Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 10

‫درس التقنية والعلم للسنة األولى باك‬

‫‪-‬في رحاب الفلسفة‪-‬‬

‫التقنية و العلم‬

‫‪-‬تقديم يعيش اإلنسان المعاصر الحضارة وسط زخم التقنية بين عدة أجهزة وآالت مختلفة أنتجتها التكنولوجيا الحديثة فانتظمت‬
‫حياته أفرادا وجماعات بانتظام كل ميادين الحياة بانتظامها‪ ،‬فمن الميدان السياسي إلى االقتصادي نجد المعدات واآللية تخترق‬
‫الحياة البشرية حتى أضحت مألوفة لدى الناس وال يستطيعون العيش بدونها‪ ،‬وخير مثال على هذا ما يطبع العالم اليوم من‬
‫انتشار موحد لنماذج التنمية والتصاميم والمخططات وتطور أدوات التواصل و اكتساح اإلعالميات لكل الحقول‪ ،‬وفرض مفهوم‬
‫جديد عن الزمان‪ ،‬كل هذا لم يعد يخص منطقة من مناطق العالم دون أخرى بل أضحى العالم قرية صغيرة‪ .‬المعنى الشائع‬
‫لمفهوم التقنية في اللسان العربي نجده يقابل العلم‪ ،‬كما يقابل الممارسة النظرية وتطبيق المعرفة‪ ،‬ثم أنها شيء محايد‪ ،‬وهي‬
‫ليست خيرا في ذاته وال شرا في ذاته‪ ،‬إنما مجرد وسيلة تتخذ معناها من التوظيف التي توظف فيه‪ .‬ويعرف معجم الالند التقنية‬
‫بأنها “مجموعة من العمليات واإلجراءات المحددة تحديدا دقيقا‪ ،‬والقابلة للنقل والتحويل والرامية إلى تحقيق بعض النتائج التي‬
‫تعتبر نافعة‪ .‬يشير هذا التعريف في دالالته األولى إلى كل إنتاج ألشياء مختلفة (أدوات‪ ،‬آالت‪ )..‬ال تستطيع الطبيعة توفيرها وإنتاجها‬
‫بذاتها‪ ،‬ويحمل دالالت ثانية يمكن أن نجملها في كونه أوال بتركيزه على خاصية التحديد الدقيق يقصي من دائرة التقنية كل الوسائل‬
‫التي ال تتالءم بصفة مع األغراض التي صنعت من أجلها‪ ،‬وفي كونه ثانية يربط التقنية بخاصية النقل والتحويل وهو ما يضفي‬
‫عليها طابعا اجتماعيا تصبح التقنية بمقتضاه قابلة للتعلم واالكتساب والتطوير واالنتشار داخل الوسط االجتماعي وأخيرا يربط‬
‫ذلك التعريف التقنية بأهداف عملية ونفعية‪ .‬يمكن أن نستخلص من هذا التعريف إذن أن التقنية نشاط إنساني أساسي تقوم‬
‫عليه باقي األنشطة اإلنسانية األخرى‪ ،‬وأنه جزء من نسيج العالقات االجتماعية‪ ،‬وبذلك فاإلنسان لم يحول الطبيعة باعتماده على‬
‫التقنية بل تحول هو نفسه إلى كائن ثقافي يعيش حياة اجتماعية واعية‪ .‬وقد أبرز معظم الفالسفة واألنتربولوجيين أن البعد التقني‬
‫سابق أو على األقل مالزم للبعد المعرفي في اإلنسان‪ ،‬وأن اإلنسان نفسه كائن صانع قبل أن يكون كائنا عارفا‪ ،‬بمعنى أن المهارات‬
‫العملية لإلنسان سابقة بل متفوقة على مهاراته النظرية أو المعرفية‪ .‬وإذا كانت التقنية قد تطورت عبر تاريخ اإلنسانية تطورا بطيئا‬
‫عبر عشرات القرون‪ :‬الحجر‪ ،‬الحديد‪ ،‬البروز‪ ،‬فإنها أخذت تتحول نوعيا من التقنية اليدوية إلى التقنية الممكنة مع ظهور العلم‬
‫الحديث ابتداء من القرن السابع عشر في أوربا حيث تالحقت الثورات التقنية تباعا‪ :‬الثورة البخارية‪ ،‬المحرك االنفجاري‪ ،‬اكتشاف‬
‫الكهرباء ونتائجه‪ ،‬الثورة اإللكترونية‪ ،‬المعلوميات‪ ،‬الثورة الجينية وهي تحوالت تحكمها معايير التسارع والميل إلى االستقالل الذاتي‬
‫والكونية والتطور العلمي بعيدا عن أي منظور غائي‪ ،‬وذلك في إطار تصور جديد للعلم ذاته الذي لم يعد كما كان في العصور القديمة‬
‫معرفة نظرية شاملة متقابلة مع التقنيات كصناعات وممارسات علمية‪ ،‬بل في منظور أن العلم أصبح مرتبطا عضويا بالتقنية‪ .‬إال‬
‫أن التطور الهائل للتقنية الحديثة وكشوفاتها وقدراتها التي جعلت اإلنسان يحقق ما كان يحلم به عبر السحر والميتولوجيا في‬
‫القديم سواء في استكشاف األبعاد الالنهائية للكون الكبير وفي األبعاد الالنهائية لألكوان الصغرى في المادة الجامدة والمادة الحية أو‬
‫في السعي إلى التحكم في بعض مظاهر الحياة عبر التلقيح االصطناعي أو االستنسال وغيره كل ذلك بدأ يطرح تساؤالت للمقارنة‬
‫بين إيجابيات التقنية وحدود سلبياتها‪ ،‬وحول كيفية ضبط تطورها قانونيا وأخالقيا حتى ال تتجاوز حدود المعقول األخالقي‪.‬‬

