Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 109

‫الجمهوريـــــة الجزائريـــــة الديمقراطيـــــة الشعبيـــــة‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة التكوين المتواصل‬

‫مركز‪ :‬باتنة‬

‫فرع‪ :‬عالقات اقتصادية دولية‬ ‫ملحقة‪ :‬آريس‬

‫دور القروض البنكية في تمويل‬


‫المشاريع االستثمارية‬
‫مذكرة تخرج لنيل شهادة الدراسات الجامعية التطبيقية‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبتان‪:‬‬

‫‪ -‬بوزناق حسن‬ ‫‪ -‬بعقيق أسماء‬

‫‪ -‬لطرش سميرة‬

‫الموسم الجامعي‪2020 / 2019 :‬‬


‫ش‬ ‫‪ :‬كر و تقدير‬

‫‪.‬نحمد هللا عز و جل أن وفقنا إلنجاز هذا العمل المتواضع‬

‫و يسعنا بعد حمده و شكره أن نتقدم بخالص الشكر و التقدير لألستاذ " بوزناق حسن " الذي تفضل‬
‫‪.‬باإلشراف‪ I‬على هذا العمل ‪ ،‬فجزاه هللا عنا كل خير‬

‫كما نتقدم بالشكر‪ I‬لعمال إدارة الملحقة دون أن يفوتنا أن نشكر السيد المدير الذي سهر على السير‬
‫‪.‬الجيد لها‬

‫‪.‬هذا و ال ننسى أن نشكر كافة األساتذة الذين رافقونا في مشوارنا‪ I‬الدراسي طيلة السنوات الثالث‬

‫‪.‬و الحمد هلل الذي تتم بنعمته الصالحات‬


‫‪ :‬إهداء‬

‫أهدي عملي هذا إلى من قال فيهما ربي ‪ ( :‬و قال ربك أال تعبدوا أال إياه و بالوالدين‬
‫إحسانا )‬
‫إلى من تتسابق الكلمات لتخرج معبرة عن مكنون ذاتها إلى من وضعتني على طريق‬
‫الحياة و أضاءت بنصائحها دربي و علمتني أن الحياة تؤخذ بالجهد ال باألماني ‪ ،‬إلى‬
‫شمعة قلبي ‪ :‬أمي الحبيبة‪.‬‬
‫إلى الينبوع الذي ال يمل العطاء ‪ ،‬إلى الذي حاك سعادتي بخيوط منسوجة من قلبه‪ ،‬إلى‬
‫من علمني الصبر و التضحية‪ ،‬الذي لم يبخل بشيء من أجل دفعي في طريق النجاح‬
‫إلى ‪ :‬أبي الغالي‪.‬‬
‫إلى جميع أفراد أسرتي العزيزة الذين بهم أكبر و عليهم أعتمد و من بفرحتهم تصنع‬
‫البسمة على شفاهي‪.‬‬
‫و إلى كل من سعتهم ذاكرتي و لم تسعهم مذكرتي‪.‬‬

‫أسامء‬
‫‪ :‬إهداء‬

‫‪ :‬أهدي ثمرة عملي‬


‫إلى اللذان أوصى هللا بهما خيرا في القرآن الكريم والدي العزيزين حفظهما هللا و أط‪II‬ال‬
‫عمرهما‪.‬‬
‫إلى إخوتي و أخواتي كل واحد باسمه‪.‬‬
‫إلى كل من عرفني سواء من قريب أو بعيد و إلى كل من كان لهم أثر على حياتي‪.‬‬

‫مسرية‬
‫‪ :‬فهرس المحتويات‬

‫شكر و تقدير ‪-‬‬

‫إهداءات ‪-‬‬

‫فهرس المحتويات‪- I‬‬

‫فهرس األشكال ‪-‬‬

‫‪ -‬المقدمة العامة ‪ .............................................................................................‬أ ‪ -‬ج‬

‫الفصل األول ‪ :‬مدخل مفاهيمي للقروض البنكية ‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثمارية‬

‫تمهيد ‪- 6 ..........................................................................................................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬اإلطار المفاهيمي للقروض البنكية ‪- 7 ...................................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف‪ I‬البنك ‪7 .....................................................................‬‬ ‫‪‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬مفهوم و خصائص القروض البنكية و أنواعها ‪9 .............................‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أدوات القروض البنكية ‪18.........................................................‬‬ ‫‪‬‬


‫المطلب الرابع ‪ :‬دور و أهمية القروض البنكية ‪19 ................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬ماهية التمويل ‪- 21 ...........................................................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم التمويل ‪21 ...................................................................‬‬ ‫‪‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬مصادر‪ I‬التمويل و العوامل المؤثرة فيها ‪22 .....................................‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أشكال التمويل ‪42 ...................................................................‬‬ ‫‪‬‬


‫المطلب الرابع ‪ :‬مخاطر‪ I‬التمويل و طرق تفاديها ‪43 ..............................................‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬المشاريع االستثمارية ‪- 45 ..................................................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم و أهمية و أنواع المشاريع االستثمارية ‪45 ..............................‬‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬خصائص المشروع‪ I‬االستثماري‪ I‬و أهدافه ‪48 ..................................‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مراحل بناء مشروع استثماري ‪51 ...............................................‬‬ ‫‪‬‬


‫المطلب الرابع ‪ :‬اإلطار القانوني للمشاريع‪ I‬االستثمارية ‪52 ......................................‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬خالصة ‪54 .......................................................................................................‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات تمويل البنوك للمشاريع‬

‫تمهيد ‪- 56 ..........................................................................................................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الوساطة البنكية ‪- 57 ..........................................................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم الوساطة البنكية و أنواعها ‪57 .............................................‬‬ ‫‪‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬وظائف الوساطة البنكية ‪60 .......................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬دور الوساطة البنكية في التمويل ‪62 .............................................‬‬ ‫‪‬‬


‫المطلب الرابع ‪ :‬أهمية الوساطة البنكية في التمويل ‪63 ...........................................‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬آليات و إجراءات منح القروض البنكية ‪- 66 .............................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم السياسة اإلقراضية ‪66 .....................................................‬‬ ‫‪‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬مكونات السياسة اإلقراضية ‪67 ...................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬العوامل المؤثرة في السياسة اإلقراضية ‪69 ....................................‬‬ ‫‪‬‬


‫المطلب الرابع ‪ :‬الشروط‪ I‬و اإلجراءات المتبعة لمنح القروض البنكية ‪71 .....................‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مخاطر منح القروض البنكية و إجراءات التحوط منها ‪- 79 ..........................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم مخاطر القروض البنكية ‪79 ...............................................‬‬ ‫‪‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬أشكال مخاطر القروض البنكية ‪79 ...............................................‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬إجراءات و أساليب التحكم في مخاطر القروض البنكية ‪85 .................‬‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬الضمانات ‪92 ........................................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫خالصة ‪- 96 .......................................................................................................‬‬

‫الخاتمة العامة ‪- 98 ................................................................................................‬‬

‫قائمة المراجع ‪- 100 ..............................................................................................‬‬


‫‪:‬قائمة األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪17‬‬ ‫أنواع القروض البنكية‬ ‫‪1‬‬
‫‪58‬‬ ‫عمل الوساطة البنكية‬ ‫‪2‬‬
‫‪78‬‬ ‫اإلجراءات المتبعة لمنح قرض بنكي‬ ‫‪3‬‬
‫‪84‬‬ ‫أشكال مخاطر القروض البنكية‬ ‫‪4‬‬
‫‪91‬‬ ‫أساليب التحكم في مخاطر القروض البنكية‬ ‫‪5‬‬
‫المقدمة العامة‬
‫المقدمة العامة‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫إن انفتاح االقتصاد‪ I‬الوطني على اقتصاد‪ I‬السوق وفتح األبواب أمام المستثمرين أدى إلى ظهور‪I‬‬
‫مشاريع‪ I‬جديدة وتوسع المشاريع‪ I‬القائمة‪ ،‬وأمام المنافسة الداخلية و الخارجية تطلب بقاء ونمو‪ I‬هذه‬
‫المشاريع‪ I‬ازدياد حاجتها إلى الموارد المالية بسبب قصور‪ I‬مواردها المالية المتاحة عن مقابلة‬
‫متطلبات نشاطها‪ I‬وتحقيق أهدافها حيث يعتبر القرض البنكي مصدرا هاما إلشباع تلك االحتياجات‪.‬‬

‫فاالقتراض من البنوك التجارية أصبح من أهم مصادر التمويل نظرا لكون البنوك تحتل مركزا هاما‬
‫في أسواق النقد وذلك لتوفيرها األموال الالزمة لتسيير‪ I‬األنشطة المختلفة بشكل مستمر‪I.‬‬

‫كما تمثل عمليات اإلقراض النشاط المقابل لجمع الودائع والنشاط األكثر جاذبية للبنوك كونها‪I‬‬
‫المصدر‪ I‬الرئيسي لربحيتها‪ ،‬لذا عليها دائما التوفيق‪ I‬بين هذين النشاطين لتفادي وقوعها‪ I‬في أزمة‬
‫السيولة وبالتالي المحافظة على استمرارها‪ I‬وتحقيق أهدافها‪.‬‬

‫وباعتبار‪ I‬المشاريع االستثمارية القوة المحركة لالقتصاد‪ I‬يجب على المستثمر إتباع أسس ومعايير‬
‫لتقديم البدائل المختلفة منها حتى يتم منها اختيار أفضلها وأكثرها‪ I‬إنتاجية وربحية ‪ ،‬ومع تعدد‬
‫مصادر‪ I‬التمويل لهذه المشاريع تبقى القروض البنكية المصدر الرئيسي‪ I‬والذي تعتمد عليه‪.‬‬

‫غير أن هذا التمويل يتولد عنه العديد من المخاطر التي تؤثر على قدرة البنوك على اإلقراض ومنه‬
‫على االقتصاد‪ I‬ككل باعتبار اعتماد باقي‪ I‬األنشطة على البنوك لتمويلها‪.‬‬

‫ومما تقدم يمكننا طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫إذا كانت القروض البنكية أهم مصدر تمويلي في االقتصاد ‪ ،‬فما مدى مساهمتها في تمويل‬
‫المشاريع االستثمارية ؟‬

‫أ‬
‫المقدمة العامة‬

‫األسئلة الفرعية‪:‬‬

‫لمعالجة اإلشكالية المطروحة أعاله يجب إزالة الغموض حول األسئلة التالية‪:‬‬

‫‪ /1‬ما المقصود‪ I‬بالقروض البنكية ؟‬

‫‪ /2‬ما هي المشاريع االستثمارية وما هي مراحل بناءها ؟‬

‫‪ /3‬ما هي األسس المعتمدة في منح القروض للمشاريع ؟‬

‫‪ /4‬وما هي المخاطر‪ I‬المترتبة عن منح هذا القرض ؟‬

‫فرضيات البحث‪:‬‬

‫لقد ارتأينا‪ I‬وضع مجموعة من الفرضيات تسمح باإلجابة عن األسئلة الفرعية للبحث نوجزها في‬
‫النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ /1‬القروض البنكية وسيلة من وسائل التمويل األكثر إتاحة أمام األفراد و المؤسسات‪I.‬‬

‫‪ /2‬المشروع‪ I‬االستثماري‪ I‬هو نشاط اقتصادي يهدف إلى تحقيق الربح من جهة و إشباع رغبات‬
‫المجتمع من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ /3‬يتم اتخاذ قرار منح القروض انطالقا‪ I‬من التحليل المالي للمشروع‪.‬‬

‫‪ /4‬يترتب على عملية منح القرض خطر عدم التسديد أي عدم الوفاء بااللتزامات اتجاه البنك‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫‪ /1‬يعد الموضوع‪ I‬ضمن اختصاص الدراسة‪.‬‬

‫‪ /2‬معرفة كيفية تمويل المشاريع االستثمارية‪.‬‬

‫‪ /3‬توفر‪ I‬المراجع الكافية لمعالجة هذا الموضوع‪.‬‬

‫‪ /4‬األهمية الكبيرة للمشاريع االستثمارية في ترقية وتطوير‪ I‬االقتصاد‪ I‬الوطني‪.‬‬

‫ب‬
‫المقدمة العامة‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬

‫إن الهدف من دراسة هذا الموضوع‪ I‬هو التعرف على القروض البنكية بمختلف أنواعها وعلى‬
‫دورها‪ I‬في تمويل المشاريع‪ I‬االستثمارية مع تحديد أهم األسس والمعايير‪ I‬المتبعة لمنح القروض‬
‫البنكية‪.‬‬

‫منهجـ البحث‪:‬‬

‫إن دراستنا‪ I‬لهذا الموضوع تتطلب استخدام المنهج الوصفي التحليلي وذلك لتحديد مختلف المفاهيم‬
‫المرتبطة بالموضوع وكذلك تحليل طبيعة العالقة بين مختلف الدراسة خاصة في مجال تحديد‬
‫معايير‪ I‬اختيار المشاريع االستثمارية واألسس المعتمدة لتقديم القروض ‪.‬‬

‫منهجيةـ البحث‪:‬‬

‫للقيام بدراسة هذا الموضوع قمنا بتقسيمه إلى فصلين‪:‬‬

‫تناولنا‪ I‬في الفصل األول مدخل إلى القروض البنكية‪ ،‬التمويل والمشاريع‪ I‬االستثمارية والذي يضم‬
‫ثالث مباحث تطرقنا‪ I‬في المبحث األول إلى اإلطار المفاهيمي للقروض البنكية وفي‪ I‬المبحث الثاني‬
‫إلى ماهية التمويل أما في المبحث الثالث قمنا بدراسة المشاريع االستثمارية‪.‬‬

‫أما في الفصل الثاني فقمنا بدراسة آليات تمويل البنوك للمشاريع االستثمارية من خالل ثالث مباحث‬
‫تضمن المبحث األول الوساطة البنكية وفي المبحث الثاني آليات و إجراءات منح القروض البنكية‬
‫وفي‪ I‬المبحث الثالث مخاطر منح القروض وإجراءات التحوط منها‪.‬‬

‫ج‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكيةـ ‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثمارية‬


‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تمهيد ‪:‬‬

‫كل نشاط اقتصادي تقوم به المؤسسات أو القطاعات المكونة لالقتصاد‪ I‬الوطني بحاجة إلى مصادر‪I‬‬
‫تمويلية لتغطية احتياجاتها‪ I‬من األموال ‪ ،‬تمحورت أساسا في عملية منح القروض البنكية والتي‬
‫تعتبر من أهم عمليات البنوك ‪ ،‬فنجد أي قرار‪ I‬استثماري‪ I‬يتطلب فترة زمنية طويلة و رأس مال كبير‬
‫والذي ال تقدر عليه إال المؤسسات المالية الكبيرة كالبنوك ‪ ،‬وهو ما سوف نتعرض إليه في المبحث‬
‫األول من خالل اإلطار المفاهيمي للقروض البنكية‪.‬‬

‫أما المبحث الثاني فخصصناه للتحدث عن ماهية التمويل والذي يمثل أساس كل عملية اقتصادية ‪ ،‬إذ‬
‫يرتكز‪ I‬عليه تدفق السيولة في مختلف القطاعات و أحد العناصر‪ I‬المهمة لكي تستمر أي مؤسسة في‬
‫أداء نشاطها‪I.‬‬

‫لنتطرق‪ I‬في المبحث الثالث إلى المشاريع االستثمارية والتي بدورها تمثل المحرك األساسي‪ I‬للنشاط‬
‫االقتصادي واألداة الفعالة التي تزيد بها الطاقة اإلنتاجية كما أنها تمثل عنصرا فعاال في مقومات‬
‫الدخل الوطني‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للقروض البنكية‬

‫تعتبر عملية منح القروض البنكية الوظيفة الرئيسية لنشاط البنوك ‪،‬فهي تشكل إحدى الخدمات‬
‫البنكية التي تقدمها البنوك لزبائنها و أحد أكبر مصادر اإليرادات لها ‪ ،‬وهذا النوع األكثر ربحية‬
‫مقارنة بسائر‪ I‬أعمالها ‪ ،‬وعلى هذا األساس سيتم التطرق إلى اإلطار المفاهيمي للقروض البنكية‬
‫على النحو التالي ‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف البنك‬

‫‪ -1‬التعريف اللغوي‪:‬‬

‫يرجع األصل التاريخي لكلمة بنك إلى الكلمة االيطالية بنوك والتي يقصد بها المصطبة التي يجلس‬
‫عليها الصارفون لتصريف‪ I‬وتحويل العملة‪.‬‬

‫ثم تطور المعنى بعد ذلك ليقصد به المنضدة التي يتم فوقها عد وتبادل العمالت‪ ،‬وفي األخير‬
‫‪1‬‬
‫أصبحت الكلمة تعني المكان الذي توجد فيه تلك المنضدة وتجرى فيه المتاجرة بالنقود‪.‬‬

‫‪ -2‬التعريف القانوني‪:‬‬

‫لقد عرف المشرع الجزائري البنك في المادة ‪ 114‬من قانون النقد والقرض الصادر في‬
‫‪2‬‬
‫‪ 14/04/1990‬كما يلي‪:‬‬

‫البنوك أشخاص معنوية مهمتها العادية والرئيسية إجراء العمليات المصرفية في المواد‬
‫‪ 113 ، 110‬في هذا القانون وتتضمن هذه العمليات التي يقوم بها البنك طبقا للمواد‬
‫‪ 113 ، 112 ، 111 ، 110‬في ما يلي‪:‬‬

‫* تالقي األموال مع الجمهور في شكل ودائع‪.‬‬

‫* عمليات القرض‪.‬‬

‫* وضع إدارة وسائل‪ I‬الدفع‪.‬‬

‫‪ -1‬شاكر القزويني‪ ،‬محاضرات في اقتصاد البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ - 2‬منير إبراهيم هندي‪ ،‬إدارة البنوك التجارية‪ ،‬المكتب العربي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص ‪.5‬‬

‫‪7‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -3‬التعريف االقتصادي‪:‬‬

‫تعددت تعاريف البنوك بتعدد األشكال االقتصادية وباختالف األنظمة البنكية ‪ ،‬مما صعب إيجاد‬
‫تعريف‪ I‬إقتصادي‪ I‬جامع للبنوك‪ ،‬وهذا راجع لكون نشاطات‪ I‬البنوك التي تتأثر وتخضع لقوانين‬
‫‪1‬‬
‫وتشريعات الدول المتواجدة بها ‪ ،‬ومن ثم فإن التشريعات هي التي تحدد تعريف البنوك فنجد‪:‬‬

‫* مؤسسة مهمتها األساسية والعادية الحصول على األموال من الجمهور في شكل ودائع وفي شكل‬
‫آخر ‪ ،‬تستخدمها لحسابها الخاص في عملية الخصم أو القرض أو العمليات المالية‪.‬‬

‫* البنوك هي نوع من المؤسسات‪ I‬المالية التي يرتكز نشاطها‪ I‬في قبول الودائع ومنح اإلئتمان والبنك‬
‫التجاري‪ I‬لهذا المفهوم يعتبر وسيطا‪ I‬بين أولئك الذين يحتاجون لتلك األموال ‪.‬‬

‫* البنوك هي مؤسسة مالية متخصصة وظيفتها‪ I‬الرئيسية الوساطة المالية‪ ،‬وتعني هذه الوظيفة قيام‬
‫البنك بتعبئة المدخرات في األفراد والقطاعات االقتصادية المختلفة داخل المجتمع ‪ ،‬وهي القطاعات‬
‫التي تتوافر‪ I‬لديها فوائد‪ I‬نقدية ثم توجيه هذه المدخرات إلى من يحتاجها في األفراد‪ I‬والقطاعات‬
‫االقتصادية المختلفة والتي تحتاج إلى هذه األموال المدخرة ألغراض اإلنتاجية و اإلستثمارية‬
‫والشخصية المختلفة ‪.‬‬

‫إذا تأملنا التعاريف‪ I‬السابقة تبين لنا أن البنوك هي تلك القناة التي تمر عبرها األموال من وحدات‬
‫الفائض المالي إلى وحدات العجز المالي ‪ ،‬و أهم ما يميزها عن غيرها من المؤسسات‪ I‬المالية هو‬
‫قيامها‪ I‬بتقديم نوعين من الخدمات هما ‪:‬‬

‫قبول الودائع و تقديم القروض المختلفة ألصحاب المال والشركات واألفراد‪ I‬وغيرهم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم وخصائص القروض البنكية و أنواعها‬

‫‪ - 1‬يحراز يعدل فريدة‪ :‬تقنيات‪ I‬و سياسات التسيير المصرفي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ، 2000 ،‬ص ‪.62‬‬

‫‪8‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف القروض البنكية‬

‫* لغة‪ :‬ائتمان‪ :‬ائتمن فالن فالنا أي عده أمينا ‪ ،‬وائتمن فالن فالنا على كذا أي اتخذه أمينا عليه‬
‫‪1‬‬
‫وكذلك االئتمان هو ما تعطيه لغيرك من المال بشرط إعادته بعد وقت محدد‪.‬‬

‫‪ -‬فاصل كلمة قرض ‪ ،‬ناشئ في اللغة االنجليزية عن عبارة (‪ )credo‬وهي تركيبة الصطالحين‬
‫أحدهما مستمد من اللغة السنسكريتية وهو) ‪( crad‬بمعنى ثقة و الثاني مستمد من اللغة الالتينية‬
‫وهو ‪ ( ) do‬بمعنى أضع وعليه فإن االصطالح يعني أضع الثقة و أثق على اعتبار أن الثقة هي‬
‫‪2‬‬
‫أساس كل قرار قرض‪.‬‬

‫* قانونيا‪ :‬حسب نص ‪ 325‬من قانون البنوك المؤرخ ‪ ،1986-08-19‬القرض هو كل عقد‬


‫بمقتضاه تقوم مؤسسة مؤهلة لذلك بوضع وعد منح مؤقت على سبيل السلف ألموال تحت تصرف‪I‬‬
‫‪3‬‬
‫أشخاص معنويين ‪ ،‬ماديين أو اإلثنين معا لحساب هؤالء يلتزمون بالتوقيع‪I.‬‬

‫* اقتصاديا‪ :‬ويمكن إدراج التعارف التالية ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬القرض كلمة مخصصة للعمليات المالية التي تجمع مباشرة بين هيئة مالية سواء كان بنك أو‬
‫‪4‬‬
‫مؤسسة مالية والمقترض‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬يقصد بالقرض البنكي عملية يلتقي بمقتضاها البنك فائدة أو عمولة معينة أو محددة أن يمنح‬
‫زبونا‪( I‬فرد أو شركة أعمال) بناء على طلبه سواء حاال أو بعد وقت معين بتسهيالت في صورة‬
‫أموال نقدية أو أية صورة أخرى وذلك لتغطية العجز في السيولة ليتمكن من مواصلة نشاطه المعتاد‬
‫أو اقتراض الزبون ألغراض استثمارية أو تكون في شكل تعهد متمثلة في كفالة البنك للزبون أو‬
‫تعهد البنك نيابة على الزبون لدى الغير‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫ثالثا‪ :‬القرض هو عملية مبادلة قيمة حاضرة مقابل وعد بقيمة آجلة مساوية لها ‪ ،‬غالبا ما تكون هذه‬
‫القيمة نقودا ‪ ،‬وهناك طرفان في عملية اإلقراض ‪ ،‬األول مانح للقرض ويسمى (الدائن) والثاني‪ I‬هو‬
‫متلقي القرض ويسمى (مدينا) ‪ ،‬ويضاف‪ I‬إلى قيمة القرض مبلغ آخر يسمى الفائدة يدفع للدائن‬
‫‪6‬‬
‫مستقبال نظير تخليه عن القيمة الحاضرة‪.‬‬

‫‪ - 1‬مؤنس رشاد الدين‪ :‬المرام في المعاني و الكلمات‪ ،‬دار راتب الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2000 ،‬ص ‪.664‬‬
‫‪ - 2‬محمد سعيد أنور سلطان‪ :‬إدارة البنوك التجارية‪ ،‬المكتب‪ I‬العربي الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1996 ،‬ص ‪.389‬‬
‫‪ - 3‬عبد الحق أبو عتروس‪ :‬الوجيز في البنوك التجارية‪ ،‬جامعة منتوري‪ I،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2000 ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ - 4‬يحراز يعدل فريدة‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪ - 5‬عبد المعطي رضا رشيد و محفوظ أحمد جودة‪ :‬إدارة االئتمان‪ ،‬دار النشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1995 ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪ - 6‬زينب عوض هللا‪ :‬اقتصاديات النقود و المال‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1995 ،‬ص ‪.77‬‬

‫‪9‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ومن خالل هذه التعريفات يمكن استخالص التعريف اإلجمالي التالي ‪:‬‬

‫القرض البنكي‪ :‬هو عبارة عن تسهيل ائتماني مباشر يمنح إلى زبائن البنك وذلك بموجب اتفاق بين‬
‫البنك والمقترض ‪ ،‬والذي يتم بموجبه قيام البنك بإقراض الزبون مبلغا معينا من المال ولمدة معينة‬
‫لغرض تمويل احتياجاتهم في المدى القصير والمدى المتوسط والطويل ‪ ،‬ويتفق مع الزبون على‬
‫طريقة سداد مبلغ القرض باإلضافة إلى الفوائد و العموالت وعادة ما يتم سداد أصل القرض وفوائده‬
‫إما على أقساط شهرية ‪ ،‬ربع سنوية ‪ ،‬نصف سنوية ‪ ،‬وقد يتم تسديد‪ I‬قيمة القرض دفعة واحدة وذلك‬
‫في تاريخ االستحقاق‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص القروض البنكية‬

‫لكل بنك سياسة اقتراض خاصة به وسوف‪ I‬نتطرق‪ I‬إليها الحقا‪ ،‬تكون مكتوبة لغرض تنظيم‪ I‬نشاطه‬
‫وهذه األخيرة تتعدد فيها الجهة التي توجه إليها القرض إضافة إلى عدة قواعد تساعد على تنظيم‬
‫نشاط البنك ويحكم سياسة اإلقراض ‪ ،‬تنظم وتحدد‪ I‬حجم و مواصفات القروض البنكية الممنوحة من‬
‫طرف‪ I‬البنك‪ ،‬فخصائص القروض البنكية أيضا تندرج ضمن سياسة اإلقراض‪ .‬حيث لكل قرض‬
‫‪1‬‬
‫بنكي خصائص كثيرة عن باقي‪ I‬القروض نحاول أن نوجزها في النقاط التالية ‪:‬‬

‫* قيمة القرض‪ :‬تتحدد قيمته حسب الجهة التي يوجه إليها إضافة إلى إمكانيات البنك التمويلية‪ ،‬مثال‬
‫تكون قيمة القروض الموجهة لتمويل مشروع استثماري حوالي ‪ %70‬من تكلفة االستثمار‪I.‬‬

‫* مدة القروض‪ :‬ويعني‪ I‬وجود تجانس مدة القرض مع حياة الشيء الممول‪ ،‬مثال‪ :‬إذا كان القرض‬
‫متوسط‪ I‬األجل فتكون قيمته من سنتين وخمسة سنوات وهناك تقسيمات أخرى حسب سياسة‬
‫اإلقراض كما يكون متغيرا‪.‬‬

‫* المعدل‪ :‬يكون ثابتا طوال مدة اإلقراض كما يكون متغيرا‪.‬‬

‫* طريقة السداد‪ :‬تكون حسبما متفق عليه سابقا سواء على شكل دفعات ثابتة أو متغيرة‪.‬‬

‫* الضمانات‪ :‬تكون إما عينية أو تقديم أصول عينية مقابل منح القرض البنكي‪ ،‬كما يمكن أن يكون‬
‫ضمانات شخصية حيث يكتفي البنك بمعرفة المركز المالي للزبون‪ ،‬ويمكن اإلقراض أيضا دون‬
‫ضمان ويكتفي البنك فيها بوعد المقترضين بالدفع‪.‬‬

‫‪ - 1‬زوايدية مريم و أخريات‪ :‬دور القروض البنكية في تفعيل‪ I‬التنمية االقتصادية‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس تخصص مالية و‬
‫بنوك‪ ،‬جامعة قالمة دفعة ‪ ،2008/2009‬ص ‪.19‬‬

‫‪10‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع القروض البنكية‬

‫توجد تصنيفات متعددة ألنواع القروض البنكية إذ يمكن تصنيف القروض البنكية من حيث الغرض‬
‫ومن حيث عدد المقرضين ومن حيث نوع الضمان ومن حيث األجل و من حيث القطاعات‬
‫االقتصادية ومن حيث الجهة الطالبة كما يلي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬القروض البنكية من حيث الغرض‪ :‬تنقسم القروض البنكية من حيث الغرض من استخدامها‪I‬‬
‫‪1‬‬
‫إلى عدة أنواع أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬القروض االستهالكية‪ :‬هي تلك القروض التي يكون الغرض من استخدامها استهالكيا‪ I‬كشراء‬
‫سيارة أو أثاث أو تلفزيون إال أن بعض البنوك ال تحبذ إعطاء القروض للموظفين لشراء هذه السلع‬
‫المعمرة ذلك ألن قدرة الموظف إجماال على الدفع تتوقف على استمراره بالوظيفة حيث يمكن أن‬
‫تتأثر بإنهاء خدماته أو بمرضه أو نتيجة إصابته بحادث‪ ،‬ولذلك فإن البنوك تطلب عادة سعر فائدة‬
‫أعلى على القروض االستهالكية ألنها تتضمن درجة مخاطرة أعلى وقد تكون القروض‬
‫االستهالكية بضمان الراتب أو بضمان مجوهرات و حلي أو غير ذلك‪.‬‬

‫‪ -2‬القروض اإلنتاجية‪ :‬وهي تلك القروض التي يكون الغرض من استخدامها إنتاجيا أي لغرض‬
‫زيادة اإلنتاج أو زيادة المبيعات كشراء المواد الخام أو شراء آالت لتدعيم الطاقة اإلنتاجية للشركة‬
‫وتشجع البنوك المركزية عادة البنوك التجارية على إعطاء قروض ألغراض إنتاجية ألن ذلك فيه‬
‫دعم لإلقتصاد الوطني‪I.‬‬

‫ثانيا‪ :‬القروض البنكية من حيث عدد المقرضين‪ :‬تنقسم القروض من حيث المقترضين إلى نوعين‬
‫‪2‬‬
‫رئيسيين‪:‬‬

‫‪ -1‬قروض يقدمها بنك واحد‪ :‬إن األصل في القرض يقدمه بنك واحد فيفضل البنك ان يقوم وحده‬
‫بمنح القروض‪ ،‬وذلك بهدف االستفادة الكاملة من الفوائد المتفق على سعرها وتقوم إدارة البنك ببذل‬
‫أقصى‪ I‬جهدها دائما للوصول‪ I‬إلى أعلى مستوى اإلقراض عنده اقل من الالزم البد أن يتكبد خسائر‪،‬‬
‫أما البنك الذي يرفع مستوى اإلقراض عنده إلى مستوى جيد فإنه إجماال يحقق أرباحا إال إذا كانت‬
‫مصاريفه أكثر من إيراداته‪.‬‬

‫‪ - 1‬رضا صاحب أبو أحمد‪ :‬إدارة المصارف‪ -‬مدخل تحليلي كمي معاصر‪ ،‬دار النشر‪ ،‬عمان األردن‪ ،2000 ،‬ص ‪.216‬‬
‫‪ - 2‬نفس المرجع ص ( ‪.) 216/217‬‬

‫‪11‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬القروض المجمعة‪ :‬تشير القروض المجمعة إلى اشتراك أكثر من بنك واحد بتقديم قرض معين‬
‫الذي غالبا ما يكون كبيرا نسبيا بحيث ال يستطيع بنك بمفرده تقديمه ‪ ،‬ويتم تأمين مثل هذا القرض‬
‫بالنيابة عن المقترضين وذلك عن طريق مجموعة من البنوك المقرضة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬القروض البنكية من حيث الضمان‪ :‬بعد الضمان الوسيلة التي تعطي للبنوك تأمينا ضد‬
‫مخاطر‪ I‬عدم السداد إذ أنه يساعد البنك على استالم حقوقه في القرض عندما يعجز الزبون عن‬
‫‪1‬‬
‫سداده و تقسم القروض في هذا المجال إلى قسمين رئيسيين هما ‪:‬‬

‫‪ -1‬القروض البنكية دون ضمانات‪ :‬قد يمنح البنك قرضا‪ I‬ألحد زبائنه الجدد دون أي نوع من‬
‫الضمانات وذلك اعتمادا على سمعته المالية وعلى قوة مركزه المالي وال ينبغي التوسع في منح‬
‫القروض دون ضمانات (على المكشوف) إذ أنه يمنح في ظروف خاصة كمحاولة لكسب زبون‬
‫جديد أو االحتفاظ بزبون جيد إال أنه في أي حالة من الحاالت ال يحبذ أن يكون القرض دون ضمان‬
‫بمبالغ كبيرة‪.‬‬

‫ومن المستحسن أن ال تقدم إدارة البنك الرشيدة على منح القروض على المكشوف‪ I‬في كل الظروف‬
‫لما يلحق بسالمة مثل هذه القروض من مخاطر مصرفية جسيمة‪.‬‬

