محاضرات في مقياس نظام البورصة سنة اولى ماستر مؤسسات مالية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 85

‫جامعة محمد لمين دباغين سطيف‪2‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬

‫محاضرات في مقياس نظام البورصة‬

‫من إلقاء ‪:‬‬

‫الدكتور بلعزام مبروك‬

‫لطلبة السنة االولى ماستر تخصص قانون المؤسسات المالية‬

‫السنة الجامعية ‪2020-2019 :‬‬


‫‪1‬‬
‫تمهيــــــــــــــــــــد ‪:‬‬

‫اوال ‪ :‬أصل كلمة بورصة ‪:‬‬

‫ترجع كلمة بورصة إلى القرن السادس عشر‪،‬حيث استخدمها ألول مرة األمر الملكي الفرنسي‬
‫الصادر عن هنري الثامن في جويلية ‪ 1549‬والذي انشأ بورصة تولوز‪ ،‬ويرى البعض أن كلمة بورصة‬
‫تعود إلى اللقب الذي كان يحمله تاجر اسمه ‪ ،Ven Der Burse‬والذي كان يمتلك فندقا في مدينة‬
‫‪ Brugers‬البلجيكية ‪ ،‬وقد كان هذا الفندق ملتقى التجار في القرن ‪ 15‬م‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تعريف بورصة القيم المنقولة ‪:‬‬

‫عرف الفقيه بوشير ‪ ،Buchere‬البورصة بأنها ‪":‬اجتماع ‪ Rénion‬بين السماسرة من اجل تداول‬
‫‪1‬‬
‫الصكوك "‪.‬‬

‫ويؤخذ على هذا التعريف بأنه لم يشر إلى مسالة تنظيم البورصة او تحديد مكان االجتماع‪ ،‬وهذا‬
‫راجع إلى وضع البورصة آنذاك‪ ،‬ألنها لم تكن خاضعة لرقابة حكومية‪.‬‬

‫يعرفها سيد طه بدوي محمد بأنها‪":‬سوق منظمة مستمرة ‪،‬تقام في مكان معين في مواعيد محددة‬
‫بصفة دورية‪ ،‬غالبا ما تعقد بصفة يومية بقصد تداول صكوك مالية معينة ‪ ،‬تتوافر فيها شروط محددة ‪،‬‬
‫بمقتضى القوانين واللوائح السارية وتبرم فيها الصفقات بواسطة تدخل شركات البورصة (الوسطاء)"‪.2‬‬

‫يعرف االستاذ احمد عبد الفضيل محمد بورصة األوراق المالية بأنها بقوله ‪":‬البورصات أسواق‬
‫رسمية ‪،‬يتم فيها التعامل على االوراق المالية عن طريق تدخل وسطاء رسميين‪ ،‬يتولون تنفيذ اوامر البيع‬
‫‪3‬‬
‫والشراء لحساب العمالء ‪،‬من خالل اوضاع منظمة ‪،‬تحت إشراف الجهات الحكومية "‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نقال عن ‪ :‬اشرف الضبع ‪ ،‬تسوية عمليات البورصة ‪Buscher (A),Opérations de Bourse ,Mqesco aime, 1892,p04. ،‬‬
‫دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2007 ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪2‬سيد طه بدوي محمد ‪ ،‬عمليات بورصة األوراق المالية الفورية واآلجلة من الوجهة القانونية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪، 2001 ،‬‬
‫ص ‪.43‬‬
‫‪ 3‬احمد عبد الفضيل محمد ‪ ،‬بورصات األوراق المالية ‪ ،‬مجلة البحوث القانونية واالقتصادية ‪،‬جامعة المنصورة ‪ ،‬مصر ‪،‬العدد الثالث ‪،‬‬
‫ابريل ‪ ، 1988‬ص ص‪ ، 93-11،‬ص‪.48‬‬
‫‪2‬‬
‫عرف قانون األوراق المالية والبورصة األمريكي (‪ (Exchange Acte‬الصادر عام ‪1934‬‬
‫البورصة بانها ‪":‬اية منظمة او هيئة او مجموعة أشخاص‪ ،‬سواءا اتخذت شكال مؤسسيا‪،‬او غير‬
‫مؤسسي‪ ،‬تقوم على توفير وإعداد وإدارة المكان‪ ،‬واإلمكانيات والوسائل الالزمة القامة سوق يجمع بين‬
‫مشتري وبائعي االوراق المالية"‪.‬‬

‫يعرف المشرع األردني بورصة األوراق المالية بأنها ‪":‬أي سوق منظم او أي استخدام دوري او‬
‫مستمر لوسائل االتصال يتيح تداول األوراق واألصول المالية"‪.‬‬

‫عرف المشرع الفرنسي البورصة في المادة ‪ 71‬من القانون التجاري بقولها ‪ ":‬اجتماع التجار او‬
‫أرباب السفن والسماسرة والوكالء بالعمولة ‪ ،‬تحت رعاية الحكومة"‪.‬‬

‫عرف المشرع الجزائري بورصة القيم المنقولة في المادة األولى من المرسوم التشريعي ‪10/93‬‬
‫المؤرخ في ‪ ، 1993/05/23‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة بقولها ‪ ":‬تعد بورصة القيم المنقولة إطا ار‬
‫لتنظيم وسير العمليات ‪،‬فيما يخص القيم المنقولة التي تصدرها الدولة او األشخاص اآلخرون من‬
‫القانون العام والشركات ذات األسهم"‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬ظهور البورصة وتطورها تاريخيا ‪:‬‬

‫يصعب من الناحية التاريخية‪ ،‬تحديد اللحظة التي نشأت فيها البورصات‪ ،‬و يمكن القول بان‬
‫البورصات وليدة األسواق التي كانت تعقد منذ القدم لتبادل السلع والمنتجات‪ ،‬والتي كانت تقام في مدن‬
‫‪1‬‬
‫أثينا القديمة وفي روما اعتبا ار من القرن الخامس قبل الميالد‪.‬‬

‫وقد كان يعقد في أوربا في العصور الوسطى ‪ ،‬بجانب سوق البضائع سوق للصرافة ‪،‬كان يشتري‬
‫فيه التجار السفاتج المسحوبة على تجار في جهات أخرى‪،‬ولما ظهرت شركات المساهمة ‪،‬أخذت‬
‫الحكومات تقترض من شعوبها‪ ،‬فأصبحت األسهم والسندات سلعا كغيرها من السلع ‪،‬وقد كان السماسرة‬
‫يعقدون اجتماعاتهم في المقاهي‪.2‬‬

‫مما تقدم يتبين أن األسواق الكبرى التي كانت تعقد في العصور القديمة والوسطى هي أصل‬
‫بورصات البضائع‪ ،‬أما بورصات األوراق المالية فإنها تعود إلى االجتماعات التي كان يعقدها رجال‬

‫‪1‬‬
‫احمد عبد الفضيل محمد ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫احمد عبد الفضيل محمد‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪34‬‬
‫‪3‬‬
‫البنوك والصيارفة المتخصصين في العمليات التي تقع على النقود السفاتج ‪ ،‬ومع ذلك فإن البورصات‬
‫بنوعيها ‪،‬لم تحتل أهميتها القصوى إال منذ منتصف القرن التاسع عشر ‪،‬حيث بدأت ظاهرة اإلنتاج‬
‫‪1‬‬
‫الكبير وزادت أهمية الثروة المنقولة‪.‬‬

‫لم ينته القرن السادس عشر إال وقد كانت لمدن عديدة في ايطاليا وفرنسا وفالندر بورصة للتجارة‬
‫وتعد بورصة امستردام بهولندا من اهم البورصات آنذاك ‪ ،‬ثم تلتها بورصة انفرس‪ ،2‬وخالل هذه الفترة‬
‫ظهرت تسمية البورصة‪. 3‬‬

‫تدخل المشرع الفرنسي في تنظيم البورصات منذ مدة طويلة ‪،‬حيث اصدر الملك فليب لي بل‬
‫‪ Philippe Le Bel‬في فبراير ‪ ،1304‬ثم صدر امر ملكي آخر في جوان ‪ ،1572‬وقد انشات اول‬
‫بورصة منظمة في مدينة ليون‪ ، Lyon‬حيث اشار اليها االمر الصادر في ‪ 1549‬والذي انشا بورصة‬
‫تولوز ‪ ، Toulouse‬ثم انشات بورصة ‪ Rouin‬سنة ‪ 1556‬م‪.‬اما بورصة باريس فلم يتم انشاؤها رسميا‬
‫بمقتضى قرار صادر عن مجلس الملك‪ ،‬إال في ‪ 17‬سبتمبر ‪ ،1724‬وقد كان يتداول في بورصة باريس‬
‫الكمبياالت والسندات المر‪ ،‬ثم هجر السماسرة األوراق التجارية وعمليات الصرف واقتصر األمر على‬
‫التوسط في تداول األسهم والسندات‪ ،‬وفي سنة ‪ 1889‬انفصلت بورصة البضائع عن بورصة األوراق‬
‫المالية ‪.4‬‬

‫بدا نشاط السوق المالية في االزدهار بعد ظهور هذه البورصات ‪،‬فكثر المتدخلون فيها ليختص‬
‫كل بنشاطه ويحتكره ‪،‬ليصبحوا بعد ذلك مهنيين ومحترفين ‪،‬فنظموا أنفسهم في شكل جماعات ونقابات ‪،‬‬
‫ثم وضعوا قواعد خاصة بتنظيم مهنتهم ‪،‬بتحديد شروط وكيفيات ممارستها ‪،‬والى جانب السماسرة ظهرت‬
‫شركات تتولى تسيير عمليات البورصة وتسييرها‪.‬أدى ذلك إلى تحرير األسواق من هيمنة السلطة‬
‫العمومية ‪ ،‬وتحكم الخواص في تسييرها ‪،‬إلى أن حدثت أزمة الو ‪ Faillite de Law‬سنة ‪،1720‬‬
‫سارعت السلطات الفرنسية الى احتواء األزمة بإعادة تنظيم السوق وتاطير العمليات المنجزة فيها وكذا‬

‫احمد عبد الفضيل محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 34‬‬


‫‪1‬‬

‫سيد طه بدوي محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.16‬‬


‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫احمد عبد الفضيل محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪35‬‬
‫‪4‬‬
‫احمد عبد الفضيل محمد ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪35‬‬
‫‪4‬‬
‫بتطبيق قواعد صارمة على السماسرة ‪،‬وذلك بموجب نصوص ملكية صادرة في الفترة بين ‪ 1724‬تاريخ‬
‫‪1‬‬
‫إنشاء بورصة باريس و‪. 1774‬‬

‫عرفت بريطانيا خالل نفس الفترة أزمة مالية مماثلة وهي أزمة ‪ ،South Sea Bubble‬دفعت‬
‫السلطات العمومية في هذا البلد إلى إصدار قانون ‪ ،1720‬الذي تضمن اإلطار العام للسوق المالية‬
‫‪2‬‬
‫وقواعد الحذر والحيطة‪.‬‬

‫أما في الو م أ فقد تأسست بورصة ‪ ،NYSE‬بنيويورك سنة ‪ ،1792‬والتي امتازت بالتحرر‬
‫وخضوعها للقواعد التي يضعها المهنيين‪.‬تأثرت األسواق األوربية بموجة التحرر التي فرضتها األسواق‬
‫األمريكية‪ ،‬فاندثرت القواعد التشريعية العامة لتطغى عليها القواعد التنظيمية المهنية ‪،‬إلى أن اهتز العالم‬
‫تحت وقع أزمة ‪ ،1929‬وهو ما دفع بالمشرع األمريكي للتدخل وإصدار قانون البورصة ‪Exchange‬‬
‫‪ Act‬سنة ‪ ،1934‬الذي أعاد تنظيم السوق المالية األمريكية‪ ،‬بفرض الشفافية في تسييرها‪ ،‬بتأسيس هيئة‬
‫عليا تسهر على حماية السوق والمستثمرين فيها هي لجنة امن البورصة(‪ (SEC‬ومنحت لها صالحيات‬
‫‪3‬‬
‫تنظيم السوق بإصدار تنظيمات ومراقبة احترامها‪.‬‬

‫تأخرت فرنسا في تطبيق النموذج األمريكي في ضبط وتنظيم األسواق المالية إلى غاية ‪،1967‬‬
‫تاريخ صدور األمر ‪ 833/67‬المؤرخ في ‪ ،1967/12/28‬الذي أسس لجنة تنظيم عمليات البورصة‬
‫(‪.4)COB‬‬

‫رابعا ‪ :‬تطور بورصة القيم المنقولة في الجزائر‬

‫مباشرة بعد إقرار التحول نحو االقتصاد الحر ‪ ،‬سارعت السلطات العمومية إلى إصدار نصوص‬
‫منظمة لبورصة القيم ‪ ،‬تمثلت في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 169/91‬المؤرخ في ‪ 28‬ماي ‪، 1991‬‬
‫المتضمن تنظيم المعامالت الخاصة بالقيم المنقولة ‪ ،‬ثم المرسوم التنفيذي ‪ ، 170/91‬المؤرخ في ‪28‬‬

‫نوارة حمليل ‪ ،‬النظام القانوني لسوق المالية ‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانون ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪ ،‬سنة المناقشة ‪، 2014‬‬
‫‪1‬‬
‫ص ‪.10‬‬
‫نوارة حمليل ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪2‬‬

‫نوارة حمليل ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪3‬‬

‫االمر رقم ‪ ، 833/67‬الصادر في ‪ ، 1967/12/28‬المعدل بموجب القانون رقم ‪ 12/69‬الصادر في ‪ ، 1969/01/06‬تمم بموجب‬
‫‪4‬‬
‫المرسوم رقم ‪ 23/86‬الصادر في ‪ ، 1986/01/03‬ثم القانون رقم ‪ 531/89‬الصادر في ‪.1989/08/02‬‬
‫‪5‬‬
‫ماي ‪ ، 1991‬الذي يحدد أنواع القيم المنقولة وأشكالها وشروط إصدار شركات رؤوس األموال‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫والمرسوم التنفيذي رقم ‪ 171/91‬المؤرخ في ‪ 28‬ماي ‪ 1991‬المتعلق بلجنة البورصة‪.‬‬

‫إصدار هذه النصوص التنظيمية‪ ،‬واجهه سمو نص قانوني يمنع تداول القيم المنقولة وهو القانون‬
‫التجاري الصادر باألمر ‪ ، 59/75‬مما اضطر المشرع إلى التدخل لتعديله بموجب المرسوم التشريعي‬
‫‪ ، 08/93‬الذي عدل أحكام الشركات وخاصة شركات األسهم وإنشاء قيم منقولة جديدة السيما السندات‪.‬‬

‫أكمل المشرع هذه الخطوات بخطوة جديدة وهي إصدار المرسوم التشريعي ‪ 10/93‬المؤرخ في‬
‫‪ 23‬ماي ‪ ، 1993‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة ‪ ،‬والذي يعد شهادة ميالد رسمية لبورصة القيم المنقولة‬
‫في الجزائر‪.‬‬

‫لم تكن االنطالقة الفعلية لبورصة الجزائر إال مع نهاية سنة ‪ ، 1996‬وتم إصدار أول ورقة مالية‬
‫في الجزائر نهاية ‪ ، 1997‬والمتمثلة في القرض السندي لشركة سوناطراك‪.‬‬

‫مع دخول اإلصالحات االقتصادية في الجزائر مرحلتها الثانية‪ ،‬مع بداية سنة ‪ ،2000‬بإدخال‬
‫مفهوم الضبط االقتصادي‪ ،‬عن طريق خلق هيئات إدارية مستقلة‪ ،‬مست هذه اإلصالحات السوق‬
‫المالية‪،‬بإصدار القانون ‪ 04/03‬المؤرخ في ‪،2003/02/17‬المعدل والمتمم للمرسوم التشريعي ‪10/93‬‬
‫والذي كان يهدف إلى إخراج بورصة الجزائر من ركودها وكذا مواكبتها للتطور الذي تعرفه األسواق‬
‫المالية العالمية‪ ،‬باعتماد نظام اإليداع المركزي للسندات‪ ،‬من اجل تسهيل واإلسراع في عمليات التسوية‬
‫في البورصة ‪.‬‬

‫ما يميز بورصة الج ازئر خالل المرحلة السابقة هو اعتمادها نظام وحدة السوق‪ ،‬واستمر األمر‬
‫إلى غاية صدور نظام بورصة الجزائر رقم ‪ 01/12‬المؤرخ في ‪،2 2012/01/12‬المعدل والمتمم للنظام‬
‫‪ 03/97‬المتضمن النظام العام للبورصة‪ ،‬والذي ارسي مبدأ تعدد األسواق‪ ،‬وإنشاء سوق للمؤسسات‬
‫الكبيرة وسوق للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وردت كل هذه المراسيم التنفيذية في جريدة رسمية واحدة ‪ ،‬العدد ‪ 26‬لسنة ‪.1991‬‬
‫‪ 2‬قرار مؤرخ في ‪ 24‬جانفي ‪ ، 2012‬يتضمن التصديق على نظام لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ‪،‬رقم ‪ 01/12‬المؤرخ في‬
‫‪ ، 2012/01/12‬يعدل ويتمم النظام ‪ 03/97‬المؤرخ في ‪ ، 1997/11/18‬والمتعلق بالنظام العام لبورصة القيم المنقولة ‪ ،‬ج ر عدد ‪41‬‬
‫مؤرخة في ‪.2012/07/15‬‬
‫‪6‬‬
‫خامسا ‪ :‬أنواع البورصات ‪:‬‬

‫تنقسم البورصات حاليا إلى نوعين أساسين هما ‪ :‬بورصة القيم المنقولة وبورصة البضائع او‬
‫البورصة التجارية‪ ،‬لم يكن هذا التقسيم معروف سابقا‪ ،‬بل أن القانون التجاري الفرنسي عند صدوه عام‬
‫‪ ،1807‬لم يعرف هذا التقسيم ‪ ،‬بدليل أن المادة ‪ 71‬من هذا القانون‪ ،‬أطلقت تسمية البورصة التجارية‬
‫‪1‬‬
‫وتقصد بها كال النوعين بورصة القيم المنقولة وبورصة البضائع‪".‬‬

‫الفصل بين نوعي البورصة‪ ،‬بورصة القيم المنقولة وبورصة البضائع‪ ،‬لم يحدث إال في القرن‬
‫التاسع عشر‪ ،‬بسبب تطور الشركات التي وضعت تحت تصرف الجمهور عدد متنامي من القيم‬
‫المنقولة‪ ،‬ثم ظهر هذا التمييز واضحا عند إصدار القوانين المنظمة لبورصات القيم المنقولة ‪.2‬‬

‫‪-1‬بورصات البضائع ‪ :‬وتسمى أيضا البورصات التجارية او بورصات العقود ‪ ،‬ويجري التعامل‬
‫فيها على أنواع معينة من المنتجات الزراعية كالقطن والسكر والقمح او المواد األولية كالبترول والحديد‬
‫‪3‬‬
‫والنحاس‪.‬‬

‫‪-2‬بورصات القيم المنقولة (األوراق المالية) ‪ :‬وهي أسواق مالية منظمة ‪ ،‬يجري فيها التعامل‬
‫على األوراق المالية التقليدية كاألسهم والسندات‪ ،‬والمستحدثة كالمشتقات المالية ‪ ،‬بواسطة وسطاء‬
‫مرخص لهم ‪ ،‬في أوقات محددة‪ ،‬تحت رقابة السلطات العامة للدولة‪ ،‬في كل مراحلها من القيد إلى‬
‫‪4‬‬
‫التداول إلى تسوية العمليات ونقل الملكية‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬وظائف البورصة (األهمية االقتصادية للبورصة)‪ :‬تكتسي البورصة اليوم أهمية بالغة‬
‫لما تؤديه من وظائف والتي يمكن حصرها في مايلي‪:‬‬

‫‪-1‬الوظيفة التمويلية‪:‬تقوم البورصة بتعبئة المدخرات وتوجيهها التوجيه الصحيح‪ ،‬وكذلك‬


‫التخصيص الجيد للموارد من اجل تمويل أنشطة االستثمار المتنوعة من صناعية وتجارية وعمرانية‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Thierry Bonneau, France Drummond, Droit de Marchés Financiers, ECONOMICA,3eme édition,2012,‬‬
‫‪p03.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid,p04.‬‬
‫‪3‬عبد الفضيل محمد احمد ‪ ،‬بورصات االوراق المالية ‪ ،‬مجلة البحوث القانونية واالقتصادية لكلية الحقوق ‪ ،‬جامعة المنصورة ‪ ،‬العدد الثالث‬
‫افريل ‪ ، 1988‬ص ‪12‬و‪. 13‬‬
‫‪4‬‬
‫نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪7‬‬
‫بالشكل الذي يعمل على تنشيط التقدم الصناعي للبالد‪ ،‬عن طريق زيادة مجاالت االستثمار المالية‬
‫المتاحة أمام المدخرين‪ ،‬بتنويع محافظهم المالية لتشمل مختلف األوراق المالية‪.1‬‬

‫وظيفة االشراف والرقابة والتنظيم ‪ :‬تتمثل وظيفة االشراف والرقابة والتنظيم التي تمارسها الجهات‬
‫المشرفة على البورصة‪ ،‬كهيئة سوق المال في مصر ولجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها في‬
‫الجزائر ‪ ،‬في وضع وتطبيق التشريعات لتنظيم عمليات تداول االوراق المالية ‪،‬ووضع اآلليات المناسبة‬
‫بما يكفل االفصاح الكامل والشفافية الواضحة للمعلومات المتعلقة بتلك العمليات وبالجهات المدرجة وبما‬
‫يضمن حقوق كافة المتعاملين فيها ويحميهم من الممارسات الضارة بهم‪.2‬‬

‫‪-2‬اداة توزيع للمخاطر‪ :‬يعد المتعاملون في االوراق المالية اكثر االطراف في البورصة تعرضا‬
‫للمخاطرة ‪ ،‬تبعا لنجاح او فشل الجهة التي يتم التعامل في اوراقها المالية ‪ ،‬ومن هنا تاتي اهمية بورصة‬
‫‪3‬‬
‫االوراق المالية في كونها اداة تحذير وتنبيه للمستثمرين‪.‬‬

‫‪-3‬إنعاش سوق االصدار ‪ :‬إذا كانت السوق االولية (سوق االصدار) ‪ ،‬لها اهمية كبيرة في‬
‫توفير تمويل مباشر للمؤسسات ‪،‬فإن نجاح هذه السوق االولية مرهون بوجود سوق تداول نشطة (اي‬
‫البورصة)‪ ،‬تعمل وفق قوانين ورقابة فعالة ‪ ،‬تحقق مرونة في التداول ‪،‬وحماية المستثمرين وسرعة في‬
‫تسوية المعامالت‪.‬‬

‫‪-4‬التخصيص الكفء للموارد ‪ :‬ان ارتفاع اسعار االوراق المالية لبعض القطاعات ينبيء عن‬
‫رواج انشطة هذه القطاعات ‪،‬وهنا يتجه رجال االعمال باموالهم وجهودهم نحو القطاعات اآلخذة في‬
‫النمو والرواج ‪،‬ويقومون بإنشاء شركات جديدة‪،‬او التوسع في الشركات القائمة ‪ ،‬كما يحجمون عن‬
‫التوسع في القطاعات التي انخفضت اسعار اوراقها المالية نتيجة ركود انشطتها وكسادها‪.4‬‬

‫‪-5‬البورصة اداة للخوصصة ‪ :‬تلجا الحكومات الى خصخصة المؤسسات العمومية ‪،‬وتسمح‬
‫بتقويمها تقويما حقيقيا‪.‬‬

‫احمد ابراهيم شبل حجازي ‪،‬االبعاد القانونية للرقابة على التداول في بورصة االوراق المالية المصرية ‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر ‪ ،‬دار‬ ‫‪1‬‬

‫النهضة العلمية ‪ ،‬االمارات ‪ ، 2017 ،‬ص‪.27‬‬


‫احمد ابراهيم شبل حجازي‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.28‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫احمد ابراهيم شبل حجازي‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ 4‬احمد ابراهيم شبل حجازي‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪8‬‬
‫‪-6‬تساهم البورصة في اندماج االقتصاد الوطني في االقتصاد العالمي ‪:‬‬

‫تعتبر البورصة عامال مساعدا على اندماج االقتصاد الوطني في االقتصاد العالمي عن طريق‬
‫جذب االستثمارات ومنح التمويل‪.‬‬

‫المحور األول ‪ :‬هياكل البورصة ‪:‬‬


‫طبقا لنص المادة الثالثة من المرسوم التشريعي ‪ 10/93‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة‪ ،‬تتمثل‬
‫هيئات بورصة القيم المنقولة في‪:‬‬

‫لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬ ‫‪-1‬‬


‫شركة لتسيير بورصة القيم‬ ‫‪-2‬‬
‫المؤتمن المركزي على السندات‬ ‫‪-3‬‬

‫لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪:‬‬


‫تنص المادة ‪ 20‬من المرسوم التشريعي ‪ 10/93‬على انه ‪":‬تؤسس سلطة ضبط مستقلة لتنظيم‬
‫عمليات البورصة ومراقبتها ‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي"‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪:‬‬
‫نتناول تعريف لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ثم تشكيلتها وكذا طبيعتها القانونية‪.‬‬
‫أ‪ -‬تعريف لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ‪:‬‬
‫لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ‪ :‬هي سلطة ضبط مستقلة ‪ ،‬توجد في هرم السوق المالية‬
‫وتسهر على حماية السوق والمستثمرين والمدخرين فيها ‪ ،‬وضمان سيرها الجيد ‪ ،‬تم تأسيسها بموجب‬
‫المرسوم التشريعي ‪ 10/93‬المعدل والمتمم بالقانون ‪. 04/03‬‬
‫ب‪ -‬تشكيلة لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ‪:‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 20‬من م ت ‪ 10/93‬تتكون لجنة البورصة من رئيس وستة أعضاء ‪.‬‬
‫‪-1‬الرئيس ‪ :‬طبقا للمادة ‪ 21‬م ت ‪ 10/93‬يعين الرئيس لمدة نيابية تدوم ‪ 04‬سنوات ‪،‬واحالت‬
‫نفس المادة للنظام لتبيان كيفية تعيينه‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 175/94‬المؤرخ في ‪ 13‬جويلية ‪ ، 1994‬والذي بين كيفية تعيين‬
‫الرئيس ‪ ،‬فنصت المادة الثانية منه على ان رئيس لحنة البورصة يعين بمرسوم تنفيذي بناءا على اقتراح‬
‫وزير المالية وتنهى مهامه بنفس الطريقة (م ‪) 03‬‬
‫‪-‬وال يمكن ان تنهى مهام الرئيس إال في حالة الخطا الجسيم او الظروف االستثنائية‬
‫‪-‬تتنافى مهمة الرئيس مع ا ي انابة انتخابية او وظيفة حكومية او وظيفة عمومية او اي نشاط‬
‫آخر ‪ ،‬بإستثناء التعليم او االبداع الفني او الفكري ‪.‬‬
‫‪-2‬األعضاء ‪ :‬حددت المادة ‪ 22‬م ت ‪ 10/93‬أعضاء لجنة البورصة كما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬قاض يقترحه وزير العدل‬
‫‪-‬عضو يقترحه الوزير المكلف بالمالية‬
‫‪-‬استاذ جامعي يقترحه الوزير المكلف بالتعليم العالي‬
‫‪-‬عضو يقترحه محافظ بنك الجزائر‬
‫‪-‬عضو مختار من بين المسيرين لألشخاص المعنويين المصدرين للقيم المنقولة‪.‬‬
‫‪-‬عضو يقترحه المصف الوطني للخبراء المحاسبين ومحافظي الحسابات والمحاسبين المعتمدين‪.‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي ‪، 175/94‬يتم تعيين أعضاء لجنة البورصة بقرار من‬
‫وزير المالية‪.‬‬
‫مدة عهدة األعضاء أربع (‪ )04‬سنوات‪ ،‬يتم تجديد نصف أعضاء اللجنة ما عدا الرئيس كل‬
‫سنتين‪.‬‬
‫ج‪ -‬الطبيعة القانونية للجنة البورصة ‪:‬‬
‫‪-1‬لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها سلطة ضبط مستقلة ‪:‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 20‬من المرسوم التشريعي ‪ 10/93‬فإن لجنة البورصة هي سلطة ضبط مستقلة‪.‬‬
‫‪- 1.1‬لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها سلطة ضبط ‪:‬‬
‫لجنة ت ع ب م ليست مجرد هيئة استشارية تقتصر مهمتها على تقديم اآلراء‪ ،‬وإنما تتمتع‬
‫بسلطة إصدار الق اررات التي يعود اختصاصها األصلي للسلطة التنفيذية‪ ،‬مما يعني تحويل او نزع بعض‬
‫االختصاصات التي تعود لهذه األخيرة ومنحها لفائدة اللجنة في مجال ضبط السوق ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫وتعد ل ت ع ب م سلطة ضابطة في مجال القيم المنقولة‪ ،‬بعدما تنازلت الدولة الممثلة بوزير‬
‫المالية لها عن سلطة الضبط في هذا القطاع‪ .‬حيث تتولى تاطيره ومراقبته عن طريق وضع قواعد تسيير‬
‫هذا األخير وذلك بهدف احترام توازن معين‪.1‬‬
‫‪-2.1‬الطابع اإلداري للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ‪:‬‬
‫بالرغم من أن المشرع لم ينص صراحة على الطابع اإلداري للجنة البورصة ‪ ،‬كما فعل مع باقي‬
‫سلطات الضبط ‪ ،‬لكن الطابع اإلداري يظهر من خالل المعيار المادي ومعيار المنازعات‪.‬‬
‫‪-‬المعيار المادي ‪:‬‬
‫يتلخص المعيار المادي في طبيعة المهام الموكلة للجنة ‪ ،‬بحيث انشات هذه األخيرة قصد تنظيم‬
‫‪2‬‬
‫سوق القيم المنقولة ومراقبتها ‪ ،‬وذلك بالسهر خاصة على حماية االدخار المستثمر في القيم المنقولة‪.‬‬
‫والجل ممارسة هذه المهام ‪ ،‬منح المشرع للجنة عدة سلطات وهي السلطة التنظيمية والسلطة‬
‫الرقابية والسلطة التنازعية بشقيها التحكيمي والتاديبي‪.‬‬
‫‪-‬معيار المنازعات ‪ :‬تخضع االعمال الصادرة عن ل ت ع ب م لرقابة القاضي االداري‪ ،‬طبقا‬
‫لنص المادة ‪ 33‬م ت ‪ 10/93‬و اكدته المادة ‪ 57‬منه ‪.‬‬
‫‪ - 2‬مدى استقاللية لجنة البورصة ‪:‬‬
‫تظهر إستقاللية ل ت ع ب م من الناحية العضوية ومن الناحية الوظيفية ‪:‬‬
‫‪-1.2‬من الناحية العضوية ‪ :‬وتتمثل في ‪:‬‬
‫‪-‬الطابع الجماعي والمختلط لتركيبة اللجنة ‪:‬‬
‫تنوع اعضاء اللجنة بين القضاة والخبراء والتقنوقراط ‪ ،‬واصحاب المهن الحرة ‪ ،‬يخلق نوع من‬
‫التعدد والطابع الجماعي الذي يؤدي الى ايجاد توازن بين تاثير مصالح مختلف السلطات والجهات التي‬
‫يعين من بين اعضاء الطاقم ‪.3‬‬
‫كما انها تضمن اجراء مداوالت جماعية حول مواضيع حساسة دون ان تنفرد جهة ما بالنفوذ‬
‫وسلطة التاثير في قرار اللجنة مما يضمن الموضوعية والجدية‪.4‬‬

