Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 8

‫العنف ضد المراه واثره عليها‬

‫نورهان مجدي مجدي محمود‬


‫الفرقه الرابعه‬
‫الشعبه عام‬
‫المقدمه‬
‫تع ّرف األمم المتحدة العنف الممارس ضد المرأة بأ ّنه "أيّ فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه‪ ،‬أو ير ّجح أن‬
‫يترتب عليه‪ ،‬أذى أو معاناة للمرأة‪ ،‬سواء من الناحيـــــة الجسمانيــــــة أو الجنسية أو النفسية‪ ،‬بما في ذلك التهديد‪ 0‬بأفعال من‬
‫هذا القبيل أو القسر أو الحرمـــــان التعسفي من الحرية‪ ،‬سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة ‪ ‬‬

‫ويشير تعبير‪ ‬عنف العشير‪  ‬إلى سلوكيات ينتهجها عشير أو شريك سابق تتسبب في أذى أو معاناة للمرأة‪ ،‬سواء من الناحية‬
‫الجسمانية أم الجنسية أم النفسية‪ ،‬بما في ذلك االعتداء البدني واإلكراه الجنسي واإليذاء النفسي وسلوكيات السيطرة‪.‬‬

‫أما‪ ‬العنف الجنسي‪  ‬فهو "أي فعل جنسي أو محاولة لممارسة فعل جنسي أو فعل آخر موجه ضد النشاط الجنسي لشخص ما‬
‫باستخدام اإلكراه‪ ،‬من جانب أي شخص بغض النظر عن عالقته بالضحية‪ ،‬في أي مكان‪ .‬ويشمل العنف الجنسي االغتصاب‪،‬‬
‫الذي يُع ّرف بأ ّن ه إيالج القضيب‪ ،‬أو أي جزء من الجسد أو أداة خارجية أخرى‪ ،‬في الفرج أو الشرج باإلجبار أو اإلكراه‪ ،‬أو‬
‫الشروع في االغتصاب أو المالمسة الجنسية غير المرغوبة وأشكال أخرى غير قائمة على المالمسة"‬

‫االشكاليه‬
‫تكمن مشكلة البحث في تعرض المرأة ألشكال عديدة من العنف تفرضها أسباب مختلفة ’مما‬
‫يجعل المرأة غير قادرة على تبوء المكانة االجتماعية التي تستحقها ‪,‬األمر الذي يؤدي إلى‬
‫التأثير على مستوى تقدم المجتمع ورقيه وهنا تتجلى مشكلة البحث‬
‫توفر المسوحات السكانية المبنية على تقارير مقدمة من الناجيات أدق التقديرات عن معدالت‬
‫انتشار عنف العشير والعنف الجنسي‪ .‬ورُئي من تحليل لبيانات معدالت االنتشار في الفترة‬
‫‪ 2018-2000‬في جميع أنحاء ‪ 161‬بلداً ومنطقة‪ ،‬كانت قد أجرته المنظمة في عام ‪2018‬‬
‫نيابة عن الفريق العامل المشترك بين الوكاالت التابع لألمم المتحدة والمعني بالعنف ضد‬
‫المرأة‪ ،‬أن هناك امرأة واحدة تقريبا ً من أصل كل‬
‫نساء أو نسبة ‪ ٪30‬من النساء الالتي يتعرضن لعنف بدني و‪/‬أو جنسي على يد العشير أو ‪3‬‬
‫‪  ‬العنف الجنسي على يد غير الشريك‪ ،‬أو لكليهما معا ً‬

