Professional Documents
Culture Documents
دور القروض البنكية في تمويل المشاريع الاستثمارية
دور القروض البنكية في تمويل المشاريع الاستثمارية
مركز :باتنة
-لطرش سميرة
و يسعنا بعد حمده و شكره أن نتقدم بخالص الشكر و التقدير لألستاذ " بوزناق حسن " الذي تفضل
.باإلشراف Iعلى هذا العمل ،فجزاه هللا عنا كل خير
كما نتقدم بالشكر Iلعمال إدارة الملحقة دون أن يفوتنا أن نشكر السيد المدير الذي سهر على السير
.الجيد لها
.هذا و ال ننسى أن نشكر كافة األساتذة الذين رافقونا في مشوارنا Iالدراسي طيلة السنوات الثالث
أهدي عملي هذا إلى من قال فيهما ربي ( :و قال ربك أال تعبدوا أال إياه و بالوالدين
إحسانا )
إلى من تتسابق الكلمات لتخرج معبرة عن مكنون ذاتها إلى من وضعتني على طريق
الحياة و أضاءت بنصائحها دربي و علمتني أن الحياة تؤخذ بالجهد ال باألماني ،إلى
شمعة قلبي :أمي الحبيبة.
إلى الينبوع الذي ال يمل العطاء ،إلى الذي حاك سعادتي بخيوط منسوجة من قلبه ،إلى
من علمني الصبر و التضحية ،الذي لم يبخل بشيء من أجل دفعي في طريق النجاح
إلى :أبي الغالي.
إلى جميع أفراد أسرتي العزيزة الذين بهم أكبر و عليهم أعتمد و من بفرحتهم تصنع
البسمة على شفاهي.
و إلى كل من سعتهم ذاكرتي و لم تسعهم مذكرتي.
أسامء
:إهداء
مسرية
:فهرس المحتويات
إهداءات -
تمهيد - 6 ..........................................................................................................
المطلب األول :مفهوم و أهمية و أنواع المشاريع االستثمارية 45 ..............................
المطلب الثاني :خصائص المشروع Iاالستثماري Iو أهدافه 48 ..................................
تمهيد - 56 ..........................................................................................................
المبحث الثالث :مخاطر منح القروض البنكية و إجراءات التحوط منها - 79 ..........................
المطلب الثالث :إجراءات و أساليب التحكم في مخاطر القروض البنكية 85 .................
المطلب الرابع :الضمانات 92 ........................................................................
خالصة - 96 .......................................................................................................
المقدمة:
إن انفتاح االقتصاد Iالوطني على اقتصاد Iالسوق وفتح األبواب أمام المستثمرين أدى إلى ظهورI
مشاريع Iجديدة وتوسع المشاريع Iالقائمة ،وأمام المنافسة الداخلية و الخارجية تطلب بقاء ونمو Iهذه
المشاريع Iازدياد حاجتها إلى الموارد المالية بسبب قصور Iمواردها المالية المتاحة عن مقابلة
متطلبات نشاطها Iوتحقيق أهدافها حيث يعتبر القرض البنكي مصدرا هاما إلشباع تلك االحتياجات.
فاالقتراض من البنوك التجارية أصبح من أهم مصادر التمويل نظرا لكون البنوك تحتل مركزا هاما
في أسواق النقد وذلك لتوفيرها األموال الالزمة لتسيير Iاألنشطة المختلفة بشكل مستمرI.
كما تمثل عمليات اإلقراض النشاط المقابل لجمع الودائع والنشاط األكثر جاذبية للبنوك كونهاI
المصدر Iالرئيسي لربحيتها ،لذا عليها دائما التوفيق Iبين هذين النشاطين لتفادي وقوعها Iفي أزمة
السيولة وبالتالي المحافظة على استمرارها Iوتحقيق أهدافها.
وباعتبار Iالمشاريع االستثمارية القوة المحركة لالقتصاد Iيجب على المستثمر إتباع أسس ومعايير
لتقديم البدائل المختلفة منها حتى يتم منها اختيار أفضلها وأكثرها Iإنتاجية وربحية ،ومع تعدد
مصادر Iالتمويل لهذه المشاريع تبقى القروض البنكية المصدر الرئيسي Iوالذي تعتمد عليه.
غير أن هذا التمويل يتولد عنه العديد من المخاطر التي تؤثر على قدرة البنوك على اإلقراض ومنه
على االقتصاد Iككل باعتبار اعتماد باقي Iاألنشطة على البنوك لتمويلها.
إذا كانت القروض البنكية أهم مصدر تمويلي في االقتصاد ،فما مدى مساهمتها في تمويل
المشاريع االستثمارية ؟
أ
المقدمة العامة
األسئلة الفرعية:
لمعالجة اإلشكالية المطروحة أعاله يجب إزالة الغموض حول األسئلة التالية:
فرضيات البحث:
لقد ارتأينا Iوضع مجموعة من الفرضيات تسمح باإلجابة عن األسئلة الفرعية للبحث نوجزها في
النقاط التالية:
/1القروض البنكية وسيلة من وسائل التمويل األكثر إتاحة أمام األفراد و المؤسساتI.
/2المشروع Iاالستثماري Iهو نشاط اقتصادي يهدف إلى تحقيق الربح من جهة و إشباع رغبات
المجتمع من جهة أخرى.
/3يتم اتخاذ قرار منح القروض انطالقا Iمن التحليل المالي للمشروع.
/4يترتب على عملية منح القرض خطر عدم التسديد أي عدم الوفاء بااللتزامات اتجاه البنك.
ب
المقدمة العامة
أهداف الدراسة:
إن الهدف من دراسة هذا الموضوع Iهو التعرف على القروض البنكية بمختلف أنواعها وعلى
دورها Iفي تمويل المشاريع Iاالستثمارية مع تحديد أهم األسس والمعايير Iالمتبعة لمنح القروض
البنكية.
منهجـ البحث:
إن دراستنا Iلهذا الموضوع تتطلب استخدام المنهج الوصفي التحليلي وذلك لتحديد مختلف المفاهيم
المرتبطة بالموضوع وكذلك تحليل طبيعة العالقة بين مختلف الدراسة خاصة في مجال تحديد
معايير Iاختيار المشاريع االستثمارية واألسس المعتمدة لتقديم القروض .
منهجيةـ البحث:
تناولنا Iفي الفصل األول مدخل إلى القروض البنكية ،التمويل والمشاريع Iاالستثمارية والذي يضم
ثالث مباحث تطرقنا Iفي المبحث األول إلى اإلطار المفاهيمي للقروض البنكية وفي Iالمبحث الثاني
إلى ماهية التمويل أما في المبحث الثالث قمنا بدراسة المشاريع االستثمارية.
أما في الفصل الثاني فقمنا بدراسة آليات تمويل البنوك للمشاريع االستثمارية من خالل ثالث مباحث
تضمن المبحث األول الوساطة البنكية وفي المبحث الثاني آليات و إجراءات منح القروض البنكية
وفي Iالمبحث الثالث مخاطر منح القروض وإجراءات التحوط منها.
ج
الفصل األول:
تمهيد :
كل نشاط اقتصادي تقوم به المؤسسات أو القطاعات المكونة لالقتصاد Iالوطني بحاجة إلى مصادرI
تمويلية لتغطية احتياجاتها Iمن األموال ،تمحورت أساسا في عملية منح القروض البنكية والتي
تعتبر من أهم عمليات البنوك ،فنجد أي قرار Iاستثماري Iيتطلب فترة زمنية طويلة و رأس مال كبير
والذي ال تقدر عليه إال المؤسسات المالية الكبيرة كالبنوك ،وهو ما سوف نتعرض إليه في المبحث
األول من خالل اإلطار المفاهيمي للقروض البنكية.
أما المبحث الثاني فخصصناه للتحدث عن ماهية التمويل والذي يمثل أساس كل عملية اقتصادية ،إذ
يرتكز Iعليه تدفق السيولة في مختلف القطاعات و أحد العناصر Iالمهمة لكي تستمر أي مؤسسة في
أداء نشاطهاI.
لنتطرق Iفي المبحث الثالث إلى المشاريع االستثمارية والتي بدورها تمثل المحرك األساسي Iللنشاط
االقتصادي واألداة الفعالة التي تزيد بها الطاقة اإلنتاجية كما أنها تمثل عنصرا فعاال في مقومات
الدخل الوطني.
6
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
تعتبر عملية منح القروض البنكية الوظيفة الرئيسية لنشاط البنوك ،فهي تشكل إحدى الخدمات
البنكية التي تقدمها البنوك لزبائنها و أحد أكبر مصادر اإليرادات لها ،وهذا النوع األكثر ربحية
مقارنة بسائر Iأعمالها ،وعلى هذا األساس سيتم التطرق إلى اإلطار المفاهيمي للقروض البنكية
على النحو التالي :
-1التعريف اللغوي:
يرجع األصل التاريخي لكلمة بنك إلى الكلمة االيطالية بنوك والتي يقصد بها المصطبة التي يجلس
عليها الصارفون لتصريف Iوتحويل العملة.
ثم تطور المعنى بعد ذلك ليقصد به المنضدة التي يتم فوقها عد وتبادل العمالت ،وفي األخير
1
أصبحت الكلمة تعني المكان الذي توجد فيه تلك المنضدة وتجرى فيه المتاجرة بالنقود.
-2التعريف القانوني:
لقد عرف المشرع الجزائري البنك في المادة 114من قانون النقد والقرض الصادر في
2
14/04/1990كما يلي:
البنوك أشخاص معنوية مهمتها العادية والرئيسية إجراء العمليات المصرفية في المواد
113 ، 110في هذا القانون وتتضمن هذه العمليات التي يقوم بها البنك طبقا للمواد
113 ، 112 ، 111 ، 110في ما يلي:
* عمليات القرض.
-1شاكر القزويني ،محاضرات في اقتصاد البنوك ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ص .24
- 2منير إبراهيم هندي ،إدارة البنوك التجارية ،المكتب العربي الحديث ،اإلسكندرية ،مصر ،2003 ،ص .5
7
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
-3التعريف االقتصادي:
تعددت تعاريف البنوك بتعدد األشكال االقتصادية وباختالف األنظمة البنكية ،مما صعب إيجاد
تعريف Iإقتصادي Iجامع للبنوك ،وهذا راجع لكون نشاطات Iالبنوك التي تتأثر وتخضع لقوانين
1
وتشريعات الدول المتواجدة بها ،ومن ثم فإن التشريعات هي التي تحدد تعريف البنوك فنجد:
* مؤسسة مهمتها األساسية والعادية الحصول على األموال من الجمهور في شكل ودائع وفي شكل
آخر ،تستخدمها لحسابها الخاص في عملية الخصم أو القرض أو العمليات المالية.
* البنوك هي نوع من المؤسسات Iالمالية التي يرتكز نشاطها Iفي قبول الودائع ومنح اإلئتمان والبنك
التجاري Iلهذا المفهوم يعتبر وسيطا Iبين أولئك الذين يحتاجون لتلك األموال .
* البنوك هي مؤسسة مالية متخصصة وظيفتها Iالرئيسية الوساطة المالية ،وتعني هذه الوظيفة قيام
البنك بتعبئة المدخرات في األفراد والقطاعات االقتصادية المختلفة داخل المجتمع ،وهي القطاعات
التي تتوافر Iلديها فوائد Iنقدية ثم توجيه هذه المدخرات إلى من يحتاجها في األفراد Iوالقطاعات
االقتصادية المختلفة والتي تحتاج إلى هذه األموال المدخرة ألغراض اإلنتاجية و اإلستثمارية
والشخصية المختلفة .
إذا تأملنا التعاريف Iالسابقة تبين لنا أن البنوك هي تلك القناة التي تمر عبرها األموال من وحدات
الفائض المالي إلى وحدات العجز المالي ،و أهم ما يميزها عن غيرها من المؤسسات Iالمالية هو
قيامها Iبتقديم نوعين من الخدمات هما :
قبول الودائع و تقديم القروض المختلفة ألصحاب المال والشركات واألفراد Iوغيرهم.
- 1يحراز يعدل فريدة :تقنيات Iو سياسات التسيير المصرفي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ، 2000 ،ص .62
8
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
* لغة :ائتمان :ائتمن فالن فالنا أي عده أمينا ،وائتمن فالن فالنا على كذا أي اتخذه أمينا عليه
1
وكذلك االئتمان هو ما تعطيه لغيرك من المال بشرط إعادته بعد وقت محدد.
-فاصل كلمة قرض ،ناشئ في اللغة االنجليزية عن عبارة ( )credoوهي تركيبة الصطالحين
أحدهما مستمد من اللغة السنسكريتية وهو) ( cradبمعنى ثقة و الثاني مستمد من اللغة الالتينية
وهو ( ) doبمعنى أضع وعليه فإن االصطالح يعني أضع الثقة و أثق على اعتبار أن الثقة هي
2
أساس كل قرار قرض.
أوال :القرض كلمة مخصصة للعمليات المالية التي تجمع مباشرة بين هيئة مالية سواء كان بنك أو
4
مؤسسة مالية والمقترض.
ثانيا :يقصد بالقرض البنكي عملية يلتقي بمقتضاها البنك فائدة أو عمولة معينة أو محددة أن يمنح
زبونا( Iفرد أو شركة أعمال) بناء على طلبه سواء حاال أو بعد وقت معين بتسهيالت في صورة
أموال نقدية أو أية صورة أخرى وذلك لتغطية العجز في السيولة ليتمكن من مواصلة نشاطه المعتاد
أو اقتراض الزبون ألغراض استثمارية أو تكون في شكل تعهد متمثلة في كفالة البنك للزبون أو
تعهد البنك نيابة على الزبون لدى الغير.
5
ثالثا :القرض هو عملية مبادلة قيمة حاضرة مقابل وعد بقيمة آجلة مساوية لها ،غالبا ما تكون هذه
القيمة نقودا ،وهناك طرفان في عملية اإلقراض ،األول مانح للقرض ويسمى (الدائن) والثاني Iهو
متلقي القرض ويسمى (مدينا) ،ويضاف Iإلى قيمة القرض مبلغ آخر يسمى الفائدة يدفع للدائن
6
مستقبال نظير تخليه عن القيمة الحاضرة.
- 1مؤنس رشاد الدين :المرام في المعاني و الكلمات ،دار راتب الجامعية ،بيروت ،لبنان ،2000 ،ص .664
- 2محمد سعيد أنور سلطان :إدارة البنوك التجارية ،المكتب Iالعربي الحديث ،القاهرة ،مصر ،1996 ،ص .389
- 3عبد الحق أبو عتروس :الوجيز في البنوك التجارية ،جامعة منتوري I،قسنطينة ،الجزائر ،2000 ،ص .36
- 4يحراز يعدل فريدة :مرجع سبق ذكره ،ص .108
- 5عبد المعطي رضا رشيد و محفوظ أحمد جودة :إدارة االئتمان ،دار النشر ،عمان ،األردن ،1995 ،ص .32
- 6زينب عوض هللا :اقتصاديات النقود و المال ،الدار الجامعية ،بيروت ،لبنان ،1995 ،ص .77
9
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
ومن خالل هذه التعريفات يمكن استخالص التعريف اإلجمالي التالي :
القرض البنكي :هو عبارة عن تسهيل ائتماني مباشر يمنح إلى زبائن البنك وذلك بموجب اتفاق بين
البنك والمقترض ،والذي يتم بموجبه قيام البنك بإقراض الزبون مبلغا معينا من المال ولمدة معينة
لغرض تمويل احتياجاتهم في المدى القصير والمدى المتوسط والطويل ،ويتفق مع الزبون على
طريقة سداد مبلغ القرض باإلضافة إلى الفوائد و العموالت وعادة ما يتم سداد أصل القرض وفوائده
إما على أقساط شهرية ،ربع سنوية ،نصف سنوية ،وقد يتم تسديد Iقيمة القرض دفعة واحدة وذلك
في تاريخ االستحقاق.
لكل بنك سياسة اقتراض خاصة به وسوف Iنتطرق Iإليها الحقا ،تكون مكتوبة لغرض تنظيم Iنشاطه
وهذه األخيرة تتعدد فيها الجهة التي توجه إليها القرض إضافة إلى عدة قواعد تساعد على تنظيم
نشاط البنك ويحكم سياسة اإلقراض ،تنظم وتحدد Iحجم و مواصفات القروض البنكية الممنوحة من
طرف Iالبنك ،فخصائص القروض البنكية أيضا تندرج ضمن سياسة اإلقراض .حيث لكل قرض
1
بنكي خصائص كثيرة عن باقي Iالقروض نحاول أن نوجزها في النقاط التالية :
* قيمة القرض :تتحدد قيمته حسب الجهة التي يوجه إليها إضافة إلى إمكانيات البنك التمويلية ،مثال
تكون قيمة القروض الموجهة لتمويل مشروع استثماري حوالي %70من تكلفة االستثمارI.
* مدة القروض :ويعني Iوجود تجانس مدة القرض مع حياة الشيء الممول ،مثال :إذا كان القرض
متوسط Iاألجل فتكون قيمته من سنتين وخمسة سنوات وهناك تقسيمات أخرى حسب سياسة
اإلقراض كما يكون متغيرا.
* طريقة السداد :تكون حسبما متفق عليه سابقا سواء على شكل دفعات ثابتة أو متغيرة.
* الضمانات :تكون إما عينية أو تقديم أصول عينية مقابل منح القرض البنكي ،كما يمكن أن يكون
ضمانات شخصية حيث يكتفي البنك بمعرفة المركز المالي للزبون ،ويمكن اإلقراض أيضا دون
ضمان ويكتفي البنك فيها بوعد المقترضين بالدفع.
- 1زوايدية مريم و أخريات :دور القروض البنكية في تفعيل Iالتنمية االقتصادية ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس تخصص مالية و
بنوك ،جامعة قالمة دفعة ،2008/2009ص .19
10
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
توجد تصنيفات متعددة ألنواع القروض البنكية إذ يمكن تصنيف القروض البنكية من حيث الغرض
ومن حيث عدد المقرضين ومن حيث نوع الضمان ومن حيث األجل و من حيث القطاعات
االقتصادية ومن حيث الجهة الطالبة كما يلي :
أوال :القروض البنكية من حيث الغرض :تنقسم القروض البنكية من حيث الغرض من استخدامهاI
1
إلى عدة أنواع أهمها:
-1القروض االستهالكية :هي تلك القروض التي يكون الغرض من استخدامها استهالكيا Iكشراء
سيارة أو أثاث أو تلفزيون إال أن بعض البنوك ال تحبذ إعطاء القروض للموظفين لشراء هذه السلع
المعمرة ذلك ألن قدرة الموظف إجماال على الدفع تتوقف على استمراره بالوظيفة حيث يمكن أن
تتأثر بإنهاء خدماته أو بمرضه أو نتيجة إصابته بحادث ،ولذلك فإن البنوك تطلب عادة سعر فائدة
أعلى على القروض االستهالكية ألنها تتضمن درجة مخاطرة أعلى وقد تكون القروض
االستهالكية بضمان الراتب أو بضمان مجوهرات و حلي أو غير ذلك.
-2القروض اإلنتاجية :وهي تلك القروض التي يكون الغرض من استخدامها إنتاجيا أي لغرض
زيادة اإلنتاج أو زيادة المبيعات كشراء المواد الخام أو شراء آالت لتدعيم الطاقة اإلنتاجية للشركة
وتشجع البنوك المركزية عادة البنوك التجارية على إعطاء قروض ألغراض إنتاجية ألن ذلك فيه
دعم لإلقتصاد الوطنيI.
ثانيا :القروض البنكية من حيث عدد المقرضين :تنقسم القروض من حيث المقترضين إلى نوعين
2
رئيسيين:
-1قروض يقدمها بنك واحد :إن األصل في القرض يقدمه بنك واحد فيفضل البنك ان يقوم وحده
بمنح القروض ،وذلك بهدف االستفادة الكاملة من الفوائد المتفق على سعرها وتقوم إدارة البنك ببذل
أقصى Iجهدها دائما للوصول Iإلى أعلى مستوى اإلقراض عنده اقل من الالزم البد أن يتكبد خسائر،
أما البنك الذي يرفع مستوى اإلقراض عنده إلى مستوى جيد فإنه إجماال يحقق أرباحا إال إذا كانت
مصاريفه أكثر من إيراداته.
- 1رضا صاحب أبو أحمد :إدارة المصارف -مدخل تحليلي كمي معاصر ،دار النشر ،عمان األردن ،2000 ،ص .216
- 2نفس المرجع ص ( .) 216/217
11
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
-2القروض المجمعة :تشير القروض المجمعة إلى اشتراك أكثر من بنك واحد بتقديم قرض معين
الذي غالبا ما يكون كبيرا نسبيا بحيث ال يستطيع بنك بمفرده تقديمه ،ويتم تأمين مثل هذا القرض
بالنيابة عن المقترضين وذلك عن طريق مجموعة من البنوك المقرضة.
ثالثا :القروض البنكية من حيث الضمان :بعد الضمان الوسيلة التي تعطي للبنوك تأمينا ضد
مخاطر Iعدم السداد إذ أنه يساعد البنك على استالم حقوقه في القرض عندما يعجز الزبون عن
1
سداده و تقسم القروض في هذا المجال إلى قسمين رئيسيين هما :
-1القروض البنكية دون ضمانات :قد يمنح البنك قرضا Iألحد زبائنه الجدد دون أي نوع من
الضمانات وذلك اعتمادا على سمعته المالية وعلى قوة مركزه المالي وال ينبغي التوسع في منح
القروض دون ضمانات (على المكشوف) إذ أنه يمنح في ظروف خاصة كمحاولة لكسب زبون
جديد أو االحتفاظ بزبون جيد إال أنه في أي حالة من الحاالت ال يحبذ أن يكون القرض دون ضمان
بمبالغ كبيرة.
ومن المستحسن أن ال تقدم إدارة البنك الرشيدة على منح القروض على المكشوف Iفي كل الظروف
لما يلحق بسالمة مثل هذه القروض من مخاطر مصرفية جسيمة.
-2القروض البنكية بضمانات :إن الغالبية العظمى من القروض تكون مصحوبة بضمانات ويطلقI
على هذه الضمانات اسم ضمانات تكميلية ألنها تطلب استكماال لعناصر Iالثقة الموجودة أصال وليس
بديال عنه ،فبعد التأكد من سمعة الزبون المالية على أنها جيدة يطلب البنك من الزبون ضمانا تكميليا
استكماال لعناصر Iالثقة المتوفرة في األساس .
إال أنه ال ينبغي بأي حال من األحوال أن تفكر اإلدارة بأنها من الممكن أن تطلب من الزبون ضمانا
معينا لسد ثغرة معينة بعد إجراء الدراسات الالزمة و االستفسارات المطلوبة عن الزبون وبعدI
الخروج بنتيجة سلبية عن وضع الزبون المالي.
-1القروض االستثمارية :وهي تلك القروض الموجهة لتمويل األصول الثابتة في المؤسسة
وتمويل Iاستثماراتها ، Iالشيء الذي يتطلب تواجد هذه األموال لمدة قد تكون طويلة تحت تصرفI
المؤسسة لكي تنسجم مع طبيعة األصول الممولة ،لذلك فالقروض المتوسطة أو الطويلة األجل هي
التي تتجاوب مع هذا النوع من التمويل ،فالبنوك قد تصنع قروضا Iطويلة المدى تتراوح مدتها بين
- 1خلة نوال و دخاخنة وفاء :القروض البنكية و دورها في تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس
تخصص مالية ،جامعة قالمة دفعة ، 2008ص ( .) 59/60
12
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
7و 20سنة ،أو بصفة عامة تمنحها مؤسسات Iمالية متخصصة لمدة تتجاوز 5سنوات لقاء
ضمانات تكافلية أو رهن عقاري رسمي ،كما يمكن أن تكون القروض لمدة متوسطة تتراوح بين 2
و 7سنوات وهدفها تمويل االستثماراتI.