‫‪1‬بن شعالل كريمة ‪ ،‬السلطة القمعية للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون ‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة ‪،‬‬
‫بجاية ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬تاريخ المناقشة ‪ ، 2012/06/25‬ص ‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫انظر المادة ‪ 30‬من المرسوم التشريعي ‪.10/93‬‬
‫‪3‬‬
‫نصيرة تواتي‪،‬الحماية القانونية لالستثمار في بورصة القيم المنقولة ‪ ،‬االمل للطباعة والنشر ‪،‬تيزي وزو ‪،‬الجزائر‪، 2018،‬ص ‪.37‬‬
‫‪4‬حمليل نوارة‪ ،‬النظام القانوني للسوق المالية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬نوقشت سنة‬
‫‪ ، 2014‬ص ‪.23‬‬
‫‪11‬‬
‫‪-‬التنويع في سلطة االقتراح ‪:‬‬
‫يعين اعضاء اللجنة حسب قدراتهم في المجالين المالي والبورصي ‪ ،‬بعد اقتراحهم من طرف‬
‫جهات مختلفة ‪ ،‬تتمثل في كل من وزير العدل ووزير المالية ووزير التعليم العالي ومحافظ بنك الجزائر ‪،‬‬
‫والمصف الوطني للخبراء المحاسبين ومحافظي الحسابات والمحاسبين المعتمدين‪.‬‬
‫التنويع من سلطة االقتراح يخفف من حدة التبعية لجهة واحدة ‪ ،‬لكن المالحظ ان تركيز سلطة‬
‫التعيين في يد الوزير االول من شانه ان يحد من استقاللية اللجنة‪.1‬‬
‫‪-‬نظام التنافي ‪:‬‬
‫تتنافى وظيفة رئيس اللجنة مع اي وظيفة اخرى سواء كانت عمومية او خاصة او اي نشاط‬
‫مهني او انابة انتخابية باالضافة الى عدم امتالك االعضاء لمصالح شخصية في البورصة ‪ ،‬بصفة‬
‫مباشرة او غير مباشرة ‪ ،‬ما عدا ممارسة انشطة التعليم واالبداع الفكري ‪.‬‬
‫والمالحظ انه في مقابل خضوع رئيس اللجنة الى نظام تنافي نسبي ‪ ،‬فإن اعضاء اللجنة لم يتم‬
‫‪2‬‬
‫إخضاعهم الى نظام التنافي ال نسبي وال تام‪.‬‬
‫‪-‬تحديد عهدة الرئيس واالعضاء ‪ :‬يعين رئيس اللجنة واعضاؤها لعهدة تدوم ‪ 04‬سنوات ‪ ،‬وهذا‬
‫يعتبر عامل مهم الستقاللية اللجنة ‪ ،‬النها تساعد اعضاءها على ممارسة مهامهم بكل موضوعية‬
‫وحيادية ‪ ،‬لما تمنحه من حصانة لهم من العزل‪.3‬‬
‫‪-2.2‬من الناحية الوظيفية‪:‬تظهر استقاللية اللجنة من الناحية الوظيفية من خالل النقاط التالية‬
‫‪-‬عدم خضوع لجنة تنظيم البورصة ومراقبتها لسلطة عليا ال رئاسية وال وصائية ‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 03‬من المرسوم التشريعي ‪ ، 10/93‬على ان لجنة تنظيم البورصة ومراقبتها تشكل‬
‫سلطة سوق القيم المنقولة ‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 20‬من نفس المرسوم ‪ ،‬على ان ‪":‬اللجنة سلطة ضبط‬
‫مستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي "‪.‬‬
‫بإعتبار اللجنة هي السلطة العليا في السوق المالية ‪ ،‬فال معقب على اعمالها وق ارراتها ‪ ،‬كما ان‬
‫اعتبارها سلطة ادارية مستقلة ‪ ،‬فإنه يجعل من الصعب تطبيق الرقابة االدارية الرئاسية او الوصائية ‪،‬‬
‫كون ها تتمتع بقدر كبير من االستقاللية ‪ ،‬فهي غير تابعة الية جهة إدارية عليا ‪ ،‬والتدخل في إطار‬
‫الالمركزية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫بن شعالل كريمة‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪12‬‬
‫ق اررات لجنة البورصة قابلة للتنفيذ الفوري‪ ،‬كما ان مداوالتها تعد صحيحة بمجرد استكمالها‬
‫الجراءاتها‪ ،‬كما اليمكن الطعن في صحتها إال عن طريق القضاء‪.‬‬
‫يمكن القول ان لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ال تخضع لمفهوم الوصاية االدارية ‪،‬‬
‫لكونها ال تنتمي في اي حال الى الهيئات المركزية ‪ ،‬ورغم ذلك فإن الحكومة الممثلة في وزير المالية‬
‫تطبق على اللجنة إجرائي التصديق‪ 1‬والحلول ‪ ،2‬الذين ينقصان من استقالليتها‪.3‬‬
‫‪-‬استقاللية التنظيم‪:‬‬
‫تتجلى استقاللية التسيير من حيث تنظيم صالحياتها عن طريق وضع نظامها الداخلي وتحديد‬
‫هيكلتها االدارية والمصالح المكونة لها ‪ ،‬فطبقا للمادة ‪ 26‬م ت ‪ ،10/92‬تتمتع اللجنة بسلطة وضع‬
‫نظامها الداخلي‪ ،‬كما انها تتمتع بالحرية في تحديد اختصاصاتها ومهام الرئيس ‪ ،‬التي سكت عنها‬
‫النص المنشيء لها‪.‬‬
‫‪-‬استقاللية التسيير المالي ‪ :‬ويظهر ذلك من خالل حريتها في تحصيل مواردها عن طريق‬
‫األتاوى التي تتقاضاها لقاء الخدمات المقدمة للمهنيين المتعاملين معها (المادة ‪ 27‬م ت ‪.)10/93‬‬
‫وقد بين المرسوم التنفيذي ‪ 170/58‬كيفيات تحصيل األتاوى ومقدارها‪.‬‬
‫‪-‬تمتع اللجنة بالشخصية المعنوية ‪ :‬وذلك بصريح نص المادة ‪ 20‬م ت ‪، 10/93‬على خالف‬
‫الكثير من سلطات الضبط المستقلة المحرومة من هذه الخاصية ‪.‬‬
‫تمتع اللجنة بالشخصية المعنوية يمكنها بال شك من تحقيق أغراض كثيرة منها‪ ،‬االعتراف لها‬
‫بأهلية التصرف والتعاقد والتقاضي وكذلك االستقالل المالي‪ ،‬باإلضافة إلى تحمل المسؤولية عن‬
‫أعمالها‪.4‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اختصاصات لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها في مجال ضبط السوق المالية ‪:‬‬
‫تمثل لجنة ت ع ب م النموذج األمثل لسلطات الضبط المستقلة في الجزائر‪ ،‬من حيث جمعها‬
‫لالختصاصات الثالثة ‪ ،‬االختصاص التنظيمي واالختصاص الرقابي واالختصاص التنازعي ‪.‬‬

‫المادة ‪ 32‬من المرسوم التشريعي ‪ ، 10/93‬والتي صدر بشأنها المرسوم التنفيذي رقم ‪ 102/93‬المؤرخ في ‪ 11‬مارس ‪ 1996‬والمتضمن‬
‫‪1‬‬
‫تطبيق المادة ‪ 32‬من المرسوم التشريعي ‪ ، 10/93‬ج ر عدد ‪ 18‬المؤرخة في ‪.1996/03/20‬‬
‫المادتين ‪ 48‬و ‪ 50‬من المرسوم التشريعي ‪102 /93‬‬
‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪3‬‬

‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.67‬‬


‫‪4‬‬

‫‪13‬‬
‫أ‪-‬االختصاص التنظيمي للجنة البورصة ‪:‬‬
‫منحت المادة ‪ 31‬م ت ‪ 10/93‬للجنة البورصة صراحة صالحية إصدار أنظمة تنظم السوق‬
‫المالية ‪ ،‬لتشرع ما تراه مناسبا لضمان حماية السوق والمستثمرين والمدخرين فيها‪.‬‬
‫‪-1‬مجال السلطة التنظيمية للجنة البورصة ‪:‬‬
‫تمارس لجنة البورصة االختصاص التنظيمي ‪ ،‬بإصدار أنظمة تهدف إلى تنظيم سير سوق القيم‬
‫المنقولة ‪ ،‬وعلى الخصوص في المجاالت التالية ‪:‬‬
‫‪-‬تحديد القيم المنقولة التي يمكن استثمارها في عمليات البورصة‪ ،‬وفي هذا اإلطار صدر النظام‬
‫‪ 01/12‬المعدل والمتمم للنظام ‪ ،03/97‬الذي قسم السندات القابلة للتداول في البورصة إلى نوعين‪:‬‬
‫سندات رأس مال وسندات دين ‪.‬‬
‫‪ -‬شروط اعتماد الوسطاء في عمليات البورصة والقواعد المهنية المطبقة عليهم ‪ :‬وفي هذا االطار‬
‫أصدرت اللجنة النظام رقم ‪ 03/96‬المؤرخ في ‪ 1996/07/03‬المتعلق بشروط اعتماد الوسطاء في‬
‫عمليات البورصة وواجباتهم ومراقبتهم‪،‬والذي الغي بموجب النظام ‪ ،01/15‬المؤرخ في ‪.2015/04/15‬‬
‫‪-‬تنظيم المؤتمن المركزي على السندات ‪:‬وفي هذا اإلطار صدر النظام رقم ‪ 01/03‬المؤرخ في‬
‫‪ ،2003/03/18‬المتعلق بالنظام العام للمؤتمن المركزي على السندات وشروط تأهيل وممارسة نشاط‬
‫حفظ وإدارة السندات‪ ،‬كما صدر النظام رقم ‪ 02/03‬المؤرخ في ‪ 2003/03/18‬المتعلق بمسك‬
‫الحسابات وحفظ السندات‪.‬‬
‫‪-‬شروط إدراج الشركات في البورصة وقبول القيم المنقولة‪ :‬وهو ما حددته لجنة البورصة بموجب‬
‫النظام ‪ 03/97‬المؤرخ في ‪ 1997/11/18‬المعدل بالنظام ‪ 01/12‬المتعلق بالنظام العام للبورصة ‪.‬‬
‫‪-‬تسيير حافظات القيم المنقولة وسنداتها المقبولة في البورصة‪.‬‬
‫‪-‬محتوى ا لشروط االلزامية الواجب ادراجها في عقود التفويضات بين الوسطاء في عمليات‬
‫البورصة وزبائنهم‪.‬‬
‫‪-‬العروض العمومية لشراء القيم المنقولة‪.‬‬
‫‪-2‬أدوات ممارسة اللجنة لالختصاص التنظيمي ‪:‬‬
‫تمارس لجنة البورصة السلطة التنظيمية ‪،‬عن طريق عدة ادوات تختلف بإختالف موضوع التنظيم‬
‫وبإختالف االشخاص المخاطبين به ‪ ،‬وتتمثل هذه الوسائل في ‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫‪-1.2‬األنظمة ‪Réglements :‬‬
‫وهي مجموعة القواعد التي تسنها اللجنة بعد التداول قانونا‪ ،‬ويتم إصدارها في الجريدة الرسمية‬
‫لتكتسب قوة النفاذ‪ ،‬وتهدف إلى تطبيق نصوص تشريعية وتنظيمية سابقة‪ ،‬في المجاالت المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪.31‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 32‬م ت ‪ 10/93‬يوافق على األنظمة بموجب قرار صادر عن وزير المالية وتنشر‬
‫في الجريدة الرسمية مشفوعة بنص الموافقة‪.‬‬
‫ترك المشرع الجزائري للجنة الحرية المطلقة في كيفية اتخاذ وصياغة أنظمتها ‪ ،‬دون ان يلزمها‬
‫باتخاذ إجراءات محددة مسبقا في سبيل ذلك‪ ،‬عكس المشرع الفرنسي الذي يلزم سلطة السوق المالية‬
‫‪ AMF‬بمجموعة من اإلجراءات واستشارة بعض الهيئات قبل اتخاذ أنظمتها‪.1‬‬
‫‪-2.2‬التعليمات ‪Les Instructions‬‬
‫عرفت المادة ‪ 25‬من النظام الداخلي للجنة البورصة التعليمات التي تصدرها اللجنة بقولها ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫"تصرفات تبين مجموع القواعد الموضوعية واإلجرائية وكذا شروط تطبيق ق اررات اللجنة"‪.‬‬
‫بحسب هذا المفهوم‪ ،‬فإن التعليمات ما هي إال نصوص تطبيقية تساعد على اتخاذ قرارات فردية‪،‬‬
‫بوضع اإلطار العام لهذه الق اررات تعتبر التعليمات الصادرة عن البورصة لوائح تنظيمية داخلية تلزم‬
‫‪3‬‬
‫األفراد والمخاطبين بها‪.‬‬
‫‪-3.2‬التوصيات ‪Recommandations‬‬
‫تعتبر التوصيات أداة شرح وتفسير للنصوص التشريعية والتنظيمية في المجاالت التي ال تتمتع‬
‫فيها اللجنة بسلطة القرار‪ ،4‬فهي ال تنطوي على أية قوة إلزامية ‪.‬‬
‫حددت المادة ‪ 26‬من النظام الداخلي للجنة موضوع التوصيات كما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬إعالم جيد عن كل األعوان الفاعلين في سوق القيم المنقولة‬
‫‪-‬احترام المساواة بين المستثمرين‬
‫‪-‬التطبيق األمثل للنصوص التشريعية والتنظيمية‬

‫‪1‬‬
‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 25‬من النظام الداخلي للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫زوار حفيظة‪ ،‬لجنة تنظيم عمليات البورصة كسلطة إدارية مستقلة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام‪ ،‬فرع اإلدارة والمالية‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬السنة الجامعية ‪ ، 2004-2003‬ص ‪.85‬‬
‫‪15‬‬
‫‪-4.2‬اآلراء ‪Les Avis‬‬
‫تنص المادة ‪ 27‬من النظام الداخلي للجنة على أن اآلراء الصادرة عن اللجنة تهدف إلى تفسير‬
‫بعض النصوص التشريعية والتنظيمية ‪ ،‬كما يمكن للجنة إصدار آراء حين تطلب منها ذلك المؤسسات‬
‫‪1‬‬
‫او الهيئات الخاصة او العامة‪.‬‬
‫‪-5.2‬المنشورات ‪Les Communiques‬‬
‫تلجا اللجنة إلى إصدار المنشورات إلعالم جمهور المتعاملين في السوق بالمعلومات التي ترغب‬
‫اللجنة إيصالها إليهم‪.‬‬
‫ب‪-‬االختصاص الرقابي للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‬
‫يمكن تقسيم الرقابة التي تمارسها لجنة البورصة إلى رقابة سابقة ورقابة الحقة ‪.‬‬
‫‪-1‬الرقابة السابقة للجنة‪ :‬تمارس اللجنة الرقابة السابقة على األعوان االقتصاديين وعلى‬
‫المنتوجات المالية ‪.‬‬
‫‪-1.1‬رقابة اللجنة على األعوان المتدخلين في السوق ‪ :‬ويتمثل األعوان المتدخلون في السوق‬
‫في الوسطاء في عمليات البورصة وهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة ‪.‬‬
‫فمن اجل حماية السوق ‪ ،‬تسهر اللجنة على التأكد من نوعية األعوان المتدخلين وذلك عن طريق‬
‫إجراء االعتماد المسبق‪ ،‬وهو اإلجراء الذي بدونه ال يتسنى لهؤالء األعوان الدخول في السوق المالية‬
‫‪2‬‬
‫واالستثمار فيها‪.‬‬
‫‪-2.1‬رقابة المنتوجات المالية ‪:‬‬
‫تراقب اللجنة كل منتوج مالي او قيم منقولة‪ ،‬تدخل السوق المالية‪ ،‬بواسطة إجراء التأشيرة المسبقة‬
‫على المذكرة اإلعالمية التي تنشرها الشركة الراغبة في طرح قيمها المنقولة على الجمهور بغرض‬
‫‪3‬‬
‫االكتتاب فيها‪.‬‬
‫تتضمن المذكرة اإلعالمية جملة من البيانات حول مصدر القيم المنقولة وتنظيمه ووضعيته‬
‫المالية ‪ ،‬تطور نشاطه ‪ ،‬موضوع العملية المزمع انجازها وخصائصها‪.‬‬
‫ب‪-‬الرقابة الالحقة ‪:‬‬
‫نتناول مضمون الرقابة الالحقة‪ ،‬وكيفية ممارستها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حمليل نوارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪2‬‬
‫حمليل نوارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫المادة ‪ 41‬م ت ‪103 /93‬‬
‫‪16‬‬
‫ب‪-1.‬مضمون الرقابة الالحقة ‪ :‬ترتكز الرقابة الالحقة على تتبع والتأكد من صحة اإلعالم‬
‫الموجه للجمهور‪.1‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 06‬من النظام رقم ‪ 02/2000‬المتعلق بالمعلومات الواجب نشرها من طرف‬
‫المؤسسات التي تكون قيمها مسعرة في البورصة ‪ ،‬يمكن للجنة إذا اقتضت حماية المستثمرين او حسن‬
‫سير السوق ذلك‪ ،‬مطالبة المصدر بنشر بعض المعلومات المتعلقة بالقيم المنقولة ‪ ،‬حسب الشكل‬
‫واألجل الذين تحددهما ‪ ،‬وفي حالة عدم التزام المصدر بواجباته ‪ ،‬يمكن للجنة القيام بنشر هذه‬
‫المعلومات على نفقة المصدر‪.‬‬
‫كما يجب على اللجنة أن تراقب صحة المعلومات المقدمة حول الشركات المصدرة عن طريق‬
‫إلزام هذه األخيرة بإيداع تقرير سنوي يحتوي على الجداول المالية وتقرير مندوب الحسابات ‪ ،‬في اجل‬
‫‪ 30‬يوم قبل اجتماع الجمعية العامة العادية للمساهمين‪.2‬‬
‫ب‪-2.‬كيفية ممارسة الرقابة الالحقة‬
‫تباشر هذا النوع من الرقابة عن طريق التحقيقات الميدانية التي يباشرها محققون تعينهم من بين‬
‫أعوانها المؤهلين الذين يمكنهم أن يطلبوا إمدادهم بأي وثائق أيا كانت دعامتهما‪ ،‬يمكنهم الوصول إلى‬
‫جميع المجال ذات االستعمال المهني‪.3‬‬
‫ج‪-‬االختصاص التنازعي للجنة البورصة (السلطتين التأديبية والتحكيمية)‪.‬‬
‫من أهم خصوصيات لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ‪ ،‬بالمقارنة مع باقي سلطات الضبط‬
‫االقتصادي األخرى ‪،‬هو الفصل بين االختصاصين التنظيمي والرقابي وبين االختصاص التنازعي‪،‬‬
‫بحيث أوكلت لغرفة أسست لهذا الغرض وهي الغرفة التأديبية والتحكيمية وتتألف الغرفة طبقا للمادة ‪51‬‬
‫م ت ‪ 10/93‬من ‪:‬‬
‫‪-‬عضوين منتخبين من بين أعضاء اللجنة طوال مدة انتدابهما‪.‬‬
‫‪-‬قاضيين يعينهما وزير العدل ويختاران لكفاءتهما في المجالين المالي واالقتصادي‬
‫يتولى رئيس اللجنة رقابة الغرفة ‪.‬‬
‫تمارس الغرفة مهمتين مستقلتين عن بعضهما البعض‪،‬وهما االختصاص التحكيمي واالختصاص‬
‫التأديبي ‪:‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 35‬من المرسوم التشريعي ‪10/93‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 07‬من النظام رقم ‪02/2000‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 37‬المرسوم التشريعي ‪10/93‬‬
‫‪17‬‬
‫‪-1‬االختصاص التأديبي (القمعي) للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‬
‫تناول نطاق اختصاص الغرفة التأديبية ثم إجراءات مباشرة االختصاص التأديبي ‪.‬‬
‫‪-1.1‬نطاق اختصاص الغرفة التأديبية ‪:‬‬
‫تناول نطاق االختصاص من حيث األشخاص ثم من حيث الموضوع ‪:‬‬

‫‪-‬نطاق االختصاص من حيث األشخاص ‪:‬‬

‫يتحدد اختصاص الغرفة التأديبية من حيث األشخاص عند وقوع مخالفة من جانب الوسطاء في‬
‫عمليات البورصة ‪ ،‬وهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة‪.‬‬

‫‪-‬الوسطاء في عمليات البورصة ‪:‬‬

‫اخضع المشرع الوسطاء في البورصة للرقابة التأديبية للجنة البورصة من خالل الغرفة التأديبية‬
‫وذلك في حالة التقصير او اإلخالل بأداء الواجبات المهنية وأخالقيات المهنة‪ ،‬وكل مخالفة لألحكام‬
‫التشريعية والتنظيمية المطبقة عليهم‪ ،‬وهذا طبقا للمادة ‪ 53‬من م ت ‪ 10/93‬والمادة ‪ 57‬من النظام‬
‫‪ 01/15‬المتعلق بالوسطاء في البورصة ‪.‬‬

‫‪-‬هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة ‪:‬‬

‫تخضع هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة للنظام التأديبي وفقا ألحكام المادة ‪ 53‬من األمر‬
‫‪ ، 08/96‬المتعلق بهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة ‪ ،‬التي تنص على انه ‪":‬تعاقب الغرفة‬
‫التأديبية والتحكيمية كل مخالفة لاللتزامات المهنية وأخالقيات المهنة التي يرتكبها مسيرو (ش‪.‬إ‪.‬ر‪.‬م‪.‬م)‬
‫او مسيرو (ص‪.‬م‪.‬ت)‪ ،‬وكذلك كل مخالفة لألحكام التشريعية والتنظيمية المطبقة عليها‪ ،‬وفقا لألحكام‬
‫المنصوص عليها في المواد ‪ 56،55،53‬من المرسوم التشريعي ‪ 10/93‬المؤرخ في ‪1993/05/23‬‬
‫والمتعلق ببورصة القيم المنقولة‪.‬‬

‫‪-‬نطاق االختصاص من حيث الموضوع ‪:‬‬


‫أي من حيث األعمال التي تستوجب التأديب‪ ،‬وتختص الغرفة في المجال التأديبي عند إحداث‬
‫إخالل بالواجبات المهنية وأخالقيات المهنة ‪،‬وكل مخالفة لألحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها‬
‫في مجال البورصة من طرف الوسطاء في عمليات البورصة ومراقبتها وكذلك هيئات التوظيف الجماعي‬
‫للقيم المنقولة‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫يقصد بالواجبات المهنية تلك القواعد التي تتضمن االلتزامات التي يجب على االعوان المهنيين‬
‫التقيد بها عند مباشرتهم لمهامهم ‪.‬‬
‫في حين تعرف أخالقيات المهنة عموما بأنها مجموعة القواعد السلوكية‪ ،‬فردية كانت او جماعية‪،‬‬
‫التي تهدف الى احترام السير الحسن للمهنة والتي تفرض على الممارسات اليومية للوسيط في عمليات‬
‫‪1‬‬
‫البورصة وأعوانه وعلى مسيري هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة‪.‬‬
‫لم يحدد المشرع بدقة أخالقيات المهنة في مجال البورصة وأحال في ذلك للتنظيم (الذي لم‬
‫يصدر بعد) واكتفى بتحديد مبادئها العامة في نص المادة ‪ 49‬م ت ‪ 10/93‬وهي ‪:‬‬
‫‪-‬وجوب معاملة جميع الزبن على قدم المساواة ‪.‬‬
‫‪-‬االولوية الواجب اعطاؤها لمصلحة الزبون‪.‬‬
‫‪-‬تنفيذ اوامر السحب التي يصدرها الزبن باحسن شروط السوق‪.‬‬
‫‪-‬عدم تسريب معلومات سرية في غير محلها‪.‬‬
‫كما تتدخل الغرفة التأديبية لتوقيع العقوبات في حالة اكتشاف مخالفة لالحكام التشريعية‬
‫والتنظيمية المعمول بها في قطاع البورصة ويقصد باألحكام التشريعية أحكام المرسوم التشريعي ‪10/93‬‬
‫المعدل والمتمم وكذا أحكام القانون التجاري ومختلف القوانين ذات العالقة السيما األمر ‪ 08/69‬المتعلق‬
‫بهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة‪.‬‬
‫أما مخالفة األحكام التنظيمية فيقصد به كل ما تتخذه اللجنة في سبيل ضبط السوق المالية ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫كما تختص الغرفة التأديبية بفرض العقوبات على األفعال التي تشكل جرائم البورصة‪.‬‬
‫كما تختص الغرفة التأ ديبة والتحكيمية بتوقيع العقوبات على المخالفات التي عددتها المادة ‪58‬‬
‫من النظام ‪ 01/15‬المتعلق بوسطاء البورصة ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫‪-‬مخالفة احد نصوص هذا النظام‪.‬‬
‫‪-‬مخالفة احد ق اررات اللجنة‪.‬‬
‫‪-‬عدم التسليم في األجل المحدد ألي وثيقة او معلومة تطالب بها اللجنة او العون الذي كلفته‬
‫بالتحقيق او التفتيش‪.‬‬
‫‪-‬السماح لعون غير مسجل لدى اللجنة بمفاوضة قيم منقولة مسجلة في البورصة‪.‬‬
‫‪-‬اإلدالء بدراية بمعلومات خاطئة للجنة او احد أعوانها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بن شعالل كريمة‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪2‬‬
‫بن شعالل كريمة‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪19‬‬
‫‪-2.1‬اإلجراءات التأديبية ‪ :‬نتناول كيفية تحريك المتابعة التأديبية ثم العقوبات التي تصدرها‬
‫وأخي ار الطعن في ق اررات الغرفة ‪:‬‬
‫‪-‬تحريك المتابعة التأديبية ‪:‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 54‬م ت ‪ ، 10/93‬تباشر الغرفة اإلجراءات التأديبية بطلب من احد الجهات التالية‪:‬‬
‫*بطلب من اللجنة ‪ :‬فإذا أظهرت التحقيقات التي قامت بها اللجنة عن طريق أعوانها المؤهلين‬
‫وجود مخالفة لألنظمة واألحكام التشريعية المعمول بها تقدم طلب على مستوى الغرفة التأديبية‬
‫والتحكيمية لمباشرة اإلجراءات التأديبية ضد العون المخالف ‪.‬‬
‫*بطلب من المراقب ‪:‬‬
‫فطبقا للمادة ‪ 46‬م ت ‪ ، 10/93‬تعين لجنة البورصة مراقبا وتفوضه مراقبة اجتماعات البورصة‪،‬‬
‫ويكلف أساسا بالتدخل لتسوية األحداث والنزاعات العارضة ذات الطابع التقني التي من شانها ان تعوق‬
‫سير اجتماع البورصة ‪.‬‬
‫إذا عاين المراقب أي مخالفة من الوسطاء فإنه يقوم بتحرير تقرير بذلك ‪ ،‬وتقديم طلب للغرفة من‬
‫اجل مباشرة اإلجراءات التأديبية‪.‬‬
‫*بطلب من احد الوسطاء في عمليات البورصة ‪ :‬فإذا الحظ احد الوسطاء أن وسيطا آخر قام‬
‫بارتكاب مخالفة فإنه يخطر بذلك الغرفة ويقدم طلبا لتحريك اإلجراءات التأديبية ضده‪.‬‬
‫*بطلب من شركة البورصة‬
‫*بطلب من إحدى الشركات المصدرة لألسهم والمدرجة في البورصة ‪.‬‬
‫*بطلب من اآلمرين بالسحب في البورصة ‪:‬‬
‫*تلقائيا من الغرفة ‪ :‬وذلك في حالة وصولها اي تظلم من احد االطراف‪.‬‬
‫‪-‬العقوبات ‪:‬‬
‫يجب على الغرفة قبل التداول على الملف المرفوع إليها من احد األطراف المذكورين آنفا‪ ،‬أن‬
‫تستدعي الطرف المتهم او ممثله وتستمع إليه وتمكنه من تقديم دفوعاته طبقا للمادة ‪ 56‬م ت ‪،10/93‬‬
‫وإذا توصلت إلى أن المخالفة ثابتة في حق العون المتابع بها ‪ ،‬فإنها تصدر عقوبات ‪ ،‬حددتها المادة‬
‫‪ 55‬من م ت ‪ ، 10/93‬ويمكن تصنيف هذه العقوبات إلى ثالث أصناف ‪:‬‬
‫‪-‬العقوبات المعنوية ‪ :‬وتتمثل في عقوبتي اإلنذار والتوبيخ ‪.‬‬
‫‪-‬العقوبات المقيدة او السالبة للحقوق ‪ :‬وتتمثل في عقوبتي ‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫‪-‬حظر النشاط كله او جزئه مؤقتا او كليا‪.‬‬
‫‪-‬سحب االعتماد‬
‫‪-‬عقوبات مالية‪ :‬وتتمثل في الغرامة المالية‪ ،‬فيمكن للجنة أن تفرض غرامات على العون المدان‬
‫بالمخالفة‪ ،‬وهي عبارة عن مبلغ مالي يدفع إلى صندوق ضمان وسطاء البورصة المنشأ بموجب المادة‬
‫‪ 64‬م ت ‪.10/93‬‬
‫وحددت قيمة الغرامة بمبلغ عشرة ماليين دينار‪،‬‬
‫او بمبلغ يساوي المغنم المحتمل تحقيقه بفعل ارتكاب الخطأ‪.‬‬
‫الطعن في ق اررات الغرفة التأديبية والتحكيمية‬
‫طبقا للمادة ‪ 57‬م ت ‪ 10/93‬يتم الطعن في ق اررات الغرفة الفاصلة في المجال التأديبي باإللغاء‬
‫أمام مجلس الدولة خالل شهر واحد من تاريخ تبليغ القرار المتضمن العقوبة التأديبية ‪.‬‬
‫يجب على مجلس الدولة أن يفصل في الطعن في أجل ستة أشهر من تاريخ تسجيله‪.‬‬
‫‪-2‬االختصاص التحكيمي للجنة البورصة‬
‫نتناول نطاق االختصاص التحكيمي للجنة البورصة وإجراءات ممارسته‪.‬‬
‫‪-1.2‬نطاق االختصاص التحكيمي للجنة البورصة ‪:‬‬
‫يتحدد نطاق االختصاص التحكيمي للجنة البورصة من حيث الموضوع ومن حيث األشخاص‪.‬‬
‫‪-‬نطاق االختصاص التحكيمي من حيث الموضوع ‪:‬‬
‫حصرت المادة ‪ 52‬من المرسوم التشريعي ‪ 10/93‬االختصاص التحكيمي للجنة البورصة والذي‬
‫تمارسه من خالل غرفة التأديب والتحكيم في النزاع التقني الناتج عن تفسير القوانين واللوائح السارية‬
‫على البورصة ‪.‬‬
‫يعرف النزاع التقني‪ :‬بأنه ذلك النزاع المتعلق بالعمليات المنجزة داخل السوق او خارجها‪ ،‬والواردة‬
‫على المنتجات المالية الخاضعة للجنة تنظيم عمليات البورصة‪.‬‬
‫يعاب على المادة ‪ 52‬من المرسوم التشريعي ‪ 10/93‬أنها اشترطت أن يتعلق األمر بتفسير‬
‫القوانين واللوائح‪ ،‬مما يطرح التساؤل حول قصد المشرع هل أن عملية التحكيم تعتبر بمثابة دعوى‬
‫تفسيرية تعرض على غرفة التأديب والتحكيم ؟ أم تتعدى إلى مراقبة تطبيقها السليم ‪ ،‬علما بان كل نزاع‬
‫حول تفسير نص قانوني‪ ،‬سيطرح ال محالة نزاعا حول تطبيقه‪ .‬ويذهب بعض الفقه إلى ضرورة توسيع‬
‫مجال اختصاص الغرفة ليشمل كل النزاعات المتعلقة بتفسير وتطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪21‬‬
‫‪-‬نطاق االختصاص التحكيمي من حيث األشخاص‪:‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 52‬السالفة الذكر‪ ،‬ال تنظر الغرفة التحكيمية إال في النزاعات التقنية التي يكون احد‬
‫طرفيها وسيط في عمليات البورصة ‪ ،‬ولم تكتفي بذلك بل حددت على سبيل الحصر الطرف الثاني من‬
‫النزاع ‪ ،‬وعليه يتحدد االختصاص الشخصي للمنازعات القابلة للتحكيم كما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬بين الوسطاء في عمليات البورصة‪.‬‬
‫‪-‬بين الوسطاء في عمليات البورصة وشركة تسيير بورصة القيم‪.‬‬
‫‪-‬بين الوسطاء في عمليات البورصة والشركات المصدرة لألسهم ‪.‬‬
‫‪-‬بين الوسطاء في عمليات البورصة واآلمرين بالسحب في البورصة‪.‬‬
‫‪– 2.2‬إجراءات ممارسة االختصاص التحكيمي‬
‫لم يتضمن المرسوم التشريعي ‪،10/93‬كيفيات مباشرة السلطة التحكيمية للجنة البورصة عن‬
‫طريق الغرفة التحكيمية ‪ ،‬وبالتالي تطبق القواعد الجراءات التحكيم المنصوص عليها في قانون‬
‫االجراءات المدنية واالدارية ‪ ،‬فيما يخص كيفية اصدار القرار التحكيمي وشكله وبياناته االلزامية ‪.‬‬
‫سكت المشرع عن الفصل في قابلية القرار التحكيمي للطعن ‪ ،‬مما طرح نقاشا حول ذلك والراجح‬
‫انه غير قابل للط عن ‪ ،‬نظ ار للطابع التقني للنزاع ‪ ،‬كما ان موضوعه ال يتعدى الفصل في تفسير‬
‫غموض نص تشريعي او تنظيمي‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫شركة تسيير بورصة القيم ‪SGBV‬‬
‫مواكبة لما تعرفه مختلف البورصات العالمية ‪،‬التي تسير من طرف شركات خاصة ‪،‬أوكل‬
‫المشرع الجزائري تسيير البورصة الجزائرية إلى شركة تخضع لقواعد القانون الخاص ‪،‬وهي شركة إدارة‬
‫بورصة القيم ‪،‬المنشاة بموجب المرسوم التشريعي ‪. 10/93‬‬