‫االهداف‬
‫)توفير مصدر للمعلومات فى قطاعات متعددة ‪ ،‬وتحليل ممارسات في مصر‪1‬‬
‫طرح التوصيات االلزمة لتوجيه القرارات المتعلقة بالسياسات‪ ،‬ودعم األنشطة الدفاعية‪2) ،‬‬
‫وتشكيل أساس لعمليات التدخل من قبل الحكومة المصرية‪ ،‬والمنظمات غير الحكومية‪،‬‬
‫واألطراف‪ 0‬الشريكة األخرى من أجل مناهضة العنف ضد المراه‬
‫معرفه االثار المترتب عليها العنف ضد المراه من اثار جسديه ونفسيه )‪3‬‬
‫تحديد سبل تفعيل العقوبات الرادعة إزاء العنف الموجه للمرأة داخل الجامعة‪ ،‬وماهي )‪4‬‬
‫اإلجراءات في حالة تحول الحالة من ضحية إلى جناية‬
‫لقضاء على كافة أشكال التمييز والعنف ضد المرأة داخل الجامعة وإزالة اآلثار المترتبة )‪5‬‬
‫عليه سواء كانت إقتصادية أو اجتماعية أو نفسية‬
‫التوعية الشاملة بماهية العنف من خالل تنظيم حمالت إعالمية وإعالنية )‪6‬‬

‫اهمية البحث‬ ‫‪:‬‬


‫تأتي أهمية البحث من ضرورة‪ 0‬البحث عن العنف ضد المرأة في المجتمع وما له من آثار نفسية‬
‫واجتماعية ووضع مشكلة المرأة على المحك في تناول هذه الدراسة الميدانية في مدينة‬
‫‪ .‬قامشلو‪,‬وبالتالي الوصول إلى نتائج بحث معيارية عن المرأة‬

‫مفهوم العنف اصطالحاً‪:‬‬

‫يُشير مفهوم العن‪00‬ف حس‪00‬ب معجم مص‪00‬طلحات العل‪00‬وم االجتماعي‪00‬ة إلى تل‪00‬ك الظ‪00‬اهرة المتمثل‪00‬ة‬
‫باالستخدام المفرط للقوة بص‪00‬ورة غ‪00‬ير مباح‪00‬ة ش‪00‬رعا ً أو قانون‪0‬اً‪ ،‬من قب‪0‬ل ف‪0‬رد أو مجموع‪00‬ة من‬
‫األف‪00‬راد بقص‪00‬د إجب‪00‬ار اآلخ‪00‬رين على االنص‪00‬ياع لرغب‪00‬اتهم أو تب‪00‬ني أفك‪00‬ارهم ورؤيتهم الخاص‪00‬ة‬
‫لألمور الحياتية المختلف‪00‬ة‪ ،‬األم‪0‬ر ال‪00‬ذي ينتج عن‪00‬ه تبع‪00‬ات اجتماعي‪00‬ة خط‪00‬يرة‪ ،‬فتعم الفوض‪00‬ى في‬
‫المجتم‪0000000000000‬ع‪ ،‬وتنتش‪0000000000000‬ر مش‪0000000000000‬اعر البغض والعدائي‪0000000000000‬ة بين أف‪0000000000000‬راده‪.‬‬

