Professional Documents
Culture Documents
متعة التدبر
متعة التدبر
مﻦ أعﻈم ا�ﺘع � حﻴا� هﻲ ﺗلك ال� أﺟدها � ﺗدﺑر آﻳات ﷲ ﺗعا� ،والﻐوص � �ارها
واســـﺘـﺨـراج كـﻨـوزهــا ،ﺛـم رﺑـطـهــا ﺑــا لـواﻗـع ،ﻷﺟــد لـ�ــل ســـﺆال ﺟـواﺑــا ولـ�ــل مﺸـــ�ـلــﺔ
ً ً
ح�...أﺟوﺑـﺔ وحلو� رﺑـاﻧﻴـ�ﺔ معصـــومـﺔ مﻦ ا�طـﺄ ،حﻘـاﺋﻖ مطلﻘـﺔ � ﻳـﺄﺗﻴهـا الﺒـاطـل مﻦ
ﺑ� ﻳدﻳها و� مﻦ ﺧلﻔها...
ُ ﱢ
ﻓﺄرى اﻵﻳات ﺗنﺸـل� مﻦ ح�ة اﻷﻓ�ار ا�ﺘﻀـارﺑﺔ ،وﺗثﺒﺘ� � ا�واﻗﻒ الصـعﺒﺔ ،وﺗ َسـكﻦ
ﻗل� ح� �دق ﺑه ا�ﺨاوف،
�ﺄﻧها ٌ
حﺒل ُمد مﻦ السماء ٌ
وﻧور أﺿاء ﻇلمات ا�ﻴاة...
َُﱢ
كم أســـﺘمﺘع ح� أﻧﻘـل الﻨﻈر ﺑ� آﻳـات ﷲ ا�ســـطورة � الﻘرآن ،وآﻳـاﺗـه ا�ﻨﻈورة �
الكون وا�ﺨلوﻗات...كم ﻳر�ﻒ ﻗل� ح� أدرس ﻇاهرة دﻗﻴﻘﺔ � ﺟسـم اﻹﻧسـان أو �
َ َ َ َ َ ً َّ
إﺑداع ﺧلﻖ ال�اﺋﻨ�ات ﺛم ﻳمﻸ كﻴا� �له ﻗول ر� عﺰ وﺟل﴿ :إِن ِ� �ٰلِــك �يَــة ۖ َو َمــا �ن
الرح ُ ك ل َ ُه َو الْ َعز ُ
�ز َّ َّ َ َّ َ � ُهم ُّم ْؤ ِمن َ َ ْ
�َُ
ِيم﴾... ِ � ر �ن ِ� أ
1
كم رأﻳـــﺖ ﺑﻨﻔ� مصداق دعاء الﻨ� صلى ﷲ علﻴه وسلم ح� ﱠ
وﺟه صاحﺐ الهم أن
ﻳدعو ﷲ) :أن �عل الﻘرآن رﺑﻴع ﻗل� وﻧور صــدري وﺟ�ء حﺰ� وذهاب ه�(...رأﻳﺖ
َ َ َ َ َٰ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ً
وحا ّم ِْن أ ْم ِرنا﴾...
ك ُر ً كﻴﻒ ﻳعطﻴك الﻘرآن روحا ﺟدﻳدة ﴿و��ل ِك أوحينا إِ�
ْ ُ
ﻧعم ،أ ِحـ ﱡﺐ كﺘـاب ﷲ ،وأراﻩ ا�ﻨـﺔ العﻈ� ال� لو لم ُﻳﻨ ِعم ﷲ علﻴﻨـ�ا إ� ﺑهـا لكﻔى ح�
�عل حﻴاﺗﻨ�ا �لها له ،ولﻦ ﻧوﻓﻴه حﻘه...
اﻵﻳـﺔ ال� �مـل مع� معﻴﻨـ ً�ا ،أو إﺟـاﺑـﺔ عﻦ ســـﺆال ﻳمس حﻴـاﺗـه ،أو آﻳـﺔ َﻳ ُرد ﺑهـا على
ً ً
صـــاحﺐ ﺷـــﺒهﺔ أو �ســـم ﺑها ﺧ�ﻓا ﺑ� مﺨﺘلﻔ� � مســـﺄلﺔ ،مراعﻴا � ذلك أن ﻳكون
لهﺬﻩ اﻷســـﺌلﺔ ﺗطﺒﻴﻘات عملﻴﺔ �عل ا�ســـلم ﻳســـ� � حﻴاﺗه ﺑﻨور الﻘرآن كما ﻗال ﷲ
ْ َ
ﺗعا�َ ﴿ :و َج َعل َنا ُ� نُ ً
ورا َ� ْم ِ� بِهِ ِ� ا�َّ ِ
اس﴾.
2
ُ
وأﻗمﺖ ا�سـاﺑﻘﺔ � رمﻀـان مﻦ العام 1439مﻦ هﺠرة ﻧبﻴﻨ�ا صـلى ﷲ علﻴه وسـلم .كﻨا
ﻧطرح ﻓﻴها أسـﺌلﺔ � ﺑﺚ مﺒاﺷـر على صـﻔح� الرسـمﻴﺔ و�ﺸـارك اﻹﺧوة واﻷﺧوات مﻦ
أ�اء العالم � اﻹﺟاﺑﺔ.
ٌ ً
علما ﺑﺄ� أ�رى � اﻷسـﺌلﺔ أن ﻳكون � سـلﻒ ﻓﻴها مﻦ أﻗوال ا�ﻔسـر�ﻦ أو العلماء ،وإذا
ً
لم أﺟد ا�ع� الدﻗﻴﻖ ا�راد ﻓﺈ� أســـﺄل أهل العلم لﺌ� ﻳكون ا�ســـﺘنﺒ�اط والﻔهم ﺧارﺟا
ً ً
مع� مع� ﻓﺒحﺜـﺖ � أمهـات عﻦ ﻗواعـد الﺘﻔســـ� ا�عﺘ�ة .وكﺜ�ا مـا اﻧﻘـدح � ذه�
الﺘﻔـاســـ� ا�عروﻓـﺔ ﻓلم أﺟـدﻩ ح� وﻗعـﺖ علﻴـه � ٍ
��م �ﺑﻦ ﺗﻴمﻴـﺔ أو اﺑﻦ الﻘﻴم أو اﺑﻦ
ً ً
عـاﺷـــور أو ﻏ�هم مﻦ العلمـاء ،ﻓﻔرحـﺖ ﺑـه ﻓرحـا عﻈﻴمـا أن ﷲ ﺗعـا� وﻓﻘ� لهـﺬا الﻔهم
ً
ولم ﻳكﻦ ُمﺘ�لﻔا و� ﺧارﺟا عﻦ ﻗواعد اللﻐﺔ و� محكمات اﻹس�م.
ً
و�اﻧﺖ ﺗعلﻴﻘات اﻹﺧوة ا�ﺸـــارك� � ا�ســـاﺑﻘﺔ إ�اﺑﻴ�ﺔ ﺟدا ،ع�وا ﻓﻴها عﻦ أﻧهم ﺑعـد
ُ
ا�ﺷــ�اك � ا�ســاﺑﻘﺔ أصــﺒحوا �ﺄﻧهم ﻷول مرة ﻳﻘرؤون الﻘرآن ،وعﻈم حﺒه � ﻗلوﺑهم
ورﺑطه ﺑواﻗعهم.
ﺛم أﻗمﻨا موســم� آﺧر�ﻦ مﻦ ا�ســاﺑﻘﺔ � رمﻀــان عا� 1440و 1441هــــــ ،وأعاﻧﻨ�ا
ﺑعﺾ اﻹﺧوة الﻔاﺋﺰ�ﻦ وا�ﺸارك� � كﺘاﺑﺔ اﻷسﺌلﺔ.
ولـﺬا ،ﻓمـا ســـ�وﻧـه مﻦ أســـﺌلـﺔ وإﺟـاﺑـات � الكﺘـاب ليســـﺖ مﻦ صـــﻴـاﻏـﺔ العﺒـد الﻔﻘ�
وحدﻩ ،ﺑل ﺷاركه ﻓﻴها إﺧواﻧه وأﺧواﺗه.
وا�ﻖ أﻧ� ذهلـﺖ ﺑمســـﺘوى اﻹﺧوة واﻷﺧوات � ا�ســـاﺑﻘـات الﺜ�ث! ﻓمﻨهم مﻦ �ـان
ً
�ﻴﺐ عﻦ السـﺆال ﺑسـرعﺔ ﻓاﺋﻘﺔ ،علما ﺑﺄن عامﺔ اﻷسـﺌلﺔ ليسـﺖ مما �دﻩ ﺑسـهولﺔ و�
3
يﺶ مع ﺗدﺑر الﻘرآن َ
ﺑﺸـ�ل مﺒاﺷـر � الﺘﻔاسـ� .ﻓسـرعﺔ اﻹﺧوة � إﺟاﺑاﺗها ﺗدل على ع ٍ
ﱠ
وذ�اء ُمﺘ ِﻘ ٍد.
ٍ حاﺿر
ٍ ﺑﺬهﻦ
ٍ
4
:ﺗاﺑعوﻧا على
Dr_EyadQun
Eyadqunaibi
www.al-furqan.org
5
ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻜﺘﺎب
• ﺗﻘسﻴم اﻷسﺌلﺔ على حسﺐ ا ﻷﺟﺰاء� ،ل ﺟﺰء له أسﺌلﺘه ال� ﺗﻘيس ﻓهمه.
• معﻈم اﻷســـﺌلﺔ إن ﺷـــاء ﷲ ميســـورة والﺒعﺾ مﻨها ﻳﻘيس الﻔهم العا� لكﺘاب
ﷲ.
ً
• هﻨالك ﻗراﺑﺔ الﺜ�ﺛ� سـﺆا� للﻔاﺋﻘ� ﺑعد أسـﺌلﺔ ا�ﺰء الﺜ�ﺛ� ،وهﻲ مﻦ الﻘرآن
�له.
• ﺑعﺾ اﻹﺧوة ﻗرأ الطﺒعﺔ اﻷو� مﻦ الكﺘاب ،ﻓح� ﻧســـهل علﻴه معرﻓﺔ اﻷســـﺌلـﺔ
ا�دﻳدة � هﺬﻩ الطﺒعﺔ ﻗمﻨا ﺑوﺿـع ﺧط ﻓاصـل ﺑ� اﻷسـﺌلﺔ الﻘدﻳمﺔ وا�دﻳدة
ﺑهﺬا الﺸ�ل:
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
6
ﻃﺮق اﻻﻧﺘﻔﺎع ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب
• ﻳصلح الكﺘاب ل�ل ﻓرد مﻨا .ﻓﺈذا ما ﻗرأ وردﻩ مﻦ الﻘرآن اﺧﺘ� ﻓهمه وحاول اﻹﺟاﺑﺔ
ََ ْ
ﺛم ﻳﻨﻈر � اﻹﺟـاﺑـﺔ ل�ى هـل واﻓﻘـﺖ إﺟـاﺑﺘـ�ه أم �؟ ﻓـﺈن واﻓﻘـﺖ ﻓلﻴحمـد ﷲ ،وإ�
ﻓﻘد حاول ،وسﺘﻀعه اﻹﺟاﺑﺔ ﺑﺈذن ﷲ على سلم ﺗدﺑر الﻘرآن.
ُ
• الكﺘـاب مـادة ممﺘـازة لعﻘـد ا�ﻨـاﻓســـات ﺑ� الط�ب واﻷﺑﻨـ�اء واﻷ َســـر � اللﻘـاءات
والﻨدوات وا�ﺠالس .ﻓما أﺟمل ا�ﺠالس ال� �ﺘمع ﻓﻴها على كﺘاب ﷲ وﺗدﺑرﻩ.
ً
• وهو مﻔﻴـد ﺟـدا �راكﺰ �ﻔﻴﻆ الﻘرآن ،لﻴـدمﺠوا ا�ﻔﻆ والﻔهم .ومﻦ ا�مكﻦ اﻧﺘﻘـاء
اﻷسﺌلﺔ ال� ﺗﻨ�اسﺐ الﻔﺌﺔ العمر�ﺔ.
ً
• ﻳصلح أﻳﻀا � ال�لﻴات الﺸرعﻴﺔ �ﺧﺘﺒ�ار ﻓهم الط�ب لكﺘاب ﷲ.
• مﻦ ا�مكﻦ اسـﺘﻐ�له � رمﻀـان �مع الﻨاس على مﺄدﺑﺔ الﻘرآن عﻘﺐ الصـلوات
مﺜ� أو ﺑ� ركعات ال�او�ح.
• ﻳعطﻴك ﻓهما ﺟﻴدا لﺘكون على أرﺿــﻴﺔ صــلﺒﺔ ﻗﺒل �ل موســم ﺟدﻳد مﻦ مواســم
مساﺑﻘﺔ ﺗبﻴ�اﻧا ل�ل �ء الرمﻀاﻧﻴ�ﺔ.
• الكﺘاب ﺗطﺒﻴﻖ لما ﻧدﺑﻨ�ا ﷲ إلﻴه � أك� مﻦ آﻳﺔ مﻦ مﺜل ﻗوله ﺗعا�:
ً َ َّ َ َ َ َ َ َ ُ ََ
﴿أف� َ� َتــ َدبَّرون القــرآن َولو �ن مِن عِنــ ِد غيــ ِر ا�ِ ل َو َجدوا فيــهِ اختِ�فــا كثيــ ًرا﴾
]النساء[82:
7
ُ َ ُ َ َ َ
َ َ َ َّ ُ َ ََ
لوب أقفالها﴾ ]محمد[24:
﴿أف� �تدبرون القرآن أم � ق ٍ
َ
آباء ُه ُم ا� َّو َ َ َ َ َ
﴿أفلم يَ َّدبَّ ُروا القول أم َ ُ َََ
ل�﴾ ]ا�ﺆمﻨون[68: أت َ جاءهم ما لم يَ ِ
َ َ َّ ُ ُ ٌ َ ُ َ ُ َ ٌ َ َّ َّ َ َ
�اب﴾ ]ص[29: َ ََ َ
﴿كِتاب أنز�اه إِ�ك مبارك ِ�دبروا آياتِهِ و ِ�تذكر أولو ا� ِ
• ﻳصــلح ُ
لﺘدار ِس كﺘاب ﷲ � ﺑيﺖ مﻦ ﺑﻴوت ﷲ ،وﻓرصــﺔ ﺟﻴدة لصــﻨاعﺔ أســﺌلﺔ
ﺗـدﺑر�ـﺔ على ﻧهﺠـه .وﺑـالﺘـا� �صــــل على آﺛـار الﺘـدارس ا�ﺒـاركـﺔ � زمﻦ عﺰ ﻓﻴـه
ََ َْ َ
اﺟﺘ َم َع ﻗ ْو ٌم ِ� َﺑ ْيـ ٍﺖ ِم ْﻦ الﺘـدارس .ﻗـال رســـول ﷲ صـــلى ﷲ علﻴـه وســـلم) :ومـا
َ وﻧـ ُه َﺑ ْي َﻨ ُه ْم؛ إ ﱠ� َﻧ َﺰ َلـ ْﺖ َع َل ْﻴه ُم ﱠ
الســـ ِكﻴﻨـ ُ�ﺔ،
ﱠ َُْ َ َ َ ﱠ َ َََ َ ُ َ
ﷲ ،و�ﺘـ�دارســـ ُُ
ِ � ﷲ ﻳﺘلون ِكﺘـاب ِ
وت ِ
ﺑﻴ ِ
َْ َ َ َُْ ُ ﱠ ْ َ ُ َ َ ﱠُْ ُ ََْ َ ُ ََ ََ ُ ُ ﱠ
ﻴم ْﻦ ِعﻨد ُﻩ( ]رواﻩ مسلم[. ﷲﻓ َ
وﻏ ِﺸﻴﺘهم الرحمﺔ ،وحﻔﺘهم الم� ِﺋكﺔ وذكرهم ُ ِ
oإذا �ان ا�تساﺑﻘون مﺘمﻴﺰ�ﻦ � ﺗدﺑرهم وﻓهمهم للﻘرآن ،ﻓﻨﻨصح الﺬي �ري
ا�ســـاﺑﻘـﺔ ﺑـﺄن ﻳســـﺄلهم اﻷســـﺌلـﺔ دون أن ��هم مﻦ أي ﺟﺰء اﻹﺟـاﺑـﺔ ،ﻳع�
ً
ﻳﻘول لهم :أﻳﻦ � الﻘرآن �له ا�ع� الﻔ��؟ ﻓﻴنﺘﻘﻲ ســﺆا� مﻦ ا�ﺰء اﻷول
ً
ﺛم العـاﺷـــر ﺛم الﺜـامﻦ مﺜ� وهكـﺬا ،ﻷن ا�ﺘمﻴﺰ�ﻦ ســـيســـهـل علﻴهم معرﻓـﺔ
ا�واب إذا ﺗم �ـدﻳـد ا�ﺰء .مع مراعـاة أﻧـه عﻨـد عـدم �ـدﻳـد ا�ﺰء ﻓـﺈن
الســـﺆال الواحـد ﻗـد ﻳكون لـه أك� مﻦ إﺟـاﺑـﺔ صـــحﻴحـﺔ ،ﻳع� أك� مﻦ آﻳـﺔ
�ﻴﺐ عﻨه .ﻓعلى مﻦ �ري ا�ساﺑﻘﺔ مراعاة ذلك حﻴﻨها.