بالرغم من أن معظم الدول لديها مؤسسات مالية متخصصة في هذا المجال لتمويل االستثمارات،
علما بأن التمويل ال يتجاوز %70 Iمن مبلغ المشروع ،ومدته ال يمكن أن تتجاوز 20 Iسنة ،أما
الضمانات فهي رهن رسمي Iبالدرجة األولى ثم الكفاالت والرهن الحيازي ، Iأما عن معدل الفائدة
1
فتحدده السلطة النقدية غالبا.
-2قروض االستغالل :هي تلك القروض الموجهة لتمويل الجانب االستغاللي في المؤسسة عادة ما
تكون لمدة قصيرة ال تتجاوز سنتين أو باألحرى Iتتراوح بين الشهر والسنتين كحد أقصى ،وعادة ما
2
يتم الوفاء به في نهاية العملية المستهدف تمويلها وهذا النوع من القروض له عدة صور أهمها :
* خصم األوراق التجارية :وهي تتمثل في تلك العملية التي يقوم بموجبها دفع مبلغ الورقة التجارية
لحاملها (من طرف Iالبنك قبل حلول أجالها) بعد خصم (حسم) عمولة ،أو بمعنى آخر عملية خصم
جزء من قيمتها ، Iوبعد ذلك يقوم بتحصيل قيمتها من المدين في التاريخ المحدد ،وهكذا يتضح لنا
بأن هذه العملية تتضمن في الوقت ذاته ائتمان وخصم I،ائتمان باعتبارها تشمل تقديم مال على أساس
القرض وانتظار الوفاء به في الميعاد المحدد أصال في ورقة الدين ،وهي خصم باعتبارها تحويل
قيمة آجلة وقيمة عاجلة (حالية) البد له من ثمن وهذا الثمن هو معدل خصم والذي يمثل مبلغ
المقتطع من قيمة الورقة التجارية المخصومة.
* اعتمادات الصندوق :إن الهدف منها تزويد Iصندوق Iالزبون وتلبية احتياجاته اآلتية بالسيولة،
وهي تلك التي يقدم البنك بموجبها أو يتعهد بتقديم األموال لمتعامليه مقابل وعد بالوفاء Iفي الموعد
المحدد مع دفع فائدة ،ولهذا النوع من القروض عدة صور نذكر أهمها:
أ -تسهيالت الصندوق :وهي تلك التسهيالت المصرفية التي تمنحها البنوك لمتعامليها بغية إعطائهم
مرونة أكبر في نشاطهم ،وكذا لسد الفراغ أو العجز المؤقت في المؤسسة وأهم هذه التسهيالت :
التوطين :أي توطين ورقة تجارية والتي تعني تحديد اسم البنك ورقم حساب يجري منه
وفيه تسديد قيمتها.
13
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
السحب على المكشوف :والذي يعني المبلغ الذي يسمح البنك لعامليه بسحبه بما يزيد من
رصيد Iحساب الجاري ( الرصيد الدائن) ،على أن يعرض البنك على هذا الزبون فائدة
تتناسب مع الفترة التي تم خاللها سحب مبالغ تفوق رصيد Iالدائن ،ويوقف البنك حساب
الفائدة بمجرد عودة الحساب إلى حالته الطبيعية ( من المدين إلى الدائن ).
ب -اعتماد الموسم :يمنح هذا القرض للمؤسسات Iالمتخصصة في تخزين اإلنتاج الزراعي ونظراI
لما تتطلبه هذه العملية من تكاليف نقل وتخزين ،تلجأ المؤسسة لطلب قرض الذي يمكنها من تمويل
نشاطها Iإلى حين تحصيل مبالغ مبيعاتهاI.
جـ -بطاقة االئتمان :هي بطاقات شخصية تصدرها Iبنوك أو منشآت التمويل الدولية وتمنحهاI
ألشخاص لديهم حسابات جارية مصرفية ،هذه البطاقات تحمل اسم وعنوان صاحبها Iوالذي
يستعملها Iفي تسوية مدفوعاته بدال من النقود وذلك ضمن مبلغ معين ،بحيث يبرز البطاقة للبائع
ويوقع Iعلى قوائم الشراء فقط بينما البائع يرسل نسخة من القائمة الموقعة إلى المصرف الذي أصدر
البطاقة ويستوفي Iقيمتها ،وفي نهاية كل شهر يقوم البنك بحساب مجموع القوائم الموقعة من قبل
زبونه واستنزال Iالرصيد من حسابه (أي حساب الزبون لدى البنك).
د -قروض بالتوقيع :فيها يلتزم البنك بدفع مبلغ معين من النقود للجهة التي يتعامل معها الزبون بدال
من هذا األخير ،حيث يتعهد البنك بضمان زبونه بتوقيعه على وثيقة معينة ،وبهذا يكون قد قدم
خدمة لزبونه بأن جمده تجميد جزء من أمواله كضمان ألعماله المقدمة للمتعاملين معه في حالة عدم
المطابقة للمواصفات أو التقصير ،وفي حالة تحقق هذه األخيرة البنك يلتزم بتنفيذ تعهده الموقع عليه
بأن يدفع للجهة المعنية المبلغ المحدد والمتفق عليه لتمكينها من إتمام أعمالها بنفسها أو عن طريق
متعاملين آخرين ،وهذا البنك يطلب من زبونه تجديد هذا المبلغ من الفائدة إن وجدت و التي عادة ما
يعبر عنها بعمولة حيث أنها عموما ال تتجاوز %1 Iللسنة على المبلغ المرهون .
هـ -االعتمادات المستندية :وهي مرتبطة بعمليات التجارة الخارجية حيث تتوسط Iبنك أو أكثر من
أجل تسديد Iقيام السلع المستوردة وتسهيل Iقيم السلع المصدرة ،أي تقوم بتسوية المعامالت المرتبطة
بعمليات التجارة الخارجية ،فاالعتماد المستندي يتخذ شكل وثيقة مصرفية يرسلها البنك بناءا على
مطالب زبونه إلى بنك آخر في الخارج ،وعادة ما يلي عقد البيع المبرم بين طرفي Iالعملية التجارية،
المستورد من جهة والمصدر Iمن جهة ثانية ،والهدف منه هو تسوية الثمن و إتمام الصفقة بناءا
على وثائق Iمعينة ذات صلة بالسلع موضوع الصفقة.
14
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
خامسا :القروض البنكية من حيث القطاعات االقتصادية :يمكن تقسيم القروض من حيث القطاعات
1
االقتصادية المقترضة إلى عدة أنواع :
-1القروض التجارية :مخصصة لتمويل وتسويق التجارة الداخلية والخارجية وهي تشمل مراحل
شراء البضاعة ،تجارة الجملة ،تجارة التجزئة ،وتتميز بقصر مدتها حيث ال تتجاوز مدة سنة عادة.
-2القروض العقارية :تمنح القروض العقارية لألفراد Iوالمشروعات لتمويل شراء أرض أو بناؤها
أو شراء مبنى وتكون مدة هذا النوع من القروض عادة لفترة طويلة قد تصل إلى أكثر من 15سنة
وغالبا ما تكون هذه القروض مضمونة بالعقار الذي تم شراؤه أو بناؤه وتقوم Iالمصارف
المتخصصة البنك العقاري بتقديم هذا النوع من القروض.
-3القروض الصناعية :وهي القروض التي يطلبها الحرفيون والمصانع Iويتم منحها آلجال
متوسطة أو طويلة وذلك رفقا للدورة الصناعية للجهة المقترضة وتقوم Iالبنوك الصناعية بهذه
المهمة.
-4القروض الزراعية :تعد القروض الزراعية ذات أهمية كبيرة وخاصة في المجتمعات الزراعية
التي تعتمد على الزراعة كمورد أساسي لها والقروض الزراعية هي تلك التي تقدم للمزارعين
لشراء بذور وأسمدة أو الجرارات وتمنح القروض الزراعية آلجال قصيرة أي ألقل من سنة حسب
الموسم Iوال شك أن هناك مخاطر عالية لهذا النوع من القروض وذلك بسبب أثر العوامل الجوية في
المحصول Iباإلضافة إلى تأثير األمراض إذا لم يتم التحكم فيها والقضاء عليها ،وقد تعطى هذه
القروض لعدة سنوات في حالة شراء آالت زراعية أو شراء ماشية أو في حالة إجراء تحسينات
جذرية وفي كثير من الدول توجد Iهناك بنوك متخصصة ،البنوك الزراعية تقوم بمنح هذه القروض
بشروط سهلة وبأسعار فائدة منخفضة وذلك مساهمة في التنمية االقتصادية.
سادسا :القروض البنكية من حيث الجهة الطالبة لها :وتنقسم إلى :
2
-1قروض خاصة :هي قروض موجهة لتمويل أصل معين وهناك ثالثة أنواع منها :
أ -تسبيقات على البضائع :عبارة عن قرض يقدم الزبون مخزون وحصول على بضائع كضمان
للبنك.
- 1مصطفى رشيد شيحة :النقود و المصارف و االئتمان ،الدار الجامعية الجديدة ،اإلسكندرية ،مصر ،1999 ،ص ( .) 115/116
- 2طاهر لطرش :تقنيات Iالبنوك ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2001 ،ص .66
15
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
ب -تسبيقات على صفقات عمومية :قروض تمنحها البنوك للمقاولين ألجل إنشاء األشغال لفائدة
الدولة.
جـ -الخصم التجاري :Iقيام البنك بشراء ورقة تجارية من حاملها قبل تاريخ استحقاقها ، Iويحل محل
هذا الشخص في الدائنية إلى غاية هذا التاريخ.
-2قروض عامة :المبالغ المالية التي تحصل عليها الدولة من الغير مع التعهد بردها إليه مرة
1
أخرى عند حلول ميعاد استحقاقها ويدفع Iالفوائد في مدة القرض وفقا لشروط معينة.
قروض استهالكية
قروض إنتاجية
- 1محمد عباس محرزي :اقتصاديات المالية العامة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر الطبعة الثانية ،2005 ،ص .349
16
من حيث القطاعات
االقتصادية
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
قروض تجارية
قروض صناعية
قروض زراعية
قروض عقارية
قروض خاصة
من حيث الجهة
قروض عامة الطالبة
إن اقتصاد التبادل يقتضي سرعة في تداول الحقوق وتحقيق Iقدر كبير من الثقة في المعامالت التي
تكون غالبا متمثلة في عمليات االئتمان ،فأطراف Iهذه العملية يعملون على الدوام على استحداث
1
أدوات جديدة ومختلفة تحقيقا لهذا الهدف وتتمثل في:
تعد األوراق التجارية من أدوات القرض البنكي (االئتمان) قصير األجل والتي هي أساسا مكونة من
الكمبيالة ،السند األذني ،الشيك ،أذونات الخزينة.
17
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
فسرعة تداول هذه األوراق Iوعدم تقيدها بالقانون المدني أضفى عامل الثقة عليها ،فالسند األذني
والكمبيالة يتشابهان باعتبارهما وسيلة دفع تكون ألداء دين أجل كما أنهما قابالن للتظهير ،وإن كل
الموقعين على هاتين الورقتين يعدون متضامنين في أداء القيمة ،و يكمن اإلختالف بينهما في عدم
اعتبار السند األذني ورقة تجارية طالما لم يكن مستخدما Iفي عملية تجارية كما أن استعماله مقتصر
على العمليات الداخلية وال يمكن اعتماده في العمليات الخارجية وال يمكن أيضا خصمه لدى البنك
المركزيI.
تعتبر األوراق Iالمالية والنقود الورقية من أدوات االئتمان عموما ،حيث أن األوراق المالية ممثلة في
األسهم والسندات التي تعد من أدوات االئتمان طويل األجل باإلضافة إلى النقود الورقية التي تعتبر
أيضا من أدوات القرض البنكي وتسمى Iأحيانا بالنقود الورقية االئتمانية ألن إقبال األفراد عليها
وتداول Iهذه األوراق Iبينهم إنما يتوقف على درجة ثقتهم في الجهة المصدرة لها.
ومن هنا نستخلص حق اإلصدار لهذا النوع من القرض هو الدولة فقط ممثلة في أعلى سلطة نقدية
في البنك المركزي والذي يعد المشرف و المسؤول األول على عملية اإلصدار.
للقروض دور كبير في تحريك اقتصاديات البلدان كونه وسيلة مناسبة لتحويل رأس المال من
شخص آلخر وهو وساطة التبادل التجاري و أداة االستغالل لألموال في اإلنتاج والتوزيع Iولتوضيح
1
دور القروض البنكية نتطرق Iإلى:
* القضاء على التضخم Iوذلك من خالل امتصاص الزيادة في القدرة الشرائية المخصصة
لالستهالك.
18
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
* تسهيل القروض البنكية عملية المد من االستثمار Iالخاص والعكس في حالة التوسع .
* تزيد من الدخل القومي من خالل زيادة أرباح المنتجين وبالتالي إنشاء مصانع جديدة وزيادة حجم
اإلنتاج في الدولة أي زيادة الدخل القومي بشكل عام.
* القروض تسمح باستعمال أفضل لرؤوس Iاألموال باإلضافة إلى ذلك فإن القروض البنكية تلعب
دورا هاما في تحقيق التنمية االقتصادية.
تحتل القروض البنكية أهمية بالغة تبرز في كونها تمثل جانبا هاما من وظائف البنوك التجارية ،بل
وتعد المحور Iاألساسي لعملها ،وتكاد Iتكون الحاجة إلى القروض البنكية كبيرة للغاية العظمى من
األفراد Iو أصحاب المشاريع وغيرها من القطاعات االقتصادية.
1
يمكن تلخيص أهمية القروض البنكية في النقاط التالية :
* زيادة اإلنتاج :تحتاج المشروعات الصناعية والزراعية الكبيرة الجديدة منها والقائمة إلى مواردI
مالية مستمرة ضخمة تفوق الموارد Iالمالية للمشروعات لذلك تلجأ هذه األخيرة إلى االئتمان في
البنوك وإلى إصدار السندات وطرحها Iعلى الجمهور وتلعب البنوك المتخصصة دورا كبيرا في
توفير هذه الموارد المالية ويمكننا Iالقول هنا أن البنوك تقوم بدور Iوسيط فيما بين المدخرين
والمستثمرين من أجل المساهمة في تمويل أو زيادة اإلنتاج واالستثمار في االقتصاد الوطني.
* زيادة االستهالك :يساهم االئتمان في حصول المستهلكين من أصحاب الدخول المتدنية على
بعض السلع االستهالكية المعمرة وغيرها من السلع مما يترتب عليهم التزامات دفع قيم االئتمان
عندما ترتفع دخولهم Iأو مدخراتهم Iالمستقبلية ويساعد االئتمان االستهالكي Iفي تنشيط جانب الطلب
على السلع والخدمات االستهالكية مما يؤدي إلى زيادة حصة السوق وزيادة حجم اإلنتاج ودعم
االقتصاد.
* توزيع الموارد المالية االقراضية على مختلف األنشطة االقتصادية :يلعب القرض البنكي دورا
هاما في توزيع الموارد المالية المتاحة للجهاز البنكي بين مختلف القطاعات و األنشطة االقتصادية
بما يضمن االستخدام Iالكفء لهذه الموارد من خالل توزيعها Iعلى جميع المشاريع Iوفقا الحتياجاتها
بما يحقق نموا اقتصاديا متوازنا Iيخدم كل من المؤسسة االقراضية والسياسية االقتصادية.
19
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
* تسوية المبادالت (أداة تبادل) :يقصد بتسوية المبادالت أي تبادل بين طرفين Iوبما أن األوراقI
النقدية و الصكوكات تمثل دينا لحاملها بذمة الجهة المصدرة لها فإن الشيكات تمثل دينا لحاملها على
البنك المسحوبة عليها.
* تشغيل الموارد العاطلة :يمكن االستفادة من األموال العاطلة عن طريق Iتشغيلها بصورة مؤقتة
من خالل التمويالت قصيرة األجل وبهذا Iفالمقترض ينتفع من استخدام Iهذه الموارد Iفي نشاطات
مؤقتة تحقق لها دخال مربحا Iوبالمقابل فإن المقترض يحصل لقاء استعماله لتلك الموارد Iعلى دخل
مناسب.
ليقوم أي مشروع Iبالنسبة للقطاع العام أو الخاص البد له من موارد مالية تتكفل بتمويل مختلف
حاجياته ونميز في هذه الموارد بين موارد داخلية وهي التي يتضمنها القطاع لنفسه و أخرى
خارجية يحصل عليه من خالل لجوئه لمصادر Iونجد أهم المصادر Iالخارجية للتمويل البنك بمختلف
آلياته.
- 1محمد عثمان إسماعيل حميد :التمويل و اإلدارة المالية في منظمات Iاألعمال ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر ،1995 ،ص(
.)19/21
20
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
* هو كافة األعمال التنفيذية التي يترتب عليها الحصول على النقدية واستثمارها Iفي عمليات مختلفة
تساعد على تعظيم القيمة النقدية المتوقع Iالحصول عليها مستقبال ،في ضوء النقدية المتاحة خاليا
لالستثمار ،و العائد المتوقع تحقيقه منه والمخاطر المحيطة به واتجاهات السوق Iالمالي.
* هو عبارة عن مختلف األنشطة التي تتضمن مختلف األعمال التي يقوم بها األفراد أو الشركات
للحصول على النقدية الالزمة للوفاء بااللتزامات المستحقة للغير في مواعيد استحقاقها.
* التمويل هو تلك الوظيفة اإلدارية في أي شركة تختص بعمليات التخطيط Iلألموال والحصول
عليها من مصادر Iالتمويل المناسب لتوفير Iاالحتياطات الالزمة ألداء أنشطة الشركة المختلفة بها
يساعد على تحقيق أهدافها وتحقيق Iالتوازن بين الرغبات المتعارضة للفئات المؤثرة في نجاح
واستمرار الشركة والتي تشمل المستثمرين والعمال والمديرين والمجتمع والمستهلكين.
-وعليه مهما تعددت التعاريف وتنوعت مفاهيم وتعريفات التمويل فإن أي مفهوم شامل يجب أن
يتضمن العناصر التالية:
تحتاج جميع الشركات االقتصادية وذلك للمحافظة على بقائها في مجال األعمال وضمان استقرار
عملياتها الجارية لإلنتاج والمبيعات وتغطية االحتياجات المالية للتمويل ،التوسع االستثماري في
عناصر األصول المختلفة ،لذلك يتم تدبر هذه االحتياجات المالية في مصادر Iالتمويل.
يعتبر التمويل الذاتي المصدر األساسي Iالمكون لرأس المال داخل المؤسسة إذ أنه يلعب دورا أساسيا
وهاما على مستوى Iالحالة المالية للمؤسسة ،فهو يعمل على ضمان نموها من جهة وضمان لتسديدI
21
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
قروضها Iمن جهة أخرى ،كما أنه يعتبر من أهم المصادر Iالتمويلية حيث يعبر عن مدى استقاللية
القرار داخل المؤسسة.
-1مفهوم التمويل الذاتي :يعرف التمويل الذاتي على أنه الثروة التي بحوزة المؤسسة والتي تكون
مورد Iداخلي توجه لتغطية احتياجات تمويل الدورة ،وأنه تحقيق االستثمارات لفضل الموارد
1
الداخلية للمؤسسة وعادة ما تكون األرباح المحققة.
أ -مصادر تمويل ذاتية طويلة األجل :وتتمثل األسهم العادية و األسهم الممتازة و األرباح
المخصصة طويلة األجل.
أ -1-1-تعريفها :يمثل السهم العادي commontackسند ملكية له قيمة إسمية و قيمة دفترية وقيمة
سوقية وتتمثل القيمة الرسمية في القيمة المدونة على قيمة السهم ،وعادة ما تكون منصوص عليها
في عقد التأسيس أما القيمة الدفترية فتتمثل Iفي القيمة الرسمية المضاف إليها االحتياطات Iو األرباح
المحتجزة مقسومة على عدد األسهم العادية المصدرة وتتمثل في القيمة السوقية التي يباع بها السهم
2
وقد Iتكون أكثر أو أقل في القيمة الدفترية.
3
أ -2-1-مزايا وعيوب استخدامها :ويمكن توضيحها فيما يلي :
* مزايا استخدامها:
ال تتضمن األسهم نفقات ألن إدارة الشركة تعتبر ملزمة قانونيا بتوزيع Iاألرباح على حاملي األسهم
العادية بدون قرار من مجلس إدارة الشركة ،بما أن األسهم العادية تزيد من القدرة االئتمانية
- 1كيموقات Iنورة :التمويل البنكي لالستثمارات ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس ،تخصص مالية ،جامعة قالمة ،دفعة ، 2006/2007
ص .24
- 2منير إبراهيم هندي :إدارة البنوك التجارية ،مرجع سبق ذكره ،ص .13
- 3منير إبراهيم هندي :الفكر الحديث في مجال مصادر التمويل ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،مصر ،1998 ،ص ( .) 85/86
22
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
للشركة أي زيادة حجم الطاقة اإلقتراضية المستقبلية قدرة المنشأ على الحصول على األموال
المقترضة عندما تقتضي الحاجة أن المنشاة غير ملزمة قانونيا بتوزيع Iاألرباح حاملي األسهم
العادية حتى في السنوات التي تتحقق فيها أرباح ،وهذا ألن األسهم العادية ليس لها تاريخ استحقاق
محدد.
* عيوب استخدامها:
-يؤدي إصدار وبيع األسهم العادية إلى قسمين جدد إلى زيادة عدد من لهم حق الرقابة على
الشركة ،ولهذا السبب غالبا ما نجد أن إدارة المنشأ الصغيرة والجديدة تتجنب استخدام Iاألسهم العادية
للحصول على تمويل إضافي Iألنها ال تؤيد أن يشاركها Iأطراف خارجية في الرقابة على المؤسسة.
-يؤدي بيع أسهم عادية جديدة إلى إعطاء عدد أكبر من المستثمرين الحق في المشاركة في أرباح
الشركة ،وعلى هذا فإن االعتماد على القروض قد يمكن المؤسسة من الحصول على التمويل الالزم
بأقل تكلفة من تكلفة األسهم الممتازة.
-يؤدي إصدار المزيد من األسهم العادية إلى ارتفاع تكلفة األموال وذلك لسببين :أولهم مخاطر
االستثمار Iفي األسهم العادية أعلى في مخاطر االستثمار Iفي غيرها من األوراق المالية وبالتالي Iفإن
العائد الذي يطلبه المستثمر عادة ما يكون مرتفعا ،أما السبب الثاني فهو أن أرباح األسهم على
عكس فوائد السندات ال تعتبر من بين التكاليف التي تخصم قبل حساب الضريبة ،ومن ثم ال يتولد
عنها وقارات Iضريبية.
تمثل األسهم الممتازة مستند ملكية له قيمة اسمية وقيمة دفترية وقيمة سوقية شأنه في ذلك شأن
السهم العادي غير أن القيمة الدفترية تتمثل في قيمة األسهم الممتازة كما تظهر في دفاتر Iالمؤسسة
مقسومة على عدد األسهم المصدرة و األسهم الممتازة تشبه األسهم العادية من حيث أن كل واحد
منها يمثل أموال الملكية في المؤسسة ملزمة بدفع عائد ثابت على هذين النوعين في األوراقI
المالية ،فالعائد في الحالتين يتوقف على تحقيق المؤسسة لألرباح وعلى رغبتها في التوزيع ،إضافة
إلى ذلك فكلى النوعين يستحقان العائد فقط ،بعد دفع أو األخذ في الحساب جميع التكاليف والنفقات
الالزمة لقيام المؤسسة بأعمالها ،ولكن هناك ثالث اختالفات بين األسهم العادية و األسهم الممتازة.
يتمتع حملة األسهم الممتازة بحق األولوية على حملة األسهم العادية فيما يتعلق بالحصول
على األرباح الموزعة.