‫–التأطير اإلشكالي للوحدة ‪:‬إذا كانت التقنية هي مجموع الوسائل واألدوات التي يخترعها اإلنسان اعتمادا على العلم‪ ،‬والتي‬
‫تهدف إلى توفير خدمات مختلفة لإلنسان وتساعده على التغلب على حوائج الطبيعة وعلى األمراض ومظاهر النقص وتمكنه من‬
‫تقليص المسافات واختصار األزمة وتقريب البعيد إلى غير ذلك من الفوائد إال أن التطور الهائل الذي و اكب التقنية الحديثة أصبح‬
‫يطرح عدة تسؤاالت‪:‬‬
‫–كيف يمكن تحديد مفهوم التقنية؟‬
‫–ولماذا تعتبر خاصية إنسانية؟‬
‫–ما العالقة بين التقنية والعلم؟‬
‫–ما هي اآلثار الناتجة عن هذه العالقة؟‬
‫–هل تعمل التقنية خلف كشوفاتها اإليجابية وتحوالتها النوعية آثارا سلبية تهدد اإلنسان والطبيعة؟‬
‫–ما نتائج تطور التقنية على وجود اإلنسان؟ لماذا تحولت إلى قوة مسيطرة على مصير العالم؟‬

‫المحور ‪ 1‬التقنية خاصية انسانية‬

‫–كيف يمكن تحديد مفهوم التقنية؟‬


‫–لماذا التقنية خاصية إنسانية؟‬
‫نص ‪ :1‬اوسولد شبنغلر‬
‫”إذا أردنا فهم ما هو أساسي في التقنية‪ ،‬فعلينا أال ننطلق من تقنية العصر اآللي‪ ،‬وال من المفهوم الخاطئ الذي يكون هدف التقنية‬
‫بمقتضاه هو صناعة األدوات واآلالت‪ .‬إن التقنية ترجع‪ ،‬في الواقع‪ ،‬إلى أزمنة غابرة‪ ،‬عالوة على أن منشأها التاريخي غير معروف‪ ،‬بل‬
‫هي خاصية عامة تتعدى اإلنسانية وتصل إلى قلب الحياة الحيوانية… إن نمط حياة الحيوان‪ ،‬يتميز عن نمط حياة النبات‪ ،‬بكون‬
‫األول يستطيع التحرك في المجال‪ ،‬فهو يمتلك نوعا ما‪ ،‬وبهذا القدر أو ذاك استقالل إزاء الطبيعة‪ .‬إنه يدافع عن نفسه ويحميها‪،‬‬
‫فيضيف شيئا أو مضمونا لوجوده الطبيعي‪.‬‬
‫وإذا أردنا أن نصل إلى داللة التقنية‪ ،‬فعلينا االنطالق من الروح أو النفس ومنها وحدها‪ .‬فالوجود الحر للحيوان هو صراع وليس شيئا‬
‫آخرا غير الصراع‪ :‬إنه خطته الحيوية*… أما التقنية‪ ،‬في داللتها اإلنسانية‪ ،‬فهي خطة للحياة*‪.‬إنها الشكل الداخلي الذي يعتبر الصراع‬
‫مطهره الخارجي‪ .‬وهنا يظهر لنا الخطأ الثاني الذي ينبغي تفاديه‪ .‬ال نفهم التقنية من خالل وظيفة األداة‪ .‬إن ما يهم ليس هو شكل‬
‫األشياء‪ ،‬وال كيف نصفها‪ ،‬ولكن ما نفعله بها‪ ،‬وكيف نستخدمها ‪.‬فما يهم‪ ،‬ليس السالح بل الحرب‪.‬‬
‫إن الحرب الحديثة‪ ،‬التي تعتبر اإلستراتيجية عنصرها الرئيسي (أي قيادة العمليات‪ ،‬وال تقنيات االختراع‪ ،‬واإلنتاج‪ ،‬واستخدام‬
‫األسلحة التي تدخل في سيرورة أعم) تظهر لنا حقيقة أكبر‪ ،‬وهي أن التقنية هي مسألة سلوك مهتم وهادف‪ ،‬وليست أبدا أشياء‬
‫وموضوعات‪ ،‬وهذا بالضبط ما يتم نسيانه…‬
‫إن كل آلة تستخدم سيرورة معينة وتخدمها وتدين بوجودها إلى التأمالت واالستباقات الخاصة التي تحرك هذه السيرورة‪ .‬فكل‬
‫وسائل نقلنا ولدت وتم تطويرها انطالقا من فكرة السياقة‪ ،‬والتجديف‪ ،‬واإلبحار والطيران‪ ،‬وال انطالقا من تمثالت للعربة أو‬
‫المركب” ‪.‬‬

‫–صاحب النص‪:‬‬
‫شبنغلر‪ :‬مفكر ألماني معاصر اهتم بفلسفة التاريخ‪ ،‬كما اهتم بدراسة الحضارة‪ ،‬من أهم مؤلفاته “انحطاط الغرب” و”اإلنسان‬
‫والتقنية‪.‬‬

‫–االشكال الضمني‪:‬‬
‫ما الذي يميز التقنية عند اإلنسان عن التقنية الحيوانية؟‬
‫باي معنى تعد التقنية خاصية انسانية ؟‬

‫–االطروحة التي يدافع عنها النص‪:‬‬


‫يؤكد شبنغلرعلى أن التقنية خاصية عامة تشمل باإلضافة إلى اإلنسان الحيوان أيضا‪ .‬وإذا كانت التقنية عند اإلنسان تعبر عن نمط‬
‫وجود فهي عند الحيوان مجرد خطة حيوية يحافظ بها على نمط وجوده‪ .‬انها تعبير عن نظرة استباقية واستشرافية للمستقبل‪.‬‬