8
ً ً
oإذا �ان ا�تسـاﺑﻘون أﻗل حﻔﻈا واسـﺘحﻀـارا ،ﻓﺈﻧهم ُﻳسـﺄلون مﻦ أسـﺌلﺔ ا�ﺰء
ا�حدد ﺑعد أن ﻳﻘرؤوﻩ ،وعلﻴهم أن ﻳﺬكروا اﻹﺟاﺑﺔ مﻦ ذاكرﺗهم أو ﻳتســـاﺑﻘوا
� اسﺘﺨراﺟه مﻦ ا�ﺰء الﺬي ﻗرؤوﻩ.
• م�حﻈات مهمﺔ:
oعﻨدما ﻧورد ﺛ�ث ﻧﻘاط أو أك� وسـط الﻨﻘو�ت عﻦ ا�ﻔسـر�ﻦ ﺑهﺬا الﺸـ�ل
ً
) (....ﻓﺈﻧﻨ�ا ﻧع� ﺑها أن هﻨاك ��ما ﻧﺘﺠاوز عﻨه اﺧﺘصارا.
9
اﻷﺳﺌﻠﺔ
اﻟﺠﺰء اﻷول
ح� ﺧلﻖ ﷲ آدم� ،ان ســـﺒحاﻧه ﻳعلم أن آدم ســـﻴهﺒط مﻦ ا�ﻨﺔ ،وما حصـــل
مع آدم وحواء مﻦ ﺗعلﻴم ﺛم مﻦ الﺘعرض لوســـوســـﺔ الﺸـــﻴطان الﺬي أﻏراهما
ﱡ
ﺑـاﻷ�ـل مﻦ الﺸـــﺠرة �ـان �لـه ﺗهﻴﺌـ ً�ﺔ �همـﺔ عﻈﻴمـﺔ ﺗﺘطلـﺐ أن ﻳكون لـدﻳهمـا
حر�ﺔ ا�ﺧﺘﻴ�ار وأن ﻳنﺘﺒها لعداوة الﺸـــﻴطان ومﻘاومﺔ ﻧوازع الﺸـــهوات .اذكر
ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳدل على ذلك.
اﻷدلﺔ على صــحﺔ دﻳﻦ ﷲ ﺗعا� واﺿــحﺔ ﺷــاﻓﻴﺔ �اﻓﻴﺔ ل�ل طالﺐ حﻖ .ﻓﺈذا
رﻓﻀــها أحد ،ﻓهﺬا د�لﺔ على ســوﺋه وعلى أن ا�روج عﻦ طر�ﻖ ا�� ﺷــﺄﻧه
ودأﺑـه ،وذلـك ﻳهﻴﺌـ�ه للكﻔر ﺑمﺜـل هـﺬﻩ اﻷدلـﺔ .و� ذلـك رد على مﻦ ﻳـدعﻲ أن
ُ ُ
"ا�لحد ا�ســـك�" ﻗد ﺗ ْع َرض علﻴه أدلﺔ اﻹســـ�م ﻓ� ﻳﻘﺒلها و�كون مع ذلك
ـﺬورا ﻷﻧه لم ﻳﻘﺘﻨع ﺑهـا! ﺑل إذا رﻓﺾ ﱡ
أي أحد أدلﺔ اﻹســـ�م ﻓهـﺬا لعﻴـﺐ ﻓﻴـه مع ً
ﺗ�ـالﻴﻒ اﻹســـ�م ﺛﻘﻴلـﺔ على ﺿـــعﻴﻒ الﻴﻘ� ،و�لمـا زاد ﻳﻘﻴﻨـك ﺑـا﮻ وﺑـالﻴوم
اﻵﺧر سهل علﻴك الﻘﻴام ﺑها .اذكر ا�واب � آﻳﺘ� مﺘﺘ�الﻴﺘ�.
10
مﻦ عــادة الﻈــا�� وا�ﺘــﺂمر�ﻦ على ا�ســـلم� أﻧهم ﻳعملون ﺑعﺾ اﻷعمــال
َ
)أحسـ ـﻨوا � "ا���ﺔ" لﻀـــحاﻳا ﻇلمهم وﺗﺂمرهم! ﻓ� ﻳﻘال � هﺬﻩ ا�الﺔ:
هﺬا ا�اﻧﺐ وإن �اﻧوا أســاؤوا � ﻏ�ﻩ( ،ﺑل هم مﺬمومون ﺑالتســﺒﺐ � اﻷذﻳﺔ
ُ
لـلـﻨــاس و� �ـ َم ـدون عـلـى �ـﻔـﻴـﻒ آﺛــار أذﻳـﺘـهـم ﺑـعــد ذلــك .ا �ـواب � آﻳـﺘـ�
مﺘﺘ�الﻴﺘ�.
ﷲ عﺰ وﺟل ُﻳ ّ
عﺠﺐ لعﺒادﻩ أمر الﻔاكهﺔ ال� ﺗكون ﺑﻨﻔس الﺸ�ل ولكﻦ ﺑمﺬاق
مﺨﺘلﻒ .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�.
مﻐﻔرة ﷲ لـﺬﻧـﺐ عﺒـد � ﻳلﺰم مﻨهـا محو اﻵﺛـار الـدﻧﻴو�ـﺔ �عصـــﻴﺘـ�ه .اذكر ً
ﺟﺰءا
مﻦ آﻳﺔ ﻳوﺿح هﺬا ا�ع�.
ً
مﻦ ُعلو�ـﺔ ا�طـاب الﻘرآ� أﻧـك �ـد أن ﷲ ﺗعـا� ﻳهـدد ﺗهـدﻳـدا �لع الﻘلوب
ََ
ﺛم ُﻳتﺒعـه �طـاب ﻓﻴـه إﻳﻨـ�اس وإرﺷـــاد وﻓﺘح ﺑـاب الﺘوﺑـﺔ كمـا ﻗـال ﺗعـا�﴿ :لقـد
11
َ ِث ثَ�ثَة َوما مِن إ� إ ّ� إ ٌ� واح ٌِد �ن لَم يَ َ
نتهوا � ّما
ُ
ا� ثال � َف َر َّا� َ
ين قالوا إ َّن َّ َ َ
ِ ٍ ِ ِ ٍ ِ
َ َ َ َّ
ا�ِ َو� َ َ ُ َ ٌ َ ٌ ََ َ َ َ َ َّ َّ َّ َ َ َ
ستغفِرون ُه �م أف� يَتو�ون إِ� ين �فروا مِنهم عذاب أ يَقولون �مسن ا�
اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها إﻗﺒال مﻦ ﷲ ﺗعا� على عﺒادﻩ ﺑعد �و�ﻒ وﺗﻘر�ع.
ﻗـد ﻳصـــل ا�رء مطموس الﻘلـﺐ إ� مرحلـﺔ أﻧـه � ﻳـدرك ســـوء عـاﻗﺒـﺔ أﻓعـا لـه �
اﻷرض وا�لﻖ.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ﱠ ّ
�ﺘﺞ ﺑعﺾ ا�ﺒطل� ﺑﻘولهم" :إن ﷲ كﺘـﺐ علﻴﻨـ�ا الﻀـــ�ل ،ولو ﺷــــاء ﷲ
ﱠ لهـداﻧـا" .و�ـﺄن ﷲ أﺟ�هم على الﻀـــ�ل ولم ّ
��هم .وﻗـد ﺑ� الﻘرآن الكر�م
َ ﱠ
� عـدة مواﺿـــع ﺑط�ن هـﺬا ا�دعـاء ،وأن اﻹﻧســــان ﻳكتســــﺐ ﺑعمـل ﻧﻔســــه
َّ ٌُْ َ ُ ُُ َ
ا�رمان مﻦ هداﻳﺔ ﷲ وﺗوﻓﻴﻘه ،كما ﻗال ﺗعا�َ ﴿ :وقالوا قلو�ُ َنا غلف ۚ بَل ل َع َن ُه ُم
َّ ُ ْ ُ َ ً ََ َّ ُ
ا� ب ُ ْ
ون﴾ ]الﺒﻘرة.[88:�ف ِره ِْم �قلِي� ما يؤمِن ِ
مـا �ﻦ ﻓﻴـه مﻦ ﺑ�ء ﻳنﺒﻐﻲ أن ﻳـدﻓع الﻨـاس إ� اللﺠوء لرﺑهم وطـاعﺘـه .ولكﻦ
ﺑـعـﺾ الـعـﺒــاد إذا لـم ُﻳـ َع ـا َﺟـلـوا ﺑــا لـعـﻘـوﺑــﺔ أ ِمـﻨـوا مـﻦ عــﺬاب ﷲ .اذكـر آﻳـﺘـ�
ُ
مﺘﺘـ�الﻴﺘ� َﻳﺬكر ﷲ ﻓﻴهمـا حال أﻧاس أحســـوا ﺑاﻷمان مﻦ عﺬاب ﷲ عﺰ وﺟل
ﺑعد أن صرﻓه عﻨهم.
12
مﻦ ﺗرك ما ﻳﻨﻔعه اﺑﺘلﻲ ﺑا�ﺷـﺘﻐال ﺑما ﻳﻀـرﻩ ،ﻓمﻦ ﺗرك عﺒادة الرحمﻦ ،اﺑﺘلﻲ
ﺑعﺒــادة اﻷوﺛــان ،ومﻦ ﺗرك محﺒــﺔ ﷲ وﺧوﻓــه ورﺟــاءﻩ ،اﺑﺘلﻲ ﺑمحﺒــﺔ ﻏ� ﷲ
وﺧوﻓـه ورﺟـاﺋـه ،ومﻦ ﺗرك الـﺬل لرﺑـه ،اﺑﺘلﻲ ﺑـالـﺬل للعﺒﻴـ�د ،ومﻦ ﺗرك ا�ﻖ
اﺑﺘلﻲ ﺑالﺒاطل .اذكر ما ﻳدل على ذلك مﻦ ا�ﺰء اﻷول.
عـدم ﺗﻘـدﻳر الﻨعمـﺔ ﻗـد �عـل العﺒـد ﻳطلـﺐ ا�ﻧﺘﻘـال إ� مـا دوﻧهـا ،وهـﺬا مﻦ
َ َ ُ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ
� أ ْسـفارِنا َوظل ُموا أسـﺒاب سـﺨط ﷲ .ﻗال ﷲ � ﻗوم سـﺒﺄ�﴿ :قالوا ر�نا باعِد ب
َ ُ
أنف َس ُه ْم﴾ ]سﺒﺄ .[19:اذكر آﻳﺔ مﻦ ا�ﺰء اﻷول ﻓﻴها مﺜل هﺬا ا�ع�.
13
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ
مﻦ مﻈـاهر ا�ﻴود عﻦ دﻳﻦ ﷲ � ا�صـــومـات العﺸـــاﺋر�ـﺔ :أﻧـك �ـد َمﻦ إذا
ﺷـﺨصـا َ
ً ُ
أوﺟه أو ﻗﺘل مﻨهم ﺷـﺨص حرصـوا على أن ﻳﻘﺘلوا مﻦ عﺸـ�ة الﻘاﺗل
ً
عــددا أك� مﻦ اﻷﺷـــﺨــاص .أذكر آﻳــﺔ �ــاطــﺐ ﺑهــا هﺆ�ء وﺗﺒ� لهم أن ﷲ
ﻳﻨهاهم عﻦ ذلك.
َ ُ
ﻳﺘعامون عﻦ أوامر ﷲ ﺗعا� � الﺘعامل ﻳك� � الﻨاس أﻧهم إذا �اصـموا ﻓﺈﻧهم
مع ا�صــومﺔ ،م�ر�ﻦ ﻷﻧﻔســهم ﺑﺄﻧهم ﻏاﺿــﺒون وأن الطرف اﻵﺧر ﻳســﺘحﻖ
هـﺬا الﺘعـامـل ،و�ـﺄﻧـه ليس مطلوﺑـا مﻨهم أن ﻳل�موا أمر ﷲ إذا �ـاﻧوا مﺘكـدر�ﻦ!
اذكر آﻳـﺔ مﺨﻴﻔـﺔ ﺟعـل ﷲ ﻓﻴهـا هـﺬا الســـلوك اســـﺘهـاﻧـﺔ ﺑـﺄمرﻩ وﻧهﻴـه ،لﺘنﺘﻘـل
ا�سﺄلﺔ مﻦ ﺗعامل ﺑ� ﺧصم� إ� ﺗعامل مع ﷲ سﺒحاﻧه.
ُ
والﺰواج مﻦ راعى اﻹســـ�م ا�ــاﺟــات الﻔطر�ــﺔ للمرأة كمــا راعــاهــا للرﺟــل.
مﻘـاصــــدﻩ �ﻘﻴﻖ الســـكﻦ وا�ســـﺘﻘرار الﻨﻔ�ـــ ل�لﻴهمـا ،وليس كمـا ﻳـدعﻲ
ُم َر ﱢوﺟو ال�عﺔ النســو�ﺔ ال� ﺗصــﻒ اﻹســ�م ﺑﺄﻧه دﻳﻦ ذكوري .اذكر ﺟﺰءا مﻦ
آﻳﺔ ﻳوﺿح هﺬا ا�ع�.
14
ٌ
إذا لم ﻳهﺘم ا�ســلمون ﺑﺄمر ا�هاد ﻓﺈن ذلك مدعاة لدمارهم وﺿــﻴاع ﺷــﺄﻧهم.
ّ
اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� هﺬا ا�ع�.
ﱡ
عﻨـدمـا ﻳهون حﻖ ﷲ على الﻨـاس ،ﻓﻘـد �ـدهم ﻳﺘعـاطﻔون مع مﻦ َﻳ ُصـــد عﻦ
ُ ّ
و�ﻀـلل الﻨاس � دﻳﻨهم كﺒعﺾ دعاة اﻹ�اد� ،ﺠﺔ أن هﺬا ا�لحد سـﺒﻴ�ل ﷲ
ً
"إﻧســا�" لم ﻳﺰهﻖ روحا ،ﺑل ورﺑما دعم ﺑعﺾ ﻗﻀــاﻳا ا�ســلم� .وﻗد �د مﻦ
ﻳﻘول) :هـﺬا ا�لحـد لم ﻳﻘﺘـل ﻧملـﺔ( .اذكر أرﺑع �لمـات مﻦ آﻳـﺔ ﺗﺒ� أن ﺟرمـه
أﺷد مﻦ ﺟرم إزهاق اﻷرواح.
ا�ســﺘثﻨ�اء ا�ﻨﻘطع ﻳكون ﻓﻴه ا�ســﺘﺜ� مﻦ ﻏ� ﺟنس ا�ســﺘﺜ� مﻨه ،أو ﻳكون
ﺑمع� )ولكﻦ( .اذكر آﻳﺔ ﻳﺆدي عدم إدراك أن ا�ســﺘثﻨ�اء ﻓﻴها مﻨﻘطع إ� ﺧلل
� ﻓهم حدود الع�ﻗﺔ ﺑ� ا�نس�.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
15
�مـل هـﺬا ا�ع� )م�حﻈـﺔ :ا�ســـﺘثﻨـ�اء ا�ﻨﻘطع هو ح� ﻳكون مـا ﺑعـد حرف
"إ�" )ا�سﺘﺜ�( مﻦ ﻏ� ﺟنس ما ﻗﺒله )ا�سﺘﺜ� مﻨه((.
اذكر �لمﺔ مﻦ هﺬا ا�ﺰء ﺗﺒ� أن أﺛر الدﻳﻦ ﻳﻈهر على صاحﺒه.
