد إلػػى الفت ػرة النكميديػػة‪ ،‬كقػػد‬
‫عمؿ البعض منيا عمى أحد كجيييا صكرة الرأس المتكج الذم يمكػف أف يكػكف لمممكػيف «ماسينسػا»‬
‫كابنو «مسيبسا» كما كجدت عمى الظير صكرة الحصػاف الػذم يجػرم متجيػا نحػك اليسػار كفػي ىػذا‬
‫المجاؿ يمكف أف نشير إلى تمؾ القطعة التي حممت عمػى إحػدل كجيييػا صػكرة الفيػؿ‪ ،‬ككتػب تحتػو‬
‫اسػػـ «كػػرطف» التػػي اسػػتمدت المدينػػة اسػػميا منيػػا‪ ،‬كلقػػد كانػػت معظػػـ النقػػكد التػػي عثػػر عمييػػا فػػي‬
‫سيرتا قػد صػنعت مػف الرصػاص‪ ،‬كػذلؾ تػـ العثػكر فػي معبػد الحفػرة سػنة ‪ 1955-1950‬عمػى ‪19‬‬
‫قطعة نقدية اثنيف منيا صنعت في مدينة قرطاجة أما ‪ 17‬المتبقيػة فيػي ذات صػنع نكميػدم‪1.‬أنظدر‬
‫الشكل ص‪76‬‬
‫‪_10‬النقددوش‪ :‬لوحددة التنحددو‪ :‬تعتبػػر ىػػذه المكحػػة مػػف أىػػـ الشػكاىد األثريػػة التػػي تػػدؿ عمػػى الميبيػػيف‬
‫القػػدامى كقػػد عثػػر عمييػػا فػػي أبيػػدكس فػػي مصػػر العميػػا كقػػد اسػػتطاع العػػالـ األلمػػاني( تاسػػتي ) مػػف‬
‫خالؿ ىذه المكحػة أف يميػز العالمػة الييركغميفيػة التػي تػدؿ عمػى التنحػك نجػد عمػى أحػد كجيػي ىػذه‬
‫المكحة رسكمات تمثؿ سبع مدف محصنة متحالفػة اسػتطاع أف ينتصػر عمييػا الممػؾ أمػا عمػى الكجػو‬
‫األخػػر نجػػد ثالثػػة صػػفكؼ تمثػػؿ ثيػراف كحميػػر كأغنػػاـ كأسػػفميا أشػػجار زيتػػكف بػػالقرب منيػػا العالمػػة‬
‫‪2‬‬
‫الييركغميفية التي تدؿ عمى التنحك‪.‬‬
‫*لوحة التوحيد‪ :‬لقد ظير اسـ التنحك خالؿ األسػرة األكلػى (‪ )3200-2778‬ؽ‪.‬ـ فػي عيػد الممػؾ‬
‫ىرمز عمى أسطكانة مػف العػاج تعػرؼ باسػـ لكحػة التكحيػد كيبػدك الممػؾ فػي ىػذا الػنقش ىػك يضػرب‬
‫مجمكعة مػف األسػرل الجػاثميف نقػش فػكقيـ عبػارة تنحػك بالمغػة الييركغميفيػة كلقػد اختمػؼ المؤرخػكف‬
‫فػػي تفسػػير ىػػذه المكحػػة فنجػػد انػػو يعبػػر عنيػػا نعرمػػر ينتصػػر عمػػى الميبيػػيف فػػي حػػيف نجػػد (دريتكنػػك‬

‫‪ -1‬محمد الصغير غانـ‪ ،‬التكسع الفينيقي في غرب البحر المتكسط‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اليدل‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ص ‪.87-78‬‬
‫‪ - 2‬محمد بٌومً مهران ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.307‬‬
‫‪12‬‬
‫ماهية المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫جاردنر) يعبر عف ىذه المكحة ب ( نعرمر ينتصر كييزـ تكمف الكجو البحػرم كىػك يكحػد القػارتيف )‬
‫كنالحػػظ أف جميػػع ى ػؤالء البػػاحثيف عمػػى ص ػكاب إلف كثيػػر مػػف العممػػاء يعتقػػد أف نعرمػػر اسػػتطاع‬
‫تكحيػد منطقػػة كادم النيػػؿ بعػد أف طػػرد منيػػا المبيػػيف الػذيف كػػانكا يقيمػػكف فػي الكجػػو البحػػرم كالممفػػت‬
‫لمنظػػر ىنػػا أن ػو ال يمكػػف التمييػػز بػػيف صػػكر كأشػػكاؿ أىػػؿ الػػدلتا فػػي ىػػذه المكحػػة كبػػيف التنحػػك أك‬
‫الميبيػػكف الػػذيف مي ػزتيـ الرسػػكـ المص ػرية القديمػػة ب ػأنيـ أشػػخاص ممتحػػكف كيزينػػكف ش ػعكرىـ بػػالريش‬
‫كيرتدكف كيس العكرة كتتدلى مف قمصانيـ القصيرة ذيكؿ ‪.1‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المراحل التاريخية لدراسة المصادر األثرية‬


‫عصور ما قبل التاريخ‪:‬‬
‫كىي العصػكر التػي ال تممػؾ أم مصػدر مكتػكب كاسػتغرقت ىػذه الفتػرة مميػكف سػنة كقػد اقتصػرت‬
‫دراسة ما قبؿ التاريخ في بالد المغرب مػف المػؤرخيف عمػى الصػناعات الحجريػة كأنمػاط العػيش كقػد‬
‫قسػػـ المػػؤرخيف ىػػذه الفت ػرة إلػػى عصػػكر حجريػػة (قػػديـ‪-‬كسػػيط‪-‬حػػديث) فالقػػديـ امتػػد منػػذ فت ػرة زمنيػػة‬
‫طكيم ػػة إل ػػى ‪ 10000‬س ػػنة ؽ‪.‬ـ كالعص ػػر الحج ػػرم الكس ػػيط امت ػػد إل ػػى حػ ػكالي ‪ 500‬س ػػنة ؽ‪.‬ـ‪ ،‬ث ػػـ‬
‫‪2‬‬
‫الحديث إلى غاية عصر المعادف‪.‬‬
‫‪-1‬العصر الحجري القديم‪:‬‬
‫كينقسـ بدكره إلى ‪ 3‬أقساـ العصػر الحجػرم القػديـ األقػدـ‪ ،‬العصػر الحجػرم القػديـ األكسػط‪،‬‬
‫العصر الحجرم القديـ األعمى‪:‬‬

‫‪ -1‬مرجع سابؽ‪ ،‬إبراىيـ بشي‪ ،‬ص ‪11-109‬‬


‫‪ -2‬فرنسػػيس أكر‪ ،‬حضػػارات العصػػر الحجػػرم القػػديـ‪ ،‬تػػر‪ ،‬سػػمطاف حسػػيف‪ ،‬د ط‪ ،‬ج ‪ ،1‬مطػػابع ألػػؼ بػػاء األديػػب‪ ،‬دمشػػؽ‪،1989 ،‬‬
‫ص ‪.41‬‬
‫‪13‬‬
‫ماهية المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫العصػر الحجػػرم القػػديـ األقػدـ طػػكر الخشػػي نسػػبة إلػى أحػػد المكاقػػع تعػكد إلػػى العصػػر كىػػي‬
‫عػػيف حػػنش بػػالجزائر‪ ،‬أظيػػرت األبحػػاث أف أكؿ مكقػػع عثػػر فيػػو عمػػى صػػناعة بدائيػػة لمحجػػارة ىػػك‬
‫م ػػنجـ "ع ػػيف ح ػػنش" ش ػػرؽ مدين ػػة س ػػطيؼ ب ػػالجزائر كى ػػي مص ػػنكعات عب ػػارة ع ػػف أدكات لإلنس ػػاف‬
‫الحجرم الذم يستعمميا كاألسمحة كىي أدكات لتكبير ذات جية كاحػدة حػادة (أم مػف جانػب كاحػد)‬
‫كجػدت فػي المغػرب فػي مدينػة سػال كػذلؾ مػف قػرب كاد درعػة‪ ،‬كقػد صػنعكا تمػؾ األدكات الحجريػة‬
‫كانكا عمى الراجح ينتسبكا إلى اإلنساف المنتصب القامة‪،‬كقد ظير تطكر فػي األدكات المسػتعممة إذا‬
‫أصػػبحت الحجػػارة تطػػرؽ مػػف الجػانبيف كىػػذا التطػػكر تميػػز فػػي المغػػرب يصػػنع أدكات خاصػػة عبػػارة‬
‫عػف شػاقكر قصػير كبنيايػة ىػذا التطػكر بػدا اإلنسػاف يسػتعمؿ أدكات غيػر الحجػارة كػالقطع الخشػبية‬
‫‪1‬‬
‫الحادة‪.‬‬
‫‪ -‬كقػػد عثػػر عمػػى بقايػػا عظميػػة ألصػػحاب ىػػذه األدكات فػػي مقػػاليع سػػيدم عبػػد الػػرحمف بػػالقرب مػػف‬
‫‪2‬‬
‫الدار البيضاء كمف غرب مدينة الرباط كما عرفكا ىؤالء استعماؿ النار‪.‬‬
‫‪-2‬العصر الحجري القديم األوسط‬
‫خػػالؿ ىػػذه المرحمػػة تتضػػح الف ػكارؽ بػػيف إفريقيػػا كأكركبػػا كأصػػبح مػػف الصػػعب كضػػع مقارنػػة‬
‫بيف المنطقتيف‪ ،‬عرؼ مف خالليا المغرب كمف خالؿ ىذا العصر تطكر خاص بالصػناعة العتيريػة‬
‫نسبة إلى مدينة العاتر شرؽ الجزائر‪ ،‬كتميز بأدكات حجريػة متنكعػة نسػبة منيػا ذات السػاؽ بدخمػو‬
‫مقػبض كتسػتعمؿ بصػفة خاصػة كالرمػاح كالنبػاؿ‪ ،‬كمػػا اعتمػد اإلنسػاف عمػى قطػع الصػكاف سػػيميكس‬
‫الذم ىك قابؿ لمتشذيب كقابؿ إلعطػاء شػظاية صػغيرة كحػادة كمػف أىػـ المكاقػع القديمػة مكقػع "شػيتا‬

‫‪ - 1‬فرانسوا اور‪ ،‬المرجع ‪،‬السابق‪،‬ص‪.54‬‬


‫‪ -2‬محمد عمي عيسى أبك القاسـ‪ ،‬الجذكر التاريخية مف خالؿ المصادر األثرية ك األنثركبكلكجية المغكية ‪،‬ط‪،2‬دار الكتب الكطنية‬
‫بنغازم ‪ ،‬ليبيا ‪2012،‬ـ‪،‬ص‪.38‬‬
‫‪14‬‬
‫ماهية المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫القناصػػيف كيعتقػػد بعػػض‬


‫مميػػؿ"‪ ،‬ك ىػػذا التقػػدـ التقنػػي لػػألدكات أدل إلػػى التقػػدـ فػػي العػػيش لي ػؤالء ن‬
‫الباحثيف أف الثقافة العتيرية كانت مف عمؿ إنساف مدكؾ‪1‬أنظر الشكل ص‪77‬‬
‫‪-3‬العصر الحجري القديم األعمى‪:‬‬
‫كفيػػو عثػػر عمػػى مخمفػػات فػػي عػػدة منػػاطؽ كيميػػز البػػاحثيف بػػيف ثقػػافتيف متمي ػزتيف فػػي ىػػذه‬
‫المرحمة‪ ،‬الثقافة الكىرانية كالثقافة القفصية كبالرغـ مف أنيما كانػت متػزامنتيف فػي بعػض قراءتيػا إال‬
‫أنيا كانت مختمفة عند البعض ك يتقاسماف إفريقيا‪.‬‬
‫الثقافة الوهرانية‪( 2:‬المولجية) تكجد في كادم مػكيمح غػرب الج ازئػر‪ ،‬كمػا تعػرؼ بػااليبر كمكريتانيػا‬
‫العتقاد الباحثيف لكجكد تشابو بينيا‪ ،‬مف المسػمـ بػو حاليػا انيػا سػبقت الثقافػة القفصػية زمنيػا‪ ،‬كتعػكد‬
‫أق ػػدـ الم ارك ػػز المغربي ػػة ف ػػي "تفكغم ػػت" (ت ػػازة) كتص ػػؼ الميػ ػربيف تس ػػارة) إل ػػى حػ ػكالي ‪ 22000‬ؽ‪.‬ـ‬
‫كتشػمؿ ىػػذه المنطقػػة السػاحمية كالتميػػة فػػي شػماؿ إفريقيػػا‪ ،‬ككػػذلؾ مغػارة دار السػػمطاف (الربػػاط) كفػػي‬
‫الج ازئػػر ىنػػاؾ منطقػػة شػػييرة كىػػي مشػػتة العربػػي كمن ػو أصػػبح يعرفػػك بالمشػػتاكيكف‪ ،‬كيػػرل البػػاحثكف‬
‫باف سكانيا أتك مف الشرؽ كربما مف افريقيا الشرقية إلى المغػرب بمحػذاة السػاحؿ إلػى غايػة مدينػة‬
‫الصكبرة دكف اف يتكغمك داخؿ البالد‪ ،‬كما أنيـ عمى ما يبدك لـ يستكطنكا مدينة طنجػة ‪ ،‬يتميػزكف‬
‫المشػػتكيف بػػبعض الخصػػائص منيػػا دفػػف المػػكتى فػػي المقػػابر كقػػد اسػػتمركا فػػي الكجػػكد إلػػى غايػػة‬
‫‪3‬‬
‫العصر الحجرم الحديث حيث استكطنكا جزر الكنارم حكالي األلؼ الثالثة ؽ‪.‬ـ‪.‬‬
‫القفصيون‪ :‬سمك الحفصػيكف نسػبة إلػى مدينػة قفصػة جنػكب تػكنس حيػث عثػر عمػى أىػـ محطػات‬
‫تشػمؿ انتقػػائيـ المنػػاطؽ السػػاحمية فػػي شػػماؿ افريقيػا خاصػػة الجيػػة الشػػرقية تمتػػاز محطػػة القفصػػييف‬

‫‪ -1‬مرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.52‬‬


‫‪ -2‬الحضدددارة الوهرانيدددة‪ ،‬كتعػػرؼ أيضػػا بالحضػػارة اإليبيركمكريػػة‪ ،‬لممزيػػد أنظدددر‪،‬محمػػد سػػحنكف ‪،‬ماقبػػؿ التػػاريخ ‪،‬الج ازئػػر ‪،1994،‬‬
‫ص‪. 116‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬شػارؿ أنػدرم جكليػاف‪ ،‬تػاريخ إفريقيػا الشػمالية‪ ،‬تعػر‪ ،‬محمػد م ازلػي‪ ،‬ط‪ ،8‬ج‪ ،2‬مؤسسػة تكالػت لمثقافػة‪ ،‬ب ـ‪ ،2011 ،‬ص ص‬
‫‪.43 42‬‬
‫‪15‬‬
‫ماهية المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بانيػػا عبػػارة عػػف أك ػكاـ مػػف الرمػػاؿ كقكاقػػع الحم ػزكف كعثػػر عمػػى بقايػػا عظميػػة كعمػػى ش ػظاية بػػيض‬
‫النعػػاـ التػػي كػػانكا يسػػتعممكنيا كػػأكاني منزليػػة كقػػد نقشػػت بعػػض الزخػػارؼ كمػػف الكاضػػح أنيػػـ عرفػكا‬
‫نكع مف االستقرار كمػا اعتمػدكا فػي تغػذيتيـ عمػى التقػاط النباتػات كالحمػزكف كقػد عثػر عمػى مناجػؿ‬
‫حجريػة كعمػى طاحكنػة تػػكحي عمػى أنيػـ يعرفػػكف الحصػاد كطحػف الحبػػكب كػدليؿ عمػى ممارسػػتيـ‬
‫األنشطة الزراعية أما صناعتيـ الحجريػة فيػي اكبػر تنػكع كادؽ صػنعا مػف الصػناعة الكىرانيػة كاىػـ‬
‫مف ذلؾ أنيػـ أكؿ مػف أبػدكا اىتمػاميـ الفنػي ليظيػر فػي نقػش القشػكر كقشػكر بػيض النعػاـ كااللػكاح‬
‫‪1‬‬
‫الحجرية كربما كانت تمؾ البداية الفنية لمنقكش عمى الصخر‪.‬‬
‫‪-4‬العصر الحجري القديم الحديث‪:‬‬
‫س ػ ػػمي بالعص ػ ػػر الحج ػ ػػرم الق ػ ػػديـ الح ػ ػػديث إلف األدكات المس ػ ػػتعممة معظمي ػ ػػا م ػ ػػف الحج ػ ػػر‬
‫المصقكؿ بعد أف كانت مف الحجر المنحكت اال اف التقنيات الجديدة ال تكفػي لتحديػد ىػذا العصػر‬
‫الػػذم عػػرؼ ثػػركة ىائمػػة تتمثػػؿ فػػي انتقػػاؿ االنسػػاف مػػف مرحمػػة القػػنص كالصػػيد كااللتقػػاط إلػػى مرحمػػة‬
‫الزراعة كتربية الماشية‪ ،‬بتعبير اخر مف مرحمة االعتماد عمى المكاد الطبيعية إلى مرحمة اإلنتاج‪،‬‬
‫كمػػا اقتػػرف ىػػذا العصػػر بػػبعض االخت ارعػػات كصػػناعة الخػػزؼ كالنسػػيج كتطػػكرات اجتماعيػػة كبدايػػة‬
‫االسػػتقرار فػػي القريػػة الزراعيػػة كاالىتمػػاـ المت ازيػػد بػػالفف كالػػديف‪ ،‬انطالقػػا مػػف المنػػاطؽ الزراعيػػة التػػي‬
‫تمتد مػف الشػرؽ األدنػى مػا بػيف ‪ 800‬ك‪ 600‬سػنة ؽ‪.‬ـ عمػى كجػو التقػدير اسػتقر نمػط حيػاة إنسػاف‬
‫العصر الحجرم الحديث إلى اسيا الكسطى كأكركبا كشماؿ افريقيا كخاصة في المناطؽ التي كانػت‬
‫مؤىمػػة لتتبنػػى الػػنمط االقتصػػادم الجديػػد أم كانػػت تتػػكفر عمػػى أ ارضػػي صػػالحة الز ارعػػة كحيكانػػات‬
‫‪2‬‬
‫قابمة لمتدجيف‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد عمي عيسى‪ ،‬مرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.56‬‬