‫–مفاهيم النص‪:‬‬
‫التقنية‪ :‬كانت تدل قديما على الفن كإتقان‪ .‬وأضحت تدل على ما يضعه اإلنسان لتحقيق المنفعة والفعالية المباشرة‪.‬‬
‫فلسفيا ‪“ :‬مجموعة من العمليات واإلجراءات المحددة تحديدا دقيقا‪ ،‬والقابلة للنقل والتحويل والرامية إلى تحقيق بعض النتائج‬
‫التي تعتبر نافعة‪.‬‬
‫خطة حيوية ‪:‬طريقة منظمة خاضعة للغريزة توجه السلوك بهدف الحفاظ على بقاء النوع‪.‬‬
‫خطة للحياة ‪:‬طريقة منظمة قائمة على التأمل والتخطيط واالستباق لتنظيم الوجود اإلنساني‪.‬‬

‫–الحجاج الموظف في النص‪:‬‬


‫استخدم شبنغلر بنية حجاجية تراوحت بين‪:‬‬
‫–الدحض ‪:‬يدحض االطروحة الخاطئة التي تنطلق في تعريفها للتقنية من تقنية العصر اآللي‪ .‬الذي يعتبر أن هدف التقنية هو‬
‫صناعة اآلالت‪.‬‬
‫–اإلثبات ‪:‬أثبت صاحب النص أن التقنية ذات منشأ تاريخي قديم‪ .‬كما أنها غير معتمدة من طرف اإلنسان لوحده‪.‬‬
‫–المقارنة ‪:‬يقارن بين طبيعة التقنية عند الحيوان وطبيعتها عند اإلنسان (بالنسبةللثاني خطة للحياة‪ /‬بالنسبة لالول خطة حيوية‪).‬‬

‫نص ‪ : 2‬مارتن هيدغر‬


‫”ما التقنية الحديث؟ إنها هي أيضا كشف‪ ،‬وال يتبدى لنا الجديد في التقنية الحديثة إال عندما نجعل نظرنا يستقر على هذه السمة‬
‫األساسية)…(‬
‫إن الكشف الذي يسود في التقنية الحديثة هو استشارة تفرض على الطبيعة تسليم الطاقة التي يمكن استخراجها وتخزينها)…(‬
‫إن فعل الفالح ال يستشير األرض الزراعية‪ ،‬إنه عندما يبذر الحبة يوكل البذرة لقوى النمو ويرعى ازدهارها‪ .‬إال أن زراعة الحقل دخلت‬
‫اآلن هي أيضا في دوامة نوع آخر من الزراعة اليوم هي صناعة آلية للتغذية حيث يتم إيقاف الهواء واستشارته ليعطي النتروجين‪،‬‬
‫واألرض لتعطي المهادن‪ ،‬والمعدن مثال ليعطي األورانيوم‪ ،‬وهذا ليعطي الطاقة الذرية التي يمكن توليدها من أجل التدمير أو‬
‫االستعمال السلمي‪(…).‬‬
‫المولد المائي للكهرباء مقام على نهر الراين‪ ،‬ألنه يوقف النهر إلعطاء ضغطه المائي الذي يجعل المحركات تدور‪ ،‬هذا الدوران يحرك‬
‫تلك اآللة التي تنتج حركتها التيار الكهربائي الذي تستحضر من أجله المحطة المركزية لتوزيع الكهرباء وشبكتها التي تقوم بنقل‬
‫التيار”‪(…).‬‬
‫إن الكشف الذي يسود التقنية الحديث له طابع اإليقاف بمعنى االستشارة‪ .‬وتحدث االستشارة من خالل استخراج الطاقة‬
‫المختفية في الطبيعة‪ ،‬تحويل ما تم استخراجه‪ ،‬تخزين ما تم تحويله‪ ،‬توزيع ما تم تخزينه بدوره‪ ،‬ومن جديد تغيير اتجاه استعمال‬
‫ما تم توزيعه‪ .‬االستخراج‪ ،‬التحويل‪ ،‬التخزين‪ ،‬وتغيير اتجاه االستعمال هي كيفيات للكشف”‪.‬‬

‫–صاحب النص‪:‬‬
‫هيدجر‪ :‬فيلسوف ألماني معاصر (‪ )1889-1976‬اهتم بالكينونة أو الوجود اإلنساني باعتباره موضوع تم نسيانه في تاريخ الفلسفة‬
‫ابتداء من أفالطون‪ .‬من أهم مؤلفاته‪“ :‬الوجود والزمن”‬

‫–االشكال الضمني‪:‬‬
‫ما التقنية؟ ما حقيقتها ؟هل تحولت الى قوة مسيطرة على االنسان؟‬

‫–االطروحة التي يدافع عنها النص‪:‬‬


‫التقنية قوة تسيطر على اإلنسان وتتحكم فيه‪ ،‬تخفي في جوهرها عالقة الكون باإلنسان‪.‬‬

‫–مفاهيم النص‪:‬‬
‫–الماهية‪ :‬الحقيقة الخفية الثابتة‪.‬‬
‫–الحدوث‪ :‬االنكشاف والظهور في الزمن‪.‬‬
‫–الحجاج الموظف في النص‪:‬‬
‫عرض هيدجر مبينا عالقته بمفاهيم أخرى مرتبطة به‪ :‬االنكشاف‪ /‬الحدوث ‪ ،‬الطبيعة‪ ،‬السيطرة‪.‬‬

