Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 148

1

2
3
4
‫المقدمة‬

‫احليــاة اجلامعيــة عالــم جديــد ‪ ،‬ينتقــل إليــه الطالــب مــن مدرســته الثانويــة ‪ ،‬يحتــاج إلــى مهــارات متعــددة تســاعده علــى‬ ‫ ‬
‫التكيــف معــه وأداء املهمــات املطلوبــة منــه ‪..‬‬
‫وفــي هــذا الكتــاب رصدنــا مجموعــة مــن املهــارات التــي يحتاجهــا الطالــب اجلامعــي لتعينــه علــى التعلــم والتطويــر الذاتــي‬ ‫ ‬
‫وحتســن الكفــاءة ‪..‬‬
‫فمــن أجــل ضبــط الطريــق إلــى النجــاح وضعنــا فــي الوحــدة األولــى (مهــارات حتديــد األهــداف) حيــث يــدرك الطالــب مــن‬ ‫ ‬
‫أول يــوم مــاذا يريــد؟ وإلــى أيــن يبغــي الوصــول؟ ‪.‬‬
‫ثــم كانــت الوحــدة الثانيــة (مهــارات إدارة الوقــت وتنظيمــه) لضبــط املــورد األساســي الــذي ميلكــه الطالــب لينفــق منــه‬ ‫ ‬
‫ويســتخدمه فــي الوصــول إلــى مــا يريــد وهــو الوقــت ‪.‬‬
‫وألن هــذه املرحلــة مــن عمــر الطالــب هــي مرحلــة اتخــاذ قــرارات مصيريــه فــي حياتــه ‪ ،‬ومــن أجــل عبــور العوائــق واملشــكالت‬ ‫ ‬
‫التــي قــد تقــف عثــرة فــي طريــق ســيره ‪ ،‬كانــت الوحــدة الثالثــة حــول ( مهــارات حــل املشــكالت واتخــاذ القــرارات) ‪.‬‬
‫وقــد اعتمــدت اجلامعــة وســائل التعلــم التعاونــي الــذي ينمــي خبــرات الطالــب ويدعــم عطــاءه اإلجتماعــي ‪ ،‬ويقــوي قــدرات‬ ‫ ‬
‫التواصــل لديــه ‪ ،‬ولذلــك كانــت ( مهــارات فــرق العمــل) فــي الوحــدة الرابعــة أداة مهمــه للنجــاح فــي هــذا النــوع مــن التعلــم ‪.‬‬
‫والدراســة اجلامعيــة أساســها البحــث عــن املعلومــة وصياغــة األفــكار وكتابــة البحــوث ‪ ،‬فمــن أجــل ذلــك كانــت الوحــدة‬ ‫ ‬
‫اخلامســة تتنــاول ( مهــارات البحــث العلمــي) التــي يتعلــم منهــا الطالــب الكثيــر حــول كتابــة البحــث اجلامعــي متهي ـ ًدا واســتعدا ًدا‬
‫لبحــوث الدراســات العليــا‪.‬‬
‫وفــي الوحــدة السادســة تناولنــا األداة األساســية للتعلــم وخــوض احليــاة اجلامعيــة وهــي ( مهــارات وأمنــاط التفكيــر) ليتعرف‬ ‫ ‬
‫فيهــا الطالــب علــى تلــك املهــارات التــي تيســر عليــه دراســته واســتيعابه ‪ ،‬بجانــب التعــرف علــى منطــن أساســيني مــن أمنــاط التفكيــر‬
‫همــا التفكيــر النقــدي واإلبداعــي‪.‬‬
‫وتأتــي الوحــدة الســابعة واألخيــرة ‪ ،‬لتكــون خامتــة املســك لهــذه الباقــة مــن املهــارات حيــث يتعــرف فيهــا الطالــب علــى (‬ ‫ ‬
‫مهــارات العــرض والتقــدمي) ولينــزع عــن نفســه اخلــوف مــن مواجهــة النــاس ويتعلــم طــرق التواصــل اللفظــي واجلســدي ولتكــون وســيلة‬
‫فعالــة ليكتســب الطالــب مزيــ ًدا مــن الثقــة بالنفــس‪.‬‬
‫ولقــد اعتمــد الكتــاب أســلو ًبا علم ًيــا أكادمي ًيــا فــي العــرض ‪ ،‬ملــأ الفــراغ الثقافــي واملعرفــي لــدى الطالــب حــول تلــك املعلومات‬ ‫ ‬
‫‪ ،‬وإن كان ال يخلــو مــن بعــض اللمحــات التدريبيــة والتــي ســوف نســتكملها فــي دليــل الطالــب الــذي يحــوي التدريبــات املطلوبــة إلكســاب‬
‫تلــك املهــارات‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫الوحدة‬
‫مهارات تحديد األهداف الحياتية‬ ‫األولى‬

‫الهدف العام للوحدة‬


‫أن يتمكن الطالب من صياغة األهداف الفعالة (‪.)SMART Goals‬‬

‫األهداف الخاصة‬
‫يتوقع من الطالب في نهاية هذه الوحدة أن‪:‬‬
‫‪ -1‬يعرف معنى الهدف‬
‫‪ -2‬يدرك الفرق بينه وبني بعض املترادفات (األمنية – الرغبة‪ -‬احللم‪)....‬‬
‫‪ -3‬يذكر أهمية حتديد األهداف في احلياة‬
‫‪ -4‬يعي معنى عدم وجود هدف في حياته‬
‫‪ -5‬يعدد انواع األهداف من حيث اجملال والزمن‬
‫‪ -6‬يشرح خصائص الهدف الفعال (‪)SMART Goal‬‬
‫‪ -7‬يقدر على صياغة األهداف الفعالة بطريقة (‪)SMART Goal‬‬
‫‪ -8‬يجيد كتابة األهداف بأنواعها اخملتلفة‬

‫محتويات الوحدة‬
‫‪ -1‬أهمية األهداف في حياة الطالب وأنواعها‪.‬‬
‫‪ -2‬طرق حتديد األهداف‪.‬‬
‫‪ -3‬األولويات التي يجب مراعاتها عند حتديد األهداف وترتيبها‪.‬‬
‫‪ -4‬كتابة خطط احلياة بأهداف فعالة (‪.)SMART‬‬

‫‪6‬‬
7
‫يعمل الكثيرون بجد ولكن ال يصلون إلى مايريدون من هذه احلياة‪ ،‬والسبب ببساطة أنهم ال ينفقون أي وقت في التفكير فيما‬
‫يريدون‪ .‬إنهم ال يضعون ألنفسهم أهدافاً يريدون الوصول إليها‪.‬‬

‫البد أن تسأل نفسك سؤاالً مهماً هل ميكنك أن تبدأ رحلة دون أن تعلم أوالً إلى أين ستأخذك هذه الرحلة؟‬

‫إن وضعك أهدافك في احلياة هي أقوى وسيلة لرسم املستقبل‪ ...‬بل وهي احلافز األساسي أن يكون اجتاهك إلى حتويل هذا‬
‫املستقبل إلى واقع تعيشه‪.‬‬
‫فعملية حتديد األهداف تساعدك على‪:‬‬
‫‪ -‬أن تختار أين أنت ذاهب في هذه احلياة‪.‬‬
‫‪ -‬ماذا تريد أن حتقق من جناحات‪.‬‬
‫‪ -‬أين يجب عليك أن تركز جهودك‪.‬‬
‫بل وتعتبر هذه العملية هي البوصلة التي حتميك عن االنحراف أثناء السير‪ ،‬وتعيدك دائماً إلى الطريق املرسومة‪.‬‬

‫ماذا يعني الهدف؟‬


‫الهدف هو األمر املهم بالنسبة لك والذي تسعى لتحقيق اجناز فيه‪.‬‬
‫فهذه عناصر ثالثة للهدف‪.‬‬
‫تخطط لتنفيذه‪.‬‬ ‫خاص بك‪ .‬‬ ‫أمر مهم‪ .‬‬
‫وحتديد الهدف هو أول ركن من أركان التخطيط الثالثة ‪( :‬حتديد الغاية ‪ -‬حتديد الوسيلة ‪ -‬حتديد املعيار)‬

‫‪8‬‬
‫مرادفات الهدف‪:‬‬
‫الغاية‪ :‬هي أعلى درجات األهداف‪ ،‬وأكثرها طموحاً‪.‬‬
‫األمنية‪ :‬أمر يرغب اإلنسان في حتقيقه‪ ،‬ولكنه ال يضع له برنامجاً عملياً لتحقيقه‪ ،‬أو اجنازه‪.‬‬
‫احللم‪ :‬أمر يرغب اإلنسان فيه‪ ،‬ولكنه يستبعد حدوثه فيظل متنق ً‬
‫ال بني احللم‪ ،‬واألمنية‪.‬‬

‫لماذا نضع األهداف؟‬

‫‪ -1‬األهداف تعطيك الرؤيا املستقبلية على املدى الطويل‪ ،‬واحلافز لإلجناز على املدى القصير‪.‬‬
‫‪ -2‬حتديد األهداف يعطيك القدرة على التركز في عملية جمع املعلومات‪ ،‬واكتساب املعرفة‪ ،‬حيث تعطيك األهداف الوعاء املعرفي‬
‫الذي تركز في البحث فيه‪.‬‬
‫‪ -3‬حتديد األهداف يعطيك القدرة على تنظيم وقتك‪ ،‬وحصر مواردك‪ ،‬وقدراتك مما يجعلك تتجه دائماً إلى استخدام تلك املوارد‬
‫فيما يجعل حلياتك قيمة‪.‬‬
‫‪ -4‬بوضعك األهداف الواضحة احملددة تستطيع أن تقيس اجنازك‪ ،‬بل وتشعر بالفخر به‪ ،‬بل وستجد الكثير من التقدم في اجناز تلك‬
‫األنشطة التي لم ميكن لك فيها أي إجناز‪.‬‬
‫‪ -5‬ذلك كله سيرفع قدر ثقتك بنفسك‪ ،‬واعتزازك بقدراتك‪ ،‬وجدارتك التي بها حققت تلك األهداف التي وضعتها‪.‬‬

‫أنواع األهداف‬
‫توجد أربعة أنواع من األهداف‪:‬‬
‫‪ -1‬أهــــــــــداف طويلـــــة املـــــــــــــــدى وهي األهداف املستقبلية‪ ،‬والتي يزيد زمن حتقيقها على(‪ )10‬سنوات‪ ،‬وتسمى أهداف العمر‪ ،‬أو األهداف‬
‫املرحلية‪.‬‬
‫‪ -2‬أهــــــــداف متوسطــــة املـــــــــــــــدى وهي املتعلقة مبرحلة معينة كمرحلة اجلامعة مثال‪ ،‬وهي بني (‪ 3‬أو ‪ 10 : 5‬سنوات)‬
‫‪ -3‬أهــــــداف قصيــــــــرة املــــــــــــــــدى وهي األهداف التي يقل زمن تنفيذها عن (‪ )3‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -4‬األهداف اإلجرائية أو التشغيلية وهي األهداف الصغيرة التي ميكن أن تصبح مجرد أنشطة شهرية‪ ،‬أو أسبوعية‪ ،‬أو يومية‪ ،‬والتي نكتبها في‬
‫قوائم املهمات (‪.)To Do – list‬‬

‫‪9‬‬
‫خطوات وضع األهداف‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬صمم الصورة الكبيرة ملا تريد أن تفعله في حياتك عموماً‪ ،‬أو على‬
‫األقل خالل مدى زمني أكثر من (‪ )10‬سنوات في هذه الصورة سوف‬
‫تضع أهدافاً يطلق عليها (أهداف بعيدة املدى)‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬جزء هذه األهداف البعيدة املدى إلى األصغر فاألصغر من األهداف‬
‫التي تريد أن جتدها عند كل محطة من محطات حياتك‪ ...‬وهذه‬
‫األهداف يطلق عليها (أهداف قريبة املدى)‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬أعمل على صياغة هذه األهداف صياغة واقعية محددة وابدأ في‬
‫تنفيذها‪.‬‬

‫اخلطوة األولى‪ :‬ضع أهدافاً بعيدة املدى‬


‫وهي األهداف التي تريد أن حتققها على مدار حياتك‪ ،‬أو على األقل على املدى الطويل‪ ،‬والذي يقدره البعض من (‪ )20 : 10‬سنة؛‬
‫وهذه األهداف تعتبر الهيكل األساسي الذي ستبنى عليه معظم قراراتك بعد ذلك‪ ،‬ومن أجل أن تضع هذه األهداف بعيدة املدى‪ ،‬ومن‬
‫أجل التوازن‪ ،‬وأال يطغى جزء من حياتك على غيره عليك بتحديد أدوارك احلالية‪ ،‬واملتوقعة على املدى البعيدة‪.‬‬
‫ومن أمثلة هذه األدوار‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون زوجاً وأباً وراعي أسرة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون موظفاً أو صاحب مهنة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تكون مهتماً بجسدك وصحتك‪.‬‬
‫‪ -4‬أن تراعى سلوكك‪ ،‬وأخالقك‪ ،‬وحالتك النفسية‪.‬‬
‫‪ -5‬أن تخدم مجتمعك‪ ،‬وتتطوع إلسعاد اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -6‬أن جتعل العالقة بينك وبني ربك أكثر قوة لتسمو روحك‪.‬‬
‫‪ -7‬أن ترفع من مستواك املادي‪ ،‬ويستقر دخلك‪.‬‬
‫‪ -8‬أن تنمي من مستواك العلمي‪ ،‬واملعرفي‪.‬‬
‫‪ -9‬أن تستمتع باحلياة‪ ،‬وتباشر هواياتك‪.‬‬
‫اخلطوة الثانية‪ :‬ضع أهداف لكل مجال‬
‫من أجل أن تكون اجملاالت املهمة في حياتك أكثر اتساعاً‪ ،‬وتوازناً عليك أن تضع أهدافك بعيدة املدى على أساس أدوارك في‬
‫احلياة‪ ،‬حيث تسأل نفسك عدة أسئلة حول ماتتمناه أن يكون أداؤك في كل دور كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الدور املهني‪ :‬ما املستوى الذي تريد أن تصل إليه في مهنتك؟ أو ماذا تريد أن حتقق في مجالك املهني؟‬

‫‪10‬‬
‫‪ -2‬الدور التعليمي‪ :‬هل هناك أي معرفة جديدة تريد أن تكتسبها؟‪ ...‬هل تسعى للحصول على درجة علمية في مجالك التعليمي؟ ما املهارات‬
‫واملعلومات التي حتتاجها‪ ،‬لتحقق الكثير من أهدافك؟‬
‫‪ -3‬الدور املادي‪ :‬ماذا تتوقع أن يكون عليه دخلك؟ وما عالقة ذلك بأهدافك املهنية والتعليمية؟‬
‫‪ -4‬الدور األسري‪ :‬أنت تريد أن تكون والد‪ ...‬الشك في ذلك‪ ...‬وأن تكون لك أسرة ترعاها‪ ...‬ما الشكل الذي تريد أن تكونه كراعي لهذه‬
‫األسرة؟‪ ...‬ما صورتك مع عائلتك؟‬
‫‪ -5‬الدور الصحي‪ :‬هل لديك أهداف رياضية تريد حتقيقها؟ هل تريد أن تكون لديك صحة جيدة مع تقدم العمر؟‬
‫‪ -6‬الدور النفسي‪ :‬هل هناك مشاكل تعيدك للخلف‪ ،‬وتعوقك عن التقدم؟ ضع أهدافاً لتحسني سلوكك‪ ،‬وحل جميع املشكالت املعلقة‪.‬‬
‫‪ -7‬الدور الترفيهي‪ :‬تذكر أن جزء من حياتك هو لك‪ ،‬فما هو أفضل أسلوب لديك لتستمتع باحلياة؟‬
‫‪ -8‬دور خدمة اجملتمع‪ :‬تريد أن جتعل احلياة من حولك أجمل‪ ،‬كيف تخطط لذلك‪.‬‬
‫‪ -9‬الدور الروحي‪ :‬تريد طاقة دافعه من األمل‪ ،‬واإليجابية‪ ،‬ولن جتدها إال في عالقة جيدة مع الله‪ ...‬ضع أهدافاً لتمتني هذه العالقة وامتام‬
‫فروضها ونوافلها‪.‬‬

‫اخلطوة الثالثة‪ :‬استخدم العصف الذهني‬


‫اآلن اعط نفسك فرصة للتفكير بطريقة العصف الذهني َح ْو َل هذه‬
‫اجملاالت‪ ...‬وسجل أهدافاً متعددة حتت كل مجال‪ .‬اختار اآلن هدفاً‬
‫أو أكثر من كل مجال يعكس ماذا تريد أن تفعله فيه‪ .‬راجع األهداف‬
‫التي اخترتها في كل مجال أعد تنسيقها‪ ،‬حتى يكون لديك عدداً‬
‫صغيراً من األهداف الواقعية احملددة‪ .‬تأكد أن هذه األهداف هي‬
‫فع ً‬
‫ال ماتريد أن حتققه لنفسك اللغيرك‪ ...‬وتأكد أنك أنت املسؤول‬
‫عن حتقيقها‪ ،‬وليس غيرك ممن ميكن أن تفوضهم مثل أحد الوالدين‪،‬‬
‫أو األبناء‪ ،‬أو املوظفني‪ ،‬أو األصدقاء‪ ،‬والحظ إذا كان لديك شريك في‬
‫أي هدف من هذه األهداف أن تتأكد من أهدافه‪ ،‬وماذا يريد فع ً‬
‫ال؟‬

‫اخلطوة الرابعة‪ :‬ضع األهداف قريبة املدى‬


‫وهي مجموعة أهداف خلمس سنوات القادمة‪ ،‬وهي مقتبسة من أهداف العمر ‪ -‬بعيدة املدى ‪ -‬التي رسمتها في اخلطوات‬
‫السابقة‪.‬‬

‫اخلطوة اخلامسة‪ :‬ضع األهداف التنفيذية‬


‫قم بتجزيء األهداف القريبة املدى السابقة إلى أهداف أصغر‪ ،‬لتكون منها أهداف السنة‪ ،‬والستة أشهر‪ ،‬والشهر‪ ...‬وكل خطة من‬
‫هذه اخلطط تكون معتمدة على التي قبلها‬
‫‪11‬‬
‫اخلطوة السادسة‪ :‬استخدام أداة صياغة الهدف الفعال ‪SMART‬‬
‫من أجل أن تضع أهدافاً متميزة فعالة عليك أن تصيغها بسمات محددة‪ ...‬ولقد جمعها الدكتور جورج دوران في كلمة واحدة وهي‬
‫‪ ... SMART‬حيث كل حرف من هذه الكلمة يدل على صفة من صفات الهدف‪ ،‬ليكون فعاالً‪ ...‬واليفوتنا أن معنى الكلمة االجنليزية‬
‫هو ذكي‪ ...‬فهي من التوافقات اجلميلة‪.‬‬

‫سمات الهدف الفعال‪:‬‬


‫‪ -1‬أن يكون الهدف محدداً ‪Specific‬‬
‫فعندما تضع أهدافك البد أن جتيب بتحديد شديد على األسئلة اخلمسة (‪)5Ws‬‬
‫‪Who , What, Where, When, Why‬‬
‫ملاذا‪ ..‬متى ‪ ..‬أين ‪ ..‬ماذا ‪ ..‬من ؟‬
‫هكذا‪:‬‬
‫‪ -‬ماذا تريد؟‬
‫‪ -‬ملاذا تريده؟‬
‫‪ -‬من سيحققه؟‬
‫‪ -‬أين تريد حتقيقه؟‬
‫‪ -‬متى تريد حتقيقه؟‬
‫وبغير ذلك تكون أهدافك عامة ناقصة التحديد‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -2‬أن يكون الهدف قاب ً‬
‫ال للقياس ‪Measurable‬‬
‫حتى تستطيع متابعة التقدم في اجناز األهداف البد أن تكون األهداف كمية‪ ،‬وذلك باستخدام األرقام غالباً‪ ،‬وهذا يسهل قياسها‪،‬‬
‫ومقارنتها بالوضع املطلوب‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون الهدف قاب ً‬
‫ال للتحقيق ‪Attainable‬‬
‫فالبد أن تكون أميناً في تقدير مهاراتك وقدراتك والتي على أساسها تستطيع أن تقول أن هذا الهدف ميكن حتقيقه أم ال‪ ...‬كذلك‬
‫البد أن تضع في اعتبارك وبحسابات دقيقة الظروف اخلارجية التي ميكن أن تؤثر في حتقيق الهدف‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون الهدف واقعياً ‪Realistic‬‬
‫فإذا كانت قابلية التحقيق السابقة خاصة بصاحب الهدف‪ ،‬فإن واقعية الهدف تخص الهدف نفسه‪ ،‬فجميع األهداف الغير واقعية‬
‫غير قابلة للتحقيق في حني أن كثير من األهداف الواقعية قد التكون قابلة للتحقيق بالنسبة لفرد معني‪ ،‬أو لظروف معينة‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يكون الهدف مرتبطاً بوقت ‪Time – bound‬‬
‫فالبد من وضع وقت للبدأ‪ ،‬وآخر لالنتهاء من حتقيق الهدف‪ ،‬حيث يضعك ذلك دائماً على طريق االجناز بجانب أنه مينع كثير من‬
‫األهداف الصغيرة اليومية أن تعوقك عن التقدم نحو الهدف‪.‬‬
‫ثم إن وضع األهداف هو اخلطوة األولى لرسم خطة التنفيذ‪ ...‬وهل تصلح خطة بال زمن محدد؟!‬

‫ضوابط لهدف أكثر فاعلية‪:‬‬

‫‪ -1‬ضع الهدف الواحد في جملة واحدة‪.‬‬


‫‪ -2‬التستعمل النفي في صياغة أهدافك قل‪ :‬أن أفعل كذا والتقل‪ :‬أن ال أفعل كذا‬
‫‪ -3‬كن أكثر دقة عند كتابة الوقت‪ ،‬والتاريخ‪ ،‬والكمية حتى تصل بالهدف إلى أعلى قابلية للقياس‪ ،‬والتحديد‪.‬‬
‫‪ -4‬رتب أولوياتك‬
‫وذلك في حالة وجود أكثر من هدف تتنازعها األوقات‪ ...‬فعليك باستخدام طريقة (أبجدية األولويات) لترتيب تلك األهداف؛‬
‫فقد ابتكر أدوين بلس في كتابه (‪ )Done Getting‬فكرة ترتيب األولويات على أساس (‪ )4‬حروف أبجدية ( أ ‪ -‬ب ‪ -‬جـ ‪ -‬د)‬
‫وميكن استخدام طريقة بسيطة لتنفيذ هذه الطريقة‪ ...‬وهي‪:‬‬
‫أبجدية األولويات‬
‫‪ -‬كتابة قائمة األهداف‪.‬‬
‫د‬ ‫جـ‬ ‫ب‬ ‫أ‬
‫هدف ‪ ٣‬هدف ‪ ٢‬هدف ‪٩‬‬ ‫هدف ‪١‬‬ ‫‪ -‬اعطاء كل هدف أحد احلروف األربعة ( أ ‪ -‬ب ‪ -‬جـ ‪ -‬د) حسب أولوية‬
‫هدف ‪ ٧‬هدف ‪ ١٠‬هدف ‪٨‬‬ ‫هدف‪٥‬‬ ‫الهدف حيث (أ) هو أكثر األهداف أولوية‪ .‬و (د) هو أقلها‪.‬‬
‫هدف ‪٦‬‬ ‫هدف ‪٤‬‬
‫‪ -‬اآلن أعد ترتيب القائمة على حسب احلروف األبجدية‪.‬‬
‫‪ -‬قد يكون هناك أكثر من هدف في احلرف الواحد (أ) مث ً‬
‫ال فيها أربعة‬
‫أهداف‪ ...‬عليك أن تعيد الترتيب مرة أخرى ولكن باستخدام األرقام هذه املرة ( أ‪ - 1‬أ‪ - 2‬أ‪ - 3‬أ‪.)4‬‬
‫‪ -‬ابدأ اآلن في تنفيذ الهدف (أ‪.)1‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -5‬استخدم الورق‪:‬‬
‫فإن كتابة أهدافك جتعلها في دائرة االهتمام‪ ،‬ويسهل مراجعتها‪ ،‬ويعطيها قوة نحو االجناز‪.‬‬
‫‪ -6‬اجعل أهدافك اإلجرائية صغيرة بقدر اإلمكان‪ ،‬بحيث تعطيك دافع الجنازها‪ ،‬حيث تبدو األهداف الكبيرة كأنها لن تنجز‪.‬‬
‫‪ -7‬ضع احتمال تأثير العوامل اخلارجية عند تنفيذ األهداف‪ ،‬فال تصاب باإلحباط إذا كانت النتائج أقل من املتوقع‪.‬‬
‫‪ -8‬التدع أحد يضع لك أهدافك‪ ...‬إن أهدافك الذي تضعها أنت بنفسك هي األكثر واقعية‪ ،‬وقابلية للتحقق‪،...‬حيث إنك أكثر الناس معرفة‬
‫بقدراتك‪ ،‬ورغباتك‪ ،‬وطموحاتك‪.‬‬
‫‪ -9‬ابحث عن رفيق لهدفك‪ ...‬فهناك الكثيرون الذين قد تتفق معهم في بعض‪ ،‬أو كل أهدافك اعقد معهم صفقات مشاركة للتحفيز‪ ،‬واملتابعة‬
‫وحتقيق املستهدف الزمني‪ ،‬والكمي لهذه األهداف‪.‬‬
‫‪ -10‬راقب املعوقات‬
‫وتعلم من أخطاءك‪ ،‬واعمل على إزالة كل ما ميكن أن مينعك من الوصول إلى هدفك استخدم أكثر من استراتيجية لعبور املعوقات قبل أن‬
‫تقول لن أستطيع‪.‬‬

‫تحقيق األهداف‪:‬‬
‫اذكرك أنك قد وضعت أهدافك بداية من تلك التي تتصف باملدى‬
‫الطويل ثم القصير‪ ...‬ثم اإلجرائية‪ ،‬والتي سنركز عليها عند التنفيذ‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬حول األهداف إلى أنشطة‬
‫وحتى تستطيع تنفيذ األهداف عليك بتحويلها إلى أنشطة عن‬
‫طريق اخلطوات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬جزىء الهدف إلى مجموعة من األهداف الصغيرة التي تسمى‬
‫هنا أنشطة‪ ،‬وبتنفيذها يكون هذا الهدف قد حتقق‪.‬‬
‫‪ -2‬استخدم العصف الذهني لإلجابة عن هذا السؤال‪ :‬هل توجد‬
‫طرق مختلفة للوصول إلى هدفي؟‬
‫اكتب كل شيء‪...‬‬
‫اآلن حاول أن تختار من بينها‪.‬‬
‫‪ -3‬اكتسب طاقة للتنفيذ‬
‫ميكنك أن تكتسب طاقة للتنفيذ عن طريق‬
‫أ‪ -‬التخيل‪ ...‬حيث تغمض عينيك‪ ،‬وتتخيل نفسك عند هدفك‪ :‬أين أنت اآلن؟ كيف جئت إلى هنا؟ كيف تشعر؟‬
‫تذكر هدفك اآلن‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ب‪ -‬اقرأ قصص االجنازات‬
‫وخاصة في مجال هدفك فهي ستعطيك الكثير من التحفيز‪ ،‬وترفع روحك املعنوية‪ ،‬بل وقد تكسبك الكثير من اخلبرات على‬
‫طريقة تنفيذ الهدف‪.‬‬
‫‪ -4‬ابحث عن مرشد‬
‫وتذكر أنه لن يستطيع أحد حتقيق أهدافك‪ ،‬ولكن فقط ادرس اخلبرات‪ ،‬وابحث عن اجابات ألسئلتك‪ ،‬واتخذ قدوة‪ ،‬ولكن دون أن تقلد‪.‬‬
‫‪ -5‬املعلومات‪:‬‬
‫وهي من أقوى األسلحة التي تساعدك على السير في تنفيذ أهدافك‪ ...‬فاملعلومات هي مصباح الرأس لعامل املناجم‪ ...‬وكلما‬
‫تزودت باملعلومات األقوى كلما تعمقت في البحث عن الكنوز‪.‬‬
‫‪ -6‬كن إيجابيا‬
‫واحتفظ دائما بإميانك أنك ستحقق هدفك‪ ،‬ففي اللحظة التي ستفقد فيها هذا اإلميان اعلم أنك قد فشلت‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬على طريق التنفيذ‪:‬‬
‫‪ -1‬سجل كل جناحاتك السابقة في نفس مجال هدفك حتى لو كانت‬
‫صغيرة‪ .‬راجع هذه النجاحات فهي حافز كبير‪.‬‬
‫‪ -2‬راجع بعض أخطاءك السابقة‪ ،‬واكتب الدروس املستفادة منها‪.‬‬
‫‪ -3‬استمتع بشعورك أنك تنجز عند كل خطوة تتم‪ ،‬واحتفل بتلك‬
‫العالمات التي بدأت تظهر دالة على االقتراب من حتقيق‬
‫الهدف‪ ،‬واعلم أن كل هدف حتققه يعني أنك تخطو خطوة نحو‬
‫هدف جديد من أهداف احلياة‪.‬‬
‫‪ -4‬حتقيق بعض األهداف هو تراكم خلبراتك مما يجعلك قادر اآلن‬
‫ال‪ ،‬فعليك أن جتعل التالي أصعب‪ ...‬وإذا أخذ الهدف األول وقتاً طوي ً‬
‫ال‬ ‫على مراجعة خططك‪ .‬فإذا كان حتقيق الهدف األول سه ً‬
‫في التنفيذ‪ ،‬فيجب أن يكون الهدف التالي أسهل‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا تعلمت شيء يدعوك إلى تغيير مالمح بعض أهدافك فافعل‪.‬‬
‫‪ -6‬إذا وجدت نقص في مهاراتك عند اجناز بعض األهداف‪ ...‬ضع أهدافاً لتعويض ذلك النقص‪.‬‬
‫‪ -7‬اآلن وبعد تلك اخلبرات املتراكمة أصبح الفشل في تنفيذ هدف ما‪ ،‬ال يعني بالنسبة لك أكثر من فرصة لوضع بعض التعديالت‬
‫أو إضافة هدف جديد أكثر جناحاً‪.‬‬
‫‪ -8‬اآلن أصبحت تؤمن أن أهدافك غير ثابتة‪ ،‬بل هي مرنة قابلة للتغيير مع الوقت‪ ،‬حيث ستنمو معارفك‪ ،‬وخبراتك‪ ...‬بل إن بعض‬
‫تلك األهداف التي كنت قد وضعتها لن تتناسب مع وضعك اجلديد‪ ،‬وأصبحت ال حتقق الكثير من طموحاتك‪ ،‬بل وال تتناسب مع‬
‫مهاراتك املكتسبة‪ ،‬ببساطة تخلي عنها‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫مثال على وضع األهداف الشخصية‪:‬‬
‫هاني موظف في بنك عاملي‬
‫في الدور املهني ‪ ..‬كان هدف العمر ‪ -‬طويل املدى ‪ -‬لهاني‪:‬‬
‫(أن يكون مديراً ألحد فروع البنك في وطنه)‬
‫جلس هاني يجزئ هدفه إلى أهداف متوسطة وصغيرة املدى كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬هدف العشر سنوات ‪ :‬أن يكون نائب مدير فرع البنك‬


‫‪ -‬هدف اخلمس سنوات‪ :‬أن يكون رئيسا ألحد أقسام الفرع‬
‫‪ -‬هدف السنة‪ :‬املساهمة الفعالة في املشروعات التي يهتم بها املدير احلالي بدراستها‪ ،‬وتقدمي املقترحات فيها‪.‬‬
‫‪ -‬هدف الستة أشهر‪ :‬العودة إلى الدراسات العليا النهاء ماجستير التخصص في إدارة البنوك‬
‫‪ -‬هدف الشهر‪ :‬أن يناقش مديره حول أهم املهارات التي يحتاجها موظف البنك ألداء أفضل في عمله‪.‬‬
‫هدف األسبوع‪ :‬حتديد موعد ملقابلة املدير‪.‬‬
‫من أهداف العمر‪:‬‬

‫‪ -‬افقد وزنك‪.‬‬
‫‪ -‬ادخل جامعة‪.‬‬
‫‪ -‬اختر تخصص‪.‬‬
‫‪ -‬احصل على وظيفة‪.‬‬
‫‪ -‬تزوج‪.‬‬
‫‪ -‬احصل على بطولة أو وسام أو جائزة‪.‬‬

‫ابحث في النت عن‪:‬‬


‫‪ -1‬معاني أخرى حلروف كلمة ‪.SMART‬‬
‫‪ -2‬أدوات وقوائم وبرامج تساعد على وضع األهداف‪.‬‬
‫‪ -3‬محاضرة مقروءة أو مسموعة أو مرئية حول وضع األهداف‪.‬‬
‫‪ -4‬مقال أو بحث حول وضع األهداف‪.‬‬
‫‪ -5‬كتاب حديث حول وضع األهداف‪.‬‬
‫‪ -6‬برنامج تدريبي أو عرض تقدميي حول وضع االهداف‬
‫ ‬

‫‪16‬‬
17
‫الوحدة‬
‫مهارات إدارة الوقت وتنظيمه‬ ‫الثانية‬

‫الهدف العام للوحدة‬


‫أن يتمكن الطالب من استخدام مصفوفة الوقت‪ ،‬واألولويات في إدارة وقته‪.‬‬

‫األهداف الخاصة‬
‫يتوقع من الطالب في نهاية هذه الوحدة أن‪:‬‬
‫‪ -1‬يذكر تعريف الوقت‬
‫‪ -2‬يعرف أهمية إدارة الوقت‪ ،‬وتنظيمه في احلياة‬
‫‪ -3‬يدرك أن ادارة الوقت هو الطريق إلدارة الذات‬
‫‪ -4‬يفهم متطلبات إدارة الوقت‪ ،‬ومعوقات االستفادة منه‪.‬‬
‫‪ -5‬يشرح مصفوفة األولويات (مصفوفة الوقت)‬
‫‪ -6‬يجيد استخدام مصفوفة األولويات في االهتمام باملهم غير العاجل في حياته‬
‫‪ -7‬يعي خطورة منطقة (الغير مهم) في مصفوفة الوقت على حتقيق أهدافه‬
‫‪ -8‬يشعر مبدى أهمية ترتيب األولويات للوصول الى النجاح‪ ،‬وإإلدارة اجليدة للذات‬
‫‪ -9‬يعدد مضيعات الوقت في حياته‬
‫‪ -10‬يستطيع التخلص من مضيعات الوقت في حياته‬
‫‪ -11‬يفهم معنى التسويف‪ ،‬ومدى خطورته على حياته‬
‫‪ -12‬يسعى الى عدم التسويف قدر اإلمكان‬

‫محتويات الوحدة‬
‫‪ -1‬أهمية إدارة الوقت وتنظيمه في احلياة اجلامعية‪.‬‬
‫‪ -2‬مصفوفة األولويات‪ ،‬وكيفية استخدامها في احلياة‪.‬‬
‫‪ -3‬صور تضييع الوقت‪ ،‬ومعوقات االستفادة من الوقت‪.‬‬
‫‪ -4‬التسويف‪ ،‬وكيف نقلل منه‬

‫‪18‬‬
19
‫عندما حتدث علماء اإلدارة عن حتويل الوقت من مجرد قيد ضابط للمعامالت الى مورد أساسي من موارد املؤسسة ظن الكثيرون‬
‫أن هذا قد يكون متعلقا بإدارة األعمال فقط‪ ،‬ولكن ومع تطور الزمان‪ ،‬والدخول في عصر املعرفة املفتوحة ‪-‬عصر التسارع في كل‬
‫شيء‪ -‬استشعر املهتمون من البشر أن الوقت في حياتهم قد حتول من مجرد خلق وقيمة تتلخص في احملافظة عليه‪ ،‬وقضاؤه في‬
‫املفيد والدقة في املواعيد الى أنه مورد من املوارد الذى يزداد اإلنسان باستثماره قوة‪ ،‬ويخسر الكثيرون ممن يهملون إدارته وضبطه‪.‬‬

‫ما الوقت؟‬
‫إنه العمر‪ ..‬إنه األيام‪ ،‬والساعات‪ ،‬والثواني‪ ..‬إنه السنون‪ ،‬والشهور‪ ،‬واألسابيع‪.‬‬
‫وثوان‬
‫ٍ‬ ‫إن احلياة دقائق‬ ‫دقات قلب املرء قائلة له‬ ‫ ‬

‫فالوقت بأجزائه الصغيرة هو املادة األساسية التي يتكون منها العمر‪..‬فمكونات العمر إذا كانت ماال‪ ً،‬وعل ًما‪ ،‬وصحة‪ ،‬وشهوات‪،‬‬
‫وجناحا‪ ..‬أو عكسها‪.‬فإن الوعاء األساسي الذي يحمل كل هذا‪ ،‬ويتم فيه‬
‫ً‬ ‫وعمال‪ ً،‬وعالقات‪ ،‬ومهارات‪ ،‬وعبادات‪ ،‬وملذات‪ ،‬وسعادة‪،‬‬
‫وثوان‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫كل هذا هو الوقت من أيام‬
‫ويعرف الوقت أنه مقدار من الزمن قدر المر ما‬
‫أما إدارة الوقت فهي األستخدام األفضل للوقت باإلمكانيات املتاحة بطريقة تؤدي الى حتقيق األهداف‬

‫طبيعة الوقت‪:‬‬
‫وإذا كان الوقت هو الوحدة األساسية التي يتكون منها العمر‪ ،‬وتتم فيه جميع فاعليات العمر فهيا‪،‬‬
‫طبيعة الوقت‬
‫لنتعرف على طبيعة هذه الوحدة لنرى كيف ميكن أن نتعامل معها‪.‬‬
‫غال‬
‫‪ -1‬الوقت ٍ‬
‫‪ -2‬الوقت محدود‬ ‫غال‪:‬‬
‫‪ -1‬الوقت ٍ‬
‫‪ -3‬تعويض الوقت‬ ‫بل هو أغلى ما ميلكه اإلنسان في عمره ألنه أساس ذلك العمر‪ ..‬واحلقيقة أن الله تعالى عندما‬
‫‪ -4‬الوقت يجري‬ ‫يعرض لنا األجزاء الدقيقة من الوقت مثل الليل والنهار يعرضها بشكل يبني أنها نعمة‪ ،‬وأن هذه النعمة‬
‫‪ -5‬منو الوقت‬ ‫تستحق الشكر ال اإلهدار‪ .‬يقول تعالى‪َ { :‬و ُه َو ا َّلذِ ي َج َع َل اللَّيْ َل َوال َّن َها َر ِخل ْ َف ًة ِّل َم ْن أَ َرا َد أَن َّي َّذ َّك َر أَ ْو أَ َرا َد‬
‫‪ -6‬استثمار الوقت‬ ‫ُش ُكو ًرا} الفرقان‪62 :‬‬

‫‪ -2‬الوقت محدود‪:‬‬
‫كانت نظريات اإلدارة ترى الوقت أنه قيد ‪ constraint‬يقاس به اإلنتاج‪ ،‬وحتدد به امليزانيات‪،‬‬
‫ثم عدلت نظريات اإلدارة احلديثة تلك النظرة‪ ،‬لترى الوقت ‪ Resource‬أي مورد من املوارد مثل املوارد املالية واملوارد‪ ،‬البشرية‪،‬‬
‫ولكن لألسف كان من طبيعة هذا املورد أنه مورد محدود؛ حيث إن أعمارنا محدودة لها بداية ونهاية‪ ..‬والوقت هو املساحة من الزمن‬
‫التي تبدأ مبولدك وتنتهي بوفاتك‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ولذلك فال بد من إدراك احلقائق اآلتية‪:‬‬
‫< نحن منلك جمي ًعا الكمية نفسها من الوقت‪ )168 =7×24( :‬ساعة في األسبوع‪.‬‬
‫تخزّن جز ًءا من الوقت لالستخدام في وقت الحق‪.‬‬
‫< أنك من املستحيل أن ِ‬
‫< أنك ال تستطيع التالعب في مسيرة الوقت بأن توقفه مث ً‬
‫ال أو تسرعه أو تبطئه‪.‬‬
‫< أنك ال تستطيع أن تنفقه إال باملعدل احملدد له (‪ ) 60‬ثانية في الدقيقة و (‪ )60‬دقيقة في الساعة‪.‬‬
‫ولذلك جند «احلسن البصري» ينادي فينا‪(( :‬يا ابن آدم‪ ،‬إمنا أنت أيام معدودة كلما ذهب يوم ذهب بعضك‪ ..‬ويوشك إذا ذهب البعض‬
‫أن يذهب الكل))‬
‫‪ -3‬تعويض الوقت‪:‬‬
‫هل ميكن تعويض الوقت؟‬
‫لم أجد أفضل من قول الشاعر يجيب عن هذا السؤال‪:‬‬
‫فأخبره مبا فعل املشـيب‬ ‫ ‬ ‫آال ليت الشباب يعود يو ًما‬ ‫ ‬
‫ويوصينارسول الله [ أن نغتنم األعمار‪ ،‬ونستثمر ما فيها من أوقات مناسبة مثل أوقات الصحة‪ ،‬والشباب‪ ،‬والغنى‪ ،‬والفراغ؛‬
‫«اغتَ ِن ْم َخ ْم ًسا َقبْ َل َخ ْم ٍس‪َ :‬ش َبابَ َك َقبْ َل‬
‫ألنها إذا مرت قد ال تعود مثلها‪ ،‬وإمنا ستأتي أيام املرض‪ ،‬والهِ رم‪ ،‬والفقر‪ ،‬والشغل‪ ،‬فيقول [‪ْ :‬‬
‫ِك‪َ ،‬و َح َيات ََك َقبْ َل َم ْوت َ‬
‫ِك» (‪.)٢‬‬ ‫اغ َك َقبْ َل ُش ْغل َ‬
‫َاك َقبْ َل َف ْقرِ َك‪َ ،‬و َف َر َ‬
‫َه َرمِ َك‪َ ،‬و ِص َّحت ََك َقبْ َل َسقَمِ َك‪َ ،‬و ِغن َ‬

‫‪ -4‬الوقت يجري‪:‬‬
‫هذا هو تعبيرنا عندما نحتاج إلى الوقت‪ ..‬فغال ًبا ماذا تقول عندما يكون بني يديك عمل‪ ،‬ولم تنتهِ منه بعد‪ ،‬واقترب موعد تسليمه؟‬
‫تقول‪( :‬الوقت يجري)‪ ،‬فمن صفات الوقت أنه ميضي سري ًعا‪ ..‬وتتبني هذه الصفة دائ ًما عندما نحتاج إلى وقت أكثر؛ وجند في القرآن‬
‫خير تعبير عن هذا املعنى حيث تتضاءل املدة الزمنية في الضمائر يوم القيامة‪ ،‬وتنكمش‪ ،‬ونرى العمر كله ساعة من نهار‪ ،‬أو عشية‪،‬‬
‫وضحاها‪ ،‬أو يو ًما‪ ،‬أو بعض يوم‪...‬‬

‫{ َك َأ َّن ُه ْم يَ ْو َم يَ َر ْو َن َما يُ َ‬
‫وع ُدو َن لَ ْم يَل ْ َبثُوا ِإ َّال َس َ‬
‫اع ًة ِّمن َّن َه ٍار} األحقاف‪.35 :‬‬
‫اها} النازعات‪46 :‬‬ ‫ض َح َ‬ ‫{ َك َأ َّن ُه ْم يَ ْو َم يَ َر ْونَ َها لَ ْم يَل ْ َبثُوا ِإ َّال َع ِش َّي ًة أَ ْو ُ‬
‫اع ًة ِّم َن ال َّن َهارِ يَتَ َعا َر ُفو َن بَيْنَ ُه ْم} يونس‪45 :‬‬ ‫{ َويَ ْو َم يَ ْح ُش ُر ُه ْم َك َأن َّل ْم يَل ْ َبثُوا ِإ َّال َس َ‬
‫ال َّل ْو أَ َّن ُك ْم ُكنْتُ ْم تَ ْعل َ ُمونَ} املؤمنون‪:‬‬
‫اس َألِ الْ َعا ِّدي َن َقا َل إِن َّل ِبثْتُ ْم ِإ َّال َقلِي ً‬ ‫ض َع َد َد ِسنِني َقالُوا لَ ِبثْنَا يَ ْو ًما أَ ْو بَ ْع َ‬
‫ض يَ ْو ٍم َف ْ‬ ‫{ َقا َل َك ْم لَ ِبثْتُ ْم فِ ي األَ ْر ِ‬
‫‪114 -112‬‬

‫(‪ )٢‬أخرجه أبو نعيم في «حلية األولياء»‪ ،)303/2( ،‬وابن سمعون في «األمالي»‪ ،)226/1( ،‬وقال أبو نعيم‪« :‬غريب من حديث معاوية‪ ،‬تفرد به عنه زيد العمي‪ ،‬وال‬
‫مرفوعا عن النبي «إال بهذا اإلسناد»‪.‬‬
‫ً‬ ‫أعلمه‬

‫‪21‬‬
‫وقد رأى الشاعر هذه الصفة في الوقت فانطلق يقول‪:‬‬
‫فكأنها من قصرها أيام‬ ‫مرت سنــــني الوصـــال والهنــــا‬
‫فكأنها من طولها أعـوام‬ ‫ثم انثنـت أيــــام هجــــر بعدهـــا‬
‫فكـــأنها وكأنهم أحــــــالم‬ ‫ثم انقضت تلك السنون وأهلها‬
‫ومن أطرف ما سمعت في ذلك أن شيخ املرسلني نوح عليه السالم الذي عاش أكثر من ألف عام ملا سئل عن عمره‪ :‬كيف وجدت‬
‫اب ْال َخرِ »‬
‫الدنيا؟؟ قال‪َ « :‬و َج ْدتَها َك َر ُج ٍل َد َخ َل بَيْتًا لَ ُه بَابَانِ ‪َ ،‬ف َقا َم فِ ي َو َس ِط الْ َبيْ ِت ُهنَ َّي ًة‪ ،‬ثُ َّم َخ َر َج مِ َن الْ َب ِ‬
‫وهل تدري أنك لو عشت ستني عا ًما تقضي عشرين منها أي ثلثها نائ ًما!!‬
‫وهنا نذكرك بحقيقة مهمة‪ ( :‬الوقت ال ينتظر أح ًدا‪ ،‬فإما أن تستخدمه‪ ،‬وإما مير)‬

‫‪ -5‬منو الوقت‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬إن الوقت محدود‪ ..‬جامد‪ ..‬ولكن ميكن باستثماره أن نزيد من قيمته‪.‬‬
‫إن املهام العظام ال ميكن إجنازها إال حني يستغل اإلنسان وقته بكفاءة‪.‬ومن مقاييس تقدم األمم‪ ،‬وازدهارها‪ ،‬ونهضتها حسن‬
‫استغالل وقت أفرادهم وإدراتهم ألعمارهم جي ًدا؛ ولذلك يقيسون تقدم األمم بإنتاجية العامل‪ ..‬ففي إحدى اإلحصائيات أن إنتاجية‬
‫العامل في البالد النامية تصل إلى (‪ )38‬دقيقة في اليوم‪ ..‬فمهما وصل هذا اإلنسان من العمر‪ ..‬أسألك ‪ ..‬كم عمره؟!‬
‫ولذلك أذكرك بحقيقة أساسية ‪( :‬كلنا متساوون من حيث كمية الوقت التي تتوفر ألي منا‪ ،‬ولكننا نختلف في كيفية استخدامه)‬
‫واعلم أن اإلدارة الصحيحة لعمرك تضيف إلى عمرك أعما ًرا‪.‬‬
‫هل تعلمون أن اإلمام الشافعي صاحب املذهب الفقهي املشهور‪ ،‬ومؤسس (علم أصول الفقه)‪ ،‬الذي يعتبر أمنت قانون وضعته‬
‫البشرية ألنه يتعامل مع النصوص اإللهية‪ ..‬أتدرون أنه مات وعمره أربعة وخمسون عا ًما (‪204 -150‬هـ)‪ ..‬وكذلك اإلمام أبو حامد‬
‫الغزالي تلميذ إمام احلرمني اجلويني‪ ..‬مؤلف عشرات املؤلفات الصحيحة في أكثر من عشرة علوم‪ ،‬فقد ألف في الفقه والعقيدة‬
‫والرقائق والكالم والفلسفة واألصول‪ ،‬ويكفيه مؤلفه الضخم (إحياء علوم الدين)‪ ،‬أتدرون أنه مات وعمره خمسة وخمسون عا ًما‬
‫(‪505 -450‬هـ)‬

‫استثمار الوقت‪:‬‬
‫ويشير القرآن ملعنى استثمار الوقت‪ :‬أن إنتاجية املسلم ال بد أن تتضاعف داخل الوقت الواحد‪ ،‬حتى يصبح وقته أوقاتًا‪ ،‬وذلك في‬
‫بداية اإلسالم‪ ،‬حيث خاض املسلمون معارك الدفاع عن عقيدتهم‪ ،‬ودينهم نزل قوله الله تعالى‪{ :‬إِن يَ ُكن ِّمنْ ُك ْم ِع ْش ُرو َن َ‬
‫صا ِب ُرو َن يَ ْغ ِلبُوا‬
‫مِ ائَتَيْنِ َوإِن َّي ُكن ِّمنْ ُكم ِّمائَ ٌة يَ ْغ ِلبُوا أَلْ ًفا ِّم َن ا َّلذِ ي َن َك َف ُروا ِب َأ َّن ُه ْم َق ْو ٌم َّال يَ ْف َق ُهونَ} األنفال‪65 :‬‬
‫فالنسبة واحد إلى عشرة‪ ..‬أي أن الواحد من املؤمنني يساوي في إنتاجه‪ ،‬وعطائه‪ ،‬وقوته في القتال ‪ -‬مث ً‬
‫ال ‪ -‬عشرة من الكافرين‪،.‬‬
‫وأريدكم أن تقفوا حلظة أمام ذلك التعليل لهذا التفوق في آخر اآلية‪ِ { :‬ب َأ َّن ُه ْم َق ْو ٌم َّال يَ ْف َق ُهونَ}‪ ..‬أي الكافرون‪.‬‬
‫أال حتتاج هذه اخلامتة إلى وقفة؟‪ ..‬أال نرى فيها دعوة إلى العلم‪ ،‬والتطور‪ ،‬والنظر اجليد في األمور؟ ألم يتبني لك أن هذه اخلامتة‬
‫سبب من أسباب نصر الله لنا‪ ،‬وهو تفوقنا على عدونا بالعلم والفقه؟‪ ،‬أال نستطيع أن نلمح أن العلم‪ ،‬والفهم‪ ،‬والفقه في ديننا ودنيانا‬
‫‪22‬‬
‫من وسائل استثمار الوقت؟‬
‫ثم يخفف األمر عليهم فهذه نسبة مرتفعة ج ًّدا يبدو أن الله فرضها في بداية األمر حلكمة عنده حتى مييز هؤالء املتميزون أصحاب‬
‫أيضا متساوية وإمنا هي ‪{ .1 :2‬اآلَ َن َخف َ‬
‫َّف‬ ‫القدرات غير العادية‪ ..‬ثم ينزل التخفيف الذي يصلح لكل الفريق‪ ..‬فتصبح النسبة ليس ً‬
‫ف يَ ْغ ِلبُوا أَلْ َفيْنِ ِب ِإذْنِ اللهِ َوالل ُه َم َع َّ‬
‫الصابِرِ ي َن} (األنفال‪)66 :‬‬ ‫صا ِب َرةٌ يَ ْغ ِلبُوا مِ ائَتَيْنِ َوإِن يَ ُكن ِّمنْ ُك ْم أَلْ ٌ‬ ‫الل ُه َعنْ ُك ْم َو َع ِل َم أَنَّ فِ ي ُك ْم َ‬
‫ض ْع ًفا َف ِإن يَ ُكن ِّمنْ ُكم ِّمائَ ٌة َ‬

‫أوالً‪ :‬الحظ كثرة العدد عند التخفيف‪ ،‬فالكالم هناك كان في عشرين‪ ،‬أو مائة‪ ،‬من املؤمنني‪ ..‬ولكن اليوم أضيفت قوة أخرى هي قوة‬
‫العدد (ألف)‬

‫ثان ًيا‪ :‬الحظ أن فيكم ضع ًفا «مبعنى ليسا الكل ضعي ًفا»(‪،)٣‬تظل النسبة تدور بني (‪،)2 :1‬إلى (‪ ،)10 :1‬وهي مساحة التحدي الذي‬
‫تبقى املسلم في تطوير مستمر لقوته‪ ،‬ورغبة مستمرة للوصول إلى األفضل‪ ،‬وتقليل مساحة الضعف‪ .‬وتعالوا لنرى الواقع الذي‬
‫يحكيه التاريخ عندما ننظر إلى حجم اإلجنازات التي أجنزها املسلمون األوائل في مده زمنية قصيرة حتى إن بعض املؤرخني‬
‫يكتب متعج ًبا أنهم (كأمنا يطوى لهم الزمن) (‪!!)٤‬‬
‫ويلخص لنا ابن عطاءالله السكندري صاحب احلكم العطائية هذا املعنى في أحد حكمه عندما يقول‪ُ « :‬ر َّب ُعمر اتسعت آماده‪،‬‬
‫وقلت أمداده‪ ،‬و ُرب ُعمر قليل ٌة آماده‪ ،‬كثيرة أمداده‪ ،‬ومن بورك له في عمره أدرك في يسير من الزمن من املنن ما ال يدخل حتت‬
‫(‪)٥‬‬
‫دائرة العبارة‪ ،‬وال تلحقه ومضة اإلشارة»‬

‫واجبنا نحو الوقت‬


‫ونحتاج قبل أن نضع املبادئ‪ ،‬والقواعد‪ ،‬واملهارات التي تعني على احلفاظ على الوقت أن نتجول بهدوء بني رياض قيمنا‪ ،‬ومنهجنا‪،‬‬
‫ودستور حياتنا‪ ،‬والذي ال بد في البداية أن نثبت به حقيقة أن منطلق أي جناح هو القيم التي حتكم الضمير‪ ،‬والسلوك‪.‬‬
‫فقد كان العمر من األهمية أن يقسم به الله سبحانه وتعالى‪ ..‬وأن يقسم بأوفر عمر وأعلى عمر إنتاجية ‪ -‬عمر النبي [ {لَ َع ْم ُر َك‬
‫ِإ َّن ُه ْم لَفِ ي َس ْك َرتِهِ ْم يَ ْع َم ُهونَ} (احلجر‪)72 :‬‬
‫وأقف أمام قسم الله تعالى بالليل والنهار ألجد معنى رائ ًعا يصب في إدارة العمر يقول تعالى‪َ { :‬واللَّيْلِ ِإ َذا يَغ َْشى َوال َّن َهارِ ِإ َذا ت ََجلَّى‬
‫الذ َك َر َواألُنْثَى إ َِّن َس ْع َي ُك ْم لَ َشتَّى} الليل‪)4 -1( :‬‬
‫َو َما َخل َ َق َّ‬
‫نعم سعى مختلف‪ ،‬ومتنوع‪ ،‬ومتفاوت‪ ..‬في عمر البشر الذكر واألنثى وفي أجزائه اخملتلفة؛ الليل في هدوئه‪ِ ،‬‬
‫وسنته‪ ،‬وسباته‪،‬‬
‫وغشيانه الكون كالغطاء‪ ..‬والنهار في ضوئه‪ ،‬ويقظته‪ ،‬وجالئه ووضوحه‪ ..‬في هذين الزمنني يكون أداؤنا نحن‪ ،‬وعطاؤنا نحن‪،‬‬
‫وتخطيطنا نحن ألعمارنا وحياتنا‪ ..‬ونظل مع كل هذا ‪ ..‬سعينا لشتى!!‬

‫(‪ )٣‬يرى العلماء أن اآلية الثانية نسخت األولى ولكن مع مذهب إعمال النص نرى أن اآليتني عاملتان‪.‬راجع في ذلك تفسير القرآن العظيم‪ -‬ابن كثير‬
‫(‪ )٤‬أنظر ماذا خسر العالم بانحطاط املسلمني ‪ ،‬أبو احلسن الندوي‬
‫(‪ )٥‬شرح احلكم العطائية للشرنوبي‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫العبادة نظام‪:‬‬
‫منوذجا رائ ًعا خلطة احلياة في جزء من أجزائها‪ ،‬وواجب من واجباتها‪ ،‬وهو (العبادة احملضة)‪ ،‬فكل‬
‫ً‬ ‫ويضع الله سبحانه وتعالى لنا‬
‫حياتنا عباده لله ولكن الله تعالى أختص بعض األعمال بترتيبها وتنظيمها وفرضها على اإلنسان عباده خالصة له‪ ،‬حتى ال يعطي‬
‫أح ًدا فرصة للزيادة‪ ..‬أو النقصان‪.‬‬
‫فجعل عبادة سنوية‪ ..‬وهي احلج‪ ،‬والزكاة‪ ،‬وعبادة شهر في السنة‪ ..‬وهو الصوم‪ ،‬وعبادة أسبوعية‪ ..‬وهي صالة اجلمعة‪ ،‬وعبادة‬
‫يومية‪ ..‬وهي الصالة املكتوبة املوقوتة أي احملددة بوقت‪ ،‬وقسم لنا العبادة اليومية على اليوم تقسي ًما عجي ًبا‪ ،‬فالصلوات اخلمس تقع‬
‫ِحو َن َولَ ُه الْ َ‬
‫ـح ْم ُد فِ ي‬ ‫ُصب ُ‬ ‫في حوالي نصف اليوم النهاري‪ ،‬حيث يكون الذكر عند فواصل اليوم‪َ {:‬ف ُسبْ َحا َن اللهِ ِح َ‬
‫ني تُ ْم ُسو َن َو ِح َ‬
‫ني ت ْ‬
‫ني ت ُْظهِ ُرونَ} (الروم‪،)17،18 :‬‬ ‫ات َواألَ ْر ِ‬
‫ض َو َع ِش ًّيا َو ِح َ‬ ‫الس َما َو ِ‬
‫َّ‬
‫ويترك امللك ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬فترة الليل‪ ،‬أو أكبر فترة من الليل لإلنسان يستريح فيها‪َ { ..‬و َج َعلْنَا اللَّيْ َل ِل َب ً‬
‫اسا َو َج َعلْنَا ال َّن َها َر‬
‫َم َع ً‬
‫اشا} (النبأ‪)11 ،10 :‬‬
‫فالليل متروك‪ ،‬إما للراحة وإما للتزود ألصحاب الهمم األعلى‪ ،‬أو احلاجات‪ .‬والعلماء يفسرون التسبيح هنا بقولهم هو (تنزيه الله‬
‫تعالى عما ال يليق به في هذه األوقات)‪ ،‬فيجب أن نحذر أن تكون هذه األوقات غير الئقة بالله تعالى‪ ..‬وأكبر ما ال يليق بالله أن يرى‬
‫نعمته قد أهملها عبده وضيعها‪ ..‬وهل من نعمة أكبر من نعمة العمر نفسه أن يضيع هبا ًء؟!‬