‫‪ -2‬فرنسيس أكر‪ ،‬مرج السابؽ‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫‪16‬‬
‫ماهية المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-5‬العصر الحجري في شمال افريقيا‪:‬‬


‫اسػػتمرت بعػػض التقاليػػد المحميػػة فػػي كج ػػكد خاصػػة الصػػناعة القفصػػية غيػػر أف التط ػػكرات‬
‫النيكلكتيػػة الجديػػدة عمػػت كػػؿ المنػػاطؽ بمػػا فييػػا المنػػاطؽ الكىرانيػػة كتختمػػؼ التطػػكرات عمػػى حسػػب‬
‫المناطؽ خالؿ ىذه المرحمة بػدأت عالقػة شػماؿ افريقيػا بمنػاطؽ اخػرل كالشػرؽ األكسػط منػذ األلػؼ‬
‫الخامسػػة ؽ‪.‬ـ‪ ،‬كمػػا عرفػػت طػػكر الجفػػاؼ‪ ،‬كيجػػب التػػذكير بػأف ىػػذه المنػػاطؽ كانػػت اىمػػة بالسػػكاف‬
‫كتطػػكرت بيػػا حضػػارات ميمػػة كػػاف أصػػحابيا يعرفػػكف الخػػزؼ منػػذ القػػرف اؿ ‪ 7‬ؽ‪.‬ـ بصػػفة عامػػة‬
‫ظمػػت الصػػحراء كالمنػػاطؽ الصػػحراكية عمػػى اتصػػاؿ بالشػػماؿ كمػػا أف الكثيػػر مػػف البػػاحثيف يػػركف‬
‫أكركبا كانػت عمػى اتصػاؿ بشػماؿ افريقيػا خػالؿ ىػذا العصػر عبػر جبػؿ طػارؽ كجزيػرة صػقمية كىػذا‬
‫‪1‬‬
‫ما يؤكده تكاجد نكع مف الخزؼ المصنكع باسبانيا يسمى بالخزؼ الجرسي بمغارة بنكاحي طنجة‪.‬‬
‫‪-6‬عصر فجر التاريخ‪:‬‬
‫تنتيػػي فت ػرة مػػا قبػػؿ التػػاريخ عنػػد ظيػػكر المصػػادر المكتكبػػة‪ ،‬لكػػف الفت ػرة التاريخيػػة االنتقاليػػة‬
‫تسػػمى بمقدمػػة أك فجػػر التػػاريخ اك قبيػػؿ التػػاريخ‪ ،‬مػػف الصػػعب تحديػػد الفت ػرة بدقػػة فػػي شػػماؿ افريقيػػا‬
‫عمػػى العمػػكـ فيػػي مطابقػػة تقريبػػا مػػع عصػػر المعػػادف كتمتػػد حػكالي ‪ 3‬االؼ سػػنة ؽ‪.‬ـ إلػػى كصػػكؿ‬
‫الفينيقيػػيف إلػػى شػػماؿ افريقيػػا كقػػد عرف ػت المنطقػػة عػػدة تطػػكرات ميمػػة مػػف بينيػػا اسػػتعماؿ المعػػادف‬
‫كت ازيػػد اتصػػاؿ سػػكاف شػػماؿ افريقيػػا بسػػكاف المتكسػػط خاصػػة‪ ،‬كاف جفػػاؼ الصػػحراء أدل إلػػى عزلػػة‬
‫المنطقة مف جية الجنكب ككذلؾ اكتماؿ العناصر السكانية كذلؾ بكفكد مكجػات جديػدة خاصػة مػف‬
‫الش ػػرؽ كي ػػزعـ بع ػػض الب ػػاحثيف اف ب ػػالد المغ ػػرب ل ػػـ تع ػػرؼ عص ػػر المع ػػادف كذل ػػؾ بس ػػبب ن ػػدرتيا‬
‫كانتشػػار كجكدىػػا عمػػى المكاقػػع السػػاحمية كىػػك مػػا يػػدفعيـ إلػػى اعتبارىػػا مػكاد مسػػتكردة غيػػر اف ىػػذه‬
‫االدعػػاءات ال يمكػػف التسػػميـ بيػػا اذ عثػػر فػػي نػكاحي تممسػػاف عمػػى أدكات نحاسػػية تعػػكد إلػػى حػكالي‬
‫‪ 3100‬ؽ‪.‬ـ كالقريبة مف احد المنػاجـ ممػا يعنػي أنيػا قػد تكػكف مػف صػنع محمػي كمػا أف الصػخكر‬

‫‪ -1‬عبد الحفظ فيضؿ الميار‪ ،‬مرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.33‬‬


‫‪17‬‬
‫ماهية المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المنقكشة في األطمس الكبير كالتي تشمؿ عمى أسمحة بركنزيػة يمكػف أف تثبػت بػدكرىا كجػكد عصػر‬
‫‪1‬‬
‫المعادف بالمغرب‪.‬‬

‫‪ -1‬نفسو‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪18‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫ابرز مواقع املصادر األثرية يف بالد‬
‫املغرب القديه‪.‬‬

‫‪ -‬املبحث األول‪ :‬يف املغرب‪.‬‬


‫‪ -‬املبحث الثاين‪ :‬يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬املبحث الثالث‪ :‬يف تونس‪.‬‬
‫‪ -‬املبحث الرابع‪ :‬يف ليبيا‪.‬‬
‫أبرز مىاقع المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬أبرز مواقع المصادر األثرية في بالد المغرب القديم‪.‬‬


‫كجد في شماؿ اإلفريقي فؤكس يدكية مف الزمف األبيفمي كاألشكلي في انقاض غير‬
‫مضبكطة الطبقات في كؿ مف تكنس كالجزائر كالمغرب كما بدت في ىذه األقطار شظايا ليفكلكزية‬
‫كمكستيرية ذات الطابع محمي عرفت باسـ اآلالت الفطرية ككجدت نصاؿ ذات طابع محمي عرفت‬
‫‪1‬‬
‫بالنصاؿ القفصية كالكىرانية‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المواقع األثرية في المغرب األقصى‬

‫‪ ‬عين مميمة‪ :‬يكجد ىذا المكقع األثرم في ضكاحي الدار البيضاء بالمغرب األقصى كىك‬
‫عبارة عمى قاع مستنقع شبو ببحيرة كرار بالغرب الجزائرم ‪ ،‬كفقا لذلؾ قد جمع الباحث مع اتزاف‬
‫(‪ )M.Antione‬بعض أدكات الصناعية األثيكبية كعظاـ الحيكانات الثدية درسيا فيما بعد األستاذ‬
‫أرامبكرغ ( ‪ )C.Arambourg‬فتكصؿ إلى أنيا تحتكم عمى عظاـ فيمة أطمسية‪2،‬ك تتمثؿ في‬
‫األدكات الحجرية التي عثر عمييا في شظايا خنشمة كفؤكس بيفاسة غير مشذبة جيدا‪ ،‬كحسب‬
‫‪3‬‬
‫الباحث انثكاف ‪ ،‬تمؾ الصناعة تظير عمييا الممسات المسترية ذات التقاليد األشكلية‪.‬‬

‫‪ ‬عين فريطيسة‪ :‬أما بالنسبة لعيف فريطسة الكاقعة في حكض الممكية عمى حدكد الجزائر‬
‫المغربية حيث جمع مف أرضية مكقعيا رممي مف طرؼ الباحث األثريسيكارد (‪)Dr.Sicard‬‬
‫بعض األدكات التي درسيا فيما بعد ‪1952‬ـ كؿ مف انتكانكار كحرلماف‪ A.Ruhamoun‬فتبيف‬
‫ليما بأف صناعتيا القزمية ذات التقاليد الفالكزية‪ Levaloisien‬كىي تمثؿ نمكذجا لتقنية الصناعة‬
‫المغربية بالجزائر كقد حمميا كؿ مف فكرير‪ R.Fourer‬كرحممماف عمى أنيا صناعة أشكلية‬

‫‪ -1‬تقي دباغ‪ ،‬مقدمة في عمـ األثار‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الجاحظ‪ ،‬العراؽ‪،1981 ،‬ص‪.45‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد الصغير غانـ‪ ،‬مكقع الحضارت ما قبؿ التاريخ في بالد المغرب القديـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪.23 .22‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪20‬‬
‫أبرز مىاقع المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫متطكرة جدا كىذا مف خالؿ دراستيا لبعض أدكات ىذا المكقع متكفرة في متحؼ الرباط كالتزاؿ‬
‫‪1.‬‬
‫تنتظر الدراسة‬
‫‪ ‬موقع الحنك(الدار البيضاء)‪ :‬يقع في ضكاحي مدينة الدار البيضاء عمى بعد ‪ 1‬كمـ مف‬
‫المنارة البحرية عمى الجية المقابمة لشماؿ الغربي لنتكء الحنؾ الجبمي في البحر ‪،‬اجرل‬
‫‪ m.antoinelp‬مقطع عرضي لمعرفة التاضد الطبقي سنة ‪1930‬ـ فالحظ كجكد ‪ 07‬طبقات‬
‫عمى عمؽ ‪15‬ـ حيث احتكت كؿ مف الطبقة ‪ 5‬ك ‪ 6‬عمى صناعو حجرية‪ ،‬حيث كجدت في ىذا‬
‫المكقع اشكاؿ متنكعة مف المكزية شبو بيضكية منيا ذات الحد النيائي كمنيا ذات المقطع‬
‫‪2‬‬
‫المحدب ك تنتمي الصناعة الحجرية بيذا المكقع الى االشكلية العميا‪.‬‬

‫المواقع األثرية في المغرب األقصى في العهد الروماني ‪:‬‬


‫قد خمؼ الركماف آثار يمكف إعتبارىا قميمة بالنسبة لمدة حكميـ في ىذه البالد ‪،‬كيمتاز الفف‬
‫الركماني بكثرة الصكر الجدرانية كالتماثيؿ التي تزيف أبكاب المباني‪ ،‬كمف المكاقع نجد‪:‬‬
‫‪ _1‬طنجة ‪ :‬كىي أكبر مدينة مغربية في العيد الركماني ‪،‬كقد شاىد البكرم في القرف اؿ‪11‬ـ‬
‫قناف التي عثر عمييا كالتي تمتد مف مصب كاد الييكد إلى المدينة كقد أستغؿ ماء الكاد في‬
‫حاجيات السكاف ‪،‬كما عثر بيا عمى ضريح تعمكه قبة كيشتمؿ عمى مجمكعة مف األكاني الطينية ‪،‬‬
‫كأىـ األثار المكتشفة بيف عاميف ‪1908‬ـ ك‪1909‬ـ مجمكعة أخرل مف القبكر التي تعمكىا صكر‬
‫نباتية كمناظر مختمفة ‪،‬كبعض النقكش الركمانية كحماـ عمكديا في (عيف حماـ )‪،‬كمف المؤكد أف‬
‫الحركب المتتالية التي عرفتيا ىذه المدينة كالزالزؿ كغيرىا مف الككارث الطبيعية سببت ضياع‬
‫‪3‬‬
‫كبير ليذه األثار ‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.23 .22‬‬


‫‪ -2‬محمد رشدم جراية‪ ،‬حضارات بالد المغرب خالؿ العصر الحجرم القديـ‪ ،‬د ط‪ ،‬دار ىكمة‪ ،‬الجزائر‪،2017،‬ص‪.105‬‬
‫‪ - 3‬عاصم محمد رزق ‪،‬علم األثار بٌن النظرٌة والتطبٌق ‪،‬د ط ‪،‬مكتبة مدبولً ‪،‬د م‪3991،‬م ‪،‬ص ص‪.24 32‬‬
‫‪21‬‬
‫أبرز مىاقع المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ _2‬سال‪ :‬كمكقعيا مكاف شالة الحالية‪ ،‬كقد تـ إكتشاؼ األطالؿ الركمانية بيا منذ ‪1930‬ـ كأىميا‬
‫الساحة العمكمية كقكس النصر ‪،‬يبمغ طكؿ سكرىا ‪500‬متر كعرضو ‪300‬متر ‪،‬أنظر شكؿ ص‬
‫‪ ،78‬كمف المكتشفات بيا أيضا بعض الصكر المنقكشة كبعض الحمي كاألكاني الطينية ‪،‬إلى‬
‫جانب ىذه نجد مدف أخرل مف أىميا‪:‬‬
‫_ تمودا ‪ :‬تقع عمى مقربة مف تطكاف كالظاىر أنيا بنيت عمى أنقاض مدينة قرطاجة حيث إسـ‬
‫‪1‬‬
‫تمكدا يرجع إلى العيد القرطاجي نفسو‪.‬‬
‫_ ياتاسا ‪ :‬كانت عمى ضفة كاد سيكا‪ ،‬كقد كانت ذات أىمية كبيرة كالتزاؿ أطالليا قائمة‬
‫‪،‬كتحتكم عمى حمامات كمنازؿ ‪،‬كلعميا كانت مدينة تجارية حيث أكتشؼ بيا قطع مف البركنز‬
‫كأثار قصكر أنيقة مما يدؿ عمى اف سكانيا ذات طبقات الفالحيف كاألرستقراطييف‪.‬‬
‫كعمكما المباني المعمارية في العيد الركماني التي كجدت في المغرب تتجمى في تناسقيا‬
‫كمالئمتيا ل مبيئة ك المجتمع حيث كانت المنازؿ في أغمب األحياف تتككف مف طابؽ كاحد‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫كيستعمؿ في البناء الحجر المنحكت كالجير كالطيف‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬المواقع األثرية في الجزائر‬
‫تعتبر المكاقع الحضارية الجزائرية العائدة إلى فترة ما قبؿ التاريخ السيما منيا العصر‬
‫الحجرم القديـ األسفؿ كمف أىـ المكاقع التي عمر فييا اإلنساف لمدة طكيمة مف الزمف ‪،‬يظير‬
‫ذلؾ مف خالؿ بقايا األثرية المادية‪ ،‬األنثركبكلكجية كالحيكانية‪ ،‬كقد أعطت الكثير مف المكاقع‬
‫كالمقى األثرية التي تدؿ عمى النشاط البشرم الذم كاف متكف ار في المنطقة كذا بقايا الفكتة‬
‫الحيكانية التي تعيش عمى بقاياىا‪ ،‬يضاؼ إلى ذلؾ الكيكؼ التي اتخذ منيا مسكنا لو ككذا‬

‫‪ -1‬عاصم محمد رزق ‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪. 10 27‬‬


‫‪ - 2‬المرجع نفسه ‪،‬ص‪.10‬‬
‫‪22‬‬
‫أبرز مىاقع المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أطراؼ األنيار كالعيكف كاآلبار التي استقر عمى ضفافيا كذلؾ ما يجعميا تعتقد باف اإلنساف‬
‫‪1‬‬
‫الجزائرم القديـ رغـ بدائيتو إال انو تأقمـ فعال مع المنطقة‪.‬‬
‫كعميو يمكننا إعطاء نماذج لتمؾ المكاقع ‪:‬‬
‫‪ ‬موقع الحفرة‪ :‬تقع منطقة الحفرة األثرية في كاجية إلتقاء نيرم بكمرزكؽ كالرماؿ‪ ،‬كتمتد‬
‫طكليا عمى محكر يبمغ طكلو حكالي ‪400‬ـ‪ ،‬محاذية لمضفة اليسرل لنير الرماؿ كمكازية ليا بعد‬
‫اف يأخذ النير اتجاىو نحك الشماؿ‪ ،‬كتتككف ىذه المنطقة األثرية مف ثالثة مكاقع رئيسية ىي‪:‬‬
‫‪ -1‬الحفرة (‪ :)La Favissa‬التي اكتشفت بيا معظـ النصب البكنية إلى جانب كمية كبيرة مف‬
‫الكسر الفخارية‪ ،‬كيكجد ىذا المكقع في ساحة تحتؿ كسط المنحدر الجنكبي الغربي لمرتفع الحفرة‬
‫كىي المكالية لبناءات الشركة الكطنية لبيع قطع الغيار حاليا (مستكدعات ركنك الفرنسية سابقا)‬

