Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 286

‫اﻟﻤﻘﺪﻣﮥ‬

‫ﺑسم ﷲ وا�مد ﮻ والص�ة والس�م على رسول ﷲ‪.‬‬

‫مﻦ أعﻈم ا�ﺘع � حﻴا� هﻲ ﺗلك ال� أﺟدها � ﺗدﺑر آﻳات ﷲ ﺗعا�‪ ،‬والﻐوص � �ارها‬
‫واســـﺘـﺨـراج كـﻨـوزهــا‪ ،‬ﺛـم رﺑـطـهــا ﺑــا لـواﻗـع‪ ،‬ﻷﺟــد لـ�ــل ســـﺆال ﺟـواﺑــا ولـ�ــل مﺸـــ�ـلــﺔ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ح�‪...‬أﺟوﺑـﺔ وحلو� رﺑـاﻧﻴـ�ﺔ معصـــومـﺔ مﻦ ا�طـﺄ‪ ،‬حﻘـاﺋﻖ مطلﻘـﺔ � ﻳـﺄﺗﻴهـا الﺒـاطـل مﻦ‬
‫ﺑ� ﻳدﻳها و� مﻦ ﺧلﻔها‪...‬‬
‫ُ ﱢ‬
‫ﻓﺄرى اﻵﻳات ﺗنﺸـل� مﻦ ح�ة اﻷﻓ�ار ا�ﺘﻀـارﺑﺔ‪ ،‬وﺗثﺒﺘ� � ا�واﻗﻒ الصـعﺒﺔ‪ ،‬وﺗ َسـكﻦ‬
‫ﻗل� ح� �دق ﺑه ا�ﺨاوف‪،‬‬
‫�ﺄﻧها ٌ‬
‫حﺒل ُمد مﻦ السماء ٌ‬
‫وﻧور أﺿاء ﻇلمات ا�ﻴاة‪...‬‬
‫َُﱢ‬
‫كم أســـﺘمﺘع ح� أﻧﻘـل الﻨﻈر ﺑ� آﻳـات ﷲ ا�ســـطورة � الﻘرآن‪ ،‬وآﻳـاﺗـه ا�ﻨﻈورة �‬
‫الكون وا�ﺨلوﻗات‪...‬كم ﻳر�ﻒ ﻗل� ح� أدرس ﻇاهرة دﻗﻴﻘﺔ � ﺟسـم اﻹﻧسـان أو �‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ ً‬ ‫َّ‬
‫إﺑداع ﺧلﻖ ال�اﺋﻨ�ات ﺛم ﻳمﻸ كﻴا� �له ﻗول ر� عﺰ وﺟل‪﴿ :‬إِن ِ� �ٰلِــك �يَــة ۖ َو َمــا �ن‬
‫الرح ُ‬ ‫ك ل َ ُه َو الْ َعز ُ‬
‫�ز َّ‬ ‫َّ َ َّ َ‬ ‫� ُهم ُّم ْؤ ِمن َ‬ ‫َ ْ‬
‫�َُ‬
‫ِيم﴾‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫�‬ ‫ر‬ ‫�ن‬ ‫۝‬ ‫ِ�‬ ‫أ‬

‫‪1‬‬
‫كم رأﻳـــﺖ ﺑﻨﻔ� مصداق دعاء الﻨ� صلى ﷲ علﻴه وسلم ح� ﱠ‬
‫وﺟه صاحﺐ الهم أن‬
‫ﻳدعو ﷲ‪) :‬أن �عل الﻘرآن رﺑﻴع ﻗل� وﻧور صــدري وﺟ�ء حﺰ� وذهاب ه�(‪...‬رأﻳﺖ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َٰ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ً‬
‫وحا ّم ِْن أ ْم ِرنا﴾‪...‬‬
‫ك ُر ً‬ ‫كﻴﻒ ﻳعطﻴك الﻘرآن روحا ﺟدﻳدة ﴿و��ل ِك أوحينا إِ�‬

‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ﻧعم‪ ،‬أ ِحـ ﱡﺐ كﺘـاب ﷲ‪ ،‬وأراﻩ ا�ﻨـﺔ العﻈ� ال� لو لم ُﻳﻨ ِعم ﷲ علﻴﻨـ�ا إ� ﺑهـا لكﻔى ح�‬
‫�عل حﻴاﺗﻨ�ا �لها له‪ ،‬ولﻦ ﻧوﻓﻴه حﻘه‪...‬‬

‫وا�حﺐ � ﻳســـﺘطﻴع الكﺘمان! ﻓﺄر�د ﻹﺧوا� وأﺧوا� أن ﻳﺸـــاركو� حﺐ الﻘرآن وحﺐ‬


‫ﺗدﺑرﻩ‪...‬ومﻦ أﺟل ذلك �ان هﺬا الكﺘاب‪.‬‬
‫َ‬
‫ﺑـدأت ﻓكرة الكﺘـاب ﺑﻘﻨـاعـﺔ لـدي أن الﻘرآن � ُﻳـد ﱠرس ﺑـالطر�ﻘـﺔ الصـــحﻴحـﺔ‪ ،‬ﻓـال�ك�‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عــادة مــا ﻳكون على ا�ﻔﻆ دون الﻔهم‪ .‬وﷲ ﺗعــا� ﺟعــل الﺘــدﺑر واﺟﺒــا على ا�مﻴع‬
‫َ ٌ َ َ َْ ُ َْ َ‬ ‫ََْ ُ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َّ ُ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ َ ٰ ُ ُ‬
‫ار ٌك‬
‫ك ُم َب َ‬ ‫وب أ�فال َها﴾‪ ،‬وﻗال‪﴿ :‬كِتاب أنز�اه إِ�‬
‫ﻓﻘال‪﴿ :‬أف� �تدبرون القرآن أم � قل ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫اب﴾‪.‬‬ ‫ّ َ َّ َّ ُ َ َ َ َ َ َّ َ ُ ْ ْ َ‬
‫ِ�دبروا آياتِهِ و ِ�تذكر أولو ا�� ِ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ومـا ُﻳعﻘـد مﻦ مســـاﺑﻘـات أحﻴـاﻧـا � الﻘرآن ﻓعـادة مـا ُﻳﻐﻔـل ﺟـاﻧـﺐ الﺘـدﺑر‪ .‬ﻓعﺰمـﺖ على‬
‫الﺘدﺑرات على ﺷــ�ل أســﺌلﺔ ﺗســﺘﺜ� ذهﻦ الﻘارئ وا�اﻓﻆ للﻘرآن لﻴﺒحﺚ عﻦ‬ ‫صــﻴاﻏﺔ ﱡ‬

‫اﻵﻳـﺔ ال� �مـل مع� معﻴﻨـ ً�ا‪ ،‬أو إﺟـاﺑـﺔ عﻦ ســـﺆال ﻳمس حﻴـاﺗـه‪ ،‬أو آﻳـﺔ َﻳ ُرد ﺑهـا على‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫صـــاحﺐ ﺷـــﺒهﺔ أو �ســـم ﺑها ﺧ�ﻓا ﺑ� مﺨﺘلﻔ� � مســـﺄلﺔ‪ ،‬مراعﻴا � ذلك أن ﻳكون‬
‫لهﺬﻩ اﻷســـﺌلﺔ ﺗطﺒﻴﻘات عملﻴﺔ �عل ا�ســـلم ﻳســـ� � حﻴاﺗه ﺑﻨور الﻘرآن كما ﻗال ﷲ‬
‫ْ َ‬
‫ﺗعا�‪َ ﴿ :‬و َج َعل َنا ُ� نُ ً‬
‫ورا َ� ْم ِ� بِهِ ِ� ا�َّ ِ‬
‫اس﴾‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ُ‬
‫وأﻗمﺖ ا�سـاﺑﻘﺔ � رمﻀـان مﻦ العام ‪1439‬مﻦ هﺠرة ﻧبﻴﻨ�ا صـلى ﷲ علﻴه وسـلم‪ .‬كﻨا‬
‫ﻧطرح ﻓﻴها أسـﺌلﺔ � ﺑﺚ مﺒاﺷـر على صـﻔح� الرسـمﻴﺔ و�ﺸـارك اﻹﺧوة واﻷﺧوات مﻦ‬
‫أ�اء العالم � اﻹﺟاﺑﺔ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫علما ﺑﺄ� أ�رى � اﻷسـﺌلﺔ أن ﻳكون � سـلﻒ ﻓﻴها مﻦ أﻗوال ا�ﻔسـر�ﻦ أو العلماء‪ ،‬وإذا‬
‫ً‬
‫لم أﺟد ا�ع� الدﻗﻴﻖ ا�راد ﻓﺈ� أســـﺄل أهل العلم لﺌ� ﻳكون ا�ســـﺘنﺒ�اط والﻔهم ﺧارﺟا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مع� مع� ﻓﺒحﺜـﺖ � أمهـات‬ ‫عﻦ ﻗواعـد الﺘﻔســـ� ا�عﺘ�ة‪ .‬وكﺜ�ا مـا اﻧﻘـدح � ذه�‬
‫الﺘﻔـاســـ� ا�عروﻓـﺔ ﻓلم أﺟـدﻩ ح� وﻗعـﺖ علﻴـه � ٍ‬
‫��م �ﺑﻦ ﺗﻴمﻴـﺔ أو اﺑﻦ الﻘﻴم أو اﺑﻦ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عـاﺷـــور أو ﻏ�هم مﻦ العلمـاء‪ ،‬ﻓﻔرحـﺖ ﺑـه ﻓرحـا عﻈﻴمـا أن ﷲ ﺗعـا� وﻓﻘ� لهـﺬا الﻔهم‬
‫ً‬
‫ولم ﻳكﻦ ُمﺘ�لﻔا و� ﺧارﺟا عﻦ ﻗواعد اللﻐﺔ و� محكمات اﻹس�م‪.‬‬
‫ً‬
‫و�اﻧﺖ ﺗعلﻴﻘات اﻹﺧوة ا�ﺸـــارك� � ا�ســـاﺑﻘﺔ إ�اﺑﻴ�ﺔ ﺟدا‪ ،‬ع�وا ﻓﻴها عﻦ أﻧهم ﺑعـد‬
‫ُ‬
‫ا�ﺷــ�اك � ا�ســاﺑﻘﺔ أصــﺒحوا �ﺄﻧهم ﻷول مرة ﻳﻘرؤون الﻘرآن‪ ،‬وعﻈم حﺒه � ﻗلوﺑهم‬
‫ورﺑطه ﺑواﻗعهم‪.‬‬

‫ﺛم أﻗمﻨا موســم� آﺧر�ﻦ مﻦ ا�ســاﺑﻘﺔ � رمﻀــان عا� ‪ 1440‬و‪ 1441‬هــــــ‪ ،‬وأعاﻧﻨ�ا‬
‫ﺑعﺾ اﻹﺧوة الﻔاﺋﺰ�ﻦ وا�ﺸارك� � كﺘاﺑﺔ اﻷسﺌلﺔ‪.‬‬

‫ولـﺬا‪ ،‬ﻓمـا ســـ�وﻧـه مﻦ أســـﺌلـﺔ وإﺟـاﺑـات � الكﺘـاب ليســـﺖ مﻦ صـــﻴـاﻏـﺔ العﺒـد الﻔﻘ�‬
‫وحدﻩ‪ ،‬ﺑل ﺷاركه ﻓﻴها إﺧواﻧه وأﺧواﺗه‪.‬‬

‫وا�ﻖ أﻧ� ذهلـﺖ ﺑمســـﺘوى اﻹﺧوة واﻷﺧوات � ا�ســـاﺑﻘـات الﺜ�ث! ﻓمﻨهم مﻦ �ـان‬
‫ً‬
‫�ﻴﺐ عﻦ السـﺆال ﺑسـرعﺔ ﻓاﺋﻘﺔ‪ ،‬علما ﺑﺄن عامﺔ اﻷسـﺌلﺔ ليسـﺖ مما �دﻩ ﺑسـهولﺔ و�‬

‫‪3‬‬
‫يﺶ مع ﺗدﺑر الﻘرآن‬ ‫َ‬
‫ﺑﺸـ�ل مﺒاﺷـر � الﺘﻔاسـ�‪ .‬ﻓسـرعﺔ اﻹﺧوة � إﺟاﺑاﺗها ﺗدل على ع ٍ‬
‫ﱠ‬
‫وذ�اء ُمﺘ ِﻘ ٍد‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫حاﺿر‬
‫ٍ‬ ‫ﺑﺬهﻦ‬
‫ٍ‬

‫وا�ـلـﻔــﺖ لـلـﻨـﻈـر أن اﻹﺧـوة واﻷﺧـوات الـﻔــاﺋـﺰ�ـﻦ والـﻔــاﺋـﺰات �ــاﻧـوا مـﻦ أصــــحــاب‬


‫ا�ﺧﺘصاصات � الطﺐ والدكﺘوراﻩ ﻓﻴه وال�مﺠﺔ ا�اسوﺑﻴ�ﺔ واللﻐﺔ اﻹ�ل��ﺔ وما إ�‬
‫ذلك مﻦ الﺘﺨصصات‪.‬‬

‫ﻓطلﺒﺖ مﻦ ﺑعﺾ إﺧوا� ا�ﺸـــارك� � ا�ســـاﺑﻘات الماﺿـــﻴﺔ أن ﻳعﻴﻨو� على ﺗرﺗيﺐ‬


‫اﻷســـﺌلﺔ واﻷﺟوﺑﺔ وﺗﻨﻘﻴحها واســـﺘثﻨ�اء ما ﻗد ُﻳﺸـــ�ل ﻓهمه مﻨها و�ﺰ�دوا علﻴها ﻓواﺋد‬
‫واﻗﺘﺒ�اسـات مﻦ أﻗوال ا�ﻔسـر�ﻦ‪ .‬ﻓﺨرج هﺬا الكﺘاب الﺬي أسـﺄل ﷲ أن �عله � م�ان‬
‫ً‬
‫حسﻨاﺗﻨ�ا ﺟمﻴعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وإﻧﻨـ�ا ﻧســـﺄل ﷲ ﺗعـا� أن ﻳﺒـ�ارك � هـﺬا الكﺘـاب ﺑركـﺔ عﻈﻴمـﺔ و�ﻨﻔع ﺑـه كﺜ�ا مﻦ ﺧلﻘـه‬
‫ﱠ‬
‫و�ﺠعلـه ســـﺒﺒـ ً�ا � رؤ�ـﺔ وﺟهـه الكر�م وا�ﺟﺘمـاع ﺑمﻦ عل َمﻨـا الﻘرآن ﺑرســـول ﷲ محمـد‬
‫صلى ﷲ علﻴه وسلم‪.‬‬

‫الﻔﻘراء إ� عﻔو رﺑهم‪،‬‬

‫إﻳاد ﻗﻨﻴ� وﻓر�ﻖ العمل على الكﺘاب‪.‬‬

‫‪4‬‬
:‫ﺗاﺑعوﻧا على‬

Dr_EyadQun

Eyadqunaibi

www.al-furqan.org

5
‫ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻜﺘﺎب‬

‫• ﺗﻘسﻴم اﻷسﺌلﺔ على حسﺐ ا ﻷﺟﺰاء‪� ،‬ل ﺟﺰء له أسﺌلﺘه ال� ﺗﻘيس ﻓهمه‪.‬‬

‫• معﻈم اﻷســـﺌلﺔ إن ﺷـــاء ﷲ ميســـورة والﺒعﺾ مﻨها ﻳﻘيس الﻔهم العا� لكﺘاب‬
‫ﷲ‪.‬‬
‫ً‬
‫• هﻨالك ﻗراﺑﺔ الﺜ�ﺛ� سـﺆا� للﻔاﺋﻘ� ﺑعد أسـﺌلﺔ ا�ﺰء الﺜ�ﺛ�‪ ،‬وهﻲ مﻦ الﻘرآن‬
‫�له‪.‬‬

‫• ﺑعـد اﻷســـﺌلـﺔ ســـﺘﺠـد اﻹﺟـاﺑـات مرﺗﺒـ�ﺔ مع إﺿــــاﻓـات وﻓواﺋـد ﻧﻔيســــﺔ مﻦ كﺘـﺐ‬


‫الﺘﻔاس�‪.‬‬

‫• ﺑعﺾ اﻹﺧوة ﻗرأ الطﺒعﺔ اﻷو� مﻦ الكﺘاب‪ ،‬ﻓح� ﻧســـهل علﻴه معرﻓﺔ اﻷســـﺌلـﺔ‬
‫ا�دﻳدة � هﺬﻩ الطﺒعﺔ ﻗمﻨا ﺑوﺿـع ﺧط ﻓاصـل ﺑ� اﻷسـﺌلﺔ الﻘدﻳمﺔ وا�دﻳدة‬
‫ﺑهﺬا الﺸ�ل‪:‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫‪6‬‬
‫ﻃﺮق اﻻﻧﺘﻔﺎع ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب‬

‫• ﻳصلح الكﺘاب ل�ل ﻓرد مﻨا‪ .‬ﻓﺈذا ما ﻗرأ وردﻩ مﻦ الﻘرآن اﺧﺘ� ﻓهمه وحاول اﻹﺟاﺑﺔ‬
‫ََ ْ‬
‫ﺛم ﻳﻨﻈر � اﻹﺟـاﺑـﺔ ل�ى هـل واﻓﻘـﺖ إﺟـاﺑﺘـ�ه أم �؟ ﻓـﺈن واﻓﻘـﺖ ﻓلﻴحمـد ﷲ‪ ،‬وإ�‬
‫ﻓﻘد حاول‪ ،‬وسﺘﻀعه اﻹﺟاﺑﺔ ﺑﺈذن ﷲ على سلم ﺗدﺑر الﻘرآن‪.‬‬
‫ُ‬
‫• الكﺘـاب مـادة ممﺘـازة لعﻘـد ا�ﻨـاﻓســـات ﺑ� الط�ب واﻷﺑﻨـ�اء واﻷ َســـر � اللﻘـاءات‬
‫والﻨدوات وا�ﺠالس‪ .‬ﻓما أﺟمل ا�ﺠالس ال� �ﺘمع ﻓﻴها على كﺘاب ﷲ وﺗدﺑرﻩ‪.‬‬
‫ً‬
‫• وهو مﻔﻴـد ﺟـدا �راكﺰ �ﻔﻴﻆ الﻘرآن‪ ،‬لﻴـدمﺠوا ا�ﻔﻆ والﻔهم‪ .‬ومﻦ ا�مكﻦ اﻧﺘﻘـاء‬
‫اﻷسﺌلﺔ ال� ﺗﻨ�اسﺐ الﻔﺌﺔ العمر�ﺔ‪.‬‬
‫ً‬
‫• ﻳصلح أﻳﻀا � ال�لﻴات الﺸرعﻴﺔ �ﺧﺘﺒ�ار ﻓهم الط�ب لكﺘاب ﷲ‪.‬‬

‫• مﻦ ا�مكﻦ اسـﺘﻐ�له � رمﻀـان �مع الﻨاس على مﺄدﺑﺔ الﻘرآن عﻘﺐ الصـلوات‬
‫مﺜ� أو ﺑ� ركعات ال�او�ح‪.‬‬

‫• ﻳعطﻴك ﻓهما ﺟﻴدا لﺘكون على أرﺿــﻴﺔ صــلﺒﺔ ﻗﺒل �ل موســم ﺟدﻳد مﻦ مواســم‬
‫مساﺑﻘﺔ ﺗبﻴ�اﻧا ل�ل �ء الرمﻀاﻧﻴ�ﺔ‪.‬‬

‫• الكﺘاب ﺗطﺒﻴﻖ لما ﻧدﺑﻨ�ا ﷲ إلﻴه � أك� مﻦ آﻳﺔ مﻦ مﺜل ﻗوله ﺗعا�‪:‬‬
‫ً َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ‬
‫﴿أف� َ� َتــ َدبَّرون القــرآن َولو �ن مِن عِنــ ِد غيــ ِر ا�ِ ل َو َجدوا فيــهِ اختِ�فــا كثيــ ًرا﴾‬

‫]النساء‪[82:‬‬

‫‪7‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َ َ َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫لوب أقفالها﴾ ]محمد‪[24:‬‬
‫﴿أف� �تدبرون القرآن أم � ق ٍ‬

‫َ‬
‫آباء ُه ُم ا� َّو َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫﴿أفلم يَ َّدبَّ ُروا القول أم َ ُ‬ ‫َََ‬
‫ل�﴾ ]ا�ﺆمﻨون‪[68:‬‬ ‫أت َ‬ ‫جاءهم ما لم يَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َّ ُ ُ‬ ‫ٌ َ ُ َ ُ َ ٌ َ َّ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫�اب﴾ ]ص‪[29:‬‬ ‫َ ََ َ‬
‫﴿كِتاب أنز�اه إِ�ك مبارك ِ�دبروا آياتِهِ و ِ�تذكر أولو ا� ِ‬
‫• ﻳصــلح ُ‬
‫لﺘدار ِس كﺘاب ﷲ � ﺑيﺖ مﻦ ﺑﻴوت ﷲ‪ ،‬وﻓرصــﺔ ﺟﻴدة لصــﻨاعﺔ أســﺌلﺔ‬
‫ﺗـدﺑر�ـﺔ على ﻧهﺠـه‪ .‬وﺑـالﺘـا� �صــــل على آﺛـار الﺘـدارس ا�ﺒـاركـﺔ � زمﻦ عﺰ ﻓﻴـه‬
‫ََ َْ َ‬
‫اﺟﺘ َم َع ﻗ ْو ٌم ِ� َﺑ ْيـ ٍﺖ ِم ْﻦ‬ ‫الﺘـدارس‪ .‬ﻗـال رســـول ﷲ صـــلى ﷲ علﻴـه وســـلم‪) :‬ومـا‬
‫َ‬ ‫وﻧـ ُه َﺑ ْي َﻨ ُه ْم؛ إ ﱠ� َﻧ َﺰ َلـ ْﺖ َع َل ْﻴه ُم ﱠ‬
‫الســـ ِكﻴﻨـ ُ�ﺔ‪،‬‬
‫ﱠ َُْ َ َ َ ﱠ َ َََ َ ُ َ‬
‫ﷲ‪ ،‬و�ﺘـ�دارســـ‬ ‫ُُ‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫ﷲ ﻳﺘلون ِكﺘـاب ِ‬
‫وت ِ‬
‫ﺑﻴ ِ‬
‫َْ‬ ‫َ َ َُْ ُ ﱠ ْ َ ُ َ َ ﱠُْ ُ ََْ َ ُ ََ ََ ُ ُ ﱠ‬
‫ﻴم ْﻦ ِعﻨد ُﻩ( ]رواﻩ مسلم[‪.‬‬ ‫ﷲﻓ َ‬
‫وﻏ ِﺸﻴﺘهم الرحمﺔ‪ ،‬وحﻔﺘهم الم� ِﺋكﺔ وذكرهم ُ ِ‬

‫• طرق لﺘصعﻴﺐ وﺗسهﻴل ا�ساﺑﻘﺔ‪:‬‬

‫‪ o‬إذا �ان ا�تساﺑﻘون مﺘمﻴﺰ�ﻦ � ﺗدﺑرهم وﻓهمهم للﻘرآن‪ ،‬ﻓﻨﻨصح الﺬي �ري‬
‫ا�ســـاﺑﻘـﺔ ﺑـﺄن ﻳســـﺄلهم اﻷســـﺌلـﺔ دون أن ��هم مﻦ أي ﺟﺰء اﻹﺟـاﺑـﺔ‪ ،‬ﻳع�‬
‫ً‬
‫ﻳﻘول لهم‪ :‬أﻳﻦ � الﻘرآن �له ا�ع� الﻔ��؟ ﻓﻴنﺘﻘﻲ ســﺆا� مﻦ ا�ﺰء اﻷول‬
‫ً‬
‫ﺛم العـاﺷـــر ﺛم الﺜـامﻦ مﺜ� وهكـﺬا‪ ،‬ﻷن ا�ﺘمﻴﺰ�ﻦ ســـيســـهـل علﻴهم معرﻓـﺔ‬
‫ا�واب إذا ﺗم �ـدﻳـد ا�ﺰء‪ .‬مع مراعـاة أﻧـه عﻨـد عـدم �ـدﻳـد ا�ﺰء ﻓـﺈن‬
‫الســـﺆال الواحـد ﻗـد ﻳكون لـه أك� مﻦ إﺟـاﺑـﺔ صـــحﻴحـﺔ‪ ،‬ﻳع� أك� مﻦ آﻳـﺔ‬
‫�ﻴﺐ عﻨه‪ .‬ﻓعلى مﻦ �ري ا�ساﺑﻘﺔ مراعاة ذلك حﻴﻨها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ o‬إذا �ان ا�تسـاﺑﻘون أﻗل حﻔﻈا واسـﺘحﻀـارا‪ ،‬ﻓﺈﻧهم ُﻳسـﺄلون مﻦ أسـﺌلﺔ ا�ﺰء‬
‫ا�حدد ﺑعد أن ﻳﻘرؤوﻩ‪ ،‬وعلﻴهم أن ﻳﺬكروا اﻹﺟاﺑﺔ مﻦ ذاكرﺗهم أو ﻳتســـاﺑﻘوا‬
‫� اسﺘﺨراﺟه مﻦ ا�ﺰء الﺬي ﻗرؤوﻩ‪.‬‬

‫عطون اﻷسـﺌلﺔ‬ ‫‪ o‬إذا �ان ا�تسـاﺑﻘون مﻦ ﻏ� ا�اﻓﻈ� أو أصـﻐر سـ ﱠﻨ ًا‪ ،‬ﻓﺈﻧهم ُﻳ َ‬


‫ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مﻘـدمـا لﻴﺠـدوا إﺟـاﺑـاﺗهـا أﺛﻨـ�اء ﻗراءﺗهم‪ .‬وهـﺬا ســـ��ـدهم إﻗﺒـا� على اﻵﻳـات‬
‫ومحاولﺔ �سﺘﺨراج كﻨوزها‪.‬‬

‫• ﻧﺆكـد علﻴـك أ� الﻘـارئ‪/‬أﺧ� الﻘـارﺋـﺔ أ� ﺗســـرع ﺑـالﻨﻈر � ا�واب‪ ،‬ﺑـل أن ﺗﺒـ�ﺬل‬


‫�ل ﺟهد ممكﻦ � الﺘﻔكر ومحاولﺔ معرﻓﺔ اﻵﻳﺔ ا�رادة‪.‬‬

‫• م�حﻈات مهمﺔ‪:‬‬

‫‪ � o‬كﺜ� مﻦ اﻷســـﺌلـﺔ ﻳكون الســـﺆال عﻦ �لمـﺔ أو أك� مﻦ اﻵﻳـﺔ‪ ،‬وهﻲ محـل‬


‫الﺸــــاهـد‪� ،‬ـﺄن ﻳكون ﻧص الســـﺆال‪" :‬اذكر ﺛ�ث �لمـات مﻦ آﻳـﺔ ﺗـدل على‬
‫كـﺬا"‪ .‬و� هـﺬﻩ ا �ـا لـﺔ ﻓـﺈﻧـا ﻧ�ز ال�لمـﺔ أو ال�لمـات ا�طلوﺑـﺔ � اﻵﻳـﺔ ﺑـاللون‬
‫اﻷزرق‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ o‬عـﻨــدمــا ﻧـﻘـول "كــﺬا �ـلـمــﺔ" ﻓــﺈﻧـﻨ ـ�ا � ﻧـعــد الـواو‪ .‬ﻓـمـﺜـ�‪) :‬و ﺟـحــدوا ﺑـهــا و‬
‫اسﺘﻴﻘﻨﺘها أﻧﻔسهم( ﻧعدها أرﺑع �لمات لﻐاﻳات ا�ساﺑﻘﺔ‪.‬‬

‫‪ o‬عﻨدما ﻧورد ﺛ�ث ﻧﻘاط أو أك� وسـط الﻨﻘو�ت عﻦ ا�ﻔسـر�ﻦ ﺑهﺬا الﺸـ�ل‬
‫ً‬
‫)‪ (....‬ﻓﺈﻧﻨ�ا ﻧع� ﺑها أن هﻨاك ��ما ﻧﺘﺠاوز عﻨه اﺧﺘصارا‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫اﻷﺳﺌﻠﺔ‬

‫اﻟﺠﺰء اﻷول‬

‫ح� ﺧلﻖ ﷲ آدم‪� ،‬ان ســـﺒحاﻧه ﻳعلم أن آدم ســـﻴهﺒط مﻦ ا�ﻨﺔ‪ ،‬وما حصـــل‬
‫مع آدم وحواء مﻦ ﺗعلﻴم ﺛم مﻦ الﺘعرض لوســـوســـﺔ الﺸـــﻴطان الﺬي أﻏراهما‬
‫ﱡ‬
‫ﺑـاﻷ�ـل مﻦ الﺸـــﺠرة �ـان �لـه ﺗهﻴﺌـ ً�ﺔ �همـﺔ عﻈﻴمـﺔ ﺗﺘطلـﺐ أن ﻳكون لـدﻳهمـا‬
‫حر�ﺔ ا�ﺧﺘﻴ�ار وأن ﻳنﺘﺒها لعداوة الﺸـــﻴطان ومﻘاومﺔ ﻧوازع الﺸـــهوات‪ .‬اذكر‬
‫ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳدل على ذلك‪.‬‬

‫اﻷدلﺔ على صــحﺔ دﻳﻦ ﷲ ﺗعا� واﺿــحﺔ ﺷــاﻓﻴﺔ �اﻓﻴﺔ ل�ل طالﺐ حﻖ‪ .‬ﻓﺈذا‬
‫رﻓﻀــها أحد‪ ،‬ﻓهﺬا د�لﺔ على ســوﺋه وعلى أن ا�روج عﻦ طر�ﻖ ا�� ﺷــﺄﻧه‬
‫ودأﺑـه‪ ،‬وذلـك ﻳهﻴﺌـ�ه للكﻔر ﺑمﺜـل هـﺬﻩ اﻷدلـﺔ‪ .‬و� ذلـك رد على مﻦ ﻳـدعﻲ أن‬
‫ُ ُ‬
‫"ا�لحد ا�ســـك�" ﻗد ﺗ ْع َرض علﻴه أدلﺔ اﻹســـ�م ﻓ� ﻳﻘﺒلها و�كون مع ذلك‬
‫ـﺬورا ﻷﻧه لم ﻳﻘﺘﻨع ﺑهـا! ﺑل إذا رﻓﺾ ﱡ‬
‫أي أحد أدلﺔ اﻹســـ�م ﻓهـﺬا لعﻴـﺐ ﻓﻴـه‬ ‫مع ً‬

‫لﻨﻘص � اﻷدلﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬


‫� ٍ‬

‫ﺗ�ـالﻴﻒ اﻹســـ�م ﺛﻘﻴلـﺔ على ﺿـــعﻴﻒ الﻴﻘ�‪ ،‬و�لمـا زاد ﻳﻘﻴﻨـك ﺑـا﮻ وﺑـالﻴوم‬
‫اﻵﺧر سهل علﻴك الﻘﻴام ﺑها ‪ .‬اذكر ا�واب � آﻳﺘ� مﺘﺘ�الﻴﺘ�‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫مﻦ عــادة الﻈــا�� وا�ﺘــﺂمر�ﻦ على ا�ســـلم� أﻧهم ﻳعملون ﺑعﺾ اﻷعمــال‬
‫َ‬
‫)أحسـ ـﻨوا �‬ ‫"ا���ﺔ" لﻀـــحاﻳا ﻇلمهم وﺗﺂمرهم! ﻓ� ﻳﻘال � هﺬﻩ ا�الﺔ‪:‬‬
‫هﺬا ا�اﻧﺐ وإن �اﻧوا أســاؤوا � ﻏ�ﻩ(‪ ،‬ﺑل هم مﺬمومون ﺑالتســﺒﺐ � اﻷذﻳﺔ‬
‫ُ‬
‫لـلـﻨــاس و� �ـ َم ـدون عـلـى �ـﻔـﻴـﻒ آﺛــار أذﻳـﺘـهـم ﺑـعــد ذلــك‪ .‬ا �ـواب � آﻳـﺘـ�‬
‫مﺘﺘ�الﻴﺘ�‪.‬‬

‫ﷲ عﺰ وﺟل ُﻳ ّ‬
‫عﺠﺐ لعﺒادﻩ أمر الﻔاكهﺔ ال� ﺗكون ﺑﻨﻔس الﺸ�ل ولكﻦ ﺑمﺬاق‬
‫مﺨﺘلﻒ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫مﻐﻔرة ﷲ لـﺬﻧـﺐ عﺒـد � ﻳلﺰم مﻨهـا محو اﻵﺛـار الـدﻧﻴو�ـﺔ �عصـــﻴﺘـ�ه‪ .‬اذكر ً‬
‫ﺟﺰءا‬
‫مﻦ آﻳﺔ ﻳوﺿح هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫� ا �ـدﻳـﺚ عﻦ أدلـﺔ وﺟود ﷲ ﺗعـا�‪ :‬ﻧـﺬكر دلﻴـل إ�ـاد ا�ﺨلوﻗـات‪.‬ﻗـد ﻳﻘول‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وﺟدت مﻦ ا�ﻴوان ا�ﻨوي ﻷ� وﺑو�ﻀـﺔ أ�… ﻓﻨﻘول‪ :‬هﺆ�ء اﻵﺑاء‬ ‫ﻗاﺋل‪ :‬أﻧا أ ِ‬
‫ﺑدورهم وآﺑاء آﺑاﺋهم �ﺑد لهم مﻦ ﺧالﻖ ﻳنﺘهﻲ عﻨدﻩ التسلسل‪ .‬ﻳع� ﻳسﺘحﻴل‬
‫ً‬
‫عﻘ� أن ﺗتسلسل اﻷسﺒاب إ� ما � ﺑداﻳﺔ‪ .‬اذكر ﺛ�ث �لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗﺸ� إ�‬
‫هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ً‬
‫مﻦ ُعلو�ـﺔ ا�طـاب الﻘرآ� أﻧـك �ـد أن ﷲ ﺗعـا� ﻳهـدد ﺗهـدﻳـدا �لع الﻘلوب‬
‫ََ‬
‫ﺛم ُﻳتﺒعـه �طـاب ﻓﻴـه إﻳﻨـ�اس وإرﺷـــاد وﻓﺘح ﺑـاب الﺘوﺑـﺔ كمـا ﻗـال ﺗعـا�‪﴿ :‬لقـد‬

‫‪11‬‬
‫َ‬ ‫ِث ثَ�ثَة َوما مِن إ� إ ّ� إ ٌ� واح ٌِد �ن لَم يَ َ‬
‫نتهوا � ّما‬
‫ُ‬
‫ا� ثال‬ ‫� َف َر َّا� َ‬
‫ين قالوا إ َّن َّ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ٍ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َّ‬
‫ا�ِ َو� َ َ‬ ‫ُ َ ٌ َ ٌ ََ‬ ‫َ َ َ َ َّ َّ َّ َ َ َ‬
‫ستغفِرون ُه‬ ‫�م ۝ أف� يَتو�ون إِ�‬ ‫ين �فروا مِنهم عذاب أ‬ ‫يَقولون �مسن ا�‬

‫حيم﴾ ]الماﺋدة‪[74-73:‬‬ ‫ا� َغ ٌ‬


‫فور َر ٌ‬ ‫َو َّ ُ‬

‫اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها إﻗﺒال مﻦ ﷲ ﺗعا� على عﺒادﻩ ﺑعد �و�ﻒ وﺗﻘر�ع‪.‬‬

‫ﻗـد ﻳصـــل ا�رء مطموس الﻘلـﺐ إ� مرحلـﺔ أﻧـه � ﻳـدرك ســـوء عـاﻗﺒـﺔ أﻓعـا لـه �‬
‫اﻷرض وا�لﻖ‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ﱠ‬ ‫ّ‬
‫�ﺘﺞ ﺑعﺾ ا�ﺒطل� ﺑﻘولهم‪" :‬إن ﷲ كﺘـﺐ علﻴﻨـ�ا الﻀـــ�ل‪ ،‬ولو ﺷــــاء ﷲ‬
‫ﱠ‬ ‫لهـداﻧـا"‪ .‬و�ـﺄن ﷲ أﺟ�هم على الﻀـــ�ل ولم ّ‬
‫��هم‪ .‬وﻗـد ﺑ� الﻘرآن الكر�م‬
‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫� عـدة مواﺿـــع ﺑط�ن هـﺬا ا�دعـاء‪ ،‬وأن اﻹﻧســــان ﻳكتســــﺐ ﺑعمـل ﻧﻔســــه‬
‫َّ‬ ‫ٌُْ‬ ‫َ ُ ُُ‬ ‫َ‬
‫ا�رمان مﻦ هداﻳﺔ ﷲ وﺗوﻓﻴﻘه‪ ،‬كما ﻗال ﺗعا�‪َ ﴿ :‬وقالوا قلو�ُ َنا غلف ۚ بَل ل َع َن ُه ُم‬
‫َّ ُ ْ ُ َ‬ ‫ً‬ ‫ََ‬ ‫َّ ُ‬
‫ا� ب ُ‬ ‫ْ‬
‫ون﴾ ]الﺒﻘرة‪.[88:‬‬‫�ف ِره ِْم �قلِي� ما يؤمِن‬ ‫ِ‬

‫مـا �ﻦ ﻓﻴـه مﻦ ﺑ�ء ﻳنﺒﻐﻲ أن ﻳـدﻓع الﻨـاس إ� اللﺠوء لرﺑهم وطـاعﺘـه‪ .‬ولكﻦ‬
‫ﺑـعـﺾ الـعـﺒــاد إذا لـم ُﻳـ َع ـا َﺟـلـوا ﺑــا لـعـﻘـوﺑــﺔ أ ِمـﻨـوا مـﻦ عــﺬاب ﷲ‪ .‬اذكـر آﻳـﺘـ�‬
‫ُ‬
‫مﺘﺘـ�الﻴﺘ� َﻳﺬكر ﷲ ﻓﻴهمـا حال أﻧاس أحســـوا ﺑاﻷمان مﻦ عﺬاب ﷲ عﺰ وﺟل‬
‫ﺑعد أن صرﻓه عﻨهم‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫مﻦ ﺗرك ما ﻳﻨﻔعه اﺑﺘلﻲ ﺑا�ﺷـﺘﻐال ﺑما ﻳﻀـرﻩ‪ ،‬ﻓمﻦ ﺗرك عﺒادة الرحمﻦ‪ ،‬اﺑﺘلﻲ‬
‫ﺑعﺒــادة اﻷوﺛــان‪ ،‬ومﻦ ﺗرك محﺒــﺔ ﷲ وﺧوﻓــه ورﺟــاءﻩ‪ ،‬اﺑﺘلﻲ ﺑمحﺒــﺔ ﻏ� ﷲ‬
‫وﺧوﻓـه ورﺟـاﺋـه‪ ،‬ومﻦ ﺗرك الـﺬل لرﺑـه‪ ،‬اﺑﺘلﻲ ﺑـالـﺬل للعﺒﻴـ�د‪ ،‬ومﻦ ﺗرك ا�ﻖ‬
‫اﺑﺘلﻲ ﺑالﺒاطل‪ .‬اذكر ما ﻳدل على ذلك مﻦ ا�ﺰء اﻷول‪.‬‬

‫عـدم ﺗﻘـدﻳر الﻨعمـﺔ ﻗـد �عـل العﺒـد ﻳطلـﺐ ا�ﻧﺘﻘـال إ� مـا دوﻧهـا‪ ،‬وهـﺬا مﻦ‬
‫َ َ ُ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ‬
‫� أ ْسـفارِنا َوظل ُموا‬ ‫أسـﺒاب سـﺨط ﷲ‪ .‬ﻗال ﷲ � ﻗوم سـﺒﺄ‪�﴿ :‬قالوا ر�نا باعِد ب‬
‫َ ُ‬
‫أنف َس ُه ْم﴾ ]سﺒﺄ‪ .[19:‬اذكر آﻳﺔ مﻦ ا�ﺰء اﻷول ﻓﻴها مﺜل هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫مﻦ مﻈـاهر ا�ﻴود عﻦ دﻳﻦ ﷲ � ا�صـــومـات العﺸـــاﺋر�ـﺔ‪ :‬أﻧـك �ـد َمﻦ إذا‬
‫ﺷـﺨصـا َ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫أوﺟه أو‬ ‫ﻗﺘل مﻨهم ﺷـﺨص حرصـوا على أن ﻳﻘﺘلوا مﻦ عﺸـ�ة الﻘاﺗل‬
‫ً‬
‫عــددا أك� مﻦ اﻷﺷـــﺨــاص‪ .‬أذكر آﻳــﺔ �ــاطــﺐ ﺑهــا هﺆ�ء وﺗﺒ� لهم أن ﷲ‬
‫ﻳﻨهاهم عﻦ ذلك‪.‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬
‫ﻳﺘعامون عﻦ أوامر ﷲ ﺗعا� � الﺘعامل‬ ‫ﻳك� � الﻨاس أﻧهم إذا �اصـموا ﻓﺈﻧهم‬
‫مع ا�صــومﺔ‪ ،‬م�ر�ﻦ ﻷﻧﻔســهم ﺑﺄﻧهم ﻏاﺿــﺒون وأن الطرف اﻵﺧر ﻳســﺘحﻖ‬
‫هـﺬا الﺘعـامـل‪ ،‬و�ـﺄﻧـه ليس مطلوﺑـا مﻨهم أن ﻳل�موا أمر ﷲ إذا �ـاﻧوا مﺘكـدر�ﻦ!‬
‫اذكر آﻳـﺔ مﺨﻴﻔـﺔ ﺟعـل ﷲ ﻓﻴهـا هـﺬا الســـلوك اســـﺘهـاﻧـﺔ ﺑـﺄمرﻩ وﻧهﻴـه‪ ،‬لﺘنﺘﻘـل‬
‫ا�سﺄلﺔ مﻦ ﺗعامل ﺑ� ﺧصم� إ� ﺗعامل مع ﷲ سﺒحاﻧه‪.‬‬

‫اﻷعﻴاد � اﻹســـ�م مواســـم ﺷـــكر ﮻ ﺗعا� على الهداﻳﺔ والﺘوﻓﻴﻖ للطاعات‪،‬‬


‫وليس كما ﻳر�د ا�ﻔسـدون أن �علوها مواسـم معصـﻴﺔ وﻏﻔلﺔ‪ .‬اذكر ً‬
‫ﺟﺰءا مﻦ‬
‫آﻳﺔ ﻳدل على ا�ملﺔ اﻷو�‪.‬‬

‫ُ‬
‫والﺰواج مﻦ‬ ‫راعى اﻹســـ�م ا�ــاﺟــات الﻔطر�ــﺔ للمرأة كمــا راعــاهــا للرﺟــل‪.‬‬
‫مﻘـاصــــدﻩ �ﻘﻴﻖ الســـكﻦ وا�ســـﺘﻘرار الﻨﻔ�ـــ ل�لﻴهمـا‪ ،‬وليس كمـا ﻳـدعﻲ‬
‫ُم َر ﱢوﺟو ال�عﺔ النســو�ﺔ ال� ﺗصــﻒ اﻹســ�م ﺑﺄﻧه دﻳﻦ ذكوري‪ .‬اذكر ﺟﺰءا مﻦ‬
‫آﻳﺔ ﻳوﺿح هﺬا ا�ع�‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫ٌ‬
‫إذا لم ﻳهﺘم ا�ســلمون ﺑﺄمر ا�هاد ﻓﺈن ذلك مدعاة لدمارهم وﺿــﻴاع ﺷــﺄﻧهم‪.‬‬
‫ّ‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ﱡ‬
‫عﻨـدمـا ﻳهون حﻖ ﷲ على الﻨـاس‪ ،‬ﻓﻘـد �ـدهم ﻳﺘعـاطﻔون مع مﻦ َﻳ ُصـــد عﻦ‬
‫ُ ّ‬
‫و�ﻀـلل الﻨاس � دﻳﻨهم كﺒعﺾ دعاة اﻹ�اد‪� ،‬ﺠﺔ أن هﺬا ا�لحد‬ ‫سـﺒﻴ�ل ﷲ‬
‫ً‬
‫"إﻧســا�" لم ﻳﺰهﻖ روحا‪ ،‬ﺑل ورﺑما دعم ﺑعﺾ ﻗﻀــاﻳا ا�ســلم�‪ .‬وﻗد �د مﻦ‬
‫ﻳﻘول‪) :‬هـﺬا ا�لحـد لم ﻳﻘﺘـل ﻧملـﺔ(‪ .‬اذكر أرﺑع �لمـات مﻦ آﻳـﺔ ﺗﺒ� أن ﺟرمـه‬
‫أﺷد مﻦ ﺟرم إزهاق اﻷرواح‪.‬‬

‫ا�ســﺘثﻨ�اء ا�ﻨﻘطع ﻳكون ﻓﻴه ا�ســﺘﺜ� مﻦ ﻏ� ﺟنس ا�ســﺘﺜ� مﻨه‪ ،‬أو ﻳكون‬
‫ﺑمع� )ولكﻦ(‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﻳﺆدي عدم إدراك أن ا�ســﺘثﻨ�اء ﻓﻴها مﻨﻘطع إ� ﺧلل‬
‫� ﻓهم حدود الع�ﻗﺔ ﺑ� ا�نس�‪.‬‬

‫ﻳدرك ا�ﺆمﻦ أن الصــ� � الﺸــداﺋد وا�واﻗﻒ الصــعﺒﺔ � ﻳنﺒع مﻦ ﺛﻨ�اﻳا ﻧﻔســه‬


‫الﻀعﻴﻔﺔ‪ ،‬لﺬلك ﻓهو ﻳسﺘمدﻩ دوما مﻦ ﷲ ﺗعا�‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫أصـحاب الهوى � ﻳسـكﺘهم ال�هان والدلﻴل‪ ،‬ﺑل ﻳسـﺘمرون � ا�دل والعﻨاد‪،‬‬


‫وليس على ا�ﺆمﻦ � هـﺬﻩ ا �ـا لـﺔ أن �ـادلهم‪ .‬اذكر آﻳـﺔ ﻓﻴهـا اســـﺘثﻨـ�اء مﻨﻘطع‬

‫‪15‬‬
‫�مـل هـﺬا ا�ع� )م�حﻈـﺔ‪ :‬ا�ســـﺘثﻨـ�اء ا�ﻨﻘطع هو ح� ﻳكون مـا ﺑعـد حرف‬
‫"إ�" )ا�سﺘﺜ�( مﻦ ﻏ� ﺟنس ما ﻗﺒله )ا�سﺘﺜ� مﻨه((‪.‬‬

‫اذكر �لمﺔ مﻦ هﺬا ا�ﺰء ﺗﺒ� أن أﺛر الدﻳﻦ ﻳﻈهر على صاحﺒه‪.‬‬

‫على ا�ســـلم أن ﻳﺆدي اﻷﺷـــﻴـاء مﻦ أﻳســـر وﺟـه و� ﻳ�لﻒ ﻧﻔســـه مﺸـــﻘـﺔ لم‬
‫ﻳﺸرعها ﷲ له‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫حاﺟﺔ اﻹﻧســـان إ� مﺨاﻓﺔ ﷲ أعﻈم مﻦ حاﺟﺘه للمﺄ�ل وا�ﺸـــرب‪ .‬اذكر أرﺑع‬


‫�لمات ﻓﻴها هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫مﻦ أسـالﻴﺐ أهل الﺒاطل‪ ..‬ﺗصـﻴد ﺑعﺾ أﺧطاء ا�ﺆمﻨ� وﺗﻀـﺨﻴمها وﺗسـلﻴط‬
‫ً‬
‫أﺿــواء اﻹع�م علﻴها‪ ،‬و� هﺬﻩ ا�الﺔ �ﺐ على أصــحاب ا�ﻖ أو� ا�ع�اف‬
‫ﺑـا�طـﺄ وعـدم ﺗﺒر�رﻩ ومﻦ ﺛم رد الﻀـــرﺑـﺔ ﻷهـل الﺒـاطـل‪ ،‬ومﻘـارﻧـﺔ ﺟراﺋمهم‬
‫الﻨكراء ﺑهـﺬا ا�طـﺄ لﻴتﺒ� حﺠم إﺟرامهم وعـدم إﻧصــــاﻓهم � ﺗصـــﻴـد أﺧطـاء‬
‫ٌ‬
‫ا�ﺆمﻨ�‪ .‬اذكر آﻳﺔ ورد ﻓﻴها ﺗوﺟﻴه ﺑهﺬا الﺘصرف‪.‬‬

‫َ َْ ٌ‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َّ َ‬
‫ول إِ� قالوا َسـاح ٌِر أ ْو � ُنون ۝‬ ‫ّ َّ ُ‬
‫ﻗال ﺗعا�‪﴿ :‬ك�ٰل ِك ما �� ا�ِين مِن �بل ِ ِهم مِن رسـ ٍ‬
‫ون﴾ ]الﺬار�ات‪ [53-52:‬ﻓﺄهل الﺒاطل لما طﻐوا‬
‫َْ ُ ْ ٌَْ َ ُ َ‬ ‫َ�تَ َو َ‬
‫اص ْوا ب ِـــهِ ۚ بل هم قوم طاغ‬

‫‪16‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫واﺗﺒعوا الﺒـاطـل ﻓـﺈﻧهم ﻳﻘولون ﻧﻔس اﻷﻗوال و�ـﺄﻧهم أو� ﺑعﻀـــهم ﺑعﻀــــا‬
‫ﺑﺬلك‪ .‬اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳﻔﻴد ﻧﻔس ا�ع�‪.‬‬

‫اذكر ﺛ�ث �لمـات مﻦ آﻳـﺔ �ـاطـﺐ ﺑهـا مﻦ ﺗراﻩ ﻳك� مﻦ ا�ركـﺔ � صـــ�ﺗـه‬
‫ُ‬
‫لﺘﻔهمه أﻧه ﺑﺬلك �الﻒ أمر ﷲ‪.‬‬

‫اذكر ‪� 4‬لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗﺒ� أﻧه � ﻳســـﺘحﻴل عﻘ� أن ﻳ�لﻒ ﷲ الﻨاس ﺑاﻷمور‬
‫ً‬
‫الﺸاﻗﺔ لكﻨه ﺗرك ذلك رحمﺔ مﻨه سﺒحاﻧه‪.‬‬

‫ﻳدرك ا�ﺆمﻨون أن الصـــ� � ﻳنﺒع مﻦ حﻨاﻳا الﻨﻔس ﺑل ﻳ�ل مﻦ عﻨد ﷲ ﺗعا�‪.‬‬


‫اذكر أرﺑع �لمات ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ‬

‫هﻨـاك ﺟملـﺔ مع�ﺿــــﺔ � آﻳـﺔ‪ ،‬اع�اﺿـــهـا ﻳـدل على أن ﷲ ُﻳ َع ﱢﺠـ ُﺐ ﻓﻴهـا مﻦ‬
‫ً‬
‫الﻀــ�ل الﺬي َﻳ ِص ـ ُل إلﻴه مﻦ ُحرم مﻦ هداﻳﺔ ﷲ وﺗوﻓﻴﻘه‪� ،‬ﻴﺚ ﻳﻘول أﻗوا�‬
‫� ﻳﻘولهـا عـاﻗـل‪ ،‬ﺗـدل على اســـﺘهـاﻧـﺔ ﺑصـــﻔـات ﷲ‪ .‬اذكر هـﺬﻩ اﻵﻳـﺔ وا�ملـﺔ‬
‫ا�ع�ﺿﺔ ﻓﻴها‪.‬‬

‫َُْ ً‬ ‫ُ َ‬
‫اﻷصـل � العلم أن � ِدث ﺗواﺿـعا للحﻖ وأ لﻔﺔ ﺑ� الﻨاس‪ ،‬لكﻦ مﻦ الﻨاس مﻦ‬
‫ا�ﺬوﻩ ســﺒﺒ�ا ل�ﺧﺘ�ف ومادة للﺘحاســد والﺘﻈالم‪ ،‬ﻓعملوا ﺑعكس مﻘصــدﻩ‪.‬‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺑهﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫إذا ﺿـــ� ا�ســـلم � ســـﺒﻴـ�ل دﻳﻨـ�ه وﺑـﺬل لـه الﻐـا� والﻨﻔيس موﻗﻨـا ومصـــدﻗـا‬
‫ﺑـا�ﺰاء ﻓـﺈن ذلـك ﻳﺰ�ـدﻩ ﺗمســـ�ـا ﺑـدﻳﻨـ�ه وﺛﺒـ�اﺗـا علﻴـه‪ .‬اذكر ﺛ�ث �لمـات مﻦ آﻳـﺔ‬
‫ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫َُﱢ‬
‫عـادة مـا �ـﺬ ُل الﺸـــﻴطـان عﻦ طـاعـﺔ ﷲ ﺑـالﺘﺨو�ﻒ مﻦ عواﻗـﺐ هـﺬﻩ الطـاعـﺔ‪.‬‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫الﻘرآن ﻳعمل على ﺗطه� الﻘلﺐ مﻦ ﺧواطر السـوء‪ ،‬وذلك ﺑاسـﺘحﻀـار أن ﷲ‬


‫ﷲ ﻗل َﺒـه مح� لﺘﻔك� رديء‪.‬‬
‫مطلع على ما �ول ﻓﻴـه‪ ،‬ﻓيســـﺘ� العﺒـد أن ﻳرى ُ‬
‫ُّ‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗﻨ� هﺬﻩ الرﻗاﺑﺔ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫�لﻒ ﺑعﺾ الﺘﺠار أﻳماﻧا �اذﺑﺔ أن الﺒﻀاعﺔ علﻴه ﺑكﺬا أو ُدﻓع له ﻓﻴها كﺬا‪ ،‬و�‬
‫ﻳدري أن ﷲ ‪-‬ﺗعا�‪َ -‬ه ﱠد َد مﻦ ﻳﻔعل ذلك ﺑﺂﻳﺔ‪ .‬اذكرها‪.‬‬

‫ّ‬
‫إحـدى اﻷﺧوات الﻔـاﺿـــ�ت َحﺜـﺖ معـارﻓهـا على الﺘ�ع ﺑمـا لـدﻳهم مﻦ م�ﺑس‬
‫زاﺋدة لﺘعطﻴها للﻔﻘراء‪ .‬ﻓﺠاءﺗها ﺗ�عات مﻦ أﻧاس أﻏﻨﻴ�اء ﺑم�ﺑس متسـﺨﺔ ما‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫�اﻧوا لﻴحﺒوا مﺜلها لهم‪ .‬اذكر آﻳﺔ ْ� ُس ـ ُﻦ أن �اطﺐ ﺑها اﻷﺧﺖ هﺆ�ء لﺘنﺒﻴههم‬
‫على ﺧطﺌهم‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫واد‪ ،‬ﻓﺠاء مﻦ ﻳﻨﻘﺬك وأﻧﺖ �اف أن ﺗكون عﻘدﺗه‬ ‫ﺗصور ﻧﻔسك ﺗ�اد ﺗهوي � ٍ‬
‫ُ َ ُﱢ‬ ‫ً‬
‫مر�ﻴـﺔ الﺸـــد‪ ،‬ولكﻨـك وﺟـدت ا�ﺒـل مﻨعﻘـدا ﺑـﺈح�ـام‪ .‬اذكر آﻳـﺔ ﺗـﺬكرك ﺑهـﺬﻩ‬
‫الصورة وﺗطم� ا�ﺆمﻦ‪.‬‬

‫إذا َمﻨع العﺒ ُـد حﻖ ﷲ وحﻖ عﺒـادﻩ‪ ،‬ﻓـﺈن ﷲ ّ‬


‫ﻳﻘ�ـــ علﻴـه ﻗلوب عﺒـادﻩ و�لﻘﻲ‬
‫ً‬
‫علﻴه الكراهﻴﺔ ﺑ� الﻨاس‪ .‬اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳﺸ� إ� هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫مهـارة �ﺘـاﺟهـا الﻨـاس ﻓﻴنﺒﻐﻲ أ� ﻳمﻨعهـا عﻨهم‪،‬‬


‫ٍ‬ ‫َمﻦ أﻧعم ﷲ علﻴـه ﺑعلم أو‬
‫ً‬
‫ﻓهﺬا مﻦ ﺗمام ﺷكر الﻨعمﺔ‪ .‬اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻓﻴه إﺷارة إ� ذلك‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الصـــا�ون ﻳﻔرحون عﻨد رؤ�ﺔ إﻧعام ﷲ على ﻏ�هم مﻦ الصـــا�� ﺑما ﻗد �‬
‫ﻳمﻦ علﻴهم كمـا ﱠ‬
‫مﻦ‬ ‫و�طمعهم ذلـك � عطـاء ﷲ أن ﱠ‬‫ﺗﺘوﻓر أســـﺒـاﺑـه لهم هم‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫على ﻏ�هم‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺸ� إ� هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ُْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫آﻳﺔ ﺗعلمﻨا أن ا�ﺆمﻦ مهما ﺑﺬل � سﺒﻴ�ل ﷲ ولو ﻗدم ﻧﻔسه وماله وأﻧ َسه ﺑﺒلدﻩ‬
‫وأهلـه‪ ،‬ﻓـﺈن ﻏـاﻳـﺔ مـا ﻳصــــدر عﻨـه هو الﺘعو�ـل على أن ﺗﺸـــملـه رحمـﺔ ﷲ‪ ،‬و�‬
‫ﻳﻘطع ﺑﺄﻧه مﻦ أهلها‪ .‬اذكر ‪� 4‬لمات ﺗعلمﻨا هﺬا اﻷدب‪.‬‬

‫ً‬
‫اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳـﺔ ﻓﻴـه عمـل مﻦ اﻷعمـال ال� ﻳﻈلـك ﷲ ﺑهـا � ﻇلـه ﻳوم � ﻇـل‬
‫إ� ﻇله‪.‬‬

‫ﷲ سﺒحاﻧه � ُﻳ َ‬
‫نس ُﺐ إلﻴه الﺸر ﻗو� و� ﻓع� ﻓهو ﻳﻔعل ا�� و� ﻳﻔعل الﺸر‪.‬‬
‫ﱡ‬
‫والﺸـر إﻧما هو‬ ‫ﺷـر � مﻔعو�ﺗه ﻓهو ﱞ‬
‫ﺷـر مﻦ وﺟه وﺧ� مﻦ وﺟه آﺧر‪،‬‬ ‫ﻓﺈذا ُوﺟد ﱞ‬

‫� ا�ﻔعو�ت � � اﻷﻓعال‪ .‬لﺬلك لم ﻳنســـﺒه ﷲ لﻨﻔســـه‪ .‬وﻗد ﺛبﺖ عﻦ الﻨ�‬


‫ﷺ )والﺸر ليس إلﻴك(‪ .‬اذكر �لمﺘ� مﻦ آﻳﺔ ﻓﻴهما هﺬا ا�ع� ا�لﻴل‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ‬

‫ُ ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� أن الﺘـ ـعرض لﻀﻴﻖ ﻧﻔ� ﻗد ﻳكـ ـون رحمﺔ مﻦ حﻴﺚ أﻧه �ﻔﻒ‬
‫مﻦ اﻹحساس ﺑﻀــ ـﻴﻖ ﻧﻔ� آﺧر‪ ،‬ﻓﻘد ﻳﺘعرض اﻹﻧسان �ﺸ�لﺔ ﺗسﺒﺐ لدﻳه‬
‫ـلﺒﻴ�ا ًّ‬
‫ﻗو�ا )ﺧوف‪ ،‬حﺰن‪ ،‬ﻧدم(‪ ،‬ﺛم ﺑعد ذلك ﻳﺘعرض لما ﻳسـﺒﺐ لدﻳه‬ ‫ـعورا س ً‬
‫ﺷ ً‬

‫ـلﺒﻴ�ا أﻗوى مﻦ اﻷول إ� درﺟﺔ أﻧه ﻳنســﻴه الﺸــعور اﻷول‪ .‬عﻨد زوال‬ ‫ـعورا سـ ً‬
‫ﺷـ ً‬
‫ّ‬
‫ﺸـــع ُر ﺑـارﺗﻴـ�اح ﻷن اﻷول �ـان ﻗـد ﺗﻀـــاءل ﺑســـﺒـﺐ‬ ‫ُ‬
‫هـﺬا ا�ســـﺒـﺐ الﺜـا�‪ ،‬ﻓـﺈﻧـه ﻳ ِ‬
‫الﺜا�‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على مﺜل هﺬا‪.‬‬

‫ً‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ ّ‬
‫ﺑﺘ�لﻴﻒ وﺗﻀ َم ُﻦ لهم ﺿماﻧا ُﻳر�ح ﻗلوﺑهم مﻦ ا�وف‬
‫ٍ‬ ‫اذكر آﻳﺔ ﺗ�لﻒ ا�ﺆمﻨ�‬
‫مﻦ مﺆامرات أعداﺋهم وﻗوﺗهم‪.‬‬

‫ْ ُ َ‬ ‫َّ‬
‫ات ا�ِ َو�َق ُتلون‬
‫ُْ َ‬
‫ِين يَ�ف ُرون بِآيَ ِ‬ ‫ﻗرأﻧا � ا�ﺰء الﺜالﺚ ﻗول ﷲ ﺗعا�‪﴿ :‬إ َّن َّا� َ‬
‫ِ‬
‫ََ ّ ُْ َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫اب أ ِ� ٍ�﴾‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ون َّا� َ‬
‫ِين يَأ ُم ُرون بِالق ِْس ِط م َِن ا�َّ ِ‬
‫َّ ّ َ َ ْ َ ّ َ َ ْ ُ ُ َ‬
‫اس فب ِ�هم بِعذ ٍ‬ ‫� ح ٍق و�قتل‬ ‫ا�بِيِ� بِغ ِ‬
‫]آل عمران‪ .[21:‬وﻗـد ﻳســــﺄل ســــاﺋـل‪ :‬هـل ﻳمكﻦ أن ﻳكون ﻗﺘـل اﻷﻧبﻴـ�اء �ﻖ‬
‫َْ‬ ‫ً‬
‫� َح ٍّق﴾ هﻲ لﺰ�ـادة ﺑﻴـ�ان ﺷـــﻨـاعـﺔ ﻓعلهم‪،‬‬
‫أصـــ�؟ وا�واب أن هـﺬﻩ العﺒـارة ﴿بِغ ِ‬
‫َ ً‬
‫ﻓليســــﺖ ﻗ ْﻴـدا إذا ﺗوﻓر َح ُر َم ﻗﺘـل اﻷﻧبﻴـ�اء وإذا لم ﻳﺘوﻓر ﺟـاز ﻗﺘلهم! اذكر آﻳـﺔ‬
‫ﻓﻴها عﺒارة ﻗد ُﻳﻈﻦ أﻧها للﺘﻘﻴﻴ�د ﺑيﻨما هﻲ للتﺸﻨﻴع‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ﻳتســــاءل الﺒعﺾ‪ :‬مـا الـدلﻴـل على أن الﻘرآن ��م ﷲ؟ و� اﻹﺟـاﺑـﺔ عﻦ هـﺬا‬
‫الســـﺆال كﺜ�ا مـا ﻧســـ�ســـل ﺑـا �ـدﻳـﺚ عﻦ اﻹعﺠـاز الﺒ�ﻏﻲ واﻷدلـﺔ العلمﻴـﺔ‬
‫ً‬ ‫واﻹﻧﺒـ�اء ﺑـﺄﺧﺒـار ا�ســـﺘﻘﺒـل والمـا�‪ ،‬وهـﺬا �لـه صـــحﻴح‪ْ .‬‬
‫لكﻦ حﻘﻴﻘـﺔ هﻨـاك‬
‫دلﻴل مهم ﺟدا‪ ،‬وهو أن أســلوب الﻘرآن � ﺧطاب الﻨ� صــلى ﷲ علﻴه وســلم‬
‫هو أسـلوب ﺧطاب رب لعﺒد‪ � ،‬أسـلوب إﻧسـان ﻳر�د أن ﻳصـﻨع لﻨﻔسـه مﺠدا‬
‫ً‬
‫مﺰعومـا ﺑصـــﻴـاﻏـﺔ ��م ﺛم ﻧســـﺒﺘـ�ه إ� ﷲ ‪-‬ﺗعـا�‪ ،-‬ﻓمﺜ� ﺗرى الﻘرآن ﻳﺘو ّعـد‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫عﻈﻴما ﺗرى أن الﻘرآن ﻳنسﺐ‬ ‫الﻨ� إن ع� رﺑه‪ ،‬و� ا�ﻘاﺑل إن ﻓعل الﻨ� ﻓع�‬
‫الﻔﻀــــل � ذلـك إ� ﷲ‪ .‬وذلـك ��ف مـا ﺗراﻩ � كﺘـﺐ الﺒهـاﺋﻴـ�ﺔ والﻘـادﻳـاﻧﻴـ�ﺔ‬
‫ً‬
‫والﺒاﺑﻴ�ﺔ مﺜ� مﻦ ﻧسﺒﺔ أمﺠاد موهومﺔ إ� أﻧﻔسهم وﻗدسﻴﺔ مهما ﻓعلوا‪ .‬اذكر‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫آﻳـﺔ ﺗﺘحـدث عﻦ موﻗﻒ أ ْح َســـ َﻦ ﻓﻴـه الﻨ� الﺘصـــرف ﺟـدا‪ ،‬لكﻦ اﻵﻳـﺔ مع ذلـك‬
‫ﻧسﺒﺖ الﻔﻀل إ� ﷲ أن وﻓﻖ ﻧبﻴ�ه إ� هﺬا الﺘصرف‪.‬‬

‫ﺟملﺔ مع�ﺿــﺔ ﺟاءت � م�ان ﺑدﻳع ﻳﺘﺠلى ﻓﻴها ﻷﺑعد حد ا�ع� الﺬي ذكرﻧاﻩ‬
‫ّ‬
‫مﻦ أن الﻘرآن ﺧطـاب رب لعﺒـد‪ .‬ﻓـالﻨ� ‪-‬صـــلى ﷲ علﻴـه وســـلم‪ -‬مﺒلﻎ عﻦ‬
‫رﺑـه‪ ،‬ليس لـه أن ﻳﺘوﻗع و� ح� أن ﻳﻘﺘص ﷲ لـه مﻦ ﻇـا�ﻴـه � الـدﻧﻴـ�ا‪ .‬ﺑـل علﻴـه‬
‫التســـلﻴم لﺘصـــار�ﻒ الﻘدر �لها‪ ،‬ﻓﺈﻧما هو عﺒد لرب �كم ما ﻳﺸـــاء و�ﻔعل ما‬
‫ً‬
‫ﻳر�د‪ .‬اذكر �دﻳدا هﺬﻩ ا�ملﺔ ا�ع�ﺿﺔ ال� ﻳﺘﺠلى ﻓﻴها ا�ع� ا�ﺬكور‪.‬‬

‫ﻳدعو الﺒعﺾ إ� ﺟمع أﺑﻨ�اء ا�ﺠﺘمع الواحد على مﺒادئ أرﺿﻴﺔ ﺑدعوى أن هﺬا‬
‫ﻳوحدهم‪ ،‬ولو على حساب الﺘﻔر�ط � حﻖ ﷲ ﺗعا� و�اوز ﺷراﺋعه وأح�امه‪.‬‬
‫ﺑيﻨمـا ﻳعلمﻨـا الﻘرآن أن ﺗرك مـا أﺧرج ﷲ هـﺬﻩ اﻷمـﺔ ﻷﺟلـه‪ ،‬وﺗرك الﺘوا�‬
‫‪22‬‬
‫ﺑال�ام حدودﻩ‪ ،‬ﻳﺆدي إ� ﺗمﺰق ا�ﺠﺘمع وﺿـــﻴاع وحدﺗه‪ .‬اذكر آﻳﺘ� مﺘﺘ�الﻴﺘ�‬
‫ﻳﻔﻴد ﺗعاﻗﺒهما هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫َ‬ ‫ّ‬
‫ـمﻴات ﺗكرمهم‬
‫مﻦ حســﻦ ﺗعامل اﻹســ�م مع الرﻗﻴﻖ واﻹماء أﻧه ســماهم ﺑتسـ ٍ‬
‫وﺗﺸـــعرهم �ســـﻦ الصـــلﺔ مع مﻦ ﻳمﺘلكوﻧهم و�ﺄﻧهم مﻦ أﻓراد العاﺋلﺔ‪ .‬اذكر‬
‫�لمﺘ� مﺘﻔرﻗﺘ� مﻦ آﻳﺔ ﻓﻴهما هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ا�عصﻴﺔ سﺒﺐ للهوان وا�ﺬلﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫�ـاول الﺒعﺾ الﺘوﻓﻴﻖ ﺑ� ﺧراﻓـﺔ الﺘطور واﻹســـ�م مﺘـﺄول� ﺑـﺬلـك اﻵﻳـات‬


‫ً‬
‫ﺗـﺄو� واﺿـــح الﺒط�ن‪ .‬اذكر ﺛ�ث �لمـات مﻦ آﻳـﺔ‪ ،‬ﺗﺒطـل ﻓكرة أن ﻳكون والـدا‬
‫البﺸر�ﺔ ﻗد ﺗطورا عﻦ �اﺋﻨ�ات أد�‪.‬‬

‫ً‬
‫مﻦ أهم مـا ﻳﻨﺠو ﺑـه ا�ســـلم أن ﻳكون مع�ﻓـا ﺑـﺬﻧﺒـ�ه إذا أذﻧـﺐ � أن ﻳـداﻓع عﻨـه‪،‬‬
‫َ‬ ‫�فُوا ب ُذنُو�ه ْم َخلَ ُطوا َ� َم ً� َص ِ ً‬
‫ا�ا َوآخ َر َسيِّئًا َع َ�‬ ‫اع َ َ‬
‫َ َ ُ َ ْ‬
‫ﻗال ﷲ ﺗعا�‪﴿ :‬وآخ ـرون‬
‫ِ ِِ‬
‫ِيم﴾ ]الﺘوﺑـﺔ‪ .[102:‬لكﻦ ﻗـد �ـدر أحـدﻧـا‬ ‫ور َّرح ٌ‬‫ا� َ� ُف ٌ‬ ‫ا� أَن َ� ُت َ‬
‫وب َعلَيْه ْم ۚ إ َّن َّ َ‬ ‫َّ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ُ َ‬
‫ﻧﻔســــه ﺑـﺄﻧـه مع�ف ﺑـﺬﻧﺒـ�ه ﻓ� ﻳﻘلع عﻨـه‪ .‬اذكر ﺧمس �لمـات ﺗك ﱢمـل ا�ع�‬
‫وﺗمﻨع مﻦ سوء الﻔهم هﺬا‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ﺷرك ا�رء سﺒﺐ �وﻓه مﻦ عدوﻩ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫عدم اﻹﻳمان ﺑاﻵﺧرة �عل ا ﻹﻧســـان ﻳﺘحســـر على مصـــاﺋﺐ الدﻧﻴ�ا‪ ،‬وهﻲ مﻦ‬
‫عﻘوﺑات ﷲ لهﺆ�ء‪ .‬اذكر سﺖ �لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫الﺬي � ﻳر� ﺑﻘدر ﷲ ﻓﺈﻧه ﻳدﺧل الﻐم على ﻧﻔسـه ﺑﻨﻔسـه‪ .‬اذكر �لمﺘ� مﻦ‬
‫آﻳﺔ ﺗد�ن على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫لﻴر�ﻦ ﷲ مـا‬ ‫ﻳﺘهـاون الﺒعﺾ � الـﺬﻧوب ﺑيﻨمـا ﻳﻘول‪" :‬ل� ﻓﺘح ﺑـاب ا�هـاد‬
‫أصـــﻨع‪ ،‬أما اﻵن ﻓليس عﻨدي ما أﻗدمه"‪ ...‬اذكر آﻳﺔ مﻦ ا�ﺰء الراﺑع ﺗﺒ� ﺑها‬
‫لهﺆ�ء أن ال�ام أوامر ﷲ واﺟﺘﻨـ�اب ﻧواهﻴـه وعـدم الﺘهـاون ﻓﻴهـا ســـﻴكون ﺧ�‬
‫مع� لهم � الﺜﺒ�ات إذا ﻓﺘح لهم ﺑاب ا�هاد‪.‬‬

‫ً‬
‫المـال مهم للمســـلم� أﻓرادا وﺟمـاعـات‪ ،‬وذلـك ﻷﻧـه ُﻳﻘـام ﺑـه ﻓراﺋﺾ الـدﻳﻦ‬
‫�ا�ﺞ وا�هاد وأعمال ال�‪ ،‬وﺗسﺘﻐ� ﺑه اﻷمﺔ عﻦ ا�حﺘﻴ�اج ُ‬
‫الـمﺬل إ� ﻏ�ها‬
‫مﻦ اﻷمم‪ ،‬ولﺬلك أمرﻧا ﷲ ﺑصـون المال عﻦ ﺗﻀـﻴﻴعه وإﻓسـادﻩ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل‬
‫على ذلك‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ْ‬
‫مﻦ أﺑﻨـ�اء ا�ســـلم� مﻦ � َﻳعرف للﺘوحﻴـد ﻗـدرﻩ و� ﻳﻘـدر ﺷـــﻨـاعـﺔ الكﻔر‪ ،‬ﻓ�اﻩ‬
‫ﻳﻘول � أﻧـاس كﻔـار أﻧهم رﺑمـا ﻳكوﻧون أﻓﻀــــل مﻦ ﺑعﺾ ا�ســـلم� عﻨـد ﷲ‬
‫ﺑسﺒﺐ "أعمال مالﻴﺔ ﺧ��ﺔ" ﻳعملوﻧها‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗرد ﺑها على هﺆ�ء‪.‬‬

‫على ا�ســلم الﺘﺄدب مع ﷲ مهما ﺑﺬل � ســﺒﻴ�ل ﷲ كما ﻗلﻨا عﻨد ﻗوله ﺗعا�‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ُ َ ٰ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ َ َّ‬
‫ا�ِ﴾ ]الﺒﻘرة‪ .[218:‬اذكر ﺛ�ث �لمـات ﺗﺒ� أن العﺒـد‬ ‫﴿أو� ِ�ـك يرجون ر�ـت‬

‫ﻳعمـل أعﻈم اﻷعمـال � اﻹســـ�م و�كون ﺑعـد ذلـك � حـاﺟـﺔ إ� مﻐﻔرة ﷲ‬


‫ﺗعا�‪.‬‬

‫َﱢ‬
‫ُﻳﻨﻔر ا�ﺒطلون عﻦ الﻨهﻲ عﻦ ا�ﻨكر �ﺠــﺔ أن ذلــك ﻳهــدد النســـﻴﺞ ا�ﺠﺘمعﻲ‬
‫و�وﻗع الﻔﺘﻨ�ﺔ ﺑ� طواﺋﻔه‪ .‬اذكر ﺧمس �لمات مﻦ آﻳﺔ ﻓﻴها رد على هﺆ�ء‪.‬‬

‫ّ‬
‫آﻳـﺔ ﻧﺰلـﺖ � ﺟمـاعـﺔ مﻦ الصـــحـاﺑـﺔ‪ ،‬رﻏم أﻧهـا ُﺑـدﺋـﺖ ﺑمـا ﻳﺸـــﺒـه الـﺬم‪ ،‬إ� أﻧهم‬
‫ﻓرحوا ﺑ�ولها ل�لمﺘ� � هﺬﻩ اﻵﻳﺔ‪ .‬اذكر ال�لمﺘ�‪.‬‬

‫ً‬
‫ﺗرى أﻧاســا ملﺌﺖ ﻗلوﺑهم ﺑالﻴﻘ�‪ ،‬ﻓ� ﻳ�ددون � ﻧصــرة ا�ﻖ على الرﻏم مما‬
‫ﺗعرﺿوا له � أﺛﻨ�اء ذلك مﻦ ﺟهد وﺑ�ء‪ ،‬وهم مع ذلك صامدون ﺷامﺨون على‬
‫الدرب ساﺋرون ح� لﻘاء ﷲ ﺗعا�‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺸ� إ� هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ‬

‫ّ‬ ‫َ‬
‫ﺗرى مﻦ ُﻳﻔﻀـل ﺑعﺾ ا�ﺸـرك� أو ا�لحدﻳﻦ على ا�سـلم� ﺑدعوى أﻧهم أك�‬
‫ً‬
‫إﻧســاﻧﻴ�ﺔ أو أﻓﻀــل أﺧ�ﻗا‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗســﺘدل ﺑها على هﺆ�ء لﺘﺒ� لهم أن ﷲ‬
‫�اﻓرا على مﺆمﻦ‪.‬‬‫ﺷﻨع على مﻦ ﻳﻔﻀل ً‬

‫ﺑعﺾ الﺸـــﺒـاب والﻔﺘﻴـ�ات � ﻳل�م ﺑـﺄمر ﷲ عﺰ وﺟـل � الﺘعـامـل مع ا�نس‬


‫ً‬
‫اﻵﺧر‪ .‬و�دﺧل � ذلك مســاﺋل ﻏﺾ الﺒصــر مﺜ�‪ .‬ﻓﺈذا راﺟعﺘه ﻗال لك ﻳا أ�‬
‫ُ ّ‬
‫أﻧا ﺑﺸـر مﻦ �م ودم وﻧوازع والﻔﺘﻨ�ﺔ ﺷـدﻳدة‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� � سـﻴاﻗها أن ﷲ‬
‫ﺗعـا� مـا ﺷـــرع الـﺬي ﺷـــرع لﻨـا مﻦ حـدود � الع�ﻗـﺔ ﺑ� الرﺟـل وا�رأة إ� وهو‬
‫ﺗعـا� ﻳعلم مـا لـدﻳﻨـ�ا مﻦ ﻧوازع‪ ،‬ﻓحـد هـﺬﻩ ا �ـدود رحمـﺔ ﺑﻨـ�ا ح� � ﻧﻘع � اﻵﺛـار‬
‫ا�دمرة للﻔو� اﻷﺧ�ﻗﻴﺔ‪.‬‬

‫ُ‬
‫اذكر آﻳـﺔ ﺗﺒ� أن ﺑعﺾ الﻨـاس ﻳرﺗكﺒون ا�حرمـات أك� ممـا لو أﻧهم أمروا ﺑهـا‬
‫ً‬
‫أمرا ﺷرعﻴا!‬

‫ليس ﺑـا﮻ ﺗعـا� مﻦ حـاﺟـﺔ � عـﺬاب الﻨـاس‪ ،‬إﻧمـا العـﺬاب ﺟﺰاء الســـوء‪ .‬اذكر‬
‫آﻳﺔ ﺗدل على أن العﺒاد إذا �اﻧوا مﻦ ا�ﺆمﻨ� وأﻇهروا العرﻓان ﮻ ﺗعا� �مﻴله‬
‫علﻴهم ﻓﺈﻧه سﺒحاﻧه و ﺗعا� � حاﺟﺔ له ﺑعﺬاﺑهم‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫اذكر آﻳﺔ ﻳﺘﻀـح ﻓﻴها ا�ع� الﺬي ذكرﻧاﻩ مﻦ ﻗﺒل أن الﻘرآن ﻳنسـﺐ الﻔﻀـل إ�‬
‫ﷲ ﻓﻴمـا �صــــل للﻨ� مﻦ ﺧ� ﺑيﻨمـا ﻳنســــﺐ التســـﺒـﺐ � ا�كروهـات على‬
‫الﻨﻔس إ� الﻨ� إن أصاﺑه �ء مﻨها‪.‬‬

‫مـﻦ الـﻨــاس مـﻦ ﻳـ�ر اﻹعـراض عـﻦ حـكـم ﷲ وﺗـعـطـﻴــل الـعـمــل ﺑــه مـﻦ ﺑــاب‬
‫ا�ﻔـاظ على الســـلم ا�ﺠﺘمعﻲ والﺘعـاﻳﺶ ﺑ� أهـل ا�لـل ا�ﺨﺘلﻔـﺔ‪ .‬اذكر آﻳـات‬
‫�كﻲ عﻦ أمﺜالهم هﺬا العﺬر‪ ،‬والرد علﻴهم‪.‬‬

‫ﻳﻔﺘح ﷲ أﺑواب الﺘوﺑـﺔ‪ ،‬وا�ﻔســــدون �رﻓون الـداﺧل� عﻨهـا‪ .‬اذكر آﻳـﺔ ﺗـدل‬
‫على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫مﻦ أﻧواع ال�م �م العلـﺔ و�م الﺘﻘو�ـﺔ‪ .‬إذا ﻗلـﺖ‪ :‬إ� ﻧصـــ� لـك‪ ،‬ﻓـال�م هﻨـا‬
‫ون أَ ْ‬
‫ص َو َا� ُه ْم ع َ‬ ‫َّ َّ َ َ ُ ُّ َ‬
‫ِند َر ُسو ِل‬ ‫ﺗس� �م الﺘﻘو�ﺔ‪ .‬ﺑيﻨما � ﻗوله ﺗعا�‪﴿ :‬إِن ا�ِين �غض ـ‬
‫ا� قُلُو�َ ُه ْم ل َّ‬
‫ِلت ْق َو ٰ‬ ‫حـ َن َّ ُ‬ ‫ِين ْ‬
‫ام َت َ‬ ‫َّ ُ َ ٰ َ‬
‫ك َّا� َ‬
‫ى﴾ ]ا�ﺠرات‪ ،[3:‬ﻓال�م �م العلﺔ‪.‬‬ ‫ا�ِ أو�� ِ‬
‫والﺘﻘــدﻳر ‪ :‬امﺘحﻦ ﻗلوﺑهم ﻷﺟــل الﺘﻘوى ‪ ،‬أي لﺘكون ﻓﻴهــا الﺘﻘوى‪.‬اذكر أرﺑع‬
‫�لمـات مﻦ آﻳـﺔ ﻳﺆدي عـدم معرﻓـﺔ أن ال�م ﻓﻴهـا �م علـﺔ إ� ســـوء ﻓهم �ـﺄن ﷲ‬
‫ً ً‬
‫ﺗعا� ﻳﻨهى ﻧبﻴ�ه أن ﻳﻘﻒ موﻗﻔا ﻗو�ا مﻦ ﻗوم سوء‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫‪27‬‬
‫� ﻳكﻔﻲ ا�ســ َ‬
‫ـلم أن ﻳمﺘﺜ�ل أمر ﷲ ورســـوله و�رﺟع إ� ﺷـــرعه‪ ،‬وإﻧما � ﺑد مﻦ‬
‫ا�ﻧﻘﻴاد وأ� ﻳكون � ﻧﻔســه كراهﻴﺔ أو رﻓﺾ ﻷمر ﷲ ورســوله‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها‬
‫هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ســـمو‬ ‫ﻳك� الﻘرآن عﻦ ﺑعﺾ اﻷمور ال� ﻗـد ُﻳســـﺘح� مﻦ ذكرهـا‪ ،‬وهـﺬا مﻦ‬
‫ً‬
‫الﻘرآن‪ .‬اذكر �لمﺔ وردت � ﺟﺰء الﻴوم كمﺜال على ذلك‪.‬‬

‫اﻹﻧسـان ذو الﻔطرة السـلﻴمﺔ والﻘلﺐ السـلﻴم إذا رأى َمﻦ هو ﺧ� مﻨه � الدﻳﻦ‬
‫وا�لﻖ ﻓﺈن ذلك ﻳســرﻩ و�ﺘم� لو �ان مﺜله‪ .‬أما صــاحﺐ الﻨﻔس الدﻧيﺌ�ﺔ ﻓﺈﻧه‬
‫�ﺐ أن ﻳ�ل اﻵﺧرون إ� مسﺘواﻩ و�صﺒحوا مﺜله‪ ،‬ﺑل و�سعى � ذلك‪.‬‬

‫ﺑعﺾ الﻨـاس ﻳعمـل أعمـا� مﻦ ا��‪ ،‬لكﻦ ليس ﺑنﻴـ�ﺔ صــــا�ـﺔ‪ ،‬أو � ﻳكون‬
‫ـ�‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها صـــﻴﻐﺔ َﺗ َع ﱡﺠﺐ مﻦ حال َمﻦ ﱠ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ﻓوﺗوا على أﻧﻔســـهم‬ ‫ٍ‬ ‫مﺆمﻨا أصــ‬
‫ﻓرصﺔ أﺟر أعمالهم مع أﻧهم عملوها‪.‬‬

‫اﻷصـل هو إحسـان الﻈﻦ ﺑا�سـلم�‪ ،‬لكﻦ عﻨدما ﻳﺘﻀـح أن ممﻦ ﻳنتسـﺒون إ�‬
‫اﻹســ�م َمﻦ ﻳﺘلبســون ﺑصــﻔات الﻨﻔاق‪ ،‬ﻓ� ﻳنﺒﻐﻲ إحســان الﻈﻦ ﺑهم‪ .‬ﺑل ﻗد‬
‫عـاﺗـﺐ ﷲ ﺗﺒـ�ارك وﺗعـا� مﻦ �ن � ﺷـــﺄﻧهم‪ .‬اذكر اﻵﻳـﺔ ال� وﻗعـﺖ ﻓﻴهـا هـﺬﻩ‬
‫ا�عاﺗﺒ�ﺔ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫أمر اســـﺘـدل ﺑـه ا�ﻔســـرون على أن اﻹﻳمـان درﺟـات وأﻧـه ﻳﺰ�ـد و�ﻨﻘص‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ﻓعـل ٍ‬
‫اذكر هﺬا الﻔعل‪.‬‬

‫ﱢ‬
‫آﻳﺔ مﻦ هﺬا ا�ﺰء ﺗﺬكر ﺑها صـــاحﺒات ال�عﺔ الن ْسـ ـو�ﺔ‪ ،‬ﺑﺄن ﺗعرف �ل واحدة‬
‫دورها وحﻘها �ﺄﻧ�‪ ،‬ﻓا﮻ سﺒحاﻧه حدد ا�ﻘوق والواﺟﺒات �كمﺘه وعلمه‪.‬‬

‫ْ‬
‫ﻗد ﻳعصــــ ـﻲ أحدﻧا ﺛم � ﻳرى أﺛر معصـﻴﺘ�ه � ﺑدﻧه وماله ﻓﻴﻈﻦ أن � عﻘوﺑﺔ‪...‬‬
‫ـﺐ ســـﻴﻨـ�ا لـه‬
‫ولكﻦ هﻨـاك ﺧمس �لمـات مﻦ ﺟﺰء الﻴوم ﺗﺒ� أن �ـل صـــاحـﺐ ذﻧ ٍ‬
‫ﺟﺰاء ذﻧﺒ�ه � العاﺟل أو � اﻵﺟل‪.‬‬

‫ً‬
‫ﺑعﺾ الﻨاس ﻳرى ما ﻳﺘعرض له ا�ﻀـحون � سـﺒﻴ�ل ﷲ‪ ،‬ﻓﺒد� مﻦ أن ﻳﻔكر �‬
‫و� َس ـر لعدم حصــول اﻷذى له كما حصــل‬
‫ﻧصــرﺗهم ﺑ�ل ما ﻳســﺘطﻴع‪ ،‬ﻳطم� ُ‬

‫و�كرس اﻹع�م ذلك ﺑﺘﺠﺒ� ا�سلم� و�ﺬﻳلهم عﻦ ﻧصرة إﺧواﻧهم‬ ‫ﻹﺧواﻧه‪ّ .‬‬

‫ح� � �ـل ﺑهم مﺜـل مـا ح ﱠـل ﺑـﺈﺧواﻧهم هﺆ�ء‪ .‬اذكر آﻳـﺔ مﻦ ﺟﺰء الﻴوم ﻳنﺒﻐﻲ أن‬
‫ﺗوﻗﻆ َمﻦ هﺬا حاله‪.‬‬

‫ً‬ ‫ٌ‬
‫مﻦ أعﻈم الﺘﻔســـ� أن ﺗﻔســـر آﻳـﺔ مﻦ الﻘرآن آﻳـﺔ أﺧرى‪ ،‬كﺘﻔســـ� ﻗولـه ﺗعـا�‬
‫ا� ُهم ب ُظلْ�﴾ ]اﻷﻧعام‪ [82:‬ﺑﻘـــولـــه ﺗعـــا� ﴿إ َّن ّ ِ ْ‬
‫ال� َك‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫آم ُنوا َول ْم يَلب ِ ُسوا إِيم‬ ‫﴿ َّا� َ‬
‫ِين َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ً‬
‫ِيم﴾ ]لﻘمان‪) [13:‬الﻨ� هو مﻦ وﺿح ذلك ﱠردا على سﺆال الصحاﺑﺔ(‪.‬‬ ‫لَ ُظلْ ٌم َعظ ٌ‬

‫‪29‬‬
‫اذكر آﻳﺔ مﻦ ﺟﺰء الﻴوم وﺿحﺖ َمﻦ هم اﻷﻗوام ا�ﻘصودون � آﻳﺔ مﻦ أول ﺟﺰء‬
‫مﻦ أﺟﺰاء الﻘرآن‪.‬‬

‫َو َصـــﻒ ﷲ عﺰ وﺟـل ا�ﻨـاﻓﻘ� ﺑـﺄﻧهم ﻳبﺘﻐون العﺰة والعلو عﻨـد ال�ـاﻓر�ﻦ كمـا‬
‫ُْ ْ َ َََْ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ َ َ َّ ُ َ ْ َ‬
‫ِنـد ُه ُم‬
‫ون ع َ‬ ‫اء مِن ُدو ِن المؤ ِمنِ� ۚ �يبتغ‬ ‫�ن أ ْو ِ َ‬
‫�ـ َ‬ ‫خـذون ال�ف ِِر‬‫ﻗـال ﺗعـا� ﴿ا�ِين �ت ِ‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫ِيعـا﴾ ]النســــاء‪ .[139:‬ذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳـﺔ ﻳﺒ� أن ذلـك‬ ‫الْع َِّز َة َفـإ َّن الْع َِّز َة ِ َّ�ِ َ� ً‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫سﻴﺆدي إ� ﺟعلهم � م�اﻧﺔ � اﻵﺧرة على الﻨﻘﻴﺾ مما طلﺒوا ﺗماما‪.‬‬

‫َ‬
‫عمـل أو ﺧـان أمـاﻧﺘـ�ه‬
‫الﺒعﺾ ﻗـد ﻳتســـ� على موﻇﻒ اﺧﺘلس مﻦ صــــاحـﺐ ٍ‬
‫ﺑمﻘـدار � ﻳﻀـــر أصـــحـاب العمـل � ﻧﻈرﻩ‪ ،‬و�رى � ذلـك رحمـﺔ ﺑهـﺬا ا�وﻇﻒ‪،‬‬
‫ً‬
‫ولكﻦ ﷲ لم ُﻳ َسـ ﱢم ذلك رحمﺔ‪ ،‬ﺑل أعطاﻩ ا�سـم ا�ﻨاسـﺐ وﻧهى عﻨه‪ .‬اذكر آﻳﺔ‬
‫ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫آﻳـﺔ مﻦ ســـورة ا�ـدﻳـد ﱠ‬


‫ﻓســـرت آﻳـﺔ مﻦ ا�ﺰء ا�ـامس‪ .‬مـا هﻲ آﻳـﺔ ا�ﺰء‬
‫ا�َ ِم ُسـ ـوا نُ ً‬‫َ ْ ُ ََ َ ُ ْ َ ْ‬
‫ورا‬ ‫جعوا وراء�م فـ‬ ‫ا �ـامس ال� ﻓســـرهـا ﻗول ﷲ ﺗعـا�‪ِ�﴿ :‬يـل ار ِ‬
‫اب﴾‬‫� ُة َو َظاه ُِرهُ مِن ق َِبـــلِهِ الْ َعـــ َذ ُ‬
‫الر ْ َ‬ ‫� َب بَيْ َن ُهـــم � ُسور َّ ُ� بَـــ ٌ‬
‫اب بَاط ُِنـــ ُه �ِيهِ َّ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ف ِ‬
‫]ا�دﻳد‪[13:‬؟‬

‫‪30‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس‬

‫ﻗـد �صـــل معـك مواﻗﻒ ﻳﺘﻀـــح ﻓﻴهـا عﻨـاﻳـﺔ ﷲ ﺑـك أو اســـﺘﺠـاﺑﺘـ�ه لـدعـاﺋـك‬
‫ُ‬
‫ﺑﺸـ�ل ﻳسـﺘع�ـ على الﺘﻔاسـ� المادﻳﺔ ا�عﺘادة‪ ،‬ﻓتسـر ﺑها‪ .‬لكﻦ علﻴك ﺗﺬكر‬
‫أن واﺟﺐ الﺸكر ﻳعﻈم وإﺛم كﻔران هﺬﻩ ا�واﻗﻒ ﻳعﻈم كﺬلك‪.‬‬

‫وطﻦ ﻧﻔســه على ّأن ﺟﺰاء اﻷعمال وا�صــال ّ‬


‫ا��ة ﺑﺘمامه‬ ‫على ا�ســلم أن ُﻳ ﱢ‬
‫ّ‬ ‫هو � اﻵﺧرة‪ � � ،‬الدﻧﻴ�ا‪ .‬اذكر ً‬
‫ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳوﺿح هﺬا ا�ﻔهوم‪.‬‬

‫اذكر آﻳﺔ مﻦ اﻷﺟﺰاء الساﺑﻘﺔ �مل ا�ع� ﻧﻔسه‪.‬‬

‫كﻨﺖ ﻗد أﺟر�ﺖ اســﺘبﻴ�اﻧا � عدة مســاﺟد حول أســﺒاب الوﻗوع � ا�عا�‪،‬‬


‫و� هﺬا ا�ســـﺘبﻴ�ان وﺿـــعﻨا أك� مﻦ ‪ 50‬ســـﺒﺒ�ا‪ .‬ﻓ�ان ﺛا� أك� ســـﺒﺐ اﺧﺘارﻩ‬
‫معﺒﺌو ا�ســـﺘبﻴـ�ان هو اعﺘمـادهم على رحمـﺔ ﷲ عﺰ وﺟـل‪ .‬إذن ﻓكﺜ� مﻨـا ليس‬
‫عـﻨــدﻩ ﺗـوازن ﺑـ� ا �ـوف مـﻦ ﷲ والـرﺟــاء � رحـمـﺘــه اذكـر آﻳـﺘـ� مـﺘـﺘ ـ�ا لـﻴـﺘـ�‬
‫ﺗبﻴﻨ�ان أن الواحد مﻨا ﻗد ﻳعمل عم� عﻈﻴما ﻓﻴه كﺜ� مﻦ الﺘﻀـــحﻴات لكﻨه إن‬
‫ﺗهاون أﺛﻨ�اءﻩ ﺑﺄمر مﻦ أوامر ﷲ عﺰ وﺟل ﻓهو معرض لعﻘوﺑﺘ�ه ﺗعا�‪.‬‬

‫مﻦ أك� مــا ﻳعـول علـﻴــه أﺗﺒ ـ�اع ﺧراﻓــﺔ الﺘـطـور ﻇــاهرة الﺸـــﺒــه ﺑ� كﺜـ� مﻦ‬
‫ال�ـاﺋﻨـ�ات‪ .‬ﻓﻨﻘول لهم‪ :‬مﻦ أصـــﻨـاف ال�ـاﺋﻨـ�ات مـا ﻳصـــعـﺐ الﺘﻔر�ﻖ ﺑيﻨهـا ﺟـدا‬

‫‪31‬‬
‫لﺸدة ﺷﺒهها مع أﻧها مﺨﺘلﻔﺔ � حﻘاﺋﻘها اﺧﺘ�ﻓا معﺘ�ا‪ .‬اذكر أدل �لمﺔ � آﻳﺔ‬
‫على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫كﺜ� مﻦ الﻨاس � ﻳهمه أمر اﻵﺧرة و� ﻳﻔكر ﻓﻴه‪ .‬لﺬلك ﻓﺈﻧه ﻳﻨﻈر‪ :‬ﻓﺈن أمﻦ مﻦ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عـﺬاب الـدﻧﻴـ�ا اﺟ�أ على ا�عـا� معرﺿــــا ﺗمـامـا عﻦ هـدي الو�‪ .‬اذكر آﻳـﺔ‬
‫ً‬
‫ﺗصﻒ ﻗوما هﺬا حالهم‪.‬‬

‫الـﺬي ﻳﺘعمﻖ � ا�ﻘـاﺋﻖ و�ﺘمكﻦ مﻨهـا �ﻴـﺚ � ﺗﻐرﻩ الﺸـــﺒهـات والﺸـــهوات‬


‫ً‬
‫ﻓـﺈﻧـك �ـدﻩ ﺑعﻴـدا عﻦ الﺘ�لﻒ والﺘعﻨـﺖ‪ ،‬ليس ﺑيﻨـ�ه وﺑ� ا�ﻖ حـاﺟـﺐ‪ ،‬ﻳعرف‬
‫ً‬
‫د�ﺋل صدق اﻷﻧبﻴ�اء و� ﻳطلﺐ مﻨهم ﺧوارق العادات‪ ،‬وﺗراﻩ ﺑعﻴدا عﻦ العدوان‬
‫على ممﺘل�ـات اﻵﺧر�ﻦ أو الطمع ﻓﻴهـا‪ .‬ﻓﻘلﺒـه ﻗـد ﺗعلﻖ ﺑـاﻵﺧرة‪ .‬اذكر آﻳـﺔ ﺗـدل‬
‫على هﺬا ا�ع� مﻦ سﻴاﻗها‪.‬‬

‫هﻨاك �لمﺔ مســﺘﻐرﺑﺔ مﻦ الســﻴاق �ﻦ � ﻳﻔهم معﻨاها‪ ،‬ﺗدل على أن ا�ﺸــﻴﺔ‬


‫مـﻦ ﷲ ﺗـ�ع مـﻦ ﻗـلــﺐ ا�ـﺆمـﻦ هـﻴـﺒ ـ�ﺔ اﻷعــداء وا �ـوف مـﻨـهـم‪ .‬مــا هـﻲ هــﺬﻩ‬
‫ال�لمﺔ؟‬
‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ً‬
‫مﻦ حكمﺔ ﷲ ﺗعا� أﻧه ﻗد ُﻳﺸـرع لعﺒادﻩ ا�ﺆمﻨ� ﺗﺸـر�عا ﻓﻴه ﺗيسـ� علﻴهم‪،‬‬
‫ﻓﻴبﻴح لهم الﺘعامل مع ا�ﺸــرك� � اﻷمور الدﻧﻴو�ﺔ ال� ليس ﻓﻴها ﺗﻨ�ازل عﻦ‬
‫حﻖ أو مﺒـدأ‪ ..‬ولكﻦ �ـﺐ الﺘنﺒـ�ه إ� أن هـﺬﻩ اﻹﺑـاحـﺔ � ﺗﻘﺘ�ـــ أن ﷲ ّ‬
‫ﻳﻘر‬

‫‪32‬‬
‫صـاحﺐ ﺑاطل على ﺑاطله‪ ،‬و� ﻳنﺒﻐﻲ ا�عﺘﻘاد أن صـاحﺐ الﺒاطل ﻳتسـاوى مع‬
‫ا�ﺆمﻦ � ا��لﺔ ﺑسﺒﺐ هﺬا التﺸر�ع‪.‬‬
‫ً‬
‫اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳنﺒ�ه على هﺬا اﻷمر‪.‬‬

‫َّ‬
‫ذكرﻧا � أسـﺌلﺔ ا�ﺰء الراﺑع أن ا�عصـﻴﺔ �رم مﻦ ا��‪ ،‬كما � ﻗوله ﺗعا�‪﴿ :‬إِن‬
‫َ‬ ‫ُ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َّ َ ْ َ َ َّ ُ ُ َّ ْ َ ُ‬ ‫َّ َ َ َ َّ ْ‬
‫ان ب ِ َب ْع ِض َما ك َسـ ُبوا﴾ ]أل‬ ‫ان إِ�ما اسـ�لهم الشـيط‬ ‫ا�ِين تولوا مِن�م يوم ا�� ا�مع ِ‬
‫عمران‪ .[155:‬اذكر محل الﺸاهد مﻦ آﻳﺔ �مل ﻧﻔس ا�ﺒدأ ‪.‬‬

‫ً‬
‫�لمـا اســـﺘﻘـام اﻹﻧســـان على أمر ﷲ ازداد اﻧﺘﻔـا ُعـه ﺑـالﻘرآن‪ .‬اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳـﺔ‬
‫ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫ﻳنﺒﻐى للعﺒد التســلﻴم �كم ﷲ‪ ،‬ﻓهو ســﺒحاﻧه أعلم ﺑمصــا�ﻨا مﻦ أﻧﻔســﻨا‪،‬‬


‫َ‬ ‫ً‬
‫أمرﻩ أم لم ﻧﻔهمها‪ .‬اذكر ﺧاﺗمﺔ آﻳﺔ مﻦ ﺧمس �لمات ﺗﺸـ�‬
‫سـواء ﻓهمﻨا حكمﺔ ِ‬
‫إ� هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫م�لﺔ الﻴﻘ� م�لﺔ عﻈﻴمﺔ‪ .‬ﻓا�وﻗﻦ هو الﺬي ﻳم� ما � حكم ﷲ مﻦ ا�ســﻦ‬


‫والﺒهـاء‪ ،‬وأﻧـه ﻳﺘع� ‪-‬عﻘ� وﺷـــرعـا‪ -‬اﺗﺒـ�اعـه‪ .‬والﻴﻘ� � ﻳﻘﻒ عﻨـد ا�عرﻓـﺔ‬
‫العﻘلﻴﺔ‪ ،‬ﺑل هو العلم الﺘام ا�وﺟﺐ للعمل‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫الﻘرآن � ﻳـﺄ� ﺑـاﻷدلـﺔ الواﺿـــحـﺔ ﻓحســــﺐ‪ ،‬ﺑـل ﻳﺒ� الﺒنﻴـ�ﺔ العﻘلﻴـﺔ الﻔكر�ـﺔ‬
‫الﻔطر�ـﺔ الســـلﻴمـﺔ ال� ﺗســـﺘﻔﻴـد مﻦ اﻷدلـﺔ وﺗســـﺘطﻴع الﺘﻔر�ﻖ ﺑ� ا�ﻖ‬
‫والﺒاطل‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫كﺜ� مﻦ الﻨاس ﻳﺸــكر رﺑه ﻓﻘط على الﻨعم الدﻧﻴو�ﺔ و�ﻐﺾ طرﻓه عﻦ الﻨعم‬
‫الدﻳنﻴ�ﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدلل على أﻧه ﻳﺘوﺟﺐ على العﺒاد ﺷـــكر ﷲ لما ﻳمﻦ علﻴهم‬
‫مﻦ معرﻓﺔ اﻷح�ام الﺸرعﻴﺔ وﺗبﻴيﻨها‪.‬‬

‫َ‬
‫�ن َّ ُ‬
‫ا� ِ�ُضــ َ‬
‫ـيع‬ ‫ا�ﺆمﻦ حر�ص على دﺧول إﺧواﻧــه ا�ﻨــﺔ‪ .‬ﻗــال ﷲ ﴿ َومـا‬
‫ََ ٌ‬
‫ءوف َر ٌ‬ ‫�م إ َّن َّ َ‬
‫إيمــــانَ ُ‬
‫حيم﴾ ]الﺒﻘرة‪ [143:‬ردا على مﻦ سـﺄل عﻦ‬ ‫ا� بِا�ّ ِ‬
‫اس لر‬ ‫ِ‬
‫حـال مﻦ مـات وﻗﺒلﺘـه إ� ﺑيـﺖ ا�ﻘـدس هﻨـاك آﻳـﺔ أﺧرى � هـﺬا ا�ﺰء ﻓﻴهـا الرد‬
‫على سﺆال كهﺬا‪.‬‬
‫كﺜ� مﻦ الﻨاس ﻳﻐ� ﺑســعﺔ رحمﺔ ﷲ وهو مﻘصــر � طاعﺔ ﷲ مســرف على‬
‫ﻧﻔســه و�ﻘول رحمﺘه ســﺒحاﻧه واســعﺔ وســﻴﻐﻔر لﻨا ﺟمﻴعا اذكر آﻳﺔ مﻦ ﺟﺰء‬
‫الﻴوم ﻳعلمﻨـا ﻓﻴهـا ســـﺒحـاﻧـه أﻧـه � ﺑـد للمرء مﻦ ﺟﻨـاح� ﻳط� ﺑهمـا ا�وف‬
‫والرﺟاء‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗوﺿح أن ا�ﺸرك� �معون ﺑ� الﻀ�ل واﻹﺿ�ل ﻓ� هم ﻳنﺘﻔعون‬
‫الهدى و� هم ﻳر�دون ﻧﻔعه لﻐ�هم ‪.‬‬

‫ﻧﺬارة الﻘرآن �مﻴع الﻨاس لكﻦ ﷲ ســﺒحاﻧه ﺧص ﻧﺬارﺗه للمﺆمﻨ� � ﺑعﺾ‬


‫َ‬
‫اﻵﻳات ﻷﻧهم ا�ﻨﺘﻔعون على ا�ﻘﻴﻘﺔ ﺑالﻘرآن كما ﻗال ﺗعا�‪ُ�ِ ﴿ :‬نذ َِر َمـ ـن �ن‬
‫� ال�ف َ‬‫َ ًّ َ َ َّ َ ُ َ َ‬
‫ِر�ن﴾ ]ﻳس‪ .[70:‬اذكر آﻳﺔ ﺑﻨﻔس ا�ع�‪.‬‬ ‫حـق القول‬
‫حيا و� ِ‬

‫آﻳﺔ ﻓﻴها ﺗنﺒﻴ�ه على أﻧه �ﻖ ا�مد ﮻ عﻨد ه�ك الﻈلمﺔ ﻷن ه�كهم صـــ�ح‬
‫للﻨاس والص�ح أعﻈم الﻨعم وﺷكر الﻨعمﺔ واﺟﺐ‪ .‬اذكر هﺬﻩ اﻵﻳﺔ‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫آﻳـﺔ كر�مـﺔ ﻳســـﺘـدل ﺑهـا ﱢ‬
‫ا�عطلـﺔ )الـﺬﻳﻦ ﻳﻨﻔون صـــﻔـات ﷲ ﺗعـا�( على ﻧﻔﻲ‬
‫ّ‬ ‫رؤ�ﺔ ﷲ‪ّ ،‬‬
‫لكﻦ ا�ﺘدﺑر وا�ﺘﺄمل سﻴﺠد أﻧها ﺗدحﺾ ﻗول ا�عطلﺔ‪.‬‬

‫ُ‬
‫�لمـﺔ ذكرت � ا�ﺰء ﺗ َط ْم ِ� ا�ﺆمﻦ أﻧـه إذا أﺧلص إﻳمـاﻧـه ﮻ ﺗعـا�‪ ،‬ﻓـﺈﻧـه �ﻔـه‬
‫ﺑالطمﺄﻧيﻨ�ﺔ أمام ا�ﺨوﻓات‪.‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬
‫إذا أعرض اﻹﻧسـان عﻦ ا�ﻖ أول مرة ﻓﺈﻧه ﻗد ﻳعاﻗﺐ ﺑعدم الهداﻳﺔ ﺑعد ذلك‪،‬‬
‫ً‬
‫اذكر موﺿعا ﻳدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ﱠ‬ ‫ً‬
‫اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳـﺔ اســـﺘـدل ﺑـه اﺑﻦ عﺒـاس ر� ﷲ عﻨهمـا � الرد على ا�وارج‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ا�� ُم إِ� ِ َّ�ِ﴾ ]ﻳوسﻒ‪.[40:‬‬
‫� ﻗﻀﻴﺔ اسﺘد�لهم ﺑﺂﻳﺔ ﴿إ ِ ِن ُ‬

‫ﻳمﺘحﻦ ﷲ ﺗﺒـ�ارك وﺗعـا� عﺒـادﻩ � مراﻗﺒﺘهم لـه‪ .‬وك� مﻦ الﻨـاس � ﻳﻨﺠح �‬


‫هﺬا ا�ﺧﺘﺒ�ار ﻓﻴعــ ـ� ﷲ إذا ﺗوارى عﻦ أع� الﻨاس ﺑﻨﻈرات حرام أو ﺑﻐ�ها‪.‬‬
‫اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها اﺧﺘﺒ�ار مﻦ ﷲ ﺗعا� لعﺒادﻩ � مراﻗﺒﺘهم له سﺒحاﻧه؟‬

‫� ﺑد للمســلم أن ﻳط� �ﻨا� ا�وف والرﺟاء‪ ،‬ﻓ� ﻳﻘﺘصــر على ا�وف ﻓﻘط‬
‫ﻓﻴﻘﻨط‪ ،‬و� على الرﺟاء ﻓﻘط ﻓيسـرف على ﻧﻔسـه‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺬكر مﻦ صـﻔات‬
‫ُ‬
‫ﷲ عﺰ وﺟل ما � ِدث لدى ا�ﺆمﻦ الﺸعور ﺑا�وف والرﺟاء‪.‬‬

‫َ‬
‫عـﺬاب الكﻔـار � الﻨـار ُرﺗـ ٌﺐ ودرﺟـات‪ ،‬ﻓﺜمـﺔ ﻓرق ﺑ� ال�ـاﻓر ا�ﻔســـد � اﻷرض‬
‫َّ َ َ َ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﱢ‬
‫ِين �ف ُروا َو َصـ ُّدوا‬‫ال ﱠصـاد عﻦ سـﺒﻴ�ل ﷲ‪ ،‬وال�اﻓر ﻏ� ال ﱠصـاد‪ ،‬كما ﻗال ﺗعا� ﴿ا�‬
‫َ ُ ُ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫َّ ْ َ ُ ْ َ ً ْ‬ ‫َ َ‬
‫ون﴾ ]الﻨحل‪ .[88:‬اذكر‬ ‫سد‬
‫اب بِما �نوا �ف ـِ‬
‫يل ا�ِ زِدناهم عذابا فوق العذ ِ‬
‫عن سـب ِ ِ‬
‫آﻳﺔ ﺗوﺿح هﺬا ا�ع�‪ ،‬أن العﺬاب على حسﺐ ﻓعل ال�اﻓر‪.‬‬

‫ﻳﺸﻴع � ��م الكﻔار عﻦ الﻨ� ﷺ‪" :‬ﻧ� العرب"‪ ،‬وﻗد ﻳﺬكرون هﺬا ا�صطلح‬
‫� معرض ��م ﻓﻴـه مـد� لـه ﷺ‪ ،‬ﻓﻴتﻨـ�اﻗلـه ا�ســـلمون على ســـﺒﻴـ�ل ا�ﻔـاوة‬
‫َ‬
‫ﻐﻦ عﻦ مدح مﻦ كﻔر‬ ‫وا�ع�از ﺑهﺬا ا�د�‪ .‬ﻓﻨﻘول‪ :‬عدا عﻦ أن ﻧبﻴﻨ�ا ﷺ مســـﺘ ٍ‬

‫‪36‬‬
‫ﺑه‪ ،‬ﻓﺈن هﺬا الوصـﻒ "ﻧ� العرب" ﻓﻴه حصـر �هل أو ﺑﻘصـد للرسـالﺔ � ﻗوم‬
‫ً‬
‫معﻴﻨ�‪ ،‬وهــﺬا ﺑــاطــل‪ .‬اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳــﺔ ﻳوﺿـــح أن الﻘرآن ﻧﺰل ل�ــل ا�لﻖ‬
‫ول�اﻓﺔ العصور‪ ،‬وليس لطاﺋﻔﺔ معﻴﻨ�ﺔ كما ﻳﺰعم و�دعﻲ الﺒعﺾ‪.‬‬

‫ﱠ‬ ‫ٌ‬ ‫ﱠ ُ‬
‫�ة ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ٌَ ﱠُ‬
‫إذهاب ُ‬
‫�ﺰﻧه(‪ ،‬وأن ما‬ ‫والسـ ُ‬
‫�م )ﻳع�‬ ‫ول َعل ْﻴ ِه الصـ‬
‫آﻳﺔ ﻓﻴها ﺗسـ ِلﻴﺔ ِللرسـ ِ‬
‫ﱡ‬ ‫ََ ﱠ‬ ‫ُ‬
‫ﻳﻀـــر ون الﻨ� و� ا�ﻘﻴﻘـﺔ‬ ‫ـاﻳﺘـ ُ�ه إﻧمـا ﻳﻨﻘلـﺐ علﻴهم‪ ،‬ﻓﻴﻈﻨون أﻧهم‬ ‫أرادوا ِﺑـ ِه ِﻧ�‬
‫إﻧما ﻳعود الدمار علﻴهم هم‪.‬‬

‫اذكر آﻳﺔ مﻦ ﺷﺒهﺖ الكﻔار ﺑاﻷموات‪ ،‬وذلك �وت ﻗلوﺑهم‪.‬‬

‫آﻳﺘ�ان مﻦ سورة اﻷﻧعام ﻓسرهما الﻨ� ﷺ ﺑﺂﻳﺘ� مﻦ سورة لﻘمان‪ .‬ﻓما هما؟‬

‫ّ‬
‫آﻳﺔ ﻓﻴها دلﻴل للﻘاعدة الﺸــرعﻴﺔ‪ ،‬وهﻲ أن الوســاﺋل ﺗعﺘ� ﺑاﻷمور ال� ﺗوصــل‬
‫إلﻴها‪ ،‬وأن وســـاﺋل ا�حرم‪ ،‬وإن �اﻧﺖ ﺟاﺋﺰة � اﻷصـــل‪ ،‬ﺗكون محرمﺔ إذا �اﻧﺖ‬
‫ﺗﻔ� إ� الﺸر‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻣﻦ‬

‫مﻦ أﺷـــرف ا�ﻨح ال� ﻳﻨعم ﷲ ﺑهـا على مﻦ ﻳطﻴعـه و�ﺘﻘﻴـه أن ﻳعلمـه العلوم‬
‫ُ‬
‫الﻨاﻓعﺔ ال� �ي الﻘلﺐ وﺗصـــلح الدﻧﻴ�ا واﻵﺧرة‪ .‬وكﺜ�ا ما ُﻳﺬكر � هﺬا ا�ع�‬
‫� ُم ّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫ﻗول ﷲ ﺗعا�‪َ ﴿ :‬وا�قـــــوا ّ َ‬
‫ا� َو�ُ َعل ُم ُ‬
‫ا�﴾ ]الﺒﻘرة‪ ،[282:‬و�ﻘولون مﻨها‬ ‫ِ‬
‫حكمـﺔ )اﺗﻖ ﷲ ﻓﻴمـا ﺗعلم ﻳعلمـك مـا لم ﺗعلم(‪ .‬اذكر آﻳـﺔ ﺗـدل على أن ﷲ‬
‫ﱢ‬
‫ﻳعلم مﻦ ﻳطﻴعه �ﺄﻧه ﻳراﻩ ﺑﺄﺷرف العلوم‪.‬‬

‫ّ‬
‫� �ــﺐ ﷲ ﺗعــا� أن ُﻳعﻨ ـﺖ ا�ســـلم� ﺑــﺄح�ــامــه أو ﻳصـــــل ﺑهم اﻷمر إ�‬
‫الوســوســﺔ‪ .‬اذكر ﺟملﺔ مع�ﺿــﺔ �ﻔﻒ عﻨا � ﺗ�لﻴﻒ ﻗد ﺗدﻓعﻨا ﻓﻴه أﻧﻔســﻨا‬
‫إ� اﻹﻓراط ا�ﺬموم‪.‬‬

‫ليس أحدﻧا مطالﺒا ﺑﻘول ا�ﻖ � �ل مﻘام‪ .‬لكﻨه مطالﺐ أ� ﻳﻘول ﺑاط�‪.‬اذكر‬
‫ً‬
‫ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳوﺿح هﺬا ا�ﻔهوم‪.‬‬

‫ﻳـدعﻲ الﺒعﺾ أن اﻹﻳمـان � ﻳســـﺘلﺰم العمـل‪ ،‬وأن العﺒـد ﻗـد ﻳﻨﺠو عﻨـد ﷲ‬
‫ﺑـﺈﻳمـاﻧـه ﺑﻘلﺒـه ﻓحســــﺐ دون ا�ـاﺟـﺔ إ� مﺘـاﺑعـﺔ ذلـك اﻹﻳمـان ﺑـاﻷعمـال‬
‫الصـا�ات والطاعات وا�ﺑﺘعاد عﻦ ا�ﻨهﻴات‪ ..‬اذكر )‪� 5‬لمات( مﻦ آﻳﺔ ﺗﺒ�‬
‫أن �اة العﺒد عﻨد ﷲ � ﺗﺘحﻘﻖ ﺑمﺠرد اﻹﻳمان الﻘل� ﻓﻘط‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ﻳطمع ا�ﺆمﻦ � أن ﻳﺆمﻦ الﺰعماء والســاســﺔ ﻷن ذلك مدعاة أن ﻳﻨصــلح حال‬
‫الرعﻴﺔ‪...‬لكﻦ عدم إﻳماﻧهم � ﻳنﺒﻐﻲ أن ﻳكون ســﺒﺒ ً�ا � اســﺘﻴحاش الطر�ﻖ‪ ،‬إذ‬
‫َ‬
‫أن مﻦ ﻗـدر ﷲ ﺗعـا� أن ﺗكون الســـﻴـادة � كﺜ� مﻦ اﻷمـاكﻦ واﻷزمﻨـﺔ ﻷهـل‬
‫السوء‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫ُ‬
‫و� ﷲ عﺰ وﺟـل‪� � ،‬ﺘـار ﷲ لـه إ� الكمـل مﻦ البﺸـــر‪ ،‬و� ﻳمكﻦ أن �ﺘـار ﷲ‬
‫ﺷــﺨصــا ً‬
‫معﻴﺒ�ا‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� أن ﷲ �ﺘار لوحﻴه أﻓﻀــل البﺸــر‪ .‬اذكر آﻳﺔ‬ ‫ً‬ ‫له‬
‫�مل مع� ا�صطﻔاء‪.‬‬

‫مﻦ أعﻈم ا�حﻦ ال� ﻳمر ﺑهـا ا�ســـلم الﺘﺨو�ﻒ الـﺬي ﻳعـاﻧﻴـ�ه � حﻴـاﺗـه ﻧتﻴﺠـﺔ‬
‫ّ‬
‫ﺗمسـكه ﺑﺄوامر الدﻳﻦ‪ ،‬وﻗلﺔ مﻦ ﻳﻨصـرﻩ على ا�� وﺿـعﻔهم‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗسـلﻲ‬
‫ا�ﺆمﻨ� مﻦ هﺬﻳﻦ اﻷمر�ﻦ‪.‬‬

‫ً‬
‫أن ﺗر� ﺑالﻈلم ح� ولو لم ﺗمارسه �علك مﻦ الﻘوم الﻈا�� وملحﻘا ﺑهم‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫مﻦ ﻧعم ﷲ على اﻹﻧســــان‪ :‬الﻔطرة الســـلﻴمــﺔ‪ ،‬ﻓهﻲ ُﺗ ﱢ‬
‫عرف صــــاحﺒهــا ﻗﺒح‬
‫ا�ﻨكرات ح� لو لم ﻳعرف حكم الﺸـرع ﻓﻴها‪ .‬اذكر ﺧمس �لمات مﻦ آﻳﺔ ُﻳﻔهم‬
‫مﻨها هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ّ‬
‫ا�ﺒادئ الﺒاطلﺔ ﻗﺒﻴحﺔ � ذاﺗها‪ .‬لﺬا ﻓﺈﻧها �ﺘاج إ� ﺑهرﺟﺔ وﺗﺰ�� ُلﻴﻔ� الﻨاس‬
‫ْ ُ ََ ُ‬ ‫ّ َ ُْ ْ َ َ َْ َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ َ َ‬
‫��ؤ ُه ْم‬ ‫ِ� �تل أ ْو� ِدهِم‬ ‫ﺑها‪� .‬حﻆ ﻗوله ﺗعا�‪﴿ :‬و��ٰل ِك ز�ن ل ِكثِي ـ ٍر مِن الم ِ‬
‫��‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫وه ْم َو ِ�َلبِ ُسـوا َعليْ ِه ْم د َِين ُه ْم﴾ ]اﻷﻧعام‪ .[137:‬اذكر �لمﺔ مﻦ آﻳﺔ أﺧرى ﺗﺸـ�‬
‫ِ� ُد ُ‬
‫لُْ‬

‫إ� هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ُ‬
‫ﻳﺸـــﺘكﻲ الﻨـاس مﻦ ﻇلم ا�تســـلط� علﻴهم‪ .‬لكﻦ علﻴهم أن ﻳﺘـ�ﺬكروا أن ُعل ﱠو‬
‫هﺆ�ء ا�تســـلط� علﻴهم ﻗـد ﻳكون مﻦ العﻘوﺑـات الﻘـدر�ـﺔ على كوﻧهم هم ﻗـد‬
‫ً‬
‫ﺑاﺷروا أﺷ�ا� مﻦ الﻈلم‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺸ� إ� هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫َ‬
‫وﻗوع ع�مـات الســـاعـﺔ الك�ى ﻳﻔ ﱢوت الﻔرصـــﺔ � على الكﻔـار ﻓحســـﺐ‪ ،‬ﺑـل‬
‫ﻗصر ﺑعد إﻳماﻧه ﺑدﻳﻦ ﷲ‪ .‬اذكر ﺧمس �لمات ﺗدل على ذلك‪.‬‬ ‫وعلى مﻦ ﱠ‬

‫ﺛ�ث �لمـات مﻦ آﻳـﺔ كر�مـﺔ ﺗﺸـــ� إ� أن الكﻔـار ســـﻴحـاســـﺒون و�عـاﻗﺒون �‬


‫اﻵﺧرة على الﻨعم ال� ﺗمﺘعوا ﺑها � الدﻧﻴ�ا ﻷﻧهم كﻔروا ﺑا�ﻨعم‪.‬‬

‫ُ‬
‫)ﺛ ﱠم( ﺗـﺄ� � الﻘرآن على ال�ﺗيـﺐ الﺰمـا� وكـﺬلـك ال�ﺗيـﺐ الرﺗ� أو اﻹﺧﺒـاري‪،‬‬
‫أي ﺗرﺗيـﺐ اﻹﺧﺒـار ﺑـاﻷمور‪ ،‬وإن لم ﻳكﻦ مـا ﺑعـد )ﺛم( ﻗـد حصــــل مﺘـﺄﺧرا عمـا‬
‫ﻗﺒلها زمﻨﻴ ً�ا‪ .‬اذكر مﺜا� على ال�ﺗيﺐ اﻹﺧﺒاري‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ‬

‫اذكر آﻳﺔ‪ ،‬ذكرت ﻓﻴها أوصـــاف للﻨ� صـــلى ﷲ علﻴه وســـلم ﺗﻘوم ﺑها ا�ﺠﺔ‬
‫على أهل الكﺘاب‪.‬‬

‫عـادة مـا ﻳﺒـ�دأ الﻘرآن أﺧﺒـار الﻴهود ﺑﻘول ﷲ ﺗعـا�‪) :‬وإذ(‪ � .‬أحـد ا�واﺿـــع ﺑـدأ‬
‫ﺑﺒ�داﻳﺔ ﻏ� معﺘادة ﺑما ﻳﺸعر ﺑﺄن لهﺬا ا�� ﺷﺄﻧا آﺧر‪.‬‬

‫اذكر ً‬
‫ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳﺒ� أن مﻦ ﺗعلم العلم ﺗﻘوم علﻴه ﺑها حﺠﺔ‪.‬‬

‫�ان مﻦ ا�ﺘوﻗع أن ﻳﺜ� الﻘرآن على الﻨ� والصــحاﺑﺔ � موﺿــع ﺛﻨ�اء � ﻳﺸــوﺑه‬
‫إﻇهار أي ﺿـــعﻒ لدﻳهم‪ .‬ومع ذلك ﺟاءت اﻵﻳات على ﻏ� ا�ﺘوﻗع ﺑما ﻳﺸـــعر‬
‫اﻧه ﺗﻨﺰ�ل مﻦ حكﻴم علﻴم‪.‬‬

‫ُ‬
‫الكمـل مﻦ ا�ﺆمﻨ� ﻳﻐﻀـــﺒون إذا اﻧﺘهكـﺖ محـارم ﷲ‪ .‬اذكر ً‬
‫ﺟﺰءا مﻦ آﻳـﺔ ﻳـدل‬
‫على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ّ‬
‫ﺑعﺾ الﻨـاس إذا رأى أن اﺗﺒـ�اع الـدﻳﻦ ا�ﻖ لم َﻳرﻓع عﻨـه مصــــاﺋـﺐ الـدﻧﻴـ�ا ال�‬
‫ﻳعاﻧﻴها ﻓﺈﻧه ﻳﺒ�دأ ﺑالتﺸـــكﻴك مﻦ ﻓاﺋدة هﺬا ا�ﺗﺒ�اع‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺬكر هﺬا ا�لل‬
‫� الﺘﻔك�‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫إن أردت دعوة الﻨاس إ� الﺘمسك ﺑﺄمر ﷲ‪ ،‬ﻓعلﻴك أن ﺗكون مﻦ أهل العﺰم �‬
‫العمـل ﺑـﺄمر ﷲ‪ ،‬وا�ـد وا�رص دون ﺗـﺄﺧ� و� ﺗســــاهـل و� اﻧﻘطـاع عﻨـد‬
‫ا�ﺸﻘﺔ و� ملل‪ .‬اذكر �لمﺘ� ﺗﺸ�ان لهﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫الـداعﻲ إ� ﷲ ﻳســـﺘﻔﻈع ال�اﺟع عﻦ دعوﺗـه وإﻗرار ا �ـاهلﻴـات على مـا هﻲ؛‬


‫ً‬
‫ﻷﻧه ﺑﺬلك �ﺄﻧه ﻳثﺒﺖ على ﻧﻔســه ﺗهمﺔ أمام الﻨاس أن ما �ان ﻳدعو إلﻴه ما �ان‬
‫ﺗﻘو� على ﷲ عﺰ وﺟـل مـا لم ﻳﻘلـه‪ .‬ﻓـالـﺬي ﻳﺘﺠرأ أن ﻳﻔعـل ذلـك مع ﷲ‬ ‫إ� ﱡ‬

‫ﻓكﻴﻒ ﻳسﺘﺄمﻨه الﻨاس؟ اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ﻳصـــل الﻐرور وا�هل ﺑﺒعﺾ الﻈا�� إ� الﻈﻦ ﺑﺄن الﻨاس الﺬﻳﻦ �ﺖ حكمه‬
‫هم ُملك له‪ ،‬أﺟسادهم وأوﻗاﺗهم وأموالهم ﺑل وح� ﻗلوﺑهم‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺸ� إ�‬
‫هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫الــداعﻲ إ� ﷲ رحﻴم ﺑــالﻨــاس �ــﺐ لهم الهــداﻳــﺔ‪ ،‬لكﻨــه ﻳﺸـــﺘــد ﻗلﺒــه على‬
‫ا�عاﻧدﻳﻦ ﺑﻘدر ما ﻳﺒ�ﺬل مﻦ ﺟهد � إﻳصـال دعوﺗه‪ ،‬ﻷﻧه ﻳعلم ﻳﻘﻴﻨ�ا أن عﺬرهم‬
‫ﻗـد اﻧﻘطع‪ ،‬ﺑـل وأﻗﻴم علﻴهم مﻦ ا�ﺠـﺔ أك� ممـا أﻗﻴم على ﻏ�هم‪ .‬اذكر ﺧمس‬
‫�لمات مﻦ آﻳﺔ ﻓﻴها هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫محروم مﻨها مﻦ � ﺧ� ﻓﻴه‪.‬‬ ‫آﻳﺔ ﺗﺸ� إ� أن ﻓهم ��م ﷲ ﻧعمﺔ‬
‫‪42‬‬
‫َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ ْ ُْ َ َ َ ً َ َُُ ْ َﱠَ َ ُ‬
‫ا�ﻨﺔ "‪ .‬ﻗالوا‪َ :‬و� أﻧﺖ َﻳا َر ُســول‬ ‫ﻗال رســول ﷲ ﷺ‪ ):‬لﻦ ﻳد ِﺧل أحدا عمله‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱢ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ َ َ َ ََ ََ ﱠ َ ْ ََ َ ﱠ َ َ ﱠ ُ َ‬
‫ﷲ ِﺑﻔﻀـــ ٍل ورحمـ ٍﺔ‪ ،‬ﻓســـددوا وﻗـ ِار ُﺑوا(‬ ‫ﷲ؟ ﻗـال‪ ،�" :‬و� أﻧـا‪� ،‬إ � أن ﻳﺘﻐمـد ِ�‬
‫ِ‬
‫والﻐمـد هو ا�راب الـﺬي �ﻴط ﺑـالســـﻴﻒ‪ .‬اذكر ﺛ�ث �لمـات مﻦ آﻳـﺔ ﺑمع�‬
‫هﺬا ا�دﻳﺚ � وصﻒ رحمﺔ ﷲ‪.‬‬