على ا�ســـلم أن ﻳﺆدي اﻷﺷـــﻴـاء مﻦ أﻳســـر وﺟـه و� ﻳ�لﻒ ﻧﻔســـه مﺸـــﻘـﺔ لم
ﻳﺸرعها ﷲ له .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك.
مﻦ أسـالﻴﺐ أهل الﺒاطل ..ﺗصـﻴد ﺑعﺾ أﺧطاء ا�ﺆمﻨ� وﺗﻀـﺨﻴمها وﺗسـلﻴط
ً
أﺿــواء اﻹع�م علﻴها ،و� هﺬﻩ ا�الﺔ �ﺐ على أصــحاب ا�ﻖ أو� ا�ع�اف
ﺑـا�طـﺄ وعـدم ﺗﺒر�رﻩ ومﻦ ﺛم رد الﻀـــرﺑـﺔ ﻷهـل الﺒـاطـل ،ومﻘـارﻧـﺔ ﺟراﺋمهم
الﻨكراء ﺑهـﺬا ا�طـﺄ لﻴتﺒ� حﺠم إﺟرامهم وعـدم إﻧصــــاﻓهم � ﺗصـــﻴـد أﺧطـاء
ٌ
ا�ﺆمﻨ� .اذكر آﻳﺔ ورد ﻓﻴها ﺗوﺟﻴه ﺑهﺬا الﺘصرف.
َ َْ ٌ َّ َ ُ َْ َ َ َ َ َ َ َّ َ
ول إِ� قالوا َسـاح ٌِر أ ْو � ُنون ّ َّ ُ
ﻗال ﺗعا�﴿ :ك�ٰل ِك ما �� ا�ِين مِن �بل ِ ِهم مِن رسـ ٍ
ون﴾ ]الﺬار�ات [53-52:ﻓﺄهل الﺒاطل لما طﻐوا
َْ ُ ْ ٌَْ َ ُ َ َ�تَ َو َ
اص ْوا ب ِـــهِ ۚ بل هم قوم طاغ
16
ً ُ
واﺗﺒعوا الﺒـاطـل ﻓـﺈﻧهم ﻳﻘولون ﻧﻔس اﻷﻗوال و�ـﺄﻧهم أو� ﺑعﻀـــهم ﺑعﻀــــا
ﺑﺬلك .اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳﻔﻴد ﻧﻔس ا�ع�.
اذكر ﺛ�ث �لمـات مﻦ آﻳـﺔ �ـاطـﺐ ﺑهـا مﻦ ﺗراﻩ ﻳك� مﻦ ا�ركـﺔ � صـــ�ﺗـه
ُ
لﺘﻔهمه أﻧه ﺑﺬلك �الﻒ أمر ﷲ.
اذكر � 4لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗﺒ� أﻧه � ﻳســـﺘحﻴل عﻘ� أن ﻳ�لﻒ ﷲ الﻨاس ﺑاﻷمور
ً
الﺸاﻗﺔ لكﻨه ﺗرك ذلك رحمﺔ مﻨه سﺒحاﻧه.
17
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ
هﻨـاك ﺟملـﺔ مع�ﺿــــﺔ � آﻳـﺔ ،اع�اﺿـــهـا ﻳـدل على أن ﷲ ُﻳ َع ﱢﺠـ ُﺐ ﻓﻴهـا مﻦ
ً
الﻀــ�ل الﺬي َﻳ ِص ـ ُل إلﻴه مﻦ ُحرم مﻦ هداﻳﺔ ﷲ وﺗوﻓﻴﻘه� ،ﻴﺚ ﻳﻘول أﻗوا�
� ﻳﻘولهـا عـاﻗـل ،ﺗـدل على اســـﺘهـاﻧـﺔ ﺑصـــﻔـات ﷲ .اذكر هـﺬﻩ اﻵﻳـﺔ وا�ملـﺔ
ا�ع�ﺿﺔ ﻓﻴها.
َُْ ً ُ َ
اﻷصـل � العلم أن � ِدث ﺗواﺿـعا للحﻖ وأ لﻔﺔ ﺑ� الﻨاس ،لكﻦ مﻦ الﻨاس مﻦ
ا�ﺬوﻩ ســﺒﺒ�ا ل�ﺧﺘ�ف ومادة للﺘحاســد والﺘﻈالم ،ﻓعملوا ﺑعكس مﻘصــدﻩ.
اذكر آﻳﺔ ﺑهﺬا ا�ع�.
ً ً
إذا ﺿـــ� ا�ســـلم � ســـﺒﻴـ�ل دﻳﻨـ�ه وﺑـﺬل لـه الﻐـا� والﻨﻔيس موﻗﻨـا ومصـــدﻗـا
ﺑـا�ﺰاء ﻓـﺈن ذلـك ﻳﺰ�ـدﻩ ﺗمســـ�ـا ﺑـدﻳﻨـ�ه وﺛﺒـ�اﺗـا علﻴـه .اذكر ﺛ�ث �لمـات مﻦ آﻳـﺔ
ﺗدل على ذلك.
َُﱢ
عـادة مـا �ـﺬ ُل الﺸـــﻴطـان عﻦ طـاعـﺔ ﷲ ﺑـالﺘﺨو�ﻒ مﻦ عواﻗـﺐ هـﺬﻩ الطـاعـﺔ.
اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك.
ّ
إحـدى اﻷﺧوات الﻔـاﺿـــ�ت َحﺜـﺖ معـارﻓهـا على الﺘ�ع ﺑمـا لـدﻳهم مﻦ م�ﺑس
زاﺋدة لﺘعطﻴها للﻔﻘراء .ﻓﺠاءﺗها ﺗ�عات مﻦ أﻧاس أﻏﻨﻴ�اء ﺑم�ﺑس متسـﺨﺔ ما
ُ َ
�اﻧوا لﻴحﺒوا مﺜلها لهم .اذكر آﻳﺔ ْ� ُس ـ ُﻦ أن �اطﺐ ﺑها اﻷﺧﺖ هﺆ�ء لﺘنﺒﻴههم
على ﺧطﺌهم.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
واد ،ﻓﺠاء مﻦ ﻳﻨﻘﺬك وأﻧﺖ �اف أن ﺗكون عﻘدﺗه ﺗصور ﻧﻔسك ﺗ�اد ﺗهوي � ٍ
ُ َ ُﱢ ً
مر�ﻴـﺔ الﺸـــد ،ولكﻨـك وﺟـدت ا�ﺒـل مﻨعﻘـدا ﺑـﺈح�ـام .اذكر آﻳـﺔ ﺗـﺬكرك ﺑهـﺬﻩ
الصورة وﺗطم� ا�ﺆمﻦ.
19
الصـــا�ون ﻳﻔرحون عﻨد رؤ�ﺔ إﻧعام ﷲ على ﻏ�هم مﻦ الصـــا�� ﺑما ﻗد �
ﻳمﻦ علﻴهم كمـا ﱠ
مﻦ و�طمعهم ذلـك � عطـاء ﷲ أن ﱠﺗﺘوﻓر أســـﺒـاﺑـه لهم همُ ،
ِ
على ﻏ�هم .اذكر آﻳﺔ ﺗﺸ� إ� هﺬا ا�ع�.
ً
اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳـﺔ ﻓﻴـه عمـل مﻦ اﻷعمـال ال� ﻳﻈلـك ﷲ ﺑهـا � ﻇلـه ﻳوم � ﻇـل
إ� ﻇله.
ﷲ سﺒحاﻧه � ُﻳ َ
نس ُﺐ إلﻴه الﺸر ﻗو� و� ﻓع� ﻓهو ﻳﻔعل ا�� و� ﻳﻔعل الﺸر.
ﱡ
والﺸـر إﻧما هو ﺷـر � مﻔعو�ﺗه ﻓهو ﱞ
ﺷـر مﻦ وﺟه وﺧ� مﻦ وﺟه آﺧر، ﻓﺈذا ُوﺟد ﱞ
20
اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ
ُ ّ ُ ّ
اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� أن الﺘـ ـعرض لﻀﻴﻖ ﻧﻔ� ﻗد ﻳكـ ـون رحمﺔ مﻦ حﻴﺚ أﻧه �ﻔﻒ
مﻦ اﻹحساس ﺑﻀــ ـﻴﻖ ﻧﻔ� آﺧر ،ﻓﻘد ﻳﺘعرض اﻹﻧسان �ﺸ�لﺔ ﺗسﺒﺐ لدﻳه
ـلﺒﻴ�ا ًّ
ﻗو�ا )ﺧوف ،حﺰن ،ﻧدم( ،ﺛم ﺑعد ذلك ﻳﺘعرض لما ﻳسـﺒﺐ لدﻳه ـعورا س ً
ﺷ ً
ـلﺒﻴ�ا أﻗوى مﻦ اﻷول إ� درﺟﺔ أﻧه ﻳنســﻴه الﺸــعور اﻷول .عﻨد زوال ـعورا سـ ً
ﺷـ ً
ّ
ﺸـــع ُر ﺑـارﺗﻴـ�اح ﻷن اﻷول �ـان ﻗـد ﺗﻀـــاءل ﺑســـﺒـﺐ ُ
هـﺬا ا�ســـﺒـﺐ الﺜـا� ،ﻓـﺈﻧـه ﻳ ِ
الﺜا� .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على مﺜل هﺬا.
ً َ ْ ُ ّ
ﺑﺘ�لﻴﻒ وﺗﻀ َم ُﻦ لهم ﺿماﻧا ُﻳر�ح ﻗلوﺑهم مﻦ ا�وف
ٍ اذكر آﻳﺔ ﺗ�لﻒ ا�ﺆمﻨ�
مﻦ مﺆامرات أعداﺋهم وﻗوﺗهم.
ْ ُ َ َّ
ات ا�ِ َو�َق ُتلون
ُْ َ
ِين يَ�ف ُرون بِآيَ ِ ﻗرأﻧا � ا�ﺰء الﺜالﺚ ﻗول ﷲ ﺗعا�﴿ :إ َّن َّا� َ
ِ
ََ ّ ُْ َ َ َ ْ
اب أ ِ� ٍ�﴾
ْ َ ون َّا� َ
ِين يَأ ُم ُرون بِالق ِْس ِط م َِن ا�َّ ِ
َّ ّ َ َ ْ َ ّ َ َ ْ ُ ُ َ
اس فب ِ�هم بِعذ ٍ � ح ٍق و�قتل ا�بِيِ� بِغ ِ
]آل عمران .[21:وﻗـد ﻳســــﺄل ســــاﺋـل :هـل ﻳمكﻦ أن ﻳكون ﻗﺘـل اﻷﻧبﻴـ�اء �ﻖ
َْ ً
� َح ٍّق﴾ هﻲ لﺰ�ـادة ﺑﻴـ�ان ﺷـــﻨـاعـﺔ ﻓعلهم،
أصـــ�؟ وا�واب أن هـﺬﻩ العﺒـارة ﴿بِغ ِ
َ ً
ﻓليســــﺖ ﻗ ْﻴـدا إذا ﺗوﻓر َح ُر َم ﻗﺘـل اﻷﻧبﻴـ�اء وإذا لم ﻳﺘوﻓر ﺟـاز ﻗﺘلهم! اذكر آﻳـﺔ
ﻓﻴها عﺒارة ﻗد ُﻳﻈﻦ أﻧها للﺘﻘﻴﻴ�د ﺑيﻨما هﻲ للتﺸﻨﻴع.
21
ﻳتســــاءل الﺒعﺾ :مـا الـدلﻴـل على أن الﻘرآن ��م ﷲ؟ و� اﻹﺟـاﺑـﺔ عﻦ هـﺬا
الســـﺆال كﺜ�ا مـا ﻧســـ�ســـل ﺑـا �ـدﻳـﺚ عﻦ اﻹعﺠـاز الﺒ�ﻏﻲ واﻷدلـﺔ العلمﻴـﺔ
ً واﻹﻧﺒـ�اء ﺑـﺄﺧﺒـار ا�ســـﺘﻘﺒـل والمـا� ،وهـﺬا �لـه صـــحﻴحْ .
لكﻦ حﻘﻴﻘـﺔ هﻨـاك
دلﻴل مهم ﺟدا ،وهو أن أســلوب الﻘرآن � ﺧطاب الﻨ� صــلى ﷲ علﻴه وســلم
هو أسـلوب ﺧطاب رب لعﺒد � ،أسـلوب إﻧسـان ﻳر�د أن ﻳصـﻨع لﻨﻔسـه مﺠدا
ً
مﺰعومـا ﺑصـــﻴـاﻏـﺔ ��م ﺛم ﻧســـﺒﺘـ�ه إ� ﷲ -ﺗعـا� ،-ﻓمﺜ� ﺗرى الﻘرآن ﻳﺘو ّعـد
ّ ً ً ْ
عﻈﻴما ﺗرى أن الﻘرآن ﻳنسﺐ الﻨ� إن ع� رﺑه ،و� ا�ﻘاﺑل إن ﻓعل الﻨ� ﻓع�
الﻔﻀــــل � ذلـك إ� ﷲ .وذلـك ��ف مـا ﺗراﻩ � كﺘـﺐ الﺒهـاﺋﻴـ�ﺔ والﻘـادﻳـاﻧﻴـ�ﺔ
ً
والﺒاﺑﻴ�ﺔ مﺜ� مﻦ ﻧسﺒﺔ أمﺠاد موهومﺔ إ� أﻧﻔسهم وﻗدسﻴﺔ مهما ﻓعلوا .اذكر
ً َ
آﻳـﺔ ﺗﺘحـدث عﻦ موﻗﻒ أ ْح َســـ َﻦ ﻓﻴـه الﻨ� الﺘصـــرف ﺟـدا ،لكﻦ اﻵﻳـﺔ مع ذلـك
ﻧسﺒﺖ الﻔﻀل إ� ﷲ أن وﻓﻖ ﻧبﻴ�ه إ� هﺬا الﺘصرف.
ﺟملﺔ مع�ﺿــﺔ ﺟاءت � م�ان ﺑدﻳع ﻳﺘﺠلى ﻓﻴها ﻷﺑعد حد ا�ع� الﺬي ذكرﻧاﻩ
ّ
مﻦ أن الﻘرآن ﺧطـاب رب لعﺒـد .ﻓـالﻨ� -صـــلى ﷲ علﻴـه وســـلم -مﺒلﻎ عﻦ
رﺑـه ،ليس لـه أن ﻳﺘوﻗع و� ح� أن ﻳﻘﺘص ﷲ لـه مﻦ ﻇـا�ﻴـه � الـدﻧﻴـ�ا .ﺑـل علﻴـه
التســـلﻴم لﺘصـــار�ﻒ الﻘدر �لها ،ﻓﺈﻧما هو عﺒد لرب �كم ما ﻳﺸـــاء و�ﻔعل ما
ً
ﻳر�د .اذكر �دﻳدا هﺬﻩ ا�ملﺔ ا�ع�ﺿﺔ ال� ﻳﺘﺠلى ﻓﻴها ا�ع� ا�ﺬكور.
ﻳدعو الﺒعﺾ إ� ﺟمع أﺑﻨ�اء ا�ﺠﺘمع الواحد على مﺒادئ أرﺿﻴﺔ ﺑدعوى أن هﺬا
ﻳوحدهم ،ولو على حساب الﺘﻔر�ط � حﻖ ﷲ ﺗعا� و�اوز ﺷراﺋعه وأح�امه.
ﺑيﻨمـا ﻳعلمﻨـا الﻘرآن أن ﺗرك مـا أﺧرج ﷲ هـﺬﻩ اﻷمـﺔ ﻷﺟلـه ،وﺗرك الﺘوا�
22
ﺑال�ام حدودﻩ ،ﻳﺆدي إ� ﺗمﺰق ا�ﺠﺘمع وﺿـــﻴاع وحدﺗه .اذكر آﻳﺘ� مﺘﺘ�الﻴﺘ�
ﻳﻔﻴد ﺗعاﻗﺒهما هﺬا ا�ع�.
َ ّ
ـمﻴات ﺗكرمهم
مﻦ حســﻦ ﺗعامل اﻹســ�م مع الرﻗﻴﻖ واﻹماء أﻧه ســماهم ﺑتسـ ٍ
وﺗﺸـــعرهم �ســـﻦ الصـــلﺔ مع مﻦ ﻳمﺘلكوﻧهم و�ﺄﻧهم مﻦ أﻓراد العاﺋلﺔ .اذكر
�لمﺘ� مﺘﻔرﻗﺘ� مﻦ آﻳﺔ ﻓﻴهما هﺬا ا�ع�.