‫‪ -2‬موقع وسط المنحدر‪ :‬ا لذم يشرؼ عمى الحفرة‪ ،‬كقد تكافرت بو أكبر كمية مف الفخاريات التي‬
‫جمعت في حممة التنقيب التي قادىا كؿ مف أ‪ .‬بيرتيي كالبي شارلي في الخمسينات مف ىذا‬
‫القرف‪ ،‬كقد تضمف ىذا المكقع ما عرؼ بحصف كسط المرتفع الذم تتمثؿ في بقايا بناية مغمكرة‬
‫‪2‬‬
‫تحت األرض‪ ،‬اخذت شكال مستطيال كقسمت داخميا الى غرؼ مربعة كمستطيمة‪.‬‬

‫‪ -3‬قمة مرتفع الحفرة‪ :‬يكجد ىذا المكقع في حديقة فندؽ ترانز اطالنطيؾ التي يكجد بيا قمة‬
‫مرتفع الحفرة كحسب المعاممة الطبكغرافية االثرية‪ ،‬فانو يتمثؿ في بقايا ثالثة جدراف تمثؿ معبدا‬
‫كقمعة تعكد الى الفترة الركمانية‪ ،‬كقد أظيرت التنقيبات التي جرت في ىذا المكقع ثالث غرؼ غير‬
‫متصمة ببعضيا‪ ،‬كيبدك أف الدخكؿ إلى تمؾ الغرؼ كاف يتـ مف الناحية الجنكبية كمف األشياء‬
‫التي عثر عمييا في مكقع الحفرة‪ ،‬نصب بكني خالي مف الكتابة‪ ،‬باإلضافة إلى كسكر فخارية‬
‫كقرميد يعكد إلى الفترة الركمانية‪ ،‬كيبدك الشيء الياـ الذم عثر عميو في ىذا المكقع يتمثؿ في‬

‫‪ -1‬إبراىيـ باشي‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬ص‪.22‬‬


‫‪ - 2‬السٌر لٌونارد وولً ‪،‬مدخل إلى علم األثار ‪،‬تر حسن الباشا وعبد المنعم أبو بكر ‪،‬د ط ‪،‬القاهرة ‪،‬د س ‪،‬ص ص‪.331 99‬‬
‫‪23‬‬
‫أبرز مىاقع المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ىيكؿ عظمي دفف في حفرة محاط بالحصى الصغيرة‪ ،‬ككانت جمجمة صاحب الييكؿ قد عمتيا‬
‫جمجمة أخر كجييا إلى أسفؿ‪ ،‬مما جعؿ كجيي الجمجمتيف متقابمتيف باإلضافة إلى مجمكعة مف‬
‫العظاـ تمثؿ الييكميف‪ ،‬كقد درست العظاـ المشار إلييا مف قبؿ ليكنيؿ بالك الذم اعتقد باف الييكؿ‬
‫العظمي األسفؿ كاف إلمرآة لـ تتجاكز سنيا عند كفاتيا ‪ 25‬سنة‪ ،‬كىي ذات المالمح زنجيكية‪ ،‬اما‬
‫الييكؿ العظمي الثاني فيك صاحب الجمجمة العمكية كىك رجؿ مسف تجاكز عمره ‪ 60‬عاما‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫تعرض ىيكمو العظمي لطقكس التشكيو‪.‬‬

‫‪ -4‬المقى األثرية التي عثر عميها في موقع الحفرة‪ :‬تمثؿ ذلؾ األثاث في ‪ 700‬نصب اك أجزاء‬
‫نصب عثر عمييا في الحفرة (‪ )La Favissa‬كقد حفظت في متحؼ سيرتا كتضمف الكثير مف‬
‫صكرىا كتاب معبد الحفرة لمباحثيف (بيرتي كشارلي) باإلضافة إلى كمية كبيرة مف الكسكر الفخارية‬
‫المعركفة ب(انجكنتاريا)‪ )Un Guentaria( ،‬حيث جمع ما يزيد عف ‪ 200‬كسرة مف ىذا النكع مف‬
‫الفخار باإلضافة إلى قطع نقكد عثر عمييا ىي األخرل في أماكف مختمفة مف المكاقع كعمى سبيؿ‬
‫المثاؿ زخرفة في شكؿ رسـ قمب‪ ،‬كقد صنعت مف الطيف تضمنتيا لكحة(‪ )PH.XXXVI,B‬مف‬
‫كتاب معبد الحفرة‪ ،‬أيضا حممة ىذه المكحة قنديال منكدا براسيف كفي نفس المكحة حرؼ (‪ )D‬كجد‬
‫‪2‬‬
‫عنؽ حرة مزكد بزىرة ذات ستة كربقات في شكؿ ثقب‪.‬‬

‫كذلؾ حممت المكحة (‪ )PL.XXXIIV,B‬حماة في شكؿ ختـ رسـ عمييا حركؼ بكنية غائرة‬
‫يتمثالف في حرفي (ب كت)‪.‬‬

‫‪ -‬عندما قدـ الباحث سينتاس الى مدينة قسنطينة كاطمع عمى مكتشفات الحفرة التي برزت‬
‫لمعياف خالؿ الخمسينات مف ىذا القرف‪ ،‬أشار إلى أف فخاريات ذلؾ المكقع يمكف اف تعكد الى‬
‫القرف الثالث ؽ‪.‬ـ دكف منازع‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد الصغير غانـ‪ ،‬المظاىر الحضارية التراثية لتاريخ الجزائر‪ ،‬ج‪ ،3‬دار اليدل‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬ص‪.147, 145‬‬
‫‪ -2‬محمد الصغير غانـ‪ ،‬مكقع الحضارات لبالد المغرب القديـ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪.‬ص ‪.205‬‬
‫‪24‬‬
‫أبرز مىاقع المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫نص بوني في معبد الحفرة يدل عمى إسم مكان‪:‬أنظر الشكل ص‪79‬‬

‫‪ -‬مكان االكتشاف‪ :‬معبد الحفرة بقسنطينة ‪1950‬ـ‬

‫‪ -‬مكان الحفظ‪ :‬متحؼ سيرتا‬

‫‪ -‬مقاييس النصب‪ :‬االرتفاع ‪50‬سـ‪ ،‬الطكؿ ‪ 25‬سـ‪ ،‬السمؾ‪ 12‬سـ‬

‫‪ -‬مقاييس حقل الكتابة‪ :‬االرتفاع ‪15‬سـ‪ ،‬الطكؿ ‪18،5‬سـ‬

‫‪ -‬المادة‪ :‬حجر كمسي‬


‫‪1‬‬
‫‪ -‬الحالة‪ :‬نصب ميشـ مف األسفؿ‬

‫‪ -‬الوصف‪ :‬نصب ذك جبية ثالثية الشكؿ ‪،‬زخرفتو بارزة‪ .‬يتصدر جبيتو ىالؿ معككس إلى‬
‫األعمى يتكسطو قرص الشمس ‪،‬كفي األسفؿ مف ذلؾ رمز اإللية تانيت رافعة ذراعييا إلى‬
‫‪2‬‬
‫األعمى‪ ،‬كىي تمسؾ باليد اليسرل صكلجاف ‪.un caducée‬‬

‫‪ -1‬محمد الصغير غانـ‪ ،‬المظاىر الحضارية التراثية لتاريخ الجزائر‪ ،‬مرجع سابؽ ‪.‬ص ‪.205‬‬
‫‪ -2‬محمد الصغير غانـ‪ ،‬النصكص البكنية اليبية المختارة مف تاريخ الجزائر قديـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫‪25‬‬
‫أبرز مىاقع المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬مواقع في الغرب الجزائري‪.‬‬

‫* بحيرة كيرار‪ :‬مف بيف المكاقع األثرية ذات البصمات الحضارية التي يمكف اإلشارة إلييا في‬
‫الغرب الجزائرم كالعائدة إلى فترة العصر الباليكليتي األسفؿ نشير إلى بحيرة كي ارر الكاقعة إلى‬
‫الشماؿ مف تممساف عف طريؽ الرابط بيف ىذه األخيرة كبني طاؽ كفي الحقيقة اف المكاقع كاف‬
‫عبارة عف مستنقع كال تصدؽ عميو كممة بحيرة كقد زالت معالمو فيما بعد عندما جرل استصالح‬
‫المناطؽ السيمية القريبة مف المصالح المصريف مف الفرنسييف كذلؾ فيما بعد سنة ‪1894‬ـ‪ ،‬كأثناء‬
‫تجفيؼ المستنقع المشار إليو عثر في أرضيتو عمى عدة أدكات حجرية كمستحثات حيكانية تمثؿ‬
‫عظاـ فيمة أطمسية مف النكع المنقرض ككذا أفراس نير البيضاء كىي تشبو تمؾ التي عثر عمييا‬
‫في عيف الحنش‪،‬أما األدكات الحجرية فتمثمت في الفؤكس اليدكية المصنكعة مف الككارتز الصكاف‬
‫المتمبز باإلضافة إلى بعض الشظايا الحادة أك نصؼ مستديرة ككؿ ذلؾ حسب ما كرد في النتائج‬
‫‪1‬‬
‫حفريات‪.‬ـ بكلي ‪ M.boulé‬قدميا سنة ‪1899‬ـ‪.‬‬
‫* اوزيدان‪ :‬اكتشؼ مكقع اكزيداف في سنة ‪ 1874‬كذلؾ في الشماؿ الشرقي مف تممساف‬
‫‪2‬‬
‫عمى الضفة اليمنى لمكادم الصفصاؼ كقد درس أدكات ىذا المكقع األثرم الفرنسي‪.‬‬

‫بػ‪ :‬باالرم (‪ )P.Pallare‬في العشرية األخيرة مف القرف التاسع عشر في صفاىيا بأنيا عائدة إلى‬
‫الفترة األثيكبية العميا كأنيا اسبؽ مف العمارة االصطناعية التي كجدت في نفس المكقع األثرم كىي‬
‫‪3‬‬
‫غالبيتيا مصنكعة مف الككارتز‪.‬‬
‫* أبو قير‪ :‬تقع رميمة أبك قير عمى البعد ‪ 13‬كمـ جنكب شرقي مستغانـ كذلؾ عمى طريؽ الرابط‬
‫بيف ىذه األخير كغميزاف كقد قاـ بالتنقيب في ىذا المكقع بالرم منذ سنة ‪1886‬ـ ‪ ،‬ثـ درست‬

‫‪- 1‬محمد إبراهٌم المٌلً ‪،‬الجزائر فً ضوء التارٌخ ‪،‬د ط ‪،‬دار البعث لنشر ‪ ،‬الجزائر ‪،3970،‬ص‪.31‬‬
‫‪ -2‬محمد الصغير غانـ‪ ،‬مكقع الحضارات لبالد المغرب القديـ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪.‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -3‬محمد براىيـ الميمي‪ ،‬المرجع نفسو‪.20 ،‬‬
‫‪26‬‬
‫أبرز مىاقع المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أدكاتو مف قبؿ الباحث دكميقر‪ Doumergue‬كيبدك مف تمؾ الدراسة اف الحيكانات االستكائية في‬
‫كقتنا الحالي مف الفيؿ األطمسي كالدب األبيض كفرس النير كقد تكفرت بقايا الحيكانات المشار‬
‫إلييا في طبقة السفمى المغطاة بالرماؿ الصفراء في أرضية المكقع كقد احتفظ بقايا أدكات ابكقير‬
‫كمستحاثاتو الحيكانية في متحؼ احمد زبانة بكىراف كذلؾ منذ ‪1933‬ـ‪ ،‬كىي ىناؾ تنتظر مزايد‬
‫‪1‬‬
‫مف الدراسة لضبط مكانتيا الكركنكلكجية ضمف الصناعة الباليكتيو‪.‬‬
‫‪ ‬تغنيفين‪ :‬يمكح مكقع تغنيفيف عمى مئات األمتار ربي قرية باليكار‪ Palikaro‬كذلؾ‬
‫بالقرب مف مدينة معسكر كقد شرع التنقيب فيو منذ ‪ 1872‬ـ ‪ ،‬حيث جمعت ‪130‬كمغ مف عظاـ‬
‫الحيكانات الضخمة كذلؾ أثناء مؤتمر ما قبؿ التاريخ لسنة ‪1888‬ـ‪ ،‬كذلؾ استأنؼ التنقيب في‬
‫مكقع باليكاك كذلؾ سنة ‪1954‬ـ كقد أشرؼ عميو في ىذه المرة كؿ مف األستاذيف قستير‬
‫‪ R.Hoffster‬كارمبكغ كاستعانا في عمميما في ذلؾ أجيزة عممية دقيقة بحيث استطاع أف يجفؼ‬
‫‪2‬‬
‫المستنقع مرحميا مما أتاح التعمؽ في أرضيتو المتككنة مف الرماؿ األثرية الصمصالية‪.‬‬

‫كيالحظ أف أكؿ بقايا تتمثؿ في فكيف سفمييف يعكداف إلى العصر الحجرم األسفؿ في‬
‫المكقع تغنيفف كذلؾ سنة ‪1954‬ـ‪ ،‬كقد أطمؽ عمى تمؾ البقايا اسـ إنساف باليكا كنسبة إلى اسـ‬
‫القرية التي اكتشؼ بالقرب منيا‪ ،‬كيحمؿ الفكاف سيمات اإلنساف األطمسي المكريتاني‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد الصغير غانـ‪ ،‬مكقع الحضارت لمبالد المغرب القديـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ :‬ص‪.32‬‬
‫‪ -2‬محمد ابراىيـ الميمي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.29 ،24‬‬
‫‪27‬‬
‫أبرز مىاقع المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الموقع في الوسط الجزائري‬