‫ُ‬
‫ـاﺿـــع لـه هو الـﺬي ﻳنﺘﻔع ﺑ��م رﺑـه و�هﺘـدي ﺑمـا ﻓﻴـه‪ .‬اذكر‬
‫ا �ـاﺋﻒ مﻦ رﺑـه ا �‬
‫ً‬
‫ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻓﻴه هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ﱠ‬ ‫ً‬
‫اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳوﺿــح أن ســﺒﺐ ﺑعﺾ ا�ﺑﺘ��ءات هو الســﻴﺌ�ات وا �روج‬
‫عﻦ طاعﺔ ﷲ‪.‬‬

‫ً‬
‫الﺬي ﻳعمل ﺑالﻘرآن و�ﻘﻴم الصـــ�ة ﻓﺈﻧه لﻦ ﻳكون صـــا�ا � ﻧﻔســـه ﻓﻘط‪ ،‬ﺑل‬
‫سيسعى � ص�ح ﻏ�ﻩ‪ .‬اذكر اﻵﻳﺔ ال� ﻓﻴها هﺬا ا�ع�‬

‫ﱠ‬ ‫ُ ْ ََْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ ٌ ُ ﱠ ﱡ ُ َْ ُ‬ ‫َْ ٌ‬


‫ﷲ‪،‬‬‫العل ِم ِﺑـالمســـﺘﻘﺒـ ِل إ� ِ‬ ‫ﺗﻘ ِﻴﻴـ�د � آﻳــﺔ مﻘصـــود ِمﻨــه الﺘـﺄدب وﺗﻔ ِو�ﺾ ِ‬
‫َ ُ ْ‬ ‫َ ﱠ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ ُ‬
‫ﷲ ﺗعـا�‪ ،‬كمـا � ﴿ َر َّ� َنـا � ت ِزغ‬ ‫اﻹﻳمـان ِمﻦ ِ‬
‫ِ‬ ‫ﻨـاﻳـﺔ َع ْﻦ طلـﺐ الـد ِ‬
‫وام َعلى‬ ‫والك‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُُ‬
‫قلو�َ َنـا َ� ْعـ َد إِذ َهـ َديْتَ َنـا﴾ ]آل عمران‪ ،[8:‬اذكر ا�ﺰء مﻦ اﻵﻳـﺔ الـﺬي ﻓﻴـه هـﺬا‬
‫الﺘﻘﻴﻴ�د‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﻌﺎﺷﺮ‬

‫ﻗد ﻳﺘصور الﺒعﺾ أن سﺒﺐ ا��ف والتﺸاحﻦ ﺑ� أﻓراد ا�ﺠﺘمع الواحد مﻦ‬
‫ا�ﺠﺘمعات اﻹﻧســاﻧﻴ�ﺔ هو اﻗﺘصــادي ﺑالدرﺟﺔ اﻷو�‪� ،‬ﻴﺚ إذا ازدهر اﻗﺘصــاد‬
‫ُ ّ‬
‫وسـدت حاﺟات الﻨاس و�ﻘﻘﺖ لهم الرﻓاهﻴﺔ ﻓﺈن هﺬا كﻔﻴل ﺑﺄن‬ ‫هﺬا ا�ﺠﺘمع‬
‫ﻳﻘ� ـ على ا�ﺸــا�ل ا�ﺟﺘماعﻴﺔ و�دث اﻷلﻔﺔ والﺘماســك ﺑ� اﻷﻓراد‪ .‬اذكر‬
‫آﻳﺔ ﺗدل على ﺧ�ف ذلك‪.‬‬

‫مﻦ أﻗﺒــل ﺑوﺟهــه على الﺒــاطــل وأهلــه وأعرض ﺑﻈهرﻩ عﻦ ا�ﻖ وأهلــه ﻓــﺈن‬
‫ا�ﺰاء ﻳﺄﺗﻴ�ه عﻨد موﺗه وﻓاﻗا‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ً‬
‫ﻗد ﻳﻔكر ا�ســلم ﺑﻨﻘﺾ عهدﻩ مع ﻏ� ا�ســلم�‪ ،‬مﺘعﺬرا ﺑﺄﻧهم أهل ﻏدر‪ .‬لكﻦ‬
‫ُ‬
‫هﻨاك آﻳﺔ ﺗمﻨعه‪ ،‬إذ هﻲ ﺗ َط ْم ِ� الﻨ� صـــلى ﷲ علﻴه وســـلم إ� أن ﷲ ﺗعا�‬
‫ﻳكﻔﻴـه ﺷـــر الﻐـادر�ﻦ ا�ﺨـادع�‪ .‬ﻓـا�ســـلم ﻳﺘـ�ﺄ� ﺑـالﻨ� � الوﻓـاء ﺑـالعهـد مع‬
‫ا�ﺸرك�‪ ،‬و�رﺟو مﻦ ﷲ أن ﻳكﻔﻴه ﺷر ﻏدرهم‪ .‬لكﻨه � ﻳﻐدر و� �ون‪.‬‬

‫اذكر آﻳﺔ ﺟعل ﷲ ﻓﻴها ﻏﺒاوة الكﻔر مﻨﺘﻘصﺔ مﻦ ﻗوة الكﻔار وإن ك�وا‪.‬‬

‫ً‬
‫ﻗـد ﻳ�ك أحـدﻧـا واﺟ ًﺒـا أو ﻳﻔعـل محر ًمـا إكرا ًمـا لﻨﻔســـه أن ﻳﻨـ�الهـا اﻷذى مﺜ�‪ ،‬ﻗـد‬
‫ﺗﺘهرب الﻔﺘاة مﻦ لبس ا�ﺠاب الصـحﻴح ﺧوﻓا مﻦ اسـﺘهﺰاء صـدﻳﻘاﺗها‪ ،‬وﻗد‬

‫‪44‬‬
‫ﻳســـﺘ� الﺸـــﺨص ذو ا��ـاﻧـﺔ العلمﻴـﺔ و ا�ﺟﺘمـاعﻴـﺔ وال�اء مﻦ أن ﻳﻨكر على‬
‫زم�ﺋه ﺑعﺾ ا�مارســات ا�حرمﺔ ﻷن ﻧﻈرﺗهم له ســﺘﺨﺘلﻒ‪ .‬لكﻦ ا�ﺆمﻦ �ﻖ‬
‫ﻳنﺒﻐﻲ أ� ﻳﺄﻧﻒ مﻦ �مل ﺗﺒعات الدعوة والﺘﻀحﻴﺔ � سﺒﻴ�ل ﷲ‪ .‬ﺑل علﻴﻨ�ا أن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ﻧﺘ�ﺬكر أن رســول ﷲ ‪-‬صــلى ﷲ علﻴه وســلم‪ -‬أوذي � ﷲ وﺷــ ِﺘم وﺿــ ِرب‬
‫ُ ّ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ َ‬
‫وهـدد‬ ‫وأﻏ�ـــ علﻴـه ُور� ﺑـا�ﺠـارة وأ ل ِﻘ َﻲ على ﻇهرﻩ ســـ� ا�ﺰور وكـﺬب‬
‫ُ‬
‫الﺸــعﺐ واﺿــطر ل�ك ﺑلدﻩ وأوذﻳﺖ اﺑنﺘ�اﻩ واﻓ�ي على أهل ﺑيﺘ�ه‬ ‫وحوصــر � ِ‬
‫ً‬
‫وﺟاع وعطﺶ و�مل ا�ﺸاق‪ ،‬ﻓليس أحدﻧا أكرم ﻧﻔسا و� أرﻓع ﻗدرا و� أرهﻒ‬
‫ح ًسـا مﻦ رسـول ﷲ ‪-‬صـلى ﷲ علﻴه وسـلم‪ ،-‬مهما �اﻧﺖ م�اﻧﺘ�ه ا�ﺟﺘماعﻴﺔ‬
‫والعلمﻴﺔ والمادﻳﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على أﻧه � �وز للمسلم أن ﻳ�ﻓع ﺑﻨﻔسه عﻦ‬
‫أمر ﻓعله رسول ﷲ أو حصل له ‪-‬علﻴه الص�ة والس�م‪.-‬‬

‫مﻦ أعﻈم أســﺒاب هﺰ�مﺔ اﻷمﺔ ﻓســاد ذات ﺑيﻨها � ا�ﺰﺋﻴ�ات � زمﻦ صــراع‬
‫ال�لﻴات‪ .‬اذكر ﺧمس �لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫عﻨد ســهولﺔ الﺘ�الﻴﻒ و�ســر الطاعات ﻳمكﻦ ﻷي ﺷــﺨص �ان ّاد ُ‬


‫عاء اﻹﻳمان‬
‫وا�مﺘﺜ�ال‪ .‬لكﻦ � ﻳتﺒ� ا�ﺆمﻦ ا�ﻘﻴﻘﻲ مﻦ ا�ﻨاﻓﻖ أو ﺿـــعﻴﻒ اﻹﻳمان إ� �‬
‫الﺸداﺋد والﺘ�الﻴﻒ الصعﺒﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫اﻷمر ﺑـا�عروف والﻨهﻲ عﻦ ا�ﻨكر ليس مهمـﺔ الـدعـاة والعلمـاء ﻓﻘط‪ ،‬ﺑـل مهمـﺔ‬
‫�ل مﺆمﻦ‪ ،‬ﺑما ﻓﻴهم النساء‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ً‬
‫كﺜ�ا مـا ﻧﺘطلع إ� ﻧعم زاﺋـدة على مـا � أﻳـدﻳﻨـ�ا‪ ،‬وﻧن�ـــ أن ﷲ ﺗعـا� إن آﺗـاﻧـا‬
‫هﺬﻩ الﻨعم ﻓﻘد � ﻧســـﺘطﻴع الوﻓاء �ﻘها‪ ،‬ﻓﺘﺘحول هﺬﻩ الﻨعم إ� ســـﺒﺐ ﻓﺘﻨ�ﺔ‬
‫لﻘلوﺑﻨ�ا ﻳهلكﻨا � أﺧراﻧا‪ .‬اذكر مطلع ﺛ�ث آﻳات مﺘﺘ�اﺑعات ﺗﺒ� ذلك‪.‬‬

‫�لمﺘان وردﺗا � آﻳﺔ �اﻧﺘ�ا ﺑمﺜاﺑﺔ ﺷــهادة مﻦ ﷲ على صــدق الصــحاﺑﺔ رﺿــوان‬
‫ﷲ علﻴهم‪ .‬ما هما؟‬

‫مﻦ أﻓﻀــــل الطرق �واﺟهـﺔ �لمـات الﺘهكم هو أن ﺗســـﺘﺨـدمهـا ذاﺗهـا وﺗﻐ�‬


‫مســارها‪ ،‬ﻓكما ﻗد ﺗســﺘﺨدم ال�لمﺔ للﺬم والﻘدح ‪ ،‬ﻓﺈﻧه ﻳمكﻦ اســﺘﺨدامها �‬
‫سـﻴاق آﺧر للمدح ورﻓع ﺷـﺄن صـاحﺒها‪ .‬هﻨاك �لمﺔ وردت مرﺗ� � آﻳﺔ واحدة‬
‫ﻓﺠاءت مرة � ســﻴاق الســﺨر�ﺔ ﺛم أصــﺒحﺖ � ســﻴاق ا�دح والرﻓعﺔ‪ ،‬ما هﻲ‬
‫هﺬﻩ ال�لمﺔ؟‬

‫مﻦ كمال علم ﷲ ﺗعا� أﻧه ﻳعلم ما �ان وما ﻳكون وما ســـﻴكون وما لم ﻳكﻦ لو‬
‫�ان كﻴﻒ �ان ﻳكون‪ .‬هﻨاك آﻳﺔ ﻳﺆدي سوء ﻓهمها إ� ﻇﻦ أن ﷲ ﺗعا� ﻳسﺘﺠد‬
‫لـه مﻦ ﺗﻐ� أحوال الﻨـاس علم لم ﻳكﻦ ﻳعلمـه مﻦ ﻗﺒـل‪ .‬اذكر ال�لمـات اﻷرﺑعـﺔ‬
‫ال� ﻗد ﺗﻔهم هكﺬا‪.‬‬

‫أعﻈم الﻨعﻴم � ا�ﻨﺔ هو الﻨعﻴم الرو� ﺑﺘحصــﻴل مرﺿــاة ﷲ ﺗعا�‪ .‬اذكر أرﺑع‬
‫�لمات ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ﻧﻔرح ﺑه�ك ا�ﺠرم� الـﺬﻳﻦ لطـا�وا حـارﺑوا الـدﻳﻦ لكﻦ �ﺰﻧﻨـ�ا أن ﻳكون ه�كهم‬
‫على ﻳدي مﻦ ليس ﺧ�ا مﻨهم ﻓا�ســلم � ﻳنﺘﻈر ﻏ�ﻩ مﻦ البﺸــر ليﺸــﻔﻲ ﻏلﻴله‪.‬‬
‫اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫عﻨـدمـا ﻳﻘـاﺗـل ا�ﺆمﻦ ﻓـﺈﻧمـا ﻳﻘـاﺗـل لﻨصـــر دﻳﻦ ﷲ ودﻓع أعـداﺋـه وإعﺰاز اﻹســـ�م‪،‬‬
‫وليس لﺘوسـعﺔ ملك أو ز�ادة سـلطان أو لطلﺐ مﻐﻨم ومال‪ ،‬ﻓعلى هﺬا اﻷسـاس‬
‫ﺗﺒ� ﻗرارات ا�ﺆمﻦ � ا�رب أو السـلم وما ﻳ�ﺗﺐ على أي مﻨهما‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺸـ�‬
‫إ� هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫إذا عﺠﺰ ا�ﺆمﻦ عﻦ ﺑلوغ ذروة ﺧ� ما‪ ،‬ﻓلﻴﺠﺘهد � �صـﻴل ما ﻳمكﻦ �صـﻴله مﻨه‪،‬‬
‫وإن لم ﻳﻘـدر على أداء واﺟـﺐ مـا‪ ،‬ﻓلعلـه ﻳﻘـدر على �ء مﻨـه أو مســــاعـدة مﻦ‬
‫ﻳﺆدوﻧه‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها مﺜال على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫اذكر آﻳﺔ عﺬر ﷲ ﺑها طاﺋﻔﺔ مﻦ ا�ﺆمﻨ� لصــدق رﻏﺒﺘهم � ﻧصــرة الدﻳﻦ وإن لم‬
‫ﻳﺒ�اﺷروها � الﻈاهر‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫هﻨاك صـﻔات ﻳمكﻦ أن ﺗكون كما�‪ ،‬و�مكﻦ أن ﺗكون ﻧﻘصـا‪ ،‬على حسـﺐ ا�ال‬
‫ُ‬
‫ال� ﺗﺬكر ﻓﻴها‪ .‬ﻓهﺬﻩ � ﻳوصـﻒ ﷲ ﺗعا� ﺑها على سـﺒﻴ�ل اﻹط�ق‪ ،‬و� ﺗﻨﻔى عﻦ‬
‫‪47‬‬
‫ً‬
‫ﷲ ﺗعا� على ســﺒﻴ�ل اﻹط�ق‪ ،‬ﺑل �ﺐ الﺘﻔصــﻴل‪ ،‬ﻓﻔﻲ ا�ال ال� ﺗكون كما�‬
‫ً‬
‫ﻳوصـــﻒ ﷲ ﺗعـا� ﺑهـا‪ ،‬و� ا �ـال ال� ﺗكون ﻧﻘصــــا � ﻳوصـــﻒ ﷲ ﺗعـا� ﺑهـا‪.‬‬
‫ومﺜال هﺬا‪ :‬ا�كر‪ ،‬وا�دﻳعﺔ‪ ،‬وا�ســـﺘهﺰاء‪ ،‬والســـﺨر�ﺔ‪ .‬لﺬلك �د أن ﷲ ﺗعا�‬
‫ﻳﺬكر ما ﻳﺒ�در مﻦ الكﻔار وا�ﻨاﻓﻘ� مﻦ مكر وﺧدﻳعﺔ واسﺘهﺰاء وسﺨر�ﺔ ﺛم ﻳﺒ�‬
‫أﻧه ﻳمكر ﺑهم وهو ﺧادعهم و�سﺘهﺰئ ﺑهم و�سﺨر مﻨهم‪.‬‬
‫لكﻦ هﻨـاك أﻓعـا ل وردت عﻦ الكﻔـار ولم ﻳﻘـاﺑلهـا ﷲ ﺑﻨﻔس ال�لمـﺔ ﻷﻧهـا ٌ‬
‫ﻧﻘص �‬
‫كمال ﻓﻴه‪ .‬ما هو؟‬

‫ُ‬ ‫ُ ﱢ َ‬ ‫ُ ﱢ َ‬ ‫َ‬
‫مـا اﻵﻳـﺔ ال� ﻓﻴهـا مع� هـﺬا ا �ـدﻳـﺚ‪) :‬ﺗ ِع َس عﺒـد الـدﻳﻨـ ِ�ار‪َ ،‬و َع ْﺒـد الـد ْره ِم‪َ ،‬و َع ْﺒـد‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُْ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫�‪ ،‬وإن ل ْم ُﻳ ْع َط َسـ ِﺨ َط‪ ،‬ﺗ ِع َس َواﻧﺘك َس‪ ،‬وإذا ِﺷـﻴك ﻓ�‬ ‫ا� ِمﻴصـ ِﺔ‪ ،‬إن أع ِطﻲ ر ِ‬
‫َْ َ َ‬
‫اﻧﺘﻘﺶ(؟‬

‫ْ َ ْ َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ‬


‫َ ًّ‬ ‫َ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫لـِك﴾ ]آل‬‫ب �نفضـ ـوا مِن حو‬
‫ﻗــــــ ـال ﷲ ﺗعــــــ ـا�‪﴿ :‬ولو كنـت �ظـا غلِيظ القلـ ِ‬
‫عمران‪ ،[159:‬ومع ذلك أمر ﺑالﻐلﻈﺔ على أﻗوام‪ .‬اذكر اﻵﻳﺔ‪.‬‬

‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذكرﻧـا ﴿ك َمـا ل ْم يُ ْؤم ُِنوا ِبـهِ أ َّول َم َّر ٍ�﴾ ]اﻷﻧعـام‪ [110:‬وﺧطورة اﻹعراض ﺑعـد ﺗﺒ�‬
‫الهدى‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� حرمان إﻧســـان مﻦ ﺷـــرف طاعﺔ إذا لم ﻳمﺘﺜ�ل اﻷمر � أول‬
‫َ‬
‫مرة ُﻳ�لﻒ ﺑها‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ‬

‫ﻳســـﺘﺨدم ﺑعﺾ الﻨاس عﺒارة )� ﺑ�حم و� ﺑﻴﺨلﻲ مﻦ ﻳرحم و� ﺑﻴﺨلﻲ رحمﺔ‬


‫ﺷـــﺨص عـدﻳم الرحمـﺔ‪ ،‬لكﻦ هـﺬﻩ العﺒـارة ﻏ� مﻘﺒولـﺔ‬
‫ٍ‬ ‫ﷲ ﺗ�ل( لوصـــﻒ‬
‫ٌ‬
‫ﺷـــرعا‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒطل هﺬا العﺒارة وﺗﺒ� أﻧه � ﻳســـﺘطﻴع أحد أن ﻳمﻨع رحمﺔ‬
‫ﷲ‪.‬‬

‫ﻗد �د إﻧساﻧا ﻇالما ﻓﻴكون مﻨك ﺷدة علﻴه ﺑل و�ارﺑه و�ﺘﻀرر هو مﻦ حرﺑك‬
‫له‪ .‬ح� إذا ﺧﻀـــع طﻴبﺖ ﺧاطرﻩ ﺑﻘولك‪ :‬لم ﻳكﻦ هﻴﻨ�ا علﻲ أن أﻓعل ما ﻓعلﺘه‬
‫ﺑـك‪ ،‬ولم ﻳكﻦ هﻴﻨـ�ا علﻲ أن أرى ا�ﺸـــﻘـﺔ ال� �ﻘـﺖ ﺑـك والﻀـــرر الـﺬي آ�ـك‪،‬‬
‫لك� ما ﻓعلﺖ الﺬي ﻓعلﺘه ﺑك إ� رﻏﺒﺔ � ﺧ�ك وحسﻦ العاﻗﺒﺔ لك‪ .‬اذكر آﻳﺔ‬
‫ﺗﺬكر ﺑهﺬا ا�وﻗﻒ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ُ‬
‫ﻗد ﻳعمل أحدﻧا معصـــﻴﺔ ﻓﺘﺒﻘى �دث ﺷـــ�ا � ﻗلﺒه ‪-‬ﺧاصـــﺔ ما �ان مﻨها �‬
‫معاوﻧﺔ ال�اﻓر�ﻦ أو اﻹﺿــرار ﺑاﻹســ�م وا�ســلم�‪ -‬مع أن صــاحﺒها ﻗد ﻳكون‬
‫ﻧسـﻴها ﻓ� ﻳﻔطﻦ إ� هﺬا ا�صـدر مﻦ مصـادر مرض ﻗلﺒه‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺬكر حالﺔ‬
‫كهﺬﻩ‪.‬‬

‫َُّ ُ َ‬
‫رعﻦ معصــﻴﺘ�ه‪ .‬اذكر‬
‫الﺬي ﻳع�ف ﺑﺬﻧﺒ�ه ﺗر� له ا�ﻐﻔرة ��ف مﻦ ﻳ�ر و�ﺸ ـ ِ‬
‫آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ﻗـد ﺗـدعى إ� ﻗﻨـاة ﺗلﻔﺰ�وﻧﻴـ�ﺔ ﺗوﺟههـا العـام ســـ�‪ ،‬ﺗـدعى إلﻴهـا لﺘﺘ�لم عﻦ‬
‫موﺿـوع مﻦ مواﺿـﻴع ا�� ال� ﻓﻴها مﻨﻔعﺔ للﻨاس‪ .‬اذكر آﻳﺔ �علك ﺗمﻴل إ�‬
‫عدم الﻈهور � هﺬﻩ الﻘﻨاة‪.‬‬

‫اذكر آﻳـﺔ ﺗـدل على أن آﻳـات الﻘرآن إن لم ﺗﻨﻔع أحـدا ولم ﺗرﻓعـه وﺗطهرﻩ ﻓهـﺬا‬
‫�لل ﻓﻴه � �لل � اﻵﻳات‪.‬‬

‫إذا رأﻳـﺖ إﻧســــاﻧـا ﻳﺰ�ﻎ و�ﻨحرف ﺑعـد أن �ـان على هـدى ﻓﻴمـا ﻳﻈهر ‪،‬ﻓ� ﺗ�ـــ‬
‫ﱢ‬ ‫ً‬
‫ﻳعط هﺆ�ء ﻓرصــــا‪ ،‬أو أﻧـه لم ﻳوﺿـــح لهم الهـدى مﻦ‬
‫الﻈﻦ ﺑـا﮻ ﺗعـا� أﻧـه لم ِ‬
‫الﻀــ�ل‪ ،‬ﺑل ا�راﻓهم هﺬا لعﻴﺐ ﻓﻴهم وإهمالهم لما ﱠ‬
‫ﻓص ـل ﷲ أن ﻳعملوا ﺑه‪.‬‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫ﱠ‬
‫و�ﻀـــمﻦ لهم ﻓﻴهـا ﺿـــمـاﻧـا ‪،‬لكﻨـه ﺗعـا� عﻘـ َﺐ‬
‫ُ‬ ‫ـﺄمر‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ُ‬
‫آﻳـﺔ ﻳـﺄمر ﷲ ﻓﻴهـا عﺒـادﻩ ﺑ ٍ‬
‫الﻀـــمـان ﺑعﺒـارة ﺗﺒ� للمﺆمﻨ� أن علﻴهم طـاعـﺔ ﷲ � أمرﻩ هـﺬا ﺑﻐﺾ الﻨﻈر‬
‫عﻦ الﻀــمان‪ .‬أي أﻧهم ليس لهم أن ﻳطالﺒوا ﷲ ﺑالﻀــمان لﻴل�موا اﻷمر‪ ،‬ﻓﺈﻧما‬
‫ﱡ‬
‫الﻀمان ﺗﻔﻀ ٌل مﻦ ﷲ ﺗعا�‪ .‬اذكر هﺬﻩ ا�ﺰء مﻦ اﻵﻳﺔ �دﻳدا )مﻦ �لمﺘ�(‪.‬‬

‫ﻗﻴـل‪ :‬إذا أردت أن ﺗعرف عﻨـد ﷲ َمﻘـامـك ﻓـاﻧﻈر ﻓﻴمـا أﻗـامـك‪ .‬وﻗـال اﺑﻦ الﻘﻴم‪:‬‬
‫الع ّمال أن ﻳعرف ﻗدرﻩ عﻨد السلطان ﻓلﻴﻨﻈر ماذا ﻳولﻴه مﻦ العمل‬ ‫مﻦ أراد مﻦ ُ‬

‫وﺑﺄي �ء ﻳﺸـــﻐله‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� أن مﻦ هان على ﷲ ﻓﺈن ﷲ ﺗعا� � ﻳوﻓﻘه‬
‫للطاعات العﻈﻴمﺔ‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫اذكر آﻳـﺔ ﺗرد ﺑهـا على مﻦ �عـل مﻘﻴـاس ا�ﻔـاﺿـــلـﺔ ﺑ� الﻨـاس على أســــاس‬
‫"اﻹﻧساﻧﻴ�ﺔ" و�هون مﻦ ﺷﺄن الﺘوحﻴد � ذلك‪.‬‬

‫مﻦ كرم ﷲ ﺗعا� أﻧه ﻳثﻴﺐ ا�ﺆمﻦ على ما ﻳعاﻧﻴ�ه � سـﺒﻴ�ل الﻐاﻳات العﻈﻴمﺔ‪،‬‬
‫وعلى أﻓعـال � ﻳﻘصـــد ﺑهـا اﻷﺟر ﺑـﺬاﺗهـا‪ ،‬لكﻦ ﷲ ﺗعـا� ﻳثﻴﺒـ�ه ﺑـاعﺘﺒـ�ار ﺷـــرف‬
‫َ‬
‫ـات ﺗم�هـا عﻦ‬‫الﻐـاﻳـﺔ مﻨهـا‪ .‬ولﺘـﺄكﻴـد هـﺬا ا�ع� زاد ﷲ � ﺧـاﺗم ِـﺔ آﻳ ٍـﺔ ﺛ�ث �لم ٍ‬
‫اﻵﻳﺔ ال� ﺑعدها‪ .‬ما هﻲ هﺬﻩ ال�لمات الﺜ�ﺛﺔ؟‬

‫�لمﺔ ﺟاءت ﺗصـر�ا � موﺿـع الﻀـم� د�لﺔ على أن ما ﻳﻨعم ﺑه ﷲ ﺗعا� على‬
‫عﺒادﻩ إﻧما هو محﺾ ﺗكرم مﻨه سﺒحاﻧه‪ .‬ما هﻲ هﺬﻩ ال�لمﺔ‪.‬‬

‫مﻦ اﻷسـالﻴﺐ العرﺑﻴ�ﺔ أسـلوب الﺘهﻴﻴﺞ واﻹلهاب‪� .‬ﺄن ﺗﻘول لﺸـﺨص‪ :‬إن لم‬
‫ﺗرد مســاعد� ﻓ� ﺗﻔعل‪ ،‬وأﻧﺖ ﺗعلم أﻧه ﻳر�د مســاعدﺗك و� ﻳﻈﻦ ﺑه إ� هﺬا‪.‬‬
‫لكﻦ �ﺄﻧك ﺗهﻴﺠه وﺗلهﺐ حماسـﺘه لﻴﻘول لك‪ :‬ﺑل أسـاعدك ﺑ� ﺗردد‪ .‬اذكر آﻳﺔ‬
‫ﻓﻴها ﺗهﻴﻴﺞ وإلهاب للﻨ� صلى ﷲ علﻴه وسلم ‪.‬‬

‫ـات ﺗﺘوســـط آﻳـﺔ كر�مـﺔ‪ ،‬ﺗﺸـــ� إ� أن زمﻦ ﺗﺒـ�دل ا �ـال على هـﺬﻩ‬ ‫ُ‬
‫ﺧمس �لم ٍ‬
‫اﻷرض مﻦ اﻹﻗﺒــال إ� اﻹدﺑــار ﻳكون � ذروة ﺷـــعور اﻷﻗوام ﺑــالﻘوة والﻐلﺒــﺔ‬
‫والﺘمك�‪ .‬ما هﻲ هﺬﻩ ال�لمات؟‬

‫‪51‬‬
‫مﻦ أســالﻴﺐ الﻘرآن إطماع ال�اﻓر�ﻦ وا�ﻨاﻓﻘ� ﺑﺈﺷــعارهم أن طلﺒهم أﺟﻴﺐ‪،‬‬
‫ً‬
‫إﺟـاﺑـﺔ َ‬ ‫ّ‬
‫عكس مـا طلﺒوا! اذكر �لمﺘ� مﻦ آﻳـﺔ‬ ‫ح� إذا ﺗـﺄملوا وﺟـدوا مـا ﻇﻨوﻩ‬
‫ﻓﻴهما هﺬا اﻷسلوب‪.‬‬

‫مﻦ أسـالﻴﺐ الﻘرآن � ا�سـﺘهﺰاء ﺑﺄهل الﺒاطل "ا�سـﺘثﻨ�اء الﺘهك�"‪ ،‬وهو مﻦ‬
‫َّ َّ َ َ َّ‬
‫ِين كذبُوا‬ ‫ﻗﺒﻴ�ل ﺗﺄكﻴد ال�ـء ﺑما ﻳﺸـﺒه ﺿـدﻩ‪ ..‬كﻘوله ﺗعا� � اﻷعراف‪﴿ :‬إِن ا�‬
‫َ َ َ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ ُ َ َّ ُ َ ُ ْ َ ْ َ ُ َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ‬
‫ون ْ َ‬
‫ا� َّن َة َح َّ ٰ‬
‫� يَل َِج‬ ‫بِآيات ِنا واسـتك�وا �نها � �فتح لهم �بــ ـواب السـماءِ و� يدخل‬
‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ُ‬
‫اط﴾ ]اﻷعراف‪ .[40:‬ﻓاسـﺘحالﺔ ولوج ا�مل � سـم ا�ﻴاط‬ ‫ا� َمل ِ� َسـ ِّم ا� َِي ِ‬

‫ﺗﺆكـد على ﺧلودهم � العـﺬاب واســـﺘحـا لـﺔ دﺧولهم ا�ﻨـﺔ‪ .‬اذكر أرﺑع �لمـات‬
‫مﻦ آﻳﺔ ﻓهم مﻨها ﺑعﺾ أهل العلم اسﺘثﻨ�اءا ﺗهكمﻴا مﺸاﺑها‪.‬‬

‫ذم ﷲ � الكﻔار أﻧهم ســـرعان ما ﻳﺆمﻨون ﺑاﻷصـــﻨام رﻏم عدم ﻳﻘﻴﻨهم ‪،‬ﺑل هم‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ﻳﻈﻨون ﻇﻨا و� ﻳﻘ� � ﻗلوﺑهم �اﻩ معﺒوداﺗهم الﺒاطلﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗوﺿــح هﺬا‬
‫ا�ع� وﺗﺸ� إ� أن ا�ﺆمﻦ ﻳنﺒﻐى أن ﻳكون إﻳماﻧه ﻳﻘﻴنﻴ�ا‪.‬‬

‫اذكر آﻳﺔ �ﺾ على �ل أﻧواع علوم الطﺒﻴعﺔ الﻨاﻓعﺔ‪.‬‬

‫اذكر آﻳﺔ ﺗعﻴﺐ على اﻹﻧسان أن ﻳسارع إ� إﻧ�ار ما �هله‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫‪52‬‬
‫�د � ﺑعﺾ ا�صــومات ﺑ� البﺸــر أن أحدهم �ﻘد على اﻵﺧر و�ســعى �‬
‫أذﻳﺘـ�ه والﺘﺨلص مﻨـه‪ .‬أمـا � الﻘرآن ﻓـﺈﻧـك �ـد الﺒﻐﺾ لل�ـاﻓر�ﻦ وا�ﻨـاﻓﻘ�‬
‫مﻘروﻧا ﺑسـوء أﻓعالهم � ﺑﺄﺷـﺨاصـهم‪� ،‬ﻴﺚ هم ﺑﻐﻴﻀـون ما ﺑﻘوا على كﻔرهم‬
‫ومعصـــﻴﺘهم‪ ،‬لكﻦ الﻘرآن ﻳﻔﺘح لهم ا�ﺠـال لﻴﻨﻔكوا عﻦ هـﺬا الكﻔر وا�عصـــﻴـﺔ‬
‫ً‬
‫ﻓ�ول عﻨهم ا�ﻘﺖ والﻐﻀﺐ‪ .‬اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳﺸ� إ� هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ﻓعـل ﺗكرر ﺛ�ث مرات ﺑﺸـــ�ـل ملﻔـﺖ � آﻳﺘ� مﺘﺘـ�الﻴﺘ� ﺑمـا ﻳـدل على حـاﺟـﺔ‬
‫َ ْ َ ُ َ َّ َّ َ َ ُ‬
‫ا� �ُول‬ ‫العﺒـد المـاســـﺔ إ� ﺗوﻓﻴﻖ ﷲ‪ ،‬ومـﺬكرا إﻳـاﻧـا ﺑﻘولـه ﺗعـا�‪﴿ :‬واعلموا أن‬
‫َْ‬ ‫ََْ ْ‬
‫� ال َم ْر ِء َوقلبِهِ﴾ ]اﻷﻧﻔال‪ .[24:‬اذكر ا�وطﻦ الﺬي ﻓﻴه ذكر الﻔعل ﺑﺘصـــر�ﻔ�‬ ‫ب‬
‫مﺘﻘارﺑ�‪.‬‬

‫ﺑعﺾ الﻨـاس ﻳﻘﻨط مﻦ رحمـﺔ ﷲ ﻷﻧـه ﻳعـاود الـﺬﻧوب الﻔﻴﻨـ�ﺔ ﺑعـد الﻔﻴﻨـ�ﺔ‪،‬‬
‫ّ‬
‫ﻓﻴﺘهم ﻧﻔسـه ﺑالﻨﻔاق ﺑدعوى ﱠأن ﺿـعﻔه وﺗكرارﻩ للﺬﻧوب ٌ‬
‫دلﻴل على عدم ﺧوﻓه‬
‫مﻦ ﷲ وعلى عـدم ﺟـدوى اﻷعمـال الصــــا �ـﺔ مع وﺟود ا�عـا� ‪ .‬اذكر آﻳـﺔ‬
‫ﺗﻔﺘح له ﺑاب الرﺟاء � رحمـﺔ ﷲ طالمـا أﻧه ﻳعمـل الصـــا�ات و�ﻘر ﺑﺄن ذﻧوﺑـه‬
‫ذﻧوب و� ﻳداﻓع عﻨها‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ‬

‫َ َ‬
‫ﻗـد ﻳﻈﻦ الﻘـارئ لﻘولـه ﺗعـا� ‪-‬ح�ـاﻳـﺔ عﻦ ﻧبﻴـ�ه لوط‪ � -‬ســـورة ِا�ﺠر ﴿�ٰ ُؤ� ِء‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫�عصﻴﺔ أهون مﻦ‬
‫ٍ‬ ‫ا� إِن كنـــ ُت ْم فا ِعلِيـــ َن﴾ ]ا�ﺠر‪ [71:‬أﻧه ﻳدعو ﻗومه‬ ‫ََ‬
‫�نـــ ِ‬
‫َ‬
‫آﻳﺔ � هﺬا ا�ﺰء ﺗدﻓع هﺬا الﻈﻦ‪.‬‬
‫�لمات مﻦ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫معصﻴﺔ‪ .‬اذكر ﺛ�ث‬

‫َ‬
‫ا�ﺨاطﺒ�‬ ‫مﻦ أهم ا�واﺟﺰ الﻨﻔسﻴﺔ ال� ﻳنﺒﻐﻲ العمل على كسرها � ﻧﻔوس‬
‫ﱡ‬
‫ﺑالدعوة ﻇﻨهم أﻧﻨ�ا ﻧدعوهم � ســﺒﻴ�ل �صــﻴل مصــالح دﻧﻴو�ﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل‬
‫على ذلك‪.‬‬

‫اذكر �لمﺔ مﻦ ﺟﺰء الﻴوم ﻳسﺘدل ﺑها ﺑعﺾ العلماء على أن مﺠرد ﺑ�ﻏﺔ الﻘرآن‬
‫وﻓصــــاحﺘــه �ــاﻓﻴــﺔ � اﻹعﺠــاز ﺑﻘطع الﻨﻈر عﻦ علو معــاﻧﻴـ�ه ومــا حواﻩ مﻦ‬
‫الد��ت اﻷﺧرى على أﻧه مﻦ عﻨد ﷲ‪.‬‬

‫ً‬ ‫َ‬
‫ﻗوم مﻦ أﻗوام اﻷﻧبﻴـ�اء كرروا � ﺟحـدهم رســــالـﺔ ﻧبﻴهم �لمـﺔ‪ ،‬ﻓﻘـاﺑلهـا ﻧبﻴهم‬
‫ﺑ�لمﺔ ﺗطعﻦ � أﻓهامهم وﺗﻘدﻳراﺗهم ال� اعﺘمدوا علﻴها‪ .‬ما هﻲ هﺬﻩ ال�لمﺔ؟‬
‫ٍ‬

‫ً‬ ‫َ‬ ‫ﻳسـاوم ُ‬


‫ُ‬
‫ا�سـلم ﺑال�ﻏﻴﺐ ﺑﺈﺷـعارﻩ أﻧه سـﻴﺒﻘى مح�ما عﻨدهم‬ ‫الﺒاطل‬
‫ِ‬ ‫أهل‬ ‫ﻗد‬
‫إذا �لى عﻦ دعوﺗـه‪ .‬اذكر موﺿـــع� � �ـل مﻨهمـا ‪� 4‬لمـات اســـﺘﺨـدم ﻓﻴهمـا‬
‫ﻧ� هﺬا اﻷسلوب‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ﻗوم ﱟ‬

‫‪54‬‬
‫التســو�ﻒ ﺑا�ســﺘﻘامﺔ‪ ،‬وﺗمﻨﻴ�ﺔ الﻨﻔس أن هﺬا آﺧر اﻷﺧطاء‪ ،‬مدﺧل ﺷــﻴطا�‬
‫�ﻗﺘحـام ا�ﺨـالﻔـﺔ ﺛم الركون إ� مﺜلهـا‪ .‬اذكر ﺧمس �لمـات مﻦ آﻳـﺔ ﻓﻴهـا ٌ‬
‫ذكر‬
‫لتسو�ﻒ كهﺬا‪.‬‬
‫ٍ‬

‫عﺰة الﻨﻔس ﺗﺰ�د ﺛﻘﺔ الﻨاس ﺑصدﻗك‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ُ‬
‫آﻳﺔ ﻳسـﺘدل ﺑها أهل العلم على أن الﺬي أ ِم َر إﺑراهﻴم ﺑﺬ�ه هو اسـماعﻴل وليس‬
‫إسحاق‪.‬‬

‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬
‫مـا �ـل ﺑـاﻷمم مﻦ ﺑ�ﻳـا � ﻳﺘعﻆ ﺑـه إ� ا�ﺆمﻨون‪ .‬ﻗـال ﷲ ﺗعـا�‪﴿ :‬إِن ِ� �ٰلـِك‬

‫ـد﴾ ]ق‪ .[37:‬ﺑيﻨمـا �ـد مﻦ �‬ ‫ب أَ ْو َ�لْ َ� َّ‬


‫السـ ـ ْم َع َو ُه َو َشـ ـهي ٌ‬ ‫ى ل َِمن َ� َن َ ُ� قَلْـ ٌ‬ ‫َ� ِْ� َر ٰ‬
‫ِ‬
‫�ســـﺐ حســـاﺑا للﺠﺰاء ﺑعد ا�وت �ﻴل أســـﺒاب ما حل ﺑاﻷمم الســـاﺑﻘﺔ على‬
‫ﻇواهر كوﻧﻴـ�ﺔ وأســـﺒـاب مـادﻳـﺔ عـادﻳـﺔ‪ ،‬و�ﻘول أن هـﺬا � ع�ﻗـﺔ لـه ﺑـﺈﻳمـاﻧﻨهم‬
‫وكﻔرهم‪ .‬اذكر آﻳﺔ � ﻧهاﻳﺔ مﺠموعﺔ مﻦ ﻗصص الساﺑﻘ� �مل هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ذكرﻧــا � ســـورة آل عمران‪ ،‬أن ﺗرك اﻷمر ﺑــا�عروف والﻨهﻲ عﻦ ا�ﻨكر ﻳكون‬
‫َ َ َ ُ ُ َ َّ َ َ َ َّ ُ َ ْ‬
‫اخ َتلَ ُفوا مِن َ� ْعـ ِد َمـا َجـ َ‬
‫اء ُه ُم‬
‫ً‬
‫ســـﺒﺒـ�ا لل�اع والﻔراق ﴿و� ت�ونوا ��ِين �فرقوا و‬
‫ا�َيّ َنـ ُ‬ ‫ْ‬
‫ات﴾‪ .‬اذكر آﻳـﺔ ﺗﺒ� أن الﺘصـــدي ﻷهـل الﻔســـاد هو ســـﺒـﺐ للحﻔـاظ على‬ ‫ِ‬
‫اﻷمم مﻦ اله�ك‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫َ ُ ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ﻗـال ﷲ ﺗعـا�‪َ ﴿ :‬فـأَ َّمـا ْا� َ‬
‫�ســـان إِذا َمـا ا�ْ َت�هُ َر ُّ�ـ ُه فـأ� َر َمـ ُه َو� َّع َمـ ُه � َيقول َر ِ�‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫أ� َر َم ِن ۝ َوأ َّمـا إِذا َمـا ا�ْ َت�هُ �قـ َد َر َعليْـهِ رِ ْزقـ ُه � َيقول َر ّ ِ� أ َهـان ِن﴾ ]الﻔﺠر‪-15:‬‬
‫‪ .[16‬واﻵﻳـات ﺗﺸـــ� إ� ﻓهم ﺧـاطﺊ عﻨـد الﺒعﺾ‪ ،‬إذ ﻳرﺑط ﺑ� ا �ـا لـﺔ المـادﻳـﺔ‬
‫لﻺﻧسان � الدﻧﻴ�ا وم�لﺘه عﻨد ﷲ‪.‬‬
‫اذكر آﻳﺔ مﻦ هﺬﻩ اﻷﺟﺰاء ﺗﺸــ� إ� أن حال اﻹﻧســان � الدﻧﻴ�ا مﻦ ﻓﻘر أو ﻏ� أو‬
‫ﺟاﻩ أو مﻨصﺐ � ع�ﻗﺔ له ﺑم�لﺘه عﻨد ﷲ‪.‬‬

‫حسﻦ س�ﺗك ﺧ� دعوة‪ ،‬إذ هو �عل الﻨاس ﻳطلﺒون علمك مﻦ أﻧﻔسهم‪ .‬اذكر‬
‫ﺧاﺗمﺔ آﻳﺔ مﻦ أرﺑع �لمات ﺗﺸ� إ� هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ‬

‫اذكر عﺒارة دﻗﻴﻘﺔ اســـﺘﺨدمها الﻘرآن ﺗﺒ� حﺬر ﻳوســـﻒ مﻦ الكﺬب ح� وإن‬
‫�ان ﻹﺗمام ﺧطﺔ له مﻨها مﻘصد ﻧبﻴ�ل‪.‬‬

‫اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳـﺔ ﻳﺒ� أن ﷲ عﺰ وﺟـل إذا ﻗـدر أمرا ﻳســـر لـه أســـﺒـاﺑـا ﺧﻔﻴـﺔ �‬
‫�طر ﺑالﺒال‪.‬‬

‫اذكر موطﻨ� مﻦ مواطﻦ أدب ﻳوسﻒ � الﺘعﺒ� مع إﺧوﺗه‪.‬‬

‫ســـ�مـﺔ الـدﻳﻦ ﻧعمـﺔ ﻳم� ﷲ ﺑهـا على العﺒـد وإن �ـاﻧـﺖ مﻦ ﺧ�ل مصـــﻴﺒـ�ﺔ‬
‫ﺗصﻴﺐ ا�رء � دﻧﻴ�اﻩ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫ً َ‬ ‫ً‬
‫�لمﺔ ﻗالها‬
‫ﺧروﺟه مﻦ الســﺠﻦ‪ ،‬مﻘارﻧﺔ ِﺑكم ٍ‬
‫ِ‬ ‫ـﻴﺔ‬
‫كم �لمﺔ ﻗالها ﻳوســﻒ � ﻗﻀـ ِ‬
‫� الدعوة إ� رﺑه سﺒحاﻧه؟‬

‫ً‬ ‫َ‬
‫ﺗ�لمـﺖ ﺑـاللهﺠـﺔ ا�حلﻴـﺔ لﺘﻘرب مﻔهومـا إ� الﻨـاس وأﻧـﺖ ﺗعلم أﻧهم مـا �ـاﻧوا‬
‫لﻴﻔهموﻩ ﺑﻐ� هــﺬا‪ .‬ﻓعــاﺗﺒــك صــــدﻳﻘــك أن هــﺬا �ــل ﺑــا�ﻔــاظ على اللﻐــﺔ‬
‫الﻔص�‪ .‬اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﺗرد ﺑها علﻴه‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫كﺘهمـﺔ‬
‫مﻦ أســــالﻴـﺐ أهـل الﺒـاطـل أﻧهم ﻳﺘ�لمون عﻦ مﺨـالﻔـﺔ مﻘـدســــاﺗهم ٍ‬
‫َ ﱠ‬
‫ـاءلﺔ صـحﺔ ما ﻗدسـوﻩ‪ .‬اذكر سـﺒع �لمات‬
‫مﺔ � ﻧﻘاش ﻓﻴها‪ ،‬ﺗهرﺑا مﻦ مس ِ‬ ‫ُمسـل ٍ‬
‫مﻦ آﻳﺔ ﺗﺸ� لهﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫مﻦ ﺛمرات معرﻓـﺔ ا�ﻖ واﺗﺒـ�اعـه ﻳﻘﻴﻨـك ﺑـﺄن ﷲ إذ وﻓﻘـك لـﺬلـك ﻓـﺈﻧـه أراد ﺑـك‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫عاﻗ َﺒﺘك م� �ﺄت إلﻴه‪ .‬اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳدل على‬ ‫ﱢُ‬
‫ﺧ�ا ﻓسﻴدﺑر لك و� ِسﻦ ِ‬
‫ذلك‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫مﻦ حســﻦ ﺧلﻖ ﻳوســﻒ علﻴه الســ�م أﻧه لم ﻳســﻨد الﻈلم ﻹﺧوﺗه رﻏم وﻗوعه‬
‫مﻨهم‪ .‬اذكر ﺧمس �لمات ﺗﺒ� ذلك‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ‬

‫َ‬ ‫َ ْ َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ َ َ ْ َ ْ‬


‫ِين � يُؤم ُِنون بِا�خ َِرة ِ ليُ َسـ ُّمون ال َم��ِكة � ْسـ ِم َية‬
‫عﻨد ﻗراءة ﻗول ﷲ ﺗعا�‪﴿ :‬إِن ا�‬
‫َ ً‬ ‫كـ َة َّا� َ‬
‫ُ َْ َ َ‬ ‫ُْ‬
‫الر ْ‬
‫ح َ� ٰ ِن إِنـاثـا﴾‬ ‫ِين ُه ْم ع َِبـ ُ‬
‫اد َّ‬ ‫َ َ َ‬
‫ن�﴾ ]الﻨﺠم‪ ،[27:‬و﴿وجعــــ ـلوا الم�� ِ‬‫ا� َ ٰ‬
‫ﱠ‬
‫]الﺰﺧرف‪ ،[19:‬ﻓﻘد ﺗﻈﻦ أن َم َصــ ﱠﺐ اﻹﻧ�ار هو أﻧهم ادعوا أن ﺧواص ﷲ مﻦ‬
‫الﺒﻨـ�ات‪ ،‬وأﻧهم لو ادعوهم ذكورا لمـا أﻧكر ﷲ علﻴهم‪ .‬اذكر مﻦ ﺟﺰء الﻴوم ﺟملـﺔ‬
‫مﻦ أرﺑع �لمات ﺗصحح هﺬا الﻔهم وﺗﺒ� مصﺐ اﻹﻧ�ار‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫أسﺒاب أرﺿﻴﺔ ﻇاﻧ� ﻓﻴها اﻷمان‪ ،‬وﻗد ﺗكون‬
‫ٍ‬ ‫كﺜ�ا ما �د أﻗواما ﻳسﺘﻨ�دون إ�‬
‫مما ﻳسـﺨط ﷲ‪ ،‬ﻓﻴﺠعل ﷲ ﻧهاﻳﺘهم مﻦ الﻨاحﻴﺔ الﺬي ﻇﻨوها سـﺒﺐ أماﻧهم!‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗﺬكرك ﺑهﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ا�ســـﺘثﻨ�اء ا�ﻨﻘطع ﻳع� ا�ﻧﻘطاع ﺑ� ا�ســـﺘﺜ� وا�ســـﺘﺜ� مﻨه‪ .‬اذكر آﻳﺘ�‬


‫َ‬ ‫ُ ﱠ‬ ‫مﺘﺘ�الﻴﺘ� مﻦ ﺟﺰء الﻴوم ﻳسـ ُ‬
‫هم‬ ‫ٌ‬
‫مﻨﻘطع على دﻓع ﻓ ٍ‬
‫ِ‬ ‫ـاعد إدراك أن اســﺘثﻨ َ�اء ُهما‬
‫ﺧاطﺊ‪.‬‬

‫اذكر آﻳﺔ ﺗرد ﺑها على مﻦ ﻳدعﻲ أن مهمﺔ الﻨ� صـلى ﷲ علﻴه وسـلم ا�صـرت‬
‫� ﺗﺒلﻴﻎ الﻘرآن ﺑما ﻳﻐ� عﻦ حﻔﻆ السﻨﺔ‪.‬‬

‫ُُ‬
‫العلو ﮻ ﺗعا�‪.‬‬ ‫اذكر آﻳﺔ ﺗثﺒﺖ ﺟهﺔ‬

‫‪59‬‬
‫ً‬
‫مطهرا مﻦ �ـل‬ ‫اذكر �لمـﺔ مﻦ ﺟﺰء الﻴوم ﺗﺒ� أﻧـه � ﻳلﻴﻖ ﺑـا�ﻨـﺔ إ� مﻦ �ـان‬
‫ﺧﺒﺚ‪.‬‬

‫ﻗال رسـول ﷲ صـلى ﷲ علﻴه وسـلم‪) :‬ومﻦ سـﻦ � اﻹسـ�م سـﻨﺔ سـﻴﺌ�ﺔ �ان‬
‫علﻴـه وزرهـا ووزر مﻦ عمـل ﺑهـا مﻦ ﺑعـدﻩ � ﻳﻨﻘص ذلـك مﻦ أوزارهم ﺷـــﻴﺌـ�ا(‬
‫ً‬
‫)رواﻩ مسلم(‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺸ� إ� ا�ع� ﻧﻔسه‪.‬‬

‫اذكر أرﺑع �لمـات مﻦ آﻳـﺔ ﺗﺒ� أن ﷲ ﺗعهـد ﺑبﻴـ�ان الطر�ﻖ ا�ســـﺘﻘﻴم ا�وصـــل‬
‫إلﻴه‪.‬‬

‫�لمـا زاد إﻳمـان العﺒـد ﺑلﻘـاء رﺑـه زاد عﻔوﻩ وﺗســــامحـه وﻗ ّـل اﻧﺘصــــارﻩ لﻨﻔســــه‪،‬‬
‫ﻓا�نﺸــﻐلون ﺑاﻵﺧرة � وﻗﺖ للعداوات والﺸــحﻨاء عﻨدهم‪ .‬اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ‬
‫ﺗﺬكرك ﺑهﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ُ ُ‬
‫�م﴾ ]هود‪ [78:‬ﺗعﻴنﻨ�ا على صحﺔ ﻓهم ﺛ�ث �لمات مﻦ آﻳﺔ‬ ‫﴿ ُه َّن أَ َ‬
‫طه ُر لَ ُ‬

‫وردت � هﺬا ا�ﺰء‪ .‬ما هﻲ هﺬﻩ ال�لمات الﺜ�ﺛﺔ؟‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫�ﺑد أن ﻳعلم الداعﻴﺔ إ� ﷲ أن أمر الدعوة � ﻳﻘﺘصـــر على اﻹﻗﻨاع العﻘلﻲ كﻲ‬
‫ﻳهﺘـدي مﻦ أمـامـه‪ ،‬ﻓهﻨـاك مواﻧع �ـاﺗﺒـ�اع الهوى‪ .‬ﻓعﻨـاد ال�ـاﻓر ﻳوصـــلـه إ� إﻧ�ـار‬

‫‪60‬‬
‫ّ‬
‫الﺒيﻨ�ات ا�ســـﻴﺔ الﻀـــرور�ﺔ‪ ،‬ﻓمﺜل هﺬا � ﻳﻨﻔع معه ك�ة اﻷدلﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺘ�‬
‫مﺘﺘ�الﻴﺘ� �م�ن هﺬا ا�ع�‪:‬‬

‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ‬


‫اب َوتَ�ف ُرون ب ِ َب ْع ٍض﴾ ]الﺒﻘرة‪.[85:‬‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ ُ‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺑمع�‪﴿ :‬أ�تؤمِنون بِبع ِض الكِت ِ‬

‫ما � ﺗرﺗﻀﻴه لﻨﻔسك � ﻳنﺒﻐﻲ أن ﺗرﺗﻀﻴه لﻐ�ك‪ ،‬ﻓما ﺑالك ﺑا�الﻖ سﺒحاﻧه‪.‬‬
‫ت َ� ْ� َمانُ ُ‬‫ك ْ‬‫ُ ْ َ َّ ُ ّ َّ َ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ َ ُ ًَ‬
‫�م‬ ‫ســ�م ۖ هل ل�م مِن ما مل‬‫� َب ل�م َّمث� ّم ِْن أنف ِ‬ ‫ﻗال ﺗعا�‪﴿ :‬‬
‫نف َسـ ـ ُ‬ ‫َ َ ٌ ََ ُ َُ ْ َ َ ُ ْ َ ُ‬ ‫ا� ْم فَـأَ ُ‬
‫� َ� َء � َمـا َر َز ْ� َنـ ُ‬‫ّ ُ‬
‫� ْم﴾‬ ‫نت ْم �ِيـهِ سـ ـواء �ـافو�هم كخِيفتِ�م أ‬ ‫مِن َ ِ‬
‫]الروم‪ .[28:‬اذكر آﻳﺔ ﺑﻨﻔس ا�ع�‪.‬‬

‫ُ ُ‬ ‫َُ‬
‫سوء ﺧل ٍﻖ ﻳﺆدي إ� ﻓﺘﻨ�ﺔ الﻨاس عﻦ دﻳﻨهم‪.‬‬ ‫اذكر آﻳﺔ � ﱢوف مﻦ‬

‫أﻧكر ﷲ على مﻦ � ﻳﻘﻒ على ﺷـــواهـد عﻈمﺘـه � ﺧلﻘـه ﻓﻴﺘـ�دﺑرهـا‪ .‬اذكر آﻳـﺔ‬
‫ﻓﻴها هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ‬

‫َ‬ ‫ُ‬
‫ﻳنســ ُﺐ ﻓﻴه الﻘرآن الﻔﻀــل إ�‬
‫�ات مﻦ الﻨ� صــلى ﷲ علﻴه وســلم ِ‬
‫موﻗﻒ ﺛﺒ ٍ‬
‫ﷲ ﺗعا�‪ .‬اذكر ﺛ�ث �لمات ﻓﻴها هﺬﻩ النسﺒﺔ‪.‬‬

‫اذكر آﻳﺘ� ﻓﻴهمــا ﺧطــاب للﻨ� ﺑمــا ﻳﺆكــد على أن كرامﺘــه على ﷲ مﻘروﻧــﺔ‬
‫ﺑطاعﺘه‪ ،‬وأﻧه إن أﺷرك ﻓﻘد هﺬﻩ الكرامﺔ‪.‬‬

‫َ ُ‬ ‫َ َّ َ َ َ ُ َ ُ ْ َ ُ َ َ َّ َ َ ُ ْ َ ٰ َ‬
‫� َعليْ ِه ْم � َي ُموتوا‬ ‫ﻗال ﺗعـــا� � أهل الﻨـــار‪﴿ :‬وا�ِين �فروا لهم نار جهنم � �ق‬
‫ُ َّ َ ُ‬ ‫َ َ ُ َ َّ ُ َ ْ ُ ّ ْ َ َ َ َ َ ٰ َ َ ْ‬
‫ور﴾ ]ﻓاطر‪ .[36:‬وهﺬا ُﻳﺸــعر‬ ‫و� �فف �نهم مِن عذابِها ۚ ك�ل ِك � ِزي � كف ٍ‬
‫ﺑـﺄن ﻧـار ﺟهﻨم � �ﺒو‪ .‬اذكر آﻳـﺔ ﻓﻴهـا حرف واحـد �ـل مـا ﻗـد ﻳﻈهر أﻧـه ﺗعـارض‬
‫ﺑ� اﻵﻳﺘ�‪.‬‬

‫آﻳﺔ ُﺗ ُ‬
‫ع� � حل ا�ﺸـــا�ل ﺑ� ا�ســـلم�‪ ،‬وﺗﻔســـر وﻗوع ا��ف ﺑ� طرﻓ�‬
‫ُمر�دﻳﻦ للﺨ�‪.‬‬

‫ً‬
‫ﺗﺸــو�ه الصــادﻗ� ﺑاﻷلﻘاب وســﻴلﺔ ﺟاهلﻴﺔ‪ ،‬ﻳطلﻘون لﻘﺒا ﺑاﻷمس ﻳﻨ�اﻗﺾ‬
‫لﻘﺐ الﻴوم وا�ﻘصـــود واحد‪ ،‬ﺗﺸـــو�ه صـــورﺗه وﺗﻨﻔ� الﻨاس عﻨه‪ .‬اذكر مطلع‬
‫آﻳﺔ ﺗدل على �ﺒطهم � ذلك‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ﻧ� وﺗواﺿـــعـه � ﺗعـاملـه مع مﻦ ﻳﻘوم‬
‫اذكر �لمﺘ� مﻦ آﻳـﺔ ﺗـد�ن على أدب ٍ‬
‫�دمﺘه‪.‬‬

‫ســـﺖ �لمـات مﻦ آﻳـﺔ ﺗـدل على أن اﻹﻧســـان ﻳرﺟع إ� رﺑـه ﺑ� مـال و� أهـل و�‬
‫عﺸ�ة‪ .‬ما هﻲ؟‬

‫ً ﱢ‬ ‫ُ‬
‫أﻗواهم عﺰ�مـﺔ ُﻳﻘـدم حﻖ رﺑـه على ﺷـــهوة‬ ‫ﺟعـل ﷲ الـدﻧﻴـ�ا مﻐر�ـﺔ ملهﻴـﺔ‪ ،‬ل�ى‬
‫ﻧﻔسه‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫� ﺗﻐ� ﺑﻨﻔســــك � أﻳـﺔ ِرﻓع ٍـﺔ أو ﺧ� ﺗصــــل إلﻴـه‪ ،‬ﻓ�ـل مـا أﻧـﺖ ﻓﻴـه مﻦ ﺧ� هو‬
‫محﺾ ﻓﻀـل مﻦ ﷲ‪ ،‬وهو سـﺒحاﻧه ﻗادر على سـلﺒه مﻨك‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على‬
‫هﺬا ا�ع�‪.‬‬
‫صــاحﺒك ﻳﺘﻘرب إ� ﷲ ﺑما لم ﻳﺸــرع‪ .‬ﻧصــحﺘه ﻓﻘال لك‪) :‬ا�هم العمل ﺑنﻴ�ﺔ‬
‫طﻴﺒ�ﺔ(‪ .‬اذكر �لمﺔ مﻦ آﻳﺔ ﺗرد ﺑها علﻴه‪.‬‬

‫َ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ﻗرأ ﻗارئ ﻗول ﷲ ﺗعا�‪َ ﴿ :‬من َ� َن يُر ُ‬


‫�د َحـــ ْرث ا�خ َِرة ِ ن ِزد ُ� ِ� َح ْرثِهِ ۖ َو َمن �ن‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ُ ُ َ ْ َ ُّ ْ ُ ْ‬
‫يب﴾ ]الﺸــورى‪ [20:‬ﻓﻘال‪:‬‬ ‫صـ ٍ‬ ‫ا�� َيا نؤتِهِ مِن َها َوما ُ� ِ� ا�خ َِرة ِ مِن ن ِ‬ ‫ي ِر�د حرث‬
‫لكﻦ هﻨـاك ط�ب دﻧﻴـ�ا حﻴـاﺗهم صـــعﺒـﺔ للﻐـاﻳـﺔ‪ .‬ﻓـﺄﻳﻦ مـا آﺗـاهم ﷲ مﻨهـا؟‬
‫ً‬
‫ﻓﺄﺟﺒﺘ�ه أن الﻘرآن ﻳﻔســـر ﺑعﻀـــه ﺑعﻀـــا وأن هﻨاك �لمﺘ� مﻦ آﻳﺔ �ﻴﺒ�ان عﻦ‬
‫سﺆاله‪ .‬ما هما؟‬
‫‪63‬‬
‫َ‬
‫اذكر آﻳــﺔ ﱠأرخ ﻓﻴهــا الﻘرآن �ــادﺛــﺔ ﺑعﺒــارة �مع ﺑ� ا�ســـــاب ﺑــالســـﻨـ�‬
‫الﺸمسﻴﺔ والﻘمر�ﺔ‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫مﻦ الﻨاس مﻦ إذا لم ﻳتيسـر له أسـﺒاب طاعﺔ مﻦ الطاعات ﻓﺈﻧه ُﻳسـر و� ﻳرﺟو‬
‫حصـول أسـﺒاﺑها ﺑل ﻳﻘول‪" :‬عملﺖ ما علﻲ"‪ .‬ﺑيﻨما ّ‬
‫ﻳوﺟهﻨا الﻘرآن إ� أ� ّ‬
‫ﻧﻔوت‬
‫ﻓرصــﺔ اﻷعمال الﻘلﺒﻴ�ﺔ‪ ،‬ﺑل ﻧرﺟو ﺗيســ� أســﺒاب الطاعﺔ ال� لم ﻧﺘمكﻦ مﻨها‪.‬‬
‫اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُْ‬


‫ﻗـال ﺗعـا�‪﴿ :‬قـل إن َّ َ‬
‫ا� � يَـأ ُم ُر ب ِـالف ْحشـــاءِ﴾ ]اﻷعراف‪ .[28:‬هﻨـاك آﻳـﺔ ﻳﺆدي‬ ‫ِ‬
‫سوء ﻓهمها إ� الﻈﻦ ��ف ذلك‪ .‬ما هﻲ؟‬

‫آﻳـﺔ ﻳســـﺘـدل ﺑهـا ا�ﺒطلون على إﺑطـال حـد الردة و�ـﺄن اﻹســـ�م ﻳعطﻲ ا�ر�ـﺔ‬
‫ل�ـل أحـد أن ﻳﻔعـل � أمر الـدﻳﻦ مـا ﻳﺸــــاء ﺑ� ﺗﺒعـات‪ ،‬ﺑيﻨمـا ﺧـاﺗمﺘهـا ﺗرهﻴـﺐ‬
‫مﺨﻴﻒ‪ ،‬ﺑاﻹﺿــاﻓﺔ لكوﻧها مكﻴﺔ � عهد ا�ســﺘﻀــعاف ﻗﺒل أن ﻳﻘﻴم ﻧبﻴﻨ�ا ﷺ‬
‫دولﺔ ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ‬

‫َ ﱠ‬
‫مﻦ اﻷسـالﻴﺐ اللطﻴﻔﺔ � الدعاء أن ﺗﺘوسـل إ� ﷲ ﺗعا� ﺑﺄﻧك ﻳا رب لم ﺗ ُرد�‬
‫ﺧـاﺋﺒـ�ا ﻓﻴمـا كﻨـﺖ ادعوك مﻦ ﻗﺒ ُـل‪ ،‬وعودﺗ� على كرمـك وﺟمﻴـل صـــﻨعـك �‬
‫ﻓﺄكرم� ﺑاسﺘﺠاﺑﺔ هﺬا الدعاء أﻳﻀا‪ .‬اذكر آﻳﺔ �مل هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫َ‬ ‫َُﱢ‬
‫ﻧﻘﻴصـــﺔ ﻧ َســـ َﺒﺘها إلﻴه‬
‫ٍ‬ ‫اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها إﺿـــاﻓﺔ )مﻦ ﺛ�ث �لمات( ﺗ�ﻩ ﻧبﻴ ً�ا عﻦ‬
‫ُ‬
‫كﺘﺐ أهل الكﺘاب ا�حرﻓﺔ‪.‬‬

‫ُ َ َُ َ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ َْ ُ ْ ْ‬ ‫َ َ‬
‫� بَ ِ�‬ ‫ول فَ َّرقْ َ‬
‫ت بَ ْ َ‬ ‫﴿قال يَا ا�ْ َن أ َّم � تأخذ بِل ِح َي ِ� َو� ب ِ َرأ ِ� إِ ِ� خ ِ‬
‫شــيت أن �ق‬
‫ب قَ ْو�﴾ ]طه‪ُ .[94 :‬ﺗ ﱠ‬ ‫يل َول َ ْم تَ ْر ُق ْ‬
‫ْ َ َ‬
‫ﻔسر هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺑﺂﻳﺔ أﺧرى مﻦ ﻏ� هﺬا‬ ‫ِ‬ ‫إِســـرا� ِ‬
‫ا�ﺰء‪ ،‬اذكرها‪.‬‬

‫اسـﺘﺨدام ﺿـم� مع� � �لمﺔ مﻦ آﻳﺔ اﺷـﺘﻖ مﻨها ﺑعﺾ العلماء أن ﻧﻔﻘﺔ ا�رأة‬
‫على زوﺟها � الكســـوة والطعام والﺸـــراب وا�ســـكﻦ‪ .‬اذكر ال�لمﺔ ال� ﻓﻴها‬
‫هﺬا الﻀم�‪.‬‬

‫ُ‬
‫� ﱢوز الﺒعﺾ لﻨﻔسه مﺸاركﺔ أهل الكﺘاب � أعﻴادهم الدﻳنﻴ�ﺔ ِ ُ� ﱠﺠﺔ التسامح‬
‫ُ ﱢ‬
‫و�ـﺄﻧـه ﻏﻔـل ﻓﻴمـا ﻏﻔـل عﻦ آﻳـﺔ ﺗ َﺒ� ﻓﺰع ا��ﺋﻖ ﻏ� الﺜﻘل� مﻦ عﻘﻴـدﺗهم‬
‫الﺸركﻴﺔ‪ .‬اذكر هﺬﻩ اﻵﻳﺔ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫ْ‬
‫�ســـم مﻦ أســـمـاء ﷲ ا�ســـ� كﻨـا ﻧﺘوﻗع أن‬
‫ٍ‬ ‫ـات مﻦ آﻳـﺔ ﻓﻴهـا ِذك ٌر‬
‫ﺛ�ث �لم ٍ‬
‫َ‬
‫ُﻳﺬكر ﻏ�ﻩ‪ ،‬ولكﻦ ِذكر هﺬا ا�ســم � ذلك ا�وﺿــع ﻳو� ِﺑ ِعﻈ ِم ُﺟرم مﻦ ﻳعﺬﺑه‬
‫ﷲ‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ـاك ﱠ ُ‬ ‫ً ﱢ َ ﱠ َ ﱠ َ ﱠ ﱠ‬ ‫َ َ‬ ‫ﱠ َ‬
‫ﷲ ﺧ�ا‬ ‫وعﺰ‪ ،‬إ� أعط‬ ‫ﷲ‪ ،‬ﺟـل‬
‫ﻗـال ﻧبﻴﻨـ�ا ﷺ‪) :‬إﻧـك لﻦ ﺗـدع ﺷـــﻴﺌـ�ا اﺗﻘـاء ِ‬
‫مﻨه( )ﻗال الوادعﻲ � الصحﻴح ا�سﻨد‪ :‬صحﻴح(‪.‬‬ ‫ُ‬

‫اذكر آﻳﺔ كر�مﺔ ﻓﻴها مﺜل هﺬا العوض � حﻖ ﻧ� مﻦ اﻷﻧبﻴ�اء‪.‬‬

‫ْ‬
‫أهـل الﺒـاطـل أﺗﺒـ�اع هوى‪ .‬ﻓ� ﻳنﺒﻐﻲ للمﺆمﻦ أن ﻳﻀـــعﻒ ﻳﻘﻴﻨـ�ه ﺑـدﻳﻨـ�ه إذا رأى‬
‫ك�ﺗهم وصـــ�ﺑﺘهم � ﺑـاطلهم‪ ،‬و� ﻳنﺒﻐﻲ أن ﻳعطﻴهم الﻔرص لﻴصـــرﻓوﻩ عﻦ‬
‫العمل لﻶﺧرة ﻓﻴهلك‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ‬

‫لما �ان ﺗﻀــﻴﻴع ﻧصــوص الو� الﻘرآ� أمرا مســﺘحﻴ� على الﺸــﻴطان ﻷن ﷲ‬
‫ﻗـدر حﻔﻈـه ﻓـﺈن محـاولـﺔ الﺸـــﻴطـان ﺗكون ﺑﺘﻀـــﻴﻴع مع� الﻨص ﺑـا�طـﺄ �‬
‫ً‬
‫الﻔهم‪ .‬اذكر آﻳﺔ �مل هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ا�ﻖ واحد والﺒاطل ﻳﺘعدد‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� �ﺒط الكﻔار ﺑ� أﻗوال عدﻳدة �لها‬
‫ﺑاطلﺔ‪.‬‬

‫مﻦ مﻨهﺞ أهـل الﺒـاطـل أﻧهم ﻳﺘهرﺑون مﻦ مﻨـاﻗﺸــــﺔ ا�ﻖ إ� ا�ﻧﺘﻘـاص مﻦ‬
‫ﻗاﺋله‪ .‬اذكر آﻳﺔ �مل هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫أورد ﺑعﺾ ا�ﻔســر�ﻦ ما ُﻳعرف ﺑﻘصــﺔ الﻐراﻧﻴﻖ‪ ،‬وذلك عﻨد ﺗﻔســ�هم لﻘوله‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ ّ َّ َ َ َ َّ ٰ َ ْ َ َّ‬ ‫ﺗعا�‪َ ﴿ :‬و َما أَ ْر َســلْ َنا مِن َ�بْل َِك مِن َّر ُ‬
‫� �ل� الشــيْ َطان ِ�‬ ‫� إِ� إِذا �م‬
‫ٍِ‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫ول‬
‫ٍ‬ ‫ســ‬
‫ِيم َحك ٌ‬
‫ِيم﴾‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ان ُ� َّم ُ�ْــــ� ُِم ُ‬
‫َّ‬
‫ا� آيَاتِهِ ۗ َو ُ‬
‫ا� عل ٌ‬ ‫َّ ْ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ا� َما يُل ِ� الشـيط‬ ‫نسـ ُخ َّ ُ‬ ‫أُ ْمنِيَّتِهِ َ� َي َ‬

‫]ا�ﺞ‪ ،[58:‬والﻘصﺔ ﺗﺰعم أن رسول ﷲ ﻗرأ ﻳوما ﺑمكﺔ سورة الﻨﺠم‪ ،‬ح� إذا‬
‫َ َ َ َ َّ َ َ ْ ُ ْ‬
‫خ َر ٰ‬ ‫ت َوالْ ُع َّز ٰ‬ ‫َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ‬
‫ال� َ‬
‫ى﴾ ألﻘى‬ ‫ا�ـة ا�‬
‫ى ۝ ومنـاة ا�ـ ِ‬ ‫مــا وصــــل موﺿـــع ﴿أفر��تم‬

‫الﺸـــﻴطـان على لســـاﻧـه أو � ســـكﺘﺘـ�ه‪) :‬ﺗلـك الﻐراﻧﻴﻖ العلى وإن ﺷـــﻔـاعﺘهﻦ‬


‫ل�ﺗ�(‪ .‬وﻗد ﺑ� علماء ا�دﻳﺚ ﺑط�ن هﺬﻩ الﻘصـﺔ سـﻨدا ومﺘﻨ�ا‪ .‬ومﻦ وﺟوﻩ‬
‫ﺑط�ﻧهـا أن ﷲ عﺰ وﺟـل ﺷــــاء �كمﺘـه ورحمﺘـه أن ﻳﺒﻘى وحﻴـه ﻧﻘﻴـا صــــاﻓﻴـا‬
‫‪67‬‬
‫ي َم ْن َ َّ‬ ‫َ‬
‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫� َعن بَيّ ِ َن ٍة﴾ ]اﻷﻧﻔال‪ .[42:‬ﺑيﻨما لو‬ ‫ك َعن بَيّ َنة َو�َ ْ‬
‫حَٰ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫﴿ ِ�َ ْهل ِك َمـــــن هل‬
‫وﻗعﺖ الﻘصـﺔ للﺰم مﻨها الﺘﺒ�اس ا�ﻖ ﺑالﺒاطل � الو�‪ .‬اذكر آﻳﺔ مﻦ ﻏ� هﺬا‬
‫ا�ﺰء ﺗﺒ� أن الﻘرآن ‪-‬عـدا عﻦ حﻔﻈـه � ذاﺗـه‪ -‬ﻓـﺈﻧـه � ﻳمكﻦ أن �ﺘلط ﺑﺰور‬
‫أو أي �ء ﻏ� ا�ﻖ‪.‬‬

‫ﻧهى ﷲ ﻧبﻴـ�ه‪ ،‬ومﻦ ﺑعـدﻩ أمﺘـه‪ ،‬أن ﻧمـد أعﻴنﻨـ�ا إ� ما مﺘع ﺑه ال�ـاﻓر�ﻦ � الدﻧﻴـ�ا‪.‬‬
‫ورســول ﷲ ﻳصــ�ﻧا �ﻘﻴﻘﺔ أن ما حرمﻨا مﻨه � الدﻧﻴ�ا وﺗمﺘعوا هم ﺑه ســﻴكون‬
‫ُ‬
‫لﻨـا � اﻵﺧرة و�رمون هم مﻨـه‪ .‬كمـا ﻗـال � ا �ـدﻳـﺚ الـﺬي رواﻩ الﺒﺨـاري‪�) :‬‬
‫ﱢ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الﺬهﺐ والﻔﻀـ ِـﺔ‪ ،‬و� ﺗﺄ�لوا �‬
‫ِ‬ ‫ا�ر�ر و� الدﻳﺒ�اج‪ ،‬و� ﺗﺸــرﺑوا � آﻧﻴ ِ�ﺔ‬ ‫ﺗ َلبســوا‬
‫ﱠ‬
‫اﻵﺧرة(‪ .‬اذكر موﺿـــعـا � الﻘرآن ﻓﻴـه أن‬
‫ِ‬ ‫ـاﻓ َهـا‪ ،‬ﻓـﺈﻧهـا لهم � الـدﻧﻴـ�ا ولﻨـا �‬
‫ِصـــح ِ‬
‫حﻘﻴﻘﺔ حصـر ا�ﻨﺔ على ا�ﺆمﻨ� ﻳنﺒﻐﻲ أن ﺗعﻴﻨهم وﺗكﻔﻴهم كﺰاد ﻳ�ودون ﺑه‬
‫� طر�ﻘهم إ� ﷲ‪ .‬ﺧاصﺔ �ﻦ ﺗعلﻖ ﻗلﺒه ﺑاﻵﺧرة عﻦ طر�ﻖ العﺒادة‪.‬‬

‫�د مﻦ ﻳم�ـ عمرﻩ � الﻈلم واﻹﻓسـاد وﺗرو�ﺞ الﺒاطل ومحارﺑﺔ ا�ﻖ‪ .‬اذكر‬
‫آﻳﺔ ﺗصور �ﻈﺔ ﺗمﺜل ذورة ﻧدمهم على هﺬا �له و�ﻘﻴﻨهم ﺑما أﻧكروا مﻦ ﻗﺒل‪.‬‬

‫َ ُ‬
‫ﺗلم ُع ل َم ُع ا�ﻖ للعﺒد‪ ،‬وح� أع� الكﻔرة ﻳكون ا�ﻖ ﻗد ﻇهر لهم � محطات‪.‬‬
‫ﱡ‬
‫ﻓمﻦ اســـﺘﻐـل هـﺬﻩ اللمع �ـا وســـعـد‪ ،‬ومﻦ ﺗك� وأعرض وﺟحـد ﺷـــﻘى‪ .‬اذكر‬
‫آﻳﺘ� مﺘﺘ�الﻴﺘ� ﺗصﻒ موﻗﻔا �ع ﻓﻴه ا�ﻖ لﻘوم ﻓﺠحدوﻩ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ُ َ‬
‫�لمﺔ ﺑمع� "ﻧﻀـ ﱢﻴﻖ" وردت � أﻳﺔ � هﺬا ا�ﺰء‪ ،‬ﻳﺆدي عدم ﻓهمها لسـوء ﻓهم‬
‫كﺒ�‪ .‬اذكر هﺬﻩ ال�لمﺔ‪.‬‬

‫ﻗال لك صــدﻳﻘك‪ :‬لماذا �وف الﻨاس مﻦ ﷲ و � ﻧكﺘﻔﻲ ﺑا�دﻳﺚ عﻦ رحمﺔ‬


‫ﷲ والرﺟاء ﻓﻴهـا؟ لمـاذا ﻧرهﺒهم مﻦ ﷲ ﺑدل أن �ﺒﺒهم ﻓﻴـه؟ اســـﺘوﻗﻔﺘـك آﻳﺔ‬
‫ً‬
‫ولﻔﺖ ﻧﻈرك ﻓﻴها أن مﻦ لم ﻳﻘوموا ﺑمعصــﻴﺔ أﺑدا ﺑاﻹﺟماع‪ ،‬ﺑل هم مﺠﺘهدون‬
‫� الطــاعــﺔ �ــاﻓون ﷲ‪ ،‬ﻓكﻴﻒ ﺑﻨـ�ا �ﻦ؟! اذكر أرﺑع �لمــات ﺗــدل على هــﺬا‬
‫ا�ع�‪.‬‬

‫اذكر �لمﺘ� ﺗد�ن على أن هﺬا الﻘرآن ﺷرف �ﻦ عمل ﺑما ﻓﻴه‪.‬‬

‫لك صــدﻳﻖ ﺑدأ ﻳهﺘم ﺑدراســﺔ الﻔلســﻔﺔ وأصــﺒح ﻳﻐلﺐ علﻴه اســﺘﺨدامها �‬
‫ُ‬
‫دعوﺗه الﻨاس إ� ا�ســﺘﻘامﺔ‪ .‬اذكر أرﺑع �لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗﺒ� ِﺑها له أﻧه حاد عﻦ‬
‫ُ‬
‫الطر�ﻖ الﺬي أمر ﺑه الﻨ� صلى ﷲ علﻴه وسلم‪.‬‬

‫ﺗرك العﺒادة مﺬلﺔ لﺘاركها‪ .‬اذكر سﺒع �لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗﺬكرك ﺑهﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫آﻳﺔ ﻓﻴها ﺗهكم ﺑمﻦ ﻳﻈﻦ أن الﻐلﺒﺔ لﻦ ﺗكون لهﺬا الدﻳﻦ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫وﻏﻴﻆ على الدﻳﻦ ﻳﻈهر � م�محهم‪ .‬اذكر آﻳﺔ‬
‫ٍ‬ ‫ما � ﻗلوب أهل الكﻔر مﻦ حﻨﻖ‬
‫ﻓﻴها هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ذكر ﷲ ﺗعا� ﻗصـﺔ ﺗﻨﺠﻴﺔ ﻧ� مﻦ اﻷﻧبﻴ�اء علﻴهم السـ�م ممﻦ ﻗصـدﻩ ﺑسـوء‬
‫� أك� مﻦ موﺿــع‪ ،‬أحدها � هﺬا ا �ﺰء‪ .‬وذكر � َو ْص ـ ِﻒ ما ﺟازاهم ﺑه �لمﺘ�‬
‫مﺨﺘلﻔﺘ�‪ ،‬مﻦ ﻳﻘرأهما ﻗد � ﻳﻔهم سـﺒﺐ ﺗﻨو�عهما‪ .‬لكﻦ إذا رﺟعﺖ إ� سـﻴاق‬
‫َ‬
‫اﻵﻳـات عرﻓـﺖ أن �ـل �لمـﺔ � وصـــﻒ ﺟﺰاﺋهم �ـاﻧـﺖ أﻧســـﺐ لســـﻴـاﻗهـا‪ .‬اذكر‬
‫ال�لمﺘ� )إحداهما مﻦ هﺬا ا �ﺰء(‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ‬

‫ٌ‬
‫واو � آﻳـﺔ أﻓـادت أن ﻗﺒلهـا محـﺬوﻓـا مﻦ أوﺟـه ا�ﻨـاﻓع والﺘصـــرف ال� ﺗكون �‬
‫الدﻧﻴ�ا و� ﺗكون � اﻵﺧرة‪ � .‬أي آﻳﺔ وردت هﺬﻩ الواو؟‬

‫اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� ﻧﻔع الﻔطرة الﻨﻘﻴﺔ‪.‬‬

‫مﻦ أســـالﻴـﺐ أهـل الﺒـاطـل الطعﻦ � ﻧواﻳـا ا�صـــلح� مﻦ دعوﺗهم وادعـاء أﻧهـا‬
‫لمﺂرب ﺷﺨصﻴﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫اذكر آﻳـﺔ ﻓﻴهـا ﻗـاعـدة الﺘ�لﻴﻒ والﻀـــمـان ممـا ﻳﺘمﻨـاﻩ ا�ســـلمون ﺟمﻴعـا هـﺬﻩ‬
‫اﻷﻳام‪.‬‬

‫ﻗـد ﻳهلـك ا�رء ﺑـﺄعمـال الﻘلوب وهو � ﻳﺸـــعر‪ .‬ومﻦ كﺒـاﺋر الﻘلوب مـا هو أﺷـــد‬
‫مﻦ كﺒاﺋر ا�وارح‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗهدد مﻦ ﻳرﺗكﺐ إحدى هﺬﻩ الكﺒاﺋر‪.‬‬

‫ﻗال الﺸاعر‪:‬‬
‫ووﺿع الﻨدى � موﺿع السﻴﻒ ﺑالع�‬

‫ُم ِﻀ ٌر كوﺿع السﻴﻒ � موﺿع الﻨدى‬

‫‪71‬‬
‫ً‬
‫أي أن الل� والعطﻒ � ﻏ� محلـه مﻀـــر‪ .‬اذكر آﻳـﺔ ﺗـﺬم لﻴﻨـ ً�ا وعطﻔـا � ﻏ�‬
‫محله‪.‬‬

‫ََ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ ْ َ ُ َ‬
‫�سان إِذا َما ا�ْ َت�هُ َر ُّ� ُه فأ� َر َم ُه‬‫ا�‬
‫آﻳﺘ�ان ﺑمع� ﻗوله ﺗعا� � سورة الﻔﺠر‪﴿ :‬فأما ِ‬
‫َ َ َّ َ ُ َ َ ُ ُ َ ّ َ ْ‬
‫� َر َم ِن﴾ ]الﻔﺠر‪.[15:‬‬ ‫و�عمه �يقول ر ِ� أ‬

‫ﱢُ‬ ‫ُ‬
‫ﺗﺆمﻨه‪،‬‬ ‫مﻦ ع�مات ﻗﺒول العﺒادة أن ﺗﺰ�د صــاحﺒها مﻦ ﷲ ﺧﺸــﻴﺔ � ﺗﻐ ﱡرﻩ و�‬
‫ﻓﻘـد ذكر ﷲ حالهم على ســـﺒﻴـ�ل الﺜﻨـ�اء‪ ،‬ممـا ُﻳﺸـــعر ﺑﻘﺒول أعمـالهم‪ .‬اذكر آﻳﺔ‬
‫ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ً‬
‫ا�ﺠـاب ليس مﻈهرا ﺧـارﺟﻴـا ﻓحســــﺐ‪ ،‬ﺑـل ﻳنﺒﻐﻲ للمرأة معـه أن ﺗﻀـــﺒط‬
‫ســـلوكهـا ﺑمـا �ـاﻓﻆ على طهـارة ﻗلوب الرﺟـال وعﻔﺘهـا مﻦ الﺘعلﻖ الﺸـــهوا�‬
‫ً‬
‫ﺑمﻦ � �للﻦ لهم‪ ،‬وﻓﻴها ﻗاعدة ســد الوســاﺋل‪ ،‬وأن اﻷمر إذا �ان مﺒاحا‪ ،‬ولكﻨه‬
‫ً‬
‫ﻳﻔ�ـــ إ� محرم‪ ،‬أو �ـاف مﻦ وﻗوعـه ﻧتﻴﺠـﺔ لـه‪ ،‬ﻓـﺈﻧـه �رم‪ .‬اذكر اﻵﻳـﺔ ال�‬
‫ﺗﺘحدث عﻦ هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫مﻦ ﺧرج مﻦ الﺘوحﻴـد الصــــا� إ� الﺸـــرك ﺑـا﮻ ﻓـﺈﻧـه � �ـد ﺷـــﻴﺌـ ً�ا إ� ال�دي‬
‫والتﺸﺘﺖ ﺑ� معﺘﻘدات � ﻗرار لها‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ‬

‫َ‬ ‫ِيها فَ َ‬
‫ح َّق َعليْ َها‬ ‫ِيها َ� َف َس ـ ُقوا � َ‬
‫�� َ‬‫�ذا أَ َر ْدنَا أَن ُّ� ْهل َِك قَ ْر�َ ًة أَ َم ْرنَا ُم ْ َ‬
‫َ‬
‫ﻗال ﷲ ﺗعا�‪﴿ :‬‬
‫ْ َ ْ ُ َ َ َّ ْ َ َ‬
‫اها تَ ْدم ً‬
‫ِ�ا﴾ ]اﻹسراء‪[16:‬‬ ‫القول فدمرن‬
‫مﻦ اﻷوﺟه � ﺗﻔســ�ها‪ :‬أي أمرﻧا م�ﻓﻴها ﺑما ﻳﺄمر ﺑه الرســل عادة مﻦ اﻹﻳمان‬
‫والطاعﺔ‪ .‬ﻓﻔسﻘوا ﻓﻴها‪.‬‬
‫وهـﺬا مﻦ طراﺋﻖ اللﻐـﺔ العرﺑﻴـ�ﺔ‪ ،‬أن �ـﺬف ��م مﻔهوم مﻦ الســـﻴـاق‪ .‬ﻗـد ﻳﻨكر‬
‫مﻦ � ﻳعرف ﺑـالعرﺑﻴـ�ﺔ مﺜـل هـﺬا الﺘﻔســـ� و�ﻘول مﻦ أﻳﻦ لكم هـﺬﻩ الﺘﻘـدﻳرات‬
‫ال� لم ﺗرد � اﻵﻳﺔ‪ .‬اذكر مﻦ هﺬا ا�ﺰء آﻳﺔ ﺗسﺘدل لها ﺑها ﺑﺘﻘدﻳر ﺷﺒﻴ�ه‪.‬‬

‫اذكر آﻳـﺔ ﺗرد ﺑهـا على أصـــحـاب ا�ﺒـدأ ا�ســـ� ﺑـاﻹﻧســـا�‪ ،‬والـﺬي �عـل معﻴـار‬
‫ا�ﻔــاﺿـــلــﺔ ﺑ� الﻨــاس مــا ﻳﺘحلون ﺑــه مﻦ أﺧ�ق أو ﻧﻔع مــادي عل� للﻨــاس‬
‫ﺑصـرف الﻨﻈر عﻦ ع�ﻗﺘهم ﺑا﮻ ﺗعا�‪ .‬هﺬﻩ اﻵﻳﺔ � ﺗعطﻲ أﻳﺔ ﻗﻴمﺔ للمعرض‬
‫عﻦ ﷲ ﺗعا�‪.‬‬

‫على ا�ســـلم أ� ﻳتﻨـ�ازل عﻦ حﻘوﻗـه ال� وهﺒـه ﷲ إﻳـاهـا وأن ﻳعلم أن الﻔﻀـــل‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ﻓﻴهـا ﮻ وحـدﻩ‪ ،‬كمـا علﻴـه أ� ﺗ ْســـ ِكﺘـه �ـاﺗـه مﻦ الﻈلم عﻦ ا�طـالﺒـﺔ �ﻘوق‬
‫ً‬
‫اﻵﺧر�ﻦ ا�ﻈلوم�‪ .‬ﻓﺒعﺾ الﻈــا�� ﻗــد ﻳﻈلم مﺠموعــﺔ مﻦ الﻨــاس ﻇلمــا‬
‫ﱡ ً‬ ‫ً‬
‫عاما ﺛم إذا أحســـﻦ إ� أحدهم وأعطاﻩ ﺷـــﻴﺌ�ا مﻦ حﻘوﻗه اعﺘ� ذلك ﺗﻔﻀـ ـ�‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫اذكر آﻳـﺔ ﺗﺒ� أن ا�ﺆمﻦ �ﻖ � ﻳكﻔﻴـه أن �ســـﻦ الﻈـالم إلﻴـه إن �ـان ﻳﻈلم‬
‫ً‬
‫اﻵﺧر�ﻦ‪ ،‬و� ﻳعﺘ� اسﺘثﻨ�اءﻩ مﻦ هﺬا الﻈلم ﻓﻀ� مﻦ الﻈالم علﻴه‪.‬‬

‫ً‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� ﺗ�عﺐ ا�ﺒطل� ﺑا�ﻘاﺋﻖ وﻗلﺒهم للتسـمﻴات �ﻴﺚ ﻳثﻨون على‬
‫عﻨادهم و�ﺬمون دعوة ا�ﻖ � اﻵﻳﺔ ذاﺗها‪.‬‬

‫ً‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� أن ما ﻳﺘمادى ﺑه ا�كﺬﺑون ﺑالرســـالﺔ مﻦ طلﺒات إﻧما هو ﻧاﺑع عﻦ‬
‫ك�هم‪.‬‬

‫�لمـﺔ الﺘوحﻴـد مﻘـدمـﺔ على وحـدة ال�لمـﺔ‪ .‬و� ُﻳﺜ� على اﺟﺘمـاع الﻨـاس إن �ـان‬
‫ﻓرق ﻧ� ﻗومه وأحدث ﺑيﻨهم ﺧ�ﻓا‪.‬‬ ‫على ﺿ�ل‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� كﻴﻒ ﱠ‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الﻨعم َ‬
‫ُ‬
‫أهل اﻹﻳمان ﺗواﺿـــعا وﺧﻀـــوعا وﺷـــكرا ﮻‪�� ،‬ف أهل الطﻐﻴان‬ ‫ﺗﺰ�د‬
‫ً‬
‫الﺬﻳﻦ ﻳكﻔرون الﻨعمﺔ‪ .‬اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻓﻴه هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ً‬
‫ﻓســـادا ّ‬
‫ﺗﺆدي إ� ه�ك‬ ‫ﻗـد ﺗكون هﻨـاك ﻗلـﺔ ﻗلﻴلـﺔ ﻓـاســـدة ﺗســـعى � اﻷرض‬
‫ﻗر� ٍـﺔ ﺑـﺄكملهـا حﻴﻨمـا � ﻳﺆﺧـﺬ على أﻳـدﻳهم‪ .‬اذكر آﻳـﺔ مﻦ هـﺬا ا�ﺰء ﻓﻴهـا إﺷـــارة‬
‫لهﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫مﻴدان مﻦ أهم مﻴادﻳﻦ ا�هاد ومﺘاح لكﺜﻴر�ﻦ مﻨا مﺬكور � آﻳﺔ‪ ،‬ﻓما هﻲ؟‬

‫ا�ﺆمﻦ صـــاحﺐ همﺔ عالﻴﺔ‪ .‬ﻗال رســـول ﷲ ﷺ‪) :‬إن ﷲ �ﺐ معا� اﻷمور‬
‫َ‬
‫ﷲ ا�ﻨﺔ‬ ‫و�كرﻩ ســـﻔســـاﻓها( )صـــححه اﻷلﺒا�(‪ ،‬وﻗال أﻳﻀــ ًـا‪) :‬إذا ســـﺄلﺘم َ‬
‫�ان ﱢ‬‫ٌ‬ ‫ﻓـاســــﺄلوﻩ الﻔ َ‬
‫لعلو‬ ‫ردوس( )الﺒﺨـاري(‪ .‬اذكر ﺛ�ث �لمـات مﻦ آﻳـﺔ ﻓﻴهـا ﺑﻴـ‬ ‫ِ‬
‫همﺔ ا�ﺆمﻦ ﺑطلﺒه معا� اﻷمور مﻦ رﺑه عﺰ وﺟل‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﻌﺸﺮون‬

‫�لمﺔ وردت � آﻳﺔ‪ ،‬ﺗصﻒ الكﻔار ﺑﺄﻧهم �علون ﮻ ﻧﻈ�ا‪.‬‬

‫آﻳﺔ ﺗﺒ� أن الكﻔار لم ﻳكوﻧوا على ﻗول واحد � ﺷﺄن الﺒعﺚ ﺑعد ا�وت‪.‬‬

‫مﻦ رحمـﺔ ﷲ عﺰ وﺟـل أﻧـه إذا أراد أن ﻳبﺘلﻲ ا�ﺆمﻦ ﺑﺒ�ـ�ء طو�ـل‪ ،‬ﻓﻘـد ﻳر�ـه �‬
‫ُ‬
‫ﺑـداﻳـات الﺒ�ء أمـارات ﺗﺸـــعر ﺑـﺄن هـﺬا الﺒ�ء ســـﻴنﺘهﻲ‪ .‬اذكر آﻳـﺔ ﻓﻴهـا ﺑﺸـــارة‬
‫كهﺬﻩ‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫�ﺠﺔ‬
‫ٍ‬ ‫�ﺠموعﺔ مﻦ ا�ﺸـــرك� ﺑصـــحﺔ اﻹســـ�م مع ﺗﺬرعهم‬
‫ٍ‬ ‫آﻳﺔ ﻓﻴها اع�اف‬
‫واهﻴﺔ‪ .‬اذكر هﺬﻩ اﻵﻳﺔ‪.‬‬

‫ا�ﺆمﻦ �ﺐ ﻷﺧﻴه ما �ﺐ لﻨﻔسه و�اف علﻴه كﺨﻴﻔﺘه على ﻧﻔسه‪ .‬اذكر أرﺑع‬
‫�لمات ﺗﺸ� إ� هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮون‬

‫ّ‬
‫الﻨ� علﻴه الص�ة والس�م له ﻗدر عﻈﻴم ومﻨﺔ على �ل واحد ﻓﻴﻨ�ا وله ﻧصﻴﺐ‬
‫مﻦ أﻧﻔســـﻨا أك� مﻦ ﻧصـــﻴبﻨ�ا �ﻦ مﻨها‪ .‬ﻓ� ﻳنﺒﻐﻲ ﻷحد أن ﻳرى أوامر رســـول‬
‫َ ﱡ‬
‫ﷲ وﻧواهﻴه �ﺄﻧها ﺗدﺧل � ﺷــﺄﻧه‪ ،‬ﺑل له علﻴه الصــ�ة والســ�م حﻖ الﺘصــرف‬
‫ﺑﻨ�ا أك� مﻦ حﻘﻨا � الﺘصرف ﺑﺄﻧﻔسﻨا‪ ..‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ُ‬
‫ﺨدمﺖ ﻓﻴها أداة ﺷـــرط معﻴﻨ�ﺔ عﻨد ذكر ا�� للد�لﺔ على أن‬
‫آﻳﺔ كر�مﺔ اســـﺘ ِ‬
‫ُ‬
‫ﺨدمﺖ أداة ﺷــرط أﺧرى عﻨد‬
‫ا�� الﺬي ﻳوصــله ﷲ لعﺒادﻩ كﺜ�‪ ،‬ﺑيﻨما اســﺘ ِ‬
‫ذكر ما ﻳسوء العﺒاد للتﺸكﻴك � وﻗوعه‪ .‬ما هﻲ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ؟‬

‫هﻨاك موﺿـعان � سـورة مﻦ السـور ﻗد ﻳﻈهر ﺑيﻨهما الﺘعارض للوهلﺔ اﻷو�‪.‬‬


‫لكﻦ ﻳمكﻦ ا�مع ﺑيﻨهمــا ﺑــالﻘول أن ﷲ عﺰ وﺟــل ُﻳ ّثﺒـﺖ ا�ﺆمﻨ� � مواطﻦ‬
‫الﺸـــدة‪ ،‬ولكﻨه ﺗعا� ﻗد � �رﺟهم مﻦ هﺬﻩ الﺸـــدة إ� ﺑعد أن ﻳﺸـــﺘد ﺧوﻓهم‬
‫و�تســـاءلوا عﻦ ﻧصـــر ﷲ لدﻳﻨ�ه وأولﻴاﺋه‪ ،‬ح� � �رﺟوا مﻦ الﺸـــدة مﻐﺘر�ﻦ‬
‫ﺑـﺄﻧﻔســـهم وﺛﺒـ�اﺗهم‪ ،‬ﺑـل �رﺟون مﻨهـا ﺑعـد أن ﺗﻨكســـر ﻧﻔوســـهم أمـام ﷲ ‪-‬عﺰ‬
‫وﺟـل‪ -‬و�ســـﺘحﻴوا مﻦ رﺑهم لمـا ﺟـال � ﺧـاطرهم عﻦ ﻧصـــرﻩ لـدﻳﻨـ�ه وأولﻴـاﺋـه‪،‬‬
‫وﺑعـد أن ﻳعلموا أﻧهم ﺑـﺬواﺗهم ﺿـــعﻔـاء‪ .‬اذكر هـاﺗ� اﻵﻳﺘ� اللﺘ� ﻗـد ﻳﻈهر‬
‫مﻨهمــا الﺘعــارض لكﻦ ﻳمكﻦ ا�مع ﺑيﻨهمــا ﺑمــا ﺗﻘــدم‪ ،‬وﺗصـــﻔــان موطﻨ�‬
‫مﺨﺘلﻔ� �ادﺛﺔ معﻴﻨ�ﺔ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ََ‬
‫� �لو اﻹﻧســــان مﻦ حـال�‪ ،‬ﻓـﺬكر الﻘرآن صـــﻔﺘ� ﻳنﺒﻐﻲ أن ﻳﺘحلى ﺑهمـا‬
‫اﻹﻧسـان � الﻀـراء والسـراء‪ ،‬وﻗد ﺟاءﺗا ﺑصـﻴﻐﺔ ا�ﺒالﻐﺔ‪ .‬وهما �لمﺘان وردﺗا‬
‫� ا�ــﺰءﻳــﻦ ا�ــادي والــعﺸــــر�ــﻦ ﺛــم الــﺜــا� والــعﺸــــر�ــﻦ‪ .‬مــا هــمــا؟‬

‫‪78‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫�ـﺐ على ا�ســـلم� ا�ﻔـاظ على الـدعوة والﺘـﺬك� الـداﺋم ﺑـا﮻ وﺷـــرعـه‬
‫ﻹﻳﻘـاظ الﻨـاس مﻦ ﻏﻔلﺘهم‪ ،‬ﻓ�ـل أمـﺔ ﻳﻨﻘطع عﻨهـا اﻹﻧـﺬار � ﺑـد وأن ﺗﻘع �‬
‫عﺘمﺔ الﻀ�ل‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫ُ‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗدلل على وﻇﻴﻔﺔ هامﺔ لﺰوﺟات الﻨ� صلى ﷲ علﻴه وسلم‪.‬‬

‫اذكر آﻳﺔ ﺗدلل على صــدق رســول ﷲ صــلى ﷲ علﻴه وســلم � أﻧه أ� ﺑالﻘرآن‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫وحﻴـا مﻦ ﷲ‪ ،‬إذ ﻳﻈهر ﻓﻴهـا عﺘـاب للﻨ� صـــلى ﷲ علﻴـه وســـلم ممـا ﻳﺆكـد أن‬
‫الﻘرآن الكر�م هو ﺧطاب ﱟ‬
‫رب لعﺒد‪.‬‬

‫ﻳﻈﻦ الﺒعﺾ أن ﺗوسـﻴع رزﻗه � الدﻧﻴ�ا هو دلﻴل على رﺿـا ﷲ ﺗعا� عﻨه وﻗرﺑه‬
‫مﻨه‪ .‬وﻗد ﻧﻔى الﻘرآن الكر�م مرارا صــحﺔ هﺬا الﻈﻦ‪ ،‬وﺑ� أن ﺗوســﻴع الرزق �‬
‫الدﻧﻴ�ا ليس دلﻴ� على رﺿا ﷲ‪ ،‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫َ‬
‫� ُســـﻦ � محـاولـﺔ إﻗﻨـاع مﻦ هم على ﺑـاطـل أ� ﺗكﺘﻔﻲ ﺑـدعوﺗهم وهم � ﺟمع‪،‬‬
‫إذ ﻳﻐوي ﺑعﻀــهم ﺑعﻀــا و�ﺰاﻳد ﺑعﻀــهم على ﺑعﺾ � الﻘﻨاعﺔ ﺑالﺒاطل وعدم‬
‫الﺘﺄﺛر ﺑا�ﻖ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ﻳﺘعـﺬر ﺑعﺾ الﺸـــﺒـاب والﻔﺘﻴـ�ات � عـدم اﻧﻀـــﺒـاطهم � الﺘعـامـل ﺑـﺄن "الﻨواﻳـا‬
‫حســﻨﺔ والﻘصــد ﺷــر�ﻒ"‪ .‬اذكر آﻳﺔ �عل وﺟوب اﻧﻀــﺒاطهم مﻦ ﺑاب اﻷو�‬
‫واﻷحرى‪.‬‬

‫كم مﻦ ﻇالم �ان ﻳرﺗع � ا�لﺬات ﻏاﻓ� مﺘﻨعما �ﺄن الدﻧﻴ�ا داﺋمﺔ له‪ .‬و� �ﻈﺔ‬
‫ُحرم مﻦ �ل �ء‪ :‬مﻦ ﺷــهوة ا�نس اﻵﺧر‪ ،‬المال‪ ،‬الﺜﻴ�اب وا�راكﺐ الﻔاﺧرة‪،‬‬
‫الطرب‪ ،‬لﺬﻳﺬ الطعام والﺸـراب‪ .‬وهﺬا �له اﻧﻘطع مﻨه ﺑ� عودة إلﻴه أﺑدا‪ .‬اذكر‬
‫آﻳﺔ ﺗصور هﺬا ا�ال‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ّ‬
‫الﺘﻔكر � ﺧلﻖ ﷲ عﺒـادة مهﺠورة مﻦ الكﺜﻴر�ﻦ‪ .‬اذكر ســــﺖ �لمـات ﺗﺒ� أﻧـه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫�لما ﺗﻔكر اﻹﻧسان � ﺧلﻖ ﷲ زاد معرﻓﺔ ﺑا﮻ سﺒحاﻧه وﺧوﻓا مﻨه‪.‬‬

‫ﺑﻔعـل ﻳـدل على أن أهـل العلم الﻨـاﻓع ﻳوﻗﻨون ﺑصـــحـﺔ الو� كمـا‬
‫ٍ‬ ‫آﻳـﺔ ع�ت‬
‫ﻳوﻗﻨون ﺑا�حسوسات‪ .‬اذكر ال�لمﺔ الدالﺔ على ذلك � اﻵﻳﺔ‪.‬‬

‫اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها إﺷــارة إ� أن أﺟســاد اﻷﻧبﻴ�اء � ﻳع��ها ﺑا�وت ما ﻳع�ي أﺟســاد‬
‫ﻏ�هم مﻦ البﺸر‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫مﻦ أﺧطر وسـاﺋل ا�ﺒطل� � ﺗمر�ر ﺑاطلهم وإﻓسـادهم أﻧهم ُﻳﻈهروﻧه � ﺛوب‬
‫طـاعـﺔ وﻗر�‪ ،‬ح� �ســــﺐ ا�ﻐ� ﺑهم أﻧهم ﻳعملون ﺧ�ا‪ ،‬وحﻘﻴﻘـﺔ اﻷمر أﻧـه‬
‫ﻳبﺘعـدون ﺑهـﺬا الﻔعـل أو ا�عﺘﻘـاد عﻦ ﷲ ﺗعـا�‪ .‬اذكر آﻳـﺔ ﻳمكﻦ ﻓهمهـا ﺑهـﺬا‬
‫ا�ع�‪.‬‬

‫هﻨـاك �ﻈـﺔ ســـعـادة ﻏـامرة �س ﺑهـا ا�ﺆمﻦ ﻳوم الﻘﻴـامـﺔ عﻨـد إدراك حﻘﻴﻘـﺔ‬
‫َ ُ‬
‫ـﺬاب �ـاف أﺑـدا‪ ،‬ﺑـل هو ا�لود �‬ ‫عﻈﻴمـﺔ‪ :‬أن � ﻓﻨـاء ﺑعـد هـﺬﻩ اللحﻈـﺔ‪ ،‬و� ع‬
‫الﻨعﻴم ا�ﻘﻴم‪ .‬ﻓﻘد اعﺘاد ا�ﺆمﻦ � الدﻧﻴ�ا أن ا�وت ﻳﻘطع الﻔرحﺔ و�عكر صــﻔو‬
‫ا�ﻴـاة‪ ،‬كمـا أﻧـه �ـان ��ـــ عـﺬاب ﷲ‪ .‬لكﻦ مﻦ اﻵن ﻓصــــاعـدا � موت و�‬
‫عﺬاب‪ .‬ﻓيســـعد ا�ﺆمﻦ ﺑهﺬﻩ ا�ﻘﻴﻘﺔ ســـعادة � ﺗنﺘهﻲ‪ .‬و�ﻐﺒط ﻧﻔســـه على‬
‫هـﺬﻩ الﻨعمـﺔ العﻈﻴمـﺔ‪ .‬اذكر اﻵﻳـﺔ ال� ﻳﻐﺒط ﻓﻴهـا ا�ﺆمﻦ ﻧﻔســـه مﺘعﺠﺒـا على‬
‫هﺬﻩ الﻨعمﺔ‪ ،‬ﻧعمﺔ أن � موت و� عﺬاب ﺑعد الﻴوم‪.‬‬

‫ّ‬
‫مﻦ أســالﻴﺐ ا�ﺒطل� أﻧهم ﻳدعون ﺗﻨ�اﻗﻀــا � الﻘرآن مﻦ ﺧ�ل ﺗطﺒﻴﻖ ﻗواعد‬
‫دﻧﻴو�ﺔ على اﻵﺧرة! اذكر آﻳﺔ ﻓعل معها أﺑو ﺟهل ذلك‪.‬‬

‫ْ َ ً َ َ ْ ُ َ َ َ ُّ َ‬ ‫ُ ْ ْ‬ ‫َ َ َ َْ َ ْ َ‬
‫�ا﴾‬ ‫�ون ۗ َو�ن َر�ك بَ ِ‬
‫صــ ً‬
‫ﻗال ﷲ ﺗعا� ﴿وجعلنا �عضــ�م �ِ َع ٍض ف ِتنة �تصــ ِ‬
‫]الﻔرﻗان‪ ،[20:‬ﻓا﮻ أمر الﻔﻘراء ﺑالصــ�‪ ،‬وأمر اﻷﻏﻨﻴ�اء ﺑاﻹعطاء‪ ،‬ﻓلﺬلك �ان‬

‫‪81‬‬
‫الﻐ� ﻓﺘﻨـ�ﺔ للﻔﻘ�‪ ،‬والﻔﻘ� ﻓﺘﻨـ�ﺔ للﻐ�‪ .‬اذكر آﻳـﺔ ﺗثﺒـﺖ ﺟهـل ﺑعﺾ الﻨـاس‬
‫ﺑهﺬﻩ ا�كمﺔ اﻹلهﻴﺔ أو �اهلهم لها‪.‬‬

‫ّ‬
‫الﻨﻔ�ـ ﻷهل الﻨار اكتﺸـاﻓهم ﺧطﺄ مواز�ﻨهم ال� �اﻧوا ﻳﻘيسـون‬ ‫مﻦ العﺬاب‬
‫الﻨاس ﺑها � الدﻧﻴ�ا‪ ،‬اذكر آﻳﺔ �مل هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫َﻳـﺬكر ﷲ ﺗﻐ� أحوال اﻹﻧســـان � ا�ﻴـاة الـدﻧﻴـ�ا وﺗردي ا �ـال ﺑعـد ﻗوﺗـه لﻴعلم‬
‫ُ‬
‫أﻧه ﺧلﻖ لدار أﺧرى � ﺗﺒ�دل �اله ﻓﻴها‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺸ� إ� هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ضـ ُه ْم �ِ َ ْعض َع ُد ٌّو إ� ال ُم َّتق َ‬ ‫ْ َ َّ‬
‫ﻗال ﷲ ﺗعا�‪﴿ :‬ا�خِ� ُء يَ ْو َم�ذ َ� ْع ُ‬
‫ِ�﴾ ]الﺰﺧرف‪.[67:‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍِ‬
‫َ َ َّ ْ‬ ‫َ َََْ َ‬
‫� �ْ َت ِ� ل ْم ��ِذ‬
‫وﻗال ح�اﻳﺔ لما ســﻴﻘوله الﻨـــــادم على ســوء الصــحﺒﺔ‪﴿ :‬يا و�ل ٰ‬
‫ً‬ ‫َُ‬
‫ف� ًنـا َخلِي�﴾ ]الﻔرﻗـان‪ � .[28:‬ا�ﻘـاﺑـل‪ ،‬ا�ـاذك للﻘرار الصــــاﺋـﺐ ﺑمﺨـالﻔـﺔ‬
‫الصـاحﺐ ا�ﻀـل سـﻴكون مصـدر ﺑهﺠﺔ وسـرور ﻳوم الﻘﻴامﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺘ� ﻓﻴهما‬
‫ﺧطاب للصاحﺐ الﻀال ّ‬
‫ﻳع� عﻦ هﺬﻩ الﺒهﺠﺔ‪.‬‬

‫ﺑمـﺄمور�ﻦ‪ ،‬ﻓســــﺄل ُ‬
‫أحـدهمـا اﻵﺧر ﺑمـا ﻗـد ﻳﺒـ�دو أﻧـه ﺗوﻗﻒ �‬ ‫َ‬ ‫ﱞ‬
‫رﺑـا�‬ ‫َﺗ َع ﱠلﻖ ٌ‬
‫أمر‬
‫ا�ســـﺘﺠـاﺑـﺔ ﻷمر ﷲ إ� ح� مواﻓﻘـﺔ ﺑﺸـــر‪ ،‬وليس كـﺬلـك‪ .‬مـا هﻲ ال�لمـات‬
‫الﺜ�ﺛﺔ ال� ﻗد ﻳﺒ�دو مﻨها ذلك؟‬

‫‪82‬‬
‫مﻦ أســـالﻴـﺐ أهـل الﺒـاطـل � محـارﺑـﺔ ا�ﻖ والصـــد عﻨـه إﻳهـام ﺟمهورهم ﺑـﺄن‬
‫صــاحﺐ ا�ﻖ هو صــاحﺐ أﺟﻨدة ﺧارﺟﻴﺔ‪ ،‬وأﻧه ﻳعمل ﺿــمﻦ مﺆامرة ﻹﻓســاد‬
‫� ْم‬ ‫اف أَن ُ� َبـ ّد َِل د َ‬
‫ِين ُ‬ ‫ّ َ َ ُ‬
‫أمر ا�ﺠﺘمع والﻨـاس‪ ،‬مﺜـل ﻗول ﻓرعون عﻦ مو�‪﴿ :‬إِ ِ� أخـ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ ْ‬
‫أ ْو أن ُ�ظ ِه َر ِ� ا� ْر ِض الف َسـاد﴾ ]ﻏاﻓر‪ [26:‬وﻗوله للسـحرة لما آمﻨوا ﴿قال ف ِْر َع ْون‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ َ َ ُ ْ َّ َ ٰ َ َ َ ْ ٌ َّ َ‬
‫ك ْر ُ� ُموهُ � ال ْ َمـد َ‬ ‫آم ُ‬
‫َ‬
‫ِينـةِ �ِ ُخرِ ُجوا مِن َهـا‬ ‫ِ‬ ‫نتم ِبـهِ �بـل أن آذن ل�م ۖ إِن �ـذا لمكر م‬
‫َ َْ‬
‫أهل َها﴾ ]اﻷعراف‪ [123:‬ح� ﻳﺸــكك ا�ماه� � ا�ﻖ الصــر�ح الﺬي ﺗﺒ� �‬
‫ﻳوم الﺰ�ﻨ�ﺔ‪ .‬اذكر أرﺑع �لمات ﻓﻴها مﺜال آﺧر على ذلك‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫ُ‬
‫اذكر آﻳــﺔ ﺗﻘرأ ﻓﻴهــا �لمــﺔ ﺑﺰ�ــادة ألﻒ � ﻗراءة صـــحﻴحــﺔ‪ ،‬ﺑمــا ﻳثﺒــﺖ ﻗلوب‬
‫ا�ﺆمﻨ�‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ً‬
‫اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ )‪� 4‬لمات( ﻓﻴه ﺗ�لﻴﻒ وﺿمان‪� ،‬ﻴﺚ على ﻗدر ﺗﺬللك ﮻‬
‫وﺧﻀــوعك وطاعﺘك ومحﺒﺘك له‪ ،‬ﻓﺈﻧه ســﺒحاﻧه ﻳﺘو� أمرك ﺑما ﻳﻐﻨﻴك عمﻦ‬
‫سواﻩ و�ﻔﻈك ممﻦ سواﻩ‬

‫ُ‬
‫اذكر ﺧمس �لمــات مﻦ آﻳــﺔ كر�مــﺔ ﺗﻈهر مــدى حرص اﻷﻧبﻴـ�اء على هــداﻳــﺔ‬
‫َ‬
‫أﻗوامهم �ﻴﺚ � ﻳ�كون وسﻴلﺔ ُﻳﺘوسل ﺑها إ� هداﻳﺘهم إ� ا�ﺬوها‪.‬‬

‫اذكر ﺛ�ث �لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗدل على أن إﻇهار العدل ا�طلﻖ ﻳكون � اﻵﺧرة‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫ﻳرﺟو أحـدﻧـا لﻘـاء الﻨ� ﻳوم الﻘﻴـامـﺔ لﻴﻘﺒـل ﻳـدﻩ و�ﻘول لـه‪" :‬ﺟﺰاك ﷲ عﻨـا‬
‫ً‬
‫ﺧ�ا"‪ ،‬ﺑيﻨمــا ﻳﺘم� أهــل الﺒــاطــل أن ﻳروا ســــادﺗهم الــﺬﻳﻦ ﻳعﻈموﻧهم الﻴوم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لﻴﻔعلوا ﺑهم ﺷﻴﺌ�ا مﻀادا ﺗماما ُع� عﻨه ﺑسﺖ �لمات‪ ،‬ما هﻲ؟‬

‫‪84‬‬
‫ٌ‬
‫أرﺑع �لمــات ﺗــدل على أن �ــل �ء دون ﷲ هو مﻦ صـــﻨعــه‪ ،‬وﻓﻴهــا رد على‬
‫َ‬
‫الﻔ�ســـﻔــﺔ الﻘــاﺋل� ِﺑﻘـدم اﻷرض والســـمــاوات )أي أزلﻴﺘهمــا(‪ .‬اذكر هــﺬﻩ‬
‫ال�لمات اﻷرﺑعﺔ‪.‬‬

‫� ا�دﻳﺚ الﻘد� الصـحﻴح‪) :‬أﻧا عﻨد ﻇﻦ عﺒدي �(‪ .‬ﻓحسـﻦ الﻈﻦ أو سـوء‬
‫ً‬
‫الﻈﻦ ﺑا﮻ ﻳ�ﺗﺐ علﻴه عمل ﻳﻨ� صـــاحﺒه أو ﻳهلكه‪ .‬اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ‪ ،‬ﺛما�‬
‫�لمات‪ ،‬ﺗﺒ� سوء ﻇﻦ أﺗﺒعه ﷲ ﺑبﻴ�ان أﻧه أهلك أصحاﺑه‪.‬‬

‫علو ﷲ سـﺒحاﻧه أمر عﻘدي موﺟود � �ل الﺸـراﺋع وﺟاءت ﺑه الرسـل‪ � .‬ﻗصـﺔ‬


‫مو� علﻴـه الســـ�م مـا ﻳـدل على ذلـك � آﻳﺘ� مﺘﺘـ�الﻴﺘ� ﺗكررت ﻓﻴهمـا �لمـﺔ‬
‫معرﻓﺔ مرة ومﻨكرة مرة‪ .‬ما هﻲ ال�لمﺔ دون )ال( الﺘعر�ﻒ؟‬

‫ُ‬ ‫ُ ٌُ‬
‫ﺧلﻖ كر�م اســﺘﺨدم معه حرف ﻳدل على ا�دوث الﻔوري لما ﺑعدﻩ‪ .‬اذكر هﺬا‬
‫ا�رف‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫ﱠ‬
‫الــــــ ُـمﺒﺘلى �ﻔﻒ عﻨه عادة وﺟود أﻧاس حوله مصـــاﺑ� ﺑا�صـــاﺋﺐ‪ .‬لكﻦ هﺬا‬
‫ّ‬
‫الﺘعﺰي � ﻳكون واﻗعا مع أهل الﻨار‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫ﻳﻈﻦ ﺑعﺾ الﻨـاس أن ﻓﻴـه مﻘومـات ﺷـــﺨصـــﻴـﺔ ومﺠـدا ذاﺗﻴـ�ا � ﻳﺆهلـه إ� ل�ـل‬
‫كرامـﺔ واح�ام‪ ،‬وأﻧـه � ﻳلﻴﻖ ﺑـه �ء مﻦ ا�ﺸـــﻘـﺔ والﻀـــرر‪ ،‬ح� ﻳســـﺘﺒعـد أن‬
‫ﻳـﺘـعـرض لـﺒـ�ﻳــا ﺗـكســـر الـﻨـﻔـس وﺗــﺬلـهــا‪ .‬اذكـر آﻳــﺔ ﺗـﺘـحــدث عـﻦ مـﺜــل هــﺬﻩ‬
‫الﻨﻔسﻴات‪.‬‬

‫ﻳﻈﻦ الﺒعﺾ أن مســﺄلﺔ وﺟود ﷲ ﺗعا� أﻏلﺒﻴ�ﺔ ﻗاﺑلﺔ للﻨﻘاش‪ .‬ومما ﻳﺆدي ﺑه‬
‫ً‬
‫إ� هـﺬا الوهم ﻗولـه‪ :‬لو �ـان وﺟود ﷲ أمرا ﻗطعﻴـا ﻳﻘﻴنﻴـ ً�ا ﻓكﻴﻒ �ﻔى على‬
‫عــدد مﻦ علمــاء الطﺒﻴعــﺔ الﻐرﺑﻴ� اﻷذكﻴــاء ا�ﺘمﻴﺰ�ﻦ � مﺠــالهم‪ .‬اذكر آﻳــﺔ‬
‫ﺗﻘلﺐ هﺬﻩ الﺸﺒهﺔ دلﻴ� على ﻗدرة ﷲ‪.‬‬

‫ّ‬ ‫اﻹع�م َﻳﻘرن ّ‬


‫الﺘدﻳﻦ ﺑا�ﻨﻔرات والعصـﻴان ﺑا�رﻏوﺑات‪ .‬كﺜ�ا ما ﻳﻘرن ا�ﺠاب‬
‫ﺑــا لـﻔـﻘـر والـ ُﺒـﺆس‪ ،‬و�ـﻘـرن الـﺘـ�ج ﺑــا لـﻐـ� وا �ـمــال وا�ســـﺘـوى الـعـلـ� الـرﻓـﻴـع‬
‫والســـعـادة والﻀـــح�ـات‪ .‬وﻗـل مﺜـل ذلـك مع اللحﻴـﺔ والعـدﻳـد مﻦ مﻈـاهر‬
‫اﻹسـ�م‪ .‬ﺑﺬلك ﻳﻀـرب على وﺗر ﻧﻔ�ـ مﺆﺛر ﺟدا‪ ،‬وهو ﺗوهم أن اﻗ�ان اﻷﺷـﻴاء‬
‫ﻳع� أن أحــدهــا ﻳســـﺒــﺐ اﻵﺧر‪ .‬و�ــﺄن الﺘ�ج وﻗلــﺔ الــدﻳﻦ ُﺗســـﺒــﺐ ّ‬
‫"الر�"‬

‫‪86‬‬
‫ّ‬
‫والسـعادة ﺑيﻨما ا�ﺠاب سـﺒﺐ � الﺒﺆس والﻔﻘر‪ .‬ولﺬلك ﻓمﻦ ز�اة الﻨعم ال�‬
‫ُ‬
‫ُﻳﻨعم ﷲ ﺑهـا علﻴـك أن ﺗﻈهر اﻗ�ان علمـك أو مـا لـك ﺑـا لـدﻳﻦ لﺘكســـر ا�ﻗ�ان‬
‫ا�ﺸـــﺌوم الـﺬي ﻳر�ـدﻩ ا�ﺒطلون وإع�مهم‪ .‬اذكر ﺛ�ث آﻳـات مﺘﺘـ�الﻴـات ﺗـﺬكرك‬
‫ﺑهﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫�ل ما ﺧالﻒ أح�ام ﷲ ﺗعا� ﻓ� ﻳمكﻦ وصﻔه ﺑﺄﻧه سﻴاسﺔ حسﻨﺔ و� إص�ح‬
‫و� عـدل و� مراعـاة للﺘعـددﻳـﺔ و� ﻏ� ذلـك مﻦ اﻷلﻔـاظ ال� ﺗﺰ�ﻦ ﺑهـا مح ﱠ‬
‫ـادة‬
‫ﷲ � أح�امه‪ .‬ﺑل هﻲ أهواء محﻀﺔ مﻨﺒعﺜﺔ عﻦ الﺸهوات ا�ﺬمومﺔ وأمراض‬
‫الﻘلوب‪ .‬اذكر آﻳﺘ� � سورﺗ� مﺨﺘلﻔﺘ� ﺗد�ن على ذلك‪.‬‬

‫ﻳﺘعمد أهل الﺒاطل ﻧﺸر الرذاﺋل والﺸهوات ا�حرمﺔ � أﻗوامهم ليسهل علﻴهم‬
‫سـوﻗهم � طر�ﻖ الﻀـ�ل وحملهم على ﺗﻨﻔﻴﺬ ما ﻳﺄمروﻧهم ﺑه مﻦ ﺑاطل‪ .‬اذكر‬
‫آﻳﺔ ﺗﺸ� إ� هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫�لمﺔ أطلﻘها ﷲ ﺗعا� على وحﻴه؛ ﻧســﺘدل مﻦ ﺧ�لها على أن اﻹﻧســان الﺬي‬
‫ً‬
‫ﻳعيﺶ ﺑعﻴـدا عﻦ الو� وإﻗـامـﺔ أمر ﷲ ﻳﺸـــﺒـه ﺟﺜـﺔ هـامـدة � حﻴـاة ﻓﻴهـا‪ .‬اذكر‬
‫ال�لمﺔ واﻵﻳﺔ ال� وردت ﻓﻴها‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫‪87‬‬
‫آﻳـﺔ ﻓﻴهـا وصـــﻔـان ﺟمﻴ�ن دﻗﻴﻘـان للﻘرآن‪ .‬ﻓحﻴـاة ﻗلـﺐ �ـل واحـد مﻨـا ﺗكون‬
‫ُ‬
‫ﺑالﻘرآن‪ ،‬وكﺬا �اﺗه مﻦ الﻈلمات‪ ،‬السﺆال هو‪ :‬اذكر هاﺗ� ال�لمﺘ�‪.‬‬

‫ا� أَ ْوثَانًا َّم َو َّدةَ‬


‫َّ‬ ‫َ َ َ َّ َ َّ َ ْ ُ ّ ُ‬
‫ون ِ‬ ‫ﻗال إﺑــــراهﻴم علﻴه السـ�م لﻘومــــه‪﴿ :‬وقال إِ�ما ا�ذتم مِن د ِ‬
‫ضـ ُ‬ ‫�م ب َب ْعض َو�َلْ َع ُن َ� ْع ُ‬
‫ضـ ُ‬‫� ُف ُر َ� ْع ُ‬‫ْ َ َ ُّ ْ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ‬ ‫بَيْن ُ‬
‫�م‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ� ْم ِ� ا�ياة ِ ا��يا ۖ �م يوم القِيامةِ ي‬
‫ا� َ‬ ‫َ ْ ً َ َ ْ َ ُ ُ َّ ُ َ َ َ ُ ّ َّ‬
‫�ن﴾ ]العﻨكﺒوت‪.[25:‬‬ ‫�عضا ومأوا�م ا�ار وما ل�م مِن ن ِ ِ‬
‫اذكر آﻳﺔ كر�مﺔ �مل ﻧﻔس ا�ع�‪.‬‬

‫َ ْ‬
‫�لمﺔ َو َردت � حﻖ ا�ﺆمﻨ� وال�اﻓر�ﻦ � الســورة ﻧﻔســها مرﻓوعﺔ ومﻨصــوﺑﺔ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬
‫مﻨ�‪ ،‬إذا ﺧـاﻓ� �‬
‫وﻓ� وأ ِ‬
‫وعﺰ ِ� � أﺟمع على عﺒـدي ﺧ ِ‬ ‫ﺑمـا ﻳـﺬكر �ـدﻳـﺚ‪ِ ):‬‬
‫ﱡ ََ ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ ُْ‬ ‫ﱡ‬
‫رة( )ﻗـال اﻷلﺒـا�‬
‫اﻵﺧ ِ‬
‫الـدﻧﻴـ�ا أمﻨﺘـ�ه ﻳوم الﻘﻴـام ِـﺔ‪ ،‬وإذا ِأمﻨ� � الـدﻧﻴـ�ا أﺧﻔﺘـه � ِ‬
‫� صحﻴح ال�ﻏﻴﺐ‪ :‬حسﻦ صحﻴح(‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس واﻟﻌﺸﺮون‬

‫ً‬
‫اذكر آﻳـﺔ ﻗـد ﻳســـﺘـدل ﺑهـا ا�ســـﺘـدل ﺧطـﺄ على عـدم وﺟود أﻳـﺔ ﺑﻘﻴـﺔ مﻦ دعوة‬
‫الرسل علﻴهم الس�م لدى ا�ﺸرك� � عهد الﻨ�‪.‬‬

‫ليس ﺷـــرطـا أن ﻳﻨطﺒﻖ الﻨص � ال�ـاﻓر�ﻦ أو ا�ﻨـاﻓﻘ� ﺑ�ـامـل ﺟﺰﺋﻴـ�اﺗـه على‬


‫أحدﻧا ح� ﻳﺸــعر أﻧه �اطﺒه‪ .‬وﺑالﺘا� ﻓﺈذا ﻗرأ ﻗارئ آﻳات ﺗصــﻒ ال�اﻓر�ﻦ أو‬
‫ا�ﻨـاﻓﻘ� وأحس ﺑـداﻳـﺔ ﺑـاﻧطﺒـاق الصـــﻔـات علﻴـه ﺛم ﺟـاءت صـــﻔـﺔ � اﻵﻳـات �‬
‫ﺗﻨطﺒﻖ علﻴـه ﻓ� ﻳنﺒﻐﻲ أن ﻳﺸـــعرﻩ ذلـك أن اﻵﻳـات � ﺗعﻨﻴـ�ه‪ .‬ﺑـل لـه مﻦ الوعﻴـد‬
‫ومﻦ ﱡ�ﻘﻖ اســـم الﻨﻔـاق ﻓﻴـه ﺑﻘـدر اﻧطﺒـاق اﻵﻳـات علﻴـه‪ ،‬ولـه مﻦ اﻹﻳمـان ﺑﻘـدر‬
‫مﺨالﻔﺘها �اله‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﻳمكﻦ ا�سـﺘد�ل ﺑها على مسـلم ّ‬
‫مﺘﻨعم ﺑالرﻏم مﻦ‬
‫ذكر الكﺜ� مﻦ ا�عا� ﻓﻴها‪ ،‬ﺑل واسﺘدل ﺑها أحد الصحاﺑﺔ‪.‬‬