ً
مﻦ أهم مـا ﻳﻨﺠو ﺑـه ا�ســـلم أن ﻳكون مع�ﻓـا ﺑـﺬﻧﺒـ�ه إذا أذﻧـﺐ � أن ﻳـداﻓع عﻨـه،
َ �فُوا ب ُذنُو�ه ْم َخلَ ُطوا َ� َم ً� َص ِ ً
ا�ا َوآخ َر َسيِّئًا َع َ� اع َ َ
َ َ ُ َ ْ
ﻗال ﷲ ﺗعا�﴿ :وآخ ـرون
ِ ِِ
ِيم﴾ ]الﺘوﺑـﺔ .[102:لكﻦ ﻗـد �ـدر أحـدﻧـا ور َّرح ٌا� َ� ُف ٌ ا� أَن َ� ُت َ
وب َعلَيْه ْم ۚ إ َّن َّ َ َّ ُ
ِ ِ
ُ َ
ﻧﻔســــه ﺑـﺄﻧـه مع�ف ﺑـﺬﻧﺒـ�ه ﻓ� ﻳﻘلع عﻨـه .اذكر ﺧمس �لمـات ﺗك ﱢمـل ا�ع�
وﺗمﻨع مﻦ سوء الﻔهم هﺬا.
23
ﺷرك ا�رء سﺒﺐ �وﻓه مﻦ عدوﻩ .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�.
عدم اﻹﻳمان ﺑاﻵﺧرة �عل ا ﻹﻧســـان ﻳﺘحســـر على مصـــاﺋﺐ الدﻧﻴ�ا ،وهﻲ مﻦ
عﻘوﺑات ﷲ لهﺆ�ء .اذكر سﺖ �لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�.
الﺬي � ﻳر� ﺑﻘدر ﷲ ﻓﺈﻧه ﻳدﺧل الﻐم على ﻧﻔسـه ﺑﻨﻔسـه .اذكر �لمﺘ� مﻦ
آﻳﺔ ﺗد�ن على هﺬا ا�ع�.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ّ ُ
لﻴر�ﻦ ﷲ مـا ﻳﺘهـاون الﺒعﺾ � الـﺬﻧوب ﺑيﻨمـا ﻳﻘول" :ل� ﻓﺘح ﺑـاب ا�هـاد
أصـــﻨع ،أما اﻵن ﻓليس عﻨدي ما أﻗدمه" ...اذكر آﻳﺔ مﻦ ا�ﺰء الراﺑع ﺗﺒ� ﺑها
لهﺆ�ء أن ال�ام أوامر ﷲ واﺟﺘﻨـ�اب ﻧواهﻴـه وعـدم الﺘهـاون ﻓﻴهـا ســـﻴكون ﺧ�
مع� لهم � الﺜﺒ�ات إذا ﻓﺘح لهم ﺑاب ا�هاد.
ً
المـال مهم للمســـلم� أﻓرادا وﺟمـاعـات ،وذلـك ﻷﻧـه ُﻳﻘـام ﺑـه ﻓراﺋﺾ الـدﻳﻦ
�ا�ﺞ وا�هاد وأعمال ال� ،وﺗسﺘﻐ� ﺑه اﻷمﺔ عﻦ ا�حﺘﻴ�اج ُ
الـمﺬل إ� ﻏ�ها
مﻦ اﻷمم ،ولﺬلك أمرﻧا ﷲ ﺑصـون المال عﻦ ﺗﻀـﻴﻴعه وإﻓسـادﻩ .اذكر آﻳﺔ ﺗدل
على ذلك.
24
ْ
مﻦ أﺑﻨـ�اء ا�ســـلم� مﻦ � َﻳعرف للﺘوحﻴـد ﻗـدرﻩ و� ﻳﻘـدر ﺷـــﻨـاعـﺔ الكﻔر ،ﻓ�اﻩ
ﻳﻘول � أﻧـاس كﻔـار أﻧهم رﺑمـا ﻳكوﻧون أﻓﻀــــل مﻦ ﺑعﺾ ا�ســـلم� عﻨـد ﷲ
ﺑسﺒﺐ "أعمال مالﻴﺔ ﺧ��ﺔ" ﻳعملوﻧها .اذكر آﻳﺔ ﺗرد ﺑها على هﺆ�ء.
على ا�ســلم الﺘﺄدب مع ﷲ مهما ﺑﺬل � ســﺒﻴ�ل ﷲ كما ﻗلﻨا عﻨد ﻗوله ﺗعا�:
ّ ُ َ ٰ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ َ َّ
ا�ِ﴾ ]الﺒﻘرة .[218:اذكر ﺛ�ث �لمـات ﺗﺒ� أن العﺒـد ﴿أو� ِ�ـك يرجون ر�ـت
َﱢ
ُﻳﻨﻔر ا�ﺒطلون عﻦ الﻨهﻲ عﻦ ا�ﻨكر �ﺠــﺔ أن ذلــك ﻳهــدد النســـﻴﺞ ا�ﺠﺘمعﻲ
و�وﻗع الﻔﺘﻨ�ﺔ ﺑ� طواﺋﻔه .اذكر ﺧمس �لمات مﻦ آﻳﺔ ﻓﻴها رد على هﺆ�ء.
ّ
آﻳـﺔ ﻧﺰلـﺖ � ﺟمـاعـﺔ مﻦ الصـــحـاﺑـﺔ ،رﻏم أﻧهـا ُﺑـدﺋـﺖ ﺑمـا ﻳﺸـــﺒـه الـﺬم ،إ� أﻧهم
ﻓرحوا ﺑ�ولها ل�لمﺘ� � هﺬﻩ اﻵﻳﺔ .اذكر ال�لمﺘ�.
ً
ﺗرى أﻧاســا ملﺌﺖ ﻗلوﺑهم ﺑالﻴﻘ� ،ﻓ� ﻳ�ددون � ﻧصــرة ا�ﻖ على الرﻏم مما
ﺗعرﺿوا له � أﺛﻨ�اء ذلك مﻦ ﺟهد وﺑ�ء ،وهم مع ذلك صامدون ﺷامﺨون على
الدرب ساﺋرون ح� لﻘاء ﷲ ﺗعا� .اذكر آﻳﺔ ﺗﺸ� إ� هﺬا ا�ع�.
25
اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ
ّ َ
ﺗرى مﻦ ُﻳﻔﻀـل ﺑعﺾ ا�ﺸـرك� أو ا�لحدﻳﻦ على ا�سـلم� ﺑدعوى أﻧهم أك�
ً
إﻧســاﻧﻴ�ﺔ أو أﻓﻀــل أﺧ�ﻗا .اذكر آﻳﺔ ﺗســﺘدل ﺑها على هﺆ�ء لﺘﺒ� لهم أن ﷲ
�اﻓرا على مﺆمﻦ.ﺷﻨع على مﻦ ﻳﻔﻀل ً
ُ
اذكر آﻳـﺔ ﺗﺒ� أن ﺑعﺾ الﻨـاس ﻳرﺗكﺒون ا�حرمـات أك� ممـا لو أﻧهم أمروا ﺑهـا
ً
أمرا ﺷرعﻴا!
ليس ﺑـا﮻ ﺗعـا� مﻦ حـاﺟـﺔ � عـﺬاب الﻨـاس ،إﻧمـا العـﺬاب ﺟﺰاء الســـوء .اذكر
آﻳﺔ ﺗدل على أن العﺒاد إذا �اﻧوا مﻦ ا�ﺆمﻨ� وأﻇهروا العرﻓان ﮻ ﺗعا� �مﻴله
علﻴهم ﻓﺈﻧه سﺒحاﻧه و ﺗعا� � حاﺟﺔ له ﺑعﺬاﺑهم.
26
اذكر آﻳﺔ ﻳﺘﻀـح ﻓﻴها ا�ع� الﺬي ذكرﻧاﻩ مﻦ ﻗﺒل أن الﻘرآن ﻳنسـﺐ الﻔﻀـل إ�
ﷲ ﻓﻴمـا �صــــل للﻨ� مﻦ ﺧ� ﺑيﻨمـا ﻳنســــﺐ التســـﺒـﺐ � ا�كروهـات على
الﻨﻔس إ� الﻨ� إن أصاﺑه �ء مﻨها.
مـﻦ الـﻨــاس مـﻦ ﻳـ�ر اﻹعـراض عـﻦ حـكـم ﷲ وﺗـعـطـﻴــل الـعـمــل ﺑــه مـﻦ ﺑــاب
ا�ﻔـاظ على الســـلم ا�ﺠﺘمعﻲ والﺘعـاﻳﺶ ﺑ� أهـل ا�لـل ا�ﺨﺘلﻔـﺔ .اذكر آﻳـات
�كﻲ عﻦ أمﺜالهم هﺬا العﺬر ،والرد علﻴهم.
ﻳﻔﺘح ﷲ أﺑواب الﺘوﺑـﺔ ،وا�ﻔســــدون �رﻓون الـداﺧل� عﻨهـا .اذكر آﻳـﺔ ﺗـدل
على هﺬا ا�ع�.
مﻦ أﻧواع ال�م �م العلـﺔ و�م الﺘﻘو�ـﺔ .إذا ﻗلـﺖ :إ� ﻧصـــ� لـك ،ﻓـال�م هﻨـا
ون أَ ْ
ص َو َا� ُه ْم ع َ َّ َّ َ َ ُ ُّ َ
ِند َر ُسو ِل ﺗس� �م الﺘﻘو�ﺔ .ﺑيﻨما � ﻗوله ﺗعا�﴿ :إِن ا�ِين �غض ـ
ا� قُلُو�َ ُه ْم ل َّ
ِلت ْق َو ٰ حـ َن َّ ُ ِين ْ
ام َت َ َّ ُ َ ٰ َ
ك َّا� َ
ى﴾ ]ا�ﺠرات ،[3:ﻓال�م �م العلﺔ. ا�ِ أو�� ِ
والﺘﻘــدﻳر :امﺘحﻦ ﻗلوﺑهم ﻷﺟــل الﺘﻘوى ،أي لﺘكون ﻓﻴهــا الﺘﻘوى.اذكر أرﺑع
�لمـات مﻦ آﻳـﺔ ﻳﺆدي عـدم معرﻓـﺔ أن ال�م ﻓﻴهـا �م علـﺔ إ� ســـوء ﻓهم �ـﺄن ﷲ
ً ً
ﺗعا� ﻳﻨهى ﻧبﻴ�ه أن ﻳﻘﻒ موﻗﻔا ﻗو�ا مﻦ ﻗوم سوء.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
27
� ﻳكﻔﻲ ا�ســ َ
ـلم أن ﻳمﺘﺜ�ل أمر ﷲ ورســـوله و�رﺟع إ� ﺷـــرعه ،وإﻧما � ﺑد مﻦ
ا�ﻧﻘﻴاد وأ� ﻳكون � ﻧﻔســه كراهﻴﺔ أو رﻓﺾ ﻷمر ﷲ ورســوله .اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها
هﺬا ا�ع�.
ّ ّ
ســـمو ﻳك� الﻘرآن عﻦ ﺑعﺾ اﻷمور ال� ﻗـد ُﻳســـﺘح� مﻦ ذكرهـا ،وهـﺬا مﻦ
ً
الﻘرآن .اذكر �لمﺔ وردت � ﺟﺰء الﻴوم كمﺜال على ذلك.
اﻹﻧسـان ذو الﻔطرة السـلﻴمﺔ والﻘلﺐ السـلﻴم إذا رأى َمﻦ هو ﺧ� مﻨه � الدﻳﻦ
وا�لﻖ ﻓﺈن ذلك ﻳســرﻩ و�ﺘم� لو �ان مﺜله .أما صــاحﺐ الﻨﻔس الدﻧيﺌ�ﺔ ﻓﺈﻧه
�ﺐ أن ﻳ�ل اﻵﺧرون إ� مسﺘواﻩ و�صﺒحوا مﺜله ،ﺑل و�سعى � ذلك.
ﺑعﺾ الﻨـاس ﻳعمـل أعمـا� مﻦ ا�� ،لكﻦ ليس ﺑنﻴـ�ﺔ صــــا�ـﺔ ،أو � ﻳكون
ـ� .اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها صـــﻴﻐﺔ َﺗ َع ﱡﺠﺐ مﻦ حال َمﻦ ﱠ
ً ً
ﻓوﺗوا على أﻧﻔســـهم ٍ مﺆمﻨا أصــ
ﻓرصﺔ أﺟر أعمالهم مع أﻧهم عملوها.
اﻷصـل هو إحسـان الﻈﻦ ﺑا�سـلم� ،لكﻦ عﻨدما ﻳﺘﻀـح أن ممﻦ ﻳنتسـﺒون إ�
اﻹســ�م َمﻦ ﻳﺘلبســون ﺑصــﻔات الﻨﻔاق ،ﻓ� ﻳنﺒﻐﻲ إحســان الﻈﻦ ﺑهم .ﺑل ﻗد
عـاﺗـﺐ ﷲ ﺗﺒـ�ارك وﺗعـا� مﻦ �ن � ﺷـــﺄﻧهم .اذكر اﻵﻳـﺔ ال� وﻗعـﺖ ﻓﻴهـا هـﺬﻩ
ا�عاﺗﺒ�ﺔ.
28
أمر اســـﺘـدل ﺑـه ا�ﻔســـرون على أن اﻹﻳمـان درﺟـات وأﻧـه ﻳﺰ�ـد و�ﻨﻘص. ُ
ﻓعـل ٍ
اذكر هﺬا الﻔعل.
ﱢ
آﻳﺔ مﻦ هﺬا ا�ﺰء ﺗﺬكر ﺑها صـــاحﺒات ال�عﺔ الن ْسـ ـو�ﺔ ،ﺑﺄن ﺗعرف �ل واحدة
دورها وحﻘها �ﺄﻧ� ،ﻓا﮻ سﺒحاﻧه حدد ا�ﻘوق والواﺟﺒات �كمﺘه وعلمه.
ْ
ﻗد ﻳعصــــ ـﻲ أحدﻧا ﺛم � ﻳرى أﺛر معصـﻴﺘ�ه � ﺑدﻧه وماله ﻓﻴﻈﻦ أن � عﻘوﺑﺔ...
ـﺐ ســـﻴﻨـ�ا لـه
ولكﻦ هﻨـاك ﺧمس �لمـات مﻦ ﺟﺰء الﻴوم ﺗﺒ� أن �ـل صـــاحـﺐ ذﻧ ٍ
ﺟﺰاء ذﻧﺒ�ه � العاﺟل أو � اﻵﺟل.
ً
ﺑعﺾ الﻨاس ﻳرى ما ﻳﺘعرض له ا�ﻀـحون � سـﺒﻴ�ل ﷲ ،ﻓﺒد� مﻦ أن ﻳﻔكر �
و� َس ـر لعدم حصــول اﻷذى له كما حصــل
ﻧصــرﺗهم ﺑ�ل ما ﻳســﺘطﻴع ،ﻳطم� ُ
و�كرس اﻹع�م ذلك ﺑﺘﺠﺒ� ا�سلم� و�ﺬﻳلهم عﻦ ﻧصرة إﺧواﻧهم ﻹﺧواﻧهّ .
ح� � �ـل ﺑهم مﺜـل مـا ح ﱠـل ﺑـﺈﺧواﻧهم هﺆ�ء .اذكر آﻳـﺔ مﻦ ﺟﺰء الﻴوم ﻳنﺒﻐﻲ أن
ﺗوﻗﻆ َمﻦ هﺬا حاله.
ً ٌ
مﻦ أعﻈم الﺘﻔســـ� أن ﺗﻔســـر آﻳـﺔ مﻦ الﻘرآن آﻳـﺔ أﺧرى ،كﺘﻔســـ� ﻗولـه ﺗعـا�
ا� ُهم ب ُظلْ�﴾ ]اﻷﻧعام [82:ﺑﻘـــولـــه ﺗعـــا� ﴿إ َّن ّ ِ ْ
ال� َك
َ َ َ ْ
آم ُنوا َول ْم يَلب ِ ُسوا إِيم ﴿ َّا� َ
ِين َ
ِ ِ ٍ
ً
ِيم﴾ ]لﻘمان) [13:الﻨ� هو مﻦ وﺿح ذلك ﱠردا على سﺆال الصحاﺑﺔ(. لَ ُظلْ ٌم َعظ ٌ
29
اذكر آﻳﺔ مﻦ ﺟﺰء الﻴوم وﺿحﺖ َمﻦ هم اﻷﻗوام ا�ﻘصودون � آﻳﺔ مﻦ أول ﺟﺰء
مﻦ أﺟﺰاء الﻘرآن.