‫‪ -‬شامبالن‪ :‬تدخؿ أدكات ىذا المكقع ضمف حضارات العصر الحجرم القديـ األسفؿ‬
‫باإلضافة إلى الرماديات التي ىي مف عالمات العصر الحجرم القديـ األعمى كقد جمعت األدكات‬
‫األكلى التي اشتممت عمى كؤكس يدكية ذات لمسة اشكلية متقدمة كذلؾ مف قبؿ كستالني‬
‫‪ M.castellani‬كؿ جكؿ ‪ L.geud‬ككذلؾ بالك ‪ Lbalout‬ككاف ذلؾ سنة ‪ 1952‬ـ بالقرب مف‬
‫ضريح سيدم شاكر الذم يكجد في ضكئي شامبال ‪ champlin‬بالمدية ثـ تمييا بعد ذلؾ عمميات‬
‫جمع أدكات أخرل ال سيما تمؾ التي تـ التقاطيا عمى ضفاؼ كادم بسباسي كالتي أعطيت اكبر‬
‫كمية جمعت في متحؼ باردك بالجزائر العاصمة‪ ،‬كقد درسيا فيما بعد األستاذ بالك فتكصؿ إلى أف‬
‫ىناؾ ما يشبو تمؾ األدكات في كؿ جنكب إفريقيا كالمكاقع المغربية كالجزائر األخرل خاصة تمؾ‬
‫‪1‬‬
‫التي عثر عمييا في كؿ مف تبمبالة تاشغينيت تييكديف بالصحراء ثـ تغنيفيف بالغرب الجزائرم‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد الصغير غانـ‪ ،‬مكاقع الحضارات لمبالد المغرب القديـ‪ ،‬مرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.32،33‬‬
‫‪28‬‬
‫أبرز مىاقع المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الموقع في الشرق الجزائري‪ :‬عين الحنش‪ :‬يكجد مكقع عيف حنش األثرم عمػى بعػد حػكالي ‪ 9‬كمػـ‬
‫شػػماؿ غربػػي مدينػػة العممػػة بكاليػػة سػػطيؼ بالشػػرؽ الج ازئػػرم‪ ،‬ىػػك كاقػػع عمػػى الضػػفة اليمنػػى ل ػكادم‬
‫العميػػؽ الػػذم يصػػب فػي حػػكض مػػنخفض تحػيط بػػو المرتفعػػات مػػف كػػؿ جانػػب كقػػد أثبتػػت التنقيبػػات‬
‫األثرية في البحكث الجيكلكجية بأف المنخفض المشار إليو كاف عبارة عف قاع لمبحيرة ترسػبت عمػى‬
‫ضفافيا بقايا حيكانات ثدية منقرضة ال تستطيع العيش إال فػي المنػاطؽ ذات المنػاخ الرطػب شػبيية‬
‫بالمنػػاطؽ االسػػتكائية فػػي كقتنػػا الحػػالي كفػػي رأم األسػػتاذ ارمبػػكرغ فػاف بقايػػا الحيكانػػات المشػػار إلييػػا‬
‫تعكد إلى نياية الزمف الجيكلكجي الثالث‪ ،‬فتػرة فرينتػاف‪ Villa-Franchier‬التػي أنتجػت لنػا صػناعة‬
‫حجرية ‪1.‬كتجدر اإلشارة إلى تمػؾ الصػناعة الحجريػة البدائيػة كانػت قػد عرفػت بكػكارت عػيف حنػيش‬
‫التشػػبيو بالبرتقال ػة كقػػد قػػاـ األسػػتاذ ـ بيرنػػي سػػنة ‪1949‬ـ بد ارسػػة صػػناعة الشػػظايا فػػي الحضػػارة‬
‫الكالكتك‪ .‬ابفيمية ك المكستيرية في أكربا كفي رأيو فاف الككبرات المشار إلييا ىي عبارة عف نفايػات‬
‫الشػػظايا التػػي القػػي بيػػا بفػػرض الػػتخمص منيػػا كيخالفػػو فػػي ىػػذا الػرأم ارامبػػركغ الػذم يشػػير إلػػى أف‬
‫كػػكبرات عػػيف الحػػنش ىػػي أدكات حجريػػة كليسػػت نفايػػة صػػناعية كذلػػؾ أنيػػا اسػػتعممت ألغ ػراض‬
‫نجيميا‪ ،‬إلى جانب الككبرات الحجرية التي عثر عمييا في مكاقع عػيف الحػنش األثػرم كجػدت أيضػا‬
‫فػػؤكس مػػف ذات الػػكجييف ت ػػرل صػػغيرة‪ .‬ككجػػد كػػذلؾ تم ػػؾ األدكات التػػي تحمػػؿ بصػػمات اإلنس ػػاف‬
‫ممتزجة مع بقايا الحيكانات الثدية مثؿ الفيؿ كالزرافة ككحيد القرف ‪ ،‬كىػك دليػؿ جػازـ عمػى أف مكقػع‬
‫عػ ػػيف الحنػ ػػيش يعػ ػػكد إلػ ػػى زمػ ػػف ال اربػ ػػع الجيكلػ ػػكجي‪ ،‬فت ػ ػرة البالستكس ػ ػيف الػ ػػذم يصػ ػػادؼ العصػ ػػر‬
‫الباليتكلتي القديـ في الككرنكلكجي كقد تساءؿ ارامبكرغ أثناء أعمالو التنقيبية في عػيف الحػنش كالتػي‬
‫أمتدت مف حػكالي سػنة ‪ 1936‬ـ حتػى ىػاـ مػا بعػد سػنة ‪1956‬ـ عػف كظيفػة كػكبرات عػيف الحػنش‬
‫كاألغ ػراض التػػي ص ػنعت مػػف اجميػػا كانػػت عبػػارة عػػف سػػالح قػػذؼ كاسػػتعممت كآلػػة لتقمػػيـ فػػركع‬
‫األشجار كصناعة العصي‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد الصغير غانـ‪ ،‬مكاقع الحضارات لمبالد المغرب القديـ‪ ،‬مرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.49-41‬‬

‫‪31‬‬
‫أبرز مىاقع المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كميما كانت الكظائؼ التي صنعت مف اجميا تمؾ الككبرات كجدت في الطبقات المكالية‬
‫ليا مف حيث العمك كالتطابؽ األرض في بعض أجزاء المكقع‪.1‬‬
‫كتجد اإلشارة إلى الطبقات الرسكبية التي استقرت ‪ ،‬كالتي أبرزتيا فيما بعد عكامؿ التعرية‬
‫كالتنقيب األثرم‪ ،‬كما أبرزت لمعياف بأف الككبرات ك الفآس اليدكية ينتمياف إلى نفس الضخمة التي‬
‫تعرؼ حاليا باالستكائية‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد الصغير غانـ‪ ،‬سرتا النكميدية النشأة ك التطكر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫‪30‬‬
‫أبرز مىاقع المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المواقع الصحراوية‪:‬‬
‫شتمة‪ :‬لعؿ أكؿ مكقع يصادفنا في شماؿ الصحراء تعكد بقاياه األثرية إلى العصر‬ ‫‪‬‬
‫الحجرم القديـ األسفؿ ىك مكقع شتمة الكاقع عمى بعد ثمانية كيمكمترات شرؽ بسكرة كقد اكتشفت‬
‫بقايا ىذا المكقع عندما بدأ التنقيب عمى المياه بقصد سقاية الكاحة ككانت النتيجة ىي اكتشاؼ‬
‫مستحاثات حيكان ية كحجارة مصقكلة ال يعرؼ الفرض الذم مف اجمو كما جعت بعض الحجارة‬
‫مصقكلة ال يعرؼ الفرص مف اجمو كما جمعت بعض الحجارة السيالكس مف المرتفع الشمالي‬
‫الذم يشرؼ عمى الكاحة كحكؿ ىذا المكضكع كتب ـ‪.‬دالكني‪ M.Dall‬بأف بقايا محطة شتمة‬
‫االشكلية بالقرب مف بسكرة جديرة بالد ارسة مثؿ بقة المكاقع األخرل المتمثمة في كؿ مف البحيرة‬
‫‪1‬‬
‫كرار كأبكقير الكاقعة إلى الشرؽ مف مستغانـ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد الصغير غانـ‪ ،‬سرتا النكميدية النشأة ك التطكر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫‪31‬‬
‫أبرز مىاقع المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬مواقع كهف الدببة األثرية‪ :‬يقع كيؼ الدببة عمى بعد ‪ 2‬كمـ شماؿ مدينة قسنطينة الحالية‬
‫(سرتا) مف الناحية الشمالية المطمة عمى نفؽ السكة الحديدية المؤدية إلى سكيكدة (ركسيكادا )‬
‫كىك محفكر في منحدر صخرم مف كمس‪ .‬وقد كاف الكيؼ المشار إليو يسمى عند السكاف‬
‫المحمييف بار الزىار أم كيؼ الذم يردد صدل الصكت إال أف المالحظة التي أبدىا الباحث‬
‫بالرم ‪ Pallar‬عند دراستو لمعظاـ التي عثر عمييا في الكيؼ تدؿ عمى أف جميع العظاـ‬
‫الحيكانية كانت ميمشة فيما عدا عظاـ الدب التي كانت طكيمة كنتيجة لذلؾ أعطى الباحث‬
‫‪1‬‬
‫األثرم أيبركج تسمية فاقد تمؾ التسمية تطمؽ عمى المكقع حتى يكمنا ىذا‬
‫بقايا الحيوانات المتحجرة التي عثر عميها في كهف الدببة‪ :‬تتمثؿ بقايا مجمكعة الحيكانات التي‬
‫عثر عمييا أثناء التقنيات األثرية في كيؼ الدببة في حيكانات الزمف الرابع كتظير عمى‬
‫الخصكص في الطبقة الع ائدة لمعصر الحجرم القديـ‪ ،‬حيث تعتبر تمؾ الفترة أطكؿ كأغنى مف‬
‫حيث المقى األثرية التي بقيت أثارىا بالكيؼ‪ ،‬يؤكد ذلؾ العدد اليائؿ لمقى األثرية التي بقيت‬
‫آثارىا بالكيؼ مف الصناعة الككارتز كالسيالكس التي كجدت مرفقة ببقايا عظاـ الحيكانات‬
‫المتحجرة التي عثر عمييا مترسبة في أرضية الكيؼ ‪ ،‬كقد استطاع الباحث ب بالرم أف يقدـ لنا‬
‫‪2‬‬
‫أنكاع تمؾ الحيكانات المتحجرة السابقة الذكر‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد الصغير غانـ‪ ،‬مكاقع الحضارات ما قبؿ التاريخ بالد المغرب القديـ‪ ،‬مرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ ،05‬ص‪.48‬‬
‫‪ -2‬محمد الصغٌر غانم ‪ ،‬سرتا النومٌدٌا النشأة والتطور ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.22‬‬
‫‪32‬‬
‫أبرز مىاقع المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كالتي إشارة إلييا ديبككج قبمو انيا استعممت كغذاء إلنساف ‪ ،‬كتتمثؿ تمؾ الحيكانات حسب‬
‫بقاياىا العظمية في الكركدف كحمار الكحش ك الخنزير البرم كاإلبؿ كالغزالف ككذا األركم ك‬
‫الثكر كالفيد كالضبع‪ ،‬كابف أكل كالدب‪ ،‬بقايا العظاـ تمؾ الحيكانات تشبو ما اكتشؼ في جبؿ‬
‫طاية‪ ،‬بالقرب مف قالمة كيالحظ أف معظميا تعكد إلى فترة الباليستكسيف األعمى في منطقة‬
‫الشرؽ الجزائرم حيث كانت تتعايش مع اإلنساف البدائي مثميا في ذلؾ مثؿ مكقع تيغنيفيف‬
‫ثـ بحيرة كيرار بالغرب الجزائرم يرجح أف حيكاف الدب كاف قد إتخذ الكيؼ ممجائو كما يؤكد‬
‫ذلؾ ىي الشظاية الطكيمة الغير الميمشة عمى العكس الحيكانات األخرل األمر الذم جعؿ‬
‫‪1‬‬
‫الباحثيف يطمقكف عميو تسمية كيؼ الدببة‪.‬‬

‫‪ -‬موقع كهف األروي األثري‪ :‬يتميز الكيؼ األركم األثرم بكجكد ىيكؿ عظمي إلنساف يعكد‬
‫إلى حقبة النيكليتية مع بعض األدكات الحجرية كالبقايا العظمية لحيكانات ضخمة كما عثر عميو‬
‫في كيؼ الدببة أف البقايا اإلنسانية التي عثر عمييا تدؿ عمى أف الكيؼ قد استخدـ في الفترة‬
‫‪2‬‬
‫الباليكليتية يرل أف االستقرار فيو لـ يمبث فترة زمنية طكيمة‪.‬‬

‫المواقع األثرية في الجزائر خالل العهد الروماني‬


‫تزخر الجزائر بالمعالـ األثرية خاصة التي تعكد إلى العيد الركماني لما لو أثر كبير في‬
‫الجزائر ‪،‬كمف أشير مدينتيف تزخراف بالتراث الركماني ىما ‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد الصغير غانـ‪ ،‬سرتا النكميدية النشأة ك التطكر‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪.25-24‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو ‪،،‬ص‪.28-26‬‬
‫*األروي ‪ :‬ىك حيكاف برم مف فصيمة الزالف إال انو ضخـ الجثة إذا ما قيس بيا‪ ،‬تعمك رأسو قرناف في شػكؿ قيثػارة كػاف يعنػي فػي‬
‫الفترة ما قبؿ التاريخ في المنطقة السيرتية كقد أطمؽ اسمو عمى الكيؼ الذم كجدت بو عظامػو المتحجػرة إلػى جانػب عظػاـ بعػض‬
‫الحيكانات الثدية األخرل إضافة إلى صناعة عظمية كفخارية كبقايا عظاـ بشرية كػؿ الػذم اشػرنا إليػو تحتكيػو خ ازنػة كيػؼ األركم‬
‫المتكافرة بقاعة ما قبؿ التاريخ بمتحؼ سيرتا الكطني بقسنطينة‪ .‬أنظر محمد الصغير غانـ‪ ،‬مرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪33‬‬
‫أبرز مىاقع المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬موقع تيمقاد‪ :‬مدينة تقع شرقي الجزائر في منطقة األكراس بكالية باتنة ‪ ،‬كقد شيدت ىذه‬
‫المدينة في عيد اإلمبراطكر ترجاف في عاـ‪100‬ـ‪ ،‬كمف المعالـ األثرية التي أنشأىا الركماف‬
‫نذكر منيا ‪:‬بناء جدار كبير إلحاطة بمدينة تيمقاد بغرض حمايتيا ‪،‬كما كجد بيا مبنى‬
‫الكابيتكؿ في تيمقاد حيث تكجد مرافؽ مزالت كاضحة المعالـ كالساحة العمكمية التي تعرؼ‬
‫بالفكرـ كالتي يحيط بيا معبد اإلمبراطكر كالمجمس البمدم كقصر العدالة بإلضافة إلى كؿ مف‬
‫المحالت التجارية كالسكؽ العمكمي ‪،‬ككذلؾ كجكد بناء مسرح بالمدينة إلقامة اإلحتفالت‬
‫كالمناسبات المختمفة التي جرت العادة عمى اإلحتفاؿ بيا في ذلؾ الكقت ‪،‬ككجكد مكتبة‬
‫عمكمية كىي ثاني مكتبة عالمية في ذلؾ الكقت ‪،‬كما أنشاء الركماف قكس تراجاف لتخميد‬
‫إنتصارات ترجاف و يمتاز بجمالو ‪1.‬انظر الشكل ص ‪.81‬‬
‫‪ -‬موقع تيبازة ‪ :‬مدينة تيبازة ‪ tibaza‬ك ىي احدل مدف الجزائر الكاقعة عمى الساحؿ األبيض‬
‫المتكسط ‪،‬ك كممة تيبازة تعني بالمغة الفينيقية الممر ككنيا كانت طريؽ لمناس بيف أيكؿ شرشاؿ‬
‫ك إيك كزيـ الجزائر ‪ ،‬لكف عندما قدـ الركماف قامكا بتحكيميا إلى مستعمرة تابعة لركما في عيد‬
‫اإلمبراطكر كالكيكس ‪ ،‬كأشير أثارىا ىك معبد تيبازة الركماني حيث تـ بناء المدينة فكؽ تالؿ‬
‫صغيرة تقابؿ بعضيا البعض إال أنو التزاؿ إال ثالثة كنائس متبقية مف األثار الركمانية ىي‬
‫‪:‬مازيميكا اسكندر المكجكدة في التمة الغربية ‪،‬كبازيميكا القديمة سالسا مكجكدة في التمة الشرقية‬
‫‪،‬كالكنيسة األخيرة ىي البازيميكا الكبرل ‪2.‬أنظر شكؿ ص‪.82‬‬

‫‪ - 1‬حسان الحالق ‪،‬المعالم التارٌخٌة واالثرٌة والسٌاحٌة فً العالم العربً ‪،‬ط‪، 3‬دار النهضة العربٌة ‪،‬بٌروت لبنان‬
‫‪2009،‬م‪،‬ص ص‪.220 234‬‬
‫‪-2‬المرجع نفسه ‪،‬ص‪.221‬‬
‫‪34‬‬
‫أبرز مىاقع المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المواقع األثرية في تونس‪:‬‬

‫قفصة‪ :‬اكتشفت الفؤكس كالبميطات األكلى في مكقع قفصة كذلؾ أثناء شؽ الطريؽ الرابط بيف‬

‫ىذه األخيرة كتكزر‪،‬كبالنسبة لمباحث قكمزم(‪ )gomzi‬فاف الصناعة الحجرية القفصية العائدة إلى‬
‫العصر الحجرم القديـ األسفؿ ذات مالمح أثرية متطكرة تعكد إلى الفترة المتكسطة بيف المناخ‬
‫كالريبس كالفكرـ كقد شارؾ بالك في جمع بعض حجارة السيالكس مف أطراؼ مكقع قفصة ‪،‬‬
‫كذلؾ فاف جكبير)‪(m.goberi‬ككستاني( ‪ )g.castani‬كانا قد شاركا في دراسة األشياء التي عثر‬
‫عمييا في قفصة كذىبا إلى القكؿ باف ىنالؾ استم اررية كتطكر لألدكات حتى فترة الحضارة‬
‫‪1‬‬
‫المكستيرية التي تكاصمت في نفس المكقع‪.‬‬

‫_ سيدي الزين‪:‬‬
‫يكجد مكقع سيدم الزيف عمى بعد بضع كيمكمترات غرب الكاؼ بتكنس كذلؾ عمى الطريؽ‬
‫الرابط بيف ىذا األخير كساقية سيدم يكسؼ ككفقا لما أشار إليو ـ‪ .‬جكبير فاف المكقع يتككف مف‬
‫ثالث سكيات مف الصناعة الباليكليتيو مترسبة فكؽ بعضيا كقد احتكت أدكاتو عمى فؤكس بيافس‬
‫‪2‬‬
‫كبميطات ذات مالمح أشكلية‪.‬‬
‫كتجدر اإلشارة إلى أف اكتشاؼ ىذا المكقع تعكد إلى سنة ‪1942‬ـ كذلؾ عمى يد الجيكلكجي‬
‫ايتياندكسكف (‪ )e.dumon‬عف طريؽ الصدفة كقد قاـ بالتنقيب في مكقع سيدم الزيف كؿ مف‬
‫جكبير بمساعدة بالك‪ ،‬ثـ جمعت بعد ذلؾ محتكيات األدكات التي عثر عمييا في كؿ مف متحؼ‬
‫باردك بتكنس كمتحؼ اإلنساف بباريس كال تخمكا أدكات سيدم الزيف الحجرية المماثمة كالمتشابو مع‬