‫‪ -2‬القروض البنكية بضمانات‪ :‬إن الغالبية العظمى من القروض تكون مصحوبة بضمانات ويطلق‪I‬‬
‫على هذه الضمانات اسم ضمانات تكميلية ألنها تطلب استكماال لعناصر‪ I‬الثقة الموجودة أصال وليس‬
‫بديال عنه‪ ،‬فبعد التأكد من سمعة الزبون المالية على أنها جيدة يطلب البنك من الزبون ضمانا تكميليا‬
‫استكماال لعناصر‪ I‬الثقة المتوفرة في األساس ‪.‬‬

‫إال أنه ال ينبغي بأي حال من األحوال أن تفكر اإلدارة بأنها من الممكن أن تطلب من الزبون ضمانا‬
‫معينا لسد ثغرة معينة بعد إجراء الدراسات الالزمة و االستفسارات المطلوبة عن الزبون وبعد‪I‬‬
‫الخروج بنتيجة سلبية عن وضع الزبون المالي‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬القروض البنكية من حيث األجل‪ :‬ويمكن تقسيمها إلى ‪:‬‬

‫‪ -1‬القروض االستثمارية‪ :‬وهي تلك القروض الموجهة لتمويل األصول الثابتة في المؤسسة‬
‫وتمويل‪ I‬استثماراتها‪ ، I‬الشيء الذي يتطلب تواجد هذه األموال لمدة قد تكون طويلة تحت تصرف‪I‬‬
‫المؤسسة لكي تنسجم مع طبيعة األصول الممولة‪ ،‬لذلك فالقروض المتوسطة أو الطويلة األجل هي‬
‫التي تتجاوب مع هذا النوع من التمويل‪ ،‬فالبنوك قد تصنع قروضا‪ I‬طويلة المدى تتراوح مدتها بين‬
‫‪ - 1‬خلة نوال و دخاخنة وفاء‪ :‬القروض البنكية و دورها في تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس‬
‫تخصص مالية‪ ،‬جامعة قالمة دفعة ‪ ، 2008‬ص ( ‪.) 59/60‬‬

‫‪12‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ 7‬و ‪ 20‬سنة ‪ ،‬أو بصفة عامة تمنحها مؤسسات‪ I‬مالية متخصصة لمدة تتجاوز ‪5‬سنوات لقاء‬
‫ضمانات تكافلية أو رهن عقاري رسمي ‪ ،‬كما يمكن أن تكون القروض لمدة متوسطة تتراوح بين ‪2‬‬
‫و‪ 7‬سنوات وهدفها تمويل االستثمارات‪I.‬‬

‫بالرغم من أن معظم الدول لديها مؤسسات مالية متخصصة في هذا المجال لتمويل االستثمارات‪،‬‬
‫علما بأن التمويل ال يتجاوز‪ %70 I‬من مبلغ المشروع ‪ ،‬ومدته ال يمكن أن تتجاوز‪ 20 I‬سنة‪ ،‬أما‬
‫الضمانات فهي رهن رسمي‪ I‬بالدرجة األولى ثم الكفاالت والرهن الحيازي‪ ، I‬أما عن معدل الفائدة‬
‫‪1‬‬
‫فتحدده السلطة النقدية غالبا‪.‬‬

‫‪ -2‬قروض االستغالل‪ :‬هي تلك القروض الموجهة لتمويل الجانب االستغاللي في المؤسسة عادة ما‬
‫تكون لمدة قصيرة ال تتجاوز سنتين أو باألحرى‪ I‬تتراوح بين الشهر والسنتين كحد أقصى‪ ،‬وعادة ما‬
‫‪2‬‬
‫يتم الوفاء به في نهاية العملية المستهدف تمويلها وهذا النوع من القروض له عدة صور أهمها ‪:‬‬

‫* خصم األوراق التجارية‪ :‬وهي تتمثل في تلك العملية التي يقوم بموجبها دفع مبلغ الورقة التجارية‬
‫لحاملها (من طرف‪ I‬البنك قبل حلول أجالها) بعد خصم (حسم) عمولة ‪ ،‬أو بمعنى آخر عملية خصم‬
‫جزء من قيمتها‪ ، I‬وبعد ذلك يقوم بتحصيل قيمتها من المدين في التاريخ المحدد‪ ،‬وهكذا يتضح لنا‬
‫بأن هذه العملية تتضمن في الوقت ذاته ائتمان وخصم‪ I،‬ائتمان باعتبارها تشمل تقديم مال على أساس‬
‫القرض وانتظار الوفاء به في الميعاد المحدد أصال في ورقة الدين‪ ،‬وهي خصم باعتبارها تحويل‬
‫قيمة آجلة وقيمة عاجلة (حالية) البد له من ثمن وهذا الثمن هو معدل خصم والذي يمثل مبلغ‬
‫المقتطع من قيمة الورقة التجارية المخصومة‪.‬‬

‫* اعتمادات الصندوق‪ :‬إن الهدف منها تزويد‪ I‬صندوق‪ I‬الزبون وتلبية احتياجاته اآلتية بالسيولة‪،‬‬
‫وهي تلك التي يقدم البنك بموجبها أو يتعهد بتقديم األموال لمتعامليه مقابل وعد بالوفاء‪ I‬في الموعد‬
‫المحدد مع دفع فائدة‪ ،‬ولهذا النوع من القروض عدة صور نذكر أهمها‪:‬‬

‫أ‪ -‬تسهيالت الصندوق‪ :‬وهي تلك التسهيالت المصرفية التي تمنحها البنوك لمتعامليها بغية إعطائهم‬
‫مرونة أكبر في نشاطهم‪ ،‬وكذا لسد الفراغ أو العجز المؤقت في المؤسسة وأهم هذه التسهيالت ‪:‬‬

‫التوطين‪ :‬أي توطين ورقة تجارية والتي تعني تحديد اسم البنك ورقم حساب يجري منه‬ ‫‪‬‬
‫وفيه تسديد قيمتها‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الحق أبو عتروس‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.43‬‬


‫‪ - 2‬نفس المرجع ص ( ‪.) 44/45‬‬

‫‪13‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫السحب على المكشوف‪ :‬والذي يعني المبلغ الذي يسمح البنك لعامليه بسحبه بما يزيد من‬ ‫‪‬‬
‫رصيد‪ I‬حساب الجاري ( الرصيد الدائن)‪ ،‬على أن يعرض البنك على هذا الزبون فائدة‬
‫تتناسب مع الفترة التي تم خاللها سحب مبالغ تفوق رصيد‪ I‬الدائن ‪ ،‬ويوقف البنك حساب‬
‫الفائدة بمجرد عودة الحساب إلى حالته الطبيعية ( من المدين إلى الدائن )‪.‬‬

‫ب‪ -‬اعتماد الموسم‪ :‬يمنح هذا القرض للمؤسسات‪ I‬المتخصصة في تخزين اإلنتاج الزراعي ونظرا‪I‬‬
‫لما تتطلبه هذه العملية من تكاليف نقل وتخزين‪ ،‬تلجأ المؤسسة لطلب قرض الذي يمكنها من تمويل‬
‫نشاطها‪ I‬إلى حين تحصيل مبالغ مبيعاتها‪I.‬‬

‫جـ‪ -‬بطاقة االئتمان‪ :‬هي بطاقات شخصية تصدرها‪ I‬بنوك أو منشآت التمويل الدولية وتمنحها‪I‬‬
‫ألشخاص لديهم حسابات جارية مصرفية ‪ ،‬هذه البطاقات تحمل اسم وعنوان صاحبها‪ I‬والذي‬
‫يستعملها‪ I‬في تسوية مدفوعاته بدال من النقود وذلك ضمن مبلغ معين‪ ،‬بحيث يبرز البطاقة للبائع‬
‫ويوقع‪ I‬على قوائم الشراء فقط بينما البائع يرسل نسخة من القائمة الموقعة إلى المصرف الذي أصدر‬
‫البطاقة ويستوفي‪ I‬قيمتها ‪ ،‬وفي نهاية كل شهر يقوم البنك بحساب مجموع القوائم الموقعة من قبل‬
‫زبونه واستنزال‪ I‬الرصيد من حسابه (أي حساب الزبون لدى البنك)‪.‬‬

‫د‪ -‬قروض بالتوقيع‪ :‬فيها يلتزم البنك بدفع مبلغ معين من النقود للجهة التي يتعامل معها الزبون بدال‬
‫من هذا األخير‪ ،‬حيث يتعهد البنك بضمان زبونه بتوقيعه على وثيقة معينة ‪ ،‬وبهذا يكون قد قدم‬
‫خدمة لزبونه بأن جمده تجميد جزء من أمواله كضمان ألعماله المقدمة للمتعاملين معه في حالة عدم‬
‫المطابقة للمواصفات أو التقصير‪ ،‬وفي حالة تحقق هذه األخيرة البنك يلتزم بتنفيذ تعهده الموقع عليه‬
‫بأن يدفع للجهة المعنية المبلغ المحدد والمتفق عليه لتمكينها من إتمام أعمالها بنفسها أو عن طريق‬
‫متعاملين آخرين‪ ،‬وهذا البنك يطلب من زبونه تجديد هذا المبلغ من الفائدة إن وجدت و التي عادة ما‬
‫يعبر عنها بعمولة حيث أنها عموما ال تتجاوز‪ %1 I‬للسنة على المبلغ المرهون ‪.‬‬

‫هـ‪ -‬االعتمادات المستندية‪ :‬وهي مرتبطة بعمليات التجارة الخارجية حيث تتوسط‪ I‬بنك أو أكثر من‬
‫أجل تسديد‪ I‬قيام السلع المستوردة وتسهيل‪ I‬قيم السلع المصدرة‪ ،‬أي تقوم بتسوية المعامالت المرتبطة‬
‫بعمليات التجارة الخارجية‪ ،‬فاالعتماد المستندي يتخذ شكل وثيقة مصرفية يرسلها البنك بناءا على‬
‫مطالب زبونه إلى بنك آخر في الخارج‪ ،‬وعادة ما يلي عقد البيع المبرم بين طرفي‪ I‬العملية التجارية‪،‬‬
‫المستورد من جهة والمصدر‪ I‬من جهة ثانية ‪ ،‬والهدف منه هو تسوية الثمن و إتمام الصفقة بناءا‬
‫على وثائق‪ I‬معينة ذات صلة بالسلع موضوع الصفقة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خامسا‪ :‬القروض البنكية من حيث القطاعات االقتصادية‪ :‬يمكن تقسيم القروض من حيث القطاعات‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادية المقترضة إلى عدة أنواع ‪:‬‬

‫‪ -1‬القروض التجارية‪ :‬مخصصة لتمويل وتسويق التجارة الداخلية والخارجية وهي تشمل مراحل‬
‫شراء البضاعة‪ ،‬تجارة الجملة‪ ،‬تجارة التجزئة‪ ،‬وتتميز بقصر مدتها حيث ال تتجاوز مدة سنة عادة‪.‬‬

‫‪ -2‬القروض العقارية‪ :‬تمنح القروض العقارية لألفراد‪ I‬والمشروعات لتمويل شراء أرض أو بناؤها‬
‫أو شراء مبنى وتكون مدة هذا النوع من القروض عادة لفترة طويلة قد تصل إلى أكثر من ‪ 15‬سنة‬
‫وغالبا ما تكون هذه القروض مضمونة بالعقار الذي تم شراؤه أو بناؤه وتقوم‪ I‬المصارف‬
‫المتخصصة البنك العقاري بتقديم هذا النوع من القروض‪.‬‬

‫‪ -3‬القروض الصناعية‪ :‬وهي القروض التي يطلبها الحرفيون والمصانع‪ I‬ويتم منحها آلجال‬
‫متوسطة أو طويلة وذلك رفقا للدورة الصناعية للجهة المقترضة وتقوم‪ I‬البنوك الصناعية بهذه‬
‫المهمة‪.‬‬

‫‪ -4‬القروض الزراعية‪ :‬تعد القروض الزراعية ذات أهمية كبيرة وخاصة في المجتمعات الزراعية‬
‫التي تعتمد على الزراعة كمورد أساسي لها والقروض الزراعية هي تلك التي تقدم للمزارعين‬
‫لشراء بذور وأسمدة أو الجرارات وتمنح القروض الزراعية آلجال قصيرة أي ألقل من سنة حسب‬
‫الموسم‪ I‬وال شك أن هناك مخاطر عالية لهذا النوع من القروض وذلك بسبب أثر العوامل الجوية في‬
‫المحصول‪ I‬باإلضافة إلى تأثير األمراض إذا لم يتم التحكم فيها والقضاء عليها‪ ،‬وقد تعطى هذه‬
‫القروض لعدة سنوات في حالة شراء آالت زراعية أو شراء ماشية أو في حالة إجراء تحسينات‬
‫جذرية وفي كثير من الدول توجد‪ I‬هناك بنوك متخصصة ‪ ،‬البنوك الزراعية تقوم بمنح هذه القروض‬
‫بشروط سهلة وبأسعار فائدة منخفضة وذلك مساهمة في التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬القروض البنكية من حيث الجهة الطالبة لها‪ :‬وتنقسم إلى ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -1‬قروض خاصة‪ :‬هي قروض موجهة لتمويل أصل معين وهناك ثالثة أنواع منها ‪:‬‬

‫أ‪ -‬تسبيقات على البضائع‪ :‬عبارة عن قرض يقدم الزبون مخزون وحصول على بضائع كضمان‬
‫للبنك‪.‬‬

‫‪ - 1‬مصطفى رشيد شيحة ‪ :‬النقود و المصارف و االئتمان‪ ،‬الدار الجامعية الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1999 ،‬ص ( ‪.) 115/116‬‬
‫‪ - 2‬طاهر لطرش‪ :‬تقنيات‪ I‬البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر‪ ،2001 ،‬ص ‪.66‬‬

‫‪15‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ب‪ -‬تسبيقات على صفقات عمومية‪ :‬قروض تمنحها البنوك للمقاولين ألجل إنشاء األشغال لفائدة‬
‫الدولة‪.‬‬

‫جـ‪ -‬الخصم التجاري‪ :I‬قيام البنك بشراء ورقة تجارية من حاملها قبل تاريخ استحقاقها‪ ، I‬ويحل محل‬
‫هذا الشخص في الدائنية إلى غاية هذا التاريخ‪.‬‬

‫‪ -2‬قروض عامة‪ :‬المبالغ المالية التي تحصل عليها الدولة من الغير مع التعهد بردها إليه مرة‬
‫‪1‬‬
‫أخرى عند حلول ميعاد استحقاقها ويدفع‪ I‬الفوائد في مدة القرض وفقا لشروط معينة‪.‬‬

‫ويمكن جمع أنواع القروض البنكية في الشكل التالي ‪:‬‬

‫أنواع القروض البنكية‬

‫قروض قصيرة األجل‬


‫من حيث األجل‬
‫قروض متوسطة األجل‬

‫قروض طويلة األجل‬

‫قروض استهالكية‬

‫قروض استثمارية‬ ‫من حيث الغرض‬

‫قروض إنتاجية‬

‫‪ - 1‬محمد عباس محرزي‪ :‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر الطبعة الثانية‪ ،2005 ،‬ص ‪.349‬‬

‫‪16‬‬
‫من حيث القطاعات‬
‫االقتصادية‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫قروض تجارية‬

‫قروض صناعية‬

‫قروض زراعية‬

‫قروض عقارية‬

‫قروض يقدمها بنك واحد‬ ‫من حيث عدد‬


‫قروض مجمعة‬ ‫المقرضين‬

‫قروض خاصة‬
‫من حيث الجهة‬
‫قروض عامة‬ ‫الطالبة‬

‫قروض بدون ضمانات‬


‫من حيث نوع‬
‫قروض بضمانات‬ ‫الضمان‬

‫الشكل ‪ : 01‬أنواع القروض البنكية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أدوات القروض البنكية‬

‫إن اقتصاد التبادل يقتضي سرعة في تداول الحقوق وتحقيق‪ I‬قدر كبير من الثقة في المعامالت التي‬
‫تكون غالبا متمثلة في عمليات االئتمان ‪ ،‬فأطراف‪ I‬هذه العملية يعملون على الدوام على استحداث‬
‫‪1‬‬
‫أدوات جديدة ومختلفة تحقيقا لهذا الهدف وتتمثل في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األوراق التجاريةـ‬

‫تعد األوراق التجارية من أدوات القرض البنكي (االئتمان) قصير األجل والتي هي أساسا مكونة من‬
‫الكمبيالة ‪ ،‬السند األذني‪ ،‬الشيك ‪ ،‬أذونات الخزينة‪.‬‬

‫‪ - 1‬خلة نوال و دخاخنة وفاء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.68‬‬

‫‪17‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فسرعة تداول هذه األوراق‪ I‬وعدم تقيدها بالقانون المدني أضفى عامل الثقة عليها ‪ ،‬فالسند األذني‬
‫والكمبيالة يتشابهان باعتبارهما وسيلة دفع تكون ألداء دين أجل كما أنهما قابالن للتظهير‪ ،‬وإن كل‬
‫الموقعين على هاتين الورقتين يعدون متضامنين في أداء القيمة ‪ ،‬و يكمن اإلختالف بينهما في عدم‬
‫اعتبار السند األذني ورقة تجارية طالما لم يكن مستخدما‪ I‬في عملية تجارية كما أن استعماله مقتصر‬
‫على العمليات الداخلية وال يمكن اعتماده في العمليات الخارجية وال يمكن أيضا خصمه لدى البنك‬
‫المركزي‪I.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األوراق المالية والنقود الورقية‬

‫تعتبر األوراق‪ I‬المالية والنقود الورقية من أدوات االئتمان عموما‪ ،‬حيث أن األوراق المالية ممثلة في‬
‫األسهم والسندات التي تعد من أدوات االئتمان طويل األجل باإلضافة إلى النقود الورقية التي تعتبر‬
‫أيضا من أدوات القرض البنكي وتسمى‪ I‬أحيانا بالنقود الورقية االئتمانية ألن إقبال األفراد عليها‬
‫وتداول‪ I‬هذه األوراق‪ I‬بينهم إنما يتوقف على درجة ثقتهم في الجهة المصدرة لها‪.‬‬

‫ومن هنا نستخلص حق اإلصدار لهذا النوع من القرض هو الدولة فقط ممثلة في أعلى سلطة نقدية‬
‫في البنك المركزي والذي يعد المشرف و المسؤول األول على عملية اإلصدار‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬دور و أهمية القروض البنكية‬

‫الفرع األول‪ :‬دور القروض البنكية‬

‫للقروض دور كبير في تحريك اقتصاديات البلدان كونه وسيلة مناسبة لتحويل رأس المال من‬
‫شخص آلخر وهو وساطة التبادل التجاري و أداة االستغالل لألموال في اإلنتاج والتوزيع‪ I‬ولتوضيح‬
‫‪1‬‬
‫دور القروض البنكية نتطرق‪ I‬إلى‪:‬‬

‫* تسهيل تراكم رؤوس‪ I‬األموال‪.‬‬

‫* القضاء على التضخم‪ I‬وذلك من خالل امتصاص الزيادة في القدرة الشرائية المخصصة‬
‫لالستهالك‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الحق أبو عتروس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪18‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫* تسهيل القروض البنكية عملية المد من االستثمار‪ I‬الخاص والعكس في حالة التوسع ‪.‬‬

‫* تزيد من الدخل القومي من خالل زيادة أرباح المنتجين وبالتالي إنشاء مصانع جديدة وزيادة حجم‬
‫اإلنتاج في الدولة أي زيادة الدخل القومي بشكل عام‪.‬‬

‫* القروض تسمح باستعمال أفضل لرؤوس‪ I‬األموال باإلضافة إلى ذلك فإن القروض البنكية تلعب‬
‫دورا هاما في تحقيق التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية القروض البنكية‬

‫تحتل القروض البنكية أهمية بالغة تبرز في كونها تمثل جانبا هاما من وظائف البنوك التجارية‪ ،‬بل‬
‫وتعد المحور‪ I‬األساسي لعملها‪ ،‬وتكاد‪ I‬تكون الحاجة إلى القروض البنكية كبيرة للغاية العظمى من‬
‫األفراد‪ I‬و أصحاب المشاريع وغيرها من القطاعات االقتصادية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫يمكن تلخيص أهمية القروض البنكية في النقاط التالية ‪:‬‬

‫* زيادة اإلنتاج‪ :‬تحتاج المشروعات الصناعية والزراعية الكبيرة الجديدة منها والقائمة إلى موارد‪I‬‬
‫مالية مستمرة ضخمة تفوق الموارد‪ I‬المالية للمشروعات لذلك تلجأ هذه األخيرة إلى االئتمان في‬
‫البنوك وإلى إصدار السندات وطرحها‪ I‬على الجمهور وتلعب البنوك المتخصصة دورا كبيرا في‬
‫توفير هذه الموارد المالية ويمكننا‪ I‬القول هنا أن البنوك تقوم بدور‪ I‬وسيط فيما بين المدخرين‬
‫والمستثمرين من أجل المساهمة في تمويل أو زيادة اإلنتاج واالستثمار في االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫* زيادة االستهالك‪ :‬يساهم االئتمان في حصول المستهلكين من أصحاب الدخول المتدنية على‬
‫بعض السلع االستهالكية المعمرة وغيرها من السلع مما يترتب عليهم التزامات دفع قيم االئتمان‬
‫عندما ترتفع دخولهم‪ I‬أو مدخراتهم‪ I‬المستقبلية ويساعد االئتمان االستهالكي‪ I‬في تنشيط جانب الطلب‬
‫على السلع والخدمات االستهالكية مما يؤدي إلى زيادة حصة السوق وزيادة حجم اإلنتاج ودعم‬
‫االقتصاد‪.‬‬

‫* توزيع الموارد المالية االقراضية على مختلف األنشطة االقتصادية‪ :‬يلعب القرض البنكي دورا‬
‫هاما في توزيع الموارد المالية المتاحة للجهاز البنكي بين مختلف القطاعات و األنشطة االقتصادية‬
‫بما يضمن االستخدام‪ I‬الكفء لهذه الموارد من خالل توزيعها‪ I‬على جميع المشاريع‪ I‬وفقا الحتياجاتها‬
‫بما يحقق نموا اقتصاديا متوازنا‪ I‬يخدم كل من المؤسسة االقراضية والسياسية االقتصادية‪.‬‬

‫‪ - 1‬زوايدية مريم و أخريات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪19‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫* تسوية المبادالت (أداة تبادل)‪ :‬يقصد بتسوية المبادالت أي تبادل بين طرفين‪ I‬وبما أن األوراق‪I‬‬
‫النقدية و الصكوكات تمثل دينا لحاملها بذمة الجهة المصدرة لها فإن الشيكات تمثل دينا لحاملها على‬
‫البنك المسحوبة عليها‪.‬‬

‫* تشغيل الموارد العاطلة‪ :‬يمكن االستفادة من األموال العاطلة عن طريق‪ I‬تشغيلها بصورة مؤقتة‬
‫من خالل التمويالت قصيرة األجل وبهذا‪ I‬فالمقترض ينتفع من استخدام‪ I‬هذه الموارد‪ I‬في نشاطات‬
‫مؤقتة تحقق لها دخال مربحا‪ I‬وبالمقابل فإن المقترض يحصل لقاء استعماله لتلك الموارد‪ I‬على دخل‬
‫مناسب‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية التمويل‬

‫ليقوم أي مشروع‪ I‬بالنسبة للقطاع العام أو الخاص البد له من موارد مالية تتكفل بتمويل مختلف‬
‫حاجياته ونميز في هذه الموارد بين موارد داخلية وهي التي يتضمنها القطاع لنفسه و أخرى‬
‫خارجية يحصل عليه من خالل لجوئه لمصادر‪ I‬ونجد أهم المصادر‪ I‬الخارجية للتمويل البنك بمختلف‬
‫آلياته‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التمويل‬


‫‪1‬‬
‫للتمويل تعاريف‪ I‬عديدة نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ - 1‬محمد عثمان إسماعيل حميد‪ :‬التمويل و اإلدارة المالية في منظمات‪ I‬األعمال‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1995 ،‬ص(‬
‫‪.)19/21‬‬

‫‪20‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫* هو كافة األعمال التنفيذية التي يترتب عليها الحصول على النقدية واستثمارها‪ I‬في عمليات مختلفة‬
‫تساعد على تعظيم القيمة النقدية المتوقع‪ I‬الحصول عليها مستقبال‪ ،‬في ضوء النقدية المتاحة خاليا‬
‫لالستثمار‪ ،‬و العائد المتوقع تحقيقه منه والمخاطر المحيطة به واتجاهات السوق‪ I‬المالي‪.‬‬

‫* هو عبارة عن مختلف األنشطة التي تتضمن مختلف األعمال التي يقوم بها األفراد أو الشركات‬
‫للحصول على النقدية الالزمة للوفاء بااللتزامات المستحقة للغير في مواعيد استحقاقها‪.‬‬

‫* التمويل هو تلك الوظيفة اإلدارية في أي شركة تختص بعمليات التخطيط‪ I‬لألموال والحصول‬
‫عليها من مصادر‪ I‬التمويل المناسب لتوفير‪ I‬االحتياطات الالزمة ألداء أنشطة الشركة المختلفة بها‬
‫يساعد على تحقيق أهدافها وتحقيق‪ I‬التوازن بين الرغبات المتعارضة للفئات المؤثرة في نجاح‬
‫واستمرار الشركة والتي تشمل المستثمرين والعمال والمديرين والمجتمع والمستهلكين‪.‬‬

‫‪ -‬وعليه مهما تعددت التعاريف وتنوعت مفاهيم وتعريفات التمويل فإن أي مفهوم شامل يجب أن‬
‫يتضمن العناصر التالية‪:‬‬

‫الحصول على النقدية و استثمارها‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫العائد المتوقع ومخاطر االستثمار‪I.‬‬ ‫‪‬‬
‫واجبات ومسؤولية المدير المالي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحقيق التكامل بين العمليات المالية و اإلدارية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحقيق التوازن بين أهداف المؤسسة و أهداف الفئات المؤثرة في نجاحها واستمرارها‪I.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مصادر التمويل والعوامل المؤثرة فيها‬

‫الفرع األول‪ :‬مصادر التمويل‬

‫تحتاج جميع الشركات االقتصادية وذلك للمحافظة على بقائها في مجال األعمال وضمان استقرار‬
‫عملياتها الجارية لإلنتاج والمبيعات وتغطية االحتياجات المالية للتمويل‪ ،‬التوسع االستثماري في‬
‫عناصر األصول المختلفة‪ ،‬لذلك يتم تدبر هذه االحتياجات المالية في مصادر‪ I‬التمويل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التمويل الذاتي‬

‫يعتبر التمويل الذاتي المصدر األساسي‪ I‬المكون لرأس المال داخل المؤسسة إذ أنه يلعب دورا أساسيا‬
‫وهاما على مستوى‪ I‬الحالة المالية للمؤسسة ‪ ،‬فهو يعمل على ضمان نموها من جهة وضمان لتسديد‪I‬‬

‫‪21‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫قروضها‪ I‬من جهة أخرى‪ ،‬كما أنه يعتبر من أهم المصادر‪ I‬التمويلية حيث يعبر عن مدى استقاللية‬
‫القرار داخل المؤسسة‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم التمويل الذاتي‪ :‬يعرف التمويل الذاتي على أنه الثروة التي بحوزة المؤسسة والتي تكون‬
‫مورد‪ I‬داخلي توجه لتغطية احتياجات تمويل الدورة‪ ،‬وأنه تحقيق االستثمارات لفضل الموارد‬
‫‪1‬‬
‫الداخلية للمؤسسة وعادة ما تكون األرباح المحققة‪.‬‬

‫‪ -2‬مصادر التمويل الذاتي‪ :‬وتنقسم إلى‪:‬‬

‫مصادر‪ I‬تمويل ذاتية طويلة األجل‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫مصادر‪ I‬تمويل ذاتية قصيرة األجل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪ -‬مصادر تمويل ذاتية طويلة األجل‪ :‬وتتمثل األسهم العادية و األسهم الممتازة و األرباح‬
‫المخصصة طويلة األجل‪.‬‬

‫أ‪ -1-‬األسهم العادية‪:‬‬

‫أ‪ -1-1-‬تعريفها‪ :‬يمثل السهم العادي ‪commontack‬سند ملكية له قيمة إسمية و قيمة دفترية وقيمة‬
‫سوقية وتتمثل القيمة الرسمية في القيمة المدونة على قيمة السهم‪ ،‬وعادة ما تكون منصوص عليها‬
‫في عقد التأسيس أما القيمة الدفترية فتتمثل‪ I‬في القيمة الرسمية المضاف إليها االحتياطات‪ I‬و األرباح‬
‫المحتجزة مقسومة على عدد األسهم العادية المصدرة وتتمثل في القيمة السوقية التي يباع بها السهم‬
‫‪2‬‬
‫وقد‪ I‬تكون أكثر أو أقل في القيمة الدفترية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أ‪ -2-1-‬مزايا وعيوب استخدامها‪ :‬ويمكن توضيحها فيما يلي ‪:‬‬

‫* مزايا استخدامها‪:‬‬

‫ال تتضمن األسهم نفقات ألن إدارة الشركة تعتبر ملزمة قانونيا بتوزيع‪ I‬األرباح على حاملي األسهم‬
‫العادية بدون قرار من مجلس إدارة الشركة ‪ ،‬بما أن األسهم العادية تزيد من القدرة االئتمانية‬

‫‪ - 1‬كيموقات‪ I‬نورة‪ :‬التمويل البنكي لالستثمارات‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس‪ ،‬تخصص مالية‪ ،‬جامعة قالمة‪ ،‬دفعة ‪، 2006/2007‬‬
‫ص ‪.24‬‬
‫‪ - 2‬منير إبراهيم هندي‪ :‬إدارة البنوك التجارية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ - 3‬منير إبراهيم هندي‪ :‬الفكر الحديث في مجال مصادر التمويل‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1998 ،‬ص ( ‪.) 85/86‬‬

‫‪22‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫للشركة أي زيادة حجم الطاقة اإلقتراضية المستقبلية قدرة المنشأ على الحصول على األموال‬
‫المقترضة عندما تقتضي الحاجة أن المنشاة غير ملزمة قانونيا بتوزيع‪ I‬األرباح حاملي األسهم‬
‫العادية حتى في السنوات التي تتحقق فيها أرباح ‪ ،‬وهذا ألن األسهم العادية ليس لها تاريخ استحقاق‬
‫محدد‪.‬‬

‫* عيوب استخدامها‪:‬‬

‫‪ -‬يؤدي إصدار وبيع األسهم العادية إلى قسمين جدد إلى زيادة عدد من لهم حق الرقابة على‬
‫الشركة‪ ،‬ولهذا السبب غالبا ما نجد أن إدارة المنشأ الصغيرة والجديدة تتجنب استخدام‪ I‬األسهم العادية‬
‫للحصول على تمويل إضافي‪ I‬ألنها ال تؤيد أن يشاركها‪ I‬أطراف خارجية في الرقابة على المؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬يؤدي بيع أسهم عادية جديدة إلى إعطاء عدد أكبر من المستثمرين الحق في المشاركة في أرباح‬
‫الشركة‪ ،‬وعلى هذا فإن االعتماد على القروض قد يمكن المؤسسة من الحصول على التمويل الالزم‬
‫بأقل تكلفة من تكلفة األسهم الممتازة‪.‬‬

‫‪ -‬يؤدي إصدار المزيد من األسهم العادية إلى ارتفاع تكلفة األموال وذلك لسببين‪ :‬أولهم مخاطر‬
‫االستثمار‪ I‬في األسهم العادية أعلى في مخاطر االستثمار‪ I‬في غيرها من األوراق المالية وبالتالي‪ I‬فإن‬
‫العائد الذي يطلبه المستثمر عادة ما يكون مرتفعا‪ ،‬أما السبب الثاني فهو أن أرباح األسهم على‬
‫عكس فوائد السندات ال تعتبر من بين التكاليف التي تخصم قبل حساب الضريبة ‪ ،‬ومن ثم ال يتولد‬
‫عنها وقارات‪ I‬ضريبية‪.‬‬

‫أ‪ -2-‬األسهم الممتازة‪:‬‬

‫تمثل األسهم الممتازة مستند ملكية له قيمة اسمية وقيمة دفترية وقيمة سوقية شأنه في ذلك شأن‬
‫السهم العادي غير أن القيمة الدفترية تتمثل في قيمة األسهم الممتازة كما تظهر في دفاتر‪ I‬المؤسسة‬
‫مقسومة على عدد األسهم المصدرة و األسهم الممتازة تشبه األسهم العادية من حيث أن كل واحد‬
‫منها يمثل أموال الملكية في المؤسسة ملزمة بدفع عائد ثابت على هذين النوعين في األوراق‪I‬‬
‫المالية‪ ،‬فالعائد في الحالتين يتوقف على تحقيق المؤسسة لألرباح وعلى رغبتها في التوزيع ‪ ،‬إضافة‬
‫إلى ذلك فكلى النوعين يستحقان العائد فقط ‪ ،‬بعد دفع أو األخذ في الحساب جميع التكاليف والنفقات‬
‫الالزمة لقيام المؤسسة بأعمالها ‪ ،‬ولكن هناك ثالث اختالفات بين األسهم العادية و األسهم الممتازة‪.‬‬