‫نص ‪ : 3‬ر ديكارت‬


‫”لم أكن أحصل على بعض المبادئ العامة في علم الطبيعة‪ ،‬وأالحظ وأنا أبدأ باختبارها في مختلف المعضالت الجزئية‪ ،‬مدى ما‬
‫تستطيع أن تسوق إليه‪ ،‬ومبلغ اختالفها عن المبادئ التي استخدمت إلى اآلن‪ ،‬حتى اعتقدت أنه ليس في وسعي أن أكتمها دون‬
‫أن أخل إخالال كبيرا بالقانون الذي يوجب علينا توفير الخير العام لجميع الناس على قدر استطاعتنا‪.‬ألن هذه المبادئ أبانت لي انه‬
‫يمكننا الوصول إلى معارف عظيمة النفع في الحياة‪ ،‬وانه يمكننا أن نجد‪ ،‬بدال من هذه الفلسفة النظرية التي تعلم في المدارس‪،‬‬
‫فلسفة علمية‪ ،‬إذا عرفنا بواسطتها ما للنار‪ ،‬والماء‪ ،‬والهواء‪ ،‬والكو اكب والسماوات‪ ،‬وسائر األجسام األخرى التي تحبط بنا من قوة‬
‫وأفعال‪ ،‬معرفة متميزة كما نعرف آالت صنائعنا‪ ،‬استطعنا أن نستعملها بالطريقة نفسها في جميع ما تصلح له من األعمال‪ ،‬وان‬
‫نجعل أنفسنا بذلك سادة الطبيعة ومالطيها‪ .‬وليس الغرض من ذلك اختراع عدد ال نهاية له من الصنائع‪ ،‬التي تجعل المرء يتمتع‬
‫من دون أي جهد بثمرات األرض‪ ،‬وبجميع ما فيها من أسباب الراحة‪ .‬وإنما الغرض الرئيسي منه أيضا حفظ الصحة‪ ،‬هي بال ريب‬
‫الخير األول‪ ،‬وأساس كل الخيرات األخرى في هذه الحياة”‪.‬‬

‫–صاحب النص‪:‬‬
‫ديكارت‪ :‬فيلسوف فرنسي (‪ )1596-1650‬من رواد الفلسفة الحديثة عرف بالكوجيتو “أنا أفكر إذن أنا موجود” وبشكه المنهجي‬
‫الموصل إلى اليقين‪ .‬من أعماله “تأمالت ميتافيزقية”‪ ،‬مقالة “الطريقة”‪“ ،‬مبادئ الفلسفة‬

‫–االشكال الضمني‪:‬‬
‫ما الغاية المتحكمة في استعمال التقنية من طرف اإلنسان؟‬

‫–االطروحة التي يدافع عنها النص‪:‬‬


‫يهدف اإلنسان من خالل استعماله للتقنية‪ ،‬ترويض الطبيعة من أجل استعمالها والتسيد عليها‪ .‬أي أن التقنية وسيلة يسعى‬
‫اإلنسان من خاللها ممارسة سلطته على الطبيعة‪.‬‬

‫–مفاهيم النص‪:‬‬
‫–الفلسفة العملية‪ :‬البحث الذي يهدف إلى معرفة القوانين المتحكمة في حدوث الظواهر بهدف السيطرة عليها‪.‬‬
‫–الفلسفة النظرية‪ :‬بحث يقوم على التأمل العقلي المجرد بعيد عن العمل‪.‬‬

‫–الحجاج الموظف في النص‪:‬‬


‫عمل ديكارت في بنيته الحجاجية على تشبيه الطريقة التي تعمل بها اآللة بالقوانين المتحكمة في مسار الطبيعة‪ .‬كما عمل على‬
‫المقابلة بين فلسفة نظرية تدرس في المدارس‪ ،‬وفلسفة عملية تمكن من معرفة قوانين الطبيعة وتدخل التقنية في جوهر هذه‬
‫األخيرة‪.‬‬