‫‪ -1‬محمد مبارك المٌلً ‪،‬تارٌخ الجزائر فً القدٌم و الحدٌث ‪،‬ج‪، 3‬ط‪، 3‬مؤسسة المصانٌة للكتاب ‪ ،‬الجزائر ‪3979،‬م‪ ،‬ص ص‬
‫‪.355 310‬‬
‫‪ -2‬حسن محمد جوهر ‪،‬تونس ‪،‬د ط‪،‬دار المعارف ‪،‬القاهرة ‪2003،‬م ‪،‬ص ص‪.230 391‬‬
‫‪35‬‬
‫أبرز مىاقع المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كؿ أدكات تيمبة تاشينغيت‪ ،‬كتييكديف باليكجار ك تغنيفيف ككذا مكاقع المغرب األقصى عمى‬
‫‪1‬‬
‫المحيط األطمسي‪.‬‬

‫المواقع األثرية بتونس خالل العهد الروماني‬


‫‪ _1‬قرطاج‪ :‬منطقة تعتبر أشير معمـ في تكنس كصنفت كمكقع تراث عالمي منذ‬
‫سنة ‪1979‬ـ كفي القرف اؿ‪19‬ـ عثر بيا عمى أىـ األثار البكنية ‪.‬‬
‫‪ _2‬بسبيطمة‪ :‬مكقع أثرم بكالية القصريف كىك يضـ أثار ركمانية كبيزنطية كقد رمـ‬
‫أغمبيا ‪ 2.‬أنظر شكؿ ص‪.82‬‬
‫‪ _3‬قصر الجم ‪ :‬مسرح كيسمى في الكتابات القديمة قصر الكينة ‪،‬كىك مسرح أثرم‬
‫يقع بمدينة الجـ بكالية الميدية ‪ ،‬كأدرج سنة ‪1979‬ـ في الئحة التراث العالمي ‪،‬كقد‬
‫كاف يستخدـ ىذا المسرح في العيد الركماني إلقامة مصارعة الحيكنات كمعارؾ‬
‫المصارعيف كسباؽ العربات ‪ ،‬كأصبح اليكـ ىذا المسرح كميرجانا سنكيا إلقامة‬
‫حفالت إلىـ الفرؽ الغنائية ‪.‬‬
‫‪ _ 4‬دقة ‪ :‬مدينة أثرية في تبرسؽ مف مدينة باجة كأدرجت ضمف الئحة التراث‬
‫العالمي لمنظمة اليكنيسكك كتتميز ىذه المدينة بثراء تاريخيا البكنيقي كالنكميدم‬
‫كالركماني كالبيزنطي ‪ ،‬كتعتبر أفضؿ مدينة ركمانية محفكظة في شماؿ إفريقيا ‪.‬‬
‫أنظر شكؿ ص‪.83‬‬
‫‪ _ 5‬حيدرة ‪ :‬مدينة تقع بكالية القصريف قرب الحدكد التكنسية كالجزائرية كىي مف‬
‫‪3‬‬
‫أقدـ المدف الركمانية في إفريقي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Cauilault.ntessur Les stationspe hisorques de Gafsa .tunisie .lanth .t.v.1994.p530.‬‬
‫‪ -2‬حسان حالق ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ص ‪.210‬‬
‫‪، -3‬المرجع نفسه‪،‬ص ص ‪.212 227‬‬
‫‪36‬‬
‫أبرز مىاقع المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬المواقع األثرية في ليبيا‬


‫‪ -‬موقع بئر دوفان‬
‫رغـ أف المعمكمات قميمة جدا لـ تكف نادرة عمى المكاقع الميبية فاف المخمفات الحضارية‬
‫العائدة إلى العصر الحجرم القديـ األسفؿ التي اكتشفت بقاياىا في مكقع بئر دكفاف شماؿ‬
‫طرابمس بالقرب مف مصبات احد ركافد كادم مردكـ تدؿ عمى أف المنطقة نالت نصيبيا مف‬
‫التطكر أثناء العصر الحجرم األسفؿ كما التقطت مف منطقة تككرة ببرقة آلة بيفاس كعدة أدكات‬
‫حجرية أخرل تحمؿ مالمح الحضارة األشكلية السفمى‪.1‬‬

‫‪ -‬موقع قارة المال (فزان)‬


‫تقع بيف سبيا ك تمنينت ام حكالي ‪ 15‬كمـ غرب ىذه األخيرة ‪،‬ىذه القارة ىي العالمة‬
‫الظاىرة الكحيد عمى يميف الطريؽ المعبد مف تمنينت إلى سبيا ‪،‬حيث ال تبعد عنو سكل ‪ 5‬كمـ‬
‫فقط ‪،‬ك الحقؿ اإلشالي الذم يمتد مف الشماؿ الشرقي ليذه القارة لكحظ سنة ‪1979‬ـ مف قبؿ‬
‫‪ j.sevisik‬جيكلكجي تشيكي منتدب مع المركز الميبي لألبحاث الصناعية قسـ الخرائط‬
‫‪2‬‬
‫الجيكلكجية‪.‬‬

‫المواقع األثرية في ليبيا في العهد الروماني‬


‫‪ _1‬موقع شحات ( قورينا ) ‪ :‬أسست ىذه المدينة في بدايات عاـ ‪631‬ؽ ـ مف قبؿ بعض‬
‫المغامريف اإلغريؽ ككصمت إلى أكج إزدىارىا الزراعي كالتجارم في القرف اؿ‪ 04‬ؽ ـ كىي مف‬
‫أكبر مدف الجبؿ ‪ ،‬كمف اىـ األثار المكجكدة في مدينة شحات الحمامات اليكنانية ‪،‬معبد زيكس‬
‫الفخـ ‪ ،‬معبد أبكلك ‪،‬ثـ جاء العصر الركماني الذم أحدث بعض التغيرات عمى المباني اليكنانية‬

‫‪ -1‬مصطفى عبد العميـ‪ ،‬دراسات في تاريخ ليبيا القديـ‪ ،‬بط‪ ،‬مطبعة األىمية‪ ،‬بنغازم‪ ،1955 ،‬ص‪.02 :‬‬
‫‪ -2‬محمد رشدم جراية‪ ،‬مرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪37‬‬
‫أبرز مىاقع المصادر األثرية في بالد المغرب القذيم‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كأنشاء العديد مف المباني التي التزاؿ أثارىا قائمة كالحمامات الركمانية ‪،‬المسرح ‪ ،‬ركاؽ ىرقؿ ‪،‬‬
‫كالسكر الذم بني في القرنيف اؿ ‪ 01‬ك‪ 02‬ـ إضافة إلى كجكد كنائس عدة تعكد لمعصر البيزنطي‬
‫كحيف أحتؿ الركماف الجبؿ األخضر في القرف اؿ ‪ 01‬ؽ ـ سمية المنطقة بمنطقة المدف الخمسة‬
‫لككنيا تحتؿ خمسة مراكز عمرانية كبيرة كىي قكرينا أك شحات ‪ ،‬أبكلكنيا اك سكسة ‪ ،‬طمميثة أك‬
‫‪1‬‬
‫بكىيسبريديس ‪ ،‬برنيقي أك بنغازم ‪.‬‬
‫‪ _2‬موقع سوسة ‪ :‬سميت مف طرؼ اليكنانييف بإسـ أبكلكنيا ‪ ،‬ككانت ميناء لقكرينا كتبعد عنيا‬
‫ما يقارب ‪20‬كـ ‪.‬‬
‫‪ _3‬موقع صبراتة ‪ :‬مف أبرز معالميا المسرح الركماني كىك األفضؿ في العالـ بيا بحيرات في‬
‫الجنكب الميبي كمف أشيرىا بحيرة قبرعكف ‪،‬مجزـ ‪ ،‬أـ الماء ‪ ،‬المنذ ار ‪ ،‬بحيرات كاد النامكس‬
‫البركانية ‪،‬بحيرة بزيمة ‪ 2.‬أنظر شكؿ ص‪.83‬‬

‫‪ - 1‬مصطفى عبد العلٌم ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ص ‪. 10 25‬‬


‫‪ - 2‬حسان حالق ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ص ‪.241‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫دراسة نقدية للنصادر األثرية‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬مناهج والطرق املتبعة لدراسة ونقد املصادر األثرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬نقد حفرية "هنشري طينة "باجلنوب التونسي منوذجا ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬دراسة نقدية للوثائق و النصوص وأمثلة عن بعض املصادر‬ ‫‪-‬‬
‫األثرية‪.‬‬
‫دراسة نقذية للمصادر األثرية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث االول‪ :‬مناهج البحث األ ثري‪.‬‬


‫‪ -1‬مفهوم المناهج‪:‬‬
‫المناىج‪ :‬جمع منيج أك منياج كىك لغة الطريؽ الكاضح كمنو نيج الطريؽ بمعنى أبانو‬
‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫اجا ) سكرة المائدة آية ‪.48‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كأكضحو كسمكو كمنو قكؿ ا﵀ تعالى‪( :‬ل ُك ٍّل َج َعلْنَا من ُك ْم ش ْر َعةً َوم ْن َه ً‬
‫أما اصطالحا‪ :‬فقد عرفو بعضيـ بأنو الطريؽ المؤدم إلى الكشؼ عف الحقيقة في العمكـ بكاسطة‬
‫طائفة مف القكاعد العامة التي تييمف عمى سير العقؿ كتحدد عممياتو حتى يصؿ إلى نتيجة‬
‫‪2‬‬
‫معمكمة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-2‬المعمومات المطموبة من الكشف االثري‬
‫تحديد المكان والموقع الجغرافي واسمه‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يجب تحديد مكاف المكقع األثرم المراد التنقيب فيو تحديد الدكلة كالمدينة أك القرية أك أم‬
‫منطقة أخرل مكجكدة فييا مع تحديد الحدكد الجغرافية لممكقع كاسمو‪.‬‬
‫وصف الموقع‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫حيث يككف أطالؿ لمدينة صغيرة أك كبيرة أك نصبا تذكاريا أك تال ترابيا أك مقبرة أك كيفا‬
‫في جبؿ‪ ،‬مع كصؼ طبيعة المكقع‪ ،‬ىؿ يسيؿ الكصكؿ إليو؟ اىك قريب مف خط المكاصالت‪ ،‬أك‬
‫مكرد المياه العذبة الستعمالو مف قبؿ ىيئة التنقيب‪ ،‬كذكر العقبات إف كجدت ‪.‬‬
‫تحديد ارتفاع الموقع‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫عف سطح البحر‪ ،‬كمعرفة قياساتو كأبعاده بالنسبة لممنطقة المحيطة بو‪.‬‬

‫‪ -1‬سكرة المائدة‪ ،‬آية ‪.48‬‬


‫‪ -2‬سعد الديف السيد صالح‪ ،‬البحث العممي كمناىجو النظرية‪،‬ط‪،2‬مكتبة الصحابة ‪،‬جدة ‪،1993،‬ص‪.10‬‬

‫‪40‬‬
‫دراسة نقذية للمصادر األثرية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تحديد النباتات الطبيعية‪:‬‬ ‫‪-4‬‬


‫التي تنمك عمى سطح المكقع أ ك بالقرب منو‪ ،‬التي مف شأنيا اف تربط الماضي بالحاضر‪،‬‬
‫مف حيث المناخ كنكع الطعاـ الذم كاف يستعممو القدماء‪ ،‬بعد مقارنتيا ببقايا النباتات كالحصاالت‬
‫الزراعية المستخرجة مف المكقع‪.‬‬
‫تحديد حالة الموقع‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ىؿ ىي طبيعية لـ يطرء عمييا أم تغيير بفعؿ الككارث الطبيعية كالزالزؿ كالفيضنات أك‬
‫‪1‬‬
‫بفضؿ اإلنساف كالتدمير كالتخريب أك بسبب الحركب أك السرقة كغيرىا‪.‬‬
‫تحديد تربة الموقع‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫ىؿ ىي صمبة أ ك ىشة كذلؾ لتييئة اآلالت الضركرية في الحفر‪ ،‬إذ أف كؿ مكقع أدكاتو‬
‫الخاصة لمحفر حسب صالبتو أك طراكتو‪.‬‬
‫ذكر المصادر التي تتحدث عن الموقع‪:‬‬ ‫‪-7‬‬

‫كالكتب كالمقاالت كالنشرات كالبحكث التي ليا عالقة بالمكقع اك المنطقة التي تشمميا خطة‬
‫‪2‬‬
‫التنقيب مف النكاحي التاريخية كالجغرافية كالجيكلكجية كاألنثركبكلكجيا‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬‬
‫‪-1-3‬التقنيات األ ثرية‪:‬‬
‫تأتي التنقيبات األثرية في مقدمة الكسائؿ التي تجمع بكاسطتيا الباحث التاريخي مصادره‬
‫عف التاريخ القديـ كالكسيط‪ ،‬سكاء كانت تمؾ المصادر بقايا مادية‪ ،‬كاألبنية كالتماثيؿ كاألدكات‬
‫كاألسمحة كالنقكد كاألختاـ كغيرىا‪ ،‬أـ المصادر المدكنة بالخطكط القديمة كالخط الييركغميفي‬
‫كالمسمارم كالخطكط اليكنانية كالركمانية كالخطكط العربية القديمة كغيرىا‪ .‬كتزكدنا التنقيبات‬

‫‪ -1‬كماؿ حيدر‪ ،‬منيج البحث األثرم كالتاريخي ‪،‬ط‪،1‬دار الفكر المبناني‪ ،‬بيركت‪،1995،‬ص‪.38‬‬
‫‪ -2‬كماؿ حيدر‪ ،‬المرجع نفسو ‪،‬ص‪.39‬‬
‫‪41‬‬
‫دراسة نقذية للمصادر األثرية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫األثرية بمعمكمات ميمة عف عصكر ما قبؿ التاريخ كذلؾ عف طريؽ دراسة البقايا المادية كالباحث‬
‫عف األثار يسعى في عممو إلى تحقيؽ أمريف أساسيف ىما‪:‬‬
‫الكشؼ عف مخمفات الماضي بأفضؿ الكسائؿ العممية كأحدثيا‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫دراسة كتحميؿ ىذه المخمفات كتقديميا لممؤرخ مادة خاـ‪ ،‬لكتابة التاريخ كمعرفة أحكاؿ‬ ‫‪-2‬‬
‫الشعكب القديمة‪.‬‬
‫مف ىنا تأتي أىمية مكضكع التنقيبات األثرية التي بدأت مراحميا األكلى حكالي منتصؼ القرف‬
‫‪1‬‬
‫اؿ‪19‬ـ‪.‬‬
‫‪-1-4‬المس األ ثري‪:2‬حدكد المسح األثرم‪:‬‬
‫إف ابسط حد يمكف أف نقدمو لممسح األثرم‪ ،‬انو انجاز مجرد كامؿ لالماكف التي يمكف أف‬
‫تظير فييا مخمفات أثرية مف أم نكع كاف‪ ،‬كلتسييؿ انجاز ىذا العمؿ يتكجب عمى الباحث‬
‫الخركج إلى الحقؿ كفحص األرض بدقة‪ ،‬كبمقدار دقة تطبيؽ التنقيبات بشكؿ أفضؿ ستككف كمية‬
‫‪3‬‬
‫المعمكمات التي سنحصؿ عمييا أكفر كأكمؿ‪.‬‬
‫‪-1‬تحضير لممس األ ثري‪:‬‬
‫ثمة نكع مف المسح األثرم الذم قد يرل الباحث مضط ار لتنفيذه باستمرار كفي األكساط‬
‫الجغرافية كافة عمى سطح األرض مثؿ المسح بشكؿ حالة خاصة ال يمكف كضعو ضمف إطار‬
‫البحث اإلجمالي بؿ يمجاء إليو الباحث في حالة محددة ألنو يتضمف مميزات خاصة كىك ما يمكف‬
‫أف يسمى عممية المسح االضطرارم أك اإلنقاذم‪ ،‬قد ييدد المناطؽ األثرية بعض األخطار في‬