‫يتمتع حملة األسهم الممتازة بحق األولوية على حملة األسهم العادية فيما يتعلق بالحصول‬ ‫‪‬‬
‫على األرباح الموزعة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عادة نجد بأن هناك حد أقصى‪ I‬لمقدار العائد الذي يمكنه الحصول عليه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫غالبا يكون لحملة األسهم الممتازة الحق الدائم في التصويت‪ I‬والسبب الرئيسي‪ I‬الذي يدفع‬ ‫‪‬‬
‫إدارة الشركة إلى إصدار األسهم الممتازة هو زيادة موارد األموال المتاحة لها من أجل‬
‫تغطية احتياجاتها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أ‪ -1-2-‬مزايا وعيوب استخدام األسهم الممتازة في عملية تمويل المؤسسة‪ :‬نوجزها‪ I‬فيما يلي ‪:‬‬

‫* مزايا استخدامـ األسهم الممتازة‪:‬‬

‫تتمتع المؤسسات التي تعتمد على األسهم الممتازة في التمويل لبعض المزايا أهمها‪:‬‬

‫ال تلتزم‪ I‬المؤسسة قانونيا بإجراء توزيعات في كل سنة تتحقق فيها أرباح أي أن التوزيعات‪I‬‬ ‫‪‬‬
‫محدودة بمقدار يتمثل في نسبة معينة في القيمة االسمية بصورة أخرى فالمؤسسة ال تلتزم‬
‫بدفع فوائد‪ I‬ثابتة‪.‬‬
‫إن إصدار المزيد من األسهم الممتازة يساهم في تخفيض نسبة األموال المقترضة وما‬ ‫‪‬‬
‫يترتب على زيادة الطاقة اإلقتراضية المستقبلية للمؤسسة‪.‬‬
‫إن قرار إصدار األسهم الممتازة قد يتضمن إعطاء المؤسسة الحق في استدعائها إلى إعادة‬ ‫‪‬‬
‫شرائها‪ I‬وذلك مقابل أن يحصل حامل السهم على مبلغ يفوق قيمة االسمية‪.‬‬

‫* عيوب استخدامـ األسهم الممتازة‪ :‬نذكر منها‪:‬‬

‫ارتفاع تكلفتها نسبيا‪ ،‬فتكلفة التمويل باألسهم‪ I‬الممتازة تفوق تكلفة االقتراض ويرجع هذا إلى‬ ‫‪‬‬
‫توزيعات‪ I‬األسهم الممتازة ال تضخم‪ I‬في اإليرادات قبل حساب الضريبة ومن ثم ال تحقق‬
‫المؤسسة من ورائها وفرات‪ I‬ضريبية بمعنى آخر فالعوائد‪ I‬على األسهم العادية ال تخصم‬
‫كمصروف ضريبي وهذه الخاصية تجعل تكلفتها مرتفعة عند مقارنتها بتكلفة االقتراض‪.‬‬
‫ويجب أن تباع األسهم الممتازة على أساس عائد السندات نظرا الرتفاع تكلفتها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كذلك يعاب األسهم الممتازة (على أساس عائد) إلتزامية التوزيعات حقا وليس لحملة األسهم‬ ‫‪‬‬
‫المطالب بنصيبهم‪ I‬في األرباح إال إذا قررت اإلدارة توزيعها‪ ، I‬إال أنه قد يشار إلى حقهم في‬
‫الحصول على مستحقاتهم‪ I‬في أرباح السنوات التي لم يجري فيها توزيع وذلك في أرباح‬
‫سنة الحقة‪.‬‬

‫أ‪ -3-‬األرباح المحتجزة‪:‬‬

‫‪ - 1‬كيموقات‪ I‬نورة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ( ‪.) 26/27‬‬

‫‪24‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أ‪ -1-3-‬تعريف‪ I‬األرباح المحتجزة‪:‬‬

‫هي عبارة عن ذلك الفائض القابل للتوزيع الذي حققته المؤسسة نشاطها في السنة الجارية أو‬
‫السنوات السابقة ولم يدفع في شكل توزيعات والذي‪ I‬يظهر ضعف عناصر الخصوم (أصول‬
‫خاصة)‪.‬‬

‫وتعتبر‪ I‬األرباح المحتجزة من أهم مصادر‪ I‬التمويل الذاتي للمؤسسة حيث أنها عادة ما تمول جزء ال‬
‫يستهان به في احتياجاتها‪ I‬المالية بها‪.‬‬

‫فالمؤسسة عندما يتوفر‪ I‬لديها فائض تقوم بتوزيع جزء منها على المساهمين كما تحتفظ بجزء آخر‬
‫في عدة حسابات مثقلة يطلق عليها اسم احتياطي يفرض تحقيق معين‪ ،‬فمثال قد تحتفظ بهذه األموال‬
‫ألجل تسديد القروض أو تجديد االستثمارات‪ ...‬وعندها نمط سياسة توزيع األرباح يجب على‬
‫اإلدارة أن ترسم سياسة تهدف إلى صالح المؤسسة‪ ،‬أي أن المؤسسة عندما تقوم بتوزيع الفائض‬
‫الذي تحصلت عليه هي بالدرجة األولى تأخذ بالحسبان تحقيق الربح فهي تضر بالمؤسسة وتستغني‬
‫عنها وتستبدلها بأخرى‪ I‬تعود على المؤسسة‪ ،‬إضافة إلى ذلك على المؤسسة أن تتأكد في أن السياسة‬
‫‪1‬‬
‫التي تتبعها في توزيع األرباح ال تخلق القوانين الخاصة بالمؤسسات‪ I‬والتي تسير وفقها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أ‪ -2-3-‬عناصر األرباح المحتجزة‪ :‬وتشمل ما يلي ‪:‬‬

‫* االحتياطي‪ I‬القانوني ‪:‬‬

‫وهو الحد األدنى في االحتياطي الذي البد من تكوينه ويجوز للمؤسسة التوقف‪ I‬عن التجنيب أو‬
‫وضع أموال في هذا الحساب أي الحساب االحتياطي‪ I‬القانوني ‪ ،‬تجنبها المخاطر المتخوفة منها متى‬
‫بلغ رصيد‪ I‬ذلك االحتياطي‪ I‬نصف رأس المال المدفوع و إذا قل عن ذلك فيجب أن تبدأ المؤسسة‬
‫بعملية االحتياط‪ I‬بهذه األموال من جديد وتستخدم ذلك االحتياطي في تغطية خسائر‪ I‬المؤسسة وزيادة‬
‫رأس المال‪.‬‬

‫* إجمالي األرباح ‪:‬‬

‫بما أن األرباح المحتجزة هي األرباح التي تحققها الشركة و ال توزعها على المساهمين فإنه البد و‬
‫أن يكون هناك هدف لذلك إما استثمارها‪ I‬في أعمال جديدة أو لتسديد ديون مستحقة أو لتوزيعها على‬
‫المستثمرين في مرحلة الحقة ‪ ،‬وبعد قيام الشركة باحتساب صافي‪ I‬األرباح و توزيع جزء منه على‬

‫‪ - 1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.27‬‬


‫‪ - 2‬سمير محمد عبد العزيز‪ :‬التمويل و إصالح خلل الهياكل المالية‪ ،‬مكتبة الشعاع اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1997 ،‬ص ‪.56‬‬

‫‪25‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المساهمين وفقا لعدد األسهم التي يمتلكونها‪ I‬يبقى جزء تحتفظ به الشركات في حسابها‪ I‬و تقوم بعد‬
‫ذلك بإضافته إلى األرباح المحتجزة من السنوات الماضية لينتج بعد ذلك " إجمالي األموال‬
‫المحتجزة "‪.‬‬

‫و في أكثر األحيان تقوم الشركات باستثمار األرباح المحتجزة في مشاريع جديدة أي أنها لن تكون‬
‫مضطرة إلى اللجوء لتمويل خارجي مكلف و ال يتم إدراج هذه األرباح المحتجزة في القوائم المالية‬
‫للشركات ضمن الئحة األصول‪ I‬و تكون بذلك ضمن التدفقات النقدية‪ .‬و ال تكون األرباح المحتجزة‬
‫نقدية بالضرورة‪.‬‬

‫* طريقة القسط الثابت ‪:‬‬

‫وهي الطريقة األكثر شيوعا واستخداما‪ I‬وتقوم على أساس التوزيع‪ I‬المتساوي خالل العمر اإلنتاجي‬
‫لالستثمار‪I.‬‬

‫* طريقة القسط المتزايد ‪:‬‬

‫كل عناصر األصول الثابتة التي تفقد بالصورة العادية يخصص لها جزء من األموال لتغطية‬
‫االنخفاض ويسمى‪ I‬بمخصص اإلهتالك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ب‪ -‬مصادر التمويل الذاتية قصيرة األجل‪ :‬نوجزها‪ I‬فيما يلي ‪:‬‬

‫ب‪ -1-‬المخصصات قصيرة األجل‪:‬‬

‫وهي عبارة عن تلك المخصصات‪ I‬التي يتم تكوينها وفق‪ I‬قواعد محاسبية محددة مثل‪ :‬مخصص‬
‫الديون المشكوك فيها وما شابه ذلك من مخصصات‪ I‬أخرى‪ ،‬وعادة يتم تكوين هذه المخصصات‪I‬‬
‫مقابل النقص المحتمل في عناصر األصول المتداولة أو القابلة التزامات محتملة أو مؤكدة قيمتها‬
‫غير محددة‪.‬‬

‫وهذه المخصصات عبارة عن مصروف‪ I‬مالي يحمل على حساب األرباح والخسائر‪ I‬وتستقطع من‬
‫إيرادات المبيعات قبل الوصول‪ I‬إلى صافي الربح‪.‬‬

‫ب‪ -2-‬التمويل عن طريق الحسابات‪:‬‬

‫‪ - 1‬محمد عثمان إسماعيل حميد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪26‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تعتبر الحسابات المتراكمة عن مبالغ أو الدفعات المدفوعة حقها من العمالء في مقابل الحصول على‬
‫سلعة ما في المستقبل بجانب ذلك تمثل األجور‪ I‬المستحقة التي تقوم المؤسسة بتأجيل دفعها‪ I‬لعدد من‬
‫الشهور‪ I‬من أهم مصادر التمويل الذاتي قصير‪ I‬األجل‪ ،‬التي ال تحمل المؤسسة أي تكلفة‪.‬‬

‫جـ ‪ -‬أنواع التمويل الذاتي قصيرة المدى‪ :‬يمكن القول بأن هناك نوعان من التمويل الذاتي‬
‫‪1‬‬
‫والمتمثالن أساس في ‪:‬‬

‫جـ ‪ -1-‬تمويل خاص بالمحافظة على مستوى النشاط‪:‬‬

‫ونقصد به مجموع األعمال المتحصل عليها من جراء نشاطات المؤسسة (مصادر ذاتية) أو‬
‫المواجهة أساسا إلى تغطية االنخفاضات الحاصلة على عناصر‪ I‬اإلنتاج داخل المؤسسة مثل‬
‫اإلهتالكات المتخصصة لتغطية النقص الحاصل في عناصر اإلنتاج (آالت) لذلك أطلق على هذا‬
‫النوع بأنه خاص بالمحافظة على مستوى‪ I‬النشاط‪.‬‬

‫جـ ‪ -2-‬تمويل خاص بعمليات التوسع‪:‬‬

‫في بعض األحيان نجد أن هناك مجموعة من المؤسسات تمتاز بكون تمويلها الذاتي يفوق النقص‬
‫الحاصل في عناصر أصولها ففي مثل هذه الحالة تتوجه المؤسسة إلى استخدام ذلك الفائض في‬
‫شراء استثمارات جديدة في حاجة إليها وتقوم بزيادة مخزونها وبعض الحاالت تضيف‪ I‬الفائض إلى‬
‫رأس مالها بإضافة قرض جديد لها ‪ ،‬وهذا من خالل سبق هذا النوع ( التمويل الخاص بعمليات‬
‫التوسع )‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫د‪ -‬مزايا وعيوب التمويل الذاتي قصيرة األجل‪ :‬ونوضحها كاآلتي ‪:‬‬

‫* مزايا التمويل الذاتي قصيرة األجل‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬

‫اعتماد المؤسسة على عنصر التمويل الذاتي تجنبها االستدانة الخارجية وبالتالي تتحقق‬ ‫‪‬‬
‫استغالالتها‪ I‬المالية‪.‬‬
‫التمويل الذاتي يساعد بشكل كبير على التخفيف من أعباء الديون الخارجية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التمويل الذاتي قصير‪ I‬األجل تستخدمه المؤسسة في السوق باعتبارها حرة التصرف وغير‬ ‫‪‬‬
‫مقيدة بديون‪.‬‬

‫‪ - 1‬منير إبراهيم هندي‪ :‬الفكر الحديث في مجال مصادر التمويل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ - 2‬بعطوش‪ I‬أمنة و أخريات‪ :‬التمويل البنكي لالستثمارات‪ I،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس تخصص مالية و بنو‪ ،‬جامعة قالمة‪ ،‬دفعة‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.19‬‬

‫‪27‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫* عيوب التمويل الذاتي قصير األجل‪:‬‬

‫إن اعتماد المؤسسة على التمويل الذاتي وحده في تلبية حاجياتها يحد من نشاطها أي أنها تتمتع‬
‫بقرض أكبر لتوسيع نشاطها‪ I‬نظرا لعدم كفاية أموالها وبالتالي‪ I‬تضيع فرصة استثمارية كان بإمكانها‪I‬‬
‫القيام بها‪.‬‬

‫إن انخفاض حجم األرباح الموزعة أو االمتناع عن توزيعها‪ I‬يؤدي إلى انخفاض الطلب على أسهم‬
‫هذه المؤسسة تدفعها لزيادة أسعارها وبالتالي‪ I‬التقليل من قدرتها‪ I‬التنافسية بالنسبة ألسعارها‪ I‬مع‬
‫المؤسسة األخرى لها مما يجعلها تفقد جزء كبير من زبائنها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التمويل الخارجي‬

‫نظرا لمتطلبات المؤسسة وتعدد رغباتها المتمثلة في زيادة فروع جديدة أو توسيع نطاق نجدها تلجأ‬
‫إلى ما يسمى بالتمويل الخارجي لتحقيق أغراضها ألن اعتمادها على مصادرها‪ I‬الذاتية يجعلها تجمد‬
‫هذه الرغبات ألنه مهما كانت قيمة هذه المصادر‪ I‬فهي ال تستطيع تحقيق ما يحمل رغباتها‪ ،‬لهذا نجد‬
‫المؤسسة تعتمد على التمويل الخارجي لتحقيق االستمرار في مجال أعمالها ومن هذا يجب علينا أن‬
‫نركز ما هي هذه المصادر وسبب الحاجة إليها و أنواعها‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف التمويل الخارجي‪:‬‬

‫هو عبارة عن قيم نقدية مملوكة لدائني المؤسسة وتصبح التزامات واجبة السداد للدائنين في الوقت‬
‫وبالشكل‪ I‬المتفق عليها لسدادها في العقد المبرم بينهم مع دفع تكلفة األصول على هذه األموال لهم في‬
‫صورة فوائد‪ I‬محددة بنسب في قيمة المبلغ المقترض و إن السبب الرئيسي الحاجة إلى مصادر‪I‬‬
‫التمويل الخارجي يتمثل في رغبة المؤسسة في تطوير‪ I‬نشاطها عن طريق‪ I‬القيام بعمليات التوسيع‬
‫‪1‬‬
‫وتجديد‪ I‬استثماراتها‪ I‬من أجل إثبات وجودها في السوق‪ I‬وتحقيق الربح‪.‬‬

‫‪ -2‬مصادر التمويل الخارجي‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬

‫مصادر‪ I‬تمويل خارجية طويلة األجل‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫مصادر‪ I‬تمويل خارجية قصيرة األجل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 1‬منير إبراهيم هندي‪ :‬الفكر الحديث في مجال مصادر التمويل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.70‬‬

‫‪28‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أ‪ -‬مصادر التمويل الخارجي طويل األجل ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫أ‪ -1-‬القروض طويلة األجل‪ :‬ونتطرق‪ I‬إليها من خالل ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -1-1-‬تعريف القروض طويلة األجل‪:‬‬

‫وهي المعبر بقروض االستثمار وهي عادة توجه إلى تمويل المشاريع الجديدة أو تمويل التجهيزات‬
‫أو تجديدها‪.‬‬

‫فالقروض الطويلة األجل عبارة عن اتفاق تعاقدي بين المؤسسة والبنك بحيث تتقدم الشركة بتقديم‬
‫ملف قرض البنك على جميع المعلومات الالزمة والتي على أساسها يقوم البنك بمنح القرض أو عدم‬
‫منحه‪.‬‬

‫أ‪ -2-1-‬خصائص هذه القروض‪:‬‬

‫االستحقاق خالل مدة زمنية أقلها ‪ 02‬سنة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫الحاجة إلى ضمان القرض أي أن البنك يمنح هذه القروض بشرط أن يكون لديه ضمان‬ ‫‪‬‬
‫التسديد من قبل المؤسسة المقترضة‪.‬‬
‫دفع تعويض مالي أو عيني في حالة العجز عن السداد طبقا وفق‪ I‬ما تم اإلتفاق عليه في العقد‬ ‫‪‬‬
‫فمثال لو أن المؤسسة لم تسدد ما عليها للبنك في مدة االستحقاق فانه يتوجب عليها دفع‬
‫تعويض مالي عن التأخير إضافة إلى المبلغ المستحق‪( I‬قيمة القرض‪+‬الفائدة) في تاريخ‬
‫يحدده البنك إذا لم يتوفر لها المال في المدة التي أمهلها لها البنك للتسديد فهي مجبرة على‬
‫دفع تعويض عيني (آالت ‪ ،‬أراضي) وكل هذا طبعا وفقا لما اتفق عليه الطرفان في العقد‬
‫المبرم بينهما‪.‬‬
‫قبل منح القروض يقوم البنك بفحص دقيق‪ I‬للمركز المالي للمؤسسة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪ -3-1-‬مزايا وعيوب التمويل عن طريق‪ I‬القروض الطويلة األجل‪:‬‬

‫* مزايا التمويل عن طريق القروض الطويلة األجل‪:‬‬

‫يتوفر مصادر‪ I‬التمويل المباشر‪ I‬طويل األجل يمكن للمؤسسات االستغناء عن القروض‬ ‫‪‬‬
‫القصيرة األجل‪ ،‬وبالتالي التخفيض من مخاطر احتمال عدم تجديد هذه القروض من قبل‬
‫المقترضين‪.‬‬

‫‪ - 1‬شمعون شمعون‪ :‬بورصة الجزائر‪ ،‬دار هومة للطباعة‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪29‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تستغرق‪ I‬عملية القروض الطويلة األجل وقتا أقصر بكثير من الوقت الذي تتطلبه إجراءات‬ ‫‪‬‬
‫عملية إصدار األسهم العادية والممتازة‪.‬‬
‫بما أن المؤسسة تحصل على القرض مباشرة من مقرض واحد ‪ ،‬وليس من الجمهور‪ I‬العام‬ ‫‪‬‬
‫فيكون من السهل أن تتفاوض على إدخال تعديالت على نصوص إتفاقية القرض عن‬
‫الحاجة‪.‬‬

‫* العيوب المترتبة عن استخدامـ القروض الطويلة األجل‪:‬‬

‫يمكن أن يكون معدل الفائدة على القرض طويل األجل أعلى من معدل الفائدة على القرض‬ ‫‪‬‬
‫قصير‪ I‬األجل ألن المقترض يوظف‪ I‬أمواله لفترة أطول‪ ،‬وبالتالي‪ I‬يتعذر عليه مواجهة وتقييم‬
‫الوضع المالي للمؤسسة المقترضة بشكل دوري‪.‬‬
‫بما أن القروض طويلة األجل يتم سدادها عن طريق‪ I‬أقساط متساوية طوال العمر المحدد‬ ‫‪‬‬
‫لها‪ ،‬فإن المؤسسة تعاني من مشكلة نقص النقدية بشكل مستمر‪ ،‬وفي‪ I‬هذه الحالة يكون‬
‫إصدار أسهم عادية و أسهم ممتازة بدون تاريخ استحقاق أفضل من هذه القروض‪.‬‬
‫قد يعطي اإلقتراض الحق للمقترض في فرض قيود‪ I‬خطر للحصول على قروض جديدة‬ ‫‪‬‬
‫واتفاق بيع وشراء أصول ثابتة‪.‬‬

‫أ‪ -2-‬السندات‪:‬‬

‫أ‪ -1-2-‬السند‪ :‬هو صك تصدره المؤسسة وهو يمثل اتفاق تعهدي مكتوب ومختوم‪ I‬بختم المؤسسة‬
‫التي أنشأته (المقترض) والمستثمر (المقرض) وبمقتضى هذا االتفاق يقرض الطرف‪ I‬الثاني مبلغا‬
‫للطرف‪ I‬األول الذي يقصد بدوره أصل المبلغ (القرض وفوائده) متفق عليها في تواريخ محددة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وبوجه عام يمكننا تقسيم السندات إلى نوعين‪:‬‬

‫* سندات مضمونة ‪ :‬وهي السندات التي تكون مضمونة بأصل معين بحيث تقوم المؤسسة بتقديم‬
‫أصل من أصولها‪ I‬للمقترض ضمانا لتسديد دينها تجاهه‪.‬‬

‫‪ - 1‬منير إبراهيم هندي‪ :‬الفكر الحديث في مجال مصادر التمويل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ( ‪.) 560/561‬‬

‫‪30‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫* سندات غير مضمونة‪ :‬هذا صاحب الدين يقدمه للمؤسسة دون أن يحصل منها على أي ضمان‬
‫للتسديد‪ ،‬ال تعتبر السندات غير المضمونة بالضرورة أضعف من السندات المضمونة ‪ ،‬ألن العبرة‬
‫ليست بالضمان بل بقوة الشركة ومقدرتها على تحقيق اإليرادات السنوية وسداد‪ I‬كل جزء من‬
‫سنداتها‪ I‬المصدرة وذلك قبل حلول ميعاد االستحقاق‪I.‬‬

‫‪ -‬إن السندات بوصفها قروض طويلة األجل لها أجل معين محدد ويتعين على المؤسسة‪ ،‬ويحدث في‬
‫الكثير من الحاالت أن تقوم المؤسسة بسداد كل أو جزء من سنداتها المصدرة وذلك قبل حلول ميعاد‬
‫االستحقاق المحدد‪ ،‬وينبغي عند دراسة مثل هذا النوع من السداد التمييز بين طريقتين رئيسيتين من‬
‫طرف‪ I‬السداد وهما ‪:‬‬

‫السداد حسب اختيار المؤسسة‪ :‬أي أن المؤسسة تقوم بتسديد‪ I‬قيمة السندات قبل ميعاد‬ ‫‪‬‬
‫استحقاقها‪ I‬وهذا لتوفرها على السيولة الالزمة لذلك‪.‬‬
‫السداد اإلجباري‪ :‬أي أن المؤسسة تكون مجبرة على تسديد قيمة السندات في تاريخ‬ ‫‪‬‬
‫استحقاقها‪. I‬‬

‫‪1‬‬
‫أ‪ -2-2-‬مزايا وعيوب السندات كمصدر‪ I‬للتمويل طويلة األجل‪ :‬ونوضحها كاآلتي ‪:‬‬

‫* مزايا استخدامـ السندات كمصدر للتمويل طويل األجل‪:‬‬

‫إذا ما تم اإلقراض عن طريق‪ I‬السندات فإنه يمكن للمؤسسة أن تشترط‪ I‬حق االستدعاء ( أي‬ ‫‪‬‬
‫أنها تطلب سنداتها وتسديد القيمة المقترضة وهو شرط يحقق كما قدر‪ I‬المرونة )‪.‬‬
‫تعتبر تكلفة إصدار السندات منخفضة بالمقارنة مع تكاليف إصدار األسهم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال يشارك‪ I‬حملة السندات مالكي شركة الرقابة عند استخدام القروض في تمويل المؤسسة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إن تكلفة السند محددة من قبل المؤسسة فالمقترضين ال يشاركون المؤسسة األرباح المالية‬ ‫‪‬‬
‫التي قد تحققها‪.‬‬

‫* عيوب استخدامـ السندات كمصدر للتمويل‪:‬‬

‫إن تكلفة السندات ثابتة‪ ،‬فإذا تذبذبت مكاسب المؤسسة فقد تصبح غير قادرة على دفع هذه‬ ‫‪‬‬
‫التكلفة (الفوائد)‪.‬‬
‫إن السندات عادة ما يكون فيها تاريخ استحقاقي‪ I‬محدد وإن المدير المالي للمؤسسة يجب‬ ‫‪‬‬
‫عليه تكوين احتياطي‪ I‬لتسديدها في ميعاد استحقاقها‪.‬‬

‫‪ - 1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.562‬‬

‫‪31‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫هناك حد أقصى‪ I‬في المؤسسة للتمويل باستخدام‪ I‬المصادر التمويلية طويلة األجل ويجب أن‬ ‫‪‬‬
‫يراعي في هذا الحد المعايير‪ I‬العامة المقبولة للسياسة التي توضح أن نسبة هذه المصادر لن‬
‫تزيد عن حد معين فإذا ازدادت عن هذا الحد فإن تكلفتها تزداد بسرعة وتزداد‪ I‬معها‬
‫المخاطر‪ ( I‬مخاطر‪ I‬عدم التسديد ) وبالتالي‪ I‬وقوع‪ I‬المؤسسة فيما يسمى بالعسر‪ I‬المالي‪.‬‬

‫أ‪ -3-‬االستئجار‪:‬‬

‫تترتب على عبء ارتفاع تكلفة االقتراض خاصة من االقتراض الطويلة األجل خلق عدة مشاكل‬
‫مالية في المؤسسات المتعثرة ماليا‪ ،‬والتي تؤثر‪ I‬في السيولة والربحية في هذه المؤسسات‪ I‬وعلى مدى‬
‫قدرتها‪ I‬بالقيام بمشاريع التوسع والتجديد‪ I‬لألصول الثابتة ولمواجهة مثل هذه المشاكل ليس من حل‬
‫أمام المؤسسة إال تأخير األصول‪.‬‬

‫أ‪ -1-3-‬ماهية التأجير‪:‬‬

‫التأجير هو اتفاق بين المؤجر‪ I‬والمستأجر والذي‪ I‬يخص األصول الرأسمالية بمقتضاه يقوم مستخدم‬
‫األصل أي مشاجرة بدفع القيمة اإليجارية المتفق عليها لمالك ذلك األصل أي مؤجرة بشرط‪ I‬أن تبقى‬
‫ملكية األصل ويكون للمستأجرين اإلنتفاع بخدمات األصل للمؤجر خالل مدة اإليجار المتفق عليها‬
‫في العقد ولكن مقابل دفع مجموعة من األقساط‪ I‬السنوية كمدفوعات اإليجار للمؤجر وهذا ما تستحق‬
‫‪1‬‬
‫الدفعة األولى من اإليجار‪ I‬فور توقيع العقد‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أ‪ -2-3-‬أنواع التأجير‪ :‬للتأجير ثالثة أنواع رئيسية وهي ‪:‬‬

‫* البيع و إعادة التأجير‪:‬‬

‫اتفاق بين المؤسسة وطرف آخر مؤسسة مالية بمقتضاه تقوم المؤسسة بيع أصل تملكه مثل‬
‫األراضي‪ I‬والمباني إلى الطرف اآلخر على أن يقوم هذا الطرف بإعادة تأجير األصل مرة أخرى‬
‫إلى المؤسسة على قيمة األصل الستثماره في مجال آخر بينما يبقى األصل في حوزتها لالنتفاع به‬
‫خالل فترة التأجير‪.‬‬

‫‪ - 1‬كيموقات‪ I‬نورة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.33‬‬


‫‪ - 2‬منير إبراهيم هندي‪ :‬الفكر الحديث في مجال مصادر التمويل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.562‬‬

‫‪32‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وفي‪ I‬ظل هذا النوع من التأجير تتمتع المؤسسة بوفرات‪ I‬ضريبية ما كانت تتاح لها لو أنها مالكة‬
‫األصل‪ ،‬فمثال لو كان األصل الذي قامت به المؤسسة بيعه عبارة عن قطعة أرض عليها بناء فإن‬
‫إيجار األرض والبناء يعد مصروفا يخصم من اإليرادات لغرض حساب الضريبة أما لو ظلت‬
‫قطعة األرض والبناء ملك للمؤسسة فلن يدخل في جانب المصروفات سوى قسط اإلهتالك المباني‪.‬‬

‫* التأجير التشغيلي‪:‬‬

‫أو التأجير الخدمي وهذا النوع من التأجير يزود‪ I‬المستأجر باألصل المطلوب دون حاجة إلى‬
‫شوائب‪ ،‬كما يؤمن له خدمة الصيانة التي عادة ما تأخذ تكلفتها في الحسبان عند تقديم قيمة دفعات‬
‫اإليجار‪ ،‬ومن األمثلة على هذا النوع من التأجير تأجير أجهزة الكمبيوتر‪ ،‬ماكينات النسج وحتى‬
‫السيارات‪ ،‬والشاحنات ‪.‬‬

‫* التأجير التمويلي الرأسمالي‪:‬‬

‫وفي‪ I‬مثل هذا النوع من االستئجار تقوم المؤسسة باختيار األصل الذي تريده ثم تتفاوض من المنتج‬
‫أو الموزع في كل األمور التي تتعلق بالسعر وشروط التسليم‪...‬الخ‪ ،‬ثم تتفق مع أحد البنوك على أن‬
‫يقوم بشراء األصل الذي تريده على أساس أنها ستقوم باستئجار األصل بمجرد ما يشتريه من عند‬
‫المنتج أو الموزع الذي اتفقت معه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أ‪ -3-3-‬مزايا االستئجار‪ :I‬ونوجزها‪ I‬فيما يلي ‪:‬‬

‫* المرونة ‪:‬‬

‫يحقق االستئجار قدرا‪ I‬من المرونة للمؤسسة المعنية‪ ،‬وذلك أن يدعها تحمل تكلفة األصل خالل‬
‫الفترات التي ال تكون في حاجة إليه بمجرد انتهاء الحاجة لألصل يعادل إلى المؤجر و إذا ما‬
‫ظهرت الحاجة إليه أي األصل في تاريخ الحق فيمكن إعادة تأجيره‪.‬‬

‫* توفير األموال الستخدامها في مجاالت أخرى ‪:‬‬

‫لو أن المؤسسة تعاني من ضعف قدرتها‪ I‬على الحصول على موارد مالية لشراء أصل من األصول‬
‫فإن استئجاره قد يصبح هو البديل الوحيد المتاح‪ ،‬كذلك قد تعتمد المؤسسة إلى قرار االستئجار‬
‫بهدف توفير الموارد المتاحة الستخدامات أخرى تهمها‪.‬‬
‫‪ - 1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.563‬‬

‫‪33‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫* تجنب اإلجراءات المعقدة لقرار الشراء ‪:‬‬

‫في بعض األحيان قد يسهل على المؤسسة أن تحصل على الموافقة على استئجار‪ I‬أصل من‬
‫األصول‪ ،‬وهو ما قد ال يتسنى لها لو أنها قد طلبت شراء األصل ذاته‪.‬‬

‫* التخلص من قيود االقتراض ‪:‬‬

‫إن استئجار األصل ال يعطي الحق للمؤجر في أن يضع قيودا على قرارات‪ I‬اإلدارة بشأن الحصول‬
‫على قروض مستقبلية مثلما نجده في االقتراض‪.‬‬

‫* نقل عبء الصيانة ‪:‬‬

‫يتضمن عقد التأجير‪ I‬كامل الخدمة إال أنه يلقي على عاتق المؤجر‪ I‬مسؤولية صيانة األصل‪ ،‬غير أن‬
‫هذا ليس بدون تكلفة على أي حال إذ أنه لمن المتوقع أن تؤخذ تكلفة الخدمة بعين االعتبار عن تقدير‬
‫قيمة القسط اإليجاري‪ I‬ومع ذلك تظل لميزة نقل عبئ الصيانة أهميتها وذلك عندما يكون األصل‬
‫شديد التعقيد ونحتاج لخبرة فنية عالية تهتم لمسؤولية الصيانة‪ ،‬قد يؤدي الفشل في سداد الفوائد‬
‫وأصل الدين إلى تعرض المؤسسة لإلفالس‪.‬‬

‫ب‪ -‬مصادر التمويل الخارجية قصيرة األجل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ب‪ -1-‬االئتمان التجاري‪ :‬ويمكن توضيحه من خالل التطرق إلى ما يلي ‪:‬‬