‫نتطرق إلى مفهومها ثم خصوصية النظام القانوني للشركة ثم مهامها وق ارراتها‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم شركة تسيير بورصة القيم‬

‫نتناول تعريف شركة تسيير بورصة القيم وتشكيلتها ‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعريف شركة تسيير البورصة‬

‫عرفت المادة ‪ 02‬من النظام ‪ 01/97‬المتعلق بمساهمة الوسطاء في عمليات البورصة في‬
‫راسمال شركة ادارة بورصة القيم بانها ‪":‬عبارة عن شركة اسهم مؤسسة بين الوسطاء في عمليات‬
‫البورصة المعتمدين قانونا من طرف لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها"‪.‬‬

‫شركة تسيير بورصة القيم المنقولة هي جهاز من اجهزة بورصة القيم المنقولة ‪ ،‬حدد لها القانون‬
‫مهمة تسيير السوق بوضع الهياكل الفنية واالدارية الالزمة إلقامة السوق ‪ ،‬والتي من شانها توفير‬
‫السالمة المادية والقانونية للعمليات المنجزة وبالسرعة المطلوبة‪.‬‬

‫ب‪ -‬تشكيل شركة تسيير بورصة القيم‬

‫تأسست شركة تسيير بورصة القيم المنقولة بموجب المادة ‪ 15‬م ت ‪، 10/93‬والتي تتكون أساسا‬
‫من الوسطاء في عمليات البورصة ‪ ،‬ونظ ار لعدم اعتماد هؤالء األخيرين في البداية ‪ ،‬تم اللجوء إلى مرحلة‬
‫انتقالية وتعيين المؤسسين بموجب نص تنظيمي ‪،‬مما يجعل تشكيلة شركة البورصة يمر بمرحلتين مرحلة‬
‫مرحلة انتقالية ومرحلة بعدها‪.‬‬

‫‪-1‬تشكيلة شركة تسيير البورصة خالل المرحلة االنتقالية‬

‫‪23‬‬
‫أسست لهذه المرحلة المادة ‪ 62‬م ت ‪ ، 10/93‬التي نصت على انه "يمكن انتقاال ولمدة ال‬
‫تتجاوز خمس سنوات ابتداءا من صدور هذا النص‪ ،‬أن تعتمد اللجنة كوسطاء في عمليات البورصة‬
‫األشخاص المعنويين التابعة لفئات محددة في مرسوم تنفيذي"‪.‬‬

‫فرضت هذه المرحلة لسببين أولهما هو أن المشرع يرغب في اإلسراع في تنظيم البورصة وعدم‬
‫انتظار مبادرة المستثمرين في هذا المجال الن ذلك يتطلب وقتا طويال ‪ ،1‬هذا من جهة ومن جهة أخرى‬
‫وجود عائق قانوني وهو أن المشرع نص في المادة ‪ 16‬م ت ‪ 10/93‬على أن يتشكل رأس مال شركة‬
‫تسيير البورصة من مساهمات الوسطاء في عمليات البورصة ‪ ،‬ونص في المادة ‪ 17‬م ت ‪ 10/93‬على‬
‫أن الوسيط ال يصبح اعتماده فعليا إال إذا بعد اكتتابه في شركة تسيير البورصة ‪ ،‬وهو ما يعد مصادرة‬
‫على المطلوب ‪ ،‬فتأسيس الشركة يتطلب وجود وسطاء معتمدين بشكل تام ‪ ،‬واعتماد هذا األخيرين‬
‫يتطلب أن تكون هناك شركة تسيير البورصة قائمة قانونا ‪.‬‬

‫لهذا الحل لهذا المشكل القانوني هو اللجوء إلى إنشاء وسطاء بقوة القانون والذين شكلوا فيما بعد‬
‫النواة األولى لشركة بورصة القيم‪.‬‬

‫صدر المرسوم التنفيذي ‪ 176/94‬المؤرخ في ‪ ،1994/06/13‬المتضمن تطبيق المادة ‪ 61‬من‬


‫المرسوم التشريعي ‪ ،10/93‬ونصت مادته الثانية على انه‪":‬يمكن أن تعتمد لجنة تنظيم عمليات‬
‫البورصة ومراقبتها بصفة انتقالية كوسطاء في عمليات البورصة ‪ ،‬البنوك والمؤسسات المالية وشركات‬
‫التامين المستقرة قانونا في الجزائر وكذا صناديق المساهمة"‪.‬‬

‫تطبيقا لهذا النص القانوني ‪ ،‬انعقدت الجمعية العامة التأسيسية لشركة تسيير بورصة القيم بتاريخ‬
‫‪21‬ماي ‪ ، 1997‬وبتاريخ ‪ 25‬ماي ‪ 1997‬أعلن عن تأسيس الشركة باألعضاء اآلتية أسماؤهم ‪:‬‬

‫‪-1‬الصندوق الوطني الجزائري‬

‫‪-2‬البنك الوطني الجزائري‬

‫‪-3‬القرض الشعبي الجزائري‬

‫‪-4‬بنك الفالحة والتنمية الريفية‬

‫‪1‬‬
‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪24‬‬
‫‪-5‬بنك التنمية المحلية‬

‫‪-6‬الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط‬

‫‪-7‬الشركة الجزائرية للتامين وإعادة التامين‬

‫‪-8‬الشركة الجزائرية للتامين الشامل‬

‫‪-9‬الشركة المركزية للتامين‬

‫‪-10‬يونيون بنك ‪UNION BANK‬‬

‫‪-11‬البنك الخارجي الجزائري‬

‫‪-12‬الشركة الجزائرية للتأمينات‬

‫نص القانون األساسي لشركة تسيير البورصة على أن تسير من طرف مجلس إدارة يتكون من‬
‫األعضاء العشرة األوائل المذكورين سابقا‪.1‬‬

‫يتكون أرس مال شركة تسيير البورصة من حصص متساوية لألعضاء االثنى عشر‪ ،‬وقدر‬
‫بأربعة وعشرون مليون دينار‪ ،‬تطبيقا للمادة ‪ 03‬من النظام ‪ 03/97‬التي حددت مساهمة الوسطاء في‬
‫رأس مال الشركة بمليوني دينار‪.‬‬

‫‪-2‬تشكيلة الشركة بعد المرحلة االنتقالية ‪:‬‬

‫حاليا تتشكل شركة تسيير بورصة القيم من ستة بنوك عمومية وهي ‪:‬‬

‫‪-1‬البنك الوطني الجزائري ‪BNA‬‬

‫‪-2‬القرض الشعبي الجزائري ‪CPA‬‬

‫‪-3‬بنك الفالحة والتنمية الريفية ‪BADR‬‬

‫‪1‬‬
‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪25‬‬
‫‪-4‬بنك التنمية المحلية ‪BDL‬‬

‫‪-5‬الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط‪CNEP‬‬

‫‪-6‬البنك الخارجي الجزائري‪BEA‬‬

‫نالحظ أن عدد المساهمين قد تم تقليصهم إلى اقل من الحد األدنى المطلوب في شركات‬
‫مساهمة وهو ‪ 07‬مساهمين ‪ ،‬كما أن كل المساهمين هم بنوك عمومية‪ ،‬مع مالحظة أن األعضاء‬
‫المنسحبين تنازلوا عن حصتهم لألعضاء المتبقين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصوصية النظام القانوني لشركة تسيير بورصة القيم‬

‫أضفى المشرع صراحة في المادة ‪ 15‬م ت ‪ 10/93‬على شركة تسيير البورصة شكل شركة ذات‬
‫أسهم‪ ،‬وأكدت ذلك المادة ‪ 02‬من نظام لجنة البورصة رقم ‪ 01/97‬المتعلق بمساهمة الوسطاء في رأس‬
‫مال شركة تسير البورصة ‪ ،‬وعليه فإن شركة تسيير البورصة تخضع باإلضافة إلى المرسوم التشريعي‬
‫‪ 10/93‬إلى أحكام شركة المساهمة الواردة في القانون التجاري ‪.‬‬

‫المتأمل للنظام القانوني لشركة تسيير البورصة يالحظ أنها تتمتع بخصوصية بالمقارنة مع أحكام‬
‫شركة المساهمة الواردة في القانون التجاري وتتمثل هذه الخصوصية فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬عدد الشركاء ‪ :‬تأسست شركة تسيير البورصة في البداية بإثنى عشر (‪ )12‬وسيطا مساهما‪،‬‬
‫وعددهم حاليا هو سنة (‪ ) 06‬مساهمين ‪ ،‬وهو عدد يقل عن الحد القانوني المنصوص عليه قي المادة‬
‫‪ 592‬ق ت‪.‬‬

‫‪-‬من حيث صفة المساهمين‪ :‬يشترط في المساهمين في شركة تسيير البورصة‪ ،‬أن يكونوا‬
‫حائزين على صفة وسيط في البورصة وهذا على خالف شركة المساهمة العادية فهي مفتوحة لكل‬
‫شخص ‪.‬‬

‫‪ -‬مقدار رأس المال ‪:‬على خالف رأس مال شركة المساهمة المحدد بمليون دينار عند عدم‬
‫اللجوء العلني الدخار و خمسة ماليين دينار في حالة اللجوء العلني لالدخار ‪ ،‬فإن المشرع في شركة‬
‫تسيير البورصة حدد مساهمة كل مساهم وقدرها بمليوني دينار في المادة ‪ 03‬من النظام ‪، 03/97‬‬
‫وبالتالي يقدر رأس المال بجمع الحصص المقدمة من طرف كل المساهمين‪ ،‬وفي حالة اعتماد وسيط‬
‫‪26‬‬
‫جديد يزداد رأس المال بمقدار الحصة التي يقدمها الوسيط الجديد ‪ ،‬وفي حالة انسحاب احد الوسطاء‬
‫يعاد شراء حصته في رأس مال الشركة من طرف الوسطاء اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -‬قابلية األسهم للتداول‪ :‬على خالف األسهم في شركة المساهمة العادية‪،‬التي يتم تداولها بحرية‬
‫فإن األسهم في شركة تسيير البورصة ال يتم تداولها إال بين الوسطاء في البورصة ‪،‬المعتمدين قانونا‪.‬‬

‫‪-‬خضوع الشركة لرقابة لجنة البورصة ‪ :‬ونصت على ذلك صراحة المادة ‪ 18‬فقرة اخيرة ‪،‬‬
‫بقولها "تمارس مهام الشركة تحت رقابة اللجنة"‪.‬‬

‫وتظهر صور هذه الرقابة من خالل‪: 1‬‬

‫‪-‬اللجنة هي من وضعت قواعد عمل الشركة في إطار اختصاصها التنظيمي من خالل النظام‬
‫‪. 03/97‬‬

‫‪ -‬ترخيص اللجنة للشركة بتعديل رأس مالها بمناسبة اعتماد وسيط جديد او انسحاب وسيط قديم‬
‫طبقا للمادة ‪ 03‬من النظام ‪. 03/97‬‬

‫‪-‬اللجنة تصادق على ق اررات الشركة قبل دخولها حيز النفاذ طبقا للمادة األولى من النظام‬
‫‪.03/97‬‬

‫‪-‬خضوع شركة تسيير البورصة لرقابة وزير المالية‪ :‬ويظهر ذلك من خالل اشتراط المشرع في‬
‫المادة ‪ 19‬مكرر م ت ‪ ،10/93‬على خضوع وضع القانون األساسي للشركة وتعديالته‪ ،‬وكذا تعيين‬
‫المدير العام والمسيرين الرئيسيين للشركة ‪،‬لموافقة وزير المالية بعد اخذ رأي لجنة البورصة‪.‬‬

‫كما يمكن للوزير ‪،‬بناءا على تقرير من لجنة البورصة ‪،‬عزل المدير العام و‪/‬او المسيرين‬
‫الرئيسيين للشركة واستخالفهم ‪ ،‬في انتظار تعيين مدير عام جديد و‪/‬او مسيرين جدد من طرف مجلس‬
‫اإلدارة‪.‬‬

‫‪-‬تقدير األرباح‪ :‬على خالف أحكام شركات المساهمة في القانون التجاري ‪ ،‬سلب المشرع شركة‬
‫البورصة حق تحديد أرباحها عن طريق السوق ‪،‬ومنح ذلك للجنة البورصة ‪،‬بموجب المادة ‪ 19‬م ت‬

‫‪1‬‬
‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪27‬‬
‫‪، 10/93‬التي نصت على حق تلقي الشركة لعموالت عن العمليات التي تجري في البورصة ‪ ،‬وأحالت‬
‫في تحديد قواعد حسابها للتنظيم الذي تصدره لجنة البورصة ‪،‬أصدرت هذه األخيرة النظام رقم ‪03/09‬‬
‫المؤرخ في ‪ ، 2009/11/18‬الذي حدد العموالت التي تتقاضاها الشركة كما يلي ‪:‬‬

‫‪-‬تداول سندات رأس المال ‪ ٪0.15 :‬من مبلغ المعاملة ‪.‬‬

‫‪-‬تداول سندات الدين ‪ ٪0.10 :‬من مبلغ المعاملة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬مهام شركة تسيير بورصة القيم ‪:‬‬

‫وتتمثل مهام شركة تسيير البورصة طبقا للمادة ‪ 18‬م ت ‪ 10/93‬على وجه الخصوص في ‪:‬‬

‫‪-‬التنظيم العملي إلدخال القيم المنقولة في البورصة ‪ :‬فيجب على الوسيط في عمليات البورصة‬
‫ان يبلغ شركة تسيير البورصة بنيته تقديم طلب قبول قيم منقولة في عمليات التداول ‪ ،‬وبعد قبول لجنة‬
‫البورصة بإدراج الشركة في البورصة ‪ ،‬يتم التأشير على المذكرة اإلعالمية من قبل الشركة وإبرام اتفاقية‬
‫القيد مع الشركة المدرجة ‪،‬وتضبط اللجنة اإلجراء المتبع بالنسبة لكل إدخال باالتفاق مع المدخلين‬
‫والوسطاء‪. 1‬‬

‫تنهي الشركة إلى علم السوق افتتاح إدخال قيمة منقولة عن طريق إعالن في النشرة الرسمية‬
‫لجدول التسعيرة‪.‬‬

‫تقدم الشركة توصية للجنة بشطب القيم المنقولة ‪.‬‬

‫‪-‬التنظيم المادي لمعامالت البورصة واجتماعاتها‪:‬تصدر شركة تسيير البورصة مقررات تبين‬
‫شروط معالجة األوامر وتحديد سعر القيم‪.2‬‬

‫تحدد الشركة رزمانة اجتماعات التسعيرة للسنة ‪ ،‬وكذا ساعات الفتح وإغالق االجتماعات‪.3‬‬

‫كما تحدد مسار التسعيرة المقرر هل هو ثابت أم متواصل‪.1‬‬

‫المادة ‪ 02/50‬من النظام ‪031 /97‬‬


‫المادة ‪ 76‬من النظام ‪032 /97‬‬
‫المادة ‪ 78‬من النظام ‪033/97‬‬
‫‪28‬‬
‫تحدد طريقة التسعير ما إذا كانت يدوية او بإستعمال االعالم اآللي‪. 2‬‬

‫‪-‬تسجيل مفاوضات الوسطاء في عمليات البورصة ‪ :‬يجب على الوسيط في عمليات البورصة‬
‫أن يسجل كل أمر مرسل من اآلمر تاريخ وساعة االستالم وذلك بمجرد استالمه‪ ،3‬على مستوى شركة‬
‫تسيير البورصة التي تقوم بمراقبة توافرها على البيانات المحددة في المادة ‪ 92‬من ن ‪ 03/97‬كما‬
‫يمكنها أن تشترط أي بيان تكميلي ضروري لمعالجة األوامر ‪.‬‬

‫‪-‬تنظيم عمليات مقاصة المعامالت حول القيم المنقولة‪ :‬طبقا للمادة ‪ 128‬من نظام ‪03/97‬‬
‫تكلف شركة تسيير بورصة القيم ‪ ،‬بتنظيم عمليات مقاصة للمعامالت في البورصة ومراقبتها‪.‬‬

‫‪-‬تسيير نظام التفاوض في األسعار وتحديدها‪ :‬تراقب شركة البورصة تحديد األسعار عن طريق‬
‫مواجهة أوامر الشراء بأوامر البيع أثناء اجتماع التسعيرة‬

‫تقرر فيما إذا كان التداول يتم على سهم واحد او ال ‪.4‬‬

‫تحدد شركة تسيير البورصة الفروق في جدول األسعار الذي تقبله حسب طبيعة القيم وشروط‬
‫‪5‬‬
‫تداولها وكذا التدابير التي هي مؤهلة ألخذها في حالة بلوغ هذه الفروق‪.‬‬

‫يمكن لشركة تسيير البورصة أن تقرر بان يبين في جدول األسعار لقيمة معينة إال السعر محل‬
‫العرض او الطلب ‪ ،‬بدون معاملة ‪.6‬‬

‫تكلف شركة تسيير البورصة بمراقبة سير التداول ‪ ،‬ويمكنها نظ ار لمعطيات او اتجاهات السوق ‪،‬‬
‫التحفظ واألمر باستئناف الفروق المرخص بها بمقرر صادر في االجتماع عن الشركة‪.7‬‬

‫المادة ‪ 80‬من النظام ‪031 /97‬‬


‫المادة ‪ 81‬من النظام ‪032 /97‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 98‬من النظام ‪03/97‬‬
‫المادة ‪ 83‬من النظام ‪034 /97‬‬
‫المادة ‪ 84‬من النظام ‪035 /97‬‬
‫المادة ‪ 85‬من النظام ‪036 /97‬‬
‫المادة ‪ 87‬من النظام ‪037 /97‬‬
‫‪29‬‬
‫‪-‬نشر المعلومات المتعلقة بالمعامالت في البورصة ‪ :‬تعتبر المعلومة حجر الزاوية في العمل‬
‫داخل البورصة ‪ ،‬لذا فإنه من المهام األساسية المنوطة بشركة تسيير البورصة هو نشر كل المعلومات‬
‫المتعلقة بالبورصة‪ ،‬وفي هذا اإلطار تلتزم شركة تسيير البورصة أن تتأكد من أن القيم المنقولة التي‬
‫قدمت الشركة طالبة اإلدراج بشأنها طلب قبول في التداول في البورصة كانت محل مذكرة إعالمية‬
‫مؤشر عليها من قبل اللجنة‪ ،‬ويجب على شركة تسيير البورصة وضع المذكرة اإلعالمية المؤشر عليها‬
‫بمناسبة قبول شركة في البورصة تحت تصرف المستثمرين وكذا الوسطاء في عمليات البورصة‪. 1‬‬

‫كما ال يجوز أن يحتوي أي سند إعالمي يتعلق بقبول قيم منقولة في التداول في البورصة ‪،‬‬
‫معلومات أخرى غير تلك التي توجد في المذكرة اإلعالمية ويجب التصديق عليها من قبل اللجنة قبل‬
‫نشره‪.2‬‬

‫تعلن شركة تسيير البورصة إلى علم السوق افتتاح إدخال قيمة منقولة عن طريق نشر إعالن في‬
‫النشرة الرسمية لجدول التسعيرة‪ ،‬ويجب أن يتضمن هذا اإلعالن البيانات التالية‪:‬‬

‫‪-‬هوية الشركة المصدرة‬

‫‪-‬الوسيط او الوسطاء في عمليات البورصة المكلفون بتتبع إجراءات القبول واإلدخال‪.‬‬

‫‪-‬عدد السندات وطبيعتها وخصائصها‬

‫‪-‬السعر المقترح من طرف المدخلين‬

‫‪-‬اإلجراء المقرر للتسعيرة األولى‪.‬‬

‫‪-‬وبصفة عامة كل التوضيحات الضرورية إلعالم الجمهور (م ‪ 51‬ن ‪.)03/97‬‬

‫يصدر اإلعالن أسبوعين على األقل قبل التاريخ المقرر ألول تسعيرة‪.‬‬

‫كما تلتزم شركة تسير البورصة بنشر قرار لجنة البورصة بقبول إدراج شركة ما في البورصة في‬
‫النشرة الرسمية لجدول التسعيرة ‪ ،‬كما تقوم الشركة بنشر كل البالغات واإلعالنات ذات الطابع المالي‬

‫‪1‬المادة ‪ 40‬من النظام ‪03/97‬‬

‫المادة ‪ 41‬من النظام ‪.03/97‬‬


‫‪2‬‬

‫‪30‬‬
‫والنشرات التي تتولى الشركة توزيعها وكل وثيقة لإلعالم االقتصادي او المالي والتي ترسل إلى اللجنة (م‬
‫‪.)28‬‬

‫تنشر شركة تسيير البورصة بالغ عرض العمومي للسحب ‪ ،‬في حالة الشطب الطوعي للقيم‬
‫المنقولة (م ‪ 75‬ن ‪.)03/97‬‬

‫كما تلتزم شركة تسيير البورصة بإعالم الجمهور بكل الحوادث التي تط أر على القيم المنقولة‬
‫وتحديد تاريخ سريانها (م ‪ 113‬ن ‪.)03/97‬‬

‫‪-‬إصدار نشرة رسمية لسعر البورصة تحت مراقبة اللجنة‪ :‬وطبقا للمادة ‪ 12‬من النظام ‪03/97‬‬
‫تضبط شركة تسيير البورصة شكل ومضمون ودورة النشرة الرسمية لجدول التسعيرة‪.‬‬

‫وتعد النشرة الرسمية لجدول التسعيرة المحررة بعد كل حصة التسعيرة والمنشورة في اآلجال‬
‫المحددة من قبل شركة تسيير البورصة هي وسيلة النشر الرسمية‪ ،‬وتخص ما يأتي‪:‬‬

‫‪-‬معلومات السوق‪.‬‬

‫‪-‬المعلومات حول القيم ذات السعر القار‬

‫‪ -‬المعلومات الضرورية لحسن سير السوق‪.1‬‬

‫‪ -‬بعد نشر النشرة الرسمية ال يسمح بإجراء تعديالت عليها ‪ ،‬ما عادا أسعار البورصة المغفلة او‬
‫الملغاة ‪ ،‬او األخطاء المادية ‪ ،‬وتنشر هذه التعديالت في ميعاد شهر ابتداء من تاريخ معاينة الخطأ او‬
‫اإلغفال في عنوان بارز في النشرة ‪(.‬م ‪ 14‬م ت ‪.)10/93‬‬

‫‪ -‬تتضمن النشرة الرسمية لجدول التسعيرة كشفا يوميا ترد فيه المعلومات المتعلقة بسعر تداول كل‬
‫قيمة عند اجتماع المفاوضات في البورصة لذلك اليوم (م ‪ 88‬ن ‪.)03/97‬‬

‫رابعا ‪ :‬الق اررات التي تصدرها شركة تسيير بورصة القيم‬

‫المادة ‪ 13‬من النظام ‪031 /97‬‬


‫‪31‬‬
‫تمارس شركة تسيير بورصة القيم مهامها عن طريق إصدار ق اررات ن طبقا للمادة األولى من‬
‫النظام ‪. 03/97‬ويجب التمييز بين نوعين من الق اررات ‪:‬‬

‫ق اررات تنظيمية ‪ :‬وهي ق اررات موجهة لتنظيم السوق بشكل عام ‪ ،‬تسري على كل المتدخلين في‬
‫السوق دون استثناء ‪.‬‬

‫تخص هذه الق اررات إجراءات إدخال القيم المنقولة داخل البورصة‪ ،‬اإلعالم الواجب نشره‪ 1،‬قواعد‬
‫سير حصص التداول داخل بورصة القيم‪ ،2‬قواعد المقاصة وتسوية العمليات داخل البورصة‪ ،3‬فواعد‬
‫تعليق او قطع حصص التداول والشطب من التسعيرة الرسمية للقيم المقيدة في البورصة ‪ ،4‬قواعد تتعلق‬
‫بتدخل الوسطاء في عمليات البورصة في إطار عقد السيولة‪، 5‬قواعد تحدد مصاريف التسجيل واالبقاء‬
‫على التسجيل في التسعيرة الرسمية ومصاريف أخرى خاصة‪. 6‬‬

‫يجب أن تعرض الق اررات السالفة الذكر على لجنة البورصة للمصادقة عليها من اجل دخولها‬
‫حيز النفاذ‪ ،‬نظ ار التصافها بطابع العمومية والشمولية في تنظيم السوق‪ ،‬وعليه فإن الطعن يكون في قرار‬
‫‪7‬‬
‫المصادقة من طرف اللجنة أمام القضاء اإلداري (مجلس الدولة)‪.‬‬

‫ق اررات فردية ‪ :‬وهي الق اررات التي تتخذها الشركة في مواجهة احد المتدخلين في السوق او بشان‬
‫احد العمليات او القيم المنقولة‪ ،‬منها قرار رفض تسجيل او قيد او إعادة تسجيل قيمة منقولة داخل‬
‫البورصة ‪ ،‬قرار شطب قيمة منقولة من التسعيرة الرسمية ‪ ،‬قرار قطع حصة تداول او تأجيل سنة خاصة‪،‬‬
‫او قرار رفض منح الترخيص ألحد الوسطاء بإج ارء معامالت لحسابه الخاص او لحساب ذويه‪.8‬‬

‫‪ 1‬قرار شركة بورصة القيم رقم ‪ 98/01‬المتعلق بإجراءات إدخال القيم المنقولة في البورصة ونشر المعلومات ‪ ،‬معدل ومتمم بموجب القرار‬
‫رقم ‪.99/05‬‬
‫‪2‬‬
‫قرار ‪ 98/02‬المتضمن قواعد تسيير جلسات التفاوض في بورصة القيم ‪ ،‬المعدل والمتمم بالقرار رقم ‪ ، 99/06‬ثم القرار رقم ‪.02/10‬‬
‫قرار رقم ‪ 98/03‬المتضمن قواعد المقاصة وتسوية معامالت البورصة المعدل والمتمم بالقرار رقم ‪ ، 99/07‬ثم القرار رقم ‪.02/11‬‬
‫‪3‬‬

‫قرار رقم ‪ 98/04‬المتعلق بتعليق التفاوض وشطب من التسعيرة الرسمية للقيم المنقولة المقيدة في البورصة ‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪5‬‬
‫قرار ‪ 99/08‬المتضمن الشروط العامة لتدخل الوسطاء في عمليات البورصة في اطار عقد السيولة ‪.‬‬
‫قرار ‪ 99/09‬يحدد مبلغ مصروفات التسجيل و االبقاء على التسجيل في التسعيرة الرسمية والمصاريف االخرى الخاصة‬
‫‪6‬‬