‫‪ -1‬كماؿ حيدر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.42‬‬


‫*المس األثري‪ :‬يعد كاحد مف مناىج التي يتبعيا الباحث األثرم لتحديد أماكف التكاجد المكاقع األثرية كيعتمد عمى القيػاـ بػتفحص‬
‫كدراسة سطح األرض كيمكف إجراء تمؾ المراحؿ باستخداـ الطرائؽ المختمفة‪ ،‬أنظر‪ :‬كماؿ حيدر المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -3‬سعد الدٌن السٌد صالح ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪,31 35‬‬
‫‪42‬‬
‫دراسة نقذية للمصادر األثرية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫حاالت معينة‪ ،‬كقياـ بعض الدكؿ بإنشاء طرؽ معبدة أك مد سكؾ حديدية‪ ،‬كقد يككف لالمتداد‬
‫‪1‬‬
‫العمراني أك إنشاء سدكد تسياـ في ىذا التيديد‪.‬‬
‫كيفضؿ في مثؿ ىذه الحاالت مسح المنطقة بطريقة منيجية لتحديد مجارم األنيار حيث‬
‫مف المألكؼ عادة اكتشاؼ عدد كبير مف المكاقع األثرية‪ ،‬كيفضؿ أف تترافؽ دراسات المسح ىذه‬
‫السمسمة مف األعماؿ التنقيبية االضط اررية الالزمة لتنفيذ عممية إنقاذ لما يمكف إنقاذه قبؿ ارتفاع‬
‫مستكل المياه‪.‬‬
‫أما العناصر األساسية التي تستعمؿ خالؿ عمميات المسح ىي الثقافة المادية كاألبنية‬
‫كالمخمفات المعمارية الكاضحة المعالـ كالمكاقع األثرية‪ ،‬حيث يتكجب عمينا استخداـ نظاـ عمؿ‬
‫قادر عمى تحميميا كالتخفيؼ مف تعقيدىا الكمي‪ ،‬عمى أف تمؾ المعطيات مؤىمة إلتماـ معارفنا‬
‫النظرية التي تكفرت لدينا حكؿ العناصر األساسية التي شممتيا عممية المسح‪ ،‬فمف المناسب جدا‬
‫الخركج إ لى حقؿ التنقيب حامميف معنا سجؿ البطاقات التي تحمؿ الممؼ العائد لذلؾ مكقع مع‬
‫المعمكمات الضركرية كيحدد الشكؿ التالي مثاال بسيطا جدا عمى بطاقة مكقع مف اجؿ عممية‬
‫‪2‬‬
‫المسح‪.‬‬

‫‪ -1‬ركدريغك مارتف غاالف‪ ،‬مناىج البحث األثرم كمشكالتو ‪،‬تر خالد غنيـ‪،‬ط‪،1‬معيد ثربانتس‪ ،‬بيرت ‪،1998،‬ص‪.58‬‬
‫‪ -2‬ركدريغك مارتف غاالف‪ ،‬المرجع نفسو ‪،‬ص‪.63 62‬‬
‫‪43‬‬
‫دراسة نقذية للمصادر األثرية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬االسـ‬
‫‪ -‬المكقع الجغرافي‬
‫‪ -‬البعد‪ :‬بيف المكقع المدركس كالمكاقع األخرل‬
‫‪ -‬حقؿ الرؤية‪ :‬مف المكقع أخر‪ ،‬مف مظاىر جغرافية مف طرؽ مكاصالت‬
‫‪ -‬المكقع نسبة لطرؽ المكاصالت‪ :‬طرؽ قديمة‪ ،‬انيار‪ ،‬جسكر‪ ،‬معابر جبمية‪......‬‬
‫‪ -‬الخصائص المكرفكلكجية‪ :‬الشكؿ‪ ،‬الحجـ‪ ،‬االرتفاع‪ ،‬درجة اليدـ‪....‬‬
‫‪ -‬المخمفات المتبقية‪ :‬أبنية‪ ،‬شكارع‪ ،‬عناصر معمارية‬
‫‪ -‬الثقافة المادية‬
‫‪ -‬الفترات المتكاجدة‬
‫كعند انتياء عممية المسح‪ ،‬البد مف أف نككف قد حصمنا عمى أكبر قدر ممكف مف الكثاؽ‬
‫المكتكبة كالمصكرة التي تساعدنا في عممنا في المكتبة أك في المخبر‪ ،‬الف ىذا يساعدنا عندما‬
‫‪1‬‬
‫نتعرض لبعض الشككؾ حكؿ أم مكقع مف المكاقع المدركسة‪.‬‬

‫‪ -1‬ركدريغك مارتف غاالف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.36‬‬


‫‪44‬‬
‫دراسة نقذية للمصادر األثرية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة تحميمية و نقدية لمشروع الحفريات و حفرية هنشير طينة في جنوب‬
‫تونسي (نموذجا)‬
‫‪_1‬الدراسة التحميمية ك النقدية لمشركع الحفريات‬
‫‪ 1_1‬مرحمة ما قبؿ الحفر‬
‫_ إختيار مكقع الحفر‪ :‬عمى الباحث إختيار المكقع األخذ بعيف االعتبار بعدة أمكر كمنيا‪:‬‬
‫‪ ‬التحقؽ مف كجكد عدة عكامؿ مشجعة مثؿ ضخامة البقايا األثرية الظاىرة عمى السطح‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة التكمفة ك تقدير الميزانية‪.‬‬
‫‪ ‬تقدير الميارات ك الككادر الفنية التي يحتاجيا لمحفر ك إمكانية تكفير الفريؽ العممي‪.‬‬
‫‪ 1_2‬تكفير مصادر التمكيؿ‪ :‬يمكف أف يستعيف بمصادر إدارات الدكلة التي تعتني بالتراث (‬
‫إدارات األثار _المتاحؼ_ الجامعات ك المعاىد )‬
‫‪ 1_3‬الحصكؿ عؿ التصاريح الالزمة‪ :‬كيتـ ذلؾ بتقديـ ممؼ عممي لمييئة التي تمنح التصريح‪،‬‬
‫يتضمف نبذة عف المكقع ك أعمالو ك يكضح ليا األثرم ك خطة العمؿ المقترحة ك طريقة‬
‫‪1‬‬
‫التمكيؿ‪.‬‬
‫‪1_4‬جمع المعمكمات عف المكقع المتكفرة‪ :‬عف طريؽ (كتب‪ ،‬رحاالت‪ ،‬المعاجـ الجغرافية‪،‬‬
‫النصكص القديمة )‬
‫‪ 1_5‬تككيف فريؽ الحفر‪ :‬رئيس ك ينبغي أف يككف متخصص في الفترة التاريخية التي يعكد إلييا‬
‫المكقع‪ ،‬مرمـ المعثكرات‪ ،‬مسجؿ‪ ،‬مصكر‪.‬‬
‫‪ 1_6‬تكفير المستمزمات ك أدكات العمؿ‪ :‬ك أىـ المستمزمات ىي‬
‫_ مخيـ الحفرية ك يككف مجيز بمصادر الطاقة الكيربائية‬
‫_ أدكات التخطيط ك المساحة ك الرسـ‬

‫‪ -1‬عزت زكي حامد قادكس‪ ،‬الحفائر األثرية ‪،‬د ط‪ ،‬مطبعة الحضرم اإلسكندرية ‪،‬مصر‪،2004،‬ص‪.48‬‬
‫‪45‬‬
‫دراسة نقذية للمصادر األثرية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫_ أدكات التصكير‬
‫_ أدكات الحفر ك نقؿ التربة‬
‫‪ 1_7‬ك ضع إستراتيجية لمحفر بكضع خطة لمحفر ك يككف اتخاذ القرار عف كضع الخطة بشكؿ‬
‫جماعي‬

‫‪_2‬تفنيد الحفرية‪:‬‬
‫_تنفيذ الحفرية يمر بعدة خطكات‬
‫‪ 2/1‬المسح األكلي لممكقع ك المجسمات االختبارية‪ ،‬ك تككف بيدؼ الحصكؿ عمى معمكمات أكلية‬
‫‪1‬‬
‫كذلؾ حسب المخمفات األثرية عمى سطح المكقع ك عمؽ طبقاتو األثرية‪.‬‬
‫‪ 2/2‬تقسيم الموقع و عمل شبكة مربعات‪:‬‬
‫ك تنفيذ ىذه خطكة في المكقع الكبير ك المتكسطة حتى تسيؿ عممية ربط األجيزة المختمفة لممكقع‬
‫حيث يقسـ السطح المكقع الى مربعات متساكية ك متكازية مع خط القاعدة ك خط الثابت‬
‫(‪10×10‬ـ‪8×8،‬ـ‪5×5 ،‬ـ) ك تترؾ فكاصؿ بيف ىذه المربعات‬
‫كما يتـ تحديد النقطة الثابتة ك نقطة التحكـ الرئيسية‬
‫‪ 2/3‬تحديد مكان إلقاء الرديم‪:‬‬
‫ك يككف الرديـ الناتج عف عممية الحفر في مكاف لف يقكـ الفريؽ بحفره أبدا ك أف يككف‬
‫بعيدا عف خط القاعدة ك الخط الثابت كي ال يعيؽ القياس‬
‫‪ 2/4‬تنفيذ الحفر بطريقة شبكة المربعات ك طرؽ الحفر المختمفة‬
‫‪ -‬بعد اكتماؿ اإلجراءات السابقة يبدأ بحفر مربع كاحد أك أكثر عف شبكة المربعات حتى تصبح‬
‫لديو قطعة محفكرة مف المكقع بدكف حفر الفكاصؿ ليتحرؾ عمييا الفريؽ ك يتخذ منيا في عممية‬
‫‪1‬‬
‫القياس‪.‬‬

‫‪ -1‬عزت زكي حامد قادكس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.50‬‬


‫‪46‬‬
‫دراسة نقذية للمصادر األثرية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬طريقة التربيع‪ :‬حيث تقسـ التمة إلى أربعة أجزاء ك تحفر الكاحدة منيا تمك األخرل‪ ،‬ك تترؾ‬
‫الفكاصؿ لنقؿ األثار‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة الخنادؽ‪ :‬ك فييا يتـ الحفر داخؿ خنادؽ طكيمة مستطيمة الشكؿ ك ىذه الطريقة تساعد‬
‫عمى تحكـ أكبر فيي تتبع الطبقات‬
‫‪ 2/5‬أخذ القياسات من الحفر أثناء الحفر‪:‬‬
‫يجب الدقة في أخذ القياسات ك تسجيؿ أماكف المقى األثرية‬
‫‪ 2/6‬قراءة الطبقات‪:‬‬
‫تتنكع الطبقات األثرية مف طبقة ألخرل بفعؿ السكف البشرية ك المخمفات ك خالؿ عممية الحفر‬
‫يقكـ األثرم بتحديد كؿ الطبقة مف الطبقات‪ ،‬ك تأرخ الطبقات بالمقى األثرية المعثكرة التي كجدت‬
‫‪2‬‬
‫بيا‪.‬‬
‫‪ ‬معاممة المعثكرات األثرية ك درستيا‪:‬‬
‫تتمثؿ المادة األثرية عمكما في البقايا أك المخمفات األثرية ك تنقسـ المادة األثرية بكجو عاـ‬
‫إلى‪:‬‬
‫معثكرات‪ :‬ىي ما نتج عف نشاط اإلنساف كميا أك جزئيا كقطعة حجر مف الطبيعة تستخدـ‬
‫مثال كطريقة أك قدر عامؿ مف الفخار صنعو اإلنساف ك قد تككف المعثكرات إما فخار أك جحر‬
‫أك معدف‬
‫_معالـ أثرية‪ :‬ىي عبارة عف معثكرات ثابتة ال يمكف حمميا أك نزعيا‪ ،‬كىي معالـ أثرية‬
‫مركبة كالمباني ك المعابد ك القصكر‬

‫‪ -1‬عزت زكي حامد قادكس‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.52‬‬


‫‪ -2‬ف ػ ػػكزم عب ػ ػػد الرحم ػ ػػاف الفخ ارن ػ ػػي‪ ،‬ال ارئ ػ ػػد ف ػ ػػي ف ػ ػػف التنقي ػ ػػب ع ػ ػػف األث ػ ػػار ‪،‬ط‪، 2‬منش ػ ػػكرات جامع ػ ػػة ق ػ ػػاريكس ‪ ،‬بنغ ػ ػػازم‪ ،‬ليبي ػ ػػا‬
‫‪،1992،‬ص‪.170 168‬‬
‫‪47‬‬
‫دراسة نقذية للمصادر األثرية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬تصنيؼ كتحميؿ المعثكرات األثرية ك إعدادىا لمنشر‪ ،‬يجب إتباع المنيجية في ذلؾ ك تعني‬
‫طرؽ دراسة العمؿ األثرم ك ما يحتكم بو مف مكاد ثابتة أك منقكلة بخطكات كاضحة‪ ،‬حيث يعتبر‬
‫التصنيؼ ك التحميؿ العمكد الفقرم في أساسيات منيجية النشر العممي‪ ،‬استخدـ التصنيؼ في‬
‫الدراسات األثرية استخداما عاما يقكـ عمى كضع المادة األثرية في المجمكعات حسب نكع المادة‬
‫المصنكعة منيا كمادة حجرية‪ ،‬مادة معدنية‪ ،‬مادة فخارية‪ ،‬ثـ يبحث عف صفات أخرل أدؽ ك‬
‫بذلؾ تتج أز األنماط إلى أنماط فرعية ك بتطكر عمـ أثار تنكعت طرؽ التصنيؼ بشكؿ كاسع ك‬
‫مف األنكاع‪ ،‬التصنيؼ النكعي‪ ،‬التصنيؼ الزمني‪ ،‬التصنيؼ التقني‪ ،‬التصنيؼ الشكمي‪ ،‬التصنيؼ‬
‫‪1‬‬
‫اإلحصائي‪ ،‬التصنيؼ الزخرفي‪.‬‬

‫‪ -1‬عزت زكي حامد قادكس‪ ،‬عمـ الحفائر كفف المتاحؼ ‪،‬د ط‪ ،‬دار البستاني لمنشر ‪،‬القاىرة ‪،‬مصر ‪،2008،‬صص‪.71 55‬‬
‫‪48‬‬
‫دراسة نقذية للمصادر األثرية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫النموذج‪ :‬مشركع حفرية ىنشير طينة المعيد التكنسي لمتراث‬


‫الموقع‪ :‬ىنشير طينة‬
‫البرنامج‪ :‬حفرية مبرمجة‬
‫تاريخ الموقع‪ :‬القرف األكؿ ميالدم‬
‫اإلحصائيات الجغرافية‪ 9.4 :‬درجات‬
‫مؤسسة اإلشراف‪ :‬باحثيف مف جامعة صفاقص‪ ،‬ك معيد الكطني لمتراث تاريخ الحفرية‪ :‬مارس‬
‫‪1‬‬
‫‪2017‬ـ‪.‬‬
‫المشددرف عمددى الحفريددة‪ :‬نبييػػة الضػػاىرم‪ ،‬تصػػكير شػػكرم‬
‫طػكاىيرم‪ ،‬القياسػات بػدر الػديف جمػاؿ‪ ،‬عمػاؿ طمبػة جامعػػة‬
‫صفاقص‪ ،‬فريؽ المعيد الكطني لمتراث‬
‫ال ت ػزاؿ الحفريػػة تشػػككا مػػف بعػػض النقػػائص بسػػبب‬

‫أف الباحثة نبيية الضاىرم لـ تتكصؿ إلى فؾ رمكز لما‬


‫صكرة تذكارية لفريؽ بحث أختاـ أعماؿ الحفرية لمدينة‬
‫صفاقص ‪2019‬‬ ‫عثرت عميو حيث كجدت طبقة تحتكم عمى مجمكعة مف‬
‫‪2‬‬
‫الخزؼ الركماني مع الخزؼ االسالمي في نفس الطبقة مما جعميا في حيرة‪.‬‬
‫‪ ‬يشير شارؿ أندرم جكلياف إلى خصكصيات مكقع ىنشير طينة ك يرل أنو يكجد في جنكب‬
‫صفاقص قرابة ‪10‬كمـ مف ناحية الجنكب ك ىك متأخر لمخندؽ الممكي الذم حفره الركماف بعد‬
‫‪3‬‬
‫تدمير قرطاجة ك كاف طكلو مف طبركا عبر سبخة اليادم منطقة الساحؿ إلى حدكد طينة جنكبا‪.‬‬

‫‪ -1‬أعماؿ المعيد الكطني لمتراث‪ ،‬مؤتمر صفاقص لألثار الريفية ‪ ،‬مشركع حفرية ىنشير طينة ‪،‬مارس ‪ 2017‬ـ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Revue de fouille archeologie thahri nabiha .henchir taynaea sfax lnsitutu national de patrinoine‬‬
‫‪tunis 2018‬‬
‫‪ -3‬شارؿ انندرم جكلياف‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.10‬‬
‫‪51‬‬
‫دراسة نقذية للمصادر األثرية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫_ يطمؽ عؿ طينة باالتنية تاينام أك طينة ( بالبكنية ) ك ىك مكقع اثرم يقع عمى بعد‬
‫‪12‬كمـ جنكب مدينة صفاقص ك مساحتيا تفكؽ‬
‫مدينة صفاقص ‪ 3‬مرات مف حيث أىمية ىذه‬
‫المدينة ك إكتسابيا العديد مف المنشآت كما عرفت‬
‫بنشاطيا التجارم منذ العصر البكني إال أنو اندثر‬
‫بشكؿ تاـ‪ ،‬ك عند التنقيب في طينة تـ استخراج عدد‬
‫فسيفساء ركمانية لمشاىد مصارعة ألعاب رياضية عثرت في ىنشير‬
‫طينة ترجع إلى (قرف أكؿ) ـ محفكظة في متحؼ األثرم بقفصة‬ ‫مف لكحات الفسيفساء األرضية ك ىك ما أدل باإلسنتاج‬
‫أف المدينة كانت غنية باألثار الركمانية‪ ،‬ك لكف ىذا‬
‫االستنتاج لـ يثبت لألسؼ باألدلة الكافية التي‬
‫‪1‬‬
‫يجزـ المختصكف أنيا ال تزاؿ مدفكنة تحت التراب‪.‬‬
‫كيعكد تأسيسيا لمفترة القرطاجية حكالي القرف ‪ 04‬ؽ ـ كانت ـ ذات طابع عمراني‬
‫ركماني كالسيكي‪ 2 .‬أنظر شكؿ ص‪.84‬‬