‫االتجاهات النظرية المفسرة للعنف يوجد اتجاهات نظرية مفسرة لظاهرة العنف تقوم ك ّل واحدة‬
‫منها على مبادئ معينة‪ ،‬وهذه االتجاهات كاآلتي االتج‪0‬اه األن‪00‬ثروبولوجي‪ 0:‬حيث ُي‪00‬برئ ألب‪0‬ورت‬
‫الفطرة أو الغريزة اإلنسانية من تهمة العنف‪ ،‬فيعتقد األنثروبولوجيون أنّ العنف ما هو إاّل أزمة‬
‫ثقافي‪00‬ة في المنظوم‪00‬ة المجتمعي‪00‬ة تن‪00‬اقلت من جي‪00‬ل إلى آخ‪00‬ر‪ .‬االتج‪00‬اه السوس‪00‬يولوجي‪ :‬ت‪00‬دور‬
‫النظريات السوسيولوجية بالمجم‪0‬ل ح‪0‬ول فك‪0‬رة أنّ العم‪0‬ل الع‪00‬نيف ه‪0‬و مج‪0‬رد س‪0‬لوك تحص‪0‬يلي‬
‫لعوامل خارجية تتمث‪0‬ل في المش‪00‬اكل االجتماعي‪00‬ة‪ ،‬وأنّ الس‪00‬لوك الع‪00‬نيف ال يختل‪00‬ف عن مجم‪0‬وع‬
‫السلوك االجتماعي العام لألفراد‪ .‬االتجاه النفسي اجتماعي‪ :‬يق‪00‬وم ه‪00‬ذا االتج‪00‬اه على أنّ العوام‪00‬ل‬
‫النفسية الذاتي‪00‬ة باإلض‪00‬افة إلى العوام‪00‬ل االجتماعي‪00‬ة الخارجي‪00‬ة هي ال‪00‬تي ُتك‪00‬وّ ن الس‪00‬لوك الع‪00‬نيف‬
‫عززه‪ ،‬وهذه الرؤية الشمولية هي ما يُعطي لنظريات هذا االتجاه أهميتها وعمقها التحليلي‬ ‫و ُت ّ‬
‫ب‪ -‬العنف اصطالحا‪:‬‬

‫تعرف األمم المتحدة العنف على أنه‪“ ‬الفعل القائم على سلوك عنيف ينجم عنه اإليذاء أو المعاناة (الجنس ية‪،‬‬
‫النفسية)‪ ،‬أو الحرمان النفسي من الحرية في الحياة العامة أو الخاصة”‪.‬‬

‫تشير الموسوعة العلمية‪ )Universals( ‬أن مفهوم العنف يعني كل‪ ‬فعل يم ارس من ط رف جماع ة أو ف رد‬
‫ضد أفراد آخرين عن طريق التعنيف قوالً أو فعالً وهو فعل عنيف يجسد القوة المادية أو المعنوية‪.‬‬

‫ذكر قاموس‪ )Webster( ‬أن من معاني العنف‪ ‬ممارس ة الق وة الجس دية بغ رض اإلض رار ب الغير‪ ‬وتع‪,,‬ني‬
‫بمفهوم العنف هنا تعمد اإلضرار بالشخص (كالمرأة أو الطفل)‪ ،‬وقد يكون شكل هذا الض‪,,‬رر‪ ,‬م‪,,‬ادي من خالل‬
‫ممارسة القوة الجسدية بالضرب أو معنوي‪ ,‬من خالل تعمد اإلهانة المعنوية بالسباب أو التجريح أو اإلهانة‪.‬‬

‫‪ -‬العنف لغةً ‪:‬‬

‫ه وعليه‪ :‬أي لم يرف‪000000000000000‬ق ب‪000000000000000‬ه ‪.‬‬ ‫ةب‬ ‫ا و عناف‬ ‫ف – عنف‬ ‫عن‬


‫العنف‪ : ‬الش‪0000000000000000000000000000‬دة و القس‪0000000000000000000000000000‬اوة ‪ ،‬ض‪0000000000000000000000000000‬د الرف‪0000000000000000000000000000‬ق‪.‬‬
‫عن ف ‪ :‬فالن‪000‬ا ‪ ،‬الم‪000‬ه ووبخ‪000‬ه ب‪000‬التقريع‪ ،‬وعنف‪000‬ه‪ ،‬أخ‪000‬ذه بش‪000‬دة ولم يرف‪000‬ق ب‪000‬ه فه‪000‬و ع‪000‬نيف‪ ،‬ج ‪:‬عنف‬
‫ف ‪ :‬فالن‪000000000000000000‬ا ‪ ،‬أخ‪000000000000000000‬ذه بش‪000000000000000000‬دة ولم يرف‪000000000000000000‬ق ب‪000000000000000000‬ه ‪.‬‬ ‫أعن‬
‫ف ‪ :‬الرج‪00000000000000000‬ل األم‪00000000000000000‬ر‪ ،‬أخ‪00000000000000000‬ذه بعن‪00000000000000000‬ف وبش‪00000000000000000‬دة ‪.‬‬ ‫اعتن‬
‫العنف و العنف و العنف ‪ :‬ضد الرفق‬