‫المحور ‪ :2‬التقنية والعلم‬

‫–هل التقنية كانت قائمة قبل العلم؟‬


‫–هل العلم ظهر بشكل متأخر مقارنة مع التقنية؟‬
‫ما طبيعة العالقة التي تجمع بين التقنية والعلم؟‬
‫النص ‪ : 1‬سرج موسكوفيتشي‪S. Moscovici‬‬
‫“لم يعد بمقدورنا التفكير في أنه بإمكان المهندس أن يحل مختلف المشاكل التي واجهتها أجيال من الحرفيين والصناع‪ ،‬إذا لم‬
‫يكن متمرسا باستخدام اآلالت والتقنيات الميكانيكية‪ .‬ولكن علينا أال نفترض بالضرورة وجود معارف دقيقة لديه (في المرحلة‬
‫األولى)‪ ،‬بل يتعلق األمر بتعلمه لبعض مبادئ الهندسة والحساب‪ ،‬التي تسمح له بجعل الرسومات والخطاطات التي يدونها‬
‫دقيقة وتعطي فكرة صحيحة عن أبعاد البناءات وأحجامها‪ ،‬وذلك مكممة*‪ .‬ونفهم ضرورة هذا التكميم على األساس التالي‪:‬‬
‫لقد أصبح من الضروري‪ ،‬اعتبار االستقالل اآلالت بعضها عن بعض‪ ،‬معرفة األوزان واألحجام واألشكال‪ ،‬ولو بطريقة تقريبية (للرفع‬
‫من أدائها)‪ ،‬فسرعان ما يطهر ان تملك مفاهيم الرياضيات هو الذي سيصبح الصفة المميزة للفن الجديد (التقنية الجديدة) ألولئك‬
‫الذين يمارسونه‪ ،‬وهم المهندسون‪.‬‬
‫لقد انحصر استخدام الهندسة والحساب‪ ،‬في البداية‪ ،‬في وصف اآلالت ورسم الخطاطات والتصاميم‪ ،‬وتنامى دورها‪ ،‬فيما بعد‪،‬‬
‫لتصبح وسيلة للدراسة والقياس …فهذا العالم “ليوناردو دافنشي”‪ ،‬يلجأ إلى الهندسة لتصميم العجلة المسننة والتروس المخروطة‬
‫واللولبية… كما لجأ إلى الرياضيات في أبحاثه في الطاقة الهوائية إلجراء حساباته وقياساته‪ .‬وانطالقا من قياسه ألجنحة الوطواط‪،‬‬
‫أصبح قادرا على قياس كم الهواء القادر على حمل وزن محدد‪ .‬لقد أصبحت وظيفة الرياضيات… معترفا بها‪ .‬وهكذا نجد الرياضيات‪،‬‬
‫في شكلها البسيط‪ ،‬سارية ومخترقة لمهارة المهندس باعتبارها العنصر المكون لهذه المعرفة‪ .‬وتمثل الخطاطات والتصاميم‬
‫والتجارب عنصرا آخر في هذه المعرفة‪ ،‬والذي يستجيب لضرورة بديهية‪ :‬فعندما يتعلق األمر ببناء منشأة جديدة بأحجام كبيرة أو‬
‫إصالح أخرى موجودة‪ ،‬أو تهيئ مشروع لحل مشكل تقني‪ ،‬يكون من الضروري إجراء التجارب والفحوص القبلية‪ ،‬وهو األمر الذي‬
‫يسمح في األخير‪ ،‬باختيار أنسب الحلول من بين الحلول الممكنة”‪.‬‬

‫–االشكال الضمني‪:‬‬
‫ما عالقة المهندس باآلالت والتقنيات الميكانيكية؟ وما عالقته بالرياضيات وعالقة التقنية بالرياضيات ما دامت الرياضيات صفة‬
‫مميزة وإلى أي حد استطاع اإلنسان امتالك القدرة للسيطرة على التقنية والتحكم فيها؟‬

‫–االطروحة التي يدافع عنها النص‪:‬‬


‫–يرجع المهندس في عمله إلى التكميم الرياضي‪ ،‬لتسريع مهمة وثيرة عمله ولتدقيق أكثر باعتبار أن عملية التكميم الرياضي‬
‫ضرورة ملحة‪.‬‬
‫–دقة عمل المهندس يتطلب منه التوفر على أكبر قدر من المعرفة الرياضية ‪.‬فاستخدامه الفعال للرياضيات يوفر له القدرة على‬
‫التدقيق ويستجيب لمتطلبات المهندس في إدخال وإبراز اقتراع أدوات العمل‪.‬‬
‫–المهندس يبحث عن الحلول للمشاكل المعقدة باعتبار المعرفة الرياضية‪.‬‬

‫–مفاهيم النص‪:‬‬
‫تمييز عمل المهندس مقارنة بعمل الحرفي أو الصانع‪.‬‬
‫*يستخدم المهندس اآلالت والتقنيات الحديثة ويو اكب تطور التقنية ناهيك عن انفتاحه على المعرفة الرياضية وباحثا عن الحلول‬
‫الكفيلة لمشكالت تعترض عمله‪.‬‬
‫*أما الحرفي أو الصانع فمعروف عن ضعف تمرسه على اآلالت والتقنيات الحديثة مع احتفاظه بالقديم دون االنفتاح على التقنيات‬
‫الحديثة الرياضية مما يبقيه رهين اإلتروتقنياته القديمة‪.‬‬
‫–عالقة التقنية بالمفاهيم الرياضية‪ :‬عالقة تكاملية فامتالك المفاهيم الرياضية سيطور قدرة المهندس على تطوير التقنيات‬
‫والذهاب بعيدا في التصاميم الهندسية المعتمدة على المفاهيم الرياضية في عالقته بالتقنية فالمعرفة الرياضية في عالقته بالتقنية‬
‫ليست فقط في تحسين األشكال الهندسية وتطوير األبحاث العالية المستوى‪.‬‬
‫–داللة التجريب العلمي وأدواته‪ :‬عنصر التجارب إلى جانب التصاميم والخطاطات تمثل العناصر األساسية للمعرفة الرياضية ومن‬
‫أدوات التجريب العلمي البناء واإلصالح والتفحص‪.‬‬
‫–الحجاج الموظف في النص‪:‬‬
‫–العرض – بل يتعلق األمر بتعلمه…‬
‫‪-‬إثبات‪ :‬لقد أصبح من الضرورة‬
‫‪-‬إثبات أن تملك مفاهيم…‬
‫‪-‬العرض‪ :‬لقد خصر…‬
‫‪-‬إثبات واستنتاج‪ :‬لقد أصبحت وظيفة الرياضيات‪.‬‬
‫‪-‬إثبات يكون من الضرورات‪.‬‬
‫*العرض – يتعلق األمر…‬
‫–داللة االستشهاد‪ :‬بأعمال “ليوناردو دافنتشي”‬
‫–لم يكتفي فقط بتقنيات عادية بل لجأ إلى الهندسة لتصميم الجلة المسننة والتروس المخروطة واللولبية لجوء يعزى الهندسة‬
‫أكثر العلوم دقة وتخطيطا إلى جانب الهندسة ال يكتمل عمل المهندس أو العالم بدون الرياضيات ¬ نظرية علمية خاضعة للتجربة‪.‬‬