‫‪7‬‬
‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪8‬‬
‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫‪32‬‬
‫تصدر شركة تسيير البورصة هذه القرارت استنادا إلى نظامها الخاص الذي وافق عليه كل‬
‫أعضائها ‪،‬أما في مواجهة باقي المتدخلين من مصدرين ومستثمرين ‪ ،‬فهم ملزمين بها استنادا لالتفاقية‬
‫المبرمة معهم لالستفادة من خدمات الشركة ‪ ،‬ومنه فإن هذه القرارت تخضع لقواعد القانون الخاص ‪،‬‬
‫وبالتالي يتم المنازعة فيها أمام جهات القضاء العادي‪.1‬‬

‫المؤتمن المركزي على السندات‬


‫لم ينص المرسوم التشريعي ‪ 10/93‬عند إصداره في البداية على المؤتمن المركزي على‬
‫السندات‪ ،‬وإنما تم استحداثه بموجب قانون ‪ 04/03‬المعدل والمتمم للمرسوم التشريعي ‪ 10/93‬والذي‬
‫جاء مواكبا للتطورات التشريعية التي تعرفها السوق المالية الدولة ‪ ،‬والتي اتجهت نحو استحداث أجهزة‬
‫لإليداع المركزي ‪ ،‬تنفيذا لتوصيات المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال ومنها لجنة أنظمة الدفع‬
‫والمقاصة ‪ CPSS‬التابعة لمجموعة ال‪ 10‬بنوك مركزية ‪ ،‬والمنظمة الدولية لألوراق المالية ‪. IOSCO‬‬

‫وهكذا انشأ القانون رقم ‪ 04/03‬نظام مؤسساتي لإليداع المركزي‪ ،‬يحمل تسمية الجزائرية للتسوية‬
‫‪ ،Algérie clearing‬واعتمادا على نصوص هذا القانون والنصوص المطبقة له ‪ ،‬سنحاول تحديد‬
‫النظام القانوني للمؤتمن المركزي على السندات ‪ ،‬ثم نبين المهام الموكلة له‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬النظام القانوني للمؤتمن المركزي على السندات‬

‫أ‪-‬تعريف المؤتمن المركزي على السندات‬

‫تنص المادة ‪ 19‬مكرر ‪ 2‬على انه ‪" :‬تمارس وظائف المؤتمن المركزي على السندات من طرف‬
‫هيئة تؤسس في شكل شركة ذات أسهم"‪.‬‬

‫يمكن تعريف المؤتمن المركزي على السندات بأنه ‪":‬جهاز من أجهزة بورصة الجزائر‪ ،‬يتولى‬
‫نظام اإليداع المركزي‪ ،‬يتخذ شكل شركة أسهم تسمى الجزائرية للتسوية‪ ،‬رأسماله ومساهميه محددين‬
‫بنص القانون‪ ،‬يرتكز نشاطه على تجميع مركزي للقيم المنقولة‪ ،‬بعد تجريدها من دعاماتها المحسوسة‪،‬‬
‫وتحويلها الى قيود في الحساب‪ ،‬يقوم بإدارتها وحفظها وسيط مالي مرخص بذلك‪ ،‬من اجل تنفيذ عقود‬
‫التداول بين الوسطاء الماليين بصفة جماعية عن طريق تسوية السندات وتسليمها"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫‪33‬‬
‫ب‪-‬إنشاء المؤتمن المركزي للسندات ‪:‬‬

‫بالرغم من نص المشرع صراحة في المادة ‪ 19‬مكرر‪ ،2‬على أن المؤتمن المركزي على السندات‬
‫يؤسس في شكل شركة أسهم ‪،‬إال أن المالحظ أن النظام القانوني لهذه الشركة تتميز بخصوصية عن‬
‫أحكام شركة المساهمة في القانون التجاري ‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل ما يلي ‪:‬‬

‫‪-1‬تأسيس المؤتمن المركزي بنص القانون‪ :‬على خالف ما هو متعارف عليه في قانون‬
‫الشركات‪ ،‬أين يخضع تأسيس هذه األخيرة لإلرادة الحرة لألطراف‪ ،‬طبقا لمبدأ سلطان االرادة ‪،‬اال ان‬
‫االمر يختلف في حالة المؤتمن المركزي على السندات فبالرغم من ان المشرع نص صراحة على انه‬
‫يؤسس في شكل شركة مساهمة ‪ ،‬إال ان هذه الشركة تم تأسيسها بنص قانوني وهو المادة ‪ 19‬مكرر من‬
‫المرسوم التشريعي ‪ 10/93‬بعد التعديل بموجب القانون ‪ 04/03‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة ‪.1‬‬

‫كما انه فيما يتعلق بإجراءات التأسيس وان كان يتبع بعض اجراءات تأسيس شركة المساهمة ‪،‬‬
‫من وضع قانون اساسي يوافق عليه المساهمين‪ ،‬إال انه يخضع الجراءات خاصة التخضع لها باقي‬
‫الشركات الخاصة ‪ ،‬منها موافقة وزير المالية على قانونه االساسي ‪ ،‬وكل التعديالت الواردة عليه شانه‬
‫في ذلك شان شركة تسير بورصة القيم ‪.‬‬

‫‪-2‬المساهمين في المؤتمن المركزي على السندات محددين بنص القانون ‪ :‬حددت المادة ‪19‬‬
‫مكرر‪ 3‬بشكل قطعي وواضح المساهمين في شركة الجزائر للتسوية وهم أشخاص معنوية وهي ‪:‬‬

‫‪-‬بنوك عمومية وهي ‪ :‬البنك الخارجي الجزائري ‪ ،‬القرض الشعبي الجزائري ‪ ،‬البنك الوطني‬
‫الجزائري ‪ ،‬بنك الفالحة والتنمية الريفية ‪ ،‬الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط ‪/‬بنك ‪.‬‬

‫‪-‬شركات مساهمة مدرجة في البورصة وهي ‪ :‬مجمع صيدال ‪ ،‬مؤسسة تسيير الفندقي‬
‫االوراسي‪ ،‬مؤسسة الرياض ‪.‬‬

‫يجوز فتح راسمال شركة المؤتمن المركزي على السندات الشخاص معنويين محددين وهم ‪:‬‬

‫‪-‬شركة تسيير بورصة القيم المنقولة‬

‫‪ 1‬تغربيت رزيقة ‪ ،‬النظام القانوني للقيم المنقولة ‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه علوم ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪ ،‬تاريخ المناقشة ‪ ، 2019/02/06 ،‬ص‪. 243‬‬
‫‪34‬‬
‫‪-‬الشركات المصدرة للسندات‬

‫‪-‬الوسطاء في عمليات البورصة‬

‫كما تعتبر كل من الخزينة العمومية وبنك الجزائر مساهمين في الشركة بحكم القانون ‪،‬‬
‫ويستطيعان ممارسة هذا الحق بناءا على طلبهما‪.‬‬

‫يخضع كل طلب جديد للمساهمة في راس مال المؤتمن المركزي على السندات ‪ ،‬الى موافقة‬
‫لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ‪ ،‬بناءا على اقتراح من مجلس ادارة المؤتمن المركزي على‬
‫السندات‪.‬‬

‫‪-3‬المؤتمن المركزي على السندات شركة رأسمالها محدد بنص القانون ‪ :‬على خالف األحكام‬
‫العامة لشركة االسهم ‪ ،‬اين يترك للمؤسسين تحديد راسمال الشركة ويكتفي المشرع مباشرة او بنص‬
‫تنظيمي بتحديد الحد االدنى فقط ‪ ،‬نالحظ ان فيما يتعلق بشركة المؤتمن المركزي على السندات فإن‬
‫المشرع حدد بصفة مباشرة مقدار راس مال المؤتمن المركزي على السندات ‪ ،‬في المادة ‪ 19‬مكرر ‪3‬‬
‫وقدره ب ‪ 65‬مليون دينار ‪،‬كما حدد النظام ‪ 05/03‬المؤرخ في ‪ ، 2003/03/18‬المتعلق بالمساهمة‬
‫في الراسمال االجتماعي للمؤتمن المركزي على السندات ‪ ،‬في مادته الثانية ‪ ،‬المساهمة الدنيا لكل‬
‫مساهم بمليوني دينار ‪ ،‬ونصت مادته الثالثة على انه في حالة قبول مساهم جديد ‪ ،‬يزداد الراسمال‬
‫االجتماعي للمؤتمن المركزي ‪ ،‬بمقدار الحصة التي يقدمها هذا المساهم الجديد‪.‬‬

‫‪-4‬عدم قابلية أسهم شركة المؤتمن المركزي للتداول الحر‪ :‬على خالف ما هو معروف في‬
‫شركات المساهمة‪ ،‬التي يتم تداول اسهمها بشكل حر ودون قيود ‪ ،‬فإن اسهم شركة المؤتمن المركزي‬
‫على السندات ‪ ،‬اليمكن التنازل عنها إال للمساهمين اآلخرين وفقا لكيفيات محددة في القانون االساسي‬
‫للمؤتمن المركزي ‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 03‬من النظام ‪ 05/03‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪-5‬خضوع تاسيس المؤتمن المركزي لرقابة وزير المالية ولجنة البورصة ‪ :‬طبقا للمادة ‪19‬‬
‫مكرر‪ 2‬فقرة ‪ ، 2‬يخضع وضع القانون األساسي للمؤتمن المركزي على السندات وتعديالته ‪.‬وكذا تعيين‬
‫المدير العام والمسيرين الرئيسيين ‪،‬الى موافقة وزير المالية ‪،‬بعد أخذ رأي لجنة البورصة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫كما يمكن لوزير المالية‪ ،‬بناءا على تقرير معلل من لجنة البورصة ‪ ،‬أن يعزل المدير العام‬
‫للمؤتمن المركزي على السندات و‪/‬او المسيرين الرئيسيين واستخالفهم ‪ ،‬في انتظار تعيين مدير عام‬
‫جديد و‪/‬او مسيرين جدد من طرف مجلس اإلدارة‪.‬‬

‫ج‪-‬االنخراط في المؤتمن المركزي على السندات‪:‬‬

‫فتح النظام ‪ 01/03‬المتعلق بالنظام العام للمؤتمن المركزي على السندات المجال لالنخراط في‬
‫المؤتمن المركزي على السندات وحدد الهيئات التي يمكن لها ان ننخرط وكيفيات ذلك ‪.‬‬

‫‪-1‬الجهات المرخص لها باالنخراط ‪:‬‬

‫طبقا لنص المادة‪ 06‬من النظام ‪ ،01/03‬يمكن أن ينخرط في المؤتمن المركزي على السندات‪:‬‬

‫‪-‬البنوك والمؤسسات المالية ‪.‬‬

‫‪-‬الوسطاء في عمليات البورصة ‪.‬‬

‫‪-‬المتخصصون في قيم الخزينة العامة ‪ ،‬المرخص لهم بممارسة النشاطات المتعلقة بتنفيذ األوامر‬
‫لحساب الغير وبالتداول لحسابهم الخاص وبالتوظيف وباالكتتاب في مجموع السندات المصدرة وبمسك‬
‫الحسابات وبالمقاصة وبحفظ السندات او إدارتها‪.‬‬

‫‪-‬األشخاص المعنويون المصدرون سندات مقبولة في عمليات المؤتمن المركزي ‪.‬‬

‫‪-‬المؤتمنون المركزيون األجانب على السندات‪.‬‬

‫‪-‬كما يمكن االنخراط لكل المؤسسات األخرى الجزائرية او األجنبية التي تشبه نشاطاتها‬
‫النشاطات التي تمارسها المؤسسات المذكورة أعاله‪.‬‬

‫‪-2‬كيفيات االنخراط ‪:‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 07‬من النظام ‪ ، 01/03‬يخضع االنخراط في المؤتمن المركزي على السندات ‪،‬الى‬
‫تقديم ملف إداري يتضمن بالخصوص ‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫‪-‬طلب قبول ‪.‬‬

‫‪-‬اسماء االشخاص المؤهلين للتعامل مع المؤتمن المركزي‪.‬‬

‫‪-‬ونسخة محينة من القانون االساسي‪.‬‬

‫‪-‬يحدد المؤتمن المركزي محتوى الملف والبيانات الضرورية لقبول االنخراط‬

‫‪-‬يحدد المؤتمن المركزي قرار انخراط عضو ما ‪ ،‬ويبلغ القرار إلى صاحب الطلب في غضون‬
‫الشهرين التاليين اللذين يليان تاريخ استالم مجموع المستندات المكونة للملف (المادة ‪ 08‬ن ‪.)01/03‬‬

‫‪-‬يتم إبرام اتفاقية االنخراط بين العضو المنخرط والمؤتمن المركزي على السندات ‪ ،‬وتحدد هذه‬
‫االتفاقية على الخصوص واجبات ومسؤوليات كل طرف ‪ ،‬وكذا تعريف الخدمات وكيفيات التسديد‪(.‬م‬
‫‪ 03‬ن ‪.)01/03‬‬

‫‪-3‬شطب المنخرط من العضوية في المؤتمن المركزي‪:‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 08‬من نظام ‪ 01/03‬يتم شطب المنخرط في المؤتمن في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪-‬بناءا على طلب المنخرط ‪ :‬أي يقوم المنخرط باالنسحاب بإرادته الحرة ‪،‬وذلك في حالة تخليه‬
‫عن النشاطات التي انخرط من اجلها‪ ،‬او يكون ماسك حسابات‪-‬حافظ‪ ،‬ويستقيل من ممارسة هذه لمهنة‬
‫وفي هذه الحال يقرر توكيل ماسك حسابات‪-‬حافظ آخر للقيام بكل المهام المتصلة بنشاط الحفظ او‬
‫جزء من هذه المهام ‪،‬وقد يكون المنخرط مصد ار لقيم المنقولة (أي شركة مساهمة) وتم شطب قيمه‬
‫المنقولة من المؤتمن المركزي‪.‬‬

‫‪-‬بناءا على طلب سلطة االعتماد ‪:‬وذلك عندما يصبح المنخرط غير مستوف لشروط التأهيل‬
‫المطلوبة لممارسة نشاطه‪ ،‬وسلطة االعتماد هنا قد تكون لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪ ،‬إذا‬
‫كان المنخرط حاصل على اعتماد بممارسة النشاط كان يكون وسيط مالي او ماسك حسابات‪-‬حافظ ‪،‬‬
‫وقد تكون اللجنة المصرفية إذا تعلق األمر بنك او مؤسسة مالية ‪ ،‬وقد تكون سلطة منح االعتماد أجنبية‬
‫إذا كان فاقد العضوية مؤتمن مركزي أجنبي وتم سحب منه االعتماد طبقا لقانون دولته من السلطة‬
‫المكلفة بذلك‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ويترتب على إنهاء نشاط المنخرط ‪ ،‬إقفال حساباته الجارية بمجرد ان تصل هذه الحسابات الى‬
‫درجة الرصيد الملغى (ال قيمة لها)‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مهام المؤتمن المركزي على السندات‪:‬‬

‫إن المهمة األساسية والجوهرية التي من اجلها استحدث المؤتمن المركزي على السندات هي‬
‫إنشاء نظام إيداع مركزي للقيم المنقولة‪ ،‬يرتكز على إزالة الكيان المادي للقيم المنقولة وتحويلها إلى‬
‫حسابات رقمية ويتكفل المؤتمن بحفظها وتسيير ها وإدارتها ‪،‬من اجل تسوية عمليات البورصة بشكل‬
‫سريع وفعال‪.‬لكن المالحظ أن المشرع الجزائري لم يجعل إزالة الكيان المادي إجباريا ومنه فإنه يتم قبول‬
‫كذلك القيم المنقولة بشكلها المادي‪.‬‬

‫أ‪-‬إزالة الكيان المادي للقيم المنقولة ‪:‬‬

‫كانت القيم المنقولة تتجسد في شهادات تستخرج من دفاتر ذات قسائم وتعطى لها أرقام متسلسلة‪،‬‬
‫وتختم بخاتم الشركة ‪،‬وهو ما يجعلها عرضة للتلف والضياع ‪ ،‬باإلضافة إلى التكاليف الباهظة لحفظها‪،‬‬
‫وهو ما دفع بمختلف التشريعات إلى تبني نظام اإليداع المركزي للقيم المنقولة‪.‬‬

‫ظهرت فكرة قيد القيم المنقولة ألول مرة لدى بنك فرنسا سنة ‪ 1857‬من طرف سماسرة البورصة‪،‬‬
‫وتطورت هذه الفكرة وانشات حسابات جارية للسندات التي تصدرها الدولة سنة ‪ ، 1930‬نشا بذلك نظام‬
‫اإليداع المركزي للسندات المالية‪ ،‬يتمثل في الصندوق المركزي لودائع وتحويالت القيم المنقولة‬
‫‪ CCDVT‬سنة ‪ ،1941‬الذي جعل نظام اإليداع المركزي إجباري‪ ،‬وفي سنة ‪ 1950‬حلت محله شركة‬
‫مقاصة األوراق المالية بين الوسطاء ماسكي الحسابات ‪SICOVAM‬وتم إلغاء النظام اإلجباري وأصبح‬
‫اختياريا ‪،‬ثم عاد المشرع الفرنسي مرة اخرى الى اعتماد إجبارية القيد المركزي لكل القيم المنقولة الصادرة‬
‫في فرنسا بموجب القانون ‪ 81/1160‬المؤرخ في ‪ ، 1981/12/30‬وحلت شركة اورو كلير فرنسا‬
‫‪.1 Erro Clear France‬‬

‫وبالنسبة للمشرع الجزائري ‪ ،‬ظهرت رغبة المشرع في مواكبة التطورات التي تعرفها االسواق‬
‫العالمية في بداية التسعينات بمناسبة إصدار المرسوم التشريعي ‪ 08/93‬المعدل والمتمم للقانون‬
‫التجاري‪ ،‬وإدخال نص المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 37‬التي نصت على تسجيل السندات في حساب وعلى مسك‬

‫‪1‬‬
‫تغريبت رزيقة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.254‬‬
‫‪38‬‬
‫الحساب من طرف وسيط مؤهل بقولها ‪":‬يمكن ان تكتسي القيم الصادرة بالجزائر إما شكال ماديا بتسليم‬
‫سند او إن تكون موضوع تسجيل في الحساب‪.‬‬

‫تمسك الشركة المصدرة الحساب عندما تكتسي القيم الصادرة الشكل االسمي او عن طريق وسيط‬
‫مؤهل عندما تكتسي شكل قيم لحاملها"‪.‬‬

‫من خالل النص السابق يتضح لنا أن المشرع الجزائري جعل من عملية إزالة الكيان المادي للقيم‬
‫المنقولة إجراء اختياريا ‪،‬كما سمح للشركة أن تقوم بمسك الحسابات بنفسها إذا كانت اسمية وتعتمد‬
‫وسيط مؤهل (ماسك حسابات‪-‬حافظ ) إذا كانت لحاملها‪.‬‬

‫كرس المشرع الجزائري مرة أخرى ‪،‬إزالة الكيان المادي للقيم المنقولة ‪،‬عند صدور القانون‬
‫‪ 04/03‬من خالل المادة ‪ 19‬مكرر‪ 1‬م ت ‪، 10/93‬التي وان كانت احتفظت بمبدأ عدم إجبارية إزالة‬
‫الكيان المادي ‪،‬إال أنها جعلت اللجوء إلى وسيط مؤهل إجباري ‪.‬‬

‫ب‪-‬قبول السندات ‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 12‬من النظام ‪، 01/03‬على أن المؤتمن المركزي يقبل جميع القيم المنقولة‬
‫الصادرة عن شركات المساهمة وعن الدولة وغيرها من األشخاص المعنوية العامة ‪ ،‬مهما كان شكلها‬
‫اسمية او لحاملها‪ ،‬كما يقبل كذلك حتى القيم المنقولة األجنبية‪.‬‬

‫‪-‬طبقا للمادة ‪ 13‬ن ‪ 01/03‬فإن القيم المنقولة المسجلة في سوق منظمة في الجزائر(اي بورصة‬
‫القيم المنقولة) يتم قبولها بقوة القانون ‪.‬‬

‫ج‪-‬حفظ السندات وتسيير الحسابات الجارية وإدارتها ‪:‬‬

‫‪-1‬حفظ السندات ‪:‬‬

‫يجب أن نميز بين حفظ السندات المنزوعة الدعامات المادية والسندات المادية ‪ ،‬فبالنسبة لألولى‬
‫فإنه يتم حفظها من طرف المؤتمن المركزي بقيدها في محرراته الحسابية ‪ ،‬ضمن حساب إصدار‪.1‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 15‬من النظام ‪.01/03‬‬


‫‪39‬‬
‫ويتأكد المؤتمن المركزي من أن مبلغ حساب اإلصدار يساوي في كل وقت مبلغ السندات المبينة في‬
‫الحسابات الجارية للمنخرطين فيه‪.1‬‬

‫أما بالنسبة لحفظ السندات المادية ‪ ،‬فيتم حفظها ماديا في خزائنه ‪.2‬‬

‫وعندما تكون السندات المادية اسمية فإنها تسجل باسم المؤتمن المركزي الذي يتصرف كوكيل‬
‫عن مالكيها الحقيقيين‪.3‬‬

‫وبالنسبة للسندات األجنبية ‪ ،‬فإن المؤتمن المركزي يحتفظ بها حسب طريقة تداولها ‪ ،‬فإذا كانت‬
‫لحاملها فيكون حفظها ماديا في خزائنه ‪ ،‬أما إذا كانت اسمية فيتم حفظها في حساب مفتوح بإسمه لدى‬
‫مؤتمن مركزي او مؤسسة بنكية أجنبية‪.4‬‬

‫‪-2‬سير الحسابات الجارية ‪:‬‬

‫إن المؤتمن المركزي للسندات عند تنفيذه التزامه بحفظ السندات سواء المادية او الحسابية‪ ،‬فإنه ال‬
‫يتعامل مباشرة مع الزبائن‪ ،‬بل يتم إيداع هذه السندات لدى ماسك حسابات‪-‬حافظ‪ ،‬هذا األخير يقوم‬
‫بإيداع هذه السندات لدى حسابه الجاري المفتوح لدى المؤتمن المركزي‪ ،‬حيث أن ماسك الحسابات تربطه‬
‫عالقة عقدية مع زبونه الذي يفتح حساب لصالحه ‪ ،‬وتربطه كذلك عالقة عقدية مع المؤتمن المركزي‬
‫بموجب اتفاقية االنخراط فطبقا للمادة ‪ 20‬من النظام ‪ ، 01/03‬يفتح المؤتمن المركزي حسابا جاريا او‬
‫أكثر للسندات ‪ ،‬لكل مؤسسة قبل انخراطها ويرمز لكل حساب جار برمز المنخرط المخصص له‪.‬‬

‫‪-‬يجزئ الحساب الجاري للمنخرط ‪،‬إلى حسابات منفصلة ‪ ،‬ويخصص لكل قيمة من القيم المحازة‬
‫حساب خاص بها‪ ،‬وعندما تكون السندات متنوعة بين لحاملها واسمية فيج أز الحساب الى حساب سندات‬
‫لحاملها وحساب سندات اسمية‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 16‬من النظام ‪.01/03‬‬
‫المادة ‪ 01/17‬من النظام ‪.01/03‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬المادة ‪ 02/17‬من النظام ‪01/03‬‬


‫‪ 4‬المادة ‪ 18‬من النظام ‪01/03‬‬
‫‪5‬المادة ‪ 02/20‬من النظام ‪01/03‬‬
‫‪40‬‬
‫‪ -‬تقيد في الحسابات الجارية للمصدرين السندات االسمية التي اسند أصحابها إدارتها للمصدر‬
‫نفسه‪ ،‬أما السندات االسمية التي اسند أصحابها مهمة إدارتها لماسك سندات‪-‬حافظ في الحسابات‬
‫الجارية لماسكي الحسابات‪-‬الحافظ‪.1‬‬

‫‪ -‬تقيد في الجانب الدائن للحسابات السندات المحولة لفائدة المنخرط صاحب الحساب او التي‬
‫يودعها هذا األخير لدى المؤتمن المركزي ‪ ،‬في حين تقيد في الجانب المدين السندات التي يحولها‬
‫المنخرط لفائدة منخرط آخر او يسحبها بناءا على طلبه‪.2‬‬

‫‪-3‬إدارة الحسابات‪:‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 31‬من النظام ‪ ، 01/03‬يتخذ المؤتمن المركزي على السندات كل التدابير للسماح‬
‫بممارسة الحقوق المتصلة بالسندات المقيدة في الحساب ‪،‬فيمكن له أن يحصل في حساب مفتوح لدى‬
‫مؤسسة بنكية مباشرة من المصدر او وكيله ‪،‬المبالغ المستحقة لهم بعنوان القيام بدفع حصة أرباح او‬
‫فوائد ‪،‬او سداد سندات دين مستحق لهم ‪،‬او أي منتوج آخر يتصل باألرصدة التي يحوزونها في حساب‬
‫جار‪.‬‬

‫كما يمكن المؤتمن المركزي المستفيدين من عمليات التنازل عن السندات من إثبات حقوقهم‪ ،‬عن‬
‫طريق استظهار أوامر التحويل المسجلة في محاسبة المؤتمن المركزي‪.3‬‬

‫ويقوم المؤتمن المركزي بمعالجة ممارسة الحقوق المحولة للمالكين الجدد‪ ،‬بصفة آلية ‪،‬دون تدخل‬
‫المنخرطين‪.4‬‬

‫كما يلتزم المؤتمن المركزي بتمكين الشركات المصدرة ‪،‬خاصة إذا تعلق األمر باألسهم‪ ،‬الن‬
‫مالكيها لهم الحق في التصويت في جمعية المساهمين ‪،‬عند طلبها ‪،‬معلومات حول المالكين الجدد ‪،‬‬
‫والتي يجمعها من المنخرطين لديه ‪ ،‬من ماسكي الحسابات‪-‬الحافظين‪.5‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 03/20‬و‪ 04‬من النظام ‪.01/03‬‬


‫‪2‬المادة ‪ 23‬من النظام ‪.01/03‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 01/32‬من النظام ‪.01/03‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 02/32‬من النظام ‪.01/03‬‬
‫‪ 5‬المادة ‪ 33‬من النظام ‪.01/03‬‬
‫‪41‬‬
‫ويتم إثبات الحقوق المتعلقة بالسندات المدفوعة في حساب جاري ‪ ،‬عن طريق شهادات تثبت ذلك‬
‫يصدرها المؤتمن المركزي ‪ ،‬ويكون لهذه الشهادات المرقمة التي يصدرها المؤتمن نفس قيمة السندات او‬
‫القسيمات ‪.1‬‬

‫د‪-‬نظام تسوية السندات وتسليمها‪:‬‬

‫وتعتبر هذه المهمة الغاية األساسية والنهائية من إقرار نظام اإليداع المركزي‪ ،‬ويقصد بالتسوية‪،‬‬
‫المرحلة الالحقة على مرحلة التداول في البورصة‪ ،‬فهي مرحلة الزمة الكتمال تداول القيم المنقولة‬
‫وانتقال ملكيتها وحصول طرفي الصفقة على حقوقهم‪.‬‬

‫تتميز عملية التسوية بأنها ال تتم بين أطراف عقود البيع او الشراء‪ ،‬وال بين الوسطاء فيما بينهم ‪،‬‬
‫بل تجري بين الوسيط من جانب والمؤتمن المركزي على السندات ‪.‬‬

‫ال يقتصر نظام التسوية والتسليم على معالجة عمليات تسوية السندات المتداولة في السوق‬
‫المنظمة‪ ،‬بل يمتد إلى معالجة تسوية السندات التي تتم في السوق غير المنظمة‪.2‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 38‬من النظام السالف الذكر ‪،‬يرتكز نظام التسوية والتسليم على وظيفتين أساسيتين‪:‬‬

‫‪-‬التصديق على العمليات‪.‬‬

‫‪-‬قيد العمليات ضمن دفاتر الحسابات‪ ،‬في حسابات جارية للسندات المفتوحة على مستوى‬
‫المؤتمن المركزي‪ ،‬وحسابات جارية نقدا ببنك الجزائر‪.‬‬

‫ويتفرع نظام التسوية والتسليم إلى ثالث أنظمة فرعية وهي ‪:‬‬

‫‪-‬النظام الفرعي لضبط األوامر ‪:‬يختص هذا النظام بتسوية العمليات المنجزة داخل السوق‬
‫المنظمة ‪،‬فتبدأ عملية التسوية بتجميع كل األوامر لدى وسيط يسمى "الوسيط الجامع" ‪،‬الذي يتلقى‬
‫طلبات التنفيذ من قبل الوسطاء المتداولين ‪ ،‬يرد على هذه الطلبات بعد فحصها ومقارنتها بجداول التداول‬

‫‪1‬المادة ‪ 34‬من النظام ‪.01/03‬‬

‫‪2‬المادة ‪ 37‬من النظام ‪.01/03‬‬


‫‪42‬‬
‫بقبول او رفض التسوية ‪،‬ثم يرسل إشعار بقبول التنفيذ او رفضه للوسيط المعني في اجل معقول ‪،‬في‬
‫غياب رد بالموافقة خالل هذا األجل يصادق على اإلشعار بالتنفيذ بواسطة هذا النظام‪.1‬‬

‫‪-‬النظام الفرعي للقرن‪ :‬يسمح النظام الفرعي للقرن بتسوية العمليات المبرمة خارج السوق‬
‫المنظمة‪.‬يختلف هذا النظام عن النظام الفرعي لحل العمليات ‪ ،‬بأنه ال يهتم بالتحقيق في العمليات‬
‫المنجزة خارج السوق المنظمة ‪ ،‬وال التأكد من الطابع النظامي للتعليمات التي يتلقاها المنخرط او ماسك‬
‫الحسابات ‪،‬وال من قدرة المشاركين على تنفيذ هذه العمليات‪.2‬‬

‫‪-‬النظام الفرعي لحل العمليات ‪:‬يتلقى النظام الفرعي لحل العمليات أوامر التسليم مقابل الدفع‬
‫التي يرسلها النظامين السابقين ‪ ،‬تتم التسوية وفقا لهذا النظام بجمع كل العمليات التي حل تاريخ الخصم‬
‫الحسابي لها‪ ،‬بواسطة أطوار متتالية ‪،‬يمثل كل طور حساب الزبون في شكل سندات بالنسبة للبائع‪ ،‬وفي‬
‫شكل نقود بالنسبة للمشتري ‪،‬وذلك بعد معاينة المؤتمن للعمليات المنجزة ‪ ،‬والتأكد من وجود رصيد من‬
‫السندات ومن النقود لدى كل زبون ‪ ،‬في حالة عدم كفاية رصيد السندات او النقود تعلق العملية في‬
‫انتظار طور المعالجة الموالي‪.3‬‬