‫ويعرف العنف لغة على أنه العنف ضد الرفق ويراد‪ ,‬به الش ّدة والخرق‪,‬‬

‫قال ابن منظور‪ ,‬في تعريف العنف‪ :‬هو ال ُخرْ ق باألمر وقلَّة ال ِّر ْفق به‪ ،‬وهو ضد الرف‪,,‬ق (لس‪,,‬ان الع‪,,‬رب ج‪ 9‬ص‬
‫‪.)429‬‬

‫وترجم‪,,‬ة كلم‪,,‬ة عن‪,,‬ف للفرنس‪,,‬ية تع‪,,‬ني‪ Violence ‬وهي كلم‪,,‬ة مش‪,,‬تقة‪ ‬من الكلم‪00‬ة الالتيني‪00‬ة‪ vis ‬أي‪00‬القوة وهي‬
‫ماضي كلمة‪ Fero ‬والتي تعني “يحمل” وعلي‪0‬ه ف‪0‬إن كلم‪0‬ة عن‪0‬ف‪ Violence ‬تع‪0‬ني “حم‪0‬ل الق‪0‬وة” أو تعم‪0‬د‬
‫ممارستها‪ 0‬تجاه شخص أو شيء ما‪.‬‬
‫مفهوم العنف في التاريخ العربي المعاصر من منظور فلسفي)‪1‬‬

‫ان العنف هو شكل وصورة واطار لجميع المحركات لماكنة الحرب والمعارك‬
‫والنزاعات‪ ،‬اذ تالزمت هذه المفردة والمعنى مع استعراض لتاريخ طويل من هدم المدن‬
‫وسقوط الدول وانهيار الحضارات‪ .‬اي ما بناه االنسان والعقل البشري في مئات السنين‬
‫حطمها العنف وادواته في ساعات‪ .‬حاول الباحث ان يدرس ظاهرة العنف في التاريخ‬
‫العربي المعاصر‪ ،‬بعد مفاهيم الحداثة ومبادئ حقوق االنسان والتعايش‬
‫‪ :‬السلمي والتسامح االجتماعي‪ :‬التوثيق‬
‫‪.‬اندريه الالند‪ ،‬موسوعة الالند الفلسفية‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬منشورات عويدات‪ ،‬بيروت وباريس‪1- 1996 ،‬‬

‫‪،.‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار احياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪،‬ط‪2- 2‬‬

‫‪ )2‬ج‪ -‬العنف في علم النفس‪:‬‬

‫* في علم النفس تتعدد التعريفات فنجد‪:‬‬

‫– أن‪ ‬فرويد يرى أن العنف هو نزعه طبيعيه في اإلنسان‪ ،‬وتستند‪ ,‬إلى رغب‪,,‬ه تدميري‪,,‬ه ( ليبي‪,,‬دو س‪,,‬الب) ‪ ،‬وهي‬
‫تعبر عن نزعة تلقائية لكل كائن عضوي نحو الموت‪ ،‬ويقابلها ‪ ‬نزعة‪  ‬طبيعية أخ‪,,‬رى‪  ‬نقيض‪,,‬ة ‪ ‬له‪,,‬ا هي نزع‪,,‬ة‬
‫الحياة (نزعة اإليروس)‪ ،‬والتي تدفع اإلنسان إلى اإلبداع‪.‬‬

‫– في حين ي‪,,‬رى إيري‪,,‬ك ف‪,,‬روم‪  ,‬أن العن‪,,‬ف ليس س‪,,‬لوك ط‪,,‬بيعي اساس‪,,‬ي‪ ،‬وان علم النفس الحي‪,,‬واني يؤك‪,,‬د أن‬
‫الحيوانات ال تكون عنيفة إال في حاالت معينة‪ ،‬وان العنف في هذه الحاالت هو وسيلة وليس غاية‪.‬‬