َو َصـــﻒ ﷲ عﺰ وﺟـل ا�ﻨـاﻓﻘ� ﺑـﺄﻧهم ﻳبﺘﻐون العﺰة والعلو عﻨـد ال�ـاﻓر�ﻦ كمـا
ُْ ْ َ َََْ ُ َ َ َ َّ َ َ َّ ُ َ ْ َ
ِنـد ُه ُم
ون ع َ اء مِن ُدو ِن المؤ ِمنِ� ۚ �يبتغ �ن أ ْو ِ َ
�ـ َ خـذون ال�ف ِِرﻗـال ﺗعـا� ﴿ا�ِين �ت ِ
ّ ً
ِيعـا﴾ ]النســــاء .[139:ذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳـﺔ ﻳﺒ� أن ذلـك الْع َِّز َة َفـإ َّن الْع َِّز َة ِ َّ�ِ َ� ً
ِ
ً
سﻴﺆدي إ� ﺟعلهم � م�اﻧﺔ � اﻵﺧرة على الﻨﻘﻴﺾ مما طلﺒوا ﺗماما.
َ
عمـل أو ﺧـان أمـاﻧﺘـ�ه
الﺒعﺾ ﻗـد ﻳتســـ� على موﻇﻒ اﺧﺘلس مﻦ صــــاحـﺐ ٍ
ﺑمﻘـدار � ﻳﻀـــر أصـــحـاب العمـل � ﻧﻈرﻩ ،و�رى � ذلـك رحمـﺔ ﺑهـﺬا ا�وﻇﻒ،
ً
ولكﻦ ﷲ لم ُﻳ َسـ ﱢم ذلك رحمﺔ ،ﺑل أعطاﻩ ا�سـم ا�ﻨاسـﺐ وﻧهى عﻨه .اذكر آﻳﺔ
ﺗدل على هﺬا ا�ع�.
30
اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس
ﻗـد �صـــل معـك مواﻗﻒ ﻳﺘﻀـــح ﻓﻴهـا عﻨـاﻳـﺔ ﷲ ﺑـك أو اســـﺘﺠـاﺑﺘـ�ه لـدعـاﺋـك
ُ
ﺑﺸـ�ل ﻳسـﺘع�ـ على الﺘﻔاسـ� المادﻳﺔ ا�عﺘادة ،ﻓتسـر ﺑها .لكﻦ علﻴك ﺗﺬكر
أن واﺟﺐ الﺸكر ﻳعﻈم وإﺛم كﻔران هﺬﻩ ا�واﻗﻒ ﻳعﻈم كﺬلك.
مﻦ أك� مــا ﻳعـول علـﻴــه أﺗﺒ ـ�اع ﺧراﻓــﺔ الﺘـطـور ﻇــاهرة الﺸـــﺒــه ﺑ� كﺜـ� مﻦ
ال�ـاﺋﻨـ�ات .ﻓﻨﻘول لهم :مﻦ أصـــﻨـاف ال�ـاﺋﻨـ�ات مـا ﻳصـــعـﺐ الﺘﻔر�ﻖ ﺑيﻨهـا ﺟـدا
31
لﺸدة ﺷﺒهها مع أﻧها مﺨﺘلﻔﺔ � حﻘاﺋﻘها اﺧﺘ�ﻓا معﺘ�ا .اذكر أدل �لمﺔ � آﻳﺔ
على هﺬا ا�ع�.
كﺜ� مﻦ الﻨاس � ﻳهمه أمر اﻵﺧرة و� ﻳﻔكر ﻓﻴه .لﺬلك ﻓﺈﻧه ﻳﻨﻈر :ﻓﺈن أمﻦ مﻦ
ً ً
عـﺬاب الـدﻧﻴـ�ا اﺟ�أ على ا�عـا� معرﺿــــا ﺗمـامـا عﻦ هـدي الو� .اذكر آﻳـﺔ
ً
ﺗصﻒ ﻗوما هﺬا حالهم.
32
صـاحﺐ ﺑاطل على ﺑاطله ،و� ﻳنﺒﻐﻲ ا�عﺘﻘاد أن صـاحﺐ الﺒاطل ﻳتسـاوى مع
ا�ﺆمﻦ � ا��لﺔ ﺑسﺒﺐ هﺬا التﺸر�ع.
ً
اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳنﺒ�ه على هﺬا اﻷمر.
َّ
ذكرﻧا � أسـﺌلﺔ ا�ﺰء الراﺑع أن ا�عصـﻴﺔ �رم مﻦ ا�� ،كما � ﻗوله ﺗعا�﴿ :إِن
َ ُ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َّ َ ْ َ َ َّ ُ ُ َّ ْ َ ُ َّ َ َ َ َّ ْ
ان ب ِ َب ْع ِض َما ك َسـ ُبوا﴾ ]أل ان إِ�ما اسـ�لهم الشـيط ا�ِين تولوا مِن�م يوم ا�� ا�مع ِ
عمران .[155:اذكر محل الﺸاهد مﻦ آﻳﺔ �مل ﻧﻔس ا�ﺒدأ .
ً
�لمـا اســـﺘﻘـام اﻹﻧســـان على أمر ﷲ ازداد اﻧﺘﻔـا ُعـه ﺑـالﻘرآن .اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳـﺔ
ﺗدل على ذلك.
33
اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ
الﻘرآن � ﻳـﺄ� ﺑـاﻷدلـﺔ الواﺿـــحـﺔ ﻓحســــﺐ ،ﺑـل ﻳﺒ� الﺒنﻴـ�ﺔ العﻘلﻴـﺔ الﻔكر�ـﺔ
الﻔطر�ـﺔ الســـلﻴمـﺔ ال� ﺗســـﺘﻔﻴـد مﻦ اﻷدلـﺔ وﺗســـﺘطﻴع الﺘﻔر�ﻖ ﺑ� ا�ﻖ
والﺒاطل .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�.
كﺜ� مﻦ الﻨاس ﻳﺸــكر رﺑه ﻓﻘط على الﻨعم الدﻧﻴو�ﺔ و�ﻐﺾ طرﻓه عﻦ الﻨعم
الدﻳنﻴ�ﺔ .اذكر آﻳﺔ ﺗدلل على أﻧه ﻳﺘوﺟﺐ على العﺒاد ﺷـــكر ﷲ لما ﻳمﻦ علﻴهم
مﻦ معرﻓﺔ اﻷح�ام الﺸرعﻴﺔ وﺗبﻴيﻨها.
َ
�ن َّ ُ
ا� ِ�ُضــ َ
ـيع ا�ﺆمﻦ حر�ص على دﺧول إﺧواﻧــه ا�ﻨــﺔ .ﻗــال ﷲ ﴿ َومـا
ََ ٌ
ءوف َر ٌ �م إ َّن َّ َ
إيمــــانَ ُ
حيم﴾ ]الﺒﻘرة [143:ردا على مﻦ سـﺄل عﻦ ا� بِا�ّ ِ
اس لر ِ
حـال مﻦ مـات وﻗﺒلﺘـه إ� ﺑيـﺖ ا�ﻘـدس هﻨـاك آﻳـﺔ أﺧرى � هـﺬا ا�ﺰء ﻓﻴهـا الرد
على سﺆال كهﺬا.
كﺜ� مﻦ الﻨاس ﻳﻐ� ﺑســعﺔ رحمﺔ ﷲ وهو مﻘصــر � طاعﺔ ﷲ مســرف على
ﻧﻔســه و�ﻘول رحمﺘه ســﺒحاﻧه واســعﺔ وســﻴﻐﻔر لﻨا ﺟمﻴعا اذكر آﻳﺔ مﻦ ﺟﺰء
الﻴوم ﻳعلمﻨـا ﻓﻴهـا ســـﺒحـاﻧـه أﻧـه � ﺑـد للمرء مﻦ ﺟﻨـاح� ﻳط� ﺑهمـا ا�وف
والرﺟاء.
34
اذكر آﻳﺔ ﺗوﺿح أن ا�ﺸرك� �معون ﺑ� الﻀ�ل واﻹﺿ�ل ﻓ� هم ﻳنﺘﻔعون
الهدى و� هم ﻳر�دون ﻧﻔعه لﻐ�هم .
آﻳﺔ ﻓﻴها ﺗنﺒﻴ�ه على أﻧه �ﻖ ا�مد ﮻ عﻨد ه�ك الﻈلمﺔ ﻷن ه�كهم صـــ�ح
للﻨاس والص�ح أعﻈم الﻨعم وﺷكر الﻨعمﺔ واﺟﺐ .اذكر هﺬﻩ اﻵﻳﺔ.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
آﻳـﺔ كر�مـﺔ ﻳســـﺘـدل ﺑهـا ﱢ
ا�عطلـﺔ )الـﺬﻳﻦ ﻳﻨﻔون صـــﻔـات ﷲ ﺗعـا�( على ﻧﻔﻲ
ّ رؤ�ﺔ ﷲّ ،
لكﻦ ا�ﺘدﺑر وا�ﺘﺄمل سﻴﺠد أﻧها ﺗدحﺾ ﻗول ا�عطلﺔ.
ُ
�لمـﺔ ذكرت � ا�ﺰء ﺗ َط ْم ِ� ا�ﺆمﻦ أﻧـه إذا أﺧلص إﻳمـاﻧـه ﮻ ﺗعـا� ،ﻓـﺈﻧـه �ﻔـه
ﺑالطمﺄﻧيﻨ�ﺔ أمام ا�ﺨوﻓات.
َ ُ
إذا أعرض اﻹﻧسـان عﻦ ا�ﻖ أول مرة ﻓﺈﻧه ﻗد ﻳعاﻗﺐ ﺑعدم الهداﻳﺔ ﺑعد ذلك،
ً
اذكر موﺿعا ﻳدل على هﺬا ا�ع�.
35
ﱠ ً
اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳـﺔ اســـﺘـدل ﺑـه اﺑﻦ عﺒـاس ر� ﷲ عﻨهمـا � الرد على ا�وارج
َّ ْ ْ
ا�� ُم إِ� ِ َّ�ِ﴾ ]ﻳوسﻒ.[40:
� ﻗﻀﻴﺔ اسﺘد�لهم ﺑﺂﻳﺔ ﴿إ ِ ِن ُ
� ﺑد للمســلم أن ﻳط� �ﻨا� ا�وف والرﺟاء ،ﻓ� ﻳﻘﺘصــر على ا�وف ﻓﻘط
ﻓﻴﻘﻨط ،و� على الرﺟاء ﻓﻘط ﻓيسـرف على ﻧﻔسـه .اذكر آﻳﺔ ﺗﺬكر مﻦ صـﻔات
ُ
ﷲ عﺰ وﺟل ما � ِدث لدى ا�ﺆمﻦ الﺸعور ﺑا�وف والرﺟاء.
َ
عـﺬاب الكﻔـار � الﻨـار ُرﺗـ ٌﺐ ودرﺟـات ،ﻓﺜمـﺔ ﻓرق ﺑ� ال�ـاﻓر ا�ﻔســـد � اﻷرض
َّ َ َ َ ﱢ ﱢ
ِين �ف ُروا َو َصـ ُّدواال ﱠصـاد عﻦ سـﺒﻴ�ل ﷲ ،وال�اﻓر ﻏ� ال ﱠصـاد ،كما ﻗال ﺗعا� ﴿ا�
َ ُ ُ ُ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ
َّ ْ َ ُ ْ َ ً ْ َ َ
ون﴾ ]الﻨحل .[88:اذكر سد
اب بِما �نوا �ف ـِ
يل ا�ِ زِدناهم عذابا فوق العذ ِ
عن سـب ِ ِ
آﻳﺔ ﺗوﺿح هﺬا ا�ع� ،أن العﺬاب على حسﺐ ﻓعل ال�اﻓر.
ﻳﺸﻴع � ��م الكﻔار عﻦ الﻨ� ﷺ" :ﻧ� العرب" ،وﻗد ﻳﺬكرون هﺬا ا�صطلح
� معرض ��م ﻓﻴـه مـد� لـه ﷺ ،ﻓﻴتﻨـ�اﻗلـه ا�ســـلمون على ســـﺒﻴـ�ل ا�ﻔـاوة
َ
ﻐﻦ عﻦ مدح مﻦ كﻔر وا�ع�از ﺑهﺬا ا�د� .ﻓﻨﻘول :عدا عﻦ أن ﻧبﻴﻨ�ا ﷺ مســـﺘ ٍ
36
ﺑه ،ﻓﺈن هﺬا الوصـﻒ "ﻧ� العرب" ﻓﻴه حصـر �هل أو ﺑﻘصـد للرسـالﺔ � ﻗوم
ً
معﻴﻨ� ،وهــﺬا ﺑــاطــل .اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳــﺔ ﻳوﺿـــح أن الﻘرآن ﻧﺰل ل�ــل ا�لﻖ
ول�اﻓﺔ العصور ،وليس لطاﺋﻔﺔ معﻴﻨ�ﺔ كما ﻳﺰعم و�دعﻲ الﺒعﺾ.
ﱠ ٌ ﱠ ُ
�ة ﱠ َ َ ْ ٌَ ﱠُ
إذهاب ُ
�ﺰﻧه( ،وأن ما والسـ ُ
�م )ﻳع� ول َعل ْﻴ ِه الصـ
آﻳﺔ ﻓﻴها ﺗسـ ِلﻴﺔ ِللرسـ ِ
ﱡ ََ ﱠ ُ
ﻳﻀـــر ون الﻨ� و� ا�ﻘﻴﻘـﺔ ـاﻳﺘـ ُ�ه إﻧمـا ﻳﻨﻘلـﺐ علﻴهم ،ﻓﻴﻈﻨون أﻧهم أرادوا ِﺑـ ِه ِﻧ�
إﻧما ﻳعود الدمار علﻴهم هم.
آﻳﺘ�ان مﻦ سورة اﻷﻧعام ﻓسرهما الﻨ� ﷺ ﺑﺂﻳﺘ� مﻦ سورة لﻘمان .ﻓما هما؟
ّ
آﻳﺔ ﻓﻴها دلﻴل للﻘاعدة الﺸــرعﻴﺔ ،وهﻲ أن الوســاﺋل ﺗعﺘ� ﺑاﻷمور ال� ﺗوصــل
إلﻴها ،وأن وســـاﺋل ا�حرم ،وإن �اﻧﺖ ﺟاﺋﺰة � اﻷصـــل ،ﺗكون محرمﺔ إذا �اﻧﺖ
ﺗﻔ� إ� الﺸر.
37
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻣﻦ
مﻦ أﺷـــرف ا�ﻨح ال� ﻳﻨعم ﷲ ﺑهـا على مﻦ ﻳطﻴعـه و�ﺘﻘﻴـه أن ﻳعلمـه العلوم
ُ
الﻨاﻓعﺔ ال� �ي الﻘلﺐ وﺗصـــلح الدﻧﻴ�ا واﻵﺧرة .وكﺜ�ا ما ُﻳﺬكر � هﺬا ا�ع�
� ُم ّ ُ ّ ُّ
ﻗول ﷲ ﺗعا�َ ﴿ :وا�قـــــوا ّ َ
ا� َو�ُ َعل ُم ُ
ا�﴾ ]الﺒﻘرة ،[282:و�ﻘولون مﻨها ِ
حكمـﺔ )اﺗﻖ ﷲ ﻓﻴمـا ﺗعلم ﻳعلمـك مـا لم ﺗعلم( .اذكر آﻳـﺔ ﺗـدل على أن ﷲ
ﱢ
ﻳعلم مﻦ ﻳطﻴعه �ﺄﻧه ﻳراﻩ ﺑﺄﺷرف العلوم.
ّ
� �ــﺐ ﷲ ﺗعــا� أن ُﻳعﻨ ـﺖ ا�ســـلم� ﺑــﺄح�ــامــه أو ﻳصـــــل ﺑهم اﻷمر إ�
الوســوســﺔ .اذكر ﺟملﺔ مع�ﺿــﺔ �ﻔﻒ عﻨا � ﺗ�لﻴﻒ ﻗد ﺗدﻓعﻨا ﻓﻴه أﻧﻔســﻨا
إ� اﻹﻓراط ا�ﺬموم.