23
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
عادة نجد بأن هناك حد أقصى Iلمقدار العائد الذي يمكنه الحصول عليه.
غالبا يكون لحملة األسهم الممتازة الحق الدائم في التصويت Iوالسبب الرئيسي Iالذي يدفع
إدارة الشركة إلى إصدار األسهم الممتازة هو زيادة موارد األموال المتاحة لها من أجل
تغطية احتياجاتها.
1
أ -1-2-مزايا وعيوب استخدام األسهم الممتازة في عملية تمويل المؤسسة :نوجزها Iفيما يلي :
تتمتع المؤسسات التي تعتمد على األسهم الممتازة في التمويل لبعض المزايا أهمها:
ال تلتزم Iالمؤسسة قانونيا بإجراء توزيعات في كل سنة تتحقق فيها أرباح أي أن التوزيعاتI
محدودة بمقدار يتمثل في نسبة معينة في القيمة االسمية بصورة أخرى فالمؤسسة ال تلتزم
بدفع فوائد Iثابتة.
إن إصدار المزيد من األسهم الممتازة يساهم في تخفيض نسبة األموال المقترضة وما
يترتب على زيادة الطاقة اإلقتراضية المستقبلية للمؤسسة.
إن قرار إصدار األسهم الممتازة قد يتضمن إعطاء المؤسسة الحق في استدعائها إلى إعادة
شرائها Iوذلك مقابل أن يحصل حامل السهم على مبلغ يفوق قيمة االسمية.
ارتفاع تكلفتها نسبيا ،فتكلفة التمويل باألسهم Iالممتازة تفوق تكلفة االقتراض ويرجع هذا إلى
توزيعات Iاألسهم الممتازة ال تضخم Iفي اإليرادات قبل حساب الضريبة ومن ثم ال تحقق
المؤسسة من ورائها وفرات Iضريبية بمعنى آخر فالعوائد Iعلى األسهم العادية ال تخصم
كمصروف ضريبي وهذه الخاصية تجعل تكلفتها مرتفعة عند مقارنتها بتكلفة االقتراض.
ويجب أن تباع األسهم الممتازة على أساس عائد السندات نظرا الرتفاع تكلفتها.
كذلك يعاب األسهم الممتازة (على أساس عائد) إلتزامية التوزيعات حقا وليس لحملة األسهم
المطالب بنصيبهم Iفي األرباح إال إذا قررت اإلدارة توزيعها ، Iإال أنه قد يشار إلى حقهم في
الحصول على مستحقاتهم Iفي أرباح السنوات التي لم يجري فيها توزيع وذلك في أرباح
سنة الحقة.
24
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
هي عبارة عن ذلك الفائض القابل للتوزيع الذي حققته المؤسسة نشاطها في السنة الجارية أو
السنوات السابقة ولم يدفع في شكل توزيعات والذي Iيظهر ضعف عناصر الخصوم (أصول
خاصة).
وتعتبر Iاألرباح المحتجزة من أهم مصادر Iالتمويل الذاتي للمؤسسة حيث أنها عادة ما تمول جزء ال
يستهان به في احتياجاتها Iالمالية بها.
فالمؤسسة عندما يتوفر Iلديها فائض تقوم بتوزيع جزء منها على المساهمين كما تحتفظ بجزء آخر
في عدة حسابات مثقلة يطلق عليها اسم احتياطي يفرض تحقيق معين ،فمثال قد تحتفظ بهذه األموال
ألجل تسديد القروض أو تجديد االستثمارات ...وعندها نمط سياسة توزيع األرباح يجب على
اإلدارة أن ترسم سياسة تهدف إلى صالح المؤسسة ،أي أن المؤسسة عندما تقوم بتوزيع الفائض
الذي تحصلت عليه هي بالدرجة األولى تأخذ بالحسبان تحقيق الربح فهي تضر بالمؤسسة وتستغني
عنها وتستبدلها بأخرى Iتعود على المؤسسة ،إضافة إلى ذلك على المؤسسة أن تتأكد في أن السياسة
1
التي تتبعها في توزيع األرباح ال تخلق القوانين الخاصة بالمؤسسات Iوالتي تسير وفقها.
2
أ -2-3-عناصر األرباح المحتجزة :وتشمل ما يلي :
وهو الحد األدنى في االحتياطي الذي البد من تكوينه ويجوز للمؤسسة التوقف Iعن التجنيب أو
وضع أموال في هذا الحساب أي الحساب االحتياطي Iالقانوني ،تجنبها المخاطر المتخوفة منها متى
بلغ رصيد Iذلك االحتياطي Iنصف رأس المال المدفوع و إذا قل عن ذلك فيجب أن تبدأ المؤسسة
بعملية االحتياط Iبهذه األموال من جديد وتستخدم ذلك االحتياطي في تغطية خسائر Iالمؤسسة وزيادة
رأس المال.
بما أن األرباح المحتجزة هي األرباح التي تحققها الشركة و ال توزعها على المساهمين فإنه البد و
أن يكون هناك هدف لذلك إما استثمارها Iفي أعمال جديدة أو لتسديد ديون مستحقة أو لتوزيعها على
المستثمرين في مرحلة الحقة ،وبعد قيام الشركة باحتساب صافي Iاألرباح و توزيع جزء منه على
25
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
المساهمين وفقا لعدد األسهم التي يمتلكونها Iيبقى جزء تحتفظ به الشركات في حسابها Iو تقوم بعد
ذلك بإضافته إلى األرباح المحتجزة من السنوات الماضية لينتج بعد ذلك " إجمالي األموال
المحتجزة ".
و في أكثر األحيان تقوم الشركات باستثمار األرباح المحتجزة في مشاريع جديدة أي أنها لن تكون
مضطرة إلى اللجوء لتمويل خارجي مكلف و ال يتم إدراج هذه األرباح المحتجزة في القوائم المالية
للشركات ضمن الئحة األصول Iو تكون بذلك ضمن التدفقات النقدية .و ال تكون األرباح المحتجزة
نقدية بالضرورة.
وهي الطريقة األكثر شيوعا واستخداما Iوتقوم على أساس التوزيع Iالمتساوي خالل العمر اإلنتاجي
لالستثمارI.
كل عناصر األصول الثابتة التي تفقد بالصورة العادية يخصص لها جزء من األموال لتغطية
االنخفاض ويسمى Iبمخصص اإلهتالك.
1
ب -مصادر التمويل الذاتية قصيرة األجل :نوجزها Iفيما يلي :
وهي عبارة عن تلك المخصصات Iالتي يتم تكوينها وفق Iقواعد محاسبية محددة مثل :مخصص
الديون المشكوك فيها وما شابه ذلك من مخصصات Iأخرى ،وعادة يتم تكوين هذه المخصصاتI
مقابل النقص المحتمل في عناصر األصول المتداولة أو القابلة التزامات محتملة أو مؤكدة قيمتها
غير محددة.
وهذه المخصصات عبارة عن مصروف Iمالي يحمل على حساب األرباح والخسائر Iوتستقطع من
إيرادات المبيعات قبل الوصول Iإلى صافي الربح.
26
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
تعتبر الحسابات المتراكمة عن مبالغ أو الدفعات المدفوعة حقها من العمالء في مقابل الحصول على
سلعة ما في المستقبل بجانب ذلك تمثل األجور Iالمستحقة التي تقوم المؤسسة بتأجيل دفعها Iلعدد من
الشهور Iمن أهم مصادر التمويل الذاتي قصير Iاألجل ،التي ال تحمل المؤسسة أي تكلفة.
جـ -أنواع التمويل الذاتي قصيرة المدى :يمكن القول بأن هناك نوعان من التمويل الذاتي
1
والمتمثالن أساس في :
ونقصد به مجموع األعمال المتحصل عليها من جراء نشاطات المؤسسة (مصادر ذاتية) أو
المواجهة أساسا إلى تغطية االنخفاضات الحاصلة على عناصر Iاإلنتاج داخل المؤسسة مثل
اإلهتالكات المتخصصة لتغطية النقص الحاصل في عناصر اإلنتاج (آالت) لذلك أطلق على هذا
النوع بأنه خاص بالمحافظة على مستوى Iالنشاط.
في بعض األحيان نجد أن هناك مجموعة من المؤسسات تمتاز بكون تمويلها الذاتي يفوق النقص
الحاصل في عناصر أصولها ففي مثل هذه الحالة تتوجه المؤسسة إلى استخدام ذلك الفائض في
شراء استثمارات جديدة في حاجة إليها وتقوم بزيادة مخزونها وبعض الحاالت تضيف Iالفائض إلى
رأس مالها بإضافة قرض جديد لها ،وهذا من خالل سبق هذا النوع ( التمويل الخاص بعمليات
التوسع ).
2
د -مزايا وعيوب التمويل الذاتي قصيرة األجل :ونوضحها كاآلتي :
اعتماد المؤسسة على عنصر التمويل الذاتي تجنبها االستدانة الخارجية وبالتالي تتحقق
استغالالتها Iالمالية.
التمويل الذاتي يساعد بشكل كبير على التخفيف من أعباء الديون الخارجية.
التمويل الذاتي قصير Iاألجل تستخدمه المؤسسة في السوق باعتبارها حرة التصرف وغير
مقيدة بديون.
- 1منير إبراهيم هندي :الفكر الحديث في مجال مصادر التمويل ،مرجع سبق ذكره ،ص .44
- 2بعطوش Iأمنة و أخريات :التمويل البنكي لالستثمارات I،مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس تخصص مالية و بنو ،جامعة قالمة ،دفعة
،2009ص .19
27
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
إن اعتماد المؤسسة على التمويل الذاتي وحده في تلبية حاجياتها يحد من نشاطها أي أنها تتمتع
بقرض أكبر لتوسيع نشاطها Iنظرا لعدم كفاية أموالها وبالتالي Iتضيع فرصة استثمارية كان بإمكانهاI
القيام بها.
إن انخفاض حجم األرباح الموزعة أو االمتناع عن توزيعها Iيؤدي إلى انخفاض الطلب على أسهم
هذه المؤسسة تدفعها لزيادة أسعارها وبالتالي Iالتقليل من قدرتها Iالتنافسية بالنسبة ألسعارها Iمع
المؤسسة األخرى لها مما يجعلها تفقد جزء كبير من زبائنها.
نظرا لمتطلبات المؤسسة وتعدد رغباتها المتمثلة في زيادة فروع جديدة أو توسيع نطاق نجدها تلجأ
إلى ما يسمى بالتمويل الخارجي لتحقيق أغراضها ألن اعتمادها على مصادرها Iالذاتية يجعلها تجمد
هذه الرغبات ألنه مهما كانت قيمة هذه المصادر Iفهي ال تستطيع تحقيق ما يحمل رغباتها ،لهذا نجد
المؤسسة تعتمد على التمويل الخارجي لتحقيق االستمرار في مجال أعمالها ومن هذا يجب علينا أن
نركز ما هي هذه المصادر وسبب الحاجة إليها و أنواعها.
هو عبارة عن قيم نقدية مملوكة لدائني المؤسسة وتصبح التزامات واجبة السداد للدائنين في الوقت
وبالشكل Iالمتفق عليها لسدادها في العقد المبرم بينهم مع دفع تكلفة األصول على هذه األموال لهم في
صورة فوائد Iمحددة بنسب في قيمة المبلغ المقترض و إن السبب الرئيسي الحاجة إلى مصادرI
التمويل الخارجي يتمثل في رغبة المؤسسة في تطوير Iنشاطها عن طريق Iالقيام بعمليات التوسيع
1
وتجديد Iاستثماراتها Iمن أجل إثبات وجودها في السوق Iوتحقيق الربح.
28
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
1
أ -1-القروض طويلة األجل :ونتطرق Iإليها من خالل ما يلي:
وهي المعبر بقروض االستثمار وهي عادة توجه إلى تمويل المشاريع الجديدة أو تمويل التجهيزات
أو تجديدها.
فالقروض الطويلة األجل عبارة عن اتفاق تعاقدي بين المؤسسة والبنك بحيث تتقدم الشركة بتقديم
ملف قرض البنك على جميع المعلومات الالزمة والتي على أساسها يقوم البنك بمنح القرض أو عدم
منحه.
يتوفر مصادر Iالتمويل المباشر Iطويل األجل يمكن للمؤسسات االستغناء عن القروض
القصيرة األجل ،وبالتالي التخفيض من مخاطر احتمال عدم تجديد هذه القروض من قبل
المقترضين.
- 1شمعون شمعون :بورصة الجزائر ،دار هومة للطباعة ،الجزائر ،2005 ،ص .35
29
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
تستغرق Iعملية القروض الطويلة األجل وقتا أقصر بكثير من الوقت الذي تتطلبه إجراءات
عملية إصدار األسهم العادية والممتازة.
بما أن المؤسسة تحصل على القرض مباشرة من مقرض واحد ،وليس من الجمهور Iالعام
فيكون من السهل أن تتفاوض على إدخال تعديالت على نصوص إتفاقية القرض عن
الحاجة.
يمكن أن يكون معدل الفائدة على القرض طويل األجل أعلى من معدل الفائدة على القرض
قصير Iاألجل ألن المقترض يوظف Iأمواله لفترة أطول ،وبالتالي Iيتعذر عليه مواجهة وتقييم
الوضع المالي للمؤسسة المقترضة بشكل دوري.
بما أن القروض طويلة األجل يتم سدادها عن طريق Iأقساط متساوية طوال العمر المحدد
لها ،فإن المؤسسة تعاني من مشكلة نقص النقدية بشكل مستمر ،وفي Iهذه الحالة يكون
إصدار أسهم عادية و أسهم ممتازة بدون تاريخ استحقاق أفضل من هذه القروض.
قد يعطي اإلقتراض الحق للمقترض في فرض قيود Iخطر للحصول على قروض جديدة
واتفاق بيع وشراء أصول ثابتة.
أ -2-السندات:
أ -1-2-السند :هو صك تصدره المؤسسة وهو يمثل اتفاق تعهدي مكتوب ومختوم Iبختم المؤسسة
التي أنشأته (المقترض) والمستثمر (المقرض) وبمقتضى هذا االتفاق يقرض الطرف Iالثاني مبلغا
للطرف Iاألول الذي يقصد بدوره أصل المبلغ (القرض وفوائده) متفق عليها في تواريخ محددة.
1
وبوجه عام يمكننا تقسيم السندات إلى نوعين:
* سندات مضمونة :وهي السندات التي تكون مضمونة بأصل معين بحيث تقوم المؤسسة بتقديم
أصل من أصولها Iللمقترض ضمانا لتسديد دينها تجاهه.
- 1منير إبراهيم هندي :الفكر الحديث في مجال مصادر التمويل ،مرجع سبق ذكره ،ص ( .) 560/561
30
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
* سندات غير مضمونة :هذا صاحب الدين يقدمه للمؤسسة دون أن يحصل منها على أي ضمان
للتسديد ،ال تعتبر السندات غير المضمونة بالضرورة أضعف من السندات المضمونة ،ألن العبرة
ليست بالضمان بل بقوة الشركة ومقدرتها على تحقيق اإليرادات السنوية وسداد Iكل جزء من
سنداتها Iالمصدرة وذلك قبل حلول ميعاد االستحقاقI.
-إن السندات بوصفها قروض طويلة األجل لها أجل معين محدد ويتعين على المؤسسة ،ويحدث في
الكثير من الحاالت أن تقوم المؤسسة بسداد كل أو جزء من سنداتها المصدرة وذلك قبل حلول ميعاد
االستحقاق المحدد ،وينبغي عند دراسة مثل هذا النوع من السداد التمييز بين طريقتين رئيسيتين من
طرف Iالسداد وهما :
السداد حسب اختيار المؤسسة :أي أن المؤسسة تقوم بتسديد Iقيمة السندات قبل ميعاد
استحقاقها Iوهذا لتوفرها على السيولة الالزمة لذلك.
السداد اإلجباري :أي أن المؤسسة تكون مجبرة على تسديد قيمة السندات في تاريخ
استحقاقها. I
1
أ -2-2-مزايا وعيوب السندات كمصدر Iللتمويل طويلة األجل :ونوضحها كاآلتي :
إذا ما تم اإلقراض عن طريق Iالسندات فإنه يمكن للمؤسسة أن تشترط Iحق االستدعاء ( أي
أنها تطلب سنداتها وتسديد القيمة المقترضة وهو شرط يحقق كما قدر Iالمرونة ).
تعتبر تكلفة إصدار السندات منخفضة بالمقارنة مع تكاليف إصدار األسهم .
ال يشارك Iحملة السندات مالكي شركة الرقابة عند استخدام القروض في تمويل المؤسسة.
إن تكلفة السند محددة من قبل المؤسسة فالمقترضين ال يشاركون المؤسسة األرباح المالية
التي قد تحققها.
إن تكلفة السندات ثابتة ،فإذا تذبذبت مكاسب المؤسسة فقد تصبح غير قادرة على دفع هذه
التكلفة (الفوائد).
إن السندات عادة ما يكون فيها تاريخ استحقاقي Iمحدد وإن المدير المالي للمؤسسة يجب
عليه تكوين احتياطي Iلتسديدها في ميعاد استحقاقها.
31
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
هناك حد أقصى Iفي المؤسسة للتمويل باستخدام Iالمصادر التمويلية طويلة األجل ويجب أن
يراعي في هذا الحد المعايير Iالعامة المقبولة للسياسة التي توضح أن نسبة هذه المصادر لن
تزيد عن حد معين فإذا ازدادت عن هذا الحد فإن تكلفتها تزداد بسرعة وتزداد Iمعها
المخاطر ( Iمخاطر Iعدم التسديد ) وبالتالي Iوقوع Iالمؤسسة فيما يسمى بالعسر Iالمالي.
أ -3-االستئجار:
تترتب على عبء ارتفاع تكلفة االقتراض خاصة من االقتراض الطويلة األجل خلق عدة مشاكل
مالية في المؤسسات المتعثرة ماليا ،والتي تؤثر Iفي السيولة والربحية في هذه المؤسسات Iوعلى مدى
قدرتها Iبالقيام بمشاريع التوسع والتجديد Iلألصول الثابتة ولمواجهة مثل هذه المشاكل ليس من حل
أمام المؤسسة إال تأخير األصول.
التأجير هو اتفاق بين المؤجر Iوالمستأجر والذي Iيخص األصول الرأسمالية بمقتضاه يقوم مستخدم
األصل أي مشاجرة بدفع القيمة اإليجارية المتفق عليها لمالك ذلك األصل أي مؤجرة بشرط Iأن تبقى
ملكية األصل ويكون للمستأجرين اإلنتفاع بخدمات األصل للمؤجر خالل مدة اإليجار المتفق عليها
في العقد ولكن مقابل دفع مجموعة من األقساط Iالسنوية كمدفوعات اإليجار للمؤجر وهذا ما تستحق
1
الدفعة األولى من اإليجار Iفور توقيع العقد.
2
أ -2-3-أنواع التأجير :للتأجير ثالثة أنواع رئيسية وهي :
اتفاق بين المؤسسة وطرف آخر مؤسسة مالية بمقتضاه تقوم المؤسسة بيع أصل تملكه مثل
األراضي Iوالمباني إلى الطرف اآلخر على أن يقوم هذا الطرف بإعادة تأجير األصل مرة أخرى
إلى المؤسسة على قيمة األصل الستثماره في مجال آخر بينما يبقى األصل في حوزتها لالنتفاع به
خالل فترة التأجير.
32
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
وفي Iظل هذا النوع من التأجير تتمتع المؤسسة بوفرات Iضريبية ما كانت تتاح لها لو أنها مالكة
األصل ،فمثال لو كان األصل الذي قامت به المؤسسة بيعه عبارة عن قطعة أرض عليها بناء فإن
إيجار األرض والبناء يعد مصروفا يخصم من اإليرادات لغرض حساب الضريبة أما لو ظلت
قطعة األرض والبناء ملك للمؤسسة فلن يدخل في جانب المصروفات سوى قسط اإلهتالك المباني.
* التأجير التشغيلي:
أو التأجير الخدمي وهذا النوع من التأجير يزود Iالمستأجر باألصل المطلوب دون حاجة إلى
شوائب ،كما يؤمن له خدمة الصيانة التي عادة ما تأخذ تكلفتها في الحسبان عند تقديم قيمة دفعات
اإليجار ،ومن األمثلة على هذا النوع من التأجير تأجير أجهزة الكمبيوتر ،ماكينات النسج وحتى
السيارات ،والشاحنات .
وفي Iمثل هذا النوع من االستئجار تقوم المؤسسة باختيار األصل الذي تريده ثم تتفاوض من المنتج
أو الموزع في كل األمور التي تتعلق بالسعر وشروط التسليم...الخ ،ثم تتفق مع أحد البنوك على أن
يقوم بشراء األصل الذي تريده على أساس أنها ستقوم باستئجار األصل بمجرد ما يشتريه من عند
المنتج أو الموزع الذي اتفقت معه.
1
أ -3-3-مزايا االستئجار :Iونوجزها Iفيما يلي :
* المرونة :
يحقق االستئجار قدرا Iمن المرونة للمؤسسة المعنية ،وذلك أن يدعها تحمل تكلفة األصل خالل
الفترات التي ال تكون في حاجة إليه بمجرد انتهاء الحاجة لألصل يعادل إلى المؤجر و إذا ما
ظهرت الحاجة إليه أي األصل في تاريخ الحق فيمكن إعادة تأجيره.
لو أن المؤسسة تعاني من ضعف قدرتها Iعلى الحصول على موارد مالية لشراء أصل من األصول
فإن استئجاره قد يصبح هو البديل الوحيد المتاح ،كذلك قد تعتمد المؤسسة إلى قرار االستئجار
بهدف توفير الموارد المتاحة الستخدامات أخرى تهمها.
- 1نفس المرجع ،ص .563
33
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
في بعض األحيان قد يسهل على المؤسسة أن تحصل على الموافقة على استئجار Iأصل من
األصول ،وهو ما قد ال يتسنى لها لو أنها قد طلبت شراء األصل ذاته.
إن استئجار األصل ال يعطي الحق للمؤجر في أن يضع قيودا على قرارات Iاإلدارة بشأن الحصول
على قروض مستقبلية مثلما نجده في االقتراض.
يتضمن عقد التأجير Iكامل الخدمة إال أنه يلقي على عاتق المؤجر Iمسؤولية صيانة األصل ،غير أن
هذا ليس بدون تكلفة على أي حال إذ أنه لمن المتوقع أن تؤخذ تكلفة الخدمة بعين االعتبار عن تقدير
قيمة القسط اإليجاري Iومع ذلك تظل لميزة نقل عبئ الصيانة أهميتها وذلك عندما يكون األصل
شديد التعقيد ونحتاج لخبرة فنية عالية تهتم لمسؤولية الصيانة ،قد يؤدي الفشل في سداد الفوائد
وأصل الدين إلى تعرض المؤسسة لإلفالس.
1
ب -1-االئتمان التجاري :ويمكن توضيحه من خالل التطرق إلى ما يلي :
هو ائتمان قصير Iاألجل تحصل عليه المنشأة من الموردين وتتمثل في قيمة المشتريات Iاآلجلة للسلع
التي تنجز فيها أو الموارد Iاألولية التي تستخدمها Iفي العملية الصناعية ،ويعتبر االئتمان التجاري
أحد صور مصادر Iالتمويل الخارجية قصيرة األجل الشائعة االستخدام في مختلف المؤسسات ،إذ أن
المؤسسات Iتعتمد على هذا المصدر في التمويل بدرجة أكبر من اعتمادها على االئتمان والبنك
وغيره من المصادر Iاألخرى قصيرة األجل ،وعادة يحتاج المشتري Iإلى االئتمان التجاري Iفي حالة
كفاية رأس ماله وعدم مقدرته على االقتراض.