‫– أما ستانلي ميلغرام‪  ,‬فقد قام بإجراء تجربه أطلق عليها اسم (حدود الخضوع للسلطة)‪  ،‬واستخلص منه‪,,‬ا ان‪,,‬ه‬
‫رغم أن هن‪,,‬اك نزع‪,,‬ه عدواني‪,,‬ة طبيعي‪,,‬ة ل‪,,‬دى اإلنس‪,,‬ان‪ ،‬إال أن الظ‪,,‬روف‪ ,‬التاريخي‪,,‬ة واالجتماعي‪,,‬ة هي المح‪,,‬دد‬
‫األساسي لظهور‪ ,‬العنف‬

‫‪ )3‬د‪ -‬العنف في الفلسفة‪:‬‬

‫* في الفلسفة هناك تعريفات تختلف بإختالف الحضارات المؤسسة لها‪ ،‬فنجد‪:‬‬

‫الفلسفة السياسية اليونانية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬استنادا إلى مفهوم الجدل يرى هيراقليطس أن العن‪,,‬ف ض‪,,‬روري للع‪,,‬الم‪ ،‬فال يوج‪,,‬د ش‪,,‬يء ب‪,,‬دون‬
‫عنف‪ ،‬فلكي يوجد أي شيء يجب أن يلغى شيء آخر‪ ،‬يقول ( الحرب أب كل شيء )‪.‬‬
‫‪ ‬الفلسفة السياسية االسالمية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫اعتبر الفارابي في كتابه (آراء أهل المدينة الفاضلة) أن الغلبة والقهر هما من خاص‪,,‬يات المدين‪,,‬ة‬
‫الض‪,,‬الة‪ ،‬فالسياس‪,,‬ة‪  ‬ال تق‪,,‬ترن بالض‪,,‬رورة بالعس‪,,‬ف والعن‪,,‬ف‪ ،‬ففي المدين‪,,‬ة الفاض‪,,‬لة يس‪,,‬ود العق‪,,‬ل‬
‫الكامل والقيم المثلى‪ .‬وتكون السياسة فيها حكيمة وقويمة حيث تهدف إلى إسعاد اإلنسان‪.‬‬

‫‪ ‬أما ابن خلدون‪  ‬فيرى أن الدولة هي ضرورية للحد من ن‪,,‬زوات اإلنس‪,,‬ان األناني‪,,‬ة‪ ،‬ومن نزوع‪,,‬ه‬
‫إلى التظلم على اآلخرين سعيا وراء مصالحه ومنافع‪,,‬ه الخاص‪,,‬ة‪ ،‬على أن الحكم ال يك‪,,‬ون ع‪,,‬ادال‬
‫بالض‪,,‬رورة‪ ،‬ب‪,,‬ل إن‪,,‬ه في كث‪,,‬ير من األحي‪,,‬ان يجنح إلى العس‪,,‬ف والقه‪,,‬ر ألن‪,,‬ه يع‪,,‬ود في ج‪,,‬ذوره‬
‫االجتماعية إلى القوة والصراع‪ ،‬ويعبر بالتالي عن سيطرة قبيلة تحظى بعصبية أقوى من القبائل‬
‫األخرى‪ ،‬فالسياسة تقترن عند ابن خل‪,,‬دون ب‪,,‬القوة والعن‪,,‬ف إذ يتع‪,,‬ذر إخض‪,,‬اع الن‪,,‬اس واس‪,,‬تمالتهم‬
‫بالطرق السلمية‪.‬‬