‫‪- 1‬شارل أندري جولٌان ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.32‬‬


‫‪2‬‬
‫‪https://www.histoire desfax.com.‬‬
‫‪50‬‬
‫دراسة نقذية للمصادر األثرية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة نقدية لموثائق و النصوص و بعض المصادر األثرية‪.‬‬


‫‪_1‬دراسة الوثائق و النصوص‬
‫تشمؿ الدراسة تعريؼ كتحميؿ كترتيب منتكجات الحفرية اذ يجب اف تصنؼ األسمحة اك‬
‫األدكات الحجرية (صناعات حجرية) كالعظمية (صناعات عظمية) حسب اشكاليا كما يمكف‬
‫تحديد تقنية صناعتيا‪ ،‬كلقد تـ تحديد لكؿ فترة مف فترات ما قبؿ التاريخ أصناؼ مف األدكات‬
‫المتميزة كباإلمكاف التعريؼ بمعظـ األدكات المتكشفة اعتمادا عمى القكائـ البيكلكجية المكضكعة‬
‫ليذا الغرض‪ ،‬كىك ما يمكف القياـ بعرض الكثائؽ الحجرية اك العظمية المكتشفة في حفرية ما‬
‫عمى تحميؿ احصائي يدرج في صكرة نسب مئكية‪ ،‬أىمية ىذه األدكات اك تمؾ‪ ،‬كىذه المجمكعة اك‬
‫األخرل مف األدكات‪ ،‬كاخير يمكف ابراز ىذا التحميؿ االحصائي في لكح بياني تحت شكؿ‬
‫منحنيات اك خ طكط بيانية يمكنيا اف تقدـ لنا صكرة مف الصناعات المأخكذة بعيف االعتبار‪ ،‬كقد‬
‫‪1‬‬
‫تقضي مقارنة االلكاح البيانية بيف صناعيف اك اكثر‪.‬‬
‫يتـ تحميؿ الكثائؽ المستخرجة بمكاصفات مف الكثائؽ األخرل كذلؾ عندما تككف ىذه‬
‫األدكات غير قابمة لمتصنيؼ كقطع المكاد الممكنة كعناصر الزينة (اىداؼ مصقكلة اك مثقكبة‪...‬‬
‫الخ) بعض الكثائؽ مثؿ قطع بيض النعاـ كأكني الفخار تحمؿ أحيانا زخارؼ ككؿ ىذه األنكاع‬
‫ينبغي تمييزىا حيث يقكـ تحميؿ االكاني الفخارية الى جانب تعريؼ الزخرفة عمى الصناعة ككيفية‬
‫‪2‬‬
‫الشكم كعمى الشكؿ ‪...‬الخ‪.‬‬
‫كيتـ ذلؾ بإخضاع الكثائؽ المتحصؿ عمييا الى عممية كصؼ عممي حتى نستخرج منيا‬
‫جميع المعمكمات الممكنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ؾ إبراىيـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪ - 2‬المرجع نفسه ‪،‬ص‪.35‬‬
‫‪51‬‬
‫دراسة نقذية للمصادر األثرية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫نصب يحمل نقيشة نذرية بونية‬

‫مكان االكتشاف‪ :‬معبد الحفرة بقسنطينة ‪.1950‬‬


‫مكان الحفظ‪ :‬متحؼ ميرتا‪.‬‬
‫مقاييس النصب‪ :‬االرتفاع ‪ 21‬سـ‪ ،‬الطكؿ ‪،16‬السمؾ ‪ 9‬سـ‪.‬‬
‫مقاييس حقل الكتابة‪:‬العرض ‪10.83‬سـ‪ ،‬الطكؿ ‪ 9.12‬سـ‪.‬‬
‫المادة‪ :‬حجر كمسي‪.‬‬
‫الحالة‪ :‬نصب ميشـ مف جميع جياتو‪.‬‬
‫الوصف‪ :‬نصب ميشـ مف كؿ جياتو‪ ،‬كقد تضرر فيو الجانب العمكم مف حؽ الكتابة ال سيما‬
‫‪2‬‬
‫السطر األكؿ كجزء مف السطر الثاني‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.255‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد الصغير غانـ‪ ،‬المظاىر الحضارية لتاريخ الجزائر ‪،‬ج‪ ،3‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫‪52‬‬
‫دراسة نقذية للمصادر األثرية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫نصب يحمل نقيشة نذرية بونية حديثة‪.‬‬

‫مكان االكتشاف‪ :‬معبد الحفرة بقسنطينة ‪.1950‬‬


‫مكان الحفظ‪ :‬متحؼ سيرتا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫مقاييس النصب‪ :‬االرتفاع ‪ 30‬سـ‪ ،‬الطكؿ ‪ 26‬سـ‪ ،‬السمؾ ‪ 10‬سـ‪.‬‬
‫مقاييس حقل الكتابة‪ :‬الطكؿ ‪ 18,5‬سـ‪ ،‬االرتفاع ‪ 14‬سـ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد الصغير غانـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.58‬‬


‫‪53‬‬
‫دراسة نقذية للمصادر األثرية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫النص البوني‪:‬‬

‫النص الكتابي‪:‬‬
‫‪ -1‬ف د ر ا ش ف د ر ب ع ؿ م ت ف ا ف ج ر‬
‫‪ -2‬ب ف ب د ع ش ت ر ت ر ش ؿ ع ف ع ش‬
‫‪( -3‬ؾ) ش (ـ ا) ؽ ؿ ا‬
‫مؤدي النص في المغة العربية كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬نذر نذره بعؿ ياتكف النحار‬
‫‪ -2‬بف بدعشترت شمعنع‬
‫‪1‬‬
‫‪( -3‬ؾ) (ش) (سمع) قكؿ (؟)‪.‬‬

‫‪ -1‬مها عٌساوي ‪،‬النقوش البونٌة فً بالد المغرب القدٌم ‪،‬ط‪،3‬جسور ‪،‬الجزائر ‪2009،‬م ‪،‬ص ص ‪.70 85‬‬
‫‪54‬‬
‫دراسة نقذية للمصادر األثرية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪_2‬دراسة بعض المصادر األثرية‬


‫‪ ‬دراسة نقدية لممصادر العممة مجمكعات متحؼ باردك‪.‬‬
‫طريقة نقد لمعممة‬
‫_ نقد طريقة الكجو‬
‫‪ -‬الظير‬
‫‪ -‬اليامش‬
‫‪ -‬المعدف‬
‫قطع نقدية نكميدية مف متحؼ باردك‬
‫‪ -‬الحجـ‬
‫‪ -‬نوع القطع‪ :‬قطع نقدية قرطاجية تعكد الى الحرب البكنية الثالثة بيف ركما ك قرطاج ‪-149‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 146‬ؽ ـ‪.‬‬
‫‪ -‬مكان دور الضرب‪ :‬سيسيميا التاريخ ‪ 148‬ؽ ـ‪.‬‬
‫‪ -‬نوع المعدن‪ :‬االلكتركـ كالفضة االمر بالضرب ىممكار‪.‬‬
‫‪ -‬دراستها من حيث الشكل‪ :‬تبدك دائرية صغيرة بعض الشيء تفتقد الي الصالبة نظ ار الي المادة‬
‫التي صنعت منيا كعمييا خدكش مما يفسر انيا ضربت في حرب قرطاجة‬
‫‪ -‬دراسة الوجه‪ :‬يبدك كجو العممة كاضحا بعض الشيء كتحمؿ رأس ىممكار يحمؿ عمى رأسو‬
‫إكميؿ الصحراء‪ ،‬أما ظير العممة ىنالؾ صكرة لحصاف كىك شعار اإلمبراطكرية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Bjawi.fathi"catlogue de mommaieamcenne de L Afrique busantine.p1 musee du bardeau. tunis.‬‬
‫‪2004.p :25‬‬
‫‪55‬‬
‫دراسة نقذية للمصادر األثرية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪-‬الهامش‪ :‬كتب عميو باإلغريقية ‪ korthedacht‬بأحرؼ متقطعة‪.‬‬


‫‪ -‬نوع العممة‪ :‬فضية‬
‫‪ -‬دور الضرب‪ :‬سيسيميا‬
‫‪ -‬الوجه‪ :‬شخصية ىممكار‬
‫‪ -‬الهامش‪korthadacht :‬‬
‫‪-‬الظهر‪ :‬الحصاف شعار اإلمبراطكرية‬
‫‪1‬‬
‫_ المعدن‪ :‬الفضية‪.‬‬
‫عممة الممؾ ىممكار‬

‫‪1‬‬
‫‪ ،Bjawi.fathi -‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪56‬‬
‫اخلامتة‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫الخاتمة‬
‫م ػػف خ ػػالؿ د ارس ػػتنا لممكض ػػكع نس ػػتنتج أف المص ػػادر المادي ػػة ب ػػرزت م ػػف خ ػػالؿ العدي ػػد م ػػف‬
‫المنش ػػات العمراني ػػة كالمعاب ػػد كالمع ػػالـ الثابت ػػة ‪، ...‬كالمق ػػى األثري ػػة كالمس ػػكككات كاألكان ػػي الفخاري ػػة‬
‫كالحمي كاألسمحة التي أثبتت بدكرىا عمى قياـ الحضارات ‪.‬‬
‫ب ػػالرغـ م ػػف ت ػػكفر المص ػػادر ك تنكعي ػػا إال أف معرفتن ػػا ل ػػبالد المغ ػػرب الق ػػديـ مػ ػزاؿ يكتنفي ػػا‬
‫الغمكض ك نقص‪ ،‬حيث مازلنػا نجيػؿ الكثيػر مػف الم ارحػؿ ك بعػض التجمعػات البشػرية المحميػة‪ ،‬ك‬
‫إذا ك ػػاف الب ػػاحثكف ق ػػد تكص ػػمكا إل ػػى تحدي ػػد مكض ػػع العدي ػػد م ػػف المكاق ػػع األثري ػػة ف ػػإف ذل ػػؾ بفض ػػؿ‬
‫مجيكدات الجيؿ الجديد الذم يعمؿ عمى حماية ك صيانة المقى األثرية‪.‬‬
‫كلمعرف ػػة أص ػػكؿ المص ػػادر األثري ػػة كج ػػب عم ػػى الباح ػػث تتب ػػع الم ارح ػػؿ التاريخي ػػة بداي ػػة م ػػف‬
‫العصػػكر الحجريػػة القػػديـ كصػػكؿ لعصػػر فجػػر التػػاريخ كالػػذم عرفػػت ظيػػكر المصػػادر المكتكبػػة‬
‫كتػزامف ىػػذه الفتػرة مػػع عصػػر المعػػادف كظيػػكر تغيػرات فػػي البنػػى االجتماعيػػة لسػػكاف شػػماؿ إفريقيػػا‬
‫‪ ...‬كتنكع المصادر األثرية مع تكافد الشعكب لبالد المغرب ‪.‬‬
‫كلمعرفة تحديد مكقع كتاريخ المصدر األثرم قسمنا بالد المغػرب القػديـ إلػى أىػـ المنػاطؽ التػى‬
‫برزت فييا المصادر األثريػة < المغػرب األقصػى ‪ ،‬الج ازئػر ‪ ،‬تػكنس ‪ ،‬ليبيػا >مػع ذكػر أىػـ المكاقػع‬
‫التي ظيرت في العصكر الحجرية كالفترة الركمانية التي تزخر بأىـ المصادر ك المكاقع األثرية فػي‬
‫عالـ المغرب العربي القديـ ‪.‬‬
‫أمػا فػػي الجانػػب النقػدم فقػػد تطرقنػػا فػػي د ارسػتنا إلػػى كيفيػػة نقػػد المصػادر األثريػػة مػػف خػػالؿ‬
‫أىػػـ النقػػاط التػي يتكجػػب عمػػى الباحػػث األخػػذ بيػػا ك تتبػػع طػػرؽ المنػػاىج األثريػػة كالتػػي ترتكػػز عمػػى‬
‫التنقيبات كالمسح األثرم كدراسة تحميمية كتركيبيػة لمنصػكص كالمصػادر األثريػة كقػد طبقنػا ذلػؾ فػي‬
‫بعػػض المصػػادر كمكقػػع حفريػػة< ىنشػػير طينػػة > بػػالجنكب التكنسػػي كالتػػى مػػف خالليػػا تػػـ إكتشػػاؼ‬

‫‪58‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫العديد مف الفسيفساء كالمقى األثرية‪ ،‬كما تطرقنا إلى كيفية دراسة النقكش البكنيػة النكميديػة القديمػة‬
‫‪ ،‬كطريقة نقد العمؿ النقدية ككمثاؿ عممت < الممؾ ىممكار> ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫املالحق‬
‫اخلرائط‬
‫المالحق‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬السعٌد مثردي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.04‬‬
‫‪62‬‬
‫الصىر‬
‫المالحق‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد العربً العقون‪ ،‬االقتصاد والمجتمع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪50‬‬
‫‪64‬‬
‫المالحق‪:‬‬

‫‪65‬‬
‫المالحق‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬
‫مها عٌساوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪2‬‬
‫مها عٌساوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪66‬‬
‫المالحق‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫المالحق‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫عممة الممؾ ماسينيسا‬

‫‪2‬‬
‫عممة الممؾ سيستارس الركماني‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬شارل اندري جولٌان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.31‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-catalogue de monnaies antique.M.P.tunis.2004.‬‬
‫‪68‬‬
‫المالحق‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مدينة شالو المغربية‬

‫‪2‬‬
‫مدينة تمقاد‬

‫‪1‬‬
‫موسوعة وكٌبٌدٌا‬
‫‪2‬‬
‫موسوعة وكٌبٌدٌا‬
‫‪71‬‬
‫المالحق‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مدينة تمقاد‬

‫‪1‬‬
‫موسوعة وكٌبٌدٌا‬
‫‪70‬‬
‫المالحق‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫قبر الركمية الضريح الممكي المكريتاني تيبازة الجز ٔاير‬

‫‪2‬‬
‫مدينة بسبيطمة‬

‫‪1‬‬
‫موسوعة وكٌبٌدٌا‬
‫‪2‬‬
‫موسوعة وكٌبٌدٌا‬
‫‪71‬‬
‫المالحق‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مدينة دقو‬

‫‪2‬‬
‫مدينة صبراتو‬

‫‪1‬‬
‫موسوعة وكٌبٌدٌا‬
‫‪2‬‬
‫موسوعة وكٌبٌدٌا‬
‫‪72‬‬
‫المالحق‪:‬‬

‫مكقع حفرية ىنشير طينة‬

‫‪1‬صكرة تكضح أعماؿ الحفرية‬

‫‪1‬‬
‫‪.https://www.histoire desfax.com‬‬
‫‪73‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫أوال‪ :‬المصادر‬
‫القران الكريم‬
‫‪ -01‬المراكشي ابف عذارل ‪،‬البياف المغرب في أخبار األندلس كالمغرب ‪،‬ج‪، 1‬د ر‪،‬‬
‫بيركت ‪1950،‬ـ‪,‬‬
‫‪ -02‬ابف خمدكف عبد الرحماف ‪،‬العبر كالديكاف المبتداء كالخبر في أياـ العرب كالعجـ‬
‫كالبربر كمف عاصرىـ مف ذكم السمطاف األكبر ‪،‬مجمد‪، 6‬مؤسسة جماؿ لطباعة كالنشر‪،‬‬
‫بيركت‪1979 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪،‬تر مصطفى آعشي‪ ،‬أحاديث ىيركدكت عف الميبييف (األمازيغ)‪،‬‬ ‫‪-03‬‬
‫منشكرات المعيد الممكي لمثقافة األمازيغية‪ ،‬الرباط‪2009 ،‬ـ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراجع‬
‫‪ -01‬ابراىيـ بشي‪ ،‬مدخؿ إلى حضارات بالد المغرب القديـ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار زاد<‪ >z‬الطالب‬