ليس أحدﻧا مطالﺒا ﺑﻘول ا�ﻖ � �ل مﻘام .لكﻨه مطالﺐ أ� ﻳﻘول ﺑاط�.اذكر
ً
ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳوﺿح هﺬا ا�ﻔهوم.
ﻳـدعﻲ الﺒعﺾ أن اﻹﻳمـان � ﻳســـﺘلﺰم العمـل ،وأن العﺒـد ﻗـد ﻳﻨﺠو عﻨـد ﷲ
ﺑـﺈﻳمـاﻧـه ﺑﻘلﺒـه ﻓحســــﺐ دون ا�ـاﺟـﺔ إ� مﺘـاﺑعـﺔ ذلـك اﻹﻳمـان ﺑـاﻷعمـال
الصـا�ات والطاعات وا�ﺑﺘعاد عﻦ ا�ﻨهﻴات ..اذكر )� 5لمات( مﻦ آﻳﺔ ﺗﺒ�
أن �اة العﺒد عﻨد ﷲ � ﺗﺘحﻘﻖ ﺑمﺠرد اﻹﻳمان الﻘل� ﻓﻘط.
38
ﻳطمع ا�ﺆمﻦ � أن ﻳﺆمﻦ الﺰعماء والســاســﺔ ﻷن ذلك مدعاة أن ﻳﻨصــلح حال
الرعﻴﺔ...لكﻦ عدم إﻳماﻧهم � ﻳنﺒﻐﻲ أن ﻳكون ســﺒﺒ ً�ا � اســﺘﻴحاش الطر�ﻖ ،إذ
َ
أن مﻦ ﻗـدر ﷲ ﺗعـا� أن ﺗكون الســـﻴـادة � كﺜ� مﻦ اﻷمـاكﻦ واﻷزمﻨـﺔ ﻷهـل
السوء .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك.
ُ
و� ﷲ عﺰ وﺟـل� � ،ﺘـار ﷲ لـه إ� الكمـل مﻦ البﺸـــر ،و� ﻳمكﻦ أن �ﺘـار ﷲ
ﺷــﺨصــا ً
معﻴﺒ�ا .اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� أن ﷲ �ﺘار لوحﻴه أﻓﻀــل البﺸــر .اذكر آﻳﺔ ً له
�مل مع� ا�صطﻔاء.
مﻦ أعﻈم ا�حﻦ ال� ﻳمر ﺑهـا ا�ســـلم الﺘﺨو�ﻒ الـﺬي ﻳعـاﻧﻴـ�ه � حﻴـاﺗـه ﻧتﻴﺠـﺔ
ّ
ﺗمسـكه ﺑﺄوامر الدﻳﻦ ،وﻗلﺔ مﻦ ﻳﻨصـرﻩ على ا�� وﺿـعﻔهم .اذكر آﻳﺔ ﺗسـلﻲ
ا�ﺆمﻨ� مﻦ هﺬﻳﻦ اﻷمر�ﻦ.
ً
أن ﺗر� ﺑالﻈلم ح� ولو لم ﺗمارسه �علك مﻦ الﻘوم الﻈا�� وملحﻘا ﺑهم.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
مﻦ ﻧعم ﷲ على اﻹﻧســــان :الﻔطرة الســـلﻴمــﺔ ،ﻓهﻲ ُﺗ ﱢ
عرف صــــاحﺒهــا ﻗﺒح
ا�ﻨكرات ح� لو لم ﻳعرف حكم الﺸـرع ﻓﻴها .اذكر ﺧمس �لمات مﻦ آﻳﺔ ُﻳﻔهم
مﻨها هﺬا ا�ع�.
39
ّ
ا�ﺒادئ الﺒاطلﺔ ﻗﺒﻴحﺔ � ذاﺗها .لﺬا ﻓﺈﻧها �ﺘاج إ� ﺑهرﺟﺔ وﺗﺰ�� ُلﻴﻔ� الﻨاس
ْ ُ ََ ُ ّ َ ُْ ْ َ َ َْ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ
��ؤ ُه ْم ِ� �تل أ ْو� ِدهِم ﺑها� .حﻆ ﻗوله ﺗعا�﴿ :و��ٰل ِك ز�ن ل ِكثِي ـ ٍر مِن الم ِ
��
َ ْ
وه ْم َو ِ�َلبِ ُسـوا َعليْ ِه ْم د َِين ُه ْم﴾ ]اﻷﻧعام .[137:اذكر �لمﺔ مﻦ آﻳﺔ أﺧرى ﺗﺸـ�
ِ� ُد ُ
لُْ
ُ
ﻳﺸـــﺘكﻲ الﻨـاس مﻦ ﻇلم ا�تســـلط� علﻴهم .لكﻦ علﻴهم أن ﻳﺘـ�ﺬكروا أن ُعل ﱠو
هﺆ�ء ا�تســـلط� علﻴهم ﻗـد ﻳكون مﻦ العﻘوﺑـات الﻘـدر�ـﺔ على كوﻧهم هم ﻗـد
ً
ﺑاﺷروا أﺷ�ا� مﻦ الﻈلم .اذكر آﻳﺔ ﺗﺸ� إ� هﺬا ا�ع�.
َ
وﻗوع ع�مـات الســـاعـﺔ الك�ى ﻳﻔ ﱢوت الﻔرصـــﺔ � على الكﻔـار ﻓحســـﺐ ،ﺑـل
ﻗصر ﺑعد إﻳماﻧه ﺑدﻳﻦ ﷲ .اذكر ﺧمس �لمات ﺗدل على ذلك. وعلى مﻦ ﱠ
ُ
)ﺛ ﱠم( ﺗـﺄ� � الﻘرآن على ال�ﺗيـﺐ الﺰمـا� وكـﺬلـك ال�ﺗيـﺐ الرﺗ� أو اﻹﺧﺒـاري،
أي ﺗرﺗيـﺐ اﻹﺧﺒـار ﺑـاﻷمور ،وإن لم ﻳكﻦ مـا ﺑعـد )ﺛم( ﻗـد حصــــل مﺘـﺄﺧرا عمـا
ﻗﺒلها زمﻨﻴ ً�ا .اذكر مﺜا� على ال�ﺗيﺐ اﻹﺧﺒاري.
40
اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ
اذكر آﻳﺔ ،ذكرت ﻓﻴها أوصـــاف للﻨ� صـــلى ﷲ علﻴه وســـلم ﺗﻘوم ﺑها ا�ﺠﺔ
على أهل الكﺘاب.
عـادة مـا ﻳﺒـ�دأ الﻘرآن أﺧﺒـار الﻴهود ﺑﻘول ﷲ ﺗعـا�) :وإذ( � .أحـد ا�واﺿـــع ﺑـدأ
ﺑﺒ�داﻳﺔ ﻏ� معﺘادة ﺑما ﻳﺸعر ﺑﺄن لهﺬا ا�� ﺷﺄﻧا آﺧر.
اذكر ً
ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳﺒ� أن مﻦ ﺗعلم العلم ﺗﻘوم علﻴه ﺑها حﺠﺔ.
�ان مﻦ ا�ﺘوﻗع أن ﻳﺜ� الﻘرآن على الﻨ� والصــحاﺑﺔ � موﺿــع ﺛﻨ�اء � ﻳﺸــوﺑه
إﻇهار أي ﺿـــعﻒ لدﻳهم .ومع ذلك ﺟاءت اﻵﻳات على ﻏ� ا�ﺘوﻗع ﺑما ﻳﺸـــعر
اﻧه ﺗﻨﺰ�ل مﻦ حكﻴم علﻴم.
ُ
الكمـل مﻦ ا�ﺆمﻨ� ﻳﻐﻀـــﺒون إذا اﻧﺘهكـﺖ محـارم ﷲ .اذكر ً
ﺟﺰءا مﻦ آﻳـﺔ ﻳـدل
على هﺬا ا�ع�.
ّ
ﺑعﺾ الﻨـاس إذا رأى أن اﺗﺒـ�اع الـدﻳﻦ ا�ﻖ لم َﻳرﻓع عﻨـه مصــــاﺋـﺐ الـدﻧﻴـ�ا ال�
ﻳعاﻧﻴها ﻓﺈﻧه ﻳﺒ�دأ ﺑالتﺸـــكﻴك مﻦ ﻓاﺋدة هﺬا ا�ﺗﺒ�اع .اذكر آﻳﺔ ﺗﺬكر هﺬا ا�لل
� الﺘﻔك�.
41
إن أردت دعوة الﻨاس إ� الﺘمسك ﺑﺄمر ﷲ ،ﻓعلﻴك أن ﺗكون مﻦ أهل العﺰم �
العمـل ﺑـﺄمر ﷲ ،وا�ـد وا�رص دون ﺗـﺄﺧ� و� ﺗســــاهـل و� اﻧﻘطـاع عﻨـد
ا�ﺸﻘﺔ و� ملل .اذكر �لمﺘ� ﺗﺸ�ان لهﺬا ا�ع�.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ﻳصـــل الﻐرور وا�هل ﺑﺒعﺾ الﻈا�� إ� الﻈﻦ ﺑﺄن الﻨاس الﺬﻳﻦ �ﺖ حكمه
هم ُملك له ،أﺟسادهم وأوﻗاﺗهم وأموالهم ﺑل وح� ﻗلوﺑهم .اذكر آﻳﺔ ﺗﺸ� إ�
هﺬا ا�ع�.
الــداعﻲ إ� ﷲ رحﻴم ﺑــالﻨــاس �ــﺐ لهم الهــداﻳــﺔ ،لكﻨــه ﻳﺸـــﺘــد ﻗلﺒــه على
ا�عاﻧدﻳﻦ ﺑﻘدر ما ﻳﺒ�ﺬل مﻦ ﺟهد � إﻳصـال دعوﺗه ،ﻷﻧه ﻳعلم ﻳﻘﻴﻨ�ا أن عﺬرهم
ﻗـد اﻧﻘطع ،ﺑـل وأﻗﻴم علﻴهم مﻦ ا�ﺠـﺔ أك� ممـا أﻗﻴم على ﻏ�هم .اذكر ﺧمس
�لمات مﻦ آﻳﺔ ﻓﻴها هﺬا ا�ع�.
ٌ ٌ
محروم مﻨها مﻦ � ﺧ� ﻓﻴه. آﻳﺔ ﺗﺸ� إ� أن ﻓهم ��م ﷲ ﻧعمﺔ
42
َ َ َْ َ َ ْ ُْ َ َ َ ً َ َُُ ْ َﱠَ َ ُ
ا�ﻨﺔ " .ﻗالواَ :و� أﻧﺖ َﻳا َر ُســول ﻗال رســول ﷲ ﷺ ):لﻦ ﻳد ِﺧل أحدا عمله
َ َ ُ ﱢ َ َ َ ْ َ َ ْ ﱠ َ َ َ ََ ََ ﱠ َ ْ ََ َ ﱠ َ َ ﱠ ُ َ
ﷲ ِﺑﻔﻀـــ ٍل ورحمـ ٍﺔ ،ﻓســـددوا وﻗـ ِار ُﺑوا( ﷲ؟ ﻗـال ،�" :و� أﻧـا� ،إ � أن ﻳﺘﻐمـد ِ�
ِ
والﻐمـد هو ا�راب الـﺬي �ﻴط ﺑـالســـﻴﻒ .اذكر ﺛ�ث �لمـات مﻦ آﻳـﺔ ﺑمع�
هﺬا ا�دﻳﺚ � وصﻒ رحمﺔ ﷲ.
ُ
ـاﺿـــع لـه هو الـﺬي ﻳنﺘﻔع ﺑ��م رﺑـه و�هﺘـدي ﺑمـا ﻓﻴـه .اذكر
ا �ـاﺋﻒ مﻦ رﺑـه ا �
ً
ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻓﻴه هﺬا ا�ع�.
ﱠ ً
اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳوﺿــح أن ســﺒﺐ ﺑعﺾ ا�ﺑﺘ��ءات هو الســﻴﺌ�ات وا �روج
عﻦ طاعﺔ ﷲ.
ً
الﺬي ﻳعمل ﺑالﻘرآن و�ﻘﻴم الصـــ�ة ﻓﺈﻧه لﻦ ﻳكون صـــا�ا � ﻧﻔســـه ﻓﻘط ،ﺑل
سيسعى � ص�ح ﻏ�ﻩ .اذكر اﻵﻳﺔ ال� ﻓﻴها هﺬا ا�ع�
43
اﻟﺠﺰء اﻟﻌﺎﺷﺮ
ﻗد ﻳﺘصور الﺒعﺾ أن سﺒﺐ ا��ف والتﺸاحﻦ ﺑ� أﻓراد ا�ﺠﺘمع الواحد مﻦ
ا�ﺠﺘمعات اﻹﻧســاﻧﻴ�ﺔ هو اﻗﺘصــادي ﺑالدرﺟﺔ اﻷو�� ،ﻴﺚ إذا ازدهر اﻗﺘصــاد
ُ ّ
وسـدت حاﺟات الﻨاس و�ﻘﻘﺖ لهم الرﻓاهﻴﺔ ﻓﺈن هﺬا كﻔﻴل ﺑﺄن هﺬا ا�ﺠﺘمع
ﻳﻘ� ـ على ا�ﺸــا�ل ا�ﺟﺘماعﻴﺔ و�دث اﻷلﻔﺔ والﺘماســك ﺑ� اﻷﻓراد .اذكر
آﻳﺔ ﺗدل على ﺧ�ف ذلك.
مﻦ أﻗﺒــل ﺑوﺟهــه على الﺒــاطــل وأهلــه وأعرض ﺑﻈهرﻩ عﻦ ا�ﻖ وأهلــه ﻓــﺈن
ا�ﺰاء ﻳﺄﺗﻴ�ه عﻨد موﺗه وﻓاﻗا .اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها هﺬا ا�ع�.
ً
ﻗد ﻳﻔكر ا�ســلم ﺑﻨﻘﺾ عهدﻩ مع ﻏ� ا�ســلم� ،مﺘعﺬرا ﺑﺄﻧهم أهل ﻏدر .لكﻦ
ُ
هﻨاك آﻳﺔ ﺗمﻨعه ،إذ هﻲ ﺗ َط ْم ِ� الﻨ� صـــلى ﷲ علﻴه وســـلم إ� أن ﷲ ﺗعا�
ﻳكﻔﻴـه ﺷـــر الﻐـادر�ﻦ ا�ﺨـادع� .ﻓـا�ســـلم ﻳﺘـ�ﺄ� ﺑـالﻨ� � الوﻓـاء ﺑـالعهـد مع
ا�ﺸرك� ،و�رﺟو مﻦ ﷲ أن ﻳكﻔﻴه ﺷر ﻏدرهم .لكﻨه � ﻳﻐدر و� �ون.
اذكر آﻳﺔ ﺟعل ﷲ ﻓﻴها ﻏﺒاوة الكﻔر مﻨﺘﻘصﺔ مﻦ ﻗوة الكﻔار وإن ك�وا.
ً
ﻗـد ﻳ�ك أحـدﻧـا واﺟ ًﺒـا أو ﻳﻔعـل محر ًمـا إكرا ًمـا لﻨﻔســـه أن ﻳﻨـ�الهـا اﻷذى مﺜ� ،ﻗـد
ﺗﺘهرب الﻔﺘاة مﻦ لبس ا�ﺠاب الصـحﻴح ﺧوﻓا مﻦ اسـﺘهﺰاء صـدﻳﻘاﺗها ،وﻗد
44
ﻳســـﺘ� الﺸـــﺨص ذو ا��ـاﻧـﺔ العلمﻴـﺔ و ا�ﺟﺘمـاعﻴـﺔ وال�اء مﻦ أن ﻳﻨكر على
زم�ﺋه ﺑعﺾ ا�مارســات ا�حرمﺔ ﻷن ﻧﻈرﺗهم له ســﺘﺨﺘلﻒ .لكﻦ ا�ﺆمﻦ �ﻖ
ﻳنﺒﻐﻲ أ� ﻳﺄﻧﻒ مﻦ �مل ﺗﺒعات الدعوة والﺘﻀحﻴﺔ � سﺒﻴ�ل ﷲ .ﺑل علﻴﻨ�ا أن
ُ ُ
ﻧﺘ�ﺬكر أن رســول ﷲ -صــلى ﷲ علﻴه وســلم -أوذي � ﷲ وﺷــ ِﺘم وﺿــ ِرب
ُ ّ ُ ّ ُْ ُ َ
وهـدد وأﻏ�ـــ علﻴـه ُور� ﺑـا�ﺠـارة وأ ل ِﻘ َﻲ على ﻇهرﻩ ســـ� ا�ﺰور وكـﺬب
ُ
الﺸــعﺐ واﺿــطر ل�ك ﺑلدﻩ وأوذﻳﺖ اﺑنﺘ�اﻩ واﻓ�ي على أهل ﺑيﺘ�ه وحوصــر � ِ
ً
وﺟاع وعطﺶ و�مل ا�ﺸاق ،ﻓليس أحدﻧا أكرم ﻧﻔسا و� أرﻓع ﻗدرا و� أرهﻒ
ح ًسـا مﻦ رسـول ﷲ -صـلى ﷲ علﻴه وسـلم ،-مهما �اﻧﺖ م�اﻧﺘ�ه ا�ﺟﺘماعﻴﺔ
والعلمﻴﺔ والمادﻳﺔ .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على أﻧه � �وز للمسلم أن ﻳ�ﻓع ﺑﻨﻔسه عﻦ
أمر ﻓعله رسول ﷲ أو حصل له -علﻴه الص�ة والس�م.-
مﻦ أعﻈم أســﺒاب هﺰ�مﺔ اﻷمﺔ ﻓســاد ذات ﺑيﻨها � ا�ﺰﺋﻴ�ات � زمﻦ صــراع
ال�لﻴات .اذكر ﺧمس �لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗدل على ذلك.