‫الفلسفة السياسية االوربية الحديثة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫اعتبر ميكافيلى‪  ‬أن للسياسة ‪ ‬قواعد خاصة به‪,‬ا‪ ،‬وال‪,,‬تي ال عالق‪,,‬ة له‪,,‬ا ب‪,,‬القيم الديني‪,,‬ة واالخالقي‪,,‬ة‪،‬‬
‫ومن هذه القواعد التي يجب أن يتمسك بها األمير‪ ،‬هي اللجوء إلى العنف‪ ،‬فالعنف يعد عن‪,,‬ده‪  ‬من‬
‫المكونات األساسية لكل فعل سياسي ناجح‪.‬‬

‫‪ ‬آم‪,‬ا ه‪,,‬وبز ف‪,,‬يرى أن العن‪,,‬ف يمث‪,,‬ل عنص‪,,‬را أساس‪,,‬يا في العالق‪,‬ات االجتماعي‪,,‬ة‪ ،‬ذل‪,,‬ك أن الب‪,,‬اعث‬
‫األساسي لسلوك اإلنسان هو حب البقاء والحفاظ على ال‪,,‬ذات‪ ،‬وبالت‪,,‬الي فك‪,,‬ل إنس‪,,‬ان بحكم أنانيت‪,,‬ه‬
‫الطبيعية يمثل خطرا بالنسبة لكل إنس‪,,‬ان آخ‪,,‬ر‪ ،‬ففي الحال‪,,‬ة الطبيعي‪,,‬ة الس‪,,‬ابقة على وج‪,,‬ود الدول‪,,‬ة‬
‫يكون “الجميع في حرب ضد الجميع”‪ ،‬لذا يتحتم تأسيس دول‪,,‬ة ق‪,,‬اهرة (األمن والس‪,,‬لطة) إليق‪,,‬اف‬
‫الحرب ولضمان الحياة واستمرارية المجتمع‪.‬‬

‫‪ ‬أما ماركس ف‪,,‬يرى ف‪,,‬يرى أن العن‪,,‬ف ه‪,,‬و إف‪,,‬راز ت‪,,‬اريخي‪ ،‬نتج عن تع‪,,‬ارض المص‪,,‬الح ‪ ‬بظه‪,,‬ور‬
‫الملكية الفردية‪ .‬و يربط إنجلز بين الملكي‪,,‬ة الخاص‪,,‬ة لوس‪,,‬ائل اإلنت‪,,‬اج وظه‪,,‬ور األس‪,,‬رة والس‪,,‬لطة‬
‫والعنف‪.‬‬

‫الفلسفة السياسية الغربية المعاصرة‪   :‬‬ ‫‪‬‬

‫يرى جورج سوريل أن ‪ ‬الجماهير تؤمن باألساطير السياسية أكثر مما ت‪,,‬ؤمن باألفك‪,,‬ار الواقعي‪,,‬ة‪،‬‬
‫فهي وإن ك‪,,‬انت غ‪,,‬ير قابل‪,,‬ة للتحقي‪,,‬ق الكلي على مس‪,,‬توى الواق‪,,‬ع‪ ،‬فهي تخ‪,,‬تزن بنظ‪,,‬ره “طاق‪,,‬ة‬
‫تفجيرية”‪ ،‬ومن شأنها أن تقود الجماهير إلى الثورة ضد النظام القائم‪ ،‬كما ي‪,,‬رى ان‪,,‬ه عن طري‪,,‬ق‬
‫العنف يمكن إحياء المجتمع من جديد‪.‬‬
‫أما ف‪,‬انون ف‪,‬يرى‪ ‬في كتاب‪,‬ه‪ ( ‬المع‪,‬ذبون في األرض)‪ ‬إن الدول‪,‬ة الكلونيالي‪,‬ة (االس‪,‬تعمارية) تخفي‬
‫إنسانية اإلنسان المقهور والمس‪,‬تعمر‪،‬وتلج‪,,‬أ إلى ش‪,,‬تى الوس‪,‬ائل إلهانت‪,,‬ه واس‪,,‬تعباده‪ ،‬وبالت‪,‬الي فال‬
‫يمكن القضاء على هذه الدولة إال عن طريق العنف‪ ،‬فهو الوسيلة الوحيدة التي تبقى لدى اإلنسان‬
‫المستعبد السترجاع ذاته وحريته‪  ،‬وهوعنف مطل‪,,‬ق ض‪,,‬د اس‪,,‬تعمار مطلق‪  ،‬ل‪,,‬ذا يمكن الق‪,,‬ول أن‬
‫العنف يعيد الحياة إلى اإلنسان المقهور‪ ،‬ويوقظه من سباته العميق ويكشف له عن إنس‪,,‬انيته ال‪,,‬تي‬
‫طمسها المستعم‪.‬‬