‫تسوى العمليات المدرجة في هذه األطوار سطرا‪ ،‬تعتبر العمليات المنجزة وفقا لهذا النظام مختتمة‬
‫نهائيا بعد المصادقة على اختتامها ‪،‬على إثر ذلك يبلغ المؤتمن المركزي على السندات بنك الجزائر‬
‫بوضعية السيولة النقدية للمشاركين ‪ ،‬كي يتم بصفة متالزمة القيد في دفاتر الحسابات كل من عمليات‬
‫التحويل الخاصة بتسليم السندات في الحسابات الجارية للمشاركين التي يديرها المؤتمن ‪ ،‬وحركات النقود‬
‫المطابقة في حسابات التسوية للمشاركين ‪ ،‬التي يديرها بنك الجزائر‪.4‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 44‬من النظام ‪.01/03‬‬


‫‪2‬المادة ‪ 02/47‬من النظام ‪.01/03‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 55‬و المادة ‪ 56‬من النظام ‪.01/03‬‬
‫‪4‬المادة ‪ 57‬من النظام ‪.01/03‬‬

‫‪43‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬المتدخلين في البورصة‬

‫الوسطاء في عمليات البورصة‬


‫طبقا للمادة ‪ 05‬من المرسوم التشريعي ‪ ،10/93‬فإن التفاوض في القيم المنقولة في البورصة‬
‫حكر على أعوان متخصصين ذوي خبرة في مجال القيم المنقولة‪ ،‬هم الوسطاء في عمليات البورصة‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم الوسطاء في عمليات البورصة ‪:‬‬

‫أ‪ -‬تعريف الوسطاء في عمليات البورصة‬

‫تنص المادة ‪ 06‬من المرسوم التشريعي ‪ 10/93‬على انه‪ ":‬يمارس نشاط الوسيط في عمليات‬
‫البورصة‪ ،‬بعد اعتماد من لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪ ،‬من طرف الشركات التجارية التي تنشا‬
‫خصيصا لهذا الغرض والبنوك والمؤسسات المالية"‪.‬‬

‫عرفت المادة ‪ 02‬من النظام ‪ 01/15‬المتعلق بشروط اعتماد الوسطاء في عمليات البورصة‬
‫وواجباتهم ومراقبتهم‪ 1‬الوسيط في عمليات البورصة بأنه ‪":‬كل وسيط معتمد يقوم بالتفاوض في القيم‬
‫المنقولة والمنتجات المالية األخرى القابلة للتداول والحقوق المتعلقة بها لحساب زبائنه او لحسابه‬
‫الخاص"‪.‬‬

‫يعرف الوسيط في البورصة بأنه "شخص ذو دراية وكفاية في سوق األوراق المالية ويقوم بعقد‬
‫عمليات بيع وشراء األوراق المالية في بورصة األوراق المالية ‪ ،‬في المواعيد الرسمية وذلك لحساب‬
‫الزبائن ومقابل عمولة يتلقاها من البائع والمشتري ‪،‬ويعتبر مسؤوال وضامنا لصحة كل عملية تم تنفيذها‬
‫‪2‬‬
‫بيعا وشراءا"‪.‬‬

‫‪1‬قرار مؤرخ في ‪ 02‬جوان ‪ ، 2015‬يتضمن الموافقة على نظام لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها رقم ‪ ، 01/15‬المؤرخ في ‪15‬‬
‫أفريل ‪ 2015‬و المتعلق بشروط إعتماد الوسطاء في عمليات البورصة وواجباتهم ومراقبتهم ‪ ،‬ج ر عدد ‪ 55‬مؤرخة في ‪.2015/10/21‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد يوسف ياسين ‪ ،‬البورصة ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪ ،‬بيروت الطبعة األولى ‪ ، 2004 ،‬ص‪.72‬‬
‫‪44‬‬
‫ب‪ -‬خصائص الوسيط في عمليات البورصة‬

‫‪-1‬الوسيط شخص معنوي ‪ :‬لم يكن المرسوم التشريعي عند صدوره في البداية يشترط ان يكون‬
‫الوسيط في البورصة شخص معنوي ‪ ،‬بل أجازت المادة ‪ 06‬آنذاك أن يكون الوسيط شخص طبيعي او‬
‫شركة أسهم‪ ،‬وبعد التعديل بموجب القانون ‪ ، 04/03‬اشترط المشرع صراحة أن يكون الوسيط في‬
‫البورصة شركة تجارية ‪ ،‬دون أن يحدد نوعها ‪.1‬‬

‫‪-2‬الوساطة المالية إنابة إجبارية ‪:‬اللجوء إلى خدمات الوسطاء ليس اختياريا بل هو إجباري وال‬
‫يصح التداول في البورصة بدون الوسطاء‪.2‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 05‬م ت ‪.10/93‬‬

‫‪-3‬الوسيط ضامن لتنفيذ العملية ‪:‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 14‬م ت ‪ 10/93‬بقولها ‪":‬يعد‬
‫الوسطاء في البورصة مسؤولين حيال آمريهم بالسحب وتسليم القيم المنقولة المتفاوض بشأنها في السوق‬
‫ودفعها"‪.‬‬

‫وألجل ذلك تم إنشاء صندوق لضمان التزامات الوسطاء في البورصة بموجب المادة ‪ 64‬م ت‬
‫‪.10/93‬‬

‫‪-4‬الوساطة في البورصة عمل تجاري ‪ :‬تنص المادة ‪ 02‬فقرة ‪ 14‬ق ت ج على انه يعتبر‬
‫عمل تجاري بحسب موضوعه ‪ ":‬كل عملية توسط لشراء وبيع العقارات او المحالت التجارية او القيم‬
‫المنقولة‪، 3‬والشك أن القيام بهذ ا العمل من طرف الوسيط بشكل مستمر يكسبه صفة التاجر طبقا للمادة‬
‫‪ 01‬ق ت ج‪.‬‬

‫‪-5‬الوساطة في البورصة نشاط مقنن ‪ :‬يشترط لممارسة نشاط الوساطة في البورصة امتالك‬
‫مؤهالت وشهادات علمية باإلضافة إلى توفير وسائل توضع حيز التنفيذ لممارستها من اجل الحصول‬
‫على االعتماد ‪ ،‬وعليه تعتبر نشاطا مقننا بمفهوم المادتين ‪ 24‬و ‪ 25‬من القانون ‪ 08/04‬المتعلق‬
‫بشروط ممارسة األنشطة التجارية‪.‬‬

‫‪ 1‬بوفامة سميرة ‪،‬النظام القانوني للوسطاء في عمليات البورصة ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬اطروحة لنيل شهادة دكتوراه علوم ‪ ،‬تخصص قانون‬
‫االعمال ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2017-2016‬ص‪17‬‬
‫بوفامة سميرة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪192‬‬
‫‪ 3‬نلفت االنتباه إلى وجود خطا مادي في النص العربي ‪،‬فوردت عبارة "القيم العقارية" لكن األصح هو ما ورد في النص الفرنسي ‪valeurs‬‬
‫‪mobilières‬‬
‫‪45‬‬
‫‪-6‬الوساطة نشاط محتكر‪ :‬نشاط الوساطة حكر على الوسطاء في عمليات البورصة والذين‬
‫يشترط الستفادتهم من هذا االحتكار أن يحصلوا على اعتماد بهذه الصفة من طرف لجنة البورصة‪.‬‬

‫ج‪-‬أنواع الوسطاء في البورصة ‪:‬‬

‫يتحدد نوع الوسيط حسب طبيعة الترخيص الممنوح له والذي يحدد نطاق النشاط الذس يمارسه‪،‬‬
‫وتبعا لذلك يمكن تقسيم الوسطاء حسب هذا المعيار إلى‪:‬‬

‫‪-1‬الوسيط ذو النشاط المحدود‪ :‬وهو الوسيط الذي يقتصر نشاطه على التفاوض على القيم‬
‫المنقولة سواء لحسابه الخاص او لحساب الغير ‪.‬‬

‫‪-2‬الوسيط ذو النشاط غير المحدود‪ :‬يمارس هذا الوسيط نشاطا موسعا‪ ،‬يشمل كل العمليات‬
‫على القيم المنقولة‪ ،‬كشراء وبيع هذه القيم المنقولة لحسابه ‪ ،‬وتوظيفها لحساب الغير وتسيير حافظة‬
‫القيم المنقولة ‪...‬الخ‪.‬‬

‫د‪-‬الطبيعة القانونية للوسيط في البورصة‬

‫ألجل تحديد الطبيعة القانونية لوسيط في البورصة ‪ ،‬البد من تحديد الطبيعة القانونية للعقد الذي‬
‫يربطه بالزبون ‪ ،‬الذي اختلف حوله الفقه إلى ثالث آراء‪.‬‬

‫‪-1‬الوسيط في البورصة سمسار‪:‬ويستند أصحاب هذا الرأي على بعض الحجج والتي من أهمها‬
‫أن الوسيط ليس أصيال في تعامالته ‪،‬فهو ال يتعامل ال باسمه وال لحسابه ‪ ،‬فهو ليس بائعا للقيم‬
‫المنقولة‪،‬وليس مشتريا لها ‪ ،‬بل دوره يقتصر على إرشاد المستثمر إلى شخص آخر يرغب في التعاقد‬
‫معه‪،‬وبذلك يكون العمل الذي يقوم به الوسيط ماديا ‪ ،‬ويستوي في ذلك أن يقوم بهذا العمل بتكليف من‬
‫احد الطرفين او من كليهما معا ‪،‬فإذا كان عمل الوسيط ماديا ‪،‬فإن هذا يرجح تكييف عقده مع المستثمر‬
‫على انه عقد سمسرة‪.1‬‬

‫انتقد هذا الرأي على أساس أن‪: 2‬‬

‫بوفامة سميرة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪341‬‬


‫بوفامة سميرة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪352 -34‬‬
‫‪46‬‬
‫‪-‬نشاط الوسيط في البورصة محصور ومنظم ومحدد في فئة من األشخاص ‪،‬على خالف نشاط‬
‫السمسرة فإنه واسع ‪.‬‬

‫‪-‬الوسيط في البورصة ضامن لتنفيذ العملية بنص القانون‪ ،‬على خالف السمسار فإنه ال يلتزم‬
‫بذلك‪.‬‬

‫‪ -‬السمسرة كأصل عام في باقي النشاطات هي اختيارية‪،‬في حين أن اللجوء إلى خدمات الوسيط‬
‫في البورصة هو إجباري‪.‬‬

‫‪-‬مهمة السمسار العادي هي التقريب بين وجهات النظر‪ ،‬أما الوسيط في البورصة فتتعدى إلى‬
‫إبرام العقد باسمه الخاص ‪.‬‬

‫‪-‬يخضع السمسار العادي للجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات ‪ ،‬في حين ان الوسيط‬
‫في البورصة يخضع للجرائم المنصوص عليها في القانون المنظم لبورصة القيم المنقولة‪.‬‬

‫‪-‬عقد السمسرة ليس منظما في القانون الجزائري‪ ،‬على خالف باقي التشريعات وهو ما يجعل‬
‫تكييف عقد الوساطة في البورصة بأنه عقد سمسرة دون جدوى‪.‬‬

‫‪-2‬الوسيط في البورصة وكيل بالعمولة‪:‬‬

‫يمارس الوسطاء في عمليات البورصة الوساطة في تداول القيم المنقولة كنشاط أصلي ‪،‬وبصفة‬
‫احتكارية وعلى سبيل التخصص‪ ،‬فالوسطاء يتدخلون في بيع وشراء القيم المنقولة دون أن تكون ملك‬
‫لهم‪ ،‬فالوسيط يتلقى أوامر البيع او الشراء من زبونه ‪ ،‬ويقع على عاتقه تنفيذها ‪،‬ويتقيد في ذلك بالحدود‬
‫الواردة في األمر المرسل إليه‪ ،‬فالوسيط يتعامل عند تنفيذه لهذه األوامر باسمه ولحساب زبونه‪.‬‬

‫يفرض القانون على الوسطاء أن يبرموا مع زبائنهم عقود وكالة ‪ ،‬كما يجب على الوسيط باعتباره‬
‫ماسك الحسابات‪-‬الحافظ ‪ ،‬أن يبرم اتفاقية فتح حساب بينه وبين الزبون ‪،‬والتي تحتوي على بنود إجبارية‬
‫حددها نظام لجنة البورصة ‪ ،02/03‬حيث يوكل الزبون الوسيط في عملية البورصة مهمة تنفيذ األوامر‬
‫لحسابه في السوق والتي قبلها‪.‬‬

‫كيفت المادة ‪ 43‬من النظام ‪ 01/15‬المتعلق بالوسطاء في البورصة العالقة بين الوسيط والزبون‬
‫صراحة بأنها وكالة‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫وفي هذا المقام يتدخل الوسيط باسمه الشخصي ولحساب زبونه وهو بذلك وكيل بالعمولة‪ ،‬الن‬
‫الوكيل بالعمولة هو شخص يباشر التصرفات باسمه الشخصي لحساب شخص آخر يسمى الموكل‬
‫بمقتضى عقد الوكالة العمولة‪ ،‬ويبدوا أمام الغير وكأنه المتعاقد األصلي‪.‬‬

‫استقر القضاء الفرنسي منذ وقت طويل على تكييف الوسيط في البورصة بالوكيل بالعمولة ‪،‬‬
‫وهذا منذ قرار صدر عن محكمة النقض الفرنسية بتاريخ ‪14‬جوان ‪ 1892‬اعتبر الوسيط في البورصة‬
‫وكيال بالعمولة يتعاقد باسمه ولحساب الغير ‪،‬وال يعتبر وكيال عاديا ‪،‬فالعقد يبرم بين الوسيط البائع‬
‫والوسيط المشتري ‪،‬باسمهما الشخصي وليس باسم اآلمرين‪.1‬‬

‫ما يؤكد تكييف الوسيط بأنه وكيل بالعمولة في القانون الجزائري هو ما ورد في نص المادة ‪14‬‬
‫من المرسوم التشريعي ‪ 10/93‬التي نصت على انه ‪":‬يعد الوسطاء في عمليات البورصة مسؤولين‬
‫حيال آمريهم بالسحب وتسليم القيم المنقولة المتفاوض بشأنها في السوق ودفعها"‪.‬‬

‫‪Commissionaire ducroire‬‬ ‫وعليه فإن الوسيط في البورصة يعتبر" وكيال بالعمولة ضامنا‬
‫فالوسيط ينفذ امر عميله في اب ارم الصفقة ويضمن له تمام نفاذها ‪،‬أي يضمن تنفيذ الطرف اآلخر الذي‬
‫تعاقد معه اللتزامه ‪.‬‬

‫ينتقد البعض تكييف عمل الوسيط بأنه عقد وكالة بالعمولة ‪ ،‬انطالقا من هذا التكييف ال ينطبق‬
‫مع التشريع الجزائري وذلك لعدة اسباب وهي ‪:‬‬

‫‪-‬المشرع الجزائري على خالف باقي التشريعات لم ينظم الوكالة بالعمولة‪ ،‬شانها شان السمسرة‪.‬‬

‫‪ -‬مايالحظ على نشاط الوسيط حاليا انه ال يكتفي بالوساطة في تداول القيم المنقولة بل يقوم‬
‫بنشاطات اخرى ‪.‬‬

‫‪-3‬الطبيعة الخاصة للوسيط في البورصة ‪:‬‬

‫بالعودة لإلطار القانوني المنظم لمهنة الوسيط في البورصة ‪ ،‬نالحظ أن دور الوسيط في مجال‬
‫البورصة يكتسي طابعا خاصا ‪ ،‬فيراعى في اختياره توافر صفات معينة وخبرة ال تتوافر في غيره‪ ،‬كما ان‬
‫مهامه لم تعد تقتصر على تنفيذ األوامر المرسلة إليه من الزبون ببيع او شراء القيم المنقولة بل أصبحت‬

‫‪ 1‬بوفامة سميرة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.38‬‬


‫‪48‬‬
‫تختلف بحسب المهمة الموكلة له ‪ ،‬فقد يكلف إلى جانب التفاوض في البورصة بتقديم االستشارة ‪ ،‬ففي‬
‫هذه الحالة يصبح العقد الذي يربطه مع المستثمر ذو طبيعة مزدوجة تجمع بين عقد المقاولة وعقد‬
‫الوكالة ‪ ،‬أما إذا تعلق األمر بتسيير محفظة القيم المنقولة فطبقا للمادة ‪ 23‬من النظام ‪ 01/15‬فإن ذلك‬
‫يكون بموجب وكالة تسيير ‪.‬‬

‫كما أن المادة ‪ 13‬من المرسوم التشريعي ‪ 10/93‬فإنه نصت على أن "يتعين على الوسطاء في‬
‫عمليات البورصة أن يبرموا مع زبائنهم عقود تفويض ‪ "... ،‬فالمالحظ أن هذا النص جاء عاما ولم يميز‬
‫بين مختلف النشاطات التي يقوم بها الوسيط ‪،‬المنصوص عليها في المادة ‪ 07‬من نفس القانون ‪.‬‬

‫وعليه فإن االكتفاء بتكييف الوكالة سواء كانت عادية او بالعمولة لوصف العالقات التي تربط‬
‫الوسيط بزبونه ‪،‬غير كاف وال يعطي لهذا العقد محتواه الحقيقي من الحقوق وااللتزامات وخاصة‬
‫المسؤولية المترتبة عنه ‪.‬‬

‫وعليه فإن العقد الذي يربط الوسيط بالزبون او المستثمر هو عقد من نوع خاص ‪ ،‬تكفل المشرع‬
‫بتنظيمه في القانون ‪ ،‬بموجب النظام ‪ 05/97‬المتعلق باتفاقية فتح الحساب بين الوسطاء في عمليات‬
‫البورصة وزبائنهم ‪،‬والذي اعتبر عقد الوساطة عقد مستقال منظم بأحكام خاصة‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬شروط وإجراءات اعتماد الوسطاء في عمليات البورصة‬

‫أ‪-‬شروط اعتماد الوسطاء في عمليات البورصة ‪:‬‬

‫يجب التمييز بين الشروط الخاصة باعتماد الشركات التجارية المؤسسة ابتداءا لممارسة نشاط‬
‫الوكيل وبين الشروط الخاصة بالبنوك والمؤسسات المالية ‪.‬‬

‫‪ -1‬الشروط الخاصة بالشركات التجارية ‪:‬‬

‫‪ -‬يجب أن يتخذ الوسيط شكل شركة تجارية‪ :‬ونصت على ذلك المادة ‪ 06‬من المرسوم‬
‫التشريعي ‪ ، 10/93‬ويالحظ أن هذه المادة قبل التعديل كانت تجيز أن يكون الوسيط شخصا طبيعيا او‬
‫شركة مساهمة‪ ،‬ويمكن القول أن المشرع بعد التعديل ضيق من الشكل القانوني للوسيط ووسع منه في‬
‫نفس الوقت‪ ،‬ضيق منه عندما قصر منه عندما استبعد األشخاص الطبيعيين ووسع منه عندما لم‬

‫‪1‬‬
‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.212‬‬
‫‪49‬‬
‫يقتصر فيما يتعلق بالشخص المعنوي ان يكون شركة أسهم ‪ ،‬بل وسعه إلى كل انواع الشركات مهما‬
‫كان نوعها‪.‬‬
‫‪ -‬يجب على الشركا ت الراغبة في الحصول على االعتماد بصفة وسيط في البورصة من غير‬
‫البنوك والمؤسسات المالية أن تثبت امتالكها لرأس مال ادني قدره عشرة ماليين دينار (‪10.000.000‬‬
‫دج) يدفع كليا ونقدا ‪.1‬‬
‫‪-‬يجب على الشركات الراغبة في الحصول على االعتماد كوسيط أن تقدم ما يثبت حيازتها‬
‫لمحالت مالئمة لضمان امن مصالح زبائنه‪.2‬‬
‫‪-‬يجب ان يكون مقرها االجتماعي في الجزائر‪.‬‬
‫‪-‬ان يكون لها على األقل مسير مسؤول مكلف باإلدارة العامة للشركة ‪ ،‬تتوفر فيه شروط الكفاءة‬
‫والتاهيل المنصوص عليها في تعليمة لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪.‬‬
‫‪-2‬الشروط الخاصة بالبنوك والمؤسات المالية ‪ :‬طبقا للمادة ‪ 06‬من النظام ‪ 01/15‬يجب على‬
‫البنوك والمؤسسات المالية الراغبة في الحصول على اعتماد من اجل ممارسة نشاط الوساطة في‬
‫عمليات البورصة تبرير وجود قسم مرتبط مباشرة باإلدارة العامة لضمان استقاللية التسيير السيما‬
‫المحاسبية ‪،‬بين نشاطات الوساطة في عمليات البورصة والنشاطات األخرى للبنك او المؤسسة المالية‪.‬‬
‫ب‪-‬إجراءات الحصول على االعتماد ‪:‬‬
‫نميز بين إجراءات اعتماد الشركات التجارية واجرءات اعتماد البنوك والمؤسسات المالية‬
‫‪-1‬إجراءات اعتماد الشركات التجارية ‪ :‬وتمر بثالثة مراحل ‪:‬‬
‫المرحلة األولى ‪ :‬مرحلة الحصول على رخصة إنشاء شركة ‪:‬‬
‫‪-‬يجب تقديم طلب االعتماد‪ :‬مرفق بملف يتكون من عناصر تحددها لجنة البورصة‪،3‬ويالحظ انه‬
‫لحد الساعة لم تصدر التعليمة المحددة لهذه العناصر ‪،‬ولكن بالعودة للتعليمة رقم ‪ 01-97‬المؤرخة في‬
‫‪، 1997/11/30‬المحددة لكيفيات اعتماد الوسطاء في البورصة ‪،‬والتي صدرت في ظل النظام القديم‬
‫‪ 03/96‬المؤرخ في ‪ 1996/07/03‬والملغى‪ ،‬نصت المادة ‪ 02‬من التعليمة على أن الطلب يقدم في‬
‫نموذج محرر من طرف لجنة البورصة والمرفق بالتعليمة وإرفاقه بالوثائق التالية ‪:‬‬
‫‪-‬نموذج متعلق بالمعلومات رقم ‪.01‬‬
‫‪-‬رسالة تعهد باستكمال الملف ‪ ،‬محررة وفقا لنموذج المحدد والموقعة من المسؤول المؤهل‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 05‬من النظام ‪01/15‬‬


‫‪2‬المادة ‪ 02/05‬من النظام ‪01/15‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 08‬من النظام ‪01/15‬‬
‫‪50‬‬
‫‪-‬نسخة من مشروع القانون األساسي‪.‬‬
‫‪-‬وبالنسبة للمسير او المسيرين الوثائق التالية ‪:‬‬
‫‪-‬شهادة ميالد‬
‫‪-‬شهادة السوابق العدلية‬
‫‪-‬نسخة من الشهادة العلمية المتحصل عليها‬
‫‪-‬شهادة الخبرة المهنية‬
‫‪-‬كما يرفق بملف االعتماد بالوثائق المنصوص عليها في المادة ‪ 09‬من النظام ‪ 01/15‬وهي‪:‬‬
‫‪-‬وثائق أثبات الضمانات المطلوبة في المادتين ‪ 54‬و ‪ 55‬من النظام ‪ : 01/15‬أي يجب‬
‫على المؤسسين ان يقدموا عقود تامين مسؤوليتهم تجاه زبائنهم وخاصة ضد مخاطر ضياع وإتالف‬
‫وسرقة األموال والقيم المودعة لديهم من طرف زبائنهم ‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 54‬من النظام‬
‫‪ ، 01/15‬اما المادة ‪ 55‬فتتكلم عن التزام الوسطاء بتمكين األعوان المراقبين التابعين للجنة من الدخول‬
‫الى المحالت ذات الصبغة المهنية ‪ ،‬ومنه يجب على الوسطاء الراغبين في الحصول على االعتماد ان‬
‫يقدموا في طلب االعتماد تعهدا مكتوبا يلتزمون فيه بوضع محالتهم المهنية تحت تصرفي مراقبي‬
‫اللجنة‪.‬‬
‫‪-‬تعهد بالشرف من االعضاء المؤسسين بااللتزام باالداب المهنية وقواعد االنضباط والحذر‪.‬‬
‫‪-‬وثيقة إثبات ملكية او استئجار محالت مخصصة لنشاط الوسطاء في عمليات البورصة‪.‬‬
‫‪-‬تعهد مكتوب بااللتزام باالكتتاب اوشراء حصة من راس مال شركة تسيير بورصة القيم المنقولة‬
‫‪-‬تعهد مكتوب بااللتزام بدفع المساهمة لصندوق ضمان الوسطاء في عمليات البورصة‪.‬‬
‫بعد دراسة الملف من طرف لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ‪ ،‬وإذا ارتات الرد بااليجاب‬
‫فإنها تقوم بمنح رخصة إنشاء شركة مدتها اثنى عشر (‪ )12‬شه ار ‪.‬‬
‫وبعدها يقوم المؤسسون للشركة بالقيام بإجراءات تأسيس شركة وفقا ألحكام القانون التجاري‬
‫وحسب الشكل القانوني المختار من طرف الشركاء ‪ ،‬وبعد إتمام إجراءات التأسيس من عقد الجمعية‬
‫العامة والمصادقة على القانون األساسي وتحرير رأس المال كامال ونقدا وتعيين الهيئات المسيرة لها ‪،‬‬
‫وشهر الشركة وتسجيلها بالسجل التجاري ‪.‬‬
‫المرحلة الثانية ‪ :‬الحصول على اعتماد مؤقت ‪:‬‬
‫بعد اتمام اجراءات تاسيس شركة تجارية ‪ ،‬يعود المؤسسون مرة اخرى للجنة البورصة ويقدمون‬
‫ملفا اداريا ‪ ،‬يتضمن الوثائق المنصوص عليها في المادة ‪ 05‬من التعليمة ‪ 01/97‬وهي ‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫‪-‬نسخة من القانون االساسي النهائي‪.‬‬
‫‪-‬شهادة ثبت دفع االموال‪.‬‬
‫‪-‬شهادة ثتبت ملكية او إيجار محل االستعمال المهني‪.‬‬
‫يثبتون من خالله تأسيس الشركة وتسجيلها في السجل التجاري ويطلبون الحصول على االعتماد‬
‫فإذا وافقت اللجنة على هذا الطلب تبلغهم بقرار اعتماد مؤقت‪.‬‬
‫ويمكن للجنة أن تمنح اعتماد مؤقت محدود النشاط ‪ ،‬إذا اعتبرت أن العناصر والوسائل المقدمة‬
‫غير كافية للممارسة كل النشاطات المطلوب من اجلها االعتماد‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة ‪ :‬الحصول على االعتماد النهائي ‪ :‬ال تحصل الشركة على االعتماد النهائي‬
‫كوسيط إال إذا اكتتبت في رأسمال شركة تسيير البورصة ‪ ،‬لذا يجب على الشركة بعد حصولها على‬
‫االعتماد المؤقت أن تسارع إلى القيام بإجراء االكتتاب في شركة رأسمال شركة البورصة ‪ ،‬ثم تعود مرة‬
‫أخرى للجنة البورصة لتقدم ما يثبت ذلك ألجل الحصول على االعتماد النهائي‪.‬‬
‫ويتم إصدار اال عتماد النهائي بموجب قرار يتم نشره في النشرة الرسمية‪ ،‬باإلضافة إلى الجريدة‬
‫الرسمية بعد مصادقة وزير المالية عليه‪.‬‬
‫‪-2‬إجراءات اعتماد البنوك والمؤسسات المالية ‪ :‬وتمر بمرحلتين ‪:‬‬
‫‪-‬مرحلة الحصول على االعتماد المؤقت‪ :‬يقوم البنك او المؤسسة المالية الراغب في الحصول‬
‫على االعتماد أن يقدم طلب اعتماد مرفقا بالعناصر المذكورة في المادتين ‪ 08‬و ‪ 09‬اي نفس الوثائق‬
‫المقدمة في ملف االعتماد المقدمة في المرحلة األولى العتماد الشركة والمذكورة سابقا‪ .‬وإذا توافرت فيه‬
‫الشروط القانونية ‪ ،‬تقوم اللجنة بمنحه مباشرة اعتماد مؤقت طبقا لنص المادة ‪ 10‬من النظام ‪. 01/15‬‬
‫‪-‬مرحلة االعتماد النهائي ‪ :‬ال يحصل البنك او المؤسسة المالية على االعتماد النهائي إال إذا‬
‫قام باالكتتاب في رأس مال شركة البورصة وتقديم طلب جديد بذلك إلى لجنة البورصة مقدما ما يثبت‬
‫قيامه بهذا اإلجراء وعندها يحصل على االعتماد النهائي كوسيط في عمليات البورصة بموجب قرار‬
‫ينشر في النشرة الرسمية وفي الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫‪-3‬الطعن في قرار رفض االعتماد او تحديد مجاله ‪:‬‬
‫يجب على لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها في حالة رفض االعتماد او تحديد مجاله ‪ ،‬أن‬
‫يكون قرارها معلال‪.1‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 02/09‬من المرسوم التشريعي ‪.10/93‬‬


‫‪52‬‬
‫يجوز لطالب االعتماد طبقا للمادة‪ 02/09‬م ت ‪، 10/93‬أن يرفع طعنا باإللغاء ضد قرار اللجنة‬
‫أمام مجلس الدولة في اجل شهر واحد من تاريخ تبليغه بقرار الرفض‪.‬‬
‫يبت مجلس الدولة في الطعن باإللغاء ويصدر ق ارره في منازعة الطعن في اجل شهر من تاريخ‬
‫تسجيله‪.1‬‬
‫ثالثا ‪ :‬آثار الحصول على االعتماد‪:‬‬
‫يمنح الحصول على االعتماد لوسيط في عمليات البورصة حقوقا ‪ ،‬كما يفرض عليه مجموعة من‬
‫االلتزامات‪.‬‬
‫أ‪-‬حقوق الوسيط ‪:‬‬
‫‪ -1‬احتكار الوساطة المالية ‪Monopole Financier :‬‬