‫ب‪ -1-1-‬تعريف االئتمان التجاري‪:‬‬

‫هو ائتمان قصير‪ I‬األجل تحصل عليه المنشأة من الموردين وتتمثل في قيمة المشتريات‪ I‬اآلجلة للسلع‬
‫التي تنجز فيها أو الموارد‪ I‬األولية التي تستخدمها‪ I‬في العملية الصناعية‪ ،‬ويعتبر االئتمان التجاري‬
‫أحد صور مصادر‪ I‬التمويل الخارجية قصيرة األجل الشائعة االستخدام في مختلف المؤسسات‪ ،‬إذ أن‬
‫المؤسسات‪ I‬تعتمد على هذا المصدر في التمويل بدرجة أكبر من اعتمادها على االئتمان والبنك‬
‫وغيره من المصادر‪ I‬األخرى قصيرة األجل‪ ،‬وعادة يحتاج المشتري‪ I‬إلى االئتمان التجاري‪ I‬في حالة‬
‫كفاية رأس ماله وعدم مقدرته على االقتراض‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد العزيز النجار‪ :‬أساسيات اإلدارة المالية‪ ،‬المكتب العربي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص ‪.474‬‬

‫‪34‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويطلق‪ I‬عليه االئتمان التلقائي أي أنه مصدر تمويل طبيعي‪ I‬ينتج من العمليات العادية للمؤسسة أو له‬
‫أهمية مزدوجة األولى كاستخدامه كمصدر‪ I‬لتمويل المشتريات‪ I‬والثاني استخدامه في تمويل المبيعات‬
‫اآلجلة‪.‬‬

‫ب‪ -2-1-‬أنواع االئتمان التجاري‪:‬‬

‫يحتوي‪ I‬االئتمان التجاري على ثالثة أنواع من الكمبياالت المتضمنة االلتزام للمؤسسة‬ ‫‪‬‬
‫المشترية بدفع مشترياتها‪ I‬للمورد في مدة زمنية معينة‪.‬‬
‫السندات األذنية وهي تعبر عن تعهد كتابي تحرره المؤسسة وتلتزم‪ I‬فيه بدفع القيمة المدونة‬ ‫‪‬‬
‫بها في تاريخ محدد‪.‬‬
‫أوراق‪ I‬الدفع وهي مصدر‪ I‬مالي قصير‪ I‬األجل الرتباطها‪ I‬بشرط و إجراءات رقابيته‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ب‪ -3-1-‬مزايا االئتمان التجاري‪ :‬تتمثل في اآلتي ‪:‬‬

‫سهولة الحصول عليه فهو ال يتطلب إال االتفاق بين البائع والمشتري على الشراء باألجل أو‬ ‫‪‬‬
‫بأوراق‪ I‬دفع‪.‬‬
‫ال يحتاج إلى إجراءات رسمية ومفاوضات‪ I‬ألن البيع باألجل من أجل مكونات السياسة‬ ‫‪‬‬
‫الداخلية التي تتضمنها لوائح المؤسسة الداخلية‪.‬‬
‫مصدر‪ I‬سهل و تلقائي للتمويل قصير‪ I‬األجل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يقلل من متطلبات رأس المال ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يساعد على تركيز األعمال على األنشطة األساسية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال يتطلب أي تفاوض أو اتفاق رسمي ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ب‪ -4-1-‬عيوب االئتمان التجاري ‪:‬‬

‫االئتمان التجاري متاح فقط لتلك الشركات التي لديها سجل جيد من السندات في الماضي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بالنسبة لألعمال الجديدة من الصعب للغاية تمويل رأس المال العامل من خالل االئتمان‬ ‫‪‬‬
‫التجاري‪I.‬‬
‫إنها مكلفة للغاية ‪ ،‬إذ لم يتم السداد في تاريخ االستحقاق‪. I‬‬ ‫‪‬‬

‫جـ ‪ -1-1-‬التمويل الخارجي ‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬تعريف ‪ :‬عرف بأنه التمويل الخارج عن االقتصاد‪ I‬الوطني و هذه األموال ال تشكل جزء من‬
‫الناتج المحلي الصافي‪I.‬‬

‫كما عرفت أيضا بأنها القروض الخارجية التي تحصل الدولة المقترضة من المنظمات و الهيئات‬
‫الدولية و ذلك حسب اتفاقيات تعرف باالتفاقيات متعددة األطراف‪.‬‬

‫و يعرف أيضا بأنها مصادر حقيقية يتم تحويلها‪ I‬عبر الدول و تشمل على المنح و القروض الميسرة‬
‫و تهدف إلى تحقيق األهداف السياسية و االقتصادية المرجوة منها‪.‬‬

‫يعرف الدعم الخارجي على أنه مقدار المساعدات ( سواء كان ماديا أو فنيا ) و التي تقدمها الدول أو‬
‫المنظمات الدولية على شكل ( منح أو قروض ) إلى بعض الدول التي تعاني من ضعف اقتصادها‪I‬‬
‫أو عجز في موازنتها‪ I‬أو قلة الدخل لديها و تقدم هذه المساعدات لتطوير‪ I‬و تنمية هذه المؤسسات‪ I‬لدى‬
‫هذه الدول من خالل مشاريع مختلفة تنفذها سواء الدولة أو المنظمات التي تمثل الدول المانحة أو‬
‫خالل تعاون االثنين معا على إدارة و تنفيذ المشاريع‪.‬‬

‫‪ -2‬أنواعه ‪ :‬بداية يأخذ الدعم الخارجي‪ I‬صورا عدة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الهبات و المنح‪ :‬و هي إما أن تكون في صورة هبة مالية أو عينية كاألجهزة و المعدات و هي‬
‫ال ترد لكنها تكون موجهة إلى مشروعات بعينها تضع أجندتها الجهة المانحة و ينفقها المتلقي وفق‬
‫تلك األجندة بغض النظر عن اتفاقها أو اختالفها مع المنظومة المجتمعية ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬القروض األجنبية‪ :‬و هي قروض بفوائد مركبة طويلة اآلجال و تكون في معظمها موجهة‬
‫إلى مشروعات محددة أيضا و من قبل المانح و تلحق في األعراف السياسية الدولية بنية المساعدات‬
‫حيث يتم تصنيف‪ I‬هذه القروض حسب ما يلي ‪:‬‬

‫* حسب أوجه الصرف ‪:‬‬

‫قروض إنتاجية‪ :‬وهي قروض إلنشاء أو توسيع المشاريع اإلنتاجية و الخدماتية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قروض استهالكية ‪ :‬مثل مواد غذائية أو أعالف و غيرها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫* حسب فترة االستحقاق ‪:‬‬

‫قروض قصيرة األجل‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫قروض متوسطة األجل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪36‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫قروض طويلة األجل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫* حسب الضمانات التي يقدمها المقرض ‪:‬‬

‫ضمانات حكومية ( الحكومة ضامنة للجهة المقترضة )‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫ضمانات طرف‪ I‬ثالث ( ضمانات دولة شقيقة او صديقة )‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضمانات مصرفية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سندات و أذونات الخزانة العامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رهن األصول من احتياطي‪ I‬الذهب و غيرها من المعادن الثمينة الكنوز‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رهن الصادرات ‪ :‬حيث تخصص كل الصادرات او جزء منها لتسديد القرض‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫* حسب نوعية القرض ‪:‬‬

‫‪ ‬قروض نقدية ‪.‬‬


‫‪ ‬قروض عينية ( كالقمح و السالح و اآلالت و المعدات )‪.‬‬

‫* حسب حق المقرض في استرجاع‪ I‬قيمة القرض ‪:‬‬

‫قرض تسترد‪ I‬عن الطلب ( أي أن فترة القرض ليست محددة )‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قروض تنتهي بعد فترة محددة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫* حسب طريقة التسديد ‪:‬‬

‫قروض تستحق الدفع مرة واحدة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫قروض تدفع على شكل أقساط‪I.‬‬ ‫‪‬‬

‫* حسب الجهة المانحة للقرض ‪:‬‬

‫قروض من القطاع الخاص‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫قروض من المصاريف‪ I‬المتخصصة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قروض من المصاريف‪ I‬الحكومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قروض رسمية و قروض القطاع العام‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قروض من المصاريف‪ I‬التجارية و الدولية ( متعددة الجنسيات )‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫* حسب اإلشراف و التوجيه ‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫قروض موجهة ( اإلنفاق تحت إشراف المقرض )‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫قروض غير موجهة ( للمدين حرية التصرف )‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫* حسب شروط عقد القرض ‪ :‬و أهم شروط القرض يمكن ذكرها بالنقاط التالية ‪:‬‬

‫حجم القرض و نوعه‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫كيفية منح القرض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أوجه صرف القرض ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سعر الفائدة السنوي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فترة تسديد‪ I‬القرض نهائيا ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كيفية تسديد القرض ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مواعيد تسديد‪ I‬األقساط‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فترة السماح أو اإلهمال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫غرامات تأخير تسديد األقساط‪I.‬‬ ‫‪‬‬
‫التوجيه و اإلشراف على صرف القرض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضمانات القرض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إمكانية تعديل شروط العقد ( التمويل الدولي )‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ثالثا‪ :‬االعتمادات المقابلة‪ :‬فكثير من مشروعات الدعم الخارجي إن لم يكن معظمها تتطلب من‬
‫الجهة المحلية أن ترصد اعتمادا مقابلة تتراوح بين ‪ 20‬إلى ‪ % 60‬من التكلفة الكلية للمشروع و‬
‫بالتالي تصبح الجهة المحلية التي تشكو ندرة الموارد المالية أسيرة مشروعات الدعم األجنبي‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬التمويل عن طريق المصاريف الدولية‪ :‬حيث أنها الوسيط الذي يعتني باستثمار‪ I‬رأس المال‬
‫النقدي في السوق الدولية لألوراق‪ I‬التجارية كما أنها تقدم القروض المقومة بالعمالت الدولية لجميع‬
‫الدول و الشركات المضمونة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬القروض الحكومية الرسمية‪ :‬تقوم الحكومات األجنبية و ما يتبعها من إدارة و مصالح‬
‫بتوقيع‪ I‬اتفاقيات رسمية يتم على أساسها تقديم القروض أو المساعدات أو الهبات أو االستثمارات‪I‬‬
‫المباشرة وغير المباشرة و تختلف شروط‪ I‬هذه القروض من دولة إلى أخرى حسب العالقات‬
‫السياسية و االقتصادية‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫سادسا‪ :‬قروض من المنظمات الدولية‪ :‬و هي ما يعرف‪ I‬باالتفاقيات المتعددة األطراف‪ I‬حيث أن‬
‫الدولة المقترضة تواجه العدد من الدائنين المشاركين في تقديم القروض و هي تختلف عن القروض‬
‫من األجنبية المتحصل عليها من الحكومات و هي التي تعتبر‪ I‬مفضلة بالنسبة للدول النامية ألن هذه‬
‫المنظمات ال تتدخل في األمور الداخلية للدولة المدنية‪.‬‬

‫‪ -3‬عيوب استخدام التمويل الخارجي ‪:‬‬

‫تحمل المؤسسة األعباء وتكاليف‪ I‬سنوية تتمثل في الفوائد وسداد أقساط القروض مما يؤثر‪I‬‬ ‫‪‬‬
‫على ربحية المؤسسة‪.‬‬
‫المخاطر‪ I‬المالية التي تتعرض لها المؤسسة بسبب التأخر عن تسديد الدين ( دفع تعويضات‪I‬‬ ‫‪‬‬
‫زيادة أصل القروض والفوائد )‪.‬‬
‫يؤدي‪ I‬االعتماد المتزايد على مصادر‪ I‬التمويل الخارجية إلى ارتباك‪ I‬المؤسسة ماليا وهذا‬ ‫‪‬‬
‫عندما‪:‬‬
‫تقل فاعلية أموالها الذاتية كمصادر‪ I‬مالية تصبح موارد‪ I‬مالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن تكون الفائدة على القروض أكبر من معدل العائد على األموال المستثمرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العوامل المؤثرة على مصادر التمويل‪:‬ـ ويمكن إجمالها فيما يلي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬معدل نمو المبيعات‬

‫يعتبر معدل نمو المبيعات في المستقبل مقياسا لمدى التضاعف المحتمل في اإليراد للسهم ‪ ،‬فمثال إذا‬
‫كان معدل نمو المبيعات و اإليرادات يتراوح بين ‪ 8‬و ‪ % 10‬في العام الواحد فإن التمويل‬
‫بالقروض ذات الفائدة المحدودة و الثابتة يؤدي‪ I‬إلى تحقيق أرباح مضاعفة لحملة األسهم العادية ‪.‬‬

‫و على ما يالحظ على أسعار بيع األسهم العادية ‪ ،‬تكون عادة مرتفعة في حالة المؤسسة التي تتمتع‬
‫بمعدل مرتفع لنمو المبيعات و اإليرادات و لهذا يبدو التمويل باألسهم‪ I‬العادية مفصال في هذه الحالة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬درجة استقرار المبيعات‬

‫ترتبط‪ I‬درجة استقرار المبيعات بنسب االقتراض ارتباطا‪ I‬مباشرا فعندما تزيد استقرار المبيعات‬
‫تتمكن المؤسسة من رفع التزاماتها الثابتة على القروض بأقل درجة في الخطر وذلك يعكس الحالة‬
‫‪ - 1‬محمد عثمان إسماعيل حميد‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ( ‪.) 34/35‬‬

‫‪39‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إذا كانت المبيعات و اإليرادات تتعرض لتقلبات مستمرة حيث تجد المؤسسة صعوبة في دفع‬
‫االلتزامات‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المنافسة‬

‫إن قدرة المؤسسة على تسديد ديونها‪ I‬اتجاه الغير تتوقف بالدرجة األولى على ربحية المؤسسة وعلى‬
‫حجم المبيعات وعليه فإن استقرار نسب األرباح له نفس أهمية استقرار المبيعات والبد أن ممارسة‬
‫المؤسسات‪ I‬األخرى لنفس النشاط الذي تنتمي إليه مقدرة هذه المؤسسات على التوسيع في طاقتها‪I‬‬
‫ليؤثر‪ I‬على هوامش الربح بالنسبة للمؤسسة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬اتجاهات هيكل األصول‬

‫يؤثر‪ I‬هيكل األصول على مصادر التمويل بصور‪ I‬عديدة فالمؤسسات‪ I‬التي تتميز بأن لها أصول ثابتة‬
‫تعيش لفترة طويلة وخاصة أن الطلب على منتجاتها مؤكد إلى حد كبير‪ ،‬نجدها تستخدم‪ I‬قروض‬
‫طويلة األجل المكفولة بضمانات معينة لدرجة كبيرة ( مثال هذا النوع من المؤسسات هو‬
‫المؤسسات‪ I‬الصناعية)‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى فإذا كانت أغلبية أصول المؤسسة تتكون من الذمم والمخزون الذي تتوقف قيمته‬
‫على استقرار تحقيق الشركة ألرباح‪ ،‬نجدها (المؤسسة) تعتمد على القروض قصيرة األجل وإذا‬
‫كانت أيضا تستخدم‪ I‬القروض الطويلة في تمويل نفسها ولكن بدرجة محدودة مثل المؤسسات‬
‫التجارية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬اتجاهات رجال اإلدارة‬

‫إن اتجاهات رجال اإلدارة التي تؤثر مباشرة على اختيار وسائل التمويل ترتبط بأمرين ‪:‬‬

‫التحكم والسيطرة على إدارة المؤسسة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫الخطر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فالمؤسسة الضخمة التي تتوزع فيها األسهم العادية على عدد كبير جدا من المساهمين تقوم عادة في‬
‫حالة احتياجها إلى أموال إضافية إلى إصدار‪ I‬أسهم عادية مما يترتب على ذلك ضعف السيطرة‬

‫‪40‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والتحكم‪ I‬على إدارة المؤسسة إضافة إلى ذلك فان رجال اإلدارة الذين يسهرون على مصالح‬
‫المؤسسة نجدهم عادة يعملون على تجنيب المؤسسة خطر استخدام‪ I‬القروض الزائدة عن الحاجة وما‬
‫ينجم عن ذلك من خطر( التأخير عن تسديد القروض والفوائد)‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى فإن المؤسسات الصغيرة نجد رجال اإلدارة يفضلون تجنب إصدار‪ I‬األسهم العادية‬
‫حتى يتسنى لهم السلطة الكاملة على إدارة المؤسسة كذلك فهم على استعداد لزيادة نسبة االقتراض‬
‫ألنهم يتوقعون مكاسب كبيرة الستخدام القروض‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أشكال التمويل‬


‫‪1‬‬
‫وتنقسم‪ I‬إلى أربعة أنواع وتتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التمويل الداخلي‬

‫يلعب التمويل الذاتي دورا هاما على مستوى الحالة المالية للمؤسسة‪ ،‬وكذا على مستوى‪ I‬االقتصاد‪I‬‬
‫الوطني‪ I‬بالنسبة للجانب المالي يعتبر التمويل الذاتي دخل متاح لالستثمارات من أجل االحتفاظ‬
‫برأس المال من جهة ومن جهة أخرى لضمان نمو المؤسسة كما يعتبر ضمانا‪ I‬لتسديد سعة‬
‫االقتراض للمؤسسة ‪ ،‬ولهذا يعد من أهم مصادر‪ I‬التمويل بالنسبة للمؤسسة وخاصة حديثة النشأة ألن‬
‫مثل هذه المؤسسات‪ I‬ليست لها معامالت كثيرة مع المتعاملين الخارجيين وبالتالي فهي تفتقد لعنصر‪I‬‬
‫الثقة الشيء الذي يجعلها مجبرة على إثبات إيجابية المشاريع من خالل األرباح المحققة كلما زاد‬
‫نشاط المؤسسة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التمويل الخارجي الخاص‬

‫إذا ما استمرت المؤسسة في االنتعاش فإنها عاجال أم أجال تصل إلى النقطة التي تصبح فيها النقابات‬
‫الواردة إليها من زبائنها‪ I‬أكثر سنا تستطيع المؤسسة تلبيته ‪ ،‬وبالتالي فهي تحتاج إلى رأس مال‬
‫إضافي‪ I‬حتى تستطيع‪ I‬المؤسسة الوفاء بالطلبات المقدسة لها ‪ ،‬أن البد من زيادة رأسمالها من أجل‬
‫تمويل أصولها‪ I‬الثابتة اإلضافية وكذا رأسمالها العامل اإلضافي الالزم عن طريق‪ I‬إعادة استثمار‬
‫جزء الداخل معها في العملية اإلنتاجية وفي المراحل السابقة وخاصة في الدول األوروبية كانت‬
‫المؤسسات‪( I‬المؤسسات‪ I‬االقتصادية) قادرة على إيجاد معظم أو كل رأس المال اإلضافي الالزم‪،‬‬
‫عن طريق‪ I‬إعادة استثمار‪ I‬جزء كبير من األرباح المحققة في المشروع مرة أخرى بينما في الوقت‬

‫‪ - 1‬شاكر القزويني‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ( ‪.) 90/92‬‬

‫‪41‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الحاضر‪ I‬نجد أن المعدالت المالية لضريبة الدخل وضريبة األرباح أصبحت تمثل مشكلة في وجه‬
‫المؤسسات‪ I‬التي ترغب في حجز جزء كافي من أرباحها هدف تمويل توسعها السريع ومن أهم‬
‫الطرق‪ I‬الممكنة لرأس المال اإلضافي هي البحث عن مستثمر خارجي راغب في أن يساهم برأس‬
‫مال جديد كحصة في المؤسسة أو االرتباط بمؤسسة ذات مركز‪ I‬مالي متين عن طريق البيع أو‬
‫االندماج‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التمويل العلني‬

‫و يعني به الحصول أو استعمال بعض أنواع السلع المعمرة دون التمتع بحق ملكيتها عن طريق‪I‬‬
‫تأجيرها‪ ، I‬فحينما‪ I‬يؤثر شخص أو مؤسسة األصول فإنه سوف ال يحتاج إلى أن يدفع مقدم الخدمات‬
‫التي سوف تقدمها له هذه األصول طيلة عمرها اإلنتاجي‪ I‬وعلى ذلك فإنه يكون معفيا من تمويلها‪ I‬و‬
‫كذلك العديد من المخاطر‪I.‬‬

‫رابعا‪ :‬التمويل عن طريق اإلقراض‬

‫إن المشاريع الكبرى تتطلب من المؤسسات الخاصة و العامة تمويال هاما قد ال تستطيع تغطيتها‪ I‬عن‬
‫طريق‪ I‬مواردها الذاتية ‪ ،‬لهذا فهي تلجأ عادة إلى التمويل الخارجي المتمثل أساسا في القروض‬
‫البنكية ‪.‬‬

‫و تختلف القروض باختالف مدة تسديدها‪ I‬و غرض استعمالها ‪ ،‬فهي تنقسم إلى قسمين هما ‪ :‬قروض‬
‫االستغالل و قروض االستثمار ‪ ،‬فاألولى‪ I‬تمثل ذلك النوع المختص بعمليات الدورة االستغاللية‬
‫لتغطية النقائص المؤقتة و لكونها تتعلق باالستغالل فهي عادة قصيرة األجل ( أقل من سنة ) ‪ ،‬بينما‬
‫النوع الثاني قروض موجهة أساسا لتمويل المشاريع االقتصادية و لتغطية نقائص النشاط‬
‫االستثماري و تشمل قروض متوسطة و طويلة األجل ‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬مخاطر التمويل و طرق تفاديها‬

‫الفرع األول ‪ :‬مخاطر التمويلـ‬

‫تنشأ المخاطر المالية المؤدية النخفاض فعالية هيكل التمويل كمصدر مالي إما بسبب المخاطر‬
‫المادية التي يترتب عليها تلف أو فقدان أحد عناصر األصول المادية الملموسة بفعل بعض الحوادث‬
‫أو بسبب المخاطر‪ I‬الفنية الناتجة من التوسع غير االقتصادي في اإلنتاج مع نقص الكفاءات القادرة‬
‫على استيعاب هذا التوسع فنيا و تكنولوجيا‪ I‬سواء من حيث طرق‪ I‬و أساليب اإلنتاج أو تشغيل‬

‫‪42‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المعدات ‪ ،‬أو بسبب المخاطر‪ I‬االقتصادية الناتجة عن تدهور‪ I‬في الطلب إما لحدة المنافسة بتحويل‬
‫السوق‪ I‬من سوق‪ I‬مخطط لسوق يرتكز على اقتصاد‪ I‬السوق أو عدم القدرة على توفير مستلزمات‪ I‬من‬
‫اإلنتاج و تزداد حدة هذه المخاطر طبقا لنوع السلعة التي يتم إنتاجها و المخاطر‪ I‬التسويقية المتميزة‬
‫لها ‪ ،‬بجانب هذه المخاطر توجد المخاطر المالية الناتجة عن االقتصاد المتزايد‪ I‬من الديون كمصادر‬
‫تمويلية خارجية و ارتفاع التكاليف السنوية بمعدل أكبر من معدل الزيادة في إيرادات النشاط‬
‫التجاري‪ I‬و زيادة الديون المعدومة و ارتفاع فترة تحصيل مديونيات للبيع بأجل مع انحدار ربحية‬
‫العمليات الجارية من سنة ألخرى و معدل العائد على األموال المستثمرة في الحصول و يمكن‬
‫‪1‬‬
‫تفادي مخاطر التمويل السابق اإلشارة إليه بعدد من الوسائل ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬طرق تفادي مخاطر التمويلـ‬


‫‪2‬‬
‫لتجنب مخاطر التمويل وجب إتباع األساليب التالية ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األسلوب األول‬

‫اتخاذ إجراءات تتناسب مع الخطر و أسبابه مثل‪ :‬التسويق‪ I‬أو تكوين مخزون كافي من مستلزمات‬
‫اإلنتاج أو التأمين على األصول‪ I‬المادية الملموسة ‪ ،‬كما يجب على إدارة المؤسسة أن تكون قادرة‬
‫على التنبؤ بوقوع الخطر وأثاره‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األسلوب الثاني‬

‫يستخدم‪ I‬في مواجهة المخاطر العامة الجماعية التي تخلق الضرر‪ I‬بالمؤسسة الشقيقة التي ويكون هذا‬
‫الصندوق إما بشكل مؤسسة متنقلة ذات شخصية معنوية أو في شكل ودائع لدى البنوك التجارية ‪،‬‬
‫وال يطبق هذا األسلوب إال في حالة المخاطر التي يمكن توقعها‪ I‬ويمكن مواجهتها‪ I‬بالتأمين عليها أو‬
‫ضدها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬األسلوب الثالث‬

‫يتمثل هذا األسلوب في مواجهة مخاطر‪ I‬التمويل في مؤسسة بتبادلها مع مخاطر أخرى‪ ،‬وذلك‬
‫لتحويل الخسائر إلى ربح أو تقليلها ألقل حد ممكن مثل ‪:‬‬

‫منح خصومات‪ I‬للعمالء لتنشيط المبيعات والسيولة النقدية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 1‬طارق الحاج‪،‬مبادئ التمويل‪ ،‬دار الصفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2000 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ - 2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ( ‪.) 22/23‬‬

‫‪43‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إتباع أسعار منخفضة نسبيا مع كل صفقة يتم بيعها صلحا لمستوى‪ I‬المخزون والمنافسة‬ ‫‪‬‬
‫السعرية في السوق‪.‬‬
‫الحصول على ائتمان تجاري للمواد الخام من الموردين آلجال يتفق عليها لكي يستمر‬ ‫‪‬‬
‫اإلنتاج‪.‬‬
‫المضاربة بالمخزون وذلك بزيادة المخزون من المواد الخام أو البضاعة في حاالت‬ ‫‪‬‬
‫انخفاض األسعار‪ I‬لالستفادة من فروق التغيير في قيمته إذا من المتوقع ارتفاع األسعار في‬
‫المستقبل القريب‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المشاريع االستثمارية‬

‫تهتم دراسات الجدوى بصفة أساسية بتقييم المشروعات االستثمارية ‪ ،‬و من هنا جاءت الحاجة‬
‫إللقاء الضوء على ماهية المشروع االستثماري‪ ،‬من حيث مفهومه ‪ ،‬أهدافه ‪ ،‬أنواعه و مراحله…‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم و أهمية و أنواع المشاريع االستثمارية‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم المشروع االستثماريـ‬

‫لقد تعددت و تنوعت التعاريف فيما يتعلق بتحديد معنى و مفهوم المشروع االستثماري نظرا لعدد‬
‫الجوانب و األهداف و األشكال التي يتخذها المشروع‪ ، I‬إال أنه رغم تعددها و تنوعها بسبب المدخل‬
‫الذي تدخل من خالله إلى البحث المقصود‪ I‬بالمشروع االقتصادي‪ ، I‬فكلما تجمع على طبيعة‬
‫المشروع‪ I‬االقتصادي‪ ، I‬و تحدد عناصره بجوانبه المختلفة ‪.‬‬

‫و بالتالي يمكن تعريف المشروع‪ I‬االستثماري‪ I‬االقتصادي‪ I‬على أنه ‪:‬‬

‫كل تنظيم‪ I‬له كيان حي مستقل بذاته يملكه و يديره فقط منظم يعمل على التأليف و المزج بين‬
‫عناصر اإلنتاج يوجهها إلنتاج أو لتقديم سلعة أو خدمة أو مجموعة من السلع و الخدمات و‬
‫‪1‬‬
‫طرحها‪ I‬في السوق‪ ، I‬من أجل تحقيق أهداف معينة خالل فترة معينة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد المطلب عبد الحميد‪ :‬دراسات الجدوى االقتصادية التخاذ القرارات االستثمارية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،2003 ،‬‬
‫ص ‪.19‬‬

‫‪44‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما يمكن تعريفه بأنه ‪ " :‬اقتراح بتخصيص قدر من الموارد في الوقت الحاضر يستخدم‪ I‬في خلق‬
‫طاقة إنتاجية جديدة أو إعادة تأهيل طاقة إنتاجية قائمة أو توسعها بهدف الحصول على منفعة صافية‬
‫‪1‬‬
‫من تشغيلها في المستقبل عبر فترة زمنية طويلة نسبيا "‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية المشروع االستثماري‬

‫للمشاريع‪ I‬االستثمارية أهمية بالغة تصب في مصلحة الدولة و كذا المستثمر‪ I‬نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫* بالنسبة للدولة‪:‬‬

‫تنوع في الصناعات و االستثمارات‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫زيادة معدالت و مؤشرات االستثمارات‪ I‬المتنوعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقليل نسبة البطالة من خالل خلق فرص عمل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زيادة مصادر دخل الدولة من خالل ممارسة هذه المشاريع‪I.‬‬ ‫‪‬‬
‫تشغيل السيولة المتاحة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫* بالنسبة للمستثمر‪:‬‬

‫مصادر‪ I‬للدخل بالنسبة للمستثمر‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫فرصة إلثبات الذات و التميز‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بها تحدي كبير للمستثمرين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تنمي مفهوم االدخار لدى المستثمرين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توظيف‪ I‬الخبرات و اإلمكانات الشخصية لدى المستثمر‪I.‬‬ ‫‪‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع المشاريع االستثمارية‬

‫يمكننا تصنيف‪ I‬المشاريع االستثمارية إلى عدة أنواع مختلفة و ذلك وفقا لمجموعة من المعايير التي‬
‫تفرض ضرورة إجراء دراسات مختلفة للمشاريع االستثمارية بغض النظر عن طبيعة و ملكية و‬
‫هدف المشاريع‪ ،‬و من أهم المعايير‪ I‬المستخدمة لتحديد نوع المشروع‪ I‬االستثماري‪ I‬هي كما يلي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬حسب قابلية القياس‬

‫‪ - 1‬عبد القادر محمد عطية‪ :‬دراسات الجدوى التجارية واالقتصادية و االجتماعية مع مشروعات ‪ ،BOT‬الدار الجامعية‪،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،2005 ،‬ص ( ‪.) 5/6‬‬

‫‪45‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وفقا لهذا المعيار يمكن تحديد نوعين من المشاريع و هي كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬مشاريع قابلة للقياس‪:‬‬

‫هي تلك المشاريع التي تنتج منتجات أو تولد منافع قابلة للتقييم النقدي و هذه المنتجات قد تكون سلعا‬
‫أو خدمات و هي غالبا ما تكون منتجات بها أسواق تحدد فيها أسعارها‪ I‬و من أمثلتها ‪ :‬المشاريع‬
‫الزراعية ‪ ،‬الصناعية و السياحية و من بين المشاريع‪ I‬التي يحتويها‪ I‬هذا النوع أيضا تلك الوحدات‬
‫التي قد ال يدفع المنتفعون مقابال مباشرا‪ I‬لمنافعها مثل ‪ :‬الطرق‪ I‬العامة أو مشاريع الصرف‪ I‬الزراعي‬
‫و لكن يمكن تقييم منافعها‪ I‬نقدا‪.‬‬

‫‪ -2‬مشاريع غير قابلة للقياس‪:‬‬

‫هي تلك المشاريع التي يصعب تقييم منتجاتها بسهولة و دقة في صورة نقدية دون أن يطلب ذلك‬
‫إجراء أبحاث إضافية أو وضع افتراضات من قبل المحللين قد ال تعكس في الواقع ومن أمثلة هذه‬
‫المشاريع‪ I‬تلك المتعلقة بالتعليم و الصحة و البيئة و الصرف‪ I‬الصحي و اإلصالح المؤسسي‪ I‬و غيرها‬

‫ثانيا‪ :‬حسب العالقة التبادلية ‪:‬‬

‫تنقسم المشاريع االستثمارية حسب العالقة التبادلية إلى ثالث أنواع ‪:‬‬

‫‪ -1‬المشاريع المانعة بالتبادل‪ :‬هي تلك المشاريع البديلة التي تتنافس على قدر غير محدد من‬
‫الموارد‪ I‬بحيث يمنع اختيار‪ I‬إحداهما اختيار اآلخر و من أمثلة هذه المشاريع االختيار بين مبنى‬
‫سكني مكون من ‪ 12‬طابقا و مبنى تجاري‪ I‬مكون من ‪ 8‬طوابق على نفس المساحة من األرض و‬
‫نفس المكان‪.‬‬

‫‪ -2‬المشاريع المستقلة‪ :‬هي تلك المشاريع‪ I‬التي ال يمنع إقامة األخر طالما توافرت الموارد‪I‬‬
‫المطلوبة ‪ ،‬كما أن إقامة إحداها ال يكون مشروطا بإقامة األخرى أي أنها مشاريع ال بديلة وال مكملة‬
‫و ال يوجد ارتباط بينهما من ناحية القيمة و من أمثلة ذلك ‪ :‬أن يوجد في خطة بديلة أو والية ما إقامة‬
‫طريق‪ I‬في مدينة أخرى خالل مدة الخمس سنوات المقبلة وفقا لميزانية محددة‪.‬‬