- 1عبد العزيز النجار :أساسيات اإلدارة المالية ،المكتب العربي الحديث ،اإلسكندرية ،مصر ،2007 ،ص .474
34
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
ويطلق Iعليه االئتمان التلقائي أي أنه مصدر تمويل طبيعي Iينتج من العمليات العادية للمؤسسة أو له
أهمية مزدوجة األولى كاستخدامه كمصدر Iلتمويل المشتريات Iوالثاني استخدامه في تمويل المبيعات
اآلجلة.
يحتوي Iاالئتمان التجاري على ثالثة أنواع من الكمبياالت المتضمنة االلتزام للمؤسسة
المشترية بدفع مشترياتها Iللمورد في مدة زمنية معينة.
السندات األذنية وهي تعبر عن تعهد كتابي تحرره المؤسسة وتلتزم Iفيه بدفع القيمة المدونة
بها في تاريخ محدد.
أوراق Iالدفع وهي مصدر Iمالي قصير Iاألجل الرتباطها Iبشرط و إجراءات رقابيته.
سهولة الحصول عليه فهو ال يتطلب إال االتفاق بين البائع والمشتري على الشراء باألجل أو
بأوراق Iدفع.
ال يحتاج إلى إجراءات رسمية ومفاوضات Iألن البيع باألجل من أجل مكونات السياسة
الداخلية التي تتضمنها لوائح المؤسسة الداخلية.
مصدر Iسهل و تلقائي للتمويل قصير Iاألجل .
يقلل من متطلبات رأس المال .
يساعد على تركيز األعمال على األنشطة األساسية.
ال يتطلب أي تفاوض أو اتفاق رسمي .
االئتمان التجاري متاح فقط لتلك الشركات التي لديها سجل جيد من السندات في الماضي.
بالنسبة لألعمال الجديدة من الصعب للغاية تمويل رأس المال العامل من خالل االئتمان
التجاريI.
إنها مكلفة للغاية ،إذ لم يتم السداد في تاريخ االستحقاق. I
35
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
-1تعريف :عرف بأنه التمويل الخارج عن االقتصاد Iالوطني و هذه األموال ال تشكل جزء من
الناتج المحلي الصافيI.
كما عرفت أيضا بأنها القروض الخارجية التي تحصل الدولة المقترضة من المنظمات و الهيئات
الدولية و ذلك حسب اتفاقيات تعرف باالتفاقيات متعددة األطراف.
و يعرف أيضا بأنها مصادر حقيقية يتم تحويلها Iعبر الدول و تشمل على المنح و القروض الميسرة
و تهدف إلى تحقيق األهداف السياسية و االقتصادية المرجوة منها.
يعرف الدعم الخارجي على أنه مقدار المساعدات ( سواء كان ماديا أو فنيا ) و التي تقدمها الدول أو
المنظمات الدولية على شكل ( منح أو قروض ) إلى بعض الدول التي تعاني من ضعف اقتصادهاI
أو عجز في موازنتها Iأو قلة الدخل لديها و تقدم هذه المساعدات لتطوير Iو تنمية هذه المؤسسات Iلدى
هذه الدول من خالل مشاريع مختلفة تنفذها سواء الدولة أو المنظمات التي تمثل الدول المانحة أو
خالل تعاون االثنين معا على إدارة و تنفيذ المشاريع.
أوال :الهبات و المنح :و هي إما أن تكون في صورة هبة مالية أو عينية كاألجهزة و المعدات و هي
ال ترد لكنها تكون موجهة إلى مشروعات بعينها تضع أجندتها الجهة المانحة و ينفقها المتلقي وفق
تلك األجندة بغض النظر عن اتفاقها أو اختالفها مع المنظومة المجتمعية .
ثانيا :القروض األجنبية :و هي قروض بفوائد مركبة طويلة اآلجال و تكون في معظمها موجهة
إلى مشروعات محددة أيضا و من قبل المانح و تلحق في األعراف السياسية الدولية بنية المساعدات
حيث يتم تصنيف Iهذه القروض حسب ما يلي :
قروض إنتاجية :وهي قروض إلنشاء أو توسيع المشاريع اإلنتاجية و الخدماتية.
قروض استهالكية :مثل مواد غذائية أو أعالف و غيرها.
36
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
قرض تسترد Iعن الطلب ( أي أن فترة القرض ليست محددة ).
قروض تنتهي بعد فترة محددة .
37
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
* حسب شروط عقد القرض :و أهم شروط القرض يمكن ذكرها بالنقاط التالية :
ثالثا :االعتمادات المقابلة :فكثير من مشروعات الدعم الخارجي إن لم يكن معظمها تتطلب من
الجهة المحلية أن ترصد اعتمادا مقابلة تتراوح بين 20إلى % 60من التكلفة الكلية للمشروع و
بالتالي تصبح الجهة المحلية التي تشكو ندرة الموارد المالية أسيرة مشروعات الدعم األجنبي.
رابعا :التمويل عن طريق المصاريف الدولية :حيث أنها الوسيط الذي يعتني باستثمار Iرأس المال
النقدي في السوق الدولية لألوراق Iالتجارية كما أنها تقدم القروض المقومة بالعمالت الدولية لجميع
الدول و الشركات المضمونة.
خامسا :القروض الحكومية الرسمية :تقوم الحكومات األجنبية و ما يتبعها من إدارة و مصالح
بتوقيع Iاتفاقيات رسمية يتم على أساسها تقديم القروض أو المساعدات أو الهبات أو االستثماراتI
المباشرة وغير المباشرة و تختلف شروط Iهذه القروض من دولة إلى أخرى حسب العالقات
السياسية و االقتصادية.
38
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
سادسا :قروض من المنظمات الدولية :و هي ما يعرف Iباالتفاقيات المتعددة األطراف Iحيث أن
الدولة المقترضة تواجه العدد من الدائنين المشاركين في تقديم القروض و هي تختلف عن القروض
من األجنبية المتحصل عليها من الحكومات و هي التي تعتبر Iمفضلة بالنسبة للدول النامية ألن هذه
المنظمات ال تتدخل في األمور الداخلية للدولة المدنية.
تحمل المؤسسة األعباء وتكاليف Iسنوية تتمثل في الفوائد وسداد أقساط القروض مما يؤثرI
على ربحية المؤسسة.
المخاطر Iالمالية التي تتعرض لها المؤسسة بسبب التأخر عن تسديد الدين ( دفع تعويضاتI
زيادة أصل القروض والفوائد ).
يؤدي Iاالعتماد المتزايد على مصادر Iالتمويل الخارجية إلى ارتباك Iالمؤسسة ماليا وهذا
عندما:
تقل فاعلية أموالها الذاتية كمصادر Iمالية تصبح موارد Iمالية.
أن تكون الفائدة على القروض أكبر من معدل العائد على األموال المستثمرة.
1
الفرع الثاني :العوامل المؤثرة على مصادر التمويل:ـ ويمكن إجمالها فيما يلي :
يعتبر معدل نمو المبيعات في المستقبل مقياسا لمدى التضاعف المحتمل في اإليراد للسهم ،فمثال إذا
كان معدل نمو المبيعات و اإليرادات يتراوح بين 8و % 10في العام الواحد فإن التمويل
بالقروض ذات الفائدة المحدودة و الثابتة يؤدي Iإلى تحقيق أرباح مضاعفة لحملة األسهم العادية .
و على ما يالحظ على أسعار بيع األسهم العادية ،تكون عادة مرتفعة في حالة المؤسسة التي تتمتع
بمعدل مرتفع لنمو المبيعات و اإليرادات و لهذا يبدو التمويل باألسهم Iالعادية مفصال في هذه الحالة.
ترتبط Iدرجة استقرار المبيعات بنسب االقتراض ارتباطا Iمباشرا فعندما تزيد استقرار المبيعات
تتمكن المؤسسة من رفع التزاماتها الثابتة على القروض بأقل درجة في الخطر وذلك يعكس الحالة
- 1محمد عثمان إسماعيل حميد :مرجع سبق ذكره ،ص ( .) 34/35
39
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
إذا كانت المبيعات و اإليرادات تتعرض لتقلبات مستمرة حيث تجد المؤسسة صعوبة في دفع
االلتزامات.
ثالثا :المنافسة
إن قدرة المؤسسة على تسديد ديونها Iاتجاه الغير تتوقف بالدرجة األولى على ربحية المؤسسة وعلى
حجم المبيعات وعليه فإن استقرار نسب األرباح له نفس أهمية استقرار المبيعات والبد أن ممارسة
المؤسسات Iاألخرى لنفس النشاط الذي تنتمي إليه مقدرة هذه المؤسسات على التوسيع في طاقتهاI
ليؤثر Iعلى هوامش الربح بالنسبة للمؤسسة.
يؤثر Iهيكل األصول على مصادر التمويل بصور Iعديدة فالمؤسسات Iالتي تتميز بأن لها أصول ثابتة
تعيش لفترة طويلة وخاصة أن الطلب على منتجاتها مؤكد إلى حد كبير ،نجدها تستخدم Iقروض
طويلة األجل المكفولة بضمانات معينة لدرجة كبيرة ( مثال هذا النوع من المؤسسات هو
المؤسسات Iالصناعية).
ومن جهة أخرى فإذا كانت أغلبية أصول المؤسسة تتكون من الذمم والمخزون الذي تتوقف قيمته
على استقرار تحقيق الشركة ألرباح ،نجدها (المؤسسة) تعتمد على القروض قصيرة األجل وإذا
كانت أيضا تستخدم Iالقروض الطويلة في تمويل نفسها ولكن بدرجة محدودة مثل المؤسسات
التجارية.
إن اتجاهات رجال اإلدارة التي تؤثر مباشرة على اختيار وسائل التمويل ترتبط بأمرين :
فالمؤسسة الضخمة التي تتوزع فيها األسهم العادية على عدد كبير جدا من المساهمين تقوم عادة في
حالة احتياجها إلى أموال إضافية إلى إصدار Iأسهم عادية مما يترتب على ذلك ضعف السيطرة
40
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
والتحكم Iعلى إدارة المؤسسة إضافة إلى ذلك فان رجال اإلدارة الذين يسهرون على مصالح
المؤسسة نجدهم عادة يعملون على تجنيب المؤسسة خطر استخدام Iالقروض الزائدة عن الحاجة وما
ينجم عن ذلك من خطر( التأخير عن تسديد القروض والفوائد).
ومن ناحية أخرى فإن المؤسسات الصغيرة نجد رجال اإلدارة يفضلون تجنب إصدار Iاألسهم العادية
حتى يتسنى لهم السلطة الكاملة على إدارة المؤسسة كذلك فهم على استعداد لزيادة نسبة االقتراض
ألنهم يتوقعون مكاسب كبيرة الستخدام القروض.
يلعب التمويل الذاتي دورا هاما على مستوى الحالة المالية للمؤسسة ،وكذا على مستوى IاالقتصادI
الوطني Iبالنسبة للجانب المالي يعتبر التمويل الذاتي دخل متاح لالستثمارات من أجل االحتفاظ
برأس المال من جهة ومن جهة أخرى لضمان نمو المؤسسة كما يعتبر ضمانا Iلتسديد سعة
االقتراض للمؤسسة ،ولهذا يعد من أهم مصادر Iالتمويل بالنسبة للمؤسسة وخاصة حديثة النشأة ألن
مثل هذه المؤسسات Iليست لها معامالت كثيرة مع المتعاملين الخارجيين وبالتالي فهي تفتقد لعنصرI
الثقة الشيء الذي يجعلها مجبرة على إثبات إيجابية المشاريع من خالل األرباح المحققة كلما زاد
نشاط المؤسسة.
إذا ما استمرت المؤسسة في االنتعاش فإنها عاجال أم أجال تصل إلى النقطة التي تصبح فيها النقابات
الواردة إليها من زبائنها Iأكثر سنا تستطيع المؤسسة تلبيته ،وبالتالي فهي تحتاج إلى رأس مال
إضافي Iحتى تستطيع Iالمؤسسة الوفاء بالطلبات المقدسة لها ،أن البد من زيادة رأسمالها من أجل
تمويل أصولها Iالثابتة اإلضافية وكذا رأسمالها العامل اإلضافي الالزم عن طريق Iإعادة استثمار
جزء الداخل معها في العملية اإلنتاجية وفي المراحل السابقة وخاصة في الدول األوروبية كانت
المؤسسات( Iالمؤسسات Iاالقتصادية) قادرة على إيجاد معظم أو كل رأس المال اإلضافي الالزم،
عن طريق Iإعادة استثمار Iجزء كبير من األرباح المحققة في المشروع مرة أخرى بينما في الوقت
41
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
الحاضر Iنجد أن المعدالت المالية لضريبة الدخل وضريبة األرباح أصبحت تمثل مشكلة في وجه
المؤسسات Iالتي ترغب في حجز جزء كافي من أرباحها هدف تمويل توسعها السريع ومن أهم
الطرق Iالممكنة لرأس المال اإلضافي هي البحث عن مستثمر خارجي راغب في أن يساهم برأس
مال جديد كحصة في المؤسسة أو االرتباط بمؤسسة ذات مركز Iمالي متين عن طريق البيع أو
االندماج.
و يعني به الحصول أو استعمال بعض أنواع السلع المعمرة دون التمتع بحق ملكيتها عن طريقI
تأجيرها ، Iفحينما Iيؤثر شخص أو مؤسسة األصول فإنه سوف ال يحتاج إلى أن يدفع مقدم الخدمات
التي سوف تقدمها له هذه األصول طيلة عمرها اإلنتاجي Iوعلى ذلك فإنه يكون معفيا من تمويلها Iو
كذلك العديد من المخاطرI.
إن المشاريع الكبرى تتطلب من المؤسسات الخاصة و العامة تمويال هاما قد ال تستطيع تغطيتها Iعن
طريق Iمواردها الذاتية ،لهذا فهي تلجأ عادة إلى التمويل الخارجي المتمثل أساسا في القروض
البنكية .
و تختلف القروض باختالف مدة تسديدها Iو غرض استعمالها ،فهي تنقسم إلى قسمين هما :قروض
االستغالل و قروض االستثمار ،فاألولى Iتمثل ذلك النوع المختص بعمليات الدورة االستغاللية
لتغطية النقائص المؤقتة و لكونها تتعلق باالستغالل فهي عادة قصيرة األجل ( أقل من سنة ) ،بينما
النوع الثاني قروض موجهة أساسا لتمويل المشاريع االقتصادية و لتغطية نقائص النشاط
االستثماري و تشمل قروض متوسطة و طويلة األجل .
تنشأ المخاطر المالية المؤدية النخفاض فعالية هيكل التمويل كمصدر مالي إما بسبب المخاطر
المادية التي يترتب عليها تلف أو فقدان أحد عناصر األصول المادية الملموسة بفعل بعض الحوادث
أو بسبب المخاطر Iالفنية الناتجة من التوسع غير االقتصادي في اإلنتاج مع نقص الكفاءات القادرة
على استيعاب هذا التوسع فنيا و تكنولوجيا Iسواء من حيث طرق Iو أساليب اإلنتاج أو تشغيل
42
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
المعدات ،أو بسبب المخاطر Iاالقتصادية الناتجة عن تدهور Iفي الطلب إما لحدة المنافسة بتحويل
السوق Iمن سوق Iمخطط لسوق يرتكز على اقتصاد Iالسوق أو عدم القدرة على توفير مستلزمات Iمن
اإلنتاج و تزداد حدة هذه المخاطر طبقا لنوع السلعة التي يتم إنتاجها و المخاطر Iالتسويقية المتميزة
لها ،بجانب هذه المخاطر توجد المخاطر المالية الناتجة عن االقتصاد المتزايد Iمن الديون كمصادر
تمويلية خارجية و ارتفاع التكاليف السنوية بمعدل أكبر من معدل الزيادة في إيرادات النشاط
التجاري Iو زيادة الديون المعدومة و ارتفاع فترة تحصيل مديونيات للبيع بأجل مع انحدار ربحية
العمليات الجارية من سنة ألخرى و معدل العائد على األموال المستثمرة في الحصول و يمكن
1
تفادي مخاطر التمويل السابق اإلشارة إليه بعدد من الوسائل .
اتخاذ إجراءات تتناسب مع الخطر و أسبابه مثل :التسويق Iأو تكوين مخزون كافي من مستلزمات
اإلنتاج أو التأمين على األصول Iالمادية الملموسة ،كما يجب على إدارة المؤسسة أن تكون قادرة
على التنبؤ بوقوع الخطر وأثاره.
يستخدم Iفي مواجهة المخاطر العامة الجماعية التي تخلق الضرر Iبالمؤسسة الشقيقة التي ويكون هذا
الصندوق إما بشكل مؤسسة متنقلة ذات شخصية معنوية أو في شكل ودائع لدى البنوك التجارية ،
وال يطبق هذا األسلوب إال في حالة المخاطر التي يمكن توقعها Iويمكن مواجهتها Iبالتأمين عليها أو
ضدها.
يتمثل هذا األسلوب في مواجهة مخاطر Iالتمويل في مؤسسة بتبادلها مع مخاطر أخرى ،وذلك
لتحويل الخسائر إلى ربح أو تقليلها ألقل حد ممكن مثل :
- 1طارق الحاج،مبادئ التمويل ،دار الصفاء للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى ،2000 ،ص .21
- 2نفس المرجع ،ص ( .) 22/23
43
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
إتباع أسعار منخفضة نسبيا مع كل صفقة يتم بيعها صلحا لمستوى Iالمخزون والمنافسة
السعرية في السوق.
الحصول على ائتمان تجاري للمواد الخام من الموردين آلجال يتفق عليها لكي يستمر
اإلنتاج.
المضاربة بالمخزون وذلك بزيادة المخزون من المواد الخام أو البضاعة في حاالت
انخفاض األسعار Iلالستفادة من فروق التغيير في قيمته إذا من المتوقع ارتفاع األسعار في
المستقبل القريب.
تهتم دراسات الجدوى بصفة أساسية بتقييم المشروعات االستثمارية ،و من هنا جاءت الحاجة
إللقاء الضوء على ماهية المشروع االستثماري ،من حيث مفهومه ،أهدافه ،أنواعه و مراحله…
لقد تعددت و تنوعت التعاريف فيما يتعلق بتحديد معنى و مفهوم المشروع االستثماري نظرا لعدد
الجوانب و األهداف و األشكال التي يتخذها المشروع ، Iإال أنه رغم تعددها و تنوعها بسبب المدخل
الذي تدخل من خالله إلى البحث المقصود Iبالمشروع االقتصادي ، Iفكلما تجمع على طبيعة
المشروع Iاالقتصادي ، Iو تحدد عناصره بجوانبه المختلفة .
كل تنظيم Iله كيان حي مستقل بذاته يملكه و يديره فقط منظم يعمل على التأليف و المزج بين
عناصر اإلنتاج يوجهها إلنتاج أو لتقديم سلعة أو خدمة أو مجموعة من السلع و الخدمات و
1
طرحها Iفي السوق ، Iمن أجل تحقيق أهداف معينة خالل فترة معينة .
- 1عبد المطلب عبد الحميد :دراسات الجدوى االقتصادية التخاذ القرارات االستثمارية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر،2003 ،
ص .19
44
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
كما يمكن تعريفه بأنه " :اقتراح بتخصيص قدر من الموارد في الوقت الحاضر يستخدم Iفي خلق
طاقة إنتاجية جديدة أو إعادة تأهيل طاقة إنتاجية قائمة أو توسعها بهدف الحصول على منفعة صافية
1
من تشغيلها في المستقبل عبر فترة زمنية طويلة نسبيا ".
للمشاريع Iاالستثمارية أهمية بالغة تصب في مصلحة الدولة و كذا المستثمر Iنذكر منها ما يلي:
* بالنسبة للدولة:
* بالنسبة للمستثمر:
يمكننا تصنيف Iالمشاريع االستثمارية إلى عدة أنواع مختلفة و ذلك وفقا لمجموعة من المعايير التي
تفرض ضرورة إجراء دراسات مختلفة للمشاريع االستثمارية بغض النظر عن طبيعة و ملكية و
هدف المشاريع ،و من أهم المعايير Iالمستخدمة لتحديد نوع المشروع Iاالستثماري Iهي كما يلي :
- 1عبد القادر محمد عطية :دراسات الجدوى التجارية واالقتصادية و االجتماعية مع مشروعات ،BOTالدار الجامعية،اإلسكندرية،
مصر ،2005 ،ص ( .) 5/6
45
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
هي تلك المشاريع التي تنتج منتجات أو تولد منافع قابلة للتقييم النقدي و هذه المنتجات قد تكون سلعا
أو خدمات و هي غالبا ما تكون منتجات بها أسواق تحدد فيها أسعارها Iو من أمثلتها :المشاريع
الزراعية ،الصناعية و السياحية و من بين المشاريع Iالتي يحتويها Iهذا النوع أيضا تلك الوحدات
التي قد ال يدفع المنتفعون مقابال مباشرا Iلمنافعها مثل :الطرق Iالعامة أو مشاريع الصرف Iالزراعي
و لكن يمكن تقييم منافعها Iنقدا.
هي تلك المشاريع التي يصعب تقييم منتجاتها بسهولة و دقة في صورة نقدية دون أن يطلب ذلك
إجراء أبحاث إضافية أو وضع افتراضات من قبل المحللين قد ال تعكس في الواقع ومن أمثلة هذه
المشاريع Iتلك المتعلقة بالتعليم و الصحة و البيئة و الصرف Iالصحي و اإلصالح المؤسسي Iو غيرها
تنقسم المشاريع االستثمارية حسب العالقة التبادلية إلى ثالث أنواع :
-1المشاريع المانعة بالتبادل :هي تلك المشاريع البديلة التي تتنافس على قدر غير محدد من
الموارد Iبحيث يمنع اختيار Iإحداهما اختيار اآلخر و من أمثلة هذه المشاريع االختيار بين مبنى
سكني مكون من 12طابقا و مبنى تجاري Iمكون من 8طوابق على نفس المساحة من األرض و
نفس المكان.
-2المشاريع المستقلة :هي تلك المشاريع Iالتي ال يمنع إقامة األخر طالما توافرت المواردI
المطلوبة ،كما أن إقامة إحداها ال يكون مشروطا بإقامة األخرى أي أنها مشاريع ال بديلة وال مكملة
و ال يوجد ارتباط بينهما من ناحية القيمة و من أمثلة ذلك :أن يوجد في خطة بديلة أو والية ما إقامة
طريق Iفي مدينة أخرى خالل مدة الخمس سنوات المقبلة وفقا لميزانية محددة.
-3المشاريع المتكاملة :هي تلك المشاريع التي يلزم إقامة احدها إلقامة اآلخر مثال ذلك :مشروع
مد خط أنابيب خام من البئر و مشروع إقامة مصفاة لتكريري البترول ،فإقامة الثاني الزمة إلقامة
األول حتى يكون له منفعة.
46
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
ثالثا :حسب البعد االجتماعي :تنقسم المشاريع التي يمكن للقطاع الخاص القيام بها إلى نوعين :
-1مشاريع اإلنتاج المباشر :هي تلك التي تتولى سلع و خدمات يمكن بيعها مباشرة للجمهور Iعلى
أساس فردي وال يكون البعد االجتماعي فيها ظاهرا بحيث يمكن استبعاد األفراد Iالذين ال يدفعون
مقابال لها مثال تلك المشاريع التي تنتج المالبس و السيارات و غيرها.
-2مشاريع البنية التحتية :مثل الطرق و المطارات و الموانئ و الكهرباء و الصرف Iالصحي و
غيرها فهي تقدم خدمات لها بعد اجتماعي يجعل الحكومة مسؤولة عن توفيرها للجمهور Iبأسعار
معقولة ،ويتولى Iالقطاع الخاص أحيانا القيام بها وفقا لنظام BUILD.OPERATE.