‫رفع األعمال‬
‫ويتالزم مع هذا النظام أن رفع أعمال العباد إلى الله تكون في مواقيت‬
‫محددة ‪ ،‬روى البخاري في صحيحه بسنده َع ْن أَبِي ُه َريْ َرةَ ] أَ َّن َر ُسو َل‬
‫ال ِئ َك ٌة بِاللَّيْلِ َو َم َ‬
‫ال ِئ َك ٌة بِال َّن َهارِ ‪َ ،‬ويَ ْجتَمِ ُعو َن‬ ‫اللهِ [ َقا َل‪« :‬يَتَ َعا َقبُو َن فِ ي ُك ْم َم َ‬
‫صرِ ‪ ،‬ثُ َّم يَ ْع ُر ُج ا َّلذِ ي َن بَاتُوا فِ ي ُك ْم‪َ ،‬ف َي ْس َألُ ُه ْم َو ُه َو‬ ‫ص َ‬
‫ال ِة ال َع ْ‬ ‫ص َ‬
‫ال ِة ال َف ْجرِ َو َ‬ ‫فِ ي َ‬
‫صلُّونَ‪َ ،‬وأَتَيْنَا ُه ْم‬ ‫أَ ْعل َ ُم بِهِ ْم‪َ :‬كيْ َف تَ َر ْكتُ ْم ِع َبادِ ي؟ َف َيقُولُونَ‪ :‬تَ َر ْكنَا ُه ْم َو ُه ْم يُ َ‬
‫صلُّونَ»(‪.)٦‬‬
‫َو ُه ْم يُ َ‬

‫صرِ ‪،‬‬ ‫ص َلت َِي ّ ُ‬


‫الصبْ ِح َوالْ َع ْ‬ ‫الص َلةَ»‪ ،‬باب‪َ « :‬ف ْ‬
‫ضلِ َ‬ ‫صرِ »‪ ،‬ح(‪ ،)555‬ومسلم في «الْ َم َس ِ‬
‫اجدِ َو َم َو ِ‬
‫اض ِع َّ‬ ‫ص َ‬
‫ال ِة ال َع ْ‬ ‫ضلِ َ‬ ‫الص َ‬
‫الةِ»‪ ،‬باب‪َ « :‬ف ْ‬ ‫يت َّ‬‫(‪ )٦‬أخرجه البخاري في « َم َواقِ ِ‬
‫َوالْ ُم َحا َف َظةِ َعلَيْهِ َما»‪ ،‬ح(‪.)632‬‬

‫‪24‬‬
‫وســـارعوا‪:‬‬
‫منوذجا‬
‫ً‬ ‫املالحظ أن الله ‪-‬سبحانه و تعالى ‪ -‬في القرآن يحثنا على املسارعة لكل عمل نافع‪ ..‬واملسابقة في كل خير‪ ،‬ويضع لنا‬
‫ِّت ِلل ْ ُمتَّقِ َ‬
‫ني} (آل‬ ‫ات َواألَ ْر ُ‬
‫ض أ ُ ِعد ْ‬ ‫الس َما َو ُ‬ ‫خلير اآلخرة‪ ،‬لنقيس عليه خير الدنيا فيقول تعالى‪َ { :‬و َسارِ ُعوا ِإلَى َمغْفِ َرةٍ ِّمن َّر ِّب ُك ْم َو َجن ٍَّة َع ْر ُ‬
‫ض َها َّ‬
‫عمران ‪)133 :‬‬
‫ض ُل اللهِ يُ ْؤتِيهِ َمن‬
‫ِك َف ْ‬ ‫الس َماءِ َواألَ ْر ِ‬
‫ض أ ُ ِع َّد ْت ِللَّذِ ي َن آ َمنُوا ِباللهِ َو ُر ُسلِهِ َذل َ‬ ‫ض َّ‬‫ض َها َك َع ْر ِ‬
‫ويقول تعالى‪َ { :‬سا ِبقُوا ِإلَى َمغْفِ َرةٍ ِّمن َّر ِّب ُك ْم َو َجن ٍَّة َع ْر ُ‬
‫َضلِ الْ َع ِظ ِيم} (احلديد‪ )21 :‬واملسارعة واملسابقة هو االستغالل األمثل للوقت والتنفيذ أول الوقت وعدم التأجيل‪.‬‬ ‫يَ َشاءُ َوالل ُه ُذو الْف ْ‬

‫والرسول [ يشير إلى ذلك عندما ينصح ابن عمر ] الذي يقول‪« :‬أَ َخ َذ َر ُسو ُل اللهِ [ ِب َمنْكِ بِي‪َ ،‬ف َقا َل‪ُ « :‬ك ْن فِ ي ال ُّدنْ َيا َك َأ َّن َك‬
‫ال تَنْت َِظرِ امل َ َسا َء‪َ ،‬وخُ ْذ مِ ْن ِص َّحت َ‬
‫ِك‬ ‫الص َبا َح‪َ ،‬و ِإ َذا أَ ْ‬
‫ص َب ْح َت َف َ‬ ‫ِيل»‪َ .‬و َكا َن ابْ ُن ُع َم َر‪ ،‬يَقُو ُل‪ِ « :‬إ َذا أَ ْم َسيْ َت َف َ‬
‫ال تَنْت َِظرِ َّ‬ ‫يب أَ ْو َعا ِب ُر َسب ٍ‬
‫َغرِ ٌ‬
‫ِك»(‪.)٧‬‬‫ِك ِل َم ْوت َ‬
‫ِل َم َر ِض َك‪َ ،‬ومِ ْن َح َيات َ‬
‫وروى الترمذي بسنده َع ْن أَبِي ُه َريْ َرةَ ] أَ َّن َر ُسو َل اللهِ [ َقا َل‪« :‬بَادِ ُروا بِاألَ ْع َمالِ َسبْ ًعا َه ْل تُن َْظ ُرو َن إ َِّل ِإلَى َفق ٍْر ُمن ٍْس‪ ،‬أَ ْو ِغنًى‬
‫اع ُة أَ ْد َهى َوأَ َم ُّر» (‪ .)٨‬فهي سبعة‬ ‫اعةِ َف َّ‬
‫الس َ‬ ‫الد َّجالِ َف َش ُّر َغائ ٍِب يُنْت ََظ ُر‪ ،‬أَوِ َّ‬
‫الس َ‬ ‫ُم ْط ٍغ‪ ،‬أَ ْو َم َر ٍض ُمف ِْس ٍد‪ ،‬أَ ْو َه َر ٍم ُم َفن ٍِّد‪ ،‬أَ ْو َم ْو ٍت ُم ْجهِ ٍز‪ ،‬أَوِ َّ‬
‫عقبات قاتلة للوقت جتعله ال قيمة له‪ ،‬فلنسارع بأعمالنا في الوقت الصالح قبل أن تفسده هذه السبعة‪.‬‬
‫ولنا في نبينا [ األسوة احلسنة‪ ،‬في املبادرة بتأدية ما هو مطلوب منا حتى ننفك من تبعته‪ ،‬ونتخلص من مسؤوليته‪ ،‬روى البخاري‬
‫ص َر‪َ ،‬ف َأ ْس َر َع‪ ،‬ثُ َّم َد َخ َل ال َبيْ َت َفل َ ْم يَل ْ َبثْ أَ ْن َخ َر َج‪َ ،‬ف ُقل ْ ُت ‪ -‬أَ ْو قِ ي َل ‪ -‬لَهُ‪،‬‬
‫صلَّى ِبنَا ال َّنب ُِّي [ ال َع ْ‬ ‫بسنده َع ْن ُع ْق َب َة بْنِ الْ َحارِ ِث ] َقا َل ‪َ :‬‬
‫الص َد َقةِ ‪َ ،‬ف َكرِ ْه ُت أَ ْن أُبَ ِّيتَهُ‪َ ،‬ف َق َس ْمتُهُ» (‪.)٩‬‬ ‫َف َقا َل‪ُ « :‬كن ُْت َخلَّف ُ‬
‫ْت فِ ي ال َبيْ ِت ِتبْ ًرا مِ َن َّ‬
‫قال ابن بطال في احلديث‪« :‬إن اخلير ينبغي أن يبادر به‪ ،‬فإن اآلفات تُمرِ ض‪ ،‬واملوانع متنع‪ ،‬واملوت ال يُؤ َمن‪ ،‬والتسويف غير محمود‪ ،‬وزاد غيره‪:‬‬
‫وهو أخلص للذمة‪ ،‬وأنقى للحاجة‪ ،‬وأبعد من املطل املذموم‪ ،‬وأرضى للرب‪ ،‬وأمحى للذنب (‪.)١٠‬‬

‫أول الوقت‪:‬‬
‫ودائ ًما يدعو املنهج اإلسالمي إلى املبادرة إلى أداء األعمال‪ ..‬وخاصة إذا كان العمل له بداية ونهاية‪ ..‬فأداء األعمال في أول وقتها‬
‫ً‬
‫وأيضا يقدم اإلسالم منوذج العبادة كأفضل منوذج فأفضل األعمال الصالة على وقتها‪.‬‬ ‫أفضل دائ ًما عن أدائها في وقت متأخر‪،‬‬
‫الةُ َعلَى َو ْق ِت َها»‪َ ،‬قا َل‪ :‬ثُ َّم أَ ٌّي؟ َقا َل‪« :‬ثُ َّم ِب ُّر‬ ‫عن عبد الله بن مسعود ] قال‪َ :‬س َألْ ُت ال َّنب َِّي [‪ :‬أَ ُّي ال َع َملِ أَ َح ُّب ِإلَى اللهِ ؟ َقا َل‪َّ :‬‬
‫«الص َ‬
‫ال َوا ِل َديْنِ » َقا َل‪ :‬ثُ َّم أَ ٌّي؟ َقا َل‪« :‬اجلِ َها ُد فِ ي َسبِيلِ اللهِ »‪َ .‬قا َل‪َ :‬ح َّدثَنِي بِهِ َّن‪َ ،‬ولَ ِو ْ‬
‫استَ َز ْدتُ ُه لَزَا َدنِي» (‪.)١١‬‬

‫ِيل»‪ ،‬ح(‪.)6416‬‬ ‫يب أَ ْو َعا ِب ُر َسب ٍ‬


‫«الر َقاقِ »‪ ،‬باب‪َ « :‬ق ْولِ ال ّنَبِي ِ ّ‪ُ « :‬ك ْن فِ ي ال ّ ُدنْ َيا َك َأ ّنَ َك َغرِ ٌ‬ ‫(‪ )٧‬أخرجه البخاري في ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫يب َل نَ ْعرِ ُف ُه مِ ْن َحدِ ِ‬
‫يث األ ْع َر ِج‪َ ،‬ع ْن أبِي‬ ‫«ه َذا َحدِ يثٌ َح َس ٌن َغرِ ٌ‬ ‫(‪ )٨‬أخرجه الترمذي في «ال ُز ّْهدِ َع ْن َر ُسولِ اللهِ »‪ ،‬باب‪َ « :‬ما َجا َء فِ ي امل ُ َبا َد َر ِة بِال َع َملِ »‪ ،‬ح(‪ ،)2306‬وقال‪َ :‬‬
‫يث ُم َح َّررِ بْنِ َها ُرونَ»‪ ،‬مفند‪ :‬مؤد ًيا لضعف الرأي وأمر أي أعظم بلية‪.‬‬ ‫ُه َريْ َرةَ‪ ،‬إ َِّل مِ ْن َحدِ ِ‬
‫الص َد َقةِ مِ ْن يَ ْومِ َها»‪ ،‬ح(‪.)1430‬‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ج‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ب‬
‫َ ْ َ َّ ْ‬‫ح‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫«‬ ‫باب‪:‬‬ ‫ِ»‪،‬‬
‫ة‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ز‬ ‫ّ‬ ‫«ال‬ ‫في‬ ‫(‪ )٩‬أخرجه البخاري‬
‫(‪ )١٠‬ابن حجر العسقالني‪ :‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،)299/3( ،‬واملطل يعني التسويف‪.‬‬
‫ْض َل ْالَ ْع َمالِ »‪،‬ح(‪.)85‬‬
‫ميانِ بِاللهِ تَ َعالَى أَف َ‬ ‫ميانَ»‪ ،‬باب‪« :‬بَ َيانِ َك ْونِ ْ ِ‬
‫ال َ‬ ‫ال ِة ِل َو ْق ِت َها»‪ ،‬ح(‪ ،)527‬ومسلم في ْ ِ‬
‫«ال َ‬ ‫الص َ‬ ‫ضلِ َّ‬ ‫الةِ»‪ ،‬باب‪َ « :‬ف ْ‬ ‫الص َ‬ ‫(‪ )١١‬أخرجه البخاري في « َم َواقِ ِ‬
‫يت َّ‬
‫‪25‬‬
‫«الص َلةُ فِ ي أَ َّولِ َو ْق ِت َها» (‪.)12‬‬
‫وهكذا في ترتيب جيد لألولويات ‪ ..‬األهم فاملهم‪ .‬وفي رواية‪َّ :‬‬
‫ويبني [ أن تأخير العمل عن وقته هو موت قبل املوت يقول [ ألبي ذر‪َ « ] :‬كيْ َف أَنْ َت ِإ َذا َكانَ ْت َعلَيْ َك أ ُ َم َراءُ يُ َؤ ِّخ ُرو َن َّ‬
‫الص َلةَ‬
‫الص َلةَ ِل َو ْق ِت َها‪َ ،‬ف ِإ ْن أَ ْد َر ْكتَ َها َم َع ُه ْم‪َ ،‬ف َ‬
‫ص ِّل‪َ ،‬ف ِإ َّن َها لَ َك‬ ‫«ص ِّل َّ‬ ‫َع ْن َو ْق ِت َها؟ ‪ -‬أَ ْو يُمِ يتُو َن َّ‬
‫الص َلةَ َع ْن َو ْق ِت َها؟» َقا َل‪ُ :‬قل ْ ُت‪َ :‬ف َما تَ ْأ ُم ُرنِي؟ َقا َل‪َ :‬‬
‫نَافِ ل َ ٌة» (‪.)13‬‬
‫اغت ََس َل يَ ْو َم‬ ‫اجلمعة‪..‬ع ْن أَبِي ُه َريْ َرةَ ] أَ َّن َر ُسو َل اللهِ [ َقا َل‪َ « :‬منِ ْ‬ ‫َ‬ ‫وانظر إلى تناقص العائد مع التأخير في الوقت في حديث‬
‫جلنَابَةِ (أي كغسل اجلنابة فال يشترط أن يكون جن ًبا ليغتسل) ثُ َّم َرا َح (وفي رواية في الساعة األولى)‪َ ،‬ف َك َأ َّن َما َق َّر َب‬ ‫جل ُم َعةِ ُغ ْس َل ا َ‬ ‫ا ُ‬
‫اعةِ‬
‫الس َ‬ ‫اعةِ ال َّثا ِلثَةِ ‪َ ،‬ف َك َأ َّن َما َق َّر َب َكبْ ًشا أَ ْق َرنَ‪َ ،‬و َم ْن َرا َح فِ ي َّ‬ ‫اعةِ ال َّثا ِن َيةِ ‪َ ،‬ف َك َأ َّن َما َق َّر َب بَ َق َر ًة‪َ ،‬و َم ْن َرا َح فِ ي َّ‬
‫الس َ‬ ‫بَ َدنَ ًة‪َ ،‬و َم ْن َرا َح فِ ي َّ‬
‫الس َ‬
‫الذ ْك َر»‬ ‫ض َر ِت امل َ َ‬
‫ال ِئ َك ُة يَ ْستَمِ ُعو َن ِّ‬ ‫خلامِ َسةِ ‪َ ،‬ف َك َأ َّن َما َق َّر َب بَيْ َ‬
‫ض ًة‪َ ،‬ف ِإ َذا َخ َر َج ا ِإل َما ُم َح َ‬ ‫اعةِ ا َ‬ ‫ال َّرا ِب َعةِ ‪َ ،‬ف َك َأ َّن َما َق َّر َب َد َج َ‬
‫اج ًة‪َ ،‬و َم ْن َرا َح فِ ي َّ‬
‫الس َ‬
‫(‪.)14‬‬
‫هكذا بهذا التقريب الشديد للمعنى والتشبيه املادي‪ ..‬فكل ساعة تأخير يقل الثواب فيها بقدر مادي‪ ،‬وفرق بني من يذبح جم ً‬
‫ال في‬
‫سبيل الله ومن يقدم لله بيضة‪ ،‬أو من يفوته اخلير كله بالتأخير في املوعد‪.‬‬

‫قبل الفتح‪:‬‬
‫وانظروا إلى هذه املقارنة العجيبة بني حالني ال يفصلهما إال مجرد وقت وكيف يخسر اإلنسان الكثير جملرد أنه تأخر في التنفيذ‪ ،‬يقول تعالى‪:‬‬
‫ِك أَ ْع َظ ُم َد َر َج ًة ِّم َن ا َّلذِ ي َن أَنْ َفقُوا مِ ن بَ ْع ُد َو َقاتَلُوا َو ُك ًّ‬
‫ال َو َع َد الل ُه الْ ُح ْسنَى َوالل ُه ِب َما تَ ْع َملُو َن‬ ‫{الَ يَ ْستَوِ ي مِ ن ُكم َّم ْن أَنْ َف َق مِ ْن َقبْلِ الْ َفت ِْح َو َقاتَ َل أُولَئ َ‬
‫َخبِي ٌر}(احلديد‪)10 :‬‬
‫فتحا { ِإ َّنا َفت َْحنَا لَ َك َفت ًْحا ُّمبِينًا}( الفتح ‪ ،)48‬فإن الشعبي‬
‫وسواء كان الفتح هو فتح مكة أو صلح احلديبية الذي سماه الله ً‬
‫والزهري قاال‪« :‬كان قتاالن‪ :‬أحدهما أفضل من اآلخر‪ ،‬ونفقتان إحداهما أفضل من األخرى» (‪ .)15‬وقيمة الوقت تظهر في {أُولَئ َ‬
‫ِك‬
‫أَ ْع َظ ُم َد َر َج ًة‪ ،‬وقد استشعرها أصحاب رسول الله من األبطال مثل خالد بن الوليد فأكدها لهم رسول الله [‪.‬‬
‫أخرج اإلمام أحمد َع ْن أَنَ ٍس ] َقا َل‪َ :‬كا َن بَيْ َن َخالِدِ بْنِ الْ َولِيدِ ‪َ ،‬وبَيْ َن َعبْدِ ال َّر ْح َمنِ بْنِ َع ْو ٍف َك َل ٌم‪َ ،‬ف َقا َل َخا ِل ٌد ِل َعبْدِ ال َّر ْح َمنِ ‪:‬‬
‫ص َحابِي‪َ ،‬ف َوا َّلذِ ي نَف ِْسي ِب َيدِ هِ‪ ،‬لَ ْو أَنْ َف ْقتُ ْم مِ ثْ َل‬
‫ِك ذُكِ َر لِل َّنب ِِّي [‪َ ،‬ف َقا َل‪َ « :‬د ُعوا لِي أَ ْ‬
‫ت َْست َِطيلُو َن َعلَيْنَا ِب َأ َّي ٍام َس َب ْقتُ ُمونَا ِب َها‪َ ،‬ف َبل َ َغنَا أَ َّن َذل َ‬
‫أ ُ ُح ٍد ‪ -‬أَ ْو مِ ثْ َل الْ ِج َبالِ ‪َ -‬ذ َه ًبا‪َ ،‬ما بَل َ ْغتُ ْم أَ ْع َمالَ ُه ْم» (‪.)16‬‬
‫ولم يكن الفرق بينهم إال وقت كما ذكر خالد ] فهؤالء بادروا واآلخرون تاخروا !! أرأيتم كيف يقيم الوقت بالذهب بل هو أغلى من‬
‫الذهب إنه احلياة؟ ‪.‬‬

‫ات»‪ ،‬ح(‪ ،)426‬وصححه األلباني في «صحيح سنن أبي داود»‪ ،‬ح(‪.)426‬‬ ‫«الص َلةِ»‪ ،‬باب‪« :‬فِ ي الْ ُم َحا َف َظةِ َعلَى َو ْق ِت َّ‬
‫الصل َ َو ِ‬ ‫(‪ )12‬أخرجه أبو داود في َّ‬
‫ال َم ِام»‪ ،‬ح(‪.)648‬‬ ‫الص َل ِة َع ْن َو ْق ِت َها الْ ُمخْ تَارِ ‪َ ،‬و َما يَ ْف َعل ُ ُه الْ َم ْأ ُمو ُم ِإ َذا أَ َّخ َر َها ِْ‬
‫َّ‬ ‫يرِ‬ ‫خ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ةِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫اه‬
‫َ َ‬ ‫ر‬‫ك‬‫َ‬ ‫«‬ ‫باب‪:‬‬ ‫َ»‪،‬‬ ‫ة‬‫ل‬‫َ‬ ‫الص‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫اض‬
‫َ َ َ ِ َّ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫دِ‬ ‫اج‬
‫ِ‬ ‫(‪ )13‬أخرجه مسلم في «الْ َم َس‬
‫ْ‬
‫اك يَ ْو َم ال ُج ُم َعةِ »‪ ،‬ح(‪.)850‬‬‫الس َو ِ‬
‫يب َو ِ ّ‬ ‫«الط ِ‬‫ّ‬ ‫صرِ َها»‪ ،‬باب‪ِ :‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫«صل ِة ال ُم َسافِ رِ ي َن َوق ْ‬ ‫َ‬ ‫ضلِ اجل ُم َعةِ »‪ ،‬ح(‪ ،)881‬ومسلم في َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫(‪ )14‬أخرجه البخاري في «اجل ُم َعةِ »‪ ،‬باب‪« :‬ف ْ‬
‫(‪ )15‬فتح القدير ‪.168/5‬‬
‫(‪ )16‬أخرجه أحمد في « ُم ْسنَد أَنَ ِس بْنِ َمال ٍِك»‪ ،‬ح(‪ ،)13812‬وقال شعيب األرناؤوط‪« :‬إسناده صحيح »‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫وميتد العمر‪:‬‬
‫وهكذا يستمر اإلنسان في احترامه للوقت حتى إنه يعمل على أن ميتد عمره إلى ما بعد عمره‪ ..‬انظروا إلى آثار استغالل الوقت‬
‫س َغ ْر ًسا‪ ،‬أَ ْو يَ ْز َر ُع َز ْر ًعا‪َ ،‬ف َي ْأ ُك ُل مِ نْ ُه َطيْ ٌر أَ ْو ِإنْ َسا ٌن أَ ْو بَهِ ي َم ٌة‪ ،‬إ َِّل َكا َن لَ ُه ِبهِ َ‬
‫ص َد َق ٌة» (‪.)17‬‬ ‫فيما بعد العمر يقول [‪َ « :‬ما مِ ْن ُم ْسل ٍِم يَ ْغرِ ُ‬
‫وحتى لو ظننت أن عمر الكون كله قد انتهى فتظل تستغل آخر حلظة في حياتك‪ ،‬يقول [‪ِ « :‬إ ْن َقا َم ْت َعلَى أَ َحدِ ُك ُم الْقِ َيا َم ُة‪َ ،‬وفِ ي‬
‫يَدِ ِه َف ِسيل َ ٌة َفل ْ َي ْغرِ ْس َها» (‪ )18‬والفسيلة‪ :‬تنتج شجرتها بعد أعوام!!‬
‫فعجبا من الثواب الصاعد إليهما‪،‬‬
‫واآلثار كثيرة حول ناجت إنفاق العمر في العمل الصالح بعد املوت‪ ،‬فهذا ابن َحفَّظه أبواه القرآن ِ‬
‫وهذا أب صلح في الدنيا فأرسل الله إلى ولديه من حفظ لهما كنزهما ببناء جدار عليه حتى يكبرا‪ ،‬كما ورد في سورة الكهف‪.‬‬
‫ولن تستشعر قيمة هذا الوقت الصالح إال عندما حترم منه‪..‬‬
‫اس ُرو َن َوأَنفِ قُوا مِ ن َّما َر َز ْقنَا ُكم ِّمن َقبْلِ‬ ‫قال تعالى‪{ :‬يَا أَ ُّي َها ا َّلذِ ي َن آ َمنُوا الَ تُلْهِ ُك ْم أَ ْم َوالُ ُك ْم َوالَ أَ ْوالَ ُد ُك ْم َع ْن ذِ ْكرِ اللهِ َو َمن َّي ْف َع ْل َذل َ‬
‫ِك َفأُولَئ َ‬
‫ِك ُه ُم الْ َ‬
‫ـخ ِ‬
‫الصال ِِحنيَ} (املنافقون‪)10 ،9 :‬‬ ‫يب َف َأ َّص َّد َق َوأَ ُكن ِّم َن َّ‬ ‫أَن يَ ْأت َِي أَ َح َد ُك ُم الْ َم ْو ُت َف َيقُو َل َر ِّب لَ ْوالَ أَخَّ ْرتَنِي ِإلَى أَ َج ٍل َقرِ ٍ‬

‫ضلِ الْ َغ ْر ِس َوال َّز ْر ِع»‪ ،‬ح(‪.)1553‬‬ ‫ضلِ ال َّز ْر ِع َوال َغ ْر ِس ِإ َذا أُكِ َل مِ نْهُ»‪ ،‬ح(‪ ،)2320‬ومسلم في َّ‬
‫«الط َلقِ »‪ ،‬باب‪َ « :‬ف ْ‬ ‫(‪ )17‬أخرجه البخاري في «املُزَا َر َعةِ »‪ ،‬باب‪َ « :‬ف ْ‬
‫(‪ )18‬أخرجه أحمد في « ُم ْسنَد أَنَ ِس بْنِ َمال ٍِك»‪ ،‬ح(‪ ،)12902‬وقال شعيب األرناؤوط في تعليقه على «املسند»‪« :‬إسناده صحيح على شرط مسلم‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫مصفوفة الوقت‬
‫في حوار بني اجلنرال أيزنهاور وزير الدفاع األمريكي ثم رئيس الواليات املتحدة بعد ذلك مع مجموعة معاونيه قال لهم‪ :‬إن هناك‬
‫صفتني لكل نشاط‪( :‬مهم) و(عاجل)‪ ،‬وهناك عالقة معكوسة بني األنشطة املهمة‬
‫واألنشطة العاجلة‪ ،‬فكلما زادت أهمية شيء ما قل االستعجال عليه والعكس‪،‬‬
‫ومع استمرار احلوار خرجوا مبا يسمى‪:‬‬
‫(‪)19‬‬
‫منظومة الوقت‪Time Management Matrix‬‬
‫وميكن أن نسميها مالعب الوقت‪ ،‬حيث إنك في أي حلظة من حلظات حياتك‬
‫موجود في أحد هذه املالعب‪ ،‬واللحظة التي لن تتواجد فيها في واحد منها هي‬
‫عندما تفارق احلياة‪ ،‬وهذه املالعب تنقسم مبجرد النظر الى قسمني أساسيني‬
‫من حيث األهمية ‪:‬‬

‫اجلزء العلوي ‪ :‬املهم‬


‫اجلزء السفلي غير املهم‬
‫واآلن ميكنك أن تتخيل معنا إنسا ًنا يعيش معظم حياته يلعب في ملعب واحد‪ ..‬كيف ستكون حياته؟‬

‫يلعب في امللعب األول (املهم غير العاجل) معظم الوقت‪............ :‬‬ ‫يلعب في امللعب الثاني ( املهم العاجل) معظم الوقت‪............. :‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪..............................................‬‬ ‫‪...................................................‬‬

‫يلعب في امللعب الرابع (غير املهم غير العاجل) معظم الوقت‪....... :‬‬ ‫يلعب في امللعب الثالث (غير املهم العاجل)معظم الوقت‪.......... :‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪...............................................‬‬ ‫‪................................................‬‬

‫(‪ ) 19‬راجع (العادات السبعة ألكثر الناس فاعلية – ستيفن كوفي‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫أين ملعبك؟‬
‫وحتى نستوعب هذه املالعب األربعة في أعمارنا تعالوا نضرب بعض األمثلة‪.‬‬
‫سيارتنا‪..‬‬
‫عندما نشتري سيارة جديدة‪ ،‬فإنه يكون معها كراس إرشادات يبلغك أن بعد السير ‪ 1000‬كم عليك بالتوجه إلى مركز الصيانة‪ ...‬ثم‬
‫بعد (‪ )5000‬كم‪ ....‬ثم بعد (‪ )10.000‬كم‪ ....‬وهكذا‪ ،‬تسير بسيارتك اجلديدة‬
‫سعي ًدا وتسارع عند بلوغ الـ‪ 1000‬كم إلى مركز الصيانة ثم تسير بك احلياة‪..‬‬
‫وقريب من األربعة آالف ينبهك رنني في تليفونك اجلوال أنه قد اقترب موعد‬
‫الذهاب إلى الصيانة حسب املذكرة التي وضعتها أنت‪.‬‬
‫أنت اآلن أحد رجلني‪:‬‬
‫إما أن تتصل مبركز الصيانة‪ ،‬وحتدد موع ًدا أكي ًدا بعد أسبوعني على‬
‫األقل ‪ ..‬فتصل املركز وقد وصلت إلى القرب من الـ (‪ )5000‬كم‪ ،‬فتحصل على‬
‫الصيانة املطلوبة‪ ،‬وتخرج بسيارتك كأنها جديدة وقد اطمأن قلبك‪.‬‬
‫إذا فعلت ذلك ففي أي املالعب تلعب؟؟‬
‫‪.......................................................‬‬
‫وإما أن تقول لنفسك‪ :‬السيارة تسير‪ ،‬ولم يحدث شيء‪ ..‬عندما أصل إلى‬
‫(‪ )٥٠٠٠‬كم سأتصل‪ ،‬ثم جتد أنها جيدة رغم تخطيك حاجز الستة آالف كم‪.‬‬

‫اآلن يف أي ملعب يكون لعبك؟؟‬


‫‪.......................................................‬‬
‫عند طبيب األسنان‪:‬‬
‫تشعر بآالم في أسنانك‪ ..‬تستخدم مسكنًا لأللم‪ ،‬يعود إليك األلم‪ ..‬بعد ثالث‬
‫مرة !!‬
‫أنت أحد الرجلني‪:‬‬
‫إما أن تتوجه إلى طبيب األسنان وحتجز لك موع ًدا بعد يوم‪ ،‬أو اثنني على‬
‫األكثر‪ ..‬وهناك يكتشف بداية تسوس في األسنان‪ ،‬فيقوم باملطلوب‪ ،‬وتعود وقد‬
‫حصنت ضرسك‪ ،‬وانتهى املوضوع‪.‬‬
‫يف أي املالعب تلعب بنشاطك هذا؟؟ ‪.......................................................‬‬
‫وإما أن تستخدم مسكنًا أقوى‪ ..‬ثم أقوى‪ ..‬ثم تضع بعض املستحضرات مكان األلم‪ ..‬وتستخدم أدوات حادة لتخفيف األلم‪..‬‬

‫‪29‬‬
‫احلمد هلل لقد ذهب األلم‪..‬‬
‫نعم ذهب األلم ولكن بقى السوس ينخر في العظام بعد أن أنهى على العصب الذي كان ينذرك باأللم‪..‬‬
‫وفي يوم عصيب وأنت لديك اجتماع مهم‪ ،‬أو اختبار نهائي‪ ،‬أو لقاء مصيري‪ ..‬جتد وجهك قد تورم‪ ،‬وعاد األلم أضعا ًفا مضاعفة‪.‬‬
‫اآلن وجب الذهاب إلى طبيب األسنان‪ ..‬أراك تهرول تار ًكا كل ما تهتم به لترقد أمام باب عيادته!!‬

‫يف أي املالعب أنت تلعب اآلن؟ ‪.......................................................‬‬


‫الصالة خير‪..‬‬
‫أ َّذن املؤذن لصالة العصر‪( ..‬أو ألي صالة)‬
‫تركت ما في يدك‪ ..‬وقمت للوضوء‪ ..‬غسلت أطرافك‪ ،‬ارتديت مالبسك‪ ..‬توجهت إلى املسجد‪ ..‬صليت ما كتب الله لك أن تصلي من النافلة‪..‬‬
‫أقام الصالة‪ ..‬صليت خلف اإلمام في الصفوف األولى حضرت تكبيرة اإلحرام‪ ..‬أنهيت صالتك‪ ..‬ذكرت تسبيحاتك‪ ،‬ودعوت الله‪ ..‬عدت إلى‬
‫عملك أو ما كان يشغلك‪.‬‬
‫يف أي املالعب تلعب بهذا النشاط؟؟ ‪.......................................................‬‬

‫أو شيء آخر!!‬


‫قلت لنفسك أنهى ما في يدي‪ ،‬وأقوم‪ ..‬ثم مكثت حتى يقام للصالة‪ ..‬ثم قلت أحلق الركعة األولى‪ ..‬ثم قلت فاتت الصالة في‬
‫املسجد فألصليها في البيت‪ ،‬ثم قلت الوقت ممدود حتى املغرب‪..‬‬
‫واصفرت الشمس‪ ،‬وإذا بك تتذكر أن عليك صالة عصر‪ ..‬فتسارع تتخبط في ما حولك‪ ،‬وتتوضأ بال إتقان‪ ،‬وتهرول إلى الصالة‬
‫منفر ًدا تسرع بتكبيرة اإلحرام والقراءة‪ ،‬وتهوي سري ًعا إلى الركوع الذي ما إن تهم به إال واملؤذن يؤذن لصالة املغرب و «ا َّلذِ ي تَفُوتُ ُه‬
‫صرِ ‪َ ،‬ك َأ َّن َما ُو ِت َر أَ ْهل َ ُه َو َمالَهُ»‪ ،‬كما قال لنا النبي [‬ ‫ص َ‬
‫الةُ ال َع ْ‬ ‫َ‬
‫هذا النشاط يف أي املالعب تلعبه اآلن؟؟‬
‫‪.......................................................‬‬
‫وعالقاتنا‪:‬‬
‫أنت زوج تريد أن تسعد بحياتك الزوجية‪ ..‬أو ابن حتتاج إلى رضى أمك ودعائها‪ ..‬أو صديق تستشعر اإلشباع االجتماعي باألنس‬
‫بصديقك‪ ..‬نأخذ أي حالة منهم وتقيس على الباقي‪..‬‬
‫ال أنت ابن حتتاج رضى أمك ودعائها‪ ..‬تبذل جهدك يومياً في التعبير عن برك لها لذلك جتد دعاءها يالحقك أينما كنت‪.‬‬
‫مث ً‬
‫أنت ابن سعيد ألنك تلعب دائماً في عالقتك بوالديك في امللعب رقم (‪)١‬‬
‫أو أنت تنسى كل هذا‪ ..‬وتقدم عليه ما يشغلك في احلياة وتعتبر أن قلب األم ال يغضب‪ ،‬بل وتطلب منها رغم هذا الدعاء‪.‬‬
‫أنت اآلن تلعب في امللعب رقم (‪)2‬‬

‫‪30‬‬
‫الحظت معي أن كل املهمات التي يجب أن تلعبها في امللعب رقم (‪ )1‬من‬
‫مالعب العمر (ملعب املهم غير العاجل)‪ ،‬عندما تهمل لعبها في هذا امللعب تنتقل‬
‫تلقائ ًيا إلى امللعب رقم (‪( )2‬ملعب املهم العاجل)‪ ،‬وتتحول إلى حريق يحتاج إلى‬
‫إطفاء عاجل وإال أكل كل شيء‪ ،‬ولذلك أسمي هذا امللعب (ملعب االحتراق)‬

‫المهم ‪: Important‬‬
‫هل تستطيع أن تعرف اآلن ما هو املهم؟‬
‫‪ -‬أليس هو املؤثر في حياتنا؟‬
‫‪ -‬أليس تركه يضيع علينا الكثير من املكاسب؟‬
‫‪ -‬أن زمنه ممتد‪ ،‬حيث له أول وآخر‪.‬‬
‫وكلما أديته في أول وقته كنت تلعب في امللعب رقم (‪( )1‬ملعب املهم غير العاجل)‬
‫وبسبب‪ - :‬التسويف (التأجيل) التجاهل (اإلهمال) يتحول إلى ملعب االحتراق‪ ..‬فتظل طوال أيامك تطفئ احلرائق‪ ،‬ما تطفئ واحدة‬
‫إال وتشتعل أخرى في مكان آخر بسبب تسويفك وإهمالك‪.‬‬

‫الرنني العاجل‪:‬‬
‫واآلن أسألك سؤاالً‪:‬‬
‫من منا إذا دق جرس التليفون ال يهرول للرد عليه؟ بل إني أعجب عندما يدق رقم‬
‫التليفون احملمول (اجلوال) في مكان عام جند كثي ًرا من املوجودين يضع يده على‬
‫مكان تليفونه‪ ..‬بل أجد البعض يخرج التليفون‪ ،‬وينظر إليه‪ ...‬رغم أن صاحب‬
‫الرنني يرد على املتكلم‪..‬‬
‫إحلاحا‪ ،‬وتستعجلك في التعامل‬
‫ً‬ ‫في كثير من األوقات تلح عليك بعض األمور‬
‫معها‪ ،‬وأنت ال تدري أهي مهمة أو غير مهمة‪ ..‬فتجد نفسك تقضي وقتًا طوي ً‬
‫ال‬
‫في امللعب رقم (‪( )3‬ملعب غير املهم العاجل) والعاجل‪ :‬يعني الفوري الذي ال‬
‫يحتمل تأجي ً‬
‫ال‪ ..‬بغض النظر عن أهميته‪ .‬وفي هذا امللعب تتحكم فينا املهام‪،‬‬
‫وتأخذنا حتى لو كنا يجب أن نقضي أوقاتنا في امللعب رقم (‪ )1‬وفي كثير من‬
‫األحيان تكون هذه املهام التي جتذبنا إلى ملعب الرنني رقم (‪ ..)3‬مها َّم محبوبة‪،‬‬
‫ممتعة‪ ،‬سهلة‪ ..‬غير مهمة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫< الكالم في التليفون‪.‬‬
‫< اجللوس أمام البريد اإللكتروني‪.‬‬
‫< مشاهدة برنامج تلفزيوني (قد يكون مفي ًدا)‪ ،‬ولكنه غير مرتب له‪.‬‬
‫< قراءة صفحات كاملة من اجلريدة‪ ..‬جملرد أن عنوانها جذبك‪.‬‬
‫< اخلروج مع صديق في حاجة إليك جملرد أنه طلبك اآلن‪.‬‬
‫< الزيارة غير املرتبة‪ ،‬وغير احملددة‪.‬‬
‫< قضاء أصدقاؤك األوقات عندك بال هدف محدد من الزيارة إال فراغهم‪.‬‬

‫ومجمل هذه األعمال العاجلة‪ ،‬والتي غال ًبا تكون غير مهمة تنتج كرد فعل‪ ،‬وليس كفعل مبدئي منك رتبت له‪ ،‬ونظمته ووضعته في‬
‫خريطة أهدافك وأنشطتك إنه الرنني الذي يجذبك‪ ،‬وأنت ال تدري‪.‬‬

‫الهروب‬
‫‪ -‬بإهمال اللعب في امللعب (‪ ،)1‬حيث األولويات‪.‬‬
‫‪ -‬واستمرار الضغط واالحتراق في ملعب (‪)2‬‬
‫‪ -‬واالستجابة غير الواعية للرنني في ملعب (‪)3‬‬
‫ال يجد اإلنسان أي حل‪ ،‬أو مفر إال الهروب إلى ملعب رقم (‪)4‬‬
‫نعم الهروب إلى ملعب غير املهم‪ ،‬وغير العاجل!‬
‫سألت أحد أصدقائي يقضي أكثر من ست ساعات في األلعاب اإللكترونية‬
‫(‪ )Games‬وقد وصل إلى املستوى العشرين‪ :‬هل لديك فراغ كبير لهذه األلعاب‪..‬؟‬
‫إلي بعيون حمراء‪ ،‬وجفون منتفخة‪ ،‬وشفاه مهدلة‪ ،‬وقال لي‪ :‬إنني أضيع وقتي ألنني‬
‫نظر َّ‬
‫مشغول ج ًّدا!!!‬
‫نعم بزيادة ضغط األعمال‪ ،‬وعدم التحكم في النفس ال يجد اإلنسان نفسه إال هار ًبا‪:‬‬
‫< إلى فيلم طويل (قد يكون هند ًّيا) ملده ‪3‬ساعات‪ ،‬بل كتب لي أحد طالبي أنه يشاهد من (‪ ) 5 : 3‬أفالم يوم ًيا!!!‬
‫< إلى لعبة من األلعاب اإللكترونية كلما أنهى إصدا ًرا استكمل هروبه إلى اإلصدار التالي لها‪.‬‬
‫< إلى اجلرائد واجملالت الرياضية‪ ،‬والفنية‪ ،‬واحلوادث يقرؤها كلمة كلمة‪.‬‬
‫< إلى جلسات األصدقاء ملدة تصل إلى خمس ساعات في حوارات ال آخر لها‪ ..‬وأحيا ًنا في صمت ال شاطئ له‪.‬‬
‫< إلى أحالم اليقظة‪ ..‬حيث يقضي ساعات أمام شاطئ وهمي يتأمل أمواجه‪ ،‬أو غابة وهمية يغوص في أشجارها املكثفة‪ ،‬أو سماء‬
‫وهمية يطير فوق سحابها‪.‬‬
‫< إلى اهتمامات عجيبة مثل املهتم بالنشاط الكروي‪ ،‬فيحمل جدوالً بجميع مباريات الدوري‪ ،‬والكأس ليس على املستوى احمللي‬
‫فقط بل في كل بالد العالم‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫وهكذا تستمر دائرة الضياع‪ ،‬إهمال لألولوليات‪ ..‬فينقلها إلى ملعب االحتراق‪ ..‬واستجابة للرنني‪ ،‬وغير املهم على حساب املهم‪..‬‬
‫كل ذلك يؤدي في النهاية إلى قضاء أكبر وقت في ملعب الهروب‪ ،‬حيث يضيع العمر‪.‬‬
‫واآلن راجع معنا خريطتك ملالعب الوقت‪ ..‬وتخيلك إلنسان كل ملعب واكتب مالحظاتك‪.‬‬

‫يلعب في امللعب األول (املهم غير عاجل) معظم الوقت‪............. :‬‬ ‫يلعب في امللعب الثاني (املهم العاجل) معظم الوقت‪................. :‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪..................................................‬‬ ‫‪...................................................‬‬

‫يلعب في امللعب الرابع (الغير مهم غير العاجل) معظم الوقت‪....... :‬‬ ‫يلعب في امللعب الثالث(الغير املهم العاجل)معظم الوقت‪............ :‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬

‫كيف أستخدم مصفوفة الوقت في إدارة حياتي‬


‫والناجحون هم الذين يقضون أكثر أوقاتهم في مالعب املهم رقم (‪ )1‬و (‪)2‬‬
‫والسعداء يقضون معظم أوقاتهم في ملعب املهم غير العاجل ملعب رقم (‪)1‬‬
‫واملطلوب للعب في هذا امللعب‪:‬‬
‫‪ -1‬قل ‪ ( :‬ال ) لغير املهم‬
‫إزاحة حاجز األهمية أكبر قدر ممكن الى أسفل‪ ،‬حيث تصبح أكثر األعمال‬
‫التي تقوم بها هي املهمة وبذلك يضيق ملعبي الرنني (غير املهم العاجل)‪،‬‬
‫والهروب (غير املهم غير العاجل)‬
‫أبجديات األولويات‬
‫ونعود مرة أخرى ألبجديات األولويات التي ذكرناها عند احلديث عن وضع‬
‫األهداف ونربطها هنا مبالعب إدارة الوقت‪ ،‬ليتضح أي األعمال البد أن تتخلص‬
‫منها‪ ،‬وقبل أن أبدأ أرجو منك اجللوس اآلن‪ ،‬وكتابة مجموعة األنشطة‪ ،‬واألعمال واملهمات التي قمت بها خالل األسبوع املاضي‪،‬‬
‫وأرجو أال تنسى شيء مهما كان صغيراً والحظ تكرار بعض األعمال‪ ،‬والحظ أن هناك بعض املماراسات ال حتب أن تكتبها إما خجال‬
‫أو ورعا فأشر اليها بعالمة تفهمها‪ ،‬واآلن عليك بتقييم أعمالك بأحد حروف أبجدية األولويات (أ ‪ -‬ب‪ -‬ج ‪ -‬د) وأذكرك أن أبجدية‬
‫(أ) اعلى درجات االولوية من وجهة نظرك و(د) هي أقلها‬
‫‪33‬‬
‫اآلن ميكنك أن تتخلص من األنشطة ذات األولوية (د) وبعض (ج)‪ ،‬فهي غير‬
‫مهمة‪ ،‬وملزيد من الفهم تعال نربط هذه األولويات مبربعات الوقت أرأيت اين تقع‬
‫االنشطة ذات االولوية (د) و (ج) ؟ إنها في قسم غير املهم غالبا‪ ،‬وراجع املالعب‬
‫مرة ثانية لتجد‪:‬‬
‫أولوية (أ)‪:‬خاصة باألعمال املهمة‪ ،‬وغير العاجلة‪ ،‬وهي األعمال التي البد أن‬
‫ننجزها غال ًبا بأنفسنا‪ ،‬والرؤية التي نصوغها من خالل التخطيط‬
‫اإلستراتيجي وإدارة املستقبل‪ .‬ويتجاهل معظم الناس هذه األولوية؛‬
‫ألن نتائجها بعيدة املدى‪ ،‬وألنهم يعتقدون أنه ال داعي للتخطيط مادام‬
‫العمل يسير بشكل مقبول‪ ،‬وألنهم لم يجربوا العمل وفق هذه األولوية‪ ،‬ولم‬
‫يجربوا منافعها من قبل‪.‬‬
‫أولوية (ب)‪ :‬خاصة باألعمال املهمة‪ ،‬والعاجلة‪ ،‬وهي األعمال التي ننجزها من خالل إدارة األزمات أو بأسلوب املطافئ التي ال تتدخل‬
‫إال بعد اشتعال احلريق؛ ويركز معظم الناس على هذا األسلوب ألنه ال يحتاج إلى تخطيط‪ ،‬أو ألنهم مجبرون على ذلك‪.‬‬
‫أولوية (جـ)‪ :‬تتعلق باألعمال العاجلة‪ ،‬وغير املهمة‪ ،‬وهي األعمال التي ننجزها إلرضاء اآلخرين‪ ،‬أو لعدم إدراكنا لضآلة قيمتها‪ ،‬أو‬
‫ألننا غير مدربني على إدارة الذات‪ ،‬واستثمار الوقت كمورد إستراتيجي‪ ،‬ومجال للمنافسة‪.‬‬
‫والوصية الذهبية هي‪ :‬استثمر معظم الوقت في إدارة األولوية (أ)‪ ،‬وجز ًءا كبي ًرا من الوقت في إدارة األولوية (ب)‪ ،‬وأقل جزء من الوقت للتعامل‬
‫مع األولوية (جـ)‬
‫األولوية (د ) ‪ :‬وفي اجملتمعات األقل تقد ًما‪ ،‬ومع من أهمل إدارة العمر توجد ً‬
‫أيضا األولوية (د)‪ ،‬وهي تتعلق باألعمال غير املهمة‪،‬‬
‫وغير العاجلة‪ .‬وهذه األنشطة ال تدخل في صميم العمل؛ ألنها نتاج الوقت املهدر واجملهود الضائع في أنشطة تضر بالعمل‪،‬‬
‫مثل‪ :‬االتصاالت التليفونية الشخصية للحديث في أي شيء‪ ،‬واالجتماعات اجلانبية الناجتة عن صراع داخل املؤسسة‪،‬‬
‫والبطالة املقنعة التي تؤثر سلب ًّيا على الروح املعنوية‪ ،‬والزيارات املفاجئة التي تربك العمل‪ ،‬وهذه األولوية السلبية التي تسود‬
‫في اجملتمعات املتخلفة ميكن القضاء عليها بالتخطيط املسبق‪ ،‬واستثمار جزء من الوقت في األولوية (أ) لوضع سياسة يكون‬
‫من ضمن أولوياتها التخلص من األنشطة (د)‬

‫‪ -2‬سيطر على مضيعات الوقت‬


‫التي تبقيك دائما في ملعب (غير املهم)‪ ،‬وهي كثيرة ومتعددة ومتفاوتة‬
‫من واحد الى اآلخر‪ ،‬ولكن معظم الذين يضيعون وقتهم يشتركون في‬
‫صفات أربعة‪:‬‬
‫‪ - 1‬االشتغال بثانويات‪ ،‬أو هوامش األعمال عن أصولها‪.‬‬
‫‪ - 2‬إعطاء العمل البسيط فوق ما يستحق من اجلهد‪ ،‬والوقت‪.‬‬
‫‪ -3‬تضييع الساعات الطوال بغير عمل باملرة‪.‬‬
‫‪ - 4‬تراكم أكثر من عمل في وقت واحد‪ ،‬بل في حلظة واحدة‪.‬‬

‫ومن عوامل تضييع األوقات‪:‬‬


‫‪ -1‬عدم وجود أهداف‪ ،‬أو خطط‪ ،‬وهذا يجعل حياة اإلنسان متخبطة‬
‫عشوائية ال يعرف لها هدفا ُ فال يركز على أعمال معينة‪ ،‬بل يجرب‬
‫كل شيء ويعمل كل شيء والنتيجة ال ينتج أي شيء‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫‪ -2‬التكاسل والتأجيل‪ ،‬وهذا أشد معوقات تنظيم الوقت واستغالله‪ ،‬ذلك أن التأجيل ال يتوقف على سبب معني‪ ،‬بل عادة يكون بسبب‬
‫عدم رغبة اإلنسان في إنهاء العمل املراد إجنازه‪ ،‬لذلك كن حازماً مع نفسك‪ ،‬وال تأجل‪.‬‬
‫‪ -3‬النسيان‪ ،‬وهذا يحدث؛ ألن الشخص ال يدون ما يريد إجنازه‪ ،‬فيضيع بذلك الكثير من الواجبات‪ ،‬والكثير من الذين نصحتهم‬
‫بتدوين أعمالهم‪ ،‬ومواعيدهم جنحوا في جتاوز مشكلة النسيان‪ ،‬أما من أصر على عدم الكتابة‪ ،‬واعتمد على ذاكرته فقط فإنه‬
‫بالتأكيد سينسى بعض األعمال‪ ،‬واملواعيد‪ ،‬وسيشتت ذهنه في الكثير من األعمال‪.‬‬
‫‪ -4‬مقاطعات اآلخرين‪ ،‬وأشغالهم‪ ،‬والتي قد ال تكون مهمة‪ ،‬أو ملحة‪ ،‬اعتذر منهم بكل لباقة‪ ،‬لذا عليك أن تتعلم قول (ال) لبعض‬
‫االمور‪ ،‬وهذا أمر سيجنبك حتمل مسؤوليات أكثر من طاقتك‪ ،‬أو أكثر من أن يتسع لها وقتك‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم إكمال األعمال‪ ،‬أو عدم االستمرار في التنظيم نتيجة الكسل‪ ،‬أو التفكير السلبي جتاه التنظيم‪ ،‬وكثيراً ما جند شخصاً‬
‫يقوم بالشروع في إجناز عمل ما‪ ،‬أو مشروع ثم يتوقف عندما أكمل (‪ )%80‬من العمل‪ ،‬ولم يبق إال القليل‪ ،‬وهنا يتوقف عن العمل‬
‫في املشروع‪ ،‬وينتقل إلى مشروع آخر‪ ،‬ويفعل فيه كفعله في املشروع االول‪ ،‬وتتراكم املشاريع الشبه منتهية على الشخص‪ .‬لذلك‬
‫احرص على انتهائك من أعمالك بكاملها‪ ،‬ثم انتقل لألعمال األخرى‪ ،‬وهذا يحتاج إلى تركيز فقط‪.‬‬
‫‪ -6‬سوء الفهم للغير مما قد يؤدي إلى مشاكل تلتهم وقتك‪ ،‬وهذه املشاكل منشأها سوء إيصال املعاني إلى اآلخرين‪ ،‬وسوء اختيار‬
‫الكلمات املناسبة‪ ،‬ومهارة االتصال باآلخرين حتتاج إلى تدريب‪ ،‬وممارسة حتى يحسن اإلنسان توصيل مايريد إلى آلخرين‪.‬‬
‫‪ -7‬الورق! وأعني تراكم األوراق في املكتب أو الغرفة بدون اتخاذ قرار بشأنها‪ ،‬ويندرج هذا البند حتت النظام عموما‪ ،‬فاإلنسان‬
‫املرتب املنظم في أشيائه ال يضيع الوقت في البحث عنها‪.‬‬
‫‪ -3‬قلل من التسويف‬
‫والتسويف هو أن تقوم مبهمة ذات أولوية منخفضة بدال من أن تنجز مهمتك ذات األولوية العالية‪ ،‬أو امليل لتأجيل وأداء املهام‪ ،‬واملشروعات وكل‬
‫شي حتى الغد أو بعده بقليل‪ ،‬وفي مرحلتها النهائية عن طريق اختالق األعذار‪.‬‬

‫أعراض التسويف‪:‬‬
‫‪ -1‬االستجابة طواعية للعوائق‪ ،‬وللمقاطعات‪ ،‬واألزمات التي تتداخل مع حتقيق األهداف الرئيسة والتي حتول دون إجناز العمل مثل‬
‫سيل احملادثات التليفونية اليومية‪ ،‬الزيارات املتكررة ‪ .‬متابعة التلفاز‬
‫‪ -2‬قضاء فترات طويلة في تناول القهوة والشاي أو وجبة الغداء أو الذهاب في مشوار طويل يستغرق كثيرا من الوقت‪.‬‬
‫‪ -3‬تركيز االهتمام على إجناز األعمال الثانوية وغير املهمة بدال من التركيز على ما يجب إجنازه فقط‪.‬‬
‫‪ -4‬قضاء وقت طويل إلجناز مهمة بسيطة ال تستدعي كل ذلك الوقت‪.‬‬
‫‪ -5‬اخلوف من الفشل‪.‬‬
‫من صفات املسوفني‪:‬‬
‫‪ -1‬ابتكار أسباب‪ ،‬والبحث عن أعذار إذا لم يتمكنوا من القيام بالعمل في احلال‪.‬‬
‫‪ -2‬القيام بأداء العمل املطلوب في اللحظات األخيرة حتت الضغوط‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلهمال أحياناً في أداء وتقدمي الواجبات املهمة‪.‬‬
‫‪ -4‬الشعور بالتعب‪ ،‬أو القلق‪ ،‬أو توتر األعصاب عند أداء املهام الصعبة التي يجب تأديتها‪.‬‬
‫‪ -5‬البدء بأعمال جديدة قبل إنهاء األعمال احلالية أو املعلقة‪ ،‬أو التنقل كثيراً بينها‪.‬‬
‫‪ -6‬قضاء أوقات طويلة في ترتيب املكان جيداً قبل الشروع في أداء عمل صعب أو غير ممتع‪.‬‬

‫كيف نقضي على التسويف‪:‬‬


‫‪ -1‬ضع وقتاً محدداً لالنتهاء من كل مهمة‪.‬‬
‫‪ -2‬خذ على نفسك عهدا بعدم تأجيل األعمال‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ -3‬اكتب قائمة باألشياء التي تؤجلها دائما …حلل هذه القائمة‪..‬الحظ وجود منط معني من هذه األعمال‪.‬‬
‫‪ -4‬شجع نفسك واسألها ‪..‬ما املشكالت التي سوف أسببها لنفسي حني أؤجل هذا العمل؟ أكتب تلك املشكالت في قائمة ‪..‬اآلن هل تريد فعال‬
‫أن تعيش وسط كل هذه املشكالت؟‬
‫‪ -5‬أفضل طريقة للتعامل مع املهام التي تؤجلها دائما هي أن تبدأ بها فورا‬
‫‪ -6‬تذكر أيضا حكمة «ال تؤجل عمل اليوم إلى الغد» … فابدأ العمل اآلن‪ ،‬وأجنز العمل‪.‬‬

‫‪ -4‬ابدأ باألحجار الكبيرة‬


‫فنجان قهوة‬
‫دخل األستاذ فصله ومعه مجموعة أدوات في صندوق كبير‪ ..‬وبعد أن ألقى‬
‫التحية على طالبه ابتسم لهم‪ ،‬وهو يخرج أدواته من الصندوق‪ ،‬ويتأمل نظرات‬
‫االستفسار في عيون التالميذ‪ .‬لقد أخرج وعا ًء زجاج ًّيا كبي ًرا وسأل طالبه‪:‬‬
‫‪ -‬هل ترون أن هذا الوعاء فارغ؟‬
‫أجاب اجلميع‪ ..‬نعم‪ ،‬فأخرج مجموعة من األوعية من صندوقه؛ أحدها‬
‫ممتلئ بالرمل‪ ،‬والثاني فيه حصى صغير احلجم‪ ،‬والثالث فيه حصى أكبر‬
‫حج ًما‪ ،‬ثم أخرج ثالثة أو أربعة أحجار كبيرة احلجم‪ ..‬وأثناء ذلك دخل العامل‬
‫يحمل صينية عليها فنجان من القهوة‪ ،‬وزجاجة من املاء‪ ،‬ابتسم األستاذ وهو‬
‫ينظر إلى تالمذته‪ ،‬وقال وهو يشير إلى املاء والقهوة‪.‬‬
‫أيضا من أدوات لعبتنا هذا اليوم‪.‬‬‫‪ -‬وهذه ً‬
‫سأل األستاذ تالمذته‪:‬‬
‫‪ -‬هل يستطيع أحدكم وضع كل هذه األشياء داخل الوعاء الزجاجي الكبير‪.‬‬
‫تنوعت إجابة التالميذ بني املوافقة والرفض‪..‬‬
‫قال األستاذ‪ :‬و ِل َم ال نحاول؟! فلنبدأ‪ ،‬وأخرج أحد التالميذ ليساعده‪ ،‬ثم قال‪ :‬مبا نبدأ؟‬
‫ومع تنوع إجابة التالميذ أخذ األستاذ وعاء الرمل‪ ،‬وبدأ يسكبه في الوعاء الزجاجي الذي امتأل حتى ثلثه‪..‬‬
‫نظر األستاذ إلى تالمذته‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫‪ -‬وماذا بعد‪:‬‬
‫أخذ األستاذ أحد األحجار الكبيرة ووضعها في الوعاء‪ ..‬فمألت الفراغ تقري ًبا‪..‬‬
‫قال األستاذ‪ :‬هل ترون أن الوعاء قد امتأل‪..‬‬
‫قال أكثر التالميذ‪ :‬نعم‪.‬‬
‫هنا قال األستاذ‪ :‬و ِل َم ال نحاول بطريقة أخرى؟‬
‫أخرج األستاذ الصخرة الكبيرة من الوعاء بحرص‪ ..‬ثم أعاد محتواه من الرمل إلى وعاء الرمل الفارغ؛ حتى عاد الوعاء الكبير‬
‫ً‬
‫فارغا‪.‬‬
‫أمر األستاذ التلميذ بالعودة إلى مكانه‪ ،‬وأخرج تلمي ًذا آخر‪ ..‬وقال‪:‬‬
‫‪ -‬تعالوا نبدأ باألحجار الكبيرة‪..‬‬
‫وضع األستاذ جميع األحجار الكبيرة داخل الوعاء‪..‬‬