‫لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪2011 ،‬ـ‪.‬‬


‫‪ -02‬ابك القاسـ محمد عمي عيسى ‪،‬الجذكر التاريخية لسكاف المغرب القديـ مف خالؿ‬
‫المصادر األثرية ‪،‬ط‪، 2‬دار الكتب الكطنية بنغازم ‪،‬ليبيا ‪.2012،‬‬
‫‪ -03‬أخشيـ عمي فيمي ‪،‬نصكص ليبية ‪،‬ط‪، 2‬مكتبة الفكر ‪،‬طرابمس ‪1975،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -04‬أنطكاف زكرم ‪،‬المغة المصرية القديمة (الييركغميفية أصكليا كقكاعدىا )‪،‬دط ‪ ،‬دار‬
‫الكثائؽ المصرية ‪،‬القاىرة ‪،‬دت ‪.‬‬
‫‪ -05‬بيكمي ميراف محمد‪ ،‬المغرب القديـ‪ ،‬ط‪،1‬دار المعارؼ الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪1999‬ـ ‪1410‬ق‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫‪ -06‬جراية محمد رشدم‪ ،‬حضارات المغرب القديـ خالؿ العصر الحجرم القديـ‪ ،‬دار‬
‫ىكمو لمطباعة‪ ،‬الجزائر‪2017 ،‬ـ‬
‫‪ -07‬جكلياف شارؿ اندرم‪ ،‬تاريخ افريقيا الشمالية‪ ،‬تر‪ ،‬محمد مزالي‪ ،‬ط ‪ ،1986‬مؤسسة‬
‫تاكالت لمثقافة‪2011 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -08‬حارش محمد اليادم‪ ،‬التاريخ المغاربي القديـ‪ ،‬المؤسسة الجزائرية لمطباعة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪1992‬ـ‪.‬‬
‫‪ -09‬حارش محمد اليادم‪ ،‬تاريخ المغاربي القديـ السياسي ك الحضارم‪ ،‬مؤسسة‬
‫الجزائرية لمطباعة‪ ،‬الجزائر‪1992 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -10‬حامد محمد ‪،‬تعمـ الييركغميفية (المغة المصرية القديمة كأصؿ الخطكط العالمية)‬
‫ط‪،2‬اليئة المصرية العاة لمكتاب ‪،‬القاىرة ‪1991،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -11‬حسف سميـ ‪،‬مصر القديمة ‪،‬ج‪ ، 6‬رعمسيس الثاني كقياـ اإلمبراطكرية الثانية‪ ،‬دط‪،‬‬
‫اليئة المصرية العامة لمكتاب ‪،‬القاىرة ‪1992،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -12‬حسف عمي ‪،‬المكجز في عمـ األثار ‪،‬دط ‪،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب ‪،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪.1993‬‬
‫‪ -13‬حسف محمد جكىر‪ ،‬تكنس‪ ،‬دار المعارؼ بمصر‪،‬القاىرة‪2001،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -14‬الحالؽ حساف‪ ،‬المعالـ التاريخية كاالثرية كالسياحية ‪،‬ط‪،1‬دار النيضة العربية‬
‫‪،‬بيركت لبناف ‪2009،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -15‬د حيدر كماؿ‪ ،‬منيج البحث األثرم ك التاريخي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر المبناني‪ ،‬بيركت‬
‫لبناف‪1995 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -16‬دباغ تقي‪ ،‬مقدمة في عمـ األثار‪ ،‬دار الجامظ‪ ،‬العراؽ ‪1981‬ـ‪.‬‬
‫‪ -17‬رائؼ العابد مفيد‪ ،‬المدخؿ إلى المغة اليكنانية ‪،‬ط‪،1‬منشكرات جامعة دمشؽ ‪،‬سكريا‪،‬‬
‫‪1972‬ـ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫‪ -18‬رزؽ عاصـ محمد‪ ،‬عمـ االثار بيف النظرية كالتطبيؽ‪ ،‬د ط‪ ،‬مكتبة مدبكلي‪ ،‬ب‬
‫ـ‪1996،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -19‬رك دك يغك مارتف غاالف‪ ،‬تر‪ ،‬د خالد غنيـ‪ ،‬ط‪ ،1‬بيساف لمنشر ك التكزيع‪ ،‬لبناف‪،‬‬
‫‪1998‬ـ‪.‬‬
‫‪ -20‬سحنكف محمد ‪،‬ماقبؿ التاريخ ‪،‬دط‪،‬ديكاف المطبكعات الجامعية ‪،‬الجزائر ‪1994،‬ـ‪,‬‬
‫‪ -21‬السيد صالح سعد الديف‪ ،‬البحث العممي كمناىجو النظرية‪ ،‬مكتبة الصحابة‪ ،‬جدة‪،‬‬
‫‪1414‬ق| ‪1992‬ـ‪.‬‬
‫‪ -22‬السير ليكنارد ككلي ‪،‬مدخؿ إلى عمـ األثار ‪،‬تر حسف باشا كعبد المنعـ ابك بكر ‪،‬د‬
‫ط ‪،‬القاىرة ‪،‬د س‪.‬‬
‫‪ -23‬الشرقي محمد محي الديف‪ ،‬افريقيا الشمالية في العصر القديـ‪ ،‬ط‪ ،4‬دار الكتب‬
‫المعرفية‪1969 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -24‬شنيتي محمد البشير‪ ،‬االحتالؿ الركماني لبالد المغرب‪ ،‬ط‪ ،2‬المؤسسة الكطنية‬
‫لمكتاب‪ ،‬الجزائر‪1985 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -25‬شنيتي محمد بشير ‪،‬التغيرات اإلقتصادية كاإلجتماعية في المغرب أثناء اإلحتالؿ‬
‫الركماني ‪،‬ط‪،1‬دط ‪،‬الجزائر ‪1984،‬ـ‪,‬‬
‫‪ -26‬عبد ال مطيؼ أحمد عمي‪ ،‬التاريخ اليكناني (العصر اليالدم )‪ ،‬ج ‪ ،1‬دار النيضة‬
‫العربية‪ ،‬بيركت‪1993 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -27‬العقكف محمد العربي‪ ،‬األمازيغ عبر لتاريخ نظرة في األصكؿ ك اليكية‪ ،‬منتدل‬
‫األزبكة‪ ،‬ط‪ ،1‬التنكخي لمطباعة ك النشر‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -28‬العقكف محمد العربي‪ ،‬االقتصاد ك المجتمع في الشماؿ االفريقي القديـ‪ ،‬ديكاف‬
‫لممطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪2008 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -29‬غانـ محمد الصغير‪ ،‬التكسع الفينيقي في غرب البحر المتكسط‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اليدل‪،‬‬
‫الجزائر‪2003 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫‪ -30‬غانـ محمد الصغير‪ ،‬المظاىر الحضارية ك التراثية لمتاريخ الجزائر القديـ‪ ،‬ج‪ ،4‬دار‬
‫اليدل‪ ،‬الجزائر‪2011 ،‬ـ‪.‬‬
‫النشأة ك التطكر‪ ،‬دار اليدل‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪ -31‬غانـ محمد الصغير‪ ،‬سرتا النكميدية‬
‫‪2008‬ـ‪.‬‬
‫‪ -32‬غانـ محمد الصغير‪ ،‬مقاالت ك أراء في تاريخ الجزائر القديـ‪ ،‬جامعة منتكرم‬
‫قسنطينة‪ ،‬دار اليدل عيف مميمة‪2005 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -33‬غانـ محمد الصغير‪ ،‬المظاىر الحضارية ك التراثية لمتاريخ الجزائر القديـ‪ ،‬ج‪ ،3‬دار‬
‫اليدل‪ ،‬الجزائر ف ‪2011‬ـ‪.‬‬
‫‪ -34‬غانـ محمد الصغير‪ ،‬معالـ تكاجد الفينيقي البكني في الجزائر‪ ،‬دار اليدل‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪2003‬ـ‪.‬‬
‫‪ -35‬غانـ محمد الصغير‪ ،‬مكاقع الحضارات ما قبؿ التاريخ في بالد المغرب القديـ‪ ،‬دار‬
‫اليدل الجزائر‪2003 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -36‬الفخراني فكزم عبد الرحماف‪ ،‬الرائد في فف التنقيب عف األثار‪ ،‬ط‪،2‬منشكرات جامعة‬
‫قاريكس بنغازم‪ ،‬ليبيا‪1992،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -37‬فرنسيس أكر‪ ،‬تر‪ ،‬د سمطاف محمد حسيف‪ ،‬حضارات العصر الحجرم القديـ‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫مكتبة األسكندرية‪ ،‬دمشؽ‪ 1989 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -38‬قادكس عزت زكي الحامدم‪ ،‬الحفائر األثرية‪ ،‬مطبعة الحضرم اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪2004‬ـ‪.‬‬
‫‪ -39‬مصطفى عبد العميـ‪ ،‬دراسات في تاريخ ليبيا القديـ‪ ،‬المطبعة األىمية‪ ،‬بنغازم‪،‬‬
‫‪1955‬ـ‪.‬‬
‫‪ -40‬ميا عيساكم ‪،‬النقكش البكنية في بالد المغرب القديـ ‪،‬ط‪،1‬جسكر ‪،‬الجزائر‬
‫‪2009،‬ـ‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫‪ -41‬الميار عبد الحفيظ فضيؿ‪ ،‬دراسة تحميمية لمنقائش الفينيقية البكنية في إقميـ المدف‬
‫الثالث في ليبيا‪ ،‬منشكرات جامعة الفاتح‪ ،‬دار الكتاب الجديد‪ ،‬بيركت لبناف‪2005 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -42‬الميمي مبارؾ بف محمد‪ ،‬تاريخ الجزائر في القديـ ك الحديث‪ ،‬ج‪ ،1‬المؤسسة الكطنية‬
‫لمكتاب‪ ،‬الجزائر‪1989 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -43‬الميمي محمد إبراىيـ‪ ،‬الجزائر ضكء التاريخ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار البعث لمنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪1980‬ـ‪.‬‬
‫‪ -44‬نيتكف رالؼ ‪،‬شجرة الحضارة ‪،‬تر أحمد فخرم‪,‬ج‪،2‬دط‪،‬باإلشتراؾ مع مؤسسة فرنكميف‬
‫لطباعة ‪،‬القاىرة ‪،‬نيكيكرؾ ‪2000،‬ـ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المراجع بالمغة األجنبية‬


‫‪1-‬‬ ‫‪Bjawi, (Fathi).catalogue de monnaie ancenne de l’Afrique‬‬
‫‪busantine, p1 musée du beadeau. Tunis. 2007.‬‬
‫‪2-‬‬ ‫‪P.Pallart, la Sabliére d’Abourir, Bulle de la souciété de‬‬
‫‪géo. Et d’archéol. D’oran, 1887.‬‬
‫‪3-‬‬ ‫‪R.COUILAULT Natessur les Stations prélistorques de‬‬
‫‪Gafsa (tunisie). ANHR.T.V.1894.‬‬

‫مقاالت ومجالت باألجنبية‬


‫‪1-‬‬ ‫‪Revue de fouille archeologie thahri nabiha .henchir‬‬
‫‪taynaea sfax lnsitutu national de patrinoine tunis 2018.‬‬
‫‪2-‬‬ ‫‪Catalougue de monnaies antique .M.B.Tunis .2004.‬‬

‫رابعا‪ :‬الرسائل الجامعية‬


‫ميا عيساكم‪ ،‬المجتمع المكبي في بالد المغرب القديـ‪ ،‬أطركحة لنيؿ درجة‬ ‫‪-01‬‬
‫الدكتكراه‪ ،‬كمية العمكـ االنسانية ك االجتماعية‪ ،‬جامعة منتكرم قسنطينة‪2009 ،‬ـ ‪2010/‬ـ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫السعيد قعر المثردم‪ ،‬الزراعة في بالد المغرب القديـ‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة‬ ‫‪-02‬‬
‫الماجستير‪ ،‬كمية العمكـ اإلنسانية ك االجتماعية‪ ،‬جامعة منتكرم قسنطينة‪2007 ،‬ـ‪2008/‬ـ‪.‬‬

‫خامسا ‪:‬المعاجم‬
‫‪ -01‬مجمع المغة العربية ‪،‬المعجـ الكسيط ‪،‬ط‪، 4‬مكتبة الشركؽ الدكلية ‪،‬القاىرة‪2004،‬‬

‫سادسا‪ :‬منشورات‬
‫‪ -01‬أعماؿ المعيد الكطني لمتراث‪ ،‬مؤتمر صفاقس ألثار الريفية مشركع حفرية‬
‫ىنشير طينة‪ ،‬مارس‪2017 ،‬ـ‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬موقع االلكتروني‬


‫يكـ الثالثاء ‪ 14‬مام ‪ 2019‬عمى ‪1- https/w w w.histaredes fax.com.‬‬
‫الساعة ‪,14:30‬‬
‫مكسكعة ككيبيديا ‪2-‬‬

‫‪81‬‬
‫فهرس احملتىيات‬
‫فهرس المحتىيات ‪:‬‬

‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنىان‬

‫شكر كعرفاف‬
‫قائمة االختصارات‬
‫أ‬ ‫المقدمة‬
‫الفصل التمهيدي‪:‬‬

‫دراسة جغرافية وبشرية لبالد املغرب القديم‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬المكقع الجغرافي‪.‬‬


‫‪9‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أصؿ التسمية‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬السكاف‪.‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫ماهية املصادر األثرية يف بالد املغرب القديم‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تعريؼ المصادر األثرية‪.‬‬


‫‪17‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أنكاع المصادر األثرية‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬مراحؿ الدراسات األثرية كتطكرىا التاريخي‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ابرز مىاقع املصادر األثرية يف بالد املغرب القديم‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬المكاقع األثرية في المغرب األقصى‪.‬‬


‫‪33‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬المكاقع األثرية في الجزائر‪.‬‬
‫‪46‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬المكاقع األثرية في تكنس‪.‬‬
‫‪48‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬المكاقع األثرية في ليبيا‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪83‬‬
‫فهرس المحتىيات ‪:‬‬

‫دراسة نقدية للمصادر األثرية‪.‬‬

‫‪51‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مناىج البحث األثرم‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة تحميمية ك نقدية لمشركع الحفريات ك حفرية ىنشير‬
‫‪56‬‬
‫طينة في جنكب تكنسي (نمكذجا)‬
‫دراسة نقدية لمكثائؽ ك النصكص ك بعض المصادر‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫‪62‬‬
‫األثرية‪.‬‬
‫‪69‬‬ ‫الخاتمة‪.‬‬
‫‪70‬‬ ‫المالحق‪.‬‬
‫‪87‬‬ ‫قائمة المصادر و المراجع‪.‬‬
‫‪94‬‬ ‫فهرس المحتويات‬

‫‪84‬‬
:‫الممخص‬
‫تطرقنا في مكضكع الرسالة إلى أىـ النقاط التي يجب االطالع عمييا لمتسييؿ عممية‬
‫ فيما تتمثؿ المصادر األثرية لبالد المغرب القديـ؟ كالى أم حد‬،‫فيـ اإلشكالية الرئيسة كىي‬
‫ساىمت في كتابة تاريخ بالد المغرب القديـ؟ ك كانت بداية مشركعنا تتمركز عمى التعريؼ‬
‫ السكاف) ثـ ارتأينا إلى التعريؼ بالمصادر‬،‫ التسمية‬،‫ببالد المغرب بصفة عامة ( المكقع‬
‫ ثـ قسمنا‬، ‫األثرية عمكما ك مراحؿ االىتماـ بيا كعمـ في بالد المغرب القديـ خاصة‬
)‫ ليبيا‬،‫ تكنس‬،‫ الجزائر‬،‫مكقعو في بالد المغرب ( المغرب‬ ‫المصادر كؿ عمى حسب‬
‫لمتكضيح ك التعريؼ بالمعالـ األثرية بدقة ك خصصنا الفصؿ الثالث إلى جانب النقدم ك ىك‬
‫ حيث تتبعنا فيو المناىج النقد األثرم ك طرؽ تصنيفيا ك كيفية دراستيا ك دعمنا‬، ‫التطبيقي‬
‫ ك‬،‫ذلؾ بأمثمة لبعض المصادر األثرية كحفرية ىنشير طينة ك بعض النقكش المكبية القديمة‬
‫ ك أتممنا مكضكعنا بخاتمة احتكت عمى أىـ النقاط التي تكصمنا ليا مف‬،‫العمؿ ك غيرىا‬
.‫ كاعتمدنا في ذلؾ عمى مجمكعة مف الدراسات السابقة‬،‫خالؿ دراستنا لممكضكع‬

Résumé :
Nous avons abordé le sujet de la lettre aux points les plus importants à trouver
pour faciliter la compréhension du problème principal, quelles sont les sources
archéologiques de l'ancien Maghreb? Dans quelle mesure avez-vous écrit l'histoire
de l'ancien Maghreb? Le début de notre projet était basé sur la définition du pays
marocain en général (emplacement, étiquette, population), puis nous avons décidé
d'introduire les sources archéologiques en général et les étapes d'intérêt en tant que
science dans l'ancien Maghreb, en particulier, puis nous avons divisé les sources en
fonction de sa localisation au Maroc (Maroc, Algérie). , Tunisie, Libye) pour la
clarification et la définition des sites archéologiques avec précision et nous avons
consacré le troisième chapitre au côté monétaire et à l’application, où nous suivons
les méthodes de critique archéologique et de classification, et comment étudier et
appuyer des exemples de sources archéologiques telles que Hanshar Tina et
d'anciennes inscriptions de Lubian, Et le travail et les autres, et complété un sujet
Notre conclusion contient les points les plus importants atteints par notre étude du
sujet et nous nous appuyons sur un ensemble d’études antérieures.

You might also like