‫أدوات الحجاج‪ :‬بل لالعتراض – لقد لإلثبات‪.‬‬

‫النص ‪ : 2‬إدغارموران‪: edgar morin‬‬


‫نعيش عصرا تاريخيا فيه التطورات العلمية والتقنية واالجتماعية تدخالت وثيقة وتفاعالت قوية فيما بينها وعلة مستويات عدة‪.‬‬
‫فالتجارب العلمي هو في حد ذاته تقنية “التحكم” كما أن تطور العلوم التجريبية يطور تقنيات وسلطا تحكمية للعلم في المادة‬
‫الحية والالعضوية ‪.‬ويعمل هذا التجريب كذلك على تطوير التقنيات‪ ،‬التي تؤدي بدورها إلى تطوير أنماط جديدة من التجريب‬
‫والمالحظة العلميين كمالحظة الجزئيات والتلسكوبات التي تسمح بتطوير المعرفة العلمية ( في اتجاه الالمتناهي في الصغر‬
‫والالمتناهي في الكبر)‪ .‬وهكذا ال تصبح إمكانية التحكم في العلم خارج العلم ذاته‪ ،‬بل يكون من صميم سيرورة العلم – تقنية* إن‬
‫المنهج العلمي منهج للتحكم يفترض بل يستدعي أكثر فأكثر مزيدا من التحكم‪ .‬أما اليوم فقد أصبح العلم مؤسسة قوية‬
‫وضخمة في قلب المجتمع الذي يم ّوله ويراقبه بواسطة سلطة االقتصاد والسياسة‪ .‬وهكذا أصبحت السيرورة* التفاعلية على‬
‫الشكل التالي‪:‬‬

‫العلم التقنية المجتمع الدولة فالتقنيات التي ينتجها العلم تحول المجتمع‪ ،‬ولكن المجتمع التكنولوجي يحول العلم نفسه وتلعب‬
‫المصالح االقتصادية الرأسمالية ومصالح الدولة الفعال في هذه السيرورة‪.‬‬

‫–صاحب النص‪:‬‬
‫إدغارموران‪ :‬فيلسوف فرنسي معاصر‪ ،‬توزعت اهتماماته بين السوسيولوجيا والفلسفة واإلعالم والبيولوجيا‪ ،‬ومن أهم مؤلفاته‬
‫“وحدة اإلنسان” و”اإلنسان والموت”‬

‫–االشكال الضمني‪:‬‬
‫–ما هي طبيعة العالقة التي تربط التقنية والعلم؟‬
‫–هل تحتاج التقنية إلى العلم وما مدى أو نوعية وأشكال التحويالت التي طرأت على كل منهما؟‬

‫–االطروحة التي يدافع عنها النص‪:‬‬


‫‪-‬التطور العلمي والتقني ودوره في تقنية االنتقال التاريخي الحضاري‪.‬‬
‫‪-‬ارتباط التجربة بالعلم مما أسهم في تقوية البعد الحكمي للتجويب العلمي كتقنية للتحكم‪.‬‬
‫‪-‬العلم مؤسسة قوية وضخمة في المجتمع تمول من طرف السلط االقتصادية والسياسية أي ارتباط العلم كمؤسسة بالسلطتين‬
‫االقتصادية والسياسية‪.‬‬
‫‪-‬دور المصالح االقتصادية والسياسية ودور الدولة في سيرورة العلم تقنية مجتمع‪.‬‬

‫–مفاهيم النص‪:‬‬
‫–التجريب العلمي‪ :‬تقنية للتحكم‪.‬‬
‫–التجريب والمالحظة العلميين‪.‬‬
‫–المعرفة العلمية التي تتطور في اتجاه الالمتناهي في الصغر والالمتناهي في الكبر‪.‬‬
‫‪-‬المنهج العلمي منهج للتحكم يتقوى ويستمر في تحكمه كلما استمرت القوة التقنية في التطور‪.‬‬
‫‪-‬العلم كمؤسسة ضخمة في قلب المجتمع واالرتباط الوثيق مع القوة االقتصادية والسياسية‪.‬‬
‫‪-‬التحوالت الناتجة عن إنتاجات العلم‪.‬‬

‫–الحجاج الموظف في النص‪:‬‬


‫*اعتماد آلية الشرح نعيش عصرا تاريخيا‪.‬‬
‫*واعتماد آلية التحليل فالتجريب العلمي هو في حد ذاته تقنية للتحكم‪.‬‬
‫*اعتماد آلية الشرح كما أن تطور العلم التجريبية يطور تقنيات وسلطات حكمية للعلم في المادة الحية والالعضوية‪.‬‬

‫*آلية التركيب‪:‬‬
‫–العلم‪ .‬تقنية‪.‬‬
‫–المنهج العلمي‪.‬‬
‫–السيرورة‪ :‬تفاعل تبادل‪.‬‬
‫–المجتمع التكنولوجي‪.‬‬