‫‪-1.1‬مضمون احتكار الوساطة المالية ‪:‬‬

‫يمارس الوسطاء في عمليات البورصة احتكا ار في ممارسة الوساطة والتفاوض حول القيم المنقولة‬
‫داخل البورصة ‪ .‬نصت على حق االحتكار المادتين ‪ 04‬و ‪ 01/05‬من المرسوم التشريعي ‪،10/93‬‬
‫فنصت المادة ‪ 04‬على انه ‪" :‬يقوم بالمفاوضات والمعامالت داخل البورصة وسطاء عمليات‬
‫البورصة"‪ ،‬في حين نصت المادة ‪ 05‬بأنه‪":‬ال يجوز إجراء أية مفاوضات تتناول قيما منقولة مقبولة في‬
‫البورصة ‪ ،‬إال داخل البورصة ذاتها وعن طريق وسطاء في عمليات البورصة"‪.‬‬
‫اعتمد المشرع الفرنسي االحتكار المالي بموجب المادة ‪10-531‬من المدونة النقدية والمالية‬
‫الفرنسية‪ ،‬التي صاغت االحتكار في شكل منع كل شخص ما عدا مقدمي خدمات االستثمار‪ 2‬من أن‬
‫يزودوا الغير بخدمات االستثمار بشكل معتاد‪.‬فعبارات هذه المادة تجعل القيام بعمليات تقديم خدمات‬
‫االستثمار ذات العالقة ‪ connexes‬او بشكل غير معتاد (مناسباتي) ‪ ، occasionnelle‬او تبعي‬
‫‪3‬‬
‫‪ accessoire‬لنشاط رئيسي ‪ ،‬خارج مجال االحتكار‪.‬‬
‫من خالل نص المادة ‪ 05‬الفقرة األولى السالف الذكر‪ ،‬يتبين انه يمنع على األشخاص من غير‬
‫الوسطاء المعتمدين ‪،‬ممارسة التفاوض على القيم المنقولة المقيدة في البورصة وداخل البورصة ‪ ،‬بمعنى‬

‫‪1‬المادة ‪ 04/09‬من المرسوم التشريعي ‪.10/93‬‬


‫‪2‬يطلق المشرع الفرنسي حاليا على الوسطاء في البورصة ‪ prestataires de services d’investissement‬وعلى نشاط الوساطة في‬
‫البورصة ‪ prestation de services d’investissement ،‬وقد كان سابقا يطلق عليها شركات البورصة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Thierry Bonneau,France Drummond, Op,Cit , p468.‬‬
‫‪53‬‬
‫انه بمفهوم المخالفة ‪،‬يجوز لهؤالء األشخاص‪ ،‬أي غير المعتمدين كوسطاء‪ ،‬التفاوض على القيم المنقولة‬
‫غير المقيدة في البورصة ‪.‬‬
‫بمقارنة المادة ‪ 10-531‬م م ف مع نص المادة ‪ 05‬م ت ‪ 10/93‬يتبين لما أن مضمون‬
‫االحتكار في القانون الجزائري بالمقارنة مع القانون الفرنسي جاء واسعا وضيقا في نفس الوقت ‪ ،‬فهو‬
‫واسع الن المنع جاء مطلقا‪ ،‬ولم يستثن أعمال الوساطة ذات العالقة او التابعة للنشاط األصلي او حتى‬
‫بشكل غير معتاد او مناسباتي‪.‬وضيق الن مضمون االحتكار في القانون الجزائري ينصرف فقط على‬
‫التفاوض والتعامالت الواردة على القيم المنقولة المدرجة في البورصة ‪،‬أي بيع وشراء القيم المنقولة‬
‫المقبولة في البورصة داخل البورصة‪،‬على خالف مضمون االحتكار في القانون الفرنسي فهو يشمل كل‬
‫الخدمات المتعلقة باالستثمار في القيم المنقولة وال يقتصر على التداول في البورصة‪.1‬‬
‫‪-2.1‬جزاء خرق احتكار الوساطة المالية ‪:‬‬
‫ولحماية حق االحتكار رتب المشرع جزاءات على من يعتدي على هذا الحق‪ ،‬أي قيام شخص ال‬
‫يحوز على االعتماد بصفته وسيطا في البورصة بهذا النشاط ‪ ،‬وتتمثل هذه الجزاءات في جزاءات مدنية‬
‫وهي بطالن المعاملة ‪ ،‬وجزاء جزائي وهو قيام جريمة خيانة األمانة طبقا للمادة ‪ 58‬من م ت ‪.10/93‬‬
‫باإلضافة إلى جزاءات تأديبية تطبقها لجنة البورصة على الوسطاء في عمليات البورصة الذين‬
‫يتجاوزون حدود االعتماد الممنوح عليهم ‪.‬‬
‫‪-3.1‬االستثناء الوارد على احتكار الوساطة المالية ‪:‬‬
‫أورد المشرع الفرنسي بموجب المادة ‪ 10-531‬م م ف‪ ،‬مجموعة من االستثناءات على مبدأ‬
‫االحتكار المالي‪ ،‬والتي أجاز لها القيام بتقديم خدمات االستثمار دون الحصول على االعتماد بذلك‬
‫ومنها ‪ :‬الدولة وبعض الهيئات العامة ‪ ،‬منها صندوق الدين العمومي وصندوق اهتالك الدين العمومي ‪،‬‬
‫بنك فرنسا‪ ،‬هيئة اإلصدار لألقاليم ماوراء البحار‪ ،‬مؤسسات التامين وإعادة التامين‪ ،‬هيئات التقاعد‬
‫المهني ‪ ،‬هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة والشركات المكلفة بتسييرها ‪ ،‬األشخاص الدين يخضع‬
‫نشاطهم للقوانين المتعلقة بالسعي المصفقي وعمليات التوظيف والتامين ‪ ،‬مستشاري االستثمار المالي‪.2‬‬
‫كما يخضع لالستثناء‪،‬أي إمكانية تقديم خدمات االستثمار دون الحصول على االعتماد‪،‬‬
‫المؤسسات التي ال تقوم بتقديم خدمات االستثمار "للغير"‪ ،‬فيمكن للمؤسسات القيام بخدمات االستثمار‬

‫‪1‬زكرياء العماري‪ ،‬حدود احتكار شركات البورصة للمعامالت المتعلقة بالقيم المنقولة ‪،‬مجلة القانون المغربي‪ ،‬العدد ‪، 24‬سبتمبر ‪2014‬‬
‫‪.159‬‬ ‫ص ص ‪ 172-151‬ص‬
‫‪2‬‬
‫‪Thierry Bonneau,France Drummond, Op,Cit , p470.‬‬
‫‪54‬‬
‫لألشخاص المعنوية الخاضعة لرقابتها مثل الفروع التابعة لها‪ .‬كما يجوز للمؤسسات أن تقوم التفاوض‬
‫‪1‬‬
‫حول قيمها المنقولة خارج السوق المنظمة دون اللجوء إلى مقدمي خدمات االستثمار‪.‬‬
‫بالنسبة للمشرع الجزائري فإنه أورد استثناءين على مبدأ احتكار التفاوض في القيم المنقولة‬
‫الممنوح للوسطاء في البورصة فأجازت لشخصين آخرين إضافة للوسطاء القيام بعمليات التفاوض في‬
‫البورصة وهما ‪:‬‬
‫‪ -‬المتخصصين في سندات الخزينة‪ :‬تداول من طرف‪ :‬أجازت المادة ‪ 2-77‬من النظام‬
‫‪ 03/97‬المعدل والمتمم بموجب النظام ‪ 01/12‬تداول السندات الشبيهة للخزينة بتدخل‪ ،‬إضافة للوسطاء‬
‫في عمليات البورصة‪ ،‬متخصصين في سندات الخزينة‪ ،‬طبقا للمادة ‪.05‬‬
‫‪-‬البنوك والمؤسسات المالية ‪ :‬أجاز النظام رقم ‪ 02/04‬المتعلق بشروط التداول خارج البورصة‬
‫للسندات المسعرة في البورصة التي تصدرها الدولة واألشخاص اآلخرون الخاضعون للقانون العام ‪ ،‬وكذا‬
‫شركات األسهم ‪ ،‬خارج البورصة وفق إجراء التراضي بين المتدخلين في السوق‪.2‬‬
‫‪-‬التفاوض حول القيم المنقولة التي تصدرها شركات المساهمة خارج البورصة من طرف‬
‫الشركات المصدرة لها دون الحاجة إلى اللجوء إلى وسطاء في البورصة وفق إجراء التراضي ‪.‬‬
‫‪-2‬الدخول إلى هياكل السوق ‪Accès aux infrastructures de marché :‬‬
‫للوسيط في عمليات البورصة الدخول إلى السوق المنظمة (البورصة) من اجل القيام بمهامه‪،‬‬
‫سواء تعلق األمر بجلسات التداول في المقصورة او نظام المقاصة او التسوية ‪ ،‬باعتباره عضوا في‬
‫السوق المنظمة‪. 3‬‬
‫يمنح هذا الحق للوسيط في عمليات البورصة في القانون الجزائري بمجرد الحصول على‬
‫االعتماد‪ ،‬وهذا خالف القانون الفرنسي‪ ،‬فال يكفي حصول مقدم خدمات االستثمار على االعتماد للدخول‬
‫إلى البورصة‪ ،‬للحصول على عضوية السوق المنظمة‪ ،‬بل يجب أن يحصل على موافقة الشركة المسيرة‬
‫للبورصة ‪ ،‬وهذا مرتبط بتلبية القواعد المسيرة للسوق المنظمة وطبقا للمادة ‪18-421‬من المدونة النقدية‬
‫والمالية الفرنسية‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Thierry Bonneau,France Drummond, Op,Cit , p470.‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 02‬من النظام ‪ 02/04‬المؤرخ في ‪ 2004/11/10‬يتعلق بشروط التداول خارج البورصة للسندات المسعرة في البورصة‪ ،‬ج ر‬
‫عدد ‪ 22‬مؤرخة في ‪ ،2005/03/27‬وقد جاء هذا النظام تطبيقا للمادة ‪ 05‬من المرسوم التشريعي ‪. 10/93‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Alain Couret et autres ,Droit Financier ,2 eme édition ,DALLOZ ,2012, p109.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Thierry Bonneau,France Drummond, Op,Cit , p472.‬‬

‫‪55‬‬
‫ب‪-‬االلتزامات الناتجة عن الحصول على االعتماد كوسيط في عمليات البورصة ‪:‬‬
‫تتمثل االلتزامات المفروضة على الوسيط في عمليات البورصة في التزامين أساسين هما‪ :‬االلتزام‬
‫باحترام قواعد الحذر وقواعد التنظيم‪.‬‬
‫‪-1‬االلتزام باحترام قواعد الحذر ‪:‬‬
‫يلتزم الوسيط في البورصة باحترام بعض القواعد التي تهدف إلى حماية مالءته المالية وضمانه‬
‫من مخاطر اإلفالس‪ ،‬هذه القواعد يطلق عليها القواعد االحت ارزية او قواعد الحذر‪ ،‬والتي تتمثل في‬
‫ضوابط التسيير وااللتزامات المحاسبية والتصريحية ‪ ،‬يضاف إليها االلتزام باالنخراط في صندوق‬
‫الضمان‪.‬‬
‫‪-1.1‬احترام ضوابط (مقاييس) التسيير‪Normes prudentielles :‬‬
‫تهدف ضوابط التسيير إلى ضمان السيولة والمالءة والتوازن المالي للوسيط في عمليات‬
‫البورصة‪ .‬هذه القواعد ذات طابع دولي‪ ،1‬ويتم إدخالها بموجب أنظمة تصدرها لجنة البورصة ‪ ،‬تنص‬
‫المادة ‪ 51‬من النظام ‪": 01/15‬يجب على الوسطاء في عمليات البورصة احترام قواعد الحذر المحددة‬
‫بتعليمة من اللجنة"‪.‬‬
‫تحدد ضوابط التسيير متطلبات مالءة الوسيط‪ ،‬عن طريق نسب تقوم كمية األموال الخاصة‬
‫الضرورية المتصاص الخسائر المحتملة باالستناد للمخاطر التي تدعمها ‪ .‬وذلك يكون اما عن طريق‬
‫القدرة الكافية على تغطية المخاطر عن طريق أمواله الخاصة ‪ ،‬او القدرة الكافية على توزيعها‪.‬‬
‫تغطية المخاطر ‪ :‬والمخاطر التي يجب تغطيتها نوعان ‪:‬‬
‫‪-‬مخاطر السوق ‪ :‬أي المخاطر المرتبطة بتقلبات بعض عناصر عمليات السوق مثل ‪ :‬تغير‬
‫في سعر الصرف او نسبة الفائدة ‪ ،‬او تغيرات في سعر المنتجات المالية ‪.‬‬
‫‪-‬مخاطر االئتمان (القرض) ‪ :‬أي المخاطر المرتبطة بالطرف اآلخر ‪ ،‬وهي تعثر الزبون‪.‬‬
‫ألجل تغطية هذه المخاطر يجب أن يكون للوسيط مصادر مستقرة للحصول على األموال الكافية‬
‫لذلك ‪ ،‬ويتم حساب ذلك عن طريق نسب تم وضعها على المستوى الدولي من طرف لجنة بازل ‪ ،‬فقد‬
‫حددت اتفاقية بازل‪ 1‬النسبة الدنيا ب ‪ ٪ 08‬من األموال الخاصة بالمقارنة مع مجموع القروض‬
‫الممنوحة من طرف المؤسسة المالية ‪.2‬‬
‫توزيع المخاطر‪ :‬وهي طريقة تمكن من الحد من وطء الضرر في حالة تعثر المدين ‪ ،‬فهي‬
‫تهدف إلى منع الوسيط من أن "يضع بيضه في سلة واحدة"‪ ،‬بعبارة أخرى تهدف إلى تحديد مبلغ‬

‫‪1‬‬
‫‪Thierry Bonneau,France Drummond, Op,Cit , p477.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid,p 480.‬‬
‫‪56‬‬
‫االلتزامات للوسيط مع نفس الزبون او عدة زبائن استفادوا من مساهمات مالية معتبرة ‪ ،‬وذلك بوضع‬
‫رابطة قصوى بين مجموع المخاطر التي يمكن أن تترتب من عملياته مع نفس المستفيد و مبلغ أمواله‬
‫الذاتية‪ ،‬يجب أن تكون القيمة النهائية لوضعيات نفس الزبون اقل ‪ 15‬مرة من مبلغ أمواله الخاصة‬
‫اإلجمالية‪.‬‬
‫‪-2.1‬االلتزامات المحاسبية‪:‬‬
‫يجب على الوسطاء في البورصة إعداد مخطط الحسابات لنشاط الوساطة في البورصة‪ ،‬طبقا‬
‫للقرار الوزاري المؤرخ في ‪ 29‬ماي ‪ ،1999‬المتضمن توافق المخطط الوطني للمحاسبة مع نشاط‬
‫وسطاء عمليات البورصة‪.1‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 02‬من القرار الوزاري السالف الذكر‪ ،‬يتكون مخطط الحسابات لنشاط الوساطة في‬
‫البورصة الملحق بهذا القرار من ‪:‬‬
‫‪-‬قائمة الحسابات‪.‬‬
‫‪-‬مصطلحات تفسيرية وقواعد استعمال الحسابات‪.‬‬
‫‪-‬وثائق الملخصات‪.‬‬
‫‪-3.1‬االلتزام باالنخراط في صندوق الضمان ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 64‬من المرسوم التشريعي ‪": 10/93‬ينشا صندوق قصد ضمان التزامات الوسطاء في‬
‫عمليات البورصة حيال زبائنهم ‪ ،‬ويمون الصندوق بمساهمات إجبارية يقدمها الوسطاء في عمليات‬
‫البورصة وبحاصل الغرامات المنصوص عليها في المادة ‪ 55‬اعاله‪.‬‬

‫طبقا لنص المادة السالف الذكر يلتزم الوسطاء بتموين صندوق الضمان واكدت على هذا االلتزام المادة‬
‫‪ 53‬من النظام ‪. 01/15‬‬

‫بين النظام رقم ‪ 03/04‬المؤرخ في ‪ ، 2004/09/09‬المتعلق بصندوق الضمان‪ ،2‬كيفية الوفاء بهذا‬
‫االلتزام ‪ ،‬فنصت المادة ‪ 05‬منه على انه يجب على الوسيط في عمليات البورصة ان يدفع الى صندوق‬
‫الضمان كل ستة (‪ )06‬اشهر اشتراكا يحسب على اساس وضعية الزبن من حيث النقود والسندات‪.‬‬

‫‪1‬قرار مؤرخ في ‪ 29‬ماي ‪ ،1999‬يتضمن توافق المخطط الوطني للمحاسبة مع نشاط وسطاء عمليات البورصة‪ ،‬ج ر عدد ‪ 63‬المؤرخ في‬
‫‪. 1999/09/12‬‬
‫‪2‬‬
‫نظام رقم ‪ 03/04‬مؤرخ في ‪ 2004/09/09‬يتعلق بصندوق الضمان ‪ ،‬ج ر عدد ‪ 22‬مؤرخ في ‪.2005/03/27‬‬
‫‪57‬‬
‫فيما يخص النقود‪ ،‬يساوي االشتراك ‪ 0.2‬بالمائة من متوسط ستة اشهر من وضعيات آخر اليوم‬
‫من النقود التي يحتفظ بها كل وسيط في عمليات البورصة –ماسك الحسابات لحساب زبنه‪.‬‬
‫وفيما يخص السندات ‪ ،‬يساوي االشتراك ‪ 0.04‬بالمائة من متوسط ستة أشهر من وضعية آخر‬
‫ثالثة اشهر من السندات التي يحتفظ بها كل وسيط في عمليات البورصة –ماسك الحساب لحساب‬
‫زبنه‪.‬‬

‫‪-2‬االلتزام باحترام قواعد التنظيم ‪Règles d’organisation :‬‬

‫نصت على هذا االلتزام المادة ‪ 07‬من النظام ‪ ،01/15‬فالزمت الوسيط بان يوفر الوسائل التقنية‬
‫والبشرية المناسبة ‪،‬كما يجب عليه وضع اجراءات العمل ونظام للمراقبة الداخلية وكشف وتسير تضارب‬
‫المصالح ‪،‬الالزمة من اجل حسن سير النشاط الذي قدم االعتماد لممارسته‪.‬‬

‫بالعودة الى المدونة النقدية والمالية الفرنسية‪ ،‬نجد انها وضعت قواعد تفصيلية لهذا االلتزام في المادة‬
‫‪. 10-533‬‬

‫يمكن تقسيم هذه االلتزامات إلى التزامات كالسيكية وهي التي كانت معروفة من قبل وتتمثل في عدد من‬
‫قواعد السير الحسن (نظام المراقبة‪ ،‬تعارض المصالح‪ ،‬المعامالت الشخصية للمشتركين‪ ،‬حفظ‬
‫المعطيات‪ ،‬الحفاظ على مقتنيات الزبائن) أما االلتزامات الجديدة فتتمثل في استم اررية الخدمة‪. 1‬‬

‫يمكن حصر أهم قواعد التنظيم في ما يلي ‪:‬‬

‫‪-1.2‬قواعد المطابقة والرقابة الداخلية ‪:‬فرض التوجيه رقم ‪ ، CE/39/2004‬على مقدمي خدمات‬
‫االستثمار وضع "سياسة وإجراءات تسمح بضمان بنفسها ‪ ،‬وبواسطة مديروها وإجراؤها واألعوان‬
‫المرتبطين بها باحترام االلتزامات المحددة في نصوص هذا التوجيه ‪ ،‬وكذلك القواعد المالئمة المطبقة‬
‫على المعامالت الشخصية التي تتم من طرف هؤالء األشخاص"‪.‬هذه السياسة واإلجراءات تشكل ما‬
‫يطلق عليه التوجيه ب"جهاز المطابقة"‪.‬‬

‫بالموازاة تنص توجيهات ‪ MIF‬ان كل ‪":‬مؤسسة استثمار تحوز على إجراءات محاسبية وإدارية‬
‫سليمة‪،‬آليات رقابة داخلية ‪،‬تقنيات فعالة لتقييم المخاطر وأجهزة فعالة للرقابة وحماية أنظمة المعلوماتية"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Thierry Bonneau,France Drummond, Op,Cit , p485.‬‬
‫‪58‬‬
‫هذه األحكام تم اختصارها في التزامين هما ‪ :‬تشغيل جهاز مستقل لتسير المخاطر و التدقيق الداخلي‪.‬‬

‫*جهاز المطابقة ‪:‬‬

‫موضوعه ‪ :‬موضوع جهاز المطابقة مزدوج ‪ ،‬فمن جهة يعمل على كشف أخطار عدم المطابقة ومن‬
‫جهة يتأكد من المطابقة ‪.‬‬

‫*تشغيل جهاز المطابقة ‪ :‬مهمة جهاز المطابقة مزدوجة كذلك ‪ ،‬فهو يعمل على مراقبة المطابقة الفعلية‬
‫للمقدم لخدمة االستثمار واألشخاص المعنيين به بالنظر لاللتزامات المفروضة عليهم من جهة ومن جهة‬
‫أخرى يعمل على مساعدة وإرشاد المسيرين والمعاونين لهم المعنيين عملياتيا‪.1‬‬

‫*تنظيم جهاز المطابقة ‪ :‬فعالية واستقاللية وظيفة المطابقة تضمنها مجموعة من الشروط ‪2‬فيجب أن‬
‫يكون الجهاز يحوز على السلطة والموارد والخبرة الضرورية وإمكانية الدخول إلى كل المعلومات‬
‫‪3‬‬
‫المطلوبة ‪.‬‬

‫*تسيير المخاطر والتدقيق الداخلي ‪:‬‬

‫*تسيير المخاطر ‪ :‬مقدمي خدمات االستثمار ‪ ،‬ملزمين بوضع إجراءات تحري عن األخطار المرتبطة‬
‫بنشاطهم ونظام الكيان ‪ ،‬والسهر على تسيير هذه المخاطر وتقييم هذه اإلجراءات ‪ ،‬كما يجب أن يراقبوا‬
‫مالءمة وفعالية جهاز تسيير المخاطر ‪ ،‬ومدى احترامه من طرف مقدم الخدمات واألشخاص المعنيين‬
‫ومدى مالءمة وفعالية المقاييس المتخذة لمعالجة كل قصور‪.4‬‬

‫*التدقيق الداخلي ‪ :‬مسؤولية التدقيق الداخلي للكيان المراقب تتمثل في‪:5‬‬

‫‪-‬اعداد ووضع وتشغيل دائم لبرنامج تدقيق لفحص مدى مالءمة وفعالية أنظمة وآليات الرقابة الداخلية‬
‫وترتيبات مؤسسة االستثمار‪.‬‬

‫توجيه توصيات بناءا على النتائج المتحصل عليها من االعمال المحققة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Thierry Bonneau,France Drummond, Op,Cit , p487.‬‬
‫المادة ‪ 3-313‬من الالئحة العامة لسلطة األسواق المالية الفرنسية‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Thierry Bonneau,France Drummond, Op,Cit , p488.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Ibid,p491‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Ibid,p491-492.‬‬
‫‪59‬‬
‫‪-‬تحري إحترام هذه التوصيات‪.‬‬

‫‪-‬ابالغ نظاميا الهيئة المسيرة بكل المسائل المتعلقة بالتدقيق الداخلي‪.‬‬

‫‪-2.2‬تعارض المصالح ‪:‬‬

‫توسع النشاطات التي يقوم بها في وقت واحد العديد من مقدمي خدمات االستثمار‪ ،‬يؤدي الى تعدد‬
‫مصادر تعارض المصالح المحتملة بين مختلف النشاطات ومصالح الزبائن‪ ،‬لذا من الضروري وضع‬
‫قواعد من اجل تجانب التقاء تلك المصالح المتعارضة ‪.‬‬

‫وضحت المدونة النقدية الفرنسية هذا اإللزام‪ ،‬بأنه يجب على مقدم خدمة االستثمار ‪":‬أن يتخذ كل‬
‫المقاييس المعقولة من اجل منع وقوع تعارض المصالح لزبائنهم" ‪ ،‬وفي حالة ما إذا كانت تلك المقاييس‬
‫لم تكفي لضمان بشكل يقيني أن التعرض بين المصالح أصبح مستبعدا ‪ ،‬يجب أن يعلم زبونه صراحة‬
‫‪1‬‬
‫بهذا التعارض ‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 04/07‬من النظام ‪": 01/15‬يجب على الوسيط في عمليات البورصة السعي لتفادي‬
‫المصالح وفي حالة عجزه عن ذلك ‪ ،‬عليه بحلها لصالح الزبون"‪.‬‬

‫‪-3‬حماية أصول الزبائن ‪:‬‬

‫فرض التوجيه األوربي ‪ 39/2004‬على كل مؤسسة مستثمرة ‪ ،‬عند حيازتها ألدوات مالية او أموال تعود‬
‫للزبائن ‪ ،‬بان يتخذوا كل الترتيبات الالزمة من اجل المحافظة على حقوق هذا الزبون على هذه األموال‪،‬‬
‫هذا االلتزام نقله المشرع الفرنسي في المادة ‪ 10-533‬فقرة ‪ 06‬و ‪ 07‬من المدونة النقدية والمالية‬
‫وأضاف عليها منع مقدم الخدمة من استعمالها لحسابه الخاص دون موافقة صريحة من الزبون ‪ ،‬وإلزامه‬
‫كذلك بوضع كل اإلجراءات التي تسمح بتعيين هذه األصول في أي وقت ‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Thierry Bonneau,France Drummond, Op,Cit , p493.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid,p495‬‬
‫‪60‬‬
‫ماسك الحسابات‪-‬حافظ السندات‬
‫أوال ‪ :‬تعريف ماسك الحسابات‪-‬الحافظ ‪ :‬هو شخص مؤهل قانونا ومعتمد من طرف سلطة‬
‫ضبط السوق المالية بتسجيل السندات في حسابات جارية وحفظها حسب األشكال المقررة لكل سند‬

‫عرفت المادة الثانية من النظام ‪ 02/03‬المتعلق بمسك الحسابات وحفظ السندات بقولها ‪ :‬يتمثل‬
‫نشاط مسك السندات‪-‬الحافظ ‪ ،‬في مفهوم هذا النظام ‪ ،‬في تسجيل السندات بإسم صاحبها في الحساب‪،‬‬
‫من جهة ‪ ،‬أي اإلقرار بحقوق صاحب السندات على هذه السندات ‪ ،‬ومن جهة اخرى حفظ االرصدة‬
‫بالسندات المطابقة حسب كيفيات خاصة بكل إصدار للسندات‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األشخاص المسموح لهم القيام بنشاط ماسك الحسابات‪-‬الحافظ ‪ ،‬وكيفية ذلك‪:‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 01/03‬من النظام ‪ ،02/03‬يسمح لألشخاص التاليين ممارسة نشاط ماسك‬
‫الحسابات‪-‬الحافظ وهم ‪:‬‬

‫‪-‬البنوك والمؤسسات المالية‬

‫‪-‬الوسطاء في عمليات البورصة‬

‫‪ -‬المؤسسات المرخص لهم القيام بعمليات البنوك المنصوص عليها في األحكام التشريعية‬
‫والتنظيمية‪.‬‬

‫‪-‬األشخاص المعنويين المصدرين ‪ ،‬من اجل مسك الحسابات‪-‬حفظ السندات التي يصدرونها‪.‬‬

‫يجب على المؤسسات الراغبة في الحصول على تاهيل لممارسة نشاط الحفظ ومسك الحسابات‬
‫ان تتقدم ب طلب الى لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ‪ ،‬مرفق بملف حددته التعليمة رقم ‪01/03‬‬
‫الصادرة عن لجنة البورصة كمايلي‪:‬‬

‫‪-‬استمارة تملىء وفقا للنموذج الذي اعدته اللجنة في الملحق رقم ‪ 5‬لهذه التعليمة ‪ ،‬وتوقع من‬
‫طرف الشخص المسؤول عن نشاط حفظ السندات ومسك الحسابات لدى المؤسسة طالبة التاهيل‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ -‬خطاب ضمان وفقا للنموذج الذي اعدته اللجنة في الملحق رقم ‪ 3‬من هذه التعليمة موقع من‬
‫طرف مسير المؤسسة‪.‬‬

‫‪-‬بيان موقع من طرف مسير او مسيري المؤسسة يحدد الشخص او االشخاص المسؤولين عن‬
‫نشاط مسك الحسابات وحفظ السندات‪.‬‬

‫‪-‬نسخة من القانون االساسي للمؤسسة مصادق عليه‪.‬‬

‫‪ -‬وثائق خاصة بالشخص او االشخاص المسؤولين عن نشاط مسك الحسابات وحفظ السندات‪.‬‬

‫‪ -‬يجب ان يستكمل الملف بتقديم دفتر شروط يتضمن الوسائل واالجراءات التي يجب ان تتوفر‬
‫لدى ماسك الحسابات –الحافظ وتشمل هذه الوسائل واالجرءات على الخصوص الموارد البشرية ‪،‬‬
‫المعلوماتية‪ ،‬والمحاسبية وترتيبات حماية الزبائن وترتيب المراقبة الداخلية‬

‫ميز النظام ‪ 02/03‬بين طلب التاهيل لممارسة نشاط مسك الحسابات وحفظ السندات ‪ ،‬وبين‬
‫طلب رخصة ممارسة هذا النشاط ‪ ،‬الذي يجب ان تقدمه االشخاص المعنوية المصدرة للقيم المنقولة من‬
‫اجل مسك الحسابات وحفظ السندات التي تصدرها ‪.‬‬

‫يقدم الملف كامال لدى لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ‪ ،‬تدرس هذه االخيرة الطلب‬
‫وتفصل فيه في غضون شهرين على االكثر ‪ ،‬إما بمنح التاهيل او الترخيص او رفضه ‪ ،‬على ان تبرر‬
‫هذا الرفض وتبلغه للمعني باالمر ‪.‬‬

‫اليوجد نص قانوني صريح يجيز الطعن في قرار اللجنة برفض التاهيل او الترخيص ‪ ،‬إال انه يجوز‬
‫للطعن طبقا لقواعد المنصوص عليها في قانون االجراءات االدارية ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬إتفاقية فتح الحساب ‪:‬‬

‫يرتبط ماسك الحسابات‪ -‬الحافظ ‪ ،‬بزبائنه بموجب اتفاقية فتح الحساب ‪ ،‬التي يبرمها الطرفان وفق‬
‫النموذج المحدد في التعليمة رقم ‪ ، 03/03‬وتتضمن اتفاقية فتح الحساب البنود التالية ‪:‬‬

‫‪-‬هوية الشخص ‪ ،‬او االشخاص ‪ ،‬مع من تم اعداد االتفاقية والتوقيع عليها‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪-‬عندما يتعلق االمر بشخص معنوي ‪ ،‬كيفيات اعالم المكلف بأداء الخدمة بإسم الشخص او االشخاص‬
‫المؤهلين للتصرف بإسم هذا الشخص المعنوي‪.‬‬

‫‪ -‬عندما يتعلق االمر بشخص طبيعي ‪ ،‬هوية الشخص وعند االقتضاء ‪ ،‬الشخص او االشخاص‬
‫المؤهلين للتصرف بإسم هذا الشخص الطبيعي‪.‬‬

‫‪-‬الخدمات موضوع االتفاقية وكذا اصناف السندات التي تنصب عليها الخدمات‪.‬‬

‫‪-‬تحديد اسعار الخدمات التي يقدمها المكلف بأداء الخدمة المؤهل‪.‬‬

‫‪-‬مدة صالحية االتفاقية‪.‬‬

‫التزام السرية من طرف المكلف بأداء الخدمة المؤهل ‪ ،‬طبقا للقوانين والتنظيمات المعمول بها والمتعلقة‬
‫بالسر المهني‪.‬‬