‫مقاله ليسن سعودي‬

‫مفهوم العنف‪ :‬بين ضرورة التأصيل السوسيولوجي‪ 0‬واشكالية‬


‫التداخل االبستيمولوجي‬
‫جاءت هذه الورقة البحثية كمحاولة لمقاربة مفهوم العنف‪ ،‬من خالل تسليط الضوء على مختل‪00‬ف االش‪00‬كاليات‬
‫االبس‪00‬تيمولوجية ال‪00‬تي تنس‪00‬حب على مح‪00‬اوالت تعيين‪00‬ه سوس‪00‬يولوجيا‪ ،‬وال‪00‬تي تتجلى أساس‪00‬ا في مجموع‪00‬ة من‬
‫التمفصالت والتقاطعات النظرية مع ثل‪0‬ة من المف‪0‬اهيم ال‪0‬تي تعت‪0‬بر مرادف‪00‬ة ل‪0‬ه من حيث المع‪00‬اني والحم‪00‬والت‬
‫الداللية‪ ،‬من قبيل مف‪00‬اهيم؛ الع‪00‬دوا ني‪00‬ة‪ ،‬والص‪00‬راع‪ ،‬والجريم‪00‬ة‪ ،‬واالنح‪00‬راف‪ 0.‬وذل‪00‬ك بغي‪00‬ة التأس‪00‬يس لن‪00‬وع من‬
‫التأصيل السوسيولوجي لهذا المفهوم‪ ،‬عبر جرد جمل‪00‬ة الت‪00‬داخالت والعالق‪00‬ات ال‪00‬تي تربط‪00‬ه م‪00‬ع تل‪00‬ك المف‪00‬اهيم‬
‫القريبة‪ ،‬وتسطير حدود ونطاق اشتغال كل واحد منها على حدة‪ .‬وقد اعتمدنا في سيرورة هذه الورقة البحثي‪00‬ة‬
‫على ثالث لحظات تحليلية رئيسية‪ .‬توصلنا من خاللها الى أن مفهوم العنف سوس‪00‬يولوجيا‪ ،‬ال تتالزم أجرأت‪00‬ه‬
‫ومطابقته دالليا بصفة كلية مع مفهوم العدوانية‪ ،‬ويدخل في جدلي‪00‬ة وال‪-‬تم‪00‬اهي مس‪00‬تمر م‪00‬ع مفه‪00‬وم الص‪00‬راع‪،‬‬
‫كما أنه ال يتوافق‪ 0‬بشكل دائم مع متالزمة االنحراف‪ 0‬والجريمة‪ .‬مم‪00‬ا يس‪00‬تدعي ض‪00‬رورة ق‪00‬راءة مفه‪00‬وم العن‪00‬ف‬
‫خارج سياق هاته المقوالت التي يتم ربط‪00‬ه معه‪00‬ا‪ ،‬والتمكن من موقعت‪00‬ه وج‪00‬رد طبيع‪00‬ة ارتباطات‪00‬ه به‪00‬ا حس‪00‬ب‬
‫السياق االجتماعي والثقافي‪ 0‬الذي يدرس من خالله‬
‫الكاتب ‪ :‬حسن حرمة هللا‪ . ‬عبد اللطيف كداي‪ ‬‬
:.

You might also like