TRANSFER.BOTو هو ما يعني البناء ثم التشغيل لقدرة معينة ثم التحويل في النهاية
للحكومة و تنطوي Iمساهمة القطاع الخاص في هذا النوع من االستثمارات على مشاركة اجتماعية
و من أهم خصائص هذا النوع من االستثمار ضخامة المبالغ الالزمة إلقامته.
أوال :نفقات االستثمار :يقصد بنفقات االستثمار Iمجموعة التكاليف الالزمة إلنشاء المشروع
االستثماري ،و التي تنفق مع بداية المشروع إلى أن يصبح هذا األخير يحقق تدفقات نقدية بل تمتد
إلى ما بعد ذلك وال تنتهي إال بانتهاء حياة المشروع ،أي أن هذه النفقات لها طابع استثماري Iو
طالما أن المشروع مستمر Iفي نشاطه و تتضمن هذه النفقات ما يلي :
- 1فسيح خالد و آخرون :تقييم المشاريع االستثمارية ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس في العلوم االقتصادية ،جامعة 8ماي ،1945
قالمة ،دفعة ،2005ص ( .) 33/35
47
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
النفقات المتعلقة بالدراسات التمهيدية للمشروع كالتصميم Iو الرسوم Iو إجراء التجارب و
غيرها .
و كل هذه النفقات تنفق و بداية المشروع( Iقبل التشغيل) ،فنفقات االستثمار Iتستمر كذلك أثناء
مرحلة التشغيل ،فنجد األموال المستثمرة في األصول تتعرض إلى تغيرات مستمرة فاألصولI
الثابتة تتعرض قيمتها للنقص بسبب تقادم العمر اإلستعمالي Iلها نتيجة استهالكها المستمر Iمما يؤدي
إلى نقص طاقتها Iاإلنتاجية ،األمر الذي يؤثر Iعلى عنصر الربحية للمشروع .
و هناك العديد من العوامل التي تؤثر على تقدير قيمة األموال الالزم إنفاقها على مشروع ما منها :
تعبر التدفقات النقدية عن كل المبالغ المالية المنتظر Iتحقيقها في المستقبل على مدى حياة
المشروع I،و تحسب هذه النفقات السابقة الصافية بعد خصم الضرائب و مستحقات الغير من التدفق
النقدي اإلجمالي ،و هذا األخير يتم الحصول عليه بطرح مجمل تكاليف المشروع من مجمل مداخله
و يمكن التعبير عن التدفق النقدي الصافي و اإلجمالي كما يلي :
التدفق Iالنقدي الصافي = Iالتدفق النقدي اإلجمالي – الضرائب – مستحقات الغير .
حيث تعتبر Iمدة حياة المشروع من البيانات الهامة و األساسية للوصول إلي القرار االستثماري Iو
تقدر هذه الفترة قبل بداية المشروع Iبحساب المدة التي يبقي فيها المشروع Iفي حالة عطاء جيد .
48
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
تتمثل القيمة الباقية في الجزء الذي لم يهتلك عن التكلفة األصلية لالستثمار عند التنازل عنه ،في
حالة التنازل عن هذا االستثمار Iبمبلغ أكبر من مبلغ القيمة الباقية يعتبر الفرق ربحا ،أما في حالة
التنازل عنه بمبلغ أقل من مبلغ القيمة الباقية فيعتبر عجزا تتحمله الدورة المالية .
يعتبر تحديد الهدف المراد تحقيقه من المشروع Iاالستثماري Iالنقطة المحورية التي تحدد نقطة
االنطالق Iفي تحليل دراسات الجدوى االقتصادية للمشروع و األوزان النسبية لمعايير تقييمه ،و من
هذا المنطلق يتوقف الهدف من المشروع Iاالستثماري Iعلى نمط الملكية التي سوف يأخذها هذا
المشروع Iحال تنفيذه و الذي قد يتمثل فيما يلي :
من جهة المشاريع ذات الملكية الخاصة فأقصى Iربح هو الهدف الرئيسي و لكن ال يعتبر الهدف
الوحيد نظرا لوجود Iأهداف أخرى بجانب ذلك تكون على درجة كبيرة من األهمية من جانب إدارة
المشروع Iاالستثماري Iالخاص و من أهمها :
و يكون الهدف المسطر هنا هو تحقيق األهداف العامة لالقتصاد القومي ،و المصلحة العامة
للمجتمع و تعظيم Iالمنفعة العامة ،إال أن هذا الهدف ليس الوحيد للمشاريع العامة ،و بالتالي هناك
أهداف أخرى يمكن رصدها لتلك المشاريع باإلضافة إلى مجموعة أهداف اقتصادية و مالية و
إستراتيجية أخرى .
قيام بعض المشاريع المرتبطة باألمن القومي للدولة مثل :صناعة األسلحة و الفخار ...قد يكون
الغرض منها هو الحصول على موارد مالية لتمويل النفقات بدال من لجوئها لفرض ضرائب جديدة.
49
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
و من هنا يمكن القول أن األوزان النسبية لمعايير الربحية االقتصادية أو التجارية تغلب على
المشاريع Iالخاصة ،و األوزان النسبية لمعايير الربحية االجتماعية تغلب على المشاريع العامة ،مع
ضرورة تحقيق الكفاءة االقتصادية في تشغيل كال النوعين من المشاريع.
-1مرحلة تحديد المشروع :حيث يبدو Iالمشروع كفكرة استثمارية تطرأ على ذهن المستثمر و
تمثل هذه الفكرة النواة األساسية لسلسلة من التحليالت الوصفة و الكمية التي ينشأ عنها اتخاذ قرارI
بتنفيذ فرصة استثمارية معينة .
-2مرحلة إعداد المشروع :تتضمن هذه المرحلة إعداد دراسات جدوى Iالمشروع من النواحي
المختلفة اآلتية :
و تنتهي هذه المرحلة بإعداد تقرير المشروع ، Iو تقوم بإعداد المشروع Iو دراسة جدواه الجهات
المسؤولة عن تنفيذه إما بنفسها أو عن طريق Iالهيئات االستثمارية التي تعينها.
و تشمل التقييم المالي أو التجاري و التقييم االقتصادي Iو التقييم االجتماعي للمشروع Iقبل تنفيذه
لتقرير التنفيذ من عدمه ،و يقوم بتقييم المشروع قبل تنفيذه الجهات الممولة للمشروع سواء كانت
جهات قومية أو جهات أجنبية مقدمة للقروض تعتمد تلك الجهات في إجراء دراسات تقييم المشروعI
- 1حسن أحمد توفيق :التمويل و اإلدارة المالية في المشروعات ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر ،الطبعة األولى،1994 ،
ص ( .) 105/106
50
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
على دراسات جدواه المعدة من قبل الجهات المسؤولة عن تنفيذه ،و أحيانا تقوم الجهات الممولة
بمساعدة الجهات المسؤولة عن تنفيذ المشروع في إعداد دراسات جدواه.
-4مرحلة التنفيذ:
و تتضمن عمليات تحديد مراحل التنفيذ و توقيعها ، Iو التنفيذ و اإلشراف و الرقابة و تسجيل ما يتم
تنفيذه و تجدر اإلشارة هنا إلى أن التجارب أثبتت أنه إذا كان التنفيذ سيئا فإنه يؤدي إلى فشل
المشروع Iرغم ثبوت جدواه قبل تنفيذه .
و تشمل التقييم المالي أو التجاري و التقييم االقتصادي Iو التقييم االجتماعي للمشروع Iبعد تنفيذه ،
ويختلف Iتقييم المشروع Iبعد تنفيذه عن تقييم المشروع Iقبل تنفيذه رغم أن المقاييس المستخدمة فيها
واحدة ،في أن األول يعالج التدفقات الخارجة و الداخلة الفعلية للمشروع بعد تنفيذه بينما يعالج
الثاني التدفقات الخارجة و الداخلة المتوقعة أو المقدرة للمشروع Iقبل تنفيذه ،و قد تختلف التدفقات
الخارجية و الداخلية الفعلية عن تلك المقدرة أو المتوقعة إما لقصور Iفي التوقع Iأو التقدير أو لقصورI
فيهما معا ،و بالتالي قد تختلف نتائج التقييم بعد التنفيذ عن نتائج التقييم قبل التنفيذ ،و يهدف التقييم
بعد التنفيذ إلى معرفة األسباب و االختالفات أو االنحرافات Iبين النتائج المخططة أو المستهدفة و
النتائج الفعلية ،و معرفة مواطن الضعف و مواطن القوة لالستفادة منها في تحسين المشروع نفسه
إذا سمح الوقت بذلك ،أو تحسين المشاريع المستقبلية .
يلعب دورا Iهاما حيث ينعكس سلبا أو إيجابا على جوانب المشروع المختلفة مثل اقتصاديات
التشغيل و الربحية المتوقعة و صافي Iالتدفقات النقدية و مختلف مؤشرات تقييم المشروع كمقترح
استثماري قيد الدراسة و التحليل ،كما يرتبط بتحديد طبيعة المشروع ما بين مؤسسة فردية أو
شركة أشخاص أو شركة أموال و أبرزها شركات المساهمة و التوصية بالسهم و شركات ذات
مسؤولية محددة.
و تلعب اإلعفاءات الضريبية دورا فعاال في اختيار الشكل القانوني ، Iالمتوقع Iو القانون الذي يخضع
له المشروع الجديد نظرا ألن هذه اإلعفاءات تنعكس على ارتفاع صافي Iالتدفقات النقدية المتوقعة
من المشروع Iو بالتالي التحسين من ربحيته.
51
مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ،التمويل و المشاريع االستثماريةـ الفصل األول:
كما يرتبط هذا اإلطار Iبكل الجوانب القانونية المنظمة لعمل األجانب و تصاريح العمل و اإلقامة و
نسب المشاركة في رؤوس Iاألموال و غير ذلك و هي أموال تمتد بآثارها إلى الجوانب الفنية و
المالية و التنظيمات للمقترحات االستثمارية ،و بشكل خاص ما يتصل بحقوق المعرفة الفنية و
1
مشاركة األجانب في مجلس إدارة المشاريع و حجم مساهمتهم Iالمالية في إنشاء هذه المشروعات .
خالصة:
من خالل دراستنا Iلهذا الفصل حاولنا إعطاء نظرة لكل من القروض البنكية ،التمويل و المشاريعI
االستثمارية بحيث نجد أن البنوك تغطي نقائص التمويل التي تعاني منها المشاريع االستثمارية من
خالل القروض التي تمنحها لها خاصة في السنوات األخيرة أي من خالل التمويل الجيد لهذه
المشاريع Iو هذا سعيا إلى إبراز أهم آليات تطبيق التمويل بهدف إنشاء مشاريع استثمارية جديدة أو
التوسع في تلك المشار Iيع القائمة.
- 1أحمد غنيم :قرارات إنشاء المشروعات الجديدة نظريا و تطبيقيا I،دار المستقبل للطباعة و النشر ،القاهرة ،مصر ،1999 ،ص .16
52
الفصل الثاني:
تمهيد :
إن القروض البنكية تهدف إلى تحقيق التدفقات الالزمة لتمويل المشروعات االستثمارية بحيث
تحتاج هذه العملية إلى وضع سياسات لإلقراض تتجسد عن طريق تجميع أكبر قدر ممكن من
المعلومات عن المقترض قبل منحه القرض و هذا ما يستدعي االلتزام بالتطبيق Iالفعلي لآلليات و
إجراءات منح القروض البنكية لضمان تحقيق التوافق Iما بين األهداف المتعارضة لمختلف أطراف
العالقة و ذلك من حيث السيولة و الربحية و المخاطر Iمن جهة و متابعة تسديد المقترض لقرضه
باستعمال Iوسائل التغطية المتوفرة لدى البنك في ظل األخطار المتوقع حدوثها Iمن جهة أخرى .
و قد قسمنا هذا الفصل إلى ثالث مباحث حيث تناولنا Iفي المبحث األول الوساطة البنكية و تطرقناI
في المبحث الثاني إلى اآلليات و إجراءات منح القروض و في األخير يأتي المبحث الثالث لنتناول
فيه مخاطر Iمنح القروض البنكية و إجراءات التحوط منها .
54
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
في عالم النقود هناك حاجة مستمرة إلى تداول أموال بمبالغ تختلف تبعا لطبيعة اإلعمال و حجمها و
تسمح للحركة المستمرة لنشاط بعض األفراد بالحصول على فائض مالي و تسبب ألطراف أخرى
عجز مالي ،فالوساطة البنكية تعتبر صانعة للتمويل و يعتبر ذلك من أهم النتائج التي تحققها تجميع
إدخارات صغيرة و متناثرة و جارية في أغلبها ،و تقوم بإعادة توزيعها على الذين هم في حاجة
إليها في شكل قروض كبيرة و مركزة و ذات فترات أطول.
يمكن تعريف Iالوساطة البنكية في إطار السعي الدائم لكل أطراف Iالعالقة باتجاه تلبية حاجاتهم و
تحقيق أهدافهم و ذلك من خالل التعاريف Iاآلتية :
* الوساطة البنكية هي تلك الهيئات التي تسمح بتحويل عالقة التمويل المباشرة بين المقرضين و
المقترضين المحتملين إلى عالقة غير مباشرة ،فهي تختلق قناة جديدة تمر عبرها األموال من
أصحاب الفائض المالي إلى أصحاب العجز المالي حيث تقوم هذه الهيئات بتعبئة اإلدخارات
(الفوائض المالية الخاصة باألفراد و المؤسسات ) من جهة و القيام بمنح القروض إلى أطراف
أخرى و بهذه الطريقة فهي تصل بين طرفين متناقضين في أوضاعهما الحالية ،هم أصحاب
1
الحاجة إلى التمويل.
* الوساطة البنكية هي تلك الهيئات التي تربط بين أصحاب الفائض المالي و أصحاب العجز
المالي ،فهي تجمع فوائض التمويل من جهة و تقدمها في شكل قروض إلى أصحاب العجز المالي.
2
55
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
الوساطة
البنكية
األسواق
المالية
56
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
يمكن التمييز بين العديد من أنواع الوساطة البنكية و توجد العديد من المؤسسات التي تلعب دور
الوسيط Iالبنكي في حدود Iخصائصه التنظيمية و طبيعته الوظيفية و يمكن حصر Iهذه المؤسسات Iفي
1
نوعين :
أوال :المؤسسات المالية النقدية أو البنوك :يمكن تصنيف هذه المؤسسات إلى نوعين :
-1البنك المركزي:
البنك المركزي هو المؤسسة التي تتكفل بإصدار Iالنقود في كل الدول و هو المؤسسة التي تترأس
النظام النقدي ،و لذلك يشرف Iعلى التسيير النقدي و يتحكم في كل البنوك العاملة في االقتصاد و
يعتبر البنك المركزي بنك البنوك و بنك الحكومة حيث يعودون إليه عندما يحتاجون إلى السيولة ،
فهو يقوم بإعادة تمويل البنوك عند الضرورة كما يقوم بتقديم التسبيقات الضرورية للحكومة في
إطار القوانين و التشريعات السائدة لذلك يقال أن البنك المركزي Iهو الملجأ األخير لإلقراض .
وفي Iإطار السياسة العامة يجب أن تخضع المؤسسات المالية البنكية و غير البنكية إلى اللوائح و
التوجيهات التي يصدرها سواء تعلق ذلك بحجم السيولة التي يجب أن تحتفظ بها أو القروض التي
تقدم على منحها ،كما يجب أن تخضع إلى القواعد التي يحددها عندما تدخل في السوق النقدية و
باإلضافة إلى ذلك فإن البنك المركزي يتدخل في سوق الصرف Iمن أجل دعم العملة الوطنية مقابل
العمالت األجنبية إذا استدعت الضرورة ذلك.
-2البنوك التجارية
البنوك التجارية نوع من أنواع الوساطة البنكية التي تتمثل مهمتها األساسية في تلقي الودائع الجارية
للعائالت ،المؤسسات Iو السلطات العمومية و يتيح لها ذلك القدرة على إنشاء نوع خاص من نقود
الودائع.
من بين أهم االستخدامات Iالمتاحة أمام هذه البنوك هي القيام بمنح القروض قصيرة األجل أو
القروض التجارية ،إنسجاما مع طبيعة الجزء األكبر من مواردها و ال تعتمد هذه البنوك في مثل
هذه العمليات من القروض علي رؤوس أموالها ،التي تمثل جزءا يسيرا مقارنة بودائع اآلخرين و
إنما تعتمد بالدرجة األولى على األموال المتلقاة من الغير في شكل ودائع ،ولقد أصبح بإمكان
البنوك التجارية أو المؤسسات Iالنقدية قبول الودائع الزمنية سواء كانت ألجل أو إدخارية .
57
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
إن وصف هذه المؤسسات بأنها غير نقدية ال يعني أنها ال تستعمل النقود و لكن لكون طبيعة
مواردها Iال تسمح بإنشاء النقود على خالف المؤسسات Iالمالية النقدية و ال يمكن من حيث المبدأ ،
لهذه البنوك أن تحصل على ودائع جارية من الجمهور ،و هذا هو السبب في عدم قدرتها Iعلى
إنشاء نقود الودائع ،و عليه فإن الجزء األكبر من مواردها يتشكل بصفة أساسية من رؤوس Iأموالها
الخاصة ومن الودائع الزمنية التي تقوم عليها معظم نشاطاتها التمويلية .
و نظرا لطبيعة مواردها Iفإن هذا النوع من الوساطة البنكية يقوم بمنح قروض متوسطة و طويلة
األجل باإلضافة إلى عمليات التوظيف Iالمالي كإصدار Iالسندات و المشاركة في مختلف المشاريعI
بالحصول Iعلى أسهم وعلى هذا األساس فهي تقوم بتنفيذ استثمارات طويلة األجل مستعملة رؤوس
أموالها الخاصة .
إن طبيعة العالقة بين هذين الطرفين Iهي عالقة مالية غير مباشرة بحكم وجود Iوسيط يدير هذه
العالقة ،و هذا الوسيط هو البنوك التجارية ،إذ تعمل هذه األخيرة على إدارة هذه العالقة من خالل
وظيفتين أساسيتين هما :تعبئة الموارد Iو توظيفهاI.
حيث أن عملية تعبئة الموارد هي الطرق Iأو الصيغ التي يتيحها الوسيط Iالمالي ألصحاب الفائض
المالي لوصولهم Iإليه أو وصول Iفوائضهم Iالمالية إلى الوسيط المالي منها :شهادات اإليداع ،الودائع
ألجل ،أذون الخزينة ،بيع السندات و األسهم.
أما التوظيفات فتتمثل في تلك العمليات التي تمنحها البنوك بعدما تقوم بجمع تلك الموارد Iالمالية
المتناثرة و الصغيرة ،...و تلك العمليات تتمثل في إعادة القيام بتوظيف مواردها Iو لعل أهم
1
األشكال التي توظف بها تلك األموال هي القروض و تتمثل هذه الوظائف Iفي:
-1دور الوسيط
تقوم البنوك بدور الوسيط Iمن خالل استقبالها لإلدخار و التي تأتي بشكل رئيسي Iمن أفراد المجتمع
و من ثم تقديمها على شكل قروض للمنظمات أو األفراد و ذلك لتوظيفها في مجاالت عملها المختلفة
،و تمارس البنوك هذا الدور الرئيسي لها باعتبارها Iحلقة الوصل بين وحدات الفائض و وحدات
العجز و الذي يحقق فاعلية و كفاءة االستخدام Iاألمثل لألموال في االقتصاد .
1
- Roze peter: commerciales bank management , 4 ème édition , MC graw-hill. Lrwin lnc, sieng a pore,
1999, p 18.
58
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
-2دور المدفوعات
تؤدي Iالبنوك دور المسدد لقيم السلع و الخدمات لمصلحة زبائنها و من أمثلتها إصدار الصكوك Iو
إجراء المقاصة فيما بينها ،و إقامة قناة للمدفوعات اإللكترونية و غير ذلك ،و هذا الدور يمثل
دورا مهما بسبب أن نسبة كبيرة من المدفوعات المالية تتم عن طريق Iالبنوك .
تؤدي Iالبنوك دور الضامن و ذلك بوقوفها Iإلى جانب زبائنها Iمن خالل تسديد ديونهم عند عدم
قدرتهم على السداد و من أمثلتها إصدار خطابات الضمان و االعتمادات المستندية و الكفاالت
البنكية .
و هو أحد األدوار المهمة و الحديثة للبنوك في ظل توسع و تنوع أعمالها و زيادة مخاطر أنشطتها
و لذلك عليها أداء هذا الدور من ناحيتين ،الناحية األولى في ظل استخدام األدوات الحديثة و
التقنيات لمواجهة مخاطر أعمالها مثل :استخدام تقنيات إدارة الفجوة و أدوات التغطية ومن ناحية
أخرى من خالل مساعدة زبائنها Iإلجراء الترتيبات المالية الالزمة لمواجهة مخاطر عملياتها و
أنشطتها. I
و تتم هذه الوظيفة من قبل البنك من خالل مساعدة الزبائن بتحقيق كل أهدافهم طويلة األجل لتحقيق
حياة أفضل في مجاالت البناء ،اإلدارة و حماية مدخراتهم.
و يتمثل هذا الدور في قيام البنوك بممارسة مهمة االحتفاظ بالممتلكات الثمينة كالذهب و
المجوهرات و المستندات و األموال و العائدة لزبائنها ،و هي بذلك تقوم بالحفاظ عليها .
-7دور الوكيل
59
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
و تمارس البنوك دور الوكيل عن طريق قيامها Iنيابة الزبائن في توظيف Iأموالهم في مجاالت
إقتصادية مختلفة ،و تؤدي Iأيضا هذا الدور لمصلحتهم ،و عادة ينجز هذا الدور من خالل قسمI
األمانة أو الثقة الموجودة في البنك ،وهذا هو الدور المهم الذي تلعبه هذه الوحدات .
ومن خالل جميع تلك الوظائف تكون البنوك قد لبت معظم احتياجات زبائنها Iهذا من جهة ،ومن
جهة أخري قامت بالتوفيق Iبين أصحاب الفائض المالي ،و أصحاب العجز المالي و أغلقت التبادل
بينهما .
يبرز دور Iالوساطة البنكية و التي تمثل البنوك أهم ركن فيها في قيام Iالهيئات المجسدة في البنوك
بمختلف أنواعها لتعبئة اإلدخارات (الفوائض المالية الخاصة باألفراد Iو المؤسسات) حيث تتيح لهم
فرصا Iمتنوعة الستثمار Iمدخراتهم ،فهناك الودائع التقليدية (الودائع الجارية ألجل ،التوفير Iو
شهادات اإليداع) التي تعتبر فرص استثمارية جديدة للمدخرين الراغبين في توجيه أموالهم إلى
استثمارات Iقصيرة األجل و هناك أيضا السندات القابلة للتداول و التي تالءم المدخرين الذين
يفضلون توجيه مواردهم Iالمالية إلى استثمارات Iطويلة األجل هذا من جهة ،ومن جهة أخرى فإن
البنوك تقدم للمقترضين قروضا Iعلى مختلف أشكالها ( القصيرة ،المتوسطة ،الطويلة األجل )
أضف إلى ذلك فإن البنك قد يتوسع Iليشمل عمليات التأمين و ممارسة أعمال اإلستثمار كما هو
الحال في البنوك الشاملة و قد يتعداه إلى تحقيق التكافل االجتماعي و شيء من المساواة بين أفراد
المجتمع خاصة عن طريق Iالزكاة كما هو الحال بالنسبة للبنوك اإلسالمية .