‫َ ْ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َّ‬
‫� ا�ِيــ َن � يُؤم ُِنون‬ ‫آﻳﺔ ﺑمع� ﻗوله ﺗعا�‪�﴿ :‬ذا قرأت القــرآن جــعلنا بينك و�‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َٰ ُ ُ‬ ‫ْ‬
‫� قلو� ِ ِه ْم أ� َِّنة أن َ�فق ُهوهُ َو ِ� آذان ِ ِه ْم َوق ًرا ۚ‬ ‫ورا ۝ وجعلن ـا‬ ‫ِجابًا َّم ْس ُت ً‬
‫خ ـ َرة ِ ح َ‬
‫بِا� ِ‬

‫ورا ۝﴾ ]اﻹسراء‪-45:‬‬ ‫� أَ ْدبَاره ِْم ُ� ُف ً‬


‫حــ َدهُ َولَّــ ْوا َ َ ٰ‬
‫ك � الْ ُقــ ْرآن َو ْ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�ذا ذكرت ر� ِ‬
‫‪.[46‬‬

‫َ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫َ ُُْ ُ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ‬
‫ون﴾ ]اﻷﻧعام‪.[121:‬‬ ‫��‬
‫اذكر آﻳﺘ� ﺑمع� ﻗوله ﺗعا�‪�﴿ :‬ن أطعتموهم إِن�م لم ِ‬

‫‪89‬‬
‫ﻳﺘعامل الﺒعﺾ مع ســ� الصــحاﺑﺔ و�ﺄﻧهم معصــومون � �طﺌون‪ .‬ومﻦ ﻳﻈﻦ‬
‫هﺬا الﻈﻦ ﻓﺈﻧه ﻳسـهل ﺗﺸـكﻴكه � الصـحاﺑﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على أﻧه لو� لطﻒ‬
‫ﷲ ﺑالصحاﺑﺔ � الﺘ�الﻴﻒ الﺸرعﻴﺔ لﺒدر مﻨهم ما ﻳﻔسد دﻳﻨهم‪.‬‬

‫َ‬
‫عﻨـد الﺸـــداﺋـد ﺗﺘكﺸـــﻒ ا�ﻘـاﺋﻖ‪ ،‬وﺗﻈهر ُمﺨ ﱠﺒـﺂت الﻨﻔوس‪ ،‬ﻓﻴﺘهـاوى أﻗوام‪،‬‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫آﻳـﺔ ﻓﻴهـا ذكر مﻦ ﻳﺘعﻆ مﻦ ا�لﻖ ﺑﻔعـل ﷲ � اﻷﻗوام الســــاﺑﻘـﺔ‪ .‬أﻓـاد حرف‬
‫)أو( ﻓﻴهـا ﺗﺒـ�اﻳﻦ هﺆ�ء ا�ﺘعﻈ� على مرﺗبﺘ� إحـداهمـا ﺧ� مﻦ اﻷﺧرى وإن‬
‫�اﻧوا ﺟمﻴعا ممدوح�‪ .‬اذكر هﺬﻩ اﻵﻳﺔ‪.‬‬

‫ُ ُ‬ ‫ّ‬
‫ﻧ� كر�م � ﺗعـاملـه مع ﺿـــﻴوﻓـه‪� ،‬ﻴـﺚ لم ﻳﺸـــعرهم‬
‫�لمـﺔ دلـﺖ على ﺧلﻖ ٍ‬
‫ﺑا�رج ح� أراد أن ّ‬
‫ﻳﻀﻴﻔهم‪ .‬ما هﻲ هﺬﻩ ال�لمﺔ؟‬

‫لو ﺷــاء ﷲ ﻷهلك ال�اﻓر�ﻦ ا�عادﻳﻦ ﮻ ولرســوله وللمﺆمﻨ� ﺑ�لمﺔ مﻨه‪ ،‬ﺑل‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ل َمـا ﺧلﻘهم أصـــ�‪ ،‬لكﻨـه ســـﺒحـاﻧـه ﺑ� حكمﺘـه مﻦ وﺟودهم ومحـارﺑﺘهم‪ .‬اذكر‬
‫آﻳﺔ ﺗوﺿح ذلك ا�ع�‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫‪90‬‬
‫َ‬ ‫ا� َتدِهْ ۗ قُل َّ� أَ ْســ َ�لُ ُ‬
‫َّ ُ َ ُ َ ُ ُ ْ‬ ‫ُ َ ٰ َ َّ َ َ‬
‫� ْم َعليْهِ‬ ‫ِين هــ َدى ا� ۖ فبِهداهم‬ ‫ﻗال ﷲ ﺗعا�‪﴿ :‬أو��ِك ا�‬
‫أَ ْ‬
‫ج ًرا ۖ إ ِ ْن ُه َو إِ َّ� ذ ِْك َر ٰ‬
‫ى ل ِلْ َعـالَم َ‬
‫�﴾ ]اﻷﻧعـام‪ ،[90:‬ﻓ�ـل إﻧســــان �ﺘـاج إ� ﻗـدوة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ح� الرســـول الكر�م محمد ﷺ مﺄمور ﺑا�ﻗﺘداء‪ .‬اذكر آﻳﺔ كر�مﺔ واﻓﻘﺖ هﺬا‬
‫ا�ع�‪.‬‬

‫ْ ً‬ ‫ً ّ‬
‫ﻗد ﺗرى أﻧاسا َﻳدعون ا�ﻧﻔﺘاح وﻗﺒول اﻵﺧر وا�ﺧﺘ�ف‪ ،‬ﻓﺈذا ذكرت ُحكما‬
‫ً‬
‫ﺷرعﻴا أمامهم ﻓﺈﻧهم ﻳﻨﻔرون ﺑﺸدة و�كرهون ما ﺗﺬكرﻩ لهم مﻦ ﺷر�عﺔ ﷲ‪.‬‬
‫ﻓهﺆ�ء � ﻳﻨﻔعهم عملهم عﻨد ﷲ مهما �ان‪ .‬اذكر آﻳﺔ كر�مﺔ ﺗﺒ� ذلك‪.‬‬

‫َ‬ ‫ﱠ َْ‬
‫روى مسلم � صحﻴحه أن الﻨ� ﷺ ﻗال‪َ ) :‬وال ِﺬي ﻧﻔ ُس ُم َح ﱠم ٍد ِﺑ َﻴ ِ�د ِﻩ‪َ � ،‬ﻳ ْس َم ُع‬
‫ﱠ ُ ْ ُ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫َُ ﱞ َ ََ ْ َ ﱞ ُ‬
‫ا�‪ ،‬ﺛ ﱠم َﻳ ُموت َول ْم ُﻳﺆ ِم ْﻦ ِﺑال ِﺬي أ ْر ِسلﺖ‬ ‫ودي‪ ،‬و� ﻧصر ِ‬
‫ِ� أحد مﻦ هﺬﻩ اﻷمﺔ � ﻳه ِ‬
‫اب الﻨار(‪ .‬اذكر آﻳﺔ صر�ﺔ مﻦ ﺗسع �لمات ﺗﺆكد كﻔر مﻦ‬ ‫ﱠ َ ْ َ ْ َ‬
‫ِﺑ ِه �إ � �ان ِمﻦ أصح ِ‬
‫لم ﻳﺆمﻦ ﺑمحمد ﷺ رسو�‪.‬‬

‫آﻳﺔ ُﻳﻔهم مﻨها أن اﻹ�ﻴل �ان � مﺠمله كﺘاب مواعﻆ وﺗرﻗﻴﻘات و�ﻔﻴﻔات‬
‫أك� مﻦ كوﻧه كﺘاب ﺗﺸر�عات‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أرﺑع �لمات ﺗصﻒ الكﻔار ﺑا�ﺿطراب والﺘﻘلﺐ � مواﻗﻔهم وأﻧهم ليس لهم‬
‫وﺟهﺔ ﺛاﺑﺘ�ﺔ و� ﻳسﺘﻘر رأﻳهم على �ء‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ال�اﻓر ﻳسﺘك� عﻦ اﺗﺒ�اع ا�ﻖ‪ ،‬ﻓﻴﺠازى ﺑا�ﺬلﺔ � عﺬاب ﺟهﻨم‪ .‬اذكر �لمﺔ �‬
‫آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫اذكر �لمﺔ ﺗﺸ� إ� عدم إﻳمان امرأة لوط‪.‬‬

‫َ ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ون َّ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َّ ْ‬
‫ا� َو ُهـ ـ َو خادِ� ُه ْم﴾‬ ‫ِ� �ـ ـادِع‬ ‫ﻗال ﷲ ﺗعا� � سورة النساء‪﴿ :‬إِن ال ُم َنـ ـافِق‬
‫]النساء‪ .[142:‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� كﻴﻒ �دعهم ﷲ‪.‬‬

‫َ َّ ُ َّ َ َ ْ َ َّ ُ ُ َ ً‬
‫� ْم ف ْرقانا﴾‬‫آم ُنوا إِن �تـقوا ا� �ـعل ل‬ ‫آﻳﺔ ﺑمع� ﻗول ﷲ ﺗعا�‪﴿ :‬يَا َ�يُّـ َها َّا� َ‬
‫ِين َ‬

‫]اﻷﻧﻔال‪.[29:‬‬

‫آﻳـﺔ ﺗﺒ� العـاﻗﺒـﺔ ا�ﺨﻴﻔـﺔ � �ﻈـﺔ حـاســـمـﺔ ﻳوم الﻘﻴـامـﺔ �ﻦ �ﻴط ﻧﻔســــه‬
‫ﺑدواعﻲ ا��راف مﻦ ﺷـــهوات وﺷـــﺒهات‪ .‬اذكر ال�لمﺘ� �دﻳدا � هﺬﻩ اﻵﻳﺔ‬
‫اللﺘ� ﺗﺬكران ﺗسﺒﺐ الﺸﺨص لﻨﻔسه ﺑهﺬا الﺰ�ﻎ وا��راف‪.‬‬

‫الﻨـاس �ـاســـﺒوﻧـك على الﻨﺘـ�ا� واﻹ�ـازات‪ ،‬ﻓلو أﻧـك درســـﺖ ســـﻨوات ﺛم لم‬
‫�صـــل الﺸـــهـادة ا �ـامعﻴـﺔ لﻈرف طرأ ﻓـﺈﻧـك � ﺗعـا َمـل معـاملـﺔ مﻦ ّ‬
‫حصـــلهـا‪.‬‬ ‫ّ‬

‫وعﻨدما ﺗكﺘﺐ ســـ�ﺗك الﺬاﺗﻴ�ﺔ ﻓﺈﻧك ﺗكﺘﺐ إ�ازاﺗك‪ � ،‬ﺟهودك ال� لم ﺗﺜمر‬
‫ﻓﻴما ﻳﺒ�دو‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫ُ‬
‫ﺑيﻨما ﷲ ســﺒحاﻧه مﻦ كمال عدله وحكمﺘه أﻧه �اســﺐ على العمل وا�حاولﺔ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ا�رﺟوة‪ .‬اذكر �لمـﺔ واحـدة مﻦ آﻳـﺔ ﺗـدل‬ ‫ح� وإن لم ﻳﺆد إ� الﻨﺘـ�ا� الـدﻧﻴو�ـﺔ‬
‫على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫مﻦ اﻷعمال الصا�ﺔ ما ﻳكون أك� أﺟرا � حالﺔ معﻴﻨ�ﺔ وأﻗل أﺟرا � حالﺔ‬
‫أﺧرى‪ .‬ﻓاﻷصل أن ﻳﺘحرى ا�سلم الﻘﻴام ﺑهﺬﻩ اﻷعمال � اﻷوﻗات ال� ﺗﺸﺘد‬
‫ﻓﻴها ا�اﺟﺔ إلﻴها‪ .‬اذكر آﻳﺔ مﻦ ا�ﺰء الساﺑع والعﺸر�ﻦ وأﺧرى مﻦ ا�ﺰء‬
‫الﺜ�ﺛ� ﻓﻴهما هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫آﻳﺔ ورد ﻓﻴها ﺗعﺠﺐ مﻦ حال أﻗوام‪� ،‬ﺨالﻔﺘهم أمرا ﺑدهﻴا‪ ،‬إ� أن هﺬا الﺘعﺠﺐ‬
‫ُّ‬
‫ﻗد ﻳﺒ�دو للﺒعﺾ مﻨﻘوصا ﻏ� واﺿح‪ ،‬ولكﻦ ﻳﺘﻀح و�سﺘﻘﻴم ﻓهمه إذا ﻗدر �‬
‫اﻵﻳﺔ أن دعوة الﻨ� ﷺ للﻨاس �اﻧﺖ مدعمﺔ ﺑال�اه� ال�اﻓﻴﺔ ﺑما ﻳﻘﻴم‬
‫ا�ﺠﺔ على الﻨاس‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻣﻦ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها أن ا�ﺆمﻦ ﻳدرك ﻳوم الﻘﻴامﺔ أﻧه ّ‬


‫ﻗصـر‪ ،‬إذ �ان ﺑﺈم�اﻧه أن ﻳﺸـ�ي‬
‫ﺑعمرﻩ م�لﺔ أعلى � ا�ﻨﺔ و�عمل مﺰ�دا مﻦ اﻷعمال الصـا�ﺔ‪ ،‬علما ﺑﺄن هﺬا‬
‫ا�ع� هو � �لمﺔ مﻦ اﻵﻳﺔ‪.‬‬

‫ً‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� أن دور الﻨ� ليس مﻘﺘصرا على ﺗ�وة الﻘرآن‪.‬‬

‫كﺜ� مﻦ الﻨاس ﻳﻔعل ا�عصـﻴﺔ و�نﺘﻈر ﻧﻘصـا � رزﻗه أو معكرا ﻳصـﻴﺒ�ه‪ ،‬ﻓﺈن لم‬
‫�صـل اطمﺄن وﺗاﺑع � معصـﻴﺘ�ه‪ .‬ومﻦ أسـﺒاب ا��راف � هﺬﻩ الﻨﻔسـﻴﺔ ﻗلﺔ‬
‫الﺘﻔك� � اﻵﺧرة والﻨﻈر إ� الـدﻧﻴـ�ا �ـﺄﻧهـا دار ﺟﺰاء‪ ،‬وﻗلـﺔ إﻳمـان ﺑصـــﻔـات ﷲ‪،‬‬
‫�ﻴــﺚ ﻳﻐﻴــﺐ عﻦ هــﺬا اﻹﻧســــان أن ﷲ ﺗعــا� حكﻴم ليس �ــالبﺸـــر الــﺬﻳﻦ‬
‫ّ‬
‫ﻳســﺘﺨﻔهم الﻐﻀــﺐ‪ ،‬وهو ﺗعا� حلﻴم � ﻳعاﺟل ﺑالعﻘوﺑﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺘ�لم عﻦ‬
‫مﺜل هﺬﻩ الﻨﻔسﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻳتســﺒﺐ ﺑعﻀــﻨا � إحﺰان إﺧواﻧه ا�ســلم� ﺑلﻐﺘه الســلﺒﻴ�ﺔ‪ ،‬علما ﺑﺄن إدﺧال‬
‫ا�ﺰن علﻴهم مﻦ مﻘاصد الﺸﻴطان‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫مﻦ ا�ســـلم� مﻦ �س ﺑـﺄن أح�ـام الو�ء وال�اء � الﺘعـامـل مع صــــدﻳﻘـه أو‬


‫ﻗر�ﺒـ�ه مﻦ ﻏ� ا�ســـلم� ﺛﻘﻴلـﺔ علﻴـه وأﻧهـا ﺗﻨـ�اﻓر "حســــه ا�رهﻒ" ا�حـﺐ‬

‫‪95‬‬
‫لﻺﻧســــاﻧﻴـ�ﺔ‪.‬ا ذكر آﻳـﺔ ﺗﺒ� ﺑهـا لهﺆ�ء أن ا�ســـﺘﻘـامـﺔ على أمر ﷲ مـدعـاة‬
‫�صول ما �ﺒوﻧه مﻦ حسﻦ ع�ﻗﺔ ﺑالﻨاس‪ ،‬لكﻦ مع اﺟﺘماع على ا�ﻖ‪.‬‬

‫اذكر آﻳﺘ� ﺗﺘ�لمــان عمﻦ دﻳــدﻧهم ا��ﻴــاز إ� اﻷﻗوى ﺑﻐﺾ الﻨﻈر أهو على‬
‫حﻖ أم على ﺑاطل‪.‬‬

‫ُ َّ َ َ ْ ُ ُ ُ ُ ّ َ ْ َ َ َ َ َ ْ‬
‫� َِج َ‬
‫ارة ِ‬ ‫اذكر آﻳﺔ ﺑمع� ﻗول ﷲ ﺗعا�‪�﴿ :‬م قست قـلو��م مِن �ع ِد �ٰل ِك ف ِ� �‬
‫َ ََ َ‬
‫أ ْو أش ُّد ق ْس َو ًة﴾ ]الﺒﻘرة‪.[74:‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫ا� ِدﻳﺚ الﺬي صححه ﺑعﺾ أهل العلم عﻦ الﻨ� ﷺ وأوﻗﻔه آﺧرون على‬ ‫� ْ َ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ َ َْ ً‬ ‫ْ َ َ َ َ ْ ًَ ََ َ َْ‬
‫"أحﺒﺐ حﺒيﺒك هوﻧا ما‪ ،‬ﻓع� أن ﻳكون ﺑﻐﻴﻀك ﻳوما‬ ‫علﻲ ر� ﷲ عﻨه‪ِ :‬‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ ًَ ََ َ َْ َُ َ َ َ َ َْ ً‬ ‫َ‬
‫وأﺑﻐﺾ ﺑﻐﻴﻀك هوﻧا ما‪ ،‬ﻓع� أن ﻳكون ح ِﺒيﺒك ﻳوما ما"‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها‬
‫ما‪ِ .‬‬
‫مع� الﺸطر الﺜا� مﻦ هﺬا ا�دﻳﺚ‪.‬‬

‫صحﺒﺔ الصا�� ﺧ� كﺒ� �ﻦ ﺗﺄﺛر ﺑهم‪ .‬أما مﻦ آﺛر الﺒﻘاء على حال الﻀ�ل‬
‫ﻓ� ﻧﻔع له مﻦ ﺗلك الصحﺒﺔ‪ .‬اذكر سﺖ �لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫اذكر آﻳﺔ ﺗرد ﺑها على مﻦ ﻳ�ر وﺿـــع ﺗﺸـــر�عات مﺨالﻔﺔ ﻷح�ام ﷲ ﺗعا� مﻦ‬
‫ﺑاب مراعاة ا�اﺟات اﻹﻧساﻧﻴ�ﺔ والﺘﺨﻔﻴﻒ عﻦ الﻨاس‪.‬‬

‫اذكر �لمﺔ � آﻳﺔ ﺑمع� العﻈمﺔ وا��ل والﻐ�‪.‬‬

‫اذكر آﻳـﺔ ﺗـدل على ﻗﻴومﻴـﺔ ﷲ ا�ســـﺘمرة‪ ،‬وال� � �ـل الﻘواﻧ� محلهـا‪ .‬إذ أن‬
‫الﻘواﻧ� ليسﺖ إ� أوصاﻓا ﻷﻓعال ﷲ �لﻘه‪.‬‬

‫ﱡ‬ ‫ّ‬
‫اذكر آﻳـﺔ ﻓﻴهـا ﺗوﺟﻴـه لل�ـاﻓر�ﻦ أ� ﺗﺸـــﻐلهم عـداوﺗهم للمﺆمﻨ� عﻦ ﺗطلـﺐ‬
‫الﻨﺠاة ﻷﻧﻔسهم‪.‬‬

‫ُ ً‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ﻗال ﷲ ﺗعا�‪﴿ :‬و�� ٰل َِك َج َعل َن ُ‬
‫ا� ْم أ َّمة َو َسـ ًطا﴾ ]الﺒﻘرة‪ ،[143:‬ﺑمع� اﻷﻓﻀــل‬

‫واﻷك� ﺧ��ﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها الوسطﻴﺔ ﺑا�ع� ذاﺗه‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﻼﺛﻮن‬

‫اذكر �لمـﺔ مﻦ آﻳـﺔ ﻳســـﺘـدل ﺑهـا على أن م�لـﺔ ا�ﺆمﻨ� عﻨـد ﷲ ﻳوم الﻘﻴـامـﺔ‬
‫أعﻈم مﻦ م�لﺔ ا��ﺋكﺔ‪.‬‬

‫� محاو�ت الﺘوﻓﻴﻖ ﺑ� اﻹســ�م وﺧراﻓﺔ الﺘطور ﻳســﺘدل الﺒعﺾ ﺑﻘول ﷲ‬


‫َّ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ َ َ‬ ‫ادة ِ الْ َعز ُ‬
‫َ ٰ َ َ ُ ْ َ ْ َ َّ َ َ‬
‫� ٍء خلق ُه ۖ‬ ‫ِيم ۝ ا�ِي أحسن �‬ ‫الرح ُ‬ ‫�ز َّ‬
‫ِ‬ ‫ب والشه‬
‫ﺗعا�‪�﴿ :‬ل ِك �ل ِم الـغي ِ‬
‫ُ‬
‫� ۝ � َّم‬ ‫ه‬ ‫َو�َ َدأَ َخ ـلْ َق ْا�ن ـ َسان ِم ـن طِ� ۝ ُ� َّم َج ـ َع َل � َ ْسلَ ُه مِن ُس َ�لَة ّمِن َّماء َّ‬
‫م‬
‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َُّ‬ ‫َ‬
‫َسـ َّواهُ َو َ�ف َخ �ِيهِ مِن ُّرو ِحهِ﴾ ]السـﺠدة‪ [9-6:‬ﻇاﻧ� أن ﴿�م﴾ ﺗع� داﺋما ال�ﺗيﺐ‬
‫مع ال�ا�‪ .‬ﺑيﻨما ا�ﻘﻴﻘﺔ أﻧها ﻗد ﺗكون �ﺠرد ﺗرﺗيﺐ الﺬكر أو ال�ﺗيﺐ الرﺗ�‪.‬‬
‫اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها ﴿ ُ� َّم﴾ لل�ﺗيﺐ الﺬكري‪.‬‬

‫ﺑـالرﻏم مﻦ ﻧعﻴم ا�ﻨـﺔ الـﺬي ﻳﺸـــﻐـل ا�ﺆمﻦ عﻦ �ـل ﺷــــاﻏـل إ� أن ﺑعﺾ‬


‫ا�ﺆمﻨ� � ﻳكﺘمـل ﻧعﻴمهم إ� ﺑـالتﺸـــﻔﻲ ممﻦ �ـاﻧوا ﻳعـﺬﺑوﻧهم � الـدﻧﻴـ�ا‪ ،‬ﻓﺒعـد‬
‫دﺧول ا�ﻨﺔ مﺒاﺷرة‪ ،‬ﻳﺘ�ﺬكرون ﺑعﺾ أهل الﻨار الﺬﻳﻦ �اﻧوا ﻳسﺘك�ون علﻴهم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ا� َّنةِ أَ ْ‬
‫اب ْ َ‬ ‫ى أَ ْ‬ ‫ََ َ‬
‫اب ا�َّارِ أن ق ْد َو َج ْدنا َما َو َع َدنا َر ُّ� َنا‬
‫ح َ‬‫صــ َ‬ ‫ح ُ‬‫صــ َ‬ ‫اد ٰ‬ ‫أو ﻳعﺬﺑوﻧهم ﴿ون‬
‫ًّ‬ ‫َح ًّقا َ� َه ْل َو َجدتُّم َّما َو َع َد َر ُّ� ُ‬
‫� ْم َحقا﴾ ]اﻷعراف‪.[44:‬‬
‫ً‬
‫ﺷﺒﻴها ﺑﺬلك ﻓﻴه ﺷﻔاء لصدور ا�ﺆمﻨ�‪.‬‬ ‫ً‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� مﺸهدا‬

‫‪98‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مﻦ ﻗرأ سورة ﻳوﻧس ﻳعرف ا�ﺾ على علوم الطﺒﻴعﺔ الﻨاﻓعﺔ ﴿ق ِل انظ ُروا َماذا‬
‫َْ‬
‫السـ َم َاواتِ َوا� ْر ِض﴾ ]ﻳوﻧس‪.[101:‬‬
‫� َّ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫اذكر ﺛ�ﺛﺔ مواﺿــع مﺘﻔرﻗﺔ مﻦ ا�ﺰء الﺜ�ﺛ� ﻳﺄمر ﷲ ﻓﻴها ا�ﺆمﻨ� ﺑالﺘﻔكر‬
‫� ﺧلﻖ ﷲ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ٌ‬
‫آﻳﺔ مﻦ هﺬا ا�ﺰء ﻳﻘرأ ﺑها الﺒعﺾ و�ســـكﺖ‪ ،‬مســـﺘد� ﺑها على حر�ﺔ الﺘدﻳﻦ‬
‫وحر�ـﺔ اﻹ �ـاد وأحﻘ ّﻴـﺔ أي ﺷـــﺨص ﺑـاﺧﺘﻴـ�ار دﻳﻨـ�ه الـﺬي ﻳعﺠﺒـه‪ ،‬و�ـﺄن اﺧﺘﻴـ�ار‬
‫واحـد مـا ﻳعﺠﺒـه‪ ،‬ولكﻦ مﻦ ﻳكمـل ﺗ�وة اﻵﻳـات‬ ‫ٌ‬
‫كمـا� ﻳنﺘﻘﻲ �ـل‬ ‫الـدﻳﻦ ٌ‬
‫أمر‬
‫ٍ‬
‫ﻳعرف أن هﺬا ﺗهدﻳد ووعﻴد مﻦ ﷲ ﺗعا� �ﻦ أعرض عﻦ دﻳﻨ�ه‪.‬‬

‫َ‬
‫ك آيَــ ـ َ ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َََ ْ َ َْ‬
‫ات﴾‬
‫ات بيِنــ ـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫نز� َــ ـا إِ�ْــ ـ‬ ‫� سـورة الﺒﻘرة ﻗرأﻧا ﻗول ﷲ ﺗعا� ﴿ولقد أ‬
‫]الﺒﻘرة‪ ،[99:‬مما ﻳﺒ� أن اﻷدلﺔ على صـــحﺔ دﻳﻦ ﷲ ﺗعا� واﺿـــحﺔ ﺷـــاﻓﻴﺔ‬
‫�ـاﻓﻴـﺔ ل�ـل طـا لـﺐ حﻖ‪ .‬ﻓـﺈذا رﻓﻀـــهـا أحـد ﻓهـﺬا د� لـﺔ على ســـوﺋـه وعلى أن‬
‫ا�روج عﻦ طر�ﻖ ا�� ﺷـــﺄﻧـه ودأﺑـه ﻷن ذلـك ﻳهﻴﺌـ�ه للكﻔر ﺑمﺜـل هـﺬﻩ اﻷدلـﺔ‪.‬‬
‫ُ‬
‫و� ذلك رد على مﻦ ﻳدعﻲ أن "ا�لحد ا�سك�" ﻗد ﺗعرض علﻴه أدلﺔ اﻹس�م‬
‫ً‬
‫ﻓ� ﻳﻘﺒلها و�كون مع ذلك معﺬورا ﻷﻧه لم ﻳﻘﺘﻨع ﺑها! ﺑل إذا رﻓﺾ أي أحد أدلﺔ‬
‫اﻹس�م ﻓهﺬا لعﻴﺐ ﻓﻴه � لعﻴﺐ � اﻷدلﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺔ مﻦ هﺬا ا�ﺰء ﺗﺆكد ﻧﻔس‬
‫ا�ع�‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫ﱢ‬
‫الﺒعﺾ �عل الدﻧﻴ�ا مركﺰ�ﺔ ل�ل أعماله الصا�ﺔ ال� ﺗعﻴﻨ�ه علﻴه مﺜل "صل‬
‫لﺘﻨ�ال الﻨﺠاح" أو "ﺗصـدق ح� ﻳﺰ�د ﷲ لك � المال"‪ ،‬ولكﻦ مﻦ ﻳﺒ� أعماله‬
‫الصا�ﺔ على هﺬﻩ اﻷسس ﻓﺈﻧها ﻗاﺑلﺔ ل�ﻧهﻴار‪ ،‬والصحﻴح أن ﻧﺆسس أعمالﻨا‬
‫على اﻹﻳمان ﺑالﺒعﺚ وا�ﺰاء ﻓهﻲ ال� ﺗع� على اﻷعمال الصا�ﺔ‪.‬‬
‫اذكر آﻳﺘ� ﺗﺒ� أن اﻹﻳمان ﺑالﺒعﺚ وا�ﺰاء هو الﺬي ﻳع� اﻹﻧسـان � اﻹﻗدام‬
‫على اﻷعمال الصا�ﺔ‪.‬‬

‫المـال مﻦ مﻘومـات ا�ﻴـاة‪ ،‬ولكﻦ الﺒعﺾ ا�ـﺬﻩ ﻏـاﻳـﺔ لهـﺬﻩ ا�ﻴـاة ﻓصــــار‬
‫�رص � حﻴـاﺗـه �لهـا على ﺟمع المـال ﻓ�ى ﻓﻴـه رﻓعﺘـه وكرامﺘـه وعﺰﺗـه وﺗـﺄم�‬
‫مســـﺘﻘﺒل أو�دﻩ � ﺟمع المال‪ ،‬ح� ﻳنﺸـــﻐل ﺑﺘﺠمﻴعه طوال حﻴاﺗه ﻓﺸـــﻐله‬
‫عﻦ ﻏاﻳﺘ�ه مﻦ هﺬﻩ ا�ﻴاة‪ .‬اذكر آﻳﺘ� �ﺬر ﷲ ﻓﻴهما مﻦ هﺬا الصﻨﻒ‪.‬‬

‫رﺑمـا ﻳﺘوهم الﺒعﺾ أن ﺗﺰ�� الﺒـاطـل رﺑمـا ﻳـﺄﺗﻴـ�ه مﻦ ﺷـــﻴـاط� ا�ﻦ ﻓﻘط و�‬
‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ً َ َ َ‬
‫ﻳﺄﺗﻴ�ه مﻦ ﺷــﻴاط� اﻹﻧس‪ ،‬ولكﻦ ﷲ حﺬرﻧا مﻨهم ســو�ا ﴿ َو��ٰل ِك َج َعل َنا لِ�‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ا� ِّن﴾ ]اﻷﻧعام‪.[112:‬‬ ‫ِ� ا� ِ َ‬
‫�س و ِ‬ ‫ِ‬ ‫نَ ّ‬
‫� َع ُد ًّوا ش َياط َ‬
‫ٍِ‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗﺆكد على أن الوسوسﺔ ﺗﺄ� مﻦ ﺷﻴاط� اﻹﻧس وا�ﻦ‪ ،‬و�ﺠﺐ على‬
‫اﻹﻧسان ا�ﺬر مﻨهم‪.‬‬

‫اذكر آﻳـﺔ ﺗﺒ� أن أﺑـا ﺑكر هو أﻓﻀــــل هـﺬﻩ اﻷمـﺔ ﺑعـد الﻨ� ‪-‬صـــلى ﷲ علﻴـه‬
‫وسلم‪.-‬‬

‫‪100‬‬
‫أﺳﺌﻠﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﻴﻦ‬

‫ُ‬
‫اﻹﻧســـان ﻳﺸـــﺘـد ﻏﻀـــﺒـه إذا أحس ﺑـﺄﻧـه ﻏـدر وﷲ ﺗعـا� م�ﻩ عﻦ ذلـك ﻹحـاطـﺔ‬
‫علمه ﺑ�ل �ء‪ ،‬ﻓ� ﻳﺘصور أن ُﻳﻐدر ﺑه ﺗعا� لﻴكون هﺬا سﺒﺒ�ا � اﺷﺘداد ﻏﻀﺒه‬
‫مﻦ أﻗوام‪ ،‬ﺑل هو ﺗعا� ﻳعلم أصــ� أن ســﻴﻘع مﻨهم ما وﻗع‪ .‬هﻨاك آﻳﺘ�ان ﺗﺬكران‬
‫المع� الﺬي ذكرﻧا ﻓﺠاء � اﻷﺧرى عﺒارة‬‫مﺘوهم َ‬
‫ٌ‬ ‫الﻘصﺔ ﻧﻔسها‪ ،‬لكﻦ ﻗد ﻳﺘوهم‬
‫مﻦ ‪� 4‬لمات �ﺄﻧها اح�از لهﺬا الﻈﻦ � حﻖ ﷲ ﺗعا�‪ .‬ما هﻲ هﺬﻩ العﺒارة‪.‬‬

‫طـاﻏﻴـﺔ احﺘﻘر عﻘول ﻗومـه واحﺘﺞ علﻴهم ﺑـﺄﻓﻀـــلﻴﺘـ�ه على ﻧ� ﺑـﺄمور ليســــﺖ‬
‫حﺠﺠـا � حﻘﻴﻘﺘهـا‪ ،‬ومع ذلـك ﻓﻘـد ﺗـاﺑعـه ﻗومـه على ذلـك‪ .‬اذكر آﻳـﺔ ﺗـدل على‬
‫هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ً‬
‫أمرا ﱠ‬
‫محرما مﻦ ﺑاب الﺸـــﻔﻘﺔ على صـــدﻳﻘك أو‬ ‫ﻗد ﺗدعوك ﻧﻔســـك ﻷن ﺗﻔعل‬
‫زمﻴلـك �ـﺄن ﺗﻐﺸـــﺸــــه � اﺧﺘﺒـ�ار‪ .‬اذكر آﻳـﺔ ﺗـﺬكر ﺑهـا ﻧﻔســــك أن ﷲ ﻳطـالﺒـك‬
‫ﺑالعدل الﺸـــرعﻲ � �ل مﻘام ﻷﻧك لﻦ ﺗكون أرحم مﻦ ﷲ ﺑهﺬا الﺬي أﺷـــﻔﻘـﺖ‬
‫علﻴه‪.‬‬

‫ً‬
‫ذكرﻧـا أن الـﺬي ﻳﻀـــ� مﻦ أﺟـل مﺒـدأ ﻳﺰداد ﺗمســـ�ـا ﺑـه‪ ،‬وذلـك عﻨـد ﻗولـه ﺗعـا�‪:‬‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ا�ِ َوتَثب ً‬
‫َّ‬ ‫َ َْ ُ ُ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬
‫َ‬
‫يتـا ّم ِْن أنف ِس ِه ْم﴾‪...‬اﻵﻳﺔ‬‫ِ‬ ‫اء َم ْرضـ ِ‬
‫ات‬ ‫﴿ َو َمثل ا�ِي ـ َن يُنفِق ـون أمواله ـم ابتِغ ـ‬
‫]الﺒﻘرة‪ ،[265:‬وذكرﻧـا أن هـﺬا ﻳﻨطﺒﻖ ح� على ا�ﺒـادئ الﺒـاطلـﺔ‪ ،‬ممـا ﻳصـــعـﺐ‬

‫‪101‬‬
‫اســـﺘﺠـاﺑـﺔ أصـــحـاﺑهـا لـدعوة ا�ﻖ‪ ،‬إذ أن أحـدهم مرﺑوط ﺑمـا ﻗـدم � حﻴـاﺗـه مﻦ‬
‫وﻗﺖ وﺟهد ومال وﺗﻀــحﻴات � ســﺒﻴ�ل مﺒدﺋه‪ ،‬و�صــعﺐ علﻴه ﺟدا أن ﻳﺘﻘﺒل‬
‫ﻓكرة أﻧه وهو اﻵن اﺑﻦ أرﺑع� أو ﺧمســـ� أو ســـﺘ� ﻗد أﺿـــاع ماﺿـــﻴه �له �‬
‫ﺑاطل لﻦ ﻳسـﺘﻔﻴد مﻨه‪ .‬اذكر آﻳﺔ �ل هﺬا اﻹﺷـ�ال الﻨﻔ�ـ الﺬي ﻳعﻴﻖ كﺜﻴر�ﻦ‬
‫عﻦ ﻗﺒول ا�ﻖ‪ ،‬وﺗعطﻴهم دﻓعﺔ هاﺋلﺔ � �سـون معها �سـارة الما� و�ل ما‬
‫ﻓﻴه‪ ،‬ﺑل ﻳدركون أﻧهم إن ﻗﺒلوا ا�ﻖ اسﺘﻔادوا مﻦ هﺬا الما�‪.‬‬

‫هﻨاك مﺸهد مﺆﺛر ﻳعرﻓه اﻵﺑاء‪ .‬الطﻔل الصﻐ� ﻗد ﻳع� والدﻩ ﻓﻴعاﻗﺒه اﻷب‪،‬‬
‫ﻓﻴﺠلس ا�ﺑﻦ � زاو�ـﺔ ﺑـالﺒيـﺖ حﺰ�ﻨـ�ا صــــامﺘـا � ﻳعرف كﻴﻒ ﻳســـ�� أﺑـاﻩ‪.‬‬
‫اﻷب ﺑرحمﺘه وإﺷـﻔاﻗه � �ﺐ أن ﻳرى ولدﻩ على هﺬا ا�ال‪ ،‬ﻓﻴدﻓع اﻷم لﺘﻘول‬
‫للولـد ﺗعـال واعﺘـﺬر ﻷﺑﻴـك وﻗـل لـه أﻧـك آســـﻒ ولﻦ ﺗعﻴـد هـﺬا ا�طـﺄ وأﻧـك ﺗر�ـد‬
‫مﻨـه ا�ســـامحـﺔ‪ .‬ﻓـاﻧﻈر إ� رحمـﺔ اﻷب الـﺬي هو ﺑﻨﻔســـه ﻳلﻘﻦ ولـدﻩ مـاذا ﻳﻘول‬
‫لﻴعﺘـﺬر ح� � ﺗســـﺘمر ا�ﻔوة‪ .‬و﮻ ا�ﺜـل اﻷعلى‪ .‬ﷲ ﺗعـا� أرحم ﺑﻨـ�ا مﻦ آﺑـاﺋﻨـ�ا‬
‫وأمهاﺗﻨ�ا‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺬكرك ﺑهﺬا ا�ﺸهد ﺗﻈهر ﻓﻴها رحمﺔ ﷲ ﺗعا�‪.‬‬

‫ﺗراخ و� ﺗردد‪ .‬اذكر‬


‫أوامر ﷲ ورســـوله �ﻴيﻨ�ا‪ .‬ﻓعلﻴﻨ�ا ا�ســـﺘﺠاﺑﺔ الﻔور�ﺔ دون ٍ‬
‫آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا‪.‬‬

‫َﱠ‬ ‫َ‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗﺸ� إ� أن ِم ﱠمﻦ �ان ﻗﺒلﻨا َمﻦ ﻧﻔ َر الﻨاس عﻦ اﻹﻗﺒال على ﷲ ﺑالطمع‬
‫ﺑما � أﻳدﻳهم مﺘﺨﺬﻳﻦ الدﻳﻦ مطﻴﺔ لﺬلك‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫اذكر ﺛ�ث مواﺿـــع مﻦ الﻘرآن ﻳــﺬكر ﻓﻴهــا ﷲ ﺗعــا� صـــﻔــات كﺜ�ة حمﻴــدة‬
‫للمﺆمﻨ�‪ ،‬لكﻦ عﻨدما ﻳﺘ�لم عﻦ ا�ﺰاء �ﺘار صﻔﺔ الص� �دﻳدا ﺑما ُﻳﺸعر ﺑﺄن‬
‫مدار اﻷمر على الص�‪.‬‬

‫اذكـر آﻳـﺘـ� �ـعــل ﷲ ﻓـﻴـهـمــا الـﻘــدوة لـلـمـﺆمـﻨـ� عـلـى مـر الســـﻨـ� اﺛـنـﺘـ� مـﻦ‬
‫النساء‪.‬‬

‫اذكر آﻳﺘ� مﻦ موﺿـــع� مﺨﺘلﻔ� ﻳع� إدراك أن اســـﺘثﻨـ�اءهمـا مﻨﻘطع على‬


‫ﻧﻔﻲ أن ﻳكون الﻨ� صـــلى ﷲ طــالﺒــا مﻦ الﻨــاس ﺑــدعوﺗــه أي وﺟــه مﻦ وﺟوﻩ‬
‫ا�ﻧﺘﻔاع الدﻧﻴو�ﺔ‪.‬‬

‫ُ‬
‫آﻳـﺔ ﻳو ﱠﺟـه ﻓﻴهـا ا�طـاب ﻷهـل الكﺘـاب ﺑمـا ﻗـد ﻳوهمهم ﺑـاســـﺘعطـاﻓهم‪ ،‬ﻓﺘﺨﺘم‬
‫ﺑ�لمات ﺗﻨكسهم وﺗﻘمع ﻏرورهم‪ .‬ما هﻲ هﺬﻩ ال�لمات؟‬

‫َ ُ ْ َ َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ون﴾ ]الﺸـعراء‪� [94:‬حﻆ! ﻓكﺒكﺒوا‪ ...‬والوﻗع الصـو�‬ ‫﴿فكبْك ُِبوا �ِيها هم والغاو‬
‫َ ُ‬
‫لل�لمﺔ ﴿فكبْك ُِبوا﴾ ﻳﺸــعرك ﺑر�ام على ﺑﻨ�اﻳﺔ‪ُ ،‬ﻳدﻓع ﺑه إ� ا�اﻓﺔ لﻴﻘع � هاو�ﺔ‬
‫ُ ْ َ َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬
‫على دﻓعات‪﴿ ...‬فكبْك ُِبـــوا � َ‬
‫ون﴾‪ .‬اذكر آﻳﺔ أﺧرى �مل مع�‬ ‫ِيهـــا هم والغـــاو‬
‫مﺸاﺑها‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫ﺑ�ء ﺑمـا ﻳـدل على أن ﺑ�ءﻩ هـﺬا‬
‫اذكر آﻳـﺔ �� ﷲ ﻓﻴهـا ﻧبﻴـ�ا مﻦ أﻧبﻴـ�اﺋـه � ﺑـداﻳـﺔ ٍ‬
‫سﻴنﺘهﻲ‪.‬‬

‫مﻦ الﻈا�� مﻦ � ﻳﻘﺘصــر على ﺗﻀــﻴﻴع حﻖ ﷲ � ســﻴاســﺔ العﺒاد‪ ،‬ﺑل و�ﺘ�اﺟر‬


‫ﺑالدﻳﻦ و�ﺘﺨﺬﻩ مطﻴﺔ ﻷهواﺋه الﺸــﺨصــﻴﺔ‪ .‬هﺆ�ء ﻳﺘﻈاهرون ﺑﺘعﻈﻴم حﻖ ﷲ‬
‫ﺑﺄن �علوا "ﺷـﻴﺌ�ا" مﻦ اﻷمر له‪ .‬وحﻘﻴﻘﺔ اﻷمر أن هﺬا الﺬي ﺟعلوﻩ ﮻ ﻳﺆول �‬
‫الﻨهـاﻳـﺔ ﻷهواﺋهم‪ ،‬و� �ﻔﻈون ﮻ حﻘـا‪ ،‬ﺑيﻨمـا هم ﺷـــحﻴحون ﺟـدا ﺑمﺘـاع الـدﻧﻴـ�ا‬
‫أن ﻳصـرﻓوا مﻨه ﺷـﻴﺌ�ا لﺘعﻈﻴم حرمات ﷲ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺬكرك �ال هﺆ�ء‪ ،‬واذكر‬
‫لﻔﺘـﺔ عﺠﻴﺒـ�ﺔ � ﺗركﻴـﺐ مطلعهـا ﻳســـﺘﻐرﺑهـا مﻦ هـان حﻖ ﷲ علﻴهم ممﻦ ﻳرون‬
‫ﺟعل �ء مﻦ اﻷمر ﮻ أحسﻦ مﻦ � �ء مﻦ ﺑاب )و� الﺒ�ش(!‬

‫اذكر آﻳﺔ ﺑمطلع مﺸاﺑه لﻶﻳﺔ الساﺑﻘﺔ ُﻳﻨكر على مﻦ ﺟعل ﺷﻴﺌ�ا مﻦ اﻷمر ﮻‪.‬‬

‫اذكر آﻳﺔ ﻳسﺘدل ﺑها ﺑعﺾ العلماء على كرو�ﺔ اﻷرض‪.‬‬

‫ﻳﻈﻦ الﺒعﺾ أن ﺑـﺈم�ـاﻧـه أن ﻳع�ـــ ﷲ ﺗعـا� ﺛم ﻳﺘوب إلﻴـه � الوﻗـﺖ الـﺬي‬


‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ َّ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ا� �ُـــول بَي ْـــ َن ال َمـــ ْر ِء َوقلبِـــهِ﴾‬ ‫ﻳر�د! و�ن� ﻗول ﷲ ﺗعا� ﴿ َواعل ُمـــوا أن‬
‫]اﻷﻧﻔـال‪ .[24:‬اذكر محـل الﺸــــاهـد مﻦ آﻳـﺔ �مـل ﻧﻔس ا�ع� مﻦ أن ا�رء �‬
‫ﻳسﺘطﻴع أن ﻳﺘوب ما لم ﻳﺄذن ﷲ له ﺑهﺬﻩ الﺘوﺑﺔ‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫آﻳـات أح�ـام كﺜ�ة � ســـورة واحـدة ﺗﻨﻈم مســـﺄ لـﺔ اﺟﺘمـاعﻴـﺔ‪ ،‬ومع ذلـك ﻳﺘهـاون‬
‫كﺜ� مﻦ ا�سـلم� ﻓﻴها ﺑدواﻓع مﻨها الﻔﺠور � ا�صـومﺔ‪ .‬ﻳ�حﻆ أن ﷲ ﺗعا�‬
‫ﺗهـدد ﺑعـد آﻳـات اﻷح�ـام مﻦ �ـالﻒ أمرﻩ ﺗهـدﻳـدا ﺷــــدﻳـدا‪ ،‬وﻗـد �ســــﺐ ﻗـارئ‬
‫اﻵﻳات أن هﺬا الﺘهدﻳد � ع�ﻗﺔ له ﺑما سـﺒﻖ مﻦ آﻳات اﻷح�ام‪ ،‬مع أن مﺨالﻔﺘها‬
‫ً ً‬
‫داﺧلﺔ � هﺬا الﺘهدﻳد والوعﻴد دﺧو� أولﻴا‪ .‬اذكر آﻳﺔ الوعﻴد ا�ﻘصودة‪.‬‬

‫� محـاو�ت الﺘوﻓﻴﻖ ﺑ� اﻹســـ�م وﺧراﻓـﺔ الﺘطور ﻳســـﺘـدل الﺒعﺾ ﺑﻘول ﷲ‬


‫َّ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ َ َ‬ ‫ادة ِ الْ َعز ُ‬
‫َ ٰ َ َ ُ ْ َ ْ َ َّ َ َ‬
‫� ٍء خلق ُه ۖ‬ ‫ِيم ۝ ا�ِي أح ـسن �‬ ‫الرح ُ‬ ‫�ز َّ‬
‫ِ‬ ‫ب والشه‬
‫ﺗعا�‪�﴿ :‬ل ِك �ل ِم ال ـغي ِ‬
‫�سان مِن طِ� ۝ ُ� َّم َج َع َل � َ ْسلَ ُه مِن ُس َ�لَ ٍة ّمِن َّما ٍء َّمه� ۝ ُ� َّم َس َّواهُ‬ ‫َو�َ َدأَ َخ ـلْ َق ْ َ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ا� ِ‬ ‫ِ‬
‫َُّ‬ ‫َ‬
‫َو َ�ف َخ ف ِــيهِ مِن ُّرو ِحهِ﴾ ]السﺠدة‪ ،[9-6:‬ﻇاﻧ� أن ﴿�م﴾ ﺗع� داﺋما ال�ﺗيﺐ مع‬
‫ال�ا�‪ .‬ﺑيﻨمـا ا�ﻘﻴﻘـﺔ أﻧهـا ﻗـد ﺗكون �ﺠرد ﺗرﺗيـﺐ الـﺬكر أو ال�ﺗيـﺐ الرﺗ�‪.‬‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗﺘحدث عﻦ ﺷعاﺋر ا�ﺞ و ﴿ ُ� َّم﴾ ﻓﻴها هﻲ ‪-‬ﺑوﺿوح‪ -‬ليسﺖ لل�ﺗيﺐ‪.‬‬

‫اذكر آﻳﺔ �ﺬر مﻦ ســﻦ الســﻨﺔ الســﻴﺌ�ﺔ ﺑﺄن ﻳكون اﻹﻧســان � طلﻴعﺔ مﻦ ﻳعمل‬
‫عم� محرما أو ﻳرﻓﺾ دعوة إ� حﻖ‪.‬‬

‫ســﺄلﺘ� اﺑﻨ� ســارة رحمها ﷲ‪ :‬ما دام أمر الدﺟال معلوما ﺑيﻨ�ه لﻨا ﻧبﻴﻨ�ا ﻓكﻴﻒ‬
‫ﻳتﺒعه أﻧاس مﻦ ا�سـلم� عﻨد ﺧروﺟه؟ ﻓﻘلﺖ لها‪ :‬مﻦ عﻘوﺑﺔ ا�عا� ﻧسـﻴان‬
‫ُ‬
‫الــعــلــم الــﻨــاﻓــع‪ ،‬واســــﺘــحﻀــــرت ﻗــول اﺑــﻦ ﺗــﻴــمــﻴــﺔ � مــﺠــمــوع الــﻔــﺘــاوى‪:‬‬

‫‪105‬‬
‫)مﻦ الـﺬﻧوب مـا ﻳكون ســـﺒﺒـ�ا �ﻔـاء العلم الﻨـاﻓع أو ﺑعﻀــــه‪ ،‬ﺑـل ﻳكون ســـﺒﺒـ�ا‬
‫لنسﻴان ما َع ِل َم و�ﺷﺘﺒ�اﻩ ا�ﻖ ﺑالﺒاطل(‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫ٌ‬
‫معلوم أﻧها‬ ‫و�﴾‪،‬‬ ‫يء ّ ِمــ َن ال ْ ُم ْ�� َ‬
‫ِ� َۙو َر ُس ُ ُ‬ ‫� ﻗوله ﺗعا� � سورة الﺘوﺑﺔ‪﴿ :‬أَ َّن َّ َ‬
‫ا� بَر ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ليســﺖ ﺑالكســر )ورســو ِله(‪ ،‬لكﻦ �حﻆ أﻧها ليســﺖ ﺑالﻔﺘح أﻳﻀـا )ورســوله(‪.‬‬
‫ﻓهﺬا عطﻒ ﺟمل‪�..‬لمﺔ ع�ت عﻦ ﺟملﺔ‪.‬‬
‫اذكر عطﻒ ﺟمل �ﻴﺚ ﺗع� �لمﺔ عﻦ ﺟملﺔ ﺑما ﻳرﻓع اســتﺸــ�ا� ﻳرد � الﺬهﻦ‬
‫عﻦ آﻳﺔ‪.‬‬

‫ً‬
‫إدمـان ا�عـا� ﻗـد �عـل صــــاحﺒهـا ﻳﺘﺠرأ على الكﺒـاﺋر علﻨـا ﺑ� حﻴـاء‪ .‬اذكر آﻳـﺔ‬
‫ﺗﺸ� إ� هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫�رص الﻨاس على �صــﻴل أســﺒاب الســعادة المادﻳﺔ‪ .‬لكﻦ مﻦ عﻘوﺑﺔ ﷲ عﺰ‬
‫وﺟل للمعرﺿـــ� عﻦ طاعﺘه واﻹﺧ�ص له أﻧه ﻗد �عل ســـﺒﺐ الســـعادة هو‬
‫ذاﺗه سـﺒﺐ الﺸـﻘاء لهم‪ .‬اذكر آﻳﺘ� متﺸـاﺑهﺘ� مﻦ سـورة واحدة ﺗﺒ� أن ما هو‬
‫سﺒﺐ سعادة عادة �عله ﷲ سﺒﺐ ﺷﻘاء لﺒعﺾ الﻨاس‪.‬‬

‫عﺒاد له ﺷوﻗا إ� لﻘاﺋه ﻓص�هم ﺑﺂﻳﺔ‪ .‬ما هﻲ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ؟‬


‫علم ﷲ عﺰ و ﺟل مﻦ ٍ‬

‫‪106‬‬
‫ﻳعرض أهـل الﺒـاطـل الﺸـــﺒهـات‪ .‬ﻓﻴـﺄ� أهـل العلم لﻴعـا�وهـا و�ردوهـا‪ .‬ﻓ�ون‬
‫ﺗهاﻓﺖ ما ﻳﻘﻒ � طر�ﻖ دﻳﻨهم الﻘو�م‪ ،‬ﺑل وﻗد ﻳﻈهر � ﺛﻨ�اﻳا الرد على الﺸﺒهﺔ‬
‫ﺟمـالﻴـات للـدﻳﻦ مـا �ـاﻧـﺖ ﻇـاهرة لهم ﻗﺒلهـا‪ ،‬ممـا ﻳﺰ�ـد رســـوخ الﻴﻘ� � ﻗلوب‬
‫ا�ﺆمﻨ�‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺬكرك ﺑهﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫آﻳﺘـ�ان مﺘﺘـ�الﻴﺘـ�ان ذكر ﷲ � أو�همـا ﺛ�ث صـــﻔـات ﻷهـل الكﺘـاب واﻗﺘصـــر �‬


‫الﺜاﻧﻴ�ﺔ على صـﻔﺘ�‪ ،‬و� عدم ذكر الﺜالﺜﺔ ملمح مﻦ م�مح عﺰة ا�سـلم‪ .‬ما هما‬
‫هاﺗان اﻵﻳﺘ�ان؟‬

‫آﻳـﺔ ﻧﻈمهـا ﺑـدﻳع! ذكر ﷲ ﻓﻴهـا إحـدى أﻓعـال أهـل الكﺘـاب المـاﺿـــﻴـﺔ ﺑصـــﻴﻐـﺔ‬
‫ُ‬
‫ﺗﺸـعر ﺑالﺘﺠدد لﺒﻴ�ان ﺷـﻨاعﺘها ولﻴدل على مﺸـاركﺔ ا�ﺨاطﺒ� زمﻦ الﻨ� ﻓﻴها‬
‫وإن ﺑعـد العهـد عﻨهـا‪ .‬ومع ذلـك ذكر ﷲ �لمﺘ� � وســـط الســـﻴـاق ﺑمـا ﻳﻘطع‬
‫أطماعهم أن ﻳﻔعلوا مﺜلها مع الﻨ� صـلى ﷲ علﻴه وسـلم‪ ،‬و�سـكﻦ ﻗلﺐ الﻨ�‬
‫أﻧهم لﻦ ﻳﻔعلوا مﺜلها معك‪ .‬ما هما ال�لمﺘان؟‬

‫ﻗـال اﺑﻦ ﺗﻴمﻴـﺔ‪) :‬كﻴﻒ ﺗطلـﺐ الـدلﻴـل على مﻦ هو دلﻴـل �ـل �ء؟!( وهو ﺑـﺬلـك‬
‫ﻳﺸـــ� إ� حـﻘـﻴـﻘــﺔ أن د�لــﺔ ﷲ عـلـى اﻷﺷـــﻴــاء وا �ـﻘــاﺋـﻖ أﻗـوى مـﻦ د� لـﺘـهــا‬
‫علﻴه‪.‬ﻓﺈذا ﻓﻘد اﻹﻧسان اﻹﻳمان ﺑا﮻ ﻓﺈﻧه � ﻳعود ﺑﺈم�اﻧه اﻹﻳمان ﺑﺄي �ء على‬
‫أساس عل�‪ ،‬و إذا أﻧكر وﺟود ﷲ ﻓﺈن عﻘله ﻳﻨحرف عﻦ �ل حﻖ‪ .‬ﻓاﻹﻳمان ﺑا﮻‬

‫‪107‬‬
‫مﺒـدأ �ـل عﻘـل ســـلﻴم للوصـــول للحﻖ � �ـل �ء‪ .‬اذكر آﻳـﺔ ﻗـد ﺗكون هﻲ اﻷدل‬
‫على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ً‬
‫�ـد مﻦ العصــــاة مﻦ ﺗـﺬكرﻩ ﺑﻨعم ﷲ علﻴـه ﻓﻴﻘول‪ :‬أﻧـا أصـــ� � أر�ـدهـا‪ ،‬ولو‬
‫عﺸﺖ � ﻏ�ها ل�ان أحﺐ ﱠ‬
‫إ�!‬
‫ً‬
‫اذكر آﻳـﺔ ﻳمكﻦ أن ﻳﻔهم مﻦ ســـﻴـاﻗهـا أن ﻗومـا ﺟحـدوا ﻧعمـﺔ ﷲ علﻴهم وطلﺒوا‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ﺿــــدهـا ردا على أﻧبﻴـ�اﺋهم أو صــــا�ﻴهم الـﺬﻳﻦ �ـاﻧوا ُﻳـﺬكروﻧهم ﺑهـﺬﻩ الﻨعمـﺔ‬
‫ليﺸكروها‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫اﻹﺟﺎﺑﺎت‬

‫اﻟﺠﺰء اﻷول‬

‫ََ ُ‬ ‫َ ًَ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ َ ُّ َ‬


‫رض خ ـليفة قالوا �� َعل فيها َمن يُفس ُِد‬
‫ِلم��ِكةِ إِ� ج ـاعِل ِ� ا� ِ‬ ‫كل َ‬ ‫﴿�ذ قال ر�‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ ّ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ ّ َ َ ُ‬
‫ِماء َو� ُن � َسـ ّبِ ُح ِ�َمد َِك َو�ق ّد ُِس لك قال إِ� أعل ُم ما � تعلمون﴾‬
‫فيها َو�َسـفِك ا�‬
‫]الﺒﻘرة‪[30:‬‬
‫ً‬
‫ﻓا﮻ ‪-‬عﺰ وﺟل‪َ -‬ع ِلم أز� أن آدم سـﻴ�ل إ� اﻷرض ﺑسـﺒﺐ معصـﻴﺘ�ه مﻦ ﻗﺒل‬
‫ُ‬ ‫ًَ‬ ‫َْ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫أن �لــــﻘه‪ ،‬كــــما ﻗال‪﴿ :‬إِ ِ� َجــ ـاعِل ِ� ا� ْر ِض َخلِيفة﴾‪ ،‬ولكﻨــــه لم � ِ َ� ُﻩ على‬
‫�ء عﻦ ﺗﻘدﻳر ﷲ ‪-‬ﺗعا�‪ -‬وحكمﺘه‪.‬‬ ‫معصﻴﺘ�ه‪ ،‬و� �رج ٌ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ﻗــارن ذلــك ﺑمــا � كﺘــﺐ أهــل الكﺘــاب ا�حرﻓــﺔ ال� ﺗﻈهر و�ــﺄن الرب ﺗﻔــاﺟــﺄ‬
‫وﻏﻀﺐ وﺧاف مﻦ أ�له آدم وحواء مﻦ الﺸﺠرة‪ ،‬ﺗعا� ﷲ عﻦ ذلك‪.‬‬

‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬


‫نات َوما يَ�ف ُر بِها إِ� الفاس‬
‫ِقون﴾ ]الﺒﻘرة‪[99:‬‬ ‫آيات بي ِ ٍ‬ ‫﴿ َولقد أ َ‬
‫نز�ا إِ�ك ٍ‬
‫ات﴾ � ﻏاﻳﺔ الوﺿـــوح‪ ،‬والد�لﺔ و�اﻓﻴﺔ‬ ‫َّ‬
‫حﻴﺚ ذكر ﷲ ﺗعا� أن آﻳاﺗه ﴿بيِنـــــ ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ون﴾‪.‬‬ ‫ﻹﻗامﺔ ا�ﺠﺔ‪ ،‬وأعﻘﺒها ‪-‬ســﺒحاﻧه‪ -‬ﺑﻘوله ﴿ َو َما يَ�ف ُر ب ِــــ َها إِ� الف ِ‬
‫اسـق‬
‫ﻓﺘﻘدﻳم الﻨﻔﻲ مع ا�ســـﺘثﻨ�اء ﻳﻔﻴد ا�صـــر‪ ،‬ﻳع� هﺬﻩ اﻵﻳات الواﺿـــحات �‬
‫ﻳكﻔر ﺑها إ� الﻔاسﻘون ا�احدون ﻷمر ﷲ ﺗعا�‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫َ َّ َ ُ َ َ َّ‬ ‫َّ َ َ َ ّ َ َ‬
‫ين َ�ظ ّنون �� ُهم‬‫ب� ٌة إِ� � ا�اشِع�۝ا�‬ ‫الصــ� َو َّ‬
‫الص�ة ِ �نها لك‬ ‫ِ‬
‫استــعينوا ب َّ‬
‫ِ‬
‫﴿ َو َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫ُم�قو َر ّ� ِ ِهم َو�� ُهم إِ�هِ را ِجعون﴾ ]الﺒﻘرة‪[46-45:‬‬
‫َّ َ َ‬
‫ب� ٌة﴾‪ ،‬ﻳع�‪ :‬ﺛﻘﻴلﺔ أو‬
‫ك َ‬ ‫ﻓا﮻ ﻳﺬكر لﻨا � اﻵﻳﺔ الكر�مﺔ � ﺷــﺄن الصــ�ة ﴿�نها ل‬
‫ﺷــاﻗﺔ على الﻨﻔوس‪ .‬إ� أﻧها ﻏ� ﺛﻘﻴلﺔ على عﺒادﻩ ا�اﺷــع�‪ ،‬ووصــﻒ هﺆ�ء‬
‫َ َ َّ‬ ‫َّ‬
‫ين َ� ُظ ّنـــــون �� ُهم ُم�قو َر ّ� ِ ِهم﴾ ﻳع� لدﻳهم الﻴﻘ� ﺑﺄﻧهم‬
‫ا�اﺷـــع� ﺑــــــ ﴿ا� َ‬

‫مﺒعوﺛون ومحـاســـﺒون وراﺟعون إ� ﷲ ‪-‬ﺗعـا�‪ ،-‬وهـﺬا الﻴﻘ� هو مـا ﻳعﻴﻨهم‬


‫َ‬ ‫ً‬
‫على إﻗـامـﺔ الصـــ�ة‪ .‬والﻈﻦ هﻨـا ﺑمع� الﻴﻘ�‪ ،‬كمـا � ﻗولـه ﺗعـا� مﺜ�‪َ ﴿ :‬و َرأى‬
‫ُ ُّ َ ُ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬
‫ُ ْ ُ َ َّ َ َ‬ ‫ْ‬
‫وها﴾‪.‬‬ ‫ار �ظ ُّنوا ��هم مواق ِع‬ ‫المج ِرمون ا�‬
‫ّ َ‬
‫ﻗـال اﺑﻦ عـاﺷـــور‪) :‬وا�راد ﺑـا �ـاﺷـــع هﻨـا الـﺬي ذلـل ﻧﻔســـه‪ ،‬وكســـر َســـورﺗهـا‬
‫وعودها أن ﺗطم� إ� أمر ﷲ‪ ،‬وﺗطلﺐ حسـﻦ العواﻗﺐ‪ ،‬وأن � ﺗﻐ� ﺑما ﺗﺰ�ﻨ�ه‬
‫الﺸــهوة ا�اﺿــرة‪ .‬ﻓهﺬا الﺬي �اﻧﺖ ﺗلك صــﻔﺘه ﻗد اســﺘعدت ﻧﻔســه لﻘﺒول‬
‫ََ ﱡ‬
‫ا��‪ .‬و�ـﺄن ا�راد ﺑـا �ـاﺷـــع� هﻨـا ا �ـاﺋﻔون الﻨـاﻇرون � العواﻗـﺐ‪ ،‬ﻓﺘ ِﺨﻒ‬
‫علﻴهم ا�ســﺘعاﻧﺔ ﺑالصــ� والصــ�ة‪ ،‬مع ما � الصــ� مﻦ الﻘمع للﻨﻔس وما �‬
‫الص�ة مﻦ ال�ام أوﻗات معﻴﻨ�ﺔ وطهارة � أوﻗات ﻗد ﻳكون للعﺒد ﻓﻴها اﺷﺘﻐال‬
‫ً‬ ‫ﺑما ﻳهوى أو ﺑما ﱢ‬
‫�صل مﻨه ما� أو لﺬة(‪.‬‬

‫ُ ُ‬ ‫نف َسـ ُ‬‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِماء ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫﴿�ذ أَ َخذنا ميثاقَ ُ‬
‫�م مِن دِيارِ�م � َّم‬ ‫�م َو� � ِرجون أ‬ ‫ِكون د َ‬ ‫�م � �سـف‬
‫ر�قا م ُ‬ ‫َ َ ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ َ ُ ُ َ ُ َ َ ُ‬
‫نف َسـ ُ‬ ‫َ َ ُ ََ ُ َ َ َ‬
‫ِن�م‬ ‫�م َو� ِرجون ف‬ ‫ـهدون ۝ �م أنتم هؤ� ِء تقتلون أ‬ ‫أقررتم وأنتم �ش‬
‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ َ ََ‬
‫فادوهم َو ُه َو � َّر ٌم‬
‫ُ‬ ‫دوان �ن يَأتو�م أسارى ت‬ ‫َ ُ‬
‫ا�ث ِم والع ِ‬ ‫ِمن دِيارِهِم تظاهرون علي ِهم ب ِ ِ‬

‫‪110‬‬
‫عض فَما َج ُ‬
‫زاء َمن‬ ‫ََ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ََُ‬ ‫ََ ُ‬
‫اب وت�فرون بِب ٍ‬ ‫عض الكِتــــ ـ ِ‬ ‫خراج ُهم أ�تؤمِنون ب ِ َب ِ‬ ‫علي�م إِ‬
‫ََ ّ َ‬ ‫َ َُّ َ‬ ‫ُّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬
‫يفعل ذل ِك مِن�م إِ� خِزي ِ� ا�يـــاة ِ ا�نيا و�وم القِيامةِ يردون إِ� أش ِد الع ِ‬
‫ذاب‬
‫َ ّ َ َ َ‬ ‫َو َما َّ ُ‬
‫عملون﴾ ]الﺒﻘرة‪[85-84:‬‬ ‫ا� بِغاف ٍِل �ما ت‬
‫ﺟاء � ﺗﻔســـ� الﺒﻐوي‪):‬ﻗال الســـدي‪ :‬إن ﷲ ﺗعا� أﺧﺬ على ﺑ� إســـراﺋﻴ�ل �‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫الﺘوراة أن � ﻳﻘﺘل ﺑعﻀــهم ﺑعﻀــا‪ ،‬و� �رج ﺑعﻀــهم ﺑعﻀــا مﻦ دﻳارهم‪ ،‬وأﻳما‬
‫عﺒـد أو أمـﺔ وﺟـدﺗموﻩ مﻦ ﺑ� إســـراﺋﻴـ�ل ﻓـاﺷـــ�وﻩ ﺑمـا ﻗـام مﻦ ﺛمﻨـه وأعﺘﻘوﻩ‪،‬‬
‫ﻓ�اﻧﺖ ﻗر�ﻈﺔ حلﻔاء اﻷوس‪ ،‬والﻨﻀـ� حلﻔاء ا�ﺰرج‪ ،‬و�اﻧوا ﻳﻘﺘﺘلون � حرب‬
‫ســم� ﻓﻴﻘاﺗل ﺑﻨو ﻗر�ﻈﺔ وحلﻔاؤهم وﺑﻨو الﻨﻀــ� وحلﻔاؤهم وإذا ﻏلﺒوا أﺧرﺑوا‬
‫َ‬
‫دﻳـارهم وأﺧرﺟوهم مﻨهـا‪ ،‬وإذا أ َســـر رﺟـل مﻦ الﻔر�ﻘ� ﺟمعوا لـه ح� ﻳﻔـدوﻩ‬
‫ُ‬
‫وإن �ــان اﻷســـ� مـﻦ عــدوهـم‪ ،‬ﻓـﺘـ َعـ ﱢ�هـم اﻷعـراب وﺗـﻘـول‪ :‬كـﻴـﻒ ﺗـﻘــاﺗـلـوﻧـهـم‬
‫ُ‬
‫وﺗﻔـدوﻧهم ﻗـالوا‪ :‬إﻧـا أ ِمرﻧـا أن ﻧﻔـدﻳهم‪ ،‬ﻓﻴﻘولون‪ :‬ﻓلم ﺗﻘـاﺗلوﻧهم؟ ﻗـالوا‪ :‬إﻧـا‬
‫ﻧسﺘحي أن ُﻳسﺘﺬل حلﻔاؤﻧا(‪.‬‬
‫ﻓالﻴهود �اﻧوا ﻳﻔعلون هﺬﻩ اﻷﻓعال مﻦ اﻓﺘداء اﻷســـرى وال� ﻇاهرها )أعمال‬
‫ﺧ��ﺔ( ومع ذلك لم ﻳﻘل ﷲ لهم‪ :‬أحسﻨﺘم � هﺬا ا�اﻧﺐ )اﻓﺘداء اﻷسرى(‪،‬‬
‫وإن كﻨﺘم أسﺄﺗم � ﻏ�ﻩ )ﻗﺘال إﺧواﻧهم مﻦ الﻴهود والتسﺒﺐ � أسرهم(‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ﺧطاﺑا ﺷـدﻳدا ﺑسـﺒﺐ ﺗسـﺒﺒهم ﺑاﻷذﻳﺔ مﻦ الﺒداﻳﺔ‬ ‫ﺑل إن ﷲ ﺗعا� ﻳوﺟه لهم‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫جون أنف َسـ ُ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِماء ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫�م ِمن دِيارِ�م﴾‪،‬‬ ‫�م َو� �ــــ ِر‬ ‫ِكون د َ‬ ‫ومﺨالﻔﺔ الﻨهﻲ ﴿� �سـف‬
‫ِن�م إ ّ� خ ٌ‬
‫ِزي‬ ‫فع ُل ذل َِك م ُ‬ ‫ﺧطاﺑا � ﻏاﻳﺔ التﺸﻨﻴع ﴿فَما َجــ ُ‬
‫زاء َمن يَ َ‬ ‫ً‬ ‫و�وﺟه لهم‬
‫ِ‬
‫َ ّ َ َ َ‬ ‫العذاب َو َما َّ ُ‬ ‫َ‬
‫ون إ� أ َش ّ ِد َ‬
‫َ ُ ّ َ‬ ‫ُّ َ َ َ‬
‫لون﴾‪.‬‬‫ا� بِغاف ٍِل �ما تعم‬ ‫ِ‬ ‫ا�ـياة ِ ا�نيا و�وم القِيامةِ ي َرد ِ‬
‫ِ� َ‬

‫‪111‬‬
‫َ َ َ ُ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ ُ َ ّ‬ ‫آمنوا َو َعملُوا ّ‬‫﴿ َو� َ ّ ِ� َّا�يــ َن َ‬
‫نهار �مــا‬ ‫ات �ري مِن �تِها ا�‬ ‫ا�اتِ أن لهم جن ٍ‬ ‫الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ُرزِقوا مِنها مِن � َم َر ٍ� رِزقا قالـوا هذا ا�ي ُرزِقنا مِن قبل َوأتوا بِهِ ُمتشاب ِ ًها َول ُهم فيها‬
‫َ‬
‫خا�ون﴾ ]الﺒﻘرة‪[25:‬‬ ‫أَ ٌ‬
‫زواج ُم َط َّه َر ٌة َو ُهم فيها ِ‬
‫ُ‬
‫﴿ َوأتوا بِهِ ُمتَشـاب ِ ًها﴾ ﻗﻴل‪ :‬ﻳﺸـﺒه ﺑعﻀـه ﺑعﻀـا‪ ،‬و�ﺘلﻒ � الطعم‪ ،‬ﻓ� سـﺂمﺔ و�‬
‫رﺗاﺑﺔ � ا�ﻨـﺔ‪ .‬ح� الﻔـاكهـﺔ ال� ﺗﺒـ�دو ﺑﻨﻔس الﺸـــ�ـل ﻳﺘﻐ� طعمهـا مﻦ ﻗﺒﻴـ�ل‬
‫ا�ﻔاﺟﺄة وﷲ أعلم‪.‬‬

‫َ ً َ ّ َ َ َّ ُ ّ ُ ً َ َ َ َ ُ َ َ َ ٌ‬ ‫﴿قُ َ‬
‫داي ف� خـ ـوف‬ ‫لنا اهبِطوا مِنها �يعـ ـا فإِمـ ـا يأت ِين�م مِ� هدى �من تبِع ه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َعلي ِهم َو� ُهم � َزنون﴾ ]الﺒﻘرة‪[38:‬‬
‫َ َ َ َّ ٰ َ‬ ‫ّ َ‬ ‫ّ‬
‫� آد ُم مِن‬ ‫ﻓـا﮻ ‪-‬عﺰ وﺟـل‪ -‬ﻗﺒـل ﺗوﺑـﺔ آدم كمـا أوﺿـــح � ســـورة اﻷعراف ﴿�تل‬ ‫ِ‬
‫ﺗمح اﻵﺛار‬‫اب َعلَيْهِ﴾‪ ،‬ولكﻦ مع هﺬﻩ الﺘوﺑﺔ مﻦ ﷲ ﻓﺈﻧها لم ُ‬ ‫َّر ّ�ــهِ َ� َِمــات َ� َتــ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫لنا اهبطوا مِنها َ� ً‬
‫يعا﴾‪.‬‬ ‫الدﻧﻴو�ﺔ‪ ،‬وهﻲ الهﺒوط مﻦ ا�ﻨﺔ ﴿قُ َ‬
‫ِ‬
‫وم إنَّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫�م‬ ‫ومﺜال آﺧر على ذلك ﻗول ﷲ ‪-‬ﺗعا�‪�﴿ :-‬ذ قـــ ـال مو� لِقو ِمهِ يا ق ِ ِ‬
‫�م ذل ُ‬ ‫نف َســ ُ‬‫ُ َ ُ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫نف َس ُ‬‫َ َ ُ َ ُ‬
‫ِ�م‬ ‫ا�اذِكــ ُم العِجل فتو�وا إِ� بارِ�ِ�م فاقتلوا أ‬ ‫�م ب ِ ِ‬ ‫ظلمتم أ‬
‫الر ُ‬ ‫اب َّ‬ ‫اب َعلَ ُ‬
‫ي�م إنَّ ُه ُه َو ا�َّ ّو ُ‬ ‫�م فَتـــ َ‬‫ِند بار� ُ‬ ‫�م ع َ‬ ‫� لَ ُ‬‫َخ ٌ‬
‫حيم﴾ ]الﺒﻘرة‪.[54:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اب َعلَ ُ‬ ‫ﺗوﺑﺔ ﺑ� إسـراﺋﻴ�ل ﴿فَتــــ َ‬ ‫ّ َ َ َ‬ ‫ّ‬
‫ي�م﴾‪ ،‬ولكﻦ هﺬﻩ الﺘوﺑﺔ‬ ‫ﻓا﮻ ‪-‬عﺰ وﺟل‪ -‬ﻗ ِﺒل‬
‫�م ذل ُ‬ ‫َ ُ‬
‫نف َسـ ُ‬ ‫مﻦ ﷲ �اﻧﺖ مﺸـروطﺔ ﺑتﻨﻔﻴﺬ العﻘوﺑﺔ الدﻧﻴو�ﺔ ﴿فَ ُ‬
‫ِ�م‬ ‫اقتــــلوا أ‬

‫� م﴾ ‪.‬‬‫ِند بار� ُ‬ ‫�م ع َ‬ ‫� لَ ُ‬‫َخ ٌ‬


‫ِِ‬

‫‪112‬‬
‫َ ُ َ َ َّ ُ َ َ‬
‫�م � َّتقون﴾‬ ‫�م َو َّا� َ‬
‫ين مِن قبل ِ�م لعل‬ ‫� ُم َّا�ي َخلَ َق ُ‬
‫اعبـدوا َر َّ� ُ‬
‫اس ُ‬‫﴿يا َ� ُّ� َها ا�ّ ُ‬

‫]الﺒﻘرة‪.[21:‬‬

‫َ ُ َ َ َّ ُ َ َ‬
‫�م � َّتقون﴾‬ ‫�م َو َّا� َ‬
‫ين مِن قبل ِ�م لعل‬ ‫� ُم َّا�ي َخلَ َق ُ‬
‫اعبـدوا َر َّ� ُ‬
‫اس ُ‬‫﴿يا َ� ُّ� َها ا�ّ ُ‬

‫]الﺒﻘرة‪.[21:‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َّ َ‬ ‫ُ َ ُ َ ُ َ‬
‫اء ل ُهم َمشوا فيهِ �ذا‬ ‫صار ُهم �مـا أضـ‬ ‫ال�ق �ـ َطف أبـ‬ ‫ﺑعد ﻗوله ﺗعا�‪﴿ :‬يَ�ـاد‬
‫َّ َّ َ َ ُ ّ َ‬ ‫ََ‬ ‫ب� َ‬ ‫َ َّ ُ َ َ‬
‫� َه َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َ ََ‬
‫� � ٍء‬‫ِ‬ ‫�‬ ‫ا�‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ِم‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫بصار‬‫أ‬‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ا�‬ ‫شاء‬ ‫و‬ ‫ل‬‫و‬ ‫وا‬‫ــ‬ ‫قام‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫أظلــم عل ِ‬
‫ي‬‫ــ‬

‫دير﴾ ]الﺒﻘرة‪[20:‬‬ ‫قَ ٌ‬


‫ا� لَــ ـ َذ َه َ‬
‫ب � ِ َســـ ـمعِ ِهم‬ ‫ﻓﺠاء الﺘﺨو�ﻒ والﺘﻘر�ع � اﻵﻳﺔ اﻷو� ﴿ َولَــ ـو ش َ‬
‫ـاء َّ ُ‬

‫اس‬ ‫َوأَبصــارهِم﴾‪ ،‬ﺛم أﺗﺒعه �طاب إﻗﺒال ورحمﺔ مﻦ ﷲ ﺗعا�‪﴿ :‬يَا َ�يُّـــــ َها ا�ّ ُ‬
‫ِ‬
‫اعبدوا َر َّ� ُ‬
‫� ُم﴾‪.‬‬ ‫ُ‬

‫َ َ َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬


‫رض قالــــوا إِنما � ُن ُمصـل ِحون۝أ� إِ� ُهم ُه ُم‬ ‫﴿�ذا قيل ل ُهــــم � ت ِ‬
‫فسـدوا ِ� ا� ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫رون﴾ ]الﺒﻘرة‪[12-11:‬‬ ‫الـمفسِدون َول�ِن � �شع‬‫ُ‬

‫ﻓا�ﻨاﻓﻘون لم ﻳستﺸعروا سوء عاﻗﺒﺔ أﻓعالهم‪ ،‬وأﻧها ﺗنﺸر الﻔساد � اﻷرض‪،‬‬


‫ﺑل أوصــلهم ع� ﻗلوﺑهم إ� اســتﺸــعار أن ما ﻳﻔعلوﻧه هو مﻦ اﻹصــ�ح ﴿قالوا‬
‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫ِحون﴾‪.‬‬ ‫إِنما � ُن ُمصل‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫‪113‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََُ ْ َ َ ٌ َ‬ ‫ً‬ ‫َّ َ ٌ َ َ َ‬
‫اد ُه ُم َّ ُ‬ ‫ُُ‬
‫اب أ ِ� ٌم ب ِ َمـا �نوا يَ�ـذِبُون﴾‬ ‫ا� َم َرضـــا ۖ ولهم عـذ‬ ‫﴿ ِ� قلو� ِ ِهم مرض فز‬
‫]الﺒﻘرة‪.[10:‬‬
‫ً‬
‫ﻓاﻷصـل أن ﻗلوﺑهم �اﻧﺖ مر�ﻀـﺔ ﻓﺰادهم ﷲ مرﺿـا ﻓلم ��هم ﷲ عﺰ وﺟل‬
‫على مرض الﻘلوب‪ ،‬كما ﻗال ﺗعا�‪﴿ :‬فلما زاغوا أزاغ ا� قلو�هم﴾ ]الصﻒ‪.[5:‬‬
‫ً‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬
‫و�ـد � ا�ﻘـاﺑـل أن مﻦ آمﻦ ﻗل ُﺒـه واهﺘـدى واســـتســـلم ﮻ ﻓـﺈن ﷲ ﻳﺰ�ـدﻩ هـدى‬
‫اه ْم َ� ْق َو ُ‬ ‫َ َّ َ ْ َ َ ْ َ َ‬
‫اد ُه ْم ُه ًدى َوآتَ ُ‬ ‫ً‬
‫اه ْم﴾ ]محمد‪:‬‬ ‫وإﻳماﻧا كما � ﻗ ـوله ﺗع ـا�‪﴿ :‬وا�ِين اهتدوا ز‬
‫‪.[17‬‬
‫ُ‬
‫ﻓا�ﺰاء مﻦ ﺟنس العمل‪.‬‬

‫ْ ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُّ َ ُ‬
‫ا�م بِق َّو ٍ� َواذك ُروا َما‬ ‫ور ُخذوا َما آتيْ َنــ‬ ‫﴿�ذ أخذنا مِيثــاق�م ور�عنا فوق�م الط‬
‫ْ َ َ َ َ َ َ ْ ُ َّ‬
‫ا� َعلَيْ ُ‬
‫� ْم َو َر ْ َ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫َ َّ ُ َ ُ َ‬
‫� ُت ُه‬ ‫�ِيهِ ل َعل� ْم � َّتقون ۝ � َّم ت َو�ْ ُتم ّ ِمن َ�ع ِد �ٰل ِك ۖ فل ْو� فضــل ِ‬

‫�ن﴾ ]الﺒﻘرة‪[64-63 :‬‬ ‫ا� َ‬ ‫َ ُ ُ ّ َ َْ‬


‫لكنتم ِمن ا� ِ ِ‬
‫ً‬
‫ﻓا﮻ عﺰ وﺟل �كﻲ ﻗصـﺔ ﺑ� إسـراﺋﻴ�ل لما رﻓع ﻓوﻗهم ا�ﺒل ﺗهدﻳدا لهم ح�‬
‫ـاﺟلوا ﺑـالعﻘوﺑـﺔ ﱡ‬
‫أحســـوا‬ ‫ﻳﻘﺒلوا ﺑـالﺘوراة و�عملوا ﺑمـا ﻓﻴهـا‪ ،‬ولكﻨهم عﻨـدمـا لم ﻳع َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ﺑاﻷمان واﻧصرﻓوا عﻦ امﺘﺜ�ال اﻷمر ﴿� َّم تَ َو�ْ ُتم ّ ِمن َ� ْع ِد �ٰل َِك﴾‪.‬‬

‫َّ ُ َ ّ ٌ ّ َ َ َ ُ ْ َ َ َ َ ٌ ّ َ َّ َ ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫﴿ َول َ َّمـا َجـ َ ُ‬


‫ِين أوتوا‬ ‫عنـ ِد ا�ِ مصـــدِق لِمـا معهم �بـذ ف ِر�ق مِن ا�‬ ‫اءه ْم َر ُسـ ـول ّم ِْن ِ‬
‫َ َّ َ ُ َ َ ْ ُ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َّ َ‬ ‫ْ َ َ َ َ َّ َ َ َ ُ‬
‫الشـ ـ َياط ُ‬
‫ِ�‬ ‫اء ظ ُهورِه ِْم ك�� ُه ْم � َ� ْعل ُمون ۝ وا�بعوا ما �تلو‬ ‫كتـاب كِتاب ا�ِ ور‬ ‫ال ِ‬

‫‪114‬‬
‫َ َ ٰ ُ ْ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ ْ َ ُ َ َ ٰ َّ َّ َ َ َ َ ُ ُ َ ّ ُ َ‬
‫ون ا�َّ َ‬
‫اس‬ ‫ك سـليمان ۖ وما �فر سـليمان و��ِن الشـياطِ� �فروا �عل ِم‬ ‫� مل ِ‬
‫ار َ‬ ‫ك ْ� ب َباب َل َه ُ‬
‫ار َ‬
‫وت َو َم ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َ َ ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ َْ ََ‬
‫وت﴾ ]الﺒﻘرة‪[102-101 :‬‬ ‫السِحر وما أنزِل � المل ِ ِ ِ‬
‫ﻗــال الســـعــدي‪) :‬كــﺬلــك هﺆ�ء الﻴهود لمــا ﻧﺒـ�ﺬوا كﺘــاب ﷲ اﺗﺒعوا مــا ﺗﺘلوا‬
‫الﺸــﻴاط� و�ﺘلﻖ مﻦ الســحر على ملك ســلﻴمان حﻴﺚ أﺧرﺟﺖ الﺸــﻴاط�‬
‫للﻨاس السـحر‪ ،‬وزعموا أن سـلﻴمان علﻴه السـ�م �ان ﻳسـﺘعمله وﺑه حصـل له‬
‫َ‬
‫ا�لك العﻈﻴم‪ .‬وهم كﺬﺑﺔ � ذلك(‪ .‬اهـ‬
‫َ َ ََ‬ ‫ﱠ‬
‫و� ا�ع� ﻧﻔسه ‪ -‬أي مﻦ ﺗرك ا�ﻖ اﺑﺘلﻲ ﺑالﺒاطل ‪ -‬ﻳﻘول ﷲ ﺗعا�‪﴿ :‬فخلف‬
‫َ َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌْ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ات ف َسـ ـ ْوف يَلق ْون � ًّيـا﴾‬
‫م ِْن َ�عـ ِده ِْم خلف أضـــاعوا الصـ ـ�ة َوا� َب ُعوا الشـ ـ َه َو ِ‬
‫]مر�م‪[59:‬‬

‫ت‬ ‫ك ُ�ْر ْج َ�َا م َِّما تُنب ُ‬


‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َ َ َّ َ‬ ‫� َ َٰ‬
‫� َط َعــا ٍ� َواح ٍِد فادع �ا ر�ــ‬ ‫﴿�ذْ قُلْ ُت ْم يَا ُم َ ٰ‬
‫و� لَن نَّ ْص َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َّ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ َّ‬ ‫َْ ُ‬
‫�‬‫ون ا�ِي ُه َو أ ْد َ ٰ‬ ‫ا� ْرض مِن �قل ِها وق ِثا�ِها وفومِها وعد ِسـها و�صـلِها ۖ قال ��سـتبدِل‬
‫ّ َّ ُ ْ َ ُ‬ ‫ْ ً َ َّ َ ُ َّ َ َ ْ ُ ْ َ ُ َ ْ َ‬ ‫ب َّ ِ ُ َ َ ْ ٌ ْ ُ‬
‫ت َعليْ ِه ُم ا�ِلة َوال َم ْسك َنة‬ ‫��ـ‬
‫ا�ي هو خ� ۚ اهبِطوا مِ�ا فإِن ل�م ما س��م ۗ و ِ‬ ‫ِ‬
‫ون ا�َّب ّي َ‬ ‫ُ‬
‫َّ َ َ ْ ُ َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ‬
‫َّ َ َ َّ َ ُ‬ ‫ضـ ّ‬ ‫ََ ُ َ َ‬
‫�‬ ‫ِِ‬ ‫ات ا�ِ و�قتل‬ ‫ب م َِن ا�ِ ۗ �ٰل ِك بِ�� ُه ْم �نوا يَ�ف ُرون بِآيَــــ ِ‬ ‫و�اءوا بِغ ٍ‬
‫َ ْ ْ َ ّ َ ٰ َ َ َ َ َّ َ ُ َ ْ َ ُ َ‬
‫ون﴾ ]الﺒﻘرة‪[61 :‬‬ ‫� ا� ِق ۗ �ل ِك بِما عصوا و�نوا �عتد‬ ‫بِغ ِ‬
‫ّ‬
‫ﻳﻘدروا ما أﻧعم ﷲ ﺑه علﻴهم مﻦ ﱢ‬ ‫ﱠ‬
‫ا�ﻦ والسلوى‪ ،‬ﻓطلﺒوا ما‬ ‫ﻓﺈن ﺑ� إسراﺋﻴ�ل لم‬
‫هو أد� مﻦ اﻷطعمﺔ‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫بد ب َ‬ ‫ا� ُّر ب ُ ّ َ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ َ ََ‬ ‫َ ُّ َ َّ َ َ‬


‫العب ِد‬ ‫ا� ِر والع ِ‬ ‫﴿يا �ي ـها ا�ين آمنوا كتِب عليــ�م القِصاص ِ� القت� ُ ِ‬
‫ََ ٌ َ‬ ‫َ ٌ َ ّ ٌ‬
‫ِباع ب َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حسان‬
‫ٍ‬ ‫عروف وأداء إِ�هِ �ِإِ‬
‫ِ‬ ‫الم‬ ‫ِ‬ ‫� ُ� مِن أخـ ـيهِ �ء فات‬ ‫َوا�ن� بِا�ن� �من ع ِ َ‬
‫ٌ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫�ـ ٌة َ� َمن َ‬ ‫َ َ ٌ‬
‫ـد ذل ِـك فلـ ُه َعـ‬
‫ذاب أ ٌ‬ ‫اعتـدى بَعـ َ‬ ‫فيف مِن َر ّ� ُ‬
‫�م َو َر َ‬
‫�م﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذل ِـك �‬
‫]الﺒﻘرة‪[178:‬‬
‫ا�ر إذا ﻗﺘــل ُ‬
‫ا�ر‪ ،‬ﻓــدم الﻘــاﺗــل كﻒء لــدم الﻘﺘﻴ ـ�ل‪،‬‬ ‫ﻗــال الﻘرط�‪) :‬أي أن ُ‬

‫والﻘصــــاص مﻨـه دون ﻏ�ﻩ مﻦ الﻨـاس‪ ،‬ﻓ� �ـاوزوا ﺑـالﻘﺘـل إ� ﻏ�ﻩ ممﻦ لم‬
‫ﻳﻘﺘل ﻓﺈﻧه حرام علﻴكم أن ﺗﻘﺘلوا ﺑﻘﺘﻴلكم ﻏ� ﻗاﺗله(‪.‬‬

‫عروف‬
‫ٍ‬
‫� ُ‬
‫حوه َّن ب ِ َم‬ ‫عروف أَو َ ّ‬
‫ٍ‬
‫غن أَ َجلَــ ُه َّن فَأَمس ُ‬
‫ِكوه َّن ب َ‬
‫م‬ ‫ِساء َ� َبلَ َ‬ ‫﴿�ذا َطلَّ ُ‬
‫قتــ ُم النّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َّ‬
‫فس ُه َو� �تخِذوا آياتِ‬ ‫فعل ذل َِك َ� َقد َظلَ َم نَ َ‬
‫عتدوا َو َمن يَ َ‬ ‫َو� تُمس ُ‬
‫ِكوه َّن � ًارا �ِ َـــ َ‬
‫ِ‬
‫يكــم َوما أَنــ َز َل َعلَــ ُ‬‫َ َ َّ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ي�م م َِن الكِتــاب َوا� َ‬
‫ِكمةِ‬ ‫ِ‬ ‫ا�ِ ُه ُز ًوا َواذكروا ن ِعمت ا�ِ عل‬

‫ليم﴾ ]الﺒﻘرة‪[231:‬‬ ‫� ّل َ� ٍء َع ٌ‬ ‫ا� ب ُ‬ ‫ا� َواعلَموا أَ َّن َّ َ‬


‫�م بهِ َو َّا� ُقوا َّ َ‬
‫يَع ُِظ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻗـال الﻘرط�‪) :‬وروي عﻦ عـاﺋﺸـــﺔ أن الرﺟـل �ـان ﻳطلﻖ امرأﺗـه ﺛم ﻳﻘول ‪ :‬وﷲ‬
‫ﱠ‬ ‫ُ‬
‫� ّأو ِرﺛـك و� أدعـك‪ .‬ﻗـالـﺖ‪ :‬وكﻴﻒ ذاك؟ ﻗـال‪ :‬إذا كـدت ﺗﻘﻀـــ� ِعـدﺗــك‬
‫َّ‬
‫ا�ِ ُه ُز ًوا﴾‪.‬‬ ‫َ َّ‬
‫راﺟعﺘك(‪ ،‬ﻓ�لﺖ‪َ ﴿ :‬و� �تخِذوا ِ‬
‫آيات‬

‫ﻗال علماؤﻧا‪ :‬واﻷﻗوال �لها داﺧلﺔ � مع� اﻵﻳﺔ؛ ﻷﻧه ﻳﻘال �ﻦ سـﺨر مﻦ آﻳات‬
‫ﷲ‪ :‬ا�ـﺬهـا هﺰوا‪ .‬و�ﻘـال ذلـك �ﻦ كﻔر ﺑهـا‪ ،‬و�ﻘـال ذلـك �ﻦ طرحهـا ولم ﻳـﺄﺧـﺬ‬

‫‪116‬‬
‫َّ‬ ‫ﺑهـا وعمـل ﺑﻐ�هـا‪ ،‬ﻓعلى هـﺬا ﺗـدﺧـل هـﺬﻩ اﻷﻗوال � اﻵﻳـﺔ‪ .‬و ﴿ َ‬
‫ا�ِ﴾ هﻲ‬ ‫ات‬
‫آيـ ِ‬
‫د�ﺋله وأمرﻩ وﻧهﻴه‪.‬‬

‫ُ‬ ‫اس َو�َيّنات م َِن ُ‬ ‫ُ ُ‬


‫رآن ُه ًدى ل ّ‬ ‫َ َّ ُ َ‬ ‫﴿ َشــ ُ‬
‫الهدى َوالفرقا ِن‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِلن ِ‬ ‫هر َر َمضـــان ا�ي أنزِل فيهِ الق‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ً َ َ‬ ‫َ‬ ‫هر فَ َ‬ ‫ُ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مه َو َمن �ن َمر�ضا أو � َسف ٍر فع َِّدةٌ مِن �يّا ٍ� أخ َر‬ ‫لي ُص ُ‬ ‫الش َ‬ ‫� َمن شــ ِه َد مِن�م‬
‫َّ َ َ ُ َ ّ ُ َّ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫� ُم ُ‬ ‫� َو� يُر�ــ ُد ب ُ‬ ‫يُر�ــ ُد َّ ُ‬
‫ا� ب ُ‬
‫� ُم اليُ َ‬
‫ا� �‬ ‫� َو�ِ ُك ِملوا العِدة و�ِ ك ِ�وا‬ ‫الع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ َ َ َّ ُ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫�م �شكرون﴾ ]الﺒﻘرة‪[185:‬‬ ‫ما هدا�م ولعل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ﻓـا﮻ ‪-‬عﺰ وﺟـل‪ -‬ﺷـــرع لﻨـا أن ﻧعﻈمـه ﺑـﺬكرﻩ ﺑعـد ا�ﻧﺘهـاء مﻦ صـــﻴـام ﺷـــهر‬
‫ـكرا له على ما أﻧعم علﻴﻨ�ا مﻦ الهداﻳﺔ � هﺬا الﺸـهر‪ ،‬وأوﺿـح لﻨا أن‬‫رمﻀـان‪ ،‬ﺷ ً‬

‫هﺬا الﺘكﺒ� هو السﺒﻴ�ل إ� ﺷكرﻩ ﴿ولعل�م �شكرون﴾ أي )كﻲ ﺗﺸكرو�(‪.‬‬


‫ﻓ�ان م�ء عﻴد الﻔطر مﻨاســﺒﺔ لﺸــكر ﷲ ﺗعا� ﺑﺈكﺜار الﺘكﺒ� ح� الوصــول‬
‫إ� مصـــلى العﻴد‪ ،‬كما هو ا�ال � عﻴد اﻷﺿـــ� ا�ﺒارك الﺬي ﺷـــرع ﷲ ﻓﻴه‬
‫الﺘكﺒ� والﺘحمﻴد والﺜﻨ�اء علﻴه ً‬
‫ﺷـكرا له على ﺗوﻓﻴﻘه للطاعﺔ والعمل الصـالح‪،‬‬
‫ا� ْم َولَ َعلَّ ُ‬
‫� ْم‬ ‫ا� َ َ ٰ‬
‫� َمــ ـا َه َد ُ‬ ‫َّ َ َ ُ َ‬
‫ك ّبــ ـ ُروا َّ َ‬ ‫َ ُ ْ ُ ْ‬
‫كما ﻗال ﺗعا� ﴿و�ِ ك ِملوا العِــ ـدة و�ِ ِ‬
‫َْ ُُ َ‬
‫ون﴾‪.‬‬ ‫�شكر‬

‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬


‫اس ل ُ‬
‫� ْم َو�� ُت ْم �ِ َ ٌ‬ ‫﴿ ُه َّن �ِ َ ٌ‬
‫اس ل ُه َّن﴾ ]الﺒﻘرة‪[187:‬‬
‫ﻓـﺄوﺿـــح ﷲ ﺗعـا� أن الرﺟـال لﺒـاس لﺰوﺟـاﺗهم‪ ،‬كمـا أن زوﺟـاﺗهم لﺒـاس لهم‪،‬‬
‫واللﺒاس هﻨا ﺑمع� السكﻦ كما ﻗال اﺑﻦ عﺒاس ومﺠاهد وﻏ�هما‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫ا� ُ� ُّ‬
‫حسـنوا إ َّن َّ َ‬‫ُ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ِب‬ ‫ِ‬ ‫بيل ا�ِ َو� تلقوا بِأيدي�م إِ� ا�َّهلكةِ َوأ ِ‬
‫﴿وأنفِقــــوا � سـ ِ‬
‫الـمحس َ‬
‫ِن�﴾ ]الﺒﻘرة‪[195:‬‬ ‫ُ‬
‫ﺧ� ﻓهو � سﺒﻴ�ل ﷲ‪ ،‬ولكﻦ مﻦ َ‬
‫أوﺟ ِه الﺘﻔاس� �‬ ‫َّ‬
‫ا�ِ﴾ ﻓ�ل ٌ‬ ‫بيل‬ ‫﴿ َوأَنفِقـوا � َ‬
‫س‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يدي�م إِ�‬ ‫اﻵﻳﺔ هﻨا أن ا�ﻘصـــود ﺑه هو ا�هاد � ســـﺒﻴ�ل ﷲ‪َ ﴿ ،‬و� تلقوا بِأ‬
‫ُ َ‬
‫ا�َّهلكةِ﴾‪.‬‬
‫ﺑﺘﺨلﻔكم عﻦ اﻹﻧﻔاق � ا�هاد‪ّ .‬‬
‫ﻓع� ســـﺒحاﻧه عﻦ أن ﺗرك اﻹﻧﻔاق � ســـﺒﻴ�ل‬
‫ﷲ مدعاة لله�ك‪) .‬مسﺘﻔاد مﻦ ﺗﻔس� اﺑﻦ كﺜ�(‬
‫و� ســـﺒﺐ ﻧﺰول اﻵﻳﺔ‪ ،‬ﻗال أﺑو أﻳوب اﻷﻧصـــاري ‪ :‬ﻧﺰلﺖ ﻓﻴﻨ�ا معﺸـــر اﻷﻧصـــار‬
‫وذلك أن ﷲ ﺗعا� لما أعﺰ دﻳﻨ�ه وﻧصر رسوله‪ ،‬ﻗلﻨا ﻓﻴما ﺑيﻨﻨ�ا إﻧا ﻗد ﺗركﻨا أهلﻨا‬
‫وأموالﻨا ح� ﻓﺸا اﻹس�م وﻧصر ﷲ ﻧبﻴ�ه ﻓلو رﺟعﻨا إ� أهلﻴﻨ�ا وأموالﻨا ﻓﺄﻗمﻨا‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫بيل ا�ِ َو� تلقــ ـوا‬‫ـ‬‫ﻓﻴها ﻓﺄصـلحﻨا ما ﺿـاع مﻨها ﻓﺄﻧﺰل ﷲ ﺗعا�‪َ ﴿ :‬وأَنفِقوا � َ‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫يدي�م إِ� ا�َّهلكةِ﴾‪.‬‬ ‫بِأ‬
‫ﻓـالﺘهلكـﺔ اﻹﻗـامـﺔ � اﻷهـل والمـال وﺗرك ا�هـاد‪ ،‬ﻓمـا زال أﺑو أﻳوب �ـاهـد �‬
‫سـﺒﻴ�ل ﷲ ح� �ان آﺧر ﻏﺰوة ﻏﺰاها ﺑﻘسـطﻨطﻴنﻴ�ﺔ � زمﻦ معاو�ﺔ ‪-‬ر� ﷲ‬
‫عﻨهما‪ ،-‬ﻓﺘو� هﻨاك ودﻓﻦ � أصـل سـور الﻘسـطﻨطﻴنﻴ�ﺔ‪ .‬وا�دﻳﺚ صـححه‬
‫اﻷلﺒا� وﻏ�ﻩ‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫ْ ْ ُ ََ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫خر ُج ُ‬‫َ ُُْ ُ ْ َ ْ ُ َ ُْ ُ ُ ْ ََ ْ‬
‫وهــم ّم ِْن َحيْث أخ َر ُجو�ــ ْم ۚ َوالفِت َنة أش ُّد م َِن‬ ‫﴿وا�تلوهم حيث ثقِفتــموهم وأ ِ‬
‫َ َ َُ ُ‬ ‫ْ َ َ َ َّ َ ُ ُ‬ ‫َ َْ ْ‬ ‫َْ ْ ََ َُ ُ ُ ْ‬
‫� ُ�قات ِلو�ـــ ْم �ِيهِ ۖ فإِن قاتلو�ـــ ْم‬ ‫ج ِد ا�ر ِام ح ٰ‬‫القت ِل ۚ و� �قات ِلوهم عِنـــد المس ِ‬
‫�ن﴾ ]الﺒﻘرة‪[191:‬‬ ‫اء الْ َ�ف ِر َ‬
‫وه ْم ۗ َك َ�ٰل َِك َج َز ُ‬
‫ا� ُتلُ ُ‬
‫َ ْ‬
‫ف‬
‫ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫ْ ُ َ‬
‫ﻗال الﻘرط�‪ :‬ﻗوله ﺗعا� ‪َ ﴿ :‬والفِتْ َنة أشــ ُّد م َِن القتْ ِل﴾‪ ،‬أي‪ :‬الﻔﺘﻨ�ﺔ ال� حملوكم‬
‫علﻴها وراموا رﺟوعكم ﺑها إ� الكﻔر أﺷد مﻦ الﻘﺘل‪.‬‬
‫وﻗال مﺠاهد‪ :‬أي مﻦ أن ﻳﻘﺘل ا�ﺆمﻦ‪ ،‬ﻓالﻘﺘل أﺧﻒ علﻴه مﻦ الﻔﺘﻨ�ﺔ(‪.‬‬

‫َ ُ ُ‬ ‫�ن ُ‬‫ِطبةِ النّ ِساءِ أَو أَ َ‬


‫ضتــم بهِ مِن خ َ‬ ‫َ ُ َ ََ ُ‬
‫يك ـم فيما َع َّر ُ‬
‫نتــم � أنفسِك ـم‬ ‫ِ‬ ‫﴿و� جناح عل‬
‫ً‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ ًّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َعل َِم َّ ُ َ َّ ُ‬
‫�ا إِ� أن تقولوا قو� َمعروفا‬ ‫ا� �ن�ــم َستذكرو� ُه َّن َول�ِن � تواعِدوهن ِ‬
‫ُ َ َ َ ُ َ َ َ َّ َّ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫َو� تَعزموا ُع َ‬
‫� يَعل ُم مـا �‬‫ِ�ح َح ّ� يَبلغ الكِتـاب أجلـه واعلموا أن ا‬ ‫قـدةَ ا�ّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ�م فاحذروهُ َواعلموا أ َّن َّ َ‬ ‫نفس ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ليم﴾ ]الﺒﻘرة‪[235:‬‬ ‫فور َح ٌ‬
‫ا� غ ٌ‬ ‫أ‬
‫ً‬ ‫َّ َ ْ ُ ُ َ ً‬
‫ﻗـال الﻘرط�‪ :‬ﻗولـه ‪-‬ﺗعـا�‪﴿ :-‬إِ� أن َ�قولوا ق ْو� َم ْع ُروفـا﴾ اســـﺘثﻨـ�اء مﻨﻘطع‬
‫ﺑمع� َلك ْﻦ(‪ .‬ﻳع� � ﺗواعـدوهﻦ ً‬
‫ســـرا‪ ،‬لكﻦ لكم أن ﺗﻘولوا لهﻦ ﻗو� معروﻓـا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وهو الﺘعر�ﺾ ﺑا�طﺒﺔ دون ﺗصـر�ح‪ .‬وليس ا�ﻘصـود إﺑاحﺔ ا�واعدة سـرا مﻦ‬
‫أﺟل هﺬا الﻘول ا�عروف‪.‬‬
‫وللﺘﻔر�ﻖ ﺑ� ا�سـﺘثﻨ�اء ا�ﺘصـل وا�سـﺘثﻨ�اء ا�ﻨﻘطع‪ ،‬ﻓﺈن ا�سـﺘﺜ� إذا �ان مﻦ‬
‫ً‬
‫ﺟنس ا�سـﺘﺜ� مﻨه ﻓﺈن أهل العلم ﻳسـموﻧه مﺘصـ�‪ ،‬وإذا �ان مﻦ ﻏ� ﺟنسـه‬
‫ً‬
‫ﻓـﺈﻧـه ﻳســـ� مﻨﻘط ًعـا‪ ،‬كمـا إذا ﻗﻴـل‪ :‬ﻗـام الﻘوم إ� ز�ـدا‪ ،‬ﻓهـﺬا مﺘصـــل؛ ﻷن ز�ـد‬
‫)ا�ســـﺘﺜ�( مﻦ ﺟنس ا�ســـﺘﺜ� مﻨـه وهو الﻘوم‪ ،‬لكﻦ إذا ﻗﻴـل‪ :‬ﻗـام الﻘوم إ�‬

‫‪119‬‬
‫ً‬
‫أســدا‪ ،‬ﻓهﺬا ﻳســموﻧه مﻨﻘطعا؛ ﻷن اﻷســد ليس مﻦ ﺟنس الﻘوم )ا�ســﺘﺜ�‬
‫مﻨه(‪.‬‬

‫ۡ َ َ َ َ ۡ َ َّ ۡ َۡ‬ ‫َۡ‬ ‫َ ُ َ َّ َ‬ ‫﴿ َول َ َّما بَ َر ُزوا ِ َ ُ َ َ ُ ُ‬


‫ت أق َد َام َنا‬ ‫�الوت وجنو ِده ِۦ قالوا ر�نــــا أفــــ ِرغ علينا صـ�ا و�بِ‬
‫ۡ َ‬ ‫َ ُ ۡ َ ۡ‬
‫ٱن�نَا َ� ٱل َق ۡو ِم ٱل�ف ِِر� َن﴾ ]سورة الﺒﻘرة‪.[250:‬‬ ‫و‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ْ َ َ َ َ ْ ُ َ ُ ُ َ ُّ‬ ‫ُ َ َ ْ َ ََّ َ ْ َ َ َ ْ َ َْ ْ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫نت ْم ف َولوا‬‫ج ِد ا�ر ِام ۚ وحيث ما ك‬‫﴿ومِن حيــــث خرجت فو ِل وجهك شـطر المسـ ِ‬
‫ْ ََ‬ ‫َ َ ْ ُ ْ ُ َّ ٌ َّ َّ َ َ َ‬ ‫ُ ُ َ ُ ْ َ ْ َ ُ َ َّ َ ُ َ‬
‫ون ل َّ‬
‫ِين ظل ُموا مِن ُه ْم ف�‬‫اس علي�م حجـة إِ� ا�‬ ‫ِلنـ ِ‬ ‫وجوه�م شـ ـطره �ِ � ي�‬
‫َ ْ َ ْ ُ ْ َ ْ َ ْ َ ُ َّ ْ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ َّ ُ ْ َ ْ َ ُ َ‬
‫ون﴾ ]الﺒﻘرة‪.[150 :‬‬ ‫�شـ ـوهم واخشـ ـو ِ� و ِ�ت ِم ن ِعم ِ� علي�م ولعل�م �هتـد‬
‫َّ َّ َ َ‬
‫ِين َظل ُموا مِنْ ُه ْم﴾ ]الﺒﻘرة‪ [150 :‬أي‪ :‬مﻦ‬ ‫ﻗـال الســـعـدي )ﺑﺘصـــرف(‪﴿) :‬إِ� ا�‬
‫احﺘﺞ مﻨهم �ﺠـﺔ هو ﻇـالم ﻓﻴهـا وليس لهـا مســـﺘﻨـ�د إ� اﺗﺒـ�اع الهوى والﻈلم‪،‬‬
‫ﻓهﺬا � سـﺒﻴ�ل إ� إﻗﻨاعه وا�حﺘﺠاج علﻴه‪ ،‬وكﺬلك � مع� �عل الﺸـﺒهﺔ ال�‬
‫ْ‬
‫ﻳوردوﻧهـا على ســـﺒﻴـ�ل ا�حﺘﺠـاج ﺷـــﻴﺌـ ً�ا ُﻳﺆ َﺑـه لـه‪ ،‬و� ﻳلﻘى لـه ﺑـال‪ .‬ﻓلهـﺬا ﻗـال‬
‫ََ َْ َ‬
‫ﺗعا�‪﴿ :‬ف� �شـ ْو ُه ْم﴾ ]الﺒﻘرة‪ [150 :‬ﻷن حﺠﺘهم ﺑاطلﺔ‪ ،‬والﺒاطل ‪� -‬اســمه –‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫وعﺰا‬
‫مﺨﺬول‪ ،‬مﺨﺬول صـاحﺒه‪ .‬وهﺬا ��ف صـاحﺐ ا�ﻖ‪ ،‬ﻓﺈن للحﻖ صـولﺔ ِ‬
‫ﻳوﺟﺐ ﺧﺸﻴﺔ صاحﺐ ا�ﻖ‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ًَ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ص ـبْغة ۖ َو�ْ ُن ُ� َ�ب ِ ُدون﴾ ]الﺒــــ ـﻘرة‪.[138 :‬‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫﴿ ْ‬
‫ص ـبغة ا�ِ ۖ َو َم ْن أح َس ـ ُن م َِن ا�ِ ِ‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ََ‬
‫ا�ِ ﴾ ﻗال اﺑﻦ عﺒاس � رواﻳﺔ ال�ل� وﻗﺘادة‬ ‫صـبْغة‬
‫ﻗال الﺒﻐوي‪) :‬ﻗوله ﺗعا�‪ِ ﴿ :‬‬
‫وا�ســﻦ‪" :‬دﻳﻦ ﷲ"‪ ،‬وإﻧما ســماﻩ صــﺒﻐﺔ ﻷﻧه ﻳﻈهر أﺛر الدﻳﻦ على ا�ﺘدﻳﻦ‬
‫كما ﻳﻈهر أﺛر الصﺒﻎ على الﺜوب(‪.‬‬

‫� بأَن تَ ْ�تُوا ْا�ُ ُي َ‬‫ِلنــ ِ َ ْ َ ّ َ َ ْ َ ْ ُّ‬ ‫ِيت ل َّ‬


‫� َم َوا� ُ‬ ‫َ‬
‫ك َعن ْا�هِلَّةِ ۖ قُ ْل ِ َ‬ ‫َ ْ َُ َ َ‬
‫وت‬ ‫اس وا� ِج ۗ وليس ال ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿�س�لون‬
‫ا� لَ َعلَّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫مِن ُظ ُهور َهـا َو َ�ٰ� َِّن ال ْ َّ‬
‫� ْم‬ ‫وت م ِْن �ب ْ َواب َهـا ۚ َو َّا� ُقوا َّ َ‬
‫� ۗ َو�تُوا ا�ُ ُي َ‬‫� َم ِن َّا� َ ٰ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُْ ُ َ‬
‫ون﴾ ]الﺒﻘرة‪.[189 :‬‬ ‫�فل ِح‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫� بأ ْن تَ�تُوا ْا�ُ ُي َ‬
‫وت م ِْن ُظ ُهورِ َها﴾ ]الﺒﻘرة‪ [189 :‬وهﺬا‬ ‫َ َ ْ َ ْ ُّ‬
‫ﻗال الســـعدي‪﴿) :‬وليس ال ِ ِ‬
‫كـمــا �ــان اﻷﻧصـــــار وﻏـ�هـم مـﻦ الـعـرب‪ ،‬إذا أحـرمـوا‪ ،‬لـم ﻳــدﺧـلـوا الـﺒـﻴـوت مـﻦ‬
‫ﺗعﺒـدا ﺑـﺬلـك‪ ،‬وﻇﻨـا أﻧـه ﺑر‪ .‬ﻓـﺄﺧ� ﷲ أﻧـه ليس ﺑ� ﻷن ﷲ ﺗعـا� لم‬ ‫أﺑواﺑهـا‪ ،‬ﱡ‬

‫ﻳﺸـــرعه لهم‪ ...‬و�ســـﺘﻔاد مﻦ إﺷـــارة اﻵﻳﺔ أﻧه ﻳنﺒﻐﻲ � �ل أمر مﻦ اﻷمور‪ ،‬أن‬
‫ً‬
‫ﻳﺄﺗﻴ�ه اﻹﻧسـان مﻦ الطر�ﻖ السـهل الﻘر�ﺐ‪ ،‬الﺬي ﻗد ﺟعل له موصـ�‪ .‬ﻓاﻵمر‬
‫ﺑا�عروف والﻨاهﻲ عﻦ ا�ﻨكر ﻳنﺒﻐﻲ أن ﻳﻨﻈر � حالﺔ المﺄمور‪ ،‬و�ســـﺘعمل معه‬
‫الرﻓﻖ والســﻴاســﺔ‪ ،‬ال� ﺑها �صــل ا�ﻘصــود أو ﺑعﻀــه‪ ،‬وا�ﺘعلم وا�علم ﻳنﺒﻐﻲ‬
‫أن ﻳسلك أﻗرب طر�ﻖ وأسهله‪� ،‬صل ﺑه مﻘصودﻩ(‪ .‬اهـ‬
‫ْ َ‬
‫ﷲ ﷺ ﺑ� ْأم َر ْ� ِﻦ‬
‫ُ ﱠ‬ ‫ُ ﱢَ َ‬ ‫ُﱢ‬
‫وﻗد روى الﺒﺨاري ومسـلم عﻦ أمﻨا عاﺋﺸـﺔ‪) :‬ما ﺧ� رسـول ِ‬
‫َ ُ ْ ً‬ ‫ﱠ َ َ‬
‫إ� أﺧﺬ ْأﻳ َس َر ُه َما‪ ،‬ما ل ْم َﻳك ْﻦ إﺛما(‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫َ‬ ‫َّ ْ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ ُ ُ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ ُّ َ ْ ُ ٌ َّ ْ ُ َ ٌ َ‬
‫ج َدال ِ�‬ ‫ا�ج ف� رفث و� فســوق و� ِ‬ ‫ات ۚ � َمن ف َرض �ِي ِهن‬ ‫﴿ا�ج أشــهر معلوم‬
‫َّ ْ َ ٰ َّ ُ‬
‫ى ۚ َوا�قو ِن يَا‬ ‫� َّ‬
‫الزادِ ا�قو‬ ‫ا� ّج ۗ َو َما َ� ْف َعلُوا م ِْن َخ ْ� َ� ْعــــلَ ْم ُه َّ ُ‬
‫ا� ۗ َوتَ َز َّو ُدوا فَإ َّن َخ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ََْْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اب﴾ ]اﻷعر ِ‬ ‫ْ َْ‬
‫اف‪.[26 :‬‬ ‫و� ا�� ِ‬ ‫أ ِ‬
‫َ َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ـان ْأه ـ ُل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الﻴ َم ِﻦ ُ� ﱡﺠون و� َﻳ� ﱠو ُدون‪،‬‬ ‫عﻨهم ـا ﻗــال‪� :‬ـ‬ ‫َ‬ ‫ﷲ‬‫� ُ‬ ‫َعﻦ ْاﺑﻦ َع ﱠﺒ ـ ٍاس َر َ‬
‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ ُ َ َ ﱢُ َ َ َ َ ُ َ ﱠ َ َ َُ ﱠ‬
‫و�ﻘولون‪� :‬ﻦ المﺘو�لون‪ ،‬ﻓـ �ﺈذا ﻗـ ِدموا مكـﺔ ســـﺄ لوا الﻨـاس )أي‪ :‬طلﺒوا مﻨهم مـا‬
‫ْ‬
‫الزادِ ا�َّق َوى﴾ رواﻩ الﺒﺨاري‪.‬‬ ‫� َّ‬‫ﷲ َﺗ َع َا�‪َ ﴿ :‬وتَ َز َّو ُدوا فَإ َّن َخ ْ َ‬‫ﻓﺄﻧ َﺰ َل ﱠ ُ‬
‫ْ‬
‫ﻳعﺘاﺷون ﺑه(‪،‬‬
‫ِ‬
‫نز�َا َعلَيْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ً‬ ‫� ْم �ِ َا ًسـا يُ َواري َسـ ْوآت ُ‬
‫ِ� ْم َورِ�شـا ۖ‬ ‫آد َم قَ ْد أ َ‬
‫َ‬
‫وهﺬا كما ﻗال ﺗعا�‪﴿ :‬يَا بَ ِ�‬
‫ِ‬
‫َّ َّ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َّ َ َّ‬ ‫َ َ ُ َّ ْ َ ٰ َ ٰ َ َ ْ ٌ َ َ‬
‫اف‪.[26 :‬‬ ‫� ۚ �ٰل ِك م ِْن آيَاتِ ا�ِ ل َعل ُه ْم يَذك ُرون﴾ ]اﻷعر ِ‬ ‫و�ِ اس ا�قوى �ل ِك خ‬
‫ً َ ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َﱠ َ ََ ﱠَ َ ْ‬
‫ا�سـ ﱢـــــــ ﱠﻲ ﻧ ّﺒ�ه ُم ْر ِﺷـ ـدا �إ� الل َﺒ ِاس‬ ‫ﺟاء � ﺗﻔســـ� اﺑﻦ كﺜ�‪) :‬لما ذكر اللﺒاس ِ‬
‫َ َ ََْ‬ ‫َ َ َﱠ َ‬ ‫َْ َْ ﱢ َ ُ َ ُْ ُ ُ َ ﱠ ُ ﱠْ‬
‫الط َاعﺔ َوالﺘﻘ َوى‪َ ،‬وذك َر أﻧ ُه ﺧ ْ ٌ� ِم ْﻦ هﺬا‪َ ،‬وأﻧﻔ ُع(‪.‬‬ ‫المعﻨ ِوي‪ ،‬وهو ا�ﺸوع‪ ،‬و‬

‫َّ‬ ‫ا� َرا ِم ق َِتال �ِيهِ ۖ قُ ْل ق َِت ٌال �ِيهِ َكب ٌ‬


‫� ۖ َو َص ـ ٌّد َعن َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫َ ْ َُ َ َ‬
‫يل ا�ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ه‬‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫﴿�س ـ�لون‬
‫�َُ‬ ‫َ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ ُ ْ‬ ‫ُْ ْ‬
‫�َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َْ َ ِ ْ َ ُ ْ‬ ‫َ ُ ْ ٌ َ َْ ْ‬
‫� م َِن‬ ‫� عِنــ ـد ا�ِ ۚ والفِتنة أ‬ ‫اج أهلِهِ مِنه أ‬ ‫ج ِد ا�رام �خر‬ ‫و�فر بِهِ والمسـ ِ‬
‫َْ‬
‫القتْ ِل﴾ ]اﻷعراف‪.[217 :‬‬
‫اﻵﻳﺔ مﺘعلﻘﺔ �ادﺛﺔ ﻗﺘل سـر�ﺔ مﻦ الصـحاﺑﺔ ﻷحد ا�ﺸـرك�‪ ،‬وﺗﺒ� أن الﻘﺘل‬
‫ً‬
‫�ان � اﻷﺷـهر ا�رم‪ ،‬ﻓﺄﺷـاعﺖ ﻗر�ﺶ ﺑ� العرب أن محمدا ﻳسـﺘحل اﻷﺷـهر‬
‫ا�رم‪ ،‬وأﺧـﺬوا ﻳوﺟهون لـه اﻷســـﺌلـﺔ ﺗعر�ﻀــــا ﺑـاﻷمر حول حكم الﻘﺘـال �‬
‫اﻷﺷهر ا�رم‪ ،‬ﻓ�لﺖ اﻵﻳﺔ لﺘوﺟه الﻨ� ﷺ لكﻴﻔﻴﺔ الﺘصرف وهﻲ‪:‬‬

‫‪122‬‬
‫أو� ا�ع�اف ﺑا�طﺄ ﴿قُ ْل ق َِت ٌال �ِيهِ َكب ٌ‬
‫�﴾‪ ،‬ومﻦ ﺛم عدم ا�ﻧســـﻴاق وراء الﺘﺒر�ر‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫والدﻓاع والوﻗوف � موﻗﻒ ﺿـعﻒ‪ .‬ﺑل رد الﻀـرﺑﺔ ﻷهل الﺒاطل‪ ،‬ومﻘارﻧﺔ هﺬا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ﺗصـــﻴـد‬ ‫ا�طــﺄ �راﺋمهم الﻨكراء لﻴتﺒ� حﺠم إﺟرامهم وعــدم إﻧصــــاﻓهم �‬
‫ْ‬ ‫َْ َ ِ ْ َ ُ َ ْ‬ ‫َّ َ ُ ْ ٌ َ ْ َ ْ‬ ‫َ َ ٌّ َ َ‬
‫اج أهلِهِ مِن ُه‬ ‫ج ِد ا�رام �خر‬
‫أﺧطاء ا�ﺆمﻨ� ﴿وصـد عن سـبِي ِل ا�ِ و�فر بِهِ والمسـ ِ‬
‫َْ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َّ َ ْ ْ َ ُ َ ْ‬
‫� م َِن القتْ ِل﴾‪.‬‬
‫�َُ‬ ‫أ�� عِند ا�ِ ۚ والفِتنة أ‬

‫ِين مِن‬ ‫ا� أَ ْو تَأْت َ‬


‫ِينا آيَ ٌة ۗ َك َ�ٰل َِك قَ َال َّا� َ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫�لّ ُِم َنا َّ ُ‬ ‫﴿وقـــال ا�ِين � �عـــلمون لو� ي‬
‫َ ْ ُ ُ َ‬ ‫َ ْ َّ َّ ْ‬ ‫َّْ َْ ْ ََ َ ْ ُُ‬ ‫َ‬
‫ون﴾ ]الﺒﻘرة‪[118 :‬‬ ‫ات لِقو ٍ� يوقِن‬ ‫ا� َهت قلو�ُ ُه ْم ۗ قد بَينا ا�يَ ِ‬ ‫�بْلِ ِهم مِثل قول ِ ِهم ۘ �ش‬

‫ﻗلوب مﺸـــركﻲ العرب‬ ‫ت قُلُو�ُ ُه ْم﴾ أي‪ :‬أﺷـــﺒهﺖ ُ‬ ‫ﻗال اﺑﻦ كﺜ�‪ :‬وﻗوله‪َ َ �﴿ :‬شــ َ‬
‫ا� َه ْ‬

‫ﻗلوب مﻦ ﺗﻘدمهم � الكﻔر والعﻨاد والعﺘو‪ ،‬كما ﻗال ﺗعا�‪َ ﴿ :‬ك َ�ٰل َِك َما َ� َ� َّا� َ‬
‫ِين‬ ‫َ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ون ۝ َ�تَ َو َ‬
‫اصـ ْوا بِهِ ۚ بَل ُه ْم ق ْو ٌم َطاغون﴾‬
‫َّ َ ُ َ ٌ َ ْ َ ْ ُ ٌ‬
‫ول إِ� قالوا سـاحِر أو �ن‬ ‫ّ َّ ُ‬ ‫َْ‬
‫مِن �بل ِ ِهم مِن رسـ ٍ‬
‫]الﺬار�ات‪.[53-52:‬‬
‫وﻗال الســـعدي‪) :‬ﺗﺸـــاﺑهﺖ ﻗلوﺑهم وأعمالهم ﺑالكﻔر والطﻐﻴان‪ ،‬ﻓتﺸـــاﺑهﺖ‬
‫أﻗوالهم الﻨاﺷﺌﺔ عﻦ طﻐﻴاﻧهم(‪.‬‬

‫َ‬
‫وموا ِ َّ�ِ قانِت َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫الص�ة ِ ال ُو ْس َط ٰي َوق ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫﴿ َحاف ُِظوا � َّ‬
‫الصل َوات َو َّ‬ ‫ََ‬
‫ِ� ﴾ ]الﺒﻘرة‪.[238 :‬‬ ‫ِ‬
‫ﻳ�لم ُ‬ ‫ّ‬
‫أحدﻧا أﺧاﻩ � حاﺟﺘه ح�‬ ‫عﻦ ز�ـــــ ـد ﺑﻦ أرﻗم ﻗال‪ :‬كﻨا ﻧﺘ�لم � الصـــ�ة‬
‫َ ُ َ َ َّ َ َ َ َّ َ ْ ُ ْ َ َ ُ ُ َّ َ َ ُ‬
‫ات والص�ة ِ الوسط ٰي وقوموا ِ�ِ قانِتِ�﴾ ﻓﺄ ِمرﻧا‬ ‫ﻧﺰلﺖ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﴿حاف ِظوا � الصلو ِ‬
‫ﺑالسكوت‪) .‬صحﻴح الﺒﺨاري(‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫َُ ُ ُ ْ َ ْ‬
‫خ َوانُ ُ‬
‫� ْم ۚ َو َّ ُ‬ ‫ك َعن ْا�َ َت َ ٰ ُ ْ ْ َ ٌ َّ ُ ْ َ ْ ٌ‬ ‫ََ ْ َُ َ َ‬
‫ا�‬ ‫ا� ۖ قل إِصــ�ح لهم خ� ۖ �ن �الِطوهم فإِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿و�ســ�لون‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ْ ْ‬
‫ِيم﴾ ]الﺒﻘرة‪:‬‬ ‫�ز َحك ٌ‬ ‫� ْم ۚ إ َّن َّ َ‬
‫ا� َعز ٌ‬ ‫ا� � ْ� َن َت ُ‬ ‫س َد م َِن ال ُم ْصـل ِحِ ۚ َول َ ْو َشـ َ‬
‫اء َّ ُ‬ ‫َ�عل ُم ال ُمف ـِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪[220‬‬
‫َّ َّ َ َ ْ ُ ُ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ٰ ُ ْ ً َّ َ َ ْ ُ ُ َ‬
‫�لون‬ ‫وسـﺒﺐ ﻧﺰولها أﻧه لما ﻧﺰلﺖ ﴿إِن ا�ِين يأ�لون أموال ا�تا� ظلما إِ�ما يأ‬