‫‪36‬‬
‫سأل األستاذ تالمذته‪:‬‬
‫‪ -‬هل ترون أن الوعاء امتأل‪.‬‬
‫قال أكثرهم‪ :‬نعم‪.‬‬
‫هنا ابتسم‪ ،‬وأخذ األحجار املتوسطة‪ ،‬وبدأ يفرغها بحرص في اإلناء‪ ..‬والتلميذ املساعد يهز اإلناء حتى انتهت جميع احلصوات‬
‫متا ًما‪..‬‬
‫ثم سأل األستاذ‪ :‬هل ترون أن الوعاء امتأل؟‬
‫قال عدد من التالميذ‪ :‬نعم‪ .‬وبدا أن البعض بدأ يتشكك‪.‬‬
‫فأخذ األستاذ الوعاء الثاني املمتلئ باحلصى الصغير‪ ،‬وبدأ يفعل كما فعل مبا قبله‪ ،‬والتلميذ يعاونه‪ ،‬حتى انتهت جميع احلصوات‬
‫واحتواها الوعاء‪.‬‬
‫نظر األستاذ إلى التالميذ ولم يتكلم‪ ،‬بل أخذ وعاء الرمل‪ ،‬وبدأ يسكبه في اإلناء مع صيحات التالميذ‪ ،‬واندهاشهم والتلميذ املساعد‬
‫قد استهواه األمر‪ ،‬فأخذ يهز الوعاء بشدة والرمل ينزل بني األحجار‪ ،‬حتى انتهت الكمية متا ًما ووصل الرمل إلى حافة الوعاء تا ًّما‪.‬‬
‫هنا قال التالميذ‪ :‬لقد امتأل الوعاء يا أستاذ‪.‬‬
‫اتسعت ابتسامة األستاذ‪ ،‬وهو يأخذ قارورة املاء‪ ،‬ويسكب محتواها ببطء من فوهة الوعاء ليغيب املاء بني ذرات الرمال وتنتهي‬
‫القارورة‪.‬‬
‫هنا تعالت صيحات التالميذ وضحكاتهم واألستاذ ينظر إليهم بعمق وابتسامة ويقول‪ :‬لم ينته األمر بعد‪..‬‬
‫وكان فنجان القهوة‪ ..‬قد استقر بني إصبعيه وبدأ يسكبه ببطء داخل الوعاء الذي قبله‪.‬‬
‫بعد أن هدأ ضجيج التالميذ؛ قال األستاذ بهدوء‪ :‬حتتاجون إلى تفسير‪.‬‬
‫الزجاجة متثل احلياة‪ ،‬وعندما مثل رسول الله [ احلياة ألصحابه مثلها بحدود ال نستطيع اخلروج عنها‪ ،‬كذلك احلياة هي هذه‬
‫الزجاجة بجدرانها التي ال نستطيع اختراقها‪ ،‬انظروا إلى هذا الشكل‪..‬‬
‫هكذا رسم رسول الله [ للصحابة شكل احلياة لها حدود أربعة يقطع حد‬
‫األجل فيها األمل أ ًّيا كان‪.‬‬
‫ً‬
‫يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه‪ :‬خط لنا رسول الله [ خطا مرب ًعا‪،‬‬
‫خطوطا إلى جانب اخلط الذي في وسط‬ ‫ً‬ ‫وخط خطاً وسطاً للخط املربع وخطا‬
‫وخطا خارج اخلط املربع‪ ،‬ثم قال‪ :‬أتدرون ما هذا؟ قالوا‪ :‬الله ورسوله أعلم‬ ‫املربع‪ً ،‬‬
‫قال‪ :‬هذا اخلط األوسط اإلنسان‪ ،‬واخلطوط التي إلى جانبه متثل األعراض‪،‬‬
‫واألعراض تنهشه من كل مكان إن أخطأه هذا أصابه هذا‪ ،‬واخلط املربع األجل‬
‫احمليط به واخلط اخلارج البعيد هو األمل‪.‬‬
‫واألحجار الكبيرة‪ ..‬متثل األشياء الضرورية في حياتك‪ :‬دينك‪ ،‬قيمك‪ ،‬أخالقك‪،‬‬
‫عائلتك‪ ،‬أطفالك‪ ،‬صحتك‪ ،‬أصدقاءك‪.‬‬
‫بحيث لو أنك «فقدت كل شيء»‪ ..‬وبقيت هذه األشياء فستبقى حياتك‪ ..‬مليئة‬
‫وثابتة‪..‬‬
‫احلصى ميثل األشياء املهمة في حياتك حسب أهميتها‪ ،‬فمنها ما هو مهم ج ًّدا‬
‫(األحجار املتوسطة)‪ ،‬ومنها ما هو أقل أهمية (األجحار الصغيرة)‪ :‬وظيفتك‪..‬‬
‫بيتك‪ ..‬سيارتك‪ ..‬مالك‪ ..‬هواياتك‪.‬‬
‫وأما الرمل واملاء فتمثل بقية األشياء‪ ..‬أو لنقل‪ :‬األمور البسيطة‪ ،‬والهامشية‪..‬‬
‫فعندما وضعت الرمل في الزجاجة أوالً‪ ..‬لم يتب َق مكان للحصى الكبير أو‬
‫‪37‬‬
‫لألحجار الكبيرة‪..‬‬
‫وهذا يسري على حياتك الواقعية كلها‪ ..‬فلو صرفت كل وقتك وجهدك على توافه األمور‪ ..‬فلن يتبقى مكان لألمور التي تهمك‪..‬‬
‫لذا فعليك أن تنتبه جي ًدا‪ ،‬وقبل كل شيء لألشياء الضرورية‪ ..‬حلياتك واستقرارك‪.‬‬
‫> ودائ ًما‪ ..‬اهتم باألحجار الكبيرة أوالً‪ ..‬فهي األشياء التي تستحق ح ًقّا االهتمام‪..‬‬
‫حدِّد أولوياتك‪ ..‬فالبقية مجرد‪ ...‬رمل‪.‬‬
‫وعندها سأله أحد التالميذ‪ :‬وماذا عن فنجان القهوة يا أستاذ؟‬
‫قال األستاذ في جدية‪ :‬أضفت القهوة فقط ألوضح لكم بأنه مهما كانت حياتك مليئة‪ ..‬فسيبقى هناك دائ ًما مساحة لالسترخاء مع‬
‫فنجان من القهوة‪..‬‬

‫هرم األحجار الكبيرة‬


‫قد تسأل سؤاالً متعل ًقا بحكاية فنجان القهوة‪ ،‬هل نستطيع أن نحدد األحجار الكبيرة‬
‫في اللعبة؟‬
‫أقول لكم‪ :‬هناك تنوع في األحجار الكبيرة بالنسبة إلى األشخاص‪ ،‬وقد يري‬
‫أحدهم في حجر أنه كبير ويرى اآلخر في حجر آخر أنه أكبر‪..‬‬
‫ولكن بالنظر إلى سيرة الناجحني‪ ،‬ومعرفة احلاجات األساسية التي إذا أشبعها‬
‫اإلنسان يشعر أنه قد امتأل‪ ،‬وال يحتاج في الغالب إلى الرمال‪ ،‬واحلصى؛ وجد أن‬
‫هناك أربع حاجات أساسية ال بد أن يشبعها اإلنسان ليعيش سعي ًدا‪ ،‬وهي على‬
‫هيئة هرم من األحجار الكبيرة يبدأ من القاعدة إلى القمة هكذا‪.‬‬
‫‪ -1‬حاجات احلياة‪ :‬وهي احتياجات اجلسد‪ ..‬من الصحة والعافية‪ ،‬والطعام‬
‫وإشباع الغرائز األساسية بطريقة سليمة‪.‬‬
‫‪ -2‬احلاجة إلى احلب‪ :‬وهي احتياجات النفس‪ ..‬والتي خلقت حتب اجلماعة‬
‫والعالقات مع اآلخرين‪ ،‬واالنتماء وأن تكون محبة ومحبوبة‪.‬‬
‫‪ -3‬احلاجة إلى التعلم‪ :‬وهي احتياجات العقل‪ ..‬من املعرفة‪ ،‬واحلكمة‪ ،‬واخلبرات‪ ،‬واملهارات‪ ،‬والقدرات‪..‬‬
‫‪ -4‬احلاجة إلى ترك األثر‪ :‬وهي حاجات الروح‪ ،‬واإلشعاع الداخلي الذي ينبع من‪ ،‬وجود معنى للحياة في نفس صاحبها‪ ،‬وهدف‬
‫ض َط َّر ِإ َذا َد َعاهُ‬ ‫يعيش له‪ ،‬ورسالة يسعى لتحقيقها‪ ،‬وعالقة سامية أعلى وأرفع من األرض {أَ َّمن يُ ِج ُ‬
‫يب الْ ُم ْ‬
‫ال َّما تَ َذ َّك ُرونَ} النمل‪ ،62 :‬هذه هي األحجار الكبيرة‬ ‫السو َء َويَ ْج َعل ُ ُك ْم خُ ل َ َفا َء األَ ْر ِ‬
‫ض أَ ِإلَ ٌه َّم َع اللهِ َقلِي ً‬ ‫ف ُّ‬‫َويَ ْك ِش ُ‬
‫األربعة التي ال بد أن تشغل احليز األول في حياتك‪.‬‬
‫يقول جوته الشاعر األملاني في ديوانه (النور والفراشة)‪« :‬ال جتعل األمور التي في غاية األهمية حتت رحمة األمور األقل أهمية»‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫كيف جتدول أوقاتك‬
‫أوال‪ :‬ارجع الى وحدة حتديد األهداف‪ ،‬وتذكر معنا من أين بدأنا‪ ،‬وعندها ابدا في وضع جدولك كاآلتي‪:‬‬

‫األهداف االجرائية‬ ‫الهدف القصير‬ ‫الهدف املتوسط‬ ‫الهدف طويل املدى‬ ‫الدور‬

‫ثانيا‪ :‬اآلن عليك أن تعطي األهداف اإلجرائية مواعيد محددة حسب أولوياتها خالل األسبوع‬

‫اجلمعة‬ ‫اخلميس‬ ‫األربعاء‬ ‫الثالثاء‬ ‫االثنني‬ ‫األحد‬ ‫السبت‬ ‫األهداف االجرائية‬

‫ثالثا ‪ :‬ضمن قائمتك اليومية (‪ ) to do - list‬أهدافك اإلجرائية األسبوعية‬


‫إبدأ في التنفيذ في املوعد احملدد في جدولك‬

‫ابحث في النت عن‪:‬‬


‫‪ -١‬مصفوفة إدارة الوقت‬
‫‪ -٢‬أدوات وقوائم وبرامج تساعد على إدارة الوقت‬
‫‪ -٣‬محاضرة مقروءة‪ ،‬أو مسموعة‪ ،‬أو مرئية حول إدارة الوقت‬
‫‪ -٤‬مقال‪ ،‬أو بحث حول إدارة الوقت‬
‫‪ -٥‬كتاب حديث حول إدارة الوقت‬
‫‪ -٦‬برنامج تدريب‪ ،‬أو عرض تقدميي حول إدارة الوقت‬

‫‪39‬‬
‫الوحدة‬
‫الثالثة‬
‫مهارات حل المشكالت واتخاذ القرارات‬

‫الهدف العام للوحدة‬


‫أن يكتسب الطالب مهارات احلل اإلبداعي للمشكالت‪ ،‬ويطبق خطوات اتخاذ القرارات الفعالة ‪.‬‬
‫األهداف الخاصة‬
‫يتوقع من الطالب في نهاية هذه الوحدة أن‪:‬‬
‫‪ -1‬يعرف العالقة بني املشكلة والقرار‬
‫‪ -2‬يعرف مفهوم عملية حل املشكالت واألزمات واتخاذ القرارات‬
‫‪ -3‬يعدد أنواع املشكالت واألزمات الدراسية واحلياتية‬
‫‪ -4‬يذكر خريطة حل املشكالت واتخاذ القرارات‬
‫‪ -5‬يدرك أهمية اكتشاف وحتديد املشكالت‬
‫‪ -6‬يحسن اكتشاف وحتديد املشكالت‬
‫‪ -7‬يجيد جمع املعلومات حول املشكالت‬
‫‪ -8‬يتمكن من استخدام طرق حتليل املعلومات في حتديد املشكلة واتخاذ القرار‬
‫‪ -9‬يؤمن أن كل مشكلة لها أكثر من حل‬
‫‪ -10‬يفهم معنى البدائل واملفاضلة بينها‬
‫‪ -11‬يقدر على توليد احللول والبدائل ووضع معاييراملقارنة بينها‬
‫‪ -12‬يتبنى اتخاذ القرارات على أساس األهداف و القيم اإليجابية‬
‫‪ -13‬يتيقن أنه ماخاب من استشار وما ندم من استخار‬
‫‪ -14‬يؤدي صالة االستخارة عند كل قرار‬
‫‪ -15‬يضع خطة تنفيذ القرار واخلطة البديلة‬
‫‪ -16‬يشرح العقبات والصعوبات التي ميكن مواجهتها في حل املشكالت واتخاذ القرارات‬

‫محتويات الوحدة‬
‫‪ .1‬مفهوم عملية حل املشكالت واألزمات واتخاذ القرارات‬
‫‪ .2‬حتديد املشكلة وتوصيف أبعادها وأثرها‬
‫‪ .3‬أنواع املشاكل واألزمات الدراسية واحلياتية‬
‫‪ .4‬تقنيات حتليل املعلومات‬
‫‪ .5‬فنيات اتخاذ القرارات الصائبة‬
‫‪ .6‬متارين وحاالت عملية من واقع الدراسة اجلامعية‬

‫‪40‬‬
41
‫العالقة بين المشكلة والقرار‬
‫َد ْع َها تَن ُ‬
‫ْض ُج‬
‫وقف الفتى مبهو ًرا أمام ثمار املاجنو املتدلية من شجرتها‪ ،‬ثم اندفع ناحية أقرب ثمرة منه؛ يريد قطفها‪ ،‬ولكن يوقفه صوت والده‬
‫الوقور من خلفه يقول له‪:‬‬
‫دعها يا بني‪..‬‬
‫نظر الفتى إلى أبيه الواقف خلف كتفه‪ ،‬ويده معلقة في الهواء‪.‬‬
‫فقال األب وهو يأخذ بيده‪ ،‬ليتمشى في احلديقة‪:‬‬
‫يا بني‪ :‬إن قطف الثمرة ليس هد ًفا في َحدِّ ذاته‪ ،‬ولكن الهدف هو االستفادة منها بعد قطفها‪ ،‬وأظن أن ثمرة غير ناضجة ال فائدة‬
‫فيها لإلنسان اآلن‪ ،‬على األقل دعها تنضج لتستفيد منها‪.‬‬
‫إن املشكلة األساسية التي تواجه اإلنسان عند مواجهة أي مشكلة‪ ،‬أو الرغبة في اتخاذ قرار هي الرغبة في سرعة اإلجناز التي تؤدي‬
‫إلى االستعجال في اتخاذ القرار‪ ،‬الذي يكون ‪ -‬غال ًبا ‪ -‬ناقص اجلوانب‪ ،‬محكو ًما عليه بالفشل منذ بدايته‪.‬‬

‫ونحن نقول لك قبل أن نبدأ‪ :‬إذا لم تركب سفينة الصبر‪ ،‬فإنك لن تستطيع أن تصل معنا إلى الشاطئ‪.‬‬
‫هذه واحدة‪ ،‬والثانية ال بد أن تعلم أن عملية اتخاذ القرارات‪ ،‬هي جوهر إدارة الذات؛ حيث إن إدارة الذات تقوم على اختيار أفضل ما ينبغي‬
‫عمله‪ ،‬ومتى ؟ وأين ؟ وكيف ؟ فهي عملية مستمرة‪ ،‬ومالزمة لإلنسان في جميع مراحل حياته‪ ،‬ولذلك‪ ،‬فإننا قد نسمي اإلنسان في طريق حياته‬
‫صانع القرارات ‪ Decision Maker‬؛ بل وميثل اتخاذ القرار املواجهة اليومية املستمرة للمشكالت التي تعترض الواحد منا‪ .‬وأبسط أشكال‬
‫اتخاذ القرار تكون للوصول الى أحد النتائج األتية‪:‬‬
‫عمل ما يجري‪.‬‬
‫‪ -1‬إيقاف ٍ‬
‫‪ -2‬البدء بتشغيل جزء ما ساكن‪.‬‬
‫‪ -3‬حتويل نشاط معني من اجتاه إلى آخر‪.‬‬
‫وليس املطلوب فقط اتخاذ القرار‪ ،‬ولكننا غالبا نبحث عن األفضل‪ ،‬وكلما زادت أهمية املوضوع الذي تختار فيه القرار كانت عملية‬
‫اتخاذ القرار أعقد‪ .‬إن اتخاذ القرار ليس صع ًبا‪ ،‬ولكن األصعب كيف تتعلم أن تختار القرار األفضل ؛ وخاصة أن أغلب القرارات‬
‫تُت ََّخ ُذ في ظروف عدم التأكد‬
‫قال صديقي الذي جاء يتفلسف في تصاريف القدر‪ ،‬ويسأل عن آالف اجلنيهات التي يأخذها الطبيب اجلراح‪ ،‬وخاصة في القلب‪ ،‬أو نقل‬
‫األعضاء‪ ،‬أو ذلك امل َّ‬
‫الح الذي يقود الطائرة‪ ،‬وآخرون مثل عامل النظافة‪ ،‬أو سائق احلافلة‪ ،‬الذي يعمل أكثر ويأخذ ُع ْش َر ما يأخذه هؤالء‪.‬‬
‫استمعت إليه مبتس ًما‪ ،‬وقلت له‪:‬‬
‫ببساطة ألن الط َّيار واجل َّراح يتخذان قرارات تتعلق باحلياة‪ ،‬واملوت‪ ،‬وانظر كم من األموال والسنوات أُنْفِ ق ْ‬
‫َت عليهم في التدريب على القدرة في‬
‫اتخاذ القراراألفضل‪.‬‬
‫استنكرت السيدةٌ َعلَى َر َّسام يطلب منها مبل ًغا كبي ًرا من املال في صورةٍ َر َس َم َها لها‪ ،‬فقالت له‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ولذلك لَ َّما‬
‫كيف تطلب َّ‬
‫كل هذا املبلغ عن عمل لم يستغرق منك إال ست ساعات ؟!‬

‫‪42‬‬
‫الرسام‪:‬‬
‫أجاب َّ‬
‫ال يا سيدتي‪ ،‬ليست ست ساعات‪ ،‬بل ثالثني عا ًما من التدريب واخلبرة !!‬

‫واخملاطرة‬
‫يتبقى عنصر مهم وضروري بعد ذلك ؛ لتكون صانع قرار ناجح‪ ..‬هذا العنصر‬
‫يرتبط باحلقيقة التي ُم َفا ُدها أن هناك نسبة مخاطرة في كل مواقف القرار‪،‬‬
‫والشخص الذي ال ميلك إرادة اخملاطرة لن ينجح أب ًدا في قراره‪ ،‬والشخص الذي‬
‫ال ميلك اإلرادة‪ ،‬والرغبة لتقبل اخملاطرة في صنع بعض القرارات اخلاطئة لن‬
‫ميكنه أن يصنع قرا ًرا على اإلطالق‪ .‬فالراغب في الفاعلية يجب أن يكون لديه‬
‫احلكم السليم ملعرفة َك ِّم املعلومات التي يحتاج إلى َج ْمعِ َها‪ ،‬والذكاء في إتقان معرفة هذه املعلومات‪ ،‬والشجاعة التخاذ القرار عندما‬
‫يحتاج األمر للمخاطرة‪.‬‬
‫وهذه الكفاءة‪ ،‬والقدرة على قبول مسؤولية اتخاذ القرار ‪ -‬أ ًّيا كانت نتائجه ‪ -‬هي التي تفصل بني صانع القرار العادي التقليدي‪ ،‬وبني أولئك‬
‫املتميزين والقادة في هذا املضمار‪.‬‬

‫أركان القرار‬
‫القرار هو االختيار الواعي والدقيق ألحد البدائل املتاحة‪ ،‬في الوقت‬
‫املرج َّوة ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫املناسب لتحقيق األهداف‬
‫وهذا التعريف يضم ثالثة أركان أساسية للقرار‪:‬‬
‫‪ -1‬االختيار الواعي‪:‬‬
‫وأداة هذا االختيار هي العقل‪ ،‬والعقل ليس مجرد جهاز يعمل‪ ،‬وإمنا‬
‫سمي الكمبيوت ُر عقال إلكترون ًّيا‪ ،‬حيث إن فيه أهم صفة من صفات‬
‫العقل ؛ وهي احلاجة الشديدة للمعلومات إلعطاء أدق النتائج‪.‬‬
‫‪ -2‬البدائل املتاحة‪:‬‬
‫فإن وجود أكثر من بديل حلل املشكلة يعطي احلرية والسعة في املفاضلة بينها للوصول إلى األفضل‪ ،‬والبديل الواحد ال يؤدي إلى القرار‪ ،‬إمنا‬
‫هو في النهاية أمر واجب التنفيذ ؛ حيث تنعدم حرية االختيار‪ .‬وإذا لم جند احلل املناسب في البدائل املطروحة‪ ،‬فعلينا أن ننتقل إلى اختيار‬
‫أقلها ضر ًرا‪ ،‬وقد يكون البديل هو‪ :‬ال تتخذ القرار‪ ،‬وابحث عن بديل! ونهمس في أذنك‪ :‬إن عقلية احلل الوحيد ال تصلح في اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫‪ -3‬األهداف املرجوة‪:‬‬
‫قالوا‪ :‬إذا لم يكن لك هدف‪ ،‬فكيف تعمل على حتقيقه ؟! فالهدف هو جزرة التحفيز الشاخصة أمامك‪ ،‬لتندفع إلى األمام‬

‫‪43‬‬
‫من أنواع القرارات‬
‫نستطيع أن منيز في حياتنا بني نوعني من القرارات ميكن أن نقارن بينهما في اجلدول األتي‪:‬‬

‫القرارات الغير مبرمجة‬ ‫القرارات املبرمجة‬ ‫املقارنة‬

‫غير متكرر‪ ،‬غير روتيني‪ ،‬درجة عالية من عدم التأكد‪،‬‬ ‫متكرر‪ ،‬روتيني‪ ،‬درجة عالية من التأكد‪ ،‬عالقة‬ ‫طبيعة املوقف‬
‫عالقة غامضة بني األسباب والنتائج‪.‬‬ ‫واضحة بني األسباب والنتائج‪.‬‬

‫كثيرة وغير منطية‬ ‫قليلة ومنطية‬ ‫عدد البدائل‬

‫مرتفعة ويصعب التنبؤ بها‬ ‫منخفضة أو منعدمة‬ ‫اخملاطرة‬

‫األساليب احلديثة في حل املشكالت والتفكير االبتكاري‬ ‫العادة‪ ،‬القواعد الروتينية‬ ‫أدوات صنع القرار‬

‫الزواج‪ ،‬اختيار التخصص‬ ‫الذهاب إلى العمل اليومي‪ ،‬شراء املالبس‬ ‫أمثلة‬

‫ونحن في هذا الفصل طبيعي أن نقصد النوع الثاني من «القرارات غير املبرمجة» التي حتتاج إلى أساليب ابتكارية في حل املشكالت‪ ،‬حيث‬
‫تتميز بدرجة عالية من عدم التأكد أو اخلطورة‪..‬‬
‫أساليب اتخاذ القرار‬
‫أوال‪ :‬األسلوب احملافظ ‪:‬‬
‫يقول «ليند بلوم» (‪ )20‬عن الذي يتبع هذا األسلوب عند اتخاذ القرار أنه يحب‬
‫الرجوع إلى القرارات السابقة التي اتخذها هو‪ ،‬أو اتخذها غيره ساب ًقا في‬
‫نفس املوضوع؛ ويحب أن ينظر إلى خبرات من مضى في التعامل مع نفس‬
‫املشكلة‪ ..‬يسأل نفسه سؤاال‪ :‬ماذا فعل أبي؟ أو لو أن فالنا كان مكاني ماذا‬
‫كان سيفعل؟‬
‫يحب احملافظة على االستقرار وتخفيف الصراعات؛ ولذلك يركن إلى‬
‫التقليد‪ ،‬واحملاكاة وال يفضل اإلبداع‪ ،‬واالبتكار‪ ،‬قراره سريع‪ ..‬وفي كثير من‬
‫األحيان ينجح‪ ،‬حيث يعتمد على اإلحساس‪ ..‬حتى وإن لم ينجح فهو يتبنى‬
‫قاعدة التجربة واخلطأ‪Trial and Error Method .‬‬

‫(‪ ) 20‬تشارلز إدوارد ليندبلوم ‪ Charles E. Lindblom :‬ولد في ‪ 21‬مارس ‪ 1917‬هو أستاذ للعلوم السياسية واالقتصاد في جامعة ييل‪ .‬وهو رئيس سابق‬
‫للرابطة األمريكية للعلوم السياسية وجمعية «الدراسات االقتصادية النسبية»‬
‫‪44‬‬
‫وهو أسلوب له ميزة عظيمة‪ ،‬وهي التراكمية‪ ،‬فصاحبه يبدأ‪ ،‬حيث انتهي اآلخرون‪ ،‬ال يفضل تقويض البناء‪ ،‬ولكن يعتمد على التفكير الرأسي‬
‫الذي يقوم على الزيادة‪ ،‬واإلضافة والتعمق‪ ،‬ولكن في نفس املسار ‪.‬‬
‫ومن أهم السمات الشخصية لصاحب هذا األسلوب ‪:‬‬
‫‪ -1‬ضعف القدرة على االبتكار واإلبداع‪.‬‬
‫‪ -2‬الروح احملافظة التقليدية‪.‬‬
‫ولكن هناك مشكالت عند اتخاذ القراربهذا األسلوب ‪:‬‬
‫‪ -1‬قيود الوقت‪.‬‬
‫‪ -2‬ضعف املعلومات‪.‬‬
‫‪ -3‬قصور امليزانيات‪.‬‬
‫‪ -4‬قلة الطاقة البشرية التنفيذية‪ ،‬أو ضعفها‪.‬‬
‫وأهم ما مييز هذا األسلوب‪:‬‬
‫‪ -1‬احملافظة على االستقرار‪.‬‬
‫‪ -2‬تخفيض الصراعات‪.‬‬
‫‪ -3‬جتنب املصاعب والعقبات املتولدة من تبني اجلديد‪.‬‬
‫ومن عيوب هذا االسلوب ‪:‬‬
‫‪ -1‬االنحصار في عدد محدود من البدائل‪ ،‬وفي مسار واحد مبني على قرارات متخذة سلفا مما يحد من التفكير اإلبداعي‪ ،‬ويحول دون‬
‫العالج اجلذري للمشكلة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن اخلبرة تتعلق باملاضي‪ ،‬بينما يرتبط اتخاذ القرار باملستقبل‪.‬‬
‫‪-3‬االعتماد على خبرة املاضي ال يتيح اجملال للمبادأة‪ ،‬واالبتكار‪ ،‬والتجديد‪.‬‬
‫‪ -4‬التطور العلمي الكبير في مجال اإلدارة أتاح طرقا وأدوات جديدة فعالة تساعد في اتخاذ القرارات بجانب االستفادة من اخلبرة‪ ،‬والبديهة‪.‬‬
‫‪ -5‬تقديس اآلباء‪ ،‬والرموز‪ ،‬والصراع حولهم مما يؤدي إلى الفرقة‪ ،‬وأمراض الفريق‪.‬‬
‫مستو‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أن التطور يلحق كل شيء حولك‪ ،‬فاحلياة منظومة واحدة وقرارك ال بد تابع لهذه املنظومة املستقبلية‪ ،‬فال تكن ور ًما أو حفرة في جسد‬

‫ثانيا‪ :‬األسلوب العلمي ‪:‬‬


‫سماه الدكتور «سيد عليوة»‪ :‬النموذج الراشد‪ ..‬وهو األسلوب الذي يقوم على سلوك الرجل االقتصادي ( ‪)Economic Man‬‬
‫الذي يتحرى الدقة في احلصول على املعلومات‪ ،‬وتشخيص املشكلة‪ ،‬وحصر احللول‪ ،‬وتقييم االحتماالت ثم اختيار أكثرها عقالنية‪،‬‬
‫وشعار الرجل االقتصادي هو البحث عن القرار األمثل‪ ،‬واألجود‪ ،‬واألحسن‪ ،‬واألفضل ويعترض البعض على هذه الطريقة بقولهم‪ :‬إن‬
‫البحث عن املثالية هو أكبر وسيلة للضياع‪ ،‬والقرار األفضل هو قرار مثالي ونظري ستكتشف عند الوصول إليه أنه ال حاجة له‪ ..‬وال‬
‫يساوي العناء املبذول للوصول إليه‬

‫‪45‬‬
‫ثالثا ‪ :‬القرار ا ُملرضي‬
‫وهو شكل آخر من األسلوب العلمي‪ ،‬وهو األسلوب الذي يقوم على سلوك الرجل اإلداري ( ‪،) Administrative Man‬‬
‫ويقصد بها البحث عن القرار األنسب واملُرضي ( ‪ ،) What Satisfies is good enough‬ويختلف الرجل اإلداري عن‬
‫الرجل االقتصادي في أن األول يعتبر شخصا محققا للرضا في حني يعتبر الثاني محققا للمثالية؛ ولذا ميكن القول بأن الرجل‬
‫اإلداري أكثر واقعية‪ ،‬واتفاقا مع األوضاع احلقيقية التي تتم فيها عملية اتخاذ القرارات‪ ،‬فهو يتحرك في حدود املمكن للوصول إلى‬
‫القرار الواقعي املُرضي املناسب‪.‬‬
‫ويقوم هذا األسلوب على التنازل عن املثالية لتصبح أكثر واقعية في حتديد املشكلة‪ ،‬وجمع بعض البدائل ال كلها‪ ،‬أو ما يتاح منها‪ ..‬ومحاولة‬
‫دراستها في أقصر وقت ممكن‬
‫وهناك الكثير من االعتراضات على هذه العملية العقلية بأسلوبيها االقتصادي والتجاري في اتخاذ القرار‪ ..‬ومنها‪:‬‬

‫‪ -1‬أن هذه اخلطوات عادة ما تعتمد على احلكم الشخصي‪ ،‬واحلالة املزاجية‪ ،‬واخللفية الفكرية‪ ،‬وعلى األخص ما يتعلق بتقييم البدائل‪.‬‬
‫‪ -2‬صعوبة حتديد املشكلة‪ ،‬وأسبابها احلقيقية‪ ،‬إذ إن الرؤية تختلف من فرد إلى آخر‪ ،‬فكل مسئول يراها من زاويته‪ ،‬وبطريقته اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -3‬صعوبة التحديد الكامل جلميع البدائل املمكنة‪ ،‬فليس من املنطق حتديد جميع البدائل؛ وذلك لقصور العقل البشري‪ ،‬وألن‬
‫حتديد بعض البدائل يحتاج إلى وقت وجهد ومال‪.‬‬
‫‪ -4‬صعوبة التعامل مع عدد ال متناه من البدائل‪ ،‬وما يترتب على كثرة البدائل من تعقيد‪ ،‬وحيرة في اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ -5‬صعوبة تقومي ومقارنة البدائل مما قد يؤدي أحيانا إلى قبول النتائج السريعة‪ ،‬ورمبا تتحكم اخلبرة السابقة في اختيار أحد‬
‫البدائل دون دراسة جادة‪ ،‬ودقيقة جلميع البدائل‪.‬‬
‫‪ -6‬الوقت واجلهد والتكلفة التي تصرف على جمع املعلومات‪ ،‬وحتليلها‪.‬‬
‫‪ -7‬االختالف أحيانا في حتديد الهدف‪ ،‬ومدى وضوحه‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬النظرية التوفيقية ‪:‬‬


‫كانت نظرية ليندبلوم تعتمد على الفطرة واحلدس‪ ،‬أو على التجارب السابقة لآلخرين‪ ،‬والبناء على ما تقدم‪ ،‬ودون أي محاولة‬
‫لإلبداع‪ ،‬والنظرية العلمية تعتمد على اخلطوات املثالية حلل املشكالت واختيار البديل األنسب حسب الفكر االقتصادي‪ ،‬أو املُرضي‬
‫حسب الفكر اإلداري‪ ..‬ثم جاء «إتزيوني» ( ‪ )21( ) Etzioni‬ليقترح أسلوبا آخر التخاذ القرار ميزج به بني الطريقتني؛ ولذلك يسمى‬
‫((النموذج اخملتلط أو النظرية التوفيقية))‪ ،‬وتسعى هذه النظرية إلى التوفيق بني النظرية العقالنية‪ ،‬والنظرية التراكمية لذا يفرق‬
‫«إتزيوني» في نظريته التوفيقية بني نوعني من القرارات وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬القرارات األساسية‪ :‬وهي القرارات املهمة واإلستراتيجية‪ ،‬وذات األثر البعيد (‪ ،)long range‬حيث يقوم متخذ القرار بدراسة‬
‫البدائل الرئيسية في ضوء األهداف التي يحددها‪ ،‬وال ينشغل بتفاصيل دقيقة‪ ،‬وصغيرة‪ ،‬وتؤخذ هذه القرارات‬
‫على أساس عقالني‪.‬‬

‫(‪ ) 21‬أميتاي إتزيوني ‪ُ Amitai Etzioni ::‬ولِد بإسم ‪ ، Werner Falk‬في ‪ 4‬يناير ‪1929‬في كولونيا‪ ،‬أملانيا وهو عالم اجتماع أملاني يعيش حالياً في واشنطن‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ -2‬القرارات الثانوية‪ :‬وهي القرارات األقل أهمية‪ ،‬وذات األثر القصير ((‪ ،))short range‬حيث يقوم متخذ القرار بدراسة‬
‫البدائل في ضوء القرارات األساسية السابقة‪ ،‬وتركز هذه القرارات على التفاصيل‪ ،‬ويتم اتخاذها على أساس‬
‫تراكمي‪ ،‬وميكن متثيل ذلك بأجهزة مراقبة الطقس فهناك كاميرتان‬
‫أنماط اتخاذ القرارات‬ ‫إحداهما للصورة الكلية فال تظهر فيها التفاصيل الصغيرة واألخرى‬
‫للقطاع الصغير وهي بالتالي تعطي الكثير من التفاصيل؛ «وإتزيوني»‬
‫النمط األول‪:‬‬ ‫هنا يجمع بني خير ما في النظريتني التراكمية‪ ،‬والعقلية‪ ..‬حيث‬
‫اتخاذ القرارات باخلبرة واإلحساس الشخصي‪.‬‬ ‫يستبعد سلبيات كل منهما‪ ..‬فإذا أخذ بالنظرية التدريجية التراكمية‬
‫النمط الثاني‪:‬‬ ‫فهو يقلل من اجلوانب غير الواقعية املثالية‪ ،‬وإذا دعمها بالعقالنية فإنه‬
‫اتخاذ القرارات بالدراسة والتحليل‪.‬‬ ‫يساعد على بعد النظر واكتشاف السلبيات واإلبداع‪ ،‬وفي النهاية هو‬
‫النمط الثالث‪:‬‬ ‫أسلوب التخاذ القرار مبزيج من اإلحساس والدراسة‪..‬فأنت ال تتمسك‬
‫اتخاذ القرارات مبزيج من اإلحساس والدراسة‪.‬‬ ‫بالدراسة من أجل الدراسة وال تتجاهل اخلبرة الواقعية‪.‬‬
‫وتعرضت هذه النظرية أيضا للنقد‪ ،‬ولعل من أبرز عيوبها هو صعوبة حتديد‬
‫نوعية القرار هل هو قرار أساسي أم ثانوي؟ ومن الذي يحدد ذلك؟ ثم هل صحيح أن كل القرارات الثانوية ميكن اتخاذها على أساس تراكمي؟!‬

‫احذر أن تتخذ القرار‬


‫هذه عشرة مواقف اياك أن تفعلها عند اتخاذ القرار‪:‬‬
‫‪ -1‬في قمة توترك‪ ..‬ومن خالل جبال ضغوط العمل اقبل أول فكرة‬
‫تعرض عليك‪.‬‬
‫واس َع دائ ًما إلثبات صحة هواك‬
‫‪ -2‬اجمع املعلومات املوافقة لهواك‪ْ ..‬‬
‫اخملالف للحقائق‪.‬‬
‫‪ -3‬اجعل خياالتك السلبية سجنًا ألفكارك‪ ،‬واجعل سجانك هو خبرة‬
‫الفشل السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬اهتم باحلقائق املتجمعة أثناء الغضب‪.‬‬
‫‪ -5‬لقد ُرفض طلبك‪ ..‬وعالقتك مبن حولك غير طيبة‪ ..‬وفقدت أهم‬
‫مساعديك‪ ..‬اآلن ابدأ في قرارات اإلحباط‪.‬‬
‫‪ -6‬ال تهتم باملعلومات‪ ..‬وأصدر قرارا سريعا وعاجال‪ ..‬واركب سفينة ضيق األفق‪.‬‬
‫ض إال باملثالية‪ ..‬وانتظر فإن هناك مجموعة معلومات لم حتصل عليها‪ ..‬وافتح أعصابك لسريان التوتر‪ ...‬لقد ضاع الوقت‪.‬‬ ‫‪ -7‬ال ت ْر َ‬
‫‪ -8‬غ ًدا سوف تبدأ في اتخاذ قرارك‪ ..‬وعليك غ ًدا أن تقول غ ًدا‪.‬‬
‫‪ -9‬افتح أكثر من ملف‪ ،‬وادرس أكثر من مشكلة‪ ..‬وال تهتم باألولويات‪.‬‬
‫‪ -10‬قرارك رد فعل ملا تسمعه‪ ..‬فهيا لتتخذ آالف القرارات‪.‬‬
‫إذا لم تستمع إلى تلك النصيحة‪ ،‬واتبعت هذه اخلطوات العشرة‪ ،‬أو بعضاً منها‪ ،‬فاعلم أنك فشلت في اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫خريطة حل المشكالت واتخاذ القرارات ‪ 9 -‬خطوات في ‪ 3‬مراحل‬

‫املرحلة الثانية‬
‫املرحلة الثانية‬ ‫املرحلة األولى‬
‫اصدار القرار‬
‫اتخاذ القرار‬ ‫ما املشكلة؟‬
‫اخلطوة السابعة‪ :‬التنفيذ‪.‬‬
‫اخلطوة الرابعة‪ :‬إنتاج األفكار‪.‬‬ ‫اخلطوة األولى‪ :‬املواجهة‪.‬‬
‫اخلطوة الثامنة‪ :‬املتابعة والتقييم‬ ‫اخلطوة اخلامسة‪ :‬تقييم‬ ‫اخلطوة الثانية‪ :‬املعلومات‪.‬‬
‫اخلطوة التاسعة‪ :‬املرونة‪.‬‬ ‫البدائل‪.‬‬ ‫اخلطوة الثالثة‪ :‬الصياغة‪.‬‬
‫اخلطوة السادسة‪ :‬االختيار‪.‬‬

‫المرحلة األولى ‪ :‬ما المشكلة ؟‬


‫اخلطوة األولى‪ :‬املواجهة (حتديد املشكلة)‪.‬‬
‫إذا كنت ذا رأى فكن ذا عزمية‪ ،‬فإن فساد الرأي أن تترددا‬
‫عندي مشكلة‬
‫الناس أمام املشكالت ثالثة أصناف‪ ..‬صنف ينظر إلى املشكلة مستصغ ًرا لها وشاع ًرا أنه دائما‪..‬‬
‫ال توجد مشكلة ( ‪ ،) No problem‬وصنف تتضح أمامه املشكلة‪ ،‬ويبدو حجمها جيدا ويقدره‬
‫كل التقدير وشعاره (لكل مشكلة حل)‪ ،‬وصنف يضخم املشكلة وال يجد لها غالبا حل وشعاره (ال‬
‫فائدة) ‪.‬‬
‫الناس أمام املشكالت‬

‫رؤية املشكلة‬ ‫تضخيم املشكلة‬ ‫ال توجد مشكلة‬


‫في حجمها الطبيعي‬ ‫يستحيل أن يكون لها حل‬ ‫تتراكم املشاكل‬
‫(كل مشكلة لها حل)‬ ‫(ال يوجد فائدة)‬ ‫‪No problem‬‬

‫وال يقدم على اتخاذ القرار أحد الصنفني ‪:‬‬


‫الصنف األول‪ :‬الذين يستهترون أمام املشكالت‪ ،‬ويرون دائما أنه (ال مشكلة) في شكل من الالمباالة والنفاق االجتماعي والنفسي‪،‬‬
‫فهم ينافقون أنفسهم‪ ،‬وينافقون اجملتمع من حولهم‬
‫فتتضخم املشكالت وتزداد حدة‪.‬‬
‫الصنف الثاني‪ :‬الذين يئسوا من كل حل‪ ،‬واستمروا يتخبطون في حبال‬
‫املشكلة حتى تشابكت‪ ،‬وتعقدت وقيدتهم فيها‪ ..‬فهم يرون‬
‫أنه ال حل‪ ،‬ويقضون أكثر وقتهم في الدعاية للمشكلة ال في‬
‫البحث عن حل‬

‫‪48‬‬
‫والذين يقدمون على اتخاذ القرارهم من الصنف األخير الذين يتميزون بثالث رؤى‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أن هناك مشكلة واضحة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أنهم يرون املشكلة في حجمها الطبيعي‬
‫الثالثة‪ :‬أن كل مشكلة لها حل‪.‬‬

‫متى تقول عندي مشكلة؟‬


‫وهناك صنف من الناس يرى أن أدنى انحراف عن النموذج يعتبر مشكلة‪ ..‬وهو صنف مزعج إما ألنه يطلب املثالية املستحيلة أو ألنه قلق وذلك‬
‫ألنه لديه مؤشر خاص ذو حساسية عالية لوقوع املصائب‪.‬‬

‫ولذلك ال بد من تعريف املشكلة‪:‬‬


‫املشكلة هي عائق أو موقف يحول بني الفرد وحتقيق أهدافه‬

‫وحل املشكلة هو عملية تفكير مركب يستخدم فيه الفرد خبراته ومهاراته للوصول الى نتيجة‬
‫قد يؤدي عبور املشكلة إلى االنحراف الشديد عن الهدف‪ ..‬وجتاهل املشكالت يؤدي إلى تفاقم وتوليد مشكالت جديدة‬

‫معايير األهداف‬
‫قد تكون األهداف املوضوعة غير قابلة للتحقيق أومستحيلة أو‬
‫تعتبر بعيدة لذلك البد من وضع معايير منضبطة لألهداف ميكن من‬
‫خاللها أن تقول‪ :‬عندي مشكلة‪.‬‬
‫فاخلط املستقيم في هذا الرسم ميثل املعيار املثالي الذي وضعناه‬
‫ألهدافنا‪ ،‬واخلط املنكسر ميثل األداء واإلجناز على املدى الزمني‪.‬‬
‫ونالحظ أن هناك انحرافا عن اخلط املثالي‪ ..‬وهذا االنحراف قد‬
‫يكون مقبوالً كما في االنحراف (أ) و (ج)‪ ..‬وهنا قد ال تقول إن هناك‬
‫مشكلة‪ ..‬أما االنحراف (هـ) فهو ميثل انحرافا غير مقبول‪ ..‬وعندها‬
‫تستطيع أن تقول لدينا مشكلة‪..‬‬
‫واآلن لنتخيــل أن املعاييــر التــي وضعناهــا لإلجنــاز هــي املعيــار اخليالــي فــي اخلــط املتقطــع (راجــع الرســم)‪ ..‬حيــث إن إمكانياتنــا ال‬
‫تســتطيع أن تصلــه بــأي حــال مــن األحــوال فهــو الوهــم أو اخليــال فســوف يكــون تقييــم املوقــف الدائــم أن هنــاك مشــكلة حتــى مــع القمــة‬
‫‪49‬‬
‫اإلجنازية (د)‪ ..‬بل ومع القمة التي تعدت اإلجناز إلى االمتياز (ب)‪.‬‬
‫وإذا لم يتم حتديد املعيار الذي نتحاكم إليه فإنه يصعب أن نتعرف هل هناك مشكلة أم ال؟‬

‫لغة األرقام‬
‫واملعيار قد يكون كم ًّيا أو نوع ًّيا‪ ..‬ولغة األرقام هي أفضل لغات‬
‫التقييم‪ ..‬فأنت تريد أن تصل إلى مستوى معني في مجال ما فال‬
‫بد أن حتدد أرقا ًما لهذه الرغبة‪ ..‬حتدد رقما للمستوى ورق ًما للزمن‬
‫ورقما للتكاليف‪.‬‬
‫وتذكر أن من سمات الهدف الفعال حرف (‪ )T‬من كلمة (‪)SMART‬‬
‫والذي ميثل ارتباطه بالزمن ‪ ..‬بل وحرف (‪ )M‬الذي ميثل أنه قابل‬
‫للقياس‪.‬‬
‫أنت تريد أن حتصل على درجة علمية معينة فهنا يجب أن تقول‪:‬‬
‫التقدير الذي أريد أن أحصل عليه هو جيد ج ًّدا وذلك في مدة زمنية أربعة أشهر مثال‪ ..‬وسوف تكون التكلفة مبلغا معينا‪ .‬أنت تريد‬
‫أن تبني بيتا للزواج إذن ضع أمامك هذه األرقام‪ ..‬املدة الزمنية املرصودة‪ :‬ثالث سنوات‪ ..‬مع حتديد القيمة احملددة لإلنفاق‪.‬‬
‫وعندما يحدث أي تعثر في طريقك فانظر إلى الرسم البياني لتحدد مدى االنحراف عن املعيار‪.‬‬

‫إن حتديد املعيار‪ ..‬ومراقبته‪ ..‬وإدراك االنحراف غير املقبول كل هذا يوضع حتت عنوان اإلحساس باملشكلة‪ ..‬فيمكنك أن تقول عندي مشكلة‬
‫فيكون السؤال التالي مباشرة ما هي هذه املشكلة ؟‬

‫إن معرفة سبب االنحراف غير املقبول عن املعيار املثالي هي الطريق إلى حتديد املشكلة‪ ،‬واحذر اخللط بني املشكلة‪ ،‬وأعراضها‬
‫أو اخللط بني املشكلة احلقيقية واملشكلة الفرعية فاملشكلة احلقيقية‪ :‬هي العقبة الرئيسية التي تعوق حتقيق األهداف‪ .‬وال يتحقق‬
‫الهدف إال بحلها‪.‬‬
‫واملشكلة الفرعية‪ :‬هي عرض مؤقت ينتج من املشكلة احلقيقية ويختفي باختفائها‪.‬‬
‫إن جناحك في حتديد املشكلة حتديدا جيدا سوف يوجه جهود احلل إليها وليس إلى أعراضها أو املشاكل الفرعية منها‪.‬‬
‫وعند حتديد املشكلة أيضا ال بد من الوضع في االعتبار‪:‬‬
‫‪ -‬مدى حدة املشكلة وصعوبتها‪.‬‬
‫‪ -‬مدى تكرار املشكلة‪ ..‬هل هي أول مرة أم أنها مزمنة‪ ..‬هل هي فردية أو ظاهرة؟‬
‫‪ -‬مدى أهمية املشكلة‪ ..‬هل هي حيوية أم ميكن عبورها؟‬

‫‪50‬‬
‫فمثال إذا كان لديك كتاب تريد أن تبيعه‪ ،‬ولكن لم يجد هذا الكتاب رواجا فمن الضروري حتديد العامل احلقيقي املؤثر في هذه‬
‫املشكلة فقد يكون هذا العامل هو ارتفاع سعر الكتاب‪ ،‬أو سوء التوزيع والنشر‪ ،‬أو سوء الطباعة‪ ،‬أو عدم االهتمام باجلانب اإلعالمي‬
‫والدعائي‪ ،‬أو غير ذلك من األسباب احلقيقية املؤثرة في عدم رواج هذا الكتاب‪ ،‬وعندما يتم وضع اليد على هذا العامل (أو هذه‬
‫العوامل) ميكننا أن نتخذ قرارا موف ًقا‪.‬‬
‫وبالتركيز على السبب األكثر احتماالً في املشكلة ميكن البدء في حل املشكلة أو ميكن أن تقول إنه مت حتديد املشكلة‪ ،‬ومن األساليب‬
‫املهمة لتعريف املشكلة أسلوب كبنر‪ -‬تريجو ‪ )22( Kepner Tregeo‬لتحديد وتعريف املشكالت والذي يقوم على طرح مجموعة‬
‫من األسئلة في شكل تسلسلي كما يلي ‪:‬‬
‫ماهي املشكلة ؟‬
‫أين املشكلة ؟‬
‫((ليست املشكلة يف أنهم ال يستطيعون رؤية‬
‫ماهي السمات املميزة للمشكلة ؟‬
‫احلل ولكن املشكلة يف أنهم ال يستطيعون‬ ‫من الذي تعنيه املشكلة ؟‬
‫رؤية املشكلة)) ((شيسترتون))‬ ‫متى حدثت ‪ /‬حتدث املشكلة ؟‬
‫ما الذي يبقى ثابتاً ؟ وما الذي يختلف ؟‬
‫هل املشكلة تكبر أم تصغر ؟ ماهو الشيء املميز عند تغير حجمها ؟‬
‫ماهو الوضع الطبيعي ؟‬
‫أين الوضع الطبيعي ؟‬
‫ماهي السمات املميزة للوضع الطبيعي ؟‬
‫ماذا ومن ال تعنيه املشكلة ؟‬
‫متى ال حتدث ؟‬

‫اخلطوة الثانية‪ :‬جمع وحتليل املعلومات‬


‫أن أي إنسان مكلف مبهمة ما ال بد له من معلومات وافرة حول هذه املهمة‪ ،‬لينجح في أدائها سمات المعلومة الجيدة‬
‫وأنه قبل الشروع في حل أي مشكلة؛ بل ومن أجل حلها يجب وجود كم من املعلومات حول جوانب‬
‫‪ -١‬الصلة باملوضوع‬
‫تلك املشكلة‪.‬‬
‫‪ -٢‬التوقيت املناسب‬
‫ولذلك فلم يخطئ من قال‪ :‬املعلومة = قوة‬
‫‪ -٣‬الشرعية والقانونية‬
‫بعد حتديد املشكلة ومعرفة أسبابها واختيار السبب والتأكد من صحته‪ ..‬ال بد من البدء في‬
‫‪ -٤‬الدقة‬ ‫جمع أكبر قدر من املعلومات التي ستكون الوسيلة الفعالة ملا بعدها من خطوات‪.‬‬

‫(‪ ) 22‬كبنر‪ -‬تريجو ‪ Kepner & Tregeo‬شركة متعددة اجلنسيات لالستشارات اإلدارية والتدريب ومقرها في برينستون‪ ،‬نيو جيرسي‪ .‬تأسست الشركة في عام‬
‫‪1958‬م من قبل مؤسسة راند لألبحاث ‪ RAND Corporation researchers‬على يد الدكتور تشارلز كيبنر ‪ Dr.Charles Kepner‬والدكتور بنيامني‬
‫تريجو ‪ Dr.Benjamin Tregoe‬ومن املعروف أنها أفضل الشركات التي تقدم تقنيات العمليات العقلية‪ ،‬وقد ألف كيبنر وتريجو كتاب «اإلدارة العقالنية» «‪The‬‬
‫‪ »Rational Manager‬عام ‪1965‬م و « املدير العقالني اجلديد» «‪ »The New Rational Manager‬عام ‪1981‬م‬

‫‪51‬‬
‫ضوابط جمع املعلومات‪:‬‬
‫أو ًال‪ :‬صلة املعلومة باملوضوع‬
‫إن معلومة بعيدة عن املوضوع كل البعد ال حتمل في جنباتها من الفائدة بقدر ما حتمله من التشويش على التفكير والتشتت في‬
‫التوجه‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬التوقيت‬


‫ال يختلف اثنان أن املعلومة تكون ال فائدة لها تقري ًبا إذا جاءت بعد موعدها املناسب‪،‬كما أنه إذا جاءت املعلومة قبل موعدها مبدة‬
‫فإنها تشكل خطورة فهي قد ال تفيد فقط ولكن قد تضر أيضا‪ .‬وأكثر املعلومات فائدة هي التي تأتي في موعدها املناسب‬

‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬الشرعية‪:‬‬
‫فزعا‪ ..‬ويصعب أو تقل االستفادة‬ ‫ال شك أن املعلومة التي لم ِ‬
‫تأت من خالل الطريق السوي (شرعا وقانونا وعرفا) تتلفت حولها ً‬
‫منها‪...‬‬

‫ولكي ترى املعلومات النور فال بد من أن تكون‪:‬‬


‫‪ .1‬مقبولة من ناحية األعراف والتقاليد واألخالق والقيم‪.‬‬
‫‪ .2‬غير مخالفة للقانون العام للدولة‪.‬‬
‫‪ .3‬ال متس مبادئ الدين األساسية وتعاليمه وقواعده‪.‬‬
‫‪ .4‬أن ترعى حقوق اآلخرين فيها وحرماتهم‪ .‬وذلك في أسلوب جمعها وطريق االستفادة منها وإعطاء حقها املادي واألدبي‪.‬‬
‫راب ًعا‪ :‬الدقة‪:‬‬
‫بأن تكون موثقة ‪ -‬محددة ‪ -‬متوافقة غير متعارضة مع املعلومات املؤكدة األخرى‪.‬‬

‫أنواع املعلومات‪:‬‬
‫‪ -1‬التنبؤات والتوقعات‪:‬‬
‫وهذا النوع يعتمد على احلدس والتخمني والتجارب السابقة واالستشارات السريعة لبعض املالمسني للموضوع‬

‫‪ -2‬البيانات‬
‫وهي املعلومات اخلام املتعلقة باملوضوع والتي جتمع من مصادر مختلفة وهي ثالثة أنواع نقارن بينها في اجلدول التالي‪:‬‬

‫البيانات‬ ‫البيانات‬ ‫البيانات‬


‫التاريخية‬ ‫الثانوية‬ ‫األولية‬

‫خصيصا للموضوع جمعت ألغراض أخرى وتصلح ما يتعلق باملوضوع لفترات سابقة‬ ‫ً‬ ‫جتمع‬
‫أو خبرات سابقة أو أفراد سابقني‬ ‫للموضوع أو تظهر خالل‬ ‫وتأخذ أحيانا شكل جمع‬
‫البيانات العلمية من العينات البحث عن البيانات األولية وال‬
‫املتعلقة باملوضوع باستخدام تتعلق باملوضوع مباشرة ولكن‬
‫تصلح لالستفادة منها‪.‬‬ ‫أدوات البحث املعتمدة مثل‬
‫االستبانة وغيرها‬

‫‪52‬‬
‫‪ -4‬الكمية والوصفية‬

‫وهي البيانات التي تصف املوضوع من بعض أو جميع جوانبه بطريقة انشائية تركز على األحكام واآلراء والدوافع واحلقائق وهي‬
‫الوصفية او صورة رقمية قابلة للقياس (منحنيات وجداول) وهي الكمية‬
‫وليس من الضروري أن تكون البيانات متوفرة بالكامل فال بد من معادلة كم البيانات مع الوقت املتاح مع كفايتها التخاذ القرار ولو‬
‫احلد األدنى منها‪ .‬ولكن ال بد من معرفة البيانات الناقصة لتحديد درجة اخملاطرة في اتخاذ القرار‪.‬‬

‫أدوات حتليل وعرض املعلومات‬


‫ميكن وضع كم كبير من البيانات في أشكال توضيحية جتعلها سريعة الفهم سهلة التحليل‪.‬بل إن األمر ال يقتصر على مجرد‬
‫ً‬
‫عرضا وصف ًّيا فهناك من طرق العرض ما يعتبر عرضا كم ًيا يعطيك تفاصيل رقمية للمعلومات‪.‬‬ ‫الرسوم التوضيحية التي تعرض‬
‫مثل الرسوم البيانية واجلداول التكرارية فأدوات عرض وحتليل املعلومات متعددة‪.‬وميكن عند حل املشكلة استخدام أكثر من أداة‪.‬‬

‫‪ -1‬سمكة إيشيكاوا ‪Ishikawa Fish‬‬


‫(‪)23‬‬

‫ويطلق عليه حتليل السبب واألثر أو السبب والنتيجة ‪ ،Cause and Effect Diagram‬أو مخطط أو إستراتيجية عظم‬
‫السمكة ‪ Fish Bone Strategies‬وحتليل السبب األساس )‪ ،‬وتعتمد على الوصول إلى شكل العمود الظهري للسمكة املنزوعة‬
‫اللحم وتتشعب األفكار منه كأنها أشواكه املتفرعة‪ ،‬وهو يهدف إلى حصر جميع األسباب التي قد تؤدي إلى املشكلة املراد حلها‪ .‬فبدالً‬
‫من حصر تفكيرنا في األسباب املعتادة فإن هذا اخملطط يساعدنا على التفكير في كل األسباب املمكنة وبالتالي الوصول إلى السبب‬
‫أو األسباب احلقيقية والتي قد تكون غير متوقعة‪ .‬هذا اخملطط يسهل أيضاً عرض املشكلة وتوضيح األسلوب الذي اتبع في الوصول‬
‫إلى احلل‪ .‬من فوائده أيضاً أنه يجبر اجلميع على التفكير في املشكلة بعمق بدل من التسرع في اقتراح احللول‬