‫*آلية الشرح ‪:‬فالتقنيات التي ينتجها العلم…‬

‫النص ‪ – 3‬عبد السالم بن عبد العالي‬


‫ليست الفيزياء الحديثة تجربة ألنها تطبق على الطبيعة آالت من أجل فحصها بل العكس هو الصحيح‪ .‬فألن الفيزياء – مسبقا‬
‫وكنظرية خالصة – تجبر الطبيعة لتظهر مركبا من القوى قابال للحساب الرياضي‪ ،‬أمكن للتجريب أن يمحصها‪.‬‬
‫ذلك أن اآللية بمعناها الحديث‪ ،‬ليست مجرد تطبيق لعلوم الطبيعة‪ ،‬وإنما هي حلول لممارسة جديدة‪ .‬فليست اآللية‬
‫‪Machinisme‬تحويال لألداة إلى آلة بقدر ما هي قائمة في طبيعة اآللة ذاتها‪ ،‬تلك اآللة التي ليست آلة إال بمقدار ما فيها من‬
‫الرياضيات‪ .‬اآللة آلة باطنيا وانطالقا من الجدة النوعية للنوعية المستخدمة‪ ،‬ال خارجيا وكتطبيق للمعرفة المستخدمة‪ ،‬ال خارجيا‬
‫وكتطبيق للمعرفة بصفة عامة‪ .‬إن المعرفة التي بفضلها اتخذت الممارسة شكال آليا هي الرياضيات‪.‬إنها المعرفة التي أصبحت‬
‫فيها الوجود ذا طبيعة رياضية‪ .‬يتعلق األمر بمعرفة “تجعلنا سادة على الطبيعة وممتلكين لها” كما يقول المقال في المنهج*‪ .‬إدارة‬
‫المعرفة هنا إدارة قوة وتمكن‪ .‬والعلم ذاته لم يصبح رياضيا إال باإلرتباط مع هذا الصراع وبغية السيطرة‪.‬‬

‫–صاحب النص‪:‬‬
‫عبد السالم بن عبد العالي‪ :‬مفكر مغربي معاصر‪ ،‬ولد بمدينة سال‪ ،‬أستاذ في الفلسفة بجامعة محمد الخامس (الرباط) اهتم بتاريخ‬
‫الفلسفة في الكتابة والبحث والترجمة‪ ،‬من أهم أعماله “أسس الفكر الفلسفي المعاصر” و”ثقافة العين وثقافة األذن” ومن ترجماته‪:‬‬
‫“نظام الخطاب” لميشيل فوكو‪،‬ومن تآليفه “التراث والهوية”‬
‫–االشكال الضمني‪:‬‬
‫ما عالقة الفيزياء بالتقنية من حيث هي معرفة وممارسة؟ وهل الفيزياء الحديثة فيزياء تجريبية؟ وما معنى اآللة أو التعريف‬
‫الجديد لآللة وعالقتها مع الطبيعة؟ هل المعرفة تجعلنا قادرين على السيطرة والتحكم؟‬

‫–االطروحة التي يدافع عنها النص‪:‬‬


‫–التقنية حل لممارسة جديدة وتحمل فينظامها معرفة علمية متجددة‪.‬‬
‫–مفهوم اآللية وإسهامها في التطور العلمي والسيطرة‪.‬‬
‫–التحكم األساسي في الطبيعة نتيجة األبحاث والتجارب‪.‬‬
‫–التحول في المعرفة‪ .‬إذ أن إرادة المعرفة حولت أو غيرت النظرة للطبيعة إذا أصبح اإلنسان سيدا على الطبيعة وممتلكاتها‪.‬‬
‫–المعرفة قوة وتمكن والعلم ارتبط بالرياضيات للتمكن والتحكم والسيطرة‪.‬‬

‫–الحجاج الموظف في النص‪:‬‬


‫اعتمد الدكتور عبد السالم بنعبد العالي في نصه على المستوى الحجاجي آليات النفي (ليست الفيزياء الحديثة…) واإلثبات (بل‬
‫العكس…) النفي (ليست ماهية اآللية) الدحض والنفي‪.‬‬
‫االستشهاد‪ :‬إن المعرفة التي اتخذت شكال آليا في الرياضيات‪ .‬إنها المعرفة التي أصبح فيها الوجود ذات طبيعة رياضية يتعلق األمر‬
‫بمعرفة (تجعلنا سادة على الطبيعة وممتلكين لها)…‬

‫المحور الثالث‪ :‬نتائج تطور التقنية‪:‬‬

‫–ما هي انعكاسات تطور التقنية؟ كيف نتمثل انعكاسات تطور التقنية على وضعية اإلنسان؟ أهي سلبية أم إيجابية؟‬
‫النص ‪ : 1‬التحكم في التحكم (م‪ .‬سير) ‪M.Serres‬‬
‫التحكم والتملك‪ .‬هذا هو شعار “ديكارت” الذي رفعه في فجر العصر العلمي والتقني (الحديث)‪ ،‬عندما انطلق العقل الغربي فاتحا‬
‫ومستكشفا للكون‪“ .‬نسيطر عليه ونمتلكه”‪ ،‬هذه هي الفلسفة المشتركة بين المشروع الصناعي والعلم وصف بأنه محايد‬
‫وموضوعي‪ .‬إن التحكم الديكارتي يؤسس العنف الموضوعي للعلم كإستراتيجية مهددة‪ .‬إن عالقتنا األساسية بموضوعات العالم‬
‫أضحت تتلخص في الحرب والملكية…‬
‫إن حصيلة الخسائر التي تكبدها اإلنسان للعالم‪ ،‬تساوي الخسائر التي يمكن حربا عالمية أن تتركها ورائها…‬
‫لقد أصبحنا‪ ،‬بحكم تحكمنا المفرط في الطبيعة ضعفاء تمامها‪ ،‬حتى إنها تهددنا هي بدورها لتسيطر علينا‪ .‬فمن خاللها ومعها‬
‫وداخلها نقتسم نفس القدر‪ .‬و أكثر من كوننا نملكها‪ ،‬ستملكنا هي بدورها‪ ،‬كما في القديم‪ ،‬عندما كنا نخضع للضرورات الطبيعية‪،‬‬
‫لكن مع فارق نوعي‪ .‬في الماضي‪ ،‬كان الخضوع محليا أما اليوم فسيكون عالميا‪.‬‬
‫فلما ينبغي لنا‪ ،‬منذ اآلن‪ ،‬البحث عن التحكم في تحكمنا؟ ألن تحكمنا لم يعد منضبطا وال مقننا‪ ،‬ويتجاوز هدفه‪ ،‬بل أصبح ضد‬
‫اإلنتاج‪ .‬لقد انقلب التحكم الخالص على نفسه‪.‬‬
‫ينبغي‪ ،‬إذن تغيير وترك االتجاه الذي فرضته فلسفة ديكارت‪ .‬إن التحكم ال يدوم طويال بفعل تفاعالته المتشابكة فيتحول إلى‬
‫عبودية‪ .‬كما أن الملكية تبقى تحكما أو منتهى إلى الهدم‪.‬‬