‫ِ�ا﴾ ]النسـاء‪ [10:‬اﻧطلﻖ مﻦ �ان عﻨدﻩ ﻳتﻴم ﻓعﺰل‬ ‫ارا ۖ َو َسـ َي ْصـلَ ْو َن َسـع ً‬
‫� ُ� ُطونِه ْم نَ ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طعامه مﻦ طعامه‪ ،‬وﺷـراﺑه مﻦ ﺷـراﺑه‪� ،‬ﻴﺚ إذا ﺗﺒﻘى مﻦ طعام الﻴتﻴم �ء‬
‫ً‬
‫لم ﻳﻘرﺑـه الصـــحـا� ﺧوﻓـا مﻦ أن ﻳكون ﺑـﺬلـك ﻳـﺄ�ـل مـال الﻴتﻴم‪ ،‬ﻓﻴ�ك الطعـام‬
‫ح� ﻳـﺄ�لـه الﻴتﻴم أو ﻳﻔســــد الطعـام‪ .‬واﺷـــﺘـد علﻴهم مـا ا�ـﺬوﻩ مﻦ إﺟراءات‪.‬‬
‫َ َ ْ َُ َ َ َ ََْ َ ُ ْ ْ َ‬
‫صـ� ٌح‬ ‫ﻓﺬكروا ذلك لرســول ﷲ ﷺ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺰل ﷲ‪﴿ :‬و�سـ�لونك ع ِن ا�ت ٰ‬
‫ا� ۖ قل إِ‬
‫ُ ُ ْ َ ْ‬
‫خ َوانُ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َّ ُ ْ َ ْ ٌ‬
‫� ْم﴾ أي‪ :‬وإن ﺧـــلطﺘم طـــعامكم ﺑطـــعامهم‬ ‫لهم خ� ۖ �ن �ـــالِطوهم فإِ‬
‫وﺷـــراﺑكم ﺑﺸـــراﺑهم‪ ،‬ﻓ� ﺑـﺄس علﻴكم ;ﻷﻧهم إﺧواﻧكم � الـدﻳﻦ ;ولهـﺬا ﻗـال‪:‬‬
‫ْ‬ ‫﴿ َو َّ ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬
‫ا� َ� ْعل ُم ال ُمف ِســـ َد م َِن ال ُم ْصـ ـلِحِ ﴾ أي‪ :‬ﻳعلم مﻦ ﻗصــــدﻩ وﻧيﺘـ�ه اﻹﻓســــاد أو‬
‫� ْم ۚ إن ا َّ َ‬
‫� َعز ٌ‬
‫�ز َحك ٌ‬ ‫َّ‬‫اء َّ ُ‬
‫ا� �� َن َت ُ‬ ‫ََْ‬ ‫َ َ‬
‫اﻹصــ�ح‪ .‬وﻗوله‪َ ﴿ :‬ول ْو شــ َ‬
‫ِيم﴾ أي‪ :‬ولو ﺷــاء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لﻀـــﻴـﻖ عـلـﻴـكـم وأحـرﺟـكـم ولـكـﻨــه وســـع عـلـﻴـكـم‪ ،‬وﺧـﻔـﻒ عـﻨـكـم‪ ،‬وأﺑــاح لـكـم‬
‫مﺨالطﺘهم ﺑال� هﻲ أحسﻦ‪) .‬مﻦ ﺗﻔس� الط�ي ﺑاﺧﺘصار وﺗصرف(‪.‬‬
‫ﻓ� ﻳمﺘﻨع أن ﻳ�لﻒ ﷲ الﻨـاس ﺑمـا ﻓﻴـه مﺸـــﻘـﺔ‪ .‬وﻗـد وﻗع ﺑـالﻔعـل أن �لﻒ ﷲ‬
‫عﺒادﻩ ﺑما ﺗﻈهر مﻨه مﺸـﻘﺔ ﺛم رﻓعه رحمهﺔ ﺑهم‪ ،‬حﻴﺚ �لﻔهم ﺑﺘﻘدﻳم صـدﻗﺔ‬
‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ َ َ ْ ُ ُ َّ ُ َ‬
‫ول َ� َق ّد ُِموا بَ ْ َ‬
‫�‬ ‫ﺑ� ﻳدي �واهم للرسـول ﷺ‪﴿ :‬يا ��ها ا�ِين آمنوا إِذا ناجيتم الرسـ‬
‫ا� ْم َصـ َدقَ ًة﴾ ]ا�ﺠادلﺔ‪ ،[12 :‬و�لــــﻔهم ﺑمــــصـاﺑرة العدو‪�﴿ :‬ن يَ ُ‬ ‫ي َ�ْ َو ُ‬
‫يَ َد ْ‬
‫�ن‬

‫‪124‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬‫ًَْ‬ ‫ٌ ْ‬
‫ّم ُ‬
‫�ف ُروا﴾ ]اﻷﻧﻔـــ ـال‪ ،[65 :‬لكﻨه سـﺒحاﻧه رﻓع‬ ‫ِن�م ّمِائة َ�غل ُِبوا �لفا ّم َِن ا�ِين‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هﺬﻩ الﺘ�الﻴﻒ � اﻵﻳات ال� ﺑعدها رحمﺔ مﻨه وﻓﻀ�‪.‬‬

‫َ ُ َ َّ َ َ ْ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً َ َ ّ ْ َ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ‬ ‫�ال ُ َ‬
‫﴿ َول َ َّمـ ـا بَ َر ُزوا ِ َ‬
‫ان�نا‬ ‫وت َو ُج ُنـــو ِده ِ قالوا ر�نا أفرِغ علينا ص�ا و�بِت أقدامنا و‬
‫� الْ َق ْو ِم الْ َ�ف ِر َ‬ ‫ََ‬
‫�ن﴾ ]الﺒﻘرة‪.[250:‬‬ ‫ِ‬

‫‪125‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ‬

‫﴿ َوقالَت طا� َفــ ـ ٌة مِن أَهل الكِتــــاب آمِنوا ب َّا�ي أُ َ َ َ َّ َ َ َ َ َّ‬


‫نزل � ا�ين آمنوا وجه ا�هارِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫�م قُل إ َّن ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫عون۝ َو� تُؤمِنوا إ� ل َِمن تَب َع َ‬
‫دين ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َُ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الهدى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬
‫وا�فروا آخِره لعلهـــــم ير ِ‬
‫َ َ ّ ُ ُ َّ َ َ‬ ‫ُ َ ُ ّ ُ‬ ‫َّ َ ُ َ َ ٌ َ‬ ‫ُ َ‬
‫�م قل إِن الفضل � ِ َي ِد‬ ‫هدى ا�ِ أن يؤ� أحد مِثل ما أوتيتـم أو �اجو�م عِند ر� ِ‬
‫ليم﴾ ]آل عمران‪[73-72:‬‬ ‫ا� واس ٌِع َع ٌ‬‫شاء َو َّ ُ‬ ‫َّ‬
‫ا�ِ يُؤتيهِ َمن � َ ُ‬

‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷــور‪ :‬وﻓاﺋدة ا�ع�اض � أﺛﻨ�اء ��مهم ا�ﺒادرة ﺑما ﻳﻔﻴد ﺿــ�لهم‬
‫ّ‬
‫ﻷن ﷲ حرمهم الﺘوﻓﻴﻖ‪.‬‬
‫وﻗال اﺑﻦ كﺜ� � ﺗﻔس� ﴿ َو� تُؤمِنـوا إ ّ� ل َِمن تَب َع َ‬
‫دين ُ‬
‫� م﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أي‪ � :‬ﺗطمﺌﻨوا وﺗﻈهروا ســـركم ومـا عﻨـدكم إ� �ﻦ ﺗﺒع دﻳﻨكم‪ ،‬و� ﺗﻈهروا مـا‬
‫ُ َ ُ ّ ُ‬
‫و�م ع َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِند‬ ‫ﺑﺄﻳدﻳكم إ� ا�سـلم�‪ ..‬وﻗوله ﴿أن يُؤ� أ َحــــ ٌد مِثل ما أوتيتم أو �اج‬
‫َر ّ� ُ‬
‫�م﴾‪ ،‬ﻳﻘولون‪ � :‬ﺗﻈهروا ما عﻨدكم مﻦ العلم للمســلم�‪ ،‬ﻓﻴﺘعلموﻩ مﻨكم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫و�ســـاووكم ﻓﻴـه‪ ،‬و�مﺘـازوا ﺑـه علﻴكم لﺸـــدة اﻹﻳمـان ﺑـه‪ ،‬أو �ـاﺟوكم ﺑـه عﻨـد‬
‫ﷲ‪.‬‬
‫ﻓــاﻧﻈر كﻴﻒ أن هﺆ�ء مــا ﻗــدروا ﷲ حﻖ ﻗــدرﻩ ﻓ�ــاﻧوا ﻳﺘ�لمون و�ــﺄن ﷲ ‪-‬‬
‫ّ‬ ‫ﺗعـا�‪ � -‬ﻳعلم ّ‬
‫ســـرهم و�واهم‪ ،‬ﻓﺨـاﻓوا أن إذا آمﻨوا لﻐ� أهـل ملﺘهم أن ﻳكون‬
‫ﻓعﺠﺐ ﷲ‬‫ذلك ُح ّﺠ ًﺔ علﻴهم عﻨد رﺑهم‪ ،‬و�ﺄن ﷲ � ﻳطلع على ﻧﻘاﺷــهم هﺬا‪ّ .‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ا�﴾‪ ،‬وﷲ أعلم‪.‬‬ ‫الهدى ُه َدى‬
‫مﻦ حالهم ﺑهﺬﻩ ا�ملﺔ ا�ع�ﺿﺔ ﴿قل إن ُ‬
‫ِ‬

‫‪126‬‬
‫اب إ ِ َّ� مِن َ� ْع ِد َما َج َ‬
‫اء ُه ُم‬ ‫ِين أُوتُوا الْك َِت َ‬ ‫َ َّ ْ ْ َ ُ َ َ ْ‬
‫اخ َتلَ َف َّا� َ‬ ‫ا�س�م ۗ وما‬ ‫َّ ّ َ‬
‫﴿إِن ا�ِين عِند ا�ِ ِ‬
‫اب﴾ ]آل عمران‪[19:‬‬ ‫ا� َ ُ ْ َ‬ ‫ا�ِ فَإ َّن َّ َ‬
‫َّ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ ْ ْ َْ‬
‫العِل ُم َ�غ ًيا بَين ُه ْم ۗ َو َمن يَ�ف ْر بِآيَ ِ‬
‫��ع ا� ِس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات‬
‫ُ ُ‬ ‫َّ َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وهﻨاك آﻳﺔ مﻦ سورة الﺒﻘرة ﺑهﺬا ا�ع�‪َ ﴿ :‬و َما اخ َتل َــف �ِيهِ إِ� ا�ِيــ َن أوتوهُ م ِْن‬
‫َ ْ َ َ َ ْ ُ ُ َْ َّ ُ ْ ً‬
‫ات َ�غيا بَيْ َن ُه ْم﴾ ]الﺒﻘرة‪ .[213:‬ﻗال اﺑﻦ كﺜ�‪ :‬ﻓاﺧﺘلﻔوا �‬ ‫�ع ِد ما جـاء�هم ا�يِنـ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ﻓح ِم َل ﺑعﻀـهم ﺑﻐﺾ الﺒعﺾ اﻵﺧر‬
‫ا�ﻖ لﺘحاسـدهم وﺗﺒ�اﻏﻀـهم وﺗداﺑرهم‪َ ،‬‬

‫على مﺨالﻔﺘه � ﺟمﻴع أﻗواله وأﻓعاله‪ ،‬وإن �اﻧﺖ حﻘا(‪.‬‬

‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ا�ِ َوتَثْب ً‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ ُ َّ َ ُ ُ َ َ ْ َ َ ُ ُ ْ َ َ َ ْ َ‬


‫ســ ِه ْم ك َمث ِل َج َّن ٍة‬ ‫يتا ّم ِْن أنف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات‬
‫ِ‬ ‫ضــ‬ ‫﴿ومثل ا�ِين ينفِقون أموالهم ابتِغاء مر‬

‫ا� ب ِ َما‬‫صــبْ َها َوابــ ٌل َ� َطــ ٌّل ۗ َو َّ ُ‬ ‫ِ‬


‫ت أُ ُ‬
‫�لَ َها ضِ ــ ْع َف ْ� فَإن ل َّ ْم يُ‬ ‫ب َر�ْ َو ٍ� أَ َص َ‬
‫ا� َها َواب ٌل فَآتَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫�﴾ ]الﺒﻘرة‪[265:‬‬ ‫ص ٌ‬ ‫�ع َملون بَ ِ‬
‫ّ‬
‫أﺧ��‬ ‫)و��ء على الوﺟـه اﻷول � ﺗﻔســـ� الﺘثﺒيـﺖ مع�‬ ‫ُ‬ ‫ﻗـال اﺑﻦ عـاﺷـــور‪:‬‬
‫ﺗكرر اﻷﻓعـال هو‬ ‫الﻔﺨر‪ ،‬وهو مـا ﺗﻘرر � ا�كمـﺔ ا�لﻘﻴـﺔ ﱠأن ﱡ‬
‫ُ‬ ‫ﺟلﻴـل أﺷـــار إلﻴـه‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الﻔـاﺿـــلـﺔ � الﻨﻔس‪� ،‬ﻴـﺚ ﺗنســــاق َع ِﻘـ َﺐ‬
‫ِ‬ ‫كـﺔ‬ ‫َ‬
‫وﺟـ ُﺐ حصـــول المل ِ‬ ‫ُ‬
‫الـﺬي ﻳ ِ‬
‫ُ‬
‫حصولها إ� الكما�ت ﺑاﺧﺘﻴ�ارها‪ ،‬وﺑ� �لﻔﺔ و� ﺿﺠر‪ ،‬ﻓاﻹﻳمان ﻳﺄمر ﺑالصدﻗﺔ‬
‫ـﺄمورات ُﻳث ّﺒـﺖ ﻧﻔســـه ﺑـﺄﺧ�ق اﻹﻳمـان‪ ،‬وعلى‬
‫ِ‬ ‫وأﻓعـال ال�‪ ،‬والـﺬي ﻳـﺄ� ﺗلـك الم‬
‫ً‬
‫هﺬا الوﺟه ﺗص� اﻵﻳﺔ �ر�ﻀا على ﺗكر�ر اﻹﻧﻔاق(‪.‬‬
‫وﻗال ﻏ�ﻩ مﻦ ا�ﻔسر�ﻦ �اﺑﻦ كﺜ� أن ﷲ سﻴﺠﺰ�هم على ذلك أوﻓر ا�ﺰاء‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫َ َّ ُ َ ُ ُ َ َ ً ُ َ ً‬ ‫َ‬ ‫أم ُر ُ‬
‫قر َو�َ ُ‬ ‫ُ َ ُ ُ ُ َ‬ ‫َّ‬
‫ِنه َوفض�‬
‫�م بِالفحشاءِ وا� يعِد�م مغفِرة م‬ ‫الف َ‬ ‫﴿الشيطـ ـان يعِد�م‬
‫َو َّ ُ‬
‫ا� واس ٌِع َع ٌ‬
‫ليم﴾ ]الﺒﻘرة‪[268:‬‬
‫قر﴾ ﻳع� ّ‬ ‫ُ َ ُ ُ ُ َ‬
‫الف َ‬ ‫َّ‬
‫�وﻓكم مﻦ الﻔﻘر إذا أﻧﻔﻘﺘم � سﺒﻴ�ل ﷲ‪،‬‬ ‫﴿الشيطان يعِد�م‬
‫أم ُر ُ‬
‫﴿ َو�َ ُ‬ ‫َ‬
‫�م بِالفحشاءِ﴾ أي ﺑالﺒﺨل وعدم إعطاء الﺰ�اة‪.‬‬
‫َُﱢ ُ َ‬
‫ﺿـــع هـﺬﻩ اﻵﻳـﺔ أمـام عﻴنﻴـك عﻨـدمـا �ـﺬلـك الﺸـــﻴطـان عﻦ أي طـاعـﺔ و�وﻓـك‬
‫ُ‬ ‫ﺑعواﻗﺐ هﺬﻩ الطاعﺔ‪ .‬ﺗﺬكر وعد الﺸﻴطان ووعد ﷲ ‪-‬ﺗعا�‪َ ﴿ -‬و َّ ُ‬
‫ا� يَع ُِدكـ ـم‬
‫َ ًَ ُ َ ً‬
‫ِنه َوفض�﴾‪.‬‬
‫مغفِرة م‬

‫ا� َو�َعلَــــ ُم ما � َّ‬


‫السـماواتِ َوما ِ�‬ ‫﴿قُل إن ُ�فوا ما � ُصـدور ُ�م أَو تُبدوهُ يَعلَ ُ‬
‫مه َّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫دير﴾ ]آل عمران‪.[29:‬‬ ‫� َ� ٍء قَ ٌ‬ ‫َ َّ ُ َ ُ ّ‬
‫رض وا� � ِ‬ ‫ا� ِ‬

‫َ َ‬ ‫ًََ َ ً ُ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َّ َّ َ َ َ َ َ‬


‫ك � َخ ـ�ق ل ُهم ِ� ا�خ َِرة ِ‬ ‫﴿إِن ا�ين �ش�ون بِعه ِد ا�ِ وأيمان ِ ِه ـم �من ـا قلي� أول� ِ‬
‫ََُ َ ٌ َ‬ ‫ّ‬ ‫ا� َو� يَنـ ُظ ُر إ َ�هم يَ َ‬
‫وم الق َ‬ ‫�لِّـ ُم ُه ُم َّ ُ‬
‫َ ُ َ‬
‫�م﴾ ]آل‬‫ذاب أ ٌ‬ ‫ِيامـةِ َو� يُ َز�ي ِهم ولهم ع‬ ‫ِ ِ‬ ‫و� ي‬
‫عمران‪[77:‬‬
‫روى الﺒﺨـاري � كﺘـاب الﺒﻴوع )حـدﻳـﺚ رﻗم ‪) :(2088‬عﻦ عﺒـد ﷲ ﺑﻦ أ� أو�‬
‫َ‬ ‫ﱠ َ ْ ُ‬ ‫َ َََ‬ ‫َْ ً‬ ‫ﱠ َ ً‬
‫ـا﮻ لﻘـد أ ْع َطى ﺑ َهـا مـا ل ْم ُﻳ ْعط‬ ‫َ‬
‫أن رﺟ� أﻗـام ِســـلعـﺔ وهو � الســـوق‪ ،‬ﻓحلﻒ ﺑ ِ‬
‫َّ َ‬ ‫َّ َّ َ َ ْ َ ُ َ‬ ‫َ ََََ ْ‬ ‫ﻴها َر ُﺟ ً� م َﻦ ُ ْ‬
‫ل ُﻴوﻗ َع ﻓ َ‬
‫بعــ ْه ِد ا�ِ و� ْ� َمان ِ ِه ْم‬
‫ون َ‬ ‫المس ِل ِم�‪ ،‬ﻓ�لﺖ‪﴿ :‬إن ا�ِين �ش�‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫� َم ًنا قَلِي�﴾(‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫َْ‬ ‫ج َنا لَ ُ‬
‫خ َر ْ‬‫َ َ َ ْ ُ ْ َ َّ َ ْ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ ُ‬
‫�م ّم َِن ا� ْر ِض ۖ‬ ‫ات ما كسبتم ومِما أ‬ ‫آمنوا أنفِقوا مِن َط ّيِ َبــ ِ‬ ‫﴿يا ��ها ا�ِين‬
‫َ ْ َ ُ ََّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ون َول َ ْســ ُتم بآخذِيهِ إ� أن ُ� ْغم ُ‬ ‫َ َ ُْ ُ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ضــوا �ِيهِ ۚ واعلموا أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َو� � َي َّم ُموا ا�بِيث مِنه تنفِق‬

‫ِيد﴾ ]الﺒﻘرة‪[267:‬‬ ‫� َ� ٌ‬ ‫ا� َغ ِ ٌّ‬


‫َّ َ‬
‫َّ َ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫خذِيهِ إِ� أن �غ ِم ُضــوا �ِيهِ﴾ أي لســﺘم‬ ‫ﻗال الﻘرط�‪ :‬ﻗوله ﺗعا�‪َ ﴿ :‬ول ْســ ُتم بِآ ِ‬
‫ﺑـﺂﺧـﺬﻳـه � دﻳوﻧكم وحﻘوﻗكم مﻦ الﻨـاس إ� أن ﺗتســـاهلوا � ذلـك وﺗ�كوا مﻦ‬
‫حﻘوﻗكم‪ ،‬وﺗكرهوﻧــه و� ﺗرﺿـــوﻧــه‪ .‬أي‪ :‬ﻓ� ﺗﻔعلوا مع ﷲ مــا � ﺗرﺿـــوﻧــه‬
‫ﻷﻧﻔسكم‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ْ‬
‫وت َو�ُؤمِن‬
‫ُ‬
‫الطــــاغ ِ‬ ‫� ُف ْر ب َّ‬‫َ َّ َ َّ َ ُّ ْ ُ َ ْ َ ّ َ َ َ ْ‬
‫� ۚ �م ن ي‬ ‫ّ‬ ‫َ َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِين ۖ قد �ب� الرشـد مِن ال ِ‬ ‫﴿� إِكراه ِ� ا� ِ‬
‫يع َعل ِيـــــ ٌم﴾‬‫ا� َســ ِم ٌ‬ ‫� َ� انف َِصــ َ‬
‫ام ل َ َها ۗ َو َّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ‬
‫ك بِال ُع ْر َوة ِ ال ُو�ْ َ ٰ‬‫بِا�ِ �ق ِد اســتمســ‬
‫]الﺒﻘرة‪[256:‬‬
‫َ ْ َ ّ‬ ‫ُ َُ ﱢ‬ ‫ﱢَ ْ‬ ‫َ ّ‬
‫أراد أن َﻳﺘ َ�د�‬ ‫المﺘ َو� ِل ِ� ِال َمﻦ‬ ‫اف‪ُ ) :‬مﺜلﺖ حال‬ ‫ﻗال الﺰمﺨﺸــري � الكﺸـ ِ‬
‫�‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ َْ َ َ َْ ُْ َ‬ ‫ْ َ َْ‬
‫ﺷـــاه ٍﻖ ﻓـاحﺘـاط ِلﻨﻔ ِســـ ِه ِﺑـ ِﺄن اســـﺘمســـك ِﺑـﺄوﺛ ِﻖ عر و ٍة ِمﻦ حﺒـ ٍل م ِﺘ ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِمﻦ‬
‫َم ْﺄ ُمون ْاﻧﻘ ُ‬
‫طاع ُه(‪.‬‬ ‫ٍ ِ‬

‫َّ‬ ‫َ َ َ َ ْ ُ ّ َّ َ َ َ ْ َ َ ْ ُ ّ َّ ْ َ َّ َّ َ َ‬
‫ِلظـالِم َ‬
‫� م ِْن‬ ‫ِ‬ ‫ا� َ� ْعل ُمـ ُه ۗ َو َمـا ل‬ ‫﴿ومـا أنفقتم ِمن �فقـ ٍة أو نـذرتم ِمن نـذ ٍر فـإِن‬

‫ار﴾ ]الﺒﻘرة‪.[270:‬‬ ‫أَ َ‬


‫نص‬
‫ٍ‬

‫‪129‬‬
‫ُ َ‬ ‫� م ِْن أَ َ‬ ‫ِلظالِم َ‬ ‫َ َ َّ‬
‫وﺑل ﺑه الوعد الﺬي‬ ‫ار﴾ هﺬا وعﻴد ﻗ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫نصـ‬ ‫ِ‬ ‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷــور‪﴿) :‬وما ل‬
‫َ‬ ‫ك ّـ� عـﻨــه ﺑـﻘـولــه ﴿فَـإ َّن َّ َ‬
‫ا� َ�ـ ْعـلـ ُمـ ُه﴾‪ ،‬وا�ـراد ﺑــا لـﻈــا�ـ� ا�ﺸـــركـون عـلـﻨــا‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬
‫وا�ﻨـاﻓﻘون‪ ،‬ﻷﻧهم إن مﻨعوا الصــــدﻗـات الواﺟﺒـﺔ ﻓﻘـد ﻇلموا مصــــارﻓهـا �‬
‫ّ‬
‫حﻘهم � المال وﻇلموا أﻧﻔسـهم ﺑﺈلﻘاﺋها � ﺗﺒعات ا�ﻨع‪ ،‬وإن مﻨعوا صـدﻗﺔ‬
‫الﺘطوع ﻓﻘـد ﻇلموا أﻧﻔســـهم �رمـاﻧهـا مﻦ ﻓﻀـــاﺋـل الصـــدﻗـات وﺛواﺑهـا �‬ ‫ﱡ‬

‫اﻵﺧرة‪ .‬واﻷﻧصـار ﺟمع ﻧصـ�‪ ،‬وﻧﻔﻲ اﻷﻧصـار كﻨاﻳﺔ عﻦ ﻧﻔﻲ الﻨصـر والﻐوث‬
‫ّ‬
‫� اﻵﺧرة‪ ،‬وهو ﻇـاهر‪ ،‬و� الـدﻧﻴـ�ا‪ ،‬ﻷﻧهم لمـا �لوا ﺑﻨصـــرهم الﻔﻘ� ﺑـﺄموالهم‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫عدمهم الﻨصــ� � ا�ﻀــاﺋﻖ‪ ،‬و�ﻘ� ـ علﻴهم ﻗلوب عﺒادﻩ‪ ،‬و�لﻘﻲ‬ ‫ﻓﺈن ﷲ ﻳ ِ‬
‫علﻴهم الكراهﻴﺔ مﻦ الﻨاس(‪.‬‬
‫و� ا�دﻳﺚ )صﻨاﺋع ا�عروف ﺗﻘﻲ مصارع السوء(‪.‬‬

‫َّ‬ ‫َ‬‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬


‫ب ك َما َعل َم ُه َّ ُ‬
‫ا�﴾ ]الﺒﻘرة‪[282:‬‬ ‫� ُت َ‬ ‫﴿ َو� يَأ َب �ت ٌِب أن ي‬
‫َ‬ ‫ب َك َما َعلَّ َم ُه َّ ُ‬ ‫ََ َْ َ َ ٌ َ َ ْ‬
‫ا�﴾ أي‪ :‬و� َﻳمﺘ ِﻨ ْع‬ ‫� ُتــــ َ‬ ‫ﻗال اﺑﻦ كﺜ�‪﴿) :‬و� يأب �ت ِب أن ي‬
‫مﻦ ﻳعرف الكﺘاﺑﺔ إذا ُس ِﺌل أن ﻳكﺘﺐ للﻨاس‪ ،‬و� ﺿرورة علﻴه � ذلك‪ ،‬ﻓكما‬
‫علمـه ﷲ مـا لم ﻳكﻦ ﻳعلم‪ ،‬ﻓلﻴﺘصــــدق على ﻏ�ﻩ ممﻦ � �ســـﻦ الكﺘـاﺑـﺔ‬
‫ولﻴكﺘﺐ‪ ،‬كما ﺟاء � ا�دﻳﺚ‪) :‬إن مﻦ الصــدﻗﺔ أن ﺗع� صــاﻧعا أو ﺗصــﻨع‬
‫ﻷﺧرق(‪ .‬و� ا�دﻳﺚ اﻵﺧر‪) :‬مﻦ كﺘم علما ﻳعلمه أ�م ﻳوم الﻘﻴامﺔ ﺑلﺠام‬
‫مﻦ ﻧار((‪.‬‬
‫وهﻨـاك ﺧ�ف ﺑ� أهـل العلم � وﺟوب هـﺬﻩ الكﺘـاﺑـﺔ على َمﻦ ﺗعلمهـا ِمﻦ‬
‫عدم وﺟوﺑها‪ .‬لكﻨها مﺸروعﺔ محﻀوض علﻴها على �ل حال‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫ُ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َّ ْ ْ َ َ َ َ َ َ َ ْ ً َ َ َ َ ْ َ ُ َ َّ ٰ َ َ َ‬
‫ك �ٰذا ۖ‬‫﴿�ما دخ ـل عليها ز�رِ�ا ال ِمحراب وجد عِندها رِزقا ۖ قال يا مر�م �� ل ِ‬
‫َ َ‬
‫اب ۝ ُه َنال ِك د َ�‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ َّ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ ُ َ ْ‬ ‫َ َ ْ َُ ْ‬
‫� حِسـ ٍ‬ ‫قالت هو مِن عِنــــ ِد ا�ِ ۖ إِن ا� يرزق من �شـاء بِغ ِ‬
‫َّ ُ َ ُ ّ َّ ً َ ّ َ ً َّ َ‬ ‫َز َ�ر َّ�ا َر َّ� ُه ۖ قَ َال َر ّب َهـــــ ْ‬
‫ا� َ�ءِ﴾ ]آل‬ ‫يع ُّ‬
‫ك َســ ِم ُ‬ ‫ب ِ� مِن �نك ذرِ�ة طيِبة ۖ إِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عمران‪[38-37:‬‬
‫ﻗال اﺑﻦ كﺜ�‪) :‬لما رأى زكر�ا علﻴه الســـ�م أن ﷲ ﺗعا� ﻳرزق مر�م‪ ،‬علﻴها‬
‫الســـ�م‪ ،‬ﻓاكهﺔ الﺸـــﺘاء � الصـــﻴﻒ‪ ،‬وﻓاكهﺔ الصـــﻴﻒ � الﺸـــﺘاء‪ ،‬طمع‬
‫حﻴنﺌ�ﺬ � الولد‪ ،‬وإن �ان ﺷﻴﺨا كﺒ�ا ﻗد ﺿعﻒ ووهﻦ مﻨه العﻈم‪ ،‬واﺷﺘعل‬
‫ً‬
‫رأسـه ﺷـﻴﺒ�ا‪ ،‬وإن �اﻧﺖ امرأﺗه مع ذلك كﺒ�ة وعاﻗرا‪ ،‬لكﻨه مع هﺬا �له سـﺄل‬
‫ُ ً‬ ‫َّ َ‬ ‫رﺑه وﻧاداﻩ ﻧداء ﺧﻔﻴا‪ ،‬وﻗال‪َ ﴿ :‬ر ّب َهــ ـ ْ‬
‫ب ِ� مِن ُ�نك﴾ أي‪ :‬مﻦ عﻨدك ﴿ذ ّرِ َّ�ة‬ ‫ِ‬
‫َّ َ‬ ‫ً‬
‫ا� َ�ءِ﴾(‪.‬‬
‫يع ُّ‬‫ك َس ِم ُ‬ ‫َط ّيِ َبة﴾ أي‪ :‬ولدا صا�ا ﴿إِن‬

‫� َ‬ ‫َّ ُ َ ٰ َ َ ْ ُ َ‬
‫ون َر ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ َّ َ َ ُ َ َّ َ َ َ ُ َ َ‬
‫ت‬ ‫يل ا�ِ أو��ِك يرج‬
‫﴿إِن ا�ِين آمنوا وا�ِين هاجروا وجــــاهدوا ِ� سـبِ ِ‬
‫ا� َ� ُف ٌ‬
‫ور َّرح ٌ‬
‫ِيم﴾ ]الﺒﻘرة‪[218:‬‬ ‫ا�ِ ۚ َو َّ ُ‬
‫َّ‬

‫ﻓهﺆ�ء أﺗوا ﺑـاﻷعمـال مﻦ الﺘصــــدﻳﻖ ﺑـا﮻ وﺑرســـولـه وﺑمـا ﺟـاء ﺑـه وهﺠروا‬
‫دﻳارهم لﻴﺘحولوا عﻦ ا�ﺸـــرك�‪ ،‬وعﻦ ﺟوارهم وﺑ�دهم وﻗاﺗلوا وحارﺑوا �‬
‫ســـﺒﻴـ�ل ﷲ‪ ،‬ومع ذلـك ﻳطمعون أن ﻳرحمهم ﷲ ﻓﻴـدﺧلهم ﺟﻨﺘـ�ه ﺑﻔﻀــــل‬
‫رحمﺘه إﻳاهم‪ ،‬ﻏ� مﺘكﺌ� على أعمالهم ال� أﺗوا ﺑها‪.‬‬
‫و� هـﺬا إﺷــــارة إ� أن العﺒـد ولو أ� مﻦ اﻷعمـال ﺑمـا أ� ﺑـه � ﻳنﺒﻐﻲ لـه أن‬
‫ﻳعﺘمـد أو ﻳعول علﻴهـا‪ ،‬ﺑـل ﻳرﺟو رحمـﺔ رﺑـه‪ ،‬و�رﺟو ﻗﺒول أعمـالـه ومﻐﻔرة‬
‫ذﻧوﺑه‪ ،‬وس� عﻴوﺑه )مسﺘﻔاد مﻦ ﺗﻔس� الط�ي والسعدي(‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫� لَّ ُ‬
‫� ْم ۚ‬ ‫وها الْ ُف َق َر َ‬
‫اء َ� ُه َو َخ ْ ٌ‬ ‫ُُْ َ َُُْ َ‬
‫� ۖ �ن �فــوها وتؤت‬ ‫ات فَنِع َِّمــا ِ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُْ‬
‫﴿ إِن �ب ُدوا الص َدق ِ‬
‫ون َخب ٌ‬ ‫َ ُ َ ّ ُ َ ُ ّ َ ّ َ ُ ْ َ َّ ُ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫� ﴾ ]الﺒﻘرة‪[271:‬‬ ‫ِ‬ ‫و��فِر عن�م مِن سيِئات ِ�م ۗ وا� بِما �عمل‬
‫ﷲ‬ ‫سﺒعﺔ ُﻳ ِﻈ ﱡل ُهم ُ‬
‫ٌ‬
‫لها صلﺔ ﺑـ ـ "رﺟل ﺗصدق ﺑصدﻗﺔ ﻓﺄﺧﻔاها" � حدﻳﺚ‪) :‬‬
‫َ‬ ‫ﱞ‬ ‫ٌ َ ْ ٌ‬ ‫ﱡ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ﱢ‬
‫ﷲ‪،‬‬ ‫ـادة ِ‬ ‫ﺗعـا� � ِﻇلـه ﻳوم � ِﻇـل إ� ِﻇلـه‪ :‬إمـام عـدل‪ ،‬وﺷــــاب ﻧﺸــــﺄ � عﺒ ِ‬
‫وﺗﻔرﻗـا‬‫اﺟﺘ َمعـا علﻴـه‪ ،‬ﱠ‬ ‫َ‬
‫ﷲ؛‬ ‫َ ﱠ‬ ‫ﱠٌ‬ ‫ٌ‬
‫ورﺟـل ﻗل ُﺒـه ُم َعلﻖ � ا�ســـاﺟ ِـد‪،‬‬
‫ورﺟ�ن �ـاﺑـا � ِ‬
‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫أﺧاف َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱢ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ٌ َُْ‬
‫ﷲ‪ ،‬ورﺟل‬ ‫وﺟمال‪ ،‬ﻓﻘال‪ :‬إ�‬
‫ٍ‬ ‫ـﺐ‬
‫علﻴه‪ ،‬ورﺟل دعﺘه امرأة ذات مﻨصـ ٍ‬
‫ٌ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫ُ‬
‫ﺗعلم ﺷــماله ما ﺗﻨ ِﻔﻖ ﻳمﻴﻨ�ه‪ ،‬ورﺟل ذك َر‬ ‫ﺗصــد َق ﺑصــدﻗﺔ‪ ،‬ﻓﺄﺧﻔاها ح� � َ‬ ‫ﱠ‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫ﷲ ﺧالﻴا ﻓﻔاﺿﺖ َعﻴﻨ�اﻩ(‪.‬‬ ‫َ‬

‫ُ َّ ُ َّ َ َ ْ ُ ْ ُ ْ ْ ُ ْ َ َ َ َ ُ َ َ ُ ْ ُ ْ َ َّ َ َ ُ ُ‬
‫اء َوتع ُِّز َمن‬‫ك تؤ ِ� الملك من �شـاء وت�ِع الملك مِمن �شـ‬ ‫﴿ق ِل اللهم مال ِك المل ِ‬
‫� َ ْ‬
‫� ٍء قَد ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َ َ ُ َ ُ ُّ َ َ َ ُ َ َ َ ْ ُ َّ َ َ ٰ ُ ّ‬
‫ِير﴾ ]آل عمران‪[26 :‬‬ ‫� ِ‬ ‫�شـاء وتذِل من �شـاء ۖ �ِيدِك ا�� ۖ إِنك‬
‫)مسﺘﻔاد مﻦ ﺗﻔس� اﺑﻦ عﺜﻴم� رحمه ﷲ(‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ‬

‫ْ ُ ْ ُ َ َ َ َ ْ ُ َ َ َ َ َ َّ ُ ُ َ ْ ُ ُ ْ ُ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ َّ ً‬
‫﴿إِذ تص ـعِدون و� تلوون � أح ٍد والرس ـول يدعو�م ِ� أخرا�م ف�ث ـاب�م �ما‬
‫َ ُ َ‬ ‫ا� َخب ٌ‬ ‫� َما أَ َصـ ـابَ ُ‬
‫� ْم ۗ َو َّ ُ‬ ‫َ ّ ّ َ ْ َ ََُْ ْ ََ َ َ َ ُ ْ َ َ‬
‫� ب ِ َما � ْع َملون﴾‬ ‫ِ‬ ‫بِغـ ـ ٍ� لِكيـ ـ� �زنوا � ما فات�م و‬
‫]آل عمران‪[153:‬‬
‫َ ً َ‬ ‫ﻗال السعدي � ﺗﻔس�ﻩ‪﴿) :‬فَ َ�ثَابَ ُ‬
‫�ـ ْم﴾ أي‪ :‬ﺟازاكم على ﻓعلكم ﴿� َّمـا بِغ ٍّ� أي‪:‬‬
‫ْ‬
‫ﻏـمــا َﻳـتـ َﺒـ ُع ﻏ ًـم ـا‪ ،‬ﻏـم ﺑـﻔـوات الـﻨصـــر وﻓـوات الـﻐـﻨـﻴـمــﺔ‪ ،‬وﻏـم ﺑــاﻧـهـﺰامـكـم‪ ،‬وﻏـم‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫أﻧســــاكم �ـل ﻏم‪ ،‬وهو ســـمـاعكم أن محمـدا ﷺ ﻗـد ﻗ ِﺘـل‪ .‬ولكﻦ ﷲ ‪-‬ﺑلطﻔـه‬
‫وحســـﻦ ﻧﻈرﻩ لعﺒـادﻩ‪ -‬ﺟعـل اﺟﺘمـاع هـﺬﻩ اﻷمور لعﺒـادﻩ ا�ﺆمﻨ� ﺧ�ا لهم‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ َ‬
‫﴿ل ِكيْ� �ْ َزنُوا � َما فاتَ ُ‬
‫�ـ ْم﴾ مﻦ الﻨصر والﻈﻔر‪َ ﴿ ،‬و� َما أ َصابَ ُ‬ ‫ّ َ‬
‫� ْم﴾ مﻦ‬ ‫ﻓﻘال‪:‬‬
‫الهﺰ�مـﺔ والﻘﺘـل وا�راح‪ ،‬إذا �ﻘﻘﺘم أن الرســـول ﷺ لم ﻳﻘﺘـل هـاﻧـﺖ علﻴكم‬
‫ﺗلك ا�صـﻴﺒ�ات‪ ،‬واﻏﺘﺒطﺘم ﺑوﺟودﻩ ا�سـلﻲ عﻦ �ل مصـﻴﺒ�ﺔ ومحﻨﺔ‪ ،‬ﻓلله ما �‬
‫ﺿـــمﻦ الﺒ�ﻳا وا�حﻦ مﻦ اﻷســـرار وا�كم‪ ،‬و�ل هﺬا صـــادر عﻦ علمه وكمال‬
‫ُ‬
‫َ َّ ُ َ ٌ َ َ ْ َ َ‬
‫ون﴾(‪.‬‬ ‫ﺧ�ﺗه ﺑﺄعمالكم‪ ،‬وﻇواهركم وﺑواطﻨكم‪ ،‬ولهﺬا ﻗال‪﴿ :‬وا� خبِ� بِما �عمل‬

‫َ ْ ُ َ َ َّ ُ َ َ ُ ُّ ُ ْ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ ً َّ َّ َ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫ون ُ� ٌ‬
‫ِيط﴾ ]آل‬ ‫﴿�ن تص ِ�وا و�تقوا � ي��م كيدهم شيئا ۗ إِن ا� بِما �عمل‬

‫عمران‪[120:‬‬
‫ً‬
‫ﻗـاعـدة الﺘ�لﻴﻒ والﻀـــمـان ذكرهـا اﺑﻦ الﻘﻴم‪ ،‬ﻓمﺜ� �لﻨـا �ﻔﻆ ﻗول ﷲ ﺗعـا�‬
‫َّ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ا� �ْ َعل ُ� � َر ًجـ ـا﴾‪ ،‬رﺑما ﺗسﺄل‪ :‬ما الﺘ�لﻴﻒ � هﺬﻩ اﻵﻳﺔ؟ )ﺗﻘوى‬
‫﴿ َو َمن َ� َّتق َّ َ‬
‫ِ‬

‫‪133‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫مﺨرﺟا وأن‬ ‫لعﺒدﻩ إذا �لﻔه؟ )أن �عل له‬
‫ﷲ(‪ ،‬وما الﻀــمان الﺬي ﺿـ ِمﻨه ﷲ ِ‬
‫ﻳرزﻗه مﻦ حﻴﺚ � �تسﺐ(‪.‬‬
‫ـا� لهـﺬﻩ الﻘواعـد ً‬ ‫ً‬
‫كﺜ�ا � الﻘرآن‪ ،‬مﻦ مﺜـل هـﺬﻩ اﻵﻳـﺔ ا�ـﺬكورة � هـﺬا‬ ‫وﺗرى مﺜ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ َّ ُ َ َ ُ ُّ ُ‬
‫�ك ـ ْم كيْ ُد ُه ـ ْم شيْئً ـا﴾‪ ،‬ﻓا﮻ �لﻔهم ﺑالص�‬ ‫ا�وﺿع ﴿�ن تص ـ ِ�وا و�تق ـوا � ي‬
‫ً‬
‫والﺘﻘوى‪ ،‬وﺿمﻦ لهم حﻴنﺌ ٍ�ﺬ أن � ﻳﻀرهم كﻴد أعداﺋهم ﺷﻴﺌ�ا‪.‬‬
‫��م � الﻔواﺋد ﻧﻔيس � وصــﻒ هﺬﻩ الﻘاعدة‪ ،‬حﻴﺚ ﻗال‪) :‬وﷲ‬ ‫الﻘﻴم ٌ‬‫و�ﺑﻦ ّ‬
‫ً‬
‫سـﺒحاﻧه ﻗد أمر العﺒد ﺑﺄمر وﺿـمﻦ له ﺿـماﻧا‪ ،‬ﻓﺈن ﻗام ﺑﺄمرﻩ ﺑالﻨصـح والصـدق‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫واﻹﺧ�ص وا�ﺟﺘهاد‪ ،‬ﻓﺈﻧه سـﺒحاﻧه ﺿـ ِمﻦ الرزق �ﻦ َع ِﺒد ُﻩ‪ ،‬والﻨصـر �ﻦ ﺗو�ل‬
‫همه ومرادﻩ‪ ،‬وا�ﻐﻔرة �ﻦ اســﺘﻐﻔرﻩ‪،‬‬ ‫علﻴه واســﺘﻨصــر ﺑه‪ ،‬والكﻔاﻳﺔ �ﻦ �ان هو ﱠ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫وﻗﻀـــاء ا�وا� �ﻦ َصـ ـدﻗه � طلﺒها ووﺛﻖ ﺑه وﻗ ِو َي رﺟاؤﻩ وطمعه � ﻓﻀـــله‬
‫َ‬
‫وﺟودﻩ‪ .‬ﻓـالﻔ ِطﻦ الكيس إﻧمـا ﻳهﺘم ﺑـﺄمرﻩ وإﻗـامﺘـه وﺗوﻓﻴﻘـه � ﺑﻀـــمـاﻧـه‪ ،‬ﻓـﺈﻧـه‬
‫الو� الصــــادق‪ ،‬ومﻦ أو� ﺑعهـدﻩ مﻦ ﷲ‪ .‬ﻓمﻦ ع�مـات الســـعـادة صـــرف‬
‫اهﺘمــامــه إ� أمر ﷲ دون ﺿـــمــاﻧــه‪ .‬ومﻦ ع�مــات ا�رمــان ﻓراغ ﻗلﺒــه مﻦ‬
‫ا�هﺘمام ﺑﺄمرﻩ وحﺒه وﺧﺸﻴﺘ�ه وا�هﺘمام ﺑﻀماﻧه ‪ ،‬وﷲ ا�سﺘعان(‪.‬‬

‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ َ ْ ُ ُ ّ َ َ ْ َ ً ُّ َ َ َ ً َ َّ ُ َّ َ َ َّ ُ‬
‫ا� ل َعلــكــ ْم‬ ‫الر�ا أضعافــا مضا�فــة ۖ وا�قوا‬
‫﴿يا ��ها ا�ِين آمنوا � تأ�ــلوا ِ‬
‫ُْ ُ َ‬
‫ون﴾ ]آل عمران‪[130:‬‬ ‫�فلِح‬
‫ْ‬ ‫ً َ‬ ‫ُ ُ‬
‫مﻔهوما كﺬلك إذ ليس الﻘصــد ِمﻨها‬ ‫ﻓا�ال � ﺗ ِﻔ ُﻴد‬ ‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷــور‪ :‬وحﻴنﺌ ٍ�ﺬ‬
‫ً‬ ‫ُ َ‬ ‫ﱠْ‬
‫التﺸـﻨﻴع‪ ،‬ﻓ� ﻳﻘﺘصـر الﺘحر�م ﺑهﺬﻩ اﻵﻳﺔ َعلى الرﺑا الﺒا ِل ِﻎ أﺿـعاﻓا‬ ‫الﺘﻘ ِﻴﻴ�د ﺑل‬
‫ﻓليس ﺑ ﱠ‬
‫ﻳﻘول ﻗاﺋل‪ :‬إذا �ان الرﺑا أﻗل مﻦ ﺿـعﻒ رأس المال َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫محر ٍم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كﺜ�ة‪ ،‬ح�‬

‫‪134‬‬
‫َ ﱠ َ ﱢ ﱠ ْ َ‬
‫ﻓليس هﺬا ا�ال هو َم َصـ ﱠﺐ الﻨهﻲ عﻦ أ�ل الرﺑا ح� ﻳﺘ َوه َم ُمﺘ َوه ٌم أﻧ ُه إن �ان‬
‫ون الﻀعﻒ لم ﻳكﻦ َح ً‬‫ُ َ‬
‫راما‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫د‬

‫َ‬‫َ َ َ ّ َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬


‫ا�ِ �ِ َت ل ُه ْم﴾ ]آل عمران‪.[159:‬‬ ‫﴿فبِما ر� ٍة مِن‬
‫أحد وص�ك علﻴهم‬
‫وا�ع�‪ :‬ما �اﻧﺖ رحمﺘك ﺑﺄصحاﺑك الﺬﻳﻦ ﺗولوا عﻨك ﻳوم ٍ‬
‫َ ﱠ َ ﱠ‬
‫وﺟل‪ -‬أن وﻓﻘك لهﺬا‪.‬‬ ‫ﺑرحمﺔ مﻦ ﷲ ‪-‬عﺰ‬
‫ٍ‬ ‫إ�‬

‫َ‬
‫ْ َ َ‬‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك م َِن ا� ْمر ْ‬
‫� ٌء﴾ ]آل عمران‪[128:‬‬ ‫﴿ليس ل‬
‫ِ‬
‫روى مســـلم عﻦ أﻧس ر� ﷲ عﻨه‪) :‬أن رســـول ﷲ صـــلى ﷲ علﻴه وســـلم‬
‫ُ ﱠ‬ ‫ُ‬
‫كســرت رﺑاعﻴﺘ�ه ﻳوم أحد‪ ،‬وﺷ ـﺞ � رأســه‪ ،‬ﻓﺠعل ﻳســلﺖ الدم عﻨه‪ ،‬و�ﻘول‪:‬‬
‫»كﻴﻒ ﻳﻔلح ﻗوم ﺷـــﺠوا ﻧبﻴهم‪ ،‬وكســـروا رﺑـاعﻴﺘـ�ه‪ ،‬وهو ﻳـدعوهم إ� ﷲ؟«‪،‬‬
‫َ‬
‫ْ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك م َِن ا� ْمر ْ‬
‫�ء﴾(‪ .‬وروى الﺒﺨاري مﺜله‪.‬‬ ‫ﻓﺄﻧﺰل ﷲ عﺰ وﺟل‪﴿ :‬ليس ل‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ َ َ ً ّ َ َّ َ َ َ َ‬
‫ِين �ف ُروا أ ْو يَ�بِ َت ُه ْم‬ ‫وسﻴاق هﺬﻩ اﻵﻳﺔ مﻦ ا�ﺰء كما ﻳلﻲ‪َ�ِ ﴿ :‬قطع ط َرفا مِن ا�‬
‫َ َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ َ َ َْْ َ ْ ٌ َْ َُ َ َ‬ ‫ََ َ‬
‫نقل ُِبوا َخا�ب َ‬
‫وب َعليْ ِهـ ْم أ ْو ُ� َعذ َِ� ُهـ ْم فإِ� ُهـ ْم‬ ‫� ۝ ليس لك مِن ا�مـرِ �ء أو �ت‬ ‫ِِ‬ ‫�ي‬
‫َ ُ َ‬
‫ون﴾ ]آل عمران‪.[128-127:‬‬ ‫ظال ِم‬
‫ﻓا﮻ ‪-‬عﺰ وﺟل‪ -‬ذكر أرﺑع ﺗصـار�ﻒ ﻗد ﻳص ّـرف ﺑها أمر هﺆ�ء‪ ،‬وﺟعل ﺑ� هﺬﻩ‬
‫َ‬
‫ّ‬ ‫ك م َِن ْا� ْمر َ ْ‬
‫�ء﴾ لﺘﺆكد أن‬ ‫َْ َ َ َ‬
‫الﺘصار�ﻒ اﻷرﺑعﺔ هﺬﻩ العﺒارة ا�ع�ﺿﺔ ﴿ليس ل‬
‫ِ‬
‫ًّ‬
‫رســول ﷲ ‪-‬صــلى ﷲ علﻴه وســلم‪ -‬ليس إ� مﺒلﻐا وليس له مﻦ اﻷمر �ء‪،‬‬
‫و� ح� أن ﻳﺘوﻗع أن ﻳنﺘﻘم ﷲ له مﻦ هﺆ�ء � الدﻧﻴ�ا‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫ُ َ‬ ‫ََ َ َ َ‬ ‫رون ب َ‬‫َ‬ ‫ا�� َو�َ ُ‬‫ون إ َ� َ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ َّ ٌ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫روف و�نهون ع ِن المنكرِ‬ ‫المعـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أمـ‬ ‫ِ‬ ‫﴿و��ن مِنكـم أمة يدعـ ِ‬
‫اختلَفوا مِن بَع ِد ما َ‬ ‫ون ۝ َو� تَ�ونوا َ� َّ� َ‬
‫ين َ� َف َّرقوا َو َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ‬
‫جاء ُه ُم‬ ‫ك ُه ُم ُ‬
‫المفل ِحــ‬ ‫وأول� ِ‬
‫ك ل َ ُهم َع ٌ‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ظيم﴾ ]آل عمران‪.[105-104:‬‬ ‫ذاب َع ٌ‬ ‫َّ ُ َ‬
‫ا�يِنات وأول� ِ‬

‫كـــ ْ‬ ‫َ َّ َ َ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ِن� ْم َط ْو ً� أَن يَنك َِح ال ْ ُم ْ‬


‫﴿ َو َمن ل َّ ْم � َ ْس َتط ْع م ُ‬
‫ت‬ ‫ح َص َناتِ ال ُمؤم َِنـــاتِ ف ِمن ما مل‬ ‫ِ‬
‫�م ّمِن َ� ْع ٍض ۚ‬‫ض ُ‬ ‫ِ�ــم ۚ َ� ْع ُ‬
‫يمان ُ‬‫ا� أَ ْعلَ ُم �إ َ‬
‫ات ۚ َو َّ ُ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ُ ُ ّ ََ‬
‫�� َمان�م مِن �ت َيات ِ�ــ ُم ال ُمؤمِن ِ‬
‫ِِ‬
‫ْ َ‬ ‫فَان� ُ‬
‫وه َّن �ِإِذ ِن أ ْهلِ ِه َّن﴾ ]النساء‪.[25‬‬ ‫ِح ُ‬

‫�ات وليس ً‬
‫إماء وﻗال عمﻦ ﻳملكهﻦ أهلهﻦ‪ .‬و� ا�دﻳﺚ‪) :‬و�‬ ‫ّ‬
‫سـماهﻦ ﷲ ﻓﺘﻴ ٍ‬
‫ُ‬ ‫َْ ُ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ْ َ ُ ُْ َْ‬
‫��( )رواﻩ مسلم(‪.‬‬
‫ﻳﻘل أحدكم عﺒ ِدي أم ِ�‪ ،‬ولﻴﻘل ﻓﺘاي ﻓﺘا� ﻏ ِ‬

‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ّ َّ ُ َ‬ ‫ُ َ ْ َ‬
‫اس َو�َ ُ‬
‫اءوا‬ ‫ت َعليْ ِه ُم ا�ِلة � ْ� َن َما ثقِفــوا إِ� ِ�َبْ ٍل ّم َِن ا�ِ َو َحبْــ ٍل ّ ِم َن ا�َّــ ِ‬ ‫��ــ‬
‫﴿ ِ‬
‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ْ َ َ ُ َ َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ضــ ّ‬ ‫َ َ‬
‫ب م َِن ا�ِ َوضــرِ�َت عليْ ِه ُم ال َمسكنة ۚ �ٰل ِك بِ�� ُهــ ْم �نوا يَ�فــ ُرون بِآيَاتِ‬ ‫ٍ‬ ‫بِغ‬
‫َ َ َ ْ َ ّ َ ٰ َ َ َ َ َّ َ ُ َ ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َ ْ ُ ُ َ‬
‫ون﴾ ]آل عمران‪[112:‬‬ ‫� ح ٍق ۚ �ل ِك بِما عصوا و�نوا �عتد‬ ‫ا�ِ و�قتلون ا�نبِياء بِغ ِ‬
‫أي‪ :‬ألﺰمهم ﷲ الﺬلﺔ والصﻐار أﻳﻨما �اﻧوا ﻓ� ﻳﺄمﻨون‪.‬‬

‫� ُم َّا�ي َخلَ َق ُ‬
‫�م مِن نَفس واح َِدةٍ َو َخلَ َق مِنها َز َ‬
‫وجها‬ ‫﴿يا َ� ُّ� َها ا�ّــــ ُ‬
‫اس اتَّقوا َر َّ� ُ‬
‫ٍ‬
‫َ َ َ َّ َّ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ً َ َّ ُ َّ َ َّ‬ ‫جا� َك ً‬ ‫ً‬ ‫َ َ َّ ُ‬
‫ا� �ن‬ ‫سـاءلون بِهِ وا�رحام إِن‬ ‫ا� ا�ي �‬ ‫ث�ا َو� ِسـاء وا�قوا‬ ‫و�ث مِنهما رِ‬
‫َعلَ ُ‬
‫ي�م َر ً‬
‫قيبا﴾ ]النساء‪[١:‬‬
‫ّ‬
‫ﻓا﮻ عﺰ وﺟل ��ﻧا أﻧه ﺧلﻖ حواء مﻦ آدم‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫ۡ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ ُ ْ َ ٰ َ ً َ ۡ َ َ ُ ٓ ْ َ ُ َ ُ ۡ َ َ ُ ْ َّ َ َ ۡ َ ْ ُ ُ‬
‫� فٱ ۡس َتغف ُروا ِ�نو� ِ ِه ۡم َو َمن َ�غف ُِر‬ ‫﴿وٱ�ِين إِذا فـعلوا �حِشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا ٱ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫� َما � َعلوا َو ُه ۡم َ� ۡعل ُمون﴾ ]آل عمران‪.[135:‬‬ ‫�وا ْ َ َ ٰ‬ ‫وب إ َّ� ٱ َّ ُ‬
‫� َول َ ۡم يُ ِ ُّ‬
‫ِ‬
‫ٱ ُّ�نُ َ‬

‫ا�ِ م ـا لَ ـم يُ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ُ‬


‫ً‬
‫�ل ب ِـهِ ُسلطانا‬
‫َّ‬
‫ب‬ ‫�وا‬‫ر‬ ‫� َف ُروا ُّ‬
‫الر َ‬
‫عب بما أش ـ َ‬ ‫لوب ا�ين‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿سنل� � ق ِ‬
‫ّ‬
‫الظال َ‬ ‫ئس َم َ‬
‫ار َو� َ‬ ‫َو َم ُ‬
‫أواه ُم ا�ّ ُ‬
‫ِم�﴾ ]آل عمران‪[151:‬‬ ‫ثوى‬ ‫ِ‬
‫ﻓا﮻ ‪-‬ﺗعا�‪�� -‬ﻧا أﻧه ألﻘى هﺬا الرعﺐ � ﻗلوب ال�اﻓر�ﻦ ﻳوم أحد‪ ،‬ﺑســﺒﺐ‬
‫ً‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫�ل بِهِ ُسلطانا﴾‪،‬‬ ‫َ‬
‫ما ا�ﺬوا مﻦ دوﻧه مﻦ اﻷﻧداد واﻷصﻨام ﴿بِما أ��وا بِا�ِ ما لم ي ِ‬
‫والﺒاء هﻨا ﺑاء سﺒبﻴ�ﺔ‪.‬‬

‫َ‬
‫رض‬ ‫��وا ِ� ا� ِ‬ ‫� َفروا َوقالوا ِ�خوانِهم إِذا َ َ‬ ‫َ َّ َ َ‬
‫آمنوا � ت�ونوا ��ين‬
‫َ‬ ‫﴿يا َ� ُّ� َها َّا� َ‬
‫ين َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ا� ذل َِك َح َ‬
‫� ًة � ق ـلو� ِ ِهم‬ ‫جع َل َّ ُ‬ ‫أَو �نوا ُغ ًّزى لَو �نوا ع َ‬
‫ِندنا م ـا ماتوا َوما قُتِلوا ِ�َ َ‬

‫ص�﴾ ]آل عمران‪.[156:‬‬ ‫لون بَ ٌ‬‫َ َ َ‬


‫ا� بِما تعم‬ ‫ا� ُ�ي َو�ُميـ ُ‬
‫ت َو َّ ُ‬ ‫َو َّ ُ‬

‫تهم‬‫ِن�م َوطا� َف ٌة قَد أَ َه َّم ُ‬


‫عاسا يَغ� طا� َف ًة م ُ‬ ‫الغ ِّم أَ َم َن ًة نُ ً‬
‫َ‬
‫د‬
‫ِ‬ ‫ع‬‫ي�م مِن بَ‬ ‫نز َل َعلَ ُ‬ ‫﴿ ُ� َّم أَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ ُ ُ ُ َ ُ ّ َ َّ َ َ َ ّ َ َّ‬
‫مر مِن � ٍء قل‬ ‫أنفسهم �ظنون بِا�ِ غ� ا� ِق ظن ا�اهِل ِيةِ يقولون هل �ا مِن ا� ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ُ َّ َّ ُ‬
‫مر‬
‫س ِهم ما � يبدون لك يقولون لو �ن �ا مِن ا� ِ‬
‫ُ‬ ‫مر � ُه ِ�ِ �ــفون � أنف ِ‬ ‫إِن ا�‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ َ َ َّ َ ُ‬ ‫هاهنا قُل لَو ُك ُ‬ ‫َ� ٌء ما قُت ـلنا ُ‬
‫ين كت َِب َعلي ِه ُم القتل إِ�‬ ‫نتم � بُي ـوت ِ�م ل�ز ا�‬ ‫ِ‬
‫ا� َع ٌ‬ ‫ِص ما � قُلو� ُ‬
‫�م َو َّ ُ‬ ‫ح َ‬‫ا� ما � ُصدور ُ�م َو ِ�ُ َم ّ‬ ‫� َّ ُ‬ ‫َمضاجعهم َو ِ�َ َ‬
‫بت ِ َ‬
‫ليم بِذاتِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫الصدورِ﴾ ]آل عمران‪[154:‬‬ ‫ُّ‬

‫‪137‬‬
‫ﻗـال اﺑﻦ عـاﺷـــور‪ :‬ومع� أهمﺘهم أﻧﻔســـهم أي حـدﺛﺘهم أﻧﻔســـهم ﺑمـا ﻳـدﺧـل‬
‫علﻴهم الهم وذلك ﺑعدم رﺿــاهم ﺑﻘدر ﷲ ‪ ،‬وﺑﺸــدة ﺗلهﻔهم على ما أصــاﺑهم‬
‫و�سرهم على ما ﻓاﺗهم مما ﻳﻈﻨوﻧه مﻨﺠﻴا لهم لو عملوﻩ‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َّ َ ْ َ َ َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ َّ‬
‫�ل ُه ُم الشيْ َطان ب ِ َب ْع ِض َما ك َس ُبوا ۖ‬ ‫﴿إِن ا�ِيـ َن ت َول ْوا مِن�م يوم ا�� ا�معا ِن إِ�ما اس‬

‫ِيم﴾ ]آل عمران‪.[155:‬‬ ‫ا� َ� ُف ٌ‬


‫ور َحل ٌ‬ ‫ا� َ�نْ ُه ْم ۗ إ َّن َّ َ‬‫َولَ َق ْد َ� َفا َّ ُ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ﻗال الســـعدي‪ �� :‬ﺗعا� عﻦ حال الﺬﻳﻦ اﻧهﺰموا ﻳوم "أ ُحد" وما الﺬي أوﺟﺐ‬
‫لهم الﻔرار‪ ،‬وأﻧه مﻦ ﺗســـو�ل الﺸـــﻴطان‪ ،‬وأﻧه ﺗســـلط علﻴهم ﺑﺒعﺾ ذﻧوﺑهم‪.‬‬
‫ﻓهم الﺬﻳﻦ أدﺧلوﻩ على أﻧﻔســـهم‪ ،‬ومكﻨوﻩ ﺑما ﻓعلوا مﻦ ا�عا�‪ ،‬ﻷﻧها َم ْر ِك ُﺒه‬
‫َ ْ َ‬
‫ومدﺧله‪ ،‬ﻓلو اعﺘصـموا ﺑطاعﺔ رﺑهم لما �ان له علﻴهم مﻦ سـلطان‪ .‬ﻗال ﺗعا�‪:‬‬
‫ْ َ َ َ ْ ْ ُ َ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ان﴾ ]ا�ﺠر‪.[42:‬‬ ‫﴿إِن ع َِبادِي ليس لك علي ِهم سلط‬

‫ُّ َ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ َّ َ َ َ َّ ُ َ ُ ْ َ ً َ ْ ُ ُ ُ ْ َ َ ْ‬
‫اك ُسـ ُ‬ ‫َ ُُْ‬
‫وه ْم‬ ‫﴿ َو� تؤتوا السـفهاء أموال�م ال ِ� جعل ا� ل�م �ِياما وارزقوهم �ِيها و‬
‫ً‬ ‫ُ ُ َ َ ً‬
‫َوقولوا ل ُه ْم ق ْو� َّم ْع ُروفا﴾ ]النساء‪.[5:‬‬

‫َ َ‬
‫ت َح ْرث ق ْو ٍ�‬ ‫� أَ َصــابَ ْ‬ ‫ا��ْ َيا َك َم َثل ر�ح � َ‬
‫ِيها ِ ٌّ‬ ‫ون ِ� َ�ٰ ِذه ِ ْ َ‬
‫ا� َيـــــاة ِ ُّ‬ ‫ََُ َ ُ ُ َ‬
‫﴿مثل ما ينفِق‬
‫ِ ِ ٍ‬
‫َ َ ُ َ ُ َ ُ ْ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ َ َ ُ ُ َّ ُ َ َ ٰ ْ ُ َ ُ ْ َ ْ ُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ون﴾ ]آل‬ ‫ظلموا أنفسـ ـهم فـأهلكتـه ۚ ومـا ظلمهم ا� و��ِن أنفسـ ـهم �ظل ِم‬

‫عمران‪.[117:‬‬

‫‪138‬‬
‫َ ُْ َ َْ‬
‫� �ن ُه ْم‬‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷــور‪) :‬اســﺘئﻨ�اف ﺑﻴ�ا�‪ ،‬ﻷن ﻗوله � اﻵﻳﺔ الســاﺑﻘﺔ ﴿لن �غ ِ‬
‫َ ُ‬
‫أ ْم َوال ُه ْم﴾ ]آل عمران‪ [116:‬ﻳﺜ� ســـﺆال ســـاﺋل عﻦ إﻧﻔاﻗهم اﻷموال � ا�� مﻦ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫إﻏاﺛﺔ ا�لهوف وإعطاء الدﻳات � الصلح عﻦ الﻘﺘلى‪ .‬ﺿ َر َب ﻷعمالهم ا�ﺘعلﻘﺔ‬
‫ً‬
‫ـاهرهـا‪ ،‬ا�ﺨ ﱢﻴـﺐ ِآﺧ ُرهـا‪ ،‬ح�‬
‫مﺜ�‪ ،‬ﻓﺸـــ ّﺒـه هﻴﺌـ�ﺔ إﻧﻔـاﻗهم ا�عﺠـﺐ ﻇ ُ‬
‫ِ‬ ‫ﺑـاﻷموال‬
‫�ﺒطها الكﻔر‪ ،‬ﺑهﻴﺌ�ﺔ زرع أصاﺑﺘ�ه ر�ح ﺑاردة ﻓﺄهلكﺘه(‪.‬‬

‫َ َ ُ ُ ُ َ ُ َ ّ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َُ ُ‬ ‫َ ُ َُ ْ ُ‬ ‫َ َّ َ َ‬
‫ي� َوقاتلوا َوقتِلوا ��ف َِرن‬ ‫﴿فا�ِين هـــ ـاجروا وأخ ِرجوا مِن دِيارِهِم وأوذوا ِ� س ـب ِ ِ‬
‫ا�ِ ۗ َو َّ ُ‬
‫َّ‬ ‫َْ َ ََْْ ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ ُ ْ َ ّ َ ْ َ َ ُ ْ َ َّ ُ ْ َ َّ‬
‫ا�‬ ‫ار ث َوابًا ّم ِْن عِن ِد‬ ‫ات � ِري مِن �تِها ا��ه‬ ‫�نهم سـيِئات ِ ِهم و�دخِلنهم جن ٍ‬
‫اب﴾ ]آل عمران‪[195 :‬‬ ‫َ ُ ُ ْ ُ َّ َ‬
‫عِنده حسن ا�و ِ‬

‫ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ ُ ّ ُ ْ ُ َّ ٌ َ ْ ُ َ‬
‫ون إ َ� ْ َ‬
‫وف َو�َن َه ْون َع ِن ال ُمنك ِر ۚ‬ ‫ا� ْ‬
‫� َو�َـأ ُم ُرون ب ِـال َمع ُر ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿و��ن مِن�م أمـة يـدع‬
‫َ َ َ ُ ُ َ َّ َ َ َ َّ ُ َ ْ‬
‫اخ َتلَ ُفوا مِن َ� ْعـ ِد َمـا َجـ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ َ َ‬
‫اء ُه ُم‬ ‫َوأو�ٰ� ِـك ُه ُم ال ُمفل ُِحون ۝ و� ت�ونوا ��ِين �فرقوا و‬
‫ك ل َ ُه ْم َع َذ ٌ‬
‫اب َعظ ٌ‬ ‫ْ َ ّ َ ُ َ ُ َٰ َ‬
‫ِيم﴾ ]آل عمران‪[105-104:‬‬ ‫ا�يِنات ۚ وأو�� ِ‬
‫ﻓﺠعــل ﷲ ﺗعــا� الﻔرﻗــﺔ وا�ﺧﺘ�ف � مﻘــاﺑــل اﻷمر ﺑــا�عروف والﻨهﻲ عﻦ‬
‫َْ ُ‬
‫ﻓ�ك ﻓر�ﻀﺔ الﻨهﻲ عﻦ ا�ﻨكر ﻳوﻗع � الﻔرﻗﺔ وا�ﺧﺘ�ف‪.‬‬ ‫ا�ﻨكر‪.‬‬

‫ُ ْ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫َّ َ َ َ‬‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫ََ‬
‫َ َّ ُ َ ُّ ُ َ َ‬ ‫ْ ُ ْ َ‬ ‫َ َّ ْ َ َ‬ ‫َ ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ون﴾ ]آل‬‫� المؤمِن‬
‫ان مِن�م أن �فش� وا� و ِ�هما و� ا�ِ فليتو ِ‬
‫﴿إِذ همت طا�ِفت ِ‬
‫عمران‪[122:‬‬

‫‪139‬‬
‫َ‬ ‫ﺖ‪﴿ :‬إذْ َه َّم ْ‬ ‫َ َََ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َْ ﱠ‬ ‫ُْ َ ﱡ‬
‫ت َطا�ِف َتا ِن‬ ‫ِ‬ ‫ﷲ أﻧــــ ـه ﻗال‪ِ :‬ﻓﻴﻨــــ ـا ﻧﺰل‬
‫روى الﺒﺨ ِاري عﻦ ﺟ ِاﺑر ﺑﻦ عﺒ ِد ِ‬
‫ْ ُ ْ َ ْ َ ْ َ َ َّ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َّ َ ْ َ َ َ َّ ْ ُ ْ ُ َ َ َ َ ْ ُ ﱠ َ َ‬
‫الطا ِﺋﻔﺘ ِان‪:‬‬ ‫� المؤمِنون﴾ ﻗـال‪� :‬ﻦ‬ ‫مِن�م أن �فش� وا� و ِ�هما و� ا�ِ فليتو ِ‬
‫ﷲ َﺗ َع َا�‪َ ﴿ :‬و َّ ُ‬‫ﱠ َْ َ ْ َ ْ ﱠ‬ ‫ََ‬ ‫َ ََُ َ َ‬ ‫َُ‬
‫ا� َو ِ�ُّ ُه َما﴾‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ﺑﻨو حارﺛﺔ وﺑﻨو سلمﺔ‪ ،‬وما ِ�ﺐ أﻧها لم ﺗ�ل‪ِ ،‬لﻘول ِ‬
‫ﻗـال الســـعـدي‪َ ﴿ :‬و َّ ُ‬
‫ا� َو ِ�ُّ ُه َمـا ﴾ ]آل عمران‪ [122:‬أي‪ :‬ﺑو�ﻳﺘـ�ه ا �ـاصـــﺔ‪ ،‬ال�‬
‫هﻲ لطﻔه ﺑﺄولﻴاﺋه‪ ،‬وﺗوﻓﻴﻘهم لما ﻓﻴه ص�حهم وعصمﺘهم عما ﻓﻴه مﻀرﺗهم‪،‬‬
‫ﻓم ْﻦ ﺗولﻴه لهما أﻧهما لما هما ﺑهﺬﻩ ا�عصـﻴﺔ العﻈﻴمﺔ وهﻲ الﻔﺸـل والﻔرار عﻦ‬‫ِ‬
‫َّ ُ َ ُّ َّ‬
‫ا�ينَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫رســـول ﷲ عصـــمهمـا‪ ،‬لمـا معهمـا مﻦ اﻹﻳمـان‪ ،‬كمـا ﻗـال ﺗعـا�‪﴿ :‬ا� و� ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ُ ُ ّ َ ُّ‬ ‫ُْ‬
‫الظل َماتِ إِ� ا�ُّورِ﴾ ]الﺒﻘرة‪.[257:‬‬ ‫آ َم ُنوا � ِرجهم مِن‬

‫َّ‬
‫يل ا�ِ َو َما‬ ‫﴿ َو َ�ــ َ�يّن ّمِن نَّ ّ َ َ َ َ َ ُ ّ ُّ َ َ ٌ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ ُ ْ َ‬
‫� قاتل مــعه رِ�ِيون كثِ� �ما وهنوا ل ِما أصــا�هم ِ� سب ِ ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫ِب َّ‬
‫الصابر َ‬ ‫ُ‬
‫ا� � ُّ‬ ‫َ‬ ‫ض ُع ُفوا َو َما ْ‬
‫اس َت�نُوا ۗ َو َّ ُ‬ ‫َ‬
‫�ن﴾ ]آل عمران‪.[146:‬‬ ‫ِِ‬
‫و�ان � هﺬﻩ اﻵﻳﺔ الﻘدوة واﻷســوة ا�ســﻨﺔ للصــحاﺑﺔ ﺑﺬكر حال ا�ﺆمﻨ� مﻦ‬
‫ﱢ‬
‫أﺗﺒـ�اع اﻷﻧبﻴـ�اء الســــاﺑﻘ� الـﺬﻳﻦ ﺛبﺘوا على ا�ﻖ وﺟـاهـدوا مع أﻧبﻴـ�اﺋهم ﻓمـا‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ـحاﺑﺔ ﺑعد مصــﻴﺒ�ﺔ‬
‫ﺿــعﻔوا وما ﺧﻀــعوا لعدوهم‪ ،‬ﻓﻔﻴها ﺗثﺒيﺖ وﺗصــﺒ� للصـ ِ‬
‫ُ‬
‫معركﺔ أ ُحد‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ‬

‫ُ ُ َ‬ ‫َ ً ّ َ ْ َ ُ ْ ُ َ ْ ْ َ َّ ُ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َّ َ ُ ُ‬
‫وت َو�َقولون‬ ‫الطاغ ِ‬ ‫تو‬ ‫ا�ب ِ‬
‫اب يؤمِنون ب ِ ِ‬
‫صيبا مِن الكِت ِ‬ ‫ِين أوتـ ـوا ن ِ‬
‫﴿�لم تر إِ� ا�‬
‫ُ َٰ َ‬
‫ك َّا� َ‬
‫ِين لَ َع َن ُه ُم َّ ُ‬ ‫َّ َ َ َ ُ َ ٰ ُ َ َ ْ َ ٰ َ َّ َ َ ُ َ ً‬
‫ا� ۖ‬ ‫ى مِن ا�ِين آمنوا سـبِي� ۝ أو�� ِ‬ ‫ل ِ�ِين �فروا �ؤ� ِء أهــــد‬
‫ص ً‬ ‫َ َ َ ْ َ َّ ُ َ َ َ َ َ َ‬
‫�ا ﴾ ]النساء‪[52-51:‬‬ ‫�د ُ� ن ِ‬ ‫ومن يلـع ِن ا� فلن ِ‬
‫ّ‬
‫ﻓهـﺬﻩ اﻵﻳـﺔ �ـاﻧـﺖ � ٍ‬
‫ﻗوم مﻦ الﻴهود ﻳﻔﻀـــلون الكﻔـار على ا�ســـلم� �هلهم‪،‬‬
‫وﻗلﺔ دﻳﻨهم‪ ،‬وكﻔرهم ﺑكﺘاب ﷲ الﺬي ﺑﺄﻳدﻳهم ‪.‬‬

‫وب َعلَيْ ُ‬
‫� ْم ۗ َو َّ ُ‬ ‫ِ� ْم َو�َ ُت َ‬ ‫ن َّا� َ‬
‫ِين مِن َ�بْـل ُ‬ ‫� ْم ُس َ َ‬ ‫� لَـ ُ‬
‫� ْم َو�َ ْهدِيَ ُ‬ ‫� َب ّ َ‬ ‫ُ ُ َّ ُ‬
‫ا�‬ ‫﴿ي ِر�د ا� ِ ُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َّ ُ ُ ُ َ َ ُ َ َ َ ْ ُ ْ َ ُ ُ َّ َ َّ َ َّ‬
‫ِين يَتبِ ُعون الشـ َه َواتِ أن‬ ‫ِيم ۝ وا� ي ِر�د أن يــ ـتوب علي�م و� ِر�د ا�‬ ‫َعل ٌ‬
‫ِيم َحك ٌ‬
‫ً‬ ‫ُ َ‬ ‫ن� ْم ۚ َو ُخل َِق ْا� َ‬
‫� ّف َِف َع ُ‬‫ُ ُ َّ ُ َ ُ َ‬ ‫تَ ِميلُوا َميْ ً� َعظ ً‬
‫�ســـان ضـ ـعِيفـا﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِيمـا۝ ي ِر�ـد ا� أن‬
‫]النساء‪[28-26:‬‬
‫��ﻧـا ﷲ ‪-‬ﺗعـا�‪ -‬أﻧـه ُﻳســـ ّهـل علﻴﻨـ�ا � أح�ـام الﺸـــرع ﻓﻴمـا أمرﻧـا ﺑـه ومـا ﻧهـاﻧـا‬
‫ً‬
‫عﻨه‪ ،‬وهو ﻳعلم ‪-‬سـﺒحاﻧه‪ -‬أن اﻹﻧسـان ﺧلﻖ ﺿـعﻴﻔا ﻳسـﺘمﻴله هواﻩ وﺷـهوﺗه‪،‬‬
‫و� ﻳص� عﻦ النساء‪) .‬مسﺘﻔاد مﻦ ﺗﻔس� الﺒﻐوي(‪.‬‬

‫َ ُ َّ َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ َ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ ْ ُ ُ َ ُ َ ُ َ ْ‬
‫� ْم أوِ اخ ُر ُجوا مِن دِيَارِ�م َّما � َعلوهُ إِ� قل ِيل‬‫﴿ولو �نا كتبن ـا علي ِهم أ ِن ا�تلوا أنفس‬

‫ّمِنْ ُه ْم ۖ﴾ ]النساء‪[66:‬‬

‫‪141‬‬
‫ُ‬
‫ﻗـال اﺑﻦ كﺜ�‪- �� :‬ﺗعـا�‪ -‬عﻦ أك� الﻨـاس أﻧهم لو أ ِمروا ﺑمـا هم مرﺗكﺒوﻧـه مﻦ‬
‫ا�ﻨـاهﻲ لمـا ﻓعلوﻩ; ﻷن طﺒـاعهم الردﻳﺌـ�ﺔ مﺠﺒولـﺔ على مﺨـالﻔـﺔ اﻷمر‪ ،‬وهـﺬا مﻦ‬
‫علمه ‪ -‬ﺗﺒ�ارك وﺗعا� ‪ -‬ﺑما لم ﻳكﻦ لو �ان ﻓكﻴﻒ �ان ﻳكون‪.‬‬

‫ُ ْ َ َ َ َّ ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫ك ْر ُ� ْم َو َ‬ ‫ا� ب َع َذاب ُ‬
‫﴿ َّما َ� ْف َع ُل َّ ُ‬
‫ا� شـاك ًِرا َعل ِيــ ـ ًما﴾‬ ‫آمــ ـنتم ۚ و�ن‬ ‫�ــ ـ ْم إِن شـــ ـ‬ ‫ِ ِ‬
‫]النساء‪[147:‬‬
‫ﻗـال الﻘرط�‪ :‬اســـﺘﻔهـام ﺑمع� الﺘﻘر�ر للمﻨـاﻓﻘ�‪ .‬الﺘﻘـدﻳر‪ :‬أي مﻨﻔعـﺔ لـه �‬
‫عـﺬاﺑكم إن ﺷـــكرﺗم وآمﻨﺘم؛ ﻓﻨﺒـ�ه ﺗعـا� أﻧـه � ﻳعـﺬب الﺸــــاكر ا�ﺆمﻦ‪ ،‬وأن‬
‫ﺗعــﺬﻳﺒـ�ه عﺒــادﻩ � ﻳﺰ�ــد � ملكــه‪ ،‬وﺗركــه عﻘوﺑﺘهم على ﻓعلهم � ﻳﻨﻘص مﻦ‬
‫سلطاﻧه‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫﴿ َّما أ َصــابَك م ِْن َح َســ َن ٍة ف ِم َن ا�ِ ۖ َو َما أ َصــابَك مِن َســيِّئَ ٍة ف ِمن �ف ِ‬
‫ســك ۚ﴾‬

‫]النساء‪.[79:‬‬

‫َْ َ ُ ُ َ‬
‫�دون‬ ‫نزل مِن �بل ِك ي ِر‬
‫َ ُ َ َْ َ ََ ُ َ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬‫و‬ ‫ك‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫نز‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫وا‬‫ن‬ ‫ون َ� َّ� ُه ْم َ‬
‫آم ُ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ ْ ُ ُ َ‬
‫﴿�لم تر إِ� ا�ِين يز�م‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ َّ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ َ َّ ُ‬
‫ضل ُه ْم‬ ‫�د الشيْ َطان أن ي ِ‬ ‫وت َوق ْد أ ِمــ ُروا أن يَ�فــ ُروا بِهِ و� ِر‬ ‫الطاغ ِ‬ ‫أن �تحاكموا إِ�‬
‫ت ال ْ ُم َنافِق َ‬ ‫َ‬
‫الر ُسول َر�ي ْ َ‬ ‫َ‬
‫َ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ ٰ َ َ َ َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ض َ� ً� بَع ً‬
‫َ‬
‫ِ�‬ ‫�� َّ‬ ‫ِيدا ۝ �ذا �ِيـ ـل لهم �عالوا إِ� ما أنزل ا�‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ُ ُّ َ ٌ َ َ َّ َ ْ َ‬ ‫ً‬ ‫ُّ َ َ َ‬
‫ت �يْدِي ِه ْم � َّم‬ ‫صيبة بِما قدمـ ـ‬ ‫يَ ُصدون عنك ُص ُدودا ۝ فكيـ ـف إِذا أصـ ـا�تهم م ِ‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ ْ ُ َ َّ ْ َ‬
‫ا�ِ إِن أ َر ْدنَا إِ� إِ ْح َسانًا َوتَ ْو�ِيقا ۝﴾ ]النساء‪.[62-60:‬‬ ‫جاءوك �ـل ِفون ب ِ‬
‫ُ‬

‫‪142‬‬
‫ً‬ ‫َ َّ ُ ُ ُ َ َ ُ َ َ َ ْ ُ ْ َ ُ ُ َّ َ َ َّ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ‬
‫ات أن ت ِميلوا َميْ�‬
‫﴿وا� يرِ� ـد أن �ت ـوب عليــ�م و�رِ�ــد ا�ِين يتبِــعون الشهو ِ‬
‫َعظ ً‬
‫ِيما﴾ ]النساء‪.[27:‬‬

‫ا� َو� تَ ُ‬
‫�ن‬ ‫اس بمـا أَ َ‬
‫راك َّ ُ‬ ‫َّ َ ُ َ َ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ َ َ‬
‫﴿إِنـا أنز�ـا إِ�ـك الكِتـاب ِبـا� ِق �ِ ح�م ب� ا�ـ ِ ِ‬
‫ن� َخ ً‬
‫صيما﴾ ]النساء‪.[105:‬‬ ‫ل ِلخا� َ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫ﻗـال الســـعـدي رحمـه ﷲ‪) :‬أي � �ـاصـــم َعﻦ َمﻦ عرﻓـﺖ ﺧﻴـاﻧﺘـ�ه‪ ،‬مﻦ مـد ٍع مـا‬
‫مﻨكر حﻘا علﻴه‪ ،‬سواء علم ذلك أو ﻇﻨه‪ .‬ﻓﻔﻲ هﺬا دلﻴل على �ر�م‬
‫ليس له‪ ،‬أو ٍ‬
‫ا�صـــومـﺔ � ﺑـاطـل‪ ،‬والﻨﻴـ�اﺑـﺔ عﻦ ا�ﺒطـل � ا�صـــومـات الـدﻳنﻴـ�ﺔ وا�ﻘوق‬
‫الـدﻧﻴو�ـﺔ‪ .‬و�ـدل مﻔهوم اﻵﻳـﺔ على ﺟواز الـدﺧول � ﻧﻴـ�اﺑـﺔ ا�صـــومـﺔ �ﻦ لم‬
‫ﻳعرف مﻨه ﻇلم(‪.‬‬
‫وﻗد ﻳﻔهم الﺒعﺾ أن ا�ﻘصـود � �اصـم ا�اﺋﻨ� و�ادلهم‪ ،‬لكﻦ ا�ﻘصـود �‬
‫�ـاصـــم مﻦ أﺟـل ا �ـاﺋﻨ� و�ـادل عﻨهم‪ ،‬والـدلﻴـل ﻗول ﷲ ‪-‬ﺗعـا�‪ -‬ﺑعـدهـا‪:‬‬
‫َ َ َ ً َ ً‬ ‫ٱ� َ� �ِـــ ُّ‬ ‫َ َ ُ َ ٰ ۡ َ َّ َ ۡ َ ُ َ َ ُ‬
‫نف َس ُه ۡم إ َّن َّ َ‬
‫ب َمن �ن خ َّوانا أ�ِيما﴾‬ ‫ۚ ِ‬ ‫ٱ�ين �تانون أ‬
‫﴿و� �ـــدِل ع ِن ِ‬
‫]سورة النساء ‪.[107‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ َ َ ّ َ َ ُ ْ ُ َ َ َّ ٰ ُ َ ّ ُ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ُ َّ َ َ‬
‫� ُدوا ِ� أنف ِ‬
‫سـ ِه ْم‬ ‫� �كِموك �ِيما شـجر بينهم �م � ِ‬ ‫﴿ف� ور�ِك � يؤمِنون ح‬
‫ت َو� ُ َسلّ ُِموا � َ ْسل ً‬
‫ِيما﴾ ]النساء‪.[65:‬‬ ‫َ َ ً ّ َّ َ َ‬
‫ضيْ َ‬ ‫حرجا مِما ق‬

‫‪143‬‬
‫ﻗــال الســـعــدي‪ �) :‬ﻳـكـﻔـﻲ هــﺬا الـﺘـحـكـﻴـم حـ� ﻳـنـﺘـﻔـﻲ ا �ـرج مـﻦ ﻗـلـوﺑـهـم‬
‫ً‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ َ ﱢ‬ ‫ُ‬
‫�كمه ﺗســلﻴما ﺑاﻧﺸــراح صــدر‪،‬‬ ‫والﻀــﻴﻖ‪...‬ﺛم � ﻳكﻔﻲ ذلك ح� ﻳس ـلموا ِ‬
‫َ‬
‫ـاطﻦ‪...‬ﻓمﻦ ﺗرك هــﺬا الﺘحكﻴم‬ ‫وطمــﺄﻧيﻨ ـ�ﺔ ﻧﻔس‪ ،‬واﻧﻘﻴــاد ﺑــالﻈــاهر والﺒـ‬
‫ا�ـﺬكور ﻏ� مل�م لـه ﻓهو �ـاﻓر‪َ ،‬‬
‫ومﻦ ﺗركـه‪ ،‬مع ال�امـه ﻓلـه حكم أمﺜـا لـه مﻦ‬
‫العاص�(‪.‬‬
‫ﻓالسـعدي ﻳﻔرق ﺑ� مﻦ ﻳرﻓﺾ مرﺟعﻴﺔ الﺸـر�عﺔ ومﻦ ُﻳﻘر ﺑها )ﻳل�مها(‬
‫و�ع�ف ﺑوﺟوب الرﺟوع إلﻴهـا وكمـالهـا وعـدلهـا لكﻦ �ﻴـد عﻨهـا � ﺑعﺾ‬
‫أمرﻩ‪.‬‬

‫َُ ُ َ َ‬ ‫َّ َ َ َ َ ُ ْ ُ َ َ ٰ َ َّ َ َ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ َ‬
‫� � ْعل ُموا َما �قولون َو�‬ ‫آم ُنوا � َ� ْق َر�ُوا الصـ�ة وأنتم سـ�رى ح ٰ‬ ‫﴿يا ��ها ا�ِين‬
‫ُ ُ َّ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫ُ ُ ً َّ َ‬
‫اء أ َح ٌد‬ ‫� سـفر أو ج َ‬ ‫� أو ٰ‬ ‫س لُوا ۚ �ن كنتم مر ٰ‬ ‫َ َّ ٰ َ ْ َ‬
‫� �غت ـِ‬ ‫يل ح‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫جنبا إِ� �ب ِ ِري سـب ِ ٍ‬
‫َ‬
‫اء فَلَ ْم َ� ُدوا َم ً‬
‫اء َ� َت َي َّم ُموا َصــع ً‬
‫ِيدا َط ّيِ ًبا‬ ‫ِن�م ّم َِن الْ َغا� ِط أ ْو َ� َم ْســ ُت ُم النّ َِســ َ‬
‫ّم ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ورا ﴾ ]النساء‪[43:‬‬ ‫ا� َ� َن َ� ُف ًّوا َ� ُف ً‬ ‫ِ� ْم َو َ�يْد ُ‬
‫ِي�ـ ْم ۗ إ َّن َّ َ‬ ‫حوا ب ُو ُجوه ُ‬ ‫فَ ْ‬
‫ام َس ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الﻐـاﺋط‪ :‬هو ا��ـان الــــــ ُـم ْط َم ِ� مﻦ اﻷرض‪ .‬ك� ﺑـﺬلـك عﻦ الﺘﻐوط‪ ،‬وهو‬
‫ا�دث اﻷصﻐر‪.‬‬

‫َ ْ‬ ‫َّ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ ُ ُ َ َّ َ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ ُ َ‬
‫ون َما آتَـــ ُ‬
‫اه ُم َّ ُ‬
‫ا� مِن فضلِهِ ۗ‬ ‫﴿ا�ِين �بخلون و�أمرون ا�اس بِا�خ ِل و��تم‬

‫ينا﴾ ]النساء‪[37:‬‬ ‫َوأَ ْ� َت ْدنَا ل ِلْ َ�ف ِر َ‬


‫�ن َع َذابًا ُّمه ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ْ َ َ َ َّ َ ُ ُ َ ً ّ َ ْ َ َ ْ َ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ ُ َ َ َ ُّ‬
‫ضلوا‬ ‫اب �ش�ون الض�لة و� ِر�دون أن ت ِ‬ ‫صيبا مِن الكِت ِ‬ ‫﴿�لم تر إِ� ا�ِين أوتوا ن ِ‬
‫َّ َ‬
‫السبِيل﴾ ]النساء‪[44:‬‬
‫‪144‬‬
‫َ‬
‫�‬ ‫اء ۖ فَ َ� َ� َّتخ ُِذوا مِنْ ُه ْم أ ْو ِ�َ َ‬
‫اء َح َّ ٰ‬ ‫َ ُّ َ ْ َ ْ ُ ُ َ َ َ َ َ ُ َ َ ُ ُ َ‬
‫ون َس ـ َو ً‬ ‫﴿ودوا لو ت�فرون كما �فروا �تكون‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ� َها ُ‬
‫ا�ِ﴾ ]النساء‪[89:‬‬ ‫يل‬
‫جروا ِ� سب ِ ِ‬
‫ِ‬

‫ا� ۚ َو َ� َن َّ ُ‬ ‫ََ َ‬
‫نف ُقوا م َِّمــا َر َز َ� ُه ُم َّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫اذا َعلَيْه ْم ل َ ْو َ‬
‫ََ َ‬
‫ا� ب ِ ِه ْم‬ ‫آم ُنوا بِا�ِ َوا�َ ْو ِم ا�خ ِِر وأ‬ ‫ِ‬ ‫﴿وم‬
‫َعل ً‬
‫ِيما﴾ ]النساء‪.[37:‬‬
‫َ ْ َ َّ َ ْ‬ ‫َ َّ َ ُ ُ َ َ‬
‫اس َو� يُؤم ُِنون بِا�ِ َو� بِا�َ ْو ِم‬ ‫ون أ ْم َوال َ ُه ْم رئَ َ‬
‫اء ا�َّ ـ ِ‬ ‫اﻵﻳﺔ ﻗﺒلها‪﴿ :‬وا�ِي ـن ينفِق‬
‫ِ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ُ َ ً َ َ َ َ‬
‫اء ق ِر ً�نا﴾ ]النساء‪[38:‬‬ ‫ْا�خِر ۗ َو َمن يَ ُ‬
‫� ِن الشيطان � ق ِر�نا فس‬ ‫ِ‬

‫َ َ َ ْ َ َّ ُ َ ْ َ َ ُ َ َ َ ُ َ ُ ُ َ َ َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ََ َ ُ ْ‬
‫�دون أن � ْه ُدوا‬‫� وا� أركســهم بِما كســبوا ۚ �ت ِر‬
‫﴿�ما ل�م ِ� المنافِقِ� ف ِئت ِ‬
‫ً‬ ‫َّ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ َّ َّ ُ َ َ ُ ْ‬
‫� َد ُ� َسبِي�﴾ ]النساء‪[88:‬‬ ‫من أضل ا� ۖ ومن يضل ِِل ا� فلن ِ‬
‫ﱠ‬
‫ا�راد ﺑــا�ﻨــاﻓﻘ� � هــﺬﻩ اﻵﻳــﺔ ا�ﻨــاﻓﻘون ا�ــدعون لﻺســـ�م‪ .‬لكﻦ �ــان �‬
‫حر َج ﺑعﺾ الصـحاﺑﺔ مﻦ ﻗﺘالهم‪ .‬ﻓﺒ� ﷲ‬ ‫حالهم د�ﺋل ﻧﻔاق واﺿـحﺔ‪َ ،‬ﻓ َﺘ ﱠ‬

‫أن هﺬا ال�دد � ﻳنﺒﻐﻲ ﺑعد ما ﻇهر مﻦ أحوالهم‪.‬‬


‫ّ‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷــور‪) :‬وإذ ﻗد حدث ﷲ عﻨهم ﺑما وص ـﻒ مﻦ ســاﺑﻖ اﻵي‪ ،‬ﻓ�‬
‫�ﻖ ّ‬ ‫ّ‬
‫ال�دد � سوء ﻧواﻳاهم وكﻔرهم(‪.‬‬

‫اب‬ ‫� َر ُسـ ِ َ ْ َ‬ ‫اب َّا�ِي نَ َّز َل َ َ ٰ‬ ‫ا�ِ َو َر ُسـ ِ َ ْ َ‬


‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ‬
‫و�ِ والكِت ِ‬ ‫و�ِ والكِت ِ‬ ‫﴿يا ��ها ا�ِين آمنوا آمِنوا ب ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ َ َ‬
‫ا�ِي أنــ َزل مِن �بْــل ۚ َو َمن يَ�ف ْر بِا�ِ َو َم��ِكتِهِ َو� ُتبِهِ َو ُر ُسلِهِ َوا�َــ ْو ِم ا�خ ِِر‬

‫ِيدا﴾ ]النساء‪[136:‬‬ ‫ض َ� ً� بَع ً‬


‫َ َ ْ َ َّ َ‬
‫�قد ضل‬

‫‪145‬‬
‫ﻗال السعدي‪) :‬اعلم أن اﻷمر إما أن ﻳوﺟه إ� مﻦ لم ﻳدﺧل � الﺸـــﻲء ولم‬
‫ً‬
‫�ﺄمر َمﻦ ليس‬ ‫ﻳﺘصﻒ ﺑ�ء مﻨه‪ ،‬ﻓهﺬا ﻳكون أمرا له � الدﺧول ﻓﻴه‪ ،‬وذلك ِ‬
‫َ ْ‬
‫اب آم ُِنوا ب ِ َما ن َّز�َا‬ ‫ﺑمﺆمﻦ ﺑاﻹﻳمان‪ ،‬كﻘوله ﺗعا�‪﴿ :‬يَــا َ� ُّ� َها َّا� َ‬
‫ِين أُوتُوا الْك َِتــ َ‬
‫ُم َص ّدِقا ل َِما َم َع ُ‬ ‫ً ّ‬
‫�م﴾ ]النساء‪ .[47:‬وإمــ ـا أن ﻳوﺟــ ـه إ� مﻦ دﺧــ ـل � ال�ء‬
‫أمرﻩ لﻴصـــحح ما ُوﺟد مﻨـه ُ َ‬
‫و�صـــل ما لم ﻳوﺟد‪ .‬ومﻨـه ما ذكرﻩ‬ ‫ﻓهـﺬا ﻳكون ُ‬

‫ﷲ � هﺬﻩ اﻵﻳﺔ مﻦ أمر ا�ﺆمﻨﻴــــﻦ ﺑاﻹﻳمــــان‪ ،‬ﻓﺈن ذلك ﻳﻘﺘ� أمرهم ﺑما‬
‫ُﻳ َص ـحح إﻳماﻧهم مﻦ اﻹﺧ�ص والصــدق‪ ،‬و�ﻨﺐ ا�ﻔســدات‪ ،‬والﺘوﺑﺔ مﻦ‬
‫ا�ﻨﻘصــات‪ .‬و�ﻘﺘ�ــ أﻳﻀــا اﻷمر ﺑما لم ﻳوﺟد مﻦ ا�ﺆمﻦ مﻦ علوم‬
‫ﺟمﻴع ِ‬
‫اﻹﻳمان وأعماله‪ ،‬ﻓﺈﻧه �لما وصـــل إلﻴه ﻧص وﻓهم معﻨاﻩ واعﺘﻘدﻩ ﻓﺈن ذلك‬
‫مﻦ اﻹﻳمان المﺄمور ﺑه‪ .‬وكﺬلك ســاﺋر اﻷعمال الﻈاهرة والﺒاطﻨﺔ‪� ،‬لها مﻦ‬
‫اﻹﻳمان كما دلﺖ على ذلك الﻨصوص الكﺜ�ة(‪.‬‬
‫وﻗـال اﺑﻦ كﺜ�‪) :‬ﻳـﺄمر ﷲ ﺗعـا� عﺒـادﻩ ا�ﺆمﻨ� ﺑـا لـدﺧول � ﺟمﻴع ﺷـــراﺋع‬
‫اﻹﻳمان وﺷعﺒه وأر�اﻧه ودعاﺋمه‪ ،‬وليس هﺬا مﻦ ﺑاب �صﻴل ا�اصل‪ ،‬ﺑل‬
‫مﻦ ﺑــاب ﺗكمﻴــل ال�ــامــل وﺗﻘر�رﻩ وﺗثﺒيﺘـ�ه وا�ســـﺘمرار علﻴــه‪ .‬كمــا ﻳﻘول‬
‫ْ‬ ‫اهدِنَا ّ ِ َ‬
‫ال� َاط ال ُم ْس َتق َ‬ ‫ْ‬
‫ِيم﴾ ]الﻔا�ﺔ‪ [6:‬أي‪ :‬ﺑصرﻧا ﻓﻴه‪،‬‬ ‫ا�ﺆمﻦ � �ل صــ�ة‪﴿ :‬‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫وزدﻧا هدى‪ ،‬وﺛبﺘﻨ�ا علﻴه‪ .‬ﻓﺄمرهم ﺑاﻹﻳمان ﺑه وﺑرســـوله‪ ،‬كما ﻗال ﺗعا�‪﴿ :‬يَا‬
‫َّ ُ‬
‫آم ُنوا ا�قوا َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ا� َوآم ُِنوا ب ِ َر ُس ِ‬
‫و�ِ﴾ ]ا�دﻳد‪.([28:‬‬ ‫ِين َ‬
‫� ُّ� َها ا� َ‬

‫‪146‬‬
‫َْ‬ ‫ّ ّ َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ ْ َ َ َّ َ َّ ُ َ ْ َ ُ ْ َ َ ٰ َ ْ‬
‫يب ّم َِّما اكت َسـ ُبوا ۖ‬
‫صـ ٌ‬
‫ِلرجا ِل ن ِ‬
‫﴿و� �تمنوا ما فضـل ا� بِهِ �عضـ�م � �ع ٍض ۚ ل ِ‬
‫� ّل َ ْ‬
‫� ٍء‬ ‫َّ َّ َ َ َ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َول ِلنّ َِسـاءِ نَ ِ ٌ ّ َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ َّ َ‬
‫صـيب مِما اكتسـ� ۚ واسـ�لوا ا� مِن فضـلِهِ ۗ إِن ا� �ن ب ِ ِ‬
‫َعل ً‬
‫ِيما﴾ ]النساء‪.[32:‬‬
‫َ‬
‫ا�ب ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫َْ ُ َ ْ َ َ ََُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫�﴾ ]ا�لك‪.[14:‬‬ ‫وهو سﺒحاﻧه الﻘاﺋل‪� ��﴿ :‬علم من خلق وهو الل ِطيف ِ‬
‫ﻗال السـعدي‪) :‬ﻳﻨهى ﺗعا� ا�ﺆمﻨ� عﻦ أن ﻳﺘم� ﺑعﻀـهم ما ﻓﻀـل ﷲ ﺑه‬
‫ﻏ�ﻩ مﻦ اﻷمور ا�مكﻨﺔ وﻏ� ا�مكﻨﺔ‪ .‬ﻓ� ﺗﺘم� النســاء ﺧصــاﺋص الرﺟال‬
‫ﱠ‬
‫ال� ﺑها ﻓﻀــلهم على النســـاء‪ ...‬وﻷﻧه ﻳﻘﺘﻀــــــــﻲ الســـﺨط على ﻗدر ﷲ‬
‫واﻹﺧ�د إ� الكســــل واﻷمـا� الﺒـاطلـﺔ ال� � ﻳﻘ�ن ﺑهـا عمـل و� كســــﺐ‪.‬‬
‫وإﻧمـا ا�حمود أمران‪ :‬أن ﻳســـعى العﺒـد على حســـﺐ ﻗـدرﺗـه ﺑمـا ﻳﻨﻔعـه مﻦ‬
‫مصا�ه الدﻳنﻴ�ﺔ والدﻧﻴو�ﺔ‪ ،‬و�سﺄل ﷲ ﺗعا� مﻦ ﻓﻀل(‪.‬‬

‫َ َ َْْ ُ ً َُْ ََ َ َ‬
‫� ْد ُ� مِن‬ ‫� ْم َو َ� أَ َم ّ َ ْ ْ َ‬
‫﴿لَّيْ َس بأَ َما� ِّي ُ‬
‫اب ۗ من �عمل سـوءا �ز بِهِ و� ِ‬
‫ا� أه ِل الكِت ِ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص ً‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫�ا﴾ ]النساء‪[123:‬‬ ‫دو ِن ا�ِ َو ِ�ًّا َو� ن ِ‬
‫َ َ َْْ ُ ً ُ‬
‫وءا �ْ َز بِهِ﴾‪) :‬وهﺬا ﺷــامل �مﻴع‬ ‫ﻗال الســعدي � ﻗوله ﺗعا� ﴿من �عمل سـ‬
‫العامل�‪ ،‬ﻷن الســـوء ﺷـــامل ﻷي ذﻧﺐ �ان مﻦ صـــﻐاﺋر الﺬﻧوب وكﺒاﺋرها‪،‬‬
‫وﺷــــامـل أﻳﻀــــا ل�ـل ﺟﺰاء ﻗلﻴـل أو كﺜ�‪ ،‬دﻧﻴوي أو أﺧروي‪ .‬والﻨـاس � هـﺬا‬
‫ا�ﻘـام درﺟـات � ﻳعلمهـا إ� ﷲ‪ ،‬ﻓمســـﺘﻘـل ومســـﺘك�‪ ،‬ﻓمﻦ �ـان عملـه �لـه‬
‫ســـوءا‪ ،‬وذلـك � ﻳكون إ� �ـاﻓرا‪ ،‬ﻓـﺈذا مـات مﻦ دون ﺗوﺑـﺔ ﺟوزي ﺑـا�لود �‬
‫العـﺬاب اﻷلﻴم‪ .‬ومﻦ �ـان عملـه صـــا �ـا‪ ،‬وهو مســـﺘﻘﻴم � ﻏـا لـﺐ أحوالـه‪،‬‬
‫وإﻧما ﻳصـــدر مﻨه ﺑعﺾ اﻷحﻴان ﺑعﺾ الﺬﻧوب الصـــﻐار‪ ،‬ﻓما ﻳصـــﻴﺒ�ه مﻦ‬
‫‪147‬‬
‫الهم والﻐم واﻷذى و ]ﺑعﺾ[ اﻵ�م � ﺑـدﻧـه أو ﻗلﺒـه أو حﺒيﺒـ�ه أو مـا لـه و�و‬
‫َ‬
‫ذلـك ‪ -‬ﻓـﺈﻧهـا مكﻔرات للـﺬﻧوب‪ ،‬وهﻲ ممـا �ﺰى ﺑـه على عملـه‪ ،‬ﱠﻗﻴﻀـــهـا ﷲ‬
‫لطﻔـا ﺑعﺒـادﻩ‪ .‬وﺑ� هـﺬﻳﻦ ا�ـال� مراﺗـﺐ كﺜ�ة‪ .‬وهـﺬا ا�ﺰاء على عمـل‬
‫الســـوء العـام مﺨصـــوص � ﻏ� الﺘـاﺋﺒ�‪ ،‬ﻓـﺈن الﺘـاﺋـﺐ مﻦ الـﺬﻧـﺐ َ‬
‫كمﻦ �‬
‫ذﻧﺐ له‪ ،‬كما دلﺖ على ذلك الﻨصوص(‪.‬‬

‫َ ٌ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َّ ُ َ َ َّ ْ َ‬ ‫� فَإ ْن أَ َصــ َ ْ ُ ُّ‬‫ِن� ْم ل َ َمن َّ�ُ َب ّط َ َّ‬


‫�ن م ُ‬ ‫َّ‬
‫� إِذ ل ْم‬ ‫صــيبة قال قد ��عم ا�‬ ‫ا�ت�م م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿‬
‫�ن َّم َع ُه ْم َشه ً‬ ‫أَ ُ‬
‫يدا﴾ ]النساء‪[97:‬‬ ‫ِ‬
‫ٌَ‬ ‫ا�تْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫�م ُّم ِص ـيبة﴾‪ ..‬ﻳﻘول‪ :‬ﻓﺈن أصــاﺑﺘكم هﺰ�مﺔ‪ ،‬أو‬ ‫ﻗال الط�ي‪﴿) :‬فإن أ َص ـ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫� إذ ل ْم أ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ ْ َ َ َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫�ن َّم َع ُه ْم‬ ‫ﻧــالكم ﻗﺘــل أو ﺟراح مﻦ عــدوكم ﴿قـال قـد ��عم ا� َّ ِ‬
‫ﱡُ‬ ‫َشه ً‬
‫وس ﱠرﻩ �لﻔه عﻨكم‪ ،‬ﺷماﺗﺔ ﺑكم‪ ،‬ﻷﻧه‬ ‫يدا﴾‪ ،‬ﻓﻴصﻴﺒ� ﺟراح أو ألم أو ﻗﺘل‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫مﻦ أهل الﺸــك � وعد ﷲ الﺬي وعد ا�ﺆمﻨ� على ما ﻧالهم � ســﺒﻴله مﻦ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫اﻷﺟر والﺜواب‪ ،‬و� وعﻴدﻩ‪ .‬ﻓهو ُ‬
‫ﻏ� راج ﺛواﺑا‪ ،‬و� ﺧاﺋﻒ عﻘاﺑا(‪.‬‬
‫مع الﺘنﺒﻴـ�ه على أن ��مﻨـا � الســـﺆال ليس عﻦ ا�ســـلم الـﺬي عﻨـدﻩ حرﻗـﺔ‬
‫على الدﻳﻦ و�رى مع ذلك أن ما ُﻳ َع ّرض ﺑعﺾ إﺧواﻧه ﻧﻔسه له مﻦ ا�ﺨاطر‬
‫ﻏ� ﻧاﻓع لﻺســـ�م وأهله‪ ،‬وإﻧما عﻦ الﺬي ليس للدﻳﻦ ﺷـــﺄن كﺒ� � ﻧﻔســـه‬
‫ً‬
‫ﻓ� �ﺐ أن ﻳﻀ� � سﺒﻴله وإن �اﻧﺖ ﺗﻀحﻴﺔ ﻷمر ﻓﻴه ﻧﻔع للدﻳﻦ وأهله‪.‬‬

‫�‬ ‫ِين َ��ْ َع َم َّ ُ‬


‫ا� َعـــلَيْهم ّم َِن ا�َّب ّي َ‬ ‫ك َم َع َّا� َ‬
‫َ‬ ‫َّ َ َ َّ َ َ ُ َ‬
‫الر ُسول فأو�ٰ� ِـــ‬ ‫﴿ َو َمـــن يُطِعِ ا� و‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ّ ّ َ َ ُّ‬
‫ِ� ۚ َو َح ُس َن أو�ٰ� ِ َك َر�ِيقا﴾ ]النساء‪[69:‬‬ ‫ا� َ‬ ‫الش َه َداءِ َو َّ‬
‫الص ِ‬ ‫الصدِيقِ� و‬
‫و ِ‬
‫‪148‬‬
‫َّ َ َ ْ َ ْ َ َ‬
‫ت َعليْ ِه ْم﴾‬ ‫ﻗال اﺑﻦ كﺜ� � ﺗﻔســ� ﻗوله ﺗعا� مﻦ ســورة الﻔا�ﺔ ﴿ا�ِين ��عم‬
‫ُ‬
‫َّ َ َ َّ َ َ َ َ‬ ‫َْ ُ َ َ‬ ‫َ ﱢ َ‬ ‫ُ ُ َْ ْ ُ ُ َ‬
‫الر ُسـول فأو�ٰ�ِك‬ ‫ور ون ِ� ُسـور ِة النسـ ِاء‪ ،‬حﻴﺚ ﻗال‪َ ﴿ :‬و َمن يُطِعِ ا� و‬ ‫هم المﺬك‬
‫َ َ َّ َ ْ َ َ َّ ُ َ َ ْ ّ َ َّ ّ َ َ ّ ّ َ ُّ‬ ‫َ‬
‫ِ� ۚ َو َح ُسـ َن‬
‫ا� َ‬‫ِ� َوالشـ َه َداءِ َوال َّصـ ِ‬ ‫صـدِيق‬
‫مع ا�ِين ��عم ا� علي ِهم مِن ا�بِيِ� وال ِ‬
‫ً‬ ‫ُ َ‬
‫أو�ٰ� ِ َك َر�ِيقا﴾‪.‬‬
‫مﻦ عﺠﻴﺐ ما حصـل مع إحد أصـدﻗا� ﻗال‪) :‬إﻧه حصـل معﻲ أمر مﻀـحك‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫لـكـﻨ ـه مـﺒـهـﺞ مـﻦ ﻧــاحـﻴــﺔ أﺧـرى‪ ،‬وهـو أ� ﻗـرأت هــﺬا الـﺘـﻔســــ� �ﺑـﻦ كـﺜـ�‬
‫واﻧدمﺠﺖ معه‪ ،‬ﻓحاﻧﺖ ص�ة ا�ﻐرب‪ ،‬ﺛم ﻗرأت الﻔا�ﺔ‪ ،‬ح� إذا ﺟاء ﻗوله‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َ َ ْ‬ ‫ال� َاط ال ْ ُم ْس َتق َ‬
‫اهدِنَا ّ ِ َ‬
‫ْ‬
‫ِين �� َع ْم َت َعليْ ِه ْم﴾‪ ،‬ﻗلﺖ ﻧاسﻴا‪:‬‬‫�اط ا�‬ ‫ِيم ۝ ِ‬ ‫ﺗــعا� ﴿‬
‫صــــراط الــﺬﻳـﻦ أﻧـعـمــﺖ عـلـﻴـهـم مـﻦ الـﻨـبـﻴـ� والصـــــدﻳـﻘـ� والﺸــــهــداء‬
‫والصا��!‬
‫ً‬
‫ﻓﺄﻓﻘﺖ على ﺗســـﺒﻴح مﻦ ﺧلﻔﻲ وﺗﺬك�هم‪ .‬ﻓ�ا� مﻀـــح�ا لدمﺞ اﻵﻳﺘ�‪،‬‬
‫ً‬
‫مﺒهﺠا لوصول ا�ع� إ� ﻗل� لدرﺟﺔ أﻧ� ﻧسﻴﺖ سﻴاق الﻔا�ﺔ‪.‬‬

‫ص ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ا� ْركِ ا� ْسفل م َِن ا�َّار َولن َ‬ ‫َ‬
‫ِ� � َّ‬ ‫َُ‬ ‫َْ َ‬ ‫َّ ْ‬
‫�ا﴾ ]النساء‪[145:‬‬ ‫�د ل ُه ْم ن ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿إِن المنافِق ِ‬
‫ﻓﺠعلوا � اﻵﺧرة ﺧالدﻳﻦ � هﺬا الدرك اﻷسـﻔل مﻦ‬ ‫هم أرادوا العﺰة والعلو ُ‬
‫ً‬
‫الﻨار عﻴاذا ﺑا﮻‪.‬‬

‫ُ ْ َ‬ ‫ُ َ َ َ َّ َ َ ْ َ َ ٰ َ ُ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ ُ ُ َ َّ َ ْ‬
‫ســ�م أوِ‬ ‫� أنف ِ‬ ‫ِ� بِالق ِْســ ِط شــهداء ِ�ِ ولو‬ ‫﴿يا ��ها ا�ِين آمنوا كونوا قوام‬
‫َ َّ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ا�يْن َو ْا�َقْ َر� َ‬
‫ا� أ ْو َ ٰ� ب ِ ِه َما ۖ فَ َ� تَتَّبِ ُعوا ال ْ َه َو ٰ‬
‫ى‬
‫َ ُ َ‬
‫� ْن غن ًِّيــا أ ْو فقِيــ ًرا ف‬ ‫� ۚ إِن ي‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬ ‫الو ِ ِ‬

‫‪149‬‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َّ َ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ا� �ن ِبـ َمـا �ـ ْعـ َمـلـون‬ ‫أن �ـ ْعـدِلـوا ۚ �ن تـلـ ُووا أ ْو �ـ ْعـرِ ُضـــوا فـإِن‬

‫�ا﴾ ]النساء‪[135:‬‬ ‫َخب ً‬


‫ِ‬
‫ﱠ ْ‬ ‫َ‬
‫� ْن َغنِ ًّيـا أ ْو فَق ً‬
‫�حﻆ ﻗولـه ﺗعـا� ﴿إن يَ ُ‬
‫ﺷـــﺨص مـا ﻗـد ﻳـدﻓع‬‫ٍ‬ ‫ِ�ا﴾‪ ،‬ﻓـﺈن ﻓﻘ َر‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫َمﻦ حولـه إ� التســـ� على ﺧﻴـاﻧﺘـ�ه لﻸمـاﻧـﺔ‪ .‬ﻓﺒ� ﷲ أﻧـه ســـﺒحـاﻧـه أو�‬
‫ﺑــا لـﻨــاس وأرحـم ﺑـهـم‪ ،‬وأن ﻓـﻘـر الـﺒـعـﺾ وﻏـ� اﻵﺧـر�ـﻦ �ــﺐ أ� ﻳـمـﻨـع مـﻦ‬
‫اﻹد�ء ﺑالﺸهادة الصحﻴحﺔ � موﺿعها‪.‬‬
‫َ ُ ْ َ ًّ َ ْ َ ً َ َّ ُ َ َ‬
‫ا� أ ْو ٰ� ب ِ ِه َمـا﴾ أي‪ � :‬ﺗرعـاﻩ‬ ‫ﻗـال اﺑﻦ كﺜ�‪) :‬وﻗولـه ﴿إِن ي�ن غنِيـا أو فقِ�ا فـ‬
‫لﻐﻨـاﻩ‪ ،‬و� ﺗﺸـــﻔﻖ علﻴـه لﻔﻘرﻩ‪ ،‬ﷲ ﻳﺘو�همـا‪ ،‬ﺑـل هو أو� ﺑهمـا مﻨـك‪ ،‬وأعلم‬
‫ﺑما ﻓﻴه ص�حهما(‪.‬‬

‫ُ َ‬ ‫َُ‬ ‫َّ ْ‬
‫ا� َو ُه َو َخاد ُِ� ُه ْم﴾ ]النساء‪.[142:‬‬ ‫ون َّ َ‬ ‫ِ� �ادِع‬ ‫﴿إن ال ُم َنافِق َ‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ﻗـال اﺑﻦ كﺜ�‪َ ) :‬وﻗ ْولـ ُه‪َ ﴿ :‬و ُه َو َخـاد ُِ� ُه ْم﴾ أ ْي‪ُ :‬ه َو الـ ِﺬي َﻳ ْســـﺘـد ِر ُﺟ ُه ْم ِ� ُطﻐ َﻴـا ِﻧ ِه ْم‬
‫ْ‬ ‫ﱡ ْ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ ََ ُْ ُُ ْ َ ْ َ ﱢ َ ُْ ُ‬
‫ول �إل ْﻴ ِه ِ� الدﻧ َﻴ�ا َوكﺬ ِلك ِ� َﻳ ْو ِم ال ِﻘ َﻴ َام ِﺔ‬ ‫وﺿ ـ� ِل ِهم‪ ،‬و�ﺬلهم ع ِﻦ ا�ﻖ والوص ـ ِ‬
‫ُ َ َْ‬
‫ِين آ َم ُنوا انظ ُرونا �ق َتب ِ ْس مِن‬ ‫ات ل َِّ� َ‬‫ون َوال ْ ُم َناف َِق ُ‬
‫َ َ َ َ َ َ َ َ َْ َ ُ ُ ُْ َ ُ َ‬
‫كما ﻗال ﺗعا�‪﴿ :‬يــوم �قول المناف ِق‬
‫ورا فَض ُـــر َب بَيْ َن ُهم � ُسور َّ ُ� بَ ٌ‬ ‫ُّ ُ ْ َ ْ ُ َ َ َ ُ ْ َ ْ‬
‫ا�َ ِم ُسوا نُ ً‬
‫اب بَاط ُِن ُه �ِيهِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫جعوا وراء�م ف‬ ‫نورِ�م �ِيل ار ِ‬
‫� َو َ�ٰك َِّن ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫و� ُه ْم �ل َ ْم نَ ُ‬ ‫� ُة َو َظاه ُِرهُ مِن ق َِبلِهِ الْ َع َذ ُ‬
‫� ْم‬ ‫� ْم ۖ قَالوا بَ َ ٰ‬
‫�ن َّم َع ُ‬ ‫َُ ُ َ‬
‫اب ۝ �ناد‬ ‫الر ْ َ‬
‫َّ‬
‫ا� َو َغ َّر ُ‬ ‫ُ ْ َ َ َ َّ ْ ُ ْ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ َّ ْ ُ ُ ْ َ َ ُّ َ َّ ٰ َ َ َ ْ َّ‬ ‫ََ ُْ َ ُ َ‬
‫�م‬ ‫اء أم ُر ِ‬ ‫ا� ح� ج‬ ‫�تنتم أنفســ�م وتر�صــتم وارتبتم وغرت�م ا�م ِ‬
‫� َف ُروا ۚ َمأ ْ َو ُ‬ ‫ُ ْ ْ َ ٌ َ َ َ َّ َ َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ُ‬ ‫ا�ِ الْ َغ ُر ُ‬‫َّ‬
‫ار ۖ‬‫ا� ُم ا�َّ ُ‬ ‫ور ۝ فا�َ ْو َم � يُؤخذ مِن�م ف ِدية و� مِن ا�ِين‬ ‫بِ‬
‫ص ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َِ َ َ ُ‬
‫�﴾ ]ا�دﻳد‪.([15-13:‬‬ ‫� م ْو�� ْم ۖ َو�ِئ َس ال َم ِ‬

‫‪150‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس‬

‫َ َّ ُ ّ‬ ‫ُ َ ّ ُ ّ‬ ‫ُْ‬ ‫َ َ َّ ُ ّ ُ َ ّ ُ َ َ َ ْ ُ َ‬
‫ِن� ْم فإِ ِ� أ َعذِبُ ُه َعذابًا � أ َعذِبُ ُه‬
‫� ْم ۖ � َمن يَ�ف ْر َ� ْع ُد م‬‫�لها علي‬
‫﴿قال ا� إ ِ ِ� م ِ‬
‫�﴾ ]الماﺋدة‪[115:‬‬ ‫أَ َح ًدا ّم َِن الْ َعالَم َ‬
‫ِ‬
‫ﻗـال الﺒﻐوي‪ :‬وذلـك أن ﺑ� إســـراﺋﻴـ�ل ســــﺄلوا ﷲ ‪-‬ﺗعـا�‪ -‬ﻧﺰول مـاﺋـدة مﻦ‬
‫السـماء‪ ،‬ﻓﺄﺧ�هم ﷲ‪ :‬إن سـﺄلﺘم ﻧﺰول الماﺋدة ﻓﺈﻧها سـﺘ�ل علﻴكم ‪ ،‬ولكﻦ مﻦ‬
‫ً‬ ‫ﻳكﻔر ﺑعد ﻧﺰول الماﺋدة ﻓﺈﻧه ﻳعﺬﺑه ً‬
‫عﺬاﺑا لم ﻳعﺬﺑه أحدا مﻦ عالم زماﻧهم‪.‬‬

‫ات َ�ْري مِن َ�ْت َِها ْا�َ�ْ َه ُ‬


‫ار‬ ‫ِ� صـ ْد ُ� ُه ْم ۚ ل َ ُه ْم َج َّنــــ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َّ ُ َ َ ُ َ‬
‫ا� �ٰذا يَ ْوم يَنف ُع الصـادِق َ ِ‬ ‫﴿قال‬
‫ِ‬
‫َ َ َ‬
‫ا� َعــــنْ ُه ْم َو َر ُضـوا َ�نْــــ ُه ۚ َ�ٰل َِك الْ َف ْو ُز الْ َعظ ُ‬
‫ِيم﴾‬ ‫� َّ ُ‬
‫ِيها �بَ ًدا ۚ َّر ِ َ‬ ‫َ‬
‫خال ِــــدِين �‬
‫]الماﺋدة‪[119:‬‬
‫َ َّ‬ ‫ُ ّ‬
‫ومﻨاسـﺒﺔ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺑما ﻗﺒلها أن ﻧ� ﷲ عي�ـ لما ﻗال لرﺑه‪﴿ :‬إِن � َع ِذ�ْ ُه ْم فإِ� ُه ْم‬

‫ِيم﴾‪ ،‬ﻓﻘال ﷲ � اﻵﻳﺔ ال� ﺗلﻴها‬ ‫�ز ْ َ‬


‫ا�ك ُ‬ ‫ك أَنــ َ‬
‫ت الْ َعز ُ‬ ‫َ ْ ْ َ ُ ْ َ َّ َ‬
‫اد َك ۖ �ن �غفِر لــهم فإِن‬ ‫ع َِب ُ‬
‫ِ‬
‫صـ ْد� ُه ْم﴾‪ ،‬ﻳع�‪ :‬ﺗكون هﺬﻩ اﻷﺷـﻴاء � ﻳوم‬
‫ُ‬
‫ِ� ِ‬‫الصـادِق َ‬ ‫﴿قَ َال َّ ُ‬
‫ا� َ�ٰ َذا يَ ْو ُم يَنــــ َف ُع َّ‬

‫ﻳﻨﻔع الصادﻗ� � الدﻧﻴ�ا صدﻗهم � اﻵﺧرة ‪ ،‬ولو كﺬﺑوا ﺧﺘم ﷲ على أﻓواههم‬
‫وﻧطﻘﺖ ﺑه ﺟوارحهم ﻓاﻓﺘﻀحوا )مسﺘﻔاد مﻦ ﺗﻔس� الﺒﻐوي(‪.‬‬

‫َّ َ ُ َ َّ ْ َ ُ ُ َ ُ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُّ َ ْ‬
‫َّ‬
‫ت ۗ��ما توفون أجور�م يوم القِيامةِ� �من زح ِزح ع ِن ا�ارِ‬ ‫﴿� �ف ٍس ذا�ِقـــــة ال َم ْو ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫َ ُ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ُ ُّ ْ َّ‬
‫ا�� َيا إِ� َم َتاع ال ُغ ُرورِ﴾ ]آل عمران‪[185:‬‬ ‫خـل ا�نة �قد فاز ۗ وما ا�ياة‬ ‫وأد ِ‬

‫‪151‬‬
‫و)إﻧما( أداة ﺗﻔﻴد ا�صـر‪ :‬ﻳع� لﻦ ﺗسـﺘوﻓوا ﺟﺰاء أعمالكم إ� ﻳوم الﻘﻴامﺔ‪ ،‬إن‬
‫ﺧ�ا ﻓﺨ� وإن ً‬
‫ﺷرا ﻓﺸر‪.‬‬ ‫ً‬

‫اح ُ‬ ‫ا� َ�يْد ُ‬


‫ِي� ْم َور َم ُ‬ ‫الصيْ ِد َ� َنــ ُ ُ‬
‫�ء ّم َِن َّ‬ ‫ا� � ِ َ ْ‬‫� ُم َّ ُ‬‫آم ُنوا َ�َبْلُ َونَّ ُ‬
‫ِين َ‬‫﴿يَا َ�يُّــ َها َّا� َ‬
‫� ْم‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ََ ََْ ََْ َ َ ََ ُ َ َ ٌ َ‬ ‫َ ْ َ َ َّ ُ َ َ َ ُ ُ ْ َ ْ‬
‫اب أ ِ� ٌم ۝ يَا � ُّ� َها‬ ‫ى �عد �ٰل ِك فلــه عذ‬ ‫ب ۚ �من ا�تد ٰ‬
‫ِ‬ ‫ِ�عل ـم ا� من � ـافه بِالغي ِ‬
‫ُ ُّ َ َ ّ ً َ َ َ ٌ ْ ُ‬
‫اء ّمِثل َما‬
‫َ َ‬
‫نت ْم ُح ُر ٌم ۚ َو َمن � َتـــل ُه مِن�م متع ِمدا فجز‬ ‫الصيْ َد َوأَ ُ‬
‫آم ُنوا َ� َ� ْق ُتلُوا َّ‬
‫ِين َ‬‫َّا� َ‬

‫ام‬ ‫ك ْع َبةِ أَ ْو َك َّف َ‬


‫ار ٌة َط َع ُ‬ ‫ًْ َ َ ْ َ‬ ‫ُ ََ َ ْ ّ ُ َ‬
‫ِن� ْم هـــ ـديا بالِغ ال‬
‫َْ ُ‬ ‫َ َ‬
‫� َتل م َِن ا�َّ َع ِم �كـــ ـم بِهِ ذوا عد ٍل م‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫ا� َعـ ـ َّما َسلف ۚ َو َم ْن َ�د‬ ‫وق َو�َ َال أَ ْمره ِ ۗ َ� َفا َّ ُ‬
‫َ َ ْ َ ْ ُ َٰ َ َ ً ّ َ ُ َ‬
‫َم َساكِ� أو عـ ـدل �ل ِك صِ ياما ِ�ذ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ُ َّ ُ ْ ُ َ َّ ُ َ ٌ ُ‬
‫�ز ذو انتِقا ٍ�﴾ ]الماﺋدة‪[95-94:‬‬ ‫�ينتقِم ا� مِنه ۗ وا� ع ِز‬

‫ﻓالعمل العﻈﻴم هﻨا هو ا�ﺞ‪ ،‬والﺘهاون � حرمﺔ صـﻴد ال� ﻓله عﻘوﺑﺔ ﺷـدﻳدة‬
‫َ‬
‫ى َ� ْع َد �ٰل َِك فل ُه َعذ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اب أ ِ� ٌم﴾‪ ،‬و� اﻵﻳﺔ الﺘالﻴﺔ ﻗال ‪-‬سـﺒحاﻧه‪:-‬‬ ‫﴿� َمن ا� َتــــ َد ٰ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ا� مِنْ ُه ۗ﴾‪.‬‬
‫نتق ُِم َّ ُ‬
‫﴿ َو َم ْن َ� َد فـ َي َ‬

‫ج َنا مِنْ ُه َخ ِ ً‬ ‫ََ َ ُّ َ ْ ََ ْ‬


‫خ َر ْ‬ ‫َ ً ََ ْ‬
‫خ َر ْ‬
‫جَ‬ ‫﴿ َو ُهـ َو َّا�ِي أَنـ َز َل م َِن َّ‬
‫الس َ‬
‫�ا‬ ‫� � ٍء فأ‬ ‫ِ‬ ‫ات‬ ‫ب‬ ‫�‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ا‬‫ن‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫اء‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ء‬‫ا‬ ‫ـ‬ ‫م‬
‫َ‬
‫ّ ْ َْ‬ ‫ٌ‬
‫َ َ ْ ٌ َ َ َ َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ ْ ُ ْ ُ َ ًّ ُّ َ َ ً َ‬
‫اب‬‫ات مِن أ�ن ٍ‬ ‫� ِرج مِنــه حبا م�اكِبا وم َِن ا�َّــخ ِل مِن طلعِها ق ِن َوان دا�ِية وجنــ ٍ‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ ْ ُ َ َ ُّ َّ َ ُ ْ َ ً َ َ ْ َ َ َ‬
‫� ُمتشــاب ِ ٍه ۗ انظ ُروا إِ ٰ� � َمــ ِره ِ إِذا �� َم َر َو�َنعِهِ ۚ إِن ِ�‬ ‫والز�تــون والرمان مشتبِها وغ‬
‫َٰ ُ ْ َ َ ّ َ ْ ُ ْ ُ َ‬
‫ون﴾ ]اﻷﻧعام‪[99:‬‬ ‫ات ل ِقو ٍ� يؤمِن‬
‫�ل ِ�م �ي ٍ‬

‫‪152‬‬
‫ﻓالﺸـــﺒه إ� حد الﺘطاﺑﻖ الﺸـــ�لﻲ مع ا�ﺧﺘ�ف الكﺒ� � ا�ﻘاﺋﻖ مﻈهر آﺧر‬
‫مﻦ مﻈـاهر الﻘـدرة ال� ﻳﺒـ�اهﻲ ﺑهـا ﷲ ﺗعـا�‪ .‬ومﺜلـه الﺘطـاﺑﻖ � المـادة الوراﺛﻴـ�ﺔ‬
‫مع ا�ﺧﺘ�ف الكﺒ� � أﻧواع ا��ﻳا‪.‬‬
‫ﻗال الســـعدي‪ :‬ﻳســـﺘدل ﺑها على رحمﺔ ﷲ‪ ،‬وســـعﺔ إحســـاﻧه وﺟودﻩ‪ ،‬وكمال‬
‫اﻗﺘــدارﻩ وعﻨــاﻳﺘـ�ه ﺑعﺒــادﻩ‪ .‬ولكﻦ ليس �ــل أحــد ﻳعﺘ� و�ﺘﻔكر وليس �ــل مﻦ‬
‫ﺗﻔكر‪ ،‬أدرك ا�ع� ا�ﻘصود‪ ،‬ولهﺬا ﻗﻴد ﺗعا� ا�ﻧﺘﻔاع ﺑاﻵﻳات ﺑا�ﺆمﻨ� ﻓﻘال‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ات لِق ْو ٍ� يُؤم ُِنون﴾ ﻓﺈن ا�ﺆمﻨ� �ملهم ما معهم مﻦ اﻹﻳمان‪،‬‬‫َ‬
‫﴿إِن ِ� ذل ِـ�م �ي ٍ‬
‫على العمـل ﺑمﻘﺘﻀـــﻴـاﺗـه ولوازمـه‪ ،‬ال� مﻨهـا الﺘﻔكر � آﻳـات ﷲ‪ ،‬وا�ســـﺘنﺘـ�اج‬
‫مﻨها ما ﻳراد مﻨها‪ ،‬وما ﺗدل علﻴه‪ ،‬عﻘ�‪ ،‬وﻓطرة‪ ،‬وﺷرعا‪.‬‬