‫مثال‪ :‬ضعف مستوى التعليم‪.‬‬


‫كيفية استخدام حتليل السبب ‪ /‬النتيجة‪:‬‬
‫> حدد النتيجة املطلوب حتليلها واكتبها على ميني الصفحة‬
‫(أو السبورة‪ ،‬لتمثل رأس السمكة‪.‬‬
‫> ارسم خطا أفقيا من الرأس بعرض الورقة ويخرج منه‬
‫عدد من اخلطوط (العظام الرئيسية)‪.‬‬
‫> اكتب العوامل الرئيسية التي تسبب أو تسهم في‬
‫النتيجة عند نهاية كل خط (عظمة رئيسية)‪(.‬األسرة)‬
‫(اإلداريون)‪( ،‬الطلبة)‪.‬‬
‫> اكتب األسباب كعظام ثانوية عند كل عظمة رئيسية‪.‬‬
‫> حدد العامل األكثر أهمية (أو مجموعة العوالم ثم اجمع بيانات إضافية للتأكد من العالقة السببية بالنتيجة)‪.‬‬

‫(‪ ) 23‬قام بوضع هذه اإلستراتيجية العالم الياباني ( كارو إيشيكاوا ) (‪1915( )Ishikawa‬م –‪1989‬م) من الرواد اليابانيني في مجال اجلودة‪.‬‬
‫حيث يعد األب احلقيقي حللقات اجلودة باعتباره أول من نادى بتكوين عدد من العاملني طوعياً يتراوح عددهم من ‪ 8 -4‬عاملني وتكون مهمتهم التعرف على املشاكل‬
‫التي يواجهونها وطرح أفضل الطرق حللها‪ .‬وألف كتابا كتاباً أسماه (املرشد إلى السيطرة على اجلودة)‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ -2‬املدرجات التكرارية ‪:Histograms‬‬

‫املدرج التكراري شكل من أشكال خرائط األعمدة ويوضح توزيع بعض اخلصائص‪ ،‬وبسبب تأثيره البصري الفوري فإنه يعد أكثر فاعلية‬
‫وتطوي ًرا في عرض البيانات من اجلداول التكرارية أو قوائم الرصد التكراري‪.‬وميكن بسهولة عمل هذه املدرجات وغيرها من األشكال بواسطة‬
‫البرنامج احلاسوبي ‪Microsoft Excel‬‬

‫شكل املدرج التكراري‪:‬‬


‫فيما يلي جدول تكراري ثم املدرج التكراري لتوزيع أوزان ‪ 120‬طال ًبا‬
‫بالكيلوجرام‪:‬‬

‫التكرارات‬ ‫األوزان‬ ‫التكرارات‬ ‫األوزان‬

‫‪13‬‬ ‫‪90 - 86‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪60-55‬‬


‫‪6‬‬ ‫‪9 95 - 91‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪65-61‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪100 - 6‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪70-66‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪105 - 101‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪75-71‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪110 - 106‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪80-76‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪85-81‬‬
‫‪١٢٠‬‬ ‫مجموع‬

‫‪ -3‬خرائط ((باي)) ‪Pie Charts‬‬


‫هي خرائط تستخدم في توضيح عالقة اجلزء بالكل وكيف يسهم اجلزء في الناجت‬
‫الكلي‪.‬‬
‫وتأخذ خريطة ((باي)) الشكل املوضح‪:‬‬
‫ويقوم الكمبيوتر اآلن بعمل هذه الرسومات البيانية بدقة جملرد أن تعطيه البيانات على برنامج‬
‫‪Microsoft Excel‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ -4‬خرائط الزمن ‪Time Charts‬‬
‫هي خرائط تعرض التغيرات التي تطرأ على حدث معني خالل فترة معينة من الزمن‪.‬‬
‫وتساعد في تلخيص مرات حدوث موقف وتوضيح عالقات السبب والنتيجة بني كميتني‬
‫معينتني‪ ،‬وهو منوذج من مناذج عرض اجلداول التكرارية ويسمى املضلع التكراري‪.‬‬

‫‪ -5‬خرائط التدفق ‪FlowCharts‬‬


‫تظهر خرائط التدفق املدخالت واألنشطة ونقاط القرار واخملرجات من عملية معينة‪،‬‬
‫ويستخدم املبرمجون واحملللون هذه اخلرائط بشكل مكثف لتوثيق برامج الكمبيوتر‪.‬‬
‫وتستخدم في حل املشكالت في توثيق الظروف الطارئة ‪-‬وخطط الطوارئ‪ -‬التي تنشأ‬
‫أثناء تنفيذ احلل املقترح وتستخدم ً‬
‫أيضا في وضع أوامر التشغيل واملتابعة‬

‫كيفية عمل خريطة التدفق‪:‬‬


‫تستخدم خرائط التدفق رموزًا منطية تتصل ببعضها البعض من خالل األسهم التي توضح كيفية عمل النظام أو العملية‪ .‬ولعمل‬
‫اخلريطة حدد األنشطة الرئيسية التي يجب إكمالها والقرارات التي يتعني اتخاذها من أجل تنفيذ احلل‪ .‬ثم افحص منطقة اخلطة‬
‫باتباع كافة املسارات املمكنة من خالل اخلريطة ومبا يضمن قيامك بالتخطيط للظروف الطارئة‪.‬‬

‫‪ -6‬خرائط بيرت ‪Pert Charts‬‬


‫مصطلح ((بيرت)) هو تعبير مختصر عن ((أسلوب مراجعة وتقييم البرامج))‪Program‬‬
‫‪ Evaluation and Review Technique‬ونشأت الطريقة أص ً‬
‫ال في مجال الدفاع‬
‫(أثناء احلرب) ثم شاع استخدامها بعد ذلك في كافة اجملاالت‪ ،‬وتستهدف الطريقة إدارة الوقت‬
‫والتكلفة‪ ،‬وهي إحدى أساليب الشبكات التي تستخدمها اإلدارة ومياثلها في ذلك أسلوب املسار‬
‫احلرج ‪.Critical Path Method‬‬

‫كيفية رسم خريطة بيرت‪:‬‬


‫> حدد األنشطة املطلوبة‪.‬‬
‫> حدد العالقات بني األنشطة (واالعتمادية املتبادلة بني بعضها‬
‫البعض)‪.‬‬
‫اإلجابة التقريبية عن السؤال الصحيح أفضل كثي ًرا من‬ ‫> قدر الزمن املطلوب ألداء كل نشاط‪.‬‬
‫> وبعد ذلك ارسم اخلريطة‪.‬‬
‫اإلجابة الدقيقة عن السؤال اخلطأ جون و‪ .‬توكي‬
‫اخلطوة الثالثة ‪ :‬صياغة املشكلة‬
‫العناصر احلاكمة‪:‬‬
‫اآلن أصبح لديك حتديد جيد للمشكلة وكم معقول من املعلومات حولها مرتبة ومعروضة جي ًدا بل وسهلة التحليل‪..‬‬
‫تشخيصا سلي ًما ال بد لنا من أمرين‪:‬‬
‫ً‬ ‫وحتى نستطيع أن نشخص املشكلة‬
‫األول‪ :‬حتديد العناصر احلاكمة ‪ : Critical Factors‬وهي العوامل التي لو توفرت ألمكن حل املشكلة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬دقة صياغة املشكلة‪:‬‬
‫إن الصياغة اجليدة والنهائية للمشكلة هي مدخل حلها؛ ولذلك حتتاج إلى عدة ممارسات لتقوم بهذه الصياغة الدقيقة‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫خطوات صياغة املشكلة‪:‬‬
‫‪ -1‬حتليل املشكلة‪:‬‬
‫وهي جتزئتها إلى مكوناتها الفرعية وال تنس أن املعلومات املعروضة جي ًدا هي األداة الرئيسية في حتليل املشكلة‪ ،‬فببيان النتائج‬
‫املتوقعة من وجود املشكلة والعوامل املؤثرة سيتم جتزئة املشكلة الى وحداتها االساسية‬
‫‪ -2‬حتليل ظروف املشكلة‪:‬‬
‫وذلك مبعرفة الظروف احلالية والظروف املرغوبة والطرق والعمليات الالزمة للوصول إلى الظروف املرغوبة‪.‬‬
‫‪ -3‬حتديد األعراض املرتبطة باملشكلة‪:‬‬
‫والتفريق الدقيق بني املشكلة وأعرضها يجعلنا دائما على الطريق الصحيح حللها أما االنشغال باألعراض فهو البقاء املستمر في‬
‫املشكلة بال حل مما يجعلنا نعتبر أن بعض األعراض مشكلة في حد ذاتها‬

‫قائمة فحص ومراجعة‪:‬‬


‫قبل االنتقال إلى اخلطوة التالية يجب اإلجابة عن األسئلة التالية‪:‬‬
‫< هل متت صياغة املشكلة بشكل موضوعي في شكلها احلالي؟‬
‫< هل وصفت اجملموعة «الوضع املرغوب» (الهدف) بشكل ميكن مالحظته وقياسه؟‬
‫< هل هناك فهم عام للمشكلة من قبل كل أفراد اجملموعة؟‬
‫< هل نطاق املشكلة محدد بشكل ٍ‬
‫كاف؟‬
‫< هل تقع املشكلة في نطاق حتكم أو تأثير اجملموعة؟‬
‫< هل تستحق املشكلة احلل؟‬
‫< هل ميكن لكل فرد في اجملموعة احلصول على البيانات املطلوبة لتحليل املشكلة؟‬
‫< هل هناك مزايا ميكن أن حتققها اجملموعة ‪-‬كمجموعة‪ -‬من تعاملها مع املشكلة؟‬

‫أكثر احللول واقعية تتوارى خلف األفكار اخليالية‬


‫المرحلة الثانية ‪ :‬اتخاذ القرار‬
‫اخلطوة الرابعة‪ :‬إنتاج األفكار وتوليد بدائل للحل‪.‬‬
‫مراجعات‪:‬‬
‫إن مرحلة توليد األفكار هي غصن موصول باألفرع السابقة وال ميكن أن يعيش وحده ُمنبتًا عن أصوله‪.‬فال يعقل أن تأتي بواحد‬
‫غائب عن جميع اخلطوات السابقة وتخبره بالصياغة النهائية للمشكلة ليعطيك مجموعة من األفكار‪ ..‬وإال كانت اخلطوات السابقة‬
‫ال أهمية لها‪ .‬ولذلك يتم في البدأ‪:‬‬
‫‪ -1‬مراجعة الهدف أو األهداف التي تسعى لتحقيقها‪ ..‬فهو الباعث على التوليد اجليد لألفكار‪.‬وإن لم يوجد هدف واضح‪..‬‬
‫ومحدد فلن تكون هناك حاجة لتوليد األفكار وال التخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ -2‬مراجعة جميع املعلومات والبيانات التي مت جمعها‪ ،‬ويساعد على ذلك الطرق اجليدة التي عرضت بها هذه البيانات‪ ..‬مثل‬
‫خرائط التدفق‪ ..‬وسمكة إيشيكاوا واملدرجات التكرارية وغيرها‪.‬‬
‫‪ -3‬مراجعة الصياغة النهائية للمشكلة والتي احتوت على تعريف املشكلة‪ ..‬وحتديد األعراض اخلاصة بها وأسبابها‪ ..‬والقوى‬
‫املعوقة عن الوصول إلى األهداف‪ ..‬والقوى املساعدة للوصول إلى األهداف‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫أدوات إنتاج األفكار‪:‬‬
‫يجب أن تستخدم أكثر من أداة إلنتاج األفكار ومن أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬طريقة أوسبورن(‪( )24‬العصف الذهني)‪.‬‬
‫وتعتمد على أن يطرح األفراد أفكارهم أثناء التفكير فيها وتسمى طريقة توليد األفكار أو العصف الذهني ‪،Brain-Storming‬‬
‫وأهم فوائدها عدم التنميق أو احلذف أو اإلضافة وبذلك تخرج الفكرة عفوية من صاحبها ال تقيدها أي مخاوف أو حرج‪ .‬فقد يقص‬
‫رقيب اخلوف داخل العضو جزءا من الفكرة مخافة أن تكون جامحة أو مضحكة‪ ..‬فتكون نواة لفكرة جيدة تنطلق من عضو آخر‪.‬‬
‫وحتتاج هذه الطريقة إلى مسجل داخل اجللسة يسجل جميع األفكار‪ ..‬وميكن أن تتم هذه الطريقة بأحد األساليب‪:‬‬

‫أ‪ -‬أسلوب االنطالق احلر‪.‬‬


‫بأن يطرح األفراد أفكارهم مبجرد ظهورها في الذهن بغض النظر عن املقاطعة أو خالفه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أسلوب التناوب‪.‬‬
‫وفيه يشير رئيس اجللسة إلى األعضاء بالتناوب ليقول فكرته ويعبر من ال يحمل فكرة حاضرة‪ ..‬ثم يعود إليه وإلى اجملموعة أكثر من‬
‫مرة لتسجيل أي أفكار جديدة وميكن أن يبني األفراد على أفكار زمالئهم السابقة‪.‬‬
‫ج‪ -‬أسلوب القصاصات‪.‬‬
‫وفيها يسجل األفراد أفكارهم على أوراق (ولها ايضا أشكال مختلفة عند االداء)‪.‬‬
‫وميكن أن يجمع املسئول بني الطرق الثالثة ويستفيد منها حسب قدرات األفراد ومقدرته على ضبط اجللسة‪.‬كما ميكن استخدام‬
‫أسلوب التحفيز وإطالق األفكار عن طريق األسئلة وكما قيل فإن‪ :‬العلم كنز مغلق مفاحته السؤال‬
‫وميكن للمسئول استخدام املفاتيح التالية إلطالق األفكار من عقالها‪:‬‬
‫‪ -1‬هل هناك استخدامات أخرى؟ هل هناك طرق جديدة لالستخدام؟ هل هناك استخدامات أخرى في حالة إدخال بعض‬
‫التعديالت؟‬
‫‪ -2‬هل هناك تعديل؟ ما هي األفكار األخرى في هذا اجملال؟‬
‫‪ -3‬هل هناك تغييرات ؟ في املعنى أو الصوت أو اللون أو احلركة أو الطعم أو الشكل أو غير ذلك؟‬
‫‪ -4‬هل هناك إضافات؟ ما الذي نضيفه؟‬
‫‪ -5‬هل هناك إلغاء أو حذف؟ وما الذي نلغيه أو نحذفه أو نقلله؟‬
‫‪ -6‬هل هناك إمكانية إحالل؟ سواء لألشخاص أو األشياء أو األماكن أو الزمن؟‬
‫البديل الصحيح هو اخلطة التي إذا طبقت توصل إلى‬
‫الهدف‪.‬‬
‫‪ -7‬هل هناك إعادة ترتيب؟ تصميم داخلي آخر ؟ ترتيب وتتابع آخر؟‬
‫‪ -8‬هل هناك تغيير اجتاه ؟ للعكس؟ للخلف أو غير ذلك‪..‬‬
‫(‪)25‬‬
‫‪ -9‬هل هناك توليف؟ لألهداف‪ ،‬لألفكار‪ ،‬أو غير ذلك‪..‬‬

‫(‪ ) 24‬اخلبير اإلعالمي ألكس أوسبورن ‪ Alex Osborn‬طور َ‬


‫وع َر َف العصف الذهني عام ‪ 1953‬خالل كتاب يدعى (التخيل التطبيقي)‪ .‬في هذا الكتاب ال يقترح اوزبورن طريقة العصف‬
‫الذهني فقط ولكنه يضع قواعد فعالة إلستضافة جلسات من العصف الذهني‪ ،‬كما اقترح ألكس أوسبورن ‪ )1963(Alex Osborn‬قائمة توليد األفكار ‪ Spurring Checklist‬وهي تلك‬
‫الكلمات أو اجلمل املفتاحية التي تشكل حروفها األولى كلمة سكامبر ‪SCAMPER‬؛ لكي تكون استراتيجية مساعدة أثناء جلسات العصف الذهني‪.‬‬
‫(‪ )25‬هذه هي أسئلة قائمة توليد األفكار ‪ Spurring Checklist‬وهي تلك الكلمات أو اجلمل املفتاحية التي تشكل حروفها األولى كلمة سكامبر ‪SCAMPER‬؛ لكي تكون استراتيجية‬
‫مساعدة أثناء جلسات العصف الذهني والتي وضعها اخلبير اإلعالمي ألكس أوسبورن ‪Alex Osborn‬‬

‫‪57‬‬
‫إرشادات عند إنتاج االفكار‬
‫‪ -1‬اإلبداع والتفكير االبتكاري والتخيل الواسع وخاصة عند غياب السوابق املشابهة للمشكلة املعروضة‪.‬‬
‫‪ -2‬ال بد أن يكون البديل اجلديد مختلفا عن سابقه أو مضيفا إليه‪ ..‬وليس تعدي ً‬
‫ال له أو نق ًدا‪...‬‬
‫‪ -3‬يجب مراعاة الوقت املتاح التخاذ القرار‪ ..‬فقد تكون عملية إنتاج األفكار من الروعة بحيث ال يشعر معها األفراد بضياع الوقت‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم احلكم على أي فكرة مطروحة قبل استكمال عملية الطرح الكامل لألفكار‪ ..‬وعلى املسئول أن يكون حاز ًما ولب ًقا حتى مينع‬
‫التعليق على األفكار من قبل األفراد‪.‬‬
‫‪ -5‬مسجل اجللسة هو أهم أعضاء الفريق ويجب عليه أن يكون دقي ًقا مستوع ًبا في تسجيل كل ما يعرض من أفكار‪ ..‬وميكنه‬
‫وتوضيحا لتسهل عملية صياغتها بألفاظه هو‪.‬‬
‫ً‬ ‫شرحا وبيا ًنا‬
‫ً‬ ‫االستفهام وإيقاف العضو إليفاء فكرته‬
‫‪ -6‬قد يكون أعظم البدائل‪ :‬هو عدم إجراء أي تغيير في الواقع وإبقاء األمر على ما هو عليه فلماذا نرفض هذه الفكرة؟‬
‫‪ -7‬ال ينسى اجلميع أن البديل األفضل هو الطريق أو األسلوب الذي ميكن اتباعه لتحقيق نتيجة مرغوبة‪...‬‬

‫اخلطوة اخلامسة ‪ :‬تقييم البدائل‬


‫أفضل طريقة للحصول على فكرة جيدة أن تكون‬ ‫ميزان التقييم‪:‬‬
‫لديك العديد من األفكار ((لينوس بولينج)) ((القدرة‬ ‫عندما تتكون أمامنا أكبر مجموعة من البدائل فنحن نحتاج أن‬
‫التخيلية أكثر أهمية من املعرفة)) ((ألبرت أينشتني))‬ ‫نفرزها ونصنفها ثم نقوم بعملية وزن للبدائل التي ال تصلح لتبقى معنا‬
‫وفي النهاية نختار أفضل البدائل وعلى هذا فالبد أن يكون معنا وسيلة‬
‫للقياس نستطيع بها أن نُ َق ّيم البدائل املطروحة‪ ..‬ال بد أن يكون عندنا‬
‫ميزان ووحدات كيل منضبطة نستطيع بها أن نزن كل بديل ونعطيه قيمة معينة لنستطيع أن نضعه في ترتيب االهتمام به‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تقليل البدائل‬


‫إلى عدد محدد من ‪ 6‬إلى ‪ 8‬بدائل‪ ..‬وذلك باحلذف والتجميع‪ .‬وذلك بعرضها على املعايير التي تعتبر نقاط تصفية وانتقاء مثل‬
‫‪ -‬هل هذا البديل واقعي ومالئم للظروف املتاحة؟‬
‫((ال يوجد بديل إال‬ ‫‪ -‬هل اإلمكانيات البشرية واملادية املتاحة تناسب هذا البديل‬
‫وله عيوب ومزايا))‪.‬‬ ‫‪ -‬هل جرب هذا البديل من قبل وأثبت فشله؟‬
‫هل ستكون هناك مشكلة جديدة من هذا احلل؟‬
‫هل ميكن دمج هذا البديل مع بديل آخر أو أكثر‪.‬‬
‫عيوب ومزايا‬
‫ميكن تقليل البدائل أيضا باستخدام قاعدة العيوب واملزايا وذلك بتقسيم البدائل حسب أنواعها التالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬البديل اجليد (‪ :)Good‬وهو الذي مزاياه أكثر من عيوبه‪.‬‬
‫ب‪ .‬البديل الضعيف (‪ :)Poor‬هو الذي عيوبه أكثر من مزاياه‪.‬‬
‫ج‪ .‬البديل اخملتلط (‪ :)Mixed‬هو الذي تكاد تتساوى عيوبه ومزاياه‪.‬‬
‫د‪ .‬البديل غير اجملدي (‪ :)Bland‬هو الذي ال يتوقع أن تكون له عيوب (سلبيات) أو مزايا (إيجابيات)‪.‬‬
‫وعملية التقييم هذه تقتضي بعد نظر؛ ألنها حتتاج إلى نظرة مستقبلية وتوقعات لردود أفعال لكل بديل من البدائل املطروحة للحل‬
‫‪58‬‬
‫ولذلك يجب على الفرد متخذ القرار أن يضع ذلك في اعتباره حتى ال يفاجأ برد فعل مغاير متاما ملا يتوقعه‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد نسجل أنه ليس بالضرورة أن تأتي التوقعات مطابقة متاما للواقع املستقبلي فهذا في كثير من األحيان مستحيل‬
‫احلدوث‪ ،‬ولكننا قصدنا أن يكون االنحراف بني التوقعات والواقع سواء كان إيجابيا أو سلبيا أقل ما ميكن؛ وبالتالي ميكن تداركه‬
‫وحصر آثاره واحتواؤها بقليل من الوقت واجلهد والتكاليف‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الترتيب التقييمي للبدائل‬


‫وزن البدائل‬
‫عند التفكير في شراء سيارة مثال هناك مجموعة من املعايير ال بد أن توضع في االعتبار‪:‬‬
‫‪ -2‬توفر قطع الغيار‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ -1‬الشكل اخلارجي‪.‬‬
‫‪ -4‬وجود مركز صيانة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ -3‬استهالك الوقود‪.‬‬
‫‪ -5‬الكماليات الداخلية‪.‬‬
‫ويتم االختيار بني أربع بدائل من السيارات هي أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج‪ ،‬د على أساس إعطاء وزن ترجيحي لكل معيار حسب قدره في كل نوع من‬
‫أنواع السيارات‪:‬‬

‫د‬ ‫ج‬ ‫ب‬ ‫أ‬

‫‪٣‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪ -1‬الشكل اخلارجي‪.‬‬

‫‪٣‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪ -2‬توفر قطع الغيار‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪ -3‬استهالك الوقود‪.‬‬

‫‪١‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪ -4‬وجود مركز صيانة‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪ -5‬الكماليات الداخلية‪.‬‬

‫‪١١‬‬ ‫‪١٤‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫‪١٢‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪59‬‬
‫وواضح هنا أن ترتيب السيارات األربع من حيث هذا التقييم املبدئي هو كاآلتي‪:‬‬

‫الوزن النسبي‬ ‫السيارة‬

‫‪١٤‬‬ ‫ج‬ ‫األولى‬

‫‪١٢‬‬ ‫أ‬ ‫الثانية‬

‫‪١١‬‬ ‫د‬ ‫الثالثة‬

‫‪٩‬‬ ‫ب‬ ‫الرابعة‬

‫وزن املعايير‬
‫وميكن تطوير هذه اخلطوة بإعطاء وزن لكل معيار حسب أهميته فياخذ االعلى في االهمية أعلى ترتيب وهكذا ميكن ترتيب املعايير‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الشكل اخلارجي‪)1( .‬‬
‫‪ -2‬توفر قطع الغيار‪)3( .‬‬
‫‪ -3‬استهالك الوقود‪)4( .‬‬
‫‪ -4‬وجود مركز صيانة‪)5( .‬‬
‫‪ -5‬الكماليات الداخلية‪)2( .‬‬
‫ويرصد هذا الوزن في جدول املقارنة كاآلتي‪:‬‬

‫د*و‬ ‫د‬ ‫ج*و‬ ‫ج‬ ‫ب*و‬ ‫ب‬ ‫أ*و‬ ‫أ‬ ‫وزن املعيار‬
‫(و)‬

‫‪١٢‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪١٢‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪١٢‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪ -1‬الشكل اخلارجي‪.‬‬

‫‪٩‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪ -2‬توفر قطع الغيار‪.‬‬

‫‪٤‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪ -3‬استهالك الوقود‪.‬‬

‫‪٥‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪١٠‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪١٠‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪ -4‬وجود مركز صيانة‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪ -5‬الكماليات الداخلية‪.‬‬

‫‪٣٢‬‬ ‫‪١١‬‬ ‫‪٤٠‬‬ ‫‪١٤‬‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫‪٣٣‬‬ ‫‪١٢‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪60‬‬
‫وواضح هنا أن ترتيب السيارات تغير كاآلتي‪:‬‬

‫الوزن املعياري‬ ‫الترتيب‬ ‫الوزن النسبي‬ ‫الترتيب‬ ‫السيارة‬

‫‪٤٠‬‬ ‫األولى‬ ‫‪١٤‬‬ ‫األولى‬ ‫ج‬

‫‪٢٧‬‬ ‫الرابعة‬ ‫‪١٢‬‬ ‫الثانية‬ ‫أ‬

‫‪٣٢‬‬ ‫الثالثة‬ ‫‪١١‬‬ ‫الثالثة‬ ‫د‬

‫‪٣٣‬‬ ‫الثانية‬ ‫‪٩‬‬ ‫الرابعة‬ ‫ب‬

‫اخلطوة السادسة ‪ :‬االختيار واتخاذ القرار‬


‫((قد يكون من األفضل أن تختار القرار األقل جودة!))‬

‫عملية طرح‪:‬‬
‫في املرحلة السابقة كان لدينا أكبر كم ممكن من البدائل ومن خالل عمليات التقييم‬
‫والدمج متكنّا من حصر هذه البدائل في عدد محدود من أهم البدائل التي تخضع ملعايير‬
‫التقييم‪ ..‬فكانت عملية طرح نستكملها في هذه اخلطوة لنصل إلى القرار فتكون نتيجة‬
‫عملية الطرح «واحد» أي بديل واحد بعد طرح البدائل األخرى وبذلك نكون قد قمنا‬
‫بعملية اتخاذ القرار‪.‬‬

‫إبراهيم عليه السالم وعملية الطرح‪:‬‬


‫ومن أجمل النماذج التي ميكن أن تكون شك ً‬
‫ال عمل ًّيا من أشكال طرح البدائل منوذج نقاش نبي الله إبراهيم عليه السالم مع قومه حول قراره‬
‫بعبادة إله واحد‪..‬‬
‫فبدأ عليه السالم بوضع مجموعة البدائل أمام قومه‪ ،‬ثم مناقشة كل بديل وتقييمه من خالل معيار محدد‪.‬‬

‫قال تعالى‪:‬‬

‫ض‬ ‫ات واألَ ْر ِ‬ ‫الس َم َو ِ‬


‫وت َّ‬ ‫اهي َم َمل َ ُك َ‬ ‫ِك نُرِ ي إبْ َر ِ‬‫ِني * و َك َذل َ‬ ‫الل ُّمب ٍ‬‫ض ٍ‬ ‫اك و َق ْو َم َك فِ ي َ‬ ‫صنَا ًما آ ِل َه ًة إ ِّني أَ َر َ‬ ‫اهي ُم ألَ ِبيهِ آ َز َر أَتَت َِّخ ُذ أَ ْ‬‫{وإ ْذ َقا َل إبْ َر ِ‬
‫ني * َفل َ َّما َرأَى ال َق َم َر بَازِ ًغا َقا َل َه َذا َر ِّبي‬ ‫ني * َفل َ َّما َج َّن َعلَيْهِ اللَّيْ ُل َرأَى َك ْو َك ًبا َقا َل َه َذا َر ِّبي َفل َ َّما أَ َف َل َقا َل ال أ ُ ِح ُّب اآلفِ ِل َ‬ ‫و ِل َي ُكو َن مِ َن املُوقِ ِن َ‬
‫س بَازِ َغ ًة َقا َل َه َذا َر ِّبي َه َذا أَ ْك َب ُر َفل َ َّما أَ َفل َ ْت َقا َل يَا َق ْو ِم‬ ‫الش ْم َ‬‫ني * َفل َ َّما َرأَى َّ‬ ‫َفل َ َّما أَ َف َل َقا َل لَئِن َّل ْم يَ ْهدِ نِي َر ِّبي ألَ ُكونَ َّن مِ َن ال َق ْو ِم َّ‬
‫الضا ِّل َ‬
‫إ ِّني بَرِ يءٌ ِّم َّما ت ُْشرِ ُكو َن } (األنعام ‪)78-74‬‬

‫فالبدائل املطروحة من وجهة نظر قومه كآلهة تعبد هي‪:‬‬


‫‪ -4‬الشمس‬ ‫ ‬
‫‪ -3‬القمر‬ ‫‪ -2‬الكواكب ‬ ‫‪ -1‬األصنام ‬
‫وكان البديــل الــذي قدمــه لهــم هــو (عبــادة اللــه الواحــد األحــد خالــق كل هــذا والــذي ليــس كمثلــه شــيء) وكان املعيــار األساســي الــذي‬
‫قيــم بــه إبراهيــم هــذه البدائــل هــو‪( :‬األفــول) أي‪ :‬الغيــاب وعــدم الوجــود‪ ..‬وتغيــر حــال الكــون بســبب هــذا األفــول‪ ..‬أمــا األصنــام‬

‫‪61‬‬
‫فواضح مرفوضة في هذا التقييم؛ ألنها من حجارة ال تنفع وال تضر فهي البديل غير املناسب‪ ،‬وقد دلل إبراهيم من قبل على ذلك‬
‫بنقاشه لهم‪ ،‬ثم كانت امليزة الوحيدة التي ترجح الشمس على باقي البدائل املطروحة كونها األكبر‪ ..‬ولكنها أيضا تأفل‪..‬‬
‫وبعد أن متت عملية الطرح جملموعة البدائل كلها األصنام والكواكب والقمر والشمس‪ ..‬كان البديل الوحيد الذي بقي من هذه العملية‬
‫هو عبادة رب إبراهيم الواحد األحد فاتخذ قراره وأعلنه على قومه‪.‬‬

‫ات َواألَ ْر َ‬
‫ض َحنِي ًفا َو َما أَنَا مِ َن الْ ُم ْشرِ كِ نيَ} (األنعام ‪)79‬‬ ‫{ ِإ ِّني َو َّج ْه ُت َو ْجهِ َي ِللَّذِ ي َف َط َر َّ‬
‫الس َما َو ِ‬

‫البديل األكثر أصواتا‬


‫وقد ترى أننا من املمكن اتخاذ القرار من اخلطوة السابقة (تقييم البدائل)‪ ،‬حيث إنه ميكن اختيار البديل الذي حصل على أكبر عدد‬
‫من األصوات‪.‬ولكن نعود فنذكرك أننا نريد أن نتخذ قرا ًرا فعاالً‪..‬‬

‫قبول القرار‪:‬‬
‫جودة القرار ال تعني أنه قرار ممتاز أو أن اجلودة هي العامل الوحيد الختيار هذا القرار‪ ..‬وإمنا هناك عامل آخر مهم ج ًّدا وهو مدى‬
‫القبول‪ ..‬وميكن وضع هذه العالقة في املعادلة التالية‪.‬‬

‫فاعلية القرار= النوعية × مدى القبول‬

‫وببساطة شديدة إذا جعلنا القيمة = ‪ 10‬وكان لدينا قرار ذو نوعية جيدة يأخذ قيمة =‪ 8‬وإن مدى قبول هذا القرار ضعيف ذو قيمة = ‪2‬‬
‫إذن فاعلية القرار= ‪16 =2×8‬‬
‫وترتفع الفاعلية كلما ارتفع مدى القبول حتى لو انخفضت اجلودة أو النوعية فإذا اخترنا قرار متوسط النوعية ذو قيمة = ‪ ،6‬ولكن‬
‫مدى قبوله ذو قيمة = ‪4‬‬
‫إذن فاعلية القرار= ‪24 =4×6‬‬

‫ونعود فنذكر‪..‬‬
‫إن الهدف الواضح‪ ..‬والتحديد اجليد للمشكلة‪ ..‬يجعل االختيار بني أفضل البدائل قرا ًرا فعاال‪ً.‬‬
‫معنى هذا أننا في سبيل فاعلية القرار قد نضطر إلى اتخاذ القرار األقل جودة في النوعية‪ ،‬إذ إن احلل الوسط املقبول غالبا ما يكون‬
‫أكثر فاعلية من احلل الصحيح املرفوض‪.‬‬

‫ال تفرح باإلجماع‪:‬‬


‫إن عملية اتخاذ القرار من خالل مجموعة ستشترك في تنفيذه يجعل التصويت هو أفضل الطرق في نظر بعض الناس‪ ..‬بل والكثير‬
‫منهم يجد الراحة عندما يكون اجماعا وال تكون معارضة‪ ،‬ولكن اآلراء املتعارضة والتصادمات أفضل وسيلة للوصول إلى قرار سليم‪..‬‬
‫مب ْن يعترض على هذا القرار‪.‬‬
‫وال يفرح مدير بالتهليل واالبتهاج باملوافقة على قراره بقدر فرحة َ‬
‫يُحكى أن ((ألفريد سلون)) قال ذات مرة في اجتماع أحد اللجان العليا لشركة جنرال موتورز‪(( :‬أعتقد أيها السادة أننا موافقون‬
‫متاما على القرار املطروح)) فهز اجلميع رءوسهم باملوافقة فاستطرد سلون قائال‪(( :‬إذن فأنا أقترح أن نؤجل أي مناقشات أخرى‬
‫بخصوص هذا املوضوع حتى لقائنا القادم لكي يكون لدينا الوقت الكافي إليجاد اختالفات في اآلراء‪ ،‬كما أننا قد نستطيع احلصول‬
‫على بعض الفهم حول هذا القرار))‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫القرار واحتكاك وجهات النظر‪:‬‬
‫فالقرار الذي يعتمد على احتكاك وجهات النظر له فائدتان مهمتان ملتخذ القرار‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أن ذلك يحمي متخذ القرار من أن يصبح سجني االنطباعات املكونة لديه مسب ًقا‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن وجهات النظر اخملتلفة تعمل على تكوين بدائل مختلفة للمشكلة وتقييمها جيدا‪ ..‬بجانب اجلدية عند االختيار مما يدفع‬
‫في اجتاه رشد القرار املتخذ وفاعليته‪.‬‬
‫وأخيرا‪..‬‬
‫ال بد ملتخذ القرار أن ينظر إلى املعارضة على أنها أداة للتفكير املتأني في البدائل‪ ،‬وأن اختالف وجهات النظر ووجود الرأي اآلخر‬
‫يعتبر ضمانات كافية لدراسة اجلوانب اخملتلفة للموضوع‪.‬‬
‫فأنت لست مرغ ًما على اختيار البديل األفضل حسب مناذج التقومي‪ ..‬فال بد أن تأخذ في احلسبان النتائج املتوقعة لكل بديل‪..‬‬
‫واحتماالت حدوث عواقب غير مرغوب فيها‪ .‬فقد ينطوي احلل األفضل حسب التقومي على قدر من اخملاطرة أكبرمما ترغب أو‬
‫تتحمل‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة ‪ :‬إصدار القرار‬


‫نحو العمل‬
‫((اتخاذ القرار))‪(( ،‬صناعة القرار))‪(( ،‬إصدار القرار))‪ ...‬هذه كلها قد تكون مترادفات في أذهان البعض‪ ..‬ونحن نفضل في هذا‬
‫الكتاب أن نعبر بكل عبارة منها عن معنى مقصود‪.‬‬
‫فصناعة القرار كما فهمناها هي العملية كلها من أولها إلى آخرها‪ ،‬وال زلنا نسير في أركانها حتى نصل إلى منتج جيد‪ ،‬حيث نهاية‬
‫املطاف وهو حتقيق الهدف‪ ..‬وحل املشكلة‪.‬‬
‫أما اتخاذ القرار‪ ..‬فهو اخلطوة السادسة حيث اختيار البديل األمثل‪ ..‬وأظن أن هذه العبارة (اتخاذ القرار) تدل على اخلطوات‬
‫الثالث من املرحلة الثانية‪ ،‬وهي ابتكار البدائل‪ ..‬وتقييمها ثم مرحلة االختيار‪،‬‬
‫أما العبارة الثالثة (إصدار القرار) فهي هذه املرحلة الثالثة من رحلتنا‪ ..‬فال معنى لقرار نتخذه دون العمل على تنفيذه‪ ...‬وال معنى‬
‫إلصدار القرار على هيئة الئحة أو أمر دون ضبط هذا األمر بالضوابط التي تعمل على تنفيذه‪ ..‬وال معنى لتسليم القرار من جهة‬
‫إلى جهة أدنى منها (مادة خام) حتى يصل إلى املنفذين فيجتهد كل منهم في شكل التنفيذ وفي وسائله‪ ...‬فسوف يصبح القرار في‬
‫النهاية عشرات القرارات بعدد املنفذين‪.‬‬
‫ال بد أن يوضع القرار بني يدي جهة التنفيذ التي تضع له اخلطة وأوراق التشغيل‪ ،‬ثم تقوم مبتابعة التنفيذ والتقييم املرحلي للنتائج‪،‬‬
‫ومحاولة وضع خطط بديلة عند الفشل‪.‬‬
‫حل املشكالت‬
‫ومالحظة مهمة نقولها هنا أن بانتهاء املرحلة السابقة واختيار البديل سواء األمثل أو املناسب فقد انتهت عملية حل املشكالت في‬
‫ستة خطوات وباستكمال العملية باملرحلة التالية بخطواتها الثالثة تصبح عملية صناعة القرار كاملة‬

‫اخلطوة السابعة ‪ :‬القرار على مائدة التنفيذ‪:‬‬


‫قصة جرة العسل‪:‬‬
‫واجلرة إناء من الفخار‪ ..‬وجده أحد العاطلني معل ًقا فوق شجرة مملوءاً بالعسل‪ ..‬فهلل وقال ((يا فرج الله))‪ ،‬وبعد أن تذوق قطراته‬
‫واستشعر لذته نام حتته وهو ميسك عصاة يهزها بني يديه‪ ...‬وتداعت األحالم في قرارات كالطلقات‪:‬‬
‫أبيع اجلرة مبا فيها‪...‬‬
‫‪63‬‬
‫أستثمر املال فيزيد ويتوفر‪...‬‬
‫أبني بيتًا‪...‬‬
‫أجنب ول ًدا وأربيه‪...‬‬
‫وإذا أحسن أعطيه‪...‬‬
‫وإن أساء فليس عندي إال العصا‪ ...‬تربيه‬
‫وارتفعت العصا التي كانت تتراقص على وقع قراراته النائمة احلاملة؟! وارتطمت بجرة العسل فكسرتها‪ ،‬وسال العسل على رأسه‪..‬‬
‫يتذوق لذته على لسانه‪ ..‬وانطفأت جذوة أحالمه‪ ،‬وصار األمل ميوج متدف ًقا أمامه ولكن‪..‬كان يكفي لهذا الراقد قرا ًرا واح ًدا ليبدأ‬
‫في تنفيذه‬
‫فإن القرارات التي ال تكون خطة تنفيذها جزءا منها ال تتعدى األحالم‪..‬‬

‫والقرار اجليد يجب أن يكون ً‬


‫قابل للتطبيق‪ ..‬وعندما عرضنا العوامل التي تتدخل في االختيار‪ ..‬كان على رأسها‪:‬‬

‫الفاعلية‪:‬‬
‫يقول البعض‪(( :‬من املهم أن يتم توضيح القرار للمنفذين‪ ..‬وإقناعهم به‪ ،‬وذكر مبررات اتخاذه‪ ..‬مع التأكد من أنهم يدركون ذلك بكل‬
‫دقة‪ ..‬باإلضافة إلى حتفيز األفراد ودفعهم للتنفيذ والتفاعل مع القرار))‪.‬‬
‫وإن كان هذا أمر جيد أن نسوق القرار عند املنفذين بعد اتخاذه ولكن االجود منه أن يتم بيع القرار للمنفذين أثناء صنعه مبشاركتهم‬
‫في اتخاذه‪ ..‬فيصبح فريق املنفذين على أحر من اجلمر لتنفيذ قرارهم الذي اتخذوه‪..‬‬

‫فما هو التنفيذ؟‬
‫هو وضع القرار موضع التطبيق بإلزام شخص أو أشخاص معينني بأداء مهام محددة‪ ..‬في وقت معني ولفترة زمنية محددة‪..‬‬
‫باستخدام إمكانات مادية محددة‪.‬‬
‫إن اتخاذ القرار وتنفيذه عمليتان تكمل إحداهما األخرى‪ ،‬وأول قواعد التنفيذ‪:‬التأكد من مشاركة كل من بإمكانه املساهمة في صنع‬
‫القرار‪.‬‬

‫إصدار القرار‪:‬‬
‫وال يعني إصدار القرار البيان بصيغته جلمهور املنفذين فهو ليس خطبة استمالة أو تأجيج عواطف‪ ،‬لكن (القرار الناجح هو الذي‬
‫تكون خطة تنفيذه جز ًءا منه))‪.‬‬
‫إن القرار الذي سيصدر منك اآلن ال بد أن يكون محتو ًيا على عدة فقرات‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬نص القرار‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬من يجب إبالغه القرار‪.‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬التخطيط للعمل‪.‬‬
‫راب ًعا‪ :‬حتديد املسئوليات‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬اجلدول الزمني‪.‬‬
‫ً‬
‫سادسا‪ :‬مصادر امليزانية‪.‬‬‫ً‬
‫إنها عناصر خطة كاملة وليس مجرد حلم ترغب في حتقيقه فتلقيه لغيرك ليحققه لك‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫أو ًال‪ :‬نص القرار‪:‬‬
‫واضحا محد ًدا باألرقام والعبارات االصطالحية املتفق عليها‪ ،‬ونحاول بقدر اإلمكان عدم ذكر األلفاظ التي حتتمل‬
‫ً‬ ‫يجب أن يكون‬
‫التأويل وتنتج أكثر من وجهة نظر‪ ..‬وأن نحيل إلى خطة التنفيذ عند االختالف حول األلفاظ‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬إبالغ القرار‪:‬‬


‫يجب إبالغ القرار لكل من له عالقة به‪ ..‬والتأكد أنه قد وصله؛ بل واحلوار حول مقصوده إذا احتجنا ذلك‪ ،‬والرد على أي مبهم في‬
‫ألفاظه‪.‬‬

‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬التخطيط للعمل‪:‬‬
‫‪ -1‬قسم احلل إلى عدد من اخلطوات املتتابعة والتي يسهل إدارتها‪.‬‬
‫‪ -2‬تأكد من أن كل فرد يعرف متا ًما ما يجب عليه عمله‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يلتزم اجلميع باخلطوات احملددة طوال عملية التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -4‬ال بد من وضع نظام للتقييم واملتابعة‪.‬‬
‫‪ -5‬التأكد من أنه سوف يتم جمع كافة البيانات الالزمة‪.‬‬
‫‪ -6‬حتديد اخلطط البديلة (خطط الطوارئ)‪.‬‬

‫ويجب هنا وضع النقاط التالية يف احلسبان‪:‬‬


‫‪ -‬ما هي املشاكل التي ميكن أن تثور والفرص التي ميكن أن تلوح؟‬
‫‪ -‬ما احتماالت حدوث تلك املشاكل أو الفرص؟‬
‫‪ -‬ما الذي ميكن عمله للحيلولة دون وقوع تلك املشاكل؟ أو السماح بضياع الفرص؟‬
‫‪ -‬كيف ستعرف أن هناك مشكلة قد حدثت أو فرصة قد الحت؟‬
‫‪ -‬ما العمل الذي سوف تقدم عليه لتقليل اآلثار الضارة أو لزيادة اآلثار املفيدة عند حدوث أو ظهور الفرصة للمشكلة‪.‬‬
‫‪ -‬كيف ستتعامل مع املشاكل أو الفرص غير املتوقعة؟‬

‫رابعا‪ :‬توزيع املسئوليات‪:‬‬


‫ً‬
‫هو جزء من اخلطة أن حتدد املسئول عن كل خطوة منها‪ ،‬ونذكر هنا هذه النقطة‪ ،‬حيث نحذر أن يكون القرار ابنا ضائعا بال أب‬
‫يتواله‪ ..‬وعندما يضيع التحديد اجليد للمسئوليات فإن خزان العسل سوف ميتلئ باملاء‪..‬‬
‫امللك وخزان العسل‪:‬‬
‫يحكى أن مل ًكا كان يحب العسل املمتاز وأراد أن يعرف مدى حب شعبه له‪ ،‬فأمر بوضع برميل كبير في وسط املدينة‪ ،‬وطلب من كل‬
‫كأسا من العسل الصافي في البرميل‪.‬‬
‫من يحب امللك أن يصب ً‬
‫كأسا من املاء بدالً من العسل الغالي الثمن دون أن يؤثر على باقي العسل ظنًا منه أن جميع األفراد سوف‬
‫ورأى أحد الرعية أن يصب ً‬
‫يجودون بالعسل الصافي‪ ،‬وعندما كشف امللك عن البرميل وجده ملي ًئا باملاء‪ ،‬إذ إن الفكرة نفسها خطرت ببال جميع الناس!!‬

‫خامسا‪ :‬اجلدول الزمني‪:‬‬


‫ً‬
‫أيضا من عناصر اخلطة‪..‬‬ ‫ً‬
‫ولكن نذكر هنا بأن القرار الذي يبدأ تنفيذه بعد الوقت احملدد ال قيمة له‪ ..‬والذي ينفذ قبل الوقت احملدد يفقد االهتمام به‪.‬‬
‫ونذكر بأنه ميكن عمل نوع من أنواع التنفيذ التجريبي املرحلي‪ ..‬في فترة زمنية قصيرة وعلى عينة مختارة؛ مما يؤدي إلى حصر‬
‫اآلثار‪ ..‬والتعرف على ردود األفعال‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫سادسا‪ :‬مصادر امليزانية‪:‬‬
‫ً‬
‫أيضا جزء من اخلطة‪ ..‬ولكن ال بد أن ندرك أن من عوامل إصدار القرار اجليد أن يكون مناسبا لإلمكانيات املادية لذلك فإن‬ ‫ً‬
‫امليزانية املرصودة جزء من عملية االختيار‪..‬‬
‫ويفشل القرار إذا تعدى امليزانية احملددة؛ وهو ما يدل على سوء االختيار في البداية‪.‬‬

‫مراحل فشل التنفيذ‪:‬‬


‫نعم لقد بعت القرار قبل إصداره؛ بل وأثناء اتخاذه؛ بل وأضفت إلى ذلك جرعة حتفيز وتفهيم بعد اتخاذه‪ ..‬ولكن هناك من‬
‫املنفذين رغم كل ذلك من يعتبر معو ًقا عند التنفيذ‪...‬‬
‫في الغالب ‪ %90‬من الناس في تقديرنا يؤدون أعمالهم نصف كاملة‪ %9 ،‬يؤدون أعمالهم مبقدار ‪ %59‬من اإلحسان‪ ،‬بينما يؤدي ‪%1‬‬
‫فقط أعمالهم مبقدار ‪ %100‬وهذا يعني أنك كمسئول ال تستطيع أن تكل املهام املطلوب إجنازها كاملة إال لواحد باملائة فقط من القوة‬
‫ال على اإلدارة املسئولة التي عليها إجناز بقية العمل املطلوب‪.‬‬ ‫العاملة املتوافرة لديك‪ ،‬مما يلقي بدوره عب ًئا ثقي ً‬
‫ال فيما عدا بعض اللمسات الطفيفة‪،‬‬ ‫هذه الظاهرة تعرقل سير العمل‪ .‬وكثي ًرا ما يسمع املرء بعض العاملني يؤكدون إجناز العمل كام ً‬
‫األمر الذي يعني أن العمل لم يكتمل‪ ،‬وإال فلماذا ال تستكمل تلك اللمسات البسيطة؟‬
‫إن العالم يزخر باألعذار‪ ،‬وما أكثر أولئك الذين يقدمون األعذار لعدم متكنهم من إجناز العمل املطلوب‪.‬‬
‫إننا نحتاج إلى الشخص الذي ميكن أن يعتمد عليه والذي رغم كل األعذار املشروعة يستطيع أن يقتحم العقبات‪ ،‬وينجز املهام مبقدار‬
‫‪.%100‬‬
‫هذا النوع من الناس ميتلك دوافع ذاتية وقدرة على ترويض النفس وتربيتها‪ ،‬وعلى املرء أن يسأل نفسه عما إذا كان ميكن االعتماد‬
‫عليه؟ وما مقدار إجنازه للعمل؟ هل هو ‪ %100‬أم ‪%99.99‬؟‬
‫َّ‬
‫((ع ْن َعبْ َد اللهِ بْ َن ُع َم َر‬ ‫ً‬
‫وعليك أن تسعى لتكون ذلك الرجل الواحد في املائة الذي ينجز عمله مبقدار ‪ %100‬مصداقا للحديث النبوي َ‬
‫(‪)26‬‬
‫البِلِ الْمِ ائَةِ َل تَ َكا ُد ت َِج ُد فِ ي َها َر ِ‬
‫احل َ ًة))‪.‬‬ ‫َّاس َك ْ ِ‬
‫َر ِض َي اللَّ ُه َعنْ ُه َما َقا َل َسمِ ْع ُت َر ُسو َل اللَّهِ [ يَقُو ُل ِإ َّن َما الن ُ‬

‫أجنز وال توجز‪:‬‬


‫جاء أناس إلى رجل يسألونه‪« :‬ملاذا تفضل ابنك الصغير على أخويه؟» فطلب منهم أن يتريثوا حتى يتكشف لهم السبب‪ ،‬ثم نادى‬
‫أبناءه الثالثة‪ ،‬وطلب منهم أن يذهبوا إلى امليناء ثم يعودوا إليه بعد ساعة بتقرير عن تلك الزيارة‪ .‬فذهبوا ثم رجعوا بعد ساعة من‬
‫الزمان وقد كتب كل منهم تقريره‪:‬‬
‫االبن األكبر‪ :‬لقد تسلمنا شحنة من اآلالت‪.‬‬
‫االبن األوسط‪ :‬تسلمنا ثالث آالت أمس من اليابان‪.‬‬
‫االبن األصغر‪ :‬تلقينا ثالث آالت من اليابان‪ ،‬لكن هناك قطع غيار مفقودة‪ ،‬وإحدى الوحدات مكسورة وقدمنا طل ًبا للتأمني بالتعويض‬
‫فيها‪ ،‬وعلينا أن نستكمل األوراق املطلوبة في األسبوع القادم كي نتجنب دفع غرامة تأخير لهيئة امليناء‪.‬‬

‫اخلطوة الثامنة ‪ :‬املتابعة والتقييم‬


‫إن االكتفاء بتنفيذ القرار دون متابعة وتقييم يعتبر خلال في إصداره‪ ،‬حيث إن النتائج الطيبة التي قد تظهر في املراحل األولى من‬
‫التنفيذ قد تكون نتيجة للمرحلة األولى من مراحل فشل التنفيذ وهي احلماسة ثم تبدأ االنهيارات بعد ذلك‪..‬‬
‫ولذلك فإن املتابعة والتقييم هي دفعة طاقة جتعل كل مراحل التنفيذ‪ ..‬مرحلة حماسية‪..‬‬

‫(‪ )26‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب (الرقاق)‪ ،‬رقم احلديث (‪.)6017‬‬

‫‪66‬‬
‫وأثناء االختيار ووضع اخلطة كانت لدينا تصورات مسبقة عن بعض اآلثار التي ستترتب على تنفيذ القرار ثم إن هناك من هذه اآلثار‬
‫ما سيظهر أثناء التنفيذ‪ ،‬وليس في قائمتنا ولن يكشفه ويتعقبه ويحاول إزالة عواقبه إال املتابعة والتقييم‪.‬‬
‫واإلجناز النهائي للتنفيذ ال بد أن يخضع للتقييم عن طريق مقارنته باألهداف املوضوعة والنتائج املرغوب في حتقيقها‪.‬‬
‫وعلى ذلك فإن النتائج الطيبة التي حصدناها في مراحل التنفيذ األولى قد ترتفع وترتقي وتعلو نتيجتها باملتابعة اجليدة والتقومي‪.‬‬
‫وميكن أن نضع مجموعة من األسئلة أمام من يقوم بدور املتابعة‪:‬‬
‫‪ -1‬هل مت توصيل القرار إلى املكلفني في وقته بالصيغة املطلوبة؟‬
‫‪ -2‬هل شارك جميع املكلفني في التنفيذ‪ ..‬وقاموا بدورهم؟‬
‫‪ -3‬هل متت كل مرحلة في موعدها الذي حدد لها؟‬
‫‪ -4‬هل استوعبت امليزانية اخملصصة عملية التنفيذ؟‬
‫‪ -5‬ما هي املشاكل التي ظهرت أثناء التنفيذ؟‬
‫‪ -6‬هل حتققت األهداف املرحلية عند نهاية كل مرحلة قبل االنتقال إلى املرحلة التالية؟‬

‫الدائرة املغلقة‪:‬‬
‫إن نتائج التقييم جتعل عملية صناعة القرار دائرة مغلقة‪ ..‬فعند كل خطوة تنفيذية يتم التقييم بالرجوع إلى اخلطوة التي توازيها في‬
‫عملية صنع القرار‪.‬‬
‫ومثال ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬املقارنة بالوضع املرغوب ((ارجع للخطوة األولى)) (حتديد املشكلة)‪.‬‬
‫‪-‬احلاجة إلى البيانات ((ارجع للخطوة الثانية)) (جمع املعلومات)‪.‬‬
‫‪ -‬مشاكل جديدة ينقصها احلل ((ارجع للخطوة اخلامسة)) (تقييم البدائل)‪.‬‬

‫اخلطوة التاسعة‪ :‬املرونة‬


‫عند احلديث عن التخطيط للتنفيذ‪ ..‬حتدثنا عن حتديد اخلطط البديلة ((خطط الطوارئ))‪ ،‬وهي اخلطط التي ستتعامل مع‬
‫املشاكل أو االنحرافات التي قد يحدثها تطبيق القرار‪ ،‬والقرار ما هو إال اجتهاد بشري مهما اتبعنا من خطوات دقيقة عند تنفيذه‪..‬‬
‫فإنه يصيب ويخطئ‪.‬‬
‫فال داعي للندم على اتخاذ مثل هذا القرار عندما يتبني لنا عدم صالحيته‪.‬‬
‫واعلم أن اخلطوات السابقة لم ت َِض ْع سدى فإنه لديك حصيلة جيدة من املعلومات التي جمعتها‪ ،‬ولديك مشكلة محددة جي ًدا؛ بل مت‬
‫حتليلها في ضوء املعلومات التي جمعتها‪ ..‬ثم إن هناك حص ًرا وافيا للبدائل املمكنة؛ بل وتقيي ًما عمي ًقا لكل بديل‪ ،‬وهناك في النهاية‬
‫مجموعة من البدائل التي مت االختيار منها‪...‬‬

‫فأنت تستطيع أن تعود إلى دائرة صنع القرار خطوة خطوة وذلك لتصحيح املسار‪..‬‬
‫ولكن يتطلب ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬التأكد من التنفيذ اجليد واملتقن للقرار‪ ..‬وأنه قد أخذ الوقت الكافي للتنفيذ‪.‬‬
‫‪ -2‬التأكد من أن فشل القرار بسبب عدم صالحيته ال بسبب خلل في التنفيذ أو تقصير من املنفذين‪.‬‬
‫‪ -3‬معرفة إيجابيات القرار وسلبياته‪ ..‬والنتائج التي حققها ولم يحققها من األوضاع املرغوبة‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫ابحث في النت عن‪:‬‬
‫‪ -1‬مناذج أخرى حلل املشكالت واتخاذ القرار‬
‫‪ -٢‬أدوات وبرامج تساعد على حل املشكالت واتخاذ القرارات‬
‫‪ -٣‬محاضرة مقروءة أو مسموعة أو مرئية حول حل املشكالت واتخاذ القرارات‬
‫‪ -٤‬مقال أو بحث علمي حول حل املشكالت واتخاذ القرارات‬
‫‪ - ٥‬كتاب صدر حديثا حول حل املشكالت واتخاذ القرارات‬
‫‪ - 6‬برنامج تدريبي أو عرض تقدميي حول حل املشكالت واتخاذ القرارات‬

‫‪68‬‬
69
‫الوحدة‬
‫الرابعة‬
‫مهارات فرق العمل‬

‫الهدف العام للوحدة‬


‫أن يكتسب الطالب مهارات العمل في فريق‬

‫األهداف الخاصة‬
‫يتوقع من الطالب في نهاية هذه الوحدة أن‪:‬‬
‫‪ .1‬يستنتج مفهوم فريق العمل‬
‫‪ .2‬يعدد الفروق بني الفريق واجملموعة‬
‫‪ .3‬يذكر االسباب التي تدعو الى بناء فريق العمل‬
‫‪ .٤‬يذكر صفات القائد الفعال وأثره في بناء فريق العمل‬
‫‪ .٥‬يذكر دورة حياة فريق العمل (ديناميكية فرق العمل)‬
‫‪ .٦‬التعامل مع ديناميكية الفريق‬
‫‪ .٧‬يشرح صفات فريق العمل الفعال‬
‫‪ .٨‬أن ميارس مهارة احلوار وتقبل وجهات النظر‬
‫‪ .٩‬أن يجيد مهارات العمل ضمن فريق‬
‫‪ .١٠‬أن يبني الطالب معوقات وعوامل هدم فريق العمل‬

‫محتويات الوحدة‬
‫‪ .1‬الفرق بني الفريق واجملموعة‬
‫‪ .2‬ديناميكية الفريق (دورة حياة الفريق)‬
‫‪ .3‬مهارات العمل ضمن فريق (قيادة الفريق ‪ ،‬وضع اخلطط التنفيذية ‪،‬إدارة‬
‫االجتماعات‪،‬حل اخلالفات‪ ،‬تنفيذ املشاريع‪ ،‬كتابة التقارير الدورية والنهائية)‬