فال شك أن ممارسة الوساطة تعتبر صانعة التمويل ،و يعتبر ذلك من أهم النتائج التي تحققها ،فهي
تجمع إدخارات صغيرة و متناثرة و جارية في أغلبها ـ األجل القصير Iـ و تقوم بإعادة توزيعها على
الذين هم بحاجة إليها في شكل قروض كبيرة و مركزة و ذات فترة أطول فهي إذا تقوم باإلقتراضI
لفترات أطول مستعملة أموالها ال يمكن ألصحابها Iأن يطلبوها Iفي أي لحظة ،و يعتبر هذا األمر من
أكبر النتائج التي تحققها الوساطة البنكية لذلك يمكن القول أن األخيرة قد استطاعت أن توافق ما بين
األهداف المتعارضة لمختلف أطراف العالقة :و ذلك من حيث السيولة و الربحية و المخاطر، I
ومن ثمة فإنه يتضح بجالء ذلك الدور البالغ األهمية للبنوك في التنمية االقتصادية ككل انطالقا من
االقتصاد الوطني ما هو إال قطاعات أو وحدات إقتصادية و أفراد يسعون في مجملهم إلى تحقيق
1
التنمية لإلقتصاد الوطني Iككل.
- 1منير إبراهيم هندي :إدارة البنوك التجارية ،مرجع سبق ذكره ،ص .9
60
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
إن وجود الوساطة البنكية في اقتصاد Iاليوم ضرورة حيوية ال لكونها متعامل إقتصادي Iمهم فحسب
و لكن كونها قد سمحت بإيجاد حلول لعديد من المشكالت المرتبطة بالتمويل و في الحقيقة يمكن
تسجيل أهمية وجود الوساطة البنكية لكل طرف Iمن أطراف Iعالقة التمويل .
1
بالنسبة لهؤالء سمحت الوساطة البنكية بتحقيق مزايا عديدة نذكر أهمها فيما يلي :
مصداقية البنك كوسيط مالي مضمونة و ليس مرجع ذلك إلى حجم السيولة التي يوفرها Iفقط
و إنما ( بصفة رئيسية ) نظرا للقوانين و التنظيمات المعدة خصيصا لحماية المودعين
فأموال Iالمودع آمنة الحفظ و هو ما ال توفره عالقة التمويل المباشر.
يتيح وجود Iالوساطة البنكية لصاحب الفائض المالي إمكانية الحصول على السيولة في أي
وقت شاء فالبنوك مجبرة ـ بالقانون و مبدأ الحيطة و الحذرـ على اإلحتفاظ بجزء من
األموال بشكل سائل لمواجهة مثل هذه اإلحتماالت .
يتجنب صاحب الفائض المالي مخاطر عدم التسديد Iالتي تكون كبيرة في حالة اإلقتراض
المباشر ، Iفالبنوك Iلما تتوفر Iعليه من أموال ضخمة و لما تتمتع به من مركز مالي قوي
تكون على العموم في وضعية مالية تسمح لها بتنفيذ كل التزاماتها اتجاه المودعين الذين
تعتبر ودائعهم Iمبالغ صغيرة مقارنة بما تحتفظ به في حوزتها. I
وجود Iالوساطة البنكية يجنب ذوي الفائض المالي إنفاق الوقت و الجهد في البحث عن
المقترضين المحتملين ،فهم في الحالة يعرفون مسبقا الجهات التي يودعون فيها أموالهم
فالوساطة البنكية بحكم طبيعة نشاطها Iتتيح إمكانية مستمرة لقبول األموال في أي وقت .
ليست مبالغة إذا قلنا أن هؤالء هم المبرر األول لوجود الوساطة البنكية فال معنى في الواقع لهذه
الوساطة إذا لم يكن هناك من يطلب خدماتها ، Iتظهر أهمية البنوك ألصحاب العجز المالي فيما
2
يلي:
61
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
توفير األموال الالزمة بشكل كاف وفي Iالوقت المناسب و البنوك تحقق العملية لما تتوفر
عليه من أموال ضخمة تجمعها بطريقة مستمرة من تدفقات الودائع الخاصة .
و بالنسبة لمؤسسات Iالقطاع الخاص فالبحث عن التمويل لرأس المال يعني البحث عن
نوعين من القروض ،تتكفل بتوفيرهما: I
قروض الصندوق أو قروض التجهيزات الصغيرة وهي :قروض Iقصيرة األجل و
تخص مبالغ قليلة نسبيا و تقدم من أجل تغطية :
الصعوبات المؤقتة في السيولة .
ضرورة تمديد مصاريف Iاستثنائية.
الرغبة في اقتناء و استبدال معدات معينة .
قروض عقارية :لتلبية الرغبة في الحصول Iعلى الملكية أي تحقيق استثمار Iعقاري و
هي قروض متوسطة اآلجال ذات نسبة مرتفعة .
إذا كانت الوساطة البنكية تؤدي كل هذه الخدمات لذوي الفائض و ذوي العجز المالي ،فماذا تستفيد
من وراء ذلك ؟
في الواقع ال تقوم البنوك بذلك بدون مقابل و إنما تستفيد الكثير من المكاسب يمكن ذكر أهمها فيما
1
يلي :
الفائدة على القروض تعتبر Iتلك النسبة من المداخيل التي تنظم عائداتها ( أي البنوك ) بل
لعلها الدخل األكيد الذي تقوم عليه نشاطاتها.
استعمال موارد Iغير مكلفة في الغالب فالودائع Iالجارية هي الجزء الغالب في موارد البنوك
و يجب أن نعلم أن هذا النوع من الودائع ال يكلفها أي شيء حيث أن معظم األنظمة النقدية
العالمية تمنح فوائد لهذا النوع من الودائع.
الحصول على ودائع يسمح للبنوك بتوسيع Iقدرتها على منح قروض و ذلك بإنشاء نقود
الودائع و يعني هذا أن البنوك تستطيع Iأن تمنح قروضا أكثر مما تحصل عليه حقيقة من
الودائع و هو بطبيعة الحال أمر يزيد من إمكاناتها Iفي زيادة األرباح.
62
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
إذا كانت الوساطة البنكية قد سمحت ألصحاب الفائض المالي و أصحاب العجز المالي لتفادي الكثير
من المصاعب المرتبطة بعالقة التمويل المباشر Iو االستفادة من العديد من المزايا المترتبة عن
االنتقال إلى عالقة التمويل غير المباشر فإن اإلقتصاد Iبدوره يستفيد من وجود Iهذه الوساطة في
1
كثير من الجوانب منها :
منح القروض يساهم في النشاط Iفتعمل القروض على خلق فرص العمالة و زيادة الشرائية
التي بدورها تساعد على التوسع في استغالل الموارد Iاالقتصادية و تحسين مستوى
المعيشة.
تفادي احتماالت عرقلة النشاط االقتصادي Iلعدم توافق الرغبات بين أصحاب الفائض
المالي ،إن وجود Iمثل هذا التناقض في الرغبات سواء من حيث الوقت أو من حيث المبلغ
سوف Iيؤدي إلى خلق الكثير من اإلختالالت في األداء االقتصادي و الوساطة البنكية
وحدها قادرة على إلغاء هذا التناقض و بإمكانها أن تسمح بتفادي كل المشكالت.
يسمح وجود الوساطة البنكية بتوفير Iاألموال الالزمة للتمويل بواسطة تعبئة اإلدخارات
الصغيرة و تحويلها إلى قروض ذات مبالغ كبيرة .
تقليص اللجوء لإلصدار النقدي الجديد ( ذات طبيعة تضخمية ) بتعبئة السيولة الموجودة و
لكن القدرة على هذه التعبئة ترتبط إلى حد كبير لما مدى فعالية البنوك ذاتها في أداء دورها
كجامعة لألموال.
و بعد أن تجلى لنا بوضوح الدور Iالفعال و الفاعل الذي تلعبه البنوك كوسيط Iبين أصحاب العجز
المالي و أصحاب الفائض المالي و كمنشئ للنقود و حافظا Iلها و كمقرض لالقتصاد Iالوطني و
الدافع لسيرورته اتضحت لنا أهمية البنوك في العالقة التمويلية غير المباشرة خاصة بالنسبة
للقطاع الخاص و العام ،فإنه يصبح الزما علينا معرفة اإلجراءات و الخطوات المنتهجة التي
تمكننا من الوصول إلى تفعيل ذلك الدور Iو اإلستفادة من تلك األهمية استفادة مثلى.
ال توجد Iسياسة نمطية موحدة تطبق بكافة البنوك التجارية ،بل تختلف السياسة االقراضية من بنك
ألخر وفقا ألهدافه و مجال تخصصه و حجم رأس ماله ،لذلك يتعين على كل بنك تجاري Iرسم
سياسة لإلقراض خاصة يثبت فيها اتجاهات و كيفية استخدام األموال و األسس التي تبنى عليها
قرارات اإلقراض و متابعتها قياسا بالسياسة المرسومة .
- 1عبد الحميد عبد المطلب :البنوك الشاملة – عملياتها و إدارتها – ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،2000 ،ص .105
63
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
* تعرف السياسة االفتراضية على أنها ذلك اإلطار الذي يتضمن مجموعة المعايير و الشروط
اإلرشادية تزود Iبها إدارة منح االئتمان المختصة بما يحقق عدة أغراض ،لتوفير Iعامل الثقة لدى
العاملين باإلدارة بما يمكنهم من العمل دون خوف من الوقوع Iفي خطأ و توفير Iالمرونة الكافية أي
سرعة التصرف Iبدون الرجوع إلى المستويات العليا للموقف طالما أن ذلك داخل نطاق Iالسلطة
1
المفوضة إليهم.
* تعرف السياسة اإلقراضية بأنها مجموعة المبادئ و األسس التي تنظم أسلوب دراسة و منح
التسهيالت االئتمانية و أنواع األنشطة االقتصادية التي يمكن تمويلها و كيفية تقدير مبالغ التسهيالت
2
المطلوب منحها و أنواعها و أجالها الزمنية و شروطها.
* كما يمكن تعريف السياسة اإلقراضية على أنها تلك القواعد و اإلجراءات و التدابير المرتبطة
بتحديد حجم و مواصفات القروض و كذا الشروط Iو ضوابط Iمنحها و متابعتها و تحميلها بحيث
3
يجب أن تكون هذه السياسة مرنة .
* السياسة اإلقراضية هي تلك السياسية التي تضعها اإلدارة العليا للبنك و التي يتحدد فيها مجاالت
استخدام Iاألموال ضمن قواعد و أسس و شروط و معايير معينة حيث يشترط Iأن تكون هذه السياسة
مكتوبة ألن تدوين السياسة يؤدي إلى سهولة إيصال المعلومات و دقتها إلى المسؤولين عن حجم
القروض و نوعيتها و الشروط الواجب مراعاتها عند منح القروض فكتابة السياسة يؤدي إلى زيادة
توثيق Iالمعلومات و البيانات المتعلقة باإلقراض موازنة بالسياسة اإلقراضية الشفوية .
- 1عبد الغفار حنفي و عبد السالم أبو قحف :اإلدارة الحديثة في البنوك التجارية ،المكتب Iالعربي الحديث ،اإلسكندرية ،مصر،1993 ،
ص .141
- 2صالح الدين حسن السيسي :قضايا مصرفية معاصرة ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،مصر ،2004 ،ص .15
- 3عبد الحميد عبد المطلب :البنوك الشاملة – عملياتها و إدارتها – ،مرجع سبق ذكره ،ص .118
64
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
تتضمن الشروط Iو القيود القانونية الخاصة بمنح القروض لكي ال تحدث اختالفات بين سياسات
البنك ،و التشريعات المنظمة للعمل البنكي و السياسات اإلقراضية و القيود التي يصفها البنك
1
المركزيI.
من المكونات األساسية لإلقراض في البنك التجاري النص علي القروض التي يتعامل فيها البنك و
بذلك يتم الفصل المبدئي بين القروض المقبولة التي تتماشى مع سياسة البنك و تلك الغير مقبولة ،
مثال ذلك :إذا كان من سياسة البنك التوسع في منح االئتمان لتمويل عمليات استيراد السلع من
الخارج ،و لكنه ال يمنح قروض ألغراض اإلسكان ففي هذه الحالة إذا تقدم زبون بطلب الحصول
2
على قرض لتمويل عمليات إنشاء مساكن ال ينظر في هذا الطلب باعتباره مخالفا لسياسة البنك.
من أهم االعتبارات التي يجب أن تؤخذ عن وضع السياسة اإلقراضية هو توافر الشروط Iالقانونية
في المنشآت المقترضة قبل إقراضها Iإضافة إلى بعض الشروط التي تتعامل بها البنوك كنسبة
األرباح المحققة ،و حد أدنى من رأسمال و االحتياطات و بعض النسب التي يمكن االستناد عليها
كمعايير Iفي تحليل هيكل التمويل لهذه المنشآت و أن ال تمنح القروض إال بعد تحليل المركز
اإلئتماني Iللزبون ،كذلك يشترط أن تعلم هذه السياسة القيود القانونية و التشريعات المنظمة للسياسة
3
النقدية االئتمانية.
و تمثل نطاق و امتداد نشاط البنك و تتوقف Iعلى حجم البنك و مقدرته على خدمة زبائنه ،و قدرته
على تحمل مخاطر اإلئتمان ،و ال شك أن لرأسمال البنك تأثير في تحديد المنطقة و يعتبر هذا
4
العامل من أكثر العوامل أهمية بالنسبة لوظيفة منح االئتمان مقارنة بالوظائف األخرى.
- 1خالد وهيب الراوي :إدارة العمليات المصرفية ،دار المناهج ،عمان ،األردن ،الطبعة الثانية ،2003 ،ص .166
- 2عبد الغفار حنفي و عبد السالم أبو قحف ،مرجع سبق ذكره ،ص .143
- 3زوايدية مريم و أخريات ،مرجع سبق ذكره ،ص .29
- 4فالح حسن السيسي و مؤيد عبد الرحمن الدوري :إدارة البنوك – تحليل كمي و استراتيجي معاصر– ،دار وائل للنشر و التوزيع،
عمان ،األردن ،الطبعة الثانية ،2003 ،ص .130
65
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
يحدد حجم القروض باستخدام Iأحد المؤشرات األكثر شيوعا و هو نسبة القروض إلى الودائع و لذلك
1
فإن ازدياد هذه النسبة سوف يؤدي إلى زيادة األرباح.
يعرف الرصيد Iالمعوض بأنه استبقاء جزء من مبلغ القرض كضمان و بالتالي التعويض عن
المخاطر Iاإلئتمانية المحتملة و تختلف نسب هذه األرصدة المعوضة من بنك آلخر إال أنها عموما
2
تتراوح ما بين 10 :إلى % 20من مبلغ القرض و تحقق هذه األرصدة الفوائد التالية :
تقليل درجة المخاطر اإلئتمانية التي قد يتعرض لها البنك .
اإلستفادة من األرصدة المعوضة كمصدر Iاألموال و استخدامها في مجاالت أخرى .
يتمثل هذا العنصر في التكلفة المترتبة عن منح اإلئتمان و يحظى تحديد سعر الفائدة بأحكام متناهية
3
و يتأثر بـ :
قد تنص سياسة اإلقراض علي تخصيص ملف لكل قرض يتضمن طلب اإلقراض ،القوائم المالية
عن النسبة الحالية و عن السنوات السابقة و أي تقرير حصل عليه البنك من الغير بشأن الزبون و
ينبغي أن يتضمن الملف كذلك سجل تاريخي عن مدى التزام الزبون باإلتفاق مع البنك و األرباح
66
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
التي حققها البنك من القروض السابقة للزبون الحصول عليها ،و ملخص دوري Iعن موقف Iالزبون
1
في عالقته مع البنك .
قد تنص سياسات االقتراض على ضرورة متابعة القروض التي تم تقديمها الكتشاف أي صعوبات
2
محتملة في السداد بما يسمح باتخاذ اإلجراءات المناسبة في الوقت المناسب .
-1رأس المال :هناك عالقة قانونية بين مقدار رأس المال الممتلك من جهة و حجم القروض
الممنوحة للشخص من جهة أخرى حيث هناك ارتباط Iبين الخسائر المحتملة التي قد يتعرض لها
البنك و بين رأس المال الممتلك.
يستخدم Iرأس المال الممتلك كحاجز أو واقي يمنع تسرب الخسائر إلى الودائع و كلما زاد رأس
المال الممتلك زادت قابلية البنك على تحمل الخسائر إضافة إلى أن زيادة رأس المال الممتلك تمكن
البنك من إطالة أحد قروضه نظرا ألن الودائع عرضة للسحب بينما ال يسحب رأس المال الممتلك
ما دام البنك يبقى قائما .
-2الربحية :تعد الربحية من االتجاهات األساسية التي يجب مراعاتها في أية سياسة إقراضية و
ألي من البنوك التجارية و ذلك ألنها ضرورية لنجاح البنك باعتباره إحدى المنشآت الهادفة إلى
الربح ،أذا فالبنوك التي تهدف إلى تحقيق أقصى األرباح تعتمد سياسة إقراضية مرنة أو متساهلة و
بالعكس فالبنك الذي يتمتع بمستوى محدد من األرباح و ال يريد أن يتعرض إلى خسارة فإنه يعمد
إلى إتباع سياسة إقراضية مشددة و الفرق بين المتشدد Iو المرن في هامش المخاطر Iحيث يكون
عاليا عند االعتماد على سياسة مرنة و يكون منخفضا في حالة السياسة المتشددة .
-3استقرار الودائع :يقصد بالودائع المستقرة الودائع التي ال تتعرض إلى عمليات سحب
متكررة خالل فترة زمنية قصيرة ذلك أن الودائع المذبذبة ستحد من قدرة البنك في اعتماد سياسة
- 1فالح حسن السيسي و مؤيد عبد الرحمن الدوري ،مرجع سبق ذكره ،ص .131
- 2نفس المرجع ،ص .132
- 3خلة نوال و دخاخنة وفاء ،مرجع سبق ذكره ،ص ( . ) 72/73
67
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
إقراضية متساهلة ألن هذه الودائع هي أموال اآلخرين و يحقق له سحب بعضها ( Iالودائع تحت
الطلب ) متى شاء و دون أخطار .
-4سياسة البنك المركزي :يمكن للبنك المركزي Iو من خالل أدواته النقدية التأثير في السياسة
اإلقراضية للبنوك التجارية فلو اعتمد البنك المركزي سياسة متشددة ستضطر على أثرها البنوك
التجارية إلى تقليص حجم اإلقراض و بالعكس لو اتبعت سياسة متساهلة ( في فترات الرخاء ) ألدى
ذلك إلى زيادة حجم اإلقراض.
-5األوضاع االقتصادية السائدة :عندما تكون الظروف االقتصادية للبلد مستقرة و كذلك
المنطقة التي يعمل فيها البنك أو التي تتركز فيها فروعه فإن ذلك يشجع البنك على التساهل في منح
القروض موازنة بالظروف Iو األوضاع Iغير المستقرة في البلد و المنطقة فإنها تؤدي بالبنك إلى
التحفظ كثيرا عند منح القروض .
-6شدة المنافسة بين البنوك :كلما زادت شدة المنافسة بين البنوك سواء كانت هذه المنافسة
سعرية أم غير سعرية زاد حجم هذه البنوك للحصول على زبائن لتعظيم أرباحها و في بعض
البلدان تكون المنافسة ملغاة فيتم التركيز في ذلك على المنافسة السعرية .
-7حاجات اقتصاد اإلقليم :عندما توجد البنوك في منطقة معينة أو إقليم معين فإنها تكون
مسؤولة عن المشاركة في تطوير Iتلك المنطقة أو اإلقليم من خالل ما تقدمه من خدمات بنكية
كالتساهل في منح القروض و تنوعها على القطاعات االقتصادية المختلفة لتوسيع حجم االستثمار
فيها.
بعد تحديد نوعية القروض و مجاالت منح االئتمان التي يتعامل فيها البنك ،يتبقى تحديد الشروط
الواجب توفرها Iلقبول طلب الحصول على قرض ،و بذلك يشكل أساس القبول المبدئي و بناءا على
ذلك تتم اإلجراءات األخرى بالتحدي و االستقصاء عن طلب القرض ،من حيث سمعته و مركزه
1
المالي .
68
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
إن عملية منح القروض من قبل البنوك التجارية تمر بمراحل ثالث:
يتم في هذه المرحلة جمع المعلومات الالزمة و خاصة بالقرض ( تكوين الملف ) و بالمقترض
(االستعالم عن الزبون).
1
-1تكوين الملف و دراسته قانونيا Iو إداريا :و يتضمن ما يلي :
أ -مكونات ملف القرض :عادة يشمل الملف النموذجي Iللقرض على الوثائق Iالتالية :
-طلب القرض :يتقدم الزبون بطلب الحصول Iعلى القرض وفقا لنموذج معد من البنك يحدد
فيه القرض و فترة القرض و جدول السداد .
-عقد القرض :عقد بموجبه يتفق الطرفان أي إدارة االئتمان و طالب القرض على شروط
التعاقد Iو بنود التفاوض و يتضمن تحديد مبلغ القرض و كيفية صرفه و طريقة سداده ،و
الضمانات التي يحتاجها البنك و سعر الفائدة .
-وثائق الرهن :ضمن هذا اإلجراء فإن إدارة االئتمان تطلب من الزبون تقديم وثائق خاصة
بالضمان من ناحية إثبات الضمان و صالحيته .
ب -الدراسة القانونية و اإلدارية للملف :من خالل هذه الدراسة يتم التأكد و التدقيق Iحول صحة
الوثائق Iالمقدمة و قانونيتها و سريان نشاطها ، Iمثال :صحة السجل التجاري Iو نشاط المؤسسة ،و
مدى قانونية المخول لها باإلدارة و التعاقد Iباسم المؤسسة أو المتعامل مع البنك ،التأكد من صحة
البيانات المالية و المحاسبية المقدمة للبنك .
قد ترد بعض المعلومات و البيانات عن الزبون عن الملف االئتماني تتسم بنوع من عدم الدقة أو
التضليل تجعل القرار اإلئتماني محاط بدرجة عالية من المخاطر لذلك فإن إدارة اإلئتمان تستكمل
بياناتها Iمن خالل عملية االستعالم البنكي عن الزبون حيث تعتبر عملية جمع المعلومات الخطوة
األولى التي تسبق عملية التحقيق من المعلومات و تحليلها ،مع ضرورة اإلشارة إلى أن مصادر
- 1حمزة محمود الزيدي :إدارة االئتمان المصرفي و التحليل االئتماني I،دار الورق ،عمان ،األردن ،2002 ،ص ( .) 205/206
69
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
المعلومات تتعد و تختلف حيث تتمكن إدارة اإلئتمان بشكل عام و الدائرة الخاصة باالستعالم Iالبنكي
1
بشكل خاص مع الحصول عليها من خالل ثالث جهات :
من خالل إجراء المقابلة يمكن معرفة سبب طلب القرض و مدى مطابقة ذلك مع سياسة البنك
و القواعد المنظمة لإلئتمان البنكي و أيضا الحكم على سمعة الزبون و صدق المعلومات التي
يدلي بها ،و جمع معلومات من ماضي المنظمة و تطويرها Iو المركز التنافسي و إدارتها و
خططها Iالمستقبلية ،و قد يطلب أيضا من طالب القرض تزويد Iالبنك بمعلومات مالية قبل البث
في طلبه .
قد يكون طالب االئتمان هو أحد الزبائن المعروفين للبنك لذلك يمكن إلدارة اإلئتمان أن تجمع و
تحصل على معلومات غاية في األهمية من سجالت البنك الداخلية عن الوضع المالي للزبون ،
و مستوى مالءمته المالية و تطور نشاطه التشغيلي و سجل شامل لتعامله خالل الفترة السابقة
مع البنك ،و عموما يمكن إجمال مصادر Iالمعلومات الداخلية فيما يلي :
حسابات الزبون لدى البنك أي طبيعة العالقة بينهما :دائنة أو مدينة .
وضع الزبون المالي و سجل الشيكات المرتجعة الذي يخصه .
كفاءة الزبون في التسديد اللتزاماته بتواريخ االستحقاق .
طلبات الزبون فيما يخص دعوته لتخفيض أسعار الفائدة أو تأخير التسديد .
مراجعات البنك للعمل و حصر Iتعامله .