اﻷمر ﺑـا�عروف والﻨهﻲ عﻦ ا�ﻨكر ليس مهمـﺔ الـدعـاة والعلمـاء ﻓﻘط ،ﺑـل مهمـﺔ
�ل مﺆمﻦ ،ﺑما ﻓﻴهم النساء .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك.
45
ً
كﺜ�ا مـا ﻧﺘطلع إ� ﻧعم زاﺋـدة على مـا � أﻳـدﻳﻨـ�ا ،وﻧن�ـــ أن ﷲ ﺗعـا� إن آﺗـاﻧـا
هﺬﻩ الﻨعم ﻓﻘد � ﻧســـﺘطﻴع الوﻓاء �ﻘها ،ﻓﺘﺘحول هﺬﻩ الﻨعم إ� ســـﺒﺐ ﻓﺘﻨ�ﺔ
لﻘلوﺑﻨ�ا ﻳهلكﻨا � أﺧراﻧا .اذكر مطلع ﺛ�ث آﻳات مﺘﺘ�اﺑعات ﺗﺒ� ذلك.
�لمﺘان وردﺗا � آﻳﺔ �اﻧﺘ�ا ﺑمﺜاﺑﺔ ﺷــهادة مﻦ ﷲ على صــدق الصــحاﺑﺔ رﺿــوان
ﷲ علﻴهم .ما هما؟
مﻦ كمال علم ﷲ ﺗعا� أﻧه ﻳعلم ما �ان وما ﻳكون وما ســـﻴكون وما لم ﻳكﻦ لو
�ان كﻴﻒ �ان ﻳكون .هﻨاك آﻳﺔ ﻳﺆدي سوء ﻓهمها إ� ﻇﻦ أن ﷲ ﺗعا� ﻳسﺘﺠد
لـه مﻦ ﺗﻐ� أحوال الﻨـاس علم لم ﻳكﻦ ﻳعلمـه مﻦ ﻗﺒـل .اذكر ال�لمـات اﻷرﺑعـﺔ
ال� ﻗد ﺗﻔهم هكﺬا.
أعﻈم الﻨعﻴم � ا�ﻨﺔ هو الﻨعﻴم الرو� ﺑﺘحصــﻴل مرﺿــاة ﷲ ﺗعا� .اذكر أرﺑع
�لمات ﺗدل على هﺬا ا�ع�.
46
ﻧﻔرح ﺑه�ك ا�ﺠرم� الـﺬﻳﻦ لطـا�وا حـارﺑوا الـدﻳﻦ لكﻦ �ﺰﻧﻨـ�ا أن ﻳكون ه�كهم
على ﻳدي مﻦ ليس ﺧ�ا مﻨهم ﻓا�ســلم � ﻳنﺘﻈر ﻏ�ﻩ مﻦ البﺸــر ليﺸــﻔﻲ ﻏلﻴله.
اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها هﺬا ا�ع�.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
عﻨـدمـا ﻳﻘـاﺗـل ا�ﺆمﻦ ﻓـﺈﻧمـا ﻳﻘـاﺗـل لﻨصـــر دﻳﻦ ﷲ ودﻓع أعـداﺋـه وإعﺰاز اﻹســـ�م،
وليس لﺘوسـعﺔ ملك أو ز�ادة سـلطان أو لطلﺐ مﻐﻨم ومال ،ﻓعلى هﺬا اﻷسـاس
ﺗﺒ� ﻗرارات ا�ﺆمﻦ � ا�رب أو السـلم وما ﻳ�ﺗﺐ على أي مﻨهما .اذكر آﻳﺔ ﺗﺸـ�
إ� هﺬا ا�ع�.
إذا عﺠﺰ ا�ﺆمﻦ عﻦ ﺑلوغ ذروة ﺧ� ما ،ﻓلﻴﺠﺘهد � �صـﻴل ما ﻳمكﻦ �صـﻴله مﻨه،
وإن لم ﻳﻘـدر على أداء واﺟـﺐ مـا ،ﻓلعلـه ﻳﻘـدر على �ء مﻨـه أو مســــاعـدة مﻦ
ﻳﺆدوﻧه .اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها مﺜال على هﺬا ا�ع�.
اذكر آﻳﺔ عﺬر ﷲ ﺑها طاﺋﻔﺔ مﻦ ا�ﺆمﻨ� لصــدق رﻏﺒﺘهم � ﻧصــرة الدﻳﻦ وإن لم
ﻳﺒ�اﺷروها � الﻈاهر.
ً ً
هﻨاك صـﻔات ﻳمكﻦ أن ﺗكون كما� ،و�مكﻦ أن ﺗكون ﻧﻘصـا ،على حسـﺐ ا�ال
ُ
ال� ﺗﺬكر ﻓﻴها .ﻓهﺬﻩ � ﻳوصـﻒ ﷲ ﺗعا� ﺑها على سـﺒﻴ�ل اﻹط�ق ،و� ﺗﻨﻔى عﻦ
47
ً
ﷲ ﺗعا� على ســﺒﻴ�ل اﻹط�ق ،ﺑل �ﺐ الﺘﻔصــﻴل ،ﻓﻔﻲ ا�ال ال� ﺗكون كما�
ً
ﻳوصـــﻒ ﷲ ﺗعـا� ﺑهـا ،و� ا �ـال ال� ﺗكون ﻧﻘصــــا � ﻳوصـــﻒ ﷲ ﺗعـا� ﺑهـا.
ومﺜال هﺬا :ا�كر ،وا�دﻳعﺔ ،وا�ســـﺘهﺰاء ،والســـﺨر�ﺔ .لﺬلك �د أن ﷲ ﺗعا�
ﻳﺬكر ما ﻳﺒ�در مﻦ الكﻔار وا�ﻨاﻓﻘ� مﻦ مكر وﺧدﻳعﺔ واسﺘهﺰاء وسﺨر�ﺔ ﺛم ﻳﺒ�
أﻧه ﻳمكر ﺑهم وهو ﺧادعهم و�سﺘهﺰئ ﺑهم و�سﺨر مﻨهم.
لكﻦ هﻨـاك أﻓعـا ل وردت عﻦ الكﻔـار ولم ﻳﻘـاﺑلهـا ﷲ ﺑﻨﻔس ال�لمـﺔ ﻷﻧهـا ٌ
ﻧﻘص �
كمال ﻓﻴه .ما هو؟
ُ ُ ﱢ َ ُ ﱢ َ َ
مـا اﻵﻳـﺔ ال� ﻓﻴهـا مع� هـﺬا ا �ـدﻳـﺚ) :ﺗ ِع َس عﺒـد الـدﻳﻨـ ِ�ارَ ،و َع ْﺒـد الـد ْره ِمَ ،و َع ْﺒـد
َ َ َْ َ َ ْ ُْ َ َ َ ْ َ َ َ
� ،وإن ل ْم ُﻳ ْع َط َسـ ِﺨ َط ،ﺗ ِع َس َواﻧﺘك َس ،وإذا ِﺷـﻴك ﻓ� ا� ِمﻴصـ ِﺔ ،إن أع ِطﻲ ر ِ
َْ َ َ
اﻧﺘﻘﺶ(؟
َ َ َ َ
ذكرﻧـا ﴿ك َمـا ل ْم يُ ْؤم ُِنوا ِبـهِ أ َّول َم َّر ٍ�﴾ ]اﻷﻧعـام [110:وﺧطورة اﻹعراض ﺑعـد ﺗﺒ�
الهدى .اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� حرمان إﻧســـان مﻦ ﺷـــرف طاعﺔ إذا لم ﻳمﺘﺜ�ل اﻷمر � أول
َ
مرة ُﻳ�لﻒ ﺑها.
48
اﻟﺠﺰء اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ
ﻗد �د إﻧساﻧا ﻇالما ﻓﻴكون مﻨك ﺷدة علﻴه ﺑل و�ارﺑه و�ﺘﻀرر هو مﻦ حرﺑك
له .ح� إذا ﺧﻀـــع طﻴبﺖ ﺧاطرﻩ ﺑﻘولك :لم ﻳكﻦ هﻴﻨ�ا علﻲ أن أﻓعل ما ﻓعلﺘه
ﺑـك ،ولم ﻳكﻦ هﻴﻨـ�ا علﻲ أن أرى ا�ﺸـــﻘـﺔ ال� �ﻘـﺖ ﺑـك والﻀـــرر الـﺬي آ�ـك،
لك� ما ﻓعلﺖ الﺬي ﻓعلﺘه ﺑك إ� رﻏﺒﺔ � ﺧ�ك وحسﻦ العاﻗﺒﺔ لك .اذكر آﻳﺔ
ﺗﺬكر ﺑهﺬا ا�وﻗﻒ.
ً ُ
ﻗد ﻳعمل أحدﻧا معصـــﻴﺔ ﻓﺘﺒﻘى �دث ﺷـــ�ا � ﻗلﺒه -ﺧاصـــﺔ ما �ان مﻨها �
معاوﻧﺔ ال�اﻓر�ﻦ أو اﻹﺿــرار ﺑاﻹســ�م وا�ســلم� -مع أن صــاحﺒها ﻗد ﻳكون
ﻧسـﻴها ﻓ� ﻳﻔطﻦ إ� هﺬا ا�صـدر مﻦ مصـادر مرض ﻗلﺒه .اذكر آﻳﺔ ﺗﺬكر حالﺔ
كهﺬﻩ.
َُّ ُ َ
رعﻦ معصــﻴﺘ�ه .اذكر
الﺬي ﻳع�ف ﺑﺬﻧﺒ�ه ﺗر� له ا�ﻐﻔرة ��ف مﻦ ﻳ�ر و�ﺸ ـ ِ
آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا.
49
ُ ُ
ﻗـد ﺗـدعى إ� ﻗﻨـاة ﺗلﻔﺰ�وﻧﻴـ�ﺔ ﺗوﺟههـا العـام ســـ� ،ﺗـدعى إلﻴهـا لﺘﺘ�لم عﻦ
موﺿـوع مﻦ مواﺿـﻴع ا�� ال� ﻓﻴها مﻨﻔعﺔ للﻨاس .اذكر آﻳﺔ �علك ﺗمﻴل إ�
عدم الﻈهور � هﺬﻩ الﻘﻨاة.
اذكر آﻳـﺔ ﺗـدل على أن آﻳـات الﻘرآن إن لم ﺗﻨﻔع أحـدا ولم ﺗرﻓعـه وﺗطهرﻩ ﻓهـﺬا
�لل ﻓﻴه � �لل � اﻵﻳات.
إذا رأﻳـﺖ إﻧســــاﻧـا ﻳﺰ�ﻎ و�ﻨحرف ﺑعـد أن �ـان على هـدى ﻓﻴمـا ﻳﻈهر ،ﻓ� ﺗ�ـــ
ﱢ ً
ﻳعط هﺆ�ء ﻓرصــــا ،أو أﻧـه لم ﻳوﺿـــح لهم الهـدى مﻦ
الﻈﻦ ﺑـا﮻ ﺗعـا� أﻧـه لم ِ
الﻀــ�ل ،ﺑل ا�راﻓهم هﺬا لعﻴﺐ ﻓﻴهم وإهمالهم لما ﱠ
ﻓص ـل ﷲ أن ﻳعملوا ﺑه.
اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك.
ﱠ
و�ﻀـــمﻦ لهم ﻓﻴهـا ﺿـــمـاﻧـا ،لكﻨـه ﺗعـا� عﻘـ َﺐ
ُ ـﺄمر ُ ٌ ُ
آﻳـﺔ ﻳـﺄمر ﷲ ﻓﻴهـا عﺒـادﻩ ﺑ ٍ
الﻀـــمـان ﺑعﺒـارة ﺗﺒ� للمﺆمﻨ� أن علﻴهم طـاعـﺔ ﷲ � أمرﻩ هـﺬا ﺑﻐﺾ الﻨﻈر
عﻦ الﻀــمان .أي أﻧهم ليس لهم أن ﻳطالﺒوا ﷲ ﺑالﻀــمان لﻴل�موا اﻷمر ،ﻓﺈﻧما
ﱡ
الﻀمان ﺗﻔﻀ ٌل مﻦ ﷲ ﺗعا� .اذكر هﺬﻩ ا�ﺰء مﻦ اﻵﻳﺔ �دﻳدا )مﻦ �لمﺘ�(.
ﻗﻴـل :إذا أردت أن ﺗعرف عﻨـد ﷲ َمﻘـامـك ﻓـاﻧﻈر ﻓﻴمـا أﻗـامـك .وﻗـال اﺑﻦ الﻘﻴم:
الع ّمال أن ﻳعرف ﻗدرﻩ عﻨد السلطان ﻓلﻴﻨﻈر ماذا ﻳولﻴه مﻦ العمل مﻦ أراد مﻦ ُ
وﺑﺄي �ء ﻳﺸـــﻐله .اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� أن مﻦ هان على ﷲ ﻓﺈن ﷲ ﺗعا� � ﻳوﻓﻘه
للطاعات العﻈﻴمﺔ.
50
اذكر آﻳـﺔ ﺗرد ﺑهـا على مﻦ �عـل مﻘﻴـاس ا�ﻔـاﺿـــلـﺔ ﺑ� الﻨـاس على أســــاس
"اﻹﻧساﻧﻴ�ﺔ" و�هون مﻦ ﺷﺄن الﺘوحﻴد � ذلك.
مﻦ كرم ﷲ ﺗعا� أﻧه ﻳثﻴﺐ ا�ﺆمﻦ على ما ﻳعاﻧﻴ�ه � سـﺒﻴ�ل الﻐاﻳات العﻈﻴمﺔ،
وعلى أﻓعـال � ﻳﻘصـــد ﺑهـا اﻷﺟر ﺑـﺬاﺗهـا ،لكﻦ ﷲ ﺗعـا� ﻳثﻴﺒـ�ه ﺑـاعﺘﺒـ�ار ﺷـــرف
َ
ـات ﺗم�هـا عﻦالﻐـاﻳـﺔ مﻨهـا .ولﺘـﺄكﻴـد هـﺬا ا�ع� زاد ﷲ � ﺧـاﺗم ِـﺔ آﻳ ٍـﺔ ﺛ�ث �لم ٍ
اﻵﻳﺔ ال� ﺑعدها .ما هﻲ هﺬﻩ ال�لمات الﺜ�ﺛﺔ؟
�لمﺔ ﺟاءت ﺗصـر�ا � موﺿـع الﻀـم� د�لﺔ على أن ما ﻳﻨعم ﺑه ﷲ ﺗعا� على
عﺒادﻩ إﻧما هو محﺾ ﺗكرم مﻨه سﺒحاﻧه .ما هﻲ هﺬﻩ ال�لمﺔ.
مﻦ اﻷسـالﻴﺐ العرﺑﻴ�ﺔ أسـلوب الﺘهﻴﻴﺞ واﻹلهاب� .ﺄن ﺗﻘول لﺸـﺨص :إن لم
ﺗرد مســاعد� ﻓ� ﺗﻔعل ،وأﻧﺖ ﺗعلم أﻧه ﻳر�د مســاعدﺗك و� ﻳﻈﻦ ﺑه إ� هﺬا.