‫ا� َعلَيْه ْم ُ� َّم َ� ُموا َو َص ُّموا َكث ٌ‬ ‫َ َ ُ َ َّ َ ُ َ‬


‫ون ف ِتْ َن ٌة َ� َع ُموا َو َص ُّموا ُ� َّم تَ َ‬
‫اب َّ ُ‬
‫ِ�‬ ‫ِ‬ ‫﴿وحسِبوا �� ت�ــ‬
‫ٌ َ َ َُْ َ‬ ‫ّمِنْ ُه ْم ۚ َو َّ ُ‬
‫ون﴾ ]الماﺋدة‪[71:‬‬ ‫صـ� بِما �عمل‬ ‫ا� بَ ِ‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷـــور ‪ :‬أي ﻓعلوا ما ﻓعلوا مﻦ الﻔﻈـاﺋع عﻦ ﺗعمـد ﺑﻐرور‪ � ،‬عﻦ ﻓلﺘـﺔ‬
‫َ ُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َّ‬
‫ون ف ِتْ َنة﴾‪ :‬وا�ع�‪ :‬وﻇﻨوا أن ﷲ �‬‫أو ﺛاﺋرة ﻧﻔس ح� ﻳنﻴﺒوا و�ﺘوﺑو‪ ��﴿ ..‬ت� ـ‬
‫ﻳصـــﻴﺒهم ﺑﻔﺘﻨ�ﺔ � الدﻧﻴ�ا ﺟﺰاء على ما عاملوا ﺑه أﻧبﻴ�اءهم‪...‬ﻓﺄمﻨوا عﻘاب ﷲ‬
‫� الدﻧﻴ�ا ﺑعد أن اسﺘﺨﻔوا ﺑعﺬاب اﻵﺧرة‪.....‬‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ودل ﻗوله ﴿ َو َحس ُبوا َ� َّ� تَ ُ‬
‫ّ‬
‫ون ف ِتْ َنة﴾ على أﻧهم لو لم �سـﺒوا ذلك �رﺗدعوا‪،‬‬ ‫�ــــ‬ ‫ـِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ﻷﻧهم �اﻧوا أحرص َعلى سـ�مﺔ الدﻧﻴ�ا مﻨهم على السـ�مﺔ � اﻵﺧرة ��طاط‬
‫ا�ﺬ�ن أن ﻳﻔســد‬ ‫ّ‬
‫إﻳماﻧهم وﺿــعﻒ ﻳﻘﻴﻨهم‪ .‬وهﺬا ﺷــﺄن اﻷمم إذا ﺗطرق إلﻴها ِ‬
‫ً‬ ‫اعﺘﻘادهم و�ﺘلط إﻳماﻧهم و�صـــ� ّ‬
‫همهم مﻘصـــورا على ﺗدﺑ� عاﺟلﺘهم‪ ،‬ﻓﺈذا‬

‫‪153‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ﻇﻨوا اسﺘﻘامﺔ العاﺟلﺔ أﻏمﻀوا أعﻴﻨهم عﻦ اﻵﺧرة‪ ،‬ﻓﺘطلﺒوا الس�مﺔ مﻦ ﻏ�‬
‫ّ‬
‫أســـﺒـاﺑهـا‪ ،‬ﻓـﺄﺿــــاعوا الﻔوز اﻷﺑـدي وﺗعلﻘوا ﺑـالﻔوز العـاﺟـل ﻓـﺄســــاؤوا العمـل‬
‫ُ‬
‫واﻵﺟل‪.‬‬ ‫ُ‬
‫العاﺟل ﺑالﻔﺘﻨ�ﺔ‬ ‫ﻓﺄصاﺑهم العﺬاﺑان‬

‫ُ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬


‫نزل مِن‬
‫نزل إِ�ك وما أ ِ‬ ‫﴿ل� ِِن الراسِخون ِ� العِلــ ِم مِنهم والمؤمِنــون يؤمِنون بِما أ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َّ‬
‫ا�ِ َوا�َ ِ‬ ‫َ َّ َ َ ُ‬ ‫َ َّ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫وم ا�خ ِِر أول�ِك‬ ‫قبل ِك والمقيـــم� الص�ة والمؤتون الز�ة والمؤمِنـــون ب ِ‬
‫ظيما﴾ ]النساء‪[162:‬‬ ‫َس ُنؤتيهم أَجـ ًرا َع ً‬
‫ِ‬
‫�حﻆ اﻵﻳات ال� ﻗﺒلها‪:‬‬
‫ََ ْ َ َُ ُ َ ٰ َ ْ‬
‫�ََ‬ ‫� َل َعلَيْهـ ْم ك َِتابًا ّم َِن َّ‬ ‫ْ َُ َ‬
‫ك أَ ْهـ ُل الْك َِتاب أَن تُ َ ّ‬
‫�‬ ‫الس َمـاءِ ۚ �قد س�لوا مو� أ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿�س�ل‬
‫َ‬
‫َ َّ َ َ ْ َ ً َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ ُ‬
‫الصاعِقة ب ِ ُظل ِم ِه ْم ۚ ﴾ ]النساء‪[153:‬‬ ‫مِن �ٰل ِك �قالوا أرِنا ا� جهرة فأخذ�هم‬
‫ﻓهم طلﺒوا ﺧوارق العادات‬
‫ّ َ َّ َ َ ُ َ َّ ْ َ َ َ ْ ْ َ ّ َ ُ َّ ْ َ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫ت ل ُه ْم‬ ‫ات أحِلــ‬ ‫ﺛم ﺑعدها ﺑﺂﻳات‪﴿ :‬فبِظلــ ٍ� مِن ا�ِين هــادوا حرمنــا علي ِهم طيِب ٍ‬
‫َ َ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫ُ ّ َ ُ‬ ‫ََ ْ‬ ‫َّ َ ً‬
‫الر�َا َوق ْد � ُهـ ـوا �ن ُه َوأ�ل ِ ِه ْم أ ْم َوال‬
‫يل ا�ِ كثِ�ا ۝ وأخـ ـ ِذهِم ِ‬
‫َ َ ّ ْ َ َ‬
‫و�ِص ِدهِم عن سب ِ ِ‬
‫َ َ‬
‫�ن مِنْ ُه ْم َعذابًا أ ِ� ًما﴾ ]النساء‪[161-160:‬‬ ‫ا�َاطِل ۚ َوأَ ْ� َت ْدنَا ل ِلْ َ�ف ِر َ‬
‫ْ‬
‫ا�َّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس ب ِ‬
‫وهﺬا هو الطمع ﻓﻴما � أﻳدي الﻨاس‪...‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خون � العِل ِم م ُ‬
‫ِنهم َو ُ‬ ‫ﺛم ﺑعـدهـا ﴿ل�ِن ّ‬
‫ِنون﴾ ﻳع� أحوالهم مﺨﺘلﻔـﺔ‬
‫المؤم‬ ‫ِ‬ ‫اسـ ـ‬
‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ َ‬
‫َ‬
‫نزل إِ� ـ َك﴾ دون طلﺐ‬ ‫ُ‬
‫عما ذكر مﻦ حال عامﺔ أهل الكﺘاب‪ ،‬ﻓهم‪﴿ :‬يؤمِنون بِما أ ِ‬
‫ﺧوارق‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫َ َ‬
‫اب فـإِذا‬
‫َ‬ ‫ا� َعلَيه َمـا ُ‬
‫ادخلـوا َعليـ ِه ُم ا�ـ‬ ‫نعـ َم َّ ُ‬ ‫ون أَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫﴿قال َر ُج� ِن ِمـ َن ا�يـ َن �افـ‬
‫ِ‬
‫نتم ُمؤم َ‬‫ا�ِ َ� َت َو َّ�وا إن ُك ُ‬‫َ َ َ َ َّ‬ ‫لتموهُ فَإنَّ ُ‬
‫َد َخ ُ‬
‫ِن�﴾ ]الماﺋدة‪[23:‬‬ ‫ِ‬ ‫�م ��ِ ون و�‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ﻓﺠاءت �لمﺔ ﴿�ـــافون﴾ لﺘوﺿح لﻨا أن ﺧوف هﺬان الرﺟ�ن مﻦ ﷲ ‪-‬ﺗعا�‪-‬‬
‫ُ‬
‫ﻧﺰعــﺖ مﻦ ﻗلوﺑهم هﻴﺒ ـ�ﺔ اﻷعــداء مﻦ ﻗﺘــال الﻘوم ا�ﺒــار�ﻦ‪ ،‬والــﺬﻳﻦ أمروا‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ‬
‫� � ُر ُجوا مِنْ َها﴾‪.‬‬
‫ﺑﻘﺘالهم ﺑرﻏم ﺧوف ﺑ� إسراﺋﻴ�ل مﻨهم ﴿�نا لـن ن ْد ُخل َها َح َّ ٰ‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ٌّ‬ ‫ام ُ‬
‫� ْم َو َط َعـ ُ‬ ‫اب حـ ٌِّل لَّ ُ‬ ‫ك َتـ َ‬ ‫ْ َ ْ َ ُ َّ َ ُ ُ َّ ّ َ ُ َ َ َ ُ َّ َ ُ ُ ْ‬
‫� ْم حـِل‬ ‫ِين أوتوا ال ِ‬ ‫﴿ا�وم أحـِل ل�م الطيِبـات ۖ وطعـام ا�‬
‫اب مِن َ�بْل ُ‬ ‫ِين أوتُوا الْك َِت َ‬ ‫ُ‬ ‫ات م َِن َّا� َ‬ ‫َوال ْ ُم ْ‬
‫ح َصـ َن ُ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ْ ْ َ ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ� ْم‬ ‫ل ُه ْم ۖ َوال ُمح َصـنات م َِن ال ُمؤمِناتِ‬
‫ُْ‬
‫ان ۗ َو َمن يَ�ف ْر‬ ‫َ ْ َ‬ ‫� ُم َســافِح َ َ َّ‬ ‫ِ� َغ ْ َ‬‫ور ُه َّن ُ�ْصــن َ‬‫وه َّن أُ ُج َ‬
‫إ َذا آتَيْ ُت ُم ُ‬
‫خذِي أخد ٍ‬ ‫� َو� ُمت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا� َ‬ ‫ْ َ َ َْ‬ ‫ب ْ َ ََ ْ َ َ َ َُُ ََُ‬
‫�ن﴾‪] .‬الماﺋدة‪[5:‬‬ ‫ا�يما ِن �قد حبِط �مله وهو ِ� ا�خِرة ِ مِن ا� ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ َ ُْ ْ ْ َ ََ‬
‫يما ِن �ق ْد َحبِ َط َ� َمل ُه﴾ مع�ﺿـــﺔ ﺑ�‬ ‫ا�‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷـــور‪ :‬وﺟملﺔ ﴿ومن ي�فر ب ِ ِ‬
‫ﺗﺰوج ﻧســـاء أهل الكﺘاب � ﻳﻘﺘ�ـــ‬‫ا�مل‪ .‬وا�ﻘصـــود الﺘنﺒﻴ�ه على ّأن إﺑاحﺔ ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ﺗﺰكﻴﺔ �الهم‪ ،‬ولكﻦ ذلك ﺗيســ� على ا�ســلم�‪ .‬وﻗد ذكر � ســﺒﺐ ﻧﺰولها أن‬
‫ّ‬
‫ﻧساء أهل الكﺘاب ﻗلﻦ »لو� أن ﷲ ر� دﻳنﻨ�ا لم ﻳﺒح لكم ﻧ�احﻨا«‪.‬‬

‫وك َعن َ� ْع ِض‬ ‫حـ َذ ْر ُه ْم أَن َ� ْفت ُِن َ‬


‫اء ُه ْم َوا ْ‬ ‫َ‬
‫ا� َو َ� تَتَّب ْع أ ْه َو َ‬ ‫�م بَيْ َن ُهم ب َمـا أَ َ‬
‫نز َل َّ ُ‬ ‫اح ُ‬ ‫﴿ َوأَن ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫�د َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اعل ْم � َّ� َما يُر ُ‬‫َ َ َ َّ ُ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يب ُهم ب ِ َب ْع ِض ذنو� ِ ِه ْم ۗ �ن‬ ‫صــ َ‬ ‫ا� أن يُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ما أنزل ا� إِ�ك ۖ فإِن تولوا ف‬

‫ون﴾ ]الماﺋدة‪[49:‬‬ ‫ََ ُ َ‬


‫اس لفاسِق‬ ‫َكث ً‬
‫ِ�ا ّم َِن ا�َّ ِ‬

‫‪155‬‬
‫ﻓـﺈﻧهم ذﻧوﺑهم حرمﺘهم مﻦ الﺘوﻓﻴﻖ إ� الرﺿــــا ﺑـا�كم ﺑمـا أﻧﺰل ﷲ‪ .‬ﻓﺒعﺾ‬
‫ً‬
‫ذﻧوﺑك ال� ﺗصﻴﺒها الﻴوم ﻗد ﺗكون سﺒﺒ ً�ا � حرماﻧك مﻦ ا�� ﻏدا‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫� ۝ َ� ْهدِي بهِ َّ ُ‬


‫اب ُّمب ٌ‬ ‫َ ْ َ َ ُ ّ َ َّ‬
‫ا�ِ نُ ٌ‬
‫ور َو� ِ َت ٌ‬
‫ا� َم ِن ا� َب َع رِضـ ـ َوان ُه ُسـ ـ ُبل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿قد جاء�م مِن‬
‫َّ َ‬
‫الس� ِم﴾ ]الماﺋدة‪[16-15:‬‬
‫ﻗال السـعدي‪) :‬أي‪ :‬ﻳهدي ﺑه مﻦ اﺟﺘهد وحرص على ﺑلوغ مرﺿـاة ﷲ‪ ،‬وصـار‬
‫ﻗصدﻩ حسﻨا ‪-‬سﺒل الس�م ال� ﺗسلم صاحﺒها مﻦ العﺬاب(‪.‬‬

‫� َعلَيْ ُ‬ ‫ُ َّ ْ َ ُ َ َ ُ ْ َ ْ َ َّ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ َ ُ ْ‬
‫� ْم‬ ‫ام إِ� َما ُ�تْ َ ٰ‬
‫آم ُنوا أ ْوفوا بِال ُع ُقــو ِد ۚ أحِلت ل�م ب ِهيمة ا��ع ِ‬ ‫﴿يا ��ها ا�ِين‬
‫ا� َ�ْ ُ‬
‫� ُم َما يُر ُ‬ ‫نت ْم ُح ُر ٌم ۗ إ َّن َّ َ‬‫َ‬ ‫َغ ْ َ‬
‫� ُ� ِّ� َّ‬
‫الصيْ ِد َوأ ُ‬
‫�د﴾ ]الماﺋدة‪[1:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻓﻴنﺒﻐﻲ للعﺒد التســلﻴم �كم ﷲ ﻓﺈن �ل التﺸــر�عات صــدرت مﻨه ســﺒحاﻧه‬
‫أﻓه َمﻨا ا�كمﺔ ﻓﺒﻔﻀــل مﻨه ســﺒحاﻧه‪ ،‬لكﻦ طاعﺔ اﻷمر‬
‫عﻦ علم وحكمﺔ‪ .‬ﻓﺈن َ‬

‫� ﺗﺘوﻗﻒ على ﻓهم ا�كمﺔ مﻨه‪.‬‬

‫َ‬ ‫ْ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ون ۚ َو َم ْن أَ ْ‬


‫َّ َ ْ ُ َ‬ ‫ََ ُ ْ‬
‫� َم ْ َ‬
‫ح َسـ ـ ُن م َِن ا�ِ ُحك ًمـا لِق ْو ٍ� يُوق ُِنــــ ـون﴾‬ ‫ا�ــــ ـاهِلِيـةِ �بغ‬ ‫﴿أفح‬
‫]الماﺋدة‪[50:‬‬

‫‪156‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫ََ ْ َ َ َ‬ ‫َّ ّ ُ ْ َ َ ْ َ ۡ َ َ َ ۡ‬ ‫﴿قَ ْد َج َ‬


‫اء ُ‬
‫� � َعليْ َها ۚ َو َما‬ ‫� فل َِنف ِ‬
‫سهِۖۦ ومن ع ِ َ‬ ‫�م بَ َصا� ِ ُر مِن ر�ِ�ـــم ۖ �من �ب‬

‫ِيظ﴾ ]اﻷﻧعام‪[104:‬‬ ‫ََ َ َْ ُ َ‬


‫�نا علي�م ِ�ف ٍ‬
‫ّ‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷور‪) :‬وﺑصاﺋر ﺟمع ﺑص�ة‪ ،‬والﺒص�ة‪ :‬العﻘل الﺬي ﺗﻈهر ﺑه ا�عا�‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وا�ﻘـاﺋﻖ‪ ،‬كمـا أن الﺒصـــر إدراك الع� الـﺬي ﺗﺘﺠلى ﺑـه اﻷﺟســــام‪ ،‬وأطلﻘـﺖ‬
‫الﺒصاﺋر على ما هو سﺒﺐ ﻓﻴها(‪.‬‬
‫ً‬
‫وﻗال � موﺿع آﺧر‪) :‬وإﻧما ﺟمع »الﺒصاﺋر« ﻷن الﻘرآن أﻧواعا مﻦ الهدى على‬
‫حسﺐ الﻨوا� ال� ﻳهدي إلﻴها‪ ،‬مﻦ ﺗﻨو�ر العﻘل � إص�ح ا�عﺘﻘاد‪ ،‬وﺗسدﻳد‬
‫الﻔهم � الدﻳﻦ‪ ،‬ووﺿــع الﻘواﻧ� للمعام�ت وا�عاﺷــرة ﺑ� الﻨاس‪ ،‬والد�لﺔ‬
‫على طرق الﻨﺠاح والﻨﺠاة � الدﻧﻴ�ا‪ ،‬والﺘحﺬﻳر مﻦ مهاوي ا�سران(‪.‬‬

‫َ َ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫ِ�ــم َول�ِن يُؤاخ ُِذ ُ‬ ‫ا� باللَّغو � أَيمان ُ‬ ‫﴿� يُؤاخ ـ ُذ ُ‬


‫� ُم َّ ُ‬
‫�م بِما �قدتــ ُم ا�يمان‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ك ّف َ‬
‫وس ِط ما تُطعِم ـون أهلي�م أو ك َ‬
‫ِسو�هم أو‬ ‫�ة ِ َمساكيـ َن مِن أ َ‬ ‫طعام َع َ َ‬
‫ارتُـ ُه إ ُ‬ ‫ف‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ�ــم إذا َحلَ ُ‬
‫فتــم‬ ‫ِ‬
‫يام ثَ�ثَــةِ �يّا� ذل َِك َك ّف َ‬
‫ار ُة أيمان ُ‬
‫ٍ‬
‫ر�ر َر َ� َبــة َ� َمن لَم َ�د فَص ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ� ُ‬
‫ِ‬
‫َ َ َّ ُ َ ُ َ‬ ‫ا� لَ ُ‬
‫� َّ ُ‬‫�م َكذل َِك ُ� َب ّ ُ‬ ‫احفظوا أَيمانَ ُ‬
‫َ َ‬
‫رون﴾ ]الماﺋدة‪[89:‬‬ ‫�م آياتِهِ لعل�م �شك‬ ‫ِ‬ ‫و‬
‫ﻓهـﺬﻩ ﻧعمـﺔ ﻳوﺿـــح ﷲ عﺰ وﺟـل طر�ﻘـﺔ ﺗكﻔ� اﻷﻳمـان‪ ،‬وهـﺬﻩ الﻨعمـﺔ ﻓﻴهـا‬
‫الﺘيس� على ا�سلم�‪ ،‬ﻳبﻴﻨها ﷲ للﻨاس لعلهم ﻳﺸكروﻩ على هﺬﻩ الﻨعمﺔ‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫ناح فيما َطعِمــوا إذا َما َّا� َقوا َو َ‬
‫آمنوا‬ ‫ا�ــات ُج ٌ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ‬
‫آمنــوا َوع ِملــوا الص ِ ِ‬ ‫� َّا� َ‬
‫ين َ‬ ‫َ َ ََ‬
‫﴿ليس‬
‫ِ‬
‫حس َ‬ ‫ِب ُ‬ ‫ا� ُ� ُّ‬
‫حسـنوا َو َّ ُ‬‫َ‬
‫آمنوا ُ� َّم َّا� َقوا َوأ َ‬
‫ات ُ� َّم َّا� َقوا َو َ‬ ‫َو َعملُــــوا ّ‬
‫ن�﴾‬ ‫الم ـِ‬ ‫الصـ ِ‬
‫ا�ــــ ِ‬ ‫ِ‬
‫]الماﺋدة‪[93:‬‬
‫ّ ََ‬
‫ﻗـال الســـعـدي‪) :‬لمـا ﻧﺰل �ر�م ا�مر والﻨهﻲ اﻷكﻴـد والتﺸــــدﻳـد ﻓﻴـه‪ ،‬ﺗم�‬
‫أﻧـاس مﻦ ا�ﺆمﻨ� أن ﻳعلموا حـال إﺧواﻧهم الـﺬﻳﻦ مـاﺗوا على اﻹســـ�م ﻗﺒـل‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫�ر�م ا�مر وهم ﻳﺸـــرﺑوﻧهـا‪ .‬ﻓـﺄﻧﺰل ﷲ هـﺬﻩ اﻵﻳـﺔ‪ ،‬وأﺧ� ﺗعـا� أﻧـه ﴿ليْ َس �‬
‫ُج َنـــ ٌ‬
‫اح﴾ أي‪ :‬حرج وإﺛم ﴿�ِيـــ َما َطع ُِموا﴾ مﻦ ا�مر‬ ‫آم ُنوا َو َعملُوا َّ‬
‫الص ِ َ‬
‫ا�اتِ‬ ‫ِ‬ ‫َّا� َ‬
‫ِين َ‬

‫وا�يســـر ﻗﺒل �ر�مهما‪ .‬ولما �ان ﻧﻔﻲ ا�ﻨاح ﻳﺸـــمل ا�ﺬكورات وﻏ�ها‪ ،‬ﻗﻴد‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ذلك ﺑﻘوله‪﴿ :‬إذا َما اتَّـــق ْوا َو َ‬
‫آم ُنوا َو َعمـــلوا َّ‬
‫الص ِ َ‬ ‫َ‬
‫ات﴾ أي‪ :‬ﺑﺸرط أﻧهم ﺗاركون‬
‫ا� ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للمعـا�‪ ،‬مﺆمﻨون ﺑـا﮻ إﻳمـاﻧـا صـــحﻴحـا‪ ،‬موﺟﺒـا لهم عمـل الصــــا �ـات‪ ،‬ﺛم‬
‫اسـﺘمروا على ذلك‪ .‬وإ� ﻓﻘد ﻳﺘصـﻒ العﺒد ﺑﺬلك � وﻗﺖ دون آﺧر‪ .‬ﻓ� ﻳكﻔﻲ‬
‫ح� ﻳكون كــﺬلــك ح� ﻳــﺄﺗﻴـ�ه أﺟلــه‪ ،‬و�ــدوم على إحســــاﻧــه‪ ،‬ﻓــﺈن ﷲ �ــﺐ‬
‫ا�حســـﻨ� � عﺒـادة ا �ـالﻖ‪ ،‬ا�حســـﻨ� � ﻧﻔع العﺒﻴـ�د‪ ،‬و�ـدﺧـل � هـﺬﻩ اﻵﻳـﺔ‬
‫الكر�مـﺔ‪ ،‬مﻦ طعم ا�حرم‪ ،‬أو ﻓعـل ﻏ�ﻩ ﺑعـد الﺘحر�م‪ ،‬ﺛم اع�ف ﺑـﺬﻧﺒـ�ه وﺗـاب‬
‫إ� ﷲ‪ ،‬واﺗﻘى وآمﻦ وعمـل صــــا �ـا‪ ،‬ﻓـﺈن ﷲ ﻳﻐﻔر لـه‪ ،‬و�رﺗﻔع عﻨـه اﻹﺛم �‬
‫ذلك(‪.‬‬

‫فور َر ٌ‬ ‫َ‬
‫ديد العِقاب َوأن َّ َ‬
‫ا� غ ٌ‬ ‫َ َّ‬
‫﴿اعلموا أن َّ َ‬
‫ا� ش ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬
‫حيم﴾ ]الماﺋدة‪.[98:‬‬ ‫ِ‬

‫‪158‬‬
‫َ‬ ‫َ ّ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫﴿ َو ُهم يَنـ ـ َهون َعنـ ـ ُه َو�َنـ ـأون َعنـ ـ ُه �ن يُهلِكون إِ� أنف َسـ ـ ُهم َوما �َشـ ـ ُعرون﴾‬
‫]اﻷﻧعام‪[26:‬‬
‫َ َ‬
‫ون َع ُ‬
‫نه﴾ أي‪ :‬ﻳﻨهون الﻨاس عﻦ اﺗﺒ�اع محمد صـلى ﷲ علﻴه وسـلم‬ ‫﴿ َو ُهم يَنــــه‬
‫ََ َ َ‬
‫ون َع ُ‬
‫نه﴾‪ ،‬أي‪ :‬ﻳتﺒ�اعدون عﻨه ﺑﺄﻧﻔسهم‪.‬‬ ‫﴿و�نـأ‬

‫� َو� َش ٌ‬
‫فيع‬ ‫افون أَن ُ� َ�وا إ� َر ّ�هم لَ َ‬
‫يس ل َ ُهم مِن دونِهِ َو ٌّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬
‫ين �‬
‫َ‬
‫﴿ َوأنذِر بِهِ ا�‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫ل َعل ُهم َ� َّتقون﴾ ]اﻷﻧعام‪.[51:‬‬

‫َ‬
‫مد ِ َّ�ِ َر ّب العال َ‬ ‫ا� ُ‬ ‫َ‬
‫ين َظلموا َو َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫م�﴾ ]اﻷﻧعام‪[45:‬‬ ‫ِ‬
‫وم ا� َ‬ ‫﴿�ق ِط َع داب ِـ ُر الق ِ‬
‫ٌ‬
‫ا�راد مﻨها ْاع ِﺘﺒ�ارات ﺛ�ﺛﺔ‪:‬‬ ‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷور‪ :‬ﻓﻔﻲ ِ‬
‫ﱠ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ ً‬ ‫ْ‬
‫أحدها‪ :‬أن ﺗكون ﺗل ِﻘﻴﻨ�ا ِللرسـول ﷺ وا�ﺆمﻨ� أن ْ� َم ُدوا ﷲ على ﻧصـرﻩ رسـله‬
‫ُ‬
‫�ان � ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ٌ‬ ‫ﱠ‬
‫اﻷر ِض‪،‬‬ ‫ﻓساد‬
‫ٍ‬ ‫ﻧعمﺔ ﺑﺈزالﺔ‬ ‫الﻈا��‪ ،‬ﻷن ذلك الﻨصر‬ ‫ِ‬ ‫وإه�ك‬
‫ِ‬ ‫وأولﻴاءهم‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ـاء إ� ﺗرﻗـﺐ ْ‬ ‫ﷲ الﻨـ َاس ﺑـه إﻳم ً‬ ‫ّ‬ ‫ﱠ‬
‫حصـــل �ﻦ ﻗﺒلهم أن‬ ‫اﻷســـ َو ِة ِﺑمـا‬ ‫ِ‬ ‫ـﺬك ِ� ِ‬ ‫وﻷن � ﺗ ِ‬
‫ا� ْم ُد ِ َّ�ِ﴾ مصــ ً‬ ‫ُ ُ‬ ‫الم ْﺆمﻨ� مﻦ ْ‬ ‫ﷲ َكما َﻧ َصـ ـ َر ُ‬ ‫َََ ﱠُ َ ْ َ ﱠ‬
‫ـدرا‬ ‫ون ﴿ َ‬ ‫ﻗﺒ ِل ِه ْم؛ ﻓﻴك‬ ‫ِِ‬ ‫ﻳ�ﻗﺒوا ﻧصـ ـر‬
‫ﱠ َ‬
‫وﺗعر�ﻔـه للـد� لـﺔ على مع�‬ ‫ـدل َع ْﻦ َﻧ ْصـــﺒـه َوﺗ ْﻨك�ﻩ إ� َر ْﻓعـه ْ‬ ‫ـد� مﻦ ﻓعلـه‪ ،‬ع َ‬ ‫ً‬
‫ﺑ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫ورة ِ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وام والﺜﺒ�ات‪ ،‬كما ﺗﻘ ﱠد َم � ﻗ ْو ِل ِه ﺗعا� ﴿ َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫الﻔا� ِﺔ‪.‬‬ ‫ا� ْم ُد ِ�ِ﴾ � س ِ‬ ‫الد ِ‬
‫َ ﱠ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ً ْ‬ ‫َ ْ ُ َّ‬ ‫ْ‬
‫ﷲ‪-‬‬ ‫كون مـا ذ ِكر ﻗﺒلـه ﻧعمـﺔ مﻦ ﻧع ِم ِ‬ ‫ا�مـد ِ�ِ﴾ ِكﻨـاﻳـﺔ عﻦ ِ‬ ‫ﺛـاﻧﻴهـا‪ :‬أن ﻳكون ﴿‬
‫َ‬
‫داﺑ ُر الﻘ ْو ِم‬ ‫َ َ َ ﱠُ َ َُ َ‬ ‫َ ْ ْ َُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫واز ِم ا�مـ ِد أن ﻳكون على ﻧعمـﺔ‪ ،‬ﻓ�ـﺄﻧـه ِﻗﻴـل‪ :‬ﻓﻘ ِطع ِ‬ ‫ﺗعـا�‪ِ -‬ﻷن ِمﻦ ل ِ‬
‫َ‬ ‫َ ﱠ ََْ‬ ‫ْ َ ْ َ ٌ‬ ‫ﱠ َ َ َُ‬
‫ﷲ ﺗﻘﺘ ِ� َح ْمد ُﻩ‪.‬‬ ‫وﺗلك ِﻧعمﺔ ِمﻦ ِﻧع ِم ِ‬ ‫ال ِﺬﻳﻦ ﻇلموا‪ِ .‬‬

‫‪159‬‬
‫َ ً‬ ‫ْ ُ ْ ﱠ‬ ‫ْ‬
‫﮻ ‪-‬ﺗعا�‪ِ -‬مﻦ ِﻗ َﺒ ِل َﺟ� ِل ِه ُم ْسﺘ ْع َم� � الﺘعﺠﻴﺐ‬
‫ﺸاء حم ِد ِ ِ‬ ‫ﺛالﺜها‪ :‬أن ﻳكون إﻧ‬
‫ْ ﱠ‬ ‫ﱠ َ‬
‫ـات اﻹمهــال إ� أن َحﻖ‬
‫ـدر�ﺠهم � درﺟـ ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ِمﻦ معــاملــﺔ ﷲ ‪-‬ﺗعــا�‪ -‬إﻳـاهم وﺗـ ِ‬
‫َعلﻴهم العﺬاب‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬


‫َ‬
‫ا�ب ُ‬
‫�﴾ ]اﻷﻧعام‪[103:‬‬ ‫ُْ ُ ْ َ ُ ََُ ُْ ُ ْ َ َ ََُ‬
‫﴿� تدرِ�ه ا�بصار وهو يدرِك ا�بصار ۖ وهو الل ِطيف ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ﻗال السـعدي‪ �﴿) :‬تُ ْدر� ُه ا�ب ْ َصـ ُ‬
‫ار﴾ لعﻈمﺘه‪ ،‬وﺟ�له وكماله‪ ،‬أي‪� � :‬ﻴط ﺑه‬ ‫ِ‬
‫اﻷﺑصــــار‪ ،‬وإن �ـاﻧـﺖ ﺗراﻩ‪ ،‬وﺗﻔرح ﺑـالﻨﻈر إ� وﺟهـه الكر�م‪ ،‬ﻓﻨﻔﻲ اﻹدراك �‬
‫ﻳﻨﻔﻲ الرؤ�ــﺔ‪ ،‬ﺑــل ﻳثﺒﺘهــا ﺑــا�ﻔهوم‪ .‬ﻓــﺈﻧــه إذا ﻧﻔى اﻹدراك‪ ،‬الــﺬي هو أﺧص‬
‫أوصـــاف الرؤ�ـﺔ‪ ،‬دل على أن الرؤ�ـﺔ ﺛـاﺑﺘـ�ﺔ‪ .‬ﻓـﺈﻧـه لو أراد ﻧﻔﻲ الرؤ�ـﺔ‪ ،‬لﻘـال "�‬
‫ﺗراﻩ اﻷﺑصــار" و�و ذلك‪ ،‬ﻓعلم أﻧه ليس � اﻵﻳﺔ حﺠﺔ �ﺬهﺐ ا�عطلﺔ‪ ،‬الﺬﻳﻦ‬
‫ﻳﻨﻔون رؤ�ﺔ رﺑهم � اﻵﺧرة‪ ،‬ﺑل ﻓﻴها ما ﻳدل على ﻧﻘﻴﺾ ﻗولهم"‪ .‬اهـ‬
‫ﱠ‬
‫و�ﺰ�د مﻦ الﺘوﺿـــﻴح ﻧﻘول‪ :‬إن ﷲ ﺗعا� ذكر ﺧروج ﺑ� إســـراﺋﻴ�ل مﻦ مصـــر‪،‬‬
‫ﱠ‬
‫ـان رأى ﻓﻴــه �ـ ﱞـل مﻦ‬
‫وذكر أن ﻓرعون وﺟﻨودﻩ طــاردوهم ح� وصـــلوا إ� م�ـ ٍ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ُ ُ َ ٰ َّ َ‬ ‫اءى ْ َ‬
‫الﻔر�ﻘ� اﻵﺧر‪﴿ :‬فَلَ َّمـا تَ َر َ‬
‫و� إِنـا ل ُمـ ْد َر�ون﴾‬ ‫ا� ْم َعـا ِن قـال أصـ ـحـاب م‬
‫َّ‬ ‫ﱠ‬
‫]الﺸـــعراء‪ [61:‬ﻓﻘـال ﺑﻨو إســـراﺋﻴـ�ل‪ :‬إن ﻓرعون وﺟﻨودﻩ ﻗـد أحـاطوا ﺑﻨـ�ا ﴿إِنـا‬
‫َ َ َ َّ َّ‬ ‫ً‬ ‫َ ُ َ‬
‫ل ُمـ ْد َر�ون﴾ ﻓـﺄﺟـاﺑهم مو� علﻴـه الســـ�م ﻧـاﻓﻴـا اﻹدراك واﻹحـاطـﺔ‪﴿ :‬قـال � ۖ إِن‬
‫ﱠ‬ ‫َ َ َّ َ َْ‬
‫ِين﴾ ]الﺸـــعراء‪ ،[62:‬مع أن رؤ�ـﺔ � ّـل ﻓر�ﻖ لﻶﺧر ﻗـد �ﻘﻘـﺖ‬ ‫م ِ� ر ِ� سـ ـيهـد ِ‬

‫‪160‬‬
‫ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ﱡ‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ‬
‫اﻵﺧر‪ ،‬وﺑهـﺬا ﻳتﺒ� أن الرؤ�ـﺔ �ﺘلﻒ‬ ‫﴿فلمـا تراءى ا�معـا ِن﴾ أي رأى �ـل ٍ‬
‫ﻓر�ﻖ‬
‫ً ﱠ‬ ‫ﱠ‬
‫عﻦ اﻹحاطﺔ واﻹدراك‪ ،‬وأن اﻵﻳﺔ ﺗﻨﻔﻲ اﻹحاطﺔ ﺑا﮻ و� ﺗﻨﻔﻲ رؤ�ﺘ�ه‪ ،‬علما أن‬
‫وﻧصـــوص‬
‫ٍ‬ ‫أدلـﺔ إﺛﺒـ�ات رؤ�ـﺔ ﷲ � اﻵﺧرة ﺛـاﺑﺘـ ٌ�ﺔ ﺑﻨصـــوص أﺧرى مﻦ الﻘرآن‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مﻦ السـﻨﺔ ﻗد ﺑلﻐﺖ حد الﺘواﺗر‪ ،‬ووﻗع إﺟماع الصـحاﺑﺔ والسـلﻒ وأهل السـﻨﺔ‬
‫على إﺛﺒ�ات الرؤ�ﺔ‪.‬‬

‫َ‬ ‫ْ ُ َ َ َ َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ َ َ ُ َ َ ْ َ ْ ُ‬


‫يمـا� ُهم بِظــــ ـل ٍ� أو� ٰ ِ�ـك ل ُه ُم ا� ْم ُن َو ُهم ُّم ْه َتـ ُدون﴾‬‫﴿ا�ِين آمنوا ولم يلبِسـ ـوا إ ِ‬
‫]اﻷﻧعام‪[82:‬‬

‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ب أَفْ� َد َ� ُه ْم َو َ�ب ْ َصـ َ‬


‫﴿ َو ُ� َقــــلِّ ُ‬
‫ار ُه ْم ك َما ل ْم يُؤم ُِنوا بِهِ أ َّول َمــــ َّر ٍ� َونذ ُر ُه ْم ِ� ُطغ َيان ِ ِه ْم‬ ‫ِ‬
‫َ َُْ َ‬
‫ون﴾ ]اﻷﻧعام‪[110:‬‬ ‫�عمه‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ﻗال السعدي‪َ ﴿) :‬و ُ� َقلّ ُِب أَفْ� َد َ� ُه ْم َو َ�ب ْ َصـ َ‬
‫ار ُه ْم ك َما ل ْم يُؤم ُِنوا بِهِ أ َّول َم َّر ٍ� َونذ ُر ُه ْم ِ�‬ ‫ِ‬
‫ُ َْ ْ َ َُْ َ‬
‫ون﴾ أي‪ :‬وﻧعـاﻗﺒهم‪ ،‬إذا لم ﻳﺆمﻨوا أول مرة ﻳـﺄﺗﻴهم ﻓﻴهـا الـداعﻲ‪،‬‬ ‫طغيـان ِ ِهم �عمه‬
‫وﺗﻘوم علﻴهم ا�ﺠـﺔ‪ ،‬ﺑﺘﻘلﻴـﺐ الﻘلوب‪ ،‬وا�ﻴلولـﺔ ﺑيﻨهم وﺑ� اﻹﻳمـان‪ ،‬وعـدم‬
‫الﺘوﻓﻴﻖ لســـلوك الصـــراط ا�ســـﺘﻘﻴم‪ .‬وهـﺬا مﻦ عـدل ﷲ‪ ،‬وحكمﺘـه ﺑعﺒـادﻩ‪،‬‬
‫ﻓــﺈﻧهم الــﺬﻳﻦ ﺟﻨوا على أﻧﻔســـهم‪ ،‬وﻓﺘح لهم الﺒــاب ﻓلم ﻳــدﺧلوا‪ ،‬وﺑ� لهم‬
‫الطر�ﻖ ﻓلم ﻳسلكوا‪ ،‬ﻓﺒعد ذلك إذا حرموا الﺘوﻓﻴﻖ‪� ،‬ان مﻨاسﺒا ﻷحوالهم(‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫ج َز ٌ‬
‫اء‬ ‫ِن�م ُّم َت َع ّم ًدا فَ َ‬ ‫الصــيْ َد َوأَ ُ‬
‫نت ْم ُح ُر ٌم ۚ َو َمن َ� َتلَ ُه م ُ‬ ‫آم ُنوا َ� َ� ْق ُتلُوا َّ‬ ‫﴿يَا َ� ُّ� َها َّا� َ‬
‫ِين َ‬
‫ِ‬
‫ام‬ ‫ك ْع َبةِ أَ ْو َك َّف َ‬
‫ار ٌة َط َع ُ‬ ‫ّ ْ ُ َ َ َ َ َ َّ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ ْ ّ ُ ْ َ ْ ً َ َ ْ َ‬
‫ِمثـل ما �تـل مِن ا�ع ِم ��م بِهِ ذوا عد ٍل مِن�م هديا بالِغ ال‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َّ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ً ّ ُ َ‬ ‫َ َ َ ُْ َ َ‬
‫ا� � َّما َســلف ۚ َو َم ْن َ�د‬ ‫اما ِ�َذوق َو�َال أ ْم ِره ِ ۗ �فا‬ ‫ِ� أ ْو عدل �ٰل ِك ِ‬
‫صــي‬ ‫َم َســاك‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ُ َّ ُ ْ ُ َ َّ ُ َ ٌ ُ‬
‫�ز ذو انتِقا ٍ�﴾ ]الماﺋدة‪.[95:‬‬ ‫�ينتقِم ا� مِنه ۗ وا� ع ِز‬
‫)أي ﱞ‬
‫علﻲ( الرﺟـا ل � أمر ﷲ‪ ،‬ﻓـﺈ�‬ ‫ﻗـال اﺑﻦ عﺒـاس للﺨوارج‪ :‬أمـا ﻗولكم‪َ :‬ح ﱠك َم ْ‬

‫صـــ� ﷲ حكمـه إ� الرﺟـال � ﺛمﻦ رﺑع درهم‪،‬‬ ‫أﻗرأ علﻴكم � كﺘـاب ﷲ أن ﻗـد َ‬
‫َ‬
‫ﻓﺄمر ﷲ ﺗﺒ�ارك وﺗعا� أن �كموا ﻓﻴه‪ .‬أرأﻳﺖ ﻗول ﷲ ﺗﺒ�ارك وﺗعا�‪﴿ :‬يَــا � ُّ� َها‬
‫ُ ُّ َ َ ّ ً َ َ َ ٌ ْ ُ‬
‫اء ّمِثل َما‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الصيْ َد َوأَ ُ‬
‫نت ْم ُح ُر ٌم ۚ َو َمن � َتـــل ُه مِن�م متع ِمدا فجز‬ ‫آم ُنوا َ� َ� ْق ُتلُوا َّ‬ ‫َّا� َ‬
‫ِين َ‬

‫صـــ�ﻩ إ�‬ ‫ِن� ْم﴾ و�ـان مﻦ حكم ﷲ أﻧـه ّ‬ ‫� ُم بـهِ َذ َوا َعـ ْدل ّم ُ‬ ‫َ� َتـ َل م َِن ا�َّ َعم َ�ْ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرﺟـال �كمون ﻓﻴـه‪ ،‬ولو ﺷـــاء �كم ﻓﻴـه‪ ،‬ﻓﺠـاز مﻦ حكم الرﺟـال‪ ،‬أﻧﺸـــدكم‬
‫كم الرﺟـال � صـــ�ح ذات الﺒ� وحﻘﻦ دمـاﺋهم أﻓﻀـــ ُـل أو � أرﻧـﺐ؟‬
‫أح ُ‬
‫ﺑـا﮻ ُ‬

‫ﻗالوا‪ :‬ﺑلى هﺬا أﻓﻀل‪.‬‬

‫اح ُ‬ ‫ا� َ�يْد ُ‬


‫ِي� ْم َور َم ُ‬ ‫الصيْــ ِد َ� َن ُ ُ‬
‫�ء ّم َِن َّ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ َ ْ ُ َ َّ ُ ُ َّ ُ َ‬
‫� ْم‬ ‫ِ‬ ‫ا� � ِ ْ ٍ‬ ‫﴿يا ��ها ا�ِين آمنوا �بــلون�م‬
‫َْ َ َْ َ َ َ ََ ُ َ َ ٌ َ‬ ‫َ ْ َ َ َّ ُ َ َ َ ُ ُ ْ َ ْ‬
‫اب أ ِ� ٌم﴾‬ ‫ى �عـد � ٰ ِلـك فلـه عـذ‬ ‫ب ۚ َ� َمن ا�تـد ٰ‬ ‫ِ�علم ا� من �ـافـه ِبـالغيـ ِ‬
‫ِ‬
‫]الماﺋدة‪.[94:‬‬
‫ُ َْ‬ ‫َ ْ َ َّ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ‬
‫ب﴾ ﻳع�‪ :‬أﻧه ﺗعا� ﻳبﺘلﻴهم ﺑالصـﻴد‬ ‫ﻗال اﺑﻦ كﺜ�‪�ِ ﴿ :‬علم ا� من �افه بِالغيــ ـ ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ﻳﻐﺸـــاهم � رحـالهم‪ ،‬ﻳﺘمكﻨون مﻦ أﺧـﺬﻩ ﺑـاﻷﻳـدي والرمـاح ســـرا وﺟهرا لﻴﻈهر‬

‫‪162‬‬
‫َّ َّ َ َ ْ َ َ‬
‫ِين �شــ ْون َر َّ� ُهم‬
‫طاعﺔ مﻦ ﻳطﻴع مﻨهم � ســـرﻩ وﺟهرﻩ‪ ،‬كما ﻗال ﺗعا�‪﴿ :‬إِن ا�‬
‫بالْ َغيْب ل َ ُهم َّم ْغف َِر ٌة َوأَ ْ‬
‫ج ٌر َكب ٌ‬
‫�﴾ ]ا�لك‪ .[12:‬اهـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومﻦ ذلك ما حدث لﻨ� ﷲ ﻳوســـﻒ –علﻴه الســـ�م‪ ،-‬إذ ﺧ�ـ ـ رﺑه ﺑالﻐﻴﺐ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ا� ۖ إن ُه َر ّ� أ ْ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ح َســ َن َمث َو َ‬
‫اي ۖ إِن ُه � ُ�فل ُِح الظال ُِمون﴾ ]ﻳوســﻒ‪،[23:‬‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫وﻗال‪﴿ :‬معاذ ِ ِ‬
‫ﻓﻨﺠاﻩ ﷲ ﺗﺒ�ارك وﺗعا� وصرف عﻨه كﻴد امرأة العﺰ�ﺰ وساﺋر النساء‪.‬‬

‫ور َّرح ٌ‬ ‫َُ‬


‫ِيد العِقاب َوأن َّ َ‬
‫ا� �ف ٌ‬ ‫َ َّ‬
‫ا� شد ُ‬ ‫ْ‬‫ْ َ‬
‫اعل ُموا أن َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬
‫ِيم﴾ ]الماﺋدة‪.[98:‬‬ ‫ِ‬ ‫﴿‬

‫َ َّ ُ ّ‬ ‫ُ َ ّ ُ ّ‬ ‫ُْ‬ ‫َ َ َّ ُ ّ ُ َ ّ ُ َ َ َ ْ ُ َ‬
‫ِن� ْم فإِ ِ� أ َعذِبُ ُه َعذابًا � أ َعذِبُ ُه‬
‫� ْم ۖ � َمن يَ�ف ْر َ� ْع ُد م‬‫�لها علي‬
‫﴿قـال ا� إ ِ ِ� م ِ‬
‫�﴾ ]الماﺋدة ‪[115‬‬ ‫أَ َح ًدا ّم َِن الْ َعالَم َ‬
‫ِ‬
‫ﻓمﻦ أراﻩ ﷲ ﺑراه� ﻓوق ما أرى ﻏ�ﻩ ﺛم كﻔر �ان عﺬاﺑه أﺷد‪.‬‬
‫ّ ُ ّ‬ ‫َ‬
‫ﻗال اﺑﻦ كﺜ�‪) :‬أي‪ :‬ﻓمﻦ كﺬب ﺑها مﻦ أمﺘك ﻳا عي�ـ وعاﻧدها ﴿فــــإِ ِ� أ َعذِبُ ُه‬

‫وم‬‫�﴾ أي‪ :‬مﻦ عال� زماﻧكم‪ ،‬كﻘوله‪َ ﴿ :‬و�َ ْو َم َ� ُق ُ‬ ‫َعـــ َذابًا َّ� أُ َع ّذِبُ ُه أَ َح ًدا ّم َِن الْ َعالَم َ‬
‫ِ‬
‫� ِ�‬ ‫آل ف ِْر َع ْو َن أَ َشــ َّد ال َع َذاب﴾ ]ﻏاﻓر‪ ،[46:‬وكﻘوله‪﴿ :‬إ َّن ال ُم َناف ِ ِق َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ ُ َ ْ ُ َ‬
‫الســاعة أدخِلوا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ً‬ ‫َ َّ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َّ ْ ْ َ ْ َ‬
‫�ا﴾ ]النساء‪.([145:‬‬ ‫�د ل ُه ْم ن ِ‬‫ا�ركِ ا�سف ِل مِن ا�ارِ ولن ِ‬

‫ُ ْ َ ُّ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ َ ً ُ َّ ُ َ ٌ َ ْ َ َ ْ َ ُ ْ َ ُ َ َ َّ َ َ ْ ُ ُ‬
‫� �ٰذا الق ْرآن‬ ‫﴿قل أي � ٍء أ�� شـهادة ۖ ق ِل ا� ۖ شـ ِهيد �ي ِ� و�ين�م ۚ وأ ِ‬
‫و� إ ِ‬
‫ُْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َّ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ َ َّ َ َ َّ َ ً ُ ْ َ ٰ ُ َّ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫ى ۚ قل � أش ـ َه ُد ۚ قل‬ ‫ِ�نذ َِر�م بِهِ ومن بلغ ۚ أ�ِن�م لتش ـهدون أن مع ا�ِ آل ِهة أخر‬
‫َّ َ ُ َ َ ٰ ٌ َ ٌ َّ َ ٌ ّ َّ ُ ْ ُ َ‬
‫ون﴾ ]اﻷﻧعام‪[19:‬‬ ‫��‬
‫إِ�ما هو إِ�ه واحِد �ن ِ� ب ِريء مِما � ِ‬
‫‪163‬‬
‫ُ َ َ ْ ُْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫أي ِوﻷﻧ ِﺬ َر ِﺑ ِه َمﻦ‬ ‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷــور‪َ ﴿) :‬و َمن بَل َغ﴾ َع ْطﻒ َعلى ﺿـ ِم ِ� المﺨاط ِﺒ�‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ ُ ُ َ‬ ‫ُْ ﱠ ْ َ‬ ‫ََ َ ُ ُ ْ ُ َ َ ُ َْ َْ ُ‬
‫وصـــل ِﺘهـا )أي‪:‬‬ ‫ﺷـــاﻓهـه ِﺑـا لـدعو ِة‪ ،‬وعموم "مﻦ" ِ‬
‫ﺑلﻐـه الﻘرآن وســـ ِمعـه ولو لم أ ِ‬
‫ور(‪.‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ ﱠ َ َُُْ ُ ُ ْ ُ َ‬
‫ﺑلﻎ( ﻳﺸمل �ل مﻦ ﻳﺒلﻐه الﻘرآن � ﺟ ِم ِﻴع العص ِ‬
‫ﻳﻀاف إ� ذلك آﻳات أﺧرى واﺿحﺔ � هﺬا ا�ع� كﻘوله ﺗعا�‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ ْ َ‬
‫� َ�بْ ِده ِ ِ�َكون ل ِل َعالم َ‬
‫� نذ ً‬ ‫َ َ ُْ َ َ ََ‬
‫ار َك ا�ِي ن َّزل الف ْرقان ٰ‬
‫﴿� َب َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِيرا﴾ ]الﻔرﻗان‪[1:‬‬ ‫ِ‬
‫ْ ً ّْ َ‬
‫اك إ� َر َ‬
‫�ة ل ِل َعالم َ‬ ‫ََ َْ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫�﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء‪[107:‬‬ ‫ِ‬ ‫وﻗوله ﺗعا�‪﴿ :‬وما أرسلن ِ‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ َّ َ ُ‬ ‫ْ َ َ َْ‬ ‫ْ َ َْ‬


‫﴿ َو ُه ْم َ�ن َه ْون �نـ ُه َو�َنـأ ْون �نـ ُه ۖ �ن ُ� ْهلِكون إِ� أنف َسـ ـ ُه ْم َو َمـا �َشـ ـ ُع ُرون﴾‬
‫]اﻷﻧعام‪[26:‬‬

‫ُْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬


‫� َ�بْ َع ُث ُه ُم َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َ َْ َ ُ َ‬ ‫﴿إ� َما � َ ْسـ َتج ُ‬‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ون﴾ ]اﻷﻧعام‬ ‫ا� � َّم إِ�ْــــهِ يرجع‬ ‫ون ۘ َوال َم ْو ٰ‬ ‫يب ا�ِين �سـمع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪[36‬‬
‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫ون﴾ أ ْي‪ :‬إﻧ َمـا َﻳ ْســـﺘﺠﻴ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫)وﻗ ْولـ ُه‪﴿ :‬إ َّ� َمـا � َ ْسـ ـ َتجي ُ‬‫ﻗـال اﺑﻦ كﺜ�‪َ :‬‬
‫ـﺐ‬ ‫ِ‬ ‫�‬ ‫ـب ا�ِين �سـ ـمع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ََْ َ ُ ََ‬ ‫ُ َ َ َ َ ﱠ ُ َ ْ َ ْ َ ْ ََ َ َ َ‬
‫ِلـدعـا ِﺋـك ﻳـا ُمحمـد مﻦ ﻳســـم ُع ال��م و� ِعﻴ ِـه و�ﻔه ُمـه‪ ،‬كﻘ ْو ِلـ ِه‪ُ�ِ ﴿ :‬نـذ َِر َمن �ن‬
‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫� الْ َ�ف ِر َ‬ ‫َ ًّ َ َ َّ ْ َ ْ ُ َ َ‬
‫ا�﴾ َﻳ ْع ِ�‪:‬‬ ‫�ن﴾ ]ﻳس‪َ ، [70:‬وﻗ ْولـ ُه ﴿ َوال َم ْو َ ٰ‬
‫� َ�بْ َع ُث ُه ُم َّ ُ‬
‫ِ‬ ‫حيـا و�حِق القول‬
‫اﻷ ْﺟ َســ ـاد َﻓ َﻘـ َ‬ ‫َْ‬ ‫ﺑـ َﺬلـ َك ْال َك ﱠﻔـ َار؛ َﻷ ﱠﻧ ُه ْم َم ْو َ� ْال ُﻘ ُلوب‪َ ،‬ﻓ َﺸـــ ﱠﺒ َه ُه ُم ﱠ ُ َ ْ َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ات‬ ‫ﷲ ِﺑـﺄمو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ﱠَ ﱡ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ ْ ُ ْ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ٰ َ ْ َ ُ ُ ُ َّ ُ ُ‬
‫اب الﺘهك ِم ِﺑ ِهم‪ ،‬و ِا�ز ِدر ِاء‬ ‫﴿والمو� �بعثهم ا� ثــــ ـم إِ�ـهِ يرجعون﴾ وهـﺬا ِمﻦ ﺑـ ِ‬
‫َ‬
‫َعل ْﻴ ِه ْم﴾(‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وهﺬا ا�ع� موﺟود أﻳﻀا � آﻳﺔ � ا�ﺰء الﺜامﻦ‪ ،‬وهﻲ‪:‬‬

‫‪164‬‬
‫ُّ ُ‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫﴿أَ َو َمن َ� َن َميْ ًتا فَأَ ْ‬
‫ح َييْ َناهُ َو َج َعلْ َنا َ ُ� نُ ً‬
‫اس ك َمن مثل ُه ِ� الظل َماتِ‬
‫ورا َ� ْم ِ� بِهِ ِ� ا�َّ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫�ن َما �نوا َ� ْع َملون﴾ ]اﻷﻧعام‪.[122:‬‬ ‫�ار ٍج ّمِنْ َها ۚ َك َ�ٰل َِك ُز ّ� َن ل ِلْ َ�ف ِر َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل يس ِ ِ‬

‫َ ُ‬ ‫� َو ْا�َ ْ‬ ‫َْ ّ‬ ‫ـدهُ َم َفـات ُِح الْ َغيْـ َ َ ْ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ْ َ ُ َ‬


‫ح ِر ۚ َو َمـا � ْسـ ـق ُط مِن‬ ‫ب � �علمهـا إِ� هو ۚ و�علم مـا ِ� ال ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿ َو ِعن َ‬

‫اب‬ ‫َو َر َقـة إ َّ� َ� ْعلَ ُم َهـا َو َ� َح َّبـة � ُظلُ َمـات ْا�َ ْر ِض َو َ� َر ْطـب َو َ� َيـا�س إ َّ� � ك َ‬
‫ِتـ‬
‫ٍ‬ ‫ٍِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫�﴾ ]اﻷﻧعام‪[59:‬‬ ‫ُّ‬
‫مب ِ ٍ‬
‫وهﻲ مﻔسرة ﺑاﻵﻳﺔ ‪ 34‬مﻦ سورة لﻘمان‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ﷲ َح ﱠدﺛﻨ�ا إ ْﺑ َراه ُ‬‫َ َ ُْ َ ﱡ َ ﱠ ََ َ ُْ َْ ْ ُ َ ْ ﱠ‬
‫ﻴم ْﺑ ُﻦ َســ ْع ٍد‪َ ،‬ع ِﻦ ْاﺑ ِﻦ‬ ‫� ِ‬ ‫ﻗال الﺒﺨ ِاري‪ :‬حدﺛﻨ�ا عﺒد الع ِﺰ ِ�ﺰ ﺑﻦ عﺒ ِد ِ‬
‫ا�‬‫"م َﻔـ ِ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ال‪َ :‬‬ ‫ﷲ ﷺ ﻗـ‬
‫َ ﱠ‬ ‫َﱠ َُ‬ ‫ْ َْ ﱠ َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ﷲ‪ ،‬عﻦ أ ِﺑﻴـ ِ�ه؛ أن رســـول ِ‬ ‫اب‪ ،‬عﻦ ســـا ِل ِم ﺑ ِﻦ عﺒـ ِد ِ‬
‫ِﺷـــهـ ٍ‬
‫َ‬ ‫َّ َّ َ َ ُ ْ ُ َّ َ َ ُ َ ّ ُ ْ َ َ‬ ‫ْال َﻐ ْﻴ ِ َ ْ ٌ َ َ ْ َ ُ َ ﱠ ﱠ ُ‬
‫�ل الغيْث َو�َ ْعل ُم‬ ‫ﺐ ﺧمس � ﻳعلمها �إ � ﷲ‪﴿ :‬إِن ا� عِنده عِلم الس ـاعةِ و� ِ‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ٌ َّ َ َ ْ ُ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ‬
‫ب غ ًدا ۖ َو َما ت ْدرِي �ف ٌس بِأ ِّي أ ْر ٍض‬ ‫ام ۖ َو َما تــــدرِي �فس ماذا ت� ِ‬
‫سـ‬ ‫َما ِ� ا� ْر َح ِ‬

‫�﴾ ]لﻘمان‪.[34:‬‬ ‫ِيم َخب ٌ‬ ‫وت ۚ إ َّن َّ َ‬


‫ا� َعل ٌ‬ ‫َ� ُم ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ْ ُ َ َ َ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ َ َ ُ َ َ ْ َ ْ ُ‬
‫يمـا� ُهم بِظل ٍ� أو� ٰ ِ�ـك ل ُه ُم ا� ْم ُن َو ُهم‬ ‫اﻵﻳـﺔ الﺜـاﻧﻴـ�ﺔ‪﴿ :‬ا�ِين آمنوا ولم يلبِسـ ـوا إ ِ‬
‫ُّ ْ َ ُ َ‬
‫ون﴾ ]اﻷﻧعام‪[82:‬‬ ‫مهتد‬
‫وهﻲ مﻔسرة ﺑاﻵﻳﺔ ‪ 13‬مﻦ سورة لﻘمان‪:‬‬
‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫آم ُنوا َول ْم يَلبِ ُسـ ـوا إِي َمـا� ُهم بِظل ٍ�﴾‬ ‫� مســـﻨـد أحمـد‪ :‬لمـا ﻧﺰلـﺖ هـﺬﻩ اﻵﻳـﺔ‪َّ ﴿ :‬ا� َ‬
‫ِين َ‬

‫ﺷـــﻖ ذلك على الﻨاس وﻗالوا‪ :‬ﻳا رســـول ﷲ‪ ،‬ﻓﺄﻳﻨ�ا � ﻳﻈلم ﻧﻔســـه؟ ﻗال‪" :‬إﻧه‬
‫َ ُ َ َّ َ ُ ْ ْ َّ‬
‫�ك بِا�ِ ۖ‬
‫ليس الﺬي ﺗعﻨون! ألم ﺗسمعوا ما ﻗال العـ ـﺒد الصـ ـالح‪﴿ :‬يا ب� � � ِ‬

‫‪165‬‬
‫ال� َك ل ُظل ٌم َعظ ٌ‬
‫إن ِ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫ِيم﴾ ]لﻘمان‪ [13:‬إﻧــ ـما هو الﺸــ ـرك " وأصــ ـل ا�ــ ـدﻳﺚ �‬ ‫ِ‬
‫الﺒﺨاري‪.‬‬

‫َّ َ َ ُ ُّ َّ َ َ ْ ً َ ْ ْ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ ُّ َّ َ َ ْ ُ َ‬
‫� عِل ٍ� ۗ ك�ٰل ِك َز َّ� َّنا‬
‫﴿و� �ســبوا ا�ِين يدعون مِن دو ِن ا�ِ فيســبوا ا� عدوا بِغ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُّ ُ‬
‫ِ� أ َّم ٍة َ� َمل ُه ْم � َّم إِ ٰ� َر ّ� ِ ِهم َّم ْر ِج ُع ُه ْم � ُين ّبِئُ ُهم ب ِ َما �نوا َ� ْع َملون﴾ ]اﻷﻧعام‪[108:‬‬
‫ل ِ‬
‫ﻗال الســعدي‪ :‬ﻳﻨهى ﷲ ا�ﺆمﻨ� عﻦ أمر �ان ﺟاﺋﺰا‪ ،‬ﺑل مﺸــروعا � اﻷصــل‪،‬‬
‫ﱡ‬
‫وهو ســـﺐ آلهـﺔ ا�ﺸـــرك�‪ ،‬ال� ا�ـﺬت أوﺛـاﻧـا وآلهـﺔ مع ﷲ‪ ،‬وال� ُﻳﺘﻘرب إ�‬
‫ﷲ ﺑﺈهاﻧﺘها وسـﺒها‪ .‬ولكﻦ لما �ان هﺬا السـﺐ طر�ﻘا إ� سـﺐ ا�ﺸـرك� لرب‬
‫العا��‪ ،‬الﺬي �ﺐ ﺗ��ه ﺟﻨاﺑه العﻈﻴم عﻦ �ل عﻴﺐ وآﻓﺔ وسـﺐ وﻗدح‪ ،‬ﻧهى‬
‫ﷲ عﻦ ســـﺐ آلهـﺔ ا�ﺸـــرك�‪ ،‬ﻷﻧهم �مون لـدﻳﻨهم‪ ،‬و�ﺘعصـــﺒون لـه‪ ....‬و�‬
‫هﺬﻩ اﻵﻳﺔ الكر�مﺔ‪ ،‬دلﻴل للﻘاعدة الﺸـرعﻴﺔ وهو أن الوسـاﺋل ﺗعﺘ� ﺑاﻷمور ال�‬
‫ﺗوصــــل إلﻴهـا‪ ،‬وأن وســــاﺋـل ا�حرم‪ ،‬ولو �ـاﻧـﺖ ﺟـاﺋﺰة‪ ،‬ﺗكون محرمـﺔ إذا �ـاﻧـﺖ‬
‫ﺗﻔ� إ� الﺸر‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻣﻦ‬

‫َُ ً َ َ ًَ‬ ‫ً ُّ َ‬ ‫َ َ ً َ َ َّ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ َ‬


‫�ة‬ ‫ِ� � ٍء وهدى ور‬ ‫﴿�م آتـينا مو� الكِتاب تمـاما � ا�ي أحسن وتفصي� ل ِ‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫ل َعل ُهـم بِلِقاءِ َر ّ� ِ ِهم يُؤمِنون﴾ ]اﻷﻧعام‪.[154:‬‬
‫� َّا�ِي أَ ْح َسـ ـ َن﴾ أي‪ً :‬‬
‫ﺟﺰاء على َ‬
‫إحســـاﻧـه � العمـل‪،‬‬
‫ََ‬
‫ﻗـال اﺑﻦ كﺜ�‪) :‬وﻗولـه‪﴿ :‬‬
‫وﻗﻴامه ﺑﺄوامرﻧا َوطاعﺘﻨ�ا(‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َُ َُ‬ ‫� أَ َ‬ ‫قر�وا مــ َال ا�َتي ِم إ ِ ّ� بِالَّ� ِ َ‬


‫﴿ َو� تَ َ‬
‫حس ُن َح ّ� يَبلغ أش َّدهُ َوأوفوا الكيل َوالم�ان‬
‫َّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫لتم فاعدِلوا َولو �ن ذا قر� َو� ِ َعه ِد ا�ِ‬ ‫سعهـا �ذا ق‬ ‫فسا إ ّ� ُو َ‬ ‫�لّ ُِف نَ ً‬ ‫ُ َ‬
‫ِسط � ن‬
‫ِ‬ ‫بِالق ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ََ ُ ََ‬ ‫َّ‬ ‫ِ�م َو ّص ُ‬ ‫أَوفوا ذل ُ‬
‫رون﴾ ]اﻷﻧعام‪[152:‬‬ ‫�م تذك‬ ‫ا�م ب ِـهِ لعل‬

‫سعهـا﴾ ﺟاءت هﺬﻩ ﺟملﺔ مع�ﺿﺔ ﺑ� مﺠموعﺔ الوصاﻳا‬ ‫فسا إ ّ� ُو َ‬‫�لّ ُِف نَ ً‬‫ُ َ‬
‫﴿� ن‬
‫ِ‬
‫الرﺑاﻧﻴ�ﺔ ﺑطر�ﻘﺔ ملﻔﺘﺔ ﺗﺸعر ﺑﻀرورة هﺬا الﺘﺬك� � هﺬا ا�وﺿع ‪ ،‬ح� �دث‬
‫حالﺔ مﻦ الﺘوازن ا�طلوب � كﻴان الﻔرد و� ﻳﻐلﺐ علﻴه ا�وف ا�ﺒالﻎ ﻓﻴه‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َُ َُ‬ ‫� أَ َ‬


‫قر�وا مــ َال ا�َتي ِم إ ِ ّ� بِالَّ� ِ َ‬
‫﴿ َو� تَ َ‬
‫حس ُن َح ّ� يَبلغ أش َّدهُ َوأوفوا الكيل َوالم�ان‬
‫َّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫لتم فاعدِلوا َولو �ن ذا قر� َو� ِ َعه ِد ا�ِ‬ ‫سعهـا �ذا ق‬‫فسا إ ّ� ُو َ‬ ‫�لّ ُِف نَ ً‬ ‫ُ َ‬
‫ِسط � ن‬
‫ِ‬ ‫بِالق ِ‬
‫رون﴾ ]اﻷﻧعام‪.[152:‬‬ ‫َ َ َّ ُ َ َ َّ َ‬ ‫ِ�م َو ّصـ ُ‬ ‫أَوفوا ذل ُ‬
‫ا�م ب ِـهِ لعل�م تذك‬

‫‪167‬‬
‫َّ َ‬
‫ك يَ َ‬ ‫َ ُ َ َ َ َ ُّ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ ُ َ ّ َ َ َُ ُ َ‬
‫وم يَأ�‬ ‫أ� بعض آياتِ ر� ِ‬‫أ� ر�ك أو ي ِ‬ ‫﴿هل ينظرون إِ� أن تأ�ِيهم الم��ِكة أو ي ِ‬
‫َ ُ َ َ‬ ‫فسا إيمانُها لَم تَ ُ‬ ‫ك � يَنــ َف ُع نَ ً‬
‫َّ َ‬ ‫َ ُ‬
‫آم َنـت مِن قبـل أو ك َس َبـت �‬ ‫�ن َ‬
‫بعض آيـاتِ ر� ِ‬
‫نتظِرون﴾ ]اﻷﻧعام‪[158:‬‬
‫َ‬ ‫�ا قُل َ‬
‫انتظِروا إنّا ُم َ‬ ‫إيمان ِها َخ ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫�ا﴾ أي‪ :‬و� ﻳﻘﺒل مﻨها كسﺐ عمل‬ ‫ﻗال اﺑﻦ كﺜ�‪﴿) :‬أَو َك َس ـ َب ـت � إي ـمان ِه ـا َخ ـ ً‬

‫صالح إذا لم ﻳكﻦ عام� ﺑه ﻗﺒل ذلك(‪.‬‬

‫ُ َ ّ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ َ َ‬ ‫ََ َ َ َ‬


‫� قر�َ ٍة أ�اب ِ َر �رِميها ِ�َمكروا فيها َوما يَمكرون إِ� بِأنف ِ‬
‫س ِهم‬ ‫﴿و�ذل ِك جعلنا � ِ‬
‫َ َ ُ َ‬
‫رون﴾ ]اﻷﻧعام‪[123:‬‬ ‫وما �شع‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ َ‬ ‫ََ َ َ َ‬
‫� قر�َ ٍة أ�اب ِ َر � ِرميها﴾ أي‪ :‬كما أن ﻓساق مكﺔ‬ ‫ﻗال الﺒﻐوي‪﴿ :‬و�ذل ِك جعلنا � ِ‬
‫أ�ـاﺑرهـا‪ ،‬كـﺬلـك ﺟعلﻨـا ﻓســــاق �ـل ]ﻗر�ـﺔ[ أ�ـاﺑرهـا‪ ،‬أي‪ :‬عﻈمـاءهـا‪ ،‬ﺟمع أك�‪،‬‬
‫مﺜل أﻓﻀـل وأﻓاﺿـل‪ ،‬وأسـود وأسـاود‪ ،‬وذلك سـﻨﺔ ﷲ ‪-‬ﺗعا�‪ -‬أﻧه ﺟعل � �ل‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ﻗر�ﺔ أﺗﺒ�اع الرســل ﺿــعﻔاءهم‪ ،‬كما ﻗال � ﻗصــﺔ ﻧوح علﻴه الســ�م ‪﴿ :‬قــــالوا‬
‫َ ُ ْ ُ َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ َ‬
‫ون﴾ ]الﺸعراء‪ ،[111:‬وﺟعل ﻓساﻗهم أ�اﺑرهم‪.‬‬ ‫�نؤمِن لك وا�بعك ا�رذل‬

‫ُ‬ ‫َ ُ ُ ُ َّ َّ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ ّ ُ‬ ‫ٌَ‬


‫ا� أعل ُم َحيث‬ ‫أو� رسل ا�ِ‬ ‫َ ُ‬
‫﴿�ذا جاءتهـ ـم آية قالوا لن نؤمِن ح� نؤ� مِثل ما ِ‬
‫ذاب َشــ ٌ‬ ‫ٌ َ َّ‬
‫ا�ِ َو َع ٌ‬ ‫ُ َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ديد بِما �نوا‬ ‫جرموا َص ـغار عِند‬
‫ين أ َ‬‫� َعل رِســا�َ ُه َس ـ ُيصــيب ا�‬
‫َ ُ َ‬
‫رون﴾ ]اﻷﻧعام‪[124:‬‬ ‫يمك‬

‫‪168‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َّ ُ ْ ُ َ ْ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ث �ْ َعــل رِ َسا�َ ُه﴾ ﻓﻴمﻦ علمه ﻳصلح لها‪ ،‬و�ﻘوم‬ ‫ﻗال السعدي‪﴿) :‬ا� أعلم حي‬
‫ﺑﺄعﺒاﺋها‪ ،‬وهو مﺘصـــﻒ ﺑ�ل ﺧلﻖ ﺟمﻴل‪ ،‬ومﺘ�ئ مﻦ �ل ﺧلﻖ د�ء‪ ،‬أعطاﻩ ﷲ‬
‫ما ﺗﻘﺘﻀﻴه حكمﺘه أص� وﺗﺒعا(‪.‬‬

‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫لون﴾ ]اﻷﻧعام‪.[127:‬‬‫ِند َر ّ� ِ ِهم َو ُه َو َو ِ�ُّ ُهم بِما �نوا يعم‬
‫الس� ِم ع َ‬
‫دار َّ‬
‫﴿ل ُهم ُ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬


‫امر�تَ ُه �نت م َِن الغاب َ‬
‫ر�ن﴾ ]اﻷعراف‪[83:‬‬ ‫﴿فأ�َيناهُ َوأهل ُه إِ� َ‬
‫ِ‬
‫وذلك أن امرأة لوط لم ﺗكﻦ ﺗمارس الﻔاﺷــحﺔ ومع ذلك أ�ﻖ ﷲ ﺑها العﺬاب‬
‫وﺟعلهـا مﻦ الﻘوم )الﻐـاﺑر�ﻦ( ﻳع� الهـالك�‪ ،‬وذلـك لرﺿـــاهـا ﺑـالﻈلم‪ ،‬و�ـاﻧـﺖ‬
‫ﺗﺘﺠسس لهم على لوط وﺗﺄﺗﻴهم ﺑﺄﺧﺒارﻩ‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ْ َ َ َ ْ َ َ َ َّ ُ َ َ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ْ‬
‫ا� � يَأ ُم ُر‬ ‫�ذا َ� َعلُوا فَاح َِشـ ًة قَالُوا َو َجــــدنا عليها آب َ‬
‫اءنا َوا� أم َرنا بِها ۗ قل إِن‬
‫َ‬
‫﴿‬
‫َ ُ ُ َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ َ‬
‫ون﴾ ]اﻷعراف‪.[28:‬‬ ‫حشاءِ ۖ ��قولون � ا�ِ ما � �علم‬ ‫بِالف‬

‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ ُ ّ َ َ ُ ًّ َ َ َ ْ‬
‫ض ـ ُه ْم إ ِ ٰ� َ� ْع ٍض‬
‫و� َ� ْع ُ‬‫ا� ِّن يُ ِ‬
‫�س و ِ‬
‫ا� ِ‬‫� عدوا ش ـياطِ� ِ‬ ‫﴿ َو َ�ـــ ـ�ٰل ِك جعلنا لِ� ن ّ‬
‫ِ ٍِ‬
‫ُْ ْ ََ ََُْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ُ َ َْ ْ ُُ ً ََْ َ َ َ‬
‫ون﴾ ]اﻷﻧعام‪.[112:‬‬ ‫اء َر ُّ�ك َما � َعلوهُ ۖ فذرهم وما �ف�‬ ‫زخرف القو ِل غرورا ۚ ولو ش‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ﻗـال اﺑﻦ عـاﺷـــور رحمـه ﷲ‪ :‬وأﻓهم وصـــﻒ الﻘول ﺑـالﺰﺧرف أﻧـه محﺘـاج إ�‬
‫ﱠ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫الﺘحســـ� والﺰﺧرﻓـﺔ‪ ،‬وإﻧمـا �ﺘـاج الﻘول إ� ذلـك إذا �ـان ﻏ� مﺸـــﺘمـل على مـا‬

‫‪169‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ﻳكسﺒه الﻘﺒول � حد ذاﺗه‪ ،‬وذلك أﻧه �ان ﻳﻔ� إ� ﺿ ّر �ﺘاج ﻗاﺋله إ� ﺗﺰ�يﻨ�ه‬
‫و�سـﻴﻨ�ه ﻹﺧﻔاء ما ﻓﻴه مﻦ الﻀ ّـر‪ ،‬ﺧﺸـﻴﺔ أن ﻳﻨﻔر عﻨه مﻦ ُﻳس ﱢـوله لهم‪ .‬ﻓﺬلك‬
‫ﱡ‬ ‫ﺗموﻩ ّ‬
‫الﻨﻔوس‪ ،‬كمـا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للصـــﺒﻴـ�ان اللعـﺐ ﺑـاﻷلوان‬ ‫ال��� ﺗرو�ﺞ ﻳســـﺘهوون ﺑـه‬
‫والﺘﺬهﻴﺐ‪.‬‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬


‫﴿ َو��ٰل َِك ن َو� َ� ْع َض الظالِم َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ َ‬
‫� َ� ْع ًضا ب ِ َما �نوا يَ�س ُِبون﴾ ]اﻷﻧعام‪.[129:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻗـال الﻘرط�‪ :‬وهـﺬا ﺗهـدﻳـد للﻈـالم‪ :‬إن لم ﻳمﺘﻨع مﻦ ﻇلمـه ســـلط ﷲ علﻴـه‬
‫ﻇـالمـا آﺧر‪ .‬و�ـدﺧـل � اﻵﻳـﺔ ﺟمﻴع مﻦ ﻳﻈلم ﻧﻔســـه أو ﻳﻈلم الرعﻴـﺔ‪ ،‬أو الﺘـاﺟر‬
‫ﻳﻈلم الﻨاس � �ارﺗه أو السارق وﻏ�هم‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ َْ َْ َ ُ‬ ‫ك ُة أَ ْو يَأ ْ َ َ ُّ‬


‫َ ْ َ ُ ُ َ َّ َ َ ْ َ ُ ُ ْ َ َ َ‬
‫� َ� ْعض آيَاتِ َر ّ�ِك ۗ يَ ْو َم‬ ‫� ر�ــ ـك أو يأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿هل ينظرون إِ� أن تأ�ِيهم الم�� ِ‬
‫َ‬
‫ت مِن َ�بْ ُل أ ْو َك َسـ َب ْ‬‫آم َن ْ‬‫� ْن َ‬ ‫ا� َها ل َ ْم تَ ُ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ َ َْ‬ ‫ْ ْ ُ‬
‫ت ِ�‬ ‫ات َر ّ�ِك � يَنف ُع �ف ًسـا إِيم‬ ‫يَأ ِ� َ�عض آيَ ِ‬
‫َ َ َ ْ ً ُ َ ُ َّ ُ َ ُ َ‬
‫ون﴾ ]اﻷﻧعام‪.[158:‬‬ ‫إِيمان ِها خ�ا ۗ ق ِل انتظِروا إِنا منتظِر‬
‫َ ُ َ‬ ‫ا� َهـا ل َ ْم تَ ُ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ت مِن � ْبـل أ ْو‬ ‫آم َنـ ْ‬
‫� ْن َ‬ ‫ﻗال الســـعـدي � ﻗوله ﺗعـا� ﴿� يَنف ُع �ف ًسـ ـا إِيمـ‬

‫�ا﴾ أي‪ :‬إذا وﺟد ﺑعﺾ آﻳات ﷲ )أي‪ :‬ع�مات الســـاعﺔ‬ ‫يمان َِها َخ ْ ً‬
‫ت�إ َ‬ ‫َ َ َ ْ‬
‫كســب ِ ِ‬
‫ﺧ�ﻩ ﺑعـد‬ ‫َ‬
‫ا�ﺆمﻦ ا�ﻘصـــر أن ﻳﺰداد ُ‬ ‫الك�ى(‪ ،‬لم ﻳﻨﻔع ال�ـاﻓر إﻳمـاﻧـه أن آمﻦ‪ ،‬و�‬
‫ﱢ‬
‫ا�رﺟو‬ ‫ذلـك‪ ،‬ﺑـل ﻳﻨﻔعـه مـا �ـان معـه مﻦ اﻹﻳمـان ﻗﺒـل ذلـك‪ ،‬ومـا �ـان لـه مﻦ ا��‬
‫ﻗﺒل أن ﻳﺄ� ﺑعﺾ اﻵﻳات‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫آم ُنوا‬ ‫� ل َِّ� َ‬
‫ِين َ‬ ‫الر ْز ِق ۚ قُ ْل ِ َ‬
‫َ ّ‬ ‫ُ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ َّ َّ َ ْ َ َ َ َ َّ ّ َ‬
‫﴿قل من حرم زِ�نة ا�ِ ال ِ� أخرج لِعِبادِه ِ والطيِب ـاتِ مِن ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َُ ّ ُ ْ‬
‫صـــل ا� َيـاتِ لِق ْو ٍ� َ� ْعل ُمون﴾‬ ‫ا� َيـاة ِ ُّ ْ َ َ ً َ ْ َ‬
‫ا�� َيـا خـال ِصـــة يَ ْوم الق َِيـامـةِ ۗ كـ�ٰلـِك �ف ِ‬ ‫ِ� ْ َ‬

‫]اﻷعراف‪.[32:‬‬
‫ّ‬ ‫َ َ ً‬ ‫ّ ّ‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷـــور‪) :‬واﻷﻇهر أن الﻀـ ـم� ا�ســـﺘ� � ﴿خال ِصــة﴾ عاﺋد إ� الﺰ�ﻨ�ﺔ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والطﻴﺒ�ات ا�اصـلﺔ � ا�ﻴاة الدﻧﻴ�ا ﺑعﻴﻨها‪ ،‬أي هﻲ ﺧالصـﺔ لهم � اﻵﺧرة‪ ،‬و�‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫والط ّﻴﺒـ�ات ﻗـد اﻧﻘرﺿــــﺖ � الـدﻧﻴـ�ا‪ ،‬ﻓمع� ﺧ�صـــهـا‬
‫الﺰ�ﻨـ�ﺔ ّ‬ ‫ﺷــــك أن ﺗلـك‬
‫ّ‬
‫صﻔاؤها‪ ،‬وكوﻧه � ﻳوم الﻘﻴامﺔ‪ :‬هو أن ﻳوم الﻘﻴامﺔ مﻈهر صﻔا ِﺋها أي ﺧلوصها‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ا�ﻨﺠرة مﻨهـا‪ ،‬وهﻲ ﺗﺒعـات �ر�مهـا‪ ،‬وﺗﺒعـات ﺗﻨـ�اول ﺑعﻀـــهـا مع‬ ‫مﻦ الﺘﺒعـات‬
‫ّ‬
‫ـا�ﻨعم ﺑهـا‪ ،‬ﻓـا�ﺆمﻨون ل ّمـا ﺗﻨـ�اولوهـا � الـدﻧﻴـ�ا ﺗﻨـ�اولوهـا ﺑـﺈذن ّرﺑهم‪�� ،‬ف‬
‫الكﻔر ﺑ ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ا�ﺸــرك� ﻓﺈﻧهم ﻳســﺄلون عﻨها ﻓﻴعاﻗﺒون على ما ﺗﻨ�اولوﻩ مﻨها � الدﻧﻴ�ا‪ ،‬ﻷﻧهم‬
‫ا�ﻨعم ﺑها‪ ،‬ﻓﺄﺷركوا ﺑه ﻏ�ﻩ(‪.‬‬
‫كﻔروا ﻧعمﺔ ِ‬

‫ِيما فَاتَّب ُعوهُ ۖ َو َ� تَتَّب ُعوا ُّ‬ ‫َ‬


‫� ْم َعن َس ـبِيلِهِ ۚ‬ ‫الس ـ ُب َل َ� َت َف َّر َق ب ُ‬ ‫ا� ُم ْس ـ َتق ً‬‫� ِ‬‫﴿ َوأ َّن َ�ٰ َذا ِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ ْ َ َ َ َ ً َ َ َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ َّ ُ َ ُ َ‬ ‫َ�ٰل ُ‬
‫� ْم � َّتقون ۝ � َّم آتيْ َنــــا مو� الكِتاب �م‬ ‫ِ� ْم َو َّصـ ُ‬
‫اما � ا�ِي‬ ‫ا�م بِهِ لعل‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ َ ْ َ ُ ً َ َ ْ َ ً َّ َّ‬ ‫ً ّ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ‬
‫�ـة ل َعل ُهم بِل ِقـاءِ َر ّ� ِ ِه ْم يُؤم ُِنون﴾‬ ‫� � ٍء وهـدى ور‬ ‫صـ ـي� ل ِــــ ـ ِ‬ ‫أح َسـ ـ َن َو�ف ِ‬
‫]اﻷﻧعام‪[154-153:‬‬
‫ُ‬
‫ﻗـال الســـعـدي ‪َّ �﴿) :‬م﴾ � هـﺬا ا�وﺿـــع‪ ،‬ليس ا�راد مﻨهـا ال�ﺗيـﺐ الﺰمـا�‪ ،‬ﻓـﺈن‬
‫زمﻦ مو� علﻴه الســـ�م‪ ،‬مﺘﻘدم على ﺗ�وة الرســـول محمد ﷺ هﺬا الكﺘاب‬
‫)أي‪ :‬ا�ـﺬكورة � ﻗولـه ﺗعـا�‪﴿ :‬قُــــــ ْل َ� َعـال َ ْوا َ� ْتـ ُل َمـا َح َّر َم َر ُّ� ُ‬
‫� ْم َعلَيْ ُ‬
‫� ْم﴾‬

‫‪171‬‬
‫]اﻷﻧعـام‪ � [151:‬مطلع اﻵﻳـات(‪ ،‬وإﻧمـا ا�راد ال�ﺗيـﺐ اﻹﺧﺒـاري‪ .‬ﻓـﺄﺧ� أﻧـه آ�‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫﴿ ُم َ‬
‫و� الك َِت َ‬
‫اب﴾ وهو الﺘوراة ﴿� َم ً‬
‫اما﴾ لﻨعمﺘه‪ ،‬وكما� ﻹحساﻧه(‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ‬

‫َ ُ‬ ‫� َّا�ي َ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ َّ َ َّ َ‬


‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫� ا� ِّ َّ‬ ‫ـول ا�َّ َّ‬
‫�يل‬
‫ا� ِ‬‫�دونه مكتو�ا عِندهم ِ� ا�وراة ِ و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ا�ين يتبِعون الرس‬
‫َُ َُّ ََ ُ َ َ‬
‫ا�با�ِث‬ ‫بات و�ح ِرم علي ِهم‬ ‫نكر َو�ُح ُِّل ل َ ُه ُم َّ‬
‫الط ّيِ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫أم ُر ُهم ب َ‬
‫يَ ُ‬
‫عروف و�نهاهم ع ِن الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫الم‬‫ِ‬
‫آمنوا بهِ َو َع َّزروهُ َونَ َ�وهُ‬ ‫غ�ل الَّ� �نَت َعلَيه ـم فَ َّا� َ‬
‫ين َ‬ ‫َ ُ َ َ َ‬ ‫ض ُع َع ُ‬‫ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نه ـم إِ�هم وا�‬ ‫و�‬
‫َ‬ ‫ك ُه ُم ُ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ َ ُ ّ َ‬
‫ِحون﴾ ]اﻷعراف‪.[157:‬‬ ‫المفل‬ ‫وا�بعوا ا�ور ا�ي أنزِل معه أول� ِ‬

‫َ‬ ‫دون � َّ‬‫َ‬ ‫القر�َ ـةِ الَّ� �نَت حاضِ ـ َر َة ا�َ‬


‫َ‬ ‫﴿ َواسأَ ُلهم َ‬
‫ت إِذ تأتي ـ ِهم‬‫السب ـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫حر إِذ يَع ـ‬
‫ِ‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وم � �َسبتون � تَأتـيهم كذل َِك ن ُ‬ ‫� ً� َو�َـ َ‬ ‫ُ‬
‫وم َسبتِهم َّ‬‫حيتـانُـ ُهم يَ َ‬
‫بلوهم بِما �نوا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قون﴾ ]اﻷعراف‪.[163:‬‬ ‫َ ُ َ‬
‫يفس‬

‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خلَ َف مِن بَع ِدهِم َخلـ ٌف َورثُوا الكِتـ َ‬ ‫َ َ‬
‫أخـذون َعـ َرض هذا ا�د� َو�َقـولون‬ ‫اب يَ ُ‬
‫ِ‬ ‫﴿ف‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُُ َ ُ‬ ‫ََ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َُ َُ َ‬
‫ِتاب أن �‬
‫سيغفر �ا �ن يأت ِ ِه ـم عرض مِثله يأخ ـذوه �لم يؤخذ علي ِهم ميثـاق الك ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫� ل َِّ� َ‬
‫ا� ُار ا�خ َِر ُة َخ ٌ‬ ‫ا�ِ إ ِ َّ� َ‬
‫ا� َّق َو َد َرسوا ما فيهِ َو ّ‬ ‫َ َ َّ‬
‫ين َ� َّتقون أف� تعقِلون﴾‬ ‫يَقولوا �‬
‫]اﻷعراف‪.[169:‬‬

‫َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِن� ل�رِهون﴾‬ ‫�ن فَر�ـ ـ ًقا م َِن ُ‬
‫المؤم‬
‫َ ّ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫﴿ َكما أ َ‬
‫خر َجـ ـك َر ُّ�ـ ـك مِن بَيتِـ ـك بِا�ـ ـ ِق‬
‫]اﻷﻧﻔال‪[5:‬‬

‫‪173‬‬
‫ﻗـال ا��د ‪ :‬ﺗﻘـدﻳرﻩ اﻷﻧﻔـال ﮻ وللرســـول وإن كرهوا ‪ ،‬كمـا أﺧرﺟـك رﺑـك مﻦ‬
‫ﺑيﺘـك ﺑـا�ﻖ وإن كرهوا ‪ .‬وﻗﻴـل ‪ :‬ﺗﻘـدﻳرﻩ امﺾ ﻷمر ﷲ � اﻷﻧﻔـال وإن كرهوا‬
‫كما مﻀﻴﺖ ﻷمر ﷲ � ا�روج مﻦ الﺒيﺖ لطلﺐ الع� وهم �ارهون‪.‬‬

‫فتمو� مِن بَعدي أَ َعج ُ‬


‫لتم‬ ‫ئسما َخلَ ُ‬ ‫َ َ ً َ‬
‫قال ب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫﴿ َول ّما َر َج َع مو� إِ� قو ِم ـهِ غضبان أسِفا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ َّ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ َ َ َ َ‬ ‫مر َر ّ� ُ‬ ‫َ‬
‫القــ َ‬
‫وم‬ ‫أس أخيــهِ �ُ ُّرهُ إِ�ــهِ قال ابــن أم إِن‬ ‫لواح َوأخــذ ب ِ َر ِ‬ ‫�ــم وأل� ا�‬ ‫ِ‬
‫أ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ َ َ ِ ّ‬
‫الظال َ‬
‫ِم�﴾‬ ‫داء َو� � َعل� مع القوم‬ ‫� ا�ع َ‬ ‫قتلونَ� فَ� �ُشـ ِمت َ‬ ‫ـعفو� َو�دوا يَ ُ‬
‫ـتض َ‬ ‫اس َ‬
‫ِ‬
‫]اﻷعراف‪.[150:‬‬

‫َ‬ ‫َ ُّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫﴿قالوا أوذينــا مِن قَ َ َ َ َ َ‬


‫�ــم أن يُهل ِك‬‫جئتنــا قال َع� ر�‬
‫بل أن تأت ِينــا ومِن بع ِد ما ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫َ ُ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ستخل َِف ُ‬ ‫َع ُد َّو ُ‬
‫�م َو� َ َ‬
‫لون﴾ ]اﻷعراف‪[129:‬‬ ‫رض �ينظر كيف تعم‬ ‫�م ِ� ا� ِ‬
‫ﻗـال ﺑﻨو إســـراﺋﻴـ�ل �و� مﺘﻀـــﺠر�ﻦ مﻦ طول مـا مكﺜوا � عـﺬاب ﻓرعون‪،‬‬
‫َ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وأذﻳﺘ�ه‪﴿ :‬أوذ َِينا م ِْن �بْ ِل أن تَأت ِيَ َنا﴾ ﻓﺈﻧهم ﻳســـوموﻧﻨ�ا ســـوء العﺬاب‪ ،‬ﻳﺬ�ون‬
‫أﺑﻨ�اءﻧا و�سﺘحﻴون ﻧساءﻧا ﴿ َوم ِْن َ� ْع ِد َما ِجئْتَ َنا﴾ كﺬلك ﺑﺈعادة الﻘﺘل علﻴﻨ�ا‪.‬‬
‫َ ْ َ‬
‫� َحــ ْر ٍف ۖ فإِن أ َصــابَ ُه‬ ‫ا� َ َ ٰ‬
‫اس َمن يَــ ْع ُب ُد َّ َ‬ ‫ومﺜله ﻗول ﷲ ‪-‬ﺗعا�‪َ ﴿ -‬وم َِن ا�َّــ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُّ ْ‬ ‫ب َ َٰ‬ ‫ْ َ َ َُْ ٌَْ َ‬
‫انقلَ َ‬ ‫َ ْ ٌ ْ َ َّ‬
‫ا�� َيا َوا�خ َِر َة ۚ �ٰل ِك ُه َو‬ ‫� َو ْ‬
‫ج ِههِ خ ِ�‬ ‫اط َم ـأن بِهِ ۖ �ن أص ـا�ته ف ِتنة‬ ‫خ�‬
‫ُْ ْ َ ُ‬
‫ان ال ْ ُمب ُ‬
‫�﴾ ]العﻨكﺒوت‪.[11:‬‬ ‫ِ‬ ‫ا��‬

‫‪174‬‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُّ َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ ً ََ‬ ‫ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫� � ٍء فخذهـا بِق َّو ٍ�‬‫� � ٍء موعِظـة وتفصيـ� لِـ ِ‬ ‫﴿ َو� َتبنـا لـ ُه ِ� ا�لـ ِ‬
‫واح مِن ِ‬
‫ِق�﴾ ]اﻷعراف‪.[145:‬‬ ‫دار الفاس َ‬ ‫ُ‬
‫ر��م َ‬ ‫َ ُ‬ ‫أخذوا بأَ َ‬
‫حسنِها سأ‬
‫َ ُ َ َ َ‬
‫ك يَ ُ‬ ‫وأمر قومـ‬
‫ِ‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫َّ ُ َ ْ َ ْ َ َّ َ َّ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َّ َ‬ ‫﴿ َقـ ِد افْ َ َ‬
‫ا� مِن َهـا﴾‬ ‫��ْ َنـا � ا�ِ كـذ ًِبـا إِن ُعـ ْدنـا ِ� مِلتِ�م �عـد إِذ �ـانـا‬
‫]اﻷعراف‪.[89:‬‬
‫وهﺬا ما ح�اﻩ الﻘرآن مﻦ ﻗول ﺷعﻴﺐ علﻴه الس�م لﻘومه‪.‬‬
‫ومع� ��م اﺑﻦ عـاﺷـــور � ﺗﻔســـ�هـا‪ :‬إن عـدﻧـا � ملﺘكم ﻓهـﺬا ﻳع� ان دعواي‬
‫ﱡ‬
‫الرسـالﺔ واﺗﺒ�اع ا�ﺆمﻨ� � على ذلك ودعوﺗهم للدﻳﻦ �ان �له اﻓ�اء‪ .‬ﻳدل على‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫��ْ َنا﴾ ﺑصــﻴﻐﺔ الما�‪ ،‬وﺗﻘدﻳمها على ﴿إِن﴾ الﺸــرطﻴﺔ‪.‬‬
‫هﺬا ا�ع� ﻗوله‪﴿ :‬ق ِد اف َ‬

‫ﺑيﻨما لو ﻗصــد ﺑها ا�ســﺘﻘﺒل ل�اﻧﺖ‪ :‬إن عدﻧا � ملﺘكم ﻓســﻨكون مﻦ ا�ﻔﺘر�ﻦ‪.‬‬
‫ﻓالسـ� � طر�ﻖ الدعوة إ� ﷲ � رﺟعﺔ عﻨه‪ .‬ومﻦ ﺗراﺟع عﻨه ﺑﺘكﺬﻳﺐ ما �ان‬
‫ﻳﻘوله مﻦ ﻗﺒل ﻓسيسﻘط مﻦ ع� الﻨاس‪ � ،‬مﻦ ع� ﷲ ﻓحسﺐ‪.‬‬
‫َ ْ َ َ ْ َ َ َ ُ ْ َّ َ ٰ َ َ َ ْ ٌ َّ َ‬
‫ك ْر ُ� ُموهُ � ال ْ َمـد َ‬ ‫﴿ َقـ َال ف ِْر َع ْو ُن َ‬
‫آم ُ‬
‫ِينـ ِة‬ ‫ِ‬ ‫نتم ِبـهِ �بـل أن آذن ل�م ۖ إِن �ـذا لمكر م‬
‫َْ َ ََْ َ َ َْ ََُْ َ‬ ‫ْ‬
‫ون﴾ ]اﻷعراف‪.[123:‬‬ ‫�ِ ُخ ِر ُجوا مِنها أهلها ۖ فسوف �علم‬
‫ﺑاﻹذن إ� مﻦ ﷲ ﺗعـا�‪ .‬وﻓرعون‬
‫ﻓاﻹﻳمـان أصـــلـه إذعان � الﻘلـﺐ � ع�ﻗﺔ له ِ‬
‫مع ذلك ﻳﻨكر على السحرة أن آمﻨوا ﺑمو� علﻴه الس�م دون أن ﻳسﺘﺄذﻧوﻩ!‬

‫‪175‬‬
‫َّ ََ َ ْ ُ َ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ََ ْ ََُْْ ُ‬ ‫َ َ َّ َ ْ‬
‫� ْم ۖ فكيْف‬ ‫﴿�تــ َو ٰ� �نه ُــ ْم َوقــال يَا ق ْو ِم لقد �بلغت� ْم رِ َسا� ِ‬
‫ت ر ِ� ونصحت ل‬
‫� قَ ْو� َ�ف ِر َ‬ ‫َ ٰ ََ‬
‫�ن﴾ ]اﻷعراف‪[93:‬‬ ‫ِ‬ ‫آ� ٰ ٍ‬
‫ﻗـال اﺑﻦ كﺜ� رحمـه ﷲ‪) :‬أي‪ :‬ﻓﺘو� عﻨهم " ﺷـــعﻴـﺐ " علﻴـه الســـ�م ﺑعـد مـا‬
‫ّ ً‬ ‫ً‬
‫أصـاﺑهم ما أصـاﺑهم مﻦ العﺬاب والﻨﻘمﺔ والﻨ�ال‪ ،‬وﻗال مﻘرعا لهم ومو�ا‪﴿ :‬يَا‬
‫تل ُ‬ ‫َ‬
‫� ْم ر َسـا�ت َر ّ� َون َصـ ْ‬ ‫َ‬
‫ق ْو ِم لق ْد �بْلغ ُت ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫� ْم﴾ أي‪ :‬ﻗد أدﻳﺖ إلﻴكم ما أرسـلﺖ‬ ‫ح ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫آ� َ َ ٰ‬
‫�‬
‫َ َ‬
‫كيْ َف َ ٰ‬ ‫ﺑـه‪ ،‬ﻓ� أســـﻔـﺔ علﻴكم وﻗـد كﻔرﺗم ﺑمـا ﺟﺌﺘكم ﺑـه‪ ،‬ولهـﺬا ﻗـال‪﴿ :‬ف‬

‫�ن﴾؟(‪.‬‬ ‫قَ ْو� َ�ف ِر َ‬


‫ِ‬ ‫ٍ‬

‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ ْ ً َّ َ‬ ‫﴿ َول َ ْو َعــــ ـل َِم َّ ُ‬


‫�ا � ْسـ ـ َم َع ُه ْم ۖ َول ْو أ ْسـ ـ َم َع ُه ْم �َ َولوا َّو ُهم ُّم ْعرِ ُضـ ـون﴾‬ ‫ا� �ِي ِهم خ‬
‫]اﻷﻧﻔال‪[23:‬‬
‫َ َ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َّ َ َ ْ َ ْ‬
‫ِين � يُؤم ُِنون ب ِـا�خ َِرة ِ‬
‫وﻗـد ﻗـال ﺗعـا�‪�﴿ :‬ذا قرأت القرآن جعلنـا بينـك و�� ا�‬
‫ِجابًا َّم ْس ُت ً‬
‫ورا﴾ ]اﻹسراء‪[45:‬‬ ‫ح َ‬

‫َ َْ َ ََ َ َ‬ ‫ََ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ّ ْ‬
‫ا�ـ َ‬
‫�﴾‬ ‫ـت أ ْر َحـ ُم َّ‬
‫الـر ِ ِ‬ ‫خـلـ َنـا ِ� ر�ـتِـك ۖ وأنـ‬
‫ب اغـ ِفـ ْر ِ� َو ِ� ِ� وأد ِ‬
‫﴿قـال ر ِ‬
‫]اﻷعراف‪.[151:‬‬
‫ﻗال الســـعدي‪َ ﴿ :‬وأَ ْدخِلْ َنا � َر ْ َ‬
‫�ت َِك﴾ أي‪ � :‬وســـطها‪ ،‬واﺟعل رحمﺘك �ﻴط ﺑﻨ�ا‬ ‫ِ‬
‫مﻦ �ل ﺟاﻧﺐ‪ ،‬ﻓﺈﻧها حصﻦ حص�‪ ،‬مﻦ ﺟمﻴع الﺸرور‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫� ٌة لّ َِّ� َ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ َ ُّ َ ْ َ َ ُ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ُ ْ َ‬
‫خت َِها ُه ًدى َو َر ْ َ‬
‫ِين ُه ْم‬ ‫﴿ولما سـكت عن مو� الغضـب أخذ ا�لواح ۖ و ِ� �سـ‬
‫َ‬
‫ل َِر ّ� ِ ِه ْم يَ ْر َه ُبون﴾ ]اﻷعراف‪[154:‬‬
‫ّ‬
‫ﻗـال الســـعـدي‪ :‬ولكﻦ ليس �ـل أحـد ﻳﻘﺒـل هـدى ﷲ ورحمﺘـه‪ ،‬وإﻧمـا ﻳﻘﺒـل ذلـك‬
‫َ‬
‫و�ﻨﻘــاد لــه و�ﺘلﻘــاﻩ ﺑــالﻘـــــ ـﺒول الــﺬﻳﻦ ﴿ ُه ْم ل َِر ّ� ِ ِه ْم يَ ْر َه ُبون﴾ أي‪� :‬ــاﻓون مﻨــه‬
‫ّ‬
‫و�ﺸـــوﻧـه‪ ،‬وأمـا مﻦ لم �ﻒ ﷲ و� ا�ﻘـام ﺑ� ﻳـدﻳـه‪ ،‬ﻓـﺈﻧـه � ﻳﺰداد ﺑهـا إ� عﺘوا‬
‫وﻧﻔورا‪.‬‬
‫َ ََ‬ ‫ّ َّ َ ُ ْ َ ّ ْ َ ْ َ ُ َ َ ﱠ َ ﱠ ْ َ َ َ ْ َ ْ ُ ُ‬
‫وﻗال اﺑﻦ كﺜ�‪﴿ :‬لِ�ِين هم ل ِر� ِ ِهم يرهبون﴾ ﺿــمﻦ الرهﺒﺔ مع� ا�ﻀــ ِوع؛ و ِلهﺬا‬
‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬
‫عداها ِﺑال� ِم‪.‬‬
‫ْ َْ‬ ‫ون � َّ ْ‬ ‫ْ َ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ ْ ْ َ ْ ُ َ‬ ‫ْ َْ َ َْ‬
‫ت إِذ تأ�ِي ِه ْم‬
‫السـب ِ‬ ‫ا�ة ا�َحرِ إِذ �عد ِ‬ ‫﴿ َواسـ�ل ُه ْم ع ِن القــــر�ةِ ال ِ� �نت ح ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ون ۙ َ� تَأْ�ِيه ْم ۚ َك َ�ٰل َِك َ�بْلُ ُ‬
‫ْ َ َ ْ ْ ُ َّ ً َ َ ْ َ َ َ ْ ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫وهم ب ِ َما �نوا‬ ‫ِ‬ ‫ِيتا� ُه ْم يَــــوم سـبتِ ِهم �� و�وم � �سـبِت‬ ‫ح‬
‫َْ ُ ُ َ‬
‫ون﴾ ]اﻷعراف‪.[163:‬‬ ‫�فسق‬

‫يع أَ ْ‬
‫ج َر ال ْ ُم ْصــلِح َ‬ ‫ضــ ُ‬ ‫َّ َ َ َّ َ ُ‬ ‫ون بالْك َِتـــــاب َوأَقَ ُ‬
‫َ َّ َ ُ َ ّ ُ َ‬
‫ِ�﴾‬ ‫اموا الصــ�ة إِنا � ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ســك ِ‬‫﴿وا�ِين �م ِ‬
‫]اﻷعراف‪[170:‬‬
‫ً‬
‫ﻓـاﻧﻈر كﻴﻒ ﺟعـل ﷲ هﺆ�ء مصـــلح� �ـﺄن إصـــ�حهم م�ﺗـﺐ ﺑـداهـﺔ على‬
‫ﺗمسكهم ﺑالكﺘاب وإﻗامﺘهم الص�ة‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫َّ ُ َ ْ َ ْ َ َّ َ َّ ُ ْ َ َ َ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َّ َ‬
‫�ون‬ ‫��ْ َنا � ا�ِ كذِبًا إِن ُعـ ـ ْدنا ِ� مِلتِ�م �عد إِذ �انا ا� مِنها ۚ وما ي‬ ‫﴿ق ِد اف‬
‫ْ ً َ َ َّ َ َ َّ َْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ َّ ُ َ‬
‫� ٍء عِلما ۚ � ا�ِ تو�نا ۚ‬ ‫� َ ْ‬
‫َ َ َ َّ ُ َ ُّ َ َ َ َ ُّ َ ُ َّ‬
‫ِيها إِ� أن �شــاء ا� ر�نا ۚ و ِســع ر�نا‬ ‫ود � َ‬ ‫�ا أن �ع‬
‫َ ّ َ َ َ ُْ َْ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ‬
‫ِ�﴾ ]اﻷعراف‪[89:‬‬ ‫ا� َ‬ ‫� الف ِ‬ ‫� ق ْوم َِنا بِا� ِق وأنت خ‬ ‫ر�نا ا�تح بيننا و�‬

‫‪178‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﻌﺎﺷﺮ‬

‫َ َّ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ َ‬


‫� قلو� ِ ِهم َول� َِّن‬ ‫رض �يـ ًعا ما �لفت ب‬ ‫نف َ‬
‫قت ما ِ� ا� ِ‬ ‫﴿ َو�لف بَيـ َن قلـو� ِ ِهـم لو أ‬
‫ز�ز َح ٌ‬
‫كيم﴾ ]اﻷﻧﻔال‪.[63:‬‬ ‫ا� َ�لَّ َف بَ َ‬
‫ين ُهم إِنَّ ُه َع ٌ‬ ‫َّ َ‬

‫ﻓهـﺬﻩ اﻵﻳـﺔ � اﻷوس وا�ﺰرج‪ ،‬ﻗـال الســـعـدي‪) :‬ﻓـاﺟﺘمعوا واﺋﺘلﻔوا‪ ،‬وازدادت‬


‫ّ‬
‫ﻗوﺗهم ﺑسـﺒﺐ اﺟﺘماعهم‪ ،‬ولم ﻳكﻦ هﺬا ﺑسـعﻲ أحد‪ ،‬و� ﺑﻘوة ﻏ� ﻗوة ﷲ‪،‬ﻓلو‬
‫أﻧﻔﻘـﺖ مـا � اﻷرض ﺟمﻴعـا مﻦ ذهـﺐ وﻓﻀــــﺔ وﻏ�همـا لﺘـﺄلﻴﻔهم ﺑعـد ﺗلـك‬
‫ُُ‬
‫ت بَ ْ َ‬ ‫َ َّ ْ‬
‫الﻨﻔرة والﻔرﻗـﺔ الﺸــــدﻳـدة ﴿ َمـا �لفـ َ‬
‫� قلو� ِ ِه ْم﴾ ﻷﻧـه � ﻳﻘـدر على ﺗﻘلﻴـﺐ‬
‫ّ‬
‫الﻘلوب إ� ﷲ ﺗعا�(‪.‬‬

‫جوه ُهــم َوأَ َ‬


‫دبار ُهــم َوذوقوا‬
‫َ ُ َ‬
‫��ون و‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ َّ َ َ َ ُ‬ ‫ََ َ‬
‫﴿ولو ترى إِذ �تو� ا�ين �فروا الم��ِكــة ي ِ‬
‫ر�ق﴾ ]اﻷﻧﻔال‪.[50:‬‬ ‫َ َ َ‬
‫عذاب ا� ِ‬

‫ا� ُه َو َّا�ي َ�يَّــ َد َك ب َنصــره ِ َو� ُ‬


‫المؤم َ‬
‫ِن�﴾‬
‫َ َ َ َ َ َّ َ َ َ‬
‫ك َّ ُ‬ ‫﴿�ن يُر�ــدوا أن �دعوك فإِن حســب‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫]اﻷﻧﻔال‪.[62:‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫�ن مِنــ ُ‬ ‫� القِتــال إن يَ ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫� َح ّر ِض ُ‬ ‫َ‬


‫�م عِ�ون صــابِرون‬ ‫ِ ِ‬ ‫المؤمِن�‬ ‫﴿يا � ُّ� َها ا�َّ ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫�فروا ب�� ُهم ق ٌ‬‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫�ن م ُ‬ ‫ِا� َت� �ن يَ ُ‬ ‫َ‬
‫وم �‬ ‫ِ‬ ‫ِن�م مِائة يَغلِبوا ألفـا م َِن ا�يـن‬ ‫يغل ِبوا م ِ‬
‫َ‬
‫َ َ َ‬
‫هون﴾ ]اﻷﻧﻔال‪.[65:‬‬ ‫يفق‬

‫‪179‬‬
‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫دينــةِ َو َمن َحول َ ُ‬ ‫�ن ِ�َهل َ‬ ‫َ‬
‫راب أن َ� َتخلفوا َعن َرسو ِل ا�ِ َو�‬ ‫ِ‬ ‫ــ‬ ‫ع‬ ‫ا�‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ــ‬ ‫ه‬ ‫الم َ‬
‫ِ‬ ‫﴿ما‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫سهِ ذل َِك ب� َّ� ُهم � يُ ُ‬
‫صيب ُهم َظ َمأ َو� نَ َصـــ ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب َو� � َم َصة �‬ ‫ِ‬ ‫س ِهم عن نف ِ‬ ‫يَرغبوا بِأنف ِ‬
‫َ‬ ‫َ ً ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الك ّف َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ار َو� يَنالون مِن َع ُد ّ ٍو ني� إِ� كت َِب ل ُهم‬ ‫بيل ا�ِ َو� َ� َطئ ـون َموطِئًا يَغيظ‬ ‫س ِ‬
‫َ‬
‫المحس َ‬ ‫جر ُ‬ ‫ٌ َّ َّ َ ُ ُ َ‬ ‫َ ٌ‬
‫ِن�﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[120:‬‬ ‫ضيع أ َ‬ ‫بِهِ � َمل صال ِح إِن ا� � ي‬
‫ﻗال ا�سـﻦ‪ � :‬ﻳرﻏﺒوا ﺑﺄﻧﻔسـهم أن ﻳصـﻴﺒهم مﻦ الﺸـداﺋد ﻓﻴﺨﺘاروا ا�ﻔﺾ‬
‫والدعﺔ‪ ،‬ورسول ﷲ صلى ﷲ علﻴه وسلم � مﺸﻘﺔ السﻔر ومﻘاساة الﺘعﺐ‪.‬‬

‫�م َواص�وا إ َّن َّ َ‬


‫ا� َمـ ـ َع‬ ‫ر�ح ُ‬
‫ب ُ‬ ‫ََ َ‬
‫ذه َ‬ ‫َ َ‬
‫نازعوا � َتفشلوا وت‬ ‫ا� َو َر َ ُ‬
‫سو� َو� تَ َ‬ ‫﴿ َوأَ ُ‬
‫طيعوا َّ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ّ‬
‫الصاب َ‬
‫ر�ن﴾ ]اﻷﻧﻔال‪[46:‬‬‫ِ‬
‫َ‬
‫ﻗال السـعدي‪) :‬ﻗوله ‪-‬ﺗعا�‪َ ﴿ -‬و� َ� َنــــ َ‬
‫از ُعوا﴾ ﺗﻨ�ازعا ﻳوﺟﺐ ﺗﺸـﺘﺖ الﻘلوب‬
‫ح ُ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ب ر�ــ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ‬
‫� ْم﴾ أي‪ :‬ﺗﻨحل عﺰاﺋمكــم‪،‬‬ ‫وﺗﻔرﻗها‪�﴿ ،‬تفشــلوا﴾ أي‪� :‬ﺒﻨــوا ﴿وتــذه ِ‬
‫ّ‬
‫وﺗﻔرق ﻗوﺗكم‪ ،‬و�رﻓع ما وعدﺗم ﺑه مﻦ الﻨصر على طاعﺔ ﷲ ورسوله(‪.‬‬

‫ُّ َّ ُ‬ ‫َ‬
‫عوك َول�ِن َ� ُع َدت َعلي ِه ُم الشــقة‬ ‫ر�با َو َســ َف ًرا قاصــ ًدا َ� َّ� َب َ‬
‫�ن َع َر ًضــا قَ ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫﴿لو‬
‫ِ‬
‫َ َ ُ َ ُ َ َّ ُ َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫است َطعن ـا َ َ‬
‫ا�ِ لَو َ‬
‫َ َّ‬
‫ا� يَعل ُم إِ� ُهم‬ ‫� َرجن ـا َم َعك ـم يُهلِك ـون أنفسه ـم و‬ ‫ِ‬
‫ََ َ‬
‫وسيحل ِفون ب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِبون﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[42:‬‬ ‫ل�ذ‬
‫�ن َع َر ًضا قَ ً‬ ‫َ َ‬
‫ر�بـــا﴾ ‪ ،‬أي ‪ :‬لو �ان ما ﺗدعون إلﻴه‬ ‫ﻗال الﺒﻐوي‪ :‬ﻗوله ‪-‬ﺗعا�‪﴿ -‬لو‬
‫ا�ﻨاﻓﻘ� ﻏﻨﻴمﺔ ﻗر�ﺒ�ﺔ ا�ﺘﻨ�اول ‪َ ﴿ ،‬و َس َفــ ًرا قــ ــ ًدا﴾ أي ﻗر�ﺒ�ا هﻴﻨ�ا ‪َ �َّ �َ ﴿ ،‬ب َ‬
‫عوك﴾‬ ‫اصِ‬

‫‪180‬‬
‫ُّ َّ ُ‬ ‫َ‬
‫�رﺟوا معك ‪َ ﴿ ،‬ول�ِن َ� ُع َدت َعلي ِه ُم الشـقة﴾ أي ‪ :‬ا�سـاﻓﺔ ‪ ،‬والﺸـﻘﺔ ‪ :‬السـﻔر‬
‫الﺒعﻴد‪.‬‬

‫ََ َ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫نهون َع ِن‬ ‫و�ـ ُ َ‬ ‫ِنـات بَ ُ‬
‫المؤم ُ‬
‫عروف و�‬
‫ِ‬ ‫رون بـ َ‬
‫الم‬ ‫ِ‬ ‫عض يـأم‬
‫اء ب ٍ‬ ‫عضـ ـ ُهم أ ِ‬ ‫ِنون َو ُ‬‫المؤم‬‫﴿ َو ُ‬
‫ك َس َ� َ ُ‬
‫� ُه ُم َّ ُ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ ُ ُ َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ َ َّ َ َ ُ‬ ‫ُ َ َُ‬
‫ا�‬ ‫المنكرِ و�قيمون الص�ة و�ؤتون الز�ة و�طيعـون ا� ورسو� أول� ِ‬
‫ز�ز َح ٌ‬
‫كيم﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[71:‬‬ ‫إ َّن َّ َ‬
‫ا� َع ٌ‬ ‫ِ‬

‫َ ََ‬ ‫َ َ َّ َّ َ َّ َ َ َ َ‬
‫كو� َّن م َِن ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َ َ‬
‫�۝فل ّما‬ ‫ا�‬‫الص ِ‬ ‫ا� ل�ِن آتانا مِن فضـلِهِ �صد�ن و�‬ ‫ِنهم َمن �هد‬ ‫﴿ َوم ُ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ ََ َ‬
‫عق َب ُهم ن ِفاقا � قلـو� ِ ِهم إِ� يَ ِ‬ ‫َ َ َ َّ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وم‬ ‫عرضون۝فأ‬ ‫آتاهم مِن فضلِهِ �ِـلوا بِهِ وتولوا وهم م ِ‬
‫ِبون﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[77-75:‬‬ ‫َ‬ ‫لقونَ ُه بما أَخلَ ُفوا َّ َ‬
‫ا� ما َو َعدوهُ َو�ِما �نوا يَ�ذ‬
‫َ َ‬
‫ي‬
‫ِ‬

‫َّ‬ ‫ولون ُهو أُ ُذ ُن قُل أُ ُذ ُن َخ� لَ ُ‬


‫َ‬ ‫� َو�َ‬ ‫َ‬ ‫ِنه ُم َّا� َ‬
‫�م يُؤم ُِن بِا�ِ َو�ُؤم ُِن‬ ‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ؤذون ا�َّ َّ‬
‫ِ‬
‫ين يُ‬ ‫﴿ َوم ُ‬
‫َ ٌ َ‬
‫�م﴾‬ ‫ذاب أ ٌ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬
‫ين يُؤذون َرســول ا�ِ ل ُهــم ع‬ ‫ِن�م َو َّا� َ‬
‫آمنــوا م ُ‬ ‫� ٌة ل َِّ� َ‬
‫ين َ‬ ‫ِن� َو َر َ‬
‫ِلمؤم َ‬ ‫ل ُ‬

‫]الﺘوﺑﺔ‪[61:‬‬
‫ﻗـال اﺑﻦ عـاﺷـــور‪) :‬واﻹﻳمـان للمﺆمﻨ� ﺗصــــدﻳﻘهم � مـا ��وﻧـه‪ ،‬ﻳﻘـال‪ :‬آمﻦ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ﱢ َ ّ‬ ‫ﱠ َ‬ ‫َ ْ‬
‫لﻔ�ن ِﺑمع� صــــدﻗـه‪ ،‬و ِلـﺬلـك عـدي ﺑـال� ِم دون الﺒ ِ‬
‫ـاء كمـا � ﻗولـه ‪ -‬ﺗعـا�‪-‬‬ ‫ٍ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ت ب ُم ْؤمِن �ا ول ْو ك ّنا صــادِق َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ�﴾ ]ﻳوســﻒ‪[17:‬‬ ‫ح�اﻳﺔ عﻦ إﺧوة ﻳوســﻒ‪﴿ :‬وما أن ِ ٍ‬
‫ْ ْ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫َ ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ّ‬
‫عﻦ أن‬ ‫وازع لهم‬
‫ﻓﺘصــــدﻳﻘـه إﻳـاهم ﻷﻧهم صــــادﻗون � ﻳكـﺬﺑون؛ ِﻷن اﻹﻳمـان ِ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ ﱠ‬ ‫ُْ ُ ُ‬
‫عامل الﻨاس‬
‫�� ال�اذب ﻓهو ﻳ ِ‬ ‫� ِ�وﻩ الكﺬب‪ ،‬ﻓكما أن الرســول � ﻳﺆاﺧﺬ أحدا ِ‬

‫‪181‬‬
‫َ َ‬
‫ِ�﴾ ﺛﻨ ٌ�اء علﻴه ِﺑﺬ ِلك ﻳﺘﻀ ّـمﻦ اﻷمر‬ ‫ﺑﺸـهادة ا�ﺆمﻨ�‪ ،‬ﻓﻘوله‪﴿ :‬و�ُ ْؤ ِمــــ ُن ل ِلْ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫َ َ‬
‫فـاسـ ـ ٌق بِن َبـأ ٍ � َتبَ َّي ُنوا﴾‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫جـاء�م‬
‫ْ‬
‫آم ُنوا إن‬ ‫ِين َ‬ ‫ﺑـه‪ ،‬ﻓهو ﺿـــ ّـد َﻗ ْو ِلـ ِه‪﴿ :‬يـا أيُّهـا َّا� َ‬

‫]ا�ﺠرات‪.([6:‬‬

‫َّ‬ ‫ولون ُه َو أُ ُذ ٌن قُل أُ ُذ ُن َخ� لَ ُ‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِنه ُم ا َّ� َ‬
‫�م يُؤم ُِن بِا�ِ َو�ُؤم ُِن‬ ‫ٍ‬ ‫� َو�َق ـ‬‫ؤذون ا�َّ َّ‬
‫ِ‬
‫ين يُ‬ ‫﴿ َوم ُ‬
‫َ َ َ َّ َ ُ َ ٌ َ‬ ‫َّ‬ ‫� ٌة ل َِّ�ي ـ َن َ‬
‫آمنوا مِن ـ ُ‬ ‫ِن� َو َر َ‬
‫ِلمؤم َ‬
‫�م﴾‬ ‫ذاب أ ٌ‬ ‫�م َوا�ي ـ َن يُؤذون رس ـول ا�ِ لهم ع‬ ‫ل ُ‬

‫]الﺘوﺑﺔ‪[61:‬‬
‫ُُ‬ ‫َ‬
‫ﻗـال الســـعـدي‪ :‬ﻗول‪-‬ﺗعـا�‪َ ﴿ -‬و�َقولون ُه َو أذ ٌن﴾ ﻳع� �ـان ﻳﻘول ا�ﻨـاﻓﻘون عﻦ‬
‫الﻨ� ‪-‬صـــلى ﷲ علﻴه وســـلم‪ -‬أﻧه ﻳﻘﺒل �ل ما ﻳﻘال له‪ � ،‬ﻳم� ﺑ� صـــادق‬
‫َ ُ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ‬
‫و�اذب‪ ،‬ﻓرد ﷲ علﻴهم ﴿قــ ـل أذ ُن َخيــ ـ ٍر لكــ ـم﴾ أي‪ :‬ﻳﻘﺒل مﻦ ﻗال له ﺧ�ا‬
‫ً‬
‫وصـــدﻗـا‪.‬وأمـا إعراﺿـــه وعـدم ﺗعﻨﻴﻔـه لكﺜ� مﻦ ا�ﻨـاﻓﻘ� ا�عﺘـﺬر�ﻦ ﺑـاﻷعـﺬار‬
‫الكﺬب‪ ،‬ﻓلسعﺔ ﺧلﻘه‪ ،‬وعدم اهﺘمامه ﺑﺸﺄﻧهم‪.‬‬
‫ُ ْ َ ُ ُ ْ ُ ْ َََْ ٌ ْ ْ ً‬ ‫َ ُ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ َُ ُ‬
‫وﺟ ْملﺔ ﴿قــل أذ ُن َخيــ ٍر لكــم﴾ ﺟملﺔ ﻗل مسﺘﺄﻧﻔﺔ اس ِﺘئﻨ�اﻓا‬ ‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷور‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َْ ْ َْ‬ ‫ًّ َ َ َ ُ َ َ‬
‫ﺐ َمﻘ ِصـــ ِد ِه ْم‬ ‫ـال ﻗو ِل ِهم ِﺑﻘلـ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ ََ‬
‫اﺑ ِﺘـ�دا ِﺋﻴـ�ا‪ ،‬على ط ِر�ﻘـ ِﺔ المﻘـاولـ ِﺔ والمحـاور ِة‪ِ ،‬ﻹﺑط ِ‬
‫ْ‬
‫ﱠ َ‬ ‫َ ُْ ُ‬ ‫َْ ً َ‬ ‫َ ً َ‬
‫ﻴم الـ ِﺬي ْ� ِمـ ُل ِﻓﻴ ِـه‬ ‫َ‬
‫وب ا� ِك ِ‬‫ـاصـــ ِد ِهم‪ ،‬وهو ِمﻦ اﻷســـل ِ‬
‫ْ‬
‫إﻏـاﻇـﺔ لهم‪ ،‬وكمـدا ِلمﻘ ِ‬
‫ْ‬
‫اﻷو� ِﺑﺄن ُﻳراد‪.‬‬ ‫ﻴها َل ُه َعلى ﱠأﻧ ُه ْ‬
‫�د ُﻩ‪َ ،‬ﺗ ْنﺒ ً‬‫�م ا ُلم َﺘ َ� ﱢلم َعلى َﻏ ْ� ما ُﻳر ُ‬
‫ﺨاط ُﺐ َ� َ‬
‫الم َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬

‫‪182‬‬
‫ٌَ‬ ‫�ن م ُ‬ ‫عفا فَإن يَ ُ‬ ‫ُ َ ً‬ ‫َ َّ‬ ‫ا�ن َخ َّف َف َّ ُ‬
‫َ‬
‫ن�م َو َعل َِم أن في�م ضــ‬
‫ا� َع ُ‬
‫ِن�م مِائة صــاب ِ َر ٌة‬ ‫ِ‬ ‫﴿‬
‫ا�ِ َو َّ ُ‬
‫ا� َم َع ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ر�ن﴾‬ ‫الصاب َ‬ ‫ذن‬
‫ِ‬ ‫� �ِإِ ِ‬ ‫� �ن ي�ن مِن�م ألــف يغلِبوا ألف ِ‬ ‫يغلِبوا مِا�ت ِ‬
‫]اﻷﻧﻔال‪[66:‬‬
‫)ﻳمكﻦ أن ﻧﻔهم مع� ﴿ َو َعل َِم﴾ أو ﴿�علم﴾ ﺑمع� أن ﷲ أﺑدى وأﻇهر ما �ان ﻳكﻨه‬
‫مﻦ علمـه ا �ـاص الـﺬي لم ﻳطلع علﻴـه رســـول ﻓـاســـﺘﺒـ�دل ﺑـاﻷمر أمرا‪ .‬والـﺬي‬
‫ﻳﺆ�د هﺬا الﻔهم وليس كما ﻳﺘوهمه الﺒعﺾ مﻦ أن ﷲ لم ﻳكﻦ ﻳعلم ﺛم �صل‬
‫له العلم ﺑعد ذلك‪ ،‬وإﻧما ﻳراد ﺑه الﺘمﻴ� واﻹﻇهار والﺬي ﻳﺆ�د إرادة ذلك‬
‫اس َمن‬ ‫و�مكﻦ ﻓهم هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺑﻔهم اﻵﻳﺘ� الﻘادمﺘ�‪ .‬ﻗال ﺗعا�‪َ ﴿ :‬وم َِن ا�َّـــ ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َّ َ َ ُ‬ ‫َُ ُ‬
‫اء نَ ْ ٌ‬
‫�‬ ‫ا�ِ َولَ�ن َج َ‬ ‫َّ‬
‫اب‬
‫َ ْ َ‬ ‫َّ‬
‫آم َّنـا بِا�ِ فإِذا أوذ َِي ِ� ا�ِ َج َعل ف ِت َنة ا�َّـ ِ‬ ‫ول َ‬
‫ِ‬ ‫اس كعذ ِ‬ ‫�ق‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ا� بأ ْعلَــ َم ب َمــا � ُص ُدور ال َعالم َ‬ ‫َ‬
‫� ْم أ َولَيْ َس َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك �َ ُقولُ َّن إنَّا ك َّنــا َم َع ُ‬
‫ّ َّ ّ َ‬
‫�﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِن ر� ِــ‬
‫]العﻨكﺒوت‪[9:‬‬
‫ﻓﺈن اﻵﻳﺔ ﺑعد أن صرحﺖ أن ﷲ ﺗعا� أعلم ﺑما � صدور العا�� ﻗالﺖ‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫آم ُنوا َو�َ ْعل َم َّن ال ُم َنافِق َ‬
‫ِين َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫﴿ َو�َ ْعل َم َّن َّ ُ‬
‫ا� ا� َ‬
‫ِ�﴾ ]العﻨكﺒوت‪[10:‬‬
‫َ َ‬
‫مما ﻳكﺸـﻒ كﺸـﻔا ﻗطعﻴا عﻦ أن ا�راد مﻦ ﻗوله ﴿ َو�َ ْعل َم َّن َّ ُ‬
‫ا�﴾ ليس هو العلم‬
‫ﺑعـد ا�هـل وإ� ﻓكﻴﻒ ﻳكون أعلم ﺑمـا � صــــدور العـا�� ﺛم ﻳﻘول � ذات‬
‫الوﻗﺖ أﻧه � ﻳعلم ﺑا�ﺆمﻨ� وا�ﻨاﻓﻘ� وأﻧه ﻳبﺘلﻴهم ح� �صل له العلم‪.‬‬
‫وكﺬلك ﻳمكﻦ الﺘﺄﻳﻴ�د ﺑﻘوله ﺗعا�‪:‬‬
‫ُّ‬
‫الص ُدورِ﴾‬
‫ُ ْ َ ُّ َ ٌ َ‬ ‫ُُ‬
‫ِص َما ِ� قلو�ِ�م وا� عل‬
‫ح َ‬‫ا� َما � ُص ُدور ُ�ـ ْم َو ِ�ُ َم ّ‬
‫� َّ ُ‬
‫﴿ َو ِ�َبْ َت ِ َ‬
‫ِيم بِذاتِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫]آل عمران‪[154:‬‬