‫‪ -3‬المشاريع المتكاملة‪ :‬هي تلك المشاريع التي يلزم إقامة احدها إلقامة اآلخر مثال ذلك‪ :‬مشروع‬
‫مد خط أنابيب خام من البئر و مشروع إقامة مصفاة لتكريري البترول ‪ ،‬فإقامة الثاني الزمة إلقامة‬
‫األول حتى يكون له منفعة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬حسب البعد االجتماعي ‪ :‬تنقسم المشاريع التي يمكن للقطاع الخاص القيام بها إلى نوعين ‪:‬‬

‫‪ -1‬مشاريع اإلنتاج المباشر‪ :‬هي تلك التي تتولى سلع و خدمات يمكن بيعها مباشرة للجمهور‪ I‬على‬
‫أساس فردي وال يكون البعد االجتماعي فيها ظاهرا بحيث يمكن استبعاد األفراد‪ I‬الذين ال يدفعون‬
‫مقابال لها مثال تلك المشاريع التي تنتج المالبس و السيارات و غيرها‪.‬‬

‫‪ -2‬مشاريع البنية التحتية‪ :‬مثل الطرق و المطارات و الموانئ و الكهرباء و الصرف‪ I‬الصحي و‬
‫غيرها فهي تقدم خدمات لها بعد اجتماعي يجعل الحكومة مسؤولة عن توفيرها للجمهور‪ I‬بأسعار‬
‫معقولة‪ ،‬ويتولى‪ I‬القطاع الخاص أحيانا القيام بها وفقا لنظام ‪BUILD.OPERATE.‬‬
‫‪ TRANSFER.BOT‬و هو ما يعني البناء ثم التشغيل لقدرة معينة ثم التحويل في النهاية‬
‫للحكومة و تنطوي‪ I‬مساهمة القطاع الخاص في هذا النوع من االستثمارات على مشاركة اجتماعية‬
‫و من أهم خصائص هذا النوع من االستثمار ضخامة المبالغ الالزمة إلقامته‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص المشروع االستثماري و أهدافه‬

‫الفرع األول‪ :‬خصائص المشاريع االستثمارية‬


‫‪1‬‬
‫يمكن حصر خصائص المشاريع االستثمارية فيما يلي ‪:‬‬

‫نفقات االستثمار‪I.‬‬ ‫‪‬‬


‫التدفقات النقدية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حدة حياة المشروع‪. I‬‬ ‫‪‬‬
‫القيمة الباقية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أوال‪ :‬نفقات االستثمار‪ :‬يقصد بنفقات االستثمار‪ I‬مجموعة التكاليف الالزمة إلنشاء المشروع‬
‫االستثماري ‪ ،‬و التي تنفق مع بداية المشروع إلى أن يصبح هذا األخير يحقق تدفقات نقدية بل تمتد‬
‫إلى ما بعد ذلك وال تنتهي إال بانتهاء حياة المشروع ‪ ،‬أي أن هذه النفقات لها طابع استثماري‪ I‬و‬
‫طالما أن المشروع مستمر‪ I‬في نشاطه و تتضمن هذه النفقات ما يلي ‪:‬‬

‫النفقات الملحقة بالشراء كنفقات النقل و التأمين و التخزين‪...‬‬ ‫‪‬‬


‫تكاليف الدورات التدريبية للعمال ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 1‬فسيح خالد و آخرون‪ :‬تقييم المشاريع االستثمارية‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪،1945‬‬
‫قالمة‪ ،‬دفعة ‪ ،2005‬ص ( ‪.) 33/35‬‬

‫‪47‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫النفقات المتعلقة بالدراسات التمهيدية للمشروع كالتصميم‪ I‬و الرسوم‪ I‬و إجراء التجارب و‬ ‫‪‬‬
‫غيرها ‪.‬‬

‫و كل هذه النفقات تنفق و بداية المشروع‪( I‬قبل التشغيل) ‪ ،‬فنفقات االستثمار‪ I‬تستمر كذلك أثناء‬
‫مرحلة التشغيل ‪ ،‬فنجد األموال المستثمرة في األصول تتعرض إلى تغيرات مستمرة فاألصول‪I‬‬
‫الثابتة تتعرض قيمتها للنقص بسبب تقادم العمر اإلستعمالي‪ I‬لها نتيجة استهالكها المستمر‪ I‬مما يؤدي‬
‫إلى نقص طاقتها‪ I‬اإلنتاجية ‪ ،‬األمر الذي يؤثر‪ I‬على عنصر الربحية للمشروع ‪.‬‬

‫و هناك العديد من العوامل التي تؤثر على تقدير قيمة األموال الالزم إنفاقها على مشروع ما منها ‪:‬‬

‫كمية المبيعات ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫التكامل الرئيسي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التغيرات في مستويات األسعار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الطاقة اإلنتاجية للمشروع‪ I‬عند إنتاجه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كفاية رأس المال العامل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مقدار األموال التي يمكن الحصول عليها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االستغالل األمثل للموارد المتاحة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ثانيا‪ :‬التدفقات النقدية‬

‫تعبر التدفقات النقدية عن كل المبالغ المالية المنتظر‪ I‬تحقيقها في المستقبل على مدى حياة‬
‫المشروع‪ I،‬و تحسب هذه النفقات السابقة الصافية بعد خصم الضرائب و مستحقات الغير من التدفق‬
‫النقدي اإلجمالي‪ ،‬و هذا األخير يتم الحصول عليه بطرح مجمل تكاليف المشروع من مجمل مداخله‬
‫و يمكن التعبير عن التدفق النقدي الصافي و اإلجمالي كما يلي ‪:‬‬

‫التدفق‪ I‬النقدي الصافي‪ = I‬التدفق النقدي اإلجمالي – الضرائب – مستحقات الغير ‪.‬‬

‫التدفق‪ I‬النقدي اإلجمالي = مداخيل االستعمار – تكاليف االستثمار‪. I‬‬

‫ثالثا‪ :‬مدة حياة المشروع‬

‫حيث تعتبر‪ I‬مدة حياة المشروع من البيانات الهامة و األساسية للوصول إلي القرار االستثماري‪ I‬و‬
‫تقدر هذه الفترة قبل بداية المشروع‪ I‬بحساب المدة التي يبقي فيها المشروع‪ I‬في حالة عطاء جيد ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫رابعا‪ :‬القيمة الباقية‬

‫تتمثل القيمة الباقية في الجزء الذي لم يهتلك عن التكلفة األصلية لالستثمار عند التنازل عنه ‪ ،‬في‬
‫حالة التنازل عن هذا االستثمار‪ I‬بمبلغ أكبر من مبلغ القيمة الباقية يعتبر الفرق ربحا ‪ ،‬أما في حالة‬
‫التنازل عنه بمبلغ أقل من مبلغ القيمة الباقية فيعتبر عجزا تتحمله الدورة المالية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف المشاريع االستثمارية‬

‫يعتبر تحديد الهدف المراد تحقيقه من المشروع‪ I‬االستثماري‪ I‬النقطة المحورية التي تحدد نقطة‬
‫االنطالق‪ I‬في تحليل دراسات الجدوى االقتصادية للمشروع و األوزان النسبية لمعايير تقييمه ‪ ،‬و من‬
‫هذا المنطلق يتوقف الهدف من المشروع‪ I‬االستثماري‪ I‬على نمط الملكية التي سوف يأخذها هذا‬
‫المشروع‪ I‬حال تنفيذه و الذي قد يتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أهداف المشاريع االستثمارية الخاصة‬

‫من جهة المشاريع ذات الملكية الخاصة فأقصى‪ I‬ربح هو الهدف الرئيسي و لكن ال يعتبر الهدف‬
‫الوحيد نظرا لوجود‪ I‬أهداف أخرى بجانب ذلك تكون على درجة كبيرة من األهمية من جانب إدارة‬
‫المشروع‪ I‬االستثماري‪ I‬الخاص و من أهمها ‪:‬‬

‫تحقيق أقصى‪ I‬قدر ممكن من اإليرادات‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫الحصول على شهرة كبيرة في األسواق‪I.‬‬ ‫‪‬‬
‫زيادة اإليرادات و من ثم تنمية األرباح في المستقبل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحقيق أهداف المديرين الخاصة الذين ترتبط‪ I‬مصالحهم برقم المبيعات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مراعاة اإلحتفاظ بسيولة مناسبة و موقف‪ I‬مالي سليم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهداف المشاريع االستثمارية العامة‬

‫و يكون الهدف المسطر هنا هو تحقيق األهداف العامة لالقتصاد القومي ‪ ،‬و المصلحة العامة‬
‫للمجتمع و تعظيم‪ I‬المنفعة العامة ‪ ،‬إال أن هذا الهدف ليس الوحيد للمشاريع العامة ‪ ،‬و بالتالي هناك‬
‫أهداف أخرى يمكن رصدها لتلك المشاريع باإلضافة إلى مجموعة أهداف اقتصادية و مالية و‬
‫إستراتيجية أخرى ‪.‬‬

‫قيام بعض المشاريع المرتبطة باألمن القومي للدولة مثل ‪ :‬صناعة األسلحة و الفخار‪ ...‬قد يكون‬
‫الغرض منها هو الحصول على موارد مالية لتمويل النفقات بدال من لجوئها لفرض ضرائب جديدة‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و من هنا يمكن القول أن األوزان النسبية لمعايير الربحية االقتصادية أو التجارية تغلب على‬
‫المشاريع‪ I‬الخاصة ‪ ،‬و األوزان النسبية لمعايير الربحية االجتماعية تغلب على المشاريع العامة ‪ ،‬مع‬
‫ضرورة تحقيق الكفاءة االقتصادية في تشغيل كال النوعين من المشاريع‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مراحل بناء مشروع استثماري‬


‫‪1‬‬
‫يمر المشروع‪ I‬بالمراحل التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬مرحلة تحديد المشروع ‪ :‬حيث يبدو‪ I‬المشروع كفكرة استثمارية تطرأ على ذهن المستثمر و‬
‫تمثل هذه الفكرة النواة األساسية لسلسلة من التحليالت الوصفة و الكمية التي ينشأ عنها اتخاذ قرار‪I‬‬
‫بتنفيذ فرصة استثمارية معينة ‪.‬‬

‫‪ -2‬مرحلة إعداد المشروع ‪ :‬تتضمن هذه المرحلة إعداد دراسات جدوى‪ I‬المشروع من النواحي‬
‫المختلفة اآلتية ‪:‬‬

‫الجدوى‪ I‬الفنية للمشروع‪ I:‬إي إمكانية تنفيذها فنيا ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫الجدوى‪ I‬التسويقية أو دراسة السوق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الجدوى‪ I‬التمويلية للمشروع‪I.‬‬ ‫‪‬‬
‫الجدوى‪ I‬المالية أو التجارية للمشروع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الجدوى‪ I‬االجتماعية للمشروع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الجدوى‪ I‬اإلدارية و التنظيمية للمشروع‪I.‬‬ ‫‪‬‬

‫و تنتهي هذه المرحلة بإعداد تقرير المشروع‪ ، I‬و تقوم بإعداد المشروع‪ I‬و دراسة جدواه الجهات‬
‫المسؤولة عن تنفيذه إما بنفسها أو عن طريق‪ I‬الهيئات االستثمارية التي تعينها‪.‬‬

‫‪ -3‬مرحلة تقييم المشروع قبل تنفيذه ‪:‬‬

‫و تشمل التقييم المالي أو التجاري و التقييم االقتصادي‪ I‬و التقييم االجتماعي للمشروع‪ I‬قبل تنفيذه‬
‫لتقرير التنفيذ من عدمه ‪ ،‬و يقوم بتقييم المشروع قبل تنفيذه الجهات الممولة للمشروع سواء كانت‬
‫جهات قومية أو جهات أجنبية مقدمة للقروض تعتمد تلك الجهات في إجراء دراسات تقييم المشروع‪I‬‬

‫‪ - 1‬حسن أحمد توفيق‪ :‬التمويل و اإلدارة المالية في المشروعات‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪،1994 ،‬‬
‫ص ( ‪.) 105/106‬‬

‫‪50‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫على دراسات جدواه المعدة من قبل الجهات المسؤولة عن تنفيذه ‪ ،‬و أحيانا تقوم الجهات الممولة‬
‫بمساعدة الجهات المسؤولة عن تنفيذ المشروع في إعداد دراسات جدواه‪.‬‬

‫‪ -4‬مرحلة التنفيذ‪:‬‬

‫و تتضمن عمليات تحديد مراحل التنفيذ و توقيعها‪ ، I‬و التنفيذ و اإلشراف و الرقابة و تسجيل ما يتم‬
‫تنفيذه و تجدر اإلشارة هنا إلى أن التجارب أثبتت أنه إذا كان التنفيذ سيئا فإنه يؤدي إلى فشل‬
‫المشروع‪ I‬رغم ثبوت جدواه قبل تنفيذه ‪.‬‬

‫‪ -5‬مرحلة تقييم المشروع بعد تنفيذه‪:‬‬

‫و تشمل التقييم المالي أو التجاري و التقييم االقتصادي‪ I‬و التقييم االجتماعي للمشروع‪ I‬بعد تنفيذه ‪،‬‬
‫ويختلف‪ I‬تقييم المشروع‪ I‬بعد تنفيذه عن تقييم المشروع‪ I‬قبل تنفيذه رغم أن المقاييس المستخدمة فيها‬
‫واحدة ‪ ،‬في أن األول يعالج التدفقات الخارجة و الداخلة الفعلية للمشروع بعد تنفيذه بينما يعالج‬
‫الثاني التدفقات الخارجة و الداخلة المتوقعة أو المقدرة للمشروع‪ I‬قبل تنفيذه ‪ ،‬و قد تختلف التدفقات‬
‫الخارجية و الداخلية الفعلية عن تلك المقدرة أو المتوقعة إما لقصور‪ I‬في التوقع‪ I‬أو التقدير أو لقصور‪I‬‬
‫فيهما معا ‪ ،‬و بالتالي قد تختلف نتائج التقييم بعد التنفيذ عن نتائج التقييم قبل التنفيذ ‪ ،‬و يهدف التقييم‬
‫بعد التنفيذ إلى معرفة األسباب و االختالفات أو االنحرافات‪ I‬بين النتائج المخططة أو المستهدفة و‬
‫النتائج الفعلية ‪ ،‬و معرفة مواطن الضعف و مواطن القوة لالستفادة منها في تحسين المشروع نفسه‬
‫إذا سمح الوقت بذلك ‪ ،‬أو تحسين المشاريع المستقبلية ‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬اإلطار القانوني للمشاريع االستثمارية‬

‫يلعب دورا‪ I‬هاما حيث ينعكس سلبا أو إيجابا على جوانب المشروع المختلفة مثل اقتصاديات‬
‫التشغيل و الربحية المتوقعة و صافي‪ I‬التدفقات النقدية و مختلف مؤشرات تقييم المشروع كمقترح‬
‫استثماري قيد الدراسة و التحليل ‪ ،‬كما يرتبط بتحديد طبيعة المشروع ما بين مؤسسة فردية أو‬
‫شركة أشخاص أو شركة أموال و أبرزها شركات المساهمة و التوصية بالسهم و شركات ذات‬
‫مسؤولية محددة‪.‬‬

‫و تلعب اإلعفاءات الضريبية دورا فعاال في اختيار الشكل القانوني‪ ، I‬المتوقع‪ I‬و القانون الذي يخضع‬
‫له المشروع الجديد نظرا ألن هذه اإلعفاءات تنعكس على ارتفاع صافي‪ I‬التدفقات النقدية المتوقعة‬
‫من المشروع‪ I‬و بالتالي التحسين من ربحيته‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫مدخل مفاهيمي للقروض البنكية‪ ،‬التمويل و المشاريع االستثماريةـ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما يرتبط هذا اإلطار‪ I‬بكل الجوانب القانونية المنظمة لعمل األجانب و تصاريح العمل و اإلقامة و‬
‫نسب المشاركة في رؤوس‪ I‬األموال و غير ذلك و هي أموال تمتد بآثارها إلى الجوانب الفنية و‬
‫المالية و التنظيمات للمقترحات االستثمارية ‪ ،‬و بشكل خاص ما يتصل بحقوق المعرفة الفنية و‬
‫‪1‬‬
‫مشاركة األجانب في مجلس إدارة المشاريع و حجم مساهمتهم‪ I‬المالية في إنشاء هذه المشروعات ‪.‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫من خالل دراستنا‪ I‬لهذا الفصل حاولنا إعطاء نظرة لكل من القروض البنكية ‪ ،‬التمويل و المشاريع‪I‬‬
‫االستثمارية بحيث نجد أن البنوك تغطي نقائص التمويل التي تعاني منها المشاريع االستثمارية من‬
‫خالل القروض التي تمنحها لها خاصة في السنوات األخيرة أي من خالل التمويل الجيد لهذه‬
‫المشاريع‪ I‬و هذا سعيا إلى إبراز أهم آليات تطبيق التمويل بهدف إنشاء مشاريع استثمارية جديدة أو‬
‫التوسع في تلك المشار‪ I‬يع القائمة‪.‬‬
‫‪ - 1‬أحمد غنيم ‪ :‬قرارات إنشاء المشروعات الجديدة نظريا و تطبيقيا‪ I،‬دار المستقبل للطباعة و النشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1999 ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬


‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تمهيد ‪:‬‬

‫إن القروض البنكية تهدف إلى تحقيق التدفقات الالزمة لتمويل المشروعات االستثمارية بحيث‬
‫تحتاج هذه العملية إلى وضع سياسات لإلقراض تتجسد عن طريق تجميع أكبر قدر ممكن من‬
‫المعلومات عن المقترض قبل منحه القرض و هذا ما يستدعي االلتزام بالتطبيق‪ I‬الفعلي لآلليات و‬
‫إجراءات منح القروض البنكية لضمان تحقيق التوافق‪ I‬ما بين األهداف المتعارضة لمختلف أطراف‬
‫العالقة و ذلك من حيث السيولة و الربحية و المخاطر‪ I‬من جهة و متابعة تسديد المقترض لقرضه‬
‫باستعمال‪ I‬وسائل التغطية المتوفرة لدى البنك في ظل األخطار المتوقع حدوثها‪ I‬من جهة أخرى ‪.‬‬

‫و قد قسمنا هذا الفصل إلى ثالث مباحث حيث تناولنا‪ I‬في المبحث األول الوساطة البنكية و تطرقنا‪I‬‬
‫في المبحث الثاني إلى اآلليات و إجراءات منح القروض و في األخير يأتي المبحث الثالث لنتناول‬
‫فيه مخاطر‪ I‬منح القروض البنكية و إجراءات التحوط منها ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الوساطة البنكية‬

‫في عالم النقود هناك حاجة مستمرة إلى تداول أموال بمبالغ تختلف تبعا لطبيعة اإلعمال و حجمها و‬
‫تسمح للحركة المستمرة لنشاط بعض األفراد بالحصول على فائض مالي و تسبب ألطراف أخرى‬
‫عجز مالي ‪ ،‬فالوساطة البنكية تعتبر صانعة للتمويل و يعتبر ذلك من أهم النتائج التي تحققها تجميع‬
‫إدخارات صغيرة و متناثرة و جارية في أغلبها ‪ ،‬و تقوم بإعادة توزيعها على الذين هم في حاجة‬
‫إليها في شكل قروض كبيرة و مركزة و ذات فترات أطول‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم الوساطة البنكية و أنواعها‬

‫الفرع األول ‪ :‬مفهوم الوساطة البنكية‬

‫يمكن تعريف‪ I‬الوساطة البنكية في إطار السعي الدائم لكل أطراف‪ I‬العالقة باتجاه تلبية حاجاتهم و‬
‫تحقيق أهدافهم و ذلك من خالل التعاريف‪ I‬اآلتية ‪:‬‬

‫* الوساطة البنكية هي تلك الهيئات التي تسمح بتحويل عالقة التمويل المباشرة بين المقرضين و‬
‫المقترضين المحتملين إلى عالقة غير مباشرة ‪ ،‬فهي تختلق قناة جديدة تمر عبرها األموال من‬
‫أصحاب الفائض المالي إلى أصحاب العجز المالي حيث تقوم هذه الهيئات بتعبئة اإلدخارات‬
‫(الفوائض المالية الخاصة باألفراد و المؤسسات ) من جهة و القيام بمنح القروض إلى أطراف‬
‫أخرى و بهذه الطريقة فهي تصل بين طرفين متناقضين في أوضاعهما الحالية ‪ ،‬هم أصحاب‬
‫‪1‬‬
‫الحاجة إلى التمويل‪.‬‬

‫* الوساطة البنكية هي تلك الهيئات التي تربط بين أصحاب الفائض المالي و أصحاب العجز‬
‫المالي ‪ ،‬فهي تجمع فوائض التمويل من جهة و تقدمها في شكل قروض إلى أصحاب العجز المالي‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫نورد‪ I‬الشكل التالي لتوضيح فكرة الوساطة البنكية ‪:‬‬

‫‪ - 1‬طاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.7‬‬


‫‪ - 2‬البدوي السيد عبد الحافظ‪ :‬إدارة األسواق و المؤسسات المالية‪ ،‬مركز لغة العصر للكمبيوتر و الطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،1999 ،‬‬
‫ص ‪.32‬‬

‫‪55‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الوساطة‬
‫البنكية‬

‫شراء أوراق‪ I‬مالية‬


‫األفراد و‬ ‫منظمة األعمال ‪1.‬‬
‫منظمات األعمال‬ ‫و اإلفراد الذين ال‬
‫الذين لديهم فائض‬ ‫يتوافر لديهم من‬
‫في األموال وال‬ ‫األموال و لزيهم‬
‫تتوفر لديهم‬ ‫‪.‬فرص منتجة‬
‫فرص استثمارية‬
‫‪.‬الحكومة ‪2.‬‬
‫‪.‬منتجة‬

‫تمويل غير مباشر‪I‬‬

‫األسواق‬
‫المالية‬

‫الشكل ‪ :02‬عمل الوساطة البنكية‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أنواع الوساطة البنكية‬

‫‪56‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يمكن التمييز بين العديد من أنواع الوساطة البنكية و توجد العديد من المؤسسات التي تلعب دور‬
‫الوسيط‪ I‬البنكي في حدود‪ I‬خصائصه التنظيمية و طبيعته الوظيفية و يمكن حصر‪ I‬هذه المؤسسات‪ I‬في‬
‫‪1‬‬
‫نوعين ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المؤسسات المالية النقدية أو البنوك ‪ :‬يمكن تصنيف هذه المؤسسات إلى نوعين ‪:‬‬

‫‪ -1‬البنك المركزي‪:‬‬

‫البنك المركزي هو المؤسسة التي تتكفل بإصدار‪ I‬النقود في كل الدول و هو المؤسسة التي تترأس‬
‫النظام النقدي ‪ ،‬و لذلك يشرف‪ I‬على التسيير النقدي و يتحكم في كل البنوك العاملة في االقتصاد و‬
‫يعتبر البنك المركزي بنك البنوك و بنك الحكومة حيث يعودون إليه عندما يحتاجون إلى السيولة ‪،‬‬
‫فهو يقوم بإعادة تمويل البنوك عند الضرورة كما يقوم بتقديم التسبيقات الضرورية للحكومة في‬
‫إطار القوانين و التشريعات السائدة لذلك يقال أن البنك المركزي‪ I‬هو الملجأ األخير لإلقراض ‪.‬‬

‫وفي‪ I‬إطار السياسة العامة يجب أن تخضع المؤسسات المالية البنكية و غير البنكية إلى اللوائح و‬
‫التوجيهات التي يصدرها سواء تعلق ذلك بحجم السيولة التي يجب أن تحتفظ بها أو القروض التي‬
‫تقدم على منحها ‪ ،‬كما يجب أن تخضع إلى القواعد التي يحددها عندما تدخل في السوق النقدية و‬
‫باإلضافة إلى ذلك فإن البنك المركزي يتدخل في سوق الصرف‪ I‬من أجل دعم العملة الوطنية مقابل‬
‫العمالت األجنبية إذا استدعت الضرورة ذلك‪.‬‬

‫‪ -2‬البنوك التجارية‬

‫البنوك التجارية نوع من أنواع الوساطة البنكية التي تتمثل مهمتها األساسية في تلقي الودائع الجارية‬
‫للعائالت ‪ ،‬المؤسسات‪ I‬و السلطات العمومية و يتيح لها ذلك القدرة على إنشاء نوع خاص من نقود‬
‫الودائع‪.‬‬

‫من بين أهم االستخدامات‪ I‬المتاحة أمام هذه البنوك هي القيام بمنح القروض قصيرة األجل أو‬
‫القروض التجارية ‪ ،‬إنسجاما مع طبيعة الجزء األكبر من مواردها و ال تعتمد هذه البنوك في مثل‬
‫هذه العمليات من القروض علي رؤوس أموالها ‪ ،‬التي تمثل جزءا يسيرا مقارنة بودائع اآلخرين و‬
‫إنما تعتمد بالدرجة األولى على األموال المتلقاة من الغير في شكل ودائع ‪ ،‬ولقد أصبح بإمكان‬
‫البنوك التجارية أو المؤسسات‪ I‬النقدية قبول الودائع الزمنية سواء كانت ألجل أو إدخارية ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المؤسسات المالية غير النقدية‬


‫‪ - 1‬طاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ( ‪.) 11/13‬‬

‫‪57‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إن وصف هذه المؤسسات بأنها غير نقدية ال يعني أنها ال تستعمل النقود و لكن لكون طبيعة‬
‫مواردها‪ I‬ال تسمح بإنشاء النقود على خالف المؤسسات‪ I‬المالية النقدية و ال يمكن من حيث المبدأ ‪،‬‬
‫لهذه البنوك أن تحصل على ودائع جارية من الجمهور ‪ ،‬و هذا هو السبب في عدم قدرتها‪ I‬على‬
‫إنشاء نقود الودائع ‪ ،‬و عليه فإن الجزء األكبر من مواردها يتشكل بصفة أساسية من رؤوس‪ I‬أموالها‬
‫الخاصة ومن الودائع الزمنية التي تقوم عليها معظم نشاطاتها التمويلية ‪.‬‬

‫و نظرا لطبيعة مواردها‪ I‬فإن هذا النوع من الوساطة البنكية يقوم بمنح قروض متوسطة و طويلة‬
‫األجل باإلضافة إلى عمليات التوظيف‪ I‬المالي كإصدار‪ I‬السندات و المشاركة في مختلف المشاريع‪I‬‬
‫بالحصول‪ I‬على أسهم وعلى هذا األساس فهي تقوم بتنفيذ استثمارات طويلة األجل مستعملة رؤوس‬
‫أموالها الخاصة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬وظائف الوساطة البنكية‬

‫إن طبيعة العالقة بين هذين الطرفين‪ I‬هي عالقة مالية غير مباشرة بحكم وجود‪ I‬وسيط يدير هذه‬
‫العالقة‪ ،‬و هذا الوسيط هو البنوك التجارية‪ ،‬إذ تعمل هذه األخيرة على إدارة هذه العالقة من خالل‬
‫وظيفتين أساسيتين هما‪ :‬تعبئة الموارد‪ I‬و توظيفها‪I.‬‬

‫حيث أن عملية تعبئة الموارد هي الطرق‪ I‬أو الصيغ التي يتيحها الوسيط‪ I‬المالي ألصحاب الفائض‬
‫المالي لوصولهم‪ I‬إليه أو وصول‪ I‬فوائضهم‪ I‬المالية إلى الوسيط المالي منها‪ :‬شهادات اإليداع ‪ ،‬الودائع‬
‫ألجل ‪ ،‬أذون الخزينة ‪ ،‬بيع السندات و األسهم‪.‬‬

‫أما التوظيفات فتتمثل في تلك العمليات التي تمنحها البنوك بعدما تقوم بجمع تلك الموارد‪ I‬المالية‬
‫المتناثرة و الصغيرة ‪ ،...‬و تلك العمليات تتمثل في إعادة القيام بتوظيف مواردها‪ I‬و لعل أهم‬
‫‪1‬‬
‫األشكال التي توظف بها تلك األموال هي القروض و تتمثل هذه الوظائف‪ I‬في‪:‬‬

‫‪ -1‬دور الوسيط‬

‫تقوم البنوك بدور الوسيط‪ I‬من خالل استقبالها لإلدخار و التي تأتي بشكل رئيسي‪ I‬من أفراد المجتمع‬
‫و من ثم تقديمها على شكل قروض للمنظمات أو األفراد و ذلك لتوظيفها في مجاالت عملها المختلفة‬
‫‪ ،‬و تمارس البنوك هذا الدور الرئيسي لها باعتبارها‪ I‬حلقة الوصل بين وحدات الفائض و وحدات‬
‫العجز و الذي يحقق فاعلية و كفاءة االستخدام‪ I‬األمثل لألموال في االقتصاد ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Roze peter: commerciales bank management , 4 ème édition , MC graw-hill. Lrwin lnc, sieng a pore,‬‬
‫‪1999, p 18.‬‬

‫‪58‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬دور المدفوعات‬

‫تؤدي‪ I‬البنوك دور المسدد لقيم السلع و الخدمات لمصلحة زبائنها و من أمثلتها إصدار الصكوك‪ I‬و‬
‫إجراء المقاصة فيما بينها ‪ ،‬و إقامة قناة للمدفوعات اإللكترونية و غير ذلك ‪ ،‬و هذا الدور يمثل‬
‫دورا مهما بسبب أن نسبة كبيرة من المدفوعات المالية تتم عن طريق‪ I‬البنوك ‪.‬‬

‫‪ -3‬دور الكفيل أو الضامن‬

‫تؤدي‪ I‬البنوك دور الضامن و ذلك بوقوفها‪ I‬إلى جانب زبائنها‪ I‬من خالل تسديد ديونهم عند عدم‬
‫قدرتهم على السداد و من أمثلتها إصدار خطابات الضمان و االعتمادات المستندية و الكفاالت‬
‫البنكية ‪.‬‬

‫‪ -4‬دور إدارة المخاطر‬

‫و هو أحد األدوار المهمة و الحديثة للبنوك في ظل توسع و تنوع أعمالها و زيادة مخاطر أنشطتها‬
‫و لذلك عليها أداء هذا الدور من ناحيتين ‪ ،‬الناحية األولى في ظل استخدام األدوات الحديثة و‬
‫التقنيات لمواجهة مخاطر أعمالها مثل‪ :‬استخدام تقنيات إدارة الفجوة و أدوات التغطية ومن ناحية‬
‫أخرى من خالل مساعدة زبائنها‪ I‬إلجراء الترتيبات المالية الالزمة لمواجهة مخاطر عملياتها و‬
‫أنشطتها‪. I‬‬

‫‪ -5‬دور مستشار اإلدخار و اإلستثمار‬

‫و تتم هذه الوظيفة من قبل البنك من خالل مساعدة الزبائن بتحقيق كل أهدافهم طويلة األجل لتحقيق‬
‫حياة أفضل في مجاالت البناء‪ ،‬اإلدارة و حماية مدخراتهم‪.‬‬

‫‪ -6‬دور الحافظ األمين‬

‫و يتمثل هذا الدور في قيام البنوك بممارسة مهمة االحتفاظ بالممتلكات الثمينة كالذهب و‬
‫المجوهرات و المستندات و األموال و العائدة لزبائنها‪ ،‬و هي بذلك تقوم بالحفاظ عليها ‪.‬‬

‫‪ -7‬دور الوكيل‬

‫‪59‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و تمارس البنوك دور الوكيل عن طريق قيامها‪ I‬نيابة الزبائن في توظيف‪ I‬أموالهم في مجاالت‬
‫إقتصادية مختلفة ‪ ،‬و تؤدي‪ I‬أيضا هذا الدور لمصلحتهم ‪ ،‬و عادة ينجز هذا الدور من خالل قسم‪I‬‬
‫األمانة أو الثقة الموجودة في البنك ‪ ،‬وهذا هو الدور المهم الذي تلعبه هذه الوحدات ‪.‬‬

‫ومن خالل جميع تلك الوظائف تكون البنوك قد لبت معظم احتياجات زبائنها‪ I‬هذا من جهة ‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخري قامت بالتوفيق‪ I‬بين أصحاب الفائض المالي ‪ ،‬و أصحاب العجز المالي و أغلقت التبادل‬
‫بينهما ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور الوساطة البنكية في التمويل‬

‫يبرز دور‪ I‬الوساطة البنكية و التي تمثل البنوك أهم ركن فيها في قيام‪ I‬الهيئات المجسدة في البنوك‬
‫بمختلف أنواعها لتعبئة اإلدخارات (الفوائض المالية الخاصة باألفراد‪ I‬و المؤسسات) حيث تتيح لهم‬
‫فرصا‪ I‬متنوعة الستثمار‪ I‬مدخراتهم ‪ ،‬فهناك الودائع التقليدية (الودائع الجارية ألجل ‪ ،‬التوفير‪ I‬و‬
‫شهادات اإليداع) التي تعتبر فرص استثمارية جديدة للمدخرين الراغبين في توجيه أموالهم إلى‬
‫استثمارات‪ I‬قصيرة األجل و هناك أيضا السندات القابلة للتداول و التي تالءم المدخرين الذين‬
‫يفضلون توجيه مواردهم‪ I‬المالية إلى استثمارات‪ I‬طويلة األجل هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن‬
‫البنوك تقدم للمقترضين قروضا‪ I‬على مختلف أشكالها ( القصيرة ‪ ،‬المتوسطة ‪ ،‬الطويلة األجل )‬
‫أضف إلى ذلك فإن البنك قد يتوسع‪ I‬ليشمل عمليات التأمين و ممارسة أعمال اإلستثمار كما هو‬
‫الحال في البنوك الشاملة و قد يتعداه إلى تحقيق التكافل االجتماعي و شيء من المساواة بين أفراد‬
‫المجتمع خاصة عن طريق‪ I‬الزكاة كما هو الحال بالنسبة للبنوك اإلسالمية ‪.‬‬