‫‪ -‬خصائص االوامر التي من شانها ان ترسل الى المكلف بأداء الخدمة المؤهل ‪،‬وطريقة ارسالها ‪ ،‬وكذا‬
‫محتوى وكيفيات إعالم مصدر االوامر بشروط تنفيذها‪.‬‬

‫‪ -‬الكيفيات التي بموجبها موافاة المعني باالمر بالمعلومات المتعلقة بحركات السندات والنقود المقيدة في‬
‫حساباته ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الرقابة على ماسك الحسابات –الحافظ ‪:‬‬

‫باإلضافة للرقابة السابقة التي تمارسها اللجنة على ماسك الحسابات‪-‬الحافظ بمناسبة منحه للتاهيل او‬
‫الترخيص ‪ ،‬فإنها تمارس رقابة الحقة نصت عليها المادتين ‪ 23‬و ‪ 24‬من النظام ‪ 02/03‬ن فطبقا‬
‫للمادة ‪ 23‬تتاكد اللجنة بواسطة عمليات الرقابة على مدى احترام ماسك الحسابات‪-‬الحافظ الحكام‬
‫النظام ‪ ، 04/03‬ويمكنها في هذا االطار ان تستعين بالمؤتمن المركزي على السندات ‪.‬‬

‫وتتجسد الرقابة الالحقة التي تمارسها اللجنة في صالحية سحب التاهيل الممنوحة بموجب المادة ‪ 24‬من‬
‫النظام ‪ ، 04/03‬ويكون ذلك في الحاالت التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬بطلب من ماسك الحسابات‪-‬الحافظ ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫‪-‬تلقائيا من اللجنة إذا لم يباشر ماسك الحسابات‪-‬الحافظ الحاصل على التاهيل نشاطه نهائيا بهذه‬
‫الصفة لمدة ‪ 12‬شهرا‪.‬‬

‫‪-‬إذا توقف ماسك الحسابات لمدة ستة أشهر عن نشاطه لمدة ‪ 06‬أشهر على األقل‪.‬‬

‫‪-‬إذا كان من شان مواصلة نشاطه اإلضرار بزبائنه‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬التزامات ماسك الحسابات‪-‬الحافظ ‪:‬‬

‫يلتزم ماسك الحسابات‪-‬الحافظ طبقا التفاقية فتح الحسابات بااللتزامات التالية ‪:‬‬

‫‪-1‬االلتزام بمسك حسابات الزبائن ‪:‬‬

‫يعد مسك حسابات الزبائن االلتزام األساسي لماسك الحسابات‪-‬الحافظ ‪ ،‬والذي يتمثل في تسجيل‬
‫السندات بإسم صاحبها في الحساب ‪ ،‬اي االقرار بحقوق صاحب السندات عليها ‪ ،‬وتسجيل كل عملية‬
‫يجريها صاحب الحساب على السندات‪( .‬م ‪01/14‬و‪ 02‬ن ‪.)02/03‬‬

‫عندما تشمل العملية حركة للنقود او الحقوق من جهة ‪،‬وحركة مطابقة للسندات من جهة أخرى ‪ ،‬فإن‬
‫هذه الحركات تدرج في دفاتر الحسابات بصفة متالزمة‪( .‬م ‪ 03/14‬ن ‪.)02/03‬‬

‫‪-2‬االلتزام بالحفظ ‪ :‬يلتزم ماسك السندات الحافظ بحراسة وإدارة السندات التي يعهد اليه بإسم اصحابها‬
‫ويمارس نشاطه بعناية وإخالص مع الحرص على ايالء االولوية لمصالح زبائنه‪.‬ويجب عليه ان يقوم‬
‫‪1‬‬
‫بمايلي ‪:‬‬

‫‪-‬السهر على قيد السندات في دفاتر الحسابات ‪ ،‬وعلى حركاتها والقيام بكل االجراءات التي يتطلبها‬
‫ذلك‪ ،‬كما يعمل على ممارسة تسهيل الحقوق المرتبطة بهذه السندات‪.‬‬

‫‪-‬ال يجوز لماسك الحسابات‪-‬الحافظ ‪ ،‬استعمال السندات او تحويل ملكيتها دون موافقة مالكها‪.‬‬

‫‪-3‬االلتزام باالعالم ‪ :‬يجب على ماسك الحسابات‪-‬الحافظ ‪ ،‬ان يبلغ صاحب الحساب في اقصر اجل‬
‫‪1‬‬
‫ممكن بمايلي ‪:‬‬

‫المادة ‪ 11‬من النظام ‪.04/03‬‬


‫‪1‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ -‬كل العمليات التي تنفذ على الحساب وكل الحركات التي تشمل السندات والنقود المقيدة بإسمه‪.‬‬

‫‪-‬العمليات الجارية على السندات التي تقررها الكيانات المصدرة والتي تتطلب ردا من صاحبها‪.‬‬

‫‪-‬االحداث التي تعدل حقوق صاحب السندات على السندات المحفوظة‬

‫‪-‬العناصر الضرورية العداد تصريحه الضريبي‪.‬‬

‫وتنفيذا لاللتزام باالعالم يسلم ماسك الحسابات الحافظ الى صاحب الحساب ‪ ،‬بناءا على طلبه ‪ ،‬شهادة‬
‫توضح طبيعة السندات المقيدة في حسابه وعددها ‪ ،‬ويرسل هذا الكشف دوريا او على االقل مرة في‬
‫‪2‬‬
‫السنة‪.‬‬

‫‪-4‬االلتزام بالرد ‪:‬‬

‫بإعتباره مودع لديه ‪،‬فإن ماسك الحسابات ملزم عند انتهاء عقد فتح الحساب الي سبب كان ‪،‬فإنه ملزم‬
‫برد السندات التي عهدت اليه ‪،‬وفي حالة ما إذا كانت السندات في شكل قيود محاسبية ‪ ،‬فإنه يجب ان‬
‫يقوم بتحويلها لماسك حسابات‪-‬حافظ آخر الذي يعينه صاحب السندات ‪.‬ويتم هذا التحويل في اقصر‬
‫‪3‬‬
‫اآلجال شريطة ان يكون صاحب الحساب قد استوفى االلتزامات الخاصة به‪.‬‬

‫يطرح التساؤل حول حق ماس ك الحسابات في حبس السندات في حالة عدم وفاء صاحب الحساب‬
‫بالتزاماته؟‬

‫يرى البعض انه اليجوز حبس القيم المنقولة النه بإزالة كيانها المادي اصبحت منقوالت غير مادية ‪،‬‬
‫يمكن ان يرد عليها حق الحبس طبقا الحكام القانون المدني ‪ ،‬في حين يذهب جانب آخر من الفقه ‪،‬‬
‫الى انه مادام يجوز رهن القيم المنقولة في شكلها الجديد كقيود محاسبية ‪ ،‬وبالتالي يجوز ان تكون محال‬
‫لحق الحبس ‪ ،‬وهو ما يفهم من نص المادة ‪ 03/11‬السالفة الذكر بقولها ‪....":‬شريطة ان يكون‬
‫‪4‬‬
‫صاحب الحساب قد استوفى االلتزامات الخاصة به‪.".‬‬

‫المادة ‪ 12‬من النظام ‪021 /03‬‬


‫المادة ‪ 13‬من النظام ‪022 /03‬‬
‫المادة ‪ 03/11‬من النظام ‪023 /03‬‬
‫آيت مولود فاتح ‪ ،‬حماية االدخار المستثمر في القيم المنقولة في القانون الجزائري ‪ ،‬اطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم ‪ ،‬تخصص‬
‫القانون ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬تاريخ المناقشة ‪ ، 2012/07/01 :‬ص ‪2374‬‬
‫‪65‬‬
‫هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة‬
‫استوحى المشرع الجزائري تسمية هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة‪ ،‬من التشريع الفرنسي الذي‬
‫يطلق عليها‪ ،L’organisme de placements collectifs en valeurs mobilières ،‬في حين‬
‫تطلق عليها بعض التشريعات العربية تنظيمات التوظيف المشترك في القيم المنقولة‪.1‬‬

‫يتحقق االستثمار الجماعي للقيم المنقولة عن طريق تنظيمات وأدوات مختلفة‪ ،‬تتمثل في شركات‬
‫االستثمار‪ ،‬ترستات االستثمار‪ ،‬اتحادات االستثمار‪ ،‬الصناديق المشتركة لالستثمار‪ ،‬لذلك يصعب وضع‬
‫‪2‬‬
‫تعريف جامع لها بسبب تباين صورها على الوجه المقدم‪.‬‬

‫يعرف االستاذ ‪ Fain‬تنظيم (هيئات) التوظيف الجماعي للقيم المنقولة ‪ ،‬بانها ‪":‬تنظيم مالي ‪ ،‬يتمثل‬
‫غرضه الوحيد او االساسي في تكوين وإدارة حافظة قيم منقولة لحساب الشركاء ‪،‬او مقدمي االموال‪،‬‬
‫بتطبيق مباديء تق سيم المخاطر وتحديدها ‪ ،‬واالبتعاد الى اقصى حد عن جميع العمليات المطبوعة‬
‫‪3‬‬
‫بطابع المضاربة او بطابع الغرر"‪.‬‬

‫تتمتع هذه الهيئات بخبرات تجعل زبائنها تتقن اختيار االسهم والسندات واالوراق المالية االخرى الواجب‬
‫االستثمار فيها ‪ ،‬وتتقن إدارتها بدقة وعناية وفقا لبرنام ج االستثمار الذي تسطره ‪ ،‬ووفقا لسياسة توزيع‬
‫المخاطر وتحديديها ‪ ،‬تقوم بهذه االدارة لحساب المدخرين الذين يقتسمون منافع تلك االدارة كل بنسبة‬
‫‪4‬‬
‫حصته ‪.‬‬

‫نظم المشرع الجزائري هيئات التوظيف الجماعي بموجب االمر ‪ 08/96‬المؤرخ في ‪، 1996/01/10‬‬
‫المتعلق بهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة‪. 5‬‬

‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪2171‬‬


‫حسن المصري ‪ ،‬شركات االستثمار ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1981 ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Fain (G),investement trusts,ou investtment companies et sociétés d’investissement ,Revue de Banque ,N‬‬
‫نقال عن حسن المصري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪31 .ganvier 1949 , pp 7-12 , 16‬‬
‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.217‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ 5‬ج ر عدد ‪ 03‬سنة ‪ 1996‬ص ‪19‬‬


‫‪66‬‬
‫نصت المادة االولى من االمر ‪ 08/96‬على انه تتالف هذه الهيئات من صنفين ‪:‬‬

‫‪-‬شركات االستثمار ذات راس مال المتغير (ش‪.‬ذ‪.‬ر‪.‬م‪.‬م)‪.‬‬

‫‪-‬الصندوق المشترك للتوظيف(ص‪.‬م‪.‬ت)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬شركات االستثمار ذات رأس المال المتغير‬

‫تتناول مفهومها ثم تأسيسها ونشاطها‪.‬‬

‫أ‪-‬مفهوم شركات االستثمار ذات راس المال المتغير‪:‬‬

‫نتطرق الى تعريفها ثم خصائصها وتمييزها عن بعض الهيئات المشابهة لها‬

‫‪-1‬تعريفها‬

‫عرفت المادة ‪ 02‬من االمر ‪ 08/96‬شركات ذات راس مال المتغير بانها ‪ ":‬شركة اسهم هدفها تسيير‬
‫حافظة القيم المنقولة وسندات قابلة للتداول"‪.‬‬

‫يعرفها االستاذ ‪ Ravel‬بانها ‪":‬شركات تنشأ بين عدد من االشخاص الطبعيين او المعنوية ويلتزم كل‬
‫منهم بان يقدم حصة ‪ ،‬عادة ماتكون اوراق مالية ‪ ،‬بغرض تكوين حافظة من القيم المنقولة ‪ ،‬وإدارتها‬
‫واقتسام االرباح الناشئة عنها ‪ ،‬ويحصل كل شريك على عدد من االسهم الممثلة لراس المال بنسبة‬
‫‪1‬‬
‫الحصة التي قدمها"‪.‬‬

‫يعرفها الفقيه حسن المصري بانها ‪ ":‬شركات مساهمة يكون غرضها الوحيد تكوين حافظة قيم منقولة‬
‫وإدارتها وفقا لمباديء انتخاب الصكوك ‪،‬وتحديد المخاطر وتوزيعها توزيعا قانونيا واقتصاديا وجغرافيا‬
‫‪2‬‬
‫وتعرض عن عمليات التمويل او السيطرة او المضاربة"‪.‬‬

‫وتجدر االشارة الى ان تسمية "شركات االستثمار" ال تعني أن هذه الشركات تضطلع باالستثمار بالمعنى‬
‫االقتصادي لهذه الكلمة ‪ ،‬إذ ال تقوم بصفة مباشرة بأي نشاط إنمائي لثروة صناعية او زراعية او‬
‫‪1‬‬
‫عقارية‪ ،‬وانما تعني كلمة "استثمار" هنا ‪ ،‬انها توظف أموالها في تكوين حوافظ من القيم المنقولة ‪.‬‬
‫حسن المصري ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪171‬‬
‫حسن المصري ‪ ،‬المرجع نفسه ‪،‬ص ‪192‬‬
‫‪67‬‬
‫‪-2‬خصائص شركات االستثمار ذات رأس المال المتغير ‪:‬‬

‫‪-1.2‬شركات االستثمار تلعب دور الوسيط ‪ :‬بين المدخرين والمؤسسات التجارية والصناعية التي‬
‫تكسب صكوكها ‪ ،‬تقوم هذه الوساطة على ثالثة مبادئ والتي تشكل الجانب االيجابي في شركات‬
‫االستثمار وهي ‪:2‬‬

‫‪ -‬مبدأ إحالل الصكوك ‪ ،substitution de titres‬التي تصدرها الشركة محل الحصص النقدية او‬
‫العينية المقدمة من المدخرين ‪ ،‬ويضمن هذا المبدأ تركيز رأس المال المستثمر في يد شركة االستثمار ‪،‬‬
‫وهو ما يمكنها من توزيع المخاطر ‪ ،‬ومؤدى ذلك انه مهما كانت قيمة المدخرات ضعيفة فإن المدخر‬
‫يستفيد من األمن الذي يحققه توزيع المخاطر ‪.‬‬

‫‪-‬مبدا انتخاب الصكوك ‪ : sélection de titres‬التي تتكون منها حافظتها سواء تلك التي تتلقاها من‬
‫المدخرين كحصص عينية او التي تشتريها من الشركات األخرى ‪.‬‬

‫‪-‬مبدأ تحديد المخاطر ‪ ، Limitation de risques :‬توزيعا قانونيا واقتصاديا وجغرافيا‪.‬‬

‫‪-2.2‬امتناع شركات االستثمار عن أعمال التمويل والسيطرة والمضاربة ‪ :‬اي تمويل المؤسسات‬
‫االخرى او السيطرة عليها او المضاربة على الصكوك في البورصة ‪ ،‬وتمثل هذه الخاصية الجانب‬
‫السلبي لشركات االستثمار ‪.‬‬

‫‪-3.2‬شركات االستثمار لها نشاط محدد وحصري ‪ :‬فالهدف األساسي والحصري هو تكوين حافظة قيم‬
‫منقولة وادارتها ‪.‬‬

‫‪-4.2‬تغير رأس المال ‪:‬بالرغم من أن المشرع نص على أن شركات االستثمار تأخذ شكل شركة أسهم‪،‬‬
‫إال انها تمتاز بخصوصية كونها راس مالها متغير‪ ،‬اي قابل للزيادة والنقصان‪ ،‬فالمشرع الجزائري تجاوز‬
‫النموذج القديم لهذه الشركات وهي ذات راس مال المتغير الذي تعرفه بعض التشريعات مثل الفرنسي‬
‫والمصري‪ ،‬وانتقل مباشرة الى النموذج الحديث وهو شركات استثمار ذات رأس مال متغير‪.‬‬

‫حسن المصري ‪ ،‬المرجع نفسه ‪،‬ص ‪191‬‬


‫‪2‬‬
‫حسن المصري ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪68‬‬
‫‪-3‬تمييز شركات االستثمار ذات رأس مال المتغير عن بعض الهيئات المشابهة لها ‪:‬‬

‫‪-1.3‬تمييز شركة االستثمار ذات رأس المال المتغير عن شركات رأس المال االستثماري‪:‬‬

‫عرفت المادة ‪ 02‬من القانون ‪ 11/06‬المتعلق بشركة راسما االستثماري بقولها ‪":‬تهدف شركة الراسمال‬
‫االستثماري الى المشاركة في راس مال الشركة وفي كل عملية تتمثل في تقديم حصص من اموال‬
‫خاصة او شبه خاصة لمؤسسات في طور التخصيص او النمو او التحويل او الخوصصة"‪.‬‬

‫يعرف السيد‪THOLLY Paul1‬راسمال االستثماري بانه ‪ ":‬المشاركة في راس مال مؤسسات غير درجة‬
‫في البورصة ‪ ،‬من اجل تمويل انطالقها (راس مال مخاطرة) او نموها (راس مال النمو) او انقاذها (راس‬
‫مال التصحيح) او تحولها (راس مال التحويل) "‬

‫فراسمال االستثماري يسمح بمساعدة مؤسسة عن طريق ‪:‬‬

‫‪-‬تزويدها بالتمويل ورؤوس االموال الضرورية لتطورها‬

‫‪-‬مرافقتها في اتخاذ الق اررات االستراتجية‬

‫‪-‬يسمح بإعطاء قيمة مضافة للمساهمين فيها ولمسيريها"‪.‬‬

‫تتشابه كل من شركة االستثمار ذات راس المال المتغير و شركة راس المال االستثماري‪ ،‬في ان كالهما‬
‫شركات مالية‪ ،‬وتخضع في تاسيسها لموافقة سلطات السوق المالية مع اختالف جهة االعتماد‪ ،‬فنجد ان‬
‫شركة االستثمار تعتمد من طرف لجنة البورصة ‪،‬في حين ان شركة الراسمال االستثماري ‪ ،‬يتم اعتمادها‬
‫من طرف وزير المالية‪.‬‬

‫كما انهما يختلفان من حيث هدف كل واحد منهما ذلك ان شركة االستثمار تهدف الى تسيير حافظ‬
‫القيم المنقولة للمساهمين فيها في حين ان شركة راسمال االستثماري تهدف الى تمويل نشاء وانقاذ‬
‫المؤسسات عن طريق المشاركة في راسمال المؤسسة موضوع التمويل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪THOLLY Paul ,le capital investissement et son développement en France ,conférence union des banque‬‬
‫نقال عن قاوة ليندة ‪ ،‬النظام القانوني لشركة الراسمال االستثماري ‪ ،‬مذكرة ‪magrébienes,Alger,14 et 15 november 2007 ; p 12‬‬
‫لنيل درجة الماجستير في القانون ‪ ،‬جامعة بومرداس ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2010-2009‬ص ‪19‬‬
‫‪69‬‬
‫كما تختلف شركة راسمال االستثماري عن شركة االستثمار ذات راس مال المتغير‪ ،‬من حيث راس‬
‫المال‪ ،‬بحيث تخضع االكتتابات والتنازالت في راس مال شركة راس مال االستثماري الى احكام القانون‬
‫التجاري‪ ،‬فيشترط للتنازل عن االسهم موافقة المساهمين‪ ،‬على خالف شركة االستثمار فإنه ال يتطلب‬
‫‪1‬‬
‫ذلك‪.‬‬

‫كم انه يجب االكتتاب بكامل االسهم في شركة االستثمار‪ ،‬في حين انه يتم تسديد ‪ 50‬بالمئة من االسهم‬
‫‪2‬‬
‫عند تاسيس شركة الراسمال االستثماري‪.‬‬

‫كما ان االسهم التي تصدرها شركة االستثمار ذات الراسمال المتغير ال تتضمن حق افضلية االكتتاب‬
‫في زيادات راس المال ‪ ،‬النها تصدر من الشركة ويعاد شراؤها في كل وقت بناءا على طلب اي مكتتب‬
‫او مساهم ‪،‬على خالف شركة الراسمال االستثماري التي يخضع التنازل عن اسهمها او شراؤها الى‬
‫‪3‬‬
‫شروط معينة ‪.‬‬

‫‪-2.3‬تمييز شركة االستثمار ذات الرأسمال المتغير عن الشركة القابضة ‪:‬‬

‫تعرف الشركة القابضة بانها ‪ ":‬شركة تملك أسهما في عدة شركات أخرى تسمى بالشركات التابعة ‪،‬‬
‫بالقدر الكافي الذي يمكنها من السيطرة عليها"‪.‬‬

‫فالشركة القابضة تنزع الى السيطرة على الشركات التي تساهم فيها ‪ ،‬وتمثل هذه السيطرة غرضها‬
‫االساسي ‪.‬‬

‫على خالف شركة االستثمار فهي التسعى للسيطرة على الشركات التي تكتسب صكوكها وانما لمجرد‬
‫تحقيق الربح الذي تحققه هذه الصكوك‪.‬‬

‫‪-3.3‬تمييز شركة االستثمار ذات راس المال المتغير عن صندوق المشترك للتوظيف‬

‫يشترك الهيئتان في كونها صورتان لهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة ‪ ،‬وبالتالي فإن هدفهما او‬
‫غرضهما واحد وهو االستثمار الجماعي في الق يم المنقولة عن طريق إدارة محفظة القيم المنقولة‪ ،‬إال ان‬

‫قاوة ليندة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪361‬‬


‫قاوة ليندة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪372‬‬
‫‪3‬‬
‫قاوة ليندة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪70‬‬
‫الفارق االساسي والجوهري بينهما هو في شكل كل واحد منهما ‪ ،‬ففي الوقت الذي تتخذ فيه شركة‬
‫االستثمار شكل نظامي اي شركة مساهمة ‪ ،‬في حين يتخذ صندوق التوظيف المشترك شكل تعاقدي ‪.‬‬

‫كما يتميز الصندوق بانه يقوم على عقد بمقتضاه يلتزم المدير واالمين بحماية مصالح المستفيدين من‬
‫مخاطر االستثمار‪ ،‬يكيف بانه عقد استئمان ‪1.fidéicommision‬على خالف شركة االستثمار التي‬
‫تحمل طابعا نظاميا ياتي من خضوعها لقواعد شركات المساهمة ‪ ،‬ويتمثل هذا الطابع النظامي في‬
‫القواعد االلزامية التي يفرضها قانون شركة المساهمة ‪ ،‬سواء فيما يتعلق بتاسيسها او إدارتها او الرقابة‬
‫عليها او تصفيتها ‪ ،‬وهي قواعد تحد من مجال تطبيق الحرية التعاقدية ‪.‬‬

‫اما الخاصية الثالثة التي يمتاز بها الصندوق هو انه ال يتمتع بالشخصية المعنوية ‪ ،‬ومنه ال تثبت له‬
‫مليكة حوافظ القيم المنقولة وإنما تثبت للمدخرين أنفسهم ‪ ،‬وهذا بخالف شركات االستثمار التي تكتسب‬
‫الشخصية المعنوية فيكون لها بالتالي ذمة مالية مستقلة عن الشركاء الذين يصبحون مساهمين في‬
‫الشركة ويحصلون في مقابل حصصهم على أسهم ال تخولهم حق ملكية مباشرة على حافظة القيم‬
‫المنقولة او على عائدها ‪ ،‬وانما تخولهم الحق في الحصول على األرباح ‪.‬‬

‫ب‪-‬تاسيس شركات االستثمار ذات الراسمال المتغير‬

‫تنص المادة ‪ 02‬من االمر ‪ 08/96‬على ان ‪":‬شركة االستثمار ذات راس مال متغير‪ ،‬المسماة فيما‬
‫ياتي (ش‪.‬إ‪.‬ر‪.‬م‪.‬م) هي شركة اسهم هدفها تسيير حافظة القيم المنقولة وسندات قابلة للتداول‪،‬‬

‫تخضع هذه الشركة الحكام القانون التجاري في كل ما لم يتم تحديده بمقتضى هذا االمر"‪.‬‬

‫وكذا الحكام القانون التجاري‬ ‫‪2‬‬


‫يخضع تاسيس ش ا ر م م الى االمر ‪ 08/96‬و النظام رقم ‪04/97‬‬
‫التي ال تتعارض مع طبيعة هذه الشركة ‪.‬‬

‫‪ -‬يتم تاسيس ش إ ر م م عن طريق اجراءات اللجوء العلني لالدخار بحكم انها االجراءات التي تتماشى‬
‫‪1‬‬
‫وطبيعة هذه الشركة ‪.‬‬

‫حسن المصري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.42‬‬


‫‪1‬‬

‫النظام رقم ‪ 04/97‬المؤرخ في ‪ 25‬نوفمبر ‪ 1997‬يتعلق بهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة ‪ ،‬ج ر عدد ‪ 87‬المؤرخ في‬ ‫‪2‬‬

‫‪. 1997/12/29‬‬
‫‪71‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬اليقل عدد المساهمين عند تأسيس الشركة عن سبعة شركاء‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪-‬يجب اال يقل رأسمال األصلي عن خمسة ماليين دينار ‪.‬‬

‫يمر تأسيس ش‪.‬إ‪.‬ر‪.‬م‪.‬م بالمراحل التالية‪:‬‬

‫‪-1‬تحرير مشروع القانون األساسي وتقديم طلب االعتماد‪:‬‬

‫‪-1.1‬تحرير القانون األساسي ‪ :‬تنص المادة ‪ 10‬من النظام ‪ ، 04/97‬على انه ‪ ":‬تحرر القوانين‬
‫األساسية ل ش إ ر م م حسب التشريع المعمول به"‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪-‬يحرر الموثق مشروع القانون األساسي للشركة ‪ ،‬بطلب من مؤسس او أكثر‪.‬‬

‫‪-‬يجب أن يتضمن مشروع القانون األساسي البيانات المنصوص عليها في المادة ‪ 11‬من النظام‬
‫‪ 04/97‬وهي‪:‬‬

‫‪-‬بيانات عامة حول الشركة ‪ :‬شكلها القانوني ‪ ،‬غرضها ‪ ،‬عنوانها ‪ ،‬مدتها ‪.‬‬

‫‪-‬بيانات متعلقة بالذمة المالية للشركة ‪ :‬مبلغ رأسمال األولي‪،‬الحد األدنى الذي يتوقف عنده عند عملية‬
‫اعادة شراء السهم‪ ،‬شروط إصدار وإعادة شراء السهم‪ ،‬طرق ودورية حساب القيمة التصفوية‪،‬شكل االسهم‬
‫(لحاملها او اسمية)‪ ،‬طرق تقييم القيم المسجلة ضمن األصول او المتحفظ بها في محفظة االوراق‬
‫المالية‪ ،‬الحقوق والواجبات المتعلقة باالسهم‪ ،‬طرق تخصيص وتوزيع النتائج ‪ ،‬تواريخ فتح وغلق‬
‫الحسابات االجتماعية ‪ ،‬العموالت المقبوضة عند االكتتابات او عند إعادة شراء االسهم وكذا المبلغ‬
‫االقصى لمصاريف التسيير‪ ،‬طرق االصدار واعادة شراء االسهم ‪.‬‬

‫‪-‬بيانات متعلقة بانتهاء الشركة ‪ :‬شروط التاجيل او الحل المسبق ‪ ،‬شروط وطرق التصفية‪.‬‬

‫‪ 1‬بوفامة سميرة‪ ،‬شركات االستثمار ذات رأس المال المتغير دراسة مقارنة ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ‪ ،‬قانون االعمال‪،‬‬
‫‪. 37‬‬ ‫السنة الجامعية ‪ ، 2005-2004‬ص‬
‫‪ 2‬المادة ‪02/592‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 08‬من االمر ‪ 08/96‬و المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 474/96‬المؤرخ في ‪ ، 1996/12/28‬المتعلق بتطبيق المادتين‬
‫‪ 08‬و ‪ 23‬من االمر ‪ 08/96‬ج ر عدد ‪ 84‬المؤرخة في ‪.1996/12/29‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 595‬ق ت ج ‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫‪-‬بيانات متعلقة بالمؤسسين واالجهزة المسيرة ‪ :‬القاب‪ ،‬اسماء‪ ،‬عناوين والسيرة الذاتية للمؤسسين‪ ،‬تقييم‬
‫المساهمات العينية من طرف مندوب الحسابات وتحت مسؤوليته‪ ،‬الحد االدنى من االداريين واالعضاء‬
‫المديرين ومجلس المراقبة‪ ،‬الحد االدنى من االسهم لكل اداري‪ ،‬فترة وكالة االداريين او االعضاء‬
‫المديرين ومجلس المراقبة‪ ،‬صالحيات مجلس االدارة او المديرين ومجلس المراقبة‪ ،‬شروط استدعاء‬
‫ومداوالت الجمعية للمساهمين‪ ،‬طبيعة وعدد تقديم المعلومات للمساهمين‪ ،‬طريقة تعيين مندوب الحسابات‬
‫وعزله وحقوقه وواجباته وفترة توكيله‪ .‬االسم والعنوان والمقر االجتماعي للمؤسسة المؤتمنة‪.‬‬

‫‪-2.1‬تقديم طلب االعتماد‪:‬‬

‫‪-‬يقدم ملف طلب االعتماد من قبل المؤسسين لدى لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪.1‬‬

‫‪ -‬تبلغ لجنة البورصة المؤسسين بقبول او رفض ملف االعتماد عن طريق رسالة مسجلة مع وصل‬
‫‪2‬‬
‫االستالم في مدة ال تتجاوز شهرين من تاريخ ايداع الملف كامال ‪.‬‬

‫‪-2‬اتمام اجراءات التاسيس ‪:‬‬

‫‪-‬بعد الحصول على االعتماد تودع نسخة من القانون االساسي لدى المركز الوطني للسجل التجاري‪.3‬‬

‫‪ -‬ينشر المؤسسون تحت مسؤوليتهم مذكرة اعالمية في النشرة الرسمية لالعالنات القانونية ‪ ،‬تشتمل‬
‫على العناصر االساسية المتعلقة ب ش‪.‬إ‪.‬ر‪.‬م‪.‬م وهي ‪ :‬التسمية والمقر ‪ ،‬اسماء المؤسسن وعناوينهم ‪،‬‬
‫راس المال االولي ‪ ،‬غرض الشركة ‪ ،‬رقم االعتماد وتاريخ الحصول عليه ‪ ،‬تواريخ فتح وغلق االكتتابات‬
‫‪4‬‬
‫اسم ومقر المؤسسة المؤتمنة‪.‬‬