‫‪183‬‬
‫ﻓﻘـد أﻓـادت اﻵﻳـﺔ أﻧـه ﻳبﺘلﻲ مـا � صـــدورهم وهو مﻦ مكﻨون الﻐﻴـﺐ و�محص‬
‫ُّ‬ ‫َ ٌ َ‬
‫الصــ ُدورِ﴾ ﻓﺈذا‬ ‫ِيم بِذاتِ‬ ‫ما� ﻗلوﺑهم وهو مﻦ مكﻨون الﻐﻴﺐ‪ ،‬ﺛم ﻳﻘول أﻧه ﴿عل‬
‫�ـان ﻳعلم مـا � صـــدورهم ﻓلمـاذا ا�ﺑﺘ�ـ�ء والﺘمحﻴص لو لم ﻳكﻦ الﻐرض مﻨـه‬
‫َ ٌ َ‬
‫ات‬
‫ِيم بِذ ِ‬ ‫الﺘمﻴ� واﻹﻇهار‪ ،‬وليس �صـﻴل العلم ﻷﻧه صـرح � ذﻳل اﻵﻳﺔ أﻧه ﴿عل‬
‫ُّ‬
‫الص ُدورِ﴾(‪] .‬مسﺘﻔاد مﻦ موﻗع الرد على اﻹ�اد[‪.‬‬

‫خـا� َ‬
‫ين فيهـا‬ ‫ِ‬ ‫المؤمِنـاتِ َج ّنـات َ�ري مِن َ�ت َِهـا ا�َ ُ‬
‫نهـار‬ ‫المؤم َ‬
‫ِن� َو ُ‬ ‫ا� ُ‬ ‫﴿ َو َعـ َد َّ ُ‬
‫ٍ‬
‫وز َ‬ ‫ٌ َ َّ َ َ ُ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫الع ُ‬
‫ظيم﴾‬ ‫الف ُ‬ ‫دن َورِضــوان مِن ا�ِ أ�� ذل ِك هو‬‫ات ع ٍ‬ ‫َو َمســا� َِن َط ّيِ َبة � َجن ِ‬
‫]الﺘوﺑﺔ‪.[7:‬‬

‫� ُم َّ ُ‬
‫ا�‬ ‫�م أَن يُ َ‬
‫صيب ُ‬ ‫ا�سنَ َي� َو َ� ُن نَ َ َ‬
‫� َّ� ُص ب ُ‬ ‫صون بِنا إِ ّ� إِحـ ـ َدى ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫﴿قل هل ت َر َّ�‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫صون﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[52:‬‬ ‫�م ُم َ َ‬
‫� ّ ِ�‬ ‫ب َعذاب مِن عِن ِده ِ أَو بأَيدينا فَ َ َ‬
‫� َّ�صوا إنّا َم َع ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ُ ُ َ َ َ َ ُّ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ َ ّ َ َ ُ َ َ ُ َ ْ َ ٰ َ َّ ٰ ْ‬
‫ا�� َيـا‬ ‫� ُ�ثخ َِن ِ� ا� ْر ِض ۚ ت ِر�ـدون عرض‬ ‫� أن ي�ون � أ�ى ح‬ ‫﴿مـا �ن �ِ ِ ٍ‬
‫ِيم﴾ ]اﻷﻧﻔال‪[67:‬‬ ‫�ز َحك ٌ‬ ‫�د ْا�خ َِر َة ۗ َو َّ ُ‬
‫ا� َعز ٌ‬ ‫َو َّ ُ‬
‫ا� يُر ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مﺘمحﺾ لﻐاﻳﺔ واحدة‪ :‬هﻲ‬ ‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷــور‪ :‬وا�ع� أن الﻨ� إذا ﻗاﺗل ﻓﻘﺘاله‬
‫ﻧصر الدﻳﻦ ودﻓع عداﺋه‪ ،‬وليس ﻗﺘاله للملك والسلطان‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ َ َ َ ُّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ٰ َ َ َ َ َّ َ َ َ‬
‫� ُدون َما يُنفِقون َح َر ٌج إِذا‬ ‫� و� � ا�ِين � ِ‬ ‫﴿ليس � الضـعفاءِ و� � المر‬
‫ا� َ� ُف ٌ‬
‫ِ� مِن َسبيل ۚ َو َّ ُ‬
‫سن َ‬ ‫َ ََ‬
‫� ال ْ ُم ْ‬ ‫َ َ ُ َّ‬
‫ِيم﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[91:‬‬ ‫ور َّرح ٌ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫حوا ِ�ِ َو َر ُس ِ‬
‫و�ِ ۚ ما‬ ‫نص‬

‫َ َ َّ َ ْ‬ ‫ت َ� أَج ُد َما أَ ْ�ِلُ ُ‬ ‫ِين إ َذا َما َ�تَ ْو َك �ِ َ ْ‬


‫ح ِملَ ُه ْم قُلْ َ‬ ‫َ َ َ َ َّ َ‬
‫� ْم َعليْهِ ت َولوا َّوأ� ُي ُن ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫﴿و� � ا� ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َّ ْ َ َ ً َ َّ َ‬ ‫َ ُ‬
‫� ُدوا َما يُنفِقون﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[92:‬‬ ‫تفِيض مِن ا�معِ حزنا �� ِ‬

‫ِيم َحك ٌ‬ ‫َُْ ََْ َ‬


‫� َن مِنْ ُه ْم ۗ َو َّ ُ‬
‫ا� َعل ٌ‬ ‫ك َ� َق ْد َخانُوا َّ َ‬
‫َ ََ َ‬ ‫﴿�ن يُر ُ‬
‫ِيم﴾‬ ‫ا� مِن �بل فأم‬ ‫�دوا خِيـا�ت‬‫ِ‬
‫]اﻷﻧﻔال‪.[71:‬‬
‫ً‬
‫ولم ﻳﻘـل‪ :‬ﻓﺨـاﻧهم‪ ،‬ﻓـا�ﻴـاﻧـﺔ ﻓ� ﻳوصـــﻒ ﷲ ﺑهـا أﺑـدا‪ ،‬ﻷﻧهـا ذم ﺑ�ـل حـال‪ ،‬إذ‬
‫إﻧهـا مكر � موﺿـــع ا�ﺋﺘمـان‪ ،‬وهو مـﺬموم‪ .‬أمـا ا�كر وا �ـدﻳعـﺔ وا�ســـﺘهﺰاء‬
‫ﺑالعدو صـﻔﺔ كمال‪ ،‬ﻷن ذلك ﻳدل على كمال العلم والﻘدرة والسـلطان‪ ،‬و�و‬
‫ذلـك‪ .‬أمـا مكر الكﻔـار ﺑـا�ﺆمﻨ� الصـــادﻗ� ﻓهو صـــﻔـﺔ ﻧﻘص‪ .‬ولـﺬلـك لم َﻳ ِرد‬
‫ً‬
‫وصـــﻒ ﷲ ﺗعا� ﺑهﺬﻩ الصـــﻔات على ســـﺒﻴ�ل اﻹط�ق‪ ،‬وإﻧما ورد مﻘﻴدا ﺑما‬
‫ً‬
‫�عله كما�‪.‬‬
‫ﺗﺄمل هﺬﻩ اﻵﻳات‪:‬‬
‫ُ َ‬ ‫َُ‬ ‫َّ ْ‬
‫ا� َو ُه َو َخـاد ُِ� ُه ْم﴾ ]النســــاء‪[142:‬‬
‫ون َّ َ‬ ‫أ‪ .‬ﻗـال ﷲ ﺗعـا�‪﴿ :‬إن ال ُم َنـافِق َ‬
‫ِ� �ـادِع‬ ‫ِ‬
‫ﻓهﺬا ﺧداع ﺑا�ﻨاﻓﻘ�‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫وك أَ ْو ُ�ْر ُج َ‬
‫وك ۚ‬ ‫وك أَ ْو َ� ْق ُتلُ َ‬
‫ِين َكــــ ـ َف ُروا ِ�ُثْب ُت َ‬‫ك َّا� َ‬ ‫ْ َ ْ ُُ َ‬
‫ب‪ .‬وﻗــال‪�﴿ :‬ذ �مكر ِبـ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫� ال َمـاكِر َ‬‫ا� َخ ْ ُ‬
‫ا� ۖ َو َّ ُ‬ ‫ََْ ُُ َ ََْ ُ‬
‫ك ُر َّ ُ‬
‫�ن﴾ ]اﻷﻧﻔـال‪ .[30:‬وهـﺬا مكر ﺑـﺄعـداء‬ ‫ِ‬ ‫و�مكرون و�م‬
‫ﷲ الﺬﻳﻦ �اﻧوا ﻳمكرون ﺑرسول ﷲ ﷺ‪.‬‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫آم َّنـا �ذا خل ْوا إِ ٰ� شـ ـ َيـاطِينِ ِه ْم‬ ‫آم ُنوا قَـالُوا َ‬ ‫�ذا لَ ُقوا َّا� َ‬
‫ِين َ‬ ‫َ‬
‫ج‪ .‬وﻗـال � ا�ﻨـاﻓﻘ�‪﴿ :‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َّ َ َ ُ ْ َّ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ ُ َ‬
‫ون ۝ َّ ُ‬
‫ا� � َ ْســ َت ْه ِزئ ب ِ ِه ْم َو�َ ُم ُّد ُه ْم ِ� ُطغ َيان ِ ِه ْم‬ ‫قالوا إِنا مع�م إِ�ما �ن مســته ِزئ‬
‫َ‬
‫َ� ْع َم ُهون﴾ ]الﺒﻘرة‪ [15-14:‬وهﺬا اسﺘهﺰاء ﺑا�ﻨاﻓﻘ�‪.‬‬
‫َ َّ‬ ‫َ َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫� م َِن ال ْ ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ َ ْ‬
‫ِ� ِ� الصـــ َدقـ ِ‬
‫�ـ ُدون إِ�‬ ‫ع َ‬
‫ِين يَل ِم ُزون ال ُم َّط ّوِ ِ‬
‫ات وا�ِين � ِ‬ ‫د‪﴿ .‬ا�‬
‫َّ ُ ْ ُ ْ َ َ ُ ْ َ َ ٌ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫اب أ ِ� ٌم﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪ [79:‬وهﺬﻩ‬ ‫ُج ْه َد ُه ْم فيَ ْسـخ ُرون مِن ُه ْم ۙ َسـخ َِر ا� مِنهم ولهم عذ‬
‫سﺨر�ﺔ ﺑا�ﻨاﻓﻘ�‪) .‬مسﺘﻔاد مﻦ ﻓﺘاوى اﺑﻦ عﺜﻴم�(‪.‬‬

‫ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َ ْ ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬


‫الصـ َدقاتِ فإِن أ� ُطوا مِن َها َر ُضـوا �ن ل ْم ُ� ْع َط ْوا مِن َها إِذا ُه ْم‬ ‫﴿ َومِن ُهم َّمن يَل ِم ُز َك ِ�‬
‫َْ َ ُ َ‬
‫ون﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[58:‬‬ ‫�سخط‬

‫ْ‬ ‫اغلُ ْظ َعلَيْه ْم ۚ َو َمأ ْ َو ُ‬


‫َ َ ْ‬ ‫ْ ُ َّ َ ْ‬ ‫َ‬
‫اه ْم َج َه َّن ُم ۖ َو�ِئ َس‬ ‫ِ‬ ‫ار َوال ُم َنافِقِ� و‬ ‫� َجاهِ ِد الكف‬
‫﴿يَــــا � ُّ� َها ا�َّ ُّ‬
‫ِ‬
‫ص ُ‬ ‫ْ‬
‫�﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[73:‬‬ ‫ال َم ِ‬

‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫يتم بالق ُعو ِد أ َّول َم َّر� فا� ُع ُدوا َم َع َ‬
‫ا�الِف َ‬ ‫ُْ‬
‫﴿إ ن ُ‬
‫� ْم َرض ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ�﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[83:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪186‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ‬

‫َّ َ‬ ‫ُ َ َ َ‬
‫� ف� راد لِفضلِهِ‬ ‫َ َُ ّ ُ َ‬ ‫َ َ َ َّ ُ ُ ّ َ‬
‫� ف� �شِف � إِ� هو �ن ي ِردك ِ� ٍ‬ ‫﴿�ن يمسسك ا� ب ِ ٍ‬
‫الر ُ‬ ‫ََُ َ‬
‫الغ ُ‬
‫فور َّ‬ ‫صيب بهِ َمن � َ ُ‬
‫ُ‬ ‫يُ‬
‫حيم﴾ ]ﻳوﻧس‪.[107:‬‬ ‫شاء مِن عِبادِه ِ وهو‬ ‫ِ‬

‫ِ�م َعز�ــ ٌز َعلَيــهِ ما َعن ُِّتــم َحر�ــ ٌص َعلَيــ ُ‬ ‫َ ُ‬


‫نفس ُ‬ ‫ٌ‬ ‫﴿لَ َقد َ‬
‫جاء ُ‬
‫�م‬ ‫�م َرسول مِن أ‬
‫ٌ‬
‫المؤمِنيـ َن َرءوف َرحيـ ٌم﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[128:‬‬
‫ب ُ‬
‫ِ‬
‫ﻓﻘد ﺟاء � ﺗﻔســ� الط�ي‪) :‬ﻗال أﺑو ﺟعﻔر‪ :‬وأو� الﻘول� � ذلك ﺑالصــواب‪،‬‬
‫َ‬ ‫عم ﺑـا�� عﻦ ّ‬ ‫ﻗول اﺑﻦ عﺒـاس‪ .‬وذلـك أن ﷲ ﱠ‬‫ُ‬
‫ﻧ� ﷲ أﻧـه عﺰ�ﺰ علﻴـه مـا عﻨـﺖ‬
‫ﻗو َمـه‪ ،‬ولم �صـــص أهـل اﻹﻳمـان ﺑـه‪ .‬ﻓ�ـان صـــلى ﷲ علﻴـه وســـلم ]كمـا ﺟـاء‬
‫َ ُ‬ ‫ٌ‬
‫ا�� مﻦ[ ﷲ ﺑه‪ ،‬عﺰ�ﺰ علﻴه َعﻨﺖ ﺟمعهم‪.‬‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫ﻓﺈن ﻗال ﻗاﺋل‪ :‬وكﻴﻒ �وز أن ﻳوصـــﻒ صـــلى ﷲ علﻴه وســـلم ﺑﺄﻧه �ان عﺰ�ﺰا‬
‫ُ‬
‫ـارهـم‪ ،‬و�ســـ� ذرار ﱠ�ـهـم‪ ،‬و�ســـلـﺒـهـم‬
‫ـﺖ ﺟـمـﻴـعـهـم‪ ،‬وهـو ﻳـﻘـﺘــل كـﻔـ َ‬‫عـلـﻴــه عـﻨـ‬
‫أموالهم؟‬
‫ﻗﻴـل‪ :‬إن إســـ�مهم‪ ،‬لو �اﻧوا أســـلموا‪� ،‬ان ﱠ‬
‫أحﺐ إلﻴـه مﻦ إﻗامﺘهم على كﻔرهم‬
‫وﺗكﺬﻳﺒهم إﻳاﻩ‪ ،‬ح� ﻳســـﺘحﻘوا ذلك مﻦ ﷲ‪ .‬وإﻧما وصـــﻔه ﷲ ﺟل ﺛﻨ�اؤﻩ ﺑﺄﻧه‬
‫ﱡ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬
‫عﺰ�ﺰ علﻴـه عﻨﺘهم‪ ،‬ﻷﻧـه �ـان عﺰ�ﺰا علﻴـه أن ﻳـﺄﺗوا مـا ُﻳعﻨﺘهم‪ ،‬وذلـك أن ﻳﻀـــلوا‬
‫ﻓيسﺘوﺟﺒوا العﻨﺖ مﻦ ﷲ ﺑالﻘﺘل والس�(‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫ر�بــ ًة � قُلو�ــهم إ ّ� أَن َ� َقــ َّط َع قُلو�ُــ ُهم َو َّ ُ‬
‫ا� َعليــ ٌم‬ ‫ا� ُه ُم َّا�ي َ� َنوا َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫﴿� يَزال بُنيــ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫َح ٌ‬
‫كيم﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[110:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أي أن ﺑنﻴ�اﻧهم للمسﺠد الﻀرار أورث ﺷ�ا وﻧﻔاﻗا � ﻗلوﺑهم‪.‬‬

‫ا� أَن يَ َ‬
‫توب‬ ‫آخ َر َسيّئًا َع َ� َّ ُ‬
‫ًِ َ َ‬ ‫َ ً‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫رون َ َ‬
‫اع�ف ـوا بِذنو� ِ ِهــم خلطوا � َم� صا�ا و‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫﴿ َوآخ ـ‬
‫ِ‬
‫حيم﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[102:‬‬ ‫ا� َغ ٌ‬
‫فور َر ٌ‬ ‫َعلَيهم إ َّن َّ َ‬
‫ِ ِ‬

‫� ا�َّـقوى مِن أَ َّول يَو� أَ َحـ ُّق أَن تَقـ َ‬


‫وم فيهِ فيهِ‬
‫ٌ ُ ّ َ ََ‬
‫جد أ ِسـس‬ ‫س‬ ‫م‬‫﴿� َ� ُقـم فيهِ َ�بَ ًدا ل َ َ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ر�ن﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[108:‬‬ ‫الم َّط ّه َ‬
‫ب ُ‬ ‫ُ‬
‫ا� �ِـ ُّ‬‫ون أَن َ� َت َط َّهروا َو َّ ُ‬ ‫ٌ ُ ّ َ‬
‫رِجال �ِبـ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ﺟاء � ﺗﻔس� الﺒﻐوي‪ �﴿) :‬تَـقم فيهِ �بَ ًدا﴾ ﻗال اﺑﻦ عﺒاس‪ �" :‬ﺗصل ﻓﻴه" مﻨع‬
‫ﷲ ﺗعا� ﻧبﻴ�ه صلى ﷲ علﻴه وسلم أن ﻳصلﻲ � مسﺠد الﻀرار(‪.‬‬
‫َ‬
‫س ِه ـم َومات ـوا َو ُه ـم �ف ِرون﴾‬
‫ََ ٌ َ َ‬
‫زادت ـ ُهم ر ً‬
‫جس ـا إِ� رِج ِ‬
‫ُ‬ ‫﴿ َوأَ َّم ـا َّا� َ‬
‫ين � قلو� ِ ِهم مرض ف‬
‫ِ‬
‫]الﺘوﺑﺔ‪[125:‬‬
‫ﺟاء � ﺗﻔس� الط�ي‪َ ﴿) :‬وأَ َّم ـا َّا� َ‬
‫ين � قلو� ِ ِهم َم َر ٌض﴾‪ ،‬ﻧﻔاق وﺷك � دﻳﻦ ﷲ‪،‬‬
‫ُ‬

‫ﻓﺈن السـورة ال� أﻧـــــﺰلﺖ = )زادﺗهم رﺟ ًسـا إ� رﺟسـهم(‪ ،‬وذلك أﻧهم ﺷـكوا �‬
‫ً‬ ‫ﱟ‬ ‫ّ‬
‫أﻧها مﻦ عﻨد ﷲ‪ ،‬ﻓلم ﻳﺆمﻨوا ﺑها ولم ﻳصـدﻗوا‪ ،‬ﻓ�ان ذلك ز�ادة ﺷـك حادﺛﺔ �‬
‫َْ‬
‫�‬‫ﺗﻨـــــــﺰ�ـل ﷲ‪ ،‬لﺰمهم اﻹﻳمـان ﺑـه علﻴهم‪ ،‬ﺑـل ارﺗـاﺑوا ﺑـﺬلـك‪ ،‬ﻓ�ـان ذلـك ز�ـادة ﻧ ٍ‬
‫مﻦ أﻓعالهم(‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫َ َّ َّ َ ُ ّ‬
‫� ِل‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ّ َُّ َ َُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ا� ِ�ُ َّ َ ً َ َ‬
‫َ َّ‬
‫﴿ َوما �ن ُ ِ‬
‫ضل قومــا بعد إِذ هداهــم ح� �ب ِ� لهم ما �تقــون إِن ا� ب ِ‬
‫َ� ٍء َع ٌ‬
‫ليم﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[115:‬‬

‫عد � ِم ِهم‬ ‫ا� َ‬


‫رام بَ َ‬ ‫ج َد َ‬ ‫س‬ ‫ون َ�َ ـ ٌس فَ� يَ َ‬
‫قر�ُ ـوا َ‬
‫الم‬
‫َ‬
‫ـ‬ ‫�‬‫�‬ ‫آمنوا إ َّ� َما ُ‬
‫الم‬ ‫﴿يا َ� ُّ� َها َّا� َ‬
‫ين َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ليم َح ٌ‬ ‫ا� َع ٌ‬‫ـاء إ َّن َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ ُ‬ ‫ُ َ ًَ َ َ َ ُ‬
‫كيم﴾‬ ‫هذا �ن خِفتم عيلة فسـوف يغني� ُم ا� مِن فضـلِهِ إِن ش َ ِ‬
‫]الﺘوﺑﺔ‪[28:‬‬
‫َ‬
‫ﻗال الﺒﻴﻀــاوي‪) :‬ﻗﻴدﻩ ﺑا�ﺸــﻴﺌ�ﺔ لﺘﻨﻘطع اﻵمال إ� ﷲ ﺗعا� و ِل ُﻴن ﱢﺒ�ه على أﻧه‬
‫لﺒعﺾ دون ﺑعﺾ و� ٍ‬
‫عام دون‬ ‫ٍ‬ ‫ﺗعا� مﺘﻔﻀ ٌـل � ذلك وأن الﻐ� ا�وعود ﻳكون‬
‫عام(‪.‬‬

‫َ ُ َ َ َّ َ ُ َ َ‬
‫قيل ُ‬
‫اقعدوا‬ ‫روج َ�َ َعــ ّدوا َ ُ� ُع َّدةً َول�ِن َكرهَ َّ ُ‬
‫ا� انبِعا�هم �ثبطهم و‬ ‫ا� َ‬ ‫﴿ َولَو أَ ُ‬
‫رادوا ُ‬
‫ِ‬
‫َم َع القاع َ‬
‫ِدين﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[46:‬‬

‫َ‬
‫وم ا�خ ِِر َوجاه َد‬
‫َ ِ َ َ َ َ َّ‬
‫ا�ِ َوا�َ ِ‬ ‫ِّ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫﴿أَ َج َع ُ‬
‫لتم سِقايَة‬
‫ج ِد ا�ـرام كمن آمن ب ِ‬ ‫ا�اج وعِمارة المس ِ‬
‫الظال َ‬‫َ َ ّ‬ ‫ا�ِ َو َّ ُ‬
‫َ َّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َّ‬
‫ِم�﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[19:‬‬ ‫ا� � يَهدِي القوم‬ ‫ستـوون عِند‬‫بيل ا�ِ � �‬
‫�س ِ‬
‫َ‬

‫ﻗال الســعدي � ﺗﻔســ�ﻩ‪) :‬لما اﺧﺘلﻒ ﺑعﺾ ا�ســلم�‪ ،‬أو ﺑعﺾ ا�ســلم�‬
‫وﺑعﺾ ا�ﺸـرك�‪ � ،‬ﺗﻔﻀـﻴل عمارة ا�سـﺠد ا�رام‪ ،‬ﺑالﺒﻨ�اء والصـ�ة والعﺒادة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ﻓﻴـه وســـﻘـاﻳـﺔ ا �ـاج‪ ،‬على اﻹﻳمـان ﺑـا﮻ وا�هـاد � ســـﺒﻴلـه‪ ،‬أﺧ� ﷲ ﺗعـا�‬

‫‪189‬‬
‫ا�را ِم َك َمن َ‬
‫آم َن‬ ‫ج ِد َ‬ ‫ِّ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ﺑالﺘﻔاوت ﺑيﻨهما‪ ،‬ﻓﻘال‪﴿ :‬أَ َج َع ُ‬
‫لتم ـِس قايَة‬
‫ا�اج وعِمارة المسـ ِ‬
‫َ َّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ا�ِ َوا�َ ِ‬
‫ا�ِ﴾‪.‬‬ ‫ستوون عِند‬ ‫بيل ا�ِ � �‬ ‫وم ا�خِرِ وجـاهد � س ِ‬ ‫بِ‬
‫ّ‬
‫ﻓـا�هـاد واﻹﻳمـان ﺑـا﮻ أﻓﻀــــل مﻦ ســـﻘـاﻳـﺔ ا �ـاج وعمـارة ا�ســـﺠـد ا�رام‬
‫ﺑدرﺟات كﺜ�ة‪ ،‬ﻷن اﻹﻳمان أصل الدﻳﻦ‪ ،‬وﺑه ﺗﻘﺒل اﻷعمال‪ ،‬وﺗﺰكو ا�صال(‪.‬‬
‫ﻓ�ان هﺬا ٌرد مﻦ ﷲ ﺗعا� على مﻦ ﻳﻔاﺿل ﺑ� عمارة ا�سﺠد ا�رام واﻹﻳمان‬
‫ﺑا﮻‪ ،‬ﻓكﻴﻒ ﺑمﻦ ﻳﻔاﺿل ﺑ� اﻹﻳمان ﺑا﮻ وأعمال دون ذلك ﺑكﺜ�؟!‬

‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫�ن ِ�َهل َ‬ ‫َ‬


‫عراب أن َ� َتخلفــوا َعن َرسو ِل ا�ِ َو�‬ ‫ِ‬ ‫دينةِ َو َمن َحول ُهــم مِن ا�‬ ‫الم َ‬
‫ِ‬ ‫﴿ما‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ســـهِ ذل َِك ب� َّ� ُهم � يُ ُ‬
‫صيب ُهم َظ َمأ َو� نَ َص ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب َو� � َم َصة �‬ ‫ِ‬ ‫س ِهم عن نف ِ‬ ‫يَرغبوا بِأنف ِ‬
‫َ‬ ‫َ ً ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الك ّف ـ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ار َو� يَنالون مِن َع ُد ّ ٍو ني� إِ� كت َِب ل ُهم‬ ‫بيل ا�ِ َو� َ� َطئون َموطِئًا يَغيظ‬ ‫س ِ‬
‫َ‬
‫المحس َ‬ ‫جر ُ‬ ‫ٌ َّ َّ َ ُ ُ َ‬ ‫َ ٌ‬
‫ِن�﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[120:‬‬ ‫ضيع أ َ‬ ‫بِهِ � َمل صال ِح إِن ا� � ي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ﻓا﮻ عﺰ وﺟل عدد ﺑعﺾ ا�ﺸاق ال� ﻳﺒلﻐها ا�ﺠاهد � سﺒﻴ�ل ﷲ ﴿� يُصيـ ُب ُهم‬

‫بيل‬ ‫س‬ ‫َظ َمأٌ﴾ ﻳع� عطﺶ‪َ ﴿ ،‬و� نَ َصــ ٌ‬


‫ب﴾ أي ﺗعﺐ‪َ ﴿ ،‬و� َ� َم َصــ ٌة﴾ أي مﺠاعﺔ‪َ �﴿ ،‬‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫ا�ِ﴾‪.‬‬
‫ﻓ�ل هﺬﻩ ا�ﺸـاق ال� ﺗكون � سـﺒﻴ�ل ﷲ ﻳﺜ�اب ا�رء علﻴها لﺸـرف الﻐاﻳﺔ مﻨها‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ ُ‬
‫﴿إِ� كت َِب ل ُهم بِهِ َعـ َمل صـال ٌِح﴾‪ ،‬وز�ادة ﴿ َعـ َمل صـال ٌِح﴾ لﺘﺄكﻴد اﻹﺛاﺑﺔ على هﺬﻩ‬
‫اﻷعمال‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫َّ َ‬ ‫ُ َ َ َ‬
‫� ف� راد لِفضلِهِ‬ ‫�‬ ‫دك‬‫ر‬ ‫ي‬ ‫�ن‬ ‫� فَ� �ش َِف َ ُ� إِ ّ� ُه َ‬
‫و‬ ‫َ َ َ َّ ُ ُ ّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿�ن يمسسك ا� ب ِ ٍ‬
‫الر ُ‬‫فور َّ‬ ‫ََُ َ‬
‫الغ ُ‬ ‫صيب بهِ َمن � َ ُ‬
‫ُ‬ ‫يُ‬
‫حيم﴾ ]ﻳوﻧس‪.[107:‬‬ ‫شاء مِن عِبادِه ِ وهو‬ ‫ِ‬

‫َ َ ََ‬ ‫َ َ َ َ َّ َ َ َ َ‬
‫ءون الك َ‬ ‫ك م ِّما أَ َ‬
‫َ ّ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ِتاب مِن قبل ِك لقد‬ ‫نز�ــ ـا إِ�ك فاسـأ ِل ا�ين يقر‬ ‫﴿فإِن كنت � شـ ٍ‬
‫َ َّ َ ُ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫جاء َك َ‬
‫�ن﴾ ]ﻳوﻧس‪.[94:‬‬ ‫م� َ‬ ‫ا� ُّق مِن َر ّ�ِك ف� ت�و�ن مِن الم‬ ‫َ‬

‫َ ُ َ‬
‫ُُ‬
‫رض م ِّما يَأ�‬ ‫ات ا� ِ‬
‫َ ََ‬
‫اختل َط بِهِ نبــ‬ ‫ا�نيا َكما ٍء أَ َ‬
‫نز�اهُ م َِن َّ‬
‫السماءِ ف‬ ‫﴿إِنَّما َم َث ُل َ‬
‫ا�ياة ِ ُّ‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َ َّ‬ ‫خرفَها َو َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫اس َوا�َ ُ‬ ‫ا�ّ ـ ُ‬
‫از َّ� ـ َنت َوظ َّن أهلها �� ُهم قادِرون‬ ‫رض ُز ُ‬ ‫نعام َح ّ� إِذا أخذتِ ا�‬
‫َ َ‬ ‫ً ََ َ َ َ َ‬ ‫مرنا َ� ً� أَو نَ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مس كذل ِك‬ ‫غن بِا� ِ‬ ‫ج َعلناها َحصـيدا كأن لم ت‬ ‫هارا فَ َ‬ ‫َعلَيها أتــــاها أ ُ‬
‫َ َ َ َ َّ َ‬ ‫َُ ّ ُ‬
‫رون﴾ ]ﻳوﻧس‪.[24:‬‬ ‫صل ا�ياتِ ل ِقو ٍ� �تفك‬ ‫�ف ِ‬

‫َ ُ َّ‬ ‫َ ُ ََ‬ ‫َ َّ َ ُ َ َ َ ُ َ‬
‫نهم إِ� ُهم‬ ‫عرضـوا ع‬
‫عرضـوا عنهم فأ ِ‬
‫ُ‬
‫﴿سـيحل ِفون بِا�ِ ل�م إِذا انقلبتم إِ�ــــ ِهم �ِ ِ‬
‫َ َ‬
‫َ‬ ‫جس َو َم ُ‬
‫أواهم َج َه َّن ُم َج ً‬
‫ِبون﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[95:‬‬ ‫زاء بِما �نوا يَ�س‬ ‫ر ٌ‬
‫ِ‬

‫كيم﴾‬ ‫ر�ب ًة � قُلو�هم إ ّ� أَن َ� َق َّط َع قُلو�ُ ُهم َو َّ ُ‬


‫ا� َع ٌ‬
‫ليم َح ٌ‬ ‫نيا� ُه ُم َّا�ي َ� َنوا َ‬
‫َ ُ ُ ُ‬
‫﴿� يزال ب‬
‫ِِ ِ‬
‫]الﺘوﺑﺔ‪[110:‬‬
‫ﱡ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫أن َ� َق َّطــ ـ َع قُلو�ُ ُه ْم﴾ اسـﺘثﻨ ٌ�اء ﺗ َهك ِ ﱞ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫�‪.‬‬ ‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷـور � ﺗﻔسـ�ﻩ‪) :‬وﻗوله‪﴿ :‬إ�‬
‫َْ ُ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ﱠُ َ‬ ‫ﺄكﻴد ال ﱠ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫� َّنة‬ ‫ﻘوله ‪ -‬ﺗعا�‪﴿ :‬و� يدخلون ا‬ ‫�ـ ِء ﺑما ﻳﺸـﺒه ﺿـدﻩ ك ِ‬ ‫وهو ِمﻦ ﻗﺒﻴ�ل ﺗ ِ‬

‫‪191‬‬
‫ً ّ ْ َُ‬ ‫َ ّ َ َ َ ُ‬
‫أي َﻳ ْﺒﻘى ر�ﺒ ً�ﺔ أﺑدا إ� أن ﺗﻘ ﱠط َع‬
‫ِياط﴾ ]اﻷعراف‪ْ ،[40:‬‬‫ا� َمل � َس ِّم ا� ِ‬ ‫ح� يل ِج‬
‫َ‬
‫ﻗلوﺑهم ِمﻨهم وما هﻲ ِﺑ ُمﻘ ﱠط َع ٍﺔ(‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫الﺘﻘطع ﺟـاء ﺑمع� الﻨـدم‬ ‫وﻗـد ﻗﻴـل � ﺗﻔســـ�هـا أﻳﻀــــا أﻗوال وﺟﻴهـﺔ مﻨهـا أن‬
‫الﺸدﻳد )ﻗاله السعدي(‪ ،‬وﻗﻴل ﺑﺄﻧه ا�وت )ﺗﻔس� اﺑﻦ كﺜ�(‪.‬‬

‫ا� ّق َشيــئًا إ َّن َّ َ‬ ‫َ َ َّ ُ َ َ ُ ُ ّ َ ًّ َّ َّ‬


‫ا� َعليــ ٌم بِما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الظ َّن � يُغ� م َِن َ‬ ‫﴿وما يتبِــع أ��هم إِ� ظنا إِن‬
‫َ َ َ‬
‫فعلون﴾ ]ﻳوﻧس‪.[36:‬‬ ‫ي‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ‬


‫ا�يات َوا�ُّذ ُر َعن قو ٍ� � يُؤمِنون﴾‬
‫ُ‬ ‫غ�‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ما‬‫و‬ ‫رض‬
‫ِ‬ ‫ماوات وا�‬
‫ِ‬ ‫انظروا ماذا � َّ‬
‫الس‬ ‫ِ‬ ‫﴿ق ِل‬
‫]ﻳوﻧس‪.[101:‬‬

‫َ‬ ‫َ ُ َ َ َ َّ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َّ‬


‫﴿بَ ـل كذبوا بِما لم �ي ـطوا بِعِل ِمهِ َول ّما يَأت ِ ِهم تأو�ل ُه كذل ِك كذ َب ا�ي ـ َن مِن قبل ِ ِهم‬
‫الظال َ‬ ‫َُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫ِم�﴾ ]ﻳوﻧس‪.[39:‬‬ ‫فانظر كيف �ن �ق ِبة‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫َْ‬ ‫ا� َ� يَ ْر َ ٰ‬
‫� َع ِن الق ْو ِم‬ ‫ِ� َضـ ـ ْوا َ�نْ ُه ْم ۖ َفـإن تَ ْر َضـ ـ ْوا َ�نْ ُه ْم َفـإ َّن َّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون لَ ُ‬
‫� ْم ل َ ْ‬ ‫َْ ُ َ‬
‫﴿�ل ِف‬

‫ِ�﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[96:‬‬ ‫الْ َفا ِسق َ‬


‫ّ‬
‫ﻗـال الســـعـدي‪ :‬ولم ﻳﻘـل‪" :‬ﻓـﺈن ﷲ � ﻳر� عﻨهم" لﻴـدل ذلـك على أن ﺑـاب‬
‫ّ‬
‫الﺘوﺑــﺔ مﻔﺘوح‪ ،‬وأﻧهم إذا ﺗــاﺑوا هم أو ﻏ�هم‪ ،‬ﻓــﺈن ﷲ ﻳﺘوب علﻴهم‪ ،‬و�ر�‬

‫‪192‬‬
‫ّ‬
‫عﻨهم‪ .‬وأمـا مـا داموا ﻓـاســـﻘ�‪ ،‬ﻓـﺈن ﷲ � ﻳر� علﻴهم‪ ،‬لوﺟود المـاﻧع مﻦ‬
‫ّ‬
‫رﺿــــاﻩ‪ ،‬وهو ﺧروﺟهم عﻦ مـا رﺿـــﻴـه ﷲ لهم مﻦ ا ﻹﻳمـان والطـاعـﺔ‪ ،‬إ� مـا‬
‫َ َ‬ ‫ّ َّ‬ ‫َ َ‬
‫ﻳﻐﻀـﺒه مﻦ الﺸـرك‪ ،‬والﻨﻔاق‪ ،‬وا�عا�‪ .‬ومﺜﻴلها‪َ ﴿ :‬من �ن َع ُد ًّوا ِ�ِ َو َم��ِكتِهِ‬

‫�ن﴾ ]الﺒﻘرة‪.([98:‬‬ ‫ا� َع ُد ٌّو لِّلْ َ�ف ِر َ‬


‫ِي� َل فَإ َّن َّ َ‬
‫َ ُُ َ ْ َ َ َ‬
‫��ل وم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ج ِ‬
‫ورسلِهِ و ِ‬
‫ﻓﻴنﺒﻐﻲ للمﺆمﻦ أن ﺗكون ﺧصـــومﺘـه للكﻔـار والﻔـاســـﻘ� مرﺗﺒطـﺔ ﺑكﻔرهم أو‬
‫ﻓسوﻗهم‪ � ،‬أن ﻳعاملهم كمﻦ � ﺗر� مﻨه ﺗوﺑﺔ‪.‬‬

‫�ـة ِ مِن‬ ‫اعةِ الْ ُع ْ َ‬


‫ِين َّا� َب ُعوهُ � َسـ َ‬ ‫نصـار َّا� َ‬ ‫�ن َو ْا�َ َ‬
‫� َوال ْ ُم َهاجر َ‬‫َّ َ َّ َ َّ ُ َ َ َّ ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫﴿لقد تاب ا� � ا� ِ ِ‬
‫ََ‬ ‫وف َّرح ٌ‬ ‫ّ ْ ُ ْ ُ َّ َ َ َ َ ْ ْ َّ ُ ْ َ ُ ٌ‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ َ َ َ َ ُ ُُ‬
‫ِيم ۝ َو�‬ ‫�ق مِنهم �م تاب علي ِهم ۚ إِنه ب ِ ِهم رء‬ ‫�ع ِد ما �د يزِ�غ قلـــوب فرِ ٍ‬
‫َّ َ َ َّ َ ُ ّ ُ َ َّ َ َ َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ ْ ُ َ َ ُ َ ْ َ َ َ ْ َ‬
‫ت َعليْ ِه ْم‬ ‫� إِذا ضـاقت علي ِهم ا�رض بِما رحبت وضـاق‬ ‫ا�ــــ�ثةِ ا�ِين خلِفوا ح ٰ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ َ َّ‬
‫ا�ِ إ َّ� إ َ�ْهِ ُ� َّم تَ َ‬
‫اب َعلَيْه ْم ِ�َ ُتو�ُوا ۚ إ َّن َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ا� ُه َو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أنف ُســ ُه ْم َوظ ُّنـــــوا أن � ملجأ مِن‬
‫الرح ُ‬
‫ِيم﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[118-117:‬‬ ‫ا�َّ َّو ُ‬
‫اب َّ‬
‫ﱠ َ ْ ُ َ ٌ ََْ َ ﱠ‬ ‫َََْ ُ َ ْ‬
‫ﷲ‬ ‫ﷲ محﻔوﻓـﺔ ِﺑﺘوﺑـ ٍﺔ ِمﻦ ِ‬ ‫ﺟـاء � ﺗﻔســـ� اﺑﻦ ﻗﻴم ا�وز�ـﺔ‪) :‬وﺗوﺑـﺔ العﺒـ ِد إ� ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َﱢ‬ ‫ََ َُُْ َْ َ َ ََْ ْ‬ ‫ُ َْ َ‬ ‫ََْ‬ ‫َ َْ ََْ‬
‫و�حﻘـ ٍﺔ‪،‬‬ ‫ـاﺑﻘـ ٍﺔ ِ‬ ‫� ِمﻦ رﺑـ ِه‪ ،‬ســـ ِ‬
‫علﻴـ ِه ﻗﺒلهـا‪ ،‬وﺗوﺑـ ٍﺔ ِمﻨـه ﺑعـدهـا‪ ،‬ﻓﺘوﺑﺘـ�ه ﺑ� ﺗوﺑﺘ ِ‬
‫َ ﱠُ َ َ َْ ﱠ ً ْ ً َ ْ ً ْ ً َ َ َ ْ ُ َ َ ﱠ ُ َ‬
‫ﷲ َعل ْﻴـ ِه ﺛـا ِﻧﻴـ ً�ا‪،‬‬ ‫ﻓـﺈﻧـه ﺗـاب علﻴـ ِه أو� إذﻧـا وﺗو ِﻓﻴﻘـا وإلهـامـا‪ ،‬ﻓﺘـاب العﺒـد‪ ،‬ﻓﺘـاب‬
‫ْ‬ ‫َ َّ ُ َ َ‬ ‫َّ َ َّ‬ ‫َُ َ‬ ‫وإﺛاﺑ ًﺔ‪َ .‬‬
‫ﻗال ﱠ ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫� َوال ُم َهاجر َ‬
‫�ن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫� ا�َّ ّ‬ ‫ﷲ ُسـ ْﺒحاﻧه وﺗعا� ﴿لقد تــــاب ا�‬ ‫و� َ‬ ‫ﻗ ُﺒـــ ـ‬
‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َ ﱠ َ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َوا ْ�َ َ‬
‫نصـــارِ﴾ ﻓـﺄﺧ َ َ� ُســـ ْﺒحـاﻧـ ُه أن ﺗ ْو َﺑﺘـ ُ�ه َعل ْﻴ ِه ْم َســـ َﺒﻘـﺖ ﺗ ْو َﺑﺘ ُه ْم‪ ،‬وأﻧهـا هﻲ ال ِ�‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫َﺟ َعلﺘهم ﺗا ِﺋ ِﺒ�(‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫ا� أَن َ� ُت َ‬
‫وب‬ ‫آخ َر َسيّئًا َع َ� َّ ُ‬ ‫ًِ َ َ‬ ‫َ ً‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ُ َ ََُْ ُُ‬
‫�فوا بِذنو� ِ ِه ْم خلــ ُطوا � َم� َصــا�ا و‬ ‫﴿وآخرون اع‬
‫ِ‬
‫ِيم﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[102:‬‬ ‫ور َّرح ٌ‬ ‫َعلَيْه ْم ۚ إ َّن َّ َ‬
‫ا� َ� ُف ٌ‬
‫ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ َ ُ َ ََُْ‬
‫ﻴمـا َﺑ ْيﻨ ُه ْم‬ ‫�فوا ِبـذنو� ِ ِه ْم﴾ أ ْي‪ :‬أﻗ ﱡر وا ِﺑ َهـا َو ْاع َ�ﻓوا ِﻓ‬ ‫ﻗـال اﺑﻦ كﺜ�‪﴿ ):‬وآخرون اع‬
‫ْ َ ََ َُ َْ َ َ ْ ﱠ‬ ‫ََُ ْ َْ َ ٌ َ َ َ ٌ َ َُ َ‬ ‫ََْ َ َﱢ‬
‫ﷲ‬
‫وﺑ� رﺑهم‪ ،‬ولهم أعمال أﺧر صـ ِا�ﺔ‪ ،‬ﺧلطوا ه ِﺬ ِﻩ ِﺑ ِﺘلك‪ ،‬ﻓهﺆ� ِء �ﺖ عﻔ ِو ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ ﱠ َﱠ‬ ‫ْ َ َ ْ َََ ْ َُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫َوﻏﻔ َرا ِﻧـ ِه‪َ .‬وهـ ِﺬ ِﻩ اﻵ َﻳـﺔ ‪َ -‬و �إن �ـاﻧـﺖ ﻧﺰلـﺖ ِ� أﻧـ ٍاس ُم َع ﱠﻴ ِﻨ� ‪� -‬إ � أﻧ َهـا َعـا ﱠمـﺔ ِ� �ـل‬
‫ْ ََ َ‬
‫ا�ﺬﻧﺒ� ا�اطﺌ� ا�ﺨلص� ال ُمﺘل ﱢو ِﺛ�(‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ‬

‫وم ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َُ َ ُ ُ ُ َ َ َ‬
‫هؤ� ِء بَنا�‬ ‫السيِّئَاتِ قال يا ق ِ‬
‫لون َّ‬ ‫هرعون إِ�ـهِ َومِن قبل �نوا يعم‬ ‫﴿وجاءه قومه ي‬
‫ِن�م َر ُج ٌل َر ٌ‬ ‫َ‬
‫ضيـ� � َ�ـ َس م ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُه َّن أَ َ‬
‫طه ُر لَ ُ‬
‫�م فَ َّا� ُقوا َّ َ‬
‫شيد﴾‬ ‫ا� َو� �زو ِن �‬
‫]هود‪.[78:‬‬

‫ا�ِ َوما أَنا بطار ِد َّا� َ‬


‫ين َ‬ ‫َ َ ّ َ َ َّ‬ ‫ً‬ ‫َ َُ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫آمنوا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�‬ ‫�‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫جر‬
‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ا�‬ ‫ــــ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫ي‬ ‫﴿ َو�ا ق ِ‬
‫وم � أسـ�ل�م عل‬
‫َّ َ ّ َ ُ َ ً َ َ َ‬ ‫َّ‬
‫لون﴾ ]هود‪.[29:‬‬ ‫إِ� ُهم ُم�قو ر� ِ ِهم ولكِ� أرا�م قوما �ه‬

‫است َط ُ‬
‫عتم مِن‬ ‫افتــراهُ قُل فَأتــوا ب َع� ُس َور مِثــلِهِ ُم َ َ‬
‫ف��ات َوادعوا َمن َ‬ ‫َ‬
‫قولون َ‬ ‫﴿أَم يَ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ ٍ‬
‫ِق�﴾ ]هود‪[13:‬‬ ‫نتم صاد َ‬ ‫ا�ِ إن ُك ُ‬
‫َّ‬
‫دون‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫�ـات﴾ أﻧهـا مﻔ��ـات ا�عـا� كمـا‬ ‫ُ ََ‬
‫ﻗـال اﺑﻦ عـاﺷـــور � ﺗﻔســـ�ﻩ‪) :‬ومع� ﴿مف� ٍ‬
‫ﺗﺰعمون على الﻘرآن أي ﺑمﺜـل ﻗصـــص أهـل ا �ـاهلﻴـﺔ وﺗ�ـاذﻳﺒهم ‪ .‬وهـﺬا مﻦ‬
‫إرﺧاء العﻨان والتســـلﻴم ا�د� ‪ ،‬ﻓا�ماﺛلﺔ � ﻗوله ﴿مِثلِهِ﴾ هﻲ ا�ماﺛلﺔ � ﺑ�ﻏﺔ‬
‫ال��م وﻓصــــاحﺘـه � � ســــداد معـاﻧﻴـ�ه ‪ .‬ﻗـال علمـاؤﻧـا ‪ :‬و� هـﺬا دلﻴـل على أن‬
‫ً‬ ‫إعﺠازﻩ وﻓصاحﺘه ﺑﻘطع الﻨﻈر عﻦ ّ‬
‫علو معاﻧﻴ�ه وﺗصدﻳﻖ ﺑعﻀه ﺑعﻀا(‪.‬‬

‫َ َ َ َ َّ َ‬ ‫راك إِ ّ� � َ َ ً‬ ‫َ َ ُ َّ َ َ‬
‫� َفروا مِن قَو ِمهِ ما نَ َ‬ ‫َ َ‬
‫راك ا� َب َعك‬‫�ا مِثلنا وما ن‬ ‫﴿فقال الم� ا�ين‬
‫َ‬
‫�م �ذ َ‬
‫ِب�‬ ‫�م َعلَينا مِن فَضل بَل َ� ُظ ُّن ُ‬ ‫الرأي َوما نَرى لَ ُ‬ ‫إ َّ� َّا� َ‬
‫ين ُهم أراذ ُِ�ا باد َِي َّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪195‬‬
‫َ‬ ‫َ ًَ‬
‫�ة مِن عِنــ ِده ِ � ُع ّ ِم َيت‬
‫ّ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫ت � بَيّ ِ َن ٍة مِن َر� َوآتا� ر‬ ‫وم أَ َرأَ ُ‬
‫يتم إِن كنــ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫۝ قال يــا ق ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫َ َ ُ َُ ُ ُ‬
‫هون﴾ ]هود‪.[28-27:‬‬ ‫علي�م �نلزِمكموها وأنتم لها �رِ‬

‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫بل هذا َ�تَنهانـ ـا أَن نَ ُ‬


‫عب َد ما يَ ُ‬
‫عب ُد آباؤنا �ننا‬
‫َ ُ ًّ َ َ‬ ‫﴿قالوا يا صال ُِح قَد ُك َ‬
‫نت فينا مرجوا ق‬

‫ر�ب﴾ ]هود‪[62:‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ ّ ّ َ‬
‫ل� ش ٍك مِما تدعونا إِ�هِ م ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ َ َ ُُ َ َ َ ُ َ َ ُُ ُ َ َ َ ََ‬ ‫ُ َ ُ َ‬
‫فعل � أموا�ِ ا ما‬ ‫يب أ َصــ�تك تأمرك أن ن�ك ما يعبد آباؤنا أو أن ن‬ ‫﴿قالوا يا شــع‬

‫شيد﴾ ]هود‪[87:‬‬ ‫الر ُ‬


‫ليم َّ‬
‫ا� ُ‬
‫نت َ‬ ‫ك َ�َ َ‬ ‫َ ُ َّ َ‬
‫�شاء إِن‬
‫ﱠ َ ﱠ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ﱡ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ﺘه‪ ،‬أي �إﻧك أﻧﺖ‬ ‫�له‪ ،‬و�دل ما ﻗﺒله على صـح ِ‬ ‫ﻗال الﻘرط�‪) :‬وأحسـﻦ مﻦ هﺬا ِ‬
‫ُ َ ًّ َ َ َ َ ُ ُ َ َ َ َ َ َ ُ ُ َ ُ َ َ َ ُ ﱡ َ َ‬ ‫َ ُ ﱠ‬
‫ﻴـه‪.‬‬‫ا� ِلﻴم الر ِﺷـــﻴـد حﻘـا‪ ،‬ﻓكﻴﻒ ﺗـﺄمرﻧـا أن ﻧ�ك مـا ﻳعﺒـد آﺑـاؤﻧـا! و�ـدل عل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ َ َ‬ ‫ُ َ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ﺄمرك أن ﻧ ُ�ك َمـا َﻳع ُﺒـ ُد آﺑـاؤﻧـا" أﻧك ُر وا ل ﱠمـا َرأوا ِمﻦ ك َ� ِة صـــ�ﺗ ِـه‬ ‫"أ َصـــ�ﺗـك ﺗـ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ َُ َ َ ُُ ُ َ َ َ َ‬ ‫عﺒ َادﺗه‪َ ،‬و َأ ﱠﻧ ُه َح ٌ‬
‫عﺒ ُد َآﺑاؤ ُهم‪َ ،‬و َﺑعد ُﻩ‬
‫ان َﻳ ُ‬ ‫لﻴم َرﺷــﻴد ِﺑﺄن ﻳكون ﻳﺄمرهم ِﺑ� ِك ما �‬ ‫ِ‬
‫َو َ‬
‫ُْ ْ ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ َ ْ َََُْ ْ ْ ُ ْ ُ َ‬ ‫َ ً َ َُ ﱡ‬
‫ت � بَيّ ِ َن ٍة م ِْن َر ِ� َو َر َزق ِ� مِنه رِزقا‬ ‫علﻴه‪﴿ .‬قال يا قو ِم أر��تم إِن كن‬
‫أﻳﻀـا ما ﻳدل ِ‬
‫َ ُ ُ ََ‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ً‬
‫َح َسـنا﴾ أي أﻓ� أﻧهاكم عﻦ الﻀـ� ِل؟! وهﺬا �له ﻳدل على أﻧهم ﻗالوﻩ على ِ‬
‫وﺟه‬
‫ﻴه(‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َُّ‬
‫اعﺘﻘادهم ِﻓ ِ‬
‫ا�ﻘﻴﻘﺔ‪ ،‬وأﻧه ِ‬ ‫ِ‬
‫وﻗد ﻗﻴل � ﺗﻔس�ها أﻳﻀا أﻧها ﻗﻴلﺖ على وﺟه ا�سﺘهﺰاء والسﺨر�ﺔ‪.‬‬

‫جه أَبيــ ـ ُ‬
‫�م َوتَ�ونوا مِن بَع ِده ِ قَ ً‬ ‫اطرحوهُ أَر ًضـا َ� ُل لَ ُ‬
‫�م َو ُ‬ ‫َ‬
‫اقتلوا يو ُسـ َف أو َ‬
‫﴿ ُ‬
‫وما‬ ‫ِ‬
‫صا� َ‬
‫�﴾ ]ﻳوسﻒ‪[9:‬‬ ‫ِ‬

‫‪196‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ﻗال السـعدي � ﺗﻔسـ�ﻩ‪َ ﴿) :‬وت�ونوا مِن بَع ِده ِ﴾ أي‪ :‬مﻦ ﺑعد هﺬا الصـﻨﻴع ﴿ق ْو ًما‬
‫ا� َ‬
‫ِ�﴾ أي‪ :‬ﺗﺘوﺑون إ� ﷲ‪ ،‬وﺗسـﺘﻐﻔرون مﻦ ﺑعد ذﻧﺒكم‪ .‬ﻓﻘدموا العﺰم على‬ ‫َصـ ِ‬

‫الﺘوﺑﺔ ﻗﺒل صدور الﺬﻧﺐ مﻨهم ﺗسهﻴ� لﻔعله‪ ،‬وإزالﺔ لﺸﻨاعﺘه‪ ،‬وﺗنﺸﻴطا مﻦ‬
‫ﺑعﻀهم لﺒعﺾ(‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫سهِ قُ َ‬ ‫َ ُ َّ ُ َ َ َ‬ ‫قال ما َخ ُ‬‫َ‬


‫لن حاش ِ�ِ ما َعل ِــمنا َعليهِ مِن‬ ‫طب ُ‬
‫يوسف عن نف ِ‬ ‫� َّن إِذ راود�ن‬ ‫﴿‬
‫َّ َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫امرأ ُ‬ ‫َ‬
‫فسـهِ �ن ُه ل ِم َن‬
‫راودت ُه عن ن ِ‬ ‫ا� ُّق أنا‬
‫صـح َص َ‬‫ا�ن َح َ‬ ‫ت َ‬
‫العز�ــــ ِز‬ ‫ت َ‬ ‫سـو ٍء قال ِ‬
‫ِق�﴾ ]ﻳوسﻒ‪[51:‬‬ ‫الصاد َ‬‫ّ‬

‫ﻓعﺰة ﻧﻔس ﻳوســـﻒ ورﻓﻀـــه ا�روج إ� ﺑعـد ﻇهور ﺑراءﺗـه �ـان مﻦ أســـﺒـاب‬
‫ز�ادة ﺛﻘﺔ ا�لك ﺑه والﺬي اسﺘﻘ� اﻷمر ﺛم ﺟمع النسوة ﻓﻘال ﴿ما َخ ُ‬
‫طب ُ‬
‫� َّن‬
‫وس َف َعن نَف ِسهِ﴾‪.‬‬ ‫َ ُ‬
‫د� َّن ي ُ‬‫إِذ راو‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫َ ْ ََ ّ َ َْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ‬
‫اق َ� ْع ُق َ‬ ‫َ ْ َُ َ ٌ َ َ‬
‫وب﴾‬ ‫ام َر�ت ُه قا� ِ َمة فضـحِكت فبشـــــرناها �ِإِسـحاق ومِن وراءِ إِسـح‬‫﴿و‬
‫]هود‪[71:‬‬
‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َُ‬
‫اهﻨـا ْاســـﺘـد ﱠل َم ِﻦ ْاســـﺘـد ﱠل ِﺑ َهـ ِﺬ ِﻩ اﻵ َﻳـ ِﺔ‪َ ،‬على أن الـﺬ ِﺑﻴح‬‫ﻗـال اﺑﻦ كﺜ�‪ :‬و ِمﻦ هـ‬
‫ُ ََﱠ ُ ُ ْ َ َ ُ َ ْ َ ُ َ ُ َ ْ َ ُ َﱠ ُ َ َ‬ ‫ﱠ‬
‫�إﻧـ َم ـا ُهـ َو �إ ْســـ َم ـا ِعـﻴــل‪ ،‬وأﻧ ـه ﻳـمـﺘـﻨـع أن ﻳـكـون هـو �إســـح ـاق؛ ِﻷﻧ ـه وﻗـع ـ ِﺖ‬
‫َ‬
‫ْ‬ ‫ََﱠُ َ ُ َُ َُ َ ْ ُ ُ َ َْ َ ُ ْ َ ُ َْ ُ َ ْ‬ ‫ْ َ ُ‬
‫ﻴم ِﺑﺬ ِ� ِه َو ُه َو ِطﻔ ٌل‬ ‫ال ِبﺸ ـ َارة ِﺑ ِه‪ ،‬وأﻧه س ـﻴولد له ﻳعﻘوب‪ ،‬ﻓكﻴﻒ ﻳﺆمر �إﺑر ِاه‬
‫ََ ْ ُ ﱠ ﱞ َ ُ َْ‬ ‫ٌ ََْ ُ َْ َُ َْ ُ َْ ُ ُ َْ ْ ُ ُ ُ‬
‫ﷲ َحﻖ � ﺧلﻒ‬ ‫ود ِﻩ‪ .‬ووعـد ِ‬ ‫صـــ ِﻐ�‪ ،‬ولم ﻳولـد لـه ﺑعـد ﻳعﻘوب الموعود ِﺑ ُوﺟ ِ‬
‫َ‬

‫‪197‬‬
‫َََ ﱠ ُ َ ْ َ ُ َ‬
‫ون ُه َو إ ْســ َماع ُ‬ ‫َُ ْ ََ ُ َ ﱠ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َُ َ‬
‫ﻴل‬ ‫ِ‬ ‫�‬ ‫ا�الﺔ ه ِﺬ ِﻩ‪ ،‬ﻓﺘع� أن ﻳك‬ ‫ﻴه‪ ،‬ﻓﻴمﺘﻨع أن ﻳﺆمر ِﺑﺬ ِ� هﺬا و‬ ‫ِﻓ ِ‬
‫َ ﱠ ْ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ َ ََ َ ﱢ ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ ْ َ‬
‫﮻ ا�مد‪.‬‬ ‫وهﺬا ِمﻦ أحس ِﻦ ِا�س ِﺘد� ِل وأصح ِه وأﺑي ِﻨ ِ�ه‪ ،‬و ِ ِ‬

‫َ ٰ َ َ َ ً ّ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ِ َ ٰ َ َ ْ ٌ َّ ْ ُ ٌ َّ ُ َّ ُ َ َ‬ ‫َّ‬
‫اس َو�ٰل ِك‬ ‫﴿إِن ِ� �ل ِك �يـــة ل ِمن خاف عذاب ا�خِرة ۚ �ل ِك يوم �موع � ا�‬
‫يَ ْو ٌم َّم ْش ُه ٌ‬
‫ود﴾ ]هود‪[103:‬‬
‫َ‬
‫ﻗال اﺑﻦ الﻘﻴم � الﻔواﺋد‪) :‬لــــ ﱠـما ذكر سـﺒحاﻧه � سـورة هود عﻘوﺑات اﻷمم‬
‫َّ‬
‫ا�كـﺬﺑ� للرســــل‪ ،‬ومـا حـل ﺑهم � الـدﻧﻴـ�ا مﻦ ا�ﺰي‪ ،‬ﻗـال ﺑعـد ذلـك ﴿إِن ِ�‬
‫َ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ً ّ‬
‫اب ا�خ َِرة ِ﴾‪ ،‬ﻓﺄﺧ� أن عﻘوﺑاﺗه للمكﺬﺑ� ع�ة �ﻦ‬ ‫�ٰل ِك �يَة ل َِم ْن خـــاف عذ‬

‫ﺧـاف عـﺬاب اﻵﺧرة‪ ،‬وأمـا مﻦ � ﻳﺆمﻦ ﺑهـا و� �ـاف عـﺬاﺑهـا ﻓ� ﻳكون ذلـك‬
‫ع�ة وآﻳﺔ � حﻘه‪ ،‬ﻓﺈﻧه إذا ســمع ذلك ﻗال‪" :‬لم ﻳﺰل � الدهر ا�� والﺸــر‪،‬‬
‫والﻨعﻴم والﺒﺆس‪ ،‬والســـعادة والﺸـــﻘاوة"! ورﺑما أحال ذلك على أســـﺒاب‬
‫ﻓلكﻴﺔ وﻗوى ﻧﻔساﻧﻴ�ﺔ(‪.‬‬
‫ً‬
‫علمـا ﺑـﺄﻧـه � ﻳمﺘﻨع أن ﻳكون ا �ـدث الواحـد ممـا �ـدث معﻨـا لـه أســـﺒـاب‬
‫مادﻳﺔ وأســـﺒاب ﻏﻴبﻴ�ﺔ‪� ،‬ﺄن ﻳدعو أب على اﺑﻨ�ه ﻓﻴصـــاب ﺑمرض ﺑﺄســـﺒاب‬
‫وﺑﻘدر ﷲ أن ﺗسﺘﺠاب دعوة هﺬا اﻷب‪ .‬ﱞ‬ ‫َ‬
‫ﻓ�ل مﻦ عﻨد ﷲ‪.‬‬ ‫مادﻳﺔ‬

‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ ُ ُ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ََ َ َ َ‬


‫ِ� ْم أولو بَق َِّي ٍة َ�ن َه ْون َع ِن الف َسـادِ ِ� ا� ْر ِض إِ�‬ ‫﴿فل ْو� �ن م َِن الق ُرو ِن مِن �بل‬
‫ِي� ّم َِّم ْن أَ�َيْ َنا ِمنْ ُه ْم ۗ َو َّا� َب َع َّا�ِيــ َن َظلَ ُموا َما ُ�تْرفُوا �ِيهِ َو َ�نُوا ُ�ْرم َ‬
‫ِ� ۝ َو َما‬
‫َ ً‬
‫قل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫َ َ َ ُّ َ ُ ْ َ ْ ُ َ ٰ ُ ْ َ ْ ُ َ ُ ْ ُ َ‬
‫ون﴾ ]هود‪[117:‬‬ ‫�ن ر�ك ِ�هل ِك القرى بِظل ٍ� وأهلها مصلِح‬

‫‪198‬‬
‫َ َ ُ َّ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ ْ َ َ َ َ ُ ُ ّ َ َ ٌ َ‬ ‫ول لَ ُ‬‫ََ َُ ُ‬
‫ك َو�‬ ‫� ْم عِنـدِي خزا�ِن ا�ِ و� أعلم الغيـب و� أقول إ ِ ِ� ملـ‬ ‫﴿ و � أق‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ ُ ُ ُ ْ َ ُ ْ َ ُ ُ َّ ُ َ ْ ً َّ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َّ َ َ َ‬
‫س ِه ْم ۖ إ ِ ِ�‬‫ا� أعل ُم ب ِ َما ِ� أنف ِ‬ ‫ِين ت ْزدرِي أ�ين�م لن يؤ�ِيهم ا� خ�ا ۖ‬ ‫أقول ل ِ�‬
‫ً َّ َ َّ‬
‫الظالِم َ‬
‫�﴾ ]هود‪[31:‬‬ ‫ِ‬ ‫إِذا ل ِمن‬
‫ﻗـال اﺑﻦ عـاﺷـــور رحمـه ﷲ‪ :‬إذ � ارﺗﺒـ�اط ﺑ� الﻀـــعﻒ � اﻷمور الـدﻧﻴو�ـﺔ‬
‫مﻦ ﻓﻘر وﻗلﺔ وﺑ� ا�رمان مﻦ ﻧوال الكما�ت الﻨﻔساﻧﻴ�ﺔ والدﻳنﻴ�ﺔ‪.‬‬
‫ون َ� َّ� َما نُم ُّد ُهم بهِ مِن َّمال َو�َن َ‬
‫ِ�‬
‫ََْ َ ُ َ‬
‫ومﻦ ﻧﻈاﺋر هﺬﻩ اﻵﻳﺔ‪ ،‬ﻗوله سﺒحاﻧه ﴿��سب‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ات ۚ بَل � �َش ُع ُرون﴾ ]ا�ﺆمﻨون‪[56-55:‬‬
‫َّ ْ‬ ‫ع ل َ ُه ْم � ْ َ‬
‫ا� ْ َ‬ ‫َُ ُ‬
‫� ِ‬ ‫ِ‬ ‫۝ �سارِ‬
‫َ َ َ ْ َ ُ ُ ْ َ َ َ ْ َ ُ ُ َّ ُ َ ّ ُ ُ ْ َ َ ُ ْ َ َّ‬
‫وﻗوله سﺒحاﻧه ﴿ومـ ـا أموال�م و� أو�د�م بِال ِ� �ق ِر��م عِندنا زل ٰ‬
‫� إِ�‬

‫ا�ا﴾ ]سﺒﺄ‪[37:‬‬ ‫آم َن َو َع ِم َل َص ِ ً‬


‫َم ْن َ‬

‫سن َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬


‫﴿نَبّئْ َنا ب َتأو�لِهِ ۖ إنا نَ َر َ‬
‫ِ�﴾ ]ﻳوسﻒ‪[36:‬‬ ‫اك م َِن ال ُمح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬

‫‪199‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ‬

‫َ‬ ‫َ ّ ً َ‬ ‫ا� أَن َنـ ُ‬


‫أخـ َذ إ ّ� َمن َو َجـدنـا َم َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬
‫ِنـدهُ إِنـا إِذا لظـالِمون﴾‬
‫تـاعنـا ع‬ ‫ِ‬ ‫﴿قـال َمعـاذ ِ‬
‫]ﻳوسﻒ‪[79:‬‬
‫َ‬
‫ﻓلم ﻳﻘل "إ� مﻦ َس َرق مﺘاعﻨا" �رزا مﻦ الكﺬب‪.‬‬

‫َ ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََ َ َََ ََ‬


‫رش َوخ ّروا ُ� ُسج ًدا َوقال يا �بَ ِ‬
‫ؤ�اي مِن قبل قد‬ ‫أو�ل ُر َ‬ ‫ت هذا ت‬ ‫� َ‬
‫الع ِ‬ ‫﴿ور�ع �بو�هِ‬
‫جاء ب ُ‬ ‫خر َج� م َِن ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َج َعلَها َر ّ� َح ًّقا َو َقد أ َ‬
‫�ـــم م َِن ا�َدوِ مِن‬ ‫السِجن َو َ‬ ‫حس َن � إِذ أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء إنَّ ُه ُه َو َ‬
‫الع ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ َ َ َّ َ ّ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ‬
‫ليم‬ ‫خو� إِن ر� لطيــف لِما �شــ ُ ِ‬ ‫بع ِد أن نزغ الشيطان بي� و�� إِ‬
‫ا� ُ‬
‫كيم﴾ ]ﻳوسﻒ‪[100:‬‬ ‫َ‬

‫ومﻦ معـا� اللطﻒ الﺘﻘـدﻳر � ﺧﻔـاء‪ ،‬كمـا حـدث � ﻗصــــﺔ ﻳوســـﻒ ﺑـداﻳـﺔ مﻦ‬
‫َ‬
‫حسد إﺧواﻧه إ� أن صار عﺰ�ﺰ مصر‪.‬‬

‫َ ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬
‫ؤ�اي مِن قبل قد‬ ‫أو�ل ُر َ‬ ‫ت هذا ت‬ ‫رش َوخ ّروا ُ� ُسج ًدا َوقال يا �بَ ِ‬ ‫﴿ َو َر� َع �بَ َو�هِ � ال َع ِ‬
‫جاء ب ُ‬ ‫خر َج� م َِن ّ‬ ‫َ‬ ‫َج َعلَها َر ّ� َح ًّقا َو َقد أَ َ‬
‫�ـــم م َِن ا�َدوِ مِن‬ ‫السِجن َو َ‬ ‫حس َن � إِذ أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء إنَّ ُه ُه َو َ‬
‫الع ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ َ َ َّ َ ّ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ َ َ َّ‬ ‫َ‬
‫ليم‬ ‫خو� إِن ر� لطيــف لِما �شــ ُ ِ‬ ‫بع ِد أن نزغ الشيطان بي� و�� إِ‬
‫ا� ُ‬
‫كيم﴾ ]ﻳوسﻒ‪[100:‬‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يوسف َوأخيهِ إذ أ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫﴿قال َهل َعل ُ‬
‫ِمتم ما � َع ُ‬
‫لتم � ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِلون﴾ ]ﻳوسﻒ‪[89:‬‬ ‫نتم جاه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪200‬‬
‫ُ َ‬ ‫ْ َْ‬
‫ﻗال السـعدي � ﺗﻔسـ�ﻩ‪﴿) :‬إِذ �� ُت ْم َجاهِلون﴾ وهﺬا ﻧوع اعﺘﺬار لهم �هلهم‪ ،‬أو‬
‫ﺗوﺑﻴﺦ لهم إذ ﻓعلوا ﻓعل ا�اهل�‪ ،‬مع أﻧه � ﻳنﺒﻐﻲ و� ﻳلﻴﻖ مﻨهم(‪.‬‬

‫ميع َ‬
‫الع ُ‬
‫ليم﴾ ]ﻳوسﻒ‪[34:‬‬ ‫الس ُ‬ ‫نه َك َ‬
‫يد ُه َّن إنَّ ُه ُه َو َّ‬ ‫جاب َ ُ� َر ُّ� ُه فَ َ َ‬
‫� َف َع ُ‬ ‫﴿فَ َ‬
‫است َ‬
‫ِ‬
‫ﻓهﺬﻩ ﻧعمﺔ أن مﻦ ﷲ ﺗعا� ﺑها على ﻳوســـﻒ أن صـــرف عﻨه كﻴد النســـاء وإن‬
‫أدﺧله السﺠﻦ‪.‬‬

‫ََ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َّ‬
‫�سـاهُ الشـيْ َطان ذِك َر َر ّ�ِهِ فلبِث‬ ‫ك فَأَ َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫﴿ َو َق َال ل َِّ�ِي َظ َّن َ�نَّ ُه نَ ٍ ّ ْ ُ َ ْ ُ ْ‬
‫اج مِنهما اذكر ِ� عِند ر� ِ‬
‫ْ‬
‫ض َع ِسن َ‬ ‫ّ ْ‬
‫ِ�﴾ ]ﻳوسﻒ‪[42:‬‬ ‫ِ� السِج ِن ب ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫رزقان ِـهِ إ ّ� َ� َّبأتُ ُ‬ ‫ام تُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫�ما ب ِ َتأو� ـلِهِ قبل أن يَأ� َِيكما ذلِكما م ِّما‬ ‫ِ‬
‫أتيكما َطع ـ ٌ‬ ‫﴿قال � ي‬
‫ِرون ۝ َو َّا� َب ُ‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َّ َ َ ّ ّ َ َ ُ َّ َ َ‬
‫عت‬ ‫�ت مِلة قو ٍ� � يُؤمِنون بِا�ِ َو ُهم بِا�خ َِرة ِ ُهم �ف‬ ‫علم� ر� إِ� تر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َّ َ‬
‫� َك بِا�ِ مِن � ٍء ذل ِك مِن‬ ‫َ‬
‫مِلة آبا� إِبراهيم �سحاق و�عقوب ما �ن �ا أن � ِ‬
‫َ‬

‫ِ�‬ ‫رون ۝ يا صــاح َ‬ ‫ُ َ‬


‫شــك‬ ‫اس � � َ‬ ‫ِ‬ ‫�� ا�ّ‬ ‫اس َول� َِّن أَ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َّ َ‬
‫ضــل ا�ِ َعلينا َو� ا�ّ ِ‬
‫َ‬
‫ف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ َ‬
‫الق ّهــ ُ‬ ‫َ‬
‫� أ ِم َّ ُ‬ ‫قون َخ ٌ‬ ‫ٌ ََُّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫عبدون مِن دون ِــهِ إِ�‬ ‫ار ۝ ما ت‬ ‫ا� الواحِد‬ ‫السِجــ ِن أأر�اب متف ِر‬
‫ّ َّ َ‬ ‫�م ما أَ َ‬ ‫َ ُ َ ُ‬
‫نز َل َّ ُ‬ ‫آباؤ ُ‬ ‫ـماء َسـ َّم ُ‬ ‫َ‬
‫�م إِ� ِ�ِ أ َم َر‬ ‫ا� ُ‬ ‫ا� بِها مِن ُسـلطان إ ِ ِن ُ‬
‫ٍ‬ ‫يتموها أنتم و‬ ‫أس ً‬
‫َ َ‬
‫اس � يَعلمون﴾‬ ‫�� ا�ّـ ِ‬‫الق ّي ُم َول� َِّن أَ َ َ‬ ‫َ ّ ُ َ‬ ‫ّ ّ ُ‬ ‫َّ َ ُ‬
‫�� تعبـــــ ـدوا إِ� إِيـاه ذل ِـك ا�ين ِ‬
‫]ﻳوسﻒ‪[41-37:‬‬
‫ﻓﻘال ﻓﻴما ﻳﺘعلﻖ ﺑﺈﺛﺒ�ات الﻨﺒوة ﺛم الدعوة إ� الﺘوحﻴد حوا� ‪� 100‬لمﺔ‪ ،‬ﺑيﻨما‬
‫ْ ُ‬
‫ِند َر ّ� ِ َك﴾‪.‬‬
‫ﻗال ﻓﻴما ﻳﺘعلﻖ �روﺟه مﻦ السﺠﻦ ﺛ�ث �لمات‪﴿ :‬اذك ْر� ع َ‬
‫ِ‬

‫‪201‬‬
‫ﻓـاﻧﻈر ﻳرحمـك ﷲ كﻴﻒ حمـل ﻳوســـﻒ هم دعوﺗـه � الســـﺠﻦ وكم ﺟـاهـد مﻦ‬
‫أﺟـل ﺗﺒلﻴﻐهـا وﻗـارن ﺑ� �لمـاﺗـه ال� ﻗـالهـا مﻦ أﺟـل دﻳﻨـ�ه و�لمـاﺗـه ال� ﻗـالهـا مﻦ‬
‫أﺟل ﺧروﺟه‪.‬‬

‫ضـ ُّل َّ ُ‬
‫ا� َمن �َش ُ‬
‫ـاء َو�َهدي َمن‬
‫ُ َّ َ َ‬
‫� َب ِ� ل ُهم � ُي ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ـول إِ� بِلِسـا ِن قو ِمهِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫﴿وما أرسـلنا مِن رس ٍ‬
‫ا� ُ‬
‫كيم﴾ ]إﺑراهﻴم‪.[4:‬‬ ‫شاء َو ُه َو َ‬
‫الع ُ‬
‫ز�ز َ‬ ‫�َ ُ‬

‫ُ‬
‫دعو�م ِ�َغف َِر لَ ُ‬ ‫رض يَ‬ ‫َ‬ ‫ك فا ِطــــر َّ‬ ‫َ ُ ُ ُ ُ َ َّ َ ٌّ‬
‫�م مِن‬ ‫ت َوا� ِ‬‫السـماوا ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿قالت رسـلهم أ ِ� ا�ِ شـ‬
‫َ َ‬ ‫ُ ّ ََ ٌ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ ُ‬ ‫ُذنو� ُ‬
‫� مِثلنا تر�دون أن‬ ‫�م َو�ُؤخ َِر�م إِ� أ َج ٍل ُم َس ًّ� قالوا إِن أنتم إِ� �‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ّ‬
‫ب�﴾ ]إﺑراهﻴم‪.[10:‬‬ ‫لطان م ٍ‬
‫تصدونا �ما �ن يعبد آباؤنا فأتونا �ِس ٍ‬

‫َ َ َّ‬ ‫َ‬
‫آذ ُ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ َ َ ّ َ َ َ َّ َ َ َ َّ‬
‫ا�ِ َو َقد َهدانا ُســ ُبلَنا َو َ�َ‬
‫يتمونا َو� ا�ِ‬ ‫صــ�ن � ما‬ ‫ِ‬ ‫﴿وما �ا �� �تو� �‬
‫َ َ َ َ َّ ُ َ َ ّ َ‬
‫ون﴾ ]إﺑراهﻴم‪.[12:‬‬ ‫� المتو ِ�‬
‫فليتو ِ‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫َّ‬ ‫َ َّ َ‬
‫� إِ ْخ َو ِ�﴾ ]ﻳوسﻒ‪[100:‬‬ ‫َْ ُ‬
‫ان َ�يْ� َو�َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫﴿مِن َ� ْع ِد أن ن َزغ الشيط‬
‫ً‬
‫ﻗـال الســـعـدي هﻨـا ��مـا ﺟمﻴ� ﻳﺒ� ﻓﻴـه لطﻒ ﻳوســـﻒ علﻴـه الســـ�م وأدﺑـه‬
‫وحسﻦ ﺧطاﺑه � أرﺑع لﻔﺘات‪:‬‬

‫‪202‬‬
‫ْ َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫الس ـ ْج ِن﴾‪ ،‬ولم ﻳﻘل‪) :‬إذ‬ ‫ْ ْ‬
‫أ‪ .‬أﻧه علﻴه الســ�م ﻗال‪َ ﴿ :‬وقد أح َس ـ َن ِ� إِذ أخ َر َج ِ� م َِن ّ ِ‬
‫أﺧرﺟ� مﻦ ا�ـﺐ الـﺬي وﺿـــع� ﻓﻴـه إﺧو�(‪� ،‬ـﺄﻧـه � ﻳـﺬكر ذلـك الـﺬﻧـﺐ‬
‫ﻹﺧوﺗه‪.‬‬
‫ْ‬
‫�م ّم َِن ا�َ ْدوِ﴾‪ ،‬ولم ﻳﻘل‪) :‬وﺟاء ﺑكم مﻦ ا�وع‬
‫اء ب ُ‬
‫َ َ َ‬
‫ب‪ .‬ﺛم ﻗال علﻴه الســـ�م‪﴿ :‬وج ِ‬
‫والﺘعﺐ(‪ ،‬لﺌ� ﻳﻈهر أﻧه ﻳم� علﻴهم ﺑﺈﻧﻘاذهم مﻦ ا�ﺠاعﺔ‪.‬‬
‫َ‬
‫ولم ﻳﻘل علﻴه السـ�م‪" :‬أحسـﻦ ﺑكم"‪ ،‬ﺑل ﻗال‪﴿ :‬أ ْح َسـ َن ِ�﴾‪ ،‬ﻓﺠعل اﻹحسـان‬ ‫ج‪.‬‬
‫ﺑﺈﺗﻴ�ان أهله مﻦ الﺒادﻳﺔ مﻦ إحسـان ﷲ إلﻴه هو‪ ،‬مع أن ﷲ ﺗعا� أحسـﻦ ﺑﺬلك‬
‫إلﻴه وإلﻴهم‪ ،‬لكﻦ �ﺄﻧه لم ُﻳرد أن ﻳﻈهر ﺿعﻔهم وحاﺟﺘهم � هﺬا ا�ﻘام‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ َ‬
‫ﺛم ﻗال‪﴿ :‬مِن َ� ْع ِد أن ن َزغ الشــيْ َطان َ�يْ� َو�َ ْ َ‬
‫� إِخ َو ِ�﴾ ﻓلم ﻳﻘل "ﻧﺰغ الﺸــﻴطان‬ ‫ِ‬ ‫د‪.‬‬
‫إﺧو�" أو "أﻏوى الﺸﻴطان إﺧو�"‪ .‬ﻓا�مد ﮻ الﺬي أﺧﺰى الﺸﻴطان ودحرﻩ‪،‬‬
‫وﺟمعﻨا ﺑعد ﺗلك الﻔرﻗﺔ الﺸاﻗﺔ‪.‬‬
‫ﺛم ﻗـال الســـعـدي ﺑعـدهـا‪) :‬ﻓﺘﺒـ�ارك مﻦ �ﺘص ﺑرحمﺘـه مﻦ ﻳﺸـــاء مﻦ عﺒـادﻩ‪،‬‬
‫و�هﺐ لهم مﻦ لدﻧه رحمﺔ إﻧه هو الوهاب(‪.‬‬
‫ﻓاﻧﻈر إ� هﺬا الﻨﻈم الﻘرآ� الﺒدﻳع‪ ،‬وﺗﺬكر أن الﻘرآن �كﻲ مع� ﻗول ﻳوســﻒ‬
‫علﻴـه الســـ�م‪ ،‬ﻓهو لم ﻳكﻦ ﻳﺘ�لم العرﺑﻴـ�ﺔ‪ .‬ﻓـاﺟﺘمع � ذلـك أن الﻘرآن ﻳصـــﻒ‬
‫ﱢ‬
‫اﻷﻧبﻴ�اء ﺑما ﻓﻴهم مﻦ ســمو ﺧلﻖ ﻳﻨ�اســﺐ َمﻦ ُﻳ َﺒلﻎ عﻦ ﷲ ‪�� -‬ف �ر�ﻔات‬
‫أهل الكﺘاب ال� ﺗصــﻔهم ﺑما � ﻳلﻴﻖ‪ ،-‬ﺑاﻹﺿــاﻓﺔ إ� الﺘعﺒ� عﻦ هﺬا الســمو‬
‫ً‬
‫ﺑﺄحسﻦ عﺒارة وأﺟمعها‪ .‬ﻓﺈذا ﺗﺄملﺖ هﺬا �له عرﻓﺖ طرﻓا مﻦ إعﺠاز الﻘرآن‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ‬

‫َ َّ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِب أ َّن ل َ ُه ُم ُ‬ ‫َ َ َ ََ ُ َ َ‬ ‫َ َ َّ‬
‫ا�سـ� � َج َر َم أن‬ ‫لسـن ُت ُه ُم الكذ‬ ‫﴿ َو�َجعلون ِ�ِ ما ي�رهون وت ِ‬
‫صـف أ ِ‬
‫َ ُ ُ ّ َ َ َ َّ ُ ُ َ َ‬
‫فرطون﴾ ]الﻨحل‪[62:‬‬‫لهم ا�ار و��هم م‬
‫ﻗـال الط�ي‪) :‬وﺗـﺄو�ـل ال��م‪ :‬و�ﺠعلون ﮻ مـا ﻳكرهوﻧـه ﻷﻧﻔســـهم‪ ،‬و�ﺰعمون‬
‫أن لهم ا�ســـ�‪ ،‬الــﺬي ﻳكرهوﻧــه ﻷﻧﻔســـهم‪ :‬الﺒﻨ ـ�ات �علوﻧهﻦ ﮻ ﺗعــا�‪،‬‬
‫ا�ســـ� ال� ﺟعلوها ﻷﻧﻔســـهم‪ :‬ﻓالﺬكور‬‫وزعموا أن ا��ﺋكﺔ ﺑﻨ�ات ﷲ‪ .‬وأما ُ‬

‫مﻦ اﻷو�د ‪ ،‬وذلك أﻧهم �اﻧوا ﻳﺌ�دون اﻹﻧاث مﻦ أو�دهم ‪ ،‬و�ســـﺘﺒﻘون الﺬكور‬
‫ْ ُ َ َّ ْ َ‬
‫مﻨهم‪ ،‬و�ﻘولون‪ :‬لﻨا الﺬكور و﮻ الﺒﻨ�ات ‪ ،‬وهو �و ﻗوله‪َ ﴿ :‬و�َج َعلـون ِ�ِ ا�َن ِ‬
‫ات‬
‫ُ ْ َ َُ ََُ ْ َ َ ْ َُ َ‬
‫ون﴾ ]الﻨحل‪.([57:‬‬ ‫سبحانه ولهم ما �شته‬

‫السقف مِن‬
‫َ َ َّ َ َ ُ َّ ُ‬
‫ع ِد فخر علي ِهم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ين مِن قَبلِهم فَ َ� َ� َّ ُ‬
‫ا� بُنيـــا� ُهم م َِن القوا ِ‬ ‫ك َر َّا� َ‬‫َ َ َ‬
‫﴿ق د م‬
‫ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فَوقِهم َوأ ُ‬
‫رون﴾ ]الﻨحل‪[26:‬‬ ‫ذاب مِن َحيث � �شع‬ ‫تاه ُم َ‬
‫الع ُ‬
‫ِ‬
‫ِين م ِْن �بْلِ ِه ْم﴾ ﺑرسلهم واحﺘالوا ﺑﺄﻧواع ا�ﻴل على‬
‫َ‬ ‫ك َر َّا� َ‬
‫َْ َ َ‬
‫ﻗال السعدي‪﴿ ) :‬قد م‬
‫َْ‬ ‫َ َ َّ ُ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ا� بُن َيا� ُه ْم م َِن الق َوا ِ‬
‫ع ِد﴾‬ ‫رد ما ﺟاءوهم ﺑه وﺑﻨوا مﻦ مكرهم ﻗصورا هاﺋلﺔ‪﴿ ،‬ف��‬
‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أي‪ :‬ﺟاءها اﻷمر مﻦ أسـاسـها وﻗاعدﺗها‪﴿ ،‬ف َخ َّر َعليْ ِه ُم ال َّسـقف م ِْن ف ْوقِ ِه ْم﴾ ﻓصـار‬
‫َََ ُ ُ َْ َ ُ ْ َ ْ ُ َ َ ْ ُ ُ َ‬
‫ون﴾ وذلك أﻧهم ﻇﻨوا‬ ‫ما ﺑﻨوﻩ عﺬاﺑا عﺬﺑوا ﺑه‪﴿ ،‬و�تاهم العذاب مِن حيث � �شـعر‬
‫أن هﺬا الﺒنﻴ�ان ســﻴﻨﻔعهم و�ﻘﻴهم العﺬاب ﻓصــار عﺬاﺑهم ﻓﻴما ﺑﻨوﻩ ﱠ‬
‫وأص ـلوﻩ‪.‬‬
‫وهﺬا مﻦ أحسﻦ اﻷمﺜال � إﺑطال ﷲ مكر أعداﺋه(‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫َ‬
‫�ون َم َع ّ‬
‫الساج َ‬
‫دين﴾‬ ‫بليس أَ� أَن يَ‬
‫ون ۝ إ ّ� إ َ‬
‫َ‬ ‫ك ُة ُ�ُّ ُهــم أَ َ‬
‫�عــ‬
‫َ‬ ‫﴿فَ َس َ‬
‫جــ َد َ‬
‫الم�� ِــ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫]ا�ﺠر‪[31-30:‬‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫� ﻳع� ا�ســـﺘثﻨـ�اء أن إﺑليس مﻦ ا��ﺋكـﺔ‪ ،‬ﺑـل مـا ﺑعـد ﴿إِ�﴾ � اﻵﻳـﺔ مﻨﻘطع عمـا‬
‫ﻗﺒلها‪ ،‬ﻓﻴصﺒح ا�ع�‪ :‬سﺠد ا��ﺋكﺔ ولم ﻳسﺠد إﺑليس‪.‬‬

‫َ َّ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫�ل ّ‬‫ِكر �ِ ُ َب ّ َ‬ ‫َ ُّ ُ َ َ َ َ َ ّ‬


‫اس ما ن ّ ِزل إِ� ِهم َول َعل ُهم َ� َتفكرون﴾‬
‫ِلن ِ‬ ‫ِ‬
‫ا� َ‬ ‫﴿بِا�َيِّنـاتِ والز� ِر وأنز�ا إِ�ك‬
‫]الﻨحل‪[44:‬‬
‫َ‬
‫مﻦ اﻷ ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اس َما نُ ّزل إ�ْه ْم﴾ � هﺬا الكﺘاب َ‬ ‫� ل َّ‬ ‫ﻗال الﻘرط�‪َ ُ ِ�﴿) :‬ب ّ َ‬
‫عد‬
‫ح�ام والو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِلنـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ َ ﱢ ٌ َ ﱠ َ ﱠ َ ﱠ ُ ُ ﱠ َ َ َُ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ﷲ عﺰ وﺟل مرادﻩ مما أﺟمله‬ ‫علك‪ ،‬ﻓالرســول ﷺ مﺒ� ع ِﻦ ِ‬ ‫عﻴد ِﺑﻘو ِلك و ِﻓ ِ‬ ‫والو ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ﱠ‬ ‫َ‬
‫�اة‪َ ،‬وﻏ ِ� ذلك ِم ﱠما لم ﻳﻔ ﱢص ُله(‪.‬‬
‫�ة والﺰ ِ‬
‫ِ ﱠ‬
‫أح�ام الص ِ‬ ‫ِ� ِكﺘ ِاﺑ ِه ِم ْﻦ‬

‫ََ َ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫رون﴾ ]الﻨحل‪.[50:‬‬‫﴿�افون َر َّ� ُهم مِن فوق ِ ِهم و�فعلون ما يؤم‬

‫ا� َّنـ َة بما ُك ُ‬


‫نتم‬ ‫ادخلُوا َ‬ ‫�م َعلَيـ ُ‬
‫� ُم ُ‬ ‫َ‬
‫قولون َس ٌ‬‫ب� يَ‬ ‫َ‬
‫ك ُة َط ّي َ‬ ‫اه ـ ُم َ‬
‫الم�� ِـ‬ ‫﴿ َّا� َ‬
‫ين َ� َت َوفّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ‬
‫لون﴾ ]الﻨحل‪[32:‬‬ ‫تعم‬
‫ﻗـال الســـعـدي‪َ ﴿) :‬ط ّي َ‬
‫ب�﴾ أي‪ :‬طـاهر�ﻦ مطهر�ﻦ مﻦ �ـل ﻧﻘص ودﻧس ﻳﺘطرق‬‫ِ‬
‫إلﻴهم و�ل � إﻳماﻧهم‪ ،‬ﻓطاﺑﺖ ﻗلوﺑهم ﺑمعرﻓﺔ ﷲ ومحﺒﺘ�ه وألسـﻨﺘهم ﺑﺬكرﻩ‬
‫والﺜﻨ�اء علﻴه‪ ،‬وﺟوارحهم ﺑطاعﺘه واﻹﻗﺒال علﻴه(‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫َ‬ ‫َّ َ ُ ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ًَ َ‬ ‫﴿ ِ�َحملوا أَ َ ُ‬
‫و� ُهم ب َغ� عِل� أ� َ‬
‫ساء‬ ‫ضل‬ ‫َ‬
‫وزارهم �مِلة يَوم القِيــامةِ َومِن أوزارِ ا�ين ي ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ ِ ٍ‬
‫َ‬
‫ما يَزِرون﴾ ]الﻨحل‪.[25:‬‬

‫� َ‬ ‫َ‬
‫دا�م أ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صد َّ‬ ‫َ‬
‫ا�ِ ق ُ‬‫َّ‬ ‫ََ‬
‫ع�﴾ ]الﻨحل‪[9:‬‬ ‫شاء ل َه‬‫السبيل َومِنها جا� ٌر َولو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ َو�‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َﱠ َ‬
‫اﻧـات ِم َﻦ اﻷ َﻧعـ ِام‬ ‫ﱡ َ َََ‬
‫ﺬﻩ الســـور ِة ا�ﻴو ِ‬ ‫ﺟـاء � ﺗﻔســـ� اﺑﻦ كﺜ�‪) :‬ولمـا ذكر ِ� هـ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ََ ََ ُُ َ ََ َ َ َ ً ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫دور ِهم‪َ ،‬و� ِم ُل أﺛﻘال ُهم �إ�‬ ‫وﻏ ِ�ها‪ ،‬ال� ﻳركﺒوﻧها و�ﺒلﻐون علﻴها حاﺟﺔ ِ� صـــ ِ‬
‫ُُ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫رق ال ِ� َﻳسـلك َها‬ ‫كر الط ِ‬
‫ﱡ‬
‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫ِ‬ ‫�‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ﺷـ‬ ‫‪-‬‬ ‫الﺸـاﻗﺔ‬
‫ِ‬ ‫سـﻔار‬
‫ِ‬ ‫اﻷ‬ ‫و‬ ‫الﺒعﻴدة‬
‫ِ‬ ‫ماكﻦ‬
‫ِ‬ ‫اﻷ‬ ‫الﺒ� ِد و‬ ‫ِ‬
‫ا�ِ قَ ْصـ ـدُ‬ ‫َ‬
‫َ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ﱢ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬
‫الﻨـاس �إلﻴ ِـه‪ ،‬ﻓﺒ� أن ا�ﻖ ِمﻨهـا مـا ِهﻲ موصـــلـﺔ �إلﻴ ِـه‪ ،‬ﻓﻘـال‪﴿ :‬و�‬
‫َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ُّ َ َ َ َ‬
‫الس ُبل � َتف َّرق‬
‫َ َّ‬ ‫َ َّ‬
‫ا� ُم ْســ َتقِيــ ًما فاتبِ ُعوهُ َو� تتبِ ُعوا‬ ‫� ِ‬ ‫ال‪َ ﴿ :‬وأ َّن َه َذا ِ َ‬ ‫يل﴾ كما ﻗ‬ ‫َّ‬
‫الســبِ ِ‬
‫َ‬
‫� ُم ْســـــ َتق ٌ‬
‫ِيم﴾‬ ‫� ٌاط َ َ َّ‬ ‫ال‪َ ﴿ :‬هــــ َذا َ‬
‫ِ‬
‫]اﻷ َﻧعام‪َ ،[153:‬و َﻗ َ‬
‫� ْم � ْن َســـــبيلِهِ﴾‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫ُ‬ ‫الســـبيل﴾ َﻗ َ‬ ‫َ َ َ َّ‬
‫ا�ِ قَ ْص ُد َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ ٌ‬
‫ال‪َ :‬ط ِر�ﻖ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اهد‪] �ِ :‬ﻗو ِل ِه[ ‪﴿ :‬و�‬ ‫]ا�ﺠر‪ . [41:‬ﻗال مﺠ ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َّ َ ْ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َﱠ‬ ‫َ‬
‫ا� ﱢﻖ َع َلى ﱠ َ َ َ ﱡ َ‬ ‫ْ َ‬
‫يل﴾‬‫اس ِ� ﻗو ِل ِه‪﴿ :‬و� ا�ِ قصد الســبِ ِ‬ ‫اﺑﻦ عﺒ ـ ٍ‬
‫ﷲ‪ .‬وﻗال الع ِو� ع ِﻦ ِ‬ ‫ِ‬
‫ﱠ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ ُ َ ََ ﱠ َ ُ َ‬
‫الﺒ َﻴ�ان‪ ،‬أي‪ِ :‬ﺗبﻴ�ان ال ُهدى َوالﻀ� ِل(‪.‬‬ ‫ﷲ‬
‫ﻳﻘول‪ :‬وعلى ِ‬

‫َ ّ َّ ّ َ َ َ ٌ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫رض َوما بَ َ‬‫َ َ َ‬ ‫﴿ َوما َخلَ َ‬


‫السـاعة �� َِية فاصـفحِ‬ ‫ين ُهمــــا إِ� بِا� ِق �ن‬ ‫ماوات وا�‬
‫ِ‬ ‫قنا ال َّسـ‬
‫َّ َ َ َ‬
‫ميل﴾ ]ا�ﺠر‪.[85:‬‬ ‫الصفح ا�‬

‫﴿قال ُ‬
‫هؤ� ِء بَنا� إن ك ُ‬
‫نتم فاع َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِل�﴾ ]ا�ﺠر‪[71:‬‬ ‫ِ‬

‫‪206‬‬
‫ٌ‬
‫لوط علﻴــه الصـــ�ة والســـ�م �ــان ﻳــدعو ﻗومــه إ� �ء طــاهر‪ ،‬إ� الﺰواج‬
‫هؤ� ِء بَنـا� إن ُك ُ‬
‫نتم فاع َ‬ ‫ﺑاﻹﻧاث‪ ،‬ﻓﻘال‪ُ ﴿ :‬ه َّن أَ ْط َه ُر لَ ُ‬
‫� ْم﴾‪ .‬ﻓﺈن مﻦ ﻳﻘرأ ﴿ ُ‬
‫ِل�﴾‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫ﻗد ﻳﺘوهم أن لوطا علﻴه الســ�م �ﺄﻧه ﻳﻘول لﻘومه‪ :‬إن كﻨﺘم ﻓاعل� ﻓاحﺸــﺔ‬
‫ً‬
‫و� ﺑد ﻓﺒبﻨ�ا� وليس � الﻀﻴوف‪ .‬وهﺬا ليس صحﻴحا! ﻓهو إﻧما �ان ﻳدعوهم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫﴿ ُه َّن أ ْط َه ُر ل ُ‬
‫� ْم﴾‪.‬‬ ‫إ� �ء طاهر � حرمﺔ ﻓﻴه‬
‫وﻗﻴل � ﺗﻔس� ﴿ ُ‬
‫هؤ� ِء بَنــا�﴾ أﻧه ﻗصد ﺑﻨ�اﺗه اللوا� مﻦ صلﺒه‪ ،‬ﻳع� ﺗﺰوﺟوا‬
‫ً‬
‫مع� آﺧر‪ :‬أﻧـه ﻳﻘصـــد ﺑـالﺒﻨـ�ات اﻹﻧـاث مﻦ ﻗومـه‪ ،‬ﻓـﺈن‬ ‫مﻨهمـا ﺑـا��ل‪ .‬وﻗﻴـل‬
‫�ل ﻧ� هو ﺑمﺜاﺑﺔ اﻷب‪ .‬ﻗال ﻧبﻴﻨ�ا صـلى ﷲ علﻴه وسـلم‪) :‬إﻧما أﻧا لكم ﺑم�لﺔ‬
‫ً‬
‫الوالـد أعلمكم( )صـــححـه الﻨووي � ا�ﺠموع(‪ .‬ﻓ�ـﺄن لوطـا علﻴـه الســـ�م‬
‫ﻳﻘول‪ :‬ﺗﺰوﺟوا اﻹﻧاث ﻓهﻦ أطهر لكم‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ّ ْ‬ ‫َ َ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُّ‬ ‫﴿ َول َ ْو َ� َت ْ‬
‫ح َنا َعلَيْهم بَابًا ّم َِن َّ‬
‫الســ َماءِ �ظلوا �ِيهِ َ� ْع ُر ُجون ۝ لقالوا إِ� َما ُســك َِرت‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ْ ُ َ ْ ٌ َّ ْ ُ ُ َ‬
‫ون﴾ ]ا�ﺠر‪.[15-14:‬‬ ‫�بصارنا بل �ن قوم مسحور‬

‫آن عِض َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬


‫�﴾ ]ا�ﺠر‪[91:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِين َج َعلوا القر‬ ‫﴿ا� َ‬
‫ﱠ َ َ‬ ‫َ َ ُ ُْ ْ َ‬
‫�﴾ ﻗال‪ :‬هم أهل الكﺘاب‪َ ،‬ﺟﺰ ؤوﻩ أ ْﺟﺰ ًاء‪،‬‬
‫آن عِض َ‬
‫ِ‬ ‫اس‪﴿ :‬جعلوا القر‬
‫َ ْ َﱠ‬
‫ع ِﻦ اﺑ ِﻦ عﺒ ٍ‬
‫ََ‬ ‫َ ُ‬
‫ﻓ َﺂمﻨوا ِﺑ َﺒ ْع ِﻀ ِه‪َ ،‬وكﻔ ُر وا ِﺑ َﺒ ْع ِﻀ ِه‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫ضلُوا ب ِ َر ّادِي رِ ْزقِ ِه ْم َ َ ٰ‬
‫�‬
‫ّ ْ َ َ َّ َ ُ ّ‬
‫ِين ف ِ‬‫الرز ِق ۚ �ما ا�‬ ‫َ َّ ُ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ ٰ َ ْ‬
‫﴿وا� فضــل �عض�م � �ع ٍض ِ� ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ٌ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َ ََ َ ْ َ ُ َ‬
‫ا�ِ �ْ َح ُدون﴾ ]الﻨحل‪[71:‬‬ ‫ت � ْ� َما� ُه ْم � ُه ْم �ِيهِ سواء ۚ أفبِنِعمةِ‬ ‫ما ملك‬
‫ﻗـال اﺑﻦ كﺜ�‪ :‬ﻳﺒ� ﺗعـا� للمﺸـــرك� ﺟهلهم وكﻔرهم ﻓﻴمـا زعموﻩ ﮻ مﻦ‬
‫الﺸـــر�ـاء‪ ،‬وهم ﻳع�ﻓون أﻧهـا عﺒﻴـ�د لـه‪ ،‬كمـا �ـاﻧوا ﻳﻘولون � ﺗلﺒﻴـ�اﺗهم �‬
‫حﺠهم‪ " :‬لﺒﻴك � ﺷــر�ك لك‪ ،‬إ� ﺷــر��ا هو لك‪ ،‬ﺗملكه وما ملك"‪ .‬ﻓﻘال‬
‫ﺗعـا� مﻨكرا علﻴهم‪ :‬إﻧكم � ﺗرﺿـــون أن ﺗســــاووا عﺒﻴـ�دكم ﻓﻴمـا رزﻗﻨـاكم‪،‬‬
‫ﻓكﻴﻒ ﻳر� هو ﺗعا� ﺑمسـاواة عﺒﻴ�دﻩ له � اﻹلهﻴﺔ والﺘعﻈﻴم‪ ،‬كما ﻗال �‬
‫ك ْ‬‫ََ َ‬ ‫ِ� ْم ۖ َهل لَّ ُ‬
‫نفس ُ‬ ‫َ َ َ َ ُ َّ َ ً ّ ْ َ ُ‬
‫ت‬ ‫�م ّ ِمـــن َّمـــا مل‬ ‫اﻵﻳﺔ اﻷﺧرى‪�﴿ :‬ب ل�م مث� مِن أ‬
‫ِيفت ُ‬‫ُ َُ ْ َ َ‬ ‫َ َ ٌ ََ‬ ‫َ‬ ‫� َ� َء � َما َر َز ْ� َن ُ‬
‫ا� ْم فَأ ُ‬ ‫ََْ ُ ُ ّ ُ‬
‫ِ� ْم‬ ‫اء �ــــافو�هم كخ‬ ‫نت ْم �ِيهِ سـو‬ ‫��مان�م مِن َ ِ‬
‫َ ُ‬
‫نف َس ُ‬
‫� ْم﴾‪.‬‬ ‫أ‬

‫َ َ َ َّ ُ َ ْ َ َ ُ ْ َ َ ً َ ْ َ ُ ْ َ َ َّ َ َ ٌ َ ْ َ ُ ُ َ َ َ ُ ُ‬
‫وقوا ُّ‬
‫وء ب ِ َما‬
‫الس ـ َ‬ ‫�ل قدم �عد �بوت ِها وتذ‬ ‫﴿و� �تخِذوا ��مان�م دخ� بين�م ف ِ‬
‫اب َعظ ٌ‬ ‫ا� ۖ َولَ ُ‬
‫� ْم َع َذ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ُّ ْ َ َ‬
‫ِيم﴾ ]الﻨحل‪[94:‬‬ ‫يل ِ‬‫صدد�م عن سب ِ ِ‬
‫َ‬
‫ﻗـال اﺑﻦ كﺜ�‪ :‬ﺛم حـﺬر ﺗعـا� عﺒـادﻩ عﻦ ا�ـاذ اﻷﻳمـان دﺧ�‪ ،‬أي ﺧـدﻳعـﺔ‬
‫َ‬
‫ومكرا؛ لﺌ� ﺗﺰل ﻗـدم ﺑعـد ﺛﺒوﺗهـا‪َ .‬مﺜـ ٌل �ﻦ �ـان على ا�ســـﺘﻘـامـﺔ ﻓحـاد عﻨهـا‬
‫وزل عﻦ طر�ﻖ الهدى‪ ،‬ﺑســـﺒﺐ اﻷﻳمان ا�اﻧﺜ�ﺔ ا�ﺸـــﺘملﺔ على الصـــد عﻦ‬
‫ســـﺒﻴـ�ل ﷲ؛ ﻷن ال�ـاﻓر إذا رأى أن ا�ﺆمﻦ ﻗـد عـاهـدﻩ ﺛم ﻏـدر ﺑـه‪ ،‬لم ﻳﺒﻖ لـه‬
‫َُ ُ‬
‫وﺛوق ﺑالدﻳﻦ‪ ،‬ﻓاﻧصـد ﺑسـﺒﺒ�ه عﻦ الدﺧول � اﻹسـ�م; ولهﺬا ﻗال‪َ ﴿ :‬وتذوقوا‬
‫اب َعظ ٌ‬ ‫ا� ۖ َولَ ُ‬
‫� ْم َع َذ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ َ َ َ َ ُّ ْ َ َ‬
‫ِيم﴾‪.‬‬ ‫يل ِ‬‫السوء بِما صدد�م عن سبِ ِ‬

‫‪208‬‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬
‫ات َوا� ْر ِض َ� ُم ُّرون َعليْ َهـا َو ُه ْم �ن َهـا ُم ْعرِ ُضـ ـون﴾‬ ‫﴿ َو َ�ـ َ�يّن ّم ِْن آيَـة � َّ‬
‫السـ ـ َمـ َ‬
‫او ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫]ﻳوسﻒ‪.[105:‬‬

‫‪209‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ‬

‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ِدت تَر� ُن إِ� ِهم َشيئًا قَلي�﴾ ]اﻹسراء‪.[74:‬‬ ‫﴿ َولو� أن ثَبَّ َ‬
‫تناك ل َقد ك َ‬

‫ﻓﻘد ﺛبﺖ الﻨ� صــلى ﷲ علﻴه وســلم طوال دعوﺗه ولم ﻳركﻦ إ� ا�ﺸــرك�‪،‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ﻓﺘنسﺐ اﻵﻳﺔ الﻔﻀل � هﺬا الﺜﺒ�ات العﻈﻴم إ� ﷲ ﺗعا�‪َ ﴿ :‬ولو� أن ثبَّ َ‬
‫تناك﴾‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ ً َ‬


‫آخ َر � َت ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذموما �ذو�﴾ ]اﻹسراء‪[22:‬‬ ‫قع َد َم‬ ‫﴿� �عل مع ا�ِ إِلها‬
‫َ‬
‫َ َ َ َّ ً َ‬
‫آخ َر � ُتل� � َج َه َّن َم َم ً‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫دحورا﴾ ]اﻹسراء‪[39:‬‬ ‫لوما َم‬ ‫﴿ َو� �عل مع ا�ِ إِلها‬
‫وهﺬﻩ أﻳﻀـا رسـالﺔ لﻸمﺔ مﻦ ﺑعدﻩ علﻴه السـ�م‪ .‬ﺟاء � ﺗﻔسـ� الط�ي‪) :‬عﻦ‬
‫َُْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫َ َ َّ ً َ‬
‫آخ َر � َتق ُع َد َمذ ُم ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ومــا �ذو�﴾ ﻳﻘول‪ :‬مﺬموما‬ ‫ﻗﺘادة‪ ،‬ﻗوله ﴿� � َعــل مع ا�ِ إِلها‬
‫� ﻧعمﺔ ﷲ‪ ،‬وهﺬا ال��م وإن �ان ﺧرج على وﺟه ا�طاب ّ‬
‫لﻨ� ﷲ صـلى ﷲ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫ﺟل وعﺰ(‪.‬‬ ‫مع� ﺑه ﺟمﻴع مﻦ لﺰمه الﺘ�لﻴﻒ مﻦ عﺒاد ﷲ‬ ‫علﻴه وسلم‪ ،‬ﻓهو‬

‫ََ َ َ َ‬
‫وم‬ ‫اء مِن دونِهِ َو َ� ُ ُ‬
‫� ُهم يَ َ‬ ‫� َد ل ُهم أ ِ‬
‫و�ــ َ‬ ‫َّ ُ َ ُ َ ُ َ َ َ ُ‬ ‫ََ َ‬
‫﴿ومن يه ِد ا� �هو المهت ِد ومن يضل ِل فلن ِ‬
‫دناهم َس ً‬ ‫أواهم َج َه َّن ُم ُ�َّم ـا َخ َبت ز ُ‬
‫�ما َو ُص ًّما َم ُ‬ ‫ِيامةِ َ� ُوجوهِهم ُع ً‬
‫ميا َو�ُ ً‬ ‫الق َ‬
‫ع�ا﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫]اﻹسراء‪[97:‬‬
‫ﺟـاء � ﺗﻔســـ� اﺑﻦ عـاﺷـــور‪) :‬عﻦ اﺑﻦ عﺒـاس ‪ :‬أن الكﻔرة وﻗود للﻨـار ﻗـال ﺗعـا�‬
‫وﻗودهـا الﻨـاس وا�ﺠـارة ﻓـﺈذا أحرﻗﺘهم الﻨـار زال اللهـﺐ الـﺬي �ـان مﺘصـــاعـدا‬
‫مﻦ أﺟســـامهم ‪ ،‬ﻓ� ﻳلﺒﺜون أن ﻳعـادوا كمـا �ـاﻧوا ﻓﻴعود ا�لﺘهـاب لهم ‪ .‬ﻓـا�ﺒو‬
‫وازدﻳاد ا�ﺷــﺘعال ﺑالنســﺒﺔ إ� أﺟســادهم � � أصــل ﻧار ﺟهﻨم ‪ ،‬ولهﺬﻩ الﻨكﺘﺔ‬
‫‪210‬‬
‫ســلط ﻓعل زدﻧاهم على ﺿــم� ا�ﺸــرك� للد�لﺔ على أن ازدﻳاد الســع� �ان‬
‫ﻓﻴهم ‪ ،‬ﻓ�ﺄﻧه ﻗﻴل ‪� :‬لما ﺧﺒﺖ ﻓﻴهم زدﻧاهم سع�ا ‪ ،‬ولم ﻳﻘل ‪ :‬زدﻧاها سع�ا( ‪.‬‬

‫َ َ‬ ‫َّ َّ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫غ بَ َ‬
‫ين ُهم إِن الشــيطان �ن‬
‫َّ َّ‬ ‫� أَ َ‬
‫حســ ُن إِن الشــيطان ي�‬ ‫﴿ َو ُقل لِعِبادي يَقولُوا الَّ� ِ َ‬
‫ل ِ��سان َع ُد ًّوا ُم ً‬
‫بينا﴾ ]اﻹسراء‪.[53:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬


‫ضـلوا ف� � َ َ‬
‫سـتطيعون َسـبي�﴾ ]اﻹســراء‪،[48:‬‬ ‫انظر كيف َ َ‬
‫��وا لك ا�مثال ف‬ ‫﴿‬
‫ومﺜﻴلﺘها � سورة الﻔرﻗان اﻵﻳﺔ الﺘاسعﺔ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫��وا ل َك ا�مثـــال﴾ اﻷﺷﺒاﻩ‪ ،‬ﻗالوا ‪ :‬ﺷاعر وساحر‬
‫انظر﴾ ﻳا محمد ﴿كيـــف َ َ‬ ‫)﴿‬
‫ً‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضلوا﴾ ﻓحــاروا وحــادوا ﴿ف� � َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫طيعون َسبي�﴾ أي‪ :‬وصــو�‬‫ست‬ ‫و�اهﻦ ومﺠﻨــون ﴿ف‬
‫إ� طر�ﻖ ا�ﻖ( )ﺗﻔس� الﺒﻐوي(‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫﴿فَل ّما َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫داءنا ل َقد لقينا مِن َس َف ِرنا هذا نَ َص ًبا﴾ ]الكهﻒ‪.[62:‬‬
‫جاوزا قال ل َِفتاهُ آت ِنا غ َ‬

‫ُ َ َّ َ َ َّ َ َ َ ُ َ َّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ك َصــ ًّفا لَ َقد ج ُ‬


‫َ َّ َ‬ ‫َ ُ‬
‫متم �لن‬ ‫ئتمونا كما خلقنا�م أول مر ٍ� بل زع‬ ‫ِ‬ ‫﴿وع ِرضــوا � ر� ِ‬
‫�م َموع ًِدا﴾ ]الكهﻒ‪.[48:‬‬ ‫َ� َع َل لَ ُ‬

‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬


‫حس ُن َ� َم�﴾ ]الكهﻒ‪.[7:‬‬
‫ز�نة لها �ِ َبل َو ُهم � ُّ� ُهم أ َ‬
‫رض َ‬‫﴿إِنا َج َعلنا ما � ا� ِ‬

‫‪211‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫�ـ ُد لـك ِبـهِ َعلينـا َو�ي�﴾‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ َّ َّ‬ ‫ََ‬
‫﴿ول�ِن ِشـ ـئنـا �ـذه� ِبـا�ي أوحينـا إِ�ـك �م � ِ‬
‫]اﻹسراء‪.[86:‬‬

‫َ َ ُ َ ُ ٌ َُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫عي ُهم َمش ً‬
‫ـكورا﴾‬ ‫�ن َسـ ُ‬ ‫﴿ َو َمن أراد ا�خ َِر َة َو َســـ ـ� لها َســـ ـعيها وهو مؤمِن فأول�ِك‬
‫]اﻹسراء‪[19:‬‬
‫ور‬ ‫ر‬ ‫الﻨعﻴم َو ﱡ‬
‫الســـ ُ‬ ‫َ َ ﱠ‬
‫ﻦ‬ ‫م‬ ‫ا‬‫ـ‬‫ه‬ ‫ﻴ‬‫ﻓ‬ ‫ا‬‫ـ‬‫م‬‫َوﻗول ُـه‪َ ﴿ :‬و َم ْن أَ َر َاد ا�خ َِر َة﴾ َأي‪َ :‬أ َر َاد ال ﱠـد َار اﻵﺧ َر َة َو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َُ ََ ُ ﱠُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ول ﴿ َو ُه َو ُمؤم ٌِن﴾‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ر�ﻘ ِه وهو مﺘاﺑعﺔ الرسـ ِ‬ ‫﴿ َو َسـ َ� ل َها َسـع َي َها﴾ أي‪ :‬طلﺐ ذلك ِمﻦ ط ِ‬
‫َُ َ َ َ َ َ ُُْ ْ َ ْ ُ‬ ‫ٌ َ ُ َ ﱢ ٌ ﱠ‬ ‫َ ََ ُُ‬
‫ورا﴾(‬‫ك ً‬ ‫ا�ﺰاء ﴿فأول�ِك �ن سـعيهم مشـ‬ ‫ِ‬ ‫واب َو‬
‫مﺆمﻦ‪ ،‬أي‪ :‬مصـدق ﺑالﺜ ِ‬ ‫أي‪ :‬وﻗلﺒه ِ‬
‫)ﺗﻔس� اﺑﻦ كﺜ�(‪.‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫جلنا َ ُ� فيها ما �َشــ ُ‬


‫ر�د العــاجلَ َة َع َّ‬ ‫َ‬
‫اء ل ِ َمن نر�ــ ُد � َّم َج َعلنــا ُ� َج َه َّنــ َم‬ ‫ِ‬
‫�ن يُ ُ‬ ‫﴿ َمن‬
‫ً‬
‫دحورا﴾ ]اﻹسراء‪.[18:‬‬ ‫ذموما َم‬
‫ً‬ ‫يَص�ها َم‬

‫﴿ َو�ثوا � كه ِفهـم ث�ث مِائَة س َ‬


‫ِن� َوازدادوا � ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِسعا﴾ ]الكهﻒ‪[25:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﺟـاء � ﺗﻔســـ� اﺑﻦ عـاﺷـــور‪) :‬ﻓع� عﻦ هـﺬا العـدد ﺑـﺄﻧـه ﺛ�ﺛمـاﺋـﺔ ســـﻨـﺔ وز�ـادة‬
‫ﺗســع ‪ ،‬لﻴعلم أن الﺘﻘدﻳر ﺑالســﻨ� الﻘمر�ﺔ ا�ﻨاســﺒﺔ لﺘار�ﺦ العرب واﻹســ�م‬
‫مع اﻹﺷــارة إ� مواﻓﻘﺔ ذلك ا�ﻘدار ﺑالســﻨ� الﺸــمســﻴﺔ ال� ﺑها ﺗار�ﺦ الﻘوم‬
‫الﺬﻳﻦ مﻨهم أهل الكهﻒ ‪ ،‬وهم أهل ﺑ�د الروم ‪ ،‬ﻗال الســهﻴلﻲ ]ص‪� [301 :‬‬
‫الروض اﻷﻧﻒ‪ :‬الﻨصــــارى ﻳعرﻓون حـدﻳـﺚ أهـل الكهﻒ و�ﺆرﺧون ﺑـه‪ ،‬وأﻗول‪:‬‬
‫والﻴهود الﺬﻳﻦ لﻘﻨوا ﻗر�ﺸـــا الســـﺆال عﻨهم ﻳﺆرﺧون اﻷﺷـــهر �ســـاب الﻘمر‪،‬‬
‫‪212‬‬
‫و�ﺆرﺧون الســـﻨ� �ســـاب الدورة الﺸـــمســـﻴﺔ‪ ،‬ﻓالﺘﻔاوت ﺑ� أﻳام الســـﻨﺔ‬
‫الﻘمر�ﺔ وأﻳام الســﻨﺔ الﺸــمســﻴﺔ �صــل مﻨه ســﻨﺔ ﻗمر�ﺔ �املﺔ � �ل ﺛ�ث‬
‫وﺛ�ﺛ� سـﻨﺔ ﺷـمسـﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻴكون الﺘﻔاوت � ماﺋﺔ سـﻨﺔ ﺷـمسـﻴﺔ ﺑﺜ��ث سـﻨ�‬
‫زاﺋـدة ﻗمر�ـﺔ ‪ ،‬كـﺬا ﻧﻘلـه اﺑﻦ عطﻴـﺔ عﻦ الﻨﻘـاش ا�ﻔســـر‪ ،‬وﺑهـﺬا ﺗﻈهر ﻧكﺘـﺔ‬
‫الﺘعﺒ� عﻦ التسع السﻨ� ﺑا�زدﻳاد(‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫َ ً‬ ‫َّ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْ َ َّ َ ْ ُ ُ ْ َ َ َ ّ َّ ّ َ َ ْ ُ َ‬
‫وها �قل ل ُه ْم ق ْو� َّميْ ُســ ً‬ ‫ُ‬ ‫﴿ ّ‬
‫ورا﴾‪.‬‬ ‫�م َـــــا �ع ِرضــن �نهم ابتِغاء ر� ٍة ِمن ر�ِك ترج‬
‫]اﻹسراء‪[28:‬‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷـــور رحمه ﷲ‪" :‬و� ﺿـــمﻦ هﺬا الﺸـــرط ﺗﺄدﻳﺐ للمﺆمﻦ إن �ان‬
‫ً‬
‫ـدا مـا َﻳ ْﺒ ُلﻎ ﺑـه إ� ﻓعـل ا�� أن َ‬
‫ﻳرﺟو مﻦ ﷲ ﺗيســـ� أســـﺒـاﺑـه‪ ،‬وأن � �ملـه‬ ‫ﻓـاﻗ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الﺒﺬل اﻵن إ�‬ ‫عدم‬‫الﺸح على السرور ﺑﻔﻘد الرزق للراحﺔ مﻦ الﺒﺬل‪� ،‬ﻴﺚ � ﻳ ِ‬
‫ً‬
‫راج أن ُﻳ َس ﱠهل له � ا�سﺘﻘﺒل حرصا على ﻓﻀﻴلﺘه"‪.‬‬ ‫وهو ٍ‬
‫ﺗﺄمل هﺬا ا�ع� � اﻵﻳﺔ وا�دﻳﺜ� الﺘالﻴ�‪:‬‬
‫َ َّ ْ َ َ ً َ َّ َ‬ ‫َ َ َّ َّ َ ْ ُ ُ ُ ْ َ ُ‬
‫�ـ ُدوا َمـا‬
‫كمـا مر � ســـورة الﺘوﺑـﺔ‪﴿ :‬تولوا وأ�ينهم تفِيض مِن ا�معِ حزنـا �� ِ‬
‫ُ ُ َ‬
‫ون﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[92:‬‬ ‫ينفِق‬
‫و� ا�دﻳﺚ )مﻦ سﺄل ﷲ الﺸهادة ﺑصدق ﺑلﻐه ﷲ مﻨازل الﺸهداء ولو مات‬
‫على ﻓراﺷه( رواﻩ مسلم‪.‬‬
‫َﱠ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و� ا �ـدﻳـﺚ‪) :‬إﻧمـا الـدﻧﻴـ�ا ﻷرﺑع ِـﺔ ﻧﻔر‪ :‬عﺒ ٌـد رزﻗـه ُ‬
‫ﷲ مـا� وعلمـا ﻓهو ﻳﺘ ِﻘﻲ �‬ ‫ٍ‬
‫ًّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫ـازل عﻨـد‬
‫ـﺄحســـﻦ ا�ﻨ ِ‬
‫ِ‬ ‫﮻ ﻓﻴـه حﻘـا‪ ،‬ﻓهـﺬا ﺑ‬
‫مـا ِلـه رﺑـه‪ ،‬و� ِصـــل ﻓﻴـه ر ِحمـه‪ ،‬و�علم ِ‬
‫‪213‬‬
‫ً ْ ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ﷲ‪ ،‬ورﺟ ٌـل آﺗـاﻩ ُ‬
‫ﻳﻘول‪ :‬لو أن � مـا� َلع ِملـﺖ ﺑعم ِـل‬ ‫ﷲ علمـا ولم ُﻳﺆ ِﺗـه مـا� ﻓهو‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ُْ‬ ‫ُ ً‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬
‫ﻓ�ن‪ ،‬ﻓهو ﺑ ِنﻴ ِﺘ�ه‪ ،‬وهما � اﻷﺟر ســ ٌ‬
‫ـواء‪ ،‬ورﺟل آﺗاﻩ ﷲ ما� ولم ﻳﺆ ِﺗه علما‪ ،‬ﻓهو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ّ ً‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬
‫﮻ ﻓﻴـه حﻘـا‪،‬‬ ‫� ِﺒط � مـا ِلـه‪ ،‬و� ﻳﺘ ِﻘﻲ ﻓﻴـه رﺑـه‪ ،‬و� ﻳ ِصـــل ﻓﻴـه ر ِحمـه‪ ،‬و� ﻳعلم ِ‬
‫ﱠ‬ ‫ُ‬
‫ﻳﻘول‪ :‬لو أن‬
‫ً‬ ‫ُ ً‬
‫ﷲ مـا� و� علمـا ﻓهو‬
‫ْ‬
‫ﷲ‪ ،‬ورﺟ ٌـل لم ُﻳﺆ ِﺗـ ِه‬ ‫َْ َ‬
‫ـازل عﻨـد ِ‬ ‫ﻓهـﺬا ﺑـﺄســـو �إ ا�ﻨ ِ‬
‫وه َما � الو ْز ر َس ٌ‬
‫واء(‪.‬‬ ‫ما� َلعم ْل ُﺖ ﺑعمل ﻓ�ن‪ ،‬ﻓهو ﺑن ﱠﻴﺘ�ه ُ‬ ‫ً‬
‫�‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ِيها �ف َسقوا � َ‬
‫�� َ‬‫ََ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ً َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ َْ َ‬
‫﴿�ذا أ َردنا أن � ْهل َِك ق ْر�َة أ َم ْرنا ُم َ‬
‫ِيها﴾ ]اﻹسراء‪.[16:‬‬
‫�� َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ﻗال محمد اﻷم� الﺸـﻨﻘﻴطﻲ رحمه ﷲ‪ �) :‬مع� ﻗوله ﴿أ َمــــ ْرنا ُم َ‬
‫ِيها﴾ �‬
‫هﺬﻩ اﻵﻳﺔ الكر�مﺔ ﺛ�ﺛﺔ مﺬاهﺐ معروﻓﺔ عﻨد علماء الﺘﻔس�‪:‬‬
‫اﻷول‪ :‬وهو الصــواب الﺬي ﻳﺸــهد له الﻘرآن‪ ،‬وعلﻴه ﺟمهور العلماء أن اﻷمر �‬
‫َ‬
‫ﻗوله ﴿أ َم ْرنَا﴾ هو اﻷمر الﺬي هو ﺿد الﻨهﻲ‪ ،‬وأن مﺘعلﻖ اﻷمر محﺬوف لﻈهورﻩ‪.‬‬
‫ﺟار على اﻷسـلوب العر� المﺄلوف‪ ،‬مﻦ ﻗولهم‪:‬‬ ‫وهﺬا الﻘول الصـحﻴح � اﻵﻳﺔ ٍ‬
‫ُ‬
‫" أمــ ـرﺗه ﻓعصا� “‪ ،‬أي‪ :‬أمــ ـرﺗه ﺑالطــ ـاعﺔ ﻓــ ـع�‪ ،‬ولﻴــ ـس ا�عــ ـ� "أمرﺗه‬
‫ﺑالعصﻴان" كما � �ﻔى(‪.‬‬
‫أي أن مع� اﻵﻳـﺔ أن ﷲ ﺗعـا� أمرهم ﺑـاﻹﻳمـان والطـاعـات )وهﻲ محـﺬوﻓـﺔ‬
‫مﻘدرة(‪ ،‬لكﻨهم عصوا وﻓسﻘوا‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ ْ َّ َ ْ َ ْ َ َّ‬ ‫َّ ّ ُ ْ َ َ َ َ َ ْ ْ‬ ‫﴿ َو ُقل ْ َ‬
‫ِلظالِم َ‬
‫�‬ ‫ِ‬ ‫اء فل ُيؤمِن ومن شـاء فلي�فر ۚ إِنا أ�تدنا ل‬ ‫ا� ُّق مِن ر�ِ�م ۖ �من شـ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ْ ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫نَ ً‬
‫�ادِ� َها ۚ �ن � َ ْسـ َتغِيثوا ُ�غاثوا ب ِ َما ٍء �ل ُم ْه ِل �َشـوِي ال ُو ُجوهَ ۚ بِئ َس‬ ‫ارا أ َحــــ َ‬
‫اط ب ِ ِهم‬
‫َّ َ ُ َ َ َ ْ َ َ ً‬
‫ت ُم ْر�فقا﴾ ]الكهﻒ‪[29:‬‬ ‫ال�اب وساء‬
‫َ َْ ُْ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ َْ ْ‬
‫اء فل َي�ف ْر﴾ اﻹذن‬ ‫اء فل ُيؤمِن َو َمن شــ ـ‬ ‫ﻗال السعدي‪) :‬وليس � ﻗوله‪�﴿ :‬من شـ‬

‫� �� اﻷمر�ﻦ‪ ،‬و إﻧمـا ذلـك ﺗهـدﻳـد ووعﻴـد �ﻦ اﺧﺘـار الكﻔر ﺑعـد الﺒﻴـ�ان الﺘـام‪ .‬كمـا‬
‫ليس ﻓﻴها ﺗرك ﻗﺘال ال�اﻓر�ﻦ(‪.‬‬
‫َ ََْ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ َ ْ‬
‫حــ ُدون ِ� آيَات َِنا � �ف ْون‬ ‫ِين يُل ِ‬ ‫ومﺜل هﺬﻩ اﻵﻳﺔ الكر�مﺔ ﻗول ﷲ ﺗعا�‪﴿ :‬إِن ا�‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫� أَم َّمن يَأْ� آم ًِنا يَ ْو َم الْق َِي َ‬
‫امةِ ۚ ا� َملوا َما شِئ ُت ْم ۖ إِن ُه‬ ‫� � ا�َّــ ـار َخ ْ ٌ‬ ‫َ ََْ ََ َ َُْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫علينا ۗ أ�من يل ٰ ِ‬
‫َْ ُ َ‬
‫�﴾ ]ﻓصلﺖ‪[40:‬‬ ‫ص ٌ‬‫ب ِ َما �ع َملون بَ ِ‬
‫َْ ُ َ‬ ‫َّ‬
‫�﴾ �از�كم �ســـﺐ أحوالكم وأعمالكم‪،‬‬ ‫صــ ٌ‬ ‫ﻗال الســـعدي‪﴿ :‬إِن ُه ب ِ َما �ع َملون بَ ِ‬
‫�ف ْر﴾( اهـ‬
‫َ َ َ َ َ َْ ْ ُ‬
‫اء فل ُيؤمِن ومن شاء فلي‬
‫َّ ّ ُ ْ َ َ َ َ َ ْ ْ‬
‫ا� ُّق مِن ر�ِ�م ۖ �من ش‬ ‫كﻘوله ﺗعا�‪َ ﴿ :‬و ُقل ْ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ً‬
‫ﻓﺄﺿـع‬
‫أﺑواب ا�ﻨ ِﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﺷـﺌﺖ ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫أوسـط‬ ‫ﻗول الﻨ� ﷺ‪ :‬الوا ِل ُد‬
‫أﻳﻀـا ُ‬ ‫ومﻦ ذلك‬
‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ ْ‬ ‫ذلـك الﺒ َ‬
‫ـاب أو احﻔﻈـه‪) .‬ســـن ال�مـﺬي(‪ ،‬ﻓهـﺬا ا �ـدﻳـﺚ � ﻳع� أن اﻹﻧســـان‬
‫عﻘوق والـدﻳـه وﻇلمهمـا‬
‫ِ‬ ‫مﺨ� ﺑ� ﱢﺑر الوالـدﻳﻦ وعﻘوﻗهمـا‪ ،‬وﺑـالﺘـا� لـه ا�ﻖ �‬ ‫ﱠٌ‬
‫ّ‬
‫واﻹســــاءة إلﻴهمـا‪ ،‬ﻓهـﺬا � ﻳﻘول ﺑـه عـاﻗـل‪ .‬وإﻧمـا ا�ﻘصـــود مﻦ هـﺬا ا �ـدﻳـﺚ‬
‫الﺘحـﺬﻳر مﻦ عﻘوق الوالـدﻳﻦ والﺘهـدﻳـد والوعﻴـد �ﻦ ﻳﻔعـل ذلـك‪ ،‬وا �ـﺚ على‬
‫حﻔﻆ حﻘوﻗهما � على ﺗﻀﻴﻴعها‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ‬