تهتم إدارة االئتمان أو إدارة االستعالم Iفي البنك التجاري بمصادرة المعلومات الخارجية حيث
تجمع كل ما يحيط من معلومات عن الزبون و أهم المصادر الخارجية للمعلومات ما يلي :
-السجل التجاري :إن التوقعات إن حصلت في السجل التجاري تعطي بعض الدالالت عن
وضع الزبون و باإلمكان االطالع عليها و االطالع على إفادة السجل التجاري بصورة دورية.
- 1عبد الغفار حنفي و عبد السالم أبو قحف ،مرجع سبق ذكره ،ص .142
70
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
-الموردون :يمكن للموردين أن يقدموا معلومات مفيدة عن استقامة و مكانة الزبون في
الوسط Iالتجاري أو المهني و مدى احترامه لتوقيعه و تسديده اللتزاماته .
-رجال األعمال و التجار :من الممكن الوقوف على سياسة الزبون في البيع و المضاربات
من خالل استقصاء بعض المعلومات من المؤسسات التي تتعاطى في نفس الحقل.
-البنوك األخرى :هناك وثيقة شرف Iلتبادل المعلومات البنكية فيما بين البنوك سواء كانت
محلية أو خارجية و تساعد على تزويد Iهذه المعلومات األعراف و التقاليد البنكية .
-الصحف و الجرائد الرسمية و النشرات التجارية :و تعطي هذه المجموعة من المصادر
مجموعة من المعلومات المهمة عن الزبون و شكل عالقته مع هذه النشاطات .
-مكاتب االستعالم الخاصة :إذ توفر بعض الدول مؤسسات متخصصة ممتهنة عملية
الحصول على المعلومات و تحليلها و نشرها .
1
-1الجانب االقتصادي للدراسة :تتمثل الدراسة االقتصادية لملف القرض فيما يلي :
أ -العامل البشري :ترتكز الدراسة على أهم عنصر في االئتمان أال و هو الثقة في الزبون
المقترض ،هذه الثقة تعتمد أساسا على مدى نزاهة و التزام الزبون بتعهداته و عقوده اتجاه
متعامليه من مجال نشاطه مع مرور Iالزمن ،إن تعدد و تكرار Iالمعامالت بين البنك و
زبونه يمكنه من تقدير هذا الجانب المعنوي من عقد القرض.
ب -العامل االقتصادي : Iو يتمثل في دراسة المحيط االقتصادي الذي يعمل فيه الزبون من
حيث طبيعة القطاع أو نشاطه سواء على المستوى Iالوطني أو الدولي ،يهدف التنبؤ
بمستوى األحوال االقتصادية فيما يتعلق بالقطاع المعني بالقرض.
جـ -العامل النقدي :تتمثل في دراسة السياسة النقدية العامة للدولة من حيث معدل الفائدة،
معدل الخصم و سياسة تأطير Iالقروض ...الخ ،من السياسات األخرى التي من شأنها أن
تؤثر سلبا أو إيجابا على نشاط البنك فيما يتعلق بمنح االئتمان .
د -العامل االجتماعي :و هو دراسة موقع الزبون في مجال نشاطه من النزاعات العمالية و
االجتماعية عموما التي من شأنها أن تتعهد عرقلة النشاط المزعوم تمويله ،و كذا موقعه
- 1محسن الخصري : الديون المتعثرة ،ايتراك للنشر و التوزيع ،القاهرة ،مصر ،1997 ،ص .33
71
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
من ضغوطات السلطات العامة التي يمكن أن تضحي ببعض نواحي Iالنشاط نتيجة سياسة
معينة يمكن أن تعود سلبا على الزبون .
هـ -دراسة المنتوج :وهو ما يتعلق بدراسة طبيعة المنتوج هل هو كمالي ،تنافسي ،
ضروري Iأم هو نوع من الذي يمكن إحالله و من هذا يأتي عامل السعر لمعرفة القدرة
التنافسية لهذا المنتوج من حيث التكلفة ،الجودة ،الكمية سواء في الداخلي أو في الخارجي.
و -دراسة السوق : Iهي دراسة تهدف أساسا إلى الوقوع Iعلى نتائج أعمال الزبون مستقبال
انطالقا من التنبؤ بواقع أعماله ،و تحديد وزن المؤسسة في السوق و تنصيبها في القطاع
ككل سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي ، Iو مدى استيعابها Iلكل من السوقين فضال
عن مدى توفرها على اإلمكانيات المادية و البشرية القادرة على التوغل في السوق بقوة ،و
مدى مواكبتها للتكنولوجيا المعاصرة في مجال التسويق Iبشكل عام ،بهدف التيقن من قدرة
الزبون على زيادة الربحية مستقبال من خالل الحفاظ أو العمل على زيادة و كسب أسواقI
جديدة لمنتوجه .
ي -الدراسة الفنية :كما يمكن أن تكون هناك دراسة فنية أو تقنية للمشروع المراد تمويله
خاصة إذا تعلق األمر بقرض متوسط Iأو طويل األجل أي قرض استثماري ،هذا البنك يلجأ
إلى دراسة األرضية المراد إقامة المؤسسة عليها باالستعانة بالمهندسين المختصين في
الهيئة العمرانية ،و كذا المختصين في جميع النواحي الفنية للمشروع ،فضال عن دراسة
آلة العمل ذاتها و طبيعة التجهيزات المستخدمة و كيفية استخدامها Iو تشغيلها و ما هي
مستويات طاقة إنتاجها ،و التقنيات المستخدمة في التنظيم و التسويق بشكل عام .
بهدف التحليل المالي إلى قراءة المركز المالي للمؤسسة بطريقة مفصلة و استنتاج الخالصات
الضرورية بما يتعلق وضعها Iالمالي و توازن و مدى كفاءته و من هنا يمكن استخالص نقاط
القوة و الضعف التي من شأنها مساعدة البنك على توضيح الرؤية أمامه عندما يقدم على منح
القرض ،و حتى يتمكن البنك من أخذ صورة عن الوضع المالي للمؤسسة عليه استعمال
ميزانيات و جداول حسابات النتائج للسنوات الثالثة األخيرة على األقل و كأول خطوة يجب
القيام بها في التحليل المالي هي االنتقال من الميزانية المحاسبية إلى الميزانية المالية ثم العمل
1
على وضع هذه األخيرة في صورة مختصرة نحسب من خاللها مختلف النسب المالية *.
* 1النسب المالية :هي عبارة عن مؤشرات كمية تساعد على توفير معلومات هامة و مفيدة عن السيولة و القدرة على الوفاء بااللتزامات.
72
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
في ضوء ما تسفر عنه الدراسة االقتصادية و السوقية و الفنية والمالية لطلب الزبون ،يبدأ
جهاز اإلئتمان بإعداد مذكرة عرض التسهيل اإلئتماني ،تلك المذكرة يتعين أن تتضمن البيانات
و المعلومات الالزمة و التي تمكن اإلدارة من تكوين رأي واضح عن الزبون طالب القرض و
من ثم اتخاذ القرار المناسب بمنح القرض أو عدم منحه و يمكن تقسيم البيانات التي ترد في
1
مذكرة عرض التسهيل اإلئتماني Iإلى مجموعتين :
أ -البيانات التقريرية :و تشمل هذه المجموعة من البيانات البنود التالية و هي تختلف من
بنك ألخر :
يتعين في نهاية مذكرة عرض التسهيل اإلئتماني تحديد نتائج التحليل المالي و االقتصادي و
البيئي و التي أعدت بمعرفة الخبراء المختصين ،مع تحديد لرأي إدارة الفرع معد التذكرة و
73
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
التوصية بتقديم القرض و مقداره في حالة المرافقة و تقديم المبررات في حالة عدم منح
القرض .
1
-2تنفيذ و متابعة القرض :و يتضمن :
أ -تنفيذ قرار منح القرض :بصدور Iالقرار النهائي بالموافقة على منح القرض و من سلطة
إدارة اإلئتمان يبدأ وضع هذا القرار بإبرام عقد القرض بين البنك و الزبون أولى مراحل
التنفيذ ،حيث يوقع كل من الزبون على العقد يعد استفاء ما قد يتضمن قرار Iمنح االئتمان
من مالحظات ،وال يحق للمقترض البدء في استخدام القرض إال بعد التوقيع على العقد و
تقديمه للضمانات و يلي إبرام العقد إخطار كل الجهات الداخلية بالبنك بأهم عناصر االعتماد
المفتوح بمعرفة وحدة االئتمان و من أهم هذه العناصر: I
قيمة القرض ،القيمة السوقية للضمانات المقدمة ،سعر الفائدة ،تاريخ االستحقاق ،و يتعين
اإلشارة إلى ضرورة أن يكون لزبون اإلئتمان حساب جاري مدين الذي يعد أداة تنفيذ العملية
اإلئتمانية .
ب -متابعة القرض :إذا صدر Iالقرار بمنح القرض لزبون ما ،و بدأ الصرف منه وفقا لقواعد
متفق عليها بين البنك و الزبون ،تبدأ أكثر مراحل القرض خطورة أال و هي مهمة متابعة
نشاط الزبون و التي تنتهي بمهمة سداد قيمة القرض و يمكن اإلشارة بإيجاز إلى أن عملة
متابعة القرض تمر بثالث مراحل :
و يمكن أن نوضح أهم الخطوات للحصول على قرض بنكي في الشكل التالي :
74
الشكل :03اإلجراءات المتبعة لمنح قرض بنكي
الفصل الثاني:
إنشاء ملف
طلبات مقبولة
قيمة القرض
توقيع العقد و صرف
طلبات مرفوضة
75
التفاوض مع الزبون
آليات تمويل البنوك للمشاريع
القرض
العوامل المتحكمة في
على قرض القانونية للقرض المعلومات االقتصادية للقرض
بالـبنك
تقديم طلب الحصول معــاييــر متعــــلقـة الدراسة اإلدارية و مناقشة الزبون و جمع الدراسة المالية و
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
إن طبيعة العالقات التي تجمع بين البنك و زبائنه ترتبط ارتباطا وثيقا بمخاطر Iتنجم عن عملية
منح القروض ،و تنوع احتياجات الزبائن التمويلية من جهة ،و نشاط البنك الذي يبحث عن
أرباح مقابل تقديم القروض من جهة أخرى يجعل من هذه العملية تخضع لمخاطر Iعديدة .
هي خسارة محتملة يتضرر من جرائها المؤتمن و ال يواجهها المدين ،لذلك فهي تصيب مانح
القرض ،و ال تتعلق بعملية تقديم القروض فحسب بل تستمر حتى انتهاء عملية تحصيل كامل
المبلغ المتفق عليه و يكون السبب الرئيسي في المدين بسبب عدم التزامه و استطاعته و قيامه
برد أصل القرض و فوائده.
و بهذا فإن منح القرض هو تعبير عن المخاطرة الناجمة عن احتمال عدم استطاعة الزبون
بتسديد Iمبلغ القرض و احتمال تحقيق الخسارة نتيجة لذلك و تبعا لهذا فكل عملية اقتراض
تتضمن درجة معينة من المخاطر اإلئتمانية ألن اإلئتمان في كل األحيان يتضمن تأجيل الدفع و
1
الوعد به في المستقبل.
أوال :المخاطر العامة :و يقصد بها المخاطر Iالتي تتعرض لها القروض بصرف النظر عن
طبيعة و ظروف Iالمنشأة المقترضة و يمكن جمعها فيما يلي :
يقصد بها احتمال تقلب أسعار الفائدة مستقبال فإذا تم التعاقد بين البنك و الزبون على سعر فائدة
معين على القروض ثم ارتفعت أسعار الفائدة في السوق Iبصفة عامة و ارتفعت معها أسعار
الفائدة على القروض التي على نفس درجة المخاطر مع القروض المتعاقد عليه ،هذا يعني أن
2
أموال البنك أصبحت موضوعة في استثمارات يتولد عنها العائد السائد في السوق.
- 1حمزة محمود الزبيدي :إدارة المصارف ،مؤسسة الورق ،عمان ،األردن ،2000 ،ص ( .) 210/211
2
- Sylive deconssergues : gestion de la banque, Dumod, Paris, 5eme édition, 2007, p 110.
76
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
إن التغيرات الجوهرية الحاصلة على النظام االقتصادي Iو السياسي Iأو وقوع Iأحداث على
المستوي Iالمحلي أو المستوى العالمي له أثر كبير على العالقات اإلئتمانية القائمة بين البنك و
الزبائن ،فمتى Iكانت لتلك التغيرات آثار إيجابية على نشاط منشأة األعمال أمكن استرجاع Iما
قدمه البنك من قيم ،أما إذا كانت سلبية فقد يؤثر على مقدرتها على الوفاء بالدين الشيء الذي
يجعل البنك عرضة لخطر عدم التسديد Iمن طرف Iهؤالء نتيجة عجزهم و كذلك فمخاطرI
الدورات التجارية هي مخاطر Iناشئة عن تعرض االقتصاد إلى هزات و أزمات تؤثر سلبا على
1
نشاط المؤسسة المقترضة و على مقدرتها على الوفاء بما عليها من التزامات.
بالمعنى الواسع تعرف مخاطر Iالصرف على أنها احتمال أن تكون نتيجة عملية أو عموما
نشاط المؤسسة مختلفة عن النتيجة المتوقعة لتغير أسعار العمالت فيما بينها ،و ينتج هذا
الخطر عن بعض السياسات أو التدابير النقدية التي تتخذها السلطات النقدية و التي من شأنها
أن تؤثر على القيم الحقيقية للقروض الممنوحة كإجراء تخفيض قيمة العملية الذي يمثل خطرا
نقديا بالنسبة للبنك على اعتبار أنه يؤدي إلى فقدان قيم حقيقة بسبب انهيار و انخفاض قيمة
2
الوحدة النقدية أداة تقيم القروض .
إن تعرض البالد للتضخم بعد أن تم االتفاق بين البنك و الزبون سوف يترتب عن ذلك انخفاض
القوة الشرائية ألصل القرض و الفوائد و هذا ينعكس سلبا على البنك نتيجة لتزعزع المركز
3
المالي للزبون .
و يقصد بها اآلثار االقتصادية السلبية التي تعصف بنشاط المقترض و بالتالي على قدرته على
4
الوفاء بالتزاماته قبل البنك .
77
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
يمثل هذا النوع من األخطار انعكاسا لألوضاع العامة و المتعامل اإلقتصادي Iو محيطه
اإلقتصادي و اإلجتماعي و السياسي ،فهو مرتبط Iباألزمات مهما كان شكلها أو طبيعتها ،فهي
رتبت صعوبات و مشاكل جمة مرتبطة بالنسبة للمتعامل االقتصادي مع البنك مما تفقده القدرة
على الوفاء عند حلول آجاله ،و كذلك الحال بالنسبة للمخاطر المرتبطة بالظروف و األحوال
الطبيعية كالزالزل ،الفيضانات ،الحرائق ،الجفاف ،األوبئة ...أو الظروف Iالسياسة كالحروبI
و األزمات أو الظروف Iاالجتماعية كاإلضراب ،و ما ينتج عن كل ذلك من األخطار فيما
يتعلق بالوفاء بااللتزامات Iاتجاه البنوك ،إن األحداث العامة سواء كانت سياسية ،اجتماعية أو
طبيعية ،من الصعب عادة التنبؤ بها و حصرها Iو من ثم من الصعب التحكم فيها ،و أخذ
االحتياطات Iالكافية لمواجهتها ، Iفهي يمكن أن تؤدي بالبنوك بذاتها ،فالبنكي Iالمحنك في
النشاط يعمل جاهدا على تجنب قدر اإلمكان هذه المخاطر مهما كان شكلها ،و مهما كانت
طبيعتها Iو كل ذلك من خالل اتخاذ جملة اإلجراءات و الوسائل لتجنب أو التقليل من حدة مثل
1
هذه المخاطر .
ثانيا :المخاطر الخاصة :ترتبط Iهذه المخاطر Iبالبنك أو بالزبون أو النشاط الذي ينتمي إليه
و تقسم إلى :
2
-1مخاطر متعلقة بالبنك :تتمثل في :
و هو الخطر الذي بمقتضاه يجد البنك أمواله مجمدة لدى الغير لتواريخ استحقاقها ،و
وضعياتها المختلفة ،فقد يقرض البنك أحد عمالئه و الذي ال يستغله كله و بما أن هذا النوع
من القروض يعتبر Iاستخداما ألحد موارد Iالبنك و الذي تكلفه تسديد فوائد ألصحابه ،فإنه في
مثل هذه الحالة يقع في وضعية تجميد ألمواله .
- 1طارق طه :إدارة البنوك و تكنولوجيا المعلومات ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،مصر ،2007 ،ص .364
- 2طارق عبد العال حمادة :إدارة المخاطر – أفراد ،إدارات ،شركات ،بنوك – ،الدار الجامعية للنشر و التوزيع ،اإلسكندرية ،مصر،
،2003ص .201
78
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
و هو الخطر المرتبط Iبالعنصر البشري ،و قدرته على مواكبة تطور األعمال البنكية بإدخال
التكنولوجيا المعاصرة ،من حيث اإلجراءات اإلدارية و المحاسبية ،و قدرته على خلق و
تطوير Iتقنيات التسيير اإلداري Iو السياسي و إدخاله لألجهزة المعلوماتية في مجال متابعة و
تسيير Iاستخدامات موارد البنك األساسية باالرتباط Iو التوقعات Iالمستقبلية لألوضاع االقتصادية
و المالية مما يجنبه الوقوع في بعض المتاهات كالتأخير في تنفيذ العمليات أو اإلجراءات
البيروقراطية الثقيلة ،غير الفعالة ،و ما يرتبط بها من تشويه صورة البنك اتجاه متعامليه ،و
من ثم التأثير على قدرته التنافسية في مجال الصيارفة و ما لذلك من آثار سلبية على النشاط
المستقبلي و على وضعيته المالية أساسا .
إن التحديد أو التعبير عن مخاطر موقف Iسيولة بنك على العموم Iيتم بواسطة الخريطة الزمنية
الستخدامات Iو مصادر Iاألموال و يوفر كبر هذه الفجوات و استقرارها بمرور Iالوقت صورة
إجمالية لموقف السيولة .
1
-2مخاطر متعلقة بالزبون :و تشمل ما يلي :
تعرف مخاطر Iالعجز عن السداد بأنها احتمالية تفويت التزام الدفع حيث يتم اإلعالن عن العجز
بالدفع عندما ال يتم سداد مبالغ مجدولة في مواعدها لفترة أقل من 3أشهر بعد حلول موعد
السداد ،أو خرق اتفاق ما يؤدي عادة إلي التفاوض مع الزبون في حالة إتباع سياسة مرنة من
البنك و في حاالت أخرى قد تؤدي بعض االتفاقيات إلى السداد أو الدفع الفوري لكفالة
الديون ،و يمكن أيضا أن يحدث العجز االقتصادي Iعندما تنخفض القيمة االقتصادية لنشاط
الممول عن قيمة الديون فإن ذلك سوف يؤدي إلى فشل المشروع Iأي احتمال إفالس الزبون
طالب القرض ،و بالنسبة للبنك فإنه يعتبر أهم خطر على اعتبار أن تحصيل القرض غير
ممكن وهو ما يضطر البنك إلى اتخاذ إجراءات قانونية ،تكلفة مصاريف تؤثر على مردوده
المالي من جهة و تفوت عليه فرص أخرى من جهة أخرى لتوظيف أمواله نظرا للزمن الذي
تتطلبه المنازعات .
- 1أحمد غنيم : صناعة قرارات االئتمان و التمويل في إطار اإلستراتيجية الشاملة بالبنك ،مطابع المستقبل ،القاهرة ،مصر ،الطبعة الثانية،
،1998ص .41
79
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
إن حدة هذا الخطر تزداد شدتها كلما زادت األموال المقرضة مملوكة للغير في شكل ودائع
لدى البنك و التي اعتمد عليها في تقديم القروض بحيث في هذه الحالة يتحمل البنك تكاليف
مضاعفة ناتجة عن عدم تسديد Iاألصل و فوائده ،فضال عن تحمله نفقات عمليات اإليداع و
الوفاء عند حلول اآلجال و هو ما يترتب عنه عسرا ماليا قد يؤدي Iبالبنك إلى اإلفالس .
ترتبط Iهذه المخاطر Iبالعناصر الرئيسية المتعلقة بالجدارة االئتمانية للزبون ،مثل أهليته و
سمعته و نزاهته و التزامه و الوفاء بحقوق اآلخرين المتعاملين معه في مجال نشاطه و سلوكه
و أخالقه ،فقد يفقد الزبون أهليته كما قد يحدد سمعته الشخصية نتيجة سلوكيات اجتماعية
طرأت على سلوكه الشخصي Iبعد تحصله على القرض .
ترتبط Iهذه المخاطر Iبطبيعة النشاط الذي يعمل فيه الزبون ،و ما هو معروف Iأن لكل قطاع
درجته من المخاطر تختلف باختالف الظروف Iالتشغيلية و اإلنتاجية و التنافسية لوحدات
القطاع .
و يمكن تلخيص أهم المخاطر Iالتي تتعرض لها القروض البنكية في الشكل التالي :
مخاط
مخاط
ينتمي
مخاط
الزبو
السدا
متعلق
القطا
متعلق
رصية
بالزب
الذي
العج
بشخ
مخا
طر
عن
إليه
رون
ع
ز
ر
ة
د
ة
80
اص
طر
الخ
الم
خا
ة
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
81
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
تظهر مخاطر Iارتفاع سعر الفائدة في المستقبل بوضوح بالنسبة للقروض ذات اآلجال
الطويلة ،و يمكن التغلب على هذه األخطار باالتفاق مع الزبون على استبدال القروض طويلة
األجل الذي يطلبه بقرض قصير األجل يتحدد لعدة مرات ،و يحمل سعر فائدة يتماشى مع
المستويات Iالسائدة عند إجراء التجديد ،كما يمكن للبنك أيضا االتفاق مع الزبون على سعر
فائدة متحرك أو ما يسمى بتعويم سعر الفائدة* الذي يحدده البنك المركزي Iعلى نوع معين من
الودائع فإذا ما ارتفع الحد األقصى Iالمقرر على تلك الودائع يتم رفع معدل الفائدة للقرض بنفس
النسبة و من المتوقع أن ينص اإلتفاق على تخفيض سعر الفائدة على القرض إذا ما انخفضت
أسعار الفائدة المتفق عليها.
و ترتبط مراحل انخفاض أسعار الفائدة بالقروض قصيرة األجل ،إذ قد يضطر Iالبنك إلى
إعادة استثمار متحصالت تلك القروض في قروض أخرى قصيرة األجل تعمل سعر فائدة
منخفض على سابقتها و قد يمكن التغلب على هذه المخاطر Iباالتجاه نحو استثمار الجانب
1
األكبر من الموارد المتاحة في قروض طويلة األجل .
ب -التحكم في المخاطر Iالمتعلقة بمخاطر السوق و مخاطر الدورات التجارية :
يمكن التغلب على هذه المخاطر Iباستخدام بعض وسائل الوقاية المقترحة بشأن المخاطر كأن
يطلب البنك من الزبون تقديم بعض الرهانات و أن يطلب توقيع طرف ثالث على االتفاق
2
كضمان لسداد مستحقات البنك .
*1تعويم سعر الفائدة :أي ترك السعر يتحدد حسب قانون الطلب و العرض في السوق.