‫‪70‬‬
71
‫عندمــا أعلنــت شــركة فولفــو إدخــال نظــام فــرق العمــل فــي عمليــات اإلنتــاج لديهــا كان هــذا يعتبــر خبــر مثيــر فــي عالــم اإلدارة حيــث لــم يكــن أي‬
‫مــن الشــركات العامليــة يتبــع هــذا النظــام‪ ،‬واليــوم يعتبــر نظــام الفريــق هــو األســاس فــي معظــم الشــركات العامليــة مثــل جينــرال موتــورز وتيوتــا‬
‫وجوجــل ‪.‬‬
‫ولقد اخذ نظام فرق العمل هذه املكانة العالية لألسباب اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -1‬األفضل عند اجناز مهمات حتتاج إلى مهارات متعددة وخبرات أكثر وقدرة على اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫‪ -2‬عندما تركز املؤسسات املنافسة على الفاعلية والكفاءة ‪.‬‬
‫‪ -3‬نظام الفريق يستثير أفضل ما لدى املوظفني من مواهب ‪.‬‬
‫‪ -4‬وجد املديرون أن الفريق أكثر مرونة وقابلية للتغيير من األقسام العتيقة‪.‬‬

‫شعاع الليزر‬
‫عندمــا ينســجم شــخص مــا فــي العمــل مــع شــخص آخــر‪ ،‬فــإن روح الفريــق جتعــل النتيجــة أحــد عشــر وليــس اثنــن بــل ان ثالثــة أفــراد يعملــون‬
‫كفريــق قــد يصــل مجموعهــم الــى ‪111‬‬

‫وهــذا هوالفــارق األساســي بــن احلزمــة الضوئيــة املبعثــرة أشــعتها فــي كل اجتــاه وبــن شــعاع الليــزر املتناســق املتجمــع فــي حزمــة واحــدة‪ ،‬إن‬
‫أشــعة الليــزر ليســت إال عبــارة عــن أشــعة ضوئيــة متناســقة تتحــرك بتــرددات وأطــوار متماثلــة لتكويــن كميــة هائلــة ومذهلــة مــن الطاقــة متكــن‬
‫تلــك األشــعة مــن إختــراق جــدران األســمنت واحلديــد !!‬
‫فالوصــول إلــى القمــة ال يكــون بجهــود اإلنســان مبفــرده‪ ،‬بــل إن التشــاور مــع اآلخريــن والثقــة بهــم والتفاعــل اإليجابــي معهــم هــي املتطلبــات‬
‫األساســية لتحريــك اجملموعــة وقيادتهــا ومهمــا كان مســتوى نبــوغ القائــد أو براعتــه فإنــه يحتــاج إلــى مســاعدة غيــره لتقــدمي أقصــى مــا عنــده‬
‫مــن العطــاء‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫وميكن اختصار فكرة فريق العمل في املعادلة التالية ‪:‬‬

‫مجموعة أفراد ‪ +‬هدف مشترك = فريق عمل جيد‪.‬‬


‫مجموعة أفراد ‪ -‬هدف مشترك = مجرد جتمع من األفراد‪.‬‬

‫لماذا فريق العمل ؟‬


‫ميكننا أن نحصد ست فوائد تنتج من العمل كفريق‪:‬‬
‫‪ -1‬اجملموعــات الصغيــرة مفيــدة لتحقيــق االحتياجــات االجتماعيــة حيــث‬
‫تدعــم أفرادهــا فــي أوقــات الضغــط والشــدة‪.‬‬
‫‪ -2‬اجملموعات جتيد حل املشكالت بطريقة إبداعية أفضل من األفراد‪.‬‬
‫‪ -3‬اجملموعات تصدر قرارات أفضل من األفراد‪.‬‬
‫‪ -4‬اجملموعــات أكثــر فاعليــة فــي التنفيــذ حيــث تأخــذ علــى أفرادهــا العهــد‬
‫بااللتــزام فــي الوقــت والتوعيــة عنــد األداء‪.‬‬
‫‪ -5‬اجملموعات من أفضل وسائل املراقبة والتحكم‪.‬‬
‫‪ -6‬اجملموعــات جتعــل خطــوط التواصــل فــي املنظمــات الكبيــرة أفضــل وال‬
‫يضيــع الفــرد فــي الزحــام‪.‬‬

‫نقض الهرم اإلداري‬


‫وقــد توســع بعــض الكتــاب فــي دراســة هــذا املفهــوم إلــى احلــد الــذي ذهبــوا فيــه إلــى نقــض املنظومــة الهرميــة واســتبدالها بنظــام فــرق العمــل فقــد‬
‫صمــم كريــس أرجيــرس ‪ - Chris Argyris‬صاحــب نظريــة التناقــض بــن الفــرد والتنظيــم‪ -‬فــي هــذا الشــأن ما أســماه باملنظمــة املصفوفة‬
‫واعتبرهــا النمــط اإلداري األمثل إلدارة‬
‫األعمــال‪ ،‬وانتقــد الهرميــة علــى أســاس‬
‫أن التسلســل الهرمــي غالب ـاً مــا ينتهــي‬
‫مبشــكالت وصراعــات بــن وحــدات‬
‫املؤسســة اخملتلفــة وبــن العاملــن فــي‬
‫مختلــف مواقعهــم‪ ،‬كمــا تبنــى خبــراء‬
‫التطويــر التنظيمــي مفهــوم الفريــق فــي‬
‫مجــال العمــل وأدخلــوه كأحــد املفاهيــم‬
‫املهمــة فــي تنميــة املنظمــة واحــداث‬
‫التغييــر بهــا‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫بين المجموعة والفريق‬
‫مجموعــة العمــل ‪ :‬هــي مجموعــة مــن األفــراد تتفاعــل أساسـاً للمشــاركة فــي املعلومــات واتخــاذ القــرارات ملســاعدة كل فــرد فيهــا علــى األداء‬
‫ضمــن مســاحة مســؤولياته‪.‬‬
‫واألداء الكلــي هــو محصلــة أداء أفرادهــا وغالب ـاً ال يوجــد تــآزر إيجابــي مــن خــال تعــاون اجملموعــة ‪ .‬و محصلــة أداء األفــراد غالب ـاً أقــل مــن‬
‫اجملمــوع احلســابي ألدائهــم بســبب مــا يحــدث مــن نزاعــات غالبــا داخــل اجملموعــة‪.‬‬
‫فريــق العمــل ‪ :‬يعطــي تــآزر إيجابــي مــن خــال تعــاون جهــود األفــراد ‪ ،‬واألداء الكلــي للفريــق يســاوي غالب ـاً أكثــر مــن مجمــوع أداء األفــراد‪.‬‬
‫وتــزداد إمكانيــات وإنتاجيــة الفريــق دون احلاجــة إلــى زيــادة املدخــات‪.‬‬
‫ولكن ال يحقق الفريق ذلك بطريقة سحرية حيث أنه البد من وجود الصفات املطلوبة للفريق الفعال‪.‬‬
‫املقارنة بني اجملموعة والفريق‬
‫الفريق‬ ‫المجموعة‬ ‫الموضوع‬
‫مشرتكة وتخرج من االعضاء‬ ‫مفروضة من الجهة العليا‬ ‫األهداف‬ ‫‪١‬‬
‫متعة وتحدي وتنافس بناء‬ ‫عبء عىل أفراد املجموعة‬ ‫األعمال‬ ‫‪٢‬‬
‫مرشوطة ‪ /‬موافق عليها‬ ‫معينة ‪ /‬محدده‬ ‫األدوار‬ ‫‪٣‬‬
‫مرن‬ ‫جامد‬ ‫التنظيم‬ ‫‪٤‬‬
‫مفتوح ومستمر بني جميع األعضاء‬ ‫محدد باملهام ومن أعىل إىل أسفل أو العكس‬ ‫االتصال‬ ‫‪٥‬‬
‫تصل إليها املجموعة ورسيعة‬ ‫تقرر بواسطة الرئيس وغالبا ً بطيئة‬ ‫القرارات‬ ‫‪٦‬‬
‫فرد متميز من املجموعة يتميز باالحرتام‪ ،‬والقيادة تبادلية‬ ‫املسئول األول واملرجع األخري‬ ‫الرئيس‬ ‫‪٧‬‬
‫متعة حقيقية وأداء حيوي لزيادة املهارات الفردية واحرتام الذات‬
‫عبء ممل وتضييع للوقت‬ ‫التدريب‬ ‫‪٨‬‬
‫ولتحقيق التفاعل مع اآلخرين‬
‫متاح وبنّاء‬ ‫مفروض من أعىل‬ ‫النقد‬ ‫‪٩‬‬
‫غري رسمي واجتماعي‬ ‫قد يكون فرصة للهروب من العمل‬ ‫المناخ‬ ‫‪١٠‬‬
‫متبادلة‬ ‫لها حدود – قد تكون مدمر‬ ‫الثقة‬ ‫‪١١‬‬
‫واضحة ورصيحة‬ ‫رسمي‬ ‫المشاعر‬ ‫‪١٢‬‬
‫قليلة وتعترب وسيلة لتحقيق أفضل النتائج‬ ‫حذر وتربص‬ ‫الخالفات‬ ‫‪١٣‬‬
‫مستغلة إىل أقىص حد‬ ‫داخلية وحذره‬ ‫المواهب‬ ‫‪١٤‬‬
‫مستغلة إىل أقىص حد‬ ‫قليالً ما تستغل ويحتفظ بها كل فرد لنفسه‬ ‫المواهب‬ ‫‪١٥‬‬
‫بشوشة وسعيدة ومرحة‬ ‫جادة وغالبا متجهمة‬ ‫الوجوه‬ ‫‪١٦‬‬

‫‪74‬‬
‫أنواع الفرق‬
‫ابتكــرت بيئــة العمــل فــي املؤسســات الكبــرى الكثيــر مــن أشــكال فــرق العمــل والتــي ميكــن للطالــب مــع بعــض التعديــات البســيطة أن يقتبــس تلــك‬
‫األفــكار أثنــاء التعامــل مــع فــرق العمــل فــي اجلامعــة‪ ،‬ومــن هــذه األفــكار‪:‬‬
‫‪ -1‬فرق حل املشكالت ‪Problem Solving Teams‬‬
‫وهــي الشــكل التقليــدي للفــرق حيــث يجتمــع مــن ‪ 5‬إلــى ‪ 12‬موظــف مــن قســم واحــد تقريب ـاً‬
‫ملــدة ســاعات أســبوعياً للمناقشــة حــول الطــرق املطلوبــة لتحســن الكفــاءة والفاعليــة وبيئــة‬
‫العمــل‪.‬‬
‫فــي هــذا النــوع مــن الفــرق يتبــادل األفــراد األفــكار ويقدمــوا املقترحــات حــول كيــف نحســن‬
‫طــرق العمل‪.‬ومــن أفضــل أمثلــة هــذه الفــرق (حلقــات اجلــودة ) التــي ابتكرهــا اليابانيــون فــي‬
‫الثمانينات‪.‬‬

‫‪ -2‬فرق اإلدارة الذاتية ‪Self – Managed Teams‬‬


‫وهــي شــكل مطــور مــن فــرق حــل املشــكالت حيــث تكــون لديهــا القــدرة علــى التعــاون الوظيفــي ألداء أفضــل ولهــا الكثيــر مــن الصالحيــات مثــل‬
‫وضــع اخلطــط وجــداول التشــغيل وإســناد املهمــات لألفــراد وهــذه الفــرق تســتطيع اختيــار وتقييــم أفرادهــا ولذلــك يقــل كثيــرا دور املشــرف‬
‫علــى الفريــق وتكــون اإلدارة ذاتيــة‬
‫حيــث كل موظــف يــؤدي املطلــوب منــه‬
‫فــي جــداول التشــغيل التــي وضعهــا‬
‫الفريــق‪.‬‬
‫‪ %30‬مــن املوظفــن فــي الواليــات‬
‫املتحــدة األمريكيــة ينفــذون هــذا‬
‫الشــكل مــن الفــرق كمــا أن شــركات كبــرى مثــل زيروكــس و جنــرال موتــور يطبقــون هــذا النظــام‪.‬‬

‫‪ -3‬فرق الوظيفة احملددة ‪Cross – Functional Teams‬‬


‫هــي عبــارة عــن اجتمــاع موظفــن مــن مســتوى إداري‬
‫واحــد ولكــن لديهــم مســاحات عمــل مختلفــة معــاً‬
‫الجنــاز املهــام‪.‬‬
‫وتســتخدم شــركة طيــران الواليــات املتحــدة هــذا‬
‫النظــام وهــي مــا يطلــق عليــه أحيانــاً ‪Task‬‬
‫‪ Force‬وهــو أيضــاً شــكل مــن أشــكال اللجــان‬
‫‪. Committees‬‬

‫‪75‬‬
‫وقــد حتولــت الكثيــر مــن شــركات الســيارات مثــل تيوتــا وهونــدا إلــى هــذا الشــكل مــن الفــرق وقــد اســتطاعت شــركة كريزلــر إخــراج الســيارة‬
‫الصغيــرة فــي مــدة أقــل ‪ 42‬شــهرا مــن أي شــركة منافســة بعــد ان تطــورت متام ـاً إلــى هــذا الشــكل مــن الفــرق‪.‬‬
‫و هــذا النظــام هــو وســيلة جيــدة لتبــادل املعلومــات وتطويــر األفــكار بــن أقســام الشــركة الواحــدة بــل والشــركات اخملتلفــة ولكــن هنــاك اعتــراض‬
‫علــى هــذا النــوع مــن الفــرق حيــث يأخــذ وقــت طويــل لبنــاء الثقــة وبنــاء روح الفريــق خاصــة مــع نــاس مــن خلفيــات مختلفــة وخبــرات مختلفــة‬
‫وتوقعــات مختلفــة‪.‬‬
‫ ‬
‫‪ -4‬فرق التعامل عن بعد ‪Virtual Teams‬‬
‫وهــو بديــل العمــل وجهـاً لوجــه ‪ face-to-face‬حيــث يســتخدم عالــم‬
‫الكمبيوتــر االفتراضــي ألداء األعمــال مثــل شــبكة املعلومــات املتســعة‬
‫والبريــد اإلليكترونــي ومؤمتــرات الفيديــو وتســتطيع هــذه الفــرق عمــل كل‬
‫مــا تســطيع الفــرق األخــرى عملــه ‪:‬‬
‫‪ -‬تبادل املعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬صناعة القرارات ‪.‬‬
‫‪ -‬إنهاء املهمات‪.‬‬
‫والفروق الثالثة بينها وبني الفرق وجهاً لوجه‪.‬‬
‫‪ -1‬غياب لغة اجلسد وما خلف الكلمات‪.‬‬
‫‪ -2‬محدودية التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -3‬القدرة على عبور حواجز الوقت واملكان‪.‬‬

‫ ‬

‫‪76‬‬
‫دورة حياة فرق العمل ‪Team Development Model‬‬
‫عــرف بــروس توكمــان ‪ Bruce Tuckman‬ســنة‬
‫‪ 1965‬املراحــل اللــي ميــر بهــا أى فريــق وصمــم لذلــك‬
‫منــوذج ســماه ‪ ،FSNP Pattern‬ويتكــون مــن ‪-:‬‬
‫< التكوين ‪Forming‬‬
‫< العصف ‪Storming‬‬
‫< التطبيع ‪Norming‬‬
‫< اإلجناز ‪Performing‬‬
‫< اإلصالح ‪Reformation‬‬

‫في اجلدول التالي مقارنة بني هذه املراحل اخلمس ‪:‬‬

‫اكتمال املرحلة‬ ‫حركة الفريق‬ ‫املعالم األساسية‬ ‫املرحلة‬ ‫م‬


‫وتكتمل هذه املرحلة بأن‬
‫مستوى عايل من عدم إدراك أغراض‬ ‫التكوين‬
‫يبدأ كل فرد إدراك أنه جزء‬ ‫الكل يبحث عن نوع السلوك املقبول‬ ‫‪1‬‬
‫املجموعة وتكوينها وقيادتها‬ ‫‪Forming‬‬
‫من الفريق‪.‬‬
‫األفراد موافقون عىل أنهم أجزاء من الفريق ولكنهم تنتهي هذه املرحلة باإلقرار‬
‫العصف‬
‫يقاومون التقيد بالضوابط التي تفرضها املجموعة النسبي بموقع كل فرد من‬ ‫النزاعات الداخلية يف الفريق‬ ‫‪2‬‬
‫‪Storming‬‬
‫الفريق وخاصة القائد‬ ‫عليهم‬
‫وتنتهي هذه املرحلة بهيكل‬
‫قوي للفريق وقد استوعب‬ ‫تظهر فيها املجموعة أكثر تالحماً‪ ...‬حيث يوجد اآلن إحساس قوي باملجموعة وبالعالقات‬ ‫التطبيع‬
‫‪3‬‬
‫الجميع السلوكيات التي‬ ‫القوية بني األفراد‬ ‫توضع نماذج التعامل بني األفراد‬ ‫‪Norming‬‬
‫يجب أن تظهر يف الفريق‬
‫بالنسبة للمجموعات الثابتة‬
‫عندما يشعر الفريق بالرضا عند العمل تنتقل طاقة الفريق من محاولة الحصول عىل فهم املستمرة هذه املرحلة هي‬ ‫اإلنجاز‬
‫‪4‬‬
‫املرحلة األخرية املستمرة يف‬ ‫ومعرفة حول األفراد إىل أداء املهمات يد بيد‬ ‫بكل طاقته‬ ‫‪Performing‬‬
‫تطور املجموعة‬
‫يف هذه املرحلة تستعد املجموعة لالنحالل فال‬ ‫تتميز باإلرساع يف أداء األنشطة بغض‬
‫بالنسبة للمجموعات املؤقتة‬ ‫يصبح األداء العايل للمهمة هو قمة أولوياتها‬ ‫النظر عن اتمام املهام‬
‫وتتفاوت استجابة األفراد ما بني مرسع ومتفاعل والتي ترتبط بمهمة محددة‬ ‫وقد يطلق عىل هذه املرحلة ‪:‬‬ ‫اإلصالح‬
‫‪5‬‬
‫تعترب هذه املرحلة هي نهاية‬ ‫إلتمام اإلنجاز وآخرون ربما يصيبهم االحباط‬ ‫‪ -‬التحويل ‪Transforming‬‬ ‫‪Reforming‬‬
‫الفريق‬ ‫لفقد تلك الروح من الصداقة والعالقة الطيبة التي‬ ‫‪ -‬الفصل ‪Adjourning‬‬
‫وجدها يف الفريق‬ ‫حسب حالة انتهاء الفريق او استمراره‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫مهارات فريق العمل‬
‫يحتاج الفريق ‪ 3‬أنواع من املهارات لألداء الفعال‪:‬‬
‫‪ -1‬املهارات الفنية اخلاصة باملهمة التي سيقوم بها الفريق‬
‫‪ -2‬مهارات حل املشكالت وصناعة القرار والتواصل الفعال‬
‫‪ -3‬املهارات التبادلية مثل القيادة والتقييم وحل النزاعات‪.‬‬

‫كيف تدفع فريقك إلى اإلنجاز (الفاعلية)؟‬


‫استقصاء السلوكيات اإليجابية والسلبية لفريق العمل‬
‫تتضمــن عبــارات هــذه األداة بعــض الســلوكيات االيجابيــة والســلبية لفــرق العمــل واملفتــرض أننــا البــد أن نســعى إلــى تعضيــد الســلوكيات‬
‫اإليجابيــة‪ ..‬والتغلــب علــى الســلوكيات الســلبية‪ ...‬وحســن التعامــل معهــا‪.‬‬
‫اقرأ كل عبارة‪ ،‬ثم ضع دائرة حول الدرجة التي تبني مدى انطباق السلوك الذي تصفه العبارة على فريق العمل الذي تنتمي إليه‪...‬‬

‫دائما ً‬ ‫غالبا ً‬ ‫عادة‬ ‫أحيانا ً‬ ‫نادرا ً‬ ‫العبارة‬ ‫م‬


‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫نحافظ عىل املواعيد واإلعداد الجيد قبل االجتماعات‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫نحتكر املناقشات والنعطي فرصة لآلخرين يف تناول املوضوعات‬ ‫‪2‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫تسود بيننا املشاركة اإليجابية مع تحديد األدوار وتوزيع العمل بالتساوي‬ ‫‪3‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫نشعر بامللل ويسود بينا التحيز واالنغالق الفكري‬ ‫‪4‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عند النقاش والحوار ننتقد األفكار وليس األشخاص‬ ‫‪5‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫يخفى فريق العمل نواياه ويطرحها عىل شكل أسئلة‬ ‫‪6‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫يسود بني أعضاء الفريق التأييد املتبادل وااللتزام‬ ‫‪7‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫يتميز الفريق باالنسحاب النفيس والتهرب والسلبية وفقدان الحماس‬ ‫‪8‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫نعرب عن مشاعرنا وأفكارنا بأمانة ووضوح‬ ‫‪9‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫أثناء نقاشنا نوافق عىل كل يشء أو نرفض كل يشء‬ ‫‪10‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫نتعامل مع املشكالت واملواقف بالجدية املطلوبة‬ ‫‪11‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫أثناء النقاش يسود بيننا عدم االستماع والدخول يف مناقشات جانبية‬ ‫‪12‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫يسود بيننا االحرتام والثقة‬ ‫‪13‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫أثناء اجتماعات الفريق نقفز من موضوع آلخر‬ ‫‪14‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫نلتزم بجدول األعمال مع وضع أهداف وتوقيتات واقعية‬ ‫‪15‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫نحاول تحقيق مكاسب شخصية عىل حساب األداء الجماعي‬ ‫‪16‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫يسود بيننا االستماع والفهم والتحدث بوضوح لتسهيل مهمة اآلخرين‬ ‫‪17‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫اليتم تصميم العمل بصورة تساعد كل أفراد الفريق يف االشرتاك فيه‬ ‫‪18‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫يسود بني الجميع االيجابية والتفاؤل تجاه الفريق‬ ‫‪19‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫نتجنب اتخاذ القرارات وننهي املناقشات بسخرية‬ ‫‪20‬‬

‫‪78‬‬
‫مفتاح اإلجابة‪:‬‬
‫اجمع درجات العبارات الفردية والزوجية كل على حدة ثم أوجد الفرق بينها وبني الدرجة القصوى (‪)٥٠‬‬

‫الفرق‬ ‫‪50‬‬ ‫الدرجة القصوى لكل سلوك‬


‫السلوكيات اإليجابية لفريق العمل (الدرجات الفردية)‬
‫السلوكيات السلبية لفريق العمل (الدرجات الزوجية)‬

‫مااألسباب التي أدت من وجه نظرك إلى وجوه هذا الفارق؟‬


‫‪...................................................................................................................................................‬‬
‫‪...................................................................................................................................................‬‬
‫‪...................................................................................................................................................‬‬

‫ماذا تفعل لكي تقترب من الدرجة القصوى لالستقصاء؟‬


‫‪...................................................................................................................................................‬‬
‫‪...................................................................................................................................................‬‬
‫‪...................................................................................................................................................‬‬

‫من أجل تشجيع متاسك الفريق‪:‬‬


‫‪ -1‬اجعل اجملموعة صغيرة‪.‬‬
‫‪ -2‬شــجع االنســجام والتوافــق مــع‬
‫ا أل هــد ا ف ‪.‬‬
‫‪ -3‬اعطــي للفريــق وقــت أطــول للتواجــد‬
‫مع ـاً‪.‬‬
‫‪ -4‬حفز التنافس مع الفرق األخرى‪.‬‬
‫‪ -5‬بــن العائــد مــن التماســك كفريــق أكثــر‬
‫مــن كونهــم أفــراد‪.‬‬
‫‪ -6‬اجملموعــات ذات الشــعور بالتهديــد‬
‫اخلارجــي يــزداد متاســكها‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫سمات الفريق الفعال‬
‫الفريــق الفعــال لــه ســمات معروفــة‪ ،‬ونســتطيع معرفة مــدى فعالية‬
‫أي فريــق عــن طريــق النظــر فــي مــدى حتقــق هــذه الســمات فيه‬
‫و أبرز سمات الفريق الفعال هي‪:‬‬
‫‪ -1‬وضوح الرسالة واألهداف‪:‬‬
‫فأهــداف فريــق العمــل الفعــال تكــون واضحــة متامــا فــي ذهــن كل‬
‫واحــد مــن أفــراد الفريق‪.‬ويكــون لتحقيــق هــذه األهــداف األولويــة‬
‫القصــوى عنــد كل عضــو مــن أعضائــه‪ .‬قــد يكــون األعضــاء‬
‫عندهــم بعــض األهــداف الشــخصية التــي يأملــون فــي حتقيقهــا‬
‫ولكــن األكثــر أهميــة فــي عملهــم هــو جنــاح الفريــق فــي حتقيــق‬
‫الهــدف الــذي قــد حــددوه معـاً وال يتوقــف األمــر عنــد ذلــك فقــط‬
‫بــل إن كل عضــو مــن أعضــاء الفريــق يعــد نفســه مســئوال عــن أداء‬
‫ونتائــج الفريــق ككل وليــس عــن أدائــه هــو فقــط‪.‬‬

‫‪ -2‬يعمل بإبداع ويشجع على االبتكار‪:‬‬


‫فمن مميزات هذا الفريق الفعال احلرص على األفكار اإلبداعية و احللول االبتكارية ويتم تشجيع كل أعضاء الفريق على ذلك‪.‬‬

‫‪ -3‬أدوار ومسئوليات أعضائه واضحة‪:‬‬


‫فهــو فريــق منظــم جــداً يتــم فيــه حتديــد األدوار وتوزيــع العمــل بدقــة‪ ،‬كل‬
‫فــرد يعــرف ويفهــم دوره والهــدف املطلــوب منــه جيــدا‪ ،‬وال يتوقــف األمــر‬
‫علــى معرفــة الهــدف فقــط بــل ميتــد إلــى أن الشــخص يعــرف كيــف يحقــق‬
‫هــذا الهــدف وكيــف يصــل إلــى املطلــوب منــه‪ ،‬وإن لــم يكــن عنــده خبــرة‬
‫كافيــة فهنــاك مــن يعلمــه ويســاعده ويرشــده فــي ســبيل الوصــول إلــى‬
‫هدفــه‪.‬‬

‫‪ -4‬أعضاؤه متعاونون ويؤازرون قيادتهم‪:‬‬


‫فهنــاك جــو تكاتفــي عــام فــي الفريــق حيــث يســاند أعضــاء الفريــق بعضهــم‬
‫البعــض‪ ،‬ويتعاونــون بحريــة فــي جــو تكاتفــي غيــر قائــم علــى التهديــد بــل‬
‫قائــم علــى الثقــة املتبادلــة بــن أعضــاء الفريــق‪ ،‬غيــر قائــم علــى التنافــس‬
‫وإمنــا هــو قائــم علــى املشــاركة والتعــاون‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ -5‬يحل الفريق خالفاته بنفسه ‪:‬‬
‫يعتبــر اخلــاف فــي الــرأي بــن أعضــاء الفريــق أمــرا طبيعيــاً ونافعــاً‬
‫كذلــك ألنــه يســاعد علــى التطويــر وإيجــاد األفــكار اجلديــدة‪ .‬ولذلــك‬
‫فبعــض اإلداريــن يقولــون‪« :‬إذا كنــت أنــت ومديــرك دائمـاً علــى رأي واحــد‬
‫فأحدكمــا ال داعــي لــه»‪ .‬وهــذه ليســت دعــوة للمخالفــة مــن أجــل اخملالفــة‬
‫؛ ولكنهــا دعــوة إلبــداء اآلراء ومناقشــتها فــي حريــة تامــة‪ .‬وأهــم ضابــط‬
‫لصحيــة اخلالفــات بــن أعضــاء الفريــق هــو أن تكــون مجــرد خالفــات فــي‬
‫وجهــات النظــر وال تتعــدى إلــى خالفــات شــخصية بــن أعضــاء الفريــق‬
‫تســبب نوعــا مــن النــزاع بينهــم‪.‬‬

‫‪ -6‬التوجيه والرقابة الذاتية‪:‬‬


‫فبمجــرد مــا حتــدد إدارة املنظمــة أهــداف الفريــق العامــة تتــاح لــه درجــة‬
‫عاليــة مــن املرونــة فــي التحــرك تكفيــه ألداء مهامــه دومنــا تدخــل إضافــي فــي التوجيــه أو التحريــك‪ ،‬وبالتالــي فهــو يقيــم ويقــوم نفســه بنفســه ‪.‬‬

‫‪ -7‬يشعر أفراده باجتاهات إيجابية نحو املؤسسة واإلدارة والعمل‪:‬‬


‫حيــث يشــعر كل عضــو فــي الفريــق بالســعادة بانتمائــه للفريــق وللمؤسســة وميتلــئ قلــب كل عضــو مــن أعضــاء اجملموعــة باحلــب والــود لبقيــة‬
‫أعضــاء الفريــق ويحــرص علــى االســتمرار فــي العمــل دائمــا معهــم‪.‬‬

‫‪ -8‬يتمتع أعضاء الفريق بدافعية عالية لألداء اجليد‪:‬‬


‫تتســم فــرق العمــل الفعالــة باإلنتاجيــة العاليــة والــروح املعنويــة املرتفعــة‪ .‬ويــؤدي أفــراد اجلماعــة الفعالــة معظــم أوقــات عملهــم علــى درجــة عاليــة‬
‫مــن الكفــاءة واجلــودة‪.‬‬

‫‪ -9‬وجود عالقات قوية بني األعضاء وسهولة وانفتاح في االتصال‪:‬‬


‫يتصــف الفريــق بقــوة العالقــات بــن أعضائــه‪ ،‬وتأخــذ العالقــات شــكال غيــر رســمي حيــث يصبحــون أصدقــاء أكثــر مــن زمــاء فــي العمــل ويكــون‬
‫قــوام هــذه العالقــة‪ :‬الثقــة و االحتــرام و التعــاون و الدعــم‪ ،‬ويتــم تبــادل املعلومــات بحريــة وســهولة ووضــوح بــن أعضــاء الفريــق‪.‬‬

‫‪ -10‬يتخذ الفريق قراراته بالتشاور‪:‬‬


‫حيــث يحــرص أعضــاء الفريــق علــى االجتمــاع والتشــاور التخــاذ القــرار وتــدور بينهــم النقاشــات فــي هــدوء للوصــول إلــى القــرار األصــوب الــذي‬
‫يجمــع عليــه أعضــاء الفريــق بأكملــه‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ -11‬أخذ املشكالت واملواقف باجلدية املناسبة‪:‬‬
‫فالفريــق اجلــاد يريــد أن يصــل إلــى أهدافــه بقــوة ولــذا فهــو ال يتهــاون فــي التعامــل مــع املواقــف واملشــاكل اخملتلفــة وإن كانــت صغيــرة‪ ،‬بــل شــعاره‬
‫دائمــا اجلديــة فــي العمــل‪ ،‬ويتوافــق مــع هــذه اجلديــة إميــان كامــل فــي نفــس كل عضــو بعــد إميانهــم وثقتهــم باللــه تعالــى‪ -‬بقدرتهــم علــى حــل أي‬
‫مشــكلة تواجــه الفريــق مهمــا كانــت صعوبــة هــذه املشــكلة ‪.‬‬

‫‪ -12‬احلجم املناسب‪:‬‬
‫يتناســب حجــم الفريــق الفعــال مــع طبيعــة عملــه وحجــم اإلنتــاج املطلــوب منــه‪ ،‬وفــي الواقــع ال يوجــد عــدد مثالــي محــدد ألعضــاء الفريــق‪ ،‬غيــر‬
‫أنــه مــن املعــروف أنــه كلمــا زاد عــدد أعضــاء الفريــق زادت الفرصــة لالســتفادة مــن خلفيــات وخبــرات وثقافــات متنوعــة ؛ غيــر أنــه كذلــك كلمــا‬
‫ازداد عــدد األعضــاء أصبــح مــن الصعــب إدارة فريــق العمــل بطريقــة فعالــة والعكــس صحيــح‪.‬‬

‫‪ -13‬التطوير الدائم وحتسني األداء باستمرار‪:‬‬


‫فالفريــق الفعــال يحــرص علــى أن يتطــور فــي األداء دائمــا ويحــرص علــى‬
‫أن يرتفــع مســتوى أداء كل عضــو فــي الفريــق‪ .‬ولــذا فأنــت جتــد مثــل هــذا‬
‫الفريــق فــي عمليــة تطويــر دائمــة ال تتوقــف أب ـ ًدا‪ .‬ولليابانيــن نظــام فــي‬
‫العمــل اســمه «كايــزن» ومعنــاه التطويــر املســتمر‪ ،‬هــذا النظــام يعنــي إدخــال‬
‫حتســينات صغيــرة وبســيطة علــى اخلدمــات واملنتجــات وبشــكل دائــم‪،‬‬
‫وبهــذا املبــدأ ســيصعب علــى أي فريــق اللحــاق بفريقــك‪ ،‬وســيكون فريقــك‬
‫دائمــا فــي املقدمــة وبقيــة الفــرق حتــاول اللحــاق بــك‪ ،‬ألنــك دائمــا تتقــدم‬
‫إلــى األمــام‪ .‬وهــذا املبــدأ تعمــل بــه شــركة ســوني‪ ،‬حيــث ســئل مديرهــا عــن‬
‫جــدوى طــرح منتجــات جديــدة بينمــا القدميــة لــم تبــاع فــرد قائـ ً‬
‫ا‪« :‬إن لــم‬
‫أبتكــر وأبــدع فســأصبح تابعـاً‪ ،‬وأنــا أريــد أن أكــون قائــداً ال تابعـاً»‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫مشكالت ومعوقات العمل الجماعي‬
‫أنت في حاجة إلى بناء فريقك من جديد إذا ملست هذه املشكالت‪:‬‬
‫• عدم فاعلية اجتماعات الفريق (تطويل بغير مبرر‪ ..‬مخرجات ضعيفة)‪.‬‬
‫• يوجد شكاوى بني األفراد في األقسام اخملتلفة وشكاوى داخل كل قسم‪.‬‬
‫• خوف األفراد من التعبير عن مشاعرهم بصراحة ووضوح‪ ...‬وانتشار ظاهرة التناجي بني األفراد‪.‬‬
‫• عدم وضوح أهداف العمل‪ ...‬وضعف املتابعة‪.‬‬
‫• قلة املبادرات الفردية وانعدام الذاتية بني أفراد الفريق‪.‬‬
‫• عدم توزيع األدوار بني األعضاء بشكل يسمح لكل عضو باملشاركة الفعالة‪.‬‬
‫• ضعف الصالت والعالقات اإلنسانية بني أعضاء الفريق‪.‬‬
‫• فقدان الرئيس الثقة في أداء مرؤسيه وفقدان املرؤسني الثقة في املهارة القيادية والتوجيهية للرئيس‪.‬‬

‫قرارات فرق العمل‬


‫تتميز قرارات فريق العمل عن القرارات الفردية مبجموعة من السمات مثل‪:‬‬
‫‪ -1‬ميتلك الفريق املعلومات الكاملة من خالل مصادر أفراده‪.‬‬
‫‪ -2‬تنوع رؤية الفريق تعطي للقرار عناصر أكثر تقيداً أو توسع دائرة االحتماالت واحللول البديلة‪.‬‬
‫‪ -3‬القرار الصادر من الفريق أكثر تفوقاً وفاعلية‪.‬‬
‫‪ -4‬القرار الصادر من الفريق أكثر قابلية ألفراده الذين شاركوا في إصداره‪.‬‬

‫مشكالت قرار الفريق‪:‬‬


‫‪ -1‬يستنزف القرار الوقت في النقاش واإلتقان‪.‬‬
‫‪ -2‬توجــد بعــض الضغــوط مــن الفريــق أحيان ـاً علــى األفــراد عنــد اتخــاذ‬
‫القــرار‪.‬‬
‫‪ -3‬سيطرة بعض أفراد الفريق على اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ -4‬قــرار الفريــق قــد يعانــي أحيانـاً مــن تداخــل املســؤوليات والتباســها مبــا‬
‫يضعــف عملية احملاســبة‪.‬‬

‫اجتماعات فرق العمل‬


‫يجب اتباع اآلتي من أجل فاعلية اجتماعات فرق العمل‪:‬‬
‫‪ -1‬توزيع جدول األعمال واملوضوعات للمناقشة مسبقا‪.‬‬
‫‪ -2‬حتديد الهدف من االجتماع‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ -3‬التشكيل الصحيح لالجتماع (أعضاؤه‪ ،‬توقيته‪ ،‬مكانه)‪.‬‬
‫‪ -4‬االستماع إلى وجهات النظر املعارضة وتشجيعها‪.‬‬
‫‪ -5‬تشجيع عملية توليد األفكار وفصلها عن عملية التقييم‪.‬‬
‫‪ -6‬تشجيع مواقف التساؤل واالستفهام من جانب األعضاء‪.‬‬
‫‪ -7‬احلد من املناقشات اجلانبية أو اخلارجة عن جداول األعمال‪.‬‬
‫‪ -8‬التدعيم واملساعدة على إجناز القرارات‪.‬‬
‫‪ -9‬تقييم فاعلية اجلماعة‪.‬‬
‫‪ -10‬االنتهاء إلى حلول موضوعية وحتديد مسؤوليات تنفيذ املهمات‪.‬‬

‫قوانين قيادة فرق العمل‬


‫‪ -1‬قانون االلتزام الشخصي‪:‬‬
‫التــزام القائــد وتعهــده بتحقيــق النجــاح مــن أهــم قوانــن قيــادة الفريــق فاالجنــاز هــو املوجــه األساســي لقائــد الفريــق ولكــن ليــس علــى حســاب‬
‫الفريــق‪.‬‬
‫القانــون‪( :‬إذا أراد القائــد أن يحظــى بالتــزام مرؤوســيه وبدعمهــم لنجاحــه وجنــاح الفريــق فمــن الضــروري أن يكــون لديــه التزامـاً ملرؤســيه وذلــك‬
‫بــأن يهتــم بتنميــة مرؤوســيه ويراعــى ماهــو مهــم بالنســبة لهــم داخــل وخــارج الفريــق)‪.‬‬
‫يجب أن ال تصل للفريق رسالة من القائد مفادها (أنهم ليسو إال مجرد عامل من عوامل االنتاج في أحالمه املهنية)‪.‬‬
‫‪ -2‬قانون الوالء املتبادل‪:‬‬
‫إيثار القائد للمرؤوس على نفسه وحرصه على ما هو مهم بالنسبة لهم يولد الوالء املتبادل داخل الفريق‬
‫القانون‪( :‬حتى حتظى بالوالء ينبغي أن متنح الوالء)‪.‬‬
‫مظاهر الوالء‪:‬‬
‫‪ -1‬الوفا بوعده لهم‪.‬‬
‫‪ -2‬التأكد من ذكر اجنازات الفريق على املستوى األعلى‪.‬‬
‫‪ -3‬املكافأة ‪.‬‬
‫‪ -4‬اللقاء املرحب‬
‫‪ -5‬االلتزام بالتعليم والتدريب املتسمر‪.‬‬
‫‪ -6‬االلتزام البد أن يكون صادق وليس تظاهراً‪.‬‬

‫القادة املتميزون ملتزمون بتنمية وتطوير وجناح‬


‫مرؤوسيهم بقدر ماهم ملتزمون ومهتمون بتحقيق‬
‫تراثهم وشهرتهم الشخصية‬

‫‪84‬‬
‫توزيع األدوار في فرق العمل‬
‫يجب على الفريق أن يتعامل مع األدوار من خالل املفاتيح التالية‪:‬‬
‫تعريف األدوار‪ :‬من خالل مجموعة من التوقعات والسلوكيات الثابتة املرتبطة بالدور‪.‬‬
‫إدراك األدوار‪ :‬حيث يرى العضو كيف أن هذا الدور من املفترض أنه سيؤثر في وضعه في الفريق‪.‬‬
‫توقعات الدور‪ :‬كيف يتوقع اآلخرون تأثير الفرد في الوضع املعطى له‪.‬‬
‫االتفاق النفسي‪ :‬هو العقد غير املكتوب الذي ينص على توقعات اإلدارة من األفراد والعكس‪.‬‬
‫تنازع األدوار‪ :‬هو الوضع الذي يواجه فيه الفرد تشعب التوقعات واختالفها‪.‬‬

‫دورك في اجلماعة‪:‬‬
‫‪ -1‬اعمل مع سائر األعضاء كأنكم فريق عمل واحد‪.‬‬
‫‪ -2‬ادرس اآلراء املقدمة حول الوضع الراهن‪ .‬وضع قائمة باملقترحات‪.‬‬
‫‪ -3‬ناقش املزايا والعيوب احملتملة لكل اقتراح‪.‬‬
‫‪ -4‬استبعد االقتراحات التي ترى أنها قليلة الفاعلية‪.‬‬
‫‪ -5‬ضع قائمة باألمور الباقية‪ ،‬وفقاً لألولويات التي تراها مناسبة‪.‬‬
‫‪ -6‬سجل عملك على الورقة بوضوح‪.‬‬

‫كيف أبني روح الفريق ؟‬


‫‪ -1‬أحترم شعور وقيم وعادات ومعتقدات اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ -2‬حاول تفهم وظيفة ودور كل عضو في الفريق ‪.‬‬
‫‪ -3‬اظهر التقدير لألداء اجليد ‪.‬‬
‫‪ -4‬تعامــل مــع اآلخريــن عــن طريــق جتنــب ردود الفعــل‬
‫الزائــدة‪.‬‬
‫‪ -5‬حاول اإلنصات الفعال وتفهم االتصاالت غير الشفوية‪.‬‬
‫‪ -6‬تكلم بصفة اجلماعة ‪.‬‬
‫‪ -7‬ال تنتقد اآلخرين بصفة شخصية ‪.‬‬
‫‪ -8‬استغل الصراع بإيجابية ‪.‬‬
‫‪ -9‬ضع نفسك مكان اآلخرين وتخيل سلوكك ‪.‬‬
‫‪ -10‬شجع االبتكار واألفكار البناءة ‪.‬‬
‫‪ -11‬ال حتجب بيانات أو معلومات عن اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ -12‬شارك اآلخرين في أفكارك وأعلمهم بخططك املستقبلية‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ -13‬حاول بناء شخصية اعتبارية للفريق ‪.‬‬
‫‪ -14‬ابني اجلانب اإلنساني في تعاملك مع األفراد اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ -15‬احرص على وجود مهام تنفذ مبشاركة أكبر عدد من أعضاء الفريق لضمان التعاون والتنسيق ‪.‬‬

‫ابحث في النت عن‪:‬‬


‫‪ -1‬ديناميكية فريق العمل ومنوذج توكمان لتطور الفريق‪.‬‬
‫‪ -2‬مناذج اخرى لفريق العمل‬
‫‪ -3‬أدوات وقوائم وبرامج تساعد على إدارة فريق العمل‪.‬‬
‫‪ -4‬محاضرة مقروءة أو مسموعة أو مرئية حول فرق العمل‪.‬‬
‫‪ -5‬مقال أو بحث أكادميي حول فرق العمل‪.‬‬
‫‪ -6‬كتاب حديث حول فرق العمل‪.‬‬
‫‪ -7‬برنامج تدريبي أو عرض تقدميي حول فرق العمل‪.‬‬

‫ ‬

‫‪86‬‬
87
‫الوحدة‬
‫اخلامسة‬
‫مهارات البحث العلمي‬

‫الهدف العام للوحدة‬


‫أن يكتسب الطالب مهارات البحث العلمي وكتابة التقارير البحثية واالنطباعات‬

‫األهداف الخاصة‬
‫يتوقع من الطالب في نهاية هذه الوحدة أن‪:‬‬
‫‪ -1‬يستنتج مفهوم البحث العلمي وأهميته‬
‫‪ -2‬يصنف أنواع البحوث العلمية‬
‫‪ -3‬يشرح العناصر األساسية للبحث العلمي‬
‫‪ -4‬يستخدم اخلريطة الذهنية في تشجير املوضوعات‬
‫‪ -5‬يفهم أدوات جمع املعلومات‬
‫‪ -6‬يقارن بني املسح األدبي واملسح امليداني؟‬
‫‪ -7‬يوضح أنواع مصادر املعلومات األساسية والثانوية‬
‫‪ -8‬يجيد اختيار املراجع وجمع املعلومات‬
‫‪ -10‬يســتخدم وســائل التقنيــة احلديثــة مــن خــال البحــث فــي الشــبكة العنكبوتيــة واحلاســب‬
‫اآللــي الســتخراج املعلومــات‬
‫‪ -11‬يذكر معايير استخدام املراجع‬
‫‪ -12‬يضع اسئلة البحث وافتراضاته‬
‫‪ -13‬يصمم أداة جمع املعلومات‬
‫‪ -14‬يحدد عينة البحث‬
‫‪ -16‬يعــي طــرق حتليــل املعلومــات ومقارنــة االفتراضــات واســتنباط النتائــج واســتخراج‬
‫توصيــات البحــث‬
‫‪ -17‬يتنبــأ بنتائــج البحــث مــن خــال االســتقراء والتحليــل املنطقــي قبــل الوصــول إلــى نهايــة‬
‫الطريــق‬
‫‪ -18‬يبني بحثه على هيكل منطقي‬
‫‪ -19‬يلتزم باألمانة العلمية عند التعامل مع البحث‬
‫‪ -20‬يحافظ على سرية املعلومات‬
‫‪ -21‬يلتزم باملوضوعية واحليادية عند التعامل مع النتائج‬

‫‪88‬‬
‫محتويات الوحدة‬
‫‪ .1‬ما هو البحث العلمي؟‬
‫‪ .2‬أهمية البحث اجلامعي للطالب؟‬
‫‪ .3‬خصائص البحث العلمي؟‬
‫‪ .4‬سمات وأخالقيات الباحث الفعال؟‬
‫‪ .5‬خطوات إعداد البحث العلمي؟‬

‫‪89‬‬
‫لــم يعــد خافيــا علــى الطالــب اجلامعــي ذلــك الفــارق الكبيــر بــن اســتراتيجيات التعليــم فــي اجلامعــة وأخواتهــا فــي التعليــم مــا قبــل اجلامعــي وأنــه‬
‫ان كانــت فــي الثانيــة تعتمــد بنســبة كبيــرة علــى املعلــم والكتــاب املدرســي والتلقــن فــإن التعليــم اجلامعــي يعتمــد أساســا علــى قــدرة الطالــب علــى‬
‫جمــع املعلومــات وترتيبهــا وحتليلهــا واســتخراج املعرفــة منهــا ‪.‬وأن دور املعلــم يقتصــر علــى رســم الطريــق وتوضيــح الســير فيــه وشــرح الغامــض‬
‫والتحفيــز وأن الكتــاب املقــرر مــا هــو الــى منــوذج ملصــدر املعلومــات التــي البــد للطالــب أن يزورهــا ويقتبــس ممــا فيهــا‪.‬‬
‫والوســيلة األساســية للســير بهــذه االســتراتيجية هــي البحــث العلمــي املنظــم املنضبــط القواعــد الــذي ســيجد الطالــب اجلامعــي أنــه مطالــب بــه‬
‫خــال ســيره التعليمــي بــل وبعــد انتهــاء املرحلــة اجلامعيــة فــي دراســاته العليــا للماجســتير والدكتــوراة بــل وفيمــا بعــد ذلــك فــي حياتــه املهنيــة‬
‫بأشــكال وأحجــام متفاوتــة حســب احلاجــة‪.‬‬

‫ما هو البحث العلمي ‪:‬‬


‫عمليــة منظمــة يقــوم بهــا شــخص يدعــى الـ(باحــث)‬
‫للوصــول إلــى احلقائــق حلــل قضيــة معينــة‬
‫(موضــوع البحــث) ويتبــع طريقــة علميــة تســمى‬
‫(منهــج البحــث) للوصــول الــى حلــول للمشــكلة‬
‫(نتائــج البحــث)‪.‬‬
‫وهــذه العمليــة هــي أســلوب منطقــي ومنظــم‬
‫وموضوعــي ودقيــق يتوصــل إلــى النتائــج بنــاء علــى‬
‫أســس وأدلــة‬
‫(‪)١‬‬

‫أهمية البحث اجلامعي للطالب ‪:‬‬


‫‪ -1‬إثراء معلومات الطالب في مواضيع معينة‪.‬‬
‫‪ -2‬االعتمــاد علــى النفــس فــي دراســة املشــكالت‬
‫وإصــدار أحــكام‪.‬‬
‫‪ -3‬التدريــب علــى األســاليب والقواعــد العلميــة‬
‫أهداف البحث العلمي‪:‬‬
‫املعتمــدة فــي الكتابــة‪.‬‬
‫‪ -‬االستكشاف‬
‫‪ -4‬توثيق العالقة بني الطالب وبني مصادر املعلومات اخملتلفة‪.‬‬
‫‪ -‬الوصف ‬
‫‪ -5‬اكساب الطالب القدرة على معاجلة املعلومات وحتليلها الستنباط املعرفة منها‪.‬‬
‫‪ -‬التفسير‬
‫‪ -6‬التعود على معاجلة املواضيع البحثية مبوضوعية وحيادية‪.‬‬
‫‪ -7‬تثبيت أخالق األمانة العلمية في ضمير الطالب ‪.‬‬

‫(‪ )١‬يعرفــه كيرلنجــر ‪ Fred N. Ker linger‬فــي كتابــه ‪ 1973 Foundations of Behavioral Research‬أنــه «تقــص منظــم‪ ،‬مضبــوط‪ ،‬محــدود‪ ،‬جتريبــي وناقــد‬

‫لالفتراضــات حــول طبيعــة العالقــات بــن املتغيــرات فــي ظاهــرة مــا»‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫خصائص البحث العلمي ‪:‬‬
‫يتميز البحث العلمي مبجموعة من اخلصائص منها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الطريقة املنظمة ‪:‬‬
‫يســير البحــث العلمــي وفــق طريقــة منظمــة حيــث يتبــع الطالــب‬
‫خطــوات معينــة متتاليــة‪ ،‬بحيــث أن اخلطــوة الثانيــة تبــدأ حــال‬
‫إنتهاء اخلطوة األولى‪ ،‬كما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬يبــدأ البحــث بســؤال أو عــدة أســئلة فــي عقــل الباحــث حــول‬
‫بعض القضايا احلياتية التي تثير التساؤالت‪.‬‬
‫‪ .2‬يتطلــب البحــث حتديــد املشــكلة وصياغتهــا صياغــة محــددة‬
‫ومبصطلحــات واضحــة‪.‬‬
‫‪ .3‬يتطلب البحث وضع خطة توجه الباحث للوصول إلى حل‪.‬‬

‫‪ -2‬املوضوعية ‪:‬‬
‫تعنــي عــدم التحيــز و البعــد عــن الذاتيــة و التحيــزات الشــخصية‬
‫واآلراء املســبقة وذلــك باســتخدام وســائل جمــع البيانــات املقــررة‬
‫املنضبطــة وحتليلهــا والتــي توحــد عمليــة التفســير واالســتنباط وإثبــات الفــروض أو إجابــة أســئلة الدراســة‪.‬‬

‫‪ -3‬الدقة‬
‫هــي أن يوصــل البحــث معنــي محــددا للقــارئ و لتحقيــق ذلــك البــد أن يحــدد الباحــث املفاهيــم التــي يســتخدمها و يقــوم بتعريفهــا إجرائيــا أي كمــا‬
‫سيســتخدمها بشــكل يكــون قابــا للمالحظــة والقيــاس ويلتــزم الدقــة فــي جمــع البيانــات و اختيــار العينــة و حتليــل البيانــات و اســتخدام أنســب‬
‫الطــرق و األســاليب فــي كل ذلــك‪.‬‬

‫‪ -4‬القابلية للتعميم ‪:‬‬


‫حيــث ميكــن احلصــول علــى نفــس النتائــج تقريب ـاً إذا مت اتبــاع نفــس املنهجيــة العلميــة‪ ،‬وخطــوات البحــث مــرة أخــرى وفــي نفــس الشــروط‬
‫وظــروف البحــث الســابقة كمــا أنــه ميكــن تعميــم النتائــج علــى احلــاالت املشــابهة فــي نفــس البلــد أو غيــره وبــدون القــدرة علــى التعميــم‪ ،‬ويصبــح‬
‫البحــث العلمــي أقــل أهميــة وأقــل فائــدة ‪ ،‬كمــا أن القــدرة علــى التعميــم تســاهم فــي االســتفادة مــن البحــث بدرجــة قصــوى فــي اجملــاالت اخملتلفــة‪.‬‬

‫‪ -5‬التحقق‬
‫ويعنــي القابليــة إلثبــات نتائــج البحــث العلمــي حيــث تكــون املشــكلة موضــوع البحــث قابلــة لالختبــار والقيــاس لــذا فالبحــث و مــا يحتويــه مــن‬
‫معلومــات أمــر معــروض علــي املــأ العلمــي لفحصــه و تدقيقــه للتأكــد مــن صحــة الفــروض‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ -6‬اإليجاز‬
‫أي التبســيط املنطقــي فــي املعاجلــة والتنــاول للبحــث بحيــث تبــدو خطــوات البحــث وإجراءاتــه ونتائجــه واضحــة للقــارئ حيــث أن أي تعقيــد فــي‬
‫األســلوب أو التحليــل أو تفســير العالقــات و الظواهــر ال يخــدم البحــث يعتبــر عبئـاً علــى الدراســة ‪.‬‬

‫سمات وأخالقيات الباحث الفعال ‪:‬‬


‫البحــث العلمــي عمــل دقيــق يتطلــب فــي الباحــث نفســه ســمات‬
‫وأخالقيــات محــددة ليكــون أكثــر فاعليــة وادق إنتاجــا مثــل‪:‬‬
‫‪ -1‬الصبر واملثابرة‪.‬‬
‫‪ -2‬حب اإلستطالع والتقصي‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم التشهير العلمي باآلخرين أو السخرية من منجزاتهم‪.‬‬
‫‪ -4‬إحترام حقوق اإلنسان وعدم انتهاكها عند التعامل مع العينة‪.‬‬
‫‪ -5‬مراعــاة العالقــات اإلنســانية بــن األطــراف املشــاركة فــي البحــث‬
‫بصــورة مباشــرة أو غيــر مباشــرة‬
‫‪ -6‬االلتــزام باألمانــة العلميــة وحفــظ احلقــوق الفكريــة والعلميــة‬
‫لآلخريــن‬
‫‪ -7‬املوضوعية واحليادية واالبتعاد عن الذاتية‪.‬‬

‫خطوات إعداد البحث العلمي‬


‫ً‬
‫أوال‪ :‬حتديد املشكلة واختياراملوضوع‬
‫هنــاك ثالثــة كلمــات قــد تتداخــل فــي عقــل الباحــث املبتــديء فــي هــذه‬
‫النقطــة (موضــوع البحــث‪ -‬مشــكلة البحــث‪ -‬عنــوان البحث)‬
‫‪ -1‬موضوع البحث‪:‬‬
‫يختــار الباحــث موضوعــه مــن خــال اجملــال الــذي يبحــث فيــه أن‬
‫يختــار موضوعــا كبيــرا أو يختــار أحــد الفــروع الصغيــرة للخريطــة‬
‫كموضــوع لبحثــه وذلــك متوقــف علــى الضوابــط الثالثــة التــي ذكرناها‬
‫مســبقا ( موعــد وحجــم وإمكانيــات البحــث)‬

‫‪92‬‬
‫‪ -2‬مشكلة البحث‪:‬‬
‫حــدد الغــرض مــن بحثــك ‪ :‬هــل الهــدف هــو إقنــاع اآلخريــن مبوضــوع‬
‫معــن؟ أم عــرض معلومــات عــن مــكان مــا أو شــخص مــا أو فكــرة معينــة؟‬
‫أو إثبــات أو نفــي فكــرة أو نظريــة؟‬
‫مع املشرف على البحث‪.‬‬
‫وباالســتقرار املبدئــي علــى الفكــرة االساســية ميكنــك اآلن أن تصيــغ‬
‫مشــكلة البحــث والتــي تكــون علــى شــكل فــرض‪ ،‬والفــرض هــو تنبــؤ أو‬
‫توقــع الباحــث حــول مــا ستكشــف عنــه النتائــج النهائيــة للبحــث ويكــون‬
‫البحــث هــو الوســيلة االساســية إلثبــات هــذا الفــرض أو نفيــه‪.‬‬

‫‪ -3‬عنوان البحث‪:‬‬
‫ميكــن للباحــث اآلن أن يضــع عنوانــا لبحثــه والعنــوان هــو اللفــظ الــذي‬
‫يتبــن منــه محتــوى البحــث وهــو أشــبه باملــرآة التــي يــرى مــن خاللهــا‬
‫القــاريء محتــوى البحــث وعنــد اختيــار وكتابــة عنــوان البحــث يجــب‬
‫مراعاتــه الشــروط التاليــة‪:‬‬
‫‪ -‬ميكن أن يكتب العنوان على شكل سؤال مثال‪ :‬ما أثر النشاط الطالبي على التحصيل الدراسي؟‬
‫‪ -‬أو يكتب بصورة تقريرية‪ ،‬مثل‪ :‬تقومي مستوى تأثيرمقرر املهارات على األداء األكادميي للطالب‪.‬‬
‫‪ -‬أن تظهر املتغيرات في العنوان‪ ،‬مثل‪ :‬النشاط الطالبي والتحصيل الدراسي‪.‬‬
‫‪ -‬أن يحدد في العنوان الفئة املستهدفة (مجتمع الدراسة) مثل‪ :‬طالب السنة التحضيرية مثال ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يحــدد املــكان‪ ،‬كأن يكــون فــي اململكــة العربيــة الســعودية أو فــي‬
‫املنطقــة الشــرقية التعليميــة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون العنوان متوازناً بني الطول اململ والقصر اخملل‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬كتابة خطة البحث‪:‬‬


‫تعــد خطــة البحــث مبثابــة الهيــكل التنظيمــي للبحــث‪ ،‬والرســم الهندســي‬
‫الــذي يقــام عليــه عــاج املشــكلة التــي قصــدت بهــا البحــث‪ .‬وســوف نقــدم‬
‫هنــا مجموعــة مــن العناصــر التــي تفيــد فــي إعــداد البحــوث اجلامعيــة‬
‫املتوســطة احلجــم‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ -1‬مشكلة الدراسة‬
‫وتتعــرض للحالــة الراهنــة للمشــكلة ومظاهرهــا وآثارهــا‪ ،‬كمــا تتعــرض لتطــورات املشــكلة وجذورهــا التاريخيــة‪ .‬والثغــرة التــي تســدها هــذه‬
‫الدراســة والفائــدة املترتبــة علــى اجرائهــا‪ ،‬ومقــدار اجلديــد الــذي ســتضيفه ملوضــوع الدراســة‪ .‬واحلــدود الزمنيــة واملكانيــة التــي يجــري البحــث‬
‫ضمنهــا‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلطار النظري والدراسات السابقة‬