‫فال شك أن ممارسة الوساطة تعتبر صانعة التمويل ‪ ،‬و يعتبر ذلك من أهم النتائج التي تحققها ‪ ،‬فهي‬
‫تجمع إدخارات صغيرة و متناثرة و جارية في أغلبها ـ األجل القصير‪ I‬ـ و تقوم بإعادة توزيعها على‬
‫الذين هم بحاجة إليها في شكل قروض كبيرة و مركزة و ذات فترة أطول فهي إذا تقوم باإلقتراض‪I‬‬
‫لفترات أطول مستعملة أموالها ال يمكن ألصحابها‪ I‬أن يطلبوها‪ I‬في أي لحظة ‪ ،‬و يعتبر هذا األمر من‬
‫أكبر النتائج التي تحققها الوساطة البنكية لذلك يمكن القول أن األخيرة قد استطاعت أن توافق ما بين‬
‫األهداف المتعارضة لمختلف أطراف العالقة ‪ :‬و ذلك من حيث السيولة و الربحية و المخاطر‪، I‬‬
‫ومن ثمة فإنه يتضح بجالء ذلك الدور البالغ األهمية للبنوك في التنمية االقتصادية ككل انطالقا من‬
‫االقتصاد الوطني ما هو إال قطاعات أو وحدات إقتصادية و أفراد يسعون في مجملهم إلى تحقيق‬
‫‪1‬‬
‫التنمية لإلقتصاد الوطني‪ I‬ككل‪.‬‬

‫‪ - 1‬منير إبراهيم هندي‪ :‬إدارة البنوك التجارية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.9‬‬

‫‪60‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬أهمية الوساطة البنكية في التمويل‬

‫إن وجود الوساطة البنكية في اقتصاد‪ I‬اليوم ضرورة حيوية ال لكونها متعامل إقتصادي‪ I‬مهم فحسب‬
‫و لكن كونها قد سمحت بإيجاد حلول لعديد من المشكالت المرتبطة بالتمويل و في الحقيقة يمكن‬
‫تسجيل أهمية وجود الوساطة البنكية لكل طرف‪ I‬من أطراف‪ I‬عالقة التمويل ‪.‬‬

‫‪ -1‬بالنسبة ألصحاب الفائض المالي‬

‫‪1‬‬
‫بالنسبة لهؤالء سمحت الوساطة البنكية بتحقيق مزايا عديدة نذكر أهمها فيما يلي ‪:‬‬

‫مصداقية البنك كوسيط مالي مضمونة و ليس مرجع ذلك إلى حجم السيولة التي يوفرها‪ I‬فقط‬ ‫‪‬‬
‫و إنما ( بصفة رئيسية ) نظرا للقوانين و التنظيمات المعدة خصيصا لحماية المودعين‬
‫فأموال‪ I‬المودع آمنة الحفظ و هو ما ال توفره عالقة التمويل المباشر‪.‬‬
‫يتيح وجود‪ I‬الوساطة البنكية لصاحب الفائض المالي إمكانية الحصول على السيولة في أي‬ ‫‪‬‬
‫وقت شاء فالبنوك مجبرة ـ بالقانون و مبدأ الحيطة و الحذرـ على اإلحتفاظ بجزء من‬
‫األموال بشكل سائل لمواجهة مثل هذه اإلحتماالت ‪.‬‬
‫يتجنب صاحب الفائض المالي مخاطر عدم التسديد‪ I‬التي تكون كبيرة في حالة اإلقتراض‬ ‫‪‬‬
‫المباشر‪ ، I‬فالبنوك‪ I‬لما تتوفر‪ I‬عليه من أموال ضخمة و لما تتمتع به من مركز مالي قوي‬
‫تكون على العموم في وضعية مالية تسمح لها بتنفيذ كل التزاماتها اتجاه المودعين الذين‬
‫تعتبر ودائعهم‪ I‬مبالغ صغيرة مقارنة بما تحتفظ به في حوزتها‪. I‬‬
‫وجود‪ I‬الوساطة البنكية يجنب ذوي الفائض المالي إنفاق الوقت و الجهد في البحث عن‬ ‫‪‬‬
‫المقترضين المحتملين ‪ ،‬فهم في الحالة يعرفون مسبقا الجهات التي يودعون فيها أموالهم‬
‫فالوساطة البنكية بحكم طبيعة نشاطها‪ I‬تتيح إمكانية مستمرة لقبول األموال في أي وقت ‪.‬‬

‫‪ -2‬بالنسبة ألصحاب العجز المالي‬

‫ليست مبالغة إذا قلنا أن هؤالء هم المبرر األول لوجود الوساطة البنكية فال معنى في الواقع لهذه‬
‫الوساطة إذا لم يكن هناك من يطلب خدماتها‪ ، I‬تظهر أهمية البنوك ألصحاب العجز المالي فيما‬
‫‪2‬‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬طاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.8‬‬


‫‪ - 2‬يحراز يعدل فريدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪61‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫توفير األموال الالزمة بشكل كاف وفي‪ I‬الوقت المناسب و البنوك تحقق العملية لما تتوفر‬ ‫‪‬‬
‫عليه من أموال ضخمة تجمعها بطريقة مستمرة من تدفقات الودائع الخاصة ‪.‬‬
‫و بالنسبة لمؤسسات‪ I‬القطاع الخاص فالبحث عن التمويل لرأس المال يعني البحث عن‬ ‫‪‬‬
‫نوعين من القروض ‪ ،‬تتكفل بتوفيرهما‪: I‬‬
‫قروض الصندوق أو قروض التجهيزات الصغيرة وهي ‪ :‬قروض‪ I‬قصيرة األجل و‬ ‫‪‬‬
‫تخص مبالغ قليلة نسبيا و تقدم من أجل تغطية ‪:‬‬
‫‪ ‬الصعوبات المؤقتة في السيولة ‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تمديد مصاريف‪ I‬استثنائية‪.‬‬
‫‪ ‬الرغبة في اقتناء و استبدال معدات معينة ‪.‬‬
‫قروض عقارية ‪ :‬لتلبية الرغبة في الحصول‪ I‬على الملكية أي تحقيق استثمار‪ I‬عقاري و‬ ‫‪‬‬
‫هي قروض متوسطة اآلجال ذات نسبة مرتفعة ‪.‬‬

‫‪ -3‬بالنسبة للبنوك ذاتها‬

‫إذا كانت الوساطة البنكية تؤدي كل هذه الخدمات لذوي الفائض و ذوي العجز المالي ‪،‬فماذا تستفيد‬
‫من وراء ذلك ؟‬

‫في الواقع ال تقوم البنوك بذلك بدون مقابل و إنما تستفيد الكثير من المكاسب يمكن ذكر أهمها فيما‬
‫‪1‬‬
‫يلي ‪:‬‬

‫الفائدة على القروض تعتبر‪ I‬تلك النسبة من المداخيل التي تنظم عائداتها ( أي البنوك ) بل‬ ‫‪‬‬
‫لعلها الدخل األكيد الذي تقوم عليه نشاطاتها‪.‬‬
‫استعمال موارد‪ I‬غير مكلفة في الغالب فالودائع‪ I‬الجارية هي الجزء الغالب في موارد البنوك‬ ‫‪‬‬
‫و يجب أن نعلم أن هذا النوع من الودائع ال يكلفها أي شيء حيث أن معظم األنظمة النقدية‬
‫العالمية تمنح فوائد لهذا النوع من الودائع‪.‬‬
‫الحصول على ودائع يسمح للبنوك بتوسيع‪ I‬قدرتها على منح قروض و ذلك بإنشاء نقود‬ ‫‪‬‬
‫الودائع و يعني هذا أن البنوك تستطيع‪ I‬أن تمنح قروضا أكثر مما تحصل عليه حقيقة من‬
‫الودائع و هو بطبيعة الحال أمر يزيد من إمكاناتها‪ I‬في زيادة األرباح‪.‬‬

‫‪ -4‬بالنسبة لالقتصاد ككل‬

‫‪ - 1‬طاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.9‬‬

‫‪62‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إذا كانت الوساطة البنكية قد سمحت ألصحاب الفائض المالي و أصحاب العجز المالي لتفادي الكثير‬
‫من المصاعب المرتبطة بعالقة التمويل المباشر‪ I‬و االستفادة من العديد من المزايا المترتبة عن‬
‫االنتقال إلى عالقة التمويل غير المباشر فإن اإلقتصاد‪ I‬بدوره يستفيد من وجود‪ I‬هذه الوساطة في‬
‫‪1‬‬
‫كثير من الجوانب منها ‪:‬‬

‫منح القروض يساهم في النشاط‪ I‬فتعمل القروض على خلق فرص العمالة و زيادة الشرائية‬ ‫‪‬‬
‫التي بدورها تساعد على التوسع في استغالل الموارد‪ I‬االقتصادية و تحسين مستوى‬
‫المعيشة‪.‬‬
‫تفادي احتماالت عرقلة النشاط االقتصادي‪ I‬لعدم توافق الرغبات بين أصحاب الفائض‬ ‫‪‬‬
‫المالي‪ ،‬إن وجود‪ I‬مثل هذا التناقض في الرغبات سواء من حيث الوقت أو من حيث المبلغ‬
‫سوف‪ I‬يؤدي إلى خلق الكثير من اإلختالالت في األداء االقتصادي و الوساطة البنكية‬
‫وحدها قادرة على إلغاء هذا التناقض و بإمكانها أن تسمح بتفادي كل المشكالت‪.‬‬
‫يسمح وجود الوساطة البنكية بتوفير‪ I‬األموال الالزمة للتمويل بواسطة تعبئة اإلدخارات‬ ‫‪‬‬
‫الصغيرة و تحويلها إلى قروض ذات مبالغ كبيرة ‪.‬‬
‫تقليص اللجوء لإلصدار النقدي الجديد ( ذات طبيعة تضخمية ) بتعبئة السيولة الموجودة و‬ ‫‪‬‬
‫لكن القدرة على هذه التعبئة ترتبط إلى حد كبير لما مدى فعالية البنوك ذاتها في أداء دورها‬
‫كجامعة لألموال‪.‬‬

‫و بعد أن تجلى لنا بوضوح الدور‪ I‬الفعال و الفاعل الذي تلعبه البنوك كوسيط‪ I‬بين أصحاب العجز‬
‫المالي و أصحاب الفائض المالي و كمنشئ للنقود و حافظا‪ I‬لها و كمقرض لالقتصاد‪ I‬الوطني و‬
‫الدافع لسيرورته اتضحت لنا أهمية البنوك في العالقة التمويلية غير المباشرة خاصة بالنسبة‬
‫للقطاع الخاص و العام ‪ ،‬فإنه يصبح الزما علينا معرفة اإلجراءات و الخطوات المنتهجة التي‬
‫تمكننا من الوصول إلى تفعيل ذلك الدور‪ I‬و اإلستفادة من تلك األهمية استفادة مثلى‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬آليات و إجراءات منح القروض البنكية‬

‫ال توجد‪ I‬سياسة نمطية موحدة تطبق بكافة البنوك التجارية ‪ ،‬بل تختلف السياسة االقراضية من بنك‬
‫ألخر وفقا ألهدافه و مجال تخصصه و حجم رأس ماله ‪ ،‬لذلك يتعين على كل بنك تجاري‪ I‬رسم‬
‫سياسة لإلقراض خاصة يثبت فيها اتجاهات و كيفية استخدام األموال و األسس التي تبنى عليها‬
‫قرارات اإلقراض و متابعتها قياسا بالسياسة المرسومة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الحميد عبد المطلب‪ :‬البنوك الشاملة – عملياتها و إدارتها – ‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص ‪.105‬‬

‫‪63‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم السياسة االقراضية‬

‫* تعرف السياسة االفتراضية على أنها ذلك اإلطار الذي يتضمن مجموعة المعايير و الشروط‬
‫اإلرشادية تزود‪ I‬بها إدارة منح االئتمان المختصة بما يحقق عدة أغراض ‪ ،‬لتوفير‪ I‬عامل الثقة لدى‬
‫العاملين باإلدارة بما يمكنهم من العمل دون خوف من الوقوع‪ I‬في خطأ و توفير‪ I‬المرونة الكافية أي‬
‫سرعة التصرف‪ I‬بدون الرجوع إلى المستويات العليا للموقف طالما أن ذلك داخل نطاق‪ I‬السلطة‬
‫‪1‬‬
‫المفوضة إليهم‪.‬‬

‫* تعرف السياسة اإلقراضية بأنها مجموعة المبادئ و األسس التي تنظم أسلوب دراسة و منح‬
‫التسهيالت االئتمانية و أنواع األنشطة االقتصادية التي يمكن تمويلها و كيفية تقدير مبالغ التسهيالت‬
‫‪2‬‬
‫المطلوب منحها و أنواعها و أجالها الزمنية و شروطها‪.‬‬

‫* كما يمكن تعريف السياسة اإلقراضية على أنها تلك القواعد و اإلجراءات و التدابير المرتبطة‬
‫بتحديد حجم و مواصفات القروض و كذا الشروط‪ I‬و ضوابط‪ I‬منحها و متابعتها و تحميلها بحيث‬
‫‪3‬‬
‫يجب أن تكون هذه السياسة مرنة ‪.‬‬

‫و من مجمل هذه التعاريف يمكن استخالص التعريف اإلجمالي التالي ‪:‬‬

‫* السياسة اإلقراضية هي تلك السياسية التي تضعها اإلدارة العليا للبنك و التي يتحدد فيها مجاالت‬
‫استخدام‪ I‬األموال ضمن قواعد و أسس و شروط و معايير معينة حيث يشترط‪ I‬أن تكون هذه السياسة‬
‫مكتوبة ألن تدوين السياسة يؤدي إلى سهولة إيصال المعلومات و دقتها إلى المسؤولين عن حجم‬
‫القروض و نوعيتها و الشروط الواجب مراعاتها عند منح القروض فكتابة السياسة يؤدي إلى زيادة‬
‫توثيق‪ I‬المعلومات و البيانات المتعلقة باإلقراض موازنة بالسياسة اإلقراضية الشفوية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مكونات السياسة االقراضية‬

‫تتمثل السياسة االقراضية في مجموعة النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬االعتبارات القانونية ‪:‬‬

‫‪ - 1‬عبد الغفار حنفي و عبد السالم أبو قحف‪ :‬اإلدارة الحديثة في البنوك التجارية‪ ،‬المكتب‪ I‬العربي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،1993 ،‬‬
‫ص ‪.141‬‬
‫‪ - 2‬صالح الدين حسن السيسي‪ :‬قضايا مصرفية معاصرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ - 3‬عبد الحميد عبد المطلب‪ :‬البنوك الشاملة – عملياتها و إدارتها – ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.118‬‬

‫‪64‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تتضمن الشروط‪ I‬و القيود القانونية الخاصة بمنح القروض لكي ال تحدث اختالفات بين سياسات‬
‫البنك ‪،‬و التشريعات المنظمة للعمل البنكي و السياسات اإلقراضية و القيود التي يصفها البنك‬
‫‪1‬‬
‫المركزي‪I.‬‬

‫‪ -2‬تحديد أنواع القروض التي يمنحها البنك‪:‬‬

‫من المكونات األساسية لإلقراض في البنك التجاري النص علي القروض التي يتعامل فيها البنك و‬
‫بذلك يتم الفصل المبدئي بين القروض المقبولة التي تتماشى مع سياسة البنك و تلك الغير مقبولة ‪،‬‬
‫مثال ذلك ‪:‬إذا كان من سياسة البنك التوسع في منح االئتمان لتمويل عمليات استيراد السلع من‬
‫الخارج ‪ ،‬و لكنه ال يمنح قروض ألغراض اإلسكان ففي هذه الحالة إذا تقدم زبون بطلب الحصول‬
‫‪2‬‬
‫على قرض لتمويل عمليات إنشاء مساكن ال ينظر في هذا الطلب باعتباره مخالفا لسياسة البنك‪.‬‬

‫‪ -3‬األهلية االئتمانيةـ ‪:‬‬

‫من أهم االعتبارات التي يجب أن تؤخذ عن وضع السياسة اإلقراضية هو توافر الشروط‪ I‬القانونية‬
‫في المنشآت المقترضة قبل إقراضها‪ I‬إضافة إلى بعض الشروط التي تتعامل بها البنوك كنسبة‬
‫األرباح المحققة ‪ ،‬و حد أدنى من رأسمال و االحتياطات و بعض النسب التي يمكن االستناد عليها‬
‫كمعايير‪ I‬في تحليل هيكل التمويل لهذه المنشآت و أن ال تمنح القروض إال بعد تحليل المركز‬
‫اإلئتماني‪ I‬للزبون ‪ ،‬كذلك يشترط أن تعلم هذه السياسة القيود القانونية و التشريعات المنظمة للسياسة‬
‫‪3‬‬
‫النقدية االئتمانية‪.‬‬

‫‪ -4‬المنطقة التي يخدمها البنك ‪:‬‬

‫و تمثل نطاق و امتداد نشاط البنك و تتوقف‪ I‬على حجم البنك و مقدرته على خدمة زبائنه ‪ ،‬و قدرته‬
‫على تحمل مخاطر اإلئتمان ‪ ،‬و ال شك أن لرأسمال البنك تأثير في تحديد المنطقة و يعتبر هذا‬
‫‪4‬‬
‫العامل من أكثر العوامل أهمية بالنسبة لوظيفة منح االئتمان مقارنة بالوظائف األخرى‪.‬‬

‫‪ -5‬حجم القروض ‪:‬‬

‫‪ - 1‬خالد وهيب الراوي‪ :‬إدارة العمليات المصرفية‪ ،‬دار المناهج‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2003 ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪ - 2‬عبد الغفار حنفي و عبد السالم أبو قحف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ - 3‬زوايدية مريم و أخريات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ - 4‬فالح حسن السيسي و مؤيد عبد الرحمن الدوري‪ :‬إدارة البنوك – تحليل كمي و استراتيجي معاصر– ‪ ،‬دار وائل للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫عمان ‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2003 ،‬ص ‪.130‬‬

‫‪65‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يحدد حجم القروض باستخدام‪ I‬أحد المؤشرات األكثر شيوعا و هو نسبة القروض إلى الودائع و لذلك‬
‫‪1‬‬
‫فإن ازدياد هذه النسبة سوف يؤدي إلى زيادة األرباح‪.‬‬

‫‪ -6‬الرصيد المعروض ‪:‬‬

‫يعرف الرصيد‪ I‬المعوض بأنه استبقاء جزء من مبلغ القرض كضمان و بالتالي التعويض عن‬
‫المخاطر‪ I‬اإلئتمانية المحتملة و تختلف نسب هذه األرصدة المعوضة من بنك آلخر إال أنها عموما‬
‫‪2‬‬
‫تتراوح ما بين‪ 10 :‬إلى ‪ % 20‬من مبلغ القرض و تحقق هذه األرصدة الفوائد التالية ‪:‬‬

‫تقليل درجة المخاطر اإلئتمانية التي قد يتعرض لها البنك ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلستفادة من األرصدة المعوضة كمصدر‪ I‬األموال و استخدامها في مجاالت أخرى ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -7‬سعر الفائدة على القرض ‪:‬‬

‫يتمثل هذا العنصر في التكلفة المترتبة عن منح اإلئتمان و يحظى تحديد سعر الفائدة بأحكام متناهية‬
‫‪3‬‬
‫و يتأثر بـ ‪:‬‬

‫أسعار الفائدة المتداولة في السوق ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫درجة المنافسة بين البنوك ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حجم الطلب على القروض و حجم األموال المتاحة لدى البنوك ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تكلفة إدارة القروض‪ ،‬و أسعار الفائدة على الودائع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سعر الخصم الذي يحدده البنك المركزي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حجم القرض و أجل استحقاقه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نوع القروض سواء بضمان أو بدون ضمان‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -8‬ملفات القروض ‪:‬‬

‫قد تنص سياسة اإلقراض علي تخصيص ملف لكل قرض يتضمن طلب اإلقراض ‪ ،‬القوائم المالية‬
‫عن النسبة الحالية و عن السنوات السابقة و أي تقرير حصل عليه البنك من الغير بشأن الزبون و‬
‫ينبغي أن يتضمن الملف كذلك سجل تاريخي عن مدى التزام الزبون باإلتفاق مع البنك و األرباح‬

‫‪ - 1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.131‬‬


‫‪ - 2‬عبد الحميد عبد المطلب‪ :‬البنوك الشاملة – عملياتها و إداراتها – ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪ - 3‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.120‬‬

‫‪66‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التي حققها البنك من القروض السابقة للزبون الحصول عليها ‪ ،‬و ملخص دوري‪ I‬عن موقف‪ I‬الزبون‬
‫‪1‬‬
‫في عالقته مع البنك ‪.‬‬

‫‪ -9‬متابعة القرض ‪:‬‬

‫قد تنص سياسات االقتراض على ضرورة متابعة القروض التي تم تقديمها الكتشاف أي صعوبات‬
‫‪2‬‬
‫محتملة في السداد بما يسمح باتخاذ اإلجراءات المناسبة في الوقت المناسب ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬العوامل المؤثرة في السياسة االقراضية‬


‫‪3‬‬
‫يمكن تحديد أهم العوامل المؤثرة في السياسة اإلقراضية للبنك التجاري‪ I‬كما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬رأس المال‪ :‬هناك عالقة قانونية بين مقدار رأس المال الممتلك من جهة و حجم القروض‬
‫الممنوحة للشخص من جهة أخرى حيث هناك ارتباط‪ I‬بين الخسائر المحتملة التي قد يتعرض لها‬
‫البنك و بين رأس المال الممتلك‪.‬‬

‫يستخدم‪ I‬رأس المال الممتلك كحاجز أو واقي يمنع تسرب الخسائر إلى الودائع و كلما زاد رأس‬
‫المال الممتلك زادت قابلية البنك على تحمل الخسائر إضافة إلى أن زيادة رأس المال الممتلك تمكن‬
‫البنك من إطالة أحد قروضه نظرا ألن الودائع عرضة للسحب بينما ال يسحب رأس المال الممتلك‬
‫ما دام البنك يبقى قائما ‪.‬‬

‫‪ -2‬الربحية ‪ :‬تعد الربحية من االتجاهات األساسية التي يجب مراعاتها في أية سياسة إقراضية و‬
‫ألي من البنوك التجارية و ذلك ألنها ضرورية لنجاح البنك باعتباره إحدى المنشآت الهادفة إلى‬
‫الربح ‪ ،‬أذا فالبنوك التي تهدف إلى تحقيق أقصى األرباح تعتمد سياسة إقراضية مرنة أو متساهلة و‬
‫بالعكس فالبنك الذي يتمتع بمستوى محدد من األرباح و ال يريد أن يتعرض إلى خسارة فإنه يعمد‬
‫إلى إتباع سياسة إقراضية مشددة و الفرق بين المتشدد‪ I‬و المرن في هامش المخاطر‪ I‬حيث يكون‬
‫عاليا عند االعتماد على سياسة مرنة و يكون منخفضا في حالة السياسة المتشددة ‪.‬‬

‫‪ -3‬استقرار الودائع ‪ :‬يقصد بالودائع المستقرة الودائع التي ال تتعرض إلى عمليات سحب‬
‫متكررة خالل فترة زمنية قصيرة ذلك أن الودائع المذبذبة ستحد من قدرة البنك في اعتماد سياسة‬

‫‪ - 1‬فالح حسن السيسي و مؤيد عبد الرحمن الدوري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ - 2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪ - 3‬خلة نوال و دخاخنة وفاء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ( ‪. ) 72/73‬‬

‫‪67‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إقراضية متساهلة ألن هذه الودائع هي أموال اآلخرين و يحقق له سحب بعضها‪ ( I‬الودائع تحت‬
‫الطلب ) متى شاء و دون أخطار ‪.‬‬

‫‪ -4‬سياسة البنك المركزي ‪ :‬يمكن للبنك المركزي‪ I‬و من خالل أدواته النقدية التأثير في السياسة‬
‫اإلقراضية للبنوك التجارية فلو اعتمد البنك المركزي سياسة متشددة ستضطر على أثرها البنوك‬
‫التجارية إلى تقليص حجم اإلقراض و بالعكس لو اتبعت سياسة متساهلة ( في فترات الرخاء ) ألدى‬
‫ذلك إلى زيادة حجم اإلقراض‪.‬‬

‫‪ -5‬األوضاع االقتصادية السائدة ‪ :‬عندما تكون الظروف االقتصادية للبلد مستقرة و كذلك‬
‫المنطقة التي يعمل فيها البنك أو التي تتركز فيها فروعه فإن ذلك يشجع البنك على التساهل في منح‬
‫القروض موازنة بالظروف‪ I‬و األوضاع‪ I‬غير المستقرة في البلد و المنطقة فإنها تؤدي بالبنك إلى‬
‫التحفظ كثيرا عند منح القروض ‪.‬‬

‫‪ -6‬شدة المنافسة بين البنوك ‪ :‬كلما زادت شدة المنافسة بين البنوك سواء كانت هذه المنافسة‬
‫سعرية أم غير سعرية زاد حجم هذه البنوك للحصول على زبائن لتعظيم أرباحها و في بعض‬
‫البلدان تكون المنافسة ملغاة فيتم التركيز في ذلك على المنافسة السعرية ‪.‬‬

‫‪ -7‬حاجات اقتصاد اإلقليم ‪ :‬عندما توجد البنوك في منطقة معينة أو إقليم معين فإنها تكون‬
‫مسؤولة عن المشاركة في تطوير‪ I‬تلك المنطقة أو اإلقليم من خالل ما تقدمه من خدمات بنكية‬
‫كالتساهل في منح القروض و تنوعها على القطاعات االقتصادية المختلفة لتوسيع حجم االستثمار‬
‫فيها‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬الشروط و اإلجراءات المتبعة لمنح القروض البنكية‬

‫الفرع األول ‪ :‬شروط و معايير منح القروض البنكية‬

‫بعد تحديد نوعية القروض و مجاالت منح االئتمان التي يتعامل فيها البنك ‪ ،‬يتبقى تحديد الشروط‬
‫الواجب توفرها‪ I‬لقبول طلب الحصول على قرض ‪،‬و بذلك يشكل أساس القبول المبدئي و بناءا على‬
‫ذلك تتم اإلجراءات األخرى بالتحدي و االستقصاء عن طلب القرض ‪ ،‬من حيث سمعته و مركزه‬
‫‪1‬‬
‫المالي ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬إجراءات منح القروض البنكية‬


‫‪ - 1‬عبد الغفار حنفي‪ :‬إدارة المصارف‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص ‪.234‬‬

‫‪68‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إن عملية منح القروض من قبل البنوك التجارية تمر بمراحل ثالث‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المرحلة اإلدارية‪ ( :‬تكوين الملف )‬

‫يتم في هذه المرحلة جمع المعلومات الالزمة و خاصة بالقرض ( تكوين الملف ) و بالمقترض‬
‫(االستعالم عن الزبون)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -1‬تكوين الملف و دراسته قانونيا‪ I‬و إداريا ‪ :‬و يتضمن ما يلي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬مكونات ملف القرض‪ :‬عادة يشمل الملف النموذجي‪ I‬للقرض على الوثائق‪ I‬التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬طلب القرض ‪ :‬يتقدم الزبون بطلب الحصول‪ I‬على القرض وفقا لنموذج معد من البنك يحدد‬
‫فيه القرض و فترة القرض و جدول السداد ‪.‬‬

‫‪ -‬عقد القرض ‪ :‬عقد بموجبه يتفق الطرفان أي إدارة االئتمان و طالب القرض على شروط‬
‫التعاقد‪ I‬و بنود التفاوض و يتضمن تحديد مبلغ القرض و كيفية صرفه و طريقة سداده ‪ ،‬و‬
‫الضمانات التي يحتاجها البنك و سعر الفائدة ‪.‬‬

‫‪ -‬وثائق الرهن ‪ :‬ضمن هذا اإلجراء فإن إدارة االئتمان تطلب من الزبون تقديم وثائق خاصة‬
‫بالضمان من ناحية إثبات الضمان و صالحيته ‪.‬‬

‫‪ -‬مستند الكفالة ‪ :‬يتعلق األمر بالقروض لمضمونة بكفالة شخصية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الدراسة القانونية و اإلدارية للملف ‪ :‬من خالل هذه الدراسة يتم التأكد و التدقيق‪ I‬حول صحة‬
‫الوثائق‪ I‬المقدمة و قانونيتها و سريان نشاطها‪ ، I‬مثال ‪ :‬صحة السجل التجاري‪ I‬و نشاط المؤسسة ‪ ،‬و‬
‫مدى قانونية المخول لها باإلدارة و التعاقد‪ I‬باسم المؤسسة أو المتعامل مع البنك ‪ ،‬التأكد من صحة‬
‫البيانات المالية و المحاسبية المقدمة للبنك ‪.‬‬

‫‪ -2‬االستعالم عن الزبون ‪:‬‬

‫قد ترد بعض المعلومات و البيانات عن الزبون عن الملف االئتماني تتسم بنوع من عدم الدقة أو‬
‫التضليل تجعل القرار اإلئتماني محاط بدرجة عالية من المخاطر لذلك فإن إدارة اإلئتمان تستكمل‬
‫بياناتها‪ I‬من خالل عملية االستعالم البنكي عن الزبون حيث تعتبر عملية جمع المعلومات الخطوة‬
‫األولى التي تسبق عملية التحقيق من المعلومات و تحليلها ‪ ،‬مع ضرورة اإلشارة إلى أن مصادر‬

‫‪ - 1‬حمزة محمود الزيدي‪ :‬إدارة االئتمان المصرفي و التحليل االئتماني‪ I،‬دار الورق‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2002 ،‬ص ( ‪.) 205/206‬‬

‫‪69‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المعلومات تتعد و تختلف حيث تتمكن إدارة اإلئتمان بشكل عام و الدائرة الخاصة باالستعالم‪ I‬البنكي‬
‫‪1‬‬
‫بشكل خاص مع الحصول عليها من خالل ثالث جهات ‪:‬‬

‫* مقابلة شخصية مع الزبون ‪:‬‬

‫من خالل إجراء المقابلة يمكن معرفة سبب طلب القرض و مدى مطابقة ذلك مع سياسة البنك‬
‫و القواعد المنظمة لإلئتمان البنكي و أيضا الحكم على سمعة الزبون و صدق المعلومات التي‬
‫يدلي بها ‪ ،‬و جمع معلومات من ماضي المنظمة و تطويرها‪ I‬و المركز التنافسي و إدارتها و‬
‫خططها‪ I‬المستقبلية ‪ ،‬و قد يطلب أيضا من طالب القرض تزويد‪ I‬البنك بمعلومات مالية قبل البث‬
‫في طلبه ‪.‬‬

‫* مصادر‪ I‬داخلية من البنك ‪:‬‬

‫قد يكون طالب االئتمان هو أحد الزبائن المعروفين للبنك لذلك يمكن إلدارة اإلئتمان أن تجمع و‬
‫تحصل على معلومات غاية في األهمية من سجالت البنك الداخلية عن الوضع المالي للزبون ‪،‬‬
‫و مستوى مالءمته المالية و تطور نشاطه التشغيلي و سجل شامل لتعامله خالل الفترة السابقة‬
‫مع البنك ‪ ،‬و عموما يمكن إجمال مصادر‪ I‬المعلومات الداخلية فيما يلي ‪:‬‬

‫حسابات الزبون لدى البنك أي طبيعة العالقة بينهما ‪ :‬دائنة أو مدينة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وضع الزبون المالي و سجل الشيكات المرتجعة الذي يخصه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كفاءة الزبون في التسديد اللتزاماته بتواريخ االستحقاق ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫طلبات الزبون فيما يخص دعوته لتخفيض أسعار الفائدة أو تأخير التسديد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مراجعات البنك للعمل و حصر‪ I‬تعامله ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫* المصادر‪ I‬الخارجية للبنك ‪:‬‬

‫تهتم إدارة االئتمان أو إدارة االستعالم‪ I‬في البنك التجاري بمصادرة المعلومات الخارجية حيث‬
‫تجمع كل ما يحيط من معلومات عن الزبون و أهم المصادر الخارجية للمعلومات ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬السجل التجاري ‪ :‬إن التوقعات إن حصلت في السجل التجاري تعطي بعض الدالالت عن‬
‫وضع الزبون و باإلمكان االطالع عليها و االطالع على إفادة السجل التجاري بصورة دورية‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الغفار حنفي و عبد السالم أبو قحف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.142‬‬