-منير إبراهيم هندي :إدارة األسواق و المنشات المالية ،منشاة المعارف،اإلسكندرية ،مصر ،1990 ،ص .156
- 2محمد صالح الحناوي و عبد الفتاح عبد السالم :المؤسسات المالية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،2001 ،ص .277
82
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
يعتبر سعر الصرف Iمن أهم المخاطر التي يتعرض لها البنك ،خاصة عند منح قروض
استثمارية موجهة لتمويل عمليات التجارة الخارجية و ينشأ هذا الخطر الناجم عن تذبذب سعر
1
الصرف Iفي السوق. I
يمكن تجنب مخاطر التضخم جزئيا وذلك باالتفاق مع الزبون على سداد الفائدة مقدما أو سداد
القرض على دفعات كما يمكن تجنب جزء من تلك المخاطر Iإذا وافق الزبون على تعويم سعر
الفائدة ،فإذا ما تعرضت البالد لموجة من التضخم فسوف Iترتفع معدالت الفائدة في السوقI
بصفة عامة و يرتفع معها معدل الفائدة على القرض األمر الذي يحمي البنك من انخفاض
2
القوة الشرائية لتلك الفوائد .
إن هدا الخطر مرتبط أساسا بالقروض الموجهة لتمويل عمليات التجارة الخارجية بحيث أنه
يتعين على البنك أن يأخذ في الحساب تقييم المخاطر Iللبلدان التي يكون فيها دائما كما يتعين
على البنك أن يحدد سقوف اإللتزامات من خالل أهمية أمواله الخاصة و سياسة تسييرها Iلكل
3
بلد.
يمكن التحكم في مجمل المخاطر Iالخاصة من خالل التحكم في المخاطر المتعلقة بالبنك و
الزبون .
4
و يمكن التحكم في المخاطر المتعلقة بالبنك من خالل إتباع مجموعة من السياسات هي :
* دعم أنظمة الرقابة الداخلية للبنك :إن نجاح البنك في الوصول إلى قرارات ائتمانية سلبية
و تنفيذها على نحو مرض و تفادي أخطاء العاملين بالبنك سواء كانت مقصودة أو غير
مقصودة يرتكز أساسا على سالمة أنظمة العمل و مدى كفاية الرقابة الداخلية ،و يتحقق
الوصول Iلذلك بمراعاة اآلتي :
- 1زوايدية مريم وأخريات ،مرجع سبق ذكره ،ص .43
- 2نفس المرجع ،ص .44
- 3محمد صالح الحناوي و عبد الفتاح عبد السالم ،مرجع سبق ذكره ،ص ( .) 278/280
- 4فريد راغب النجار :إدارة االئتمان و القروض المصرفية ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية ،مصر ،2000 ،ص ( .) 160/162
83
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
84
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
-التنويع :يجب أن تتسم محفظة القروض بدرجة كبيرة من التنويع بهدف تقليل المخاطر التي
قد يتعرض لها البنك نتيجة التركيز Iفي التعامل مع زبون واحد ،أو قطاع معين من قطاعات
النشاط االقتصادي ، Iفالتنويع من حيث الزبائن و المناطق Iو األنشطة يعد من أهم أساليب
السيطرة على مخاطر القروض ،و ذلك لتفادي مخاطر كبيرة قد يتعرض لها البنك إذا ما
تعرض زبون للتوقف Iعن السداد أو تعرضت إحدى المناطق لكوارث طبيعية أو تعرضت
إحدى األنشطة للكساد ،و يمكن للبنك أن يطبق Iالتنويع بنجاح بصور Iعديدة أهمها :
تقديم أنواع جديدة من العمليات اإلئتمانية .
غزو أسواق Iبنكية جديدة .
وضع حد أقصى Iلإلئتمان لكل نشاط أو لكل زبون .
* التحري و الدقة و الحذر في دراسة الملفات :و ذلك عن طريق الدراسة الدقيقة للجانب المالي
للمقترض و لجميع الجوانب المرتبطة بالمحيط الذي يعمل فيه .
* العمل على استخدام Iالتكنولوجيا : Iحيث تعمل البنوك على أساليب تكنولوجية معاصرة في مجال
اإلقراض تجنبا لخطر عدم السداد و كذا خطر تجميد األموال .
* تكوين العنصر البشري :ينبغي على البنك تكوين العنصر البشري Iالمتخصص في النشاط البنكي
لتجنب األخطار الناجمة عن ارتكاب األخطاء ،يجب تكوين إطارات قادرة على التنبؤ بمستقبل
األحوال اإلقتصادية المحلية و الدولية ،باإلضافة إلى ضرورة تكوين العنصر Iالبشري هناك
إجراءات أخرى يجب إتباعها في العمل البنكي و هي :
تجزئة العمل على مراحل ،و عدم تركيز مسؤولية انجاز عملية كاملة في يد
شخص آخر .
وضع تنظيم Iداخلي على نحو يمكن من اكتشاف أي خطأ أو تالعب بطريقة
تلقائية .
* العمل على تحدي قدرات البنك التمويلية :على البنك أن يكون على علم أو اطالع دائم ومسبق
بقدراته التمويلية الكمية ،الكيفية ،الزمنية حتى يتمكن من تحديد المبالغ اإلجمالية التي يمكن له أن
تقدمها كقروض ،و يجب أن يأخذ بعين اإلعتبار األحوال اإلقتصادية ،اإلجتماعية ،السياسية ،
الطبيعية ،عند تقديمه ألي قرض .
85
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
تعد من أهم األساليب التي تستخدمها Iالبنوك للسيطرة على مخاطر Iاالئتمان و ذلك لما يتضمنه نص
عقد اإلئتمان على شروط Iعديدة يلتزم الزبون بموجبها Iبتنفيذ أفعال معينة أو اإلمتناع عن تنفيذ أفعال
أخرى خالل مدة العقد و بالشكل الذي يساعد على تقوية مركز البنك في مواجهة كل زبون .
و قد تم التعرض لها سابقا حيث يتركها لزبون لدى البنك كوديعة لحين انتهاء السداد ،و هي تحقق
للبنك السيطرة على مخاطر االقتراض من ثالث زوايا :
إذا لم يسدد الزبون لسبب أو آلخر يحتفظ بها البنك كجزء من األموال المستحقة
على الزبون .
زيادة سعر الفائدة الذي يتحمله الزبون ،حيث تحسب الفائدة على كامل مبلغ
القرض ،في حين ال يحصل الزبون إال على مبلغ القرض بعد خصم الرصيد
التعويضي .
يمكن للبنك بعد دراسة سلوك تلك الودائع أن يوظفها كلها أو جزء منها لتحقيق
األهداف .
يراقب البنك و يتابع استعمال الزبون للقرض في الغرض الممنوح من أجله و وفقا للجدول الزمني
المحدد ،و هذا الغرض يرد عادة في الطلب المقدم من الزبون للبنك ثم يحدد البنك قرار منح
القرض ،و يكون تحقق البنك من استعمال الزبون للقرض في الغرض الممنوح من أجله بزيارة
مسؤولي المتابعة بالبنك للمشروع ، Iو االطالع على عملية الصرف Iالخاصة بالقرض و يمكن للبنك
أن يمارس المزيد من المراقبة في هذا الصدد بأن يشترط Iصرف دفعات القرض إلى الجهات
المعنية مباشرة كالموردين بموجب شبكات بنكية فإذا تبين للبنك أن الزبون قد استعمل كل أو بعض
86
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
القرض من غير غرضه يمكن اعتبار تصرفه إخالء بشروط Iمنح القرض و يجوز للبنك فسخ العقد
المبرم بينه وبين الزبون و مطالبته بالسداد .
ليست مصادفة أن يكون موضوع Iالضمانات هو آخر ما نتناوله في هذا المبحث ذلك أنه إذا حدث و
ساءت األمور Iفإن البنك يرغب في الحصول على كل ما يمكنه الحصول عليه من ضمانات و لكنه
ال يرغب في االستحواذ Iعلى الضمان ،فأخذ الضمان يعني عدم قدرة المقترض على مواصلة إتمام
مشروعه و هو ما يؤثر سلبا على تفعيل التنمية االقتصادية خاصة في البلدان النامية في مجال
القروض الممنوحة ،فالضمان هو خط الدفاع األخير للبنك يتعين أن يراعى فيه قانونيته و كفايته و
قابليته للتصرف بسموكة لذا يفضل األخذ في االعتبارات التالية :
و يمكن جمع أساليب التحكم في مخاطر Iالقروض البنكية في الشكل التالي :
87
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
88
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
أمام هذا الواقع الذي ال يمكن تجنبه و من أجل زيادة اإلحتياط قد يلجأ البنك إلى طلب ضمانات كافية
من المؤسسات التي تطلب القرض إذ تعتبر Iهذه الضمانات وسيلة يمكن للزبون من خاللها الحصول
على القرض من طرف البنك ،و من جهة أخرى هي أداة إلثبات حق البنك في الحصول على
أمواله بطريقة قانونية في حالة عدم تسديد الزبون لديونه و أسس الضمانات المرافقة و كلما زادت
المخاطرة تمسك البنك بضمانات Iأكبر .
في الواقع تختلف طبيعة الضمانات التي يطلبها البنك و األشكال التي يمكن أن تأخذها و تحدد طبيعة
هذه األشياء بما يمكن أن تقدمه المؤسسة حيث يمكن تصنيف هذه الضمانات إلى صنفين رئيسيين:
الضمانات الحقيقية و الضمانات الشخصية.
1
أوال :الضمانات الحقيقيةـ :و تتمثل هذه الضمانات في :
أصول ترهن مقابل القرض الممنوح.
عقارات أو منقوالت.
و عقد الضمان يجب أن يحرر على وثيقة رسمية يبين فيها ما يلي:
مع العلم أن البنك مسؤول عن المحافظة على األصول Iالمرهونة و ذلك ببيعها عند عجز المدين عن
الوفاء بالتزامه في اآلجال المحددة و هذا ما يطلق عليه ( الرهن ) ،ينقسم إلى قسمين :
هو عقد يرهن من خالله المدين أو يمنح تحت تصرف الدائن عقار يعتبر كضمان ليستوفي من هذا
األخير حقه في حالة عجز المدين و نجد نوعين من الرهن العقاري هما الشرعي و القضائي .
- 1خالد أمين عبد هللا و إسماعيل إبراهيم الطراد :إدارة العمليات المصرفية ،دار وائل للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى،
،2006ص ( .) 167/168
89
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
حسب المادة 179من قانون النقد و القرض فإنه ينشأ رهن عقاري شرعي على أموال ثابتة للمدين
لفائدة البنوك و المؤسسات المالية كضمان لتغطية حقوقها و في هذا النوع تكون وضعية الدائن جيدة
عند المطالبة بالحقوق في حالة عجز أو إعسار المدين .
ينشأ عن أحكام قضائية في ضمان تسديد Iبعض الديون يزعم فيه المدين على رهن عقاره .
في هذا النوع من الرهن ينتقل حيازة المقار أو المنقول موضوع Iالرهن إلى البنك و بالتالي يصبح
حق التصرف فيها حتى يستوفي المدين دينه و في هذا النوع من الرهن نجد رهن بتنازل المدين و
رهن بدون تنازل المدين.
حسب المادة 999من القانون المدني الجزائري يشترط Iلنفاذ الرهن المنقول في حق الغير إلى
جانب انتقال الحيازة إلى الدائن أن يدون العقد في ورقة ثابتة التاريخ يبين فيها المبلغ المضمون
بالرهن و غير المرهون بيانا كافيا و يحدد هذا التاريخ الثابت رتبة الدائن المرتهن .
مالك الشيء المرهون يكون في حالة تنازل سواء بإرجاع Iالرهن للدائن أو لشخص ثالث مكلف
يحفظ الرهن لنزع الحيازة يجب أن يقدم أشخاص آخرون تسبيقات لنفس الرهن .
نجد هذا النوع من المدين له حرية استخدام المواد المخصصة كضمان كما يقوم بحماية مناسبة
للقروض ضد أخطار Iالتبديل أو التحويل التي تأتي لتبطل خدماتهم و يتعلق هذا الرهن بعناصر
المحل التجاري " المعدات ،السيارات ،األدوات " و بعبارة أخرى فهو يتعلق بالعناصر المنقولة.
و حسب المادة 964من القانون المدني الجزائري Iفإن حق الحيازة ينقضي بانقضاء الدين و هناك
ونوع Iآخر من الضمانات العينية يتمثل في "االمتياز" ويعني بذلك الدائنين الممتازين أو على
الدائنين اآلخرين في رهن األشياء سواء كانت فعلية أو رسمية و ذلك ألهمية القروض التي منحت
للدين .
90
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
و قد يكون هذا االمتياز على جزء أو كل أشياء المدين و يكون عقارا منقوال يكون محل الرهن
البنكي و ذلك كالتالي :
كما تتحدد اإلشارة أن البنوك تعمل بإجراء تفقدي للضمانات المقدمة من طرف الطالب للقرض و
ذلك للتأكد من صحتها و في حالة عدم تسديد الزبون اللتزاماته يستولي Iالبنك علي األصل المرهون
و ذلك ليستخلص منه القيمة و في حالة عدم كفايته يقوم بتفليس الزبون .
و هي التزامات شخصية تقدم للبنكي من قبل شخص طبيعي Iو معنوي Iلفائدة زبون معين و هي
1
متعددة تتمثل في :
-1الكفالة :
و التي تعني في لغة القانون ضم ذمة مالية إلى أخري في المطالبة بتنفيذ االلتزام المتعهد به و في
مثل هذه الحالة يعتبر الشخص الضامن كفيل للمقترض إخالئه بالتزامه المستحق ألي سبب كان و
الكفالة قد تكون بسيطة حيث تتكفل ضامن واحد في القرض و ضد تكون كفالة تضامن حيث يلتزم
بموجبها Iعدة متكافلين لضمان القرض أي سداده عند حلول آجال ثم تصبح العالقة فيما بينهم و
المقترض األصلي المتوقف عن الدفع و السداد .
عبارة عن كفالة بضمان القبول أو الوفاء لكالهما يقدمها شخص عن احد الملتزمين بورقة تجارية
"بين شخصين كل يضمن الورقة التجارية ".
- 1عبد الغفار الحنفي و عبد السالم أبو قحف ،مرجع سبق ذكره ،ص .150
91
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
ضمان بنكي حديث نسبيا يعبر عن ضمان قانوني و مالي تتمثل في تحرير هذه الرسالة أو الوثيقة
بها تعهد معنوي آو شرفي Iيؤدي إلى حدوث التزام قانوني مثال تقديم الشركة األم "المركز
الرئيسي" Iلفائدة أحد فروعها بالخارج هذه الرسالة لضمانها أمام البنك و مثال يشترط صندوق النقد
الدولي قبل قبول جدولة المدنية هذه الرسالة تتعهد فيها باحترام توجيهات الصندوق و لقد قدمت
الجزائر هذه الرسالة لصندوق النقد الدولي .
92
آليات تمويل البنوك للمشاريع الفصل الثاني:
خالصة:
من خالل دراستنا Iلهذا الفصل نجد أن للوساطة البنكية دور هام في تمويل المشاريع الإستثمارية إذ
يعتبر هذا أمر ال يستهان به في الميدان الإقتصادي Iألي بلد حيث تسعى معظم الدول إلى تشجيعها و
ترقيتها و هذا يعد من بين األهداف التي تسعى هذه الدول لتحقيقها ،و ذلك من خالل تطوير اآلليات
و اإلجراءات المتبعة لمنح القروض البنكية بحيث تتمحور Iعملية إنجاز هذه المشاريع من خالل
األموال التي تمنحها البنوك في شكل قروض بنكية و هذا ما يتطلب من البنك دراسة معمقة و دقيقة
ألوضاع Iالزبون من كل النواحي حتى يتسنى له التقليل من المخاطر .
93
الخاتمة العامة
الخاتمة العامة
إن الدراسة التي قمنا بها في بحثنا تؤكد المكانة الهامة التي تحتلها البنوك في الإقتصاد Iالوطني ،
حيث تعتبر Iأحد أهم أدوات تمويل النشاط الإقتصادي ، Iفضال عن كونها وعاء لجمع المدخرات و
التي تمثل المصدر Iالرئيسي للقروض التي تقدمها هذه البنوك .
ففي الوقت الحالي تسعى المؤسسات Iجاهدة للتطوير في سياستها Iاالقتصادية و تطوير نشاطها Iو لن
يتحقق لها ذلك إال بالمشاريع الإستثمارية ،إذ أنها ال تستطيع تمويل استثماراتها كليا بأموالها
الخاصة حيث تلجأ إلى أنواع التمويل المختلفة أثناء عجزها المالي أو عند التوسع في استثماراتها، I
و هذا ما يدفعها Iللحصول على األموال الالزمة لتغطية مختلف الإحتياجات المالية لذلك هي تعتمد
على البنوك بالدرجة األولى من خالل حصولها على قروض بنكية ،حيث تعتبر هذه األخيرة شرطا
من الشروط Iاألساسية لمتابعة نشاط المشاريع الإستثمارية و ضمان نموها و تطورها.
و لقد زادت األساليب العلمية لتقدير تكلفة التمويل ،و يتضح ذلك من خالل سعي البنوك إلى وضع
برامج و إجراءات لعملية اإلقراض للحد من مخاطر Iمنح هذه القروض.
95
قائمة المراجع
قائمة المراجع
:قائمة المراجع
:أوال :الكتب
البدوي Iالسيد عبد الحافظ :إدارة األسواق و المؤسسات المالية ،مركز لغة العصر
للكمبيوتر و الطباعة ،القاهرة ،مصر.1999 ،
حمزة محمود الزبيدي :إدارة االئتمان المصرفي Iو التحليل االئتماني ،دار الورق،
عمان ،األردن.2002 ،
حمزة محمود الزبيدي :إدارة المصارف I،مؤسسة الورق ،عمان ،األردن.2000 ،
حسن أحمد توفيق I:التمويل و اإلدارة المالية في المشروعات ،دار النهضة العربية،
القاهرة ،مصر.1994 ،
خالد أمين عبد هللا و إسماعيل إبراهيم الطراد :إدارة العمليات المصرفية ،دار وائل
للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى.2006 ،
خالد وهيب الراوي I:إدارة العمليات المصرفية ،دار المناهج ،عمان ،األردن ،الطبعة
الثانية.2003 ،
رضا صاحب أبو أحمد :إدارة المصارف -مدخل تحليلي كمي معاصر ،دار النشر،
عمان األردن.2000 ،
زينب عوض هللا :اقتصاديات النقود و المال ،الدار الجامعية ،بيروت ،لبنان.1995 ،
طارق Iالحاج :مبادئ التمويل ،دار الصفاء للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن ،الطبعة
األولى.2000 ،
طارق Iطه :إدارة البنوك و تكنولوجيا المعلومات ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية،
مصر.2007 ،
97
قائمة المراجع
طارق Iعبد العال حمادة :إدارة المخاطر – Iأفراد ،إدارات ،شركات ،بنوك – ،الدار
الجامعية للنشر و التوزيع ،اإلسكندرية ،مصر.2003 ،
طاهر لطرش :تقنيات البنوك ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2001 ،
محمد صالح الحناوي Iو عبد الفتاح عبد السالم :المؤسسات المالية ،الدار الجامعية،
اإلسكندرية ،مصر.2001 ،
محمد كمال خليل الحمزاوي :اقتصاديات االئتمان المصرفي ،منشأة المعارف،
اإلسكندرية ،مصر ،الطبعة الثانية.2000 ،
محمد عباس محرزي :اقتصاديات المالية العامة ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر ،الطبعة الثانية.2005 ،
محمد عثمان إسماعيل حميد :التمويل و اإلدارة المالية في منظمات األعمال ،دار
النهضة العربية ،القاهرة ،مصر.1995 ،
محمد سعيد أنور سلطان :إدارة البنوك التجارية ،المكتب العربي الحديث ،القاهرة،
مصر.1996 ،
محسن الخصري : الديون المتعثرة ،ايتراك للنشر و التوزيع ،القاهرة ،مصر.1997 ،
منير إبراهيم هندي :إدارة األسواق Iو المنشات المالية ،منشأة المعارف،اإلسكندرية،
مصر.1990 ،
منير إبراهيم هندي ،إدارة البنوك التجارية ،المكتب العربي Iالحديث ،اإلسكندرية،
مصر.2003 ،
منير إبراهيم هندي :الفكر الحديث في مجال مصادر التمويل ،منشأة المعارف،
اإلسكندرية ،مصر.1998 ،
مصطفى رشيد Iشيحة : النقود و المصارف Iو االئتمان ،الدار الجامعية الجديدة،
اإلسكندرية ،مصر.1999 ،
مؤنس رشاد الدين :المرام في المعاني و الكلمات ،دار راتب الجامعية ،بيروت ،لبنان،
.2000
صالح الدين حسن السيسي :قضايا مصرفية معاصرة ،دار الفكر العربي ،القاهرة،
مصر.2004 ،
98
قائمة المراجع
عبد الحميد عبد المطلب :البنوك الشاملة – عملياتها و إدارتها – ،الدار الجامعية،
اإلسكندرية ،مصر.2000 ،
عبد المطلب عبد الحميد :دراسات الجدوى Iاالقتصادية التخاذ القرارات االستثمارية،
الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر.2003 ،
عبد الحق أبو عتروس :الوجيز في البنوك التجارية ،جامعة منتوري ،قسنطينة،
الجزائر.2000 ،
عبد المعطي رضا رشيد Iو محفوظ أحمد جودة :إدارة االئتمان ،دار النشر ،عمان،
األردن.1995 ،
عبد العزيز النجار :أساسيات اإلدارة المالية ،المكتب العربي الحديث ،اإلسكندرية،
مصر.2007 ،
عبد الغفار حنفي :إدارة المصارف I،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،مصر،
.2002
عبد الغفار حنفي و عبد السالم أبو قحف :اإلدارة الحديثة في البنوك التجارية ،المكتب
العربي الحديث ،اإلسكندرية ،مصر.1993 ،
عبد القادر محمد عطية :دراسات الجدوى التجارية واالقتصادية و االجتماعية مع
مشروعات ،BOTالدار الجامعية،اإلسكندرية ،مصر.2005 ،
فالح حسن السيسي و مؤيد Iعبد الرحمن الدوري :إدارة البنوك – تحليل كمي و
استراتيجي معاصر– ،دار وائل للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن ،الطبعة الثانية،
.2003
فريد Iراغب النجار :إدارة االئتمان و القروض المصرفية ،مؤسسة شباب الجامعة،
اإلسكندرية ،مصر.2000 ،
سمير محمد عبد العزيز :التمويل و إصالح خلل الهياكل المالية ،مكتبة الشعاع
اإلسكندرية ،مصر.1997 ،
شاكر القزويني I:محاضرات في اقتصاد البنوك ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،
.2000
شمعون شمعون :بورصة الجزائر ،دار هومة للطباعة ،الجزائر.2005 ،
99
قائمة المراجع
يحراز يعدل فريدة :تقنيات و سياسات التسيير Iالمصرفي ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر.2000 ،
:ثانيا:المذكرات
بعطوش Iأمنة و أخريات :التمويل البنكي لالستثمارات ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس
تخصص مالية و بنوك ،جامعة قالمة ،دفعة .2009
جبيحة أمنة و عواودة الزهرة :القروض البنكية في مجال تمويل االستثمارات ،مذكرة
تخرج لنيل شهادة الليسانس ،تخصص مالية ،جامعة قالمة ،دفعة .2009
خلة نوال و دخاخنة وفاء :القروض البنكية و دورها Iفي تمويل المؤسسات Iالصغيرة و
المتوسطة ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس تخصص مالية ،جامعة قالمة دفعة . 2008
زوايدية مريم و أخريات :دور القروض البنكية في تفعيل التنمية االقتصادية ،مذكرة تخرج
لنيل شهادة الليسانس تخصص مالية و بنوك ،جامعة قالمة دفعة .2008/2009
كيموقات Iنورة :التمويل البنكي لالستثمارات ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس ،تخصص
مالية ،جامعة قالمة ،دفعة .2006/2007
فسيح خالد و آخرون :تقييم المشاريع االستثمارية ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس في
العلوم االقتصادية ،جامعة 8ماي ،1945قالمة ،دفعة .2005
100