‫اإلطــار النظــري هــو مــن الدراســة الــذي يحتــوي النظريــات املتعلقــة بالدراســة وبتفصيــل عنــوان البحــث إلــى أجــزاء‪ ،‬ميكــن للباحــث ان يكتــب‬
‫إطــارا نظريــا حــول كل جــزء مــن أجــزاء دراســته ثــم يجمــع هــذه األجــزاء ليشــكل منهــا إطــارا نظريــا للدراســه بالكامــل‪.‬‬
‫وبنفــس االســلوب يجمــع الباحــث الدراســات التــي تطرقــت أو اقتربــت مــن مشــكلة بحثــه‪ ،‬ثــم يقــوم بالتعليــق علــى هــذه الدراســات مــن حيــث‬
‫مقارنتهــا ببحثــه ومــدى فائدتهــا‪ .‬مــع مراعــاة الترتيــب الزمنــي تصاعديــا أو تنازليــا حســب احتيــاج موضــوع الدراســة‪.‬‬

‫‪ -3‬اجراءات الدراسة‬
‫وتتكون هذه اإلجراءات من‪:‬‬
‫‪ -‬منهج البحث‪:‬‬
‫هــو طريقــة موضوعيــة يتبعهــا الباحــث لدراســة ظاهــرة مــن الظواهــر بقصــد تشــخيصها وحتديــد أبعادهــا ومعرفــة أســبابها وطــرق عالجهــا‬
‫والوصــول إلــى نتائــج عامــة ميكــن تطبيقهــا‪.‬‬
‫وهناك أربعة أنواع ملناهج البحث العلمي‪:‬‬
‫أ‪.‬املنهــج التجريبــي‪ :‬وهــو منهــج تطبيقــي يقــوم فيــه الباحــث بإجــراء جتربــة عمليــة أو يطبــق ميداني ـاً فكــرة معينــة بهــدف اختبــار نتائجهــا أو‬
‫التحقــق مــن صحتهــا‪.‬‬
‫ومن أدواته‪ :‬املالحظة واالختبار‪.‬‬
‫ب‪ .‬املنهج املسحي‪ :‬وهو منهج يهتم بجمع املعلومات عن ظاهرة أو مجتمع أو سلوك معني بهدف التعرف على واقعها احلالي‪.‬‬
‫ومن أدواته‪ :‬املالحظة واملقابلة‪ ،‬وتستخدم فيه االستبانة بكثرة‪.‬‬
‫ج‪ .‬املنهج الوثائقي‪ :‬وهو منهج نظري يعتمد فيه الباحث على الكتب والوثائق للحصول على املعلومات وحتليلها ومقارنتها‪.‬‬
‫ومن أدواته‪ :‬الوثائق‪.‬‬
‫دراســة احلالــة‪ :‬وهــي دراســة شــاملة وعميقــة لفــرد أو مجموعــة أفــراد أو وحــدة إداريــة أو اجتماعيــة بهــدف فهــم الفــرد أو اجملموعــة أو الوحــدة‬
‫املدروســة كنمــوذج للدراســة ميثــل احلــاالت املشــابهة‪.‬‬
‫ومن أدواته‪ :‬املالحظة واملقابلة‪.‬‬
‫‪ -‬مجتمع الدراسة‪:‬‬
‫وهــو ذلــك اجملتمــع الــذي يســعى الباحــث إلــى إجــراء الدراســة عليــه‪ ،‬مبعنــى أن كل فــرد أو وحــدة أو عنصــر يقــع ضمــن ذلــك اجملتمــع يعــد ضمنـاً‬
‫مــن مكونــات ذلــك اجملتمــع‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ -‬عينة الدراسة‪:‬‬
‫هــي اجلــزء مــن مجتمــع الدراســة الــذي يجــري عليــه الباحــث دراســته وذلــك لتوفيــر الوقــت واجلهــد واملــال علــى أســاس أن العينــة ممثلــة وســوف‬
‫توصــل الباحــث إلــى نفــس النتائــج فــي حــال قــام بدراســة اجملتمــع كلــه‪.‬‬
‫‪ -‬أداة الدراسة‪:‬‬
‫وهي الوسيلة التي سيجمع بها الباحث معلوماته من عينة الدراسة مثل االستبانة واالستقصاء واملقابلة ‪.‬‬
‫‪ -‬األساليب اإلحصائية املستخدمة‪:‬‬
‫مثل املتوسط احلسابي واالنحراف املعياري والنسبة املئوية‪.‬‬
‫‪ -‬متغيرات الدراسة‪:‬‬
‫املتغيــر مصطلــح علمــي يتضمــن شــي ًئا يتغيــر ويأخــذ قيمـاً مختلفــة أو صفــات متعددة‪.‬وهــي إمــا متغيــر مســتقل وهــو الــذي يتــم بحــث أثــره فــي‬
‫متغيــر آخرهــو املتغيــر التابــع‬
‫مثال‪ :‬هناك عالقة بني أسلوب املدرس ومستوى الطالب‪.‬‬
‫املتغير املستقل‪ :‬أسلوب املدرس‪.‬‬
‫املتغير التابع‪ :‬مستوى الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬نتائج الدراسة ومناقشتها‬
‫يعــرض الباحــث نتائــج دراســته‪ ،‬ويعلــق عليهــا فيربطهــا باإلطــار النظــري‪ ،‬ويظهــر مــدى موافقتهــا أو معارضتهــا للدراســات الســابقة‪ ،‬ويجــب علــى‬
‫الباحــث أن يضــع بصمتــه ويبــن رأيــه دون أن ينســبه لنفســه وبــا تأكيــد وإطــاق للنتائــج علــى أن يبتعــد عــن احلشــو والتكــرار‪.‬‬
‫‪ -‬خامتة البحث‪:‬‬
‫وتتضمن خامتة البحث‪:‬االستنتاجات والتوصيات واملقترحات وقائمة املراجع‬
‫وتقــدم اخلطــة الــى مشــرف البحــث حيــث يتــم نقاشــها مــع الباحــث للوصــول الــى أفضــل شــكل لهــا ليبــدأ فــي تنفيــذ بحثــه ‪ .‬وهــي خطــة‬
‫مرنــة قــد يصيبهــا بعــض التغييــر والتبديــل بســبب اتســاع اطــاع الباحــث‬
‫علــى مصــادر بحثــه بحيــث ال يــؤدي هــذا التغييــر الــى تبديــل جوهــري فــي‬
‫موضوعهــا وبنائهــا ويكــون غالبــا مبوافقــة املشــرف‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬القراءة التفصيلية ملصادر البحث ‪:‬‬


‫تنقســم مصــادر ومراجــع جمــع املعلومــات فــي البحــث العلمــي الــى نوعــن‬
‫اساســيني‪:‬‬
‫النوع األول ‪ :‬املصادر الوثائقية‬
‫وهــي املصــادر التــي حتتــوي علــى املعلومــات فــي أوعيــة تختزنهــا بحيــث‬
‫ميكــن اســترجاع املعلومــات منهــا بنفــس صورتهــا مــرات عديــدة‬
‫وهذا النوع من املصادر ميكن تقسيمه إلى ثالثة أنواع كالتالي ‪:‬‬

‫‪95‬‬
‫‪ .1‬مصادر املعلومات األولية ‪:‬‬
‫مثــل‪ :‬بــراءات االختــراع والرســائل العلميــة وتقاريــر الرحــات العلميــة والتجــارب العلميــة‪ ،‬وتقاريــر البحــوث األصليــة التــي تبنــي عليهــا مقــاالت‬
‫الدوريات‪.‬‬
‫‪ .2‬مصادر املعلومات الثانوية ‪:‬‬
‫مثل ‪ :‬الكتب واملراجع ومقاالت الدوريات التي تهدف إلى تفسير املعلومات من مصادرها األولية والتعليق عليها وعرضها‪.‬‬
‫‪ .3‬مصادر مصادر املعلومات‪:‬‬
‫مثل‪ :‬الفهارس واملعاجم والقواميس والبيبليوجرافيات التي حتيل الباحث إلى املصادر مبختلف أنواعها‪.‬‬

‫النوع الثاني ‪ :‬املصادر غير الوثائقية ‪:‬‬


‫وهــي املصــادر التــي نحصــل منهــا علــى املعلومــات دون أن تكــون تلــك‬
‫املعلومــات مدونــة أو مســجلة‪ ،‬وميكــن تقســيم املصــادر غيــر الوثائقيــة‬
‫للمعلومــات كمــا يأتــي‪:‬‬
‫‪ .1‬املصادر الرسمية ‪:‬‬
‫كاألجهزة احلكومية واجلمعيات العلمية واملكاتب االستشارية‪.‬‬

‫‪ .2‬املصادر غير الرسمية ‪:‬‬


‫وهــي مصــادر نحصــل منهــا علــى املعلومــات بصــورة شــخصية أو وديــة‬
‫وغيــر رســمية كاملعلومــات التــي يتبادلهــا الزمــاء واملتخصصــون‪.‬‬

‫مصادر البحث االلكترونية ‪:‬‬


‫وإن كانــت مصــادر البحــث الســابقة حتتــاج البحــث عنهــا فــي مظانهــا حســب أنواعهــا فــإن ســهولة الوصــول الــى مصــادر البحــث اإلليكترونيــة‬
‫جتعلهــا االكثــر تفضيــا عنــد غالــب الباحثــن لألســباب اآلتيــة ‪:‬‬
‫‪ -1‬سرعة احلصول على املعلومات‬
‫‪ -2‬توفير اجلهد املبذول للحصول على املعلومات‬
‫‪ -3‬الدقة املتناهية في احلصول على املعلومات‬
‫‪ -4‬سهولة حفظ أكبر كم من املعلومات وسهولة استرجاعها‬
‫‪ -5‬سهولة البحث داخل املصدر والنقل واالقتباس منه‬
‫‪ -6‬حداثة املعلومات في الدوريات اإللكترونية بسبب سرعة صدورها وجتديدها‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫االقتباس من املصادر‬
‫في هذه املرحلة يبدأ الباحث في االقتباس من املصادر ما يفيده في بناء بحثه ويكون هذا االقتباس على ثالثة اشكال ‪:‬‬
‫‪ -1‬االقتبــاس احلرفــي‪ :‬وهــو اســتخدام نفــس الكلمــات الــواردة فــي مصــدر املعلومــات بــن عالمــات تنصيــص ثــم توثيــق املعلومــات البيلوجرافيــة‬
‫اخلاصــة باملصــدر املستشــهد بــه وعندمــا يضيــف الباحــث كلمــات أخــرى مــن عنــده يجــب وضعهــا بــن أقــواس ( ) حتــى مييــز بــن مــا يذكــره مــن‬
‫تعليقــات ومــا مت أخــذه مــن معلومــات ‪.‬‬
‫‪ -2‬إعــادة الصياغــة‪ :‬وتعنــي إعــادة صياغــة األفــكار بأســلوب الباحــث وكلماتــه دون تغييــر فــي املعنــى مــع توثيــق املعلومــات الببليوجرافيــة اخلاصــة‬
‫باملصــدر املستشــهد به‪.‬‬
‫‪ -3‬التلخيص‪ :‬ويتطلب ذلك تركيز ما ورد في املصدر والتعبير عنه في كلمات قليلة بأسلوب الباحث‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬جمع املعلومات وحتليلها‬


‫يقوم الباحث بجمع املعلومات االساسية لبحثه وذلك في ثالث خطوات ‪:‬‬

‫‪ -1‬تصميم اداة جمع املعلومات‬


‫وهــي متنوعــة حســب منهجيــة البحــث مثــل املالحظــة واالختبــار فــي املنهــج التجريبــي‪.‬‬
‫واملقابلــة و االســتبانة فــي املنهــج املســحي ومنهــج دراســة احلالــة بجانــب الوثائــق‬
‫واملراجــع‪.‬‬

‫‪ -٢‬حتليل املعلومات‬
‫*‬
‫وتبدا بعرض البيانات بالصورة املالئمة‬
‫ثــم يتــم حتليــل تلــك البيانــات بالطــرق اإلحصائيــة املتعــددة مثــل (مقاييــس النزعــة املركزيــة‪ ،‬مقايــس التشــتت‪ ،‬معامــل االرتبــاط بــن متغيريــن‪،‬‬
‫الوســط والوســيط‪ ..‬الــخ)‪.‬‬

‫نتائج البحث‬
‫ومــن اســتعراض هــذه التحليــات يقــوم الباحــث مبناقشــة النتائــج والربــط بــن املعلومــات واقتــراح التوصيــات وتفســير االســباب التــي أدت الــى‬
‫النتائــج املعروضــة واختبــار الفــروض والتحقــق مــن صحتهــا أو رفضهــا ومالحظــة جوانــب االتفــاق واالختــاف مــع الدراســات الســابقة ثــم تقــدمي‬
‫التوصيــات املســتندة الــى تلــك النتائــج‪.‬‬
‫وخالصة النتائج عبارة عن اإلجابة عن تسؤالت البحث التي انطلق منها الباحث‬

‫* بعض تلك الصور في احلديث عن املعلومات في فصل صناعة القرار‬

‫‪97‬‬
‫خامسا ‪ :‬كتابة البحث ومراجعته‬
‫بعــد أن اكتملــت مــادة البحــث بــن يــدي الكاتــب يقــوم مبراجعــة خطتــه‬
‫التــي وضعهــا وهــل حــدث أي تطويــر وتغييــر فــي هيــكل البحــث املتكــون‬
‫مــن األبــواب والفصــول؟ ثــم يبــدأ فــي صياغــة بحثــه وترتيــب االقتباســات‬
‫التــي جمعهــا فــي أماكنهــا مــع االهتمــام باجلــداول اإلحصائيــة والرســوم‬
‫البيانيــة والصــور التــي تفيــد فــي بحثــه ‪.‬‬
‫وعلــى الباحــث ان يضــع فــي اعتبــاره اآلتــي قبــل اخــراج البحــث‬
‫فــي صورتــه النهائيــة‬
‫‪ -1‬التدقيــق اللغــوي ‪ :‬فــإن كان ليــس مــن أهلــه فيجــب ان يعهــد إلــى أحــد‬
‫اخملتصــن بذلــك‬
‫‪ -2‬عالمــات الترقيــم ‪ :‬مثــل النقطــة والفصلــة والشــرطة واالقــواس يجــب‬
‫االعتنــاء بهــا فهــي تفيــد فــي توضيــح املعنــى وضبــط إيقــاع االســطر‬
‫والفقــرات‬
‫‪ -3‬تنســيق البحــث ‪ :‬يقــوم الباحــث بتنســيق بحثــه مســتخدما برنامــج (‪ )Microsoft Word‬وفقــا ملواصفــات ثابتــة فــي كامــل البحــث وتفضــل‬
‫املواصفــات التاليــة ‪:‬‬
‫‪ .1‬نوع اخلط‪ Traditional Arabic :‬أو ‪ Times New Roman‬أو ‪ Simplified Arabic‬حجم اخلط ‪14‬‬
‫‪ .2‬تكون املسافة بني األسطر مسافة واحدة ‪ Single‬مع وجود مسافة ‪ first line‬أول الفقرات‬
‫‪ .3‬العناوين الواقعة في وسط الصفحة تكتب ببنط أسود ‪20‬‬
‫‪ .4‬العناوين اجلانبية تكتب ببنط أسود ‪18‬‬
‫‪ .5‬يترك هامش جانبي مقداره ‪3.5‬سم على ميني الصفحة‪ ،‬وكذا ‪ 2.5‬على كل جانب من اجلوانب األخرى‪.‬‬
‫‪ .6‬تكتب أرقام الصفحات في الوسط من أسفل الصفحة‪ ،‬مع ضرورة ترقيم ما يسبق منت البحث باألحرف الهجائية‪.‬‬
‫‪ -4‬املقدمــة ‪ :‬هــي آخــر مــا يكتــب فــي البحــث حيــث حتتــوي علــى نفــس الفقــرات التــي وردت فــي خطــة البحــث تقريبــا مــع ذكــر مــا اســتخدم‬
‫الباحــث مــن إجــراءات وأدوات ومــا وصــل اليــه فعــا مــن نتائــج وتوصيــات‬
‫‪ -5‬العرفان ‪ :‬ميكن أن يضع الباحث كلمة أول بحثه يشكر فيها من عاونه وسانده فيه كما ميكنه أن يهدي بحثه الى من يريد‬
‫‪ -6‬الفهــارس ‪ :‬يضــم البحــث فهــرس أساســي باملوضوعــات منســقا ومرتبــا بحيــث تظهــر االبــواب والفصــول جيــدا كمــا ميكــن ان يضيــف الباحــث‬
‫فهــارس أخــرى للصــور واالشــكال أو فهــارس لألعــام أو النظريــات أو مــا يــرى أن يدعــم بحثــه بــه مــن فهــارس‬
‫‪ -7‬املراجــع ‪ :‬يضــع الباحــث فــي نهايــة بحثــه قائمــة باملراجــع واملصــادر التــي اســتخدمها معتمــدا علــى احــد الطــرق العلميــة لكتابــة املراجــع وهــي‬
‫نفــس الطريقــة التــي اســتخدمها فــي االستشــهاد املرجعــي ‪ Citation styles‬داخــل البحــث ‪ ،‬ولــكل تخصــص طريقــة يتبناهــا ومــن أمثلتهــا‪:‬‬
‫‪ .1‬مدرســة اجلمعيــة األمريكيــة للغــات احلديثــة ‪ ) MLA) Modern Language Association‬للتخصصــات األدبيــة والفنــون‬
‫واإلنسانيات‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ .2‬مدرســة اجلمعيــة األمريكيــة لعلــم النفــس ‪ ) APA) American psychological Association‬لتخصصــات علــم‬
‫النفــس والتربيــة والعلــوم االجتماعيــة بشــكل عــام‪.‬‬
‫‪ .3‬مدرســة اجلمعيــة األمريكيــة الطبيــة ‪ ) AMA) American Medical Association‬للتخصصــات الطبيــة والصحيــة‬
‫والعلــوم البيولوجيــة‪.‬‬
‫‪ .4‬مدرسة جامعة شيكاغو ‪ Chicago‬جلميع التخصصات‪.‬‬
‫ويوفــر برنامــج (‪ )Microsoft Word‬تطبيقــات هــذه الطــرق وغيرهــا وميكــن للباحــث االســتفادة منهــا بعــد تدريــب بســيط علــى‬
‫اســتخدامها‬
‫‪ -8‬اخلامتــة‪ :‬التختلــف اخلامتــة كثيــراً عــن املقدمــة‪ ،‬وحتتــوي علــى جملــة اســتنتاجية‪ ،‬تذكــر فيهــا (الفكــرة الرئيســية للبحــث) وأنــه قــد مت‬
‫اســتنتاجها‪.‬ثم تذكــر األشــياء التــي ســاعدتك علــى ذلــك االســتنتاج مبعنــى آخــر تذكــر األفــكار العامــة للبحث‪.‬وأخيــراً تختــم بعبــارة تفاؤليــة أو‬
‫تســاؤل يبقــى فــي ذهــن القــارئ‪.‬‬
‫‪ -9‬غــاف البحــث ‪ :‬هــو أول مــا يقابــل القــاريء مــن بحثــك ويجــب أن يحتــوي املعلومــات األساســية مثــل ‪ :‬عنــوان البحــث ‪ ،‬اســم الباحــث كامـ ً‬
‫ا‪،‬‬
‫اســم األســتاذ املشــرف علــى البحــث ‪ ،‬اســم اجلامعــة والكليــة‪ ،‬والقســم الــذي ينتمــي إليــه الطالــب ‪ ،‬العــام الدراســي‪.‬‬
‫‪ -10‬املراجعــة النهائيــة للبحــث ‪ :‬ويهتــم الباحــث فيهــا مبراجعــة مســودة البحــث وتنقيحــه مــن األخطــاء‪ :‬العلميــة‪ ،‬واللغويــة‪ ،‬واإلمالئية‪.‬والتأكــد‬
‫مــن توثيــق املعلومــات املقتبســة فــي املــن وفــي احلواشي‪.‬واســتكمال نواقــص البحــث‪ ،‬وســد فجواته‪.‬والتأكــد مــن وضــوح العبــارة ودقتهــا فــي‬
‫التعبيــر عــن األفكار‪.‬والتأكــد مــن وضــع العناويــن الرئيســية واجلانبيــة ومــن الكتابــة فــي فقــرات‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬تقدمي البحث‬


‫فــي كثيــر مــن االحيــان تطلــب بعــض اجلهــات أن يقــدم الباحــث عرضــا‬
‫حــول بحثــه ولــذا يجــب علــى الباحــث أن يســتعد لذلــك باآلتــي ‪:‬‬
‫‪ .1‬كتابــة مســتخلص لبحثكــم يتضمــن مختصــراً خلطــة البحــث واجراءاتــه‬
‫وأهــم النتائــج‪.‬‬
‫‪ .2‬وصف إلجراءات التنفيذ‪.‬‬
‫‪ .3‬تصميــم عــرض تقدميــي (بوربوينــت) ملســتخلص البحــث وإجــراءات‬
‫التنفيــذ‪.‬‬
‫‪ .4‬مراجعة بعض مباديء العرض والتقدمي‬

‫‪99‬‬
‫ابحث في النت عن ‪:‬‬
‫‪ - ١‬مناهج البحث العلمي ونظرياته‬
‫‪ -٢‬أدوات ووسائل تساعدك في البحث العلمي‬
‫‪ -٣‬محاضرة مقروءة أو مسموعة أو مرئية حول إعداد البحث العلمي‬
‫‪ -٤‬مقال أو بحث موثق حول إعداد البحث العلمي‬
‫‪ -٥‬كتاب صدر حديثا حول إعداد البحث العلمي‬
‫‪ -٦‬برنامج تدريبي أو عرض تقدميي حول إعداد البحث العلمي‬

‫‪100‬‬
101
‫الوحدة‬
‫السادسة‬
‫مهارات وأنماط التفكير‬

‫الهدف العام للوحدة‬


‫أن يتعرف الطالب على أهم أمناط التفكير ويكتسب القدرة على استخدام التفكير النقدي‬
‫في حتليل املشكالت احلياتية‪.‬‬

‫األهداف الخاصة‬
‫يتوقع من الطالب في نهاية هذه الوحدة أن‪:‬‬
‫‪ .1‬يفهم تعريف التفكير وكيف يعمل العقل‬
‫‪ .2‬يصنف أمناط التفكير اخملتلفة‬
‫‪ .5‬يتعرف على (مقياس هيرمان) لتحديد أمناط التفكير‬
‫‪ .7‬يتمكن من رسم لقطة لدماغة باستخدام مقياس بوصلة التفكير‬
‫‪ .8‬يقدر على تطبيق مبادئ هيرمان في حتديد التخصص وفريق العمل واتخاذ القرار‬
‫‪ .11‬يعي تأثير منط تفكيره على سلوكه‬
‫‪ .12‬يحترم آراء اآلخرين النابعه من منط تفكيرهم املهيمن‬
‫‪ .13‬يكتسب القدرة على استخدام التفكير النقدي في املشكالت احلياتية‬
‫‪ .14‬يجيد التفكير والتحليل والتفسير واكتساب املعرفة من خالل حتليل املعلومات‪.‬‬

‫محتويات الوحدة‬
‫‪ .1‬تعريف التفكير وكيف يعمل العقل‬
‫‪ .2‬أمناط التفكير اخملتلفة (التحليلي‪ ،‬العلمي‪ ،‬اإلبداعي‪).. ،‬‬
‫‪ .3‬مقياس هيرمان ألمناط التفكير وتطبيقاته‬
‫‪ .4‬التفكير النقدي والتحليلي وتطبيقهم في التعامل مع املشكالت‬

‫‪102‬‬
103
‫فــي أكثــر مــن مائــة آيــة مــن القــرآن الكــرمي يذكــر اللــه تعالــى التفكيــر بــكل مــا يتعلــق بــه مــن مفــردات فنجــد‪( :‬يتفكــرون ويعقلــون ويفقهــون وأولــو‬
‫األلبــاب واالبصــار وينظــرون و يبصــرون) بــل ونتائــج التفكيــر مــن العلــم والتعلــم والعلمــاء والتفقــه والفهــم بــل ومظــان التفكيــر مــن اخللــق واإلبــداع‬
‫والكــون واإلنســان والكائنــات‬
‫ـاب ال َِّذيــنَ َيذْ ُكـ ُـرونَ َّ َ‬
‫الل‬ ‫ـات ِ ُل ِولــي ْ َ‬
‫ال ْل َبـ ِ‬ ‫اخ ِتـ َـا ِف ال َّل ْيـ ِـل َوال َّن َهـ ِـار َ َ‬
‫ل َيـ ٍ‬ ‫السـ َـما َو ِات َو ْ َ‬
‫ال ْر ِض َو ْ‬ ‫{إنَّ ِف خَ ِ ْلــق َّ‬ ‫ِ‬
‫في القرآن‬ ‫اطـ ًـا‬ ‫السـ َـما َو ِات َو ْ َ‬
‫ال ْر ِض َر َّب َنــا َمــا خَ َلقْ ــتَ َه ـذَا َب ِ‬ ‫ـودا َو َع َلــى ُجن ِ‬
‫ُوب ِهـ ْـم َو َي َتفَكَّ ـ ُـرو َن ِف خَ ْلـ ِـق َّ‬ ‫امــا َو ُق ُعـ ً‬
‫ِق َي ً‬
‫‪ 49‬آية وردت فيها مشتقات‬ ‫َاب ال َّنـ ِـار} آل عمــران ‪191-190‬‬ ‫ُس ـ ْب َحان ََك َف ِق َنــا َع ـذ َ‬
‫ذلــك كلــه يعطــي صــورة واضحــة عــن موقــع الفكــر والتفكيــر فــي منهــج اإلســام إلدارة حيــاة األفــراد العقل‬
‫‪ 129‬آية تدعو إلى النظر‬ ‫واجملتمعــات ويدعونــا الــى االهتمــام بهــذه النعمــة التــي أنعــم اللــه بهــا علــى اإلنســان ‪.‬‬
‫‪ 148‬آية تدعو إلى التبصر‬ ‫وعندمــا نتكلــم عــن التفكيــر فــي بحــث علمــي جنــد أن هنــاك مجموعــة مــن املصطلحــات املتعلقــة بــه‬
‫آيات تدعو إلى التدبر‬ ‫‪4‬‬ ‫حتتــاج أن نحددهــا جيــدا‬
‫‪ 16‬آية تدعو للتفكر‬ ‫فما هو التفكير ؟‬
‫آيات تدعو إلى االعتبار‬ ‫‪7‬‬ ‫وماهي مهارات التفكير؟‬
‫‪ 20‬آية تدعو إلى التفقه‬ ‫وما هي أمناط التفكير؟‬
‫‪ 269‬آية تدعو إلى التذكر‬ ‫ماهي برامج تنمية مهارات التفكير؟‬
‫وماهي برامج تصنيف أمناط التفكير؟‬
‫وهذا ما سنتناوله بالدراسة في هذه الوحدة‬

‫مفهوم التفكير‪:‬‬
‫ّعــرف عالــم النفــس األملانــي بايــر( ‪ )Beyer‬التفكيــر علــى أنــه عبــارة عــن عمليــة‬
‫عقليــة يســتطيع املتعلــم عــن طريقهــا عمــل شــيء ذي معنــى مــن خــال اخلبــرة‬
‫التــي ميــر بهــا ‪ ،‬أمــا دي بونــو( ‪ )De Bono‬رائــد التفكيــر فــي العصــر احلديــث‬
‫فيفتــرض أن التفكيــر مهــارة عمليــة ميــارس بهــا العقــل نشــاطه اعتمــاداً علــى‬
‫ـأن للخبــرة مــن أجــل الوصــول إلــى الهــدف ‪.‬‬
‫اخلبــرة أو هــو اكتشــاف متبصــر أو متـ ٍ‬
‫فالتفكيرعمليــة عقليــة معرفيــة للتنــاول العقلــي لألفــكار والصــور الذهنيــة والرمــوز‬
‫والكلمــات واملفاهيــم والذكريــات واملــدركات واملعتقــدات واملقاصــد؛ وتســتند هــذه‬
‫العمليــة إلــى طائفــة مــن املهــارات التــي يســتخدمها الفــرد فــي كل أنشــطته العقليــة‬
‫املتعلقــة بتكويــن املفاهيــم وحــل املشــكالت والتوظيــف املعرفــي‪ ،‬واإلبــداع‪ ،‬والتعلــم‪،‬‬
‫والذاكــرة والتخيــل وغيــر ذلــك مــن أشــكال النشــاط العقلــي‪.‬‬
‫واخلامــة األساســية فــي عمليــة التفكيــر هــي املعلومــات واملنتــج االساســي لعمليــة التفكيــر هــو املعلومــات والســلوك واملعالــج الــذي تتــم فيــه العملية‬
‫هــو اجلهــاز العصبــي املتكــون مــن الدمــاغ والنخــاع الشــوكي واخليــوط العصبيــة اخلارجــة منــه‬

‫‪104‬‬
‫مهارات التفكير‪:‬‬
‫عــرف ويلســون ( ‪ )Wilson‬مهــارات التفكيــر بأنهــا‪ :‬تلــك العمليــات العقليــة التــي نقــوم بهــا مــن أجــل جمــع املعلومــات وحفظهــا أو تخزينهــا‪،‬‬
‫وذلــك مــن خــال إجــراءات التحليــل والتخطيــط والتقييــم والوصــول إلــى اســتنتاجات وصنــع القــرارات‪.‬‬

‫هرم بلوم المعرفي‬


‫منــذ أن قــدم بلــوم (‪ )Bloom, 1956‬تصنيفــه السداســي‬
‫للمهــارات املعرفيــة‪ ،‬صــار هــذا التصنيــف منوذجــاً واســع‬
‫االســتخدام فــي تعليــم مهــارات التفكيــر وفــي إتقــان تلــك‬
‫املهــارات بوصفهــا أدوات فعالــة فــي التوظيــف املعرفــي‬
‫وتتــدرج مســتويات التفكيــر عنــد بلــوم مــن أســفل الــى أعلــى‬
‫فــي ‪ 6‬مســتويات كاآلتــي ‪:‬‬
‫‪ -1‬التذكــر (‪( )remember‬تذكرمواضيــع مت‬
‫تعلمهــا مســبقاً) ويعتمــد علــى احلصيلــة املعرفيــة لديــه‬
‫(‪ )Knowledge‬فيذكــر مثــا نــص نظريــة أو قانــون كمــا‬
‫هــو‪.‬‬
‫والســلوك الــذي يظهــره يف التفكيــر يف هــذا املجــال هــو‪:‬‬
‫يُ َعــرف ‪ ،‬يذكــر ‪ ،‬يســمي ‪ ،‬يســرد ‪ ،‬يســترجع ‪ ،‬يكــرر ‪ ،‬يعــدد‬
‫يطابــق‪.‬‬
‫‪ -2‬الفهــم (‪( )Comprehension‬اســتيعاب وإدراك‬
‫معنــى املوضــوع) ويتضمــن التذكــر حيــث يذكــر شــيء معــن‬
‫مــع التغييــر والتعديــل وهــي تعطيــك القــدرة علــى أن تعبــر عــن أمــور ومعلومــات تعرفهــا بأســلوبك مثــل أن اعطيــك معلومــات عــن بلــد معــن او‬
‫غــذاء معــن واطلــب منــك ان تشــرح مــا قلتــه أو تعيــده بنفســك‬
‫والســلوك الــذي يظهــره يف التفكيــر يف هــذا املجــال هــو ‪ :‬يُترجــم ‪ ،‬يُحــول ‪ ،‬يُعيــد صياغــة ‪ ،‬يُلخــص ‪ ،‬يعبــر عــن ‪ ،‬يعطــي مثــال ‪ ،‬يشــرح ‪ ،‬يراجــع ‪،‬‬
‫يوضــح ‪ ،‬يناقــش ‪ ،‬يقــارن ‪ ،‬يخمــن ‪ ،‬يتوقــع ‪ ،‬يعلــل ‪ ،‬يربــط بـــ ‪ (...‬أكثــر مــن شــيء )‬
‫‪ -3‬التطبيــق (‪( )Application‬اســتخدام املعلومــات فــي حــاالت معينــة ‪-‬ملموســة) فيطبــق علــى شــيء جديــد ‪ ،‬يطبــق فــي موقــف مشــابه أو‬
‫موقــف مــر عليــه قبــل ذلــك أو موقــف جديــد‪ .‬وهنــا نربــط بــن قواعــد وقوانــن معينــه نعرفهــا وبــن تفكيرنــا كأن أقــول لــك أن أي كلمــه تنتهــي‬
‫بضمتــن أي تنويــن نزيــد نط ًقــا صــوت نــون أو أقــول لــك جلســت فــي غرفــة مســتطيلة كــم مســاحة هــذه الغرفــة هنــا البــد أن تربــط ذلــك بقانــون‬
‫مســاحة املســتطيل وهــو الطــول مضرو ًبــا فــي العــرض فتكــون املســاحة بعــد قيــاس طــول وعــرض الغرفــة‬
‫والســلوك الــذي يظهــره يف التفكيــر يف هــذا املجــال هــو‪ :‬يطبــق ‪ ،‬يســتخدم ‪ ،‬يحســب ‪ ،‬يعــد ‪ ،‬يحــل متريــن ‪ ،‬يرســم متريــن ‪ ،‬يعالــج ‪ ،‬يوظــف ‪،‬‬
‫يســتخرج ‪ ،‬يقيــس‬

‫‪105‬‬
‫‪ -4‬التحليــل (‪( )Analysis‬جتزئــة املــادة إلــى أجــزاء) أو حتليــل املوقــف لعناصــره األساســية وتعتمــد علــى حتويــل املعلومــه الكليــة إلــى معلومــة‬
‫مجــزأه مثــل أن اقــدم لــك معلومــات عــن املنــاخ فــي قــارة أســيا فتســتطيع أن تســتنتج معلومــات عــن املنــاخ فــي الســعودية أو الكويــت وغيرهــا مــن‬
‫دول أســيا ‪ ،‬أو أعطيــك معلومــات عــن صفــات احلشــرات ككل وهنــا تســتطيع أن تقــدم لــي معلومــات عــن صفــات اجلــرادة‬
‫والســلوك الــذي يظهــره يف التفكيــر يف هــذا املجــال هــو‪ :‬يحلــل ‪ ،‬يبرهــن ‪ ،‬مييــز ‪ ،‬يعــزل ‪ ،‬يحــدد العناصــر املشــتركة فــي ‪ ،‬يختبــر ‪ ،‬يدقــق ‪ ،‬يتأمــل‬
‫‪ ،‬يســتقرأ ‪ ،‬يكتشــف‪.‬‬
‫‪ -5‬التركيــب (‪( )Synthesis‬وضــع األجــزاء مــع بعضهــا البعــض لصنــع ‪-‬لتشــكيل‪ -‬الــكل) أي ينظــم مجموعــة معينــة مــن املفاهيــم والعالقــات‬
‫وهــي مــن اجلــزء إلــى الــكل كأن اقــدم لــك معلومــات عــن عــدة موديــات لســيارات معينــة وخصائصهــا ومنهــا تســتخلص معلومــة عــن خصائــص‬
‫الســيارات اليابانيــة ككل‬
‫والسلوك الذي يظهره يف التفكير يف هذا املجال هو ‪ :‬يُؤلف ‪ ،‬يبدع ‪ ،‬يبتكر ‪ ،‬يصمم ‪ ،‬يقترح ‪ ،‬ينسق ‪ ،‬ينظم ‪ ،‬ينشئ ‪ ،‬يجمع بني‪.‬‬
‫‪ -6‬التقييــم (‪( )Evaluation‬احلكــم علــى قيمــة منتــج مــا وذلــك بالنســبة لهــدف معطــى‪ ،‬باســتخدام معيــار محــدد) ويضــم كافــة املســتويات‬
‫الســابقة ملعرفــة مــدى تعلمــه وتعتمــد علــى مقــدار تقديــرك ورايــك فيمــا تســمعه وتقــرأه او تشــاهده وكذلــك فــي االشــياء التــي تفضلهــا دون‬
‫غيرهــا ممــا ســمعت او قــرأت أو شــاهدت كأن اســالك مــا رأيــك بظاهــرة كــذا ؟؟ او ايهمــا تفضــل الشــتاء أم الصيــف علــى أن تضــع اســباب رأيــك‬
‫والســلوك الــذي يظهــره يف التفكيــر يف هــذا املجــال هــو ‪ :‬ينقــد ‪ ،‬يقيــم ‪ ،‬يناقــش باحلجــج ‪ ،‬يبــن التناقــض ‪ ،‬يصــدر حكــم ‪ ،‬يدافــع عــن ‪ ،‬يتخــذ‬
‫قــرار ‪ ،‬يبــرر‪.‬‬

‫املهــارات األساســية واملهــارات العليــا‬


‫للتفكيــر ‪:‬‬
‫وقــد قــام العلمــاء مــن بعــد بلــوم بإعــادة تقســيم‬
‫هرمــه السداســي الــى مســتويني للتفكيــر همــا‪:‬‬
‫‪ -1‬مهــارات التفكيــر األساســية أو الدنيــا‬
‫(‪ : )Lower Thinking Skills‬حيــث‬
‫ميــارس الفــرد العديــد مــن مهــارات تكــون مبثابــة‬
‫األســاس الــذي تعتمــد عليــه ممارســة الفــرد‬
‫للبعــض اآلخــر مــن تلــك املهــارات‪ ،‬لذلــك ســميت‬
‫املهــارات التــي متثــل قاعــدة هــرم بلــوم للتفكيــر‬
‫باملهــارات األساســية كمهــارة التذكــر والفهــم‬
‫والتطبيــق‬
‫‪ -2‬مهــارات التفكيــر العليــا (‪Higher‬‬
‫‪ : )Thinking Skills‬وحتــدث عندمــا يقــوم‬

‫‪106‬‬
‫الفــرد بتفســير وحتليــل املعلومــات ومعاجلتهــا لإلجابــة عــن ســؤال أو حــل مشــكلة الميكــن حلهــا مــن خــال االســتخدام العــادي ملهــارات التفكيــر‬
‫الدنيــا‪ ،‬وتتطلــب إصــدار أحــكام‪ ،‬أو إعطــاء رأي واســتخدام معاييــر للوصــول إلــى النتيجــة وفيهــا يرتقــي اإلنســان الســتخدام املهــارات االعلــى فــي‬
‫الهــرم السداســي لبلــوم (التحليــل والتركيــب والتقييــم)‬

‫أنماط التفكير‬
‫اآلن وبعــد أن تعرفنــا علــى التفكيــر كعمليــة ثــم الوحــدات األساســية الســتة لهــذه‬
‫العمليــة عنــد بلــوم والتــي اطلقنــا عليهــا (مهــارات التفكيــر) بقســميها االساســيني‬
‫(الدنيــا والعليــا) اآلن نتعــرف علــى أمنــاط التفكيــر‬
‫عرفهــا جريجــورك (‪ )Greg orc‬أنهــا مجموعــة مــن األداءات التــي متيــز الفــرد‬
‫وتعتبــر دلي ـ ً‬
‫ا علــى كيفيــة إســتقباله للخبــرات التــي ميــر بهــا فــي مخزونــه املعرفــي‬
‫ويســتعملها للتكيــف مــع البيئــة احمليطــة ‪.‬‬
‫وتشيرأســاليب التفكيــر ‪ Thinking Styles‬إلــى الطــرق واألســاليب املفضلــة‬
‫للفــرد فــي توظيــف قدراتهــم ‪ ،‬واكتســاب معارفهــم ‪ ،‬وتنظيــم أفــكار هــم والتعبيــر عنهــا‬
‫مبــا يتــاءم مــع املهــام واملواقــف التــي تعتــرض الفــرد ‪ ٠‬فأســلوب التفكيــر املتبــع عنــد‬
‫التعامــل مــع املواقــف االجتماعيــة فــي اجلوانــب احليايتــة قــد يختلــف عــن أســلوب‬
‫التفكيــر عنــد حــل املســائل العلميــة ممــا يعنــى أن الفــرد قــد يســتخدم عــدة أســاليب‬
‫فــي التفكيــر وقــد تتغيــر هــذه األســاليب مــع الزمــن ‪.‬‬
‫وقد تعددت النظريات حول تقسيم أمناط التفكير وعالقتها مبهارات التفكير الستة التي عرضها بلوم في تفريعات كثيرة‬
‫أشــهرها مــا ميكــن أن نطلــق عليــه (منــوذج ‪ C4‬ملهــارات التفكيــر العليــا) يتكــون مــن أربعــة أمنــاط أساســية وتعتبــر أهــم مهــارات التفكيــر العليــا‬
‫*‬
‫وهــي ‪:‬‬

‫‪ -1‬التفكيرالناقد ‪Critical Thinking‬‬


‫‪ -2‬التفكيرالتأملي ‪Contemplative Thinking‬‬
‫‪ -3‬التفكيراإلبداعي ‪Creative Thinking‬‬
‫‪ -4‬التفكير ماوراء املعرفي ‪META - Cognitive, Thinking‬‬
‫وسوف نتناول هنا نوعني من أمناط التفكير هما ‪ :‬التفكيرالناقد ‪ Critical Thinking‬والتفكيراإلبداعي ‪Creative Thinking‬‬

‫* ملحوظة‪ :‬حل املشكالت من مهارات التفكير العليا ومت تناولها في فصل اتخاذ القرار‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫أوال ‪ :‬التفكير الناقد ‪ Critical Thinking :‬‬
‫إذا رجعنــا إلــى الكلمــة اإلجنليزيــة ‪ Critical‬جنــد أنهــا مشــتقة مــن األصــل الالتينــي ‪ criticus‬أو اليونانــي ‪ kritikos‬والــذي يعنــي‬
‫ببســاطة القــدرة علــى التمييــز أو إصــدار األحــكام‪.‬‬
‫ورمبــا كان التفكيــر الناقــد مــن أكثــر أشــكال التفكيــر املركــب اســتحواذاً علــى اهتمــام الباحثــن واملفكريــن التربويــن الذيــن عرفــوا بكتاباتهــم‬
‫فــي مجــال التفكيــر ‪،‬كمــا أن تعبيــر التفكيــر الناقــد مــن أكثــر التعبيــرات التــي يســاء اســتعمالها مــن قبــل الكثيريــن فــي وصــف عمليــات التفكيــر‬
‫ومهاراتــه‪.‬‬
‫يعرفــه (بايــر) علــى أنــه «ذلــك النــوع مــن التفكيــر القابــل للتقييــم بطبيعتــه واملتضمــن للتحليــات الهادفــة والدقيقــة واملتواصلــة ألي إدعــاء أو‬
‫معتقــد ومــن أي مصــدر مــن أجــل احلكــم علــى دقتــه وصالحيتــه وقيمتــه احلقيقيــة»‬
‫ويأتــي التفكيــر الناقــد فــي قمــة هــرم بلــوم ‪ ،‬وهــو أرقــى أنــواع التفكيــر ‪ ،‬ويكــون مــن وجهــة نظــر بلــوم «القــدرة علــى عمليــة إصــدار حكــم وفــق‬
‫معاييــر محــددة «‪.‬‬
‫وعرفــه الباحثــان أودل ودانيالــز (‪ )Udall & Daniels( )1991‬بأنــه‪ :‬حــل‬
‫املشــكالت أو التحقــق مــن الشــيء وتقييمــه باالســتناد إلــى معاييــر متفــق عليهــا‬
‫مســبقاً‪.‬‬
‫وصنفا مهارات التفكير الناقد في ثالث فئات عل النحو اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬مهارات التفكير االستقرائى‬
‫يقــوم علــى أســاس تقــدمي عــدد كاف مــن األمثلــة اخلاصــة للتوصــل إلــى حقيقــة أو‬
‫قاعــدة حتكــم ســلوك هــذه احلــاالت اخلاصــة أو خصائصها‪.‬‬
‫واالســتقراء يقــوم علــى االنتقــال مــن اجلــزء إلــى الــكل‪ ،‬ومــن األمثلــة إلــى القاعــدة‬
‫ومــن األفــكار الفرعيــة اخلاصــة إلــى األفــكار والتجريــدات العامــة‪ ،‬وهــو الطريقــة‬
‫التــي متكننــا مــن التوصــل إلــى القانــون‬

‫‪ -2‬مهارات التفكير االستنتاجي‬


‫هــو العمليــة الذهنيــة التــي يُســتخلص بهــا اســتخالصا دقيقــا مــن قضيــة تدعــى (مقدمــة) إلــى قضيــة أو قضايــا أخــرى تدعــى (نتيجــة) تنتــج‬
‫عنهــا بالضــرورة‪ ،‬كمــا تقضــي قواعــد املنطــق‬

‫‪ -3‬مهارات التفكير التقوميي‬


‫التفكير التقوميي يعني النشاط الذي يستهدف إصدار حكم حول قيمة األفكار أو األشياء وسالمتها ونوعيتها‪.‬‬
‫وتعــرف ميكــر ( ‪ ) Meeker,1969‬القــدرة علــى التقــومي بأنهــا « القــدرة علــى التوصــل إلــى اتخــاذ قــرارات وإصــدار أحــكام حــول احملــكات‬
‫واحللــول والبدائــل واختيــار أفضلهــا»‬

‫‪108‬‬
‫معايير التفكير الناقد ‪:‬‬
‫يقصــد مبعاييــر التفكيــر الناقــد املواصفــات العامــة املتفــق عليهــا لــدي‬
‫الباحثــن فــي مجــال التفكيــر والتــي تتخــذ أساســا فــي احلكــم علــي‬
‫نوعيــة التفكيــر االســتداللي أو التقوميــي الــذي ميارســة الفــرد فــي‬
‫معاجلتــة للمشــكلة أو املوضــوع املطــروح ومــن أهــم املعاييــر املتعلقــة‬
‫بالتفكيــر الناقــد مايلــي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الوضــوح ‪ : clarity‬مــن أهــم معاييــر التفكيــر الناقــد باعتبــارة‬
‫املدخــل الرئيســي لباقــي املعاييــر فــإذا لــم تكــن العبــارة واضحــة فلــن‬
‫نســتطيع فهمهــا ولــن نســتطيع معرفــة مقاصــد املتكلــم وبالتالــي لــن‬
‫يكــون مبقدورنــا احلكــم عليهــا بــأي شــكل مــن اإلشــكال‬
‫‪ -2‬الصحــة ‪ : accuracy‬أن تكــون األدلــة والبراهــن واحلقائــق‬
‫واألرقــام التــي يســتخدمها الفــرد صحيحــة وموثــوق بهــا‪.‬‬
‫‪ -3‬الدقــة ‪ : precision‬ويقصــد بهــا إعطــاء موضــوع التفكيــر‬
‫حقــه مــن املعاجلــة واجلهــد والتعبيــر عنــه بدرجــة عاليــة مــن الدقــة‬
‫والتحديــد بــا زيــادة أو نقصــان‪.‬‬
‫‪ -4‬الربط ‪ : relevance‬يعني الربط مدي العالقة بني السؤال أو املداخلة أو احلجة أو العبارة مبوضوع النقاش أو املشكلة املطروحة‬
‫‪ -5‬العمــق ‪ : Depth‬تفتقــر املعاجلــة الفكريــة للمشــكلة أو املوضــوع فــي كثيــر مــن األحــوال إلــي العمــق املطلــوب الــذي يتناســب مــع تعقيــدات‬
‫املشــكلة أو تشــعب املوضــوع فيجــب أن تتميــز معاجلــة املشــكلة أو الظاهــرة فــي التفكيــر النقــدي بدرجــة عاليــة مــن هــذا العمــق فــي التفكيــر‬
‫والتفســير والتنبــؤ لتخريــج الظاهــرة مــن املســتوى الســطحي مــن املعاجلــة إلــى مســتوى أكثــر عمقــا‪.‬‬
‫‪ -6‬االتساع ‪ : Breadth‬يوصف التفكير الناقد باالتساع أو الشمولية عندما تؤخذ جميع جوانب املشكلة أو املوضوع باالعتبار‬
‫‪ -7‬املنطــق ‪ : Logic‬مــن الصفــات املهمــة للتفكيــر الناقــد أو االســتدالل أن يكــون منطقيــا وعندمــا يقــال بــأن فالنــا يفكــر تفكيــرا منطقيــا فــان‬
‫صفــة املنطــق هــي املعيــار الــذي اســتند إليــه احلكــم علــي نوعيــة التفكيــر ويقصــد بـــ ( التفكيــر املنطقــي ) تنظيــم األفــكار وتسلســلها وترابطهــا‬
‫بطريقــة تــؤدي إلــي معنــي واضــح‬

‫خصائص المفكر الناقد ‪:‬‬


‫‪ .1‬منفتح العقل علي األفكار اجلديدة ‪.‬‬
‫صاحب التفكير الناقد‬ ‫‪ .٢‬يعرف متى يحتاج إلي معلومات أكثر حول شيء ما‪.‬‬
‫ذو عقلية منفتحة على كل اآلراء يعتمد على‬ ‫‪ .٣‬يعــرف الفــرق بــن نتيجــة ( رمبــا تكــون صحيحــة ) ونتيجــة ( البــد إن تكــون‬
‫صدق املصادر وقوة داللتها في إثبات وجهة‬ ‫صحيحــة )‪.‬‬
‫نظره مع احترام الراي اآلخر‬ ‫‪ .٤‬يحاول فصل التفكير العاطفي عن املنطقي ‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ .٥‬يحــاول بنــاء مفرداتــة اللغويــة بحيــث يكــون قــادرا علــي فهــم مــا‬
‫يقولــه اآلخــرون وعلــي نقــل أفــكاره بوضــوح ‪.‬‬
‫‪ .٦‬يتخــذ موقفــا أو يتخلــى عــن موقــف عنــد توافــر أدلــة وأســباب كافيــة‬
‫لذلــك ‪.‬‬
‫‪ .٧‬يأخذ جميع جوانب املوقف بنفس القدر من األهمية ‪.‬‬
‫‪ .٨‬يعرف املشكلة بوضوح‪.‬‬
‫‪ .٩‬يفكر في البدائل يبحث عن األسباب ‪.‬‬
‫‪ .١٠‬يتعامل مع مكونات املوقف املعقد بطريقة منظمة‪.‬‬
‫‪ .١١‬يستخدم مصادر علمية موثوقة ويشير إليها‪.‬‬
‫‪ .١٢‬يبقي علي صلة بالنقطة األساسية أو جوهر املوضوع ‪.‬‬
‫‪ .١٣‬حساســاً للمشــاعر‪ ،‬وملســتوى املعرفــة‪ ،‬ولدرجــة التكلــف أو‬
‫السفســطة التــي قــد يبديهــا آخــرون‪.‬‬
‫‪ .١٤‬يهتم باحلقائق ويبعد عن اآلراء‪.‬‬
‫‪ .١٥‬عدم القفز إلى النتائج‬
‫‪ .١٦‬يتجنب إصدار احلكم أو اجلدال عندما تكون األدلة واألسباب غير كافية ‪.‬‬
‫‪ .١٧‬يبحث عن الدقة في مالحظة الوقائع واألحداث عندما يسمح املوضوع بذلك ‪.‬‬
‫‪ .١٨‬يسير بطريقة منتظمة في معاجلة األجزاء ضمن املشكلة املعقدة ككل ‪.‬‬
‫‪ .١٩‬توافر املوضوعية لديه والبعد عن العوامل الشخصية ‪.‬‬

‫دوافع التفكير الناقد‬


‫الدافــع الرئيســي احملفــز للتفكيــر الناقــد عنــد اإلنســان‬
‫هــو حــل التناقــض مبعنــى أنــه عندمــا يــرى اإلنســان وضعــا‬
‫مخالفــا لبعــض املفاهيــم التــي يعتنقهــا أو املعــارف التــي‬
‫اكتســبها جتــده يســرع بالبحــث عــن حــل لهــذا التناقــض‬
‫ولذلــك فهــو يتــدرج خــال مســتويات اربعــة ‪:‬‬
‫‪ -1‬القاعــدة املعرفيــة‪ :‬وهــي مــا يعرفــه الفــرد ويعتقــد فيــه‬
‫وهــي ضروريــة كــي يحــدث الشــعور بالتناقــض‪.‬‬
‫‪ -2‬األحــداث اخلارجيــة‪ :‬وهــي املثيــرات التــي تســتثير‬
‫اإلحســاس بالتناقــض‪.‬‬
‫‪ -3‬النظــرة الشــخصية‪ :‬وهــي الصبغــة الشــخصية التــي‬

‫‪110‬‬
‫اســتمدها الفــرد مــن القاعــدة املعرفيــة بحيــث تكــون طابعــاً مميــزاً!‪.‬‬
‫‪ -4‬الشعور بالتناقض أو التباعد‪ :‬وهو عامل دافع لبقية خطوات التفكير الناقد‪.‬‬
‫‪ -5‬حل التناقض‪ :‬وهي مرحلة تضم كافة اجلوانب املمكنة للتفكير الناقد حيث يسعى الفرد إلى حل هذا التناقض‪.‬‬

‫مهارات التفكير الناقد‪:‬‬


‫هنــاك العديــد مــن احملــاوالت والطــرق لعــرض مهــارات التفكيــر‬
‫الناقــد‪ ،‬مــن أهمهــا واكثرهــا اتســاقا مــع هــرم بلــوم املعرفــي فكــرة‬
‫فاشــيون (‪ )Faison‬الــذي حــدد ســت مهــارات معرفيــة اتفــق عليهــا‬
‫اخلبــراء لتشــكل جوهــر التفكيــر الناقــد وهــي ‪:‬‬
‫‪ -1‬التفسير (‪)Interpretation‬‬
‫ويبــدأ بفهــم املعنــى واســتيعابه ثــم التعبيــر عنــه بداللــة واســعة مــن‬
‫املواقــف واملعطيــات والتجــارب والقواعــد واملعاييــر واإلجــراءات‪،‬‬
‫ويشــمل عــدة مهــارات فرعيــة منهــا‪ :‬التصنيــف واســتخالص املعنــى‬
‫وتوضيحــه‪.‬‬
‫‪ -2‬التحليل (‪)Analysis‬‬
‫ويشــير إلــى حتديــد العالقــات االســتقرائية واالســتنتاجية بــن‬
‫العبــارات واألســئلة واملفاهيــم والصفــات‪.‬‬
‫وله مهارات فرعية منها‪ :‬فحص اآلراء واكتشاف احلجج وحتليلها‪.‬‬
‫‪ -3‬التقييم (‪)Evaluation‬‬
‫ويشير إلى مصداقية العبارات أو مصداقية إدراك الشخص‪( :‬جتربته‪ ،‬صفته‪ ،‬اعتقاده ورأيه)‪.‬‬
‫ويضم مهارات فرعية منها‪ :‬تقومي االدعاءات‪ ،‬وتقومي احلجج‪.‬‬
‫‪ -4‬االستدالل (‪)Inference‬‬
‫وتشــمل هــذه املهــارة االســتقراء واالســتنتاج‪ ،‬ويقصــد بهــا حتديــد وتوفيــر العناصــر الالزمــة الســتخالص نتائــج معقولــة‪ ،‬وتكويــن تخمينــات‬
‫وفرضيــات‪ ،‬وفهــم املعلومــات ذات الصلــة‪ ،‬واســتنباط النتائــج املنطقيــة‪.‬‬
‫وتشمل مهارات فحص الدليل‪ ،‬وتخمني البدائل‪ ،‬والتوصل الستنتاجات‪.‬‬
‫‪ -5‬الشرح (‪)Explanation‬‬
‫ويقصــد بــه قــدرة الفــرد علــى إعــان نتائــج تفكيــره املنطقــي‪ ،‬وتبريــر هــذا التفكيــر فــي ضــوء االعتبــارات التــي بنيــت علــى أساســها النتائــج مــن‬
‫األدلــة واملفاهيــم والقيــاس واحلجــج املقنعــة‪.‬‬
‫وتشمل مهارات إعالن النتائج‪ ،‬وتبرير اإلجراءات‪ ،‬وعرض احلجج‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ -6‬تنظيم الذات (‪)Self – Regulation‬‬
‫ويقصــد بــه مراقبــة الفــرد لألنشــطة التــي يقــوم بهــا بشــكل واع‪ ،‬مــن حيــث اســتخالص العناصــر املســتخدمة فيهــا ونتائجهــا‪ ،‬وبشــكل خــاص مــن‬
‫خــال تطبيــق مهــارات التحليــل وتقييــم الفــرد ألحكامــه االســتداللية مــع نظــرة نحــو التســاؤل والتأكيــد‪ ،‬واملصداقيــة‪ ،‬والتصحيــح ســواء تصحيــح‬
‫الفــرد ألفــكاره أو لنتائجــه مــع القــدرة علــى تنظيــم األفــكار والنتائــج‪.‬‬
‫وتشمل مهارة اختبار الذات‪ ،‬وتنظيم الذات وتصحيحها‪.‬‬

‫استراتيجيات تنمية التفكير الناقد‬


‫تتــم عمليــة تنميــة التفكيــر الناقــد مــن خــال التدريــب علــى عــدة‬
‫اســتراتيجيات منهــا مــا يلــي‪:‬‬
‫‪ -1‬استراتيجية الكلمات املترابطة‪:‬‬
‫تهــدف هــذه االســتراتيجية إلــى املســاعدة علــى التمييــز بــن املــادة‬
‫املرتبطــة باملوضــوع واملــادة غيــر املرتبطــة بــه‪.‬‬
‫‪ -2‬استراتيجية تقومي صحة مصادر املعلومات‪:‬‬
‫تهــدف هــذه االســتراتيجية إلــى التأكــد مــن املعلومــات واحلقائــق‬
‫وصــدق مصدرهــا‪ ،‬مــن خــال تقــدمي األدلــة‪ ،‬فاملفكــر الناقــد‬
‫اليصــدق أي شــيء دون تفكيــر ومعاجلــة‪.‬‬
‫‪ -3‬اســتراتيجية التمييــز بــن االســتنتاج غيــر املؤكــد واملالحظــة‬
‫املباشــرة‪.‬‬
‫تهدف هذه االستراتيجية إلى ضرورة بناء االستنتاجات اخلاصة على أدلة واضحة ومنطقية‪.‬‬
‫‪ -4‬استراتيجية التمييز بني املعلومات املهمة واملعلومات غير املهمة‪.‬‬
‫‪ -5‬استراتيجية الدفاع عن وجهة النظر‪.‬‬
‫تهدف هذه االستراتيجية للوصول إلى القدرة على تطوير احلجج من أجل الدفاع عن وجهات النظرحول موضوع أو قضية ما‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫موقف تدريبي‬
‫بعــد عمليــة جمــع املعلومــات عــن موضــوع أو قضيــة مــا والــذي تــدور حولــه وجهــات نظــر مختلفــة يقــوم الفريــق بالتدريــب علــى االســتراتيجية‬
‫االخيــرة كمــا يلــي‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على اقتراح وجهات نظر حول املوضوع املطروح‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار وجهة نظر واحدة من بني وجهات النظر املطروحة‪.‬‬
‫‪ -‬تكليف االفراد بالعمل على تقومي كل سبب من منطلق دقته واالختيار احملدد للكلمات التي تعكس وجهة النظر بأفضل طريقة‪.‬‬
‫‪ -‬تكليف االفراد بترتيب عدة عبارات داعمة لوجهة النظر للتوصل إلى الدفاع األكثر إقناعا لوجهة النظر‪.‬‬
‫‪ -‬الطلــب مــن االفــراد اختيــار وجهــة نظــر أخــرى مختلفــة بحيــث تــدور حــول املوضــوع نفســه‪ ،‬وخــال وقــت معــن يطــور كل فــرد حججـاً منطقيــة‬
‫لدعمها‪.‬‬
‫‪ -‬ميكــن توليــد احللــول عنــد األفــراد مــن خــال تشــجيعهم علــى املشــاركة فــي املوضــوع املطــروح‪ ،‬أو وجهــة النظــر املطروحــة مــن خــال افتــراض‬
‫وجهــة نظــر‪ ،‬ومناقشــتها مــع شــخص آخــر يتبنــى وجهــة نظــر معاكســة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التفكير اإلبداعي ‪Creative Thinking‬‬