‫َ َ ّ َ‬
‫ب شق ًِّيا﴾‬ ‫ُ ّ َ َ َ َ َّ ُ َ ً َ َ َ ُ ُ‬ ‫قال َر ّ ّ َ َ َ َ‬
‫َ‬
‫ب إِ� وهن العظـــم مِ� واشتعل الرأس شيبا ولم أ�ن بِد��ِك ر ِ‬
‫ِ‬ ‫﴿‬
‫]مر�م‪.[4:‬‬

‫ً ُ‬ ‫َ ُ َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ََ َ‬ ‫َ‬


‫� سو ٍء آيَة أخرى﴾ ]طه‪[22:‬‬ ‫َ‬
‫﴿واضمم يدك إِ� جناحِك �رج بيضاء مِن غ ِ‬
‫﴿مِن َغ� ســـوء﴾ ﻳع� مﻦ ﻏ� عﻴـﺐ والســـوء هـاهﻨـا ﺑمع� َ َ‬
‫ال�ص‪ .‬ﻗـال اﺑﻦ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫عﺒاس‪� :‬ان لﻴدﻩ ﻧور ساطع ﻳ�ء ﺑاللﻴل والﻨهار كﻀوء الﺸمس والﻘمر‪.‬‬
‫َ ََ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ﱠ َ َ َُ ﱠ ﱡ َْ ً‬
‫دﺧل َﻳدك ِ� ُع ﱢﺒك«‪ .‬ﻓﺄدﺧل‬
‫أما عﻨد أهل الكﺘاب‪) :‬ﺛم ﻗال له الرب أﻳﻀــا‪» :‬أ ِ‬
‫ََ ُ ُﱢ ُﱠ َ َ َ َ َ َ َُ ُ َ َ ُ َ ﱠ‬
‫ﺜل الﺜ ِلﺞ(‪) .‬سﻔر ا�روج ‪.(6:4‬‬ ‫ﻳدﻩ ِ� عﺒ ِه ﺛم أﺧرﺟها‪ ،‬و �إذا ﻳدﻩ ﺑرصاء ِم‬

‫فتمو� مِن بَعدي أَ َعج ُ‬


‫لتم‬ ‫ئسما َخلَ ُ‬ ‫َ َ ً َ‬
‫قال ب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫﴿ َول ّما َر َج َع مو� إِ� قو ِمهِ غضب ـان أسِفا‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ُ َّ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ َ َ َ َ‬ ‫مر َر ّ� ُ‬ ‫َ‬
‫القـ َ‬
‫وم‬ ‫أس أخيــهِ �ُ ُّرهُ إِ�ــهِ قال ابن أم إِن‬ ‫لواح َوأخــذ ب ِ َر ِ‬‫�ــم وأل� ا�‬ ‫ِ‬
‫أ َ‬
‫ّ‬
‫وم الظال َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـعفو� َو�دوا يَ ُ‬ ‫اس َ‬
‫ِم�﴾‬ ‫عداء َو� � َعل� َم َع الق ِ‬‫� ا� َ‬ ‫قتلون� ف� �شـ ِمت َ‬
‫ِ‬
‫ـتض َ‬

‫]اﻷعراف‪[150:‬‬
‫الﺒعﺾ ﻳدعﻲ أن ﻧ� ﷲ هارون ﺗركهم ﻳعﺒدون العﺠل ﻷﺟل الوحدة الوطﻨﻴ�ﺔ‬
‫َ‬ ‫ُ َ َ ْ‬
‫يت أن َ�قول ف َّرق َ‬
‫ت بَ ْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫� بَ� إِ ْ َ‬
‫�ا�ِيل﴾‪ ،‬ﺑيﻨما مﻦ ﻳﻘرأ اﻵﻳﺔ‬ ‫شـ ُ‬
‫و�ســتﺸــهد ﴿إ ِ ِ� خ ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫قتلونَ�﴾ ﻳﻔهم أن ﻧ� ﷲ هـارون أﻧكر‬
‫ـعفو� َو�دوا يَ ُ‬ ‫وم اســ َ‬
‫ـتضــ َ‬ ‫الﺜـاﻧﻴـ�ﺔ ﴿إن الق َ‬
‫ِ‬
‫علﻴ ـهم � ﻏاﻳ ـﺔ اﻹﻧ�ار ح� �ادوا ﻳﻘﺘ ـلوﻩ‪ ،‬وأما الﺘﻔر� ـﻖ الوارد � اﻷﻳ ـﺔ اﻷو�‬

‫‪216‬‬
‫َ‬ ‫ت بَ ْ َ‬ ‫َُ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫� بَ� إِ ْ َ‬
‫�ا�ِيل﴾ ﻓﻴﻘصــد ﺑها ﺗﻔرﻗﺔ ﺑ� إســراﺋﻴ�ل‬ ‫يت أن �قول ف َّرق َ‬
‫شـ ُ‬
‫﴿إِ ِ� خ ِ‬
‫ِ‬
‫إذا ﺗرك هـارون َمﻦ َع َﺒـد العﺠـل و�ﻖ مو� مع مﻦ اﺗﺒعـه‪ .‬ﺟـاء � ﺗﻔســـ�‬
‫ﻓرﻗﺖ ﺑ� ﺟماعﺘهم‪ ،‬ﻓ�كﺖ‬ ‫الط�ي‪) :‬ﻓﻘال له هارون‪ :‬إ� ﺧﺸﻴﺖ أن ﺗﻘول‪ّ ،‬‬
‫َ َّ‬ ‫ﱢ‬
‫ﺑعﻀهم وراءك‪ ،‬وﺟﺌﺖ ﺑﺒعﻀهم‪ ،‬وذلك َﺑ� � ﻗول هارون للﻘوم ﴿يَا ق ْو ِم إنــ َما‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ َّ ُ ُ َّ َ ُ َّ ُ‬‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ْ‬
‫و� َوأ ِطيـ ُعوا أ ْمرِي﴾ و� ﺟواب الﻘوم له وﻗﻴلهم‬ ‫ُ ْ‬
‫فتِنتم بِهِ �ن ر��م الر�ن فاتبِع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫� َح َعليْهِ َ�كِف َ‬
‫ِ� َح َّ� يَ ْرج َع إ�ْ َنا ُم َ‬ ‫َ‬
‫﴿ل ْن ن ْ َ‬ ‫َ‬
‫و�﴾(‪.‬‬ ‫ِ ِ‬

‫َّ َ َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ٌّ َ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫َُ‬


‫ا� َّنةِ فتش� ۝ إِن لك‬ ‫جك ف� � ِر َج َّنكما مِن‬
‫﴿�قلنا يا آدم إِن هذا عدو لك ول ِزو ِ‬
‫ضَ ٰ‬‫َ َ َّ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ َ ْ‬ ‫ِيها َو َ� َ� ْع َر ٰ‬ ‫َ َّ َ ُ َ‬
‫وع � َ‬
‫�﴾ ]طه‪[119-117:‬‬ ‫ى ۝ و�نك � �ظمأ �ِيها و� ت‬ ‫�� �‬

‫ﺟاء � ﺗﻔسـ� الﻘرط�‪) :‬وإﻧما ﺧصـه ﺑﺬكر الﺸـﻘاء ولم ﻳﻘل ﻓتﺸـﻘﻴان ‪ :‬ﻳعلمﻨا‬
‫أن ﻧﻔﻘـﺔ الﺰوﺟـﺔ على الﺰوج ؛ ﻓمﻦ ﻳومﺌـﺬ ﺟرت ﻧﻔﻘـﺔ النســــاء على اﻷزواج ‪،‬‬
‫ﻓلما �اﻧﺖ ﻧﻔﻘﺔ حواء على آدم كﺬلك ﻧﻔﻘات ﺑﻨ�اﺗها على ﺑ� آدم �ﻖ الﺰوﺟﻴﺔ‪.‬‬
‫وأعلمﻨـا � هـﺬﻩ اﻵﻳـﺔ أن الﻨﻔﻘـﺔ ال� �ـﺐ للمرأة على زوﺟهـا هـﺬﻩ اﻷرﺑعـﺔ ‪:‬‬
‫الطعام والﺸراب والكسوة وا�سكﻦ(‪.‬‬

‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫�بال َه ًّدا﴾ ]مر�م‪[90:‬‬ ‫ُ َ ُّ‬ ‫ُ َ َ َّ َ ُ َ َ ُّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬
‫﴿ت�اد السماوات �تفطرن مِنه وتنشق ا�رض و�ِر ا ِ‬

‫َ َّ‬ ‫الر�ن َ� َ‬ ‫ُ َ َ َ َّ َ‬
‫ك َعــ ٌ‬ ‫ّ َ‬ ‫﴿يــا َ�بَ‬
‫طان َو ِ�ًّــا﴾‬
‫ِ‬ ‫ــ‬‫ي‬ ‫ِلش‬ ‫ل‬ ‫ون‬‫ــ‬ ‫ك‬‫ت‬ ‫ِ‬
‫ذاب م َِن َّ‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫اف‬‫ــ‬ ‫خ‬ ‫أ‬ ‫�‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ت‬
‫ِ‬
‫]مر�م‪[45:‬‬

‫‪217‬‬
‫ّ‬
‫ﻳﻘول اﺑﻦ عـاﺷـــور ‪) :‬و لﻺﺷـــارة إ� أن أصـــل حلول العـﺬاب ﺑمﻦ �ـل ﺑـه هو‬
‫ا�رمان مﻦ الرحمﺔ � ﺗلك ا�الﺔ ع� عﻦ ا��لﺔ ﺑوصــﻒ الرحمﻦ لﻺﺷــارة‬
‫ُ‬
‫إ� أن حلول العـﺬاب ممﻦ ﺷـــﺄﻧـه أن ﻳرحم إﻧمـا ﻳكون لﻔﻈـاعـﺔ ﺟرمـه إ� حـد أن‬
‫�رمه مﻦ رحمﺘه َمﻦ ﺷﺄﻧه سعﺔ الرحمﺔ(‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ْ‬ ‫َّ َ َ ْ َ َ ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ ُ ًّ‬ ‫َ‬ ‫َََْ‬ ‫ََ‬
‫وب ۖ َو� َج َعل َنا‬ ‫�ل ُه ْم َو َما َ� ْع ُب ُدون مِن ُدو ِن ا�ِ وهبنا � إِسـحاق و�عق‬ ‫﴿فل ّم َــــا اع‬
‫َ‬
‫نبِ ًّيا﴾ ]مر�م‪[49:‬‬
‫ﻗال السـعدي‪ :‬ولما �ان مﻔارﻗﺔ اﻹﻧسـان لوطﻨه ومﺄلﻔه وأهله وﻗومه مﻦ أﺷـﻖ‬
‫�ء على الﻨﻔس‪ ،‬ﻷمور كﺜ�ة معروﻓﺔ‪ ،‬ومﻨهـا اﻧﻔرادﻩ عمﻦ ﻳﺘعﺰز ﺑهم و�ﺘك�‪،‬‬
‫إﺑراهﻴم َ‬
‫ﻗومه‪ ،‬ﻗال ﷲ‬ ‫ُ‬ ‫و�ان مﻦ ﺗرك ﺷـــﻴﺌ�ا ﮻ عوﺿـــه ﷲ ﺧ�ا مﻨه‪ ،‬واع�ل‬
‫َّ َ َ ْ َ َ ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ ُ ًّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ ْ َ َ َ‬
‫وب ۖ َو�﴾‬ ‫�ل ُه ْم َو َما َ� ْع ُب ُدون مِن ُدو ِن ا�ِ وهبنا � إِس ـحاق و�عق‬ ‫� حﻘه‪﴿ :‬فلما اع‬
‫ْ‬
‫مﻦ إسـحاق و�عﻘوب ﴿ َج َعل َنا نَبِ ًّيا﴾ ﻓحصـل له هﺒﺔ هﺆ�ء الصـا�� ا�رسـل�‬
‫إ� الﻨاس‪ ،‬الﺬﻳﻦ ﺧصـــهم ﷲ ﺑوحﻴه‪ ،‬واﺧﺘارهم لرســـالﺘه‪ ،‬واصـــطﻔاهم مﻦ‬
‫العا��‪.‬‬
‫ﻗـال اﺑﻦ الﻘﻴم رحمـه ﷲ‪" :‬وﻗولهم مﻦ ﺗرك ﮻ ﺷـــﻴﺌـ�ا عوﺿـــه ﷲ ﺧ�ا مﻨـه‪:‬‬
‫حﻖ‪ .‬والعوض أﻧواع مﺨﺘلﻔــﺔ؛ وأﺟـ ّـل مــا ﻳعوض ﺑــه‪ :‬اﻷﻧس ﺑــا﮻ ومحﺒﺘ ـ�ه‪،‬‬
‫وطمﺄﻧيﻨ�ﺔ الﻘلﺐ ﺑه‪ ،‬وﻗوﺗه وﻧﺸاطه وﻓرحه ورﺿاﻩ عﻦ رﺑه ﺗعا�"‪.‬‬

‫� َد ٰ‬ ‫ََ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬


‫ك َ�نْ َها َمن � يُ ْؤم ُِن ب َها َوا� َب َع َه َواهُ ف ْ‬
‫َ ُ َّ َ‬‫ََ‬
‫ى﴾ ]طه‪.[16:‬‬ ‫ِ‬ ‫﴿ف � ي ص دن‬
‫‪218‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ‬

‫ُ ُ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ّ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫﴿ َوما أَ َ‬


‫� إِ� إِذا � َم ّ� أل� الشــيطان � أمنِيَّتِهِ‬ ‫ســول و� ن ٍِ‬
‫ٍ‬ ‫رســلنا مِن قبلِك مِن َر‬

‫كيم﴾ ]ا�ﺞ‪[52:‬‬ ‫ا� َع ٌ‬


‫ليم َح ٌ‬ ‫يطان ُ� َّم ُ�� ُِم َّ ُ‬
‫ا� آياتِهِ َو َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ل� الش‬ ‫َ َ َ ُ َّ ُ ُ‬
‫�ينسخ ا� ما ي ِ‬
‫ُ ﱢ‬
‫الم َﺒلﻎ‬ ‫حﻴﺚ ﺟاء � ﺗﻔس� هﺬﻩ اﻵﻳﺔ أن الﺸﻴطان �دث ا�طﺄ إما على لسان‬
‫أو � عﻘـل مﻦ ﺗﺒلﻐـه الـدعوة أو ﺑﺘﻀـــﻴﻴع آﺛـار الﻔهم الصـــواب للﻨص و� ذلـك‬
‫َّ‬ ‫ْ ّ‬ ‫َ َ ََْ َ ُْ ْ َ‬
‫آن فَ ْ‬
‫اســـ َتعِذ بِا�ِ م َِن الشـــيْ َطا ِن‬ ‫�ان أمر ﷲ سﺒحاﻧه وﺗعا� ﴿فإِذا قرأت القـــر‬
‫َّ‬
‫الر ِجي ِم﴾‪.‬‬

‫َ ُ َ َ َ‬ ‫اف�اهُ بَل ُه َو شاع ٌِر فَ َ‬


‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ليأت ِنا بِآيَــ ٍة كما أرسِل ا� َّولون﴾‬ ‫﴿بَل قالــوا أضغاث أح� ٍ� بَ ِل‬
‫]اﻷﻧبﻴ�اء‪.[5:‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ َ ّ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َّ‬


‫آك ا�يــ َن �فروا إِن َ� َّتخِذونــك إِ� ُه ُز ًوا أهذا ا�ي يَذك ُر آل َِه َتكــم َو ُهم‬ ‫﴿�ذا ر‬
‫َ‬
‫ِرون﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء‪.[36:‬‬ ‫�ن ُهم �ف‬ ‫َّ‬
‫ِ�ر الر ِ‬
‫بِذ ِ‬

‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬


‫﴿� يَأتيــهِ ا�ــاطِل مِن بَيــ ِن يَ َديــهِ َو� مِن خــلفِهِ ت��ــل مِن َحكيــ ٍ� �يــ ٍد﴾‬
‫]ﻓصلﺖ‪.[42:‬‬

‫‪219‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫رض يَرثُه ـا عِباد َِي ّ‬ ‫ّ َ َّ َ َ‬ ‫﴿ َولَ َقد َك َتبنا � َّ‬
‫ا�ون ۝ إِن ِ�‬ ‫الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫الز�ورِ ِمن بَع ِد ا�ِكرِ أن ا�‬ ‫ِ‬
‫ِين﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء‪.[106-105:‬‬ ‫َ�ٰ َذا َ�َ َ� ً� لّ َِق ْو� َ�بد َ‬
‫ٍ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫عبـاد َِي‬ ‫واﻷرض عﻨـد كﺜ� مﻦ ا�ﻔســـر�ﻦ � ﻗولـه ﺗعـا� ﴿أن ا�رض يَ ِرثهــــــا ِ‬
‫َ‬ ‫َّ َّ‬
‫ا� ْمـــ ُد ِ�ِ ا�ِي َص َد� َنا‬‫ون﴾ هﻲ أرض ا�ﻨﺔ‪ ،‬ﺑدلﻴل ﻗوله ﺗعا�‪َ ﴿ :‬و َقالُوا ْ َ‬ ‫َ‬
‫ا�‬‫الص ِ‬‫ّ‬
‫اء ۖ فَن ِْع َم أَ ْ‬
‫ج ُر الْ َعا ِمل َ‬ ‫ث �َشـ َــــ ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َو ْع َدهُ َوأ ْو َر َ� َنــــا ْا� ْر َض نَتَ َب َّوأ م َِن ْ َ‬
‫ِ�﴾‬ ‫ا� َّنةِ َحيْــــ‬
‫]الﺰمر‪.[74:‬‬
‫َ ً‬
‫و﴿بَ��﴾ عﻨد ﺑعﺾ ا�ﻔســر�ﻦ هﻲ ﺑمع� الﺒلﻐﺔ ال� َﻳﺒلﻎ ﺑه ا�ســاﻓر ﻗصــدﻩ‬
‫زاد‪ ،‬أي ما ﻳكﻔﻴه مﻦ طعام وﺷراب‪.‬‬
‫مﻦ ٍ‬
‫ﻓﺈن حﻘﻴﻘﺔ أن ا�ﻨﺔ هﻲ للصــا�� ﻓﻘط هﻲ حﻘﻴﻘﺔ ﻳســﺘصــحﺒها العاﺑدون‬
‫� مﺸــوارهم � الدﻧﻴ�ا‪ ،‬ﻓﺘصــ�هم على أذاها وﺗ�الﻴﻔها‪ ،‬كما ﻳتﺒلﻎ ا�ســاﻓر إ�‬
‫ً‬
‫ﻗصـــدﻩ ﺑﺒلﻐﺔ مﻦ طعام وﺷـــراب‪ .‬وهﺬا ا�ع� أﺷـــد حﻀـــورا �لما �ان العﺒد‬
‫َ َ َ ً َّ‬
‫أصح عﺒادة ﴿ إن � َ�ٰذا �َ�� ل ِق ْو� َ�بد َ‬ ‫َّ‬
‫ِين﴾‪.‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬

‫ك َ�َقـــولُ َّن يا َو�لَنـــا إنّـــا ُك ّنا ظال َ‬


‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ ٌ‬ ‫ََ َ ّ‬
‫ِم�﴾‬ ‫ِ‬ ‫﴿ول�ِن مس َـــتهم نفحة مِن ع ِ‬
‫ذاب ر� ِـــ‬
‫]اﻷﻧبﻴ�اء‪.[46:‬‬

‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ َ ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬


‫نت ُم الظال ِم ـون ۝ � َّم ن�ِسوا � ُرءو ِسـ ِهم لقد‬ ‫س ِهم فقالوا إِن�م أ‬ ‫﴿ف َر َجعوا إِ� أنف ِ‬
‫َ‬ ‫ِمت ما ُ‬
‫َعل َ‬
‫ون﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء‪.[65-64:‬‬ ‫هؤ� ِء يَن ِطقـ‬

‫‪220‬‬
‫َ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ َ َ‬ ‫﴿ َو َذا ا�ّون إذ َذ َه َ‬
‫ب ُمغاض ِـ ًبا �ظ َّن أن لن نقد َِر َعليهِ فنادى ِ� الظلم ـاتِ أن � إ ِ َ�‬ ‫ِ ِ‬
‫ِم�﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء‪[87:‬‬
‫َ َ ّ ُ ُ َ ّ‬
‫الظال َ‬ ‫نت ُسبحانك إِ� كنـت مِن‬ ‫إ ّ� أَ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ﺟـاء � ﺗﻔســـ� اﺑﻦ كﺜ�‪َ �﴿) :‬ظ َّن أن لن نقـد َِر َعليـهِ﴾ أي‪ :‬ﻧﻀـــﻴﻖ علﻴـه � ﺑطﻦ‬
‫ا�وت‪ .‬ﻳروى �و هﺬا عﻦ اﺑﻦ عﺒاس‪ ،‬ومﺠاهد‪ ،‬والﻀحاك‪ ،‬وﻏ�هم‪ ،‬واﺧﺘارﻩ‬
‫اﺑﻦ ﺟر�ر‪ ،‬واستﺸهد علﻴه ﺑﻘوله ﺗعا�‪َ ﴿ :‬و َمن قُد َِر َعلَيْـــهِ ر ْز ُق ُه فَلْ ُينف ِْق م َِّما آتَاهُ‬
‫ِ‬
‫ا� َ� ْع َد ُع ْسـر � ُ ْ ً‬ ‫ج َع ُل َّ ُ‬
‫اهــا ۚ َس َيـ ْ‬ ‫َّ ُ َ ْ ً َّ َ َ َ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َّ ُ َ‬
‫�ا﴾‬ ‫ٍ‬ ‫ا� ۚ � يُ�لِف ا� �فسـا إِ� ما آت‬
‫]الط�ق‪.([7:‬‬

‫عون إ ّ� ل َِمـن ارتَـ� َو ُهم مِن َخ َ‬


‫َ َ َُ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫شيـتِهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬‫ـ‬ ‫ش‬‫�‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫لف‬ ‫خ‬ ‫ما‬‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫يدي‬ ‫﴿يَعل ُم ما ب� أ‬
‫َ‬
‫ِقون﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء‪[28:‬‬ ‫ُمشف‬
‫ﻓﺄﺧ� سﺒحاﻧه هﻨا عﻦ ﺧﺸﻴﺔ ا��ﺋكﺔ رﺑهم سﺒحاﻧه‪.‬‬

‫َ‬ ‫ُ ُ ََ َ‬ ‫﴿لَ َقد أَ َ‬


‫نز�ا إ َ� ُ‬
‫ِلون﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء‪[10:‬‬ ‫�م أف� تعق‬‫�م كِتابًا فيهِ ذِكر‬ ‫ِ‬
‫ّ َ ْ َّ َ‬
‫ﻓﻴه ذكركم‪ :‬ﻳع� ﻓﻴه ﺷرﻓكم‪ ،‬كما ﻗال ﺗعا� � آﻳﺔ آﺧرى ﴿�ن َــ ُه لــذِ�ــ ٌر لــك‬
‫َول َِق ْوم َِك﴾ ]الﺰﺧرف‪.[44:‬‬

‫ُ َ َ‬ ‫ا� َ‬ ‫الو� َو� � َ َ‬


‫سم ُع ُّ‬
‫الص ُّم ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ ُ ُ ُ‬
‫رون﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء‪[45:‬‬ ‫�ء إِذا ما ينذ‬ ‫﴿قل إِنما أنذِر�م ب ِ ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫�﴾ ﺗع� إﻧما ﻧﺬار� لكم هﻲ ﺑالو�‪ ،‬ﺑما‬ ‫َ‬
‫﴿إِنما﴾ أداة حصر‪ ،‬ﻓــــ﴿إِنما أنذِر�م بِالو ِ‬
‫ﻳوحﻴه إ� ر�‪) .‬مسﺘﻔاد مﻦ أﺿواء الﺒﻴ�ان‪/‬الﺸﻨﻘﻴطﻲ(‬

‫‪221‬‬
‫ََ‬
‫والﺬي �عل الﻔلسـﻔﺔ ُمرﺗكﺰ ُﻩ � الدعوة ﻗد حاد عﻦ هﺬا ا�ﻨهﺞ الﺬي وﺟه ﷲ‬
‫ً‬
‫ﺗعا� إلﻴه ﻧبﻴ�ه صلى ﷲ علﻴه وسلم‪ ،‬وﺟعل الﻔلسﻔﺔ عوﺿا عﻦ الو�‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫سـج ُد َ ُ� َمن � َّ‬ ‫﴿ َ�لَم تَ َر أَ َّن َّ َ‬


‫ا� � َ ُ‬
‫مس َوالق َم ُر‬
‫الشـــــ ُ‬ ‫رض و‬ ‫الســـــماواتِ َو َمن ِ� ا� ِ‬ ‫ِ‬
‫ذاب َو َمن‬ ‫الع ُ‬ ‫اس َو َ� ٌ‬
‫ث� َح َّق َعلَيهِ َ‬ ‫واب َو َ� ٌ‬
‫ث� م َِن ا�ّــ ِ‬ ‫ا� ُّ‬ ‫ُ َ َّ‬
‫الش َ‬
‫ج ُر َو َّ‬ ‫�بال و‬ ‫َ ُّ ُ َ‬
‫وا�جوم وا ِ‬
‫شاء﴾ ]ا�ﺞ‪[18:‬‬ ‫فع ُل ما � َ ُ‬
‫ا� يَ َ‬ ‫ا� فَما َ ُ� مِن ُمكر� إ َّن َّ َ‬ ‫يُهن َّ ُ‬
‫ٍِ ِ‬ ‫ِ ِ‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ا��ْ َيا َو ْا�خ َِرة ِ فَلْ َي ْم ُد ْد � َســ َبب إ َ� َّ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫الس َماءِ � َّم‬ ‫ا� � ُّ‬ ‫ان َ� ُظ ُّن أن لَّن يَ ُ َ‬
‫ن�هُ َّ ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫﴿من كــ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ْ ُ ْ َ َّ َ ْ ُ ُ َ َ ُ‬
‫ِيظ﴾ ]ا�ﺞ‪[15:‬‬ ‫�قطع فلينظر هل يذهِ� كيده ما يغ‬
‫ْ‬ ‫ﱡ ْ‬ ‫ً‬
‫ﷲ ُم َح ﱠمـدا ﷺ ِ� الـدﻧ َﻴـ�ا َواﻵ ِﺧ َر ِة‪،‬‬ ‫ان َﻳ ُﻈ ﱡﻦ َأ ْن َل ْﻦ َﻳ ْﻨ ُصـــ َر ﱠ ُ‬
‫َ ْ َ َ‬ ‫َﻗـ َ‬
‫ال ْاﺑ ُﻦ َع ﱠﺒـ ٍاس‪ :‬مﻦ �ـ‬
‫ُ َّ َ ْ َ ْ َ ُ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫� ْﺒل ﴿إ َ� َّ‬ ‫﴿فَلْ َي ْم ُد ْد � َس َب َ ْ َ‬
‫ول‪ :‬ﺛ ﱠم‬ ‫الس َماءِ﴾ أ ْي‪َ :‬س َمــ ـ ِاء َﺑ ْي ِﺘــ ـ ِه‪�﴿ ،‬م �قطع﴾ ﻳﻘ‬ ‫ب﴾ أي‪ِ ٍ ِ :‬‬ ‫ِ ٍ‬
‫ْ َ ْ‬
‫ِل َﻴﺨﺘ ِﻨﻖ ِﺑ ِه‪...‬‬
‫َ َْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ ْ َ ﱠ َ ﱠ ﱠ َ َْ َ َ‬
‫�اصـــ ٍر ُم َح ﱠمـدا ﷺ َو ِكﺘـ َاﺑـ ُه َو ِدﻳﻨـ ُ�ه‪ ،‬ﻓل َﻴـﺬهـ ْﺐ‬ ‫ﷲ ليس ِﺑﻨـ ِ‬ ‫وا�ع�‪ :‬مﻦ ﻇﻦ أن‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ََْ ْ ُ ْ َْ َ ُ َ ﱠ ﱠ َ َ‬
‫اص ُر ُﻩ � َم َحالﺔ‪.‬‬ ‫ﷲﻧ ِ‬ ‫ﻓلﻴﻘﺘل ﻧﻔسه‪ ،‬ﻓ �ﺈن‬

‫ُ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫�ذا ُ�تْ َ ٰ َ َ ْ ْ َ ُ َ َ ّ َ‬
‫َ‬
‫ادون‬ ‫ات � ْع ِرف ِ� وجوه ِ ا�ِين �فروا المنكر ۖ ي�ـ‬ ‫� علي ِهم آيـا�نـا بيِنـ ٍ‬ ‫﴿‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ار َو َع َدها‬ ‫� ّمِن َ�ٰل ُ‬
‫ِ� ُم ۗ ا�َّــ ُ‬ ‫َ ْ ُ َ َّ َ َ ْ ُ َ َ َ ْ ْ َ َ ُ ْ َ َ َ ّ ُ ُ َ ّ‬
‫�ســطون بِا�ِين �تلون علي ِهم آيات ِنا ۗ قل أف�نبِئ�م � ِ ٍ‬
‫ص ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ُ َّ َ َ َ‬
‫�﴾ ]ا�ﺞ‪[72:‬‬ ‫ِين �ف ُروا ۖ َو�ِئ َس ال َم ِ‬ ‫ا� ا�‬

‫‪222‬‬
‫ﻗال الســـعدي‪) :‬مﻦ ﺑﻐﻀـــها وكراهﺘها‪ ،‬ﺗرى وﺟوههم معبســـﺔ‪ ،‬وأﺑﺸـــارهم‬
‫مكﻔهرة(‪.‬‬

‫َْ َ‬
‫�ن﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء‪ [70:‬و﴿ا� ْسفل َ‬ ‫َْ ْ‬
‫الكــ ـلمﺘان هــ ـما ﴿ا�خ َســـر َ‬
‫ِ�﴾ ]الصاﻓات‪� [98:‬‬ ‫ِ‬
‫ﻗصﺔ ﻧ� ﷲ إﺑراهﻴم علﻴه الس�م‪.‬‬
‫ﻗال اﻹسـ�ا� � درة الﺘﻨﺰ�ل‪ �) :‬ﻗصـﺔ إﺑراهﻴم علﻴه السـ�م � سـورة اﻷﻧبﻴ�اء‬
‫�ن﴾‪ ،‬و� الصــاﻓات ﴿فَأَ َر ُ‬ ‫َ ْ ً َ َ َ َْ ُ ُ َْ ْ‬
‫خ َ� َ‬ ‫َََ ُ‬
‫ادوا بِهِ‬ ‫ﻗال]ﺗعا�[‪﴿ :‬وأرادوا بِهِ كيدا فجعلنــاهم ا� ِ‬
‫ِ�﴾‪ ،‬وهﻲ ﻗصﺔ واحدة‪ ،‬ﻓما ا�كمﺔ ﻓﻴه؟‬ ‫اه ُم ْا�َ ْس َفل َ‬
‫ج َعلْ َن ُ‬
‫َكيْ ًدا فَ َ‬

‫و� ســورة اﻷﻧبﻴ�اء أﺧ� ﷲ ﺗعا� عﻦ إﺑراهﻴم علﻴه الســ�م أﻧه �اد أصــﻨامهم‬
‫ام ُ‬
‫صـ ـ َنـ َ‬ ‫ِيـدن أ ْ‬
‫ا�ِ �� َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ََ‬
‫َ َ َّ‬
‫�م﴾ ]اﻷﻧبﻴـ�اء‪ ،[57:‬وأﺧ� أﻧهم أرادوا أن ﻳكﻴـدوﻩ‬ ‫﴿وتـ‬
‫كــﺬلــك ﴿ َوأَ َر ُادوا بـهِ َك ْيـ ًدا﴾‪ ،‬ﻓﺘﻘــاﺑــل الكﻴــدان‪ ،‬ﻓلمــا عــاد علﻴهم كﻴــدهم ّ‬
‫ع�‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ًْ َ َ َ َ ُ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬‫َ‬
‫خ َ� َ‬
‫�ن﴾‪.‬‬ ‫ﺑا�سارة‪ ،‬ﻓﻘال ﺗعا�‪﴿ :‬وأرادوا بِهِ كيدا فجعلناهم ا� ِ‬
‫َ‬
‫و� الصــاﻓات ﻗال ﻗﺒلها ﴿قَالُوا ا�ْ ُنوا َ ُ� بُنْ َيانًا فَ�لْ ُقوهُ ِ� ْ َ‬
‫ا�حِي ِم﴾ ﻓلما رموا ﻧ� ﷲ‬
‫مـﻦ ﻓـوق الـﺒـﻨ ـ�اء إ� أســــﻔــل‪ ،‬عــاﻗـﺒـهـم ﷲ مـﻦ ﺟـنـس عـمـلـهـم ﻓـﺠـعـلـهـم هـم‬
‫اﻷسﻔل�‪ ،‬وأصﺒح أمر ﻧ� ﷲ ً‬
‫عالﻴا(‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ‬

‫كـــ ـم بهِ َج ّنات مِن َ�يل َوأَعناب لَ ُ‬


‫�م فيها فَواك ُِه َك َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ َ‬
‫ث� ٌة َومِنها‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫﴿فأ�ش ـأنا ل‬
‫ُ َ‬
‫تَأ�ون﴾ ]ا�ﺆمﻨون‪[19:‬‬
‫ّ‬
‫ﻓـا﮻ عﺰ وﺟـل عﻨـدمـا ذكر الﻔواكـه � الـدﻧﻴـ�ا ﻗـال � ســـورة ا�ﺆمﻨون ﴿ َومِنهـا‬
‫ُ َ‬
‫تَأ�ــون﴾‪ ،‬مما ﻳدل على محﺬوف مﻦ أوﺟه ا�ﻨاﻓع والﺘصرف � الدﻧﻴ�ا ﺗﻘدﻳرﻩ‪:‬‬
‫ُ‬
‫ﺗﻨﻈرون إ� ُحســـﻨـه وﻧﻀـــﺠـه‪ ،‬ومﻨـه ﺗـﺄ�لون‪ .‬ﺑيﻨمـا عﻨـدمـا ذكر ﷲ اﻷ�ـل مﻦ‬
‫َ‬
‫﴿ ّمِنْ َهــــا تَأ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫�لــــون﴾ ﺑدون حرف الواو � آﻳات سـورة‬ ‫الﻔواكه � اﻷﺧرة ﻗال‪:‬‬
‫َ ُ ْ َ َ ٌ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َّ ُ َّ ُ ْ ُ ُ َ َ ُ ُ َ ُ َ‬
‫ِيهـا فاك َِهة‬ ‫نت ْم � ْع َملـون ۝ ل�م �‬‫الﺰﺧرف ﴿وت ِلك ا�نـة ال ِ� أورِ�تموهـا بِمـا ك‬
‫َ ٌَ َّْ َ ْ ُ ُ َ‬
‫ون﴾ ]الﺰﺧرف‪ ،[73-72:‬لعــدم وﺟود محــﺬوف ‪-‬أوﺟــه‬ ‫كثِ�ة مِنهـا تـأ�ل‬
‫ا�ﻨاﻓع والﺘصرف الدﻧﻴو�ﺔ‪ -‬كما � آﻳﺔ سورة ا�ﺆمﻨون‪.‬‬

‫صباح � ُز َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫﴿ َّ ُ‬


‫جاج ٍة‬ ‫ِصباح ال ِم‬ ‫رض َمثـل نورِه ِ ك ِمش�ةٍ فيها م‬ ‫ماوات َوا� ِ‬‫ِ‬ ‫السـ‬‫نور َّ‬
‫ا� ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُّ َ ُ َ َ َّ‬
‫بار� ٍة َز�تون ٍة � �� َِّيـ ٍة َو� غر� ِ َّي ٍة‬ ‫ب ُد ّرِ ٌّي يوق ُد مِن شجر ٍ� م‬ ‫و� ٌ‬ ‫جاجة ك�نهـا ك‬ ‫الز‬
‫ا� �ِ ـوره ِ َمن � َ ُ‬
‫شاء‬ ‫ور َ� نـور يَـهدِي َّ ُ‬ ‫ار نـ ٌ‬ ‫مس ُ‬
‫سه نـ ٌ‬ ‫�ء َولَو لَم تَ َ‬
‫�تهـا يُ ُ‬ ‫ُ‬
‫�اد َز ُ‬ ‫يَ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫� ّل َ� ٍء َع ٌ‬ ‫ِلن ِ َ َّ ُ ُ‬ ‫َ َ ُ َّ ُ َ َ‬
‫مثال ل ّ‬
‫ليم﴾ ]الﻨور‪[35:‬‬ ‫اس وا� ب ِ ِ‬ ‫�ب ا� ا�‬ ‫و� ِ‬
‫ار﴾‪ ،‬وﻧور‬ ‫مس ُ‬
‫سه ن ـ ٌ‬ ‫�ء َولَو لَم تَ َ‬ ‫ﻓهﻨاك ﻧوران‪ :‬ﻧور الﻔطرة الﻨﻘﻴﺔ ﴿يَ ـ ُ‬
‫�د َز� ـ ُتها يُ ُ‬

‫الﻘرآن‪ ،‬ﻓﻨور الﻔطرة ﺧلﻘه ﷲ عﺰ وﺟل � الﻘلوب‪ ،‬وﻧور الﻘرآن إذا ما أﺿـــﻴﻒ‬
‫إ� ﻧور الﻔطرة صار ً‬
‫ﻧورا على ﻧور‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫ُ ُ ُ ُ َ‬ ‫َ َ َ َ ُ َّ َ َ‬
‫َ َّ َ‬
‫ر�د أن َ� َتفضل‬ ‫� َفروا مِن قَو ِمــهِ مــا هذا إِ ّ� � َ َ ٌ‬
‫� مِثــل�م ي‬ ‫﴿فقال الم� ا�يــن‬
‫َ‬
‫كـ ًة مـا َسـ ـمعنـا بهـذا � آبـا� َنـا ا� َّو َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫ََ ُ ََ‬
‫ل�﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫علي�م ولو شـــاء ا� �نزل م�� ِ‬
‫]ا�ﺆمﻨون‪.[24:‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫�م َو َعملُوا ّ‬ ‫آمن ـوا مِن ـ ُ‬ ‫ا� َّا�ي ـ َن َ‬
‫﴿ َو َع ـ َد َّ ُ‬
‫رض ك َما‬‫ستخل ِف َّن ُهم ِ� ا� ِ‬ ‫ات لي‬
‫ا� ـ ِ‬ ‫الص ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ ُ َ ّ َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ـتخلَ َف َّا� َ‬
‫دين ُه ُم ا�ِي ارت� ل ُهم َو�ُ َب ّدِ�َّ ُهم مِن بَع ِد‬ ‫ِن ل ُهم‬ ‫ين مِن قبل ِ ِهم و�مك‬ ‫اس َ‬
‫َ َ َ َ َ َ َُ َ‬
‫عد ذل ِك فأول�ِك ُه ُم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫��ـــون � شـــيئًا َو َمن �فر ب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ً َ ُ‬ ‫َ‬
‫خوف ِ ِهم أمنا يعبـــدون� � � ِ‬
‫ِقون﴾ ]الﻨور‪.[55:‬‬ ‫َ‬
‫الفاس‬

‫�م � ُّ‬ ‫َّ َ َ َ ُ َ ٌ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ون أَن �َش َ‬


‫َّ َّ َ ُ ّ َ‬
‫ا�نيا َوا�خ َِرة ِ‬ ‫حشـة ِ� ا�ين آمنوا لهم عذاب أ ٌ ِ‬‫ـيع الفا ِ‬ ‫﴿إِن ا�ين �ِب‬

‫مون﴾ ]الﻨور‪[19:‬‬ ‫َ َ َ‬
‫نتم � تعل‬‫ا� يَعلَ ُم َوأَ ُ‬
‫َو َّ ُ‬

‫ﻗال اﺑﻦ الﻘﻴم رحمه ﷲ � )مدارج السالك�(‪) :‬ﻓالكﺒاﺋر‪� :‬الر�اء‪ ،‬والعﺠﺐ‪،‬‬


‫والـ ِكـ�‪ ،‬والـﻔـﺨـر‪ ،‬وا �ـﻴـ�ء‪ ،‬والـﻘـﻨـوط مـﻦ رحـمــﺔ ﷲ‪ ،‬والـﻴــﺄس مـﻦ روح ﷲ‪،‬‬
‫واﻷمﻦ مﻦ مكر ﷲ‪ ،‬والﻔرح والسـرور ﺑﺄذى ا�سـلم�‪ ،‬والﺸـماﺗﺔ ﺑمصـﻴبﺘهم‪،‬‬
‫ومحﺒﺔ أن ﺗﺸـــﻴع الﻔاحﺸـــﺔ ﻓﻴهم‪ ،‬وحســـدهم على ما آﺗاهم ﷲ مﻦ ﻓﻀـــله‪،‬‬
‫ً‬
‫�ر�مـا مﻦ الﺰﻧــا‬ ‫وﺗم� زوال ذلــك عﻨهم‪ ،‬وﺗواﺑع هــﺬﻩ اﻷمور ال� هﻲ أﺷــــد‬
‫وﺷرب ا�مر وﻏ�هما مﻦ الكﺒاﺋر الﻈاهرة(‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫ٌَ‬ ‫أخ ُ‬ ‫�ة َو� تَ ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ّ َ ُ َ ّ َ‬
‫ذ�م ب ِ ِهما َرأفة �‬ ‫ِنهم ـا مِائة َج َ ٍ‬
‫� واحِد م ُ‬
‫ٍ‬ ‫الزا� فاجل ِـدوا‬‫﴿الزا�ِي ـة و‬
‫المؤم َ‬‫ذا� ُهما طا� َف ٌة م َِن ُ‬
‫شهد َع َ‬ ‫وم ا�خِر َوليَ َ‬ ‫َ َّ‬
‫ا�ِ َوا�َ ِ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫َّ‬
‫ِن�﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫دين ا�ِ إِن كنتم تؤمِنون ب ِ‬‫ِ‬
‫]الﻨور‪[2:‬‬

‫َ ُ َ‬
‫�ات بَل � �‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫بون َ�نَّما نُم ُّد ُهم بهِ مِن مال َو�َ َ‬
‫ََ َ َ‬
‫شعرون﴾‬ ‫ن� ۝ �سارِع ل ُهم ِ� ا� ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿��س‬
‫]ا�ﺆمﻨون‪[56-55:‬‬
‫ون َ�نَّما نُم ُّد ُه ـم بهِ مِن م ـال َو�َ َ‬
‫ن�﴾ ما ﻧعطﻴهم‬
‫َ‬
‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ﺟاء � ﺗﻔس� الﺒﻐوي‪َ �َ �َ ﴿) :‬‬
‫س‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫و�علـه مـددا لهم مﻦ المـال والﺒﻨ� � الـدﻧﻴـ�ا ‪�﴿ .‬ســـارِع ل ُهم ِ� ا� ِ‬
‫�ات﴾ أي ‪:‬‬
‫ﻧعﺠـل لهم � ا��ات ‪ ،‬وﻧﻘـدمهـا ﺛواﺑـا ﻷعمـالهم �رﺿــــاﺗﻨـ�ا عﻨهم ‪َ ﴿ ،‬بـل �‬
‫ٌ‬ ‫َ ُ َ‬
‫اسﺘدراج لهم(‪.‬‬ ‫رون﴾ أن ذلك‬‫�شع‬

‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬‫َ ٌ َ َّ‬


‫َ َ ُُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َّ‬
‫عون﴾ ]ا�ﺆمﻨون‪[60:‬‬ ‫ج‬
‫جلة ��هم إِ� ر� ِ ِهم را ِ‬ ‫﴿وا�ين يؤتون ما آتوا وقلو�هم و ِ‬
‫ُ َ َ ﱠ َ َ َ َ ْ َ ﱠ ﱢ َ ﱠ ﱠ ُ َ َْ َ َ ﱠَ َ َ ْ َ َْ ُ َ ُ َ ﱠ‬
‫ﷲ‬‫ﷲ علﻴ ِه وســلم ﻗالﺖ‪ :‬ســﺄ لﺖ رســول ِ‬ ‫روي أن عا ِﺋﺸــﺔ زوج الﻨ ِ� صــلى‬
‫َ َُ ُُ َ ٌَ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ﱠ ﱠ ُ َ َْ َ َ ﱠَ َ ْ َ ْ َ‬
‫جـلة﴾‬ ‫صلى ﷲ علﻴ ِه وسلم عﻦ ه ِﺬ ِﻩ اﻵﻳ ِﺔ‪﴿ :‬وا�يـن يؤتـون ما آتـوا وقلو�هـم و ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ ْ َُ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ ُ َ َ َ َ‬
‫ال‪َ �) :‬ﻳـا ِﺑنـﺖ‬ ‫الـﺬﻳﻦ ﻳﺸـــرﺑون ا�مر و�ســـ ِرﻗون؟ ﻗـ‬ ‫َ َ ْ َ َ ُ َُُ‬
‫ﻗـالـﺖ عـا ِﺋﺸــ ـﺔ‪ :‬أهم ِ‬
‫ََ ُ َ َْ َ‬ ‫ﱡ َ َ ﱠ ُ َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ‬ ‫ََ ﱠُ ُ‬ ‫ﱢ ﱢ‬
‫ومون َو ُ� َصــلون َو َ�ﺘ َصــدﻗون َو ُه ْم �اﻓون أن �‬ ‫الﺬﻳﻦ ﻳصــ‬
‫الصــد ِﻳﻖ‪ ،‬ول ِكﻨهم ِ‬
‫َْ ْ َ َ ُ ْ َ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ْ ْ ُ َ َ‬
‫ون﴾ ]ا�ﺆمﻨون‪.([61:‬‬ ‫ُﻳﻘﺒل ِمﻨ ُهم‪﴿ ،‬أول�ِك � ُ َسارِ ُعـون ِ� ا��اتِ وهم لها سابِق‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫‪226‬‬
‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ َ ْ‬
‫��ْ َن بأ ْر ُجلِه َّن ِ�ُ ْعل َم َما �ف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ� مِن زِ�نتِ ِه َّن﴾ ]الﻨور‪[31:‬‬ ‫ِ‬ ‫﴿و� ي ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫وا�ﻘصــود �ر�م أن ﺗﻀــرب ا�رأة ﺑرﺟلها مﺘعمدة أن ﻳصــد َر صــوت ا�لﺨال‬
‫)وهو الﺰ�ﻨ�ﺔ ا�رادة ﺑاﻵﻳﺔ( لﺘﺠلﺐ ﻧﻈر الرﺟال ﺑﺬلك‪.‬‬
‫ﻗال الســعدي‪) :‬ﻓالﻀــرب ﺑالرﺟل � اﻷرض‪ ،‬اﻷصــل أﻧه مﺒاح‪ ،‬ولكﻦ لما �ان‬
‫وسﻴلﺔ لعلم الﺰ�ﻨ�ﺔ‪ ،‬مﻨع مﻨه(‪.‬‬
‫ُ ﱡ‬
‫ﻓكﻴﻒ ﺑمﻦ ﻳلبســـﻦ الﻀـــﻴﻖ أو ما ﻳﺸـ ـﻒ مﻦ الﺜﻴ�اب �ﻴﺚ ﻳصـــﻒ ا�ســـم‬
‫ﻧﻔسه؟!‬

‫َ ْ ُ‬
‫الس َماءِ � َتخ َطف ُه‬‫ك َ� َّ� َمـ ـا َخ َّر م َِن َّ‬
‫َ َ ُ ْ ْ َّ َ َ‬
‫�ك بِا�ِ ف‬ ‫� ُم ْ َ‬ ‫اء ِ َّ�ِ َغ ْ َ‬‫﴿ ُح َن َفـ ـ َ‬
‫�� ِ� بِهِ ۚ ومن � ِ‬ ‫ِ‬
‫�ح � َم َ�ن َ‬ ‫َّ ْ ُ َ‬
‫ِيق﴾ ]ا�ﺞ‪[31:‬‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫الر ُ‬ ‫� أ ْو َ� ْهوي بهِ ّ‬ ‫الط‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ ْ‬
‫خ َط ُفـ ُه َّ‬
‫الط ْ ُ‬ ‫كـ� َّ� َمـا َخ َّر م َِن َّ‬‫َ‬ ‫َ َ‬
‫�﴾‬ ‫السـ ـ َمـاءِ﴾ أي‪ :‬ســـﻘط مﻨهـا‪�﴿ ،‬ت‬ ‫ﻗـال الســـعـدي‪﴿ :‬ف‬
‫�ح � َم َ�ن َ‬ ‫َ‬
‫ِيق﴾ أي‪ :‬ﺑعﻴد‪ .‬كﺬلك ا�ﺸـرك‪ ،‬ﻓاﻹﻳمان‬ ‫ح‬ ‫ـ‬
‫س‬ ‫ِ‬
‫الر ُ‬ ‫ﺑسـرعﺔ ﴿أ ْو َ� ْهوي بهِ ّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﺑم�لـﺔ الســـمـاء‪ ،‬محﻔوﻇـﺔ مرﻓوعـﺔ‪ .‬ومﻦ ﺗرك اﻹﻳمـان ﺑم�لـﺔ الســــاﻗط مﻦ‬
‫الســـمـاء‪ ،‬عرﺿـــﺔ لﻶﻓـات والﺒلﻴـات‪ ،‬ﻓـﺈمـا أن �طﻔـه الط� ﻓﺘﻘطعـه أعﻀـــاء‪،‬‬
‫كﺬلك ا�ﺸـرك إذا ﺗرك ا�عﺘصـام ﺑاﻹﻳمان �طﻔﺘه الﺸـﻴاط� مﻦ �ل ﺟاﻧﺐ‪،‬‬
‫ومﺰﻗوﻩ‪ ،‬وأذهﺒوا علﻴه دﻳﻨ�ه ودﻧﻴ�اﻩ‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ‬

‫رناهم تَ ً‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬


‫ين كذبوا بآيات ِنا ف َد َّم ُ‬‫َّ‬
‫وم ا� َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ‬
‫دم�ا﴾ ]الﻔرﻗان‪[36:‬‬ ‫ِ‬ ‫اذهبا إِ� الق ِ‬ ‫﴿�قلنا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫�حﻆ كﻴﻒ أن هﻨــالــك حــﺬﻓــا كﺒ�ا � هــﺬﻩ اﻵﻳــﺔ مــا ﺑ� ذهــاﺑهمــا وإه�ك‬
‫ﻗومهما‪.‬‬

‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ ُ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ّ َ‬ ‫عبــأُ ب ُ‬


‫﴿قُل مــا يَ َ‬
‫ون ل ً‬
‫ِزامــا﴾‬ ‫بتــم ف َســوف يَ�ــ‬‫�ــم َر� لو� ُد�ؤكــم �قد كذ‬ ‫ِ‬
‫]الﻔرﻗان‪[77:‬‬
‫ﻗال اﺑﻦ كﺜ�‪) :‬أي‪ � :‬ﻳﺒ�ا� و� ﻳك�ث ﺑكم إذا لم ﺗعﺒدوﻩ; ﻓﺈﻧه إﻧما ﺧلﻖ ا�لﻖ‬
‫لﻴعﺒدوﻩ و�وحدوﻩ و�سﺒحوﻩ ﺑكرة وأصﻴ�(‪.‬‬

‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ٌ‬


‫دت بَ� إِ�ائيل﴾ ]الﺸعراء‪[22:‬‬ ‫ِعمة َ� ُم ُّنها َّ‬
‫� أن َ� َّب َ‬ ‫َ َ‬
‫ِلك ن َ‬ ‫﴿وت‬
‫ﻗال اﺑﻦ كﺜ�‪) :‬أي‪ :‬وما أحسـﻨﺖ إ� ورﺑيﺘ� مﻘاﺑل ما أسـﺄت إ� ﺑ� إسـراﺋﻴ�ل‪،‬‬
‫ﻓﺠعلﺘهم عﺒﻴ�دا وﺧدما‪ ،‬ﺗصرﻓهم � أعمالك ومﺸاق رعﻴﺘك‪ ،‬أ� إحساﻧك إ�‬
‫رﺟل واحد مﻨهم ﺑما أسـﺄت إ� مﺠموعهم؟ أي‪ :‬ليس ما ذكرﺗه ﺷـﻴﺌ�ا ﺑالنسـﺒﺔ‬
‫إ� ما ﻓعلﺖ ﺑهم(‪.‬‬

‫َ ََ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ُ ُّ‬


‫ون َ‬
‫الع َ‬
‫ذاب‬ ‫ضلنا َعن آل َِهتِنا لو� أن َص َ�نا َعليها َو َسوف يَعلمون ح� ير‬ ‫﴿إِن �د � ِ‬
‫َ َ َ ُّ َ ً‬
‫من أضل سبي�﴾ ]الﻔرﻗان‪.[42:‬‬

‫‪228‬‬
‫ك ُة أَو نَرى َر َّ�نا لَ َق ِد َ‬
‫است َ‬
‫ك�وا‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َ ََ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َ َ‬
‫﴿وقال ا�ين � يرجون ل ِقاءنا لو� أنزِل علينا المـ�� ِ‬
‫ب�ا﴾ ]الﻔرﻗان‪.[21:‬‬‫سهم َو َ� َتوا ُ� ُت ًّوا َك ً‬ ‫َ ُ‬
‫� أنف ِ ِ‬

‫َ‬ ‫َّ َ َ‬
‫ا� فإِذا ُهم فر�قــــا ِن‬ ‫صـا�ــــا أَن ُ‬
‫اعبــــ ُدوا‬ ‫ًِ‬ ‫مود أَ ُ‬
‫خاهم‬
‫َ َ‬ ‫﴿ َولَ َقد أَ َ‬
‫رسـلنــــا إِ� ث‬
‫ِ‬
‫مون﴾ ]الﻨمل‪.[45:‬‬ ‫َ‬
‫صـ‬ ‫َ َ‬
‫�ت ِ‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ُ َ ََ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َُ ٌْ ّ َ ْ َ‬ ‫َ َ َّ‬
‫اب �نا آ�ِيك بِهِ �بْل أن يَ ْرت َّد إِ�ْك َط ْرفك ۚ فل َّما‬‫﴿ قال ا�ِي عِنده عِلم مِن الكِتـــ ـ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ّ َ ُ ََ ْ ُ َ ْ َ ْ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ َ َ َ‬
‫�بْل َو ِ� أأش ـك ُر أم أ�ف ُر ۖ َو َمن ش ـك َر‬ ‫ِندهُ قال �ٰذا مِن فض ـ ِل ر ِ� ِ‬ ‫َرآهُ ُم ْس ـ َتق ًِّرا ع‬
‫� َكر ٌ‬ ‫َ َ َ َ َّ َ ّ َ‬ ‫َ َّ َ َ ْ ُ‬
‫ك ُر �ِ َ ْف ِ َ َ‬
‫�م ﴾ ]الﻨمل‪[40:‬‬ ‫سهِ ۖ ومن �فر فإِن ر ِ� غ ِ ٌّ ِ‬ ‫فإِ�ما �ش‬
‫ﻗال الســعدي‪) :‬ﻓلم ﻳﻐ� علﻴه الســ�م ﺑملكه وســلطاﻧه وﻗدرﺗه كما هو دأب‬
‫ا�لوك ا�اهل�‪ ،‬ﺑل علم أن ذلك اﺧﺘﺒ�ار مﻦ رﺑه ﻓﺨاف أن � ﻳﻘوم ﺑﺸــكر هﺬﻩ‬
‫الﻨعمـﺔ‪ ،‬ﺛم ﺑ� أن هـﺬا الﺸـــكر � ﻳنﺘﻔع ﷲ ﺑـه وإﻧمـا ﻳرﺟع ﻧﻔعـه إ� صـــاحﺒـه‬
‫� كر ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َّ‬
‫ﻓﻘال‪َ ﴿ :‬و َمن شـك َر فإ� َما �َشـك ُر �ِ َف ِ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫�م﴾ ﻏ� عﻦ‬‫سـهِ ۖ ومن �فر فإِن ر ِ� غ ِ ٌّ ِ‬ ‫ِ‬
‫أعماله كر�م كﺜ� ا�� ﻳعم ﺑه الﺸــاكر وال�اﻓر‪ ،‬إ� أن ﺷــكر ﻧعمه داع للمﺰ�د‬
‫مﻨها وكﻔرها داع لﺰوالها(‪.‬‬

‫ْ َ ُ ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫﴿ َو� َن � ال َمد َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ون﴾ ]الﻨمل‪[48:‬‬ ‫ِينةِ � ِْس َعة َره ٍط ُ�فس ُِدون ِ� ا�ر ِض و� يصل ِح‬ ‫ِ‬

‫‪229‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫ﻓﻘوم صـالح هلكوا ﺟمﻴعا ﺑسـﺒﺐ ﺗسـعﺔ؛ ﻷن ا�ﺠموع �اﻧوا مﺘورط� سـكوﺗا‬
‫ًَ‬
‫أو إﻗرارا أو حﺜا‪.‬‬
‫ْ َ‬ ‫ُ َّ َ َ َ َّ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َ َ َْ َ َ‬
‫انب َعث أشــقاها ۝ �قال ل ُه ْم َر ُســول ا�ِ ناقة ا�ِ َو ُســق َياها ۝‬ ‫كما ﻗال ﺗعا� ﴿إِذِ‬
‫َ َ َّ ُ ُ َ َ َ ُ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ْ َ ُّ ُ َ ْ َ َ َّ َ‬
‫اها﴾ ]الﺸمس‪[14-12:‬‬ ‫فكذبوه �عقروها فدمدم علي ِهم ر�هم بِذنبِ ِهم فسو‬
‫ﻗال الﻘرط�‪ :‬ﻓعﻘروها أي عﻘرها اﻷﺷـــﻘى‪ .‬وأﺿـــﻴﻒ إ� ال�ل; ﻷﻧهم رﺿـــوا‬
‫ﺑﻔعله‪.‬‬

‫َ ً‬
‫ادا كب ً‬ ‫َ‬
‫َ َ َ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ََ‬
‫�ا﴾ ]الﻔرﻗان‪[52:‬‬ ‫ِ‬ ‫جه‬
‫﴿ف� تطِعِ ال�ف ِرِ�ن وجاهِدهم بِهِ ِ‬
‫َ‬ ‫َََ‬
‫ﻗـال اﺑﻦ الﻘﻴم � زاد ا�عـاد‪) :‬وأمرﻩ ﷲ ﺗعـا� ﺑـا�هـاد مﻦ ح� ﺑعﺜـه وﻗـال ﴿ َول ْو‬
‫ادا َكب ً‬
‫َ ً‬ ‫َ َ َ ْ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ ّ َ ْ َ َّ‬ ‫َْ ََ َ َْ‬
‫�ا﴾‬ ‫ِ‬ ‫جه‬
‫� قر� ٍة نذِيــــرا ۝ ف� تطِعِ ال�ف ِرِ�ن وجاهِدهم بِهِ ِ‬
‫ِشـئنا �عثنا ِ� ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫]الﻔرﻗان‪ .[52-51:‬ﻓهـﺬﻩ ســـورة مكﻴـﺔ أمر ﻓﻴهـا �هـاد الكﻔـار ﺑا�ﺠـﺔ والﺒﻴـ�ان‬
‫ّ‬
‫وﺗﺒلﻴﻎ الﻘرآن‪ ،‬وكـﺬلـك ﺟهـاد ا�ﻨـاﻓﻘ� إﻧمـا هو ﺑتﺒلﻴﻎ ا�ﺠـﺔ‪ ،‬وإ� ﻓهم �ـﺖ‬
‫َ ُْْ‬ ‫ْ ُ َّ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ� َواغلظ‬ ‫ار َوال ُم َنـافِق‬‫� َجـاهِـ ِد الكفـ‬
‫ﻗهر أهـل اﻹســـ�م‪ ،‬ﻗـال ﺗعـا�‪﴿ :‬يَـا � ُّ� َهـا ا�َّ ُّ‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ َ َّ‬ ‫ََ‬
‫�﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪ [73:‬ﻓﺠهاد ا�ﻨاﻓﻘ� أصــعﺐ‬ ‫صــ ُ‬ ‫عليْ ِه ْم ۚ َومأ َواه ْم ج َهن ُم ۖ َو�ِئ َس ال َم ِ‬
‫مﻦ ﺟهاد الكﻔار‪ ،‬وهو ﺟهاد ﺧواص اﻷمﺔ وورﺛﺔ الرســل‪ .‬والﻘاﺋمون ﺑه ٌ‬
‫أﻓراد �‬
‫ً‬
‫العــالم وا�ﺸــــاركون ﻓﻴــه وا�عــاوﻧون علﻴــه وإن �ــان هم اﻷﻗل� عــددا ﻓهم‬
‫ً‬
‫اﻷعﻈمون عﻨد ﷲ ﻗدرا(‪.‬‬
‫ومﻦ ﺟهـاد الكﻔـار وا�ﻨـاﻓﻘ� � زمـاﻧﻨـ�ا م�ـاﻓحـﺔ ﺷـــﺒهـاﺗهم وطعوﻧـاﺗهم ال�‬
‫ﻳطعﻨون ﺑها على اﻹســ�م‪ ،‬والتســلح ﺑما ﻳلﺰم لﺬلك مﻦ العلم الﻨاﻓع ووســاﺋل‬
‫الوصول إ� الﻨاس والﺘﺄﺛ� ﻓﻴهم‪.‬‬
‫‪230‬‬
‫ب َ�َا م ِْن أَ ْز َواج َنا َو ُذ ّر َّ�ات َِنا قُ َّر َة أَ ْع ُ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َّ َ‬
‫ِ� إ َم ً‬
‫اما﴾‬
‫َ َّ َ َ ُ ُ َ‬
‫ون َر َّ� َنا َه ْ‬
‫� واجعلنا ل ِلمتق ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿وا�ِين �قول‬
‫]الﻔرﻗان‪[74:‬‬
‫ْ َ ْ ُ َّ َ‬
‫ِ� إ َم ً‬
‫اما﴾ أي ‪:‬أوصــلﻨا ﻳا رﺑﻨ�ا إ� هﺬﻩ الدرﺟﺔ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ﻗال الســعدي‪﴿ :‬واجعــــلنا ل ِلمتق ِ‬
‫ُ‬
‫العالﻴﺔ‪ ،‬درﺟﺔ الصـدﻳﻘ� والك ﱠمل مﻦ عﺒاد ﷲ الصـا�� وهﻲ درﺟﺔ اﻹمامﺔ‬
‫� الــدﻳﻦ وأن ﻳكوﻧوا ﻗــدوة للمﺘﻘ� � أﻗوالهم وأﻓعــالهم ﻳﻘﺘــدى ﺑــﺄﻓعــالهم‪،‬‬
‫و�طم� ﻷﻗوالهم و�س� أهل ا�� ﺧلﻔهم ﻓﻴهدون و�هﺘدون‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﻌﺸﺮون‬

‫ََ‬ ‫رض َوأَنــ َز َل لَ ُ‬


‫َ َ َ‬ ‫﴿أَ َّمن َخلَ َق َّ‬
‫ماء فأنبَتنا بِهِ َحدا� ِ َق‬ ‫�م م َِن َّ‬
‫الســماءِ ً‬ ‫اوات وا�‬
‫السمــ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ ٌ َ َ َّ‬
‫ا�ِ بَل ُه ـم قَ ٌ‬ ‫َ َ ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ذات بَ َ‬
‫وم يَعدِل ـون﴾‬ ‫هج ـ ٍة م ـا �ن لك ـم أن تنبِت ـوا شجره ـا أإِل ـه مع‬
‫]الﻨمل‪[60:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫)﴿ أإِ ٌ� َم َع ا�ِ ﴾ ﻓعل هﺬﻩ اﻷﻓعال ح� ﻳعﺒد معه و�ﺸرك ﺑه؟ ﴿بَل ُهــ ْم قــ ْو ٌم‬
‫ُ َ‬
‫َ� ْعدِلون﴾ ﺑه ﻏ�ﻩ و�ســـوون ﺑه ســـواﻩ مع علمهم أﻧه وحدﻩ ﺧالﻖ العالم العلوي‬
‫والسﻔلﻲ وم�ل الرزق( )ﺗﻔس� السعدي(‬

‫َ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ ّ‬
‫مون﴾ ]الﻨمل‪.[66:‬‬ ‫ِلم ُهم ِ� ا�خ َِرة ِ بَل ُهم � ش ٍك مِنها بَل ُهم مِنها ع‬
‫اد َار َك ع ُ‬ ‫﴿ب ِل‬

‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ُ َ َ ُّ‬ ‫َّ َّ‬


‫الهدى َو َمن‬ ‫راد َك إِ� َمعا ٍد قُل َر ّ� أعلَ ُم َمن َ‬
‫جاء ب ُ‬ ‫﴿إِن ا�ي فـرض عليـك القرآن ل‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫ب�﴾ ]الﻘصص‪[85:‬‬
‫�ل م ٍ‬
‫هو � ض ٍ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫راد َك إِ� َمعا ٍد﴾ ﻗال‪ :‬إ� مكﺔ‪.‬‬‫عﻦ اﺑﻦ عﺒاس‪﴿ :‬ل‬
‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ ّ َّ‬ ‫﴿ َو َقالُوا إِن نَّتَّبِعِ ال ْ ُه َد ٰ‬
‫�ِن ل ُه ْم َح َر ًما آم ًِنا ُ�ْ َ ٰ‬
‫�‬ ‫ضـنا ۚ أولم �م‬
‫َ َُ َ ْ‬
‫ى َم َعك �تخ َّطف مِن أر ِ‬
‫َ ْ َ َ َ ُ ُ ّ َ ْ ّ ْ ً ّ َّ ُ َّ َ َ ٰ َّ َ ْ َ َ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫ون﴾ ]الﻘصص‪[57:‬‬ ‫� � ٍء رِزقا مِن �نا و��ِن أ��هم � �علم‬ ‫إِ�هِ �مرات ِ‬
‫ﻗـال اﺑﻦ عـاﺷـــور‪) :‬هـﺬﻩ ﺑعﺾ معـاذﻳرهم‪ ،‬ﻗـالهـا ﻓر�ﻖ مﻨهم ممﻦ ﻏلﺒـه ا�ﻴـاء‬
‫ََ ُْ‬
‫على أن ﻳ�ـاﺑر و�ﺠـاهر ﺑـالﺘكـﺬﻳـﺐ‪ ،‬وﻏل َﺒـه �إلﻒ مـا هو علﻴـه مﻦ حـال الكﻔر على‬

‫‪232‬‬
‫ا�ع�اف ﺑـا�ﻖ‪ ،‬ﻓـاعﺘـﺬروا ﺑهـﺬﻩ ا�عـﺬرة‪ُ .‬ﻓر وي عﻦ اﺑﻦ عﺒـاس أن ا �ـارث ﺑﻦ‬
‫ً‬
‫عﺜمــان ﺑﻦ ﻧوﻓــل ﺑﻦ عﺒــد مﻨــاف وﻧــاســــا مﻦ ﻗر�ﺶ ﺟــاءوا الﻨ� ﷺ ﻓﻘــال‬
‫ا �ـارث‪" :‬إﻧـا لﻨعلم أن ﻗولـك حﻖ ولكﻨـا �ـاف إن اﺗﺒعﻨـا الهـدى معـك وﻧﺆمﻦ‬
‫َ ََ ُ‬
‫ﺑك أن ﻳﺘﺨطﻔﻨا العرب مﻦ أرﺿـﻨا و� طاﻗﺔ لﻨا ﺑهم‪ ،‬وإﻧما �ﻦ أ�لﺔ رأس"‪ .‬أي‬
‫أن ﺟمعﻨـا ﻳﺸـــﺒعـه الرأس الواحـد مﻦ اﻹﺑـل‪ ،‬وهـﺬﻩ ال�لمـﺔ كﻨـاﻳـﺔ عﻦ الﻘلـﺔ‪.‬‬
‫ﻓهﺆ�ء اع�ﻓوا � ﻇاهر اﻷمر ﺑﺄن الﻨ� ﷺ ﻳدعو إ� الهدى(‪.‬‬
‫وﻗد ﻳكوﻧوا �دﺛوا ﺑاســـم ﻗر�ﺶ‪ ،‬أي أﻧهم ﻗالوا‪ :‬لو ﺗاﺑعﺘك ﻗر�ﺶ وآمﻨﺖ ﺑك‬
‫�طﻔﺘهم الﻨاس‪.‬‬

‫ام َر َ�تَ ُه َ�نَ ْ‬


‫ت م َِن‬ ‫ج َي َّن ُه َوأَ ْهلَ ُه إ َّ� ْ‬‫َ ََُ ّ‬ ‫َ َ َّ َ ُ ً َ ُ َ ْ ُ َ ْ َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫﴿قـــال إِن �ِيها لوطا ۚ قالوا �ن أعلم بِمن �ِيها ۖ �ن ِ‬
‫�ن﴾ ]العﻨكﺒوت‪[32:‬‬ ‫الْ َغابر َ‬
‫ِِ‬
‫وطا﴾ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷــور‪ :‬وﻗوله‪﴿ :‬إ َّن � َ‬
‫ِيها ل ً‬
‫ﺧ� مســﺘعمل � الﺘﺬك� ﺑســﻨﺔ ﷲ مع‬ ‫ِ‬
‫رسله مﻦ اﻹ�اء مﻦ العﺬاب الﺬي �ل ﺑﺄﻗوامهم‪ .‬ﻓهو مﻦ الﺘعر�ﺾ للم�ﺋكﺔ‬
‫ﺑﺘﺨصـــﻴص لوط ممﻦ ﺷـــملﺘهم الﻘر�ـﺔ � حكم اﻹه�ك‪ .‬ولوط وإن لم ﻳكﻦ‬
‫مﻦ أهـــل الﻘر�ﺔ ﺑاﻷصـــالﺔ إ� أن كوﻧه ﺑيﻨهم ﻳﻘﺘ� ا�ﺸـــﻴﺔ علﻴـــه مﻦ أن‬
‫ﻳﺸمله اﻹه�ك‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮون‬

‫َ ُ َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ َ ُ ُ ُ َّ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫المؤم َ‬‫� أَو� ب ُ‬


‫عض ُهم أو�‬ ‫ها� ُهـ ـم َوأولو ا� ِ‬
‫رحام ب‬ ‫سـ ـ ِهم وأزواجه أم‬
‫ِن� مِن أنف ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ا�َّ ُّ‬
‫ِ‬
‫و�ا� ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫�م‬ ‫َ‬
‫جر�ن إِ� أن تفعـــلوا إِ� أ ِ ِ‬‫اب ا�ِ مِن المؤمِن� والمهـــا ِ‬ ‫عض � كِتـــ ِ‬ ‫بِب ٍ‬
‫َ ً َ َ‬
‫سطورا﴾ ]اﻷحﺰاب‪.[6:‬‬ ‫ً‬ ‫ِتاب َم‬
‫معروفا �ن ذل ِك ِ� الك ِ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ًَ َ‬ ‫ََ َ‬


‫صبــ ُهم َسيِّئَة بِما ق َّد َمت أيدي ِهم إ ِذا ُهم‬ ‫َ‬
‫﴿�ذا أذقنــا ا�ّــاس َر�ة ف ِرحوا بِها �ن ت ِ‬
‫َ َ َ‬
‫قنطون﴾ ]الروم‪[36:‬‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ﻓعﻨدما ذكر ﷲ الرحمﺔ اســـﺘﺨدم حرف ﴿إِذا﴾‪ ،‬وهو حرف ُﻳســـﺘﺨدم ﻏالﺒا لما‬
‫َ َّ َ ُ َ‬
‫ا�شـ ـ َّقـ ْ‬ ‫ﱠ ً‬ ‫ً‬
‫ت﴾‬ ‫�ــان مﻘطوع ـا ﺑــه‪ ،‬مﺆك ـدا حــدوﺛــه‪ ،‬كﻘولــه ﺗعــا� ﴿إذا السـ ـمـاء‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫]اﻹﻧﺸﻘاق‪﴿ ،[1:‬فَإذا َج َ‬
‫اء َو ْع ُد ا�خ َِرة ِ﴾ ]اﻹسراء‪.[7:‬‬ ‫ِ‬
‫و� ا�ﻘاﺑل عﻨدما ذكر الســﻴﺌ�ﺔ اﺧﺘار حرف الﺸــرط ﴿إِن﴾‪ ،‬وهو حرف ﻳدﺧل �‬
‫َ َ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ك �ذِبًــا � َعليْهِ كذِبُ ُه ۖ �ن‬ ‫الﻐالﺐ على ما �ان ﻏ� مﺆكد وﺟودﻩ‪ ،‬مﺜل ﴿�ن يــ‬
‫�م َ� ْع ُض َّا�ِي يَع ُِد ُ‬
‫� ْم ۖ﴾ ]ﻏاﻓر‪.[28:‬‬ ‫ك َصادِقًا يُصبْ ُ‬
‫يَ ُ‬
‫ِ‬
‫ََ َ ّ َ َ ًَ‬
‫�ة﴾ ﺗدل على‬ ‫ﻓاسﺘﺨدام حرف ﴿إِذا﴾ الﺸرطﻴﺔ مع الرحمﺔ ﴿�ذا أذقنا ا� ـاس ر‬

‫أن ا�� الﺬي ﻳوصـله ﷲ لعﺒادﻩ كﺜ�‪�� ،‬ف اسـﺘﺨدام حرف ﴿إِن﴾ الﺸـرطﻴﺔ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫بهم َسيِّئَة﴾ للتﺸكﻴك � وﻗوعه‪.‬‬
‫ص ُ‬‫مع ما ﻳسوؤهم ﴿�ن ت ِ‬

‫‪234‬‬
‫ُ‬ ‫ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الق ُ‬
‫لوب‬ ‫بصار َو�َلغ ِ‬
‫ت‬ ‫﴿إِذ جاءو�م مِن فوق ِ�م َومِن أســ ـفل مِن�م �ذ زاغ ِ‬
‫ت ا�‬
‫ً‬
‫لزا� َشـ ً‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫ابت َ ُ‬ ‫َ َ َ َ ُ ّ َ َّ ُّ‬
‫ديدا﴾‬ ‫� المؤمِنــــون وزلزِلوا زِ‬ ‫جر و�ظنون بِا�ِ الظنونا ۝ هنال ِك ِ‬
‫ا�نا ِ‬
‫]اﻷحﺰاب‪[11-10:‬‬
‫ا� َو َر ُ ُ‬
‫سو�‬ ‫ا� َو َر ُ ُ‬
‫سو� َو َص َد َق َّ ُ‬ ‫ِنون ا�َح ـ َ‬
‫زاب قالوا هذا ما َو َع ـ َدنَا َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫﴿ َول َ ّما َرأَى ُ‬
‫المؤم‬

‫سليما﴾ ]اﻷحﺰاب‪[22:‬‬ ‫زاد ُهم إ ّ� إيمانًا َو� َ ً‬


‫َ‬
‫َوما‬
‫ِ‬
‫ﻓــا�ﺆمﻨون لمــا رأوا اﻷحﺰاب صـــ�وا وﺛبﺘوا ﻓﻨﺠــاهم ﷲ ﺑــﺈﻳمــاﻧهم وأﻧطﻘهم‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫سو� َو َص َدق َّ ُ‬
‫ا� َو َر ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ﺑ��م حﻔﻆ علﻴهم دﻳﻨهم‪﴿ ،‬هذا ما َو َع َدنا َّ ُ‬
‫ا� َو َر ُ‬
‫سو�﴾‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫ﺷــهرا وحاول ا�ﺸــركون اﻹﻏارة مﻦ‬ ‫لكﻦ الﺒ�ء اســﺘمر واﺷــﺘد ودام ا�صــار‬
‫لزلوا‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ابت َ ُ‬ ‫ُ‬
‫� المؤمِنـــون وز ِ‬
‫ﻧﻘاط ﺿعﻒ ا�ﻨدق‪ ،‬وﻧﻘﺾ الﻴهود العهد ﴿هنـــال ِك ِ‬
‫ً‬
‫لزا� َشــ ً‬
‫ديدا﴾‪ � .‬هﺬﻩ اللحﻈﺔ ﻧ� ﷲ ا�ﺆمﻨ� وأرســل الر�اح ال� اﻗﺘلعﺖ‬ ‫زِ‬
‫ﺧﻴـام ا�ﺸـــرك� �كمﺘـه ولم ﻳﺘـ�ﺄﺧر الﻨصـــر أك� مﻦ ذلـك ا �ـد‪ ،‬وهـﺬﻩ الﺰلﺰلـﺔ‬
‫كســـرﺗهم أمـام ﷲ وأﺷـــعرﺗهم ﺑـاﻓﺘﻘـارهم إ� رحمﺘـه‪ ،‬ﻓ� ﻳصـــﻴﺒهم العﺠـﺐ‬
‫ﺑﺄﻧﻔسـهم و� ﻳﻐ�وا ﺑها‪ ،‬و� ﻳسـﻨدون الﻔﻀـل إ� أﻧﻔسـهم � الصـ� والﺜﺒ�ات‪،‬‬
‫ّ‬
‫ﺑـل ﻳســـﻨـدون الﻔﻀــــل �لـه إ� ﷲ ‪-‬عﺰ وﺟ ّـل‪ -‬الـﺬي �ـاهم � هـﺬﻩ اللحﻈـﺔ‬
‫ا�رﺟﺔ‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ا� ل ُِ��َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ َّ ْ ُ ْ َ َ ْ‬ ‫ََ‬
‫�م ّم ِْن آيَــ ـاتِهِ ۚ إ ِن ِ� �ٰل ِك‬ ‫ت ِ ِ‬ ‫﴿�لــ ـ ْم ت َر أن الفلك �رِي ِ� ا�َحرِ بِنِع َم ِ‬
‫َ َ ّ ُ ّ َ َّ َ ُ‬
‫ور﴾ ]لﻘمان‪[31:‬‬ ‫ار ش ٍ‬
‫ك‬ ‫ِ� صب ٍ‬ ‫ات ل ِ‬
‫�ي ٍ‬

‫‪235‬‬
‫َ َ ُ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُ َ ُ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ َ َّ ْ َ ُ ُ َّ‬
‫اه ْم �‬ ‫﴿�قالوا ر�نا باعِد ب� أســفارِنا وظلموا أنفســهم فجعلناهم أحادِيث ومز�ن‬
‫َ ٰ َ َ َ ّ ُ ّ َ َّ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ َّ‬
‫ور﴾ ]سﺒﺄ‪[19:‬‬ ‫ار ش ٍ‬
‫ك‬ ‫ِ� صب ٍ‬
‫ات ل ِ‬‫ممز ٍق ۚ إِن ِ� �ل ِك �ي ٍ‬
‫َ ٰ َ َ َ ّ ُ ّ َ َّ َ ُ‬ ‫َّ‬
‫ور﴾ ﻓهم ا�ﻨﺘﻔعون ﺑاﻵﻳات‪،‬‬ ‫ار ش ـك ٍ‬ ‫ِ� ص ـب ٍ‬
‫ات ل ِ‬‫ﻗال الســعدي‪﴿ :‬إِن ِ� �ل ِك �ي ٍ‬
‫ّ‬
‫صـﺒار على الﻀـراء‪ ،‬ﺷـكور على السـراء‪ ،‬صـﺒار على طاعﺔ ﷲ وعﻦ معصـﻴﺘ�ه‪،‬‬
‫ّ‬
‫وعلى أﻗدارﻩ‪ ،‬ﺷكور ﮻‪ ،‬على ﻧعمه الدﻳنﻴ�ﺔ والدﻧﻴو�ﺔ‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬


‫وما ما أنذ َِر آباؤ ُهم � ُهم �ف ِلون﴾ ]ﻳس‪[6:‬‬
‫﴿�ِ ُنذ َِر ق ً‬
‫ّ‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷــور‪ ...) :‬ﻓتســﺒﺐ على عدم إﻧﺬار آﺑاﺋهم أﻧهم مﺘصــﻔون ﺑالﻐﻔلﺔ‬
‫وصـــﻔ ًـا ﺛـاﺑﺘـ ً�ا‪ ،‬أي ُ‬
‫ﻓهم ﻏـاﻓلون عمـا ﺗـﺄ� ﺑـه الرســــل والﺸـــراﺋع ُ‬
‫ﻓهم � ﺟهـا لـﺔ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وﻏواﻳﺔ إذ ﺗراكمﺖ الﻀ��ت ﻓﻴهم عاما ﻓعاما وﺟﻴ� ﻓﺠﻴ�(‪.‬‬

‫َ َّ َّ َ َ َ ً‬
‫طيفا َخ ً‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ َ‬
‫رن مـــ ـا يُت� � بُيوت ُ‬
‫ب�ا﴾‬ ‫ِ� َّن مِن آياتِ ا�ِ َوا� ِكمةِ إِن ا� �ن ل‬ ‫﴿واذك‬
‫]اﻷحﺰاب‪[34:‬‬

‫ََ َ َ َ َ‬
‫ك َواتَّق َّ َ‬ ‫ُ َّ َ َ َ َّ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ا�‬ ‫ِ‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫يك‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ك‬ ‫ـــ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫﴿�ذ تقـــول ل ِ�ي أنعم ا� عليهِ وأنعمت عليهِ أ‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َّ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ك َما َّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ا� أ َح ُّق أن �شــاهُ فل ّما‬ ‫ا� ُمبديــــهِ َو�� ا�ّــــاس و‬ ‫ســ‬‫َو�� � نف ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِن� َح َر ٌج � أ ِ‬
‫زواج‬ ‫المــؤم َ‬ ‫� ُ‬ ‫ق� َز�ــ ٌد مِنها َو َطـ ًرا َز َّوجناكها لِ� � يَ�ــون‬
‫ا�ِ َمفعو�﴾ ]اﻷحﺰاب‪.[37:‬‬
‫ً‬ ‫ُ َّ َ َ ً َ َ َ ُ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫أد�ِيا� ِ ِهم إِذا قضوا مِنهن وطرا و�ن أمر‬

‫َ‬ ‫ِندنا ُزل� إ ّ� َمن َ‬ ‫�م بالَّ� ُ� َق ّر�ُ ُ‬ ‫�م َو� أَ ُ‬


‫﴿ َوما أَموالُ ُ‬
‫آم َن َو َع ِمل‬
‫ًِ‬ ‫�م ع َ‬ ‫و�د ُ‬
‫صا�ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ َُ َ ُ ّ‬
‫ِنون﴾ ]سﺒﺄ‪[37:‬‬ ‫عف بِما ع ِملوا َوهم ِ� الغ ُر ِ‬
‫فات آم‬ ‫الض ِ‬
‫زاء ِ‬ ‫فأول�ِك لهم ج‬
‫ُ‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷـور‪ ...) :‬أﺑطلﺖ اﻵﻳﺔ أن ﺗكون أموالهم وأو�دهم مﻘرﺑﺔ عﻨد ﷲ‬
‫اﻹﻳمان والعمل الصالح(‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ﺗعا�‪ ،‬وأﻧه � ﻳﻘرب إ� ﷲ إ� ِ‬

‫‪237‬‬
‫ُ َّ َ َ َ َّ‬
‫كروا ما بصاحب ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫﴿قُل إنَّما أَع ُِظـ ُ‬
‫�م‬ ‫ِ ِِ‬ ‫�م بِواح َِدةٍ أن تقوموا ِ�ِ َمث� َوفرادى �م �تف‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ٌ َ ُ َ َ ََ َ‬ ‫ّ‬ ‫َُ‬ ‫مِن َّ‬
‫ديد﴾ ]سﺒﺄ‪.[46:‬‬ ‫ذاب ش ٍ‬
‫جن ٍة إِن هو إِ� نذير ل�م ب� يدي ع ٍ‬ ‫ِ‬

‫� ناظ َ‬ ‫�م إ� َطعا� َغ َ‬ ‫ؤذ َن لَ ُ‬ ‫َ ُ ُ َ َّ ّ ّ َ ُ َ‬ ‫ين َ‬ ‫﴿يا َ� ُّ� َها َّا� َ‬


‫ِر�ن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫�‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫�‬
‫ِِ‬ ‫ا�‬ ‫يوت‬ ‫ب‬ ‫لوا‬ ‫دخ‬ ‫ت‬ ‫�‬ ‫نوا‬ ‫آم‬
‫َّ‬ ‫ستأ� َ‬
‫ِس� ِ َ‬ ‫ِمت ـم فانتَ�وا َو� ُم َ‬ ‫َ‬ ‫ادخلوا فَإذا َطع ُ‬ ‫عيت ـم فَ ُ‬ ‫إناهُ َول ـ�ِن إذا ُد ُ‬
‫ديث إِن‬ ‫� ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا� � �َســ َ‬ ‫ِن�م َو َّ ُ‬ ‫ـتحي م ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ا� ّ ِق �ذا‬ ‫ـتحي م َِن َ‬ ‫� فيَســ َ‬ ‫�ن يُؤذِي ا�َّ َّ‬
‫ِ‬ ‫ذلِكــــ ـم‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ َ َُ ُ‬ ‫َ َ ُ ُ َّ َ ً َ َ ُ َّ‬
‫�م َوقلو� ِ ِه َّن َوما‬ ‫اب ذل ِ�م أطهر لِقلو� ِ‬
‫َ‬
‫سأ�موهن متا� فاسألوهن مِن وراءِ حِجــ ٍ‬
‫َ‬ ‫زواج ُه مِن بَعده ِ َ�بَ ًدا إ َّن ذل ُ‬ ‫ا�ِ َو� أَن تَنكِحوا أَ َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ َ ُ َ ُ‬
‫ِ�م �ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�م أن تؤذوا رسول‬ ‫�ن ل‬
‫ا�ِ َع ً‬ ‫َ َّ‬
‫ظيما﴾ ]اﻷحﺰاب‪[53:‬‬ ‫عِند‬
‫ﻓهﺆ�ء زوﺟـات الﻨ� محمـد ‪-‬صـــلى ﷲ علﻴـه وســـلم‪ّ -‬‬
‫هﻦ أمهـات ا�ﺆمﻨ�‬
‫ً‬
‫وأطهر النســاء ﻗلوﺑا‪ ،‬وصــحاﺑﺔ الﻨ� صــلى ﷲ علﻴه وســلم هم أطهر الرﺟال‬
‫ً‬
‫ﻗلوﺑا‪ ،‬ومع ذلك أمر ﷲ ﺗعا� ﺑا�ﺠاب ﺑيﻨهم‪.‬‬
‫ُ‬
‫أصـاﻓح‬ ‫وﻧﺬكر � هﺬا السـﻴاق‪ ،‬حدﻳﺚ الﻨ� ‪-‬صـلى ﷲ علﻴه وسـلم‪) :-‬إ� �‬
‫واحدة(‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫�مرأة‬
‫ٍ‬ ‫امرأة كﻘو�‬
‫لماﺋﺔ ٍ‬
‫النساء‪ ،‬إﻧما ﻗو� ِ‬

‫َ ّ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫َ َ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫� ما �َشـــــ َتهون كما فعِل بِأشـيا ِ‬
‫ع ِهم مِن قبل إِ� ُهم �نوا � شـ ٍك‬ ‫حيل بَ َ‬
‫ين ُهم َو�َ َ‬ ‫﴿و‬
‫ر�ب﴾ ]سﺒﺄ‪.[54:‬‬ ‫ُ‬
‫م ٍ‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫‪238‬‬
‫ُّ ْ َ ً َ ْ َ ُ َ َ َ ْ‬ ‫ََ‬ ‫السـ َماءِ َم ً َ َ ْ ْ َ‬ ‫نز َل م َِن َّ‬ ‫ا� أَ َ‬‫﴿ َ�ل َ ْم تَ َر أَ َّن َّ َ‬
‫ا� َبا ِل‬‫ات �تل ِفا �لوا�ها ۚ ومِن ِ‬ ‫اء فأخ َرجنا بِهِ �م َر ٍ‬
‫َ َّ َ ّ ْ َ ْ‬ ‫ـب ُسـ ـ ٌ‬‫يض َو ُ�ْ ٌر ُّ�ْ َتل ٌِف َ�ل ْ َو ُا� َهـا َو َغ َرا�ي ُ‬ ‫ُ َ ٌ ٌ‬
‫اب َوا�� َعـا ِم‬‫اس وا�و ِ‬ ‫ود ۝ َوم َِن ا�َّـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫جـدد �ِ‬
‫ََُْ‬ ‫ُ ْ َ ٌ ْ ُ ُ َ َ َ َّ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫�ز َ� ُف ٌ‬ ‫اء ۗ إ َّن َّ َ‬
‫ا� َعز ٌ‬ ‫َّ َ ْ َ‬
‫ور﴾‬ ‫ِ‬ ‫�تل ِف �ل َوانه ك�ٰل ِك ۗ إِنـــما �� ا� مِن عِبـــادِه ِ العلم ُ ِ‬
‫]ﻓاطر‪[28-27:‬‬
‫ا� م ِْن ع َِبادِه ِ الْ ُعلَ َم ُ‬
‫اء﴾ ﺟاءت ﺑعد ذكر ﺑعﺾ آﻳات ﷲ‬ ‫ﻓ�حﻆ أن ﴿إنَّــ َما َ�ْ َ� َّ َ‬
‫ِ‬
‫ﺑﻘلﺐ سلﻴم �صل لدﻳه العلم الﺬي ﻳﺰ�دﻩ ﺧﺸﻴﺔ ﮻‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫الكوﻧﻴ�ﺔ‪ .‬ﻓمﻦ ﺗﺄملها‬

‫ك ُه َو ْ َ‬
‫ا� َّق َو�َ ْهـدِي إ ِ َ ٰ� ِ َ‬ ‫َّ ّ َ‬ ‫ُ َ َْ َ‬ ‫َ َ َ َّ َ ُ ُ ْ ْ َ َّ‬
‫اط‬
‫� ِ‬ ‫�ـك مِن ر ِ�ـ‬ ‫نزل إِ‬
‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ِي‬
‫ا�‬ ‫﴿و�رى ا�ِين أوتوا العِلم‬
‫الْ َعز�ز ْ َ‬
‫ا� ِمي ِد﴾ ]سﺒﺄ‪[6:‬‬ ‫ِ ِ‬
‫)عـ� ﺑــــــــ)و�ـرى( دون )و�ـعـلـم( لـلـﺘـنـﺒـﻴ ـ�ه عـلـى أﻧــه عـلـم ﻳـﻘـﻴـ� ﺑـمـ�لــﺔ الـعـلـم‬
‫ﺑا�رﺋﻴ�ات( )مع� ��م اﺑﻦ عاﺷور(‪.‬‬

‫َ ََ ََ‬ ‫َ َ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ ْ َ َ َ َّ ُ ْ َ َ ٰ َ ْ َّ َ َّ ُ ْ َ ْ َ ْ ُ ُ‬
‫ِنس ـ�ت ُه ۖ فل َّما‬
‫�ل م‬ ‫﴿فلما قض ـينا عليهِ الموت ما دلهم � موتِهِ إِ� دابة ا�ر ِض تأ‬
‫ُْ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ ُّ َ َّ ْ َ ُ َ ْ َ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫�﴾ ]سﺒﺄ‪[14:‬‬ ‫اب الم ِه ِ‬
‫�ن أن لو �نوا �علمون الغيب ما �ِثوا ِ� العذ ِ‬ ‫تا ِ‬‫خ َّر تبَ َّين ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬
‫ﷲ وكﻴﻒ ﺗعرض صـــ�ﺗﻨ�ا علﻴك وﻗد أ ِر ْمـﺖ‬ ‫َُ‬
‫و� ا�دﻳﺚ‪ :‬ﻓﻘالوا‪ :‬ﻳا رســـول ِ‬
‫ﱠ‬ ‫َ‬
‫)ﻳع�‪َ :‬ﺑ ِل ْﻴـﺖ( ﻗـال‪) :‬إن ﷲ حرم على اﻷرض أﺟســـاد اﻷﻧبﻴـ�اء( َر َو ُاﻩ ُأﺑو َد ُاو َد‬
‫ﺑﺈسﻨاد صحﻴح‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬


‫﴿قالوا إِنـ�م كنتم تأتوننا ع ِن ا�َ ِ‬
‫م�﴾ ]الصاﻓات‪[28:‬‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷـــور‪) :‬ومﻦ ا�عا� ال� �ﺘملها اﻵﻳﺔ أن ﻳر�دوا‪ :‬ﺗﺄﺗوﻧﻨ�ا مﻦ ا�هﺔ‬
‫ُ‬
‫ال� �سﻨها ﺗمو�هكم وإﻏواؤكم وﺗﻈهرون ﻓﻴها أﻧها ﺟهﺔ الرﺷد(‪.‬‬
‫وﻗـال اﻹمـام الط�ى‪) :‬ﻳﻘول ﺗعـا� ذكرﻩ‪ :‬ﻗـا لـﺖ اﻹﻧس للﺠﻦ‪ :‬إﻧكم أﻳهـا ا�ﻦ‬
‫كﻨﺘم ﺗﺄﺗوﻧﻨ�ا مﻦ ﻗﺒل الدﻳﻦ وا�ﻖ ﻓﺘﺨدعوﻧﻨ�ا ﺑﺄﻗوى الوﺟوﻩ(‪.‬‬

‫َّ‬ ‫َ‬
‫ت� ۝ إ� َموتَتَ َنـا ا�و� َوما � ُن ب ُم َعذ َ‬ ‫ّ‬
‫﴿أفما � ُن ب َم ّي َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ب�﴾ ]الصاﻓات‪.[59-58:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬

‫َ ّ‬
‫ِلظال َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫� نُ ُز� أم ش َ‬
‫ج َر ُة َّ‬ ‫ً َ َ‬
‫﴿أذل َِك َخ ٌ‬ ‫َ‬
‫ِم�﴾ ]الصاﻓات‪-62:‬‬ ‫الزقوم ۝ إِنا َج َعلنـاها ف ِتنة ل‬
‫‪[63‬‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫اســـﺘهﺰاء‪) :‬هـﺬا محمـد ﻳﺘوعـدكم‬ ‫ﻗـال الﻘرط�‪) :‬لمـا ﺧ ّوﻓوا ﺑهـا ﻗـال أﺑو ﺟهـل‬
‫ﺑﻨ�ار �رق ا�ﺠارة‪ ،‬ﺛم ﻳﺰعم أﻧها ﺗنﺒﺖ الﺸﺠر‪ ،‬والﻨار ﺗﺄ�ل الﺸﺠر‪.((...‬‬

‫َ‬ ‫َّ َ َ َ ُ‬ ‫ّ َ َ َ ُ ُ َّ ُ َ َّ َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫آمنوا �نطع ُِم َمن لو‬ ‫ين �فروا ل ِ�ين‬ ‫﴿�ذا قي ـل ل ُهم أنفِقوا مِما رزق�م ا� قال ا�‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َّ ُ َ َ َ ُ َ ُ ّ‬
‫ب�﴾ ]ﻳس‪.[47:‬‬‫�ل م ٍ‬‫�شاء ا� أطعمه إِن أنتم إِ� � ض ٍ‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬


‫﴿ َوقالوا ما �ا � نَرى رِجا� ك ّنا َ� ُع ُّد ُهم م َِن ا��ارِ﴾ ]ص‪.[62:‬‬

‫‪240‬‬
‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ُ َ‬ ‫َََ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ُّ‬
‫ا�ل ِق ۖ أف� َ� ْعقِلون﴾ ]ﻳس‪[68:‬‬ ‫﴿ َو َمن � َع ّم ْرهُ � َنك ِْس ُه � َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﱠ َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ﻗـال اﺑﻦ كﺜ�‪َ :‬وال ُم َر ُاد ِم ْﻦ َهـﺬا ‪َ -‬و ﱠ ُ‬
‫اﻹﺧﺒـار َع ْﻦ هـ ِﺬ ِﻩ الـد ِار ِﺑـﺄﻧ َهـا د ُار‬
‫ُ‬ ‫ﷲ أ ْعل ُم‪-‬‬
‫ََ ﱠ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ َ ُ َ َ َ ْ ْ َ َ َ َ َ َ ََ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ال‪﴿ :‬أف� َ� ْعقِلون﴾ أ ْي‪َ :‬ﻳﺘﻔك ُر ون‬ ‫ز َو ٍال َواﻧ ِﺘﻘـ ٍال‪ � ،‬دار دو ٍام واســـ ِﺘﻘر ٍار؛ و ِلهـﺬا ﻗـ‬
‫ُ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬
‫ِﺑـ ُعـﻘـو ِلـ ِهـ ْم ِ� ا ْﺑـ ِﺘ ـ َ�د ِاء ﺧـلـ ِﻘـ ِهـ ْم ﺛـ ﱠم َصـــ ْ ُ� َور ِﺗـ ِهـ ْم �إ� ]ﻧـﻔـ ِس[ الﺸـــﺒـي َـﺒ ـ�ﺔ‪ ،‬ﺛـ ﱠم �إ�‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ َﱠ ُ‬ ‫ﱠ ُ َ‬
‫الﺸـــ ْﻴﺨوﺧـ ِﺔ؛ ِل َﻴ ْعل ُموا أﻧ ُه ْم ﺧلﻘوا ِلـد ٍار أﺧ َرى‪ � ،‬ز َوال ل َهـا َو� اﻧ ِﺘﻘـال ِمﻨ َهـا‪َ ،‬و�‬
‫ﱠ ْ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫َم ِحﻴد َعﻨ َها‪َ ،‬و ِه َﻲ الد ُار اﻵ ِﺧ َرة‪.‬‬

‫َ َ ْ ُ‬ ‫َ ُ ُ َ َّ َ‬
‫ك لَم َن ال ْ ُم َص ّ ِدق َ‬ ‫﴿قَـــ َال قَا� ٌل ّمِنْ ُه ْم إ ِ ّ� َ� َن � قَر ٌ‬
‫ِ� ۝ أإِذا مِت َنا َو� َّنا‬ ‫ِ‬ ‫�ن ۝ �قول أإِن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ون ۝ فَ َّ‬ ‫َ‬
‫َ َ ْ ُ ُّ َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ َ ً َ َ ً َّ َ ُ َ‬
‫اطل َع ف َرآهُ ِ� َس َواءِ ا�حِي ِم‬ ‫ِينون ۝ قال هل أنتم مطلِع‬ ‫ترابا وعِظاما أإِنا لمد‬
‫ضـــر َ‬ ‫َ ُْ ْ َ‬ ‫ك ُ‬ ‫َََْ ْ َ ُ َ ّ َ ُ‬ ‫َّ َ ُ ْ‬ ‫َ َ َ َّ‬
‫�ن﴾‬ ‫ِ‬ ‫نت ِمـــن المح‬ ‫ِين ۝ ولو� ن ِعمة ر ِ� ل‬‫۝ قـــال تا�ِ إِن كِـــدت ل�د ِ‬
‫]الصاﻓات‪[57-51:‬‬

‫َْ َ َ ّ َ ْ َُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ََ ٰ َ َ‬ ‫َ‬
‫� إِ ِ ّ� أ َر ٰ‬
‫� قَ َال يَا بُ َ َّ‬ ‫﴿فَلَ َّما بَلَ َغ َم َع ُه َّ‬
‫السـ ْ َ‬
‫ى ۚ قال‬ ‫ى ِ� المنا ِم � ِ� أذ�ك فا�ظر ماذا تر‬
‫َ‬
‫�ن﴾ ]الصاﻓات‪[102:‬‬ ‫الصابر َ‬ ‫ا� َع ْل َما تُ ْؤ َم ُر ۖ َس َتج ُد� إ ِ ْن َش َ‬
‫اء َّ ُ‬
‫ا� م َِن َّ‬ ‫ْ‬
‫ت‬‫يَا �بَ ِ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬
‫ﻗــال اﺑـﻦ كـﺜـ�‪) :‬وإﻧـمــا أعـل َـم )أي‪ :‬إﺑـراهـﻴ ُـم( اﺑـﻨ ـ�ه ﺑــﺬلــك لـﻴـكـون أهـون عـلـﻴــه‪،‬‬
‫َََ‬
‫وﺟلدﻩ وعﺰمه � صﻐرﻩ على طاعﺔ ﷲ ﺗعا� وطاعﺔ أﺑﻴ�ه(‪.‬‬ ‫ولﻴﺨﺘ� ص�ﻩ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وﻗـال الط�ي‪) :‬ﻓـﺈن ﻗـال ﻗـاﺋـل‪ :‬أو�ـان إﺑراهﻴم ﻳﺆامر )أي‪ :‬ﻳســـﺘـﺄذﻧـه( اﺑﻨـ�ه �‬
‫ا��ــ ﻷمر ﷲ وا�ﻧﺘهاء إ� طاعﺘه؟ ﻗﻴل‪ :‬لم ﻳكﻦ ذلك مﻨه مﺸــاورة �ﺑﻨ�ه �‬ ‫ّ‬

‫‪241‬‬
‫َ ْ‬
‫العﺰم‪ :‬هل هو مﻦ الصـ� على‬ ‫طاعﺔ ﷲ‪ ،‬ولكﻨه �ان مﻨه لﻴعلم ما عﻨد اﺑﻨ�ه مﻦ‬
‫أمر ﷲ على مﺜل الﺬي هو علﻴه‪ُ ،‬ﻓي َسـر ﺑﺬلك أم �‪ .‬وهو � اﻷحوال �لها ماض‬
‫ﻷمر ﷲ(‪.‬‬

‫َ ََ‬ ‫َّ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َُ‬ ‫َ‬


‫ِ� ْم ۖ إِن َ�ٰذا ل ْ‬
‫� ٌء يُ َر ُاد﴾ ]ص‪[6:‬‬ ‫� آل َِهت ُ‬ ‫َ ْ‬
‫اص ُ‬
‫�وا ٰ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫﴿وانطلق الم� مِنهم أ ِن امشوا و ِ‬
‫ل�ء يُ ُ‬
‫ٌ‬ ‫ٰ‬ ‫َ‬
‫راد﴾ ﺗعلﻴل لﻸمر ﺑالص� على آلهﺘهم‬ ‫ﻗـال اﺑﻦ عاﺷور‪) :‬وﺟملﺔ ﴿إن هذا‬
‫أرادﻩ لﻐرض‪ ،‬أي‬‫لﻘصـــد ﺗﻘو�ـﺔ ﺷـــكهم � صـــحـﺔ دعوة الﻨ� ﷺ ﺑـﺄﻧهـا �ء ُ‬
‫ٌ ٌ‬ ‫ً‬
‫ليس صادﻗا ولكﻨه مصﻨوع مراد مﻨه مﻘصد‪ ،‬كما ﻳﻘال‪ :‬هﺬا أمر ُد ﱢﺑر ﺑلﻴل(‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫َّ ُ َ َ‬
‫ا� فما ُ� مِن‬ ‫ك ب َّا� َ‬
‫ين مِن دون ِـهِ َو َمن يُضل ِِل‬
‫َ َُ َُ َ ّ َ َ‬ ‫َ َ َ َّ ُ‬
‫�اف عبـده و�خوِفون ِ‬
‫ٍ‬ ‫﴿�ليس ا� ب ِ‬
‫ها ٍد﴾ ]الﺰمر‪[36:‬‬
‫بدهُ﴾ و﴿ ِعبا َدهُ﴾‪.‬‬
‫هﻨاك ﻗراءﺗان ﴿ َع َ‬

‫ﻗال الط�ي‪) :‬والصــواب مﻦ الﻘول � ذلك أﻧهما ﻗراءﺗان مﺸــهورﺗان � ﻗراءة‬


‫َ‬
‫ﻓﺒﺄﻳﺘهما ﻗرأ الﻘارئ ﻓمصــﻴﺐ لصــحﺔ َم ْعﻨ َي ْﻴ َها واســﺘﻔاﺿــﺔ الﻘراءة‬
‫اﻷمصــار‪ّ .‬‬

‫ﺑهما(‬

‫َّ ُ َ َ‬
‫ا� فما ُ� مِن‬ ‫ك ب َّا� َ‬
‫ين مِن دونِهِ َو َمن يُضل ِِل‬
‫َ َُ َُ َ ّ َ َ‬ ‫َ َ َ َّ ُ‬
‫�اف عبــده و�خوِفون ِ‬
‫ٍ‬ ‫﴿�ليس ا� ب ِ‬
‫ها ٍد﴾ ]الﺰمر‪.[36:‬‬

‫شاء َر ُّ�نا‬ ‫الر ُس ُل مِن بَ� أَيديهم َومِن َخلفِهم َ� ّ� تَ ُ‬


‫عبـدوا إ َّ� َّ َ‬
‫ا� قالوا لَو َ‬ ‫ته ُم ُّ‬‫جاء ُ‬
‫﴿إِذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِرون﴾ ]ﻓصلﺖ‪.[14:‬‬ ‫َ‬ ‫ك ًة فَإنّا بما أُرس ُ‬
‫ِلتم بِهِ �ف‬
‫َ‬ ‫ََ ََ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫�نزل م�� ِ‬

‫ُ‬ ‫َ َ َ َّ َّ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ ُّ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِساب﴾‬ ‫﴿ا�َـــوم �ـــزى � ن ٍ‬
‫فس بِما كسبت � ظـــلم ا�وم إِن ا� ســـر�ع ا� ِ‬
‫]ﻏاﻓر‪.[17:‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬

‫‪243‬‬
‫�س َ�ْ َعلْ ُه َما َ�ْ َ‬ ‫َّ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ ّ َ ْ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ َ ُ َ َّ َ َ َ‬
‫ت‬ ‫ا� ِ‬
‫ا� ِن و ِ‬
‫﴿وقال ا�ِين �فروا ر�نا أرِنـــــا ال�ي ِن أضــ�نا مِن ِ‬
‫ََْ َ َ ُ َ َ ََْْ َ ُ‬
‫ِ�﴾ ]ﻓ ﱢصلﺖ‪[29:‬‬ ‫أقدامِنا ِ�كونا مِن ا�سفل‬
‫ً‬ ‫َ َّ َ َ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ضــ ْعفا ِ� ا�َّارِ﴾‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫وﺷــﺒﻴ�ه ﺑﺬلك ﻗوله ﺗعا� ﴿قالوا َر َّ�نا َمن قدم �َا �ٰذا ف ِزدهُ عذابًا ِ‬
‫]ص‪[61:‬‬
‫َ َ ُ َ َّ َ َّ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ ُّ َ َّ َ‬
‫الس ـبِي� ۝ َر َّ� َنا‬ ‫وﻗوله ســﺒحاﻧه ﴿وقالوا ر�نا إِنا أطعنا س ـاد�نا و��اءنا فأض ـلونا‬

‫�ا﴾ ]اﻷحﺰاب‪[68-67:‬‬ ‫آتِه ْم ضِ ْع َف ْ� م َِن الْ َع َذاب َوالْ َعنْ ُه ْم لَ ْع ًنا َكب ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ٌ‬ ‫ََ ُّ َ‬
‫ْ ََُ‬ ‫َّ ُ َ ُ‬ ‫ُّ َ‬
‫� ٍء َو� ِيل﴾ ]الﺰمر‪[26:‬‬
‫�� ْ‬
‫� � ٍء ۖ وهو ٰ ِ‬
‫﴿ا� خال ِق ِ‬
‫ﻗال الســعدي‪ ��" :‬ﺗعا� عﻦ عﻈمﺘه وكماله‪ ،‬ا�وﺟﺐ �ســران مﻦ كﻔر ﺑه‬
‫ا� َخــ ـال ُِق � ْ‬ ‫ُّ َ‬
‫ﻓﻘال‪ُ َّ ﴿ :‬‬
‫� ٍء﴾ هﺬﻩ العﺒارة وما أﺷـﺒهها‪ ،‬مما هو كﺜ� � الﻘرآن‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫ﺗـدل على أن ﺟمﻴع اﻷﺷـــﻴـاء ‪-‬ﻏ� ﷲ‪ -‬مﺨلوﻗـﺔ‪ ،‬ﻓﻔﻴهـا رد على �ـل مﻦ ﻗـال‬
‫ﺑﻘـدم ﺑعﺾ ا�ﺨلوﻗـات‪� ،‬ـالﻔ�ســـﻔـﺔ الﻘـاﺋل� ﺑﻘـدم اﻷرض والســـمـاوات‪،‬‬
‫و�الﻘاﺋل� ﺑﻘدم اﻷرواح‪ ،‬و�و ذلك مﻦ أﻗوال أهل الﺒاطل‪ ،‬ا�ﺘﻀــمﻨﺔ ﺗعطﻴل‬
‫ا�الﻖ عﻦ ﺧلﻘه"‪.‬‬

‫� ْم‬‫ود ُ‬ ‫� ْم َو َ� ُجلُ ُ‬
‫ار ُ‬ ‫� ْم َو َ� َ�ب ْ َصـ ُ‬
‫� ْم َسـ ْم ُع ُ‬‫ون أَن � َ ْشـ َه َد َعلَيْ ُ‬
‫ََ ُ ُ ْ َْ َ ُ َ‬
‫﴿وما كنتم �سـت ِ�‬
‫� ُم َّا�ِي َظ َن ُ‬ ‫ون ۝ َو َ�ٰل ُ‬
‫ِ� ْم َظ ُّن ُ‬ ‫َ َ ُ ْ َ َّ َّ َ َ َ ْ َ ُ َ ً ّ َّ َ ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫نتم‬ ‫َو�ٰ�ِن ظننتم أن ا� � �علم كثِ�ا ِممـا �عمل‬

‫�ن﴾ ]ﻓ ﱢصلﺖ‪[23-22:‬‬
‫َ ُ‬
‫ا�‬ ‫َ ّ ُ ْ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ ْ ُ ّ َ َْ‬
‫بِر�ِ�م أردا�م فأصبحتم مِن ا� ِ ِ‬

‫‪244‬‬
‫ْ‬
‫� ُم ا�ِي َظ َنن ُت ْم ب َر ّ� ُ‬ ‫َّ‬
‫� ْم َظ ُّن ُ‬ ‫َ‬
‫ﻗال الســعدي‪َ ﴿ :‬وذل ِـــ ـ ُ‬
‫� ْم﴾ الﻈﻦ الســ�‪ ،‬حﻴﺚ‬ ‫ِ ِ‬
‫ا� َ‬
‫�ن﴾‬ ‫َ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َْ‬ ‫ََْ ُ ْ‬
‫ﻇﻨنﺘم ﺑه‪ ،‬ما � ﻳلﻴﻖ ��له‪﴿ .‬أردا�م﴾ أي‪ :‬أهلككم ﴿فأص ـبحتم مِن ا� ِ ِ‬
‫ﻷﻧﻔســـهم وأهلﻴهم وأدﻳـاﻧهم ﺑســـﺒـﺐ اﻷعمـال ال� أوﺟﺒهـا لكم ﻇﻨكم الﻘﺒﻴح‬
‫ﺑرﺑكم‪ ،‬ﻓحﻘﺖ علﻴكم �لمﺔ العﻘاب والﺸﻘاء‪.‬‬

‫اواتِ‬ ‫اب َّ‬


‫الســ َم َ‬ ‫اب ۝ أَ ْســ َب َ‬
‫� ًحا لَّ َع ّ� َ�بْلُ ُغ ْا�َ ْســ َب َ‬
‫ان ابْن � َ ْ‬ ‫ََ َ ْ َ ْ ُ َ َ َ ُ‬
‫﴿وقال ف ِرعون يا هام‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ َّ َ َ ٰ َ ٰ ُ َ ٰ ّ َ ُ ُّ ُ َ ً َ َ َ ٰ َ ُ ّ َ ْ َ ْ َ ُ ُ َ‬
‫َ‬
‫وء � َملِهِ َو ُصـ َّد َع ِن‬ ‫�� �ظنه �ذِبا ۚ و��ل ِك ز�ِن لِفِرعون سـ‬ ‫فأطلِع إِ� إِ�هِ مو� ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َ َ ْ ُ ْ َ ْ َ َّ‬ ‫َّ‬
‫اب﴾ ]ﻏاﻓر‪[37-36:‬‬ ‫يل ۚ وما كيد ف ِرعون إِ� ِ� �ب ٍ‬ ‫السب ِ ِ‬
‫ﻓﻘول ﻓرعون هﺬا دال على أن مو� علﻴه الس�م �ان ﻳدعوﻩ لعﺒادة ﷲ الﺬي‬
‫� السماء‪ .‬ﻓ�ﺄن ﻓرعون ﻳﻘول‪ :‬أر�د ان أطلع إ� هﺬا اﻹله الﺬي زعم مو� أﻧه‬
‫� السماء‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫� أَ ْ‬ ‫ْ َ َ َ ُ َ َ َّ ّ َ ُ ْ‬
‫اد َ� ْع بِالَّ� ِ َ‬ ‫َ َ‬
‫ح َس ـ ُن فإِذا ا�ِي بَيْ َنك َو�َيْ َن ُه‬ ‫ِ‬ ‫﴿ َو� � ْس ـ َتوِي ا�س ـنة و� الس ـي ِئة ۚ‬
‫َ َ َ ٌ َ َ َّ ُ َ ٌّ َ ٌ ُ‬
‫ِيم﴾ ]ﻓ ﱢصلﺖ‪[34:‬‬ ‫عداوة ك�نه و ِ� �‬
‫ﻗال اﺑﻦ عﺜﻴم�‪ :‬ﺗﺄملوا أﻳها العارﻓون ﺑاللﻐﺔ العرﺑﻴ�ﺔ كﻴﻒ ﺟاءت الﻨتﻴﺠﺔ ﺑﺈذا‬
‫الﻔﺠـاﺋﻴـ�ﺔ‪ ،‬ﻷن )إذا( الﻔﺠـاﺋﻴـ�ﺔ ﺗـدل على ا�ـدوث الﻔوري � ﻧتﻴﺠﺘهـا‪ ،‬ولكﻦ‬
‫اها إ َّ� َّا� َ‬
‫ِين‬
‫َ َ ُ َ َّ َ‬ ‫ﱡ‬
‫أحد ﻳوﻓﻖ لﺬلك )أي للدﻓع ﺑال� هﻲ أحسﻦ(‪﴿ :‬ومـ ـا يلق ِ‬ ‫ليس �ل ٍ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ ُ َ َ ُ َ َّ َ َّ ُ‬
‫اها إ� ذو َحظ َعظِي�﴾ ]ﻓ ﱢصلﺖ‪.[35:‬‬ ‫ص�وا وما يلق‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬

‫‪245‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫ُ‬ ‫َ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ ُ َ َ َ ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ش��ون﴾ ]الﺰﺧرف‪[39:‬‬
‫ذاب م ِ‬
‫﴿ولن ينفع�م ا�وم إِذ ظلمتم �ن�م ِ� الع ِ‬
‫َ‬
‫وم﴾ � اﻵﺧرة ﴿إذ َظل ُ‬ ‫َ‬
‫ﻗــال الﺒﻐوي‪َ ﴿) :‬ولن يَنف َع ُ‬
‫� ُم ا�َ َ‬ ‫َ‬
‫متم﴾ أﺷـــركﺘم � الــدﻧﻴـ�ا‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫شـ��ون﴾ ﻳع� � ﻳﻨﻔعكم ا�ﺷــ�اك � العﺬاب و� �ﻔﻒ‬
‫ِ‬ ‫ذاب ُم‬
‫﴿�ن�م ِ� الع ِ‬
‫ا�ﺷـــ�اك عﻨكم ﺷـــﻴﺌـ�ا مﻦ العـﺬاب؛ ﻷن ل�ـل واحـد مﻦ الكﻔـار والﺸـــﻴـاط�‬
‫ا�ﻆ اﻷوﻓر مﻦ العﺬاب‪.‬‬

‫ً‬ ‫َ َ ُ ُّ ّ َ َ‬ ‫َ ّ َ َ َّ ُ َ َ‬ ‫ََ ََ ُ َ ًَ‬


‫اعة قا� ِ َمة‬ ‫ته �َقول َّن هذا � وما أظن الس‬ ‫�ة م ِّنـا مِن بَع ِد �اء مس‬ ‫﴿ول�ِن أذقنـاه ر‬
‫َ َ ُ َ ّ َ َّ َّ َ َ َ‬ ‫ت إ� َر ّ� إ َّن � عِنـــ َدهُ ل َ ُ‬ ‫ََ ُ‬
‫ين كفـــروا بِما َع ِملوا‬ ‫لحس� فلننبِ� ا�‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫جعـــ ِ‬ ‫ول�ِن ر ِ‬
‫ليظ﴾ ]ﻓصلﺖ‪[50:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ َّ ُ‬
‫ذاب غ ٍ‬ ‫و�ذيقنهم مِن ع ٍ‬
‫َ َ‬
‫ﻗال الط�ي‪َ�﴿) :‬قول َّن هـذا �﴾ عﻨـد ﷲ‪ ،‬ﻷن ﷲ راض ع� ﺑرﺿـــاﻩ عملﻲ‪ ،‬وما‬
‫أﻧا علﻴه مﻘﻴم(‪.‬‬

‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ ُ َ ُ َ َ َ َّ ُ َّ ُ َ‬
‫ا� � عِلـ ٍ� َوخ َت َم � َسمعِهِ َوقلبِهِ َو َج َعل �‬ ‫﴿أفرأيت م ِن ا�ذ إِلهه هواه وأضله‬
‫َّ َ َ َ َّ َ‬‫َ‬ ‫َ َ‬
‫رون﴾ ]ا�اﺛﻴ�ﺔ‪[23:‬‬ ‫ِشاو ًة � َمن يَهديهِ مِن بَع ِد ا�ِ أف� تذك‬
‫�ه ِ غ‬ ‫َ َ‬
‫ب ِ‬
‫ّ‬ ‫َ َ َ َّ ُ َّ ُ َ‬ ‫مﻦ ُ‬
‫ا� � عِلـــ ٍ�﴾ أن أﺿله ﷲ ﺑعد ﺑلوغ العلم إلﻴه‪،‬‬ ‫أوﺟه ﺗﻔاس� ﴿وأضلـــه‬

‫وﻗﻴام ا�ﺠﺔ علﻴه‪) .‬اﺑﻦ كﺜ�(‬

‫‪246‬‬
‫ًُ‬
‫�ن �ِ ُيوت ِ ِهم ُسقفا‬ ‫َ َ ُ ُ َّ‬ ‫َ ً ََ َ‬ ‫َ ّ ُ ُ َّ ً‬ ‫ََ َ َ‬
‫﴿ولو� أن ي� ـ ـون ا�اس أمة واحِدة �علنا ل ِمن ي�ف ـ ـر بِالر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َ َ‬ ‫َّ‬
‫� ًرا َعليه ـا َ� َّتكِئون ۝‬ ‫رون ۝ َو�ِ ُيوتِهم أب ـوابًا َو ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫مِن ف ِض ٍة َو َمع ـ ـارِج عليها يظه‬
‫ِلم َّت َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫َ ُ ًُ‬
‫ق�﴾‬ ‫كل ُ‬
‫خـــرة عِنـــد ر� ِ‬ ‫ا�نيـــا َوا� ِ‬ ‫ا�ياة ِ ُّ‬
‫اع َ‬ ‫خرفا �ن � ذل ِك ل ّما َمتـــ‬ ‫وز‬
‫]الﺰﺧرف‪[35-33:‬‬
‫ﻗـال العـدﻳـد مﻦ ا�ﻔســـر�ﻦ‪ :‬مع� اﻵﻳـﺔ أن ﷲ رحم عﺒـادﻩ ﺑـﺄن لم �عـل الكﻔر‬
‫مﻘ�ﻧا دوما ﺑالﻐ�‪ .‬وإ� ﻓلو ﺟعل ﷲ لل�اﻓر�ﻦ ﺑﻴوﺗا سـﻘﻔها ودرﺟها وسـ��ها‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫حــ ـ َدةً﴾ على‬
‫وأﺑواﺑها وسـررها مﻦ ﻓﻀـﺔ وذهﺐ ﻷصـﺒح عامﺔ الﻨاس ﴿أ َّمــ ـة وا ِ‬
‫الكﻔر! ﻷن الﻨاس �هلهم ســﻴﺠعلون الكﻔر حﻴﻨها ســﺒﺒ�ا � رﻏد العيﺶ‪ .‬ﻓهﺬا‬
‫ﱠ‬
‫ا�ﻗ�ان ‪-‬لو ﻗــدرﻩ ﷲ‪ -‬مﺆﺛر ﺟــدا � الﻨﻔوس‪ ،‬لكﻨــه ﺗعــا� ﺑرحمﺘــه ﺟعــل �‬
‫اﻷﺗﻘﻴاء أﻏﻨﻴ�اء و� اﻷﺷﻘﻴاء ﻓﻘراء‪.‬‬
‫� أهل الدﻳﻦ أﻏﻨﻴـ�اء مﺘعلمون أذكﻴـاء راﻗون ﺧلوﻗون‪ .‬و� ا�حﺠﺒـات مﺘعلمـات‬
‫ﻏﻨﻴـ�ات ﺟمﻴ�ت راﻗﻴــات الــﺬوق‪ .‬لكﻦ اﻹع�م ‪-‬الــﺬي � ﻳر�ــد إع�م الﻨــاس‬
‫ﺑا�ﻘﻴﻘﺔ‪ � -‬ﻳسلط الﻀوء علﻴهم وعلى إ�ازاﺗهم ﻓله أهداف أﺧرى!‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ َ َ َ َ َ‬


‫واء ا�ي ـ َن � يَعلم ـون﴾‬‫لناك � �� ـ َع ٍة م َِن ا�م ـ ِر فاتبِعه ـا َو� تتبِـع أه ـ‬ ‫﴿ � م جع‬
‫]ا�اﺛﻴ�ﺔ‪[18:‬‬
‫نت بما أَ َ‬
‫نز َل َّ ُ‬ ‫واء ُهم َو ُقل َ‬ ‫َ‬ ‫استقِم َك ـما أُ ِم ـ َ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫ا� مِن‬ ‫آم ُ‬ ‫رت َو� تَتَّبع أه ـ َ‬ ‫ادع َو َ‬ ‫﴿ف ِ�ل ِك ف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫�م أَعمالُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ما�ا َولَ ُ‬ ‫ُ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ ُّ َ َ ُّ ُ َ َ‬ ‫ُ‬
‫�م‬ ‫�م �ا أعـ‬ ‫اب َوأ ِمـرت ِ�عدِل بينـ� ُم ا� ر�نا ور�‬ ‫كِتــ ٍ‬
‫الم ُ‬ ‫َ‬
‫��هِ َ‬ ‫ا� َ� َم ُع بَ َ‬
‫� ُم َّ ُ‬
‫ين ُ‬ ‫ج َة بَ َ‬
‫يننـا َو�َ َ‬ ‫� ُح َّ‬
‫ص�﴾ ]الﺸورى‪.[15:‬‬ ‫يننا‬

‫‪247‬‬
‫وم ُه فَأطاعوهُ إ َّ� ُهم �نوا قَ ً‬
‫وما فاس َ‬ ‫خ َّف قَ َ‬
‫َ َ َ‬‫َ‬
‫ِق�﴾ ]الﺰﺧرف‪.[54:‬‬ ‫ِ‬ ‫﴿فاست‬

‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫﴿ َو َ� ـذل َِك أَ َ‬


‫اب َو� ا�ي ـمان‬ ‫ت تدري َما الكِتـ‬ ‫مرنا ما كنــ‬
‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ِن‬‫م‬ ‫ا‬ ‫ك ً‬
‫روح‬ ‫�‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ا‬‫ـ‬ ‫ين‬‫وح‬
‫َّ َ ََ‬ ‫َ‬
‫نورا نَهدي بهِ َمن �شــ ُ‬
‫َولــ�ِن َج َعلنــاهُ ً‬
‫اط‬‫� ٍ‬
‫اء مِن عِبــادِنا �نك �هدي إِ� ِ‬ ‫ِ‬
‫قي�﴾ ]الﺸورى‪[52:‬‬ ‫ُ َ‬
‫مست ٍ‬
‫ﻗال السعدي‪ :‬وهو هﺬا الﻘرآن الكر�م‪ّ ،‬‬
‫سماﻩ روحا‪ ،‬ﻷن الروح �ﻴا ﺑه ا�سد‪،‬‬
‫والﻘرآن �ﻴا ﺑه الﻘلوب واﻷرواح‪ ،‬و�ﻴا ﺑه مصـــالح الدﻧﻴ�ا والدﻳﻦ‪ ،‬لما ﻓﻴه مﻦ‬
‫ّ‬
‫والعلم الﻐﺰ�ر‪ .‬وهو محﺾ مﻨﺔ ﷲ على رســوله وعﺒادﻩ ا�ﺆمﻨ�‪،‬‬ ‫ا�� الكﺜ� ِ‬
‫مﻦ ﻏ� سﺒﺐ مﻨهم‪.‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫َ ْ َ ُ ََ ْ َ ُ‬ ‫ََ َ َ َْ َ َْ َْ َ ُ ً ّ ْ َْ َ َ ُ َ َ ْ‬
‫يمان‬ ‫﴿و��ٰل ِك أوحينا إِ�ــك روحا مِن أم ِرنا ۚ ما كنــت تدرِي ما الكِتــاب و� ِ‬
‫ا�‬

‫اط‬ ‫ك َ�َ ْهـدِي إ ِ َ ٰ� ِ َ‬


‫� ٍ‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬
‫اء م ِْن ع َِبـادِنـا ۚ �نـ‬ ‫َو َ�ٰ�ِن َج َعلْ َنـاهُ نُ ً‬
‫ورا َّ� ْهـدِي بـهِ َمن � َّ َشـــ ُ‬
‫ِ‬
‫ِي�﴾ ]سورة الﺸورى‪[52 :‬‬ ‫ُّ ْ َ‬
‫مستق ٍ‬
‫ﻗال السـعدي )ﺑﺘصـرف(‪ :‬سـماﻩ روحا‪ ،‬ﻷن الروح �ﻴا ﺑه ا�سـد‪ ،‬والﻘرآن �ﻴا‬
‫ﺑـه الﻘلوب واﻷرواح‪ ،‬و�ﻴـا ﺑـه مصـــالح الـدﻧﻴـ�ا والـدﻳﻦ‪ ،‬لمـا ﻓﻴـه مﻦ ا�� الكﺜ�‬
‫ََ‬ ‫ْ‬
‫اء م ِْن ع َِبادِنَا﴾ ‪...‬‬
‫ورا َ� ْهدِي بهِ َم ْن �ش ـ ُ‬
‫ِ‬
‫والعلم الﻐﺰ�ر‪ .‬وﻗوله ســﺒحاﻧه‪َ ﴿ :‬ج َعل َناهُ نُ ً‬
‫ً‬
‫ا�ردﻳﺔ‪ ،‬و�عرﻓون‬ ‫مع� ﻧورا‪ :‬ﻳسﺘﻀﻴﺌون ﺑه � ﻇلمات الكﻔر والﺒدع‪ ،‬واﻷهواء ِ‬
‫ﺑه ا�ﻘاﺋﻖ‪ ،‬و�هﺘدون ﺑه إ� الصراط ا�سﺘﻘﻴم‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ض ُه ْم �ِ َ ْعض َع ُد ٌّو إ� ال ُم َّتق َ‬
‫﴿ا�خِ� ُء يَ ْو َم�ذ َ� ْع ُ‬ ‫ْ َ َّ‬
‫ِ�﴾ ]الﺰﺧرف‪[67:‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍِ‬
‫وصـــحﺒـﺔ لﻐ� ﷲ ﻓـﺈﻧهـا ﺗﻨﻘلـﺐ ﻳوم الﻘﻴـامـﺔ‬ ‫ﻗـال اﺑﻦ كﺜ�‪) :‬أي‪� :‬ـل صـــداﻗـﺔ ُ‬