‫‪-‬بعد انتهاء اجراءات االكتتاب يتم تسليم بطاقة االكتتاب‪.5‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 5‬من النظام ‪04/97‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 8‬من النظام ‪04/97‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 01/12‬من النظام ‪04/97‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 12/02‬من النظام ‪04/97‬‬
‫‪5‬المادة ‪13‬من النظام ‪04/97‬‬
‫‪73‬‬
‫‪-‬يجب على الشركة اتمام اجراءات التسجيل في السجل التجاري في اجل ‪ 30‬يوما من تاريخ التاسيس‪.‬‬
‫تكتسب الشركة الشخصية المعنوية الشخصية المعنوية من تاريخ التسجيل‪ ،‬وتلتزم بنشر مذكرة اعالمية‬
‫‪1‬‬
‫في النشرة الرسمية لالعالنات القانونية تحتوي على ملخص من محضر الجمعية العامة التاسيسية‪.‬‬

‫‪-‬تلتزم ش‪.‬إ‪.‬ر‪.‬م‪.‬م ان تودع في اجل ثالثين يوم من تاريخ التاسيس ‪ ،‬لدى لجنة البورصة شهادة دفع‬
‫راس المال ونسخة عن تقرير تقييم المساهمات العينية الذي يحرره مندوب الحسابات تحت مسؤوليته‬
‫وكذا القوانين االساسية المصادق عليها من قبل الجمعية العامة التاسيسة‪.‬‬

‫ج‪-‬النشاط المالي لشركة االستثمار ذات راس مال متغير‬

‫يقصد بالنشاط المالي ل ش‪.‬إ‪.‬ر‪.‬م‪.‬م‪ ،‬هو التسيير المالي للشركة بعد تاسيسها‪ ،‬وتوظيفها لقابلية راسمالها‬
‫للتغيير من اجل اداء وظيفتها الوحيدة وهي تسيير محفظة القيم المنقولة‪.‬‬

‫نتناول قابلية راس مال ش‪.‬إ‪.‬ر‪.‬م‪.‬م ثم تسير محفظة القيم المنقولة ‪.‬‬

‫‪-1‬قابلية راس مال شركة االستثمار ذات راس مال متغير للتغيير ‪:‬‬

‫تناول آليات الزيادة والنقصان ثم تحديد قيم أسهم الشركاء ‪:‬‬

‫‪-1.1‬آليات زيادة وانقاص راس مال الشركة ‪:‬‬

‫تقوم شركة االستثمار ذات راس المال المتغير على مبدأ تغير راس المال‪ ،‬وبمقتضاه يجوز للشركة ان‬
‫تحدد راسمالها الكلي الالزم لتحقيق غرضها ويسمى راس مال المعتمد‪ ،‬ويطلق عليه المشرع الجزائري‬
‫االصلي (م ‪ 08‬االمر‪ ،)08/96‬وحدده بخمسة ماليين دينار‪ ،‬ولكنها ال تطرحه كله لالكتتاب عند‬
‫تاسيسها‪،‬بل تكتفي حينئذ بطرح جزء منه فقط لالكتتاب العام ويسمى راس المال المصدر‪،‬ويسميه المشرع‬
‫الجزائري "راس المال االولي"‪،‬ويكون لمجلس االدارة او مجلس المديرين طرح الجزء الباقي على الجمهور‬
‫دفعة واحدة او على دفعات حسبما تقتضيه حاجة الشركة الى رؤوس اموال جديدة‪،‬وذلك بدون اتخاذ‬
‫االجراءات الالزمة لتعديل نظام الشركة بزيادة راس المال عن طريق الجمعية العامة غير العادية ‪.2‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 14‬من النظام ‪04/97‬‬


‫حسام المصري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪2‬‬

‫‪74‬‬
‫ويسمح هذا النظام لمجلس االدارة او مجلس المديرين في ش‪.‬إ‪.‬ر‪.‬م‪.‬م‪ ،‬بإصدار اسهم جديدة‪ ،‬بصفة تكاد‬
‫تكون يومية الشباع طلبات المدخرين الجدد الراغبين في االنظمام اليها‪ ،‬دون المرور على البورصة‬
‫وتستمر الشركة في رفع راس مال الشركة بطريق اصدار هذه االسهم حتى يصل مجموع االكتتابات‬
‫المتعاقبة مقدار راس المال المعتمد‪ ،‬اي راس المال الكلي او االصلي‪.‬‬

‫كما تقوم الشركة اضافة الى ذلك بإعادة شراء اسهمها‪ ،‬من المساهمين الراغبين في الخروج منها‪ ،‬وذلك‬
‫بناءا على مجرد طلب يقدمونه بذلك لمجلس االدارة او مجلس المديرين‪ ،‬على ان الشركة ال تخفض راس‬
‫مالها بمقدار االسهم التي اعادت شراءها ‪ ،‬وانما تحتفظ بهذه االسهم وتبقى في حالة مجمدة‪ ،‬حتى تقرر‬
‫دفعها مرة اخرى في التداول‪ ،‬لذلك ال تلتزم الشركة بإعدام االسهم التي تشتريها مثلما يتم في شركات‬
‫راسمال الثابت‪ ،‬عندما تخفض اسهمها بهذه الطريقة ‪.‬‬

‫إذا كانت الشركة مقيد ة في البورصة فإن إعادة الشراء يتم عن طريق العرض العام للشراء ‪ ،‬وهو اجراء‬
‫غير منصوص عليه في النظام ‪.10/97‬‬

‫يمكن لشركة االستثمار تعليق اجراء اعادة الشراء اي وقفه مؤقتا‪ ،‬إذا استدعت مصالحها ومصالح‬
‫المساهمين ذلك‪ ،‬لكن إذا اصبح راسمال الشركة خالل االربع اشهر الموالية لصدور قرار التعليق ‪ ،‬يقل‬
‫عن نصف الحد االدنى المخصص لراسمالها ‪ ،‬وجب استدعاء الجمعية العامة غير العادية لتبدي رايها‬
‫في انحالل الشركة او دمجها‪.2‬‬

‫‪-2.1‬تحديد قيمة اسهم الشركة ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 03‬من االمر ‪" ، 08/96‬تصدر اسهم الشركة ويعاد شراؤها ‪...‬بقيمة تصفوية تضاف اليها‬
‫او تخصم منها عموالت حسب الحالة"‪.‬‬

‫من خالل هذا النص فإن القيام بعمليات الزيادة او االنقاص في راس مال الشركة يعتمد على القيمة‬
‫التصفوية للسهم ‪.‬‬

‫احالت المادة ‪ 03‬السالفة الذكر الى لجنة البورصة كيفية حسابه الى لجنة البورصة‪ ،‬هذه االخيرة‬
‫اصدرت شرحت ذلك في المادة ‪ 02‬من النظام ‪ ،04/97‬مبينة ان القيمة التصفوية للسهم تحدد من‬

‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.232‬‬


‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 23‬من النظام ‪042 /97‬‬


‫‪75‬‬
‫حاصل قسمة صافي االصول على عدد االسهم ‪ ،‬علما ان صافي االصول ‪ ،‬حسب المادة ‪ 03‬من نفس‬
‫النظام ‪ ،‬يساوي الفرق بين مجموع اصولها وديونها‪.‬‬

‫يذهب البعض الى ان تقي يم السهم بقيمته التصفوية يشكل خط ار على الشركة إذا كانت قيمته السوقية‬
‫منهارة ‪ ،‬لذلك ينصح اقتصاديا ‪ ،‬ان تلجا الشركة الى تسعير اسهمها في بورصة القيم ‪ ،‬وهو ما اجازه‬
‫المشرع الجزائري بموحب المادة ‪ 04‬من االمر ‪.081/96‬‬

‫‪-2‬تقييد نشاط شركة االستثمار ذات راس المال المتغير بإدارة حافظة القيم المنقولة ‪:‬‬

‫حدد المشرع غرض ش إ ر م م في إدارة حافظة القيم المنقولة‪ ،‬ووضع مجموعة من القواعد التي تستبعد‬
‫خروجها عن هذا الغرض ‪ ،‬وحتى ال تصبح شركات االستثمار مجرد شركات مضاربة‪ ،‬لذا حضر عليها‬
‫القانون ان تقترض او تبيع اسهما ال تمتلكها‪ ،2‬فاوجب المشرع في المادة ‪ 3/05‬ان يتم تسديد االسهم‬
‫بأكملها عند اكتتابها ‪.‬‬

‫‪-1.2‬تكوين االصول ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 32‬من االمر ‪ 08/96‬على ان اصل ش ا ر م م يشمل على قيم منقولة وسندات دين‬
‫قابلة للتداول وبصفة تبعية سيوالت‪.‬‬

‫ومن خالل نصي المادتين ‪ 33‬و ‪ 34‬من االمر ‪ ، 08/96‬يتضح لنا ان المشرع إعتمد مبدأ الشمول في‬
‫تكوين محفظة القيم المنقولة ‪ ،‬اي احتواء المحفظة على غالبية القيم المنقولة المتداولة في البورصة ‪،3‬‬
‫سواء كانت قي م منقولة تمثل حصة في راس المال وهي االسهم وشهادت االستثمار او قيم منقولة تمثل‬
‫دين في ذمة الشركة وهي سندات االستحقاق وسندات المساهمة وسندات االستحقاق القابلة للتحويل الى‬
‫اسهم وسندات االستحقاق ذات قسيمات اكتتاب ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بوفامة سميرة ‪ ،‬شركات ذات راس المال المتغير ‪........،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪2‬اسامة ابو الحسن محمد مجاهد ‪ ،‬عقد استثمار االموال ‪ ،‬دراسة مفصلة للعقد المبرم مع شركة توظيف االموال ‪ ،‬د د ن ‪ ،‬الطبعة االولى‬
‫‪ ، 1993 ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪3‬مولود حاتم ‪ ،‬عقد تسيير محفظة القيم المنقولة ‪ ،‬اطروحة لنيل دكتوراه درجة ثالثة ‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو ‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ 2019-2018‬ص ‪.21‬‬
‫‪76‬‬
‫يضاف اليها القيم الصادرة عن الخزينة العمومية والمتمثلة في قيم الخزينة وسندات الخزينة ‪.1‬‬

‫كما اجاز المشرع ان تشمل محفظة القيم المنقولة سيوالت نقدية وتتمثل في االموال المودعة فو ار او‬
‫باجل ال يتجاوز مدة سنتين‪2.‬وذلك حتى يكون تتمكن الشركة من شراء من شراء القيم المنقولة في الوقت‬
‫‪3‬‬
‫المناسب الذي يحقق مصالح المساهمين‪.‬‬

‫حدد المشرع نسبا معينة يجب على ش إ ر م م إحترامها عند اكتسابها للقيم المنقولة المختلفة وذلك‬
‫بهدف توزيع المخاطر بحيث ال تتركز اموال الشركة في انواع معينة من القيم المنقولة فتتعرض لمخاطر‬
‫جسيمة في حالة هبوط قيمتها ‪ ،‬كما يهدف المشرع ايضا لى منع سيطرة ش إ ر م م على بعض‬
‫‪4‬‬
‫الشركات والتدخل في إدارتها وذلك إذا تملكت نسبة كبيرة من اسهم هذه الشركات ‪.‬‬

‫ويمكن اجمال القواعد المشار اليها سلفا في منع ش ا ر م م من ان تتجاوز نسبة توظف القيم المنقولة‬
‫الموظفة لنفس المصدر نسبة ‪ 20‬بالمئة ‪ ،‬كم ال يمكنها ان تحتفظ باكثر من ‪ 20‬بالمئة من نفس النوع‬
‫لنفس المصدر ‪ ،‬كما منعها من ان توظف سيولتها باكثر من ‪ 20‬بالمئة من اصولها ‪ ،‬كما منعها من‬
‫‪5‬‬
‫ان تتجاوز نسبة القروض ‪ 10‬بالمئة من اصولها‪.‬‬

‫‪-2.2‬تحديد العمليات التي يمكن ل ش إ ر م م ان تقوم بها ‪:‬‬

‫تتولى ش إ ر م م القيام المتعلقة بإدارة حافظة القيم المنقولة ‪ ،‬وهو ما يتضمن شراء وبيع ومقايضة‬
‫القيم المنقولة ‪ ،‬ويمكن ان يكون البيع او الشراء الجل‪ ،‬بشرط ان تكون الشركة مالكة لغطاء كامل‬
‫للعملية من السيولة النقدية او القيم المنقولة عند التعاقد وان تحتفظ بهذا الغطاء حتى انقضاء العملية‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫فال يجوز لها مباشرة البيع على المكشوف‪ ،‬الذي يندرج تحت عمليات المضاربة المحضورة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نوارة حمليل ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.281‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 35‬من االمر ‪.08/96‬‬
‫‪3‬‬
‫اسامة ابو الحسن محمد مجاهد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫اسامة ابو الحسن محمد مجاهد ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪4‬‬

‫المادة ‪ 35‬من النظام ‪045 /97‬‬


‫‪6‬‬
‫اسامة ابو الحسن محمد مجاهد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪77‬‬
‫وتتضمن إدارة الحافظة مباشرة جميع الحقوق واالمتيا ازت التي تتمتع بها القيم المنقولة‪ ،‬التي تشتمل‬
‫عليها حافظة الشركة ‪ ،‬واهمها ‪ :‬قبض ارباح القيم المنقولة وفوائدها ومبالغ االنصبة وعالوات الدفع‬
‫‪1‬‬
‫وشراء وبيع القيم ومباشرة حقوق االكتتاب التي تتمتع بها االسهم وكذا حقوق التصويت‪.‬‬

‫‪-3.2‬االلتزام بإيداع األصول ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 36‬من االمر ‪ 08/96‬على انه ‪":‬تتولى حراسة اصول (ه ت ج ق م) مؤسسة مؤتمنة‬
‫وحيدة ‪ ،‬متميزة عن (ش إ ر م م) او عن مسير (ص ت م ) ومختارة على اساس قائمة اشخاص‬
‫معنويين يحددها الوزير المكلف بالمالية ‪.‬‬

‫يجب ان تعين هذه المؤسسة ضمن القوانين االساسية ل(ش إ ر م م)‪."....‬‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 36‬من االمر ‪ ، 08/96‬يجب على ش إ م م ايداع االموال التي تكون حافظتها لدى‬
‫مؤسسة مؤتمنة ‪ ،‬يحدد شكلها قرار من وزير المالية ‪.‬‬

‫حدد قرار وزير المالية المؤرخ في ‪ 19982/08/13‬شكل المؤسسة المؤتمنة وهو وجوب ان يكون بنك‬
‫او مؤسسة مالية معتمدة ‪.‬‬

‫تتولى المؤسسة المؤتمنة حفظ االصول وفق لما هو متعارف عليه في هذا الشأن ‪ ،‬وتتولى العمليات‬
‫المعتادة المرتبطة بإدارة القيم المنقولة ‪ ،‬مثل تحصيل أرباحها وفوائدها ‪ ،‬كما تقوم بتنفيذ أوامر الشركة‬
‫بشان بيع وشراء القيم المنقولة ‪ ،‬كما تتولى تحصيل قيمة االكتتاب في أسهم الشركة ودفع قيمة إعادة‬
‫‪3‬‬
‫شرائها بالسعر الذي تحدده الشركة‪.‬‬

‫‪-4.2‬حق المساهمين في األرباح ‪:‬‬

‫يستهدف المساهمون من انضمامهم ل ش إ ر م م تحقيق عائد مالي من استثمار اموالهم في اسهمها‪،‬‬


‫ولذلك تقتضي حمايتهم تحديد المبلغ الذي يجب توزيعه عليهم على سبيل األرباح تحديدا دقيقا ‪،‬وإال فإن‬

‫اسامة ابو الحسن محمد مجاهد ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.73‬‬


‫‪1‬‬

‫قرار مؤرخ في ‪ 1998/08/13‬يتضمن تطبيق المادة ‪ 36‬من االمر ‪ 08/96‬المؤرخ في ‪ ، 1996/01/10‬والمتعلق بهيئات التوظيف‬
‫‪2‬‬
‫الجماعي للقيم المنقولة ‪ ،‬ج ر عدد ‪ 70‬مؤرخ في ‪.1998/09/20‬‬
‫‪3‬‬
‫نقال عن اسامة ابو الحسن محمد مجاهد ‪Roblot (R) ,Les SICAV,Les fonds communs de placement,1980 ,p40 ،‬‬
‫المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪78‬‬
‫لعبة االحتياطات والمصاريف قد تهدد حقهم في األرباح‪ ، 1‬وهو ما أراد المشرع تجنبه بنصه على‬
‫التحديد بموجب الئحة للحد األقصى لنفقات التسيير‪ 2‬وتطبيقا لذلك حددت المادة ‪ 04‬من النظام‬
‫‪ 04/97‬المقصود بمصاريف التسيير بانها تنحصر في تكاليف االستغالل التي تتحملها الشركة باستثناء‬
‫الفوائد والعموالت الخاصة بالقروض ‪.‬كما نصت المادة ‪ 40‬من نفس النظام بان مصاريف التسيير ال‬
‫يمكن ان تتجاوز نسبة ‪ 02‬بالمئة لمتوسط االصول التي تم تحديدها في آخر قيمة تصفوية لكل شهر‪،‬‬
‫اخذا بعين االعتبار اسهم الشركة الموجودة في المحفظة المالية‪.‬‬

‫واوجبت المادة ‪ 05‬من االمر ‪ 08/96‬من األمر ‪ 08/96‬توزيع األرباح خالل ستة (‪ )06‬اشهر كاقصى‬
‫اجل بعد إقفال السنة الحسابية ‪.‬‬

‫‪-5.2‬حق المساهمين في االعالم ‪:‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 46‬من األمر ‪ 08/96‬يجب على ش إ ر م م ‪ ،‬نشر المعلومات الحسابية والمالية الظرفية‬
‫والدورية والدائمة المتعلقة بنشاطها والموجه للجمهور وتخص هذه المعلومات ‪:‬‬

‫‪-‬نشرة إعالمية خاضعة لتأشيرة لجنة البورصة قبل إصدار األسهم ‪.‬‬

‫‪-‬الحسابات‪.‬‬

‫‪-‬تقارير النشاطات السداسية والسنوية‪.‬‬

‫‪-‬تكوين االصول‬

‫‪-‬كما يجب على الشركة نشر القيمة التصفوية للسند بإنتظام‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬صناديق التوظيف المشترك (ص‪.‬ت‪.‬م)‬

‫نتناول مفهومه ثم تاسيسه واخي ار نشاطه‪.‬‬

‫أ‪-‬مفهوم الصندوق المشترك للتوظيف‬

‫اسامة ابو الحسن محمد مجاهد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.74‬‬


‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 51‬من االمر ‪082 /96‬‬


‫‪79‬‬
‫نتطرق لتعريفه ثم خصائصه‬

‫‪-1‬تعريف الصندوق المشترك للتوظيف‬

‫عرفت المادة ‪ 13‬من االمر ‪ 08/96‬المتعلق بهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة ‪ ،‬صندوق‬
‫التوظيف المشترك بانه "ملكية مشتركة لقيم منقولة ‪ ،‬تصدر حصصها ويعاد شراؤها بناءا على طلب‬
‫الحاملين بالقيمة التصفوية ‪ ،‬تضاف اليها او تخصم منها النفقات والعموالت حسب الحالة"‪.‬‬

‫وهو اعادة لتعريف المشرع الفرنسي في المادة ‪ 8-214‬من المدونة النقدية والمالية الفرنسية ‪.‬‬

‫يعرف الفقه الصندوق المشترك للتوظيف بانه ‪":‬مؤسسة مالية تقوم بإستثمار االموال استثما ار‬
‫مشتركا من خالل تكوين وإدارة حافظة مالية متنوعة وفي مجاالت مختلفة وانشطة متعددة ‪ ،‬يشترك‬
‫المدخرون في ارباحها وخسائرها دون ان يكون لهم حق االدارة وتمثل حقوقهم في صكوك يصدرها‬
‫الصندوق ويعهد الصندوق بأعمال االدارة الى جهة ذات خبرة يطلق عليها مدير االستثمار(المؤسسة‬
‫المؤتمنة) الذي يحرص على تشكيل الصندوق من اوراق مالية (محفظة االوراق المالية) مختارة بدقة‬
‫وعناية ليتناسب كل منها اهداف لفئات المستثمرين السيما ال يتوافر لديهم الوقت الكافي والخبرة الالزمة‬
‫‪1‬‬
‫الدارة المحفظة"‪.‬‬

‫‪-2‬خصائص صندوق التوظيف المشترك ‪:‬‬

‫‪-1.2‬قيام الصندوق المشترك للتوظيف على عالقة ثالثية ‪ :‬فإنشاء الصندوق يتطلب وجود‬
‫ثالث اطراف هم ‪:2‬‬

‫‪ -‬مدير الصندوق او المسير ‪:‬يتولى المبادرة والقيام بإجراءات التاسيس ‪ ،‬وإتخاذ الق اررات‬
‫االستثمارية في تسيير واستثمار أصول الصندوق و المدخرات‪.‬‬

‫‪1‬محمد علي سويلم ‪،‬تداول االوراق المالية ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة االسكندرية ‪ ، 2003،‬ص‪ ، 191‬نقال عن منصوري‬
‫يوسف ‪ ،‬هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة ‪ ،‬رسالة لنيل الماجستير ‪ ،‬تخصص قانون االعمال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 1‬السنة الجامعية‬
‫‪ ، 2019-2018‬ص‪30‬‬
‫‪2‬‬
‫منصوري يوسف ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪80‬‬
‫‪-‬االمين او المؤسسة المؤتمنة او المودع لديه ‪ :‬وهو عادة ما يكون بنك تودع لديه االصول‬
‫والقيم المنقولة لتمكين المدير او المسير من إدارتها‪.‬‬

‫‪-‬المدخرون ‪ :‬وهم االشخاص الذين يودعون مدخراتهم رغبة منهم في االستفادة من خبرات‬
‫مسيري الصندوق في إدارة القيم للحصول على اكبر عائد باقل مخاطرة‪.‬‬

‫‪-2.2‬الملكية المشتركة للقيم المنقولة ‪:‬يتملك المدخرون االصول المودعة لدى الصندوق ملكية‬
‫مشتركة‪ ،‬الن هذا االخير ال يتمتع بالشخصية المعنوية ‪ ،‬ومن ثمة ال يتملكها‪.‬‬

‫يترتب على هذه الخاصية ‪ ،‬انه اليستطيع ان يدعي اي احد من المكتتبين لنفسه ملكية فردية لجزء من‬
‫االصول المودعة ‪.‬‬

‫‪-3.2‬الغرض االساسي للصندوق هو تسييير محفظة القيم المنقولة ‪ :‬تمتاز الصناديق المشتركة بان‬
‫نشاطها منحصر في استثمار القيم المنقولة كقاعدة عامة ‪ ،‬ويمنع عليها القيام بنشاطات أخرى مهما‬
‫‪1‬‬
‫كان نوعها‪.‬‬

‫‪-4.2‬عدم تمتع صندوق التوظيف المشترك بالشخصية المعنوية ‪ :‬وهذا بخالف شركة االستثمار ذات‬
‫راس المال المتغير ‪ ،‬وهو ما يترتب عليه بقاء المدخرين مالكين لالصول المودعة ولكن ملكية مشتركة‬
‫‪2‬‬
‫غير قابلة للتقسيم‪.‬‬

‫‪-5.2‬اإلدارة المتخصصة لألصول‪ :‬تمتاز الصناديق المشتركة باإلدارة المتخصصة والمحترفة لألصول‬
‫المالية‪ ،‬وهو ما يجذب المستثمر إليداع أمواله ومدخراته لدى هذه الصناديق الستثمارها معتمدا في ذلك‬
‫‪3‬‬
‫على خبرتها‪.‬‬

‫ب‪-‬تأسيس الصندوق المشترك للتوظيف‪:‬‬

‫يمر تاسيس الصندوق المشترك للتوظيف بمرحلتين ‪:‬‬

‫‪-1‬مرحلة إعداد مشروع نظام الصندوق والحصول على االعتماد‪:‬‬

‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.236‬‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫منصوري يوسف ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.237‬‬
‫‪3‬‬

‫‪81‬‬
‫‪-1.1‬اعداد مشروع النظام‪:‬‬

‫يبادر مسير ص م ت باالشتراك مع المؤسسة المؤتمنة على اعداد مشروع نظام الصندوق‬
‫ويعتبران هما المؤسسين للصندوق‪.1‬‬

‫‪2‬‬
‫يجب ان يحتوي مشروع نظام صندوق التوظيف المشترك على المعلومات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬المسير والمؤسسة المؤتمنة‪ :‬اسمهمها وطرق تعيينهما والحقوق والواجبات وطرق منح االجر‪،‬‬
‫ونسخ من قوانينهما االساسية ونسخ من شهادت السجل التجاري لهما‪.‬‬

‫‪ -‬سياسة التوظيف للصندوق واهدافه ‪.‬‬

‫‪-‬معلومات حول مالية الصندوق ‪ :‬طرق ودورية حساب القيمة التصفوية ‪ ،‬طرق تقييم القيم‬
‫المسجلة في المحفظة ‪،‬مبلغ راسمال االصلي ‪ ،‬مبلغ راسمال االدنى ‪ ،‬المبلغ االقصى لعموالت االكتتاب‬
‫وإعادة شراء الحصص ‪ ،‬ومصاريف التسيير ‪.‬‬

‫‪-‬معلومات حول نشاط الصندوق وانتهائه ‪ :‬تواريخ افتتاح الدورة االولى والدورات المتتالية‬
‫وتواريخ غلقها‪ ،‬المعلومات التي تبلغ لحاملي الحصص ‪ ،‬طرق االصدار واعادة شراء الحصص ‪.‬طرق‬
‫توزيع النتائج وتوزيع المداخيل ‪ ،‬طرق تعديل النظام ‪ ،‬طرق حل وتصفية وإعادة تكوين الصندوق‪.‬‬

‫‪-‬طرق تعيين مندوب الحسابات وحقوقه وواجباته واجرته‪.‬‬

‫‪-2.1‬الحصول على االعتماد ‪:‬‬

‫يقدم طلب االعتماد مرفقا بالملف السالف الذكر للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫إذا إرتات اللجنة منح االعتماد تصدر قرار بذلك‬

‫‪-2‬مرحلة اتمام اجراءات التاسيس واالكتتاب في الصندوق ‪:‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 20‬من االمر ‪ 08 /96‬و المادة ‪ 17‬من النظام ‪04/97‬‬


‫المادة ‪ 18‬من النظام ‪042 /97‬‬
‫المادة ‪ 18‬من االمر ‪083 /96‬‬
‫‪82‬‬
‫بعد استالم اعتماد لجنة البورصة ‪ ،‬يقوما المسير والمؤسسة المؤتمنة بالتوقيع على النظام‪ ،‬ثم‬
‫يشرعا في التحرير الكامل للحصص ‪.1‬‬

‫‪ -‬يجب ان يتم تسديد الحصص االصلية كاملة بمجرد التاسيس ‪ ،‬ويتم تحديد االصول االصلية‬
‫في النظام االساسي ويجب اال تقل عن الحد االدنى المحدد بموجب المرسوم التنفيذي ‪ 474/96‬والمقدرة‬
‫بمليون دينار (‪ 1000.000.00‬دج)‪.‬‬

‫يجب على المسير اتمام اجراءات التاسيس في اجل ثالثة اشهر من الحصول على االعتماد‪.‬‬

‫كما يجب عليه ان ينشر نظام ص ت م في جريدة االعالنات القانونية‪.2‬‬

‫كما يجب على المسير في نفس مدة ثالثة اشهر نشر ملخص عن الملف المودع لدى المركز‬
‫الوطني للسجل التجاري في جريدة االعالنات القانونية‪.‬‬

‫يجب على المسير كذلك ان يودع في نفس اجل ثالثة اشهر لدى لجنة تنظيم البورصة نسخة من‬
‫شهادة االيداع المسلمة من المؤسسة المؤتمنة ونسخة من تقرير التقييم للمساهمات العينية المحرر من‬
‫طرف مندوب الحسابات وتحت مسؤوليته‪.‬‬

‫ج‪-‬إدارة الصندوق المشترك للتوظيف‬

‫يقوم بتسيير ص م ت مسير ‪،‬تحت رقابة المؤسسة المؤتمنة ‪.‬‬

‫‪-1‬المسير ‪ :‬يتولى إدارة الصندوق مسير ‪،‬قد يكون شخصا طبيعيا او معنويا‪ ،3‬يشترط فيه‬
‫مجموعة من الشروط بهدف توافر قدر معين من الثقة من اجل منح الطمأنينة للمدخرين ‪،‬وهي ‪:‬‬

‫‪-‬يجب ان يكون المسير يتواغر على كفاءة مهنية تؤهله لتسيير محفظة القيم المنقولة ‪ ،‬دون ان‬
‫يحدد المشرع مؤهالت معينة‪ ،4‬على خالف المشرع الفرنسي الذي يشترط ان تكون شركة متخصصة في‬
‫إدارة المحافظ المالية‪.1‬‬

‫المادة ‪ 19‬من النظام ‪041 /97‬‬


‫المادة ‪ 22‬من االمر ‪082 /96‬‬
‫المادة ‪ 28‬من االمر ‪083 /96‬‬
‫المادة ‪ 47‬من النظام ‪044 /97‬‬
‫‪83‬‬
‫‪-‬يلتزم المسير بممارسة إدارة الصندوق بكل ما تقتضيه االدارة من عناية وكفاءة ‪ ،‬فهو يحدد‬
‫سياسة االستثمار وعمليات البيع والشراء للصكوك المكونة للمحفظة ‪ ،‬بإعتباره مدي ار للصندوق ‪.‬‬

‫‪-‬يمثل المسير ص ت م في مواجهة الغير‪ ،‬وامام الجهات القضائية للدفاع عن حقوق ومصالح‬
‫‪2‬‬
‫حاملي الحصص‪.‬‬

‫‪-2‬المؤسسة المؤتمنة ‪ :‬تتولى حراسة اصول ص ت م حراسة اصول الصندوق مؤسسة مؤتمنة‬
‫وحيدة متميزة عن هذه االخيرة ‪،‬تختار على اساس قائمة من االشخاص المعنويين التي يحددها وزير‬
‫المالية ‪ ،3‬وتشمل كل البنوك والمؤسسات المالية المعتمدة طبقا لقانون النقد والقرض‪.4‬‬

‫تتولى المؤسسة المؤتمنة وظيفتين هما‪: 5‬‬

‫‪-‬حفظ اصول الصندوق ‪ ،‬وذلك بقيد الصكوك والنقود في حساب خاص ومستقل ‪.‬‬

‫‪-‬رقابة مدى صحة ومشروعية الق اررات الصادرة عن المدير ‪.‬‬

‫المادة ‪ 11‬من القانون ‪.1988/12/23‬‬


‫‪1‬‬

‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.241‬‬


‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 36‬من القانون ‪083 /96‬‬


‫المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي ‪. 474/96‬‬
‫‪4‬‬

‫حمليل نوارة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪2435‬‬


‫‪84‬‬
85

You might also like