‫ميكــن تعريــف التفكيــر اإلبداعــي أنــه ” قــدرة الفــرد علــى التفكيــر‬
‫احلــر الــذي ميكنــه مــن اكتشــاف املشــكالت واملواقــف الغامضــة ومــن‬
‫إعــادة صياغــة عناصــر اخلبــرة فــي أمنــاط جديــدة عــن طريــق تقــدمي‬
‫أكبــر عــدد ممكــن مــن البدائــل إلعــادة صياغــة هــذه اخلبــرة بأســاليب‬
‫متنوعــة ومالئمــة للموقــف الــذي يواجهــه الفــرد بحيــث تتميــز هــذه‬
‫األمنــاط اجلديــدة الناجتــة باحلداثــة بالنســبة للفــرد نفســه وللمجتمــع‬
‫الــذي يعيــش فيــه ‪ ،‬وهــذه القــدرة ميكــن التدريــب عليهــا وتنميتهــا “ ‪.‬‬
‫واإلبــداع قــدرة عقليــة موجــودة عنــد كل فــرد وبنســبة معينــة تختلــف‬
‫مــن واحــد آلخــر ‪ ،‬وإبــداع الصغيــر يكــون جديــداً بالنســبة إليــه حتــى‬
‫ولــو كان معروفــاً للكبــار ‪ ،‬حيــث يــرى العلمــاء أن اإلبــداع احلقيقــي‬
‫لإلنســان الناضــج هــو نتــاج لعمليــة طويلــة ميثــل إبــداع الصغــار احللقــة‬
‫األولــى منهــا ‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫القابلية لإلبداع‬
‫أجب عن االسئلة التالية بنعم أو ال ثم تعرف على قابليتك لإلبداع ومدى احتياجك لتعلم التفكير اإلبداعي ‪:‬‬
‫‪ .1‬أكره الروتني وأحب التغيير دائماً‬
‫‪ .2‬يقول بعض الناس عني (أنت مندفع وال ميكن توقع أفعالك)‬
‫أفضل إيجاد أكثر من حل ألية مشلكة تواجهني‬
‫‪ّ .3‬‬
‫‪ .4‬أهتم بالصورة العامة وال أدقق في التفاصيل‬
‫‪ .5‬أحب الرسم ومشاهدة الصور الثابتة واملتحركة‬
‫‪ .6‬تستهويني املغامرات واملفاجئات (روايات‪ ،‬أفالم‪ ،‬قصص واقعية‪)... ،‬‬
‫‪ .7‬ال أحب األنظمة والقوانني وأشعر بأنها تقيدني‬
‫‪ .8‬عند شرائي جلهاز جديد أحاول تشغيله بنفسي دون اللجوء إلى كتيب التشغيل‬
‫‪ .9‬أستمتع بحل األلغاز وإن كانت صعبة‬
‫‪ .10‬أميل إلى تفكيك األجهزة ألعرف كيف تعمل‬
‫ ‬ ‫بقدر زيادة عدد إجاباتك بنعم عن ‪ 5‬إجابات فانت أقرب الى التفكير االبداعي‬

‫الذكاءات المتعددة‬
‫وقــد نفــى «هــوارد جاردنــر» ( ‪ ) H. Gardner 1993‬فكــرة املبــدع الشــامل ‪ ،‬وأكــد علــى أن اإلبــداع فــي مجــال مــا ال يتطلــب بالضــرورة التفــوق‬
‫فــي اجملــاالت األخــرى ‪ .‬فقــد توصــل «جاردنــر» إلــى أن الفــرد ميكــن أن يبــدع فــي ذكاء واحــد مــن أنــواع الــذكاء املتعــدد ‪ ،‬ويكــون أداءه ضعيف ـاً‬
‫فــي مجــاالت الــذكاء األخــرى ‪ ،‬طبق ـاً لنظريتــه املســماة «تعــدد الــذكاءات» ‪ ، Multiple Intelligences‬حيــث يــرى أن اإلنســان يتمتــع بعــدد مــن‬
‫القــدرات ‪ ،‬قــد تتداخــل خلدمــة بعضهــا البعــض ‪ ،‬ولكنهــا قــد تعمــل مبفردهــا مبعــزل عــن القــدرات األخــرى ‪ ،‬وســمى هــذه القــدرات بالــذكاء ‪،‬‬
‫واقتــرح ثمانيــة أنــواع ‪ ،‬كل نــوع قــد يكــون النــواة لقــدرات إبداعيــة للفــرد ‪ ،‬وهــي ‪:‬‬
‫‪ .1‬الذكاء اللغوي ‪. Linguistic Intelligences‬‬
‫‪ .2‬الذكاء املنطقي الرياضي ‪. Logical Mathematical Intelligences‬‬
‫‪ .3‬الذكاء الفراغي ‪. Spatial Intelligences‬‬
‫‪ .4‬الذكاء اجلسدي احلركي ‪. Bodily Kinesthetic Intelligences‬‬
‫‪ .5‬الذكاء املوسيقي ‪. Musical Intelligences‬‬
‫‪ .6‬الذكاء في العالقات ‪. Interpersonal Intelligences‬‬
‫‪ .7‬الذكاء الذاتي ‪. Intrapersonal Intelligences‬‬
‫*‬
‫‪ .8‬الذكاء الطبيعي ‪. Naturalist Intelligences‬‬

‫* أضاف العلماء أنواع أخرى من الذكاءات وصلت إلى ‪ ١٤‬ذكاء منها العاطفي واالجتماعي والقائمة الزالت مفتوحة لإلضافة‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫وهو يرى أن كل أنواع الذكاء تتعامل مع بعضها البعض حلل املشكالت ‪ ،‬أو إلعطاء نواجت ثقافية متعددة ‪ ،‬وتظهر في صورة إبداع ‪.‬‬
‫وتشــير « كاثــي شــيكلي» ‪ K. Checkley‬فــي حــوار مــع «جاردنــر» أن الــذي‬
‫يجعــل احليــاة مثيــرة لالهتمــام هــو أننــا ال منلــك نفــس املقــدرة اإلبداعيــة‬
‫فــي كل مناطــق الــذكاء ‪ ،‬وال منلــك نفــس الكميــة منــه ‪ ،‬وكمــا نختلــف عــن‬
‫بعضنــا البعــض ونحظــى بأنــواع مختلفــة مــن الشــخصيات فــإن لنــا أيض ـاً‬
‫أنــواع مختلفــة مــن العقــول ‪.‬‬
‫ويرتبــط تنامــي التنظيــر والبحــث فــي ميــدان التفكير اإلبداعــي أو االبتكاري‬
‫مبجموعــة مرموقــة مــن العلمــاء نشــطت فــي الواليــات املتحــدة األمريكيــة‬
‫بعــد تفــوق روســيا فــي مجــال بحــوث الفضــاء فــي أواخــر اخلمســينات مــن‬
‫القــرن العشــرين وإطالقهــا ألول قمــر صناعــي‪ ،‬األمــر الــذي كان يعــزوه األمريكيــون إلــى أن التعليــم فــي أمريــكا الينمــي اإلبــداع والتفكيــر‬
‫اإلبداعــي‪ .‬لــذا يالحــظ أن تيــار االهتمــام باإلبــداع وتنميــة مهــارات التفكيــر اإلبداعــي فــي الواليــات املتحــدة األمريكيــة يرتبــط بهــذه املتغيــرات‬
‫العامليــة فــي فتــرة الصــراع بــن القوتــن العظميــن (أمريــكا وروســيا)‪ .‬فالتفــوق رهــن باإلبــداع‪ ،‬الــذي يتطلــب متكنــا مــن مهــارات أساســية ترتبــط‬
‫مبكونــات التفكيــر اإلبداعــي‪ ،‬وتشــمل الطالقــة واملرونــة واألصالــة‪.‬‬

‫أهمية التفكير اإلبداعي‬


‫يعطي التفكير اإلبداعي الفرد الفرصة في ‪:‬‬
‫‪ -1‬تنمية قدراته إلى أقصى حد ممكن ‪.‬‬
‫‪ -2‬إثبات قدرته على التفكير والتواصل ‪.‬‬
‫‪ -3‬التعبير عن كل ما يجول في خاطره ‪.‬‬
‫‪ -4‬اكتشاف قيمة األشياء ‪.‬‬
‫‪ -5‬تنمية مهارات متعددة ‪.‬‬
‫‪ -6‬فهم ذاته وفهم اآلخرين واستيعاب ثقتهم ‪.‬‬
‫‪ -7‬مواجهة التحديات وتلبية االحتياجات للتغيرات السريعة في العالم ‪.‬‬

‫كما يتميز الفرد الذي يفكر إبداعي ًا بأنه ‪:‬‬


‫‪ .1‬يتعامل مع األشياء غير املتوقعة ‪.‬‬
‫‪ .2‬يطبق املعرفة التي يعرفها في املوقف اجلديد ‪.‬‬
‫‪ .3‬يكتشف العالقات التي تربط بني األشياء واملعلومات اخملتلفة ‪.‬‬
‫‪ .4‬يستخدم املعرفة بطريقة جديدة ‪.‬‬
‫‪ .5‬يتفاعل مع املتغيرات السريعة ‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫‪ .6‬يستطيع االستفادة من األفكار واألدوات اخملتلفة ‪.‬‬
‫‪ .7‬يتميز باملرونة في التفكير ‪.‬‬

‫و تنمية التفكير اإلبداعي تسهم في‪:‬‬


‫‪ .1‬حتقيق الذات‬
‫‪ .2‬تطوير املواهب الفردية‬
‫‪ .3‬حتسني النمو‬
‫‪ .4‬زيادة إنتاجية اجملتمع ثقافياً ‪ ،‬وعلمياً ‪ ،‬واقتصادياً ‪.‬‬

‫مهارات التفكير اإلبداعي‬


‫اتفــق العلمــاء علــى ثالثــة مهــارات للتفكيــر اإلبداعــي هــي الطالقــة واملرونــة واألصالــة وأضيــف اليهــا بعــد ذلــك كثيــر مــن املهــارات نختــار‬
‫منهــا التفاصيــل لنســتعرضها هنــا‪:‬‬
‫‪ -1‬الطالقــة ‪ : Fluency‬تشــير الطالقــة إلــى أســاليب التفكيــر التــي مــن خاللهــا يجــري توليــد أفــكار أو ســتدعائها بصــرف النظــر عــن أنهــا‬
‫تقــدم إجابــات أو حلــوال نوعيــة‪ .‬فالطالقــة تهتــم بكميــة االفــكار فــي اجملــال الواحــد‪.‬‬

‫الطالقة الشكلية‬ ‫الطالقة الفكرية‬ ‫الطالقة اللفظية‬


‫(األشكال)‬ ‫(املعاني)‬ ‫(الكلمات)‬

‫كم شكل ميكن رسمه‬ ‫أكتب أكبر عدد من‬ ‫أكتب أكبر عدد من‬
‫باستخدام الدائرة؟‬ ‫استخدامات اخلشب‬ ‫الكلمات املكونة من ‪4‬‬
‫حروف وتبدأ بحرف‬
‫(ج)‬

‫‪ -2‬املرونــة ‪ :Flexibility‬تتضمــن املرونــة مهــارة الفــرد فــي توليــد حلــول أو أفــكار تنبثــق مــن أفــكار تقليديــة أو تكــون مغايــرة لهــا أو بديلــة‬
‫عنهــا‪.‬‬
‫فاملرونــة تعنــي القــدرة علــى تنــوع أو اختــاف األفــكار أو احللــول التــي يأتــي بهــا الفــرد والســهولة التــي يســتطيع الفــرد بهــا أن يغيــر موقفــه أو‬
‫وجهــة نظــره العقليــة حســبما تتطلبــه الفكــرة أو املشــكلة املــراد حلهــا وهــي متثــل اجلانــب النوعــي فــي االبتــكار‪.‬‬

‫مثــال‪( :‬كيــف ننمــي مجتمعـاً جديــداً؟) املطلــوب دراســة مســتعمرة النمــل واســتخراج نواحــي التماثــل أو التناظــر التــي ميكــن أن تنتــج أفــكاراً بديلــة‬
‫وأســاليب بديلــة لتنميــة أدوار القيــادة والتبعيــة فــي اجملتمــع اجلديــد ‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪ -3‬األصالــة ‪ :Originality‬تتضمــن أن الفكــرة تكــون غيــر عاديــة أو غيــر تقليديــة‪ ،‬أو تكــون فريــدة‪ ،‬إضافــة إلــى كونهــا ذات قيمــة أو قابلــة‬
‫للتطبيــق العملــي‪ .‬وغالب ـاً مــا ينظــر إلــى األصالــة علــى أنهــا جوهــر التفكيــر اإلبداعــي‪ .‬فــإذا كانــت الطالقــة تعنــي إنتــاج أفــكار مــن دون خــوف‬
‫مــن التقييــم‪ ،‬وإن كانــت املرونــة تعنــي التفكيــر فــي روابــط أو صــات جديــدة أو بديلــة‪ ،‬فــإن األصالــة تعنــي إنتــاج ماهــو جديــد أو غيــر عــادي‪.‬‬
‫ومن الواضح أن األصالة تعني ‪:‬‬
‫(فكرة غير مسبوقة)‪.‬‬ ‫اجلدة‬
‫ّ‬ ‫>‬
‫> الطرافة (فكرة طريفة أو مثيرة للدهشة أو االبتسامة)‬
‫> الندرة (فكرة يندر التفكير فيها أو التخطر على بال الكثيرين)‪.‬‬
‫> اخليال (فكرة تتسم بتجاوز الواقع وجمع عناصر متباعدة)‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬أذكر ‪ 10‬مستحيالت في هذا العصر‬

‫‪ -4‬التفاصيــل ‪ :Elaboration‬وهــي مهــارة تتنــاول الفكــرة اجلديــدة‪ ،‬التــي مت تعرفهــا علــى أنهــا فكــرة فريــدة وذات قيمــة‪ ،‬وتطويرهــا داخــل‬
‫شــيء مفيــد وعملــي‪.‬‬
‫وفي ضوء ذلك يعرف (جيلفورد) التفكير اإلبداعي على أنه تناول األفكار بأساليب تتميز بالطالقة واملرونة واألصالة واحلبك أو التدقيق‬

‫استراتيجيات تنمية التفكير اإلبداعي‬


‫تتم عملية تنمية التفكير اإلبداعي من خالل التدريب على عدة استراتيجيات منها مايلي‪:‬‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬استراتيجية العصف الذهني (‪)Brain Storming‬‬
‫تهــدف اســتراتيجية العصــف الذهنــي إلــى كســر التفكيــر االعتيــادي للفــرد‪،‬‬
‫وتوليــد قائمــة مــن األفــكار املتنوعــة‪ ،‬وعنــد اســتخدام هــذه االســتراتيجية‬
‫ينبغــي مراعــاة مايلــي‪:‬‬
‫‪ -1‬تأجيــل إصــدار احلكــم ‪ :‬حيــث تكتــب جميــع األفــكار املطروحــة ويؤجــل‬
‫التقــومي وإصــدار األحــكام مــن قبــل املشــاركني ملرحلــة الحقــة‪.‬‬
‫‪ -2‬التفكيــر بحريــة ‪ :‬واالنطــاق نحــو األفــكار اجلديــدة وغيــر املألوفــة‪،‬‬
‫والتــي قــد تبــدو ســخيفة وغيــر عمليــة‪.‬‬
‫‪ -3‬التطويــر والتغييــر والبنــاء علــى أفــكار اآلخريــن‪ :‬ويتــم ذلــك مــن خــال‬
‫اإلجابــة علــى أســئلة مثــل‪ :‬مــا اإليجابيــات فــي الفكــرة املقترحــة؟ وكيــف تتــم معاجلتهــا للعمــل بهــا؟ ومــا التغيــرات التــي قــد تتــم مــن أجــل‬
‫حتســينها؟ أو مــا التغيــرات التــي جتعلهــا أكثــر وضوح ـاً؟‬
‫‪ -4‬التركيز على كمية األفكار‪ :‬يتم في هذه املرحلة التركيز على توليد أكبر قدر ممكن من األفكار اخلام‪ ،‬ثم يتم االختيار من بينها‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬استراتيجية االستعماالت‬
‫تســتعمل هــذه االســتراتيجية كوســيلة للتحفيــز العقلــي أو التطبيــق العملــي وتقــوم علــى ســؤال محــدد وهــو كيــف يســتعمل هــذا كمــا هــو دون‬
‫تغييــر؟‬

‫ثالث ًا‪ :‬استراتيجية التحسينات‬


‫اســتراتيجية التحســينات هــي عكــس اســتراتيجية االســتعماالت‪ ،‬فبينمــا تركــز اســتراتيجية االســتعماالت علــى شــيء معــن‪ ،‬دون التغييــر فيــه‬
‫واحملافظــة علــى األهــداف اخلاصــة بــه‪ ،‬تركــز التحســينات علــى تغييــر شــيء معــن لتحســن الهــدف األصلــي لــه‪.‬‬

‫رابع ًا‪ :‬استراتيجية (ماذا لو كان) أو (إذا‪ ...‬فإن)‬


‫تعــد هــذه االســتراتيجية مــن اســتراتيجيات التخلــص مــن معيقــات اإلبــداع لــدى األفــراد‪ ،‬وهــذه املعيقــات متنــع األفــراد مــن التفكيــر بأبعــد ممــا‬
‫يعرفــون أنــه صحيــح‪ .‬وتتضمــن هــذه االســتراتيجية وصــف فعــل متخيــل‪ ،‬أو حــل متخيــل‪ ،‬ثــم اختيــار احلقائــق والظــروف‪ ،‬أو األحــداث املمكنــة‬
‫بــدالً مــن القــول بســرعة‪ :‬هــذا يبــدو ســيئاً‪ ،‬أو هــذا لــن يصلــح أبــداً‪.‬‬

‫خامس ًا‪ :‬استراتيجية العكسية‬


‫تعــد هــذه االســتراتيجية مــن االســتراتيجيات التــي متكــن الفــرد مــن العمــل علــى تفحــص املشــكلة‪ ،‬وإبــداع أفــكار جديــدة بحيــث تتعامــل مــع‬
‫املشــكلة أو القضيــة املطروحــة مــن كل الزوايــا واالجتاهــات‪ ،‬وبالتالــي ميكــن رؤيــة املوضــوع مــن عــدة جوانــب‬
‫وأيضا يطرح سؤالها كاآلتي ‪:‬ماذا لو كان هذا بالعكس او باملقلوب أو من االجتاه اآلخر؟‪.‬‬

‫سادس ًا‪ :‬استراتيجية األسئلة الست الصحفية‬


‫تعــرف بأنهــا أســئلة مفتاحيــة تشــكل حافــزاً للتفكيــر حــول الفكــرة علــى شــكل ســؤال‪ ،‬ومــن ثــم تســمح‬
‫للفــرد برؤيــة الفكــرة مــن زوايــا متعــددة واإلحاطــة بجوانبهــا كافــة‪ .‬وهــذا يتطلــب مــن املتعلــم القيــام‬
‫بتوليــد مجموعــة مــن األســئلة املتشــعبة مــن الســؤال الواحــد مــن هــذه األســئلة الســتة‪ .‬واألســئلة هــي‪:‬‬
‫‪ -1‬مــن ‪ Who‬؟ ‪ :‬حيــث ميكــن أن يطــرح املتعلــم مجموعــة مــن األســئلة مــن قبيــل‪ :‬مــن املتــورط‪ ،‬بهــذه‬
‫املشــكلة؟ مــن قــام بهــا؟ مــن اســتخدمها؟ مــن املســتفيد؟ مــن املتضــرر؟‪.‬‬
‫‪ -2‬مــاذا ‪ What‬؟ ‪ :‬مــاذا حــدث؟ مــاذا ســوف يحــدث؟ مــاذا ســوف يحــدث لــو حــدث كــذا؟ مــاذا‬
‫ســيحدث لــو أخطأنــا؟ مــاذا ينتــج عــن النجــاح؟‬
‫‪ -3‬متى ‪ When‬؟ ‪ :‬متى سيتم القيام بالعمل؟ هل ميكن أن نسرع أو نؤجل العمل؟‬
‫‪ -4‬أين ‪ Where‬؟ ‪ :‬أين سيتم القيام بالعمل؟ أين حصل هذا؟ أين حصل الشيء املماثل لهذا الشيء؟‬
‫‪ -5‬ملــاذا ‪ Why‬؟ ‪ :‬ملــاذا حصــل هــذا الشــيء؟ ملــاذا مت جتنــب هــذا العلــم؟ ملــاذا مت التصريــح بهــذا العمــل؟ ملــاذا قــام‬
‫الفاعــل بذلــك؟ ملــاذا هنــاك اختــاف بــن األفــراد فــي الوقــت؟ واملــكان؟‬

‫‪118‬‬
‫‪ -6‬كيــف ‪ How‬؟ ‪ :‬مــا الطــرق التــي مت اتباعهــا؟ كيــف مت اتبــاع هــذه الطــرق؟ كيــف مت صنعهــا؟ كيــف مت تبديلهــا؟ كيــف ميكــن وصفهــا؟ كيــف‬
‫ميكــن فهمهــا؟ كيــف ميكــن للبدايــة أن تــؤدي إلــى اســتنتاج مــا؟‬

‫سابعا ‪ :‬استراتيجية املعارضة‬


‫أي عــدم التســليم باألفــكار بــل معارضتهــا‪ ،‬ممــا ينتــج عنــه أفــكار إبداعيــة جديــدة‪ ،‬مثــل معارضــة فكــرة أن النــادي للرياضــة فقــط‪ ،‬ممــا ينتــج عنــه‬
‫وجــود أنشــطة ثقافيــة أو اجتماعيــة فــي النــادي‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬استراتيجية الدمج‬


‫أي دمج شيئني أو عنصرين أو أكثر للحصول على شيء جديد‪ ،‬كدمج سيارة ‪ +‬قارب‪ ،‬فينتج عنه سيارة برمائية‪.‬‬

‫تاسعا ‪ :‬استراتيجية احلذف‪:‬‬


‫أي استبعاد جزء أو مرحلة أو إجراء معني من الشيء‪ ،‬كحذف لوحة املفاتيح من الكمبيوتر‪.‬‬
‫ ‬
‫برامج تنمية مهارات التفكير‬
‫ابتكــر العلمــاء الكثيــر مــن برامــج تنميــة مهــارات التفكيــر فــي العصــر احلديــث نظــرا الهميــة امثــال هــذه البرامــج وســوف نعــرض هنــا بعضهــا‬
‫باختصــار وهــذه البرامــج هــي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬برنامج أمناط التعلم ‪VARK‬‬
‫(‪ )2‬برنامج القبعات الست ‪Six Thinking Hats‬‬
‫(‪ )3‬برنامج تريز ‪TRIZ‬‬
‫(‪ )4‬برنامج كورت ‪Cort‬‬
‫(‪ )5‬برنامج سكامبر (‪: )SCAMPER‬‬

‫(‪ )1‬برنامج أمناط التعلم ‪VARK‬‬


‫أعــد فليمنــج وبونويــل (‪ )Fleming and Bonwell, 2002‬منــوذج ألمنــاط‬
‫التعلــم املفضلــة لــدى املتعلمــن أطلــق عليــه منــوذج فــارك (‪ )VARK‬ويتكــون هــذا‬
‫النمــوذج مــن أربعــة أمنــاط تعلميــة مفضلــة لــدى الطلبــة‪ ،‬حيــث ‪:‬‬
‫‪ -‬حرف ‪ V‬كلمة ‪ Visual‬ويدل علىالنمط البصري‪.‬‬
‫‪ -‬حرف ‪ A‬ميثل كلمة ‪ Aural‬ويدل على النمط السمعي‪.‬‬
‫‪ -‬وحرف ‪ R‬ميثل كلمة ‪ Write / Read‬ويدل على النمط القرائي ‪ /‬الكتابي‪.‬‬
‫‪ -‬وحرف ‪ K‬ميثل كلمة ‪ Kinesthetic‬ويدل على النمط العملي ‪ /‬احلركي‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫يركــز منــوذج (فــارك) علــى الوســائط احلســية اإلدراكيــة‪ ،‬التــي مييــل املتعلــم إلــى التعلــم وفقهــا‪ ،‬والتركيــز علــى كيفيــة متثــل الدمــاغ للخبــرة التــي‬
‫يواجههــا‪ ،‬وأســاليب اســتقبال املنبهــات بهــدف اســتيعابها‪ ،‬كمــا أن الطريقــة املفضلــة التــي يســتخدمها الفــرد فــي تنظيــم ومعاجلــة املعلومــات‬
‫واخلبــرات‪ ،‬هــي طريقتــه املميــزة فــي تعلمــه‪ ،‬واســتقباله للمعلومــات املقدمــة إليــه مــن البيئــة‪ ،‬وطريقتــه فــي حــل مشــكالته التــي تواجهــه خــال‬
‫املواقــف التعليميــة ‪.‬‬
‫ويتم تصنيف الطلبة وفق منوذج (فارك) بناء على ميولهم وتفضيالتهم من خالل استجاباتهم إلى أربع فئات متثل أمناط التعلم البسيطة‪.‬‬
‫وميكــن أن تنبثــق عــن أمنــاط التعلــم األربعــة وفــق منــوذج (فــارك) ســتة أمنــاط تعلــم مركبــة ‪ Multi Modal‬مفضلــة لــدى الطلبــة تتمثــل بالذيــن‬
‫ميتلكــون أكثــر مــن جانــب مــن جوانــب التفضيــل‪ ،‬وبالتالــي يختــارون أكثــر مــن أســلوب‪ ،‬ويتعاملــون معــه‪.‬‬

‫(‪ )2‬برنامج القبعات الست ‪:Six Thinking Hats‬‬


‫قــام دي بونــو بتطويــر هــذا البرنامــج بهــدف تبســيط التفكيــر والســماح‬
‫للمفكــر بتغييــر منــط تفكيــره فالعــدو األكبــر للتفكيــر هــو التعقيــد ألنــه يــودي‬
‫إلــى اإلربــاك فعندمــا يكــون التفكيــر واضحــا وبســيطا يصبــح أكثــر فاعليــه‬
‫وإقناعــا ولكــي يتســنى لنــا اســتغالل كل مواهبنــا وذكاءنــا فأننــا بحاجــه إلــى‬
‫تفعيــل التفكيــر وميكــن إن يتــم هــذا عــن طريــق برنامــج القبعــات الســت‬
‫وهــذه القبعــات الســت هــي‬
‫‪ -1‬القبعة البيضاء (احلقائق) ‪White Hat‬‬
‫ترمــز هــذه القبعــة إلــى منــط التفكيــر الــذي يســتند إلــى احلقائــق واألرقــام‬
‫واالحصائيــات دون تفســيرها مــع التجــرد مــن العواطــف واآلراء اخلاصــة‬
‫بجانــب احلياديــة واملوضوعيــة التامــة ويقــوم علــى االهتمــام باألســئلة‬
‫احملــددة وباإلجابــات املباشــرة‪.‬‬
‫‪ -2‬القبعة احلمراء (املشاعر) ‪:Red Hat‬‬
‫و هــي علــى النقيــض مــن القبعــة البيضــاء‪ ،‬إذ أنهــا تتعلــق باألحاســيس‬
‫واملشــاعر والعواطــف الداخليــة‪ ،‬إذ إن األحاســيس واملشــاعر والعواطــف‬
‫جــزء مــن الكيــان اإلنســاني‪ ،‬واليجــوز إبعادهــا بحجــة املوضوعيــة‪ ،‬بــل يجــب االعتــراف بهــا وإخراجهــا كــي تــرى بوضــوح‪ ،‬ولذلــك يقــوم هــذا‬
‫التفكيــر علــى رفــض احلقائــق واآلراء دون مبــرر عقلــي‪ ،‬مســتند علــى املشــاعر واألحاســيس والعواطــف‪.‬‬
‫‪ -3‬القبعة السوداء (احليطة واحلذر) ‪:Black Hat‬‬
‫إنــه التفكيــر الناقــد الــذي يبــرز النواحــي الســلبية فــي املوضــوع‪ ،‬فهــو مــن جهــة تفكيــر منطقــي‪ ،‬ومــن جهــة أخــرى تفكيــر ســلبي‪ ،‬ويجــب التمييــز‬
‫بينــه وبــن تفكيــر القبعــة احلمــراء‪ ،‬فالنقــد فــي القبعــة احلمــراء يســتند إلــى انطباعــات شــعورية وعواطــف وأحاســيس‪ ،‬أمــا فــي القبعــة الســوداء‬
‫فيســتند إلــى أســباب ومبــررات منطقيــة‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫‪ -4‬القبعة الصفراء (التفاؤل) ‪:Yellow Hat‬‬
‫تــدل هــذه القبعــة علــى التفكيــر بالفوائــد واإليجابيــات‪ ،‬والتفكيــر مــن خاللهــا يجعــل الفــرد يبصــر باجلوانــب اإليجابيــة التــي ســتحدث فــي‬
‫املســتقبل‪ ،‬وتــدل هــذه القبعــة علــى اإلشــراق واإليجابيــة ويركــز علــى التفــاؤل واإلقــدام واالســتعداد للتجريــب واالهتمــام بالفــرص املتاحــة‬
‫واحلــرص علــى اســتغاللها‪.‬‬
‫‪ -5‬القبعة اخلضراء (أفكار جديدة) ‪:Green Hat‬‬
‫هــي قبعــة اإلبــداع‪ ،‬والنمــو والطاقــة واالقتراحــات والبدائــل واالحتمــاالت والنظــر إلــى اجلوانــب اإليجابيــة واســتغاللها‪ ،‬إن ارتــداء هــذه القبعــة‬
‫يتطلــب مــن الفــرد أن يخــرج عــن القواعــد املألوفــة‪ ،‬حيــث يتطلــب اإلبــداع جــرأة ومغامــرة بــدالً مــن احلــذر والتــردد‬
‫‪ -6‬القبعة الزرقاء (احلكم) ‪:Blue Hat‬‬
‫ترمــز هــذه القبعــة إلــى التفكيــر فــي التفكيــر‪ ،‬وهــذا النــوع مــن التفكيــر يكــون مبثابــة الضابــط واملوجــه واملرشــد الــذي يتحكــم فــي توجيــه أنــواع‬
‫التفكيــر اخلمســة الســابقة الذكــر‪ ،‬وهــو الــذي يقــرر االنتقــال مــن منــط آلخــر‪ ،‬ويقــرر متــى يبــدأ نــوع مــن التفكيــر ومتــى ينتهــي‪ ،‬وليــس بالضــرورة‬
‫أن يبــدأ التفكيــر بتسلســل معــن‪ ،‬بــل ميكــن اســتدعاء القبعــة املناســبة أو نــوع التفكيــر وفــق احلاجــة‪.‬‬

‫كيف نستخدم القبعات الست؟‬


‫اليوجد ترتيب محدد الستخدام القبعات الست‪ ،‬وإمنا نستخدم القبعة بحسب احلاجة‪ ،‬وينصح املتخصصني باإلرشادات اآلتية‪:‬‬
‫• ليس هناك تسلسل محدد والترتيب اخملتار يخدم املوضوع‪.‬‬
‫• ميكن استخدام القبعة أكثر من مرة‪.‬‬
‫• ميكن االستغناء عن بعض القبعات في بعض املواقف‪.‬‬
‫• نستخدم القبعة البيضاء إذا أردنا دراسة موضوع جديد أو كنا ال منلك رؤية واضحة عنه‪.‬‬
‫• من األفضل أن نختم بالقبعة الزرقاء لتلخيص النتائج واتخاذ القرار وتنظيم اخلطوات القادمة‪.‬‬

‫(‪ )3‬برنامج تريز ‪TRIZ‬‬


‫ولــدت نظريــة تريــز (‪ )TRIZ‬فــي االحتــاد الســوفيتي ســابقاً علــى يــد‬
‫العالــم هنــري التشــلر‪ ،‬وكلمــة (‪ )TRIZ‬هــي االختصــار (لنظريــة احلــل‬
‫االبتــكاري للمشــكالت) باللغــة الروســية ‪ .‬ونظريــة تريــز تختــص بتنميــة‬
‫التفكيــر اإلبداعــي‪ ،‬والــذي يعتمــد علــى املكونــات العامــة لإلبــداع والتــي‬
‫تُســمى (‪ )4Ps‬وهــي ‪:‬‬
‫> البيئة اإلبداعية ‪. press‬‬
‫> العملية اإلبداعية ‪process‬‬
‫> الشخص املبدع ‪. person‬‬
‫> املنتج اإلبداعي ‪. product‬‬

‫‪121‬‬
‫ويقــوم البرنامــج علــى (‪ )40‬اســتراتيجية مت التوصــل إليهــا مــن خــال حتليــل مئــات اآلالف مــن بــراءات االختــراع‪ ،‬إذ مثلــت هــذه االســتراتيجيات‬
‫أكثــر الطــرق التــي اســتخدمها اإلنســان فــي التوصــل لالختراعــات وحــل املشــكالت ومــن هــذه االســتراتيجيات ‪:‬‬
‫‪ -1‬استراتيجية التقسيم ‪ /‬التجزئة ‪:Segmentation‬‬
‫تشــير هــذه االســتراتيجيات إلــى تقســيم النظــام الــذي يتضمــن مشــكلة أو خلـ ً‬
‫ا إلــى أجــزاء مســتقلة‪ ،‬بحيــث يكــون كل جــزء مســتقل عــن اآلخــر‪،‬‬
‫ا للتقســيم أص ـ ً‬
‫ا‪ .‬فيمكــن حــل املشــكلة عــن طريــق زيــادة درجــة‬ ‫ا للفــك والتركيــب‪ ،‬أمــا إذا كان النظــام قاب ـ ً‬
‫أو عــن طريــق جعــل النظــام قاب ـ ً‬
‫التجزئــة أو التقســيم‪.‬‬
‫‪ -2‬استراتيجية الفصل‪ /‬االستخالص ‪:Separation/Extraction‬‬
‫تشــير هــذه االســتراتيجية إلــى حــل املشــكالت فــي نظــام الشــيء أو أي جانــب محــدد عــن طريــق فصــل املكونــات التــي تــؤدي إلــى حــدوث أضــرار‬
‫فــي النظــام‪ ،‬أو عــن طريــق اســتبقاء األشــياء واملكونــات املفيــدة للنظــام‪.‬‬
‫‪ -3‬استراتيجية العمومية ‪:Universality‬‬
‫تشــير هــذه االســتراتيجية إلــى تصميــم الشــيء أو النظــام بحيــث يكــون قــادراً علــى القيــام بعــدة وظائــف أو مهمــات بــدالً مــن االكتفــاء مبهمــة‬
‫وحيــدة‪ ،‬وبذلــك تنتفــي احلاجــة إلــى اســتخدام أنظمــة أخــرى لتأديــة هــذه الوظائــف‪.‬‬
‫‪ -4‬استراتيجية القلب‪ /‬العكس ‪:Inversion‬‬
‫تشــير هــذه االســتراتيجية إلــى اســتخدام اجــراءات معاكســة لتلــك املســتخدمة عــادة فــي حــل املشــكلة‪ ،‬فــإذا كانــت األشــياء ثابتــة يتــم جعلهــا‬
‫متحركــة‪ ،‬وإذا كانــت متحركــة يتــم جعلهــا ثابتــة‪ ،‬أي أنــه يتــم توجيــه املوقــف املشــكل عــن طريــق قلــب العمليــات أو االجــراءات املســتخدمة رأسـاً‬
‫علــى عقــب‪.‬‬
‫‪ -5‬استراتيجية اخلدمة الذاتية ‪:Self – Service‬‬
‫تتضمــن اســتراتيجية اخلدمــة الذاتيــة جعــل النظــام يقــوم بخدمــة ذاتــه مــن خــال القيــام بوظائــف مســاعدة‪ ،‬واســتخدام املصــادر املهــدرة‪،‬‬
‫ومخلفــات املــواد والطاقــة‪ ،‬وميكــن اســتخدام هــذه االســتراتيجية فــي حــل املشــكالت مــن خــال تصميــم النظــم أو تطويرهــا بحيــث تكــون قــادرة‬
‫علــى تنفيــذ عمليــات الصيانــة واملســاندة الضروريــة ملســاعدة هــذه النظــم علــى االســتمرار فــي العمــل‪.‬‬
‫‪ -6‬استراتيجية الدمج ‪:Combining‬‬
‫تتضمــن هــذه االســتراتيجية الربــط املكانــي أو الزمانــي بــن األنظمــة التــي تــؤدي عمليــات متشــابهة أو متجــاورة‪ ،‬ويعبــر هــذا املبــدأ عــن جتميــع‬
‫األشــياء أو املكونــات املتشــابهة أو املتماثلــة التــي تــؤدي وظائــف وعمليــات متوازيــة بحيــث تكــون متقاربــة أو متجــاورة مــن حيــث املــكان وجتمــع هــذه‬
‫األشــياء كذلــك بحيــث تــؤدي عملياتهــا ووظائفهــا فــي أوقــات زمنيــة متقاربــة‪.‬‬

‫(‪ )4‬برنامج كورت ‪: Cort‬‬


‫يعتبــر برنامــج كــورت مــن البرامــج احلديثــة نوع ـاً مــا فــي التعليــم املباشــر‬
‫للتفكيــر اإلبداعــي كمهــارة‪ ،‬إذ يعتبــر مــن البرامــج الســهلة والقابلــة للتطبيــق‪،‬‬
‫حيــث يعمــل علــى توســيع إدراك الطلبــة‪ ،‬ويســاعدهم علــى تنظيــم املعلومــات‬
‫وحــل املشــكالت‪ ،‬وطــرح األســئلة‪ ،‬ويزيــد مــن ثقتهــم بأنفســهم كمــا أنــه‬

‫‪122‬‬
‫يحســن مهــارات اتخــاذ القــرار‪.‬‬
‫وقد ابتكر البرنامج رائد التفكير في العصر احلديث الدكتور‪ /‬إدوارد دي بونو‪ ،‬سنة ‪1970‬م‪.‬‬
‫وكلمــة (‪ )Cort‬اختصــار (‪ )Cognitive Research Trust‬ومعناهــا مؤسســة البحــث املعرفــي (العقلــي)‪ ،‬ويتكــون برنامــج كــورت مــن ســت وحــدات‪،‬‬
‫كل وحــدة تتكــون مــن عشــرة دروس‪ ،‬فهــو عبــارة عــن ‪ 60‬درســا والوحــدات العشــرة هــي ‪:‬‬
‫الوحدة األولى‪ :‬توسعة مجال اإلدراك ‪Breadth‬‬
‫الوحدة الثانية‪ :‬التنظيم ‪Organization‬‬
‫الوحدة الثالثة‪ :‬التفاعل ‪Interaction‬‬
‫الوحدة الرابعة‪ :‬اإلبداع ‪Creativity‬‬
‫الوحدة اخلامسة‪ :‬املعلومات والشعور ‪Information & Feeling‬‬
‫الوحدة السادسة‪ :‬الفعل ‪Action‬‬
‫وميكن استعراض أدوات الوحدة األولى العشرة التي يعتبرها ديبونو ‪ De Bono‬من الوحدات األساسية التي يفترض أن تدرس أوالً‪.‬‬

‫توسعة مجال اإلدراك ‪Breadth‬‬


‫األداة األولى‪ :‬معاجلة األفكار (‪:)PMI‬‬
‫اإليجابي (‪ )Plus‬األشياء اجليدة عن فكرة ما‪ ،‬ملاذا حتبها؟‬
‫السلبي (‪ )Minus‬األشياء السيئة عن فكرة ما‪ ،‬ملاذا ال حتبها؟‬
‫املثيــر (‪ )Interest‬األشــياء التــي جتــذب االنتبــاه فــي الفكــرة‪ ،‬مــا الــذي جتــده ممتعـاً فــي الفكــرة بــدالً مــن القــول بأنــك حتــب فكــرة مــا‪ ،‬أو أنــك‬
‫الحتبهــا‪.‬‬
‫ويتعلم الطالب هنا عدم إهمال أية فكرة‪ ،‬ورؤية األفكار من زوايا مختلفة‪ ،‬وإنتاج أفكار جديدة‪.‬‬

‫األداة الثانية‪ :‬اعتبار جميع العوامل (‪:)Consider All Factors‬‬


‫عنــد اتخــاذ قــرار مــا أو حتــى مجــرد التفكيــر بشــيء مــا‪ ،‬فهنــاك عــدة عوامــل يجــب أن تؤخــذ بعــن االعتبــار‪ .‬وإذا تركــت بعــض هــذه العوامــل أو‬
‫مت إهمالهــا فــإن القــرار الــذي ســوف يتخــذ قــد يبــدو صحيحـاً فــي حينــه‪ ،‬إال أنــه قــد يظهــر باملســتقبل أنــه كان خاطئـاً‪.‬‬
‫ويتعلم الطالب هنا أن ال ينسى بعض األفكار املرتبطة بقضية ما‪ ،‬والتفكير بجميع العوامل املرتبطة بها‪.‬‬

‫األداة الثالثة‪ :‬القوانني ( ‪: )RULES‬‬


‫القوانــن تســاعدنا علــى التفكيــر بشــكل محــدد ودقيــق‪ ،‬واالســتخدام الناجــح للقوانــن يــؤدي إلــى اتقــان تفكيرنــا‪ ،‬فعنــد التفكيــر بــأي شــيء هنــاك‬
‫العديــد مــن القوانــن التــي يجــب أن تتبــع فــي تفكيرنــا‪ ،‬والتــي ال ميكــن إهمالهــا‪ ،‬أو االســتغناء عنهــا‪ ،‬بــل يجــب أن تؤخــذ بعــن االعتبــار‪.‬‬
‫ويتعلــم الطالــب هنــا ضــرورة أن يكــون القانــون واضح ـاً‪ ،‬واليشــترط أن تتناســب جميــع القوانــن مــع كل األشــخاص‪ ،‬وهنــاك ضــرورة لفحــص‬
‫القوانــن مــن فتــرة ألخــرى‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫األداة الرابعة‪ :‬النتائج املنطقية ومايتبعها (‪:)Consequence and Sequel‬‬
‫عنــد التفكيــر بأيــة فكــرة أو عمــل للقيــام بــه يجــب أخــذ النتائــج بعــن االعتبــار‪ ،‬ســواء كانــت نتائــج‬
‫فوريــة قصيــرة املــدى أو النتائــج متوســطة املــدى أو طويلــة املــدى‬
‫ويتعلــم الطالــب هنــا التفكيــر فــي املســتقبل ألن األشــياء التــي تكــون صاحلــة اآلن قــد‬
‫ال تكــون صاحلــة فــي املســتقبل وضــرورة التفكيــر أيض ـاً فــي مســتقبل اآلخريــن‪،‬‬
‫وبالنتائــج املســتقبلية قبــل القيــام بالعمــل‪.‬‬

‫األداة اخلامسة‪ :‬األهداف ( ‪:)Aims, Goals & Objectives‬‬


‫و ‪ Aims‬تعنــي األهــداف طويلــة املــدى‪ ،‬و ‪ Goals‬تعنــي األهداف متوســطة‬
‫املــدى‪ ،‬و ‪ Objectives‬هــي األهــداف قصيــرة املدى ‪.‬‬
‫يتعلــم الطالــب هنــا ضــرورة حتديــد كل فــرد أهدافـاً واضحــة ومحــددة وقابلــة‬
‫للتنفيــذ والقيــاس وذات صلــة‪ ،‬وأن النــاس مختلفــون فــي أهدافهــم‪ ،‬وأن هنــاك‬
‫أهدافـاً أهــم مــن األهــداف األخــرى‪.‬‬

‫األداة السادسة‪ :‬التخطيط ( ‪:)Planning‬‬


‫يهــدف التخطيــط إلــى حتديــد الطريقــة التــي ميكــن مــن خاللهــا الوصــول إلــى الهــدف‬
‫املنشــود‪ ،‬وذلــك بوضــع برنامــج للعمــل‪ ،‬ويتعلــم الطالــب هنــا كيــف يخطــط ملســتقبله‪ ،‬بحيــث تراعــي‬
‫خطتــه البســاطة والوضــوح والدقــة وذلــك مــن خــال اســتخدام األدوات اخلمســة الســابقة‬

‫األداة السابعة‪ :‬األولويات (‪: )First Important Priorities‬‬


‫هنــاك بعــض األشــياء أهــم مــن أشــياء أخــرى‪ ،‬وهنــاك بعــض العوامــل أهــم مــن عوامــل أخــرى‪ ،‬كمــا أن هنــاك بعــض األهــداف أهــم مــن غيرهــا‪،‬‬
‫وبعــض النتائــج أهــم مــن غيرهــا‪ ،‬فــي التفكيــر حــول موقــف مــا‪ ،‬وبعــد وجــود مجموعــة مــن األفــكار ينبغــي علــى الفــرد اتخــاذ القــرارات املناســبة‬
‫واألكثــر أهميــة وفــق املعطيــات‪.‬‬

‫األداة الثامنة‪ :‬البدائل واالحتماالت واخليارات ( ‪) Alternatives & Possibilities & Choices‬‬
‫عندمــا تنــوي اتخــاذ قــرار مــا أو التصــرف نحــو موقــف مــا‪ ،‬فقــد التتوفــر لديــك جميــع اخليــارات والبدائــل لهــذه القــرارات أو التصــرف‪ ،‬ويحــدث‬
‫ذلــك عنــد بدايــة التفكيــر‪ .‬لكــن مــع اســتمرارك فــي التفكيــر وبحثــك عــن هــذه اخليــارات فإنــك قــد جتــد أن هنــاك الكثيــر مــن اخليــارات والبدائــل‬
‫أكثــر ممــا كنــت تظــن‪.‬‬
‫ويتعلــم الطالــب هنــا ضــرورة إيجــاد أكثــر مــن تفســير للحــدث‪ ،‬كمــا يتعلــم ضــرورة االســتمرار فــي البحــث عــن البدائــل‪ ،‬إضافــة إلــى أنــه يتعلــم‬
‫ضــرورة االطــاع علــى تفســيرات اآلخريــن للتعــرف علــى أفضــل التفســيرات‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫األداة التاسعة‪ :‬القرارات ( ‪:) Decisions‬‬
‫بعــض القــرارات ســهلة وبعضهــا صعبــة‪ .‬فهنــاك قــرارات يجــب اتخاذهــا طــوال الوقــت ويكــون القــرار أحيانـاً خيــاراً بــن البدائــل‪ ،‬وأحيانـاً يُفــرض‬
‫القــرار عليك‪.‬وفــي صناعــة القــرارات مــن املفيــد أن تســتفيد مــن جميــع األدوات الســابقة ‪.‬‬
‫ويتعلــم الطالــب هنــا ضــرورة االهتمــام بجميــع العوامــل واألهــداف والبدائــل عنــد اتخــاذ القــرارات‪ ،‬كمــا يتعلــم أنــه قــد يتطلــب اتخــاذ‬
‫القــرار التنــازل عــن بعــض األشــياء‪.‬‬

‫األداة العاشرة‪ :‬وجهات نظر اآلخرين (‪)Other People Views‬‬


‫العديــد مــن مواقــف التفكيــر يتــم إشــراك اآلخريــن بهــا‪،‬‬
‫وهــذا يعنــي محاولــة رؤيــة األشــياء مــن وجهــة نظــر‬
‫اآلخريــن أي مبعنــى آخــر القيــام بفهــم وجهــات نظــر‬
‫اآلخريــن ‪ ،‬وفــي الواقــع فــإن جميــع عمليــات التفكيــر‬
‫التــي تقــوم بهــا أنــت يقــوم بهــا أشــخاص آخــرون أيضــاً‬
‫ولكــن بشــكل مختلــف‪ ،‬كذلــك إن وجهــات نظــر اآلخريــن‬
‫تعتبــر مهمــة ويجــب عــدم إهمالهــا عنــد التفكيــر‪.‬‬
‫ويتعلــم الطالــب هنــا كيــف يفكــر النــاس وضــرورة األخــذ بآرائهــم‬
‫إذا كانــت مقنعــة‪ ،‬كمــا يتعلــم أن رأي الشــخص قــد يكــون صحيحــاً‬
‫بالنســبة لــه وليــس بالضــرورة أن يكــون صحيحــاً بالنســبة لآلخريــن‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫(‪ )5‬برنامج سكامبر (‪: )SCAMPER‬‬
‫وهــو‪( :‬مجموعــة مــن األدوات لتوليــد األفــكار اإلبداعيــة أطلــق عليهــا اســم ســكامبر‬
‫(‪ )SCAMPER‬وكل حــرف منهــا يرمــز إلــى أداة‪ .‬صممــه بــوب إدريــل ‪Bob‬‬
‫‪ )Ederle (1996‬لتســهيل عمليــة العصــف الذهنــي ‪ .‬ويتكــون برنامــج ســكامبر‬
‫مــن ســبع أدوات يوضحهــا اجلــدول اآلتــي‪:‬‬

‫األمثلة‬ ‫التوضيح‬ ‫األداة‬


‫م‬
‫لكل شخص أو يشء دور أو‬
‫(‪)S‬‬ ‫االستبدال‬
‫استبدل النظارة بآلة تصوير‬ ‫وظيفة‬ ‫‪1‬‬
‫‪Substitute‬‬
‫ماذا لو استبدلنا هذه األدوار؟‬
‫لكل فكرة غرض محدد‬
‫دمج السماعة مع النظارة‬ ‫الجمع – الدمج (‪)C‬‬
‫ماذا لو دمجنا فكرتني ؟‬ ‫‪2‬‬
‫دمج الطائرة مع السيارة‬ ‫‪Combine‬‬
‫عدل القلم ليصدر عطرا عند‬
‫غري فكرة أو يشء ليكون مالئم‬ ‫(‪)A‬‬ ‫التكييف‬
‫الكتابة‬ ‫‪3‬‬
‫لغرض جديد‬ ‫‪Adapt‬‬
‫عدل مفتاح ليصبح ملعقة‬
‫ما رأيك يف وردة سوداء أو‬
‫خرضاء‬
‫التعديل هو تغيري املعنى أو‬ ‫(‪)M‬‬ ‫التعديل‬
‫امليزان يقيس الوزن عدله ليقيس‬ ‫‪4‬‬
‫الشكل أو اللون أو الرائحة‬ ‫‪Modifying‬‬
‫الحجم أو املسافة‬
‫ما رأيك يف بنزين معطر‬
‫نروى االزهار بمحلول الشاي‬ ‫األفكار تنجح يف مواقف محددة‬ ‫االستخدام يف أغراض أخرى‬
‫عصري البصل بخاخا عطريا‬ ‫ماذا لو استخدمناها يف مواقف‬ ‫(‪)P‬‬ ‫‪5‬‬
‫نقطع البطاطس باملفتاح‬ ‫اخرى ؟‬ ‫‪Put to other User‬‬
‫نحذف صفة الرسعة من‬ ‫لكل يشء خصائصه وباكتمالها‬
‫الحصان‬ ‫يعطي أفضل نتيجة‬ ‫الحذف اإللغاء (‪)E‬‬
‫‪6‬‬
‫ماذا لوحذفنا الكالم من الكتب‬ ‫ماذا لو حذفنا بعض هذه‬ ‫‪Eliminate‬‬
‫ماذا لو جعلنا الطائرة ال تطري‬ ‫الخصائص؟‬
‫ماذا لو جاءت الشمس من‬
‫تسري األمور واألحداث يف نسق‬
‫املغرب؟‬ ‫العكس‪ /‬إعادة الرتتيب (‪)R‬‬
‫معني‪ ،‬فماذا لو غرينا الرتتيب؟‬ ‫‪7‬‬
‫يصعد املاء من الرتبة اىل النبات‬ ‫‪Reverse/Rearrange‬‬
‫ماذا لو عكسنا االتجاه ؟‬
‫ماذا لو كان العكس ؟‬

‫‪126‬‬
‫ابحث في النت عن‪:‬‬
‫‪ -1‬أمناط أخرى للتفكير‬
‫‪ -2‬مقاييس وأدوات الكتشاف أمناط التفكير‬
‫‪ -3‬أدوات وقوائم وبرامج تساعد على تعلم األمناط اخملتلفة للتفكير‪.‬‬
‫‪ -4‬محاضرة مقرؤة أو مسموعة أو مرئية حول التفكير‪.‬‬
‫‪ -5‬مقال أو بحث أكادميي حول التفكير‪.‬‬
‫‪ -6‬كتاب حديث حول التفكير‪.‬‬
‫‪ -7‬برنامج تدريبي أو عرض تقدميي حول التفكير‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫الوحدة‬
‫مهارات العرض والتقديم‬ ‫السابعة‬
‫‪Presentation Skills‬‬

‫الهدف العام للوحدة‬


‫أن يجيد الطالب مهارات العرض والتقدمي ويكتسب من خاللهما مهارات االتصال‬
‫والتواصل‬

‫أهداف الوحدة‬
‫يتوقع من الطالب في نهاية هذه الوحدة أن‪:‬‬
‫‪ -1‬يستنتج مفهوم االتصال الفعال وأهميته للطالب اجلامعي وعناصر عملية االتصال‬
‫‪ -2‬يوضح املقصود بالعرض والتقدمي‬
‫‪ -3‬يدرك العالقة بني مهارات العرض والنجاح الوظيفي‬
‫‪ -4‬يعي أثر مهارات العرض على تنمية الثقة بالنفس‬
‫‪ -٥‬يذكر طرق اإللقاء (القراءة‪،‬احلفظ‪،‬االرجتال‪،‬البطاقات الذكية‪)...‬‬
‫‪ -٦‬يعدد مراحل اإلعداد والتحضير للعرض‬
‫‪ -٧‬يتقن توزيع الوقت على العرض‬
‫‪ -٨‬يجيد استخدام برنامج البوربوينت في العرض‬
‫‪ -٩‬يشرح أهمية تأثيرالكلمات‪،‬لغة اجلسد ‪ ،‬نبرة الصوت في مهارة اإللقاء‬
‫‪ -١٠‬يفهم معنى لغة اجلسد‬
‫‪ -١١‬يجيد استخدام لغة اجلسد أثناء التقدمي‬
‫‪ -١٢‬ينوع من استخدام الصوت أثناء التقدمي‬

‫محتويات الوحدة‬
‫‪ -1‬مفهوم االتصال الفعال وأهميته للطالب اجلامعي ‪.‬‬
‫‪ -2‬عملية االتصال وعناصرها‬
‫‪ -3‬أساسيات مهارات اإللقاء‬
‫‪ -4‬لغة اجلسد (األيدي‪ ،‬العيون‪ ،‬احلركات)‬
‫‪ -5‬مهارات إعداد العروض التقدميية‬

‫‪128‬‬
129
‫تعتبــر مهــارات العــرض والتقــدمي مــن أقــدم املهــارات التــي احتاجهــا اإلنســان للتعبيــر عــن نفســه وقــد امــن اللــه ‪ -‬ســبحانه وتعالــى ‪ -‬علــى‬
‫َ َّ َ ُ ْ َ‬ ‫َ َ َ ْ ْ َ‬ ‫َ َّ َ ْ ُ ْ َ‬ ‫َّ ْ َ ُ‬
‫ـه الَ َيــان} الرحمــن ‪ 4 :1‬وقــد عــاب فرعــون‬ ‫الن َســان ‪ 3‬علمـ‬
‫اإلنســان أنــه علمــه البيــان بعــد أن خلقــه {الرحــن ‪ 1‬علــم القــرآن ‪ 2‬خلــق ِ‬
‫علــى موســى عليــه الســام عــدم طالقتــه فــي الــكالم واعتبرهــا مــن نقــط ضعفــه وعــدم اســتحقاقه لإلرشــاد فقــال لقومــه {أَ ْم َأنَــا َخـ ْ ٌ‬
‫ـر ّ ِمـ ْ‬
‫ـن‬
‫ُ َ َ ٌ ََ َ َ ُ‬
‫اد يُبـ ُ‬ ‫َ َ َّ‬
‫ـن} الزخــرف‪ 52 :‬ولذلــك كان مــن ال ُعــدة التــي طلبهــا موســى مــن ربــه ليواجــه بهــا فرعــون عندمــا أمــره‬ ‫هٰــذا الِي هــو م ِهــن ول يــك ِ‬
‫صـدْرِ ي َويَ ِّسـ ْر ِلــي أَ ْمــرِ ي َو ْ‬
‫احل ُـ ْل ُع ْقـ َد ًة ِّمــن ِّل َســانِي يَ ْف َق ُهــوا َق ْو ِلــي} طــه ‪28 :25‬‬ ‫اللــه أن يذهــب اليــه { َقــا َل َر ِّب ْ‬
‫اشـ َر ْح ِلــي َ‬
‫وتعتبــر مهــارات العــرض والتقــدمي أحــد مهــارات االتصــال الفعــال بــل ميكــن أن تكــون اعلــى تلــك املهــارات ولذلــك يجــب علينــا فــي البــدأ أن‬
‫نتعــرف علــى مهــارات االتصــال الفعــال عمومــا ثــم نعــرج بعــد ذلــك علــى مهــارات العــرض والتقــدمي كجــزء مــن الــكل‬