‫–صاحب النص‪:‬‬
‫ميشيل سير‪ :‬فيلسوف فرنسي معاصر يعتبر إلى جانب باشالر من الذين ساهموا بشدة في إرساء فلسفة العلوم‪ .‬له عدة‬
‫مساهمات في الرياضيات والفيزياء…‬
‫–االشكال الضمني‪:‬‬
‫ما عالقة اإلنسان بالتقنية؟‬
‫هل اإلنسان هو الذي يتحكم في التقنية أم أنها هي التي تتحكم فيه؟‬

‫–االطروحة التي يدافع عنها النص‪:‬‬


‫إن اتجاهنا نحو تملك الطبيعة والتحكم أدى إلى نتائج سلبية على اإلنسان مما يفرض إعادة النظر في أساس آليات هذا التوجه‪.‬‬

‫–مفاهيم النص‪:‬‬
‫–التحكم والتملك‪.‬‬
‫–المشروع الصناعي والعلم‪.‬‬
‫–التهديد‪.‬‬
‫–السيطرة‪.‬‬
‫–الخضوع‪.‬‬
‫–التحكم في التحكم‪.‬‬

‫–الحجاج الموظف في النص‪:‬‬


‫–آلية العرض والتوضيح‪ :‬عرض تصور ديكارت‪.‬‬
‫–آلية النقد‪ :‬نقد التصور الديكارتي‪.‬‬
‫–آلية المقارنة‪ :‬مقارنة تصوره بتصور الفلسفة الحديثة‪.‬‬
‫–آلية اإلثبات‬

‫النص ‪ – 2‬جلبير هوتوا‪.‬‬


‫تتضمن استقاللية التقنية المبادئ التالية‪:‬‬
‫أوال‪ ،‬إن كل ما هو ممكن يتحقق بواسطة نوع من النمو الذاتي اآللي بدون غاية خارجية عنه‪ ،‬بحيث أضحى البشر مجرد منفذين لهذا‬
‫األمر التقني الضروري‪.‬‬
‫ثانيا‪ ،‬إن اعتبار التقنية مجموعة من الوسائل الموضوعة لخدمة اإلنسان‪ ،‬هو مجرد أسطورة ووهم‪.‬‬
‫ثالثا‪ ،‬إن التقنية – العلم هي‪ ،‬مقارنة بالثقافات‪ ،‬كونية وجامعة وشاملة وعابرة‪ ،‬فالتقنية عالمية‪ ،‬والقوانين العلمية هي كونية‬
‫كذلك‪ .‬لهذا فإن الحل‪ ،‬الذي يخترع‪ ،‬حسب منطق “التقنية – العلم”‪ ،‬لكل مشكلة يعتبر الحل األكثر فعالية‪ ،‬وهو حل واحد‪ ،‬حيثما‬
‫كان‪ ،‬رغم اختالف الثقافات والتقاليد التي يخضعها لخدمته أو يعدمها‪ .‬فالتقنية –علم هي‪ ،‬كليانية‪.‬‬
‫رابعا‪ ،‬ال يمكن العلم وال التقنية أن يشكالن ثقافة أصلية‪ ،‬ألنهما يقدمان حلولها بوصفها حلوال نهائية وضرورية‪ ،‬من دون أن يتيحا أية‬
‫فرصة لحرية االختيار بين الممكنات‪ .‬إن الثقافة الحقيقة هي دائما ثقافة رمزية وتقليدية متجذرة في تاريخ عريق وفي أمكنة محددة‪.‬‬
‫فالتقنية هي‪ ،‬إذن‪ ،‬ضد اإلنسانية‪ ،‬والحل الوحيد هو الرجوع إلى التقليد‪ ،‬وإلى حضارة الرمز والكلمة‪.‬‬

‫–صاحب النص ‪ :‬جلبير هوتوا )‪(1949 – …..‬مفكر بلجيكي‪ ،‬له مساهمات عدة في فلسفة العلوم والتقنية…‬

‫–االشكال الضمني ‪ :‬هل يمكن اعتبار تقنية ثقافة إنسانية أم أنها زائفة رغم طابعها الكلياني الكوني؟‬

‫–االطروحة التي يدافع عنها النص‪:‬‬


‫التقنية والعلم ثقافتهما زائفة وليست متجذرة ألنها مرتبطة بكل ما هو عالمي وكوني وتقدم طروحات نهائية وتنفي حرية الفرد‬
‫الشخصية وطابع الخصوصية لدى المجتمع‬
‫–مفاهيم النص‪:‬‬
‫–استقاللية التقنية‪.‬‬
‫–خدمة اإلنسان‪.‬‬
‫–أسطورة ووهم‪.‬‬
‫–الكليانية‪.‬‬
‫–سرية االختيار بين الممكنات‪.‬‬
‫–ضد اإلنسانية‪.‬‬

‫–الحجاج الموظف في النص‪:‬‬


‫–آلية التحليل والترتيب‬
‫– آلية المقارنة والدحض‪ :‬مقارنة بين ثقافة التقنية والعلم وبين الثقافة األصلية لدحض الفكرة القائلة بخدمة التقنية واإلنسان‪….‬‬
‫–آلية اإلثبات…‬

You might also like