‫عداوة إ� ما �ان ﮻‪ ،‬عﺰ وﺟل‪ ،‬ﻓﺈﻧه داﺋم ﺑدوامه(‪.‬‬

‫"مﺸﻔﻘون" و "مﺸﻔﻘ�" � سورة الﺸورى‪ :‬وهﻲ ﺑمع� "ﺧاﺋﻔ�"‪.‬‬


‫َ ْ َ ْ ُ َ َّ َ َ ُ ْ ُ َ َ َ َّ َ َ ُ ُ ْ ُ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ َ َ‬
‫ون � َّ� َها ْ َ‬
‫ا� ُّق ۗ‬ ‫جل بِها ا�ِين � يؤمِنون بِها ۖ وا�ِين آمنوا مشفِقون مِنها و�علم‬ ‫﴿�ستع ِ‬
‫َّ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َّ َّ َ ُ َ ُ َ‬
‫ِيد﴾ ]الﺸورى‪[18:‬‬ ‫ارون ِ� الساعةِ ل ِ� ض� ٍل بع ٍ‬ ‫�� إِن ا�ِين �م‬

‫ا�اتِ‬
‫آم ُنوا َو َعملُوا َّ‬
‫الصـ ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ� م َِّما َك َسـ ُبوا َو ُه َو َواق ٌِع به ْم ۗ َو َّا� َ‬
‫ِين َ‬ ‫� ُم ْشـفِق َ‬ ‫َّ‬
‫الظالِم َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫﴿ت َرى‬
‫ِِ‬
‫كب ُ‬ ‫َ َّ ْ َ َ ُ َ َْ ْ ُ ْ َ‬ ‫َ ُ َّ َ َ ُ َ‬ ‫� َر ْو َضــات ْ َ َّ‬
‫�﴾‬ ‫ات ۖ لهم ما �شــاءون عِند ر� ِ ِهم ۚ �ٰل ِك هو الفضــل ال ِ‬ ‫ا�نـــــ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫]الﺸورى‪[22:‬‬
‫ﻓا�ﺆمﻨون أﺷـــﻔﻘوا مﻦ عﺬاب ﷲ ﺗعا� � الدﻧﻴ�ا ﱠ‬
‫ﻓﺄمﻨهم ﷲ ﻳوم الﻘﻴامﺔ كما‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َّ َّ ُ َ‬
‫ا� َعليْ َنا َو َوقانا‬ ‫ﻗال ســﺒحاﻧه‪﴿ :‬قَـــ ـالُوا إنَّا ُك َّنا َ�بْ ُل � أَ ْهل َِنا ُم ْش ـفِق َ‬
‫ِ� ۝ �من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وم﴾ ]الطور‪ [27-26:‬ﺑيﻨما ال�اﻓرون ِأمﻨوا مﻦ عﺬاب ﷲ � الدﻧﻴ�ا‬ ‫َع َذ َ‬
‫اب ال َّسـ ُم ِ‬

‫ﻓﺄﺷﻔﻘوا مما كسﺒوا ﻳوم الﻘﻴامﺔ‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس واﻟﻌﺸﺮون‬

‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬


‫رض أم ل ُهم ِ� ٌك ِ�‬‫﴿قل أ َرأيـ ُتم ما تدعـون مِن دو ِن ا�ِ أرو� ماذا خلـقوا م َِن ا� ِ‬
‫نتم صـاد َ‬ ‫ثار� مِن ِعــ ـل� إن ُك ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِق�﴾‬ ‫ٍ ِ‬ ‫بل هذا أو أ َ ٍ‬
‫ِتاب مِن ق ِ‬
‫ماوات ائتو� بِ� ٍ‬
‫ِ‬ ‫ال َّســـ ـ‬
‫]اﻷحﻘاف‪[4:‬‬
‫ﻗال السعدي‪:‬‬
‫َّ َ َ ْ َ ُ َّ ُ‬
‫اغ َ‬ ‫ً َ ُ ْ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫ََ َ ْ َ ََْ‬
‫وت﴾‪،‬‬ ‫� أ َّم ٍة َر ُس ـو� أ ِن ا� ُب ُدوا ا� واجتن ِبوا الط ـ‬
‫)ﻗال ﺗعا�‪﴿ :‬ول ـقد �عثنا ِ� ِ‬
‫ُ َّ َ َ َ ُ ْ ْ َ َ ْ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫�هُ﴾‪ ،‬ﻓ ُع ِلم أن ﺟدال‬ ‫و�ل رســول ﻗال لﻘومه‪﴿ :‬ا� ُبــــدوا ا� ما ل�م مِن إِ ٍ� غ‬
‫ا�ﺸـــرك� � ﺷـــركهم ﻏ� مســـﺘﻨ�دﻳﻦ ﻓﻴه على ﺑرهان و� دلﻴل وإﻧما اعﺘمدوا‬
‫على ﻇﻨون �اذﺑﺔ وآراء �اســدة وعﻘول ﻓاســدة‪ .‬ﻳدلك على ﻓســادها اســﺘﻘراء‬
‫أحوالهم وﺗتﺒع علومهم وأعمـالهم والﻨﻈر � حـال مﻦ أﻓﻨوا أعمـارهم ﺑعﺒـادﺗـه‬
‫هل أﻓادهم ﺷﻴﺌ�ا � الدﻧﻴ�ا أو � اﻵﺧرة؟(‬

‫ِ�م � َحيــات ُ‬
‫ِ� ُم ُّ‬ ‫بتم َط ّيبــات ُ‬ ‫َ َ‬
‫ذه ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َ ُ َ ُ َّ َ َ َ‬
‫ا�نيا‬ ‫ِ‬ ‫ين كفــروا � ا�ّــارِ أ‬ ‫﴿و�وم يــعرض ا�‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ َ‬ ‫َ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫�‬
‫رض بِغ ِ‬ ‫ك�ون ِ� ا� ِ‬‫واستمتعتم بِها فا�َ ـوم �زون عذاب الهو ِن بِما كنت ـم �ست ـ ِ‬
‫ُ ُ َ ُ َ‬
‫قون﴾ ]اﻷحﻘاف‪[20:‬‬ ‫ا� ّ ِق َو�ِما كنتم تفس‬
‫َ‬

‫� ا �ـدﻳـﺚ الـﺬي رواﻩ ا �ـاكم وﻗـال ﻓﻴـه الـﺬه� � الﺘلﺨﻴص )على ﺷـــرط‬
‫الﺒﺨاري ومسلم( أن سعدا ر� ﷲ عﻨه اسﺘﺄذن على اﺑﻦ عامر و �ﺘه مراﻓﻖ‬
‫مﻦ حر�ر ﻓﺄمر ﺑها ُ‬
‫ﻓرﻓعﺖ ﻓدﺧل علﻴه و علﻴه مطرف ﺧﺰ ﻓﻘال له‪ :‬اســـﺘﺄذﻧﺖ‬
‫علﻲ و �� مراﻓﻖ مﻦ حر�ر ﻓـﺄمرت ُ‬
‫ﻓرﻓعـﺖ ﻓﻘـال لـه‪ :‬ﻧعم الرﺟـل أﻧـﺖ ﻳـا اﺑﻦ‬
‫‪250‬‬
‫ِ�م � َحيـــات ُ‬
‫بتـــم َط ّيبـــات ُ‬ ‫َ َ‬
‫ذه ُ‬
‫ِ� ُم‬ ‫ِ‬ ‫عامر إن لم ﺗكﻦ ممﻦ ﻗال ﷲ عﺰ و ﺟل‪﴿ :‬أ‬
‫ُّ‬
‫ا�نيا﴾‪ .‬وﷲ ﻷن أﺿطﺠع على ﺟمر الﻐﻀا أحﺐ إ� مﻦ أن اﺿطﺠع علﻴها‪.‬‬

‫ك َح ّ� إذا َخ َرجوا مِن عِن ـد َِك قال ـوا ل َِّ� َ‬


‫ين أوتُوا العِ َ‬
‫لم ماذا‬
‫َ ُ َ َ َ ُ َ َ‬
‫﴿ومِنهم من �ست ِم ـع إِ�‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ً ُ‬
‫هواء ُهم﴾ ]محمد‪.[16:‬‬ ‫ا� َ� قُلو�هم َو َّا� َبعوا أ َ‬ ‫ك َّا� َ‬
‫ين َط َب َع َّ ُ‬ ‫َ‬
‫قال آن ِفا أول� ِـ‬
‫ِِ‬

‫َ‬ ‫ين ارتَ ّدوا َ� أَدبـارهِم مِن بَع ِد ما َ� َب َّ َ‬


‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫� ل َ ُه ُم ُ‬
‫اله َدى الشيطان َس َّول ل ُهم َوأم�‬ ‫﴿إ َّن َّا� َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عض ا�مر َو َّ ُ‬
‫ا�‬ ‫ُ‬ ‫ين َكرهوا ما نَـ َّز َل َّ ُ ُ‬
‫ا� َسنطيـ ُع�م � بَ ِ‬ ‫ل َ ُهم ۝ ذل َِك ب� َّ� ُهم قالوا ل َِّ� َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫�ار ُهم﴾ ]محمد‪[26-25:‬‬ ‫يَعلَ ُم إ َ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫ﺟــاء � الــﺘــحــر�ــر والــﺘــﻨــو�ــر �ﺑــﻦ عــاﺷــــور‪ -‬ﺑــﺘصــــرف‪) :-‬ﻓ ـﻘــولــه‪�﴿ :‬ن‬
‫َ َ ْ ُ ُ ُ ْ َّ ُ ْ َ ُ ْ ُ َ‬
‫ون﴾ أي‪ :‬إن أطعﺘموهم ﻓﻴما �ادلوﻧكم ﻓﻴه‪ ،‬وهو‬ ‫��ــ‬‫أطعتــموهم إِن�ــــم لم ِ‬
‫ّ‬
‫الطعﻦ � اﻹســ�م‪ ،‬والﺸــك � صـ ّـحﺔ أح�امه‪ ،‬ﻓﺈﻧكم صــاﺋرون إ� الﺸــرك أو‬
‫ّ‬

‫الﺘحﻘﺘم ﺑا�ﺸرك�(‪.‬‬
‫و�ــد ﻧـﻔـس ا�ـعـ� هـﻨــا � ســـورة مـحـمــد‪ ،‬حـﻴــﺚ ﺟــاء � ﺗـﻔســـ� الـﺒـﻐـوي ‪-‬‬
‫َ‬
‫ا� َس ُن ُ ُ‬
‫طيع�م � بَ ِ‬
‫عض‬ ‫ﺑﺘصرف‪﴿) :-‬ذل َِك ب� َّ� ُهم قـــالوا ل َِّ� َ‬
‫ين َكرهـــوا ما نَ َّز َل َّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫مر﴾ ﻳع� ا�ﻨـاﻓﻘ� أو الﻴهود ﻗـالوا للمﺸـــرك� ســـﻨطﻴعكم � الﺘعـاون على‬ ‫ا� ِ‬
‫عداوة الﻨ� ‪-‬صـــلى ﷲ علﻴه وســـلم‪ -‬والﻘعود عﻦ ا�هاد(‪ ،‬ﻓوصـــﻔهم ﷲ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ين ارتَ ّدوا َ� أدبارِهِم﴾‪.‬‬
‫ﺑالردة ﴿إ َّن ا� َ‬
‫ِ‬

‫‪251‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ�م تَبخلوا َو�ُخرج أضغان ُ‬ ‫َ‬
‫﴿إن �َسألكموها � ُيحف ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫�م﴾ ]محمد‪[37:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ﻗال الط�ي‪﴿) :‬إِن �َســـــألكموها﴾‪ :‬ﻳﻘول ﺟل ﺛﻨ�اؤﻩ‪ :‬إن ﻳسـﺄلكم رﺑكم أموالكم‬
‫ّ‬ ‫﴿ َ� ُيحف ُ‬
‫ِ�م﴾ ﻳﻘول‪ :‬ﻓﻴﺠهـدكم ﺑـا�ســــﺄ لـﺔ‪ ،‬و�لح علﻴكم ﺑطلﺒهـا مﻨكم ﻓﻴلحﻒ‪،‬‬
‫َ‬
‫﴿تَبخلوا﴾‪ :‬ﻳﻘول‪ :‬ﺗﺒﺨلوا ﺑهـا وﺗمﻨعوهـا إﻳـاﻩ‪ ،‬ﺿـــﻨـا مﻨكم ﺑهـا‪ ،‬ولكﻨـه علم ذلـك‬
‫مﻨكم‪ ،‬ومﻦ ﺿﻴﻖ أﻧﻔسكم ﻓلم ﻳسﺄلكموها(‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬


‫ين � قلو�هم َم َر ٌض أن لن �ر َج َّ ُ‬ ‫َ َ‬
‫﴿أم َحس َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ا� أضغا� ُهم﴾ ]محمد‪[29:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ِب ا� َ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ين � قلو� ِ ِهم َم َر ٌض﴾ مﻦ‬ ‫ﺟاء � ﺗﻔس� السعدي‪) :‬ﻳﻘول ﺗعا�‪﴿ :‬أم َح ِ‬
‫سـ ـ َ‬
‫ب ا� َ‬

‫ﺷـﺒهﺔ أو ﺷـهوة‪� ،‬ﻴﺚ �رج الﻘلﺐ عﻦ حال صـحﺘه واعﺘداله‪ ،‬أن ﷲ � �رج‬
‫ما � ﻗلوﺑهم مﻦ اﻷﺿــﻐان والعداوة لﻺســ�م وأهله؟ هﺬا ﻇﻦ � ﻳلﻴﻖ �كمﺔ‬
‫ﷲ‪ ،‬ﻓـﺈﻧـه � ﺑـد أن ﻳم� الصـــادق مﻦ ال�ـاذب‪ ،‬وذلـك ﺑـا�ﺑﺘ�ـ�ء ﺑـا�حﻦ‪ ،‬ال� مﻦ‬
‫ﺛبـﺖ علﻴهـا‪ ،‬ودام إﻳمـاﻧـه ﻓﻴهـا‪ ،‬ﻓهو ا�ﺆمﻦ حﻘﻴﻘـﺔ‪ ،‬ومﻦ ردﺗـه على عﻘﺒﻴـ�ه ﻓلم‬
‫ﻳصــ� علﻴها‪ ،‬وح� أﺗاﻩ ا�مﺘحان‪ ،‬ﺟﺰع وﺿــعﻒ إﻳماﻧه‪ ،‬وﺧرج ما � ﻗلﺒه مﻦ‬
‫َ‬
‫الﻀـــﻐﻦ‪ ،‬وﺗﺒ� ﻧﻔاﻗه‪ ،‬هﺬا مﻘﺘ�ـ ـ ا�كمﺔ اﻹلهﻴﺔ‪ ،‬مع أﻧه ﺗعا� ﻗال‪َ ﴿ :‬ول ْو‬
‫ََ ُ َ ََ َْ َ‬
‫اك ُه ْم فَلَ َع َر ْ� َت ُه ْم �س َ‬
‫ِيم ُ‬
‫اه ْم﴾(‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫�شاء �ر�ن‬

‫َ‬
‫مع َو ُه َو ش ٌ‬ ‫لب أو أل� َّ‬
‫الس َ‬ ‫َ‬
‫�ن ُ� قـ ٌ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫هيد﴾ ]ق‪[37:‬‬ ‫﴿إِن � ذل ِك �ِ�رى ل َِمن‬
‫ﻗـال اﺑﻦ ﺗﻴمﻴـﺔ � الﻔﺘـاوى‪) :‬مﻦ ﻳﺆ� ا�كمـﺔ و�نﺘﻔع ﺑـالعلم على م�لﺘ�‪ :‬إمـا‬
‫رﺟـل رأى ا�ﻖ ﺑﻨﻔســــه‪ ،‬ﻓﻘﺒلـه واﺗﺒعـه‪ ،‬ﻓـﺬلـك صــــاحـﺐ الﻘلـﺐ‪ ،‬أو رﺟـل لم‬

‫‪252‬‬
‫ﻳعﻘلـه ﺑﻨﻔســــه ﺑـل هو �ﺘـاج إ� مﻦ ﻳعلمـه و�بﻴﻨـ�ه لـه و�عﻈـه و�ﺆدﺑـه‪ ،‬ﻓهـﺬا‬
‫أصﻐى ﻓﺄلﻘى السمع وهو ﺷهﻴد‪ ،‬أي وهو حاﺿر الﻘلﺐ() اﺑﻦ ﺗﻴمﻴﺔ‪ /‬مﺠموع‬
‫الﻔﺘاوى‪.(9/311 /‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫م�﴾ ]الﺬار�ات‪[26:‬‬ ‫َ‬
‫ِجل س ٍ‬‫﴿فراغ إِ� أهـلِهِ فجاء بِع ٍ‬
‫َ ﱠ‬ ‫ﻔﻴ ًﺔ � ُسـ َ‬
‫َ ﱠ ُ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫رعﺔ‪ ... ،‬ﻓ �ﺈﻧه َﺟ َاء‬ ‫َ‬
‫ﻗال اﺑﻦ كﺜ�‪) :‬وﻗوله‪﴿ :‬فراغ إِ� أهلِهِ﴾ أي‪ :‬اﻧسـل ﺧ ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ ً‬ ‫َ ﱠ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫رعﺔ‪َ ،‬ولم َﻳم� َعل ِﻴهم أ ﱠو� ﻓﻘال‪" :‬ﻧ ِﺄﺗﻴكم‬
‫ـعرون ﺑ ُسـ ـ َ‬
‫ِ‬ ‫طعام ِه ِمﻦ َحﻴﺚ � َﻳﺸــ‬
‫ِﺑ ِ‬
‫سرع ٍﺔ َوﺧﻔاء(‪.‬‬‫ﺟاء ﺑه ﺑ َ‬
‫ِ ِ‬
‫طعام؟ " َﺑل َ‬
‫ِﺑ ٍ‬

‫َ َ َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ ُ‬ ‫َ َ َ ّ‬ ‫َ َ ُ ُ َّ َ َ َ‬
‫الوثاق فإِ ّما‬ ‫موهم فش ـ ُّدوا‬ ‫قاب َح ّ� إِذا أ�نت‬‫الر ِ‬
‫﴿فإِذا ل ـقيتم ا�ين �فروا فض ـرب ِ‬
‫ِنهم‬ ‫ا� َ� َ‬
‫نت َص ـ َر م ُ‬ ‫شاء َّ ُ‬ ‫رب أَ َ‬
‫وزارها ذل َِك َولَو � َ ُ‬ ‫ا� ـ ـ ُ‬ ‫ض َع َ‬‫ً َ ّ َ َ‬ ‫َم ًّنا بَ ُ‬
‫عد ّ‬
‫�م ـ ـا ف ِداء ح� ت‬
‫َّ َ َ ُ َّ َ‬
‫َ‬
‫ضل أعــمال ُهم﴾‬ ‫بيل ا�ِ فلن ي ِ‬ ‫س‬‫ين قُتِــــلوا � َ‬‫�م ب َبعض َو َّا� َ‬ ‫َ َُ َ َ‬
‫عض ُ‬ ‫كــــن ِ�بلو ب‬‫َول ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫]محمد‪.[4:‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫ُ ُ ْ‬
‫� أولو ال َع ْز ِم م َِن ُّ‬
‫� ك َما َص َ َ‬ ‫ْ‬
‫اص ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الر ُس ِل﴾ ]اﻷحﻘاف‪[35:‬‬ ‫﴿ف ِ‬

‫َ ْ َ‬ ‫ََ‬
‫نزل َّ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫﴿�ٰل َِك ب�� ُه ْم كر ُهوا َما أ َ‬‫َ َّ‬ ‫َ‬
‫ا� فأ ْح َب َط أ� َمال ُه ْم﴾ ]محمد‪[9:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪253‬‬
‫َ َْ‬
‫و�ِ فإنا أ� َت ْدنا ل ِل�ف ِر َ‬
‫�ن َسع ً‬ ‫َ َّ َ ْ‬
‫َّ َ َ ُ‬ ‫ََ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ِ�ا﴾ ]الﻔﺘح‪[13:‬‬ ‫ِ‬ ‫﴿ومن لم يؤمِن بِا�ِ ورس ِ ِ‬

‫َ‬ ‫و� ُم َص ّدِقًا ل ّ َِما بَ ْ َ‬ ‫ُ‬


‫� يَ َديْهِ َ� ْهدِي إِ�‬ ‫﴿قَالُوا يَا قَ ْو َم َنا إِنَّا َس ِم ْع َنا ك َِتابًا أنز َل مِن َ� ْع ِد ُم َ ٰ‬
‫ِ‬
‫ِي�﴾ ]اﻷحﻘاف‪[30:‬‬ ‫�� َطر ُّ ْ َ‬
‫�ق مستق ٍ‬ ‫ا� ّق َ ٰ‬ ‫َْ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ﻗال اﺑﻦ كﺜ�‪َ ) :‬و َل ْم َﻳ ْﺬ ُك ُر وا عي َ�ـ؛ َﻷ ﱠن عي َ�ـ َع َل ْﻴه ال ﱠسـ َ� ُم ُأ ْﻧﺰ َل َع َل ْﻴه ْاﻹ ْ� ُ‬
‫ﻴل‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ُ َ َ ٌ َ ٌ‬
‫ِﻓـﻴـ ِـه َمـ َوا ِعـﻆ َوﺗـ ْر ِﻗـﻴـﻘ ـات َوﻗـ ِلـﻴــل ِمـ َﻦ الـﺘـ ْحـ ِلـﻴـ ِـل َوالـﺘـ ْحـ ِر� ِـم‪َ ،‬و ُهـ َو ِ� ا �ـ ِﻘـﻴـﻘ ـ ِﺔ‬
‫ﱠ ُ َ َ َ ُ ُْ َ‬ ‫َ ْ َ ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ�ـ ْال ُم َﺘ ﱢمم ل َﺸـــر َ‬
‫�عـ ِﺔ الﺘ ْو َر ِاة‪ ،‬ﻓـال ُع ْمـدة ُه َو الﺘ ْو َراة؛ ﻓ ِل َهـﺬا ﻗـالوا‪ :‬أﻧ ِﺰل ِم ْﻦ َﺑ ْعـ ِد‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫� ﷺ ﺑﻘ ﱠصـــﺔ ﻧ ُﺰ ول ﺟ ْﺒر�ـلَ‬ ‫ﱠ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و�‪َ .‬و َه َكـ َﺬا ﻗـال َو َرﻗـﺔ ْﺑ ُﻦ ﻧ ْوﻓـل‪ِ ،‬ح� أﺧ َ َ� ُﻩ الﻨ ﱡ‬
‫ُ‬ ‫ُم َ‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ َ ْ‬ ‫ﱠ َ ُ َ َْ َﱠ َ َ ﱠ ََ َ َ َ َ َ ﱠ ُ ُ ﱠ‬ ‫ََ‬
‫وس الـ ِﺬي �ـان َﻳـﺄ ِ�‬ ‫]عل ْﻴـ ِه الســـ�م[ علﻴـ ِه أول مر ٍة‪ ،‬ﻓﻘـال‪ ،� � :‬هـﺬا الﻨـام‬
‫ُ َ َ ََْ َ ُ ُ َ َ ً‬
‫ﻴها َﺟﺬعا(‪.‬‬ ‫مو�‪ ،‬ﻳا لﻴﺘ ِ� أكون ِﻓ‬

‫ْ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫﴿بَل كذبُوا ب َ ّ َّ َ َ ُ ْ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َّ‬
‫�ج﴾ ]ق‪[5:‬‬
‫ا� ِق لما جاءهم �هم ِ� أم ٍر مرِ ٍ‬‫ِ‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷــور‪) :‬وا�ر�ﺞ‪ :‬ا�ﻀــطرب ا�ﺨﺘلط‪ ،‬أي � ﻗرار � أﻧﻔســهم � هﺬا‬
‫الﺘكﺬﻳﺐ )أي � ﻳسـﺘﻘرون على ﻗول مع�(‪ ،‬اﺿـطرﺑﺖ ﻓﻴه أحوالهم �لها مﻦ‬
‫أﻗوالهم � وصـــﻒ الﻘرآن‪ .‬ﻓﺈﻧهم اﺑﺘ�دروا ﻓﻨﻔوا عﻨه الصـــدق‪ ،‬ﻓلم ﻳتﺒيﻨوا ﺑﺄي‬
‫أﻧواع ال��م الﺒــاطــل ﻳلحﻘوﻧــه‪ ،‬ﻓﻘــالوا‪" :‬ســـحر مﺒ�" وﻗــالوا‪" :‬أســــاط�‬
‫اﻷول�" وﻗالوا‪ " :‬ﻗول ﺷـــاعر"‪ ،‬وﻗالوا‪ " :‬ﻗول �اهﻦ" وﻗالوا‪ :‬هﺬﻳان مﺠﻨون‬
‫)حاﺷـاﻩ(‪ ...‬وهﺬا �مﻴﻖ لهم ﺑﺄﻧهم طاﺷـﺖ عﻘولهم ﻓلم ﻳﺘﻘﻨوا الﺘكﺬﻳﺐ ولم‬
‫ﻳرسوا على وصﻒ ال��م الﺬي كﺬﺑوا ﺑه(‪.‬‬

‫‪254‬‬
‫َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ُ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ ََْ ْ‬
‫�اهُ بَل ُه َو شــاع ٌِر فل َيأت َِنا‬ ‫وذلك كﻘوله ســﺒحاﻧه‪﴿ :‬بل قالوا أضــغاث أح� ٍ� ب ِل اف‬
‫َ ُ َ َْ ُ َ‬
‫بِآيَ ٍة ك َما أ ْرسِل ا� َّولون﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء‪[5:‬‬

‫َ َ ُ ُ ُّ ْ‬ ‫� ا�َّار أَذْ َهبْ ُت ْم َط ّي َبات ُ‬‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫﴿ َو�َ ْو َم ُ� ْع َر ُض َّا� َ‬


‫ا�� َيا‬ ‫ِ� ْم ِ� حيات ِ�م‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِين �ف ُروا‬
‫َ‬
‫ون ِ� ْا� ْر ِض ب َغ ْ� ْ َ‬
‫ا� ّ ِق‬
‫َ ُ ُْ َْ َ ْ ُ َ‬
‫اب ال ُهو ِن بِما كنتم �ستك ِ�‬
‫َ ْ َ ْ َ ُْ َ َ َْ ْ َ ُْ َ ْ َ َ َ َ ْ‬
‫واستمتعتم بِها فا�وم �زون عذ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ُ ُ ْ َْ ُ ُ َ‬
‫ون﴾ ]اﻷحﻘاف‪.[20:‬‬ ‫و�ِما كنتم �فسق‬
‫ﱡ‬
‫وعﺬاب الهون هو العﺬاب الﺸدﻳد الﺬي ﻳﺬل ال�اﻓر�ﻦ و�هﻴﻨهم‪.‬‬
‫ً‬
‫وﻗال ﺗعا� أﻳﻀا‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ ُ َّ ْ َ َ ٰ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫� ٌء َو َمن قال‬ ‫وح إ ِ َ�ْهِ َ ْ‬ ‫� َول َ ْم يُ َ‬ ‫و� إِ َ َّ‬‫ا�ِ َكـذِبًا أ ْو قَ َال أ ِ َ‬ ‫﴿ومن أظلم مِم ِن اف�ى �‬
‫ْ َ َُ‬
‫ت َوال َم��ِكة بَا ـِس ُطو‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ى إِذِ الظال ُِمون ِ� � َم َراتِ ال َم ْو ِ‬
‫َّ‬ ‫ا� ۗ َول َ ْو تَ َر ٰ‬
‫نز َل َّ ُ‬‫َسـأُنز ُل مِثْ َل َما أَ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نت ْم �قولون � ا�ِ غ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اب ال ُهون ب َما ك ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫� ُم ۖ ا�َ ْو َم � َز ْون َعذ َ‬ ‫َ�يْدِيه ْم أخر ُجوا أنف َس ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫�‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ ّ َ ُ ُ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ ُ َ‬
‫ا� ِق و�نتم �ن آياتِهِ �ستك ِ�ون﴾ ]اﻷﻧعام‪.[93:‬‬

‫‪255‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫المسل َ‬ ‫﴿فما َو َجدنا فيها غ َ‬


‫� بَيت م َِن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِم�﴾ ]الﺬار�ات‪[36:‬‬ ‫ٍ‬
‫َ َ‬ ‫�اﻧﺖ ُﺗ ُ‬‫َ‬ ‫ﱠ َ َ ُ‬ ‫َُ ُ ُ‬
‫وﺟها‬‫ﻈهر ِا� ِﻧﻘﻴاد إ� ز ِ‬
‫ِ‬ ‫وط‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷـور‪) :‬واﻵﻳﺔ ﺗ ِﺸـ� إ� أن امرأة ل ٍ‬
‫َ َ َ َّ ُ َ ً‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ا� َمث�‬ ‫ـاد ِهم‪ ،‬ﻗال ﺗعا� ﴿�ب‬ ‫أهل الﻘر� ِﺔ على ﻓســ ِ‬
‫وﺗﻀــ ِـمر الكﻔر ومما�ة ِ‬
‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ َ‬
‫�‬
‫صـا� ِ‬‫ِ‬ ‫ت �بْ َدي ْ ِن مِن ِعبادِنا‬ ‫وط �نتا �ــــ‬ ‫�ف ُروا ا ِْم َرأةَ نــــ ٍ‬
‫وح وام َرأة ل ٍ‬ ‫ل ِ�ِين‬
‫َ َ ُ‬ ‫�ان ُ� ﱡل ُه م َﻦ ُ‬
‫َ‬ ‫ََ َ ُ ُ‬ ‫فَخانَ ُ‬
‫المسلم� ولم َﻳكﻦ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫اﻵﻳﺔ‪ ،‬ﻓ َﺒيﺖ لوط‬
‫ٍ‬ ‫تاهمــا﴾ ]الﺘحر�م‪[10:‬‬
‫ِ‬
‫واﻹســـ�م‬ ‫ـان‬
‫ّ ﱠ َ ﱠ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ َْ َ ُ‬ ‫ُﱡُ َ ُ‬
‫ﺆم ِﻨ� ﻓ ِلـﺬ ِلـك لم ﻳﻨﺞ ِمﻨهم إ� الـ ِﺬﻳﻦ اﺗصـــﻔوا ِﺑـاﻹﻳم ِ‬
‫�لـه ِمﻦ الم ِ‬
‫َم ًعا(‪.‬‬
‫ﻓـامرأة لوط �ـاﻧـﺖ مســـلمـﺔ ﺗﻈهر ا�ﻧﻘﻴـاد لﻺســـ�م‪ ،‬لكﻨهـا لم ﺗكﻦ مﺆمﻨـﺔ �‬
‫َ َ‬
‫ﻓوصـ ـﻔﺖ اﻵﻳﺔ ﺑيﺖ لوط ﺑــــــــــــ‪﴿ :‬بَيت م َِن‬
‫ٍ‬ ‫ا�ﻘﻴﻘﺔ‪ .‬وﷲ إﻧما ﻧ� ا�ﺆمﻨ�‪.‬‬
‫المسـل َ‬
‫ِم�﴾ لوﺟود امرأة لوط ﺑيﻨهم‪ ،‬ﻓﺈﻧها مﻦ ا�ســلم� وليســﺖ مﻦ ا�ﺆمﻨ�‬ ‫ُ‬

‫الﻨاﺟ�‪.‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬
‫قتبِس مِن نورِ�م قيل‬ ‫انظرونا نَ َ‬
‫ُ‬
‫آم ُنوا‬
‫ين َ‬‫ِقات ل َِّ� َ‬
‫المنـ ـاف ُ‬ ‫َ‬
‫ِقون َو ُ‬ ‫ول ُ‬
‫المنـ ـاف‬
‫ُ‬
‫وم يَقـ ـ‬‫﴿يَ َ‬
‫َّ َ ُ‬
‫�ة‬ ‫ين ُهم �سور َ ُ� بــــ ٌ‬
‫اب باط ُِن ُه فيهِ الر‬ ‫ضــر َب بَ َ‬ ‫نورا فَ ُ‬
‫�م فَا�َ ِمســوا ً‬ ‫راء ُ‬‫ارجعوا َو َ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذاب﴾ ]ا�دﻳد‪.[13:‬‬ ‫َوظاه ُِرهُ مِن ق َِبلِهِ َ‬
‫الع ُ‬

‫‪256‬‬
‫ِ�م كِفــلَ� مِن َر َ‬
‫�تِهِ َو�َ َ‬
‫جعل‬ ‫و�ِ يُؤت ُ‬ ‫آم ُنوا َّا� ُقوا َّ َ‬
‫ا� َوآمِنوا ب ِ َرســ ِ‬ ‫﴿يا َ� ُّ� َهــا َّا� َ‬
‫ين َ‬
‫ِ‬
‫حيم﴾ ]ا�دﻳد‪.[28:‬‬ ‫ا� َغ ٌ‬
‫فور َر ٌ‬ ‫�م َو َّ ُ‬ ‫مشون بهِ َو�َغفِر لَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫لَ ُ‬
‫ِ‬ ‫�م نورا ت‬

‫�م َوتَ َر َّ� ُ‬ ‫َ ُ‬


‫نف َس ُ‬ ‫َ َ َّ ُ‬
‫كـــم َ� َت ُ‬ ‫�ن َم َع ُ‬ ‫نادو� ُهم َ�لَـــم نَ ُ‬
‫َ‬ ‫﴿يُ‬
‫صتم‬ ‫نتـــم أ‬ ‫�م قالوا ب� ولكِن‬
‫الغ ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫جاء أَ ُ َّ َ ُ‬‫ما� َح ّ� َ‬
‫َ‬ ‫بتم َو َغ َّر ُ‬
‫َوارتَ ُ‬
‫رور﴾ ]ا�دﻳد‪.[14:‬‬ ‫مر ا�ِ َوغ َّر�م بِا�ِ‬ ‫ت� ُم ا� ِ ُّ‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫يس ل ِ��سان إ� ما َس� ۝ َوأ َّن َس َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬
‫عي ُه َسوف يُرى﴾ ]الﻨﺠم‪.[40-39:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿ َوأن ل َ‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ ُ‬
‫اواتِ َوا� ْر ِض ۚ � � َ ْس َتوِي‬ ‫اث َّ‬
‫الس َم َ‬ ‫يل ا�ِ َو ِ�ِ مِ�‬ ‫َ‬
‫﴿وما ل�م �� تنفِقوا ِ� سبِ ِ‬
‫َ ْ ْ َ ْ َ َ َ َ ُ َ ٰ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ً ّ َ َّ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِين أنفقوا مِن َ� ْع ُد‬ ‫م ُ‬
‫ِن�م َّم ْن أنف َق مِن �ب ِل الفتحِ وقاتل ۚ أو��ِك أ�ظم درجة مِن ا�‬
‫َ ُ ًّ َ َ َ َّ ُ ْ ُ ْ َ ٰ َ َّ ُ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫ون َخب ٌ‬ ‫َ َُ‬
‫�﴾ ]ا�دﻳد‪[10:‬‬ ‫ِ‬ ‫َوقاتلوا ۚ و� وعد ا� ا�س� ۚ وا� بِما �عمل‬
‫﴿أَ ْو إ ْط َع ٌ‬
‫ام ِ� يَ ْو ٍ� ذِي َم ْس َغ َب ٍة﴾ ]الﺒلد‪[14:‬‬ ‫ِ‬

‫َ َ َ ُ ْ َ ُ ْ ُ َ َّ َ َّ ُ ُ َ ْ ُ ُ ْ ُ ْ ُ َ ّ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ َ‬
‫ِيثاقَ ُ‬
‫� ْم‬ ‫﴿وما ل�م � تؤمِنون بِا�ِ ۙ والرسول يدعو�م �ِ ؤمِنوا بِر�ِ�م وقد أخذ م‬

‫ِ�﴾ ]ا�دﻳد‪[8:‬‬ ‫إن ُك ُ‬


‫نتم ُّم ْؤ ِمن َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ﻳمﻨعكم مﻦ اﻹﻳمان وﻗد ﺑ� لكم الرسـ ُ‬
‫ـول مﻦ‬ ‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷــور‪) :‬وا�ع�‪ :‬ماذا‬
‫اﻹﻳمان ﺑا﮻ حﻖ؟ ﻓ� عﺬر لكم � عدم‬
‫آﻳات الﻘرآن ما ﻓﻴه ﺑ�غ وحﺠﺔ على أن ِ‬

‫‪257‬‬
‫ّ‬
‫اﻹﻳمـان ﺑـا﮻‪ .‬ﻓﻘـد ﺟـاءﺗكم ﺑيﻨـ�ات حﻘ ّﻴﺘـ�ه )أي أﻧـه حﻖ( ﻓﺘع� أن إصـــراركم‬
‫ِ‬
‫اﻹﻳمان م�اﺑرة وعﻨاد(‪.‬‬
‫على عدم ِ‬
‫رﺟـل مـا مﺠردة‪ ،‬ﺑـل‬
‫ﻓليس مع� اﻵﻳـﺔ اﻹﻧ�ـار علﻴهم أﻧهم � ﻳﺆمﻨون ﺑـدعوة ٍ‬
‫أﻧهم ﻳﻨكرون دعوة َمﻦ ﻗـامـﺖ ا�ﺠﺞ على أﻧـه رســـول‪ ،‬و�ـدعوهم إ� اﻹﻳمـان‬
‫الﺬي ﺗدل علﻴه الﻔطرة والعﻘل‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻣﻦ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ا�ِ َو�َ َ‬ ‫َ َ ُ َّ ُ َ َ ُ‬ ‫وم َ� َم ُع ُ‬
‫﴿يَ َ‬
‫صا�ا يُ�فِر‬
‫ًِ‬ ‫عمل‬ ‫�م ِ�َ ِ َ‬
‫وم ا�معِ ذل ِك ي ـوم ا�غاب ِن ومن يؤمِن ب ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِله َج ّنات َ�ري مِن َ�ت َِها ا�َ ُ‬ ‫َع ُ‬
‫نه َسـ ـيّئَاتِهِ َو�ُدخ ُ‬
‫الف ُ‬
‫وز‬ ‫ين فيها �بَ ًدا ذل ِك‬ ‫خا� َ‬‫نهار ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫الع ُ‬
‫ظيم﴾ ]الﺘﻐاﺑﻦ‪[9:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﻗال الﺒﻐوي‪﴿) :‬ذل َِك يَ ُ‬
‫وم ا�َّغابُ ِن﴾ وهو ﺗﻔاعل مﻦ الﻐ� وهو ﻓ ْوت ا�ﻆ‪ ،‬وا�راد‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ﺑا�ﻐﺒون مﻦ ﻏ� عﻦ أهله ومﻨازله � ا�ﻨﺔ‪ ،‬ﻓﻴﻈهر ﻳومﺌﺬ ﻏ� �ل �اﻓر ﺑ�كه‬
‫ُ‬
‫اﻹﻳمان‪ ،‬وﻏ� �ل مﺆمﻦ ﺑﺘﻘص�ﻩ � اﻹحسان(‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ث � ا�ُ ّم ِّي َ‬


‫� َرســو� مِنــ ُهم يَتلو َعليــ ِهم آيــاتِهِ َو�ُ َز�يــ ِهم َو�ُ َعل ُِم ُه ُم‬
‫ََ َ‬ ‫ُ َّ‬
‫﴿ه َو ا�ي �ع ِ‬
‫ب�﴾ ]ا�معﺔ‪.[2:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬
‫�ل م ٍ‬ ‫الكِتاب وا� ِكمة �ن �نوا مِن قبل ل� ض ٍ‬

‫َ َ‬ ‫َ ُ َََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ َ ُ‬


‫ا�ث ِم‬
‫﴿�لم تر إِ� ا�يــن نهوا ع ِن ا�ــجوى �م يعودون لِما نهــوا عنه و�تنــاجون ب ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ك بهِ ا َّ ُ‬‫َ َُّ َ‬ ‫َ َ َّ َ‬ ‫َ‬
‫� َو�َقولون �‬ ‫ت الرســو ِل �ذا جاءوك حيوك بِما لم �يِ ِ‬
‫عصــ َي ِ َّ‬ ‫َو ُ‬
‫العدوا ِن َوم ِ‬
‫المصـ ُ‬ ‫ئس َ‬ ‫ـب ُهم َج َه َّن ُم يَصــلَونَها فَب َ‬
‫قول َحسـ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫س ــــ ـهم لَو� ُ� َع ّذ ُِ� َنا َّ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ـ�﴾‬ ‫ِ‬ ‫ا� بِما ن‬ ‫ِ‬ ‫أنف ِ‬
‫]ا�ﺠادلﺔ‪[8:‬‬
‫ً‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷـور‪) :‬أي لو �ان ﻧبﻴ�ا لﻐﻀـﺐ ﷲ علﻴﻨ�ا ﻓلعﺬﺑﻨ�ا اﻵن ﺑسـﺒﺐ ﻗولﻨا‬
‫لـه‪ ،‬وهـﺬا ﺧـاطر مﻦ ﺧواطر أهـل الﻀـــ�لـﺔ ا�ﺘـﺄصـــلـﺔ ﻓﻴهم‪ ،‬وهﻲ ﺗوهمهم أن‬

‫‪259‬‬
‫ﺷــﺄن ﷲ ﺗعا� كﺸــﺄن البﺸــر � إســراع ا�ﻧﺘﻘام وا�ه�از مما � ﻳرﺿــاﻩ ومﻦ‬
‫ا�عاﻧدة(‪.‬‬
‫َ ﱠ‬ ‫َ ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ﷲ ﺗعا�‪ .‬إﻧهم �علون له‬ ‫و� ا�دﻳﺚ‪) :‬ما أحد أصــ� على أذى ﻳســمعه مﻦ ِ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬
‫ِﻧ ـدا‪ ،‬و�ـﺠـعـلـون لــه ولــدا وهـو مـع ذلــك ﻳـرزﻗـهـم و�ـعــاﻓـﻴـهـم و�ـعـطـﻴـهـم( )رواﻩ‬
‫مســلم(‪ .‬وهم �حودهم ﺑالﺒعﺚ وا�ﺰاء �ســﺒون أن عﻘاب ﷲ ﺗعا� ﻳﻈهر‬
‫� الدﻧﻴ�ا‪.‬‬

‫َّ‬ ‫ّ َ ً ّ‬ ‫ُ َ َّ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ َ َّ‬


‫﴿إِ�ما ا�جوى مِن الشيطا ِن ِ�َحزن ا�يــن آمنوا وليس بِضارِهِم شيئا إِ� �ِإِ ِ‬
‫ذن ا�ِ‬
‫َ‬
‫ِنون﴾ ]ا�ﺠادلﺔ‪.[10:‬‬ ‫لي َت َو َّ� ُ‬
‫ا�ِ فَ َ‬‫َ َ َ َّ‬
‫المؤم‬ ‫ِ‬ ‫و�‬

‫ا� َغ ٌ‬ ‫ا� قَ ٌ‬
‫دير َو َّ ُ‬ ‫ِنهم َم َو َّدةً َو َّ ُ‬ ‫َّ ُ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ َّ َ َ‬
‫فور‬ ‫�د ُ‬
‫يتم م ُ‬ ‫﴿ َع َ� ا� أن �عل بين�م و�� ا�ي ـن‬
‫َر ٌ‬
‫حيم﴾ ]ا�مﺘحﻨﺔ‪.[7:‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ َ َ َ‬


‫اب ل�ِن‬ ‫هل الكِتــ ِ‬‫﴿�لم تر إِ� ا�يــن نافقوا يقولون ِ ِ�خوان ِ ِهــم ا�يــن �فروا مِن أ ِ‬
‫� ـم‬ ‫في�م أَ َح ًدا َ�بَ ًدا �ن قوت ُ‬
‫ِلت ـم َ�َ ُ َ‬
‫ن�نَّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫�م َو� نطي ـ ُع‬ ‫خر َج َّن َم َع ُ‬ ‫أُخر ُ‬
‫جت ـم َ�َ ُ‬
‫ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ ُ َ َ َّ َ‬
‫ن�و� ُهم‬ ‫شه ُد إِ� ُهم ل�ذِبون۝ل�ِن أخرِجوا � � ُرجون َم َع ُهم َول�ِن قوت ِلوا � ي‬ ‫وا� �‬
‫َ ُ َّ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ ُّ‬
‫ون﴾ ]ا�ﺸر‪.[12-11:‬‬ ‫وهم �ُ َول َّن ا�دبار �م � ين�‬ ‫ول�ِن ن�‬

‫‪260‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫رآن َ� َج َبل ل َ َرأَ َ‬
‫يت ُه خا ِشــ ًعا ُم َت َصــ ّد ًِ� مِن َخ َ‬
‫شيــةِ ا�ِ َوت ِلك‬
‫َ ُ َ‬
‫الق‬ ‫ا‬ ‫ذ‬‫ــ‬ ‫ه‬ ‫�ا‬ ‫﴿لَو أَ َ‬
‫نز‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َ َّ ُ َ َ َ َّ‬ ‫َ ُ‬
‫مثال نَ��ُها ل ّ‬
‫اس لعلهم �تفكرون﴾ ]ا�ﺸر‪.[21:‬‬ ‫ِلن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا�‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫َّ ُ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ َّ َ َ َ ْ ُ ّ ْ ُ َّ َ َّ ً َ َّ ُ َ ٌ َ َّ ُ َ ُ‬
‫ا� �فو ٌر‬ ‫﴿ َع َ� ا� أن �عل بين�م و�� ا�ِين �د�تم مِنهم مودة ۚ وا� قدِير ۚ و‬

‫ِيم﴾ ]ا�مﺘحﻨﺔ‪[7:‬‬ ‫َّرح ٌ‬

‫�ﻦ‪:‬‬ ‫� َﺑ ْعـ َد َأ ْن َأ َم َر ُه ْم ﺑ َعـ َد َاوة ْال َ�ـاﻓر َ‬ ‫ُْ ْ َ‬ ‫َُ ُ َ َ‬


‫ول ﺗ َعـا� ِل ِع َﺒـ ِاد ِﻩ المﺆ ِم ِﻨ‬ ‫ﻗـال اﺑﻦ كﺜ�‪ :‬ﻳﻘ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ا� أَن َ�ْ َع َل بَيْ َن ُ‬
‫� ا�ِيـــ َن َ� َد ْ� ُتم ّمِنْ ُهم َّم َو َّدةً﴾ أ ْي‪َ :‬م َح ﱠﺒــ ـﺔ َﺑ ْعــــد‬ ‫� ْم َو�َ ْ َ‬ ‫﴿ َع َ� َّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ َ ٌ َ‬ ‫ََُْ ً َْ َ ُْ ْ َ‬ ‫ََ ﱠً َْ َ ﱠ‬ ‫ْ َ‬
‫ِير﴾ أ ْي‪َ :‬على َما َﻳﺸ ـ ُاء‬ ‫الﺒﻐﻀ ـﺔ‪ ،‬وم َودة ﺑعد الﻨﻔرة‪ ،‬وأ لﻔﺔ ﺑعد الﻔرﻗ ِﺔ‪﴿ .‬وا� قد‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ ْ َْ َ َْ ْ َ ُْ ََ َ َ ُْ ََ َ َ ُْ ْ َ َ َُ َﱢُ َْ َ ُْ ُ‬
‫وب‬‫ِمﻦ ا�م ِع ﺑ� اﻷﺷــﻴ ِاء المﺘﻨ ِ�اﻓر ِة والمﺘﺒ ِ�اﻳﻨ ِ�ﺔ والمﺨﺘ ِلﻔ ِﺔ‪ ،‬ﻓﻴﺆلﻒ ﺑ� الﻘل ِ‬
‫َ ًّ َ‬ ‫َْ َ َْ َ َ َ َْ َ َ َُ ْ ُ ُ ْ َ َ ً ُ ﱠ َ ً ََ َ َ َ َ‬
‫ال ﺗ َعـا� ُم ْمﺘﻨـ�ا َعلى‬ ‫ﺑعـد العـداو ِة والﻘســـاو ِة‪ ،‬ﻓﺘصـــ ِﺒح مﺠﺘ ِمعـﺔ مﺘ ِﻔﻘﺔ‪ ،‬كمـا ﻗ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اء فـ�ل َف بَ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ َّ َ َ ْ ُ ْ ْ ُ ُ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ َْ‬
‫� ْم‬ ‫� قلو� ُ‬ ‫نت ْم أ ْعـ َد ً‬‫اﻷﻧ َصــــ ِار‪َ ﴿ :‬واذك ُروا ن ِعمـت ا�ِ علي�م إِذ ك‬
‫ِ‬
‫ََ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ َ‬
‫خ َوانًا َو� ُ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫�م ّمِنْ َها﴾ ]آل‬
‫� شفا ُحف َر� ّم َِن ا�َّـــار فأنقذ ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫نت ْم ٰ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ ُْ‬
‫فأصبحتم بِنِعمتِـــهِ إ ِ‬
‫عمران‪.[103:‬‬

‫َ ََ َْ َ َ‬ ‫ْ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ َّ ُ َ َ ً ّ َّ َ َ َ ُ ْ َ َ َ ُ‬
‫ت �بْـ َدي ْ ِن م ِْن‬ ‫وح َوام َرأت ل ٍ‬
‫وط ۖ ��تـا �ـ‬ ‫تن ٍ‬ ‫﴿�ب ا� مث� لِ�ِين �فروا امرأ‬
‫اد ُخ َ� ا�َّ َ‬
‫ار َم َع‬
‫َ ْ َ َ َ َ ُ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ َ َ َّ َ ْ ً َ َ ْ‬
‫� فخا�تاهما فلم �غنِيا �نهما مِن ا�ِ شــيئا و�ِيل‬
‫َ‬
‫ع َِبادِنا َصــ ِ‬
‫ا� ِ‬
‫ِ�﴾ ]الﺘحر�م‪[10:‬‬ ‫خل َ‬ ‫َّ‬
‫ا�ا ِ‬

‫‪261‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫طيف َ‬
‫ا� ُ‬
‫ب�﴾ ]ا�لك‪.[14:‬‬ ‫﴿أ� يَعل ُم َمن خل َق َو ُه َو الل‬

‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ َّ‬


‫﴿ َو�ن ُه تَعا� َج ُّد َر ّ�ِنا َما ا�ذ صاح َِبة َو� َو ً�ا﴾ ]ا�ﻦ‪[3:‬‬
‫َ ّ‬
‫وا�د‪ :‬ﺑﻔﺘح ا�ﻴم العﻈمﺔ وا��ل‪ ،‬وهﺬا ﺗمهﻴد وﺗوطﺌﺔ‬ ‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷـور‪) :‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫لﻘوله‪} :‬ما ا�ﺬ صـاحﺒﺔ و� ولدا{‪ ،‬ﻷن ا�اذ ّ‬
‫الصـاحﺒﺔ ل�ﻓﺘﻘار إلﻴها ﻷﻧسـها‬
‫وعوﻧهـا وا�لﺘـﺬاذ ﺑصـــحﺒﺘهـا‪ ،‬و�ـل ذلـك مﻦ آﺛـار ا�حﺘﻴـ�اج‪ ،‬وﷲ ﺗعـا� الﻐ�‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫المطلﻖ‪ ،‬وﺗع ِـا� َﺟـدﻩ ﺑﻐﻨـاﻩ ا�طلﻖ‪ ،‬والولـد ﻳرﻏـﺐ ﻓﻴـه ل�ســـﺘعـاﻧـﺔ واﻷﻧس ﺑـه‪،‬‬
‫مع مــا ﻳﻘﺘﻀـــﻴــه مﻦ اﻧﻔصــــالــه مﻦ أﺟﺰاء وال ـدﻳــه و�ــل ذلــك مﻦ ا�ﻓﺘﻘــار‬
‫وا�ﻧﺘﻘاص(‪.‬‬

‫ُ ُ َّ َّ َّ ُ َّ ُ ُ ّ‬
‫� ِل‬ ‫ضــن ما يُ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬ ‫﴿أَ َولَم يَ َروا إ َ� َّ‬
‫الط َ َ ُ‬
‫مســكهن إِ� الر�ن إِنه ب ِ‬ ‫ات و�قبِ‬
‫� فو�هم صــاف ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص�﴾ ]ا�لك‪[19:‬‬ ‫َ� ٍء بَ ٌ‬

‫ﻓمﻦ ﻳﺘ�ﺄمل � اﻵﻳﺔ �د أن ﺗســﺨ� الهواء للط�‪ ،‬وﺟعل أﺟســادهﻦ وﺧلﻘﺘهﻦ‬


‫َّ‬ ‫ُ‬
‫� حالﺔ مسـﺘعدة للط�ان‪� ،‬ل ذلك وصـﻒ ﻷﻓعال ﷲ ﺗعا� ﴿ما يُ ِ‬
‫مسـك ُه َّن إِ�‬
‫الر ُ‬
‫�ن﴾‪.‬‬‫َّ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا� َو َمن َم َ َ َ َ َ َ ُ ُ‬


‫� َّ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫﴿قُل أَ َرأَ ُ‬
‫َ‬ ‫كَِ‬
‫� أو ر ِ�نـا �من �� ال�ف ِر�ن مِن عذا ٍب أ ٍ‬
‫��﴾‬ ‫ِ‬ ‫يتم إِن أهل‬
‫]ا�لك‪.[28:‬‬
‫‪262‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َُ‬ ‫َ َ‬
‫وســـ ُط ُهم �لم أقل ل ُ‬
‫�م لو� � َس ّبِحون﴾ ]الﻘلم‪[28:‬‬ ‫﴿قــال أ َ‬
‫َ َ‬
‫وســـ ُط ُهم﴾ ﻗال اﺑﻦ عﺒاس‪ ،‬ومﺠاهد‪ ،‬وسعﻴد ﺑﻦ ﺟﺒ�‪،‬‬
‫ﻗال اﺑﻦ كﺜ�‪﴿) :‬قـــال أ َ‬

‫وعكرمﺔ‪ ،‬ومحمد ﺑﻦ كعﺐ‪ ،‬والرﺑﻴع ﺑﻦ أﻧس‪ ،‬والﻀحاك‪ ،‬وﻗﺘادة‪ :‬أي‪ :‬أعدلهم‬


‫وﺧ�هم(‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﻼﺛﻮن‬

‫َ ُ َ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫آمنوا َو َعملوا ّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َّ‬
‫ال� َّ�ةِ﴾ ]الﺒيﻨ�ﺔ‪[7:‬‬
‫ات أول�ِك هم خ� ِ‬ ‫الص ِ‬
‫ا� ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿إن ا�ي َن َ‬
‫ِ‬
‫أﺧرج اﺑﻦ أ� حـاﺗم عﻦ أ� هر�رة ﻗـال‪) :‬أﺗعﺠﺒون مﻦ م�لـﺔ ا��ﺋكـﺔ مﻦ ﷲ‪،‬‬
‫والﺬي ﻧﻔــ� ﺑﻴ�دﻩ ��لﺔ العﺒــد ا�ﺆمﻦ عﻨد ﷲ ﻳوم الﻘﻴامــﺔ أعﻈم مﻦ م�لﺔ‬
‫ك ُهم َخ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫آمنوا َو َعملُوا ّ‬ ‫ملـك‪ ،‬واﻗرءوا إن ﺷـــﺌﺘم ﴿إ َّن َّا� َ‬
‫ين َ‬
‫�‬ ‫ول�ـ‬
‫ات أ ِ‬ ‫الصـــ ِ‬
‫ا�ـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال� َّ�ةِ﴾(‪.‬‬
‫ِ‬
‫َ‬

‫وأورد الدكﺘور محمد الﺸﻈﻴﻔﻲ � رسالﺘه )مﺒاحﺚ � ا�ﻔاﺿلﺔ � العﻘﻴدة(‪:‬‬


‫وهو مﺬهﺐ ﺟمهور أهل الســـﻨﺔ وا�ماعﺔ وكﺬا ﺟمهور أصـــحاب اﻷﺷـــعري‬
‫ْ ُْ ْ َ َ‬
‫واسﺘدلوا ﺑﺄدلﺔ ﻇاهرة الد�لﺔ على ﻗولهم‪ ،‬كﻘوله سﺒحاﻧه‪�﴿ :‬ذ قل َنا ل ِل َم��ِكةِ‬
‫� َو َ� َن م َِن الْ َ�ف ِر َ‬ ‫ْ ُ ُ ْ َ َ َ َ َ ُ ْ َّ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ‬
‫كََ‬
‫�ن﴾ ]الﺒﻘرة‪،[34:‬‬ ‫ِ‬ ‫اسجدوا �دم فسجدوا إِ� إِبل ِيس �� واسـت‬
‫َََ ْ ََْ ُ ََ ْ ََ‬
‫اه ْم � عِل ـ ٍ� �‬ ‫والﻔاﺿل � ﻳسﺠد للمﻔﻀول‪ ،‬وﻗوله سﺒحاﻧه‪﴿ :‬ولق ِد اخ�ن ـ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وحـ ـا َوآل إِب ْ َراهِيـ ـ َم َوآل‬
‫َّ ّ َ ْ َ َ َ‬
‫آد َم َونُ ً‬ ‫�﴾ ]الدﺧان‪ .[32:‬وﻗوله‪﴿ :‬إِن ا� اصط�‬ ‫الْ َعالَم َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ َ‬
‫ان � ال َعال ِميـ ـ َن﴾ ]آل عمران‪ .[33:‬هﺬﻩ � اﻷﻧبﻴ�اء‪ ،‬أما � صالح البﺸر‬ ‫عِمـ ـر‬
‫ْ‬
‫َْ َ ُ ْ َْ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫آم ُنـوا َو َعملُـوا َّ‬ ‫َّ‬
‫ﻓكﻘوله سﺒحاﻧه‪﴿ :‬إ َّن ا�ِيـ َن َ‬
‫� َّ�ـةِ﴾‬
‫ا�ـاتِ أول�ِك هم خيـر ال ِ‬
‫الص ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫]الﺒيﻨ�ﺔ‪.[7:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وﻗد ﻓصل اﺑﻦ ﺗﻴمﻴﺔ � الﻔﺘاوى � هﺬﻩ ا�سﺄلﺔ ﺗﻔصﻴ� طو��‪ ،‬وﻧﻘل عﻨه اﺑﻦ‬
‫الﻘﻴم � ﺑداﺋع الﻔواﺋد‪) :‬أﻧه سـﺌل عﻦ صـال� ﺑ� آدم وا��ﺋكﺔ أﻳهما أﻓﻀـل؟‬
‫ﻓـﺄﺟـاب ﺑـﺄن صـــال� البﺸـــر أﻓﻀـــل ﺑـاعﺘﺒـ�ار كمـال الﻨهـاﻳـﺔ‪ ،‬وا��ﺋكـﺔ أﻓﻀـــل‬

‫‪264‬‬
‫ﺑـاعﺘﺒـ�ار الﺒـداﻳـﺔ‪ ،‬ﻓـﺈن ا��ﺋكـﺔ اﻵن � الرﻓﻴﻖ اﻷعلى م�ه� عمـا ﻳ�ﺑســــه ﺑﻨو‬
‫آدم‪ ،‬مســـﺘﻐرﻗون � عﺒــادة الرب‪ ،‬و� ر�ــﺐ أن هــﺬﻩ اﻷحوال اﻵن أكمــل مﻦ‬
‫أحوال البﺸــر‪ ،‬وأما ﻳوم الﻘﻴامﺔ ﺑعد دﺧول ا�ﻨﺔ ﻓﻴصــ� حال صــال� البﺸــر‬
‫أكمل مﻦ حال ا��ﺋكﺔ(‪.‬‬

‫الم َ َ‬ ‫الص� َوتَ َ‬


‫واصوا ب َ‬ ‫آمنوا َوتَ َ‬
‫واصوا ب َّ‬ ‫ين َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫﴿� َّم �ن م َِن ا� َ‬ ‫ُ‬
‫ر�ةِ﴾ ]الﺒلد‪[17:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ﱠَ‬ ‫َ ﱠ‬ ‫ُ َ َ‬
‫يﺐ‪ ،‬و �إﻧما ِه َﻲ ِلع ِ‬
‫طﻒ‬ ‫ﻗال الﻘرط� رحمه ﷲ‪َّ �﴿) :‬م﴾ ليسـﺖ ِ� ِ‬
‫هﺬﻩ اﻵﻳ ِﺔ ِلل� ِﺗ ِ‬
‫َ َ َ ٌ‬ ‫َ ََ‬
‫ﻨها ُمﻨﻘ ِط َعﺔ(‪.‬‬‫ُﺟمل ِﺔ �� ٍم ِهﻲ ِم‬

‫ََ َْ‬
‫َْ ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ك يَنظ ُرون ۝ هل ث ّوِ َب‬
‫َ ْ ُ َّ َ ْ َ ُ َ‬
‫حكون ۝ � ا� َرا� ِ ِ‬ ‫آم ُنوا مِن الكفارِ يضــ‬ ‫ا�َ ْو َم َّا� َ‬
‫ِين َ‬ ‫َ ْ‬
‫﴿ف‬
‫َ ُ ْ ُ َ‬ ‫ك َّف ُ‬‫ْ ُ‬
‫ار َما �نوا َ�ف َعلون﴾ ]ا�طﻔﻔ�‪[36-34:‬‬ ‫ال‬
‫ُ‬
‫ﻗـال الﺒﻐوي‪) :‬وﻗـال كعـﺐ‪ :‬ﺑ� ا�ﻨـﺔ والﻨـار كوى‪ ،‬ﻓـﺈذا أراد ا�ﺆمﻦ أن ﻳﻨﻈر إ�‬
‫َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫اطلـ ـ َع ف َرآهُ �‬
‫ِ‬ ‫عدو له ‪�-‬ان � الدﻧﻴ�ا‪ -‬اطلع علﻴه مﻦ ﺗلك الكوى‪ ،‬كما ﻗال‪﴿ :‬ف‬

‫ا�حِيـــــ ِم﴾ ]الصــاﻓات‪ ،[55:‬ﻓﺈذا ّاطلعوا مﻦ ا�ﻨﺔ إ� أعداﺋهم وهم‬ ‫َســ َواءِ ْ َ‬
‫ا�َـ ـ ْو َم َّا�ِيـ ـ َن َ‬
‫آم ُنـ ـوا م َِن‬
‫َ ْ‬
‫ﻳعﺬﺑون � الﻨار ﺿحكوا‪ ،‬ﻓﺬلك ﻗوله ‪-‬عﺰ وﺟل‪﴿ :-‬ف‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫َ ْ َ َ‬ ‫ْ ُ َّ‬
‫ون﴾(‪.‬‬ ‫الكفارِ يضحك‬

‫َ‬‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬‫ْ‬ ‫َْ‬


‫ان إِ ٰ� َط َعا ِمهِ﴾ ]عبس‪[24:‬‬ ‫ا��س‬
‫﴿فلينظ ِر ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬
‫َ ُ‬ ‫َْ‬
‫ان م َِّم ُخل َِق﴾ ]الطارق‪[5:‬‬ ‫ا��س‬
‫﴿فلينظ ِر ِ‬

‫‪265‬‬
‫َ ْ‬ ‫َ َّ َ َ ْ َ ُ َ ْ‬ ‫ََْ ُ َ ْ‬ ‫َََ َ ُ ُ َ َ ْ‬
‫ا� َبا ِل‬
‫ا�ب ِ ِل كيف خلِقت ۝ �� السـماءِ كيف رف ِعت ۝ �� ِ‬ ‫﴿أف� ينظرون إِ� ِ‬
‫ت﴾ ]الﻐاﺷﻴﺔ‪.[20-17:‬‬ ‫�� ْا�َ ْر ِض َكيْ َف ُسط َ‬
‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫ت۝‬ ‫َكيْ َف نُص َب ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬

‫َ ُ َ ّ ُ ُ َّ ُ ْ َ َ َ ْ َ ْ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ْ َ َ‬
‫�ََ‬
‫�۝‬ ‫ت َعليْ ِهم ب ِ ُم َص ـيْ ِط ٍر ۝ إِ� َمن ت َو ٰ� َو�ف َر ۝ �يعذِبه ا� العذاب ا�‬ ‫﴿لس ـ‬
‫ُ َّ َ‬ ‫َّ َ‬
‫إِن إِ�ْ َنا إِيَ َا� ُه ْم ۝ � َّم إِن َعليْ َنا ح َِس َا� ُهم﴾ ]الﻐاﺷﻴﺔ‪.[26-22:‬‬

‫ِن� ْم أَن � َ ْس َتق َ‬


‫ِيم﴾ ]الﺘكو�ر‪[28-27:‬‬ ‫اء م ُ‬ ‫﴿إ ْن ُه َو إ َّ� ذ ِْك ٌر لّ ِلْ َعالَم َ‬
‫� ۝ ل َِمن َش َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷـــور‪) :‬إﺷـــارة إ� أن الﺬﻳﻦ لم ﻳﺘ�ﺬكروا ﺑالﻘرآن ما حال ﺑيﻨهم وﺑ�‬
‫الـﺘــﺬكـر ﺑــه إ� أﻧـهـم لـم ﻳﺸـــــاءوا أن ﻳســــﺘـﻘـﻴـمـوا‪ ،‬ﺑــل رﺿــــوا ﻷﻧـﻔســــهـم‬
‫َ َ َّ َ ُ َ َ َ‬
‫اغ َّ ُ‬
‫ا�‬ ‫ا��راف‪ ،‬ومﻦ ر� لﻨﻔســــه ا��راف ُح ِر َم الهــداﻳــﺔ ﴿فلمـا زاغوا أز‬
‫ُُ‬
‫قلو�َ ُه ْم﴾ ]الصﻒ‪.([5:‬‬

‫ُّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬


‫ا�ين ۝ ف�ٰل َِك ا�ِي يَ ُدع ا�َت َ‬
‫ِيم﴾ ]الماعون‪[2-1:‬‬ ‫ُ َ ُ ّ‬ ‫َ ْ َ‬
‫﴿أر�يت ا�ِي ي�ذِب ب ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ ﱠ‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷـور‪) :‬هﺬا إﻳﺬان ﺑﺄن اﻹﻳمان ﺑالﺒعﺚ وا�ﺰاء هو الوازع ا�ﻖ الﺬي‬
‫ﻳﻐرس � الﻨﻔس ﺟﺬور اﻹﻗﺒال على اﻷعمال الصـــا�ﺔ‪ ،‬ح� ﻳصـــ� ذلك لها‬
‫ُﺧ ًلﻘا إذا ّ‬
‫ﺷﺒﺖ علﻴه‪ ،‬ﻓﺰكﺖ واﻧساﻗﺖ إ� ا�� ﺑدون �لﻔﺔ و� احﺘﻴ�اج إ� آمر‪،‬‬
‫و� إ� مﺨــاﻓــﺔ ممﻦ ﻳﻘﻴم علﻴــه العﻘوﺑــات‪ ،‬ح� إذا اﺧﺘلى ﺑﻨﻔســـــه‪ ،‬وآمﻦ‬
‫الرﻗﺒاء‪ ،‬ﺟاء ﺑالﻔحﺸاء واﻷعمال الﻨكراء!(‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫ا� أَ ْخ َ َ�هُ﴾ ُ‬
‫]اله َمﺰة‪[3-2:‬‬ ‫ب أَ َّن َم َ ُ‬ ‫﴿ َّا�ِي َ َ‬
‫� َع َم ًا� َو َع َّد َدهُ ۝ َ�ْ َس ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫� َ�نْ ُه َم ُ‬ ‫َ ْ‬
‫ا� َو َما ك َس َب﴾ ]ا�سد‪.[2:‬‬ ‫﴿ َما أغ َ ٰ‬

‫ْ‬
‫اس﴾ ]الﻨاس‪[6:‬‬‫ا� َّنةِ َوا�َّ ِ‬ ‫َ‬
‫﴿مِن ِ‬
‫ﱠ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷــور‪) :‬ﺑ� ﷲ ﺗعا� ﻧوع ا�وسـ ِـوس‪ ،‬ﺑﺄﻧهم مﻦ ا�ﻨﺔ والﻨاس؛ ﻷن‬
‫ـواس ما هو ﺷ ﱞـر مﻦ وسـواس الﺸـﻴاط�‪ ،‬وهو‬ ‫ﱠ َ‬
‫رﺑما ﻏاب عﻦ الﺒال أن ِمﻦ الوس ِ‬
‫ﱡ‬
‫ﺑالﺘعو ِذ مﻨهم أﺟدر؛ ﻷﻧهم مﻨهم أﻗرب‬ ‫ﺧطرا‪ُ ،‬‬
‫وه ْم‬ ‫وسـوسـﺔ الﻨاس‪ ،‬وهو أﺷـد ً‬

‫الﻀر أدﺧل وأﻗدر(‪.‬‬‫ﱢ‬ ‫وهو علﻴهم أﺧطر‪،‬وأﻧهم � وساﺋل‬

‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬


‫ج َّن ُب َها ا��� ۝ ا�ِي يُ ْؤ� َم ُ‬
‫ا� يَ َ‬
‫� ٰ‬ ‫ََْْ‬
‫﴿ َو َس ُي َ‬
‫�﴾ ]اللﻴل‪[18-17:‬‬ ‫ِ‬
‫ﻗـال الرازي � الﺘﻔســـ� الكﺒ�‪) :‬ﻧﺰلـﺖ � أ� ﺑكر ﺑـﺈﺟمـاع ا�ﻔســـر�ﻦ‪ ،‬واﻷﺗﻘى‬
‫ْ َ َّ‬ ‫َّ َ ْ ُ‬
‫أﻓعل الﺘﻔﻀـــﻴل ﻓﺈذا ﺿـــممﺖ ذلك إ� ﻗوله ﺗعا� ﴿إِن أ� َر َمكـــــم ع‬
‫ِند ا�ِ‬
‫ُ َ ّ‬ ‫ََْ‬
‫ا� ْم﴾ ﺗﺒ� لﻨا أن أﺑا ﺑكر أﻓﻀل هﺬﻩ اﻷمﺔ ﺑعد رسول ﷲ صلى ﷲ علﻴه‬ ‫��قــ‬
‫وسلم(‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫إﺟﺎﺑﺎت أﺳﺌﻠﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﻴﻦ‬

‫َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََّ ََ َ َ َ ُ ّ‬
‫فت � َّنا‬ ‫مو� ادع �ا َر َّ�ك بِما َع ِه َد عِندك ل�ِن كش‬
‫جز قالوا يا َ‬
‫الر ُ‬
‫﴿ولما و�ع علي ِهم ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََّ َ َ‬ ‫ّ َ َ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َ َّ َ َ َ َ‬
‫جز إِ� أ َج ٍل‬ ‫َ ُ ُ ّ‬
‫الر َ‬
‫الرجز � ـؤمِن لك ول� ِس ـلن معك ب� إِ�ائيل۝فلما كشفنا عنهم ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫ُهم بالِغوهُ إِذا ُهم يَنكثون﴾ ]اﻷعراف‪[135-134:‬‬
‫ﻗال الﺒﻐوي‪) :‬ﻳع�‪ :‬إ� الﻐرق � الﻴم(‪.‬‬

‫وما فاس َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬


‫وم ُه فأطاعوهُ إ� ُهم �نوا ق ً‬ ‫﴿ف َ‬
‫استخف ق َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬
‫ِق�﴾ ]الﺰﺧرف‪.[54:‬‬ ‫ِ‬
‫ﻓـﺈﻧـك إذا ﻗرأت اﻵﻳـات ﻗﺒـل هـﺬﻩ اﻵﻳـﺔ وﺟـدت أن ﻓرعون احﺘﺞ ﺑـﺄمور ليســــﺖ‬
‫َ َ‬
‫خف ق َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ومــــ ـ ُه﴾‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫حﺠﺠا � حﻘﻴﻘﺘها‪ ،‬وإﻧما احﺘﻘر عﻘول ﻗومه ﴿فاســـت‬
‫ََ‬
‫﴿فأطاعــــوهُ﴾‪ .‬وهم إﻧما اطاعوﻩ ﻷﻧهم �اﻧوا ﻓاسـﻘ�‪ .‬ﻓﻔسـوﻗهم ﺟعلهم ﻗاﺑل�‬
‫ﻷن ُﻳسـﺘﺨﻒ ﺑهم‪ ،‬وهﺬا ﺷـﺄن الﻔاسـﻖ؛ ﻳع� عﻦ ا�ﻖ و�سـهل اﻧﻘﻴادﻩ للﺒاطل‬
‫وأهواء الﻨﻔوس‪.‬‬

‫ين‬ ‫ِ�م أَو ِ َ‬ ‫ُ َ َ َّ َ َ َ َ ُ‬


‫نفس ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ين آمنـوا كونـوا ق ّوام� بِالق ِ‬
‫﴿يا َ� ُّ� َها َّا� َ َ‬
‫الوا� ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِسط شهداء ِ�ِ ولو � أ‬
‫َ َ‬ ‫ا� أَو� بهمـا فَ� تَتَّب ُعوا َ‬ ‫�ن َغن ًِّيـا أَو فَ ً‬
‫ق�ا فَ َّ ُ‬ ‫�� إن يَ ُ‬‫َوا�َ َ َ‬
‫الهوى أن تعدِلـوا �ن‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫قر ِ‬
‫َ َ َ‬
‫لون َخ ً‬ ‫َ َّ َّ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ب�ا﴾ ]النساء‪.[135:‬‬ ‫ا� �ن بِما تعم‬ ‫عرضوا فإِن‬
‫تلووا أو ت ِ‬

‫‪268‬‬
‫َ‬
‫نات َو�ن‬ ‫َ َ‬ ‫ِ ً َ ُ َ ُ َ ّ ُ َّ ُ َ ّ َ‬ ‫َ َ ً‬
‫آم َن َو َع ِمــل � َم�‬ ‫﴿إ ّ� َمن َ‬
‫تاب َو َ‬
‫صا�ــا فأول�ِك �بدِل ا� سيِئات ِ ِهم حس ٍ‬ ‫ِ‬
‫حيما﴾ ]الﻔرﻗان‪.[70:‬‬ ‫ا� َغ ً‬
‫فورا َر ً‬ ‫َّ ُ‬

‫الر ُ‬ ‫تاب َعليهِ إنَّ ُه ُه َو ا�َّ ّو ُ‬


‫اب َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫آد ُم مِن َر ّ�هِ � ِمات فَ َ‬
‫ََ ّ َ‬ ‫َ‬
‫حيم﴾ ]الﺒﻘرة‪.[37:‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫﴿�تل�‬

‫يي�م َواعلَموا أَ َّن َّ َ‬


‫ا�‬ ‫��م لِما ُ� ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ـتجيبوا ِ َّ�ِ َول َّ‬
‫ِلرسـو ِل إِذا د‬ ‫آم ُنوا اس َ‬ ‫﴿يا َ� ُّ� َها َّا� َ‬
‫ين َ‬
‫َ َ َّ ُ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ول بَ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ون﴾ ]اﻷﻧﻔال‪.[24:‬‬ ‫المر ِء َوقلبِهِ و�نه إِ�هِ ��‬ ‫� َ‬ ‫�‬

‫َ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫﴿يا َ� ُّ� َها َّا�يـ َن َ‬


‫آمنوا إ ِ َّن َكثيـ ًرا م َِن ا�حبـار َو ُّ‬
‫الرهبـا ِن �َأ�ون أموال ا�ّ ِ‬
‫اس بِا�اط ِِل‬ ‫ِ‬
‫بيل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ َ َ َّ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ا�ِ َو َّا� َ‬
‫ين يَ ِ‬
‫َّ‬ ‫ََ ُ ّ َ َ َ‬
‫��ون ا�هب والفِضة و� ينفِقونها � س ـ ِ‬ ‫بيل‬
‫و�ص ـدون عن س ـ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ّ ُ‬
‫��﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[34:‬‬ ‫ذاب أ ٍ‬ ‫ا�ِ فب ِ�هم بِع ٍ‬

‫َ ً‬ ‫َ َ َُ َ‬
‫ون فيها � َِّية َو َس ً‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫�ما﴾ ]الﻔرﻗان‪[75:‬‬ ‫﴿أول�ِك � َزون الغرفة بِما ص�وا و�لق‬
‫ً‬ ‫﴿ َو َج ُ‬
‫زاهم بما َص َ�وا َج َّنة َو َح ً‬
‫ر�را﴾ ]اﻹﻧسان‪[12:‬‬ ‫ِ‬
‫ِعم ُع َ‬
‫ق� ّ‬ ‫َ‬
‫ي�م بما َص َ�تُم فن َ‬
‫�م َعل ُ‬
‫﴿ َس ٌ‬ ‫َ‬
‫ا�ارِ﴾ ]الرعد‪.[24:‬‬ ‫ِ‬

‫َ َ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َ َ َ َّ ُ َ َ ً َّ َ َ ُ‬
‫ابن � عِن ـ َد َك بَي ـ ًتا ِ�‬‫ب ِ‬‫﴿و�ب ا� مث� ل ِ�ي ـن آمن ـوا امرأت ف ِرعون إِذ قالت ر ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ِ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫ا� َّنةِ َو َ ّ‬
‫ت عِمران‬ ‫ِم� ۝ َو َمر�َ َم َ‬
‫ابن َ‬ ‫الظـال َ‬ ‫�ّ� مِن القـوم‬ ‫�� مِن ف ِرعون و�مـلِهِ و ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬

‫‪269‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫رجها � َنفخنـا فيهِ مِن روحِنـا َو َص َّدقت بِ�لِماتِ َر ّ�ِها َو� ُتبِهِ َو�نت‬‫ال� أحصنت ف‬
‫م َِن القان َ‬
‫ِت�﴾ ]الﺘحر�م‪[12-11:‬‬

‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬


‫�م َعليهِ مِن أجر إِ� َمن َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫﴿قل ما أس�ل ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ‬
‫شاء أن َ� َّتخِذ إِ� َر ّ�ِهِ َسبي�﴾ ]الﻔرﻗان‪[57:‬‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ا� قُل � أَســ َ�لُ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِبادهُ َّا� َ‬
‫َ‬ ‫﴿ذل َِك َّا�ي يُبَ ّ ِ ُ‬
‫� َّ ُ‬
‫�م َعليهِ‬ ‫ّ‬
‫آمنــوا َوع ِملوا الصــ ِ اتِ‬ ‫ين َ‬ ‫ا� ع‬
‫ا� َغ ٌ‬
‫فور َش ٌ‬ ‫ق�ف َح َس َن ًة نَزد َ ُ� فيها ُح ً‬
‫سنا إ َّن َّ َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ً َّ َ َ َّ َ‬
‫كور﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أجرا إِ� المودة ِ� القر� ومن ي ِ‬
‫]الﺸورى‪[23:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ﻓﺘﻘدﻳر ال��م‪ � :‬أسﺄلكم على دعو� أﺟرا وإﻧما مﻦ ﺷاء أن ﻳﺘﺨﺬ إ� رﺑه سﺒﻴ��‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ﺑطـاعﺘـه ﻓلﻴﻔعـل‪ .‬وذكر ﺑعﺾ ا�ﻔســـر�ﻦ أﻳﻀـــا ﺗﻘـدﻳرا آﺧر معﻨـاﻩ‪ � :‬أســـﺄلكم‬
‫ً‬
‫على دعو� أﺟرا‪ .‬إﻧما إن ا�ﺬﺗم سـﺒﻴ�ل اﻹسـ�م والطاعات ﻓهﺬا أﺟري لما أﻧاله‬
‫ً‬
‫مﻦ ﷲ ﺗعا� ﺛواﺑا على ذلك‪.‬‬
‫ُ َّ َ ْ َ ُ ُ ْ َ َ ْ َ ْ َّ ْ َّ‬
‫ج ًرا إِ� ال َم َودةَ ِ�‬ ‫وكـﺬلـك ﻗولـه ﺗعـا� � اﻵﻳـﺔ الﺜـاﻧﻴـ�ﺔ‪} :‬قـل � أســـ�ل�م عليـهِ أ‬
‫ُْ‬
‫الق ْر َ ٰ�{‪.‬‬
‫ً‬
‫وهﻨا ﻗد ﻳﻔهم الﺒعﺾ أن الﻨ� صـــلى ﷲ علﻴه وســـلم � ﻳطلﺐ مﻦ ﻗومه أﺟرا‬
‫على دعوﺗه إ� أن ﻳودوﻩ‪ ،‬وليس كﺬلك‪ ،‬ﻓلو طلﺐ مﻨهم مودة ﻷﺟل الدعوة ﻓهو‬
‫ً‬
‫ﻗد طلﺐ إذن ﻧوعا مﻦ أﻧواع اﻷﺟر‪ .‬إﻧما مع� اﻵﻳﺔ‪ � :‬أسـﺄلكم على الﺘﺒلﻴﻎ أﺟرا‬
‫الﺒﺘـ�ﺔ‪ ،‬وإﻧمـا أســــﺄلكم ا�ودة ﻷﺟـل الﻘر� ال� ﺑﻴ� وﺑيﻨكم‪ ،‬ﻓمودﺗكم � لﻘراﺑ�‬
‫ً‬
‫مما ﺗﻘﺘﻀﻴه مروءﺗكم‪ .‬ﻓهﺬا أﻳﻀا اسﺘثﻨ�اء مﻨﻘطع‪ ،‬وح� طلﺒه مﻨهم أن ﻳودوﻩ‬
‫�ـان لصــــالح دعوﺗـه علﻴـه الصـــ�ة والســـ�م‪ ،‬ﻗـال اﺑﻦ عـاﺷـــور � )الﺘحر�ر‬
‫والﺘﻨو�ر(‪) :‬وإﻧمـا ســــﺄلهم ا�ودة ﻷن معـاملﺘهم إﻳـاﻩ معـاملـﺔ ا�ودة معﻴﻨـ�ﺔ على‬
‫‪270‬‬
‫ﻧﺸر دعوة اﻹس�م‪ ،‬إذ ﺗل� ﺑﺘلك ا�عاملﺔ ﺷكﻴمﺘهم ﻓﻴ�كون مﻘاومﺘه ﻓﻴﺘمكﻦ‬
‫ً‬
‫مﻦ ﺗﺒلﻴﻎ دعوة اﻹسـ�م على وﺟه أكمل ﻓصـارت هﺬﻩ ا�ودة ﻏرﺿـا دﻳنﻴ ً�ا � ﻧﻔع‬
‫ﻓﻴه لﻨﻔس الﻨ�ء صلى ﷲ علﻴه وسلم(‪.‬‬

‫َ ُ َ‬
‫نزل مِن‬
‫َّ َ ُ َ َ‬ ‫َ ّ ّ َ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫نزل إِ� ـنا وما أ ِ‬
‫اب هل تنقِمون مِنـا إِ� أن آمنـا بِا�ِ وما أ ِ‬
‫﴿قل يا أهل الكِتـ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ َ َّ َ َ َ ُ‬
‫���م فاسِقون﴾ ]الماﺋدة‪[59:‬‬ ‫قبل وأن أ‬
‫ﻓﺘﻨﻘمون صــ�حﻨا ا�ﺰامﻦ لﻔســﻘكم ﻓﺘحســدوﻧﻨ�ا‪ ،‬وما هﺬا ذﻧبﻨ�ا ﺑل ذﻧﺒكم أﻧﺘم‬
‫إذ ﻓسﻘكم مﻦ ﻓعلكم ﻓعودوا ﺑال�ﺋمﺔ على أﻧﻔسكم وامﻘﺘوها ﺑدل أن ﺗﻨﻀحوا‬
‫ﺑالﺸـــر على مﻦ � ذﻧﺐ لهم � ﺧﺬ�ﻧها‪ .‬أﺗصـــور الﻴهود ﻗﺒل الوصـــول إ� هﺬﻩ‬
‫ا�ملﺔ ﻳنﺘﻔﺨون ﻇاﻧ� أن ا�سـلم� ﻳسـﺘعطﻔوﻧهم ﺑﺬكر اﻹﻳمان ﺑما أﻧﺰل مﻦ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َّ َ‬
‫قون﴾ لﻴﻨكســهم و�ﻘمع ﻏرورهم‬‫اسـ‬
‫���ــــم فــــ ِ‬ ‫ﻗﺒل‪ ،‬ﻓﺠاء ﻗول ﷲ ﴿ َوأن أ‬
‫واﻧﺘﻔاﺧهم ‪.‬‬

‫عض ُه َ� بَعض فَ َ� ُ� َم ُه َ� ً‬
‫يعا‬
‫َ َ َ‬ ‫جع َل َ‬
‫ا�بيــث ب‬ ‫َ َ َّ‬
‫الط ّيــب َو�َ َ‬ ‫َ َ َّ ُ َ‬
‫ٍ‬ ‫﴿ ِ�م� ا� ا�بيــث مِن ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََ ََ‬
‫ون﴾ ]اﻷﻧﻔال‪.[37:‬‬ ‫ا�ا�‬
‫ِ‬ ‫جعل ُه � َج َه َّن َم أول�ِك ُه ُم‬‫�ي‬

‫َ َ َ ّ َ َّ ُ َ‬ ‫ا� ّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬


‫مرهِم‬ ‫ُ‬
‫ب وأوحي ـنا إِ�هِ �نبِئنهم بِأ ِ‬‫ِ‬
‫ت ُ‬‫﴿فل ّم ـا ذهبوا بِهِ َوأ�عوا أن � َعلوهُ � غي ـابَ ِ‬
‫َ ُ َ‬
‫رون﴾ ]ﻳوسﻒ‪[15:‬‬ ‫هذا َو ُهم � �شع‬

‫‪271‬‬
‫ﺟاء � ﺗﻔس� الﺒﻐوي‪) :‬ﻳع�‪ :‬أوحﻴﻨ�ا إ� ﻳوسﻒ علﻴه الس�م لﺘصدﻗﻦ رؤ�اك‬
‫ولﺘﺨ�ن إﺧوﺗك ﺑصـــﻨﻴعهم هﺬا وهم � ﻳﺸـــعرون ﺑو� ﷲ وإع�مه إﻳاﻩ ذلك‪،‬‬
‫ﻗاله مﺠاهد‪.‬‬
‫وﻗﻴل‪ :‬معﻨاﻩ‪ :‬وهم � ﻳﺸـعرون ﻳوم ��هم أﻧك ﻳوسـﻒ وذلك ح� دﺧلوا علﻴه‬
‫ﻓعرﻓهم وهم له مﻨكرون‪.‬‬

‫َّ‬ ‫ً َ‬ ‫َ َ ِ َ‬ ‫َ‬
‫﴿ َو َج َعلوا ِ َّ�ِ م ِّما َذ َرأ م َِن َ‬
‫يبا فقـــالوا هذا ِ�ِ ب ِ َزع ِم ِهـــم َوهذا‬ ‫نعام نصـــ‬ ‫رث وا�‬
‫ا� ِ‬
‫ص ُل إِ� ُ َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ َ ُ َ َّ‬ ‫َ‬
‫�ن ل ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ل ُ َ‬
‫��� ِ ِهم‬ ‫صــل إِ� ا�ِ َوما �ن ِ�ِ � ُه َو يَ ِ‬‫ِ��� ِ ِهــم ف� ي ِ‬ ‫ِ���ِنا فمــــا‬
‫َ َ ُ َ‬
‫ساء ما �كمون﴾ ]اﻷﻧعام‪[136:‬‬
‫�ــان ا�ـﺘـوﻗـع أن ﻧـﻘـرأ )وﺟـعـلـوا لﺸـــر�ــاﺋـهـم مـمــا ذرأ ﷲ مـﻦ ا �ـرث واﻷﻧـعــام‬
‫ﻧصﻴﺒ ً�ا(‪� ،‬ﻴﺚ ﻳكون اﻹﻧ�ار على هﺬا ا�عل للﺸر�اء‪.‬‬
‫لكﻦ اﻵﻳﺔ عدلﺖ عﻦ هﺬا إ� ﴿ َو َج َعلوا ِ َّ�﴾‪ ،‬مع أن الﻘـارئ ﻗد ﻳرى هﺬا ا�عـل ﮻‬
‫ً‬
‫محمودا ﺑﺬاﺗه‪ ،‬إذ أﻧهم ﺟعلوا "ﺷﻴﺌ�ا ما" ﮻ على اﻷﻗل!‬
‫لكﻦ هﺬا ا�طلع لﻶﻳﺔ ﻳعلمﻨا أﻧه � مﻨﺔ و� ﻓﻀــل � ﺟعل �ء ﮻‪ ،‬وإﻧما ا�لﻖ‬
‫واﻷمر �له ﮻‪ .‬ﻓمﻦ ﺟعل ﺷـــﻴﺌ�ا مﻨه ﮻ ﻓ� ﻳﻘال‪ :‬أحســـﻦ � هﺬﻩ ا�ﺰﺋﻴ�ﺔ‪ ،‬ﺑل‬
‫هو مﺬموم ﺑال�لﻴﺔ‪.‬‬

‫فور ُم ٌ‬ ‫َ‬
‫�سان لك ٌ‬ ‫َ َ‬
‫ُ ً َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ب�﴾ ]الﺰﺧرف‪.[15:‬‬ ‫ا�‬
‫﴿وجعلوا � مِن عِبادِه ِ جزءا إِن ِ‬

‫‪272‬‬
‫َ ُ َ ّ ُ َّ َ َ َ َّ‬ ‫َ ّ ُ َ ّ ُ َّ َ َ َ َّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ َّ‬
‫يل‬
‫﴿خلق السماواتِ وا�رض بِا� ِق ي� ـوِر الليل � ا�هارِ و�� ـوِر ا�هار � الل ِ‬
‫َ َ ُ َ ًّ َ ُ َ َ ُ َ‬
‫الغ ّف ُ‬ ‫َ ُ ٌّ َ‬ ‫َ َ َّ َ َّ‬
‫ار﴾ ]الﺰمر‪[5:‬‬ ‫مس َوالق َم َر � �ري ِ�ج ٍل مس� أ� هو العز�ز‬
‫الش َ‬ ‫وسخر‬
‫ﻗـال اﺑﻦ ﺗﻴمﻴـﺔ ‪ �-‬مﺠموع الﻔﺘـاوى‪) :-‬ﻓﻘـد اﺗﻔﻖ أهـل الﺘﻔســـ� واللﻐـﺔ على أن‬
‫"الـﻔـلــك" هـو ا�ســـﺘــدﻳـر‪ .‬وا�ـعـرﻓــﺔ �ـعــا� كـﺘــاب ﷲ إﻧـمــا ﺗـﺆﺧــﺬ مـﻦ هــﺬﻳـﻦ‬
‫الطر�ﻘ�‪ :‬مﻦ أهــل الﺘﻔســـ� ا�وﺛوق ﺑهم مﻦ الســـلﻒ ومﻦ اللﻐــﺔ‪ :‬ال� ﻧﺰل‬
‫� ّو ُر ا�َّ َ‬
‫هار‬
‫َُ َ‬ ‫ُ َ ّ ُ َّ َ َ َ َّ‬
‫الﻘرآن ﺑها وهﻲ لﻐﺔ العرب‪ .‬وﻗال ﺗعا�‪﴿ :‬ي�وِر اللي ـل � ا�هارِ و� ِ‬
‫ﱠ ُ‬ ‫َ َ َّ‬
‫وكورﺗهــا‪ :‬إذا‬ ‫ـل﴾ ﻗــالوا‪ :‬و "الﺘكو�ر" الﺘــدو�ر ﻳﻘــال‪ :‬كورت العمــامــﺔ‬
‫� الليـ ِ‬
‫ﱠ ُ‬
‫دورﺗهـا(‪ .‬إ� أن ﻗـال اﺑﻦ ﺗﻴمﻴـﺔ‪) :‬وا�ركـﺔ ﻗـاﺋمـﺔ ﺑـا�ســـم ا�ﺘحرك ﻓـﺈذا �ـان‬
‫الﺰمان الﺘاﺑع للحركﺔ الﺘاﺑعﺔ للﺠســـم موصـــوﻓا ﺑا�ســـﺘدارة �ان ا�ســـم أو�‬
‫ﺑـا�ســـﺘـدارة(‪ .‬ﻳع�‪ :‬أن وصـــﻒ اللﻴـل والﻨهـار ﺑـالﺘكو�ر )ا�ســـﺘـدارة( � اﻵﻳـﺔ‬
‫ﻳﻘﺘ� أن ﺗكون اﻷرض ﻧﻔسها مسﺘدﻳرة‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ َ َّ َ ّ‬


‫ين ُخل ِفوا َح ّ� إِذا ضاقت َعلي ِه ُم ا�رض بِما َر ُح َبت َوضاقت َعلي ِهم‬ ‫﴿و� ا��ثةِ ا�‬
‫ا� ُه َو ا�َّ ّو ُ‬ ‫َ َ َ َ َّ‬
‫ا�ِ إ ّ� إ َ�ـهِ ُ� َّم َ‬
‫تاب َعلَيهم ِ�َتو�وا إ َّن َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫اب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أنف ُس ُهم َوظ ّنوا أن � ملجأ مِن‬
‫الر ُ‬
‫حيم﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[118:‬‬ ‫َّ‬

‫َّ‬ ‫﴿ َو َ� َ�يّن مِن قَر�َ ٍة َ� َتـت َعن أَمر َر ّ�ها َو ُر ُسلِهِ فَ َ‬


‫حاسبناها حِسـابًا َشــ ً‬
‫ديدا َو َعذبناها‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َّ َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ا� ل ُهم َعذابًا‬ ‫�ا ۝ أعد‬‫�ن �ق َِب ُة أمرها ُخـ ً‬
‫َ َ‬
‫�را ۝ فذاقت َو�ال أمـ ِرها و‬ ‫َعذابًا نُ ً‬
‫ِ‬

‫‪273‬‬
‫�م ذ ً‬
‫ِكرا﴾‬ ‫آمـــنوا قَد أَنـــ َز َل َّ ُ‬
‫ا� إ َ�ـــ ُ‬ ‫ا� يا أُو� ا�َ�اب َّا� َ‬
‫ين َ‬ ‫ديدا فَ َّا� ُقوا َّ َ‬
‫َشـــ ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫]الط�ق‪[10-8:‬‬
‫أح�ام َكﺜ َ�ة مﻦَ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷــور � الﺘحر�ر والﺘﻨو�ر‪) :‬لما ﺷ ـ ِرعﺖ ِل ُلمسـ ِـل ِم�‬
‫ﱢ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُْ ُ َ ُ‬ ‫َ ُﱡ َ‬
‫ـاء َحﻖ‬ ‫َ‬
‫�ق ولواحﻘ ِـه‪ ،‬و�ـاﻧـﺖ �لهـا ﺗ�ـا ِلﻴﻒ ﻗـد � ِﺠم ﺑعﺾ اﻷﻧﻔ ِس عﻦ إﻳﻔ ِ‬ ‫الط ِ‬
‫ﱠ‬
‫َ َ َّ َّ َ َ ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ً َ ﱠ َ‬ ‫َ ُ ً َ‬
‫ا� � َعل‬ ‫وله ﴿ومن �ت ِق‬ ‫�ال لها ِﺑﻘ ِ‬ ‫�ال ِلها ﺗ�اس ـ� أو ﺗﻘصــ�ا رﻏﺐ � ِا�مﺘﺜ ِ‬ ‫ِا�مﺘﺜ ِ‬
‫ْ‬
‫أمره ِ � ُ ْ ً‬ ‫َ َ َّ َّ َ َ ْ َ ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ ْ َ ً‬
‫�ا﴾ ]الط�ق‪،[4:‬‬ ‫� �رجا﴾ ]الط�ق‪ ،[2:‬وﻗو ِل ِه ﴿ومن �ت ِق ا� �عل � مِن ِ‬
‫َ‬ ‫� ّف ِْر َ�نْــ ُه َســ ّيئاتِهِ و�ُ ْعظ ِْم َ ُ� ْ‬ ‫َ َ َّ َّ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫أج ًرا﴾ ]الط�ق‪ ،[5:‬وﻗو ِل ِه‬ ‫ِ‬ ‫وﻗو ِل ِه ﴿ومن �ت ِق ا� ي‬
‫ا� َ� ْع َد ُع ْ� � ُ ْ ً‬ ‫ُ‬
‫ج َعل َّ ُ‬ ‫﴿ َس َي ْ‬
‫�ا﴾ ]الط�ق‪.[7:‬‬ ‫ٍ‬
‫ا�ِ َ‬ ‫ْ َ ُ ُ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ﱠ َ ﱠُ ّ َ‬
‫ومـــن‬ ‫�ل ذ ِلك ِمﻦ ُمﺨالﻔ ِﺘها ِﺑﻘو ِل ِه ﴿وت ِلك حـــدود‬ ‫وحﺬر ﷲ الﻨاس � ِﺧ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ َ ْ‬
‫َ� َت َع َّد ُحـ ـ ُدود ا�ِ �ق ْد ظل َم �ف َسـ ـ ُه﴾ ]الط�ق‪ ،[1:‬وﻗو ِل ِه ﴿ذلِ�م يُو�ظ ب ِـ ـهِ َمن‬
‫حﺬﻳر َع ِﻈﻴم ِم َﻦ ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ ُ ْ ُ َّ‬
‫ﻗوع �‬ ‫ِ‬ ‫الو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ﺘ‬ ‫ا�ِ وا�َ ـ ْو ِم ا�خ ِِر﴾ ]الط�ق‪ [2:‬أعﻘﺒها ِﺑ‬ ‫�ن ي ـؤمِن ب ِ‬
‫ا� ِلﻴ َـل‪،‬‬
‫ﻐ� ُﻳﺜ ُ� َ‬ ‫ﷲ ُور ُســـلـه لﻘ ﱠلـﺔ العﻨـاﻳـﺔ ﺑ ُمراﻗﺒﺘهم‪ ،‬ﻷ ﱠن ﱠ‬
‫الصـــ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ََ‬
‫ُمﺨـالﻔـ ِﺔ أح� ِ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ـام ِ‬
‫ﻘاب‬ ‫أمر َر ﱢﺑ ِهم ِﺑما َح ﱠل ِﺑ ٍ‬ ‫ﱠ َ ُ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ََ ﱠَ ُ‬
‫ﺄﻗوام ِمﻦ ِع ٍ‬ ‫ﻓﺬكر المســ ِـل ِم� )وليسـ ـوا ِممﻦ ﻳعﺘوا على ِ‬
‫هاون ﺑ َ‬
‫ﺈﻗام ِﺔ‬ ‫َّ َ ُ ُ َ َ ﱠ ُ‬ ‫َعﻈﻴم َعلى ﻗ ﱠل ِﺔ اك�اﺛهم ﺑﺄمر ﱠ ُ ُ‬
‫ﷲ ورسـ ـ ِل ِه ِلﺌ� ﻳســـلكوا سـ ـ ِﺒﻴ�ل الﺘ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ﱠ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ َ‬
‫�ل((‪.‬‬
‫هواة الﻀ ِ‬ ‫الﺸ ِر�ع ِﺔ‪ ،‬ﻓﻴ ِلﻘﻲ ِﺑ ِهم ذ ِلك � م ِ‬

‫ا� َغـــ ٌ‬
‫ا� إ َّن َّ َ‬
‫اس َواســـ َتغف ُِروا َّ َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫فاض ا�ّـــ ُ‬ ‫ُ َ‬
‫فور َر ٌ‬
‫حيم﴾‬ ‫ِ‬ ‫﴿� َّم أفيضـــوا مِن َحيـــث أ‬
‫]الﺒﻘرة‪[199:‬‬
‫على ﻗول مﻦ ﻗال أن اﻹﻓاﺿﺔ هﻨا معﻨاها اﻹﻓاﺿﺔ مﻦ عرﻓات‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫لت ُم َصــ ّدِقًا ل ِما َم َع ُ‬ ‫﴿ َوآمِنــوا بما أَ َ‬
‫نز ُ‬
‫�م َو� ت�ونوا أ َّول �ف ٍِر بِهِ َو� �ش�وا بِآيا�‬ ‫ِ‬
‫ًََ َ ً‬
‫اي فَاتَّقو ِن﴾ ]الﺒﻘرة‪.[41:‬‬ ‫لي� �يّ َ‬ ‫�منا ق‬

‫َ َ‬ ‫ً ُ‬ ‫ُ‬ ‫ميثا� ُهم لَ َع ّن ُ‬


‫َ‬ ‫َ َ‬
‫اهم َو َج َعلنا قلو�َ ُهم قا ِســ َية �َ ّ ِرفون ال� َِم َعن َمواضِ ــعِهِ‬ ‫قضــ ِهم‬ ‫﴿فبِما ن ِ‬
‫ُ َ ُ‬ ‫ّ َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ًّ‬ ‫َ‬
‫ِنهم فاعف‬ ‫َو�سـوا َحظا م ِّما ذكِروا بِهِ َو� تزال � َّطـل ُِع � خا� ِ َن ٍة مِنـ ُهم إِ� قليـ� م‬
‫ِن�﴾ ]الماﺋدة‪.[13:‬‬ ‫المحس َ‬ ‫ِب ُ‬ ‫ا� ُ� ُّ‬ ‫اصفح إ َّن َّ َ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫عنهم و‬
‫ِ‬

‫ََ َ ُ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ّ ّ‬
‫وم الفا ِسـ ـ َ‬
‫ق�﴾‬ ‫القـ ـ ِ‬ ‫ب إِ� � أمـ ـل ُِك إِ� نف� وأ� فافرق بيننا و�يـ ـن‬
‫﴿قـ ـال ر ِ‬
‫]الماﺋدة‪[25:‬‬
‫َ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫َ َ ّ ّ َ َ‬ ‫َ ُُ ََ َ‬
‫ب إِ ِ� � أ ْمل ُِك إِ� �ف ِ� َوأ ِ�﴾‬ ‫ﻗال الﻘرط� � ﺗﻔس�ﻩ‪) :‬ﻗوله ﺗعا�‪﴿ :‬قال ر ِ‬
‫ُ َ َ ََ َ َ َ‬ ‫َﱠُ َ َ ُ ُ ُ َ َ َ َ ﱢ َ َ ُ ﱠ َ‬
‫ﻔ�ـ‪ ،‬ﺛ ﱠم اﺑﺘ َ�دأ ﻓﻘال‪َ ﴿ :‬وأ ِ�﴾ أي‬
‫ملك �إ � ﻧ ِ‬
‫ِﻷﻧه �ان ﻳ ِطﻴعه‪ .‬و ِﻗﻴل المع�‪� :‬إ� � أ ِ‬
‫ً‬
‫ـﺐ َعطﻔا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َﱠ‬ ‫ََ َ ً َ َ ُ ﱠ َ َ ُ ََ َ َ َ‬
‫وﺿ ـ ِع ﻧصـ ٍ‬ ‫ول اﻷو ِل ِ� م ِ‬
‫ملك �إ � ﻧﻔس ـه‪ ،‬ﻓﺄ ِ� على الﻘ ِ‬ ‫وأ ِ� أﻳﻀ ـا � ﻳ ِ‬
‫ﱠ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ ﱠ‬ ‫ََ َ‬
‫وﺿ ـ ِع َر ٍﻓع‪َ ،‬و �إن ِﺷ ـﺌﺖ َع َطﻔﺖ َعلى اسـ ِـم �إن َو ِه َﻲ‬ ‫َ‬
‫ﻔ� ـ‪ ،‬وعلى الﺜ ِا� ِ� م ِ‬ ‫على ﻧ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ َ َ ََ ُ َ‬ ‫الﻴ ُاء‪َ ،‬أي إ ﱢ� َو َأ ِ� َ� َﻧ ُ ﱠ َ ُ َ َ َ‬
‫َ‬
‫ملك‬ ‫ملك �إ � أﻧﻔسـﻨا‪ .‬و �إن ِﺷـﺌﺖ عطﻔﺖ على المﻀـم ِر ِ� أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫�‬
‫ََﱠُ َ َ َ َ ُ ََ َ ﱠ َ ُ َ‬
‫ملك أﻧا َوأ ِ� �إ � أﻧﻔ َسﻨا(‪.‬‬‫�ﺄﻧه ﻗال‪ � :‬أ ِ‬

‫وم ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫لون َّ ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َُ َ ُ ُ ُ َ َ َ‬
‫هؤ� ِء بَنا�‬ ‫السيِئَ ِ‬
‫ات قال يا ق ـ ِ‬ ‫هرعون إِ� ـهِ َومِن قبل �نوا يعم‬ ‫﴿وجاءه قومه ي‬
‫ٌ‬ ‫ضــي� َ� َ�ــ َس ِمــ ُ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُه َّن أَ َ‬
‫طه ُر لَ ُ‬
‫�م فَ َّا� ُقــوا َّ َ‬
‫ن�م َر ُجل َرشيــ ٌد﴾‬ ‫ا� َو� �زو ِن �‬
‫]هود‪[78:‬‬

‫‪275‬‬
‫ومـ ـ ُه يُ َ‬‫َ َ‬
‫اءهُ ق ُ‬ ‫َ‬
‫ﻗال السعدي‪َ ﴿) :‬وجـ ـ َ‬
‫هرعون إِ�هِ﴾ أي‪ :‬ﻳسرعون و�ﺒ�ادرون‪ ،‬ﻳر�دون‬
‫أﺿﻴاﻓه ﺑالﻔاحﺸﺔ‪ ،‬ال� �اﻧوا ﻳعملوﻧها(‪.‬‬
‫وﻗال ﺑعﺾ السلﻒ‪) :‬ومﻦ عﻘوﺑﺔ السﻴﺌ�ﺔ السﻴﺌ�ﺔ ﺑعدها(‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫ا� ِ�ُ َع ّذ َِ� ُهم بها ِ� َ‬ ‫ك أَموال ُ ُهم َو� أَ ُ‬
‫و�د ُهم إنَّما يُ ُ‬
‫ر�د َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ا�نيا َوتزه َق‬‫ا�ياة ِ ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جبـ‬
‫﴿ف � تع ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫أنف ُس ُهم َو ُهم �ف ِرون﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[55:‬‬
‫َ َ َ ُ‬ ‫ا� أَن ُ� َع ّذ َِ� ُهم بها � ُّ‬ ‫بك أَموال ُ ُهم َوأَ ُ‬
‫و�د ُهم إنَّما يُ ُ‬
‫ر�د َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ا�نيا َوتزه َق أنف ُس ُهم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬‫﴿ و � تع ِ‬
‫َ‬
‫ِرون﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[85:‬‬ ‫َو ُهم �ف‬

‫ميع َ‬ ‫َ َّ َ َّ َ َ َّ‬
‫ا�ِ �ت َو ُه َو َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الع ُ‬
‫ليم﴾ ]العﻨكﺒوت‪.[5:‬‬ ‫السـ ُ‬
‫ٍ‬ ‫﴿ َمن �ن يَرجو ل ِقـاء ا�ِ فإِن أجل‬

‫ذاب مِن رجز أَ� ـ ٌم ۝ َو�َ َرى َّا� َ‬


‫ين‬
‫َ ُ َ‬
‫ك ل َ ُه ـم َع ـ ٌ‬ ‫�‬‫ول‬ ‫أ‬ ‫ز�ن‬‫ج‬ ‫عا‬ ‫م‬ ‫﴿ َو َّا� َ‬
‫ين َس َعوا � آيات ِنا ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ُه َو َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َّ ُ َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫ا�مي ِد﴾‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫راط العز�ز َ‬ ‫ا� َّق َو�َهدي إِ� صِ ـ ِ‬ ‫ِلم ا�ي أنزِل إِ� ـك مِن ر� ِـ‬ ‫أوتوا الع‬
‫]سﺒﺄ‪.[6:‬‬

‫ئس ما �نوا‬‫حت َ� َ‬
‫الس َ‬ ‫العـدوان َوأَ�ـلِه ُم ُّ‬ ‫َ‬
‫عون � ا�ث ِم َو ُ‬ ‫َ ً ُ ُ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫﴿وترى كث�ا مِنهم �سـارِ‬
‫ئس‬‫حت َ� َ‬ ‫ثم َوأَ� ـلِه ُم ُّ‬
‫الس َ‬ ‫ون َوا�َ ُ‬
‫حبار َعن قَولِه ُم ا� َ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ ُ َّ ّ ّ َ‬
‫يعملون۝لو� ينهاهم الر�ا�ِي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ َ‬
‫عون﴾ ]الماﺋدة‪[63-62:‬‬ ‫ما �نوا يصن‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷـــور‪) :‬واﻗﺘصـــر � ﺗوﺑﻴﺦ الرﺑاﻧﻴ� على ﺗرك ﻧهﻴهم عﻦ ﻗول اﻹﺛم‬
‫وأ�ل الســحﺖ‪ ،‬ولم ﻳﺬكر العدوان إﻳماء إ� أن العدوان ﻳﺰﺟرهم عﻨه ا�ســلمون‬

‫‪276‬‬
‫و� ﻳلﺘﺠﺌون � زﺟرهم إ� ﻏ�هم‪ ،‬ﻷن ا�عﺘماد � الﻨصرة على ﻏ� ا�ﺠ� علﻴه‪،‬‬
‫ﺿعﻒ(‪.‬‬

‫راءهُ‬ ‫ُ َ ََ ََ ُ َ‬
‫رون بم ـا َو َ‬ ‫نزل علينا و��ف‬ ‫أ‬ ‫ما‬ ‫ب‬ ‫ِن‬ ‫﴿�ذا قي ـ َل ل َ ُهم آ ِمنوا بم ـا أَ َ‬
‫نز َل َّ ُ‬
‫ا� قالوا نُؤم ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا�ِ مِن قَبـ ُل إن ُك ُ‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ُ َ َ َ ُ َ‬ ‫ً‬
‫نتم ُمؤم َ‬
‫ِن�﴾‬ ‫ِ‬ ‫قتلون أنبِيـاء‬ ‫ا� ُّق ُم َص ّدِقا ل ِما معه ـم قل فل ِم ت‬ ‫َو ُه َو َ‬

‫]الﺒﻘرة‪[91:‬‬
‫ولﻘـد �ـان الﺘعﺒ� ﺑهـﺬﻩ الصـــﻴﻐـﺔ مع ذكر اﻷﻧبﻴـ�اء ﺑلﻔﻆ عـام ممـا ﻳﻔﺘح ﺑـاﺑـا مﻦ‬
‫ً‬
‫اﻹ�ـاش لﻘلـﺐ الﻨ� العر� الكر�م وﺑـاﺑـا مﻦ اﻹطمـاع ﻷعـداﺋـه � �ـاح ﺗـداﺑ�هم‬
‫ومحـاو�ﺗهم لﻘﺘلـه‪ .‬ﻓـاﻧﻈر كﻴﻒ أســـعﻔﻨـا ﺑـا�ح�اس عﻦ ذلـك �لـه ﺑﻘولـه ﴿مِن‬
‫َ ُ‬
‫قبـل﴾ ﻓﻘطع ﺑهﺬﻩ ال�لمﺔ أطماعهم وﺛبﺖ ﺑها ﻗلﺐ حﺒيﺒ�ه إذ �اﻧﺖ ﺑمﺜاﺑﺔ وعدﻩ‬
‫إﻳاﻩ ﺑعصمﺘه مﻦ الﻨاس‪) .‬الﻨﺒ�ﺄ العﻈﻴم لعﺒد ﷲ دراز(‬

‫َ‬ ‫َ َ َّ‬
‫عد ا�ِ َوآياتِهِ يُؤمِن ـون﴾‬‫ث بـ‬ ‫كب َ ّ َ َ ّ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫َ‬
‫ا� ِق فبِ ـأ ِي حدي ـ ٍ‬‫﴿ت ِلك آي ـات ا�ِ نتلوه ـا علي ـ ِ‬
‫]ا�اﺛﻴ�ﺔ‪.[6:‬‬

‫<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>‬
‫َ َ ُ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُ َ ُ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ َ َّ ْ َ ُ ُ َّ‬
‫اه ْم �‬‫﴿�قالوا ر�نا باعِد ب� أسـ ـفارِنا وظلموا أنفسـ ـهم فجعلناهم أحادِيث ومز�ن‬
‫َ ٰ َ َ َ ّ ُ ّ َ َّ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ َّ‬
‫ور﴾ ]سﺒﺄ‪[19:‬‬‫ار شك ٍ‬‫ِ� صب ٍ‬‫ات ل ِ‬
‫ممز ٍق ۚ إِن ِ� �ل ِك �ي ٍ‬

‫‪277‬‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ ْ ُ َ َّ َ َ ْ‬
‫ار� َنـــا �ِي َها ق ًرى‬ ‫ﻓاﻵﻳﺔ الكر�مﺔ ال� ﻗﺒلها هﻲ‪﴿ :‬وجعلنا بينهم و�� القرى ال ِ� ب‬

‫ِ�﴾ ]سﺒﺄ‪[18:‬‬ ‫ا� َو َ�يَّ ً‬


‫اما آ ِمن َ‬ ‫ِيها َ�َ ِ َ‬
‫ِ�وا � َ‬ ‫الس ْ َ‬
‫�ۖس ُ‬ ‫َظاه َِر ًة َو َق َّد ْرنَا � َ‬
‫ِيها َّ‬

‫أي أن ﷲ ﺗعـا� ﺟعـل ﺑ� أهـل ســـﺒـﺄ � الﻴمﻦ وﺑ� ﻗرى الﺸـــام ال� ﺑـارك ﻓﻴهـا‬
‫ﻗرى مﺘﻘارﺑﺔ‪ ،‬وﻗدر ﻓﻴها الســـ� �ﻴﺚ ﻳســـ�ون مﻦ ﻗر�ﺔ إ� ﻗر�ﺔ دون مﺸـــﻘﺔ‬
‫ح� ﻳصــلوا الﺸــام‪ ،‬وﻗال لهم‪ :‬ســ�وا ﻓﻴها ما ﺷــﺌﺘم مﻦ لﻴل أو ﻧهار � أمﻦ مﻦ‬
‫ً‬
‫العدو وا�وع والعطﺶ‪ .‬و�ان هﺬا �له إﻧعاما مﻨه سﺒحاﻧه علﻴهم‪.‬‬
‫َ َ ُ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫ً‬
‫� أ ْســفارِنا﴾‪ .‬ﻗال اﺑﻦ‬ ‫لكﻨهم ﺑد� مﻦ ﺷـــكر الﻨـــــ ـعمﺔ ﻗالوا‪�﴿ :‬قالوا ر�نا باعِد ب‬
‫عاﺷـــور‪) :‬واﻷﻇهر عﻨـدي أن ﻳكون هﺬا الﻘول ﻗالوﻩ ﺟواﺑا عﻦ مواعﻆ أﻧبﻴـ�اﺋهم‬
‫َ‬
‫والصــــا�� مﻨهم ح� ﻳﻨهوﻧهم عﻦ الﺸـــرك‪ .‬ﻓ ُهم ﻳعﻈوﻧهم ﺑــﺄن ﷲ أﻧعم‬
‫َ‬
‫علﻴهم ﺑﺘلك الرﻓاهﻴﺔ‪ .‬ﻓ ُهم �ﻴﺒون ﺑهﺬا الﻘول إﻓحاما لدعاة ا�� مﻨهم(‪.‬‬
‫واســـﺘـدل على ذلـك ﺑـﺄن ﷲ ﺗعـا� ﻗـال � اﻵﻳـات ﻗﺒلهـا "ﻓـﺄعرﺿـــوا"‪ .‬ﻓـﺈن‬
‫ً‬
‫اﻹعــ ـراض ﻳﻘﺘــ ـ� دعوة ل�ء‪ .‬و�ﻈهر أن اﻷﻧبﻴــ ـاء أو الصــ ـا�� دعوهــ ـم‬
‫ﻓﺄعرﺿوا‪.‬‬
‫و� ا�ﺨﺘصـر � الﺘﻔسـ�‪) :‬ﻓﺒطروا ﻧعمﺔ ﷲ علﻴهم ﺑﺘﻘر�ﺐ ا�سـاﻓات‪ ،‬وﻗالوا‪:‬‬
‫رﺑﻨ�ا ﺑاعد ﺑ� أســﻔارﻧا ﺑﺈزالﺔ ﺗلك الﻘرى ح� ﻧﺬوق ﺗعﺐ اﻷســﻔار‪ ،‬وﺗﻈهر مﺰ�ﺔ‬
‫ر�اﺋبﻨ�ا‪ ،‬وﻇلموا أﻧﻔســهم ﺑﺒطرهم ﻧعمﺔ ﷲ وإعراﺿــهم عﻦ ﺷــكرﻩ وحســدهم‬
‫ّ‬
‫ﻓصـــ�ﻧــاهـم أحــادﻳــﺚ‬ ‫لـلـﻔـﻘـراء مـﻨـهـم )ﻳـعـ� إرادة الـﺘـمـ� عـﻦ الـﻔـﻘـراء مـﻨـهـم(‪،‬‬
‫َ‬
‫ﻳﺘحدث ﺑها َمﻦ َﺑعدهم‪ ،‬وﻓرﻗﻨاهم � الﺒ�د �ل ﺗﻔر�ﻖ‪� ،‬ﻴﺚ � ﻳﺘواصلون ﻓﻴما‬
‫ﺑيﻨهم(‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫;‬
‫;‬
‫‪;Ø∏]¬’\;gÑ;!;Å⁄¢\;‡^;]›\Ê¡Ä;Ö|`Â‬‬

‫��حﻈاﺗكم عﻦ ﺗﺄﺛ� الكﺘاب علﻴكم‪ ،‬أو �ﻗ�احاﺗكم ﻷسﺌلﺔ‬


‫ﺗدﺑر�ﺔ‪ ،‬ﺗواصلوا معﻨا على ال��د‪:‬‬

‫‪motatadabbor@gmail.com‬‬

‫‪279‬‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﻤﺆﻟﻒ‬
‫• الدكﺘور إﻳاد عﺒد ا�اﻓﻆ ﻗﻨﻴ�‪.‬‬

‫• دكﺘور � علم اﻷدو�ـﺔ ا�ﺰ��‪ ،‬حـاصــــل على الـدكﺘوراﻩ مﻦ ﺟـامعـﺔ هﻴوســـ�‬


‫اﻷم��كﻴﺔ ﺑ�ﺗيﺐ اﻷول‪.‬‬

‫• مارس �ﺚ الدكﺘوراﻩ � مركﺰ ﺗكساس الط�‪.‬‬


‫َ‬
‫• مﺸــــارك � ﺑراء� اﺧ�اع � مﺠـال الﺘﺌـ�ام ا�روح وعـدد مﻦ اﻷ�ـاث الع�ﺟﻴـﺔ‬
‫ا�نﺸورة � مﺠ�ت عا�ﻴﺔ ‪.‬‬

‫• ا�ﺸرف على موﻗع ‪ FixPharma.net‬للمحاﺿرات الطﺒﻴ�ﺔ والصﻴد�ﻧﻴ�ﺔ‪.‬‬

‫• أصــدر كﺘاب ‪ PharMedTerm‬للمصــطلحات الطﺒﻴ�ﺔ الصــﻴد�ﻧﻴ�ﺔ‪ ،‬الطﺒعﺔ‬


‫اﻷو� عام ‪.2020‬‬

‫• أحـد ﺛ�ﺛـﺔ مراﺟع� أ�ـادﻳمﻴ� ﻷك� كﺘـﺐ علم اﻷدو�ـﺔ اﻧتﺸــــارا � العـالم‪ ،‬وهو‬
‫كﺘاب ‪:‬‬

‫‪Lippincott Illustrated Reviews: Pharmacology‬‬

‫� الطﺒعﺔ الﺜامﻨﺔ مﻦ الكﺘاب والصادرة عام ‪.2019‬‬

‫• ﻳعمل حالﻴا � �لﻴﺔ الصﻴدلﺔ �امعﺔ ﺟرش � اﻷردن‪.‬‬

‫‪280‬‬
‫• ﺗلﻘى العلوم الﺸـــرعﻴـﺔ �هـد ذا� عﻦ عـدد مﻦ العلمـاء‪ ،‬و�رج مﻦ دورة صـــﻨـاعـﺔ‬
‫ُ‬
‫الـمحاور‪.‬‬

‫• كﺘﺒ�ه‪:‬‬

‫حسﻦ الﻈﻦ ﺑا﮻‪.‬‬


‫َ‬
‫مﺘعﺔ الﺘدﺑر‪ .‬وﻗد ساعدﻩ � إصدارﻩ ﻓر�ﻖ عمل مﻦ اﻹﺧوة واﻷﺧوات‪.‬‬
‫هﺬا الﻨﻔاق ﻓاحﺬورﻩ‪.‬‬
‫ﻧدى ﺗﺸﺘكﻲ لعاﺋﺸﺔ‪.‬‬

‫• له س�سل مرﺋﻴ�ﺔ مﺜل‪:‬‬

‫)رحلـﺔ الﻴﻘ�( لﺒﻨـ�اء اﻹﻳمـان على أســـس مﻨهﺠﻴـﺔ وﺑﻴـ�ان رواﺋع ا�لﻖ والرد‬
‫على الﺸﺒهات‪.‬‬
‫سلسلﺔ )ا�رأة( ال� ﺗعالﺞ ﻗﻀاﻳا ا�رأة‪.‬‬
‫ً‬
‫وســـ�ســـل � الﺘـﺄم�ت الﻘرآﻧﻴـ�ﺔ مﺜـل )ﺗبﻴـ�اﻧـا ل�ـل �ء(‪ ،‬وهﻲ مســـاﺑﻘـﺔ‬
‫عا�ﻴﺔ أﻗﻴمﺖ لﺜ�ﺛﺔ مواسم � رمﻀان‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫اﻟﻔﻬﺮس‬

‫ة ة‬
‫دمة ‪0 ....................................................................................................................‬‬ ‫المق‬

‫ت‬ ‫ة ة‬
‫اب ‪5 .........................................................................................................‬‬
‫طر ييقة الكب ب‬
‫ت‬ ‫ق فت ف‬
‫اب ‪7 ..............................................................................................‬‬
‫طرق ا��تتفاع ببالكب ب‬
‫أ أ ة‬
‫سئل� ‪10 ..................................................................................................................‬‬ ‫ا��‬
‫الججزز ء أ‬
‫ا��ول ‪10 ........................................................................................................‬‬
‫ث ثن‬ ‫جزز‬
‫ي ‪14 .....................................................................................................‬‬
‫الج ء الثا ي‬
‫الججزز ء ث‬
‫الث ث‬
‫الث ‪18 ......................................................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء الرا ببع ‪21 ........................................................................................................‬‬
‫جزز خخ‬
‫الج ء ال امس ‪26 ...................................................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء السادس ‪31 ...................................................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء السا ببع‪34 ......................................................................................................‬‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء ال ثثامن ‪38 ......................................................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء ال تتاسع‪41 ......................................................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء العاشش ر ‪44 ......................................................................................................‬‬
‫جزز‬
‫حادي عشش ر ‪49 .............................................................................................‬‬
‫ي‬ ‫الج ء ال‬

‫‪282‬‬
‫ث ثن‬ ‫جزز‬
‫ي عشش ر ‪54 ..............................................................................................‬‬
‫الج ء الثا ي‬
‫الججزز ء ال ثث ث‬
‫الث عشش ر ‪57 ...............................................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء الرا ببع عشش ر ‪59 ................................................................................................‬‬
‫جزز خخ‬
‫الج ء ال امس عشش ر ‪62 ............................................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء السادس عشش ر ‪65 ............................................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء السا ببع عشش ر ‪67 ..............................................................................................‬‬
‫ث ن‬ ‫جزز‬
‫الثامن عشش ر ‪71 ...............................................................................................‬‬ ‫الج ء‬
‫الججزز ء ت‬
‫التاسع عشش ر ‪73 ..............................................................................................‬‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء العشش رون ‪76 ...................................................................................................‬‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الحادي والعشش رون ‪77 .....................................................................................‬‬
‫ي‬ ‫الج ء‬
‫ن‬ ‫ث ثن‬ ‫جزز‬
‫ي والعشش رون‪79 .......................................................................................‬‬
‫الج ء الثا ي‬
‫ن‬ ‫الججزز ء ث‬
‫الث والعشش رون ‪81 .......................................................................................‬‬
‫الث ث‬

‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء الرا ببع والعشش رون ‪84 .........................................................................................‬‬
‫ن‬ ‫جزز خخ‬
‫الج ء ال امس والعشش رون ‪86 .....................................................................................‬‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء السادس والعشش رون‪89 .....................................................................................‬‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء السا ببع والعشش رون ‪93 .......................................................................................‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء ال ثثامن والعشش رون ‪95 ........................................................................................‬‬
‫ن‬ ‫الججزز ء ت‬
‫التاسع والعشش رون ‪97 .......................................................................................‬‬
‫ث ث ن‬ ‫جزز‬
‫��ثون ‪98 .....................................................................................................‬‬‫الج ء الث‬
‫ف‬ ‫أ أ ة ف‬
‫ائئفقئن ‪101 .................................................................................................‬‬
‫أسئل� الف ي‬
‫‪283‬‬
‫ا��إجإب ت‬
‫إب ‪109 .............................................................................................................‬‬ ‫ب ب‬
‫الججزز ء أ‬
‫ا��ول ‪109 ......................................................................................................‬‬
‫ث ثن‬ ‫جزز‬
‫ي ‪116 ...................................................................................................‬‬
‫الج ء الثا ي‬
‫الججزز ء ث‬
‫الث ث‬
‫الث ‪126 ....................................................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء الرا ببع ‪133 ......................................................................................................‬‬
‫جزز خخ‬
‫الج ء ال امس ‪141 .................................................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء السادس ‪151 .................................................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء السا ببع‪157 ....................................................................................................‬‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء ال ثثامن ‪167 ....................................................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء ال تتاسع‪173 ....................................................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء العاشش ر ‪179 ....................................................................................................‬‬
‫جزز‬
‫حادي عشش ر ‪187 ...........................................................................................‬‬
‫ي‬ ‫الج ء ال‬
‫ث ثن‬ ‫جزز‬
‫ي عشش ر ‪195 ............................................................................................‬‬
‫الج ء الثا ي‬
‫الججزز ء ال ثث ث‬
‫الث عشش ر ‪200 .............................................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء الرا ببع عشش ر ‪204 ..............................................................................................‬‬
‫جزز خخ‬
‫الج ء ال امس عشش ر ‪207 ..........................................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء السادس عشش ر ‪216 ..........................................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء السا ببع عشش ر ‪219 ............................................................................................‬‬
‫ث ن‬ ‫جزز‬
‫الثامن عشش ر ‪224 .............................................................................................‬‬ ‫الج ء‬
‫الججزز ء ت‬
‫التاسع عشش ر ‪228 ............................................................................................‬‬
‫‪284‬‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء العشش رون ‪232 .................................................................................................‬‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الحادي والعشش رون ‪234 ...................................................................................‬‬
‫ي‬ ‫الج ء‬
‫ن‬ ‫ث ثن‬ ‫جزز‬
‫ي والعشش رون‪237 .....................................................................................‬‬
‫الج ء الثا ي‬
‫ن‬ ‫الججزز ء ث‬
‫الث والعشش رون ‪240 .....................................................................................‬‬
‫الث ث‬

‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء الرا ببع والعشش رون ‪243 .......................................................................................‬‬
‫ن‬ ‫جزز خخ‬
‫الج ء ال امس والعشش رون ‪246 ...................................................................................‬‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء السادس والعشش رون‪250 ...................................................................................‬‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء السا ببع والعشش رون ‪256 .....................................................................................‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء ال ثثامن والعشش رون ‪259 ......................................................................................‬‬
‫ن‬ ‫الججزز ء ت‬
‫التاسع والعشش رون ‪262 .....................................................................................‬‬
‫ث ث ن‬ ‫جزز‬
‫��ثون ‪264 ...................................................................................................‬‬‫الج ء الث‬
‫ف‬ ‫ت أ أ ة ف‬
‫ائئفقئن‪268 ......................................................................................‬‬
‫إإ بج بإبإب أسئل� الف ي‬

‫‪285‬‬

You might also like