‫مفهوم االتصال‬
‫يُعــرف االتصــال بأنــه‪ :‬نقــل رســالة مــن شــخص (املرســل) إلــى شــخص آخــر (املســتقبل)‬
‫بحيــث يتــم فهمهــا بشــكل صحيــح مــن قبــل املســتقبل‪.‬‬
‫تســتعمل الكلمــات املشــتقة مــن مــادة (وصــل) فــي اللغــة للداللــة علــى عــدة معــان يجمعهــا‬
‫أصــل واحــد هــو (ضــم شــيء إلــى شــيء)‪ .‬واتصــل الشــيء بالشــيء‪ :‬أي احتــد بــه‪.‬‬
‫ومــن مــادة (وصــل) جــاء املصطلحــان (االتصــال‪ ،‬والتواصــل) للداللــة علــى اســتخدام‬
‫الرمــوز اللغويــة (اللفظيــة وغيــر اللفظيــة)‪( ،‬املســموعة أو املشــاهدة) بهــدف إيصــال‬
‫املعنــى‪ ،‬أي توصيــل األفــكار واملعلومــات واملشــاعر واألخبــار‪ ...‬مــن املرســل إلــى املســتقبل‪،‬‬
‫وتبادلهــا بينهمــا‪.‬‬
‫وقــد شــاع بــن العلمــاء اســتعمال املصطلحــن (اتصــال‪ ،‬وتواصــل) مبعنــى واحــد‪ ،‬باعتبارهمــا مترادفــن‪ .‬إال أن هنــاك طائفــة مــن اخملتصــن فــي‬
‫اجملــال يفرقــون بــن املصطلحــن اعتمــاداً علــى الداللــة اللغويــة لــكل منهمــا‪ .‬حيــث إن كلمــة (تواصــل) تــدل لغويــا علــى اشــتراك طرفــن أو أكثــر‬
‫فــي عمليــة االتصــال‪ ،‬بينمــا الحتمــل كلمــة (اتصــال) هــذا املعنــى اللغــوي‪ ،‬وإمنــا تشــير إلــى العمليــة مــن جانــب واحــد فقــط‪.‬‬

‫منوذج (جاكبسون) لالتصال‬


‫وضــع هــذا النمــوذج اللســاني الوظيفــي التواصلــي الباحــث الروســي ذي اجلنســية األمريكيــة رومــان جاكبســون (‪)Roman Jackobson‬‬
‫‪ ،‬وقــد أثبتــه فــي كتابــه‪ ”:‬اللســانيات والشــعرية” ســنة ‪1963‬م ‪ ،‬حيــث انطلــق مــن مســلمة جوهريــة ‪ ،‬وهــي أن التواصــل هــو الوظيفــة األساســية‬
‫للغــة‪ ،‬وارتــأى أن للغــة ســتة عناصــر أساســية‪ ،‬ولــكل عنصــر وظيفــة فــي املوقــف االتصالــي حســب اجلــدول التالــي ‪:‬‬

‫‪130‬‬
‫مهمتها‬ ‫وظيفة اللغة يف املوقف االتصايل‬ ‫املوقف االتصايل‬ ‫م‬
‫محتواها مشاعر املتحدث وحالته ومايتعلق به‪.‬‬ ‫وظيفة تعبريية انفعالية‬ ‫املرسل‬ ‫‪1‬‬
‫محتواها أوامر وطلبات وتوجيهات ونصائح تهدف إىل التاثري‬
‫وظيفة توجيهية تأثريية‬ ‫املستقبل‬ ‫‪2‬‬
‫عىل املستقبل وتوجيهه‪.‬‬
‫مهمتها االعتناء بشكل الرسالة وجمالياتها اللغوية‪.‬‬ ‫وظيفة جمالية شعرية‬ ‫الرسالة‬ ‫‪3‬‬
‫السياق‬
‫محتواها أفكار ومعلومات وأخبار موضوعية‬ ‫وظيفة معلوماتية اخبارية‬ ‫‪4‬‬
‫املوضوع‬
‫القناة‬
‫مهمتها املحافظة عىل استمرارية االتصال‪.‬‬ ‫وظيفة اجتماعية تواصلية‬ ‫‪5‬‬
‫أداة االتصال‬
‫الشفرة‬
‫مهمتها وصف اللغة وقواعدها النحوية واالتصالية والتداولية‪.‬‬ ‫وظيفة وصفية‬ ‫‪6‬‬
‫لغة االتصال‬

‫وعلــى هــذا فــإن التواصــل اللســاني حســب رومــان جاكبســون يســتند إلــى ســتة عناصــر أساســية ‪ ،‬وهــي‪ :‬املرســل‪ ،‬واملرســل إليــه‪ ،‬والرســالة‪،‬‬
‫والقنــاة‪ ،‬واملرجــع‪ ،‬واللغــة‪ .‬وللتوضيــح أكثــر‪ ،‬نقــول‪ :‬يرســل املرســل رســالة إلــى املرســل إليــه‪ ،‬حيــث تتضمــن هــذه الرســالة موضوعــا أو مرجعــا‬
‫معينــا‪ ،‬وتكتــب هــذه الرســالة بلغــة يفهمهــا كل مــن املرســل واملتلقــي‪ .‬ولــكل رســالة قنــاة حافظــة‪ ،‬كالظــرف بالنســبة للرســالة الورقيــة‪ ،‬واألســاك‬
‫املوصلــة بالنســبة للهاتــف والكهربــاء‪ ،‬واألنابيــب بالنســبة للمــاء‪ ،‬واللغــة بالنســبة ملعانــي النــص اإلبداعــي… ويعنــي هــذا أن اللغــة ذات بعــد لســاني‬
‫وظيفــي‪ ،‬وأن لهــا ســتة عناصــر‪ ،‬وســت وظائــف‪ :‬املرســل ووظيفتــه انفعاليــة‪ ،‬واملرســل إليــه ووظيفتــه تأثيريــة‪ ،‬والرســالة ووظيفتهــا جماليــة‪،‬‬
‫واملرجــع ووظيفتــه مرجعيــة‪ ،‬والقنــاة ووظيفتهــا حفاظيــة‪ ،‬واللغــة ووظيفتهــا وصفيــة وتفســيرية‪.‬‬

‫عناصر عملية االتصال الفعال‪:‬‬


‫تتكون عملية االتصال من مجموعة عناصر متكاملة‪ ،‬هي‪ :‬املرسل‪ ،‬والرسالة‪ ،‬والوسيلة‪ ،‬واملستقبل‪ ،‬والتغذية الراجعة ‪:‬‬

‫‪ -1‬املرسل‪ :‬هو مصدر الرسالة أو النقطة التي تبدأ عندها عملية االتصال‪ .‬واملرسل قد يكون متحدثاً‪ ،‬أو كاتباً‪ ،‬أو رساماً‪.‬‬
‫‪ -2‬الرســالة‪ :‬هــي املوضــوع أو احملتــوى (املعانــي واألفــكار واملشــاعر) الــذي يريــد املرســل إيصالــه إلــى املســتقبل‪ ،‬ويتــم التعبيــر عنهــا بالرمــوز‬
‫اللفظيــة أو غيــر اللفظيــة أو مع ـاً‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫‪ -3‬الوسيلة أو القناة‪ :‬هي الطريقة (القناة) التي تنتقل بها الرسالة من املرسل إلى املستقبل‪.‬‬
‫‪ -4‬املســتقبل‪ :‬هــو اجلهــة أو الشــخص الــذي توجــه لــه الرســالة‪ ،‬ويســتقبلها مــن خــال حاســة واحــدة أو أكثــر مــن حواســه (املســع‪ ،‬البصــر‪،‬‬
‫الشــم‪ ،‬الــذوق‪ ،‬اللمــس)‪ ،‬ثــم يقــوم بتفســير رمــوز هــذه الرســالة‪ ،‬ويحــاول إدراك معانيهــا‪ ،‬واملســتقبل قــد يكــون مســتمعاً‪ ،‬أو قارئـاً‪ ،‬أو مشــاهداً‪.‬‬
‫‪ -5‬التغذيــة الراجعــة أو االســتجابة‪ :‬هــي إرســال رســالة إلــى املرســل تفيــد اســتالم رســالته ‪ ،‬وتظهــر أنــه قــد فهمهــا واســتلمها‪ ،‬واملرســل‬
‫فــي هــذه احلالــة يالحــظ املوافقــة علــى مضمــون الرســالة أو رفضهــا‪ ،‬وتختلــف ســرعة حــدوث التغذيــة الراجعــة باختــاف املوقــف‪ ،‬فمثـ ً‬
‫ا فــي‬
‫احملادثــة الشــخصية يتــم اســتنتاج ردود الفعــل حلملــة إعالنيــة رمبــا الحتــدث إال بعــد فتــرة طويلــة‪.‬‬

‫أنواع االتصال‪:‬‬
‫االتصال عموما نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬االتصال اللفظي‪:‬‬
‫هــو اتصــال يتــم فيــه اســتخدام األلفــاظ بشــكل مباشــر مــن قبــل الشــخص‬
‫املرســل‪ ،‬باإلضافــة إلــى فهــم معانيهــا ودالالتهــا مــن قبــل الشــخص املســتقبل‬
‫‪،‬وينقســم إلــى قســمني‪:‬‬
‫‪ .1‬مهــارات االتصــال الشــفوي ‪ :‬املتمثلــة فــي االســتماع والتحــدث‪ ،‬وتكــون‬
‫الرســالة فيــه صوتيــة حيــث تلعــب اللغــة املســتخدمة ودرجــة الصــوت ومخارج‬
‫األلفــاظ دوراً كبيــراً فــي إضافــة معانــي أخــرى للرســالة‬
‫‪ .2‬مهــارات االتصــال الكتابــي املتمثلــة فــي القــراءة والكتابــة حيــث يكــون تأثيــر‬
‫الرســالة معتمــد علــى البالغــة والبيــان وحســن العرض‪.‬‬

‫‪ -2‬االتصال غير اللفظي‪:‬‬


‫هــو اتصــال التســتخدم فيــه األلفــاظ أو الكلمــات‪ ،‬ويتــم نقــل الرســالة غيــر اللفظيــة عبــر مجموعــة مــن احلــركات أو اإلميــاءات أو التعبيــرات‬
‫اجلســدية مثــل‪ :‬تعبيــرات الوجــه‪ ،‬وحــركات العينــن‪ ،‬واالبتســامة‪ ،‬وينقســم الــى نوعــن ‪:‬‬
‫‪ .1‬لغــة اجلســد ‪ :‬وهــي مــا يفهمــه املســتقبل مــن حــركات جســد املرســل املقصــودة وغيــر املقصــودة مثــل ‪:‬حــركات العينــن واليديــن واألرجــل‬
‫ووضعيــة اجلســم‬
‫‪ .2‬لغــة الرمــز ‪ :‬وهــي مــا يفهمــه املســتقبل مــن االشــياء املرتبطــة باملرســل غيــر جســده مثــل ‪ :‬مالبســه ومقتنياتــه كقلــم وســاعة ونظــارة وجــوال‬
‫ومــكان جلوســه وعطــره‬
‫وفــي الواقــع‪ ،‬التظهــر فواصــل بــن نوعــي االتصــال‪ ،‬إذ أنهمــا يســتخدمان معـاً لدعــم كل منهمــا اآلخــر فــي توصيــل القيــم واألحاســيس‪ ،‬إال أننــا‬
‫عــادة نركــز علــى االتصــال اللفظــي‪ ،‬وهــذا األمــر قــد يــؤدي إلــى عــدم فاعليــة وكفــاءة االتصــال عنــد حــدوث أي نــوع مــن التوافــق أو التعــارض بــن‬
‫اتصالنــا اللفظــي وغيــر اللفظــي‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫مهارات االتصال الجماهيري الفعال ‪:‬‬
‫‪ -1‬اتصال العني‪:‬‬
‫أيــن تنظــر عندمــا تتحــدث إلــى شــخص معــن؟ أيــن يتركــز نظــرك عندمــا تتحــدث إلــى‬
‫مجموعة؟‬
‫انظــر إلــى محدثــك أو مســتمعك مــن خمــس إلــى عشــر ثــوان قبــل أن حتــول نظــرك‪،‬‬
‫موزع ـاً نظــرك بالتســاوي علــى مجموعــة مســتمعيك‪.‬‬
‫‪ -2‬الوضع واحلركة‪:‬‬
‫تعلــم أن تقــف منتصبـاً وتتحــرك بصــورة طبيعيــة وســهلة‪ ،‬اجعــل وقفتــك تظهــر ثقتــك‬
‫بذاتــك‪ ،‬وحركتــك تظهــر قوتــك ونشــاطك‪.‬‬
‫‪ -3‬مالمح وتعبيرات الوجه‪:‬‬
‫ابتسم‪ ،‬وكن مبتهجاً في وجهك وإمياءاتك‪ ،‬منتبهاً حلركات يديك وإشاراتك حتى ال تفهم منها رساالت خاطئة‪.‬‬
‫‪ -4‬اللبس واملظهر‪:‬‬
‫يأخذ اآلخرون انطباعهم األول عنك من شكلك اخلارجي ومظهرك وطريقة لبسك‪ .‬فاحرص أن تكون الئقا‪.‬‬
‫‪ -5‬التنوع الصوتي‪:‬‬
‫الصــوت وســيلة نقــل العواطــف املضمنــة فــي الكلمــات‪ ،‬وهــو صــورة احلالــة املزاجيــة للمتكلــم‪ ،‬وبإمكانــه أن يثيــر احلمــاس والنشــاط أو أن يبعــث‬
‫علــى امللــل والرتابــة‪ ،‬اســتخدم تنوعــات الصــوت للتعبيــر عــن املعانــي واملشــاعر اخملتلفــة والتتحــدث بوتيــرة واحــدة‪.‬‬
‫‪ -6‬الصمت والكلمات‪:‬‬
‫املتحــدث البــارع ينتقــي كلمــات لطيفــة ومؤثــرة ودقيقــة الداللــة‪ ،‬ويســتعمل وقفــات طبيعيــة بــن اجلمــل‪ ،‬واخلطبــاء البــارزون يتوقفــون أحيان ـاً‬
‫ويختــارون أماكــن الوقفــات بعنايــة للتأثيــر فــي مســتمعيهم‪.‬‬
‫‪ -7‬إشراك املستمع‪:‬‬
‫احتفــظ باهتمــام الشــخص الــذي تتواصــل معــه وأشــركه فيمــا تقــول‪ ،‬وابــدأ حديثــك بافتتــاح قــوي‪ :‬مشــكلة‪ ،‬أو قصــة مؤثــرة‪ ،‬أو ســؤال جدلــي‪،‬‬
‫أو عبــارة مدهشــة‪ ...‬واعمــل مســحا شــام ً‬
‫ال لــكل مســتمعيك وذلــك عــن طريــق االتصــال العينــي املباشــر‪ ،‬ثــم بعــد ذلــك ابــدأ باالتصــال املوســع‬
‫بالعــن مــع كل فــرد علــى حــدة‪.‬‬
‫‪ -8‬استخدام املرح‪:‬‬
‫إن لــم تكــن مــن املهــرة فــي صناعــة الدعابــة أو روايــة النكتــة فــا تتصنــع ذلــك‪ ،‬فاملــرح الينحصــر فــي ذلــك‪ ،‬فقــد يظهــر مرحــك مــن خــال‬
‫ابتســامتك ونشــاطك ومقدرتــك علــى إظهــار حبــك لآلخريــن‪ ،‬كمــا أن لتعليقاتــك الذكيــة املازحــة وتقبلــك للمــزاح أثــراً كبيــراً فــي إظهــار روحــك‬
‫املرحــة‪.‬‬
‫‪ -9‬الذات الطبيعية‪:‬‬
‫احتفاظــك الدائــم بذاتــك الطبيعيــة واجتنابــك للتكلــف هــو فــي حــد ذاتــه مهــارة تــوازي املهــارات الثمانــي الســابقة‪ ،‬فضــا عــن داللتهــا علــى‬
‫الرضــا والثقــة بالنفــس‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫وظائف التواصل‪:‬‬
‫االتصال يؤدي ثالث وظائف أساسية متزامنة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -1‬وظيفة التعبير‪ :‬ما األفكار التي يريد املتكلم التعبير عنها؟‬
‫‪ -2‬وظيفة التوصيل ‪ :‬ماذا فهم املتلقي؟ هل وصلت األفكار كما أراد املتكلم؟‬
‫‪ -3‬وظيفة التأثير ‪ :‬مامدى اقتناعنا وتأثرنا بالنص؟‬

‫عوائق االتصال‪:‬‬
‫‪ -1‬عوائق لدى املرسل‪.‬‬
‫‪ )1‬االستطراد إلى جوانب هامشية استدعتها لفظة معينة في احلديث‬
‫‪ )2‬افتراض أن الناس يعرفون مانعرفه‪ ،‬أو يأخذون نفس املوقف‬
‫‪ )3‬فرط االنفعال‪.‬‬
‫‪ )4‬الشرود والتشتت‪.‬‬
‫‪ )5‬االرتباك‬
‫‪ )6‬إذا حتدث الشخص في قضية أو مبصطلحات ال يتقنها ‪ ،‬وهو يجهل أنه ال يتقنها‪.‬‬
‫‪ -2‬عوائق متعلقة بالرسالة‪.‬‬
‫‪ )1‬التعميم اخلاطئ‪ :‬وضع فئات من الناس في قالب واحد‪ ،‬على سبيل املثال‪ :‬النساء ثرثارات‪.‬‬
‫‪ )2‬التبسيط اخملل‬
‫‪ )3‬اإلسهاب اململ‬
‫‪ )4‬الفوضى ‪ :‬الفهم مرتبط بالنظام‪ ،‬فيجب تنظيم الرسالة‬
‫‪ )5‬تعمد إخفاء املعنى‪.‬‬

‫‪ -3‬عوائق متعلقة باملستقبل‪.‬‬


‫‪ )1‬التحيــز الذاتــي ‪ :‬ذواتنــا تتدخــل فــي إدراكاتنــا وتختلــط بهــا إلــى حــد بعيــد‪ ،‬فنحــن نــدرك الشــكل اخلارجــي ملــن نحبهــم علــى نحــو مختلــف‬
‫عمــن النحبهــم‪.‬‬
‫‪ )2‬أثرالسوابق ‪ :‬تأثير االنطباعات أو اإلدراكات السابقة على االنطباعات واإلدراكات الالحقة مثل ‪ :‬األشخاص البدينون طيبون ومرحون‪.‬‬
‫‪ )3‬أثر اجلاذبية ‪ :‬تلعب جاذبية الشكل دوراً مهما في استقبال الرسائل‬
‫‪ )4‬أثر املكانة‪ :‬ملكانة الشخص أثر في تشكيل االنطباع عنه‬
‫‪ )5‬التحدث بلغة متخصصة اليتقنها (لغة الطب ‪ -‬العسكريني)‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ -4‬عوائق في الوسيلة‬
‫‪ )1‬اللبس بطريقة معينة غير معهودة قد يعكس انطباعاً سلبياً على تقبل الرسالة‪.‬‬
‫‪ )2‬عدم مالءمة الرسالة للمستقبل‪( .‬صعبة‪ ،‬مخالفة لقناعاته‪ ،‬مزاجه‪ ،‬اهتمامه)‪.‬‬
‫‪ )3‬عدم مالءمة الرسالة للسياق (نكتة في عزاء)‬
‫‪ )4‬عدم مالءمة اإلشارات غير اللفظية للرسالة اللفظية‪ :‬ابتسامة صفراء مع الترحيب‪.‬‬
‫‪ )5‬تختلف الثقافات في سلوكها اللفظي وغير اللفظي‪ ،‬مما قد يولد سوء تفاهم‪.‬‬

‫‪ -5‬عوائق متعلقة بالتغذية املرجتعة‪.‬‬


‫إذا لم تظهر ردة الفعل املستقبلي‪ ،‬أو ظهرت بصورة غير متوقعة‪.‬‬

‫مهارة اإللقاء الفعال ‪:‬‬


‫إن مهــارة اإللقــاء والقــدرة علــى عــرض األفــكار وتوصيلهــا لآلخريــن تُعــد مــن أهــم متطلبــات وعوامــل جنــاح األفــراد‪ ،‬بــل إنهــا أصبحــت مطلبــا‬
‫هام ـاً وأساســياً للحصــول علــى الوظيفــة املتميــزة‪ ،‬وعقــد الصفقــات الناجحــة وكذلــك القــدرة علــى التفــاوض واحلــوار الفعــال‪.‬‬
‫وهي اعلى مهارات االتصال الفعال كما اسبقنا القول واحلديث عنها ال يخرج كثيرا عن احلديث عن مهارات االتصال السابقة‬

‫الخطوات السبع لإللقاء الفعال‬


‫يقــدم (جيــري وايزمــان) هــذه اخلطــوات الســبعة لتطويــر اخلطــاب اجلماهيــري فــي كتابــه‬
‫(اخلطيــب القــوي ‪)2011 -‬‬
‫‪ -1‬ضع إطار ًا لعرضك‪:‬‬
‫حــدد ميــدان اللعــب‪ .‬فمــن دون وضــع حــدود‪ ،‬ســوف متيــل إلــى اإللقــاء بــكل شــيء داخــل خليــط‬
‫عرضــك‪ ،‬ممــا ســيصبح هجوم ـاً مربــكا علــى جمهــورك‪ .‬اعتبــر خطابــك إطــار صــورة فارغــة‪،‬‬
‫وعلــى أحــد جانبيــة‪ ،‬قــم بتحديــد هدفــك مــن عرضــك‪ ،‬وحــدد أيضـاً نقــاط دعمــه‪ ،‬وعلــى الناحية‬
‫األخــرى‪ ،‬قــم بتحليــل جمهــورك املســتهدف‪ :‬مــن هــم؟ أين يقفــون؟ مــاذا يعرفون؟ ومــاذا يحتاجون‬
‫أن يعرفــوا حتــى يتفاعلــوا مــع دعوتــك؟ حــن متــأ كل جانــب مــن جانبــي اإلطــار اخلارجــي بهــذه‬
‫البيانــات املهمــة ذات الصلــة‪ ،‬فأنــت بذلــك حتــدد نطــاق وســياق خطابــك‪ :‬بذلــك تكــون قــد حــددت ميــدان اللعــب‪.‬‬

‫‪ -2‬العصف الذهني‪ :‬فكر بكل االحتماالت‪:‬‬


‫علــى الرغــم مــن أنــك وضعــت إطــار العمــل لكلمــة واحــدة محــددة تلقيهــا أمــام جمهــور مســتهدف معــن‪ ،‬فإنــه اليــزال لديــك كــم مضطــرب مــن‬
‫األفــكار الداعمــة واملتعلقــة التــي تتــردد داخــل عقلــك‪ .‬أخــرج هــذه األفــكار مــن عقلــك‪ ،‬اكتبهــا كلهــا علــى الــورق أو احلاســب أو فــي ســبورة وانظــر‬
‫إليهــا نظــرة موضوعيــة ومــن ثــم قيمهــا إمــا باالختيــار أو بالرفــض‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ -3‬األعمدة الرومانية‪ :‬أوجد أداة تذكرك بأفكارك الرئيسية‬
‫قبــل امليــاد مبائــة عــام تقريب ـاً‪ ،‬كان اخلطبــاء الرومانيــون يتحدثــون الســاعات الطــوال دون اســتعمال مفكــرات‪ ،‬ألن الــورق لــم يكــن قــد اختــرع‬
‫حينهــا‪ ،‬ولكــي يســاعدوا أنفســهم علــى تذكــر ماســيقولون‪ ،‬فقــد اســتعان اخلطبــاء بأعمــدة املنتــدى الرخاميــة إذ كانــوا يتوقفــون عنــد أعمــدة‬
‫محــددة لالنتقــال للحديــث عــن نقطــة أخــرى‪ ،‬فــكل عمــود كان ميثــل النقطــة الرئيســية لسلســلة مــن األفــكار الفرعيــة أو ذات الصلــة‪.‬‬

‫‪ -4‬البناء املتدفق‪:‬‬
‫األعمــدة الرومانيــة اخلمــس أو الســت حتتــاج إلــى تسلســل منطقــي حتــى يتمكــن جمهــورك مــن متابعتــك‪ ،‬وحتــى تعــرف أنــت أيضـاً إلــى أيــن تتجــه‪.‬‬
‫ا منطقي ـاً‬
‫وميكــن حتقيــق ذلــك مــن خــال وضــع أعمدتــك (موضوعــات خطابــك الرئيســية) فــي خارطــة طريــق شــاملة وذلــك مبنحهــا تسلس ـ ً‬
‫يعــرف بالتركيــب املتدفــق ومــن أكثرهــا شــيوعاً وبســاطة‪:‬‬
‫التدفق الزمني (اختيار خط زمني واحد)‪ ،‬أو الرقمي (قم بالعد التنازلي جلمهورك وأنت تنتقل إلى كل فكرة)‪.‬‬

‫‪ -5‬الرسوم‪ :‬استعن باملساعدات البصرية‬


‫حني نبدأ الكلمة‪ :‬تقوم الرسوم حينها بدورها املناسب‪ :‬كداعم للعنصر القصصي في اخلطابة‪.‬‬

‫‪ -6‬املسؤولية‪ :‬التلق باملسؤولية على غيرك‬


‫ال تســتخدم شــرائح العــرض اخلاصــة بزمالئــك‪ ،‬عليــك بــدالً مــن ذلــك حتمــل مســؤولية العــرض كاملــة حتــى الجتــد نفســك عرضــة ملفاجــآت غيــر‬
‫ســارة حــن يأتــي موعــد العــرض‪.‬‬

‫‪ -7‬تدرب وكأنك في املسرح‪:‬‬


‫أثنــاء القيــام بتجــارب األداء للعــرض‪ ،‬عليــك أن تنطــق الكلمــات الفعليــة لعرضــك أو خلطبتــك بصــوت عــال‪ .‬متام ـاً كمــا ســتفعل حــن تواجــه‬
‫جمهــورك‪ ،‬ألن ذلــك يصقــل األفــكار‪ ،‬والكتــاب احملترفــون يقــرؤون مــا يكتبــون بصــوت عــال ليــروا وقعــه‪ ،‬ولعمــل مايلــزم مــن تنقيحــات‪ .‬فمــن‬
‫الواضــح أن التعبيــر اللفظــي أمــر ناجــح!‬

‫‪ 6‬أخطاء عند اإللقاء‬


‫جتنب هذه االخطاء الستة اذا اردت أن تكون متحدثا جماهيريا فعاال ‪:‬‬
‫‪ )1‬فقدان الهدف والتنظيم‪:‬‬
‫عليك أن جتب عن هذين السؤالني‪:‬‬
‫أ) ملاذا أقدم هذا العرض؟‬
‫ب) ماذا أريد من اجلمهور أن يفعل كنتيجة لرسالتي ؟‬
‫وبغير هذا الهدف احملدد لن يتبعك اجلمهور طويال ولن يتلقون رسالتك بسرعة ووضوح‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫ولتضمن أنك على املسار الصحيح في تخطيطك وحتضيرك للمادة‪ ،‬دائماً اتبع هذه اخلطوات‪:‬‬
‫أ) اجمع املعلومات (فقط التي حتتاجها للوصول إلى غايتك)‪.‬‬
‫ب) نظمها حسب منط مجموعي منطقي (باملوضوعات أو الزمن أو االجراءات)‪.‬‬
‫جـ) اختر األسلوب املناسب للكالم وفقاً للجمهور (رسمي ‪ /‬تقني ‪ /‬غير رسمي)‪.‬‬
‫د) الوضوح‪ ،‬واإليجاز ومناسبة املوضوع للغرض‪.‬‬

‫‪ )2‬عدم حتليل اجلمهور‬


‫بعد معرفة الهدف‪ ،‬يجب عليك حتليل اجلمهور‪ ،‬اسأل نفسك‪.‬‬
‫أ) ماذا أعرف عن اجلمهور؟‬
‫ب) ماذا يعرف اجلمهور عني ؟‬
‫جـ) ماذا يعرفون عن املوضوع؟‬
‫د) هل سيقبل اجلمهور أم يرفض النصائح واالستنتاجات؟‬
‫ادرس الكثيــر مــن املعلومــات عــن جمهــورك والتــي تعطيــك تصــور واضــح‬
‫عــن املســتقبالت النشــطة لديهــم مثــل‪:‬‬
‫أ‪ -‬اجلوانب النفسية والعاطفية والثقافية والتعليمية واالجتماعية‬
‫ب ‪ -‬ثقافتهم ومايحبون ومايكرهون‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬العمر واجلنس ومستوى خبراتهم ومعرفتهم باألعمال واملشاريع التي تقوم بها‬
‫إن مستوى معرفتك جلمهورك سوف يعطيك الفرصة لتحديد ماذا تقول وماذا تستثني عند اإللقاء‬
‫تأكد أن تعرف املصطلحات التقنية إذا كان مستوى معرفتهم منخفض كذلك ال تضجرهم بشرح نقاط هم على علم بها‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم التحكم في الوقت‬


‫لتفــادي اإلحــراج صمــم ســيناريو زمنــي ملوضوعــك ‪ .‬الوقــت مهــم جــداً‪ .‬إذا أعطيــت وقت ـاً محــدداً‪،‬‬
‫فالتــزم واجعــل تقدميــك مرنــا حيــث ميكنــك تقدميــه خــال الفتــرة احملــددة أو أقصــر‬
‫وتذكر أن تنتهي دائما قبل النهاية‬
‫وانزل من القطار قبل ان يلقوك منه‬

‫‪ )4‬التعثر في اإللقاء‬
‫إذا لــم تعطــي النقــاط الســابقة عنايــة كافيــة‪ ،‬التخطيــط واإلعــداد والتحليــل والتنظيــم واملمارســة‪،‬‬
‫فإنــك ســتجد ثقتــك بنفســك ضعيفــة‪ .‬لذلــك ســيكون صوتــك منخفــض وغيــر واضــح وســرعتك فــي اإللقــاء تــزداد بســبب عــدم االســتعداد جيــداً‬
‫وقلــة املمارســة‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫أنت اآلن تتعثر وتكاد تسقط!!‬
‫إرجع الى ثقتك بنفسك واعرض االمر للنقاش واجمع من اجلمهور بعض العناصر املهمة‬
‫وتذكر أن أداء سيء خير من الهزمية بالقاضية!‬
‫وأسوء خامتة أن تسكت وينقطع عطاؤك دون خامتة تدل على انك انتهيت‬

‫‪ )5‬قلة أو كثرة املعلومات‬


‫مبــا أن كل دقيقــة مــن وقتــك ثمينــة‪ ،‬مــن املهــم أن تتذكــر أن تنظــم ماســتقول وماســتفعل‪ .‬عنــد عــرض الشــريحة‪ ،‬التقــرأ كل كلمــة ألن هــذه‬
‫معلومــات كثيــرة جــداً‪ .‬جمهــورك يســتطيع قــراءة الكلمــات أســرع منــك بكثيــر‪ ،‬مهمتــك كمقــدم هــي‪:‬‬
‫أ) أن تركز على النقاط التي حتتاج إلى شرح‪.‬‬
‫ب) تلخيص املعلومات‪.‬‬
‫جـ) التأكيد على احملور الرئيسي إليضاح أهميته‪.‬‬
‫د) عرض السلبيات واإليجابيات‪.‬‬
‫اجعل العرض يساندك وال يحل محلك‪ .‬اجلمهور حضروا لكي يستمعوا إليك‪.‬‬
‫اجعل شعارك ‪( :‬أنا العرض )‬

‫الشرائح تكون أكثر فاعلية باحتوائها ‪:‬‬


‫أ) احلديث عن وملاذا ؟وكيف؟ وماذا؟‬
‫ب) جداول من األرقام واملقارنات‬
‫جـ) رسم توضيحي أو صورة عوضا عن القراءة اجملردة‪.‬‬
‫ولكن تذكر أن تعط اجلمهور الوقت الكاف لرؤية العرض‪ .‬يجب عليك جتنب السرعة والبطء املفرط‪.‬‬

‫‪ )6‬اخلامتة سيئة التخطيط‬


‫لتفادي هذه املشكلة‪ ،‬تذكر أنه يجب أن تكون اخلامتة قوية مثل املقدمة‪.‬‬
‫ميكنك أن تلخص موضوعك في اخلامتة‬
‫يفضــل أن تختــم بكلمــة تــدل علــى االنتهــاء مثــل ‪ :‬أخيــراً أو بالنســبة للنقطــة‬
‫األخيــرة أو فــي النهايــة ولكــن إيــاك أال تختــم بعدهــا أو أن تقــول نقطــة ثــم تكــرر‬
‫نفــس الكلمــة مــرات ســتكون خامتــة فكاهيــة ضاحكــة‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫مواصفات العرض الجيد (‪:)Power Point‬‬
‫حتى اليجلب عرضك النوم أو امللل للحاضرين عليك أن تراعي اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬اســتخدم حجــم اخلــط املناســب‪ :‬وميكنــك اســتخدام فونــت كبيــر لــو كان اجلمهــور كبيــراً‬
‫ويبعــد مســافة كبيــرة عــن احملاضــر‪.‬‬
‫‪ -2‬استخدم تباين واضح بني لون النص الكتابي ولون اخللفية‬
‫‪ -3‬قلــل الكتابــة فــي كل شــريحة‪ :‬فلنســتخدم النــص الكتابــي لإلشــارة إلــى النقــاط‬
‫األساســية‪ ،‬وتلخيــص األفــكار وليــس لعــرض كميــات كبيــرة مــن املعلومــات واألفضــل أال يزيــد‬
‫عــدد األســطر فــي الشــريحة الواحــدة عــن ‪ 6‬أو ‪ 8‬وأال يزيــد عــدد الكلمــات فــي كل ســطر‬
‫عــن ‪ 6‬أو ‪.8‬‬
‫‪ -4‬جتنــب وضــع معــارف عديــدة علــى الشــريحة الواحــدة‪ :‬البــد أن يتســم تصميــم الشــرائح‬
‫بالبســاطة والوضــوح والبعــد عــن التشــتيت‪ .‬فوجــود العديــد مــن العناصــر فــي شــريحة‬
‫واحــدة ســيتعارض مــع القراءة‪،‬خاصــة إذا كان بعــض تلــك العناصــر متحــركاً‪.‬‬
‫‪ -5‬جتنــب اإلكثــار مــن اخلطــوط املبهرجــة‪ :‬إن العديــد مــن اخلطــوط الميكــن قــراء تــه علــى‬
‫شاشــة العــرض‪ ،‬لــذا يجــب أن نســتخدم اخلطــوط الواضحــة‪.‬‬
‫‪ -6‬جتنــب عــرض رســومات بــا داعــي‪ :‬يتعــارض عــرض الصــور مــع االتصــال إذا كانــت تلــك‬
‫الصــور للتزيــن‪ ،‬لــذا يجــب أن نســتخدم الصــور إليصــال احملتــوى العلمــي بديــا عــن النــص الكتابــي ‪.‬‬
‫‪ -7‬جتنــب وضــع أصــوات بــا مبــرر‪ :‬إن اســتعمال األصــوات كمؤثــر صوتــي فقــط ســوف يتعــارض مــع االتصــال الفعــال‪ ،‬لــذا يجــب أن تســتخدم‬
‫األصــوات إليصــال املعلومــة بالقــدر املناســب‪.‬‬
‫‪ -8‬اســتخدم الرســوم التوضيحيــة ‪ SmartArt‬فــي عــرض املعلومــات بــدال مــن ســطر الكلمــات فهــي اكثــر جاذبيــة وتثبــت املعلومــة وتســاعد‬
‫علــى الشــرح‬
‫‪ -9‬قــدم العــرض فــي قاعــة مظلمــة نوعـاً مــا‪ :‬فقــد يظهــر العــرض باهــت إذا كانــت القاعــة شــديدة اإلضــاءة‪ .‬لــذا ممكــن إســدال الســتائر وإطفــاء‬
‫بعــض األضــواء خــال العــرض‪.‬‬
‫‪ -10‬جتنــب قــراءة النــص الكتابــي بصــوت عــال‪ :‬فــا تقــرأ مايســتطيع أن يقــرأه احلاضــرون بأنفســهم‪ .‬اســتخدم هــذا النــص الكتابــي لالســتدالل‬
‫علــى النقــاط األساســية التــي تناقشــها‪.‬‬

‫مبادئ عامة للتقديم والعرض‬


‫تتطلــب عمليــة التقــدمي والعــرض ضــرورة التخطيــط واالعــداد اجليــد لهــا‪ .‬كمــا تتطلــب مراعــاة مبــادئ االتصــال الفعــال باآلخريــن‪ ،‬أثنــاء العــرض‬
‫ضمانــا لنجاحه‪.‬‬
‫وفيما يلي نستعرض أهم هذه املبادئ‪:‬‬
‫‪ -1‬استخدم لغة املستمعني واملصطلحات الشائعة في مجال عملهم‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫‪ -2‬توقع النقد واسبق الناقدين بطرح فكرهم والرد عليه‪.‬‬
‫‪ -3‬اســتخدم األســاليب التعليميــة واضــرب أمثلــة وتــدرج مــن‬
‫املعــروف إلــى اجلديــد ومــن احملــدد إلــى املطلــق‪.‬‬
‫‪ -4‬تدرج في العرض بشكل منطقي واربط بني األجزاء‪.‬‬
‫‪ -5‬راقــب دائمــاً الوقــت علــى مســتوى كل جــزء وعلــى مســتوى‬
‫العــرض كلــه‪ ،‬وعــدل التوقيتــات املوضوعــة إذا تطلــب األمــر ذلــك‪.‬‬
‫‪ -6‬التغرق املستمع في التفاصيل‪ ،‬واحتفظ ببعضها للمناقشة‪.‬‬
‫‪ -٧‬قبــل العــرض مباشــرة‪ ،‬راجــع املعــدات التــي ستســتخدمها‬
‫وتأكــد أنهــا تعمــل وصاحلــة‪.‬‬
‫‪ -٨‬التعطي ظهرك للمستمعني باستمرار أثناء الكتابة على أحد الوسائل واستمر في احلديث‪.‬‬
‫‪ -٩‬التقرأ من املذكرات أثناء العرض‪ ،‬إال إذا كانت هناك ضرورة لذلك‪.‬‬
‫‪ -١٠‬تأكد أن اجلميع يستطيع أن يرى وسائل العرض وأنك تستطيع التحرك بينها بسهولة‪.‬‬
‫‪ -١١‬حاول التخلص السريع من اإلرتباك الذي يصاحب بداية العرض‪.‬‬
‫‪ -١٢‬اجعل هناك اتصال مستمر بينك وبني املستمعني‪ ،‬وانظر في عيونهم دائماً‪.‬‬
‫‪ -١٣‬وزع اهتمامك وتوجهك للحديث بالتساوي على جميع احلاضرين‪ ،‬مع التركيز عند النقاط الهامة‪.‬‬
‫‪ -١٤‬إياك أن حترج أحد املستمعني أو تستهدف احدهم بالسخرية‬
‫‪ -١٥‬التتحدث بوتيره واحدة‪ ،‬ونوع درجة صوتك ارتفاعاً وانخفاضاً البراز نقاط ذات أهمية خاصة‪.‬‬
‫‪ -١٦‬حاول التخلص من (الالزمة) احلركية واللفظية إذا وجدت‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التحدث إلى وسائل العرض‪.‬‬
‫ب‪ -‬النظر ألعلى أو ألحد األركان أثناء احلديث‪.‬‬
‫جـ‪ -‬حتريك األذرع في الهواء‪.‬‬
‫د‪ -‬املشي املستمر في أرجاء الغرفة‪.‬‬
‫هـ‪ -‬حتريك املفاتيح أو العملة في اجليب‪.‬‬
‫و‪ -‬تكرار جمل أو كلمات بصفة مستمرة‪.‬‬
‫‪ -١٧‬تصرف بذكاء في املواقف احلرجة التي قد يسببها املستمعون مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توجيه أسئلة ليس لها عالقة باملوضوع أو أسئلة غبية‪.‬‬
‫ب‪ -‬األحاديث الهامة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬املناقشات اجلانبية‪.‬‬
‫د‪ -‬قراءة التقرير أو املذكرات‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫‪ -١٨‬التزم بالوقت احملدد حسب السيناريو الذي وضعته‬
‫‪ -١٩‬اختم قبل النهاية بوقت قليل واعط وقت لالستفسارات واألسئلة‬
‫‪ -٢٠‬اختم بطريقة مؤثرة تترك أثرا ممتدا عند اجلمهور‬
‫‪ -٢١‬راجع العرض مع أحد زمالءك بعد انتهاءك واسئله عن أخطاءك وحاول دائماً عدم تكرارها‪.‬‬

‫مراحل إعداد وتنفيذ العروض‬


‫تبــدأ عمليــة اإلعــداد للعــرض مبجــرد حتديــد الهــدف منــه والتعــرف علــى املســتمعني واجتاهاتهــم واهتماماتهــم‪ ،‬وتتــم عمليــة االعــداد والتنفيــذ‬
‫علــى مراحــل كمــا يلــي‪:‬‬
‫‪ -1‬تخطيط هيكل العرض‪:‬‬
‫ويقصــد بهــا وضــع تصــور خلطــوات ســير العــرض‪ ،‬ومــاذا ســنعرض فــي البدايــة والتسلســل املنطقــي لعمليــة العــرض‪ .‬ولعــل أبلــغ تلخيــص خلطــة‬
‫العــرض هــي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ماذا ستقول ؟‬
‫ب‪ -‬كيف ستقوله ؟‬
‫جـ‪ -‬خلص ماذا قلت‪.‬‬
‫ويتم حتقيق ذلك من خالل تقسيم العروض إلى أجزاء كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬املقدمــة‪ :‬ويقــوم خاللهــا املقــدم بتقــدمي نفســه والترحيــب باملســتمعني وتوضيــح ســبب العرض والهدف منه وســرد احملتويات والســيناريوالزمني‬
‫وحتديــد طريقة توجيه األســئلة‬
‫‪ .2‬املوضوع ‪ :‬وهو تقدمي صلب العرض نفسه‬
‫‪ .3‬اخلالصــة أو اخلامتــة‪ :‬ويتــم خاللهــا تلخيــص مــامت عرضــه مــع التركيــز علــى األفــكار األساســية‪ .‬توضيــح الفكــرة األساســية وعــرض خطــة‬
‫مقترحــة أو اجــراءات للتنفيــذ‪.‬‬
‫د‪ -‬املناقشة‪ :‬وتتضمن اإلجابة على أسئلة املستمعني وتقدمي أي إيضاحات يطلبونها عن أي من نقاط العرض‪.‬‬

‫‪ -2‬اعداد مادة العرض‪:‬‬


‫ويجب أن يراعي في اعدادها مايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬مناسبة مستوى املادة مع املستمعني‪.‬‬
‫‪ -2‬توقع النقد واملعارضة من بعض املستمعني‪.‬‬
‫‪ -3‬استخدام األساليب التعليمية‪ ،‬مثل ضرب األمثلة واالنتقال من املعروف إلى اجلديد‪.‬‬
‫‪ -4‬التأكد من منطقية تسلسل موضوعات العرض‪.‬‬
‫‪ -5‬توزيع وقت العرض على األجزاء اخملتلفة للموضوع مبا يتناسب مع أهمية كل جزء‪.‬‬
‫‪ -6‬عادة ما اليتضمن العرض كل املعلومات عن املوضوع‪ ،‬ولكن يجب التأكد من أنها متوافرة للرد على األسئلة‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ -3‬اعداد مساعدات العرض‪Visual Aids :‬‬
‫املســاعدات املرئيــة مثــل الشــرائح أو اللوحــات املكتوبــة‪ ،‬أداة قويــة ينصــح دائمــاً باســتخدامها‪ ،‬فالنــاس عــادة يجــدون ســهولة فــي املتابعــة‬
‫واحلصــول علــى معلومــات أكثــر فــي حالــة اســتخدام مثــل هــذه املســاعدات‪.‬‬
‫ويتطلــب اســتخدام مســاعدات العــرض ضــرورة التخطيــط اجليــد لهــا‪ ،‬بحيــث تكــون محتوياتهــا مرتبطــة متامـاً باملــادة الســابق اعدادهــا ومعبــرة‬
‫عنهــا‪ ،‬كمــا يجــب اختيــار األنــواع املناســبة منهــا وفقـاً ملوضــوع العــرض واالهتمــام باعدادهــا واخراجهــا فــي صــورة مناســبة‪.‬‬

‫‪ -4‬إعداد املذكرات‪ :‬مفتاح العرض‬


‫وهــي ملخــص يقــوم العــارض أو املقــدم بإعــداده ملســاعدته أثنــاء العــرض كمرشــد لتسلســل األجــزاء وضمــان عــدم نســيان أي منهــا‪ .‬ويراعــى فــي‬
‫إعــداد هــذه املذكــرات النقــاط التاليــة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن حتتوي فقط على الكلمات أو اجلمل األساسية ‪Key Words‬‬
‫‪ -2‬أن تكتب بخط كبير حتى يستطيع قرائتها عن بعد‪.‬‬
‫‪ -3‬أن توضح توقيتات استخدام مساعدات العرض اخملتلفة‪.‬‬
‫فهي التتضمن كل املادة املعروضة‪ ،‬ويجب إال يقرأ منها املقدم بل يأخذ منها النقاط والتسلسل فقط‪.‬‬
‫وأحيانـاً يــوزع علــى املســتمعني ملخصــات أو مذكــرات مكتوبــة عــن موضــوع العــرض أو بعــض اجلــداول التــي يصعــب وضعهــا علــى شــفافات أو‬
‫وســائل العــرض األخــرى‪.‬‬

‫‪ -5‬التقدمي أو العرض الفعلي‪:‬‬


‫يتــم فــي هــذه املرحلــة تقــدمي مــادة العــرض وفق ـاً للهيــكل الــذي‬
‫ســبق تخطيطــه‪ ،‬وباســتخدام املذكــرات الســابق اعدادهــا‬
‫ومســاعدات العــرض الالزمــة‪.‬‬
‫ويجــب اعطــاء اهتمــام خــاص لبدايــة ونهايــة العــرض‪ ،‬فالبدايــة‬
‫يجــب أن تشــد اهتمــام وانتبــاه املســتمعني‪ ،‬ويجــب علــى املقــدم أن‬
‫يتخلــص مــن االرتبــاك أو احلالــة العصبيــة التــي عــادة مــا تالزمــه‬
‫بأســرع مــا ميكــن‪ .‬وفــي نهايــة العــرض يجــب تلخيــص النقــاط‬
‫األساســية ويحــدد بوضــوح تــام األفــكار املطلــوب توصيلهــا أو‬
‫االجــراءات الالزمــة اتخاذهــا‪.‬‬
‫وميكــن للمقــدم اختبــار التوقيــت املناســب لإلجابــة علــى األســئلة‪ ،‬إمــا أن يكــون أثنــاء العــرض أو فــي نهايتــه‪ ،‬وإن كان مــن األفضــل أن تكــون‬
‫األســئلة أثنــاء العــرض إذا كانــت مرتبطــة بنقطــة معينــة وحتــى ال ينســى املســتمع توجيههــا‪ ،‬ويجــب هنــا مالحظــة أثــر ذلــك علــى وقــت العــرض‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫لغة العرض‬
‫نحــن نســتخدم وســيلتني أساســيتني أثنــاء العــرض ‪ :‬لغــة الــكالم ولغــة اجلســد ولذلــك اجعــل شــعارك أثنــاء التقــدمي للعــرض «ليــس األهــم مــا‬
‫تقوله‪،‬ولكــن كيــف تقولــه» ‪ ،‬وقيــل أن ‪ ٪38‬مــن الرســالة التــي يتلقاهــا املســتمع حتكمهــا لهجــة ونوعيــة صوتــك‪ .‬وللصــوت خصائــص ثالثــة ‪:‬‬
‫املســتوى واحلجــم والنوعيــة‪ ،‬والســيطرة علــى كل واحــدة مــن هــذه اخلصائــص فــي صوتــك يعطــي فرقــا عنــد اجلمهــور‪.‬‬
‫ركزعلــى أن يكــون صوتــك متفائــل‪ ،‬دافــئ‪ ،‬حتــت الســيطرة‪ ،‬واضــح وجتنــب اللهجــة عاليــة النبــرة وأضــف العاطفــة إلــى صوتــك‪ .‬وابتســم قــدر‬
‫اإلمــكان عندمــا تتحــدث والحــظ أن الوقــوف بقامــة منتصبــة ؛ يؤثــر علــى التنفــس‪ ،‬ممــا يؤثــر علــى نبــرة صوتــك‪.‬‬

‫لغة اجلسد‬
‫أمــا لغــة اجلســد فنعنــي بهــا التواصــل غيــر اللفظــي هــو عمليــة‬
‫التواصــل مــن خــال إرســال واســتقبال رســائل غيــر صوتيــة أثنــاء‬
‫احلديــث عــن طريــق اجلســد‪ ،‬وقــد أثبتــت إحــدى الدراســات فــي‬
‫جامعــة كاليفورنيــا أن التأثيــر فــي العــروض التقدمييــة يتحقــق مــن‬
‫‪ % 7‬مــن الكلمــات املســتخدمة‪ ،‬و ‪ % 38‬بجــودة الصــوت‪ ،‬و ‪% 55‬‬
‫مــن االتصــاالت غيــر اللفظية‪.‬والحــظ أن لغــة اجلســد يجــب أن‬
‫تطابــق الكلمــات املســتخدمة وإذا حــدث تناقــض بــن كالمــك ولغــة‬
‫اجلســد‪ ،‬فــإن لغــة اجلســد هــي احلاكمــة‪ ،‬فســوف يعطــي النــاس‬
‫اهتمــام أقــل إلــى مــا قلتــه‪ ،‬و يكــون التركيــز بــدال مــن ذلــك علــى‬
‫اإلشــارات غيــر اللفظيــة‪.‬‬
‫وتتمثــل لغــة اجلســد فــي تلــك اإلشــارات غيــر الفظيــة التي ترســلها‬
‫أثنــاء حديثــك عــن طريــق تواصــل العيــون وموقــف اجلســد وإميــاءات الكفــن واألصابــع ‪ ،‬وهــذه اإلشــارات تنقــل املعلومــات الهامــة التــي ال ميكــن‬
‫أن توصلهــا الكلمات‪.‬ومــن خــال اهتمامــك بدراســة ســلوكيات اآلخريــن غيــر اللفظيــة ميكــن حتســن قدرتــك اخلاصــة علــى التواصــل بشــكل ال‬
‫شفهي ‪.‬‬
‫راقب جسدك أثناء العرض وروض عاداتك احلركية والحظ‪:‬‬
‫أ‪ -‬هل تكثر االتكاء على الطاولة أو الكراسي اثناء احلديث‬
‫ب‪ -‬هل تلف ساقا على ساق عندما تقف لتتحدث بشكل غير رسمي ؟‬
‫جـ‪ -‬هل اجلزء األعلى من جسمك يظل منتصبا أثناء العرض ؟‬
‫د‪ -‬هل اكتافك تبدو في خط مستقيم أو متقوسة إلى الداخل نحو صدرك ؟‬
‫هـ‪ -‬هل تضع نفسك وراء الطاولة عندما تتكلم في مناسبة رسمية ؟‬
‫و‪ -‬هل تعبر عن نفاذ صبرك وضجرك من سلوك املستمعني أو عندما تستمع إلى أحدهم بنقرة قدمك أو نقرة قلمك ؟‬
‫ز‪ -‬هل لديك حركات عصبية أو عادات مالزمة لك (الزمة حركية أو كالمية) عندما تتحدث في مجموعة كبيرة ؟‬

‫‪143‬‬
‫فن الوقوف‬
‫تعلــم أن تقــف منتصبـاً وتتحــرك بصــورة طبيعيــة وســهلة و يجــب أن تكــون قــادراً علــى تصحيــح االجتــاه العــام الــذي يرتخــي فيــه اجلــزء األعلــى‬
‫مــن اجلســم ‪ .‬فعنــد قيامــك بعمليــة االتصــال أثنــاء العــرض يكــون الوضــع أكثــر فعاليــة عندمــا تكــون مرنـاً ‪،‬ال أن تكــون مغلقــا فــي وضعيــة متوتــرة‬
‫وهــذا ينطبــق علــى كل املالمــح و احلــركات وينطبــق أكثــر علــى الســاق والقــدم ؟‬
‫إن الطريقــة التــي يظهــر بهــا جســمك ميكــن إن تعكــس كيــف تظهــر نفســك وعقلــك و الطريقــة التــي تنظــر بهــا إلــى نفســك هــي عــادة االنطبــاع‬
‫الــذي يكونــه عنــك اآلخــرون ‪.‬قــف منتصبـاً ‪ :‬فمظهــر اجلــزء العلــوي مــن جســمك يــدل علــى رأيــك فــي نفســك هــذا احلكــم ليــس فــي كل األحــوال‬
‫لكــن علــى األقــل هــذا هــو رأى اآلخريــن فيــك حتــى تتكــون لديهــم معلومــات أخــرى كافيــة لتغيــر هــذا الــرأي‪ ،‬راقــب اجلــزء األســفل مــن جســمك‬
‫فقــد تقلــل مــن تأثيــرك بســبب الطريقــة التــي تقــف بهــا ‪ .‬وقــد حتــول طاقــة اتصالــك الشــخصي بعيــداً عــن مســتمعيك مــن خــال لغــة اجلســم‬
‫غيــر املالئمــة ‪.‬‬

‫الوضعية اخلاطئة‬
‫الحــظ أكثــر األمنــاط الشــائعة للوضعيــة اخلاطئه‪:‬التراجــع إلــى اخللــف وامليــل مــن جنــب إلــى جنــب أو االعتمــاد علــى رجــل و التحــول إلــى الرجــل‬
‫األخــرى ‪ .‬حملاربــة هــذه العــادات الســلبية خــذ وضــع االســتعداد بجعــل وزنــك إلــى اإلمــام ‪ ،‬حتــرك فــي أرجــاء املــكان ‪ .‬اخــرج مــن خلــف الطاولــة‬
‫حتــى لــو كنــت فــي وضــع رســمي‪ ،‬هــذا ســيزيل احلواجــز بينــك وبــن اآلخريــن ‪.‬حــرك يديــك و ذراعيــك وحتــرك مينــة ويســره ولكــن ال تبالــغ فــي‬
‫ذلــك بــل حتــرك ضمــن مســتوى طاقتــك الطبيعيــة‪ .‬واعلــم أنــه ليســت هنــاك طريقــة صحيحــة أو طريقــة خاطئــة للوقــوف أو التحــرك لكــن هنــاك‬
‫مفهومــان أساســييان تعلمناهــم هنــا همــا ‪ :‬الوقــوف منتصبـاً وامليــل بوزنــك إلــى اإلمــام‪.‬‬

‫لغة العيون‬
‫اتصــال العــن هــو املهــارة األكثــر تأثيــرا علــى املســتمعني‪ ،‬وعيونــك‬
‫هــي اجلــزء الوحيــد مــن جهــازك العصبــي املركــزي الــذي يرتبــط‬
‫بالشــخص اآلخــر بشــكل مباشــر ‪ ،‬ولالتصــال بالعــن آثــار ثالثــة‬
‫‪:‬األلفــة أو التخويــف أو املشــاركة فاأللفــة أو التخويــف تنتجــان عــن‬
‫النظــر إلــى الشــخص اآلخــر ملــدة عشــر ثوانــي إلــى دقيقــة ‪.‬أمــا‬
‫املشــاركة وهــي التــي تشــكل أكثــر مــن ‪ %90‬مــن اتصالنــا الشــخصي‬
‫فإنهــا تســتدعي أن تنظــر إلــى الشــخص الــذي تتحــدث معــه مــن‬
‫خمــس إلــى عشــر ثوانــي قبــل حتويــل النظــر عنــه إلــى مــكان آخــر‬
‫وهــذا هــو الطبيعــي إن كنــت تتكلــم مــع شــخص أو أكثــر ‪.‬‬
‫واحــذر مــن أن تنظــر إلــى الشــيء أو الــى اجلانبــن متــرددا فــان‬
‫ذلــك يقــوض مصداقيتــك ويبعــث علــى التوتــر وعــدم الطمانينــه‪،‬‬
‫واحــذر أيضــا إن تغمــض عينــك ملــدة ثانيتــن أو أكثــر فانــك بهــذا‬

‫‪144‬‬
‫الفعــل تقــول ال أريــد أن أكــون هنــا أو ال أريــد أن اســمع هــذا وهــذا الشــعور ســينتقل إلــى مســتمعيك ويشــاطرونك عــدم رغبتهــم فــي االســتماع‬
‫إليــك ‪ ،‬ثــم احــذر اخيــرا أن تركــز نظــرك علــى شــخص أو اجتــاه معــن عندمــا تخاطــب مجموعــة كبيــرة بــل انقــل عينــك إلــى كل اجتــاه واعــط‬
‫خمــس ثوانــي مــن التركيــز فــي كل اجتــاه‬

‫لغة اخلامتة‬
‫وفــي اخلامتــة خلــص أهــم نقاطــك وذكــر املســتمعني بهدفــك مــن احلديــث وإقتــرح عليهــم توصياتــك وعليــك أن تختــم قبــل الوقــت احملــدد بدقائــق‬
‫قليلــة واعلــم انــه لــن ينكــر احــد أن قطــارا قــد مــر مــن هنــا منــذ دقائــك وذلــك أنــه تــرك القضبــان ســاخنة ‪ ،‬فعليــك بإنهــاء حديثــك بكلمــة التنســى‬
‫تتــرك العقــول والقلــوب ســاخنة‪.‬‬

‫ابحث في النت عن‬


‫‪ -١‬برامج تدريب املتدربني وطرق إعداد العروض التقدميية‬
‫‪ -٢‬أدوات ووسائلتساعد في اكتساب مهارات العرض والتقدمي‬
‫‪ -٣‬محاضرة مقروءة أو مسموعة أو مرئية حول العرض والتقدمي‬
‫‪ -٤‬مقال أو بحث على حول اإلعداد والتقدمي‬
‫‪ -٥‬كتاب صدر حديثاً حول اإلعداد والتقدمي‬
‫‪ -٦‬برنامج تدريبي أو عرض تقدميي حول اإلعداد أو التقدمي‬

‫‪145‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪٥‬‬ ‫ ‬
‫مقدمة‬

‫‪٨‬‬ ‫ ‬
‫الوحدة األولى‪ :‬مهارات تحديد األهداف الحياتية‬

‫‪١٨‬‬ ‫ ‬
‫الوحدة الثانية‪ :‬مهارات إدارة الوقت وتنظيمه‬

‫‪٤٠‬‬ ‫ ‬
‫الوحدة الثالثة‪ :‬مهارات حل المشكالت واتخاذ القرارات‬

‫‪٧٠‬‬ ‫ ‬‫الوحدة الرابعة‪ :‬مهارات فرق العمل‬

‫‪٨٨‬‬ ‫ ‬
‫الوحدة الخامسة‪ :‬مهارات البحث العلمي‬

‫‪١٠٢‬‬ ‫ ‬
‫الوحدة السادسة‪ :‬مهارات وأنماط التفكير‬

‫‪١٢٨‬‬ ‫ ‬
‫الوحدة السابعة‪ :‬مهارات العرض والتقديم‬

‫‪146‬‬
147
148

You might also like