‫‪70‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬الموردون ‪ :‬يمكن للموردين أن يقدموا معلومات مفيدة عن استقامة و مكانة الزبون في‬
‫الوسط‪ I‬التجاري أو المهني و مدى احترامه لتوقيعه و تسديده اللتزاماته ‪.‬‬

‫‪ -‬رجال األعمال و التجار ‪ :‬من الممكن الوقوف على سياسة الزبون في البيع و المضاربات‬
‫من خالل استقصاء بعض المعلومات من المؤسسات التي تتعاطى في نفس الحقل‪.‬‬

‫‪ -‬البنوك األخرى ‪ :‬هناك وثيقة شرف‪ I‬لتبادل المعلومات البنكية فيما بين البنوك سواء كانت‬
‫محلية أو خارجية و تساعد على تزويد‪ I‬هذه المعلومات األعراف و التقاليد البنكية ‪.‬‬

‫‪ -‬الصحف و الجرائد الرسمية و النشرات التجارية ‪ :‬و تعطي هذه المجموعة من المصادر‬
‫مجموعة من المعلومات المهمة عن الزبون و شكل عالقته مع هذه النشاطات ‪.‬‬

‫‪ -‬مكاتب االستعالم الخاصة ‪ :‬إذ توفر بعض الدول مؤسسات متخصصة ممتهنة عملية‬
‫الحصول على المعلومات و تحليلها و نشرها ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مرحلة الدراسة االقتصادية و المالية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -1‬الجانب االقتصادي للدراسة ‪ :‬تتمثل الدراسة االقتصادية لملف القرض فيما يلي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬العامل البشري ‪ :‬ترتكز الدراسة على أهم عنصر في االئتمان أال و هو الثقة في الزبون‬
‫المقترض ‪ ،‬هذه الثقة تعتمد أساسا على مدى نزاهة و التزام الزبون بتعهداته و عقوده اتجاه‬
‫متعامليه من مجال نشاطه مع مرور‪ I‬الزمن ‪ ،‬إن تعدد و تكرار‪ I‬المعامالت بين البنك و‬
‫زبونه يمكنه من تقدير هذا الجانب المعنوي من عقد القرض‪.‬‬

‫ب‪ -‬العامل االقتصادي‪ : I‬و يتمثل في دراسة المحيط االقتصادي الذي يعمل فيه الزبون من‬
‫حيث طبيعة القطاع أو نشاطه سواء على المستوى‪ I‬الوطني أو الدولي ‪ ،‬يهدف التنبؤ‬
‫بمستوى األحوال االقتصادية فيما يتعلق بالقطاع المعني بالقرض‪.‬‬

‫جـ ‪ -‬العامل النقدي ‪ :‬تتمثل في دراسة السياسة النقدية العامة للدولة من حيث معدل الفائدة‪،‬‬
‫معدل الخصم و سياسة تأطير‪ I‬القروض ‪ ...‬الخ ‪ ،‬من السياسات األخرى التي من شأنها أن‬
‫تؤثر سلبا أو إيجابا على نشاط البنك فيما يتعلق بمنح االئتمان ‪.‬‬

‫د‪ -‬العامل االجتماعي ‪ :‬و هو دراسة موقع الزبون في مجال نشاطه من النزاعات العمالية و‬
‫االجتماعية عموما التي من شأنها أن تتعهد عرقلة النشاط المزعوم تمويله ‪ ،‬و كذا موقعه‬
‫‪ - 1‬محسن الخصري‪ : ‬الديون المتعثرة‪ ،‬ايتراك للنشر و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1997 ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪71‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫من ضغوطات السلطات العامة التي يمكن أن تضحي ببعض نواحي‪ I‬النشاط نتيجة سياسة‬
‫معينة يمكن أن تعود سلبا على الزبون ‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬دراسة المنتوج ‪ :‬وهو ما يتعلق بدراسة طبيعة المنتوج هل هو كمالي‪ ،‬تنافسي ‪،‬‬
‫ضروري‪ I‬أم هو نوع من الذي يمكن إحالله و من هذا يأتي عامل السعر لمعرفة القدرة‬
‫التنافسية لهذا المنتوج من حيث التكلفة‪ ،‬الجودة‪ ،‬الكمية سواء في الداخلي أو في الخارجي‪.‬‬

‫و‪ -‬دراسة السوق‪ : I‬هي دراسة تهدف أساسا إلى الوقوع‪ I‬على نتائج أعمال الزبون مستقبال‬
‫انطالقا من التنبؤ بواقع أعماله ‪ ،‬و تحديد وزن المؤسسة في السوق و تنصيبها في القطاع‬
‫ككل سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي‪ ، I‬و مدى استيعابها‪ I‬لكل من السوقين فضال‬
‫عن مدى توفرها على اإلمكانيات المادية و البشرية القادرة على التوغل في السوق بقوة ‪ ،‬و‬
‫مدى مواكبتها للتكنولوجيا المعاصرة في مجال التسويق‪ I‬بشكل عام ‪ ،‬بهدف التيقن من قدرة‬
‫الزبون على زيادة الربحية مستقبال من خالل الحفاظ أو العمل على زيادة و كسب أسواق‪I‬‬
‫جديدة لمنتوجه ‪.‬‬

‫ي‪ -‬الدراسة الفنية ‪ :‬كما يمكن أن تكون هناك دراسة فنية أو تقنية للمشروع المراد تمويله‬
‫خاصة إذا تعلق األمر بقرض متوسط‪ I‬أو طويل األجل أي قرض استثماري ‪ ،‬هذا البنك يلجأ‬
‫إلى دراسة األرضية المراد إقامة المؤسسة عليها باالستعانة بالمهندسين المختصين في‬
‫الهيئة العمرانية ‪ ،‬و كذا المختصين في جميع النواحي الفنية للمشروع ‪ ،‬فضال عن دراسة‬
‫آلة العمل ذاتها و طبيعة التجهيزات المستخدمة و كيفية استخدامها‪ I‬و تشغيلها و ما هي‬
‫مستويات طاقة إنتاجها ‪ ،‬و التقنيات المستخدمة في التنظيم و التسويق بشكل عام ‪.‬‬

‫‪ -2‬الجانب المالي للدراسة ‪:‬‬

‫بهدف التحليل المالي إلى قراءة المركز المالي للمؤسسة بطريقة مفصلة و استنتاج الخالصات‬
‫الضرورية بما يتعلق وضعها‪ I‬المالي و توازن و مدى كفاءته و من هنا يمكن استخالص نقاط‬
‫القوة و الضعف التي من شأنها مساعدة البنك على توضيح الرؤية أمامه عندما يقدم على منح‬
‫القرض ‪ ،‬و حتى يتمكن البنك من أخذ صورة عن الوضع المالي للمؤسسة عليه استعمال‬
‫ميزانيات و جداول حسابات النتائج للسنوات الثالثة األخيرة على األقل و كأول خطوة يجب‬
‫القيام بها في التحليل المالي هي االنتقال من الميزانية المحاسبية إلى الميزانية المالية ثم العمل‬
‫‪1‬‬
‫على وضع هذه األخيرة في صورة مختصرة نحسب من خاللها مختلف النسب المالية ‪*.‬‬
‫‪ * 1‬النسب المالية‪ :‬هي عبارة عن مؤشرات كمية تساعد على توفير معلومات هامة و مفيدة عن السيولة و القدرة على الوفاء بااللتزامات‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحلة اتخاذ القرار و متابعة القرض البنكي‬

‫‪ -1‬اتخاذ قرار منح القرض البنكي ‪:‬‬

‫في ضوء ما تسفر عنه الدراسة االقتصادية و السوقية و الفنية والمالية لطلب الزبون ‪ ،‬يبدأ‬
‫جهاز اإلئتمان بإعداد مذكرة عرض التسهيل اإلئتماني ‪ ،‬تلك المذكرة يتعين أن تتضمن البيانات‬
‫و المعلومات الالزمة و التي تمكن اإلدارة من تكوين رأي واضح عن الزبون طالب القرض و‬
‫من ثم اتخاذ القرار المناسب بمنح القرض أو عدم منحه و يمكن تقسيم البيانات التي ترد في‬
‫‪1‬‬
‫مذكرة عرض التسهيل اإلئتماني‪ I‬إلى مجموعتين ‪:‬‬

‫أ‪ -‬البيانات التقريرية ‪ :‬و تشمل هذه المجموعة من البيانات البنود التالية و هي تختلف من‬
‫بنك ألخر ‪:‬‬

‫تاريخ إعداد المذكرة ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫اسم الزبون سواء كان شخص طبيعي‪ I‬أو معنوي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نوع النشاط االقتصادي على مستوى‪ I‬القطاع‪ :‬صناعي ‪ ،‬زراعي ‪ ،‬تجاري ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السجل التجاري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البطاقة الضريبية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رأس المال المعلن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أسماء الشركات في حالة شركة أشخاص أو أموال ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بيان الوسائل المالية من الميزانية أو قائمة الدخل و كذا المركز المالي بما تم من‬ ‫‪‬‬
‫استخبارات‪ I‬استعالمية عن الزبون ‪.‬‬
‫حركة الحسابات المدنية و يفيد هذا البيان في التعرف على مدى استخدام‪ I‬كل زبون‬ ‫‪‬‬
‫لكامل رصيده علما أن تذبذب الرصيد المدين يعتبر مؤشرا‪ I‬جيدا لمسار السيولة ‪.‬‬
‫إحصاءات اإلئتمان البنكي لدى كل من البنك المقرض و البنوك األخرى‪. I‬‬ ‫‪‬‬

‫ب‪ -‬البيانات التحليلية ‪:‬‬

‫يتعين في نهاية مذكرة عرض التسهيل اإلئتماني تحديد نتائج التحليل المالي و االقتصادي و‬
‫البيئي و التي أعدت بمعرفة الخبراء المختصين ‪ ،‬مع تحديد لرأي إدارة الفرع معد التذكرة و‬

‫‪ -‬طاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ( ‪.) 145/146‬‬


‫‪ - 1‬محمد كمال خليل الحمزاوي‪ :‬اقتصاديات االئتمان المصرفي‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثانية‪،2000 ،‬‬
‫ص ( ‪.) 230/234‬‬

‫‪73‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التوصية بتقديم القرض و مقداره في حالة المرافقة و تقديم المبررات في حالة عدم منح‬
‫القرض ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -2‬تنفيذ و متابعة القرض ‪ :‬و يتضمن ‪:‬‬

‫أ‪ -‬تنفيذ قرار منح القرض ‪ :‬بصدور‪ I‬القرار النهائي بالموافقة على منح القرض و من سلطة‬
‫إدارة اإلئتمان يبدأ وضع هذا القرار بإبرام عقد القرض بين البنك و الزبون أولى مراحل‬
‫التنفيذ ‪ ،‬حيث يوقع كل من الزبون على العقد يعد استفاء ما قد يتضمن قرار‪ I‬منح االئتمان‬
‫من مالحظات ‪ ،‬وال يحق للمقترض البدء في استخدام القرض إال بعد التوقيع على العقد و‬
‫تقديمه للضمانات و يلي إبرام العقد إخطار كل الجهات الداخلية بالبنك بأهم عناصر االعتماد‬
‫المفتوح بمعرفة وحدة االئتمان و من أهم هذه العناصر‪: I‬‬

‫قيمة القرض ‪ ،‬القيمة السوقية للضمانات المقدمة ‪ ،‬سعر الفائدة ‪ ،‬تاريخ االستحقاق ‪ ،‬و يتعين‬
‫اإلشارة إلى ضرورة أن يكون لزبون اإلئتمان حساب جاري مدين الذي يعد أداة تنفيذ العملية‬
‫اإلئتمانية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬متابعة القرض ‪ :‬إذا صدر‪ I‬القرار بمنح القرض لزبون ما ‪ ،‬و بدأ الصرف منه وفقا لقواعد‬
‫متفق عليها بين البنك و الزبون ‪ ،‬تبدأ أكثر مراحل القرض خطورة أال و هي مهمة متابعة‬
‫نشاط الزبون و التي تنتهي بمهمة سداد قيمة القرض و يمكن اإلشارة بإيجاز إلى أن عملة‬
‫متابعة القرض تمر بثالث مراحل ‪:‬‬

‫متابعة قبل صرف القرض ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫متابعة أثناء صرف‪ I‬القرض ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫متابعة بعد صرف القرض و التي يتعين أن تشمل ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬المتابعة المالية و المتابعة االقتصادية ‪.‬‬

‫‪ -‬المتابعة السوقية و الفنية ‪.‬‬

‫و يمكن أن نوضح أهم الخطوات للحصول على قرض بنكي في الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ( ‪.) 234/235‬‬

‫‪74‬‬
‫الشكل ‪ :03‬اإلجراءات المتبعة لمنح قرض بنكي‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إنشاء ملف‬
‫طلبات مقبولة‬
‫قيمة القرض‬
‫توقيع العقد و صرف‬
‫طلبات مرفوضة‬

‫‪75‬‬
‫التفاوض مع الزبون‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬

‫القرض‬
‫العوامل المتحكمة في‬
‫على قرض‬ ‫القانونية للقرض‬ ‫المعلومات‬ ‫االقتصادية للقرض‬
‫بالـبنك‬
‫تقديم طلب الحصول‬ ‫معــاييــر متعــــلقـة‬ ‫الدراسة اإلدارية و‬ ‫مناقشة الزبون‬ ‫و جمع‬ ‫الدراسة المالية و‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مخاطر منح القرض و إجراءات التحوط منها‬

‫إن طبيعة العالقات التي تجمع بين البنك و زبائنه ترتبط ارتباطا وثيقا بمخاطر‪ I‬تنجم عن عملية‬
‫منح القروض ‪ ،‬و تنوع احتياجات الزبائن التمويلية من جهة ‪ ،‬و نشاط البنك الذي يبحث عن‬
‫أرباح مقابل تقديم القروض من جهة أخرى يجعل من هذه العملية تخضع لمخاطر‪ I‬عديدة ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم مخاطر القروض البنكية‬

‫هي خسارة محتملة يتضرر من جرائها المؤتمن و ال يواجهها المدين ‪ ،‬لذلك فهي تصيب مانح‬
‫القرض ‪ ،‬و ال تتعلق بعملية تقديم القروض فحسب بل تستمر حتى انتهاء عملية تحصيل كامل‬
‫المبلغ المتفق عليه و يكون السبب الرئيسي في المدين بسبب عدم التزامه و استطاعته و قيامه‬
‫برد أصل القرض و فوائده‪.‬‬

‫و بهذا فإن منح القرض هو تعبير عن المخاطرة الناجمة عن احتمال عدم استطاعة الزبون‬
‫بتسديد‪ I‬مبلغ القرض و احتمال تحقيق الخسارة نتيجة لذلك و تبعا لهذا فكل عملية اقتراض‬
‫تتضمن درجة معينة من المخاطر اإلئتمانية ألن اإلئتمان في كل األحيان يتضمن تأجيل الدفع و‬
‫‪1‬‬
‫الوعد به في المستقبل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أشكال مخاطر القروض البنكية‬

‫أوال‪ :‬المخاطر العامة‪ :‬و يقصد بها المخاطر‪ I‬التي تتعرض لها القروض بصرف النظر عن‬
‫طبيعة و ظروف‪ I‬المنشأة المقترضة و يمكن جمعها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬مخاطر أسعار الفائدة ‪:‬‬

‫يقصد بها احتمال تقلب أسعار الفائدة مستقبال فإذا تم التعاقد بين البنك و الزبون على سعر فائدة‬
‫معين على القروض ثم ارتفعت أسعار الفائدة في السوق‪ I‬بصفة عامة و ارتفعت معها أسعار‬
‫الفائدة على القروض التي على نفس درجة المخاطر مع القروض المتعاقد عليه ‪ ،‬هذا يعني أن‬
‫‪2‬‬
‫أموال البنك أصبحت موضوعة في استثمارات يتولد عنها العائد السائد في السوق‪.‬‬

‫‪ - 1‬حمزة محمود الزبيدي‪ :‬إدارة المصارف‪ ،‬مؤسسة الورق‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2000 ،‬ص ( ‪.) 210/211‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Sylive deconssergues : gestion de la banque, Dumod, Paris, 5eme édition, 2007, p 110.‬‬

‫‪76‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬مخاطر السوق و الدورات التجارية ‪:‬‬

‫إن التغيرات الجوهرية الحاصلة على النظام االقتصادي‪ I‬و السياسي‪ I‬أو وقوع‪ I‬أحداث على‬
‫المستوي‪ I‬المحلي أو المستوى العالمي له أثر كبير على العالقات اإلئتمانية القائمة بين البنك و‬
‫الزبائن ‪ ،‬فمتى‪ I‬كانت لتلك التغيرات آثار إيجابية على نشاط منشأة األعمال أمكن استرجاع‪ I‬ما‬
‫قدمه البنك من قيم ‪ ،‬أما إذا كانت سلبية فقد يؤثر على مقدرتها على الوفاء بالدين الشيء الذي‬
‫يجعل البنك عرضة لخطر عدم التسديد‪ I‬من طرف‪ I‬هؤالء نتيجة عجزهم و كذلك فمخاطر‪I‬‬
‫الدورات التجارية هي مخاطر‪ I‬ناشئة عن تعرض االقتصاد إلى هزات و أزمات تؤثر سلبا على‬
‫‪1‬‬
‫نشاط المؤسسة المقترضة و على مقدرتها على الوفاء بما عليها من التزامات‪.‬‬

‫‪ -3‬مخاطر أسعار الصرف ‪:‬‬

‫بالمعنى الواسع تعرف مخاطر‪ I‬الصرف على أنها احتمال أن تكون نتيجة عملية أو عموما‬
‫نشاط المؤسسة مختلفة عن النتيجة المتوقعة لتغير أسعار العمالت فيما بينها ‪ ،‬و ينتج هذا‬
‫الخطر عن بعض السياسات أو التدابير النقدية التي تتخذها السلطات النقدية و التي من شأنها‬
‫أن تؤثر على القيم الحقيقية للقروض الممنوحة كإجراء تخفيض قيمة العملية الذي يمثل خطرا‬
‫نقديا بالنسبة للبنك على اعتبار أنه يؤدي إلى فقدان قيم حقيقة بسبب انهيار و انخفاض قيمة‬
‫‪2‬‬
‫الوحدة النقدية أداة تقيم القروض ‪.‬‬

‫‪ -4‬مخاطر التضخم ‪:‬‬

‫إن تعرض البالد للتضخم بعد أن تم االتفاق بين البنك و الزبون سوف يترتب عن ذلك انخفاض‬
‫القوة الشرائية ألصل القرض و الفوائد و هذا ينعكس سلبا على البنك نتيجة لتزعزع المركز‬
‫‪3‬‬
‫المالي للزبون ‪.‬‬

‫‪ -5‬مخاطر الكساد ‪:‬‬

‫و يقصد بها اآلثار االقتصادية السلبية التي تعصف بنشاط المقترض و بالتالي على قدرته على‬
‫‪4‬‬
‫الوفاء بالتزاماته قبل البنك ‪.‬‬

‫‪ -6‬مخاطر سياسية ‪ ،‬اجتماعية ‪ ،‬طبيعية ‪:‬‬


‫‪ - 1‬منير إبراهيم هندي‪ :‬إدارة البنوك التجارية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.228‬‬
‫‪ - 2‬عبد الحق أبو عتروس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ - 3‬جبيحة أمنة و عواودة الزهرة‪ :‬القروض البنكية في مجال تمويل االستثمارات‪ I،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس‪ ،‬تخصص مالية‪،‬‬
‫جامعة قالمة‪ ،‬دفعة ‪ ،2009‬ص ‪.43‬‬
‫‪ - 4‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪77‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يمثل هذا النوع من األخطار انعكاسا لألوضاع العامة و المتعامل اإلقتصادي‪ I‬و محيطه‬
‫اإلقتصادي و اإلجتماعي و السياسي ‪ ،‬فهو مرتبط‪ I‬باألزمات مهما كان شكلها أو طبيعتها ‪ ،‬فهي‬
‫رتبت صعوبات و مشاكل جمة مرتبطة بالنسبة للمتعامل االقتصادي مع البنك مما تفقده القدرة‬
‫على الوفاء عند حلول آجاله ‪ ،‬و كذلك الحال بالنسبة للمخاطر المرتبطة بالظروف و األحوال‬
‫الطبيعية كالزالزل ‪ ،‬الفيضانات‪ ،‬الحرائق‪ ،‬الجفاف‪ ،‬األوبئة ‪ ...‬أو الظروف‪ I‬السياسة كالحروب‪I‬‬
‫و األزمات أو الظروف‪ I‬االجتماعية كاإلضراب ‪ ،‬و ما ينتج عن كل ذلك من األخطار فيما‬
‫يتعلق بالوفاء بااللتزامات‪ I‬اتجاه البنوك ‪ ،‬إن األحداث العامة سواء كانت سياسية‪ ،‬اجتماعية أو‬
‫طبيعية ‪ ،‬من الصعب عادة التنبؤ بها و حصرها‪ I‬و من ثم من الصعب التحكم فيها ‪ ،‬و أخذ‬
‫االحتياطات‪ I‬الكافية لمواجهتها‪ ، I‬فهي يمكن أن تؤدي بالبنوك بذاتها ‪ ،‬فالبنكي‪ I‬المحنك في‬
‫النشاط يعمل جاهدا على تجنب قدر اإلمكان هذه المخاطر مهما كان شكلها ‪ ،‬و مهما كانت‬
‫طبيعتها‪ I‬و كل ذلك من خالل اتخاذ جملة اإلجراءات و الوسائل لتجنب أو التقليل من حدة مثل‬
‫‪1‬‬
‫هذه المخاطر ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المخاطر الخاصة ‪ :‬ترتبط‪ I‬هذه المخاطر‪ I‬بالبنك أو بالزبون أو النشاط الذي ينتمي إليه‬
‫و تقسم إلى ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -1‬مخاطر متعلقة بالبنك ‪ :‬تتمثل في ‪:‬‬

‫أ‪ -‬مخاطر تجميد األموال ‪:‬‬

‫و هو الخطر الذي بمقتضاه يجد البنك أمواله مجمدة لدى الغير لتواريخ استحقاقها ‪ ،‬و‬
‫وضعياتها المختلفة ‪ ،‬فقد يقرض البنك أحد عمالئه و الذي ال يستغله كله و بما أن هذا النوع‬
‫من القروض يعتبر‪ I‬استخداما ألحد موارد‪ I‬البنك و الذي تكلفه تسديد فوائد ألصحابه ‪ ،‬فإنه في‬
‫مثل هذه الحالة يقع في وضعية تجميد ألمواله ‪.‬‬

‫ب‪ -‬مخاطر إدارية و محاسبية ‪:‬‬

‫‪ - 1‬طارق طه‪ :‬إدارة البنوك و تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص ‪.364‬‬
‫‪ - 2‬طارق عبد العال حمادة‪ :‬إدارة المخاطر – أفراد‪ ،‬إدارات‪ ،‬شركات‪ ،‬بنوك – ‪ ،‬الدار الجامعية للنشر و التوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.201‬‬

‫‪78‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و هو الخطر المرتبط‪ I‬بالعنصر البشري ‪ ،‬و قدرته على مواكبة تطور األعمال البنكية بإدخال‬
‫التكنولوجيا المعاصرة ‪ ،‬من حيث اإلجراءات اإلدارية و المحاسبية ‪ ،‬و قدرته على خلق و‬
‫تطوير‪ I‬تقنيات التسيير اإلداري‪ I‬و السياسي و إدخاله لألجهزة المعلوماتية في مجال متابعة و‬
‫تسيير‪ I‬استخدامات موارد البنك األساسية باالرتباط‪ I‬و التوقعات‪ I‬المستقبلية لألوضاع االقتصادية‬
‫و المالية مما يجنبه الوقوع في بعض المتاهات كالتأخير في تنفيذ العمليات أو اإلجراءات‬
‫البيروقراطية الثقيلة ‪ ،‬غير الفعالة ‪ ،‬و ما يرتبط بها من تشويه صورة البنك اتجاه متعامليه ‪ ،‬و‬
‫من ثم التأثير على قدرته التنافسية في مجال الصيارفة و ما لذلك من آثار سلبية على النشاط‬
‫المستقبلي و على وضعيته المالية أساسا ‪.‬‬

‫جـ ‪ -‬مخاطر‪ I‬السيولة ‪:‬‬

‫إن التحديد أو التعبير عن مخاطر موقف‪ I‬سيولة بنك على العموم‪ I‬يتم بواسطة الخريطة الزمنية‬
‫الستخدامات‪ I‬و مصادر‪ I‬األموال و يوفر كبر هذه الفجوات و استقرارها بمرور‪ I‬الوقت صورة‬
‫إجمالية لموقف السيولة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -2‬مخاطر متعلقة بالزبون ‪ :‬و تشمل ما يلي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬مخاطر العجز عن السداد ‪:‬‬

‫تعرف مخاطر‪ I‬العجز عن السداد بأنها احتمالية تفويت التزام الدفع حيث يتم اإلعالن عن العجز‬
‫بالدفع عندما ال يتم سداد مبالغ مجدولة في مواعدها لفترة أقل من ‪ 3‬أشهر بعد حلول موعد‬
‫السداد ‪ ،‬أو خرق اتفاق ما يؤدي عادة إلي التفاوض مع الزبون في حالة إتباع سياسة مرنة من‬
‫البنك و في حاالت أخرى قد تؤدي بعض االتفاقيات إلى السداد أو الدفع الفوري لكفالة‬
‫الديون ‪ ،‬و يمكن أيضا أن يحدث العجز االقتصادي‪ I‬عندما تنخفض القيمة االقتصادية لنشاط‬
‫الممول عن قيمة الديون فإن ذلك سوف يؤدي إلى فشل المشروع‪ I‬أي احتمال إفالس الزبون‬
‫طالب القرض ‪ ،‬و بالنسبة للبنك فإنه يعتبر أهم خطر على اعتبار أن تحصيل القرض غير‬
‫ممكن وهو ما يضطر البنك إلى اتخاذ إجراءات قانونية ‪ ،‬تكلفة مصاريف تؤثر على مردوده‬
‫المالي من جهة و تفوت عليه فرص أخرى من جهة أخرى لتوظيف أمواله نظرا للزمن الذي‬
‫تتطلبه المنازعات ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أحمد غنيم‪ :  ‬صناعة قرارات االئتمان و التمويل في إطار اإلستراتيجية الشاملة بالبنك‪ ،‬مطابع المستقبل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪ ،1998‬ص ‪.41‬‬

‫‪79‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إن حدة هذا الخطر تزداد شدتها كلما زادت األموال المقرضة مملوكة للغير في شكل ودائع‬
‫لدى البنك و التي اعتمد عليها في تقديم القروض بحيث في هذه الحالة يتحمل البنك تكاليف‬
‫مضاعفة ناتجة عن عدم تسديد‪ I‬األصل و فوائده ‪ ،‬فضال عن تحمله نفقات عمليات اإليداع و‬
‫الوفاء عند حلول اآلجال و هو ما يترتب عنه عسرا ماليا قد يؤدي‪ I‬بالبنك إلى اإلفالس ‪.‬‬

‫ب‪ -‬مخاطر متعلقة بشخصية الزبون ‪:‬‬

‫ترتبط‪ I‬هذه المخاطر‪ I‬بالعناصر الرئيسية المتعلقة بالجدارة االئتمانية للزبون ‪ ،‬مثل أهليته و‬
‫سمعته و نزاهته و التزامه و الوفاء بحقوق اآلخرين المتعاملين معه في مجال نشاطه و سلوكه‬
‫و أخالقه ‪ ،‬فقد يفقد الزبون أهليته كما قد يحدد سمعته الشخصية نتيجة سلوكيات اجتماعية‬
‫طرأت على سلوكه الشخصي‪ I‬بعد تحصله على القرض ‪.‬‬

‫جـ ‪ -‬النشاط الذي ينتمي إليه ‪:‬‬

‫ترتبط‪ I‬هذه المخاطر‪ I‬بطبيعة النشاط الذي يعمل فيه الزبون ‪ ،‬و ما هو معروف‪ I‬أن لكل قطاع‬
‫درجته من المخاطر تختلف باختالف الظروف‪ I‬التشغيلية و اإلنتاجية و التنافسية لوحدات‬
‫القطاع ‪.‬‬

‫و يمكن تلخيص أهم المخاطر‪ I‬التي تتعرض لها القروض البنكية في الشكل التالي ‪:‬‬
‫مخاط‬

‫مخاط‬

‫ينتمي‬
‫مخاط‬

‫الزبو‬
‫السدا‬
‫متعلق‬

‫القطا‬
‫متعلق‬

‫رصية‬
‫بالزب‬

‫الذي‬
‫العج‬

‫بشخ‬
‫مخا‬
‫طر‬

‫عن‬

‫إليه‬
‫رون‬

‫ع‬
‫ز‬

‫ر‬
‫ة‬

‫د‬
‫ة‬

‫‪80‬‬
‫اص‬
‫طر‬
‫الخ‬
‫الم‬
‫خا‬

‫ة‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشكل‪ : 04‬أشكال مخاطر القروض البنكية‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬إجراءات و أساليب التحكم في مخاطر القروض البنكية‬

‫‪ -1‬التحكم في المخاطر العامة ‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أ‪ -‬التحكم في مخاطر‪ I‬تغير أسعار الفائدة ‪:‬‬

‫تظهر مخاطر‪ I‬ارتفاع سعر الفائدة في المستقبل بوضوح بالنسبة للقروض ذات اآلجال‬
‫الطويلة ‪ ،‬و يمكن التغلب على هذه األخطار باالتفاق مع الزبون على استبدال القروض طويلة‬
‫األجل الذي يطلبه بقرض قصير األجل يتحدد لعدة مرات ‪ ،‬و يحمل سعر فائدة يتماشى مع‬
‫المستويات‪ I‬السائدة عند إجراء التجديد ‪ ،‬كما يمكن للبنك أيضا االتفاق مع الزبون على سعر‬
‫فائدة متحرك أو ما يسمى بتعويم سعر الفائدة* الذي يحدده البنك المركزي‪ I‬على نوع معين من‬
‫الودائع فإذا ما ارتفع الحد األقصى‪ I‬المقرر على تلك الودائع يتم رفع معدل الفائدة للقرض بنفس‬
‫النسبة و من المتوقع أن ينص اإلتفاق على تخفيض سعر الفائدة على القرض إذا ما انخفضت‬
‫أسعار الفائدة المتفق عليها‪.‬‬

‫و ترتبط مراحل انخفاض أسعار الفائدة بالقروض قصيرة األجل ‪ ،‬إذ قد يضطر‪ I‬البنك إلى‬
‫إعادة استثمار متحصالت تلك القروض في قروض أخرى قصيرة األجل تعمل سعر فائدة‬
‫منخفض على سابقتها و قد يمكن التغلب على هذه المخاطر‪ I‬باالتجاه نحو استثمار الجانب‬
‫‪1‬‬
‫األكبر من الموارد المتاحة في قروض طويلة األجل ‪.‬‬

‫ب‪ -‬التحكم في المخاطر‪ I‬المتعلقة بمخاطر السوق و مخاطر الدورات التجارية ‪:‬‬

‫يمكن التغلب على هذه المخاطر‪ I‬باستخدام بعض وسائل الوقاية المقترحة بشأن المخاطر كأن‬
‫يطلب البنك من الزبون تقديم بعض الرهانات و أن يطلب توقيع طرف ثالث على االتفاق‬
‫‪2‬‬
‫كضمان لسداد مستحقات البنك ‪.‬‬

‫جـ ‪ -‬التحكم في مخاطر سعر الصرف‪: I‬‬

‫‪ *1‬تعويم سعر الفائدة‪ :‬أي ترك السعر يتحدد حسب قانون الطلب و العرض في السوق‪.‬‬
‫‪ -‬منير إبراهيم هندي‪ :‬إدارة األسواق و المنشات المالية‪ ،‬منشاة المعارف‪،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1990 ،‬ص ‪.156‬‬
‫‪ - 2‬محمد صالح الحناوي و عبد الفتاح عبد السالم‪ :‬المؤسسات المالية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2001 ،‬ص ‪.277‬‬

‫‪82‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يعتبر سعر الصرف‪ I‬من أهم المخاطر التي يتعرض لها البنك ‪ ،‬خاصة عند منح قروض‬
‫استثمارية موجهة لتمويل عمليات التجارة الخارجية و ينشأ هذا الخطر الناجم عن تذبذب سعر‬
‫‪1‬‬
‫الصرف‪ I‬في السوق‪. I‬‬

‫د‪ -‬التحكم في مخاطر التضخم ‪:‬‬

‫يمكن تجنب مخاطر التضخم جزئيا وذلك باالتفاق مع الزبون على سداد الفائدة مقدما أو سداد‬
‫القرض على دفعات كما يمكن تجنب جزء من تلك المخاطر‪ I‬إذا وافق الزبون على تعويم سعر‬
‫الفائدة ‪ ،‬فإذا ما تعرضت البالد لموجة من التضخم فسوف‪ I‬ترتفع معدالت الفائدة في السوق‪I‬‬
‫بصفة عامة و يرتفع معها معدل الفائدة على القرض األمر الذي يحمي البنك من انخفاض‬
‫‪2‬‬
‫القوة الشرائية لتلك الفوائد ‪.‬‬

‫هـ‪ -‬التحكم في المخاطر‪ I‬السياسية ‪:‬‬

‫إن هدا الخطر مرتبط أساسا بالقروض الموجهة لتمويل عمليات التجارة الخارجية بحيث أنه‬
‫يتعين على البنك أن يأخذ في الحساب تقييم المخاطر‪ I‬للبلدان التي يكون فيها دائما كما يتعين‬
‫على البنك أن يحدد سقوف اإللتزامات من خالل أهمية أمواله الخاصة و سياسة تسييرها‪ I‬لكل‬
‫‪3‬‬
‫بلد‪.‬‬

‫‪ -2‬التحكم في المخاطر الخاصة ‪:‬‬

‫يمكن التحكم في مجمل المخاطر‪ I‬الخاصة من خالل التحكم في المخاطر المتعلقة بالبنك و‬
‫الزبون ‪.‬‬

‫أ‪ -‬التحكم في المخاطر‪ I‬المتعلقة بالبنك ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫و يمكن التحكم في المخاطر المتعلقة بالبنك من خالل إتباع مجموعة من السياسات هي ‪:‬‬

‫* دعم أنظمة الرقابة الداخلية للبنك ‪ :‬إن نجاح البنك في الوصول إلى قرارات ائتمانية سلبية‬
‫و تنفيذها على نحو مرض و تفادي أخطاء العاملين بالبنك سواء كانت مقصودة أو غير‬
‫مقصودة يرتكز أساسا على سالمة أنظمة العمل و مدى كفاية الرقابة الداخلية ‪ ،‬و يتحقق‬
‫الوصول‪ I‬لذلك بمراعاة اآلتي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬زوايدية مريم وأخريات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ - 2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ - 3‬محمد صالح الحناوي و عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ( ‪.) 278/280‬‬
‫‪ - 4‬فريد راغب النجار‪ :‬إدارة االئتمان و القروض المصرفية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص ( ‪.) 160/162‬‬

‫‪83‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تحديد اختصاصات اعتماد التسهيالت اإلئتمانية بدقة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تجزئة العمل إلى مراحل و عدم تركيز مسؤولية انجاز عملية بكافة حلقاتها في يد‬ ‫‪‬‬
‫شخص آخر‪.‬‬
‫وضع التنظيم الداخلي على نحو يشمل اكتشاف أي خطأ أو تالعب بطريقة تلقائية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلحتفاظ بسجالت و ملفات ائتمانية منتظمة و العمل على تحديد اإلستعالمات عن‬ ‫‪‬‬
‫المدنيين بصفة دورية ‪.‬‬
‫المراجعة المستمرة لمراكز المدنيين و الضمانات ‪ ،‬و مدى التنفيذ وفقا للشروط‬ ‫‪‬‬
‫الصادرة في حقها ‪.‬‬
‫*الحد من التوسع االئتماني ‪ :‬يؤدي التوسع االئتماني إلى تحقيق المزيد من األرباح و يحمل‬
‫في نفس الوقت مخاطر‪ I‬التضحية بالسيولة الواجب توافرها أو تعويض البنك لخسائر إذا لم‬
‫تتوفر‪ I‬في بعض التسهيالت اعتبارات األمان ‪ ،‬و من ثم يتعين أن يضع البنك نفسه حدودا‬
‫قصوى‪ I‬لقروضه أخذا في االعتبار التوفيق‪ I‬بين عاملي السيولة و الربحية ‪ ،‬مع توزيع‪I‬‬
‫القروض بين قصيرة و طويلة األجل على نحو تالقي بين المخاطر‪ I‬التي تربط بأجل استحقاق‬
‫القروض ‪.‬‬
‫* اقتسام المخاطر مع الغير ‪ :‬و ذلك عن طريق المساهمة بحصص مناسبة في عدد كبير من‬
‫القروض بالتعاون مع البنوك و مؤسسات مالية أخرى ‪ ،‬و من ثم يتقاسم البنك مخاطر القروض‬
‫معها بدال من تحملها بمفرده في حالة عجز المقترض عن الوفاء بالتزامه ‪ ،‬و قد عرفت حديثا‬
‫القروض المشتركة التي يقدمها عدد من البنوك و المؤسسات‪ I‬المالية بحصة تتماشى مع ظروفه‬
‫و سياسته اإلئتمانية ‪ ،‬و ذلك لتالقي المخاطر‪ I‬التي تنجم عن تصدي بنك واحد لتمويل قرض‬
‫كبير فالمخاطر‪ I‬تقل بطبيعة الحال إذا ما توزع البنك القدر الذي كان في استطاعته تقديمه‬
‫لمقترض واحد على عدد من المقترضين تتنوع‪ I‬أنشطتهم و تتفاوت ظروفهم‪I.‬‬
‫*التأمين على القروض ‪ :‬و له عدة صور يمكن إيضاح أهمها على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬التأمين ضد إعسار المدنين ‪ :‬تقوم البنوك بإقراض الزبائن مقابل الفواتير‪ I‬و الديون المستحقة‬
‫لهم و قد يتطلب كضمان لذلك يقدم الزبون وثيقة تأمين لصالح البنك لتغطية مخاطر عدم سداد‬
‫تلك الديون ‪.‬‬
‫‪ -‬التأمين على الكمبياالت ‪ :‬تعتبر من مهام بيوت الخصم و ضمان دفعها‪ I‬في ميعاد االستحقاق‪،‬‬
‫غير أن بعض شركات الـتأمين قد تقوم أحيانا بإصدار‪ I‬وثائق تضمن بموجبها‪ I‬دفع كمبياالت‬
‫المقدمة كضمان للقرض ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬التنويع ‪ :‬يجب أن تتسم محفظة القروض بدرجة كبيرة من التنويع بهدف تقليل المخاطر التي‬
‫قد يتعرض لها البنك نتيجة التركيز‪ I‬في التعامل مع زبون واحد ‪ ،‬أو قطاع معين من قطاعات‬
‫النشاط االقتصادي‪ ، I‬فالتنويع من حيث الزبائن و المناطق‪ I‬و األنشطة يعد من أهم أساليب‬
‫السيطرة على مخاطر القروض ‪ ،‬و ذلك لتفادي مخاطر كبيرة قد يتعرض لها البنك إذا ما‬
‫تعرض زبون للتوقف‪ I‬عن السداد أو تعرضت إحدى المناطق لكوارث طبيعية أو تعرضت‬
‫إحدى األنشطة للكساد ‪ ،‬و يمكن للبنك أن يطبق‪ I‬التنويع بنجاح بصور‪ I‬عديدة أهمها ‪:‬‬
‫تقديم أنواع جديدة من العمليات اإلئتمانية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫غزو أسواق‪ I‬بنكية جديدة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وضع حد أقصى‪ I‬لإلئتمان لكل نشاط أو لكل زبون ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫* التحري و الدقة و الحذر في دراسة الملفات ‪ :‬و ذلك عن طريق الدراسة الدقيقة للجانب المالي‬
‫للمقترض و لجميع الجوانب المرتبطة بالمحيط الذي يعمل فيه ‪.‬‬

‫* العمل على استخدام‪ I‬التكنولوجيا‪ : I‬حيث تعمل البنوك على أساليب تكنولوجية معاصرة في مجال‬
‫اإلقراض تجنبا لخطر عدم السداد و كذا خطر تجميد األموال ‪.‬‬

‫* تكوين العنصر البشري ‪ :‬ينبغي على البنك تكوين العنصر البشري‪ I‬المتخصص في النشاط البنكي‬
‫لتجنب األخطار الناجمة عن ارتكاب األخطاء ‪ ،‬يجب تكوين إطارات قادرة على التنبؤ بمستقبل‬
‫األحوال اإلقتصادية المحلية و الدولية ‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة تكوين العنصر‪ I‬البشري هناك‬
‫إجراءات أخرى يجب إتباعها في العمل البنكي و هي ‪:‬‬

‫تجزئة العمل على مراحل ‪ ،‬و عدم تركيز مسؤولية انجاز عملية كاملة في يد‬ ‫‪‬‬
‫شخص آخر ‪.‬‬
‫وضع تنظيم‪ I‬داخلي على نحو يمكن من اكتشاف أي خطأ أو تالعب بطريقة‬ ‫‪‬‬
‫تلقائية ‪.‬‬

‫* العمل على تحدي قدرات البنك التمويلية ‪ :‬على البنك أن يكون على علم أو اطالع دائم ومسبق‬
‫بقدراته التمويلية الكمية‪ ،‬الكيفية‪ ،‬الزمنية حتى يتمكن من تحديد المبالغ اإلجمالية التي يمكن له أن‬
‫تقدمها كقروض ‪ ،‬و يجب أن يأخذ بعين اإلعتبار األحوال اإلقتصادية ‪ ،‬اإلجتماعية ‪ ،‬السياسية ‪،‬‬
‫الطبيعية ‪ ،‬عند تقديمه ألي قرض ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ب‪ -‬التحكم في المخاطر المتعلقة بالزبون ‪ :‬من خالل ما يلي ‪:‬‬


‫‪1‬‬

‫* المواثيق المقيدة في العقود ‪:‬‬

‫تعد من أهم األساليب التي تستخدمها‪ I‬البنوك للسيطرة على مخاطر‪ I‬االئتمان و ذلك لما يتضمنه نص‬
‫عقد اإلئتمان على شروط‪ I‬عديدة يلتزم الزبون بموجبها‪ I‬بتنفيذ أفعال معينة أو اإلمتناع عن تنفيذ أفعال‬
‫أخرى خالل مدة العقد و بالشكل الذي يساعد على تقوية مركز البنك في مواجهة كل زبون ‪.‬‬

‫* األرصدة التعويضية ‪:‬‬

‫و قد تم التعرض لها سابقا حيث يتركها لزبون لدى البنك كوديعة لحين انتهاء السداد ‪ ،‬و هي تحقق‬
‫للبنك السيطرة على مخاطر االقتراض من ثالث زوايا ‪:‬‬

‫إذا لم يسدد الزبون لسبب أو آلخر يحتفظ بها البنك كجزء من األموال المستحقة‬ ‫‪‬‬
‫على الزبون ‪.‬‬
‫زيادة سعر الفائدة الذي يتحمله الزبون ‪ ،‬حيث تحسب الفائدة على كامل مبلغ‬ ‫‪‬‬
‫القرض ‪ ،‬في حين ال يحصل الزبون إال على مبلغ القرض بعد خصم الرصيد‬
‫التعويضي ‪.‬‬
‫يمكن للبنك بعد دراسة سلوك تلك الودائع أن يوظفها كلها أو جزء منها لتحقيق‬ ‫‪‬‬
‫األهداف ‪.‬‬

‫* التأكد من استعمال القرض البنكي في الغرض الممنوح من أجله ‪:‬‬

‫يراقب البنك و يتابع استعمال الزبون للقرض في الغرض الممنوح من أجله و وفقا للجدول الزمني‬
‫المحدد ‪ ،‬و هذا الغرض يرد عادة في الطلب المقدم من الزبون للبنك ثم يحدد البنك قرار منح‬
‫القرض ‪ ،‬و يكون تحقق البنك من استعمال الزبون للقرض في الغرض الممنوح من أجله بزيارة‬
‫مسؤولي المتابعة بالبنك للمشروع‪ ، I‬و االطالع على عملية الصرف‪ I‬الخاصة بالقرض و يمكن للبنك‬
‫أن يمارس المزيد من المراقبة في هذا الصدد بأن يشترط‪ I‬صرف دفعات القرض إلى الجهات‬
‫المعنية مباشرة كالموردين بموجب شبكات بنكية فإذا تبين للبنك أن الزبون قد استعمل كل أو بعض‬

‫‪ - 1‬محمد كمال خليل حمزاوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.160‬‬

‫‪86‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫القرض من غير غرضه يمكن اعتبار تصرفه إخالء بشروط‪ I‬منح القرض و يجوز للبنك فسخ العقد‬
‫المبرم بينه وبين الزبون و مطالبته بالسداد ‪.‬‬

‫* الحصول على الضمانات ‪:‬‬

‫ليست مصادفة أن يكون موضوع‪ I‬الضمانات هو آخر ما نتناوله في هذا المبحث ذلك أنه إذا حدث و‬
‫ساءت األمور‪ I‬فإن البنك يرغب في الحصول على كل ما يمكنه الحصول عليه من ضمانات و لكنه‬
‫ال يرغب في االستحواذ‪ I‬على الضمان ‪ ،‬فأخذ الضمان يعني عدم قدرة المقترض على مواصلة إتمام‬
‫مشروعه و هو ما يؤثر سلبا على تفعيل التنمية االقتصادية خاصة في البلدان النامية في مجال‬
‫القروض الممنوحة ‪ ،‬فالضمان هو خط الدفاع األخير للبنك يتعين أن يراعى فيه قانونيته و كفايته و‬
‫قابليته للتصرف بسموكة لذا يفضل األخذ في االعتبارات التالية ‪:‬‬

‫‪‬عدم قابلية الضمان للتلف بسهولة ‪.‬‬


‫‪‬إمكانية تخزينها‪ I‬بتكلفة معقولة‪.‬‬
‫‪‬أن ال يكون قد سبق رهنها ‪.‬‬

‫و يمكن جمع أساليب التحكم في مخاطر‪ I‬القروض البنكية في الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪87‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشكل ‪ :05‬أساليب التحكم في مخاطر القروض البنكية‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬الضمانات‬

‫‪88‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أمام هذا الواقع الذي ال يمكن تجنبه و من أجل زيادة اإلحتياط قد يلجأ البنك إلى طلب ضمانات كافية‬
‫من المؤسسات التي تطلب القرض إذ تعتبر‪ I‬هذه الضمانات وسيلة يمكن للزبون من خاللها الحصول‬
‫على القرض من طرف البنك ‪ ،‬و من جهة أخرى هي أداة إلثبات حق البنك في الحصول على‬
‫أمواله بطريقة قانونية في حالة عدم تسديد الزبون لديونه و أسس الضمانات المرافقة و كلما زادت‬
‫المخاطرة تمسك البنك بضمانات‪ I‬أكبر ‪.‬‬
‫في الواقع تختلف طبيعة الضمانات التي يطلبها البنك و األشكال التي يمكن أن تأخذها و تحدد طبيعة‬
‫هذه األشياء بما يمكن أن تقدمه المؤسسة حيث يمكن تصنيف هذه الضمانات إلى صنفين رئيسيين‪:‬‬
‫الضمانات الحقيقية و الضمانات الشخصية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أوال‪ :‬الضمانات الحقيقيةـ ‪ :‬و تتمثل هذه الضمانات في ‪:‬‬
‫‪‬أصول ترهن مقابل القرض الممنوح‪.‬‬
‫‪‬عقارات أو منقوالت‪.‬‬

‫و عقد الضمان يجب أن يحرر على وثيقة رسمية يبين فيها ما يلي‪:‬‬

‫نوع الضمان ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫قيمة الضمان ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نوع القرض الذي قدم مقابله ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مع العلم أن البنك مسؤول عن المحافظة على األصول‪ I‬المرهونة و ذلك ببيعها عند عجز المدين عن‬
‫الوفاء بالتزامه في اآلجال المحددة و هذا ما يطلق عليه ( الرهن ) ‪ ،‬ينقسم إلى قسمين ‪:‬‬

‫‪ -1‬الرهن العقاري ‪:‬‬

‫هو عقد يرهن من خالله المدين أو يمنح تحت تصرف الدائن عقار يعتبر كضمان ليستوفي من هذا‬
‫األخير حقه في حالة عجز المدين و نجد نوعين من الرهن العقاري هما الشرعي و القضائي ‪.‬‬

‫أ‪ -‬الرهن الشرعي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬خالد أمين عبد هللا و إسماعيل إبراهيم الطراد‪ :‬إدارة العمليات المصرفية‪ ،‬دار وائل للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص ( ‪.) 167/168‬‬

‫‪89‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫حسب المادة ‪ 179‬من قانون النقد و القرض فإنه ينشأ رهن عقاري شرعي على أموال ثابتة للمدين‬
‫لفائدة البنوك و المؤسسات المالية كضمان لتغطية حقوقها و في هذا النوع تكون وضعية الدائن جيدة‬
‫عند المطالبة بالحقوق في حالة عجز أو إعسار المدين ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الرهن القضائي ‪:‬‬

‫ينشأ عن أحكام قضائية في ضمان تسديد‪ I‬بعض الديون يزعم فيه المدين على رهن عقاره ‪.‬‬

‫‪ -2‬الرهن الحيازي ‪:‬‬

‫في هذا النوع من الرهن ينتقل حيازة المقار أو المنقول موضوع‪ I‬الرهن إلى البنك و بالتالي يصبح‬
‫حق التصرف فيها حتى يستوفي المدين دينه و في هذا النوع من الرهن نجد رهن بتنازل المدين و‬
‫رهن بدون تنازل المدين‪.‬‬

‫أ‪ -‬رهن بتنازل المدين ‪:‬‬

‫حسب المادة ‪ 999‬من القانون المدني الجزائري يشترط‪ I‬لنفاذ الرهن المنقول في حق الغير إلى‬
‫جانب انتقال الحيازة إلى الدائن أن يدون العقد في ورقة ثابتة التاريخ يبين فيها المبلغ المضمون‬
‫بالرهن و غير المرهون بيانا كافيا و يحدد هذا التاريخ الثابت رتبة الدائن المرتهن ‪.‬‬

‫مالك الشيء المرهون يكون في حالة تنازل سواء بإرجاع‪ I‬الرهن للدائن أو لشخص ثالث مكلف‬
‫يحفظ الرهن لنزع الحيازة يجب أن يقدم أشخاص آخرون تسبيقات لنفس الرهن ‪.‬‬

‫ب‪ -‬رهن بدون تنازل المدين ‪:‬‬

‫نجد هذا النوع من المدين له حرية استخدام المواد المخصصة كضمان كما يقوم بحماية مناسبة‬
‫للقروض ضد أخطار‪ I‬التبديل أو التحويل التي تأتي لتبطل خدماتهم و يتعلق هذا الرهن بعناصر‬
‫المحل التجاري " المعدات ‪ ،‬السيارات ‪ ،‬األدوات " و بعبارة أخرى فهو يتعلق بالعناصر المنقولة‪.‬‬

‫و حسب المادة ‪ 964‬من القانون المدني الجزائري‪ I‬فإن حق الحيازة ينقضي بانقضاء الدين و هناك‬
‫ونوع‪ I‬آخر من الضمانات العينية يتمثل في "االمتياز" ويعني بذلك الدائنين الممتازين أو على‬
‫الدائنين اآلخرين في رهن األشياء سواء كانت فعلية أو رسمية و ذلك ألهمية القروض التي منحت‬
‫للدين ‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و قد يكون هذا االمتياز على جزء أو كل أشياء المدين و يكون عقارا منقوال يكون محل الرهن‬
‫البنكي و ذلك كالتالي ‪:‬‬

‫رهن العقار رهنا رسميا ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫رهن الحلي و الذهب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رهن معدات مع السماح للراهن باستعمالها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رهن أوراق‪ I‬مالية أو تجارية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كما تتحدد اإلشارة أن البنوك تعمل بإجراء تفقدي للضمانات المقدمة من طرف الطالب للقرض و‬
‫ذلك للتأكد من صحتها و في حالة عدم تسديد الزبون اللتزاماته يستولي‪ I‬البنك علي األصل المرهون‬
‫و ذلك ليستخلص منه القيمة و في حالة عدم كفايته يقوم بتفليس الزبون ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضمانات الشخصية ‪:‬‬

‫و هي التزامات شخصية تقدم للبنكي من قبل شخص طبيعي‪ I‬و معنوي‪ I‬لفائدة زبون معين و هي‬
‫‪1‬‬
‫متعددة تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -1‬الكفالة ‪:‬‬

‫و التي تعني في لغة القانون ضم ذمة مالية إلى أخري في المطالبة بتنفيذ االلتزام المتعهد به و في‬
‫مثل هذه الحالة يعتبر الشخص الضامن كفيل للمقترض إخالئه بالتزامه المستحق ألي سبب كان و‬
‫الكفالة قد تكون بسيطة حيث تتكفل ضامن واحد في القرض و ضد تكون كفالة تضامن حيث يلتزم‬
‫بموجبها‪ I‬عدة متكافلين لضمان القرض أي سداده عند حلول آجال ثم تصبح العالقة فيما بينهم و‬
‫المقترض األصلي المتوقف عن الدفع و السداد ‪.‬‬

‫‪ -2‬الضمان االحتياطي ‪:‬‬

‫عبارة عن كفالة بضمان القبول أو الوفاء لكالهما يقدمها شخص عن احد الملتزمين بورقة تجارية‬
‫"بين شخصين كل يضمن الورقة التجارية "‪.‬‬

‫‪ -3‬رسائل النية ‪:‬‬

‫‪ - 1‬عبد الغفار الحنفي و عبد السالم أبو قحف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.150‬‬

‫‪91‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ضمان بنكي حديث نسبيا يعبر عن ضمان قانوني و مالي تتمثل في تحرير هذه الرسالة أو الوثيقة‬
‫بها تعهد معنوي آو شرفي‪ I‬يؤدي إلى حدوث التزام قانوني مثال تقديم الشركة األم "المركز‬
‫الرئيسي"‪ I‬لفائدة أحد فروعها بالخارج هذه الرسالة لضمانها أمام البنك و مثال يشترط صندوق النقد‬
‫الدولي قبل قبول جدولة المدنية هذه الرسالة تتعهد فيها باحترام توجيهات الصندوق و لقد قدمت‬
‫الجزائر هذه الرسالة لصندوق النقد الدولي ‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫آليات تمويل البنوك للمشاريع‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫من خالل دراستنا‪ I‬لهذا الفصل نجد أن للوساطة البنكية دور هام في تمويل المشاريع الإستثمارية إذ‬
‫يعتبر هذا أمر ال يستهان به في الميدان الإقتصادي‪ I‬ألي بلد حيث تسعى معظم الدول إلى تشجيعها و‬
‫ترقيتها و هذا يعد من بين األهداف التي تسعى هذه الدول لتحقيقها ‪ ،‬و ذلك من خالل تطوير اآلليات‬
‫و اإلجراءات المتبعة لمنح القروض البنكية بحيث تتمحور‪ I‬عملية إنجاز هذه المشاريع من خالل‬
‫األموال التي تمنحها البنوك في شكل قروض بنكية و هذا ما يتطلب من البنك دراسة معمقة و دقيقة‬
‫ألوضاع‪ I‬الزبون من كل النواحي حتى يتسنى له التقليل من المخاطر ‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الخاتمة العامة‬
‫الخاتمة العامة‬

‫الخاتمة العامة ‪:‬‬

‫إن الدراسة التي قمنا بها في بحثنا تؤكد المكانة الهامة التي تحتلها البنوك في الإقتصاد‪ I‬الوطني ‪،‬‬
‫حيث تعتبر‪ I‬أحد أهم أدوات تمويل النشاط الإقتصادي‪ ، I‬فضال عن كونها وعاء لجمع المدخرات و‬
‫التي تمثل المصدر‪ I‬الرئيسي للقروض التي تقدمها هذه البنوك ‪.‬‬

‫ففي الوقت الحالي تسعى المؤسسات‪ I‬جاهدة للتطوير في سياستها‪ I‬االقتصادية و تطوير نشاطها‪ I‬و لن‬
‫يتحقق لها ذلك إال بالمشاريع الإستثمارية ‪ ،‬إذ أنها ال تستطيع تمويل استثماراتها كليا بأموالها‬
‫الخاصة حيث تلجأ إلى أنواع التمويل المختلفة أثناء عجزها المالي أو عند التوسع في استثماراتها‪، I‬‬
‫و هذا ما يدفعها‪ I‬للحصول على األموال الالزمة لتغطية مختلف الإحتياجات المالية لذلك هي تعتمد‬
‫على البنوك بالدرجة األولى من خالل حصولها على قروض بنكية ‪ ،‬حيث تعتبر هذه األخيرة شرطا‬
‫من الشروط‪ I‬األساسية لمتابعة نشاط المشاريع الإستثمارية و ضمان نموها و تطورها‪.‬‬

‫و لقد زادت األساليب العلمية لتقدير تكلفة التمويل ‪ ،‬و يتضح ذلك من خالل سعي البنوك إلى وضع‬
‫برامج و إجراءات لعملية اإلقراض للحد من مخاطر‪ I‬منح هذه القروض‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ :‬قائمة المراجع‬

‫‪:‬أوال‪ :‬الكتب‬

‫باللغة العربية‪:‬ـ‬ ‫‪‬‬


‫أحمد غنيم‪ : ‬صناعة قرارات االئتمان و التمويل في إطار اإلستراتيجية الشاملة بالبنك‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مطابع المستقبل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثانية‪.1998 ،‬‬
‫أحمد غنيم ‪ :‬قرارات إنشاء المشروعات الجديدة نظريا و تطبيقيا‪ ،‬دار المستقبل‬ ‫‪‬‬
‫للطباعة و النشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1999 ،‬‬

‫البدوي‪ I‬السيد عبد الحافظ‪ :‬إدارة األسواق و المؤسسات المالية‪ ،‬مركز لغة العصر‬ ‫‪‬‬
‫للكمبيوتر و الطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1999 ،‬‬
‫حمزة محمود الزبيدي‪ :‬إدارة االئتمان المصرفي‪ I‬و التحليل االئتماني‪ ،‬دار الورق‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.2002 ،‬‬

‫حمزة محمود الزبيدي‪ :‬إدارة المصارف‪ I،‬مؤسسة الورق‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2000 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫حسن أحمد توفيق‪ I:‬التمويل و اإلدارة المالية في المشروعات‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.1994 ،‬‬
‫خالد أمين عبد هللا و إسماعيل إبراهيم الطراد‪ :‬إدارة العمليات المصرفية‪ ،‬دار وائل‬ ‫‪‬‬
‫للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2006 ،‬‬

‫خالد وهيب الراوي‪ I:‬إدارة العمليات المصرفية‪ ،‬دار المناهج‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪‬‬
‫الثانية‪.2003 ،‬‬
‫رضا صاحب أبو أحمد‪ :‬إدارة المصارف‪ -‬مدخل تحليلي كمي معاصر‪ ،‬دار النشر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫عمان األردن‪.2000 ،‬‬
‫زينب عوض هللا‪ :‬اقتصاديات النقود و المال‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1995 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫طارق‪ I‬الحاج‪ :‬مبادئ التمويل‪ ،‬دار الصفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪‬‬
‫األولى‪.2000 ،‬‬
‫طارق‪ I‬طه‪ :‬إدارة البنوك و تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مصر‪.2007 ،‬‬

‫‪97‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫طارق‪ I‬عبد العال حمادة‪ :‬إدارة المخاطر‪ – I‬أفراد‪ ،‬إدارات‪ ،‬شركات‪ ،‬بنوك – ‪ ،‬الدار‬ ‫‪‬‬
‫الجامعية للنشر و التوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬
‫طاهر لطرش‪ :‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر‪.2001 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫محمد صالح الحناوي‪ I‬و عبد الفتاح عبد السالم‪ :‬المؤسسات المالية‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬
‫محمد كمال خليل الحمزاوي‪ :‬اقتصاديات االئتمان المصرفي‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2000 ،‬‬
‫محمد عباس محرزي‪ :‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2005 ،‬‬
‫محمد عثمان إسماعيل حميد‪ :‬التمويل و اإلدارة المالية في منظمات األعمال‪ ،‬دار‬ ‫‪‬‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1995 ،‬‬

‫محمد سعيد أنور سلطان‪ :‬إدارة البنوك التجارية‪ ،‬المكتب العربي الحديث‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مصر‪.1996 ،‬‬
‫محسن الخصري‪ : ‬الديون المتعثرة‪ ،‬ايتراك للنشر و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1997 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫منير إبراهيم هندي‪ :‬إدارة األسواق‪ I‬و المنشات المالية‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مصر‪.1990 ،‬‬
‫منير إبراهيم هندي‪ ،‬إدارة البنوك التجارية‪ ،‬المكتب العربي‪ I‬الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مصر‪.2003 ،‬‬
‫منير إبراهيم هندي‪ :‬الفكر الحديث في مجال مصادر التمويل‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1998 ،‬‬

‫مصطفى رشيد‪ I‬شيحة‪ : ‬النقود و المصارف‪ I‬و االئتمان‪ ،‬الدار الجامعية الجديدة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1999 ،‬‬
‫مؤنس رشاد الدين‪ :‬المرام في المعاني و الكلمات‪ ،‬دار راتب الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.2000‬‬
‫صالح الدين حسن السيسي‪ :‬قضايا مصرفية معاصرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مصر‪.2004 ،‬‬

‫‪98‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫عبد الحميد عبد المطلب‪ :‬البنوك الشاملة – عملياتها و إدارتها – ‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬
‫عبد المطلب عبد الحميد‪ :‬دراسات الجدوى‪ I‬االقتصادية التخاذ القرارات االستثمارية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬

‫عبد الحق أبو عتروس‪ :‬الوجيز في البنوك التجارية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الجزائر‪.2000 ،‬‬
‫عبد المعطي رضا رشيد‪ I‬و محفوظ أحمد جودة‪ :‬إدارة االئتمان‪ ،‬دار النشر‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫األردن‪.1995 ،‬‬
‫عبد العزيز النجار‪ :‬أساسيات اإلدارة المالية‪ ،‬المكتب العربي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مصر‪.2007 ،‬‬
‫عبد الغفار حنفي‪ :‬إدارة المصارف‪ I،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.2002‬‬
‫عبد الغفار حنفي و عبد السالم أبو قحف‪ :‬اإلدارة الحديثة في البنوك التجارية‪ ،‬المكتب‬ ‫‪‬‬
‫العربي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1993 ،‬‬
‫عبد القادر محمد عطية‪ :‬دراسات الجدوى التجارية واالقتصادية و االجتماعية مع‬ ‫‪‬‬
‫مشروعات ‪ ،BOT‬الدار الجامعية‪،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫فالح حسن السيسي و مؤيد‪ I‬عبد الرحمن الدوري‪ :‬إدارة البنوك – تحليل كمي و‬ ‫‪‬‬
‫استراتيجي معاصر– ‪ ،‬دار وائل للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫فريد‪ I‬راغب النجار‪ :‬إدارة االئتمان و القروض المصرفية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬

‫سمير محمد عبد العزيز‪ :‬التمويل و إصالح خلل الهياكل المالية‪ ،‬مكتبة الشعاع‬ ‫‪‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1997 ،‬‬
‫شاكر القزويني‪ I:‬محاضرات في اقتصاد البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.2000‬‬
‫شمعون شمعون‪ :‬بورصة الجزائر‪ ،‬دار هومة للطباعة‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪99‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫يحراز يعدل فريدة‪ :‬تقنيات و سياسات التسيير‪ I‬المصرفي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الجزائر‪.2000 ،‬‬

‫باللغة األجنبية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ Sylive deconssergues : gestion de la banque, Dumod, Paris, 5eme‬‬


‫‪édition, 2007.‬‬
‫‪ Roze peter: commerciales banc management , 4 th edition , Mc‬‬
‫‪graw-hill-Lrwin Inc, sieng a pore, 1999.‬‬

‫‪:‬ثانيا‪:‬المذكرات‬
‫بعطوش‪ I‬أمنة و أخريات‪ :‬التمويل البنكي لالستثمارات‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس‬ ‫‪‬‬
‫تخصص مالية و بنوك‪ ،‬جامعة قالمة‪ ،‬دفعة ‪.2009‬‬
‫جبيحة أمنة و عواودة الزهرة‪ :‬القروض البنكية في مجال تمويل االستثمارات‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪‬‬
‫تخرج لنيل شهادة الليسانس‪ ،‬تخصص مالية‪ ،‬جامعة قالمة‪ ،‬دفعة ‪.2009‬‬
‫خلة نوال و دخاخنة وفاء‪ :‬القروض البنكية و دورها‪ I‬في تمويل المؤسسات‪ I‬الصغيرة و‬ ‫‪‬‬
‫المتوسطة‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس تخصص مالية‪ ،‬جامعة قالمة دفعة ‪. 2008‬‬
‫زوايدية مريم و أخريات‪ :‬دور القروض البنكية في تفعيل التنمية االقتصادية‪ ،‬مذكرة تخرج‬ ‫‪‬‬
‫لنيل شهادة الليسانس تخصص مالية و بنوك‪ ،‬جامعة قالمة دفعة ‪.2008/2009‬‬
‫كيموقات‪ I‬نورة‪ :‬التمويل البنكي لالستثمارات‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس‪ ،‬تخصص‬ ‫‪‬‬
‫مالية‪ ،‬جامعة قالمة‪ ،‬دفعة ‪.2006/2007‬‬
‫فسيح خالد و آخرون‪ :‬تقييم المشاريع االستثمارية‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس في‬ ‫‪‬‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ،1945‬قالمة‪ ،‬دفعة ‪.2005‬‬

‫‪100‬‬

You might also like