لكﻦ �ﺄﻧك ﺗهﻴﺠه وﺗلهﺐ حماسـﺘه لﻴﻘول لك :ﺑل أسـاعدك ﺑ� ﺗردد .اذكر آﻳﺔ
ﻓﻴها ﺗهﻴﻴﺞ وإلهاب للﻨ� صلى ﷲ علﻴه وسلم .
ـات ﺗﺘوســـط آﻳـﺔ كر�مـﺔ ،ﺗﺸـــ� إ� أن زمﻦ ﺗﺒـ�دل ا �ـال على هـﺬﻩ ُ
ﺧمس �لم ٍ
اﻷرض مﻦ اﻹﻗﺒــال إ� اﻹدﺑــار ﻳكون � ذروة ﺷـــعور اﻷﻗوام ﺑــالﻘوة والﻐلﺒــﺔ
والﺘمك� .ما هﻲ هﺬﻩ ال�لمات؟
51
مﻦ أســالﻴﺐ الﻘرآن إطماع ال�اﻓر�ﻦ وا�ﻨاﻓﻘ� ﺑﺈﺷــعارهم أن طلﺒهم أﺟﻴﺐ،
ً
إﺟـاﺑـﺔ َ ّ
عكس مـا طلﺒوا! اذكر �لمﺘ� مﻦ آﻳـﺔ ح� إذا ﺗـﺄملوا وﺟـدوا مـا ﻇﻨوﻩ
ﻓﻴهما هﺬا اﻷسلوب.
مﻦ أسـالﻴﺐ الﻘرآن � ا�سـﺘهﺰاء ﺑﺄهل الﺒاطل "ا�سـﺘثﻨ�اء الﺘهك�" ،وهو مﻦ
َّ َّ َ َ َّ
ِين كذبُوا ﻗﺒﻴ�ل ﺗﺄكﻴد ال�ـء ﺑما ﻳﺸـﺒه ﺿـدﻩ ..كﻘوله ﺗعا� � اﻷعراف﴿ :إِن ا�
َ َ َ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ ُ َ َّ ُ َ ُ ْ َ ْ َ ُ َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ
ون ْ َ
ا� َّن َة َح َّ ٰ
� يَل َِج بِآيات ِنا واسـتك�وا �نها � �فتح لهم �بــ ـواب السـماءِ و� يدخل
َُ ْ َْ ُ
اط﴾ ]اﻷعراف .[40:ﻓاسـﺘحالﺔ ولوج ا�مل � سـم ا�ﻴاط ا� َمل ِ� َسـ ِّم ا� َِي ِ
ﺗﺆكـد على ﺧلودهم � العـﺬاب واســـﺘحـا لـﺔ دﺧولهم ا�ﻨـﺔ .اذكر أرﺑع �لمـات
مﻦ آﻳﺔ ﻓهم مﻨها ﺑعﺾ أهل العلم اسﺘثﻨ�اءا ﺗهكمﻴا مﺸاﺑها.
ذم ﷲ � الكﻔار أﻧهم ســـرعان ما ﻳﺆمﻨون ﺑاﻷصـــﻨام رﻏم عدم ﻳﻘﻴﻨهم ،ﺑل هم
َ ً
ﻳﻈﻨون ﻇﻨا و� ﻳﻘ� � ﻗلوﺑهم �اﻩ معﺒوداﺗهم الﺒاطلﺔ .اذكر آﻳﺔ ﺗوﺿــح هﺬا
ا�ع� وﺗﺸ� إ� أن ا�ﺆمﻦ ﻳنﺒﻐى أن ﻳكون إﻳماﻧه ﻳﻘﻴنﻴ�ا.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
52
�د � ﺑعﺾ ا�صــومات ﺑ� البﺸــر أن أحدهم �ﻘد على اﻵﺧر و�ســعى �
أذﻳﺘـ�ه والﺘﺨلص مﻨـه .أمـا � الﻘرآن ﻓـﺈﻧـك �ـد الﺒﻐﺾ لل�ـاﻓر�ﻦ وا�ﻨـاﻓﻘ�
مﻘروﻧا ﺑسـوء أﻓعالهم � ﺑﺄﺷـﺨاصـهم� ،ﻴﺚ هم ﺑﻐﻴﻀـون ما ﺑﻘوا على كﻔرهم
ومعصـــﻴﺘهم ،لكﻦ الﻘرآن ﻳﻔﺘح لهم ا�ﺠـال لﻴﻨﻔكوا عﻦ هـﺬا الكﻔر وا�عصـــﻴـﺔ
ً
ﻓ�ول عﻨهم ا�ﻘﺖ والﻐﻀﺐ .اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳﺸ� إ� هﺬا ا�ع�.
ﻓعـل ﺗكرر ﺛ�ث مرات ﺑﺸـــ�ـل ملﻔـﺖ � آﻳﺘ� مﺘﺘـ�الﻴﺘ� ﺑمـا ﻳـدل على حـاﺟـﺔ
َ ْ َ ُ َ َّ َّ َ َ ُ
ا� �ُول العﺒـد المـاســـﺔ إ� ﺗوﻓﻴﻖ ﷲ ،ومـﺬكرا إﻳـاﻧـا ﺑﻘولـه ﺗعـا�﴿ :واعلموا أن
َْ ََْ ْ
� ال َم ْر ِء َوقلبِهِ﴾ ]اﻷﻧﻔال .[24:اذكر ا�وطﻦ الﺬي ﻓﻴه ذكر الﻔعل ﺑﺘصـــر�ﻔ� ب
مﺘﻘارﺑ�.
ﺑعﺾ الﻨـاس ﻳﻘﻨط مﻦ رحمـﺔ ﷲ ﻷﻧـه ﻳعـاود الـﺬﻧوب الﻔﻴﻨـ�ﺔ ﺑعـد الﻔﻴﻨـ�ﺔ،
ّ
ﻓﻴﺘهم ﻧﻔسـه ﺑالﻨﻔاق ﺑدعوى ﱠأن ﺿـعﻔه وﺗكرارﻩ للﺬﻧوب ٌ
دلﻴل على عدم ﺧوﻓه
مﻦ ﷲ وعلى عـدم ﺟـدوى اﻷعمـال الصــــا �ـﺔ مع وﺟود ا�عـا� .اذكر آﻳـﺔ
ﺗﻔﺘح له ﺑاب الرﺟاء � رحمـﺔ ﷲ طالمـا أﻧه ﻳعمـل الصـــا�ات و�ﻘر ﺑﺄن ذﻧوﺑـه
ذﻧوب و� ﻳداﻓع عﻨها.
53
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ
َ َ
ﻗـد ﻳﻈﻦ الﻘـارئ لﻘولـه ﺗعـا� -ح�ـاﻳـﺔ عﻦ ﻧبﻴـ�ه لوط � -ســـورة ِا�ﺠر ﴿�ٰ ُؤ� ِء
َ َ ُ
�عصﻴﺔ أهون مﻦ
ٍ ا� إِن كنـــ ُت ْم فا ِعلِيـــ َن﴾ ]ا�ﺠر [71:أﻧه ﻳدعو ﻗومه ََ
�نـــ ِ
َ
آﻳﺔ � هﺬا ا�ﺰء ﺗدﻓع هﺬا الﻈﻦ.
�لمات مﻦ ٍ
ٍ معصﻴﺔ .اذكر ﺛ�ث
َ
ا�ﺨاطﺒ� مﻦ أهم ا�واﺟﺰ الﻨﻔسﻴﺔ ال� ﻳنﺒﻐﻲ العمل على كسرها � ﻧﻔوس
ﱡ
ﺑالدعوة ﻇﻨهم أﻧﻨ�ا ﻧدعوهم � ســﺒﻴ�ل �صــﻴل مصــالح دﻧﻴو�ﺔ .اذكر آﻳﺔ ﺗدل
على ذلك.
اذكر �لمﺔ مﻦ ﺟﺰء الﻴوم ﻳسﺘدل ﺑها ﺑعﺾ العلماء على أن مﺠرد ﺑ�ﻏﺔ الﻘرآن
وﻓصــــاحﺘــه �ــاﻓﻴــﺔ � اﻹعﺠــاز ﺑﻘطع الﻨﻈر عﻦ علو معــاﻧﻴـ�ه ومــا حواﻩ مﻦ
الد��ت اﻷﺧرى على أﻧه مﻦ عﻨد ﷲ.
ً َ
ﻗوم مﻦ أﻗوام اﻷﻧبﻴـ�اء كرروا � ﺟحـدهم رســــالـﺔ ﻧبﻴهم �لمـﺔ ،ﻓﻘـاﺑلهـا ﻧبﻴهم
ﺑ�لمﺔ ﺗطعﻦ � أﻓهامهم وﺗﻘدﻳراﺗهم ال� اعﺘمدوا علﻴها .ما هﻲ هﺬﻩ ال�لمﺔ؟
ٍ
54
التســو�ﻒ ﺑا�ســﺘﻘامﺔ ،وﺗمﻨﻴ�ﺔ الﻨﻔس أن هﺬا آﺧر اﻷﺧطاء ،مدﺧل ﺷــﻴطا�
�ﻗﺘحـام ا�ﺨـالﻔـﺔ ﺛم الركون إ� مﺜلهـا .اذكر ﺧمس �لمـات مﻦ آﻳـﺔ ﻓﻴهـا ٌ
ذكر
لتسو�ﻒ كهﺬا.
ٍ
عﺰة الﻨﻔس ﺗﺰ�د ﺛﻘﺔ الﻨاس ﺑصدﻗك .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ُ
آﻳﺔ ﻳسـﺘدل ﺑها أهل العلم على أن الﺬي أ ِم َر إﺑراهﻴم ﺑﺬ�ه هو اسـماعﻴل وليس
إسحاق.
َ َ َّ ّ
مـا �ـل ﺑـاﻷمم مﻦ ﺑ�ﻳـا � ﻳﺘعﻆ ﺑـه إ� ا�ﺆمﻨون .ﻗـال ﷲ ﺗعـا�﴿ :إِن ِ� �ٰلـِك
ذكرﻧــا � ســـورة آل عمران ،أن ﺗرك اﻷمر ﺑــا�عروف والﻨهﻲ عﻦ ا�ﻨكر ﻳكون
َ َ َ ُ ُ َ َّ َ َ َ َّ ُ َ ْ
اخ َتلَ ُفوا مِن َ� ْعـ ِد َمـا َجـ َ
اء ُه ُم
ً
ســـﺒﺒـ�ا لل�اع والﻔراق ﴿و� ت�ونوا ��ِين �فرقوا و
ا�َيّ َنـ ُ ْ
ات﴾ .اذكر آﻳـﺔ ﺗﺒ� أن الﺘصـــدي ﻷهـل الﻔســـاد هو ســـﺒـﺐ للحﻔـاظ على ِ
اﻷمم مﻦ اله�ك.
55
َ ُ ُ ّ َ َ َ ْ َ ُ َ ﻗـال ﷲ ﺗعـا�َ ﴿ :فـأَ َّمـا ْا� َ
�ســـان إِذا َمـا ا�ْ َت�هُ َر ُّ�ـ ُه فـأ� َر َمـ ُه َو� َّع َمـ ُه � َيقول َر ِ� ِ
َ َ َ َ ُ ُ َ َ ََ َ َ َ ْ
أ� َر َم ِن َوأ َّمـا إِذا َمـا ا�ْ َت�هُ �قـ َد َر َعليْـهِ رِ ْزقـ ُه � َيقول َر ّ ِ� أ َهـان ِن﴾ ]الﻔﺠر-15:
.[16واﻵﻳـات ﺗﺸـــ� إ� ﻓهم ﺧـاطﺊ عﻨـد الﺒعﺾ ،إذ ﻳرﺑط ﺑ� ا �ـا لـﺔ المـادﻳـﺔ
لﻺﻧسان � الدﻧﻴ�ا وم�لﺘه عﻨد ﷲ.
اذكر آﻳﺔ مﻦ هﺬﻩ اﻷﺟﺰاء ﺗﺸــ� إ� أن حال اﻹﻧســان � الدﻧﻴ�ا مﻦ ﻓﻘر أو ﻏ� أو
ﺟاﻩ أو مﻨصﺐ � ع�ﻗﺔ له ﺑم�لﺘه عﻨد ﷲ.
حسﻦ س�ﺗك ﺧ� دعوة ،إذ هو �عل الﻨاس ﻳطلﺒون علمك مﻦ أﻧﻔسهم .اذكر
ﺧاﺗمﺔ آﻳﺔ مﻦ أرﺑع �لمات ﺗﺸ� إ� هﺬا ا�ع�.
56
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ
اذكر عﺒارة دﻗﻴﻘﺔ اســـﺘﺨدمها الﻘرآن ﺗﺒ� حﺬر ﻳوســـﻒ مﻦ الكﺬب ح� وإن
�ان ﻹﺗمام ﺧطﺔ له مﻨها مﻘصد ﻧبﻴ�ل.
اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳـﺔ ﻳﺒ� أن ﷲ عﺰ وﺟـل إذا ﻗـدر أمرا ﻳســـر لـه أســـﺒـاﺑـا ﺧﻔﻴـﺔ �
�طر ﺑالﺒال.
ســـ�مـﺔ الـدﻳﻦ ﻧعمـﺔ ﻳم� ﷲ ﺑهـا على العﺒـد وإن �ـاﻧـﺖ مﻦ ﺧ�ل مصـــﻴﺒـ�ﺔ
ﺗصﻴﺐ ا�رء � دﻧﻴ�اﻩ .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك.
ً َ ً
�لمﺔ ﻗالها
ﺧروﺟه مﻦ الســﺠﻦ ،مﻘارﻧﺔ ِﺑكم ٍ
ِ ـﻴﺔ
كم �لمﺔ ﻗالها ﻳوســﻒ � ﻗﻀـ ِ
� الدعوة إ� رﺑه سﺒحاﻧه؟
ً َ
ﺗ�لمـﺖ ﺑـاللهﺠـﺔ ا�حلﻴـﺔ لﺘﻘرب مﻔهومـا إ� الﻨـاس وأﻧـﺖ ﺗعلم أﻧهم مـا �ـاﻧوا
لﻴﻔهموﻩ ﺑﻐ� هــﺬا .ﻓعــاﺗﺒــك صــــدﻳﻘــك أن هــﺬا �ــل ﺑــا�ﻔــاظ على اللﻐــﺔ
الﻔص� .اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﺗرد ﺑها علﻴه.
57
كﺘهمـﺔ
مﻦ أســــالﻴـﺐ أهـل الﺒـاطـل أﻧهم ﻳﺘ�لمون عﻦ مﺨـالﻔـﺔ مﻘـدســــاﺗهم ٍ
َ ﱠ
ـاءلﺔ صـحﺔ ما ﻗدسـوﻩ .اذكر سـﺒع �لمات
مﺔ � ﻧﻘاش ﻓﻴها ،ﺗهرﺑا مﻦ مس ِ ُمسـل ٍ
مﻦ آﻳﺔ ﺗﺸ� لهﺬا ا�ع�.
َ ْ ُ َ
مﻦ ﺛمرات معرﻓـﺔ ا�ﻖ واﺗﺒـ�اعـه ﻳﻘﻴﻨـك ﺑـﺄن ﷲ إذ وﻓﻘـك لـﺬلـك ﻓـﺈﻧـه أراد ﺑـك
َ َ ُ ً
عاﻗ َﺒﺘك م� �ﺄت إلﻴه .اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳدل على ﱢُ
ﺧ�ا ﻓسﻴدﺑر لك و� ِسﻦ ِ
ذلك.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
مﻦ حســﻦ ﺧلﻖ ﻳوســﻒ علﻴه الســ�م أﻧه لم ﻳســﻨد الﻈلم ﻹﺧوﺗه رﻏم وﻗوعه
مﻨهم .اذكر ﺧمس �لمات ﺗﺒ� ذلك.
58
اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ
ً ً
أسﺒاب أرﺿﻴﺔ ﻇاﻧ� ﻓﻴها اﻷمان ،وﻗد ﺗكون
ٍ كﺜ�ا ما �د أﻗواما ﻳسﺘﻨ�دون إ�
مما ﻳسـﺨط ﷲ ،ﻓﻴﺠعل ﷲ ﻧهاﻳﺘهم مﻦ الﻨاحﻴﺔ الﺬي ﻇﻨوها سـﺒﺐ أماﻧهم!
اذكر آﻳﺔ ﺗﺬكرك ﺑهﺬا ا�ع�.
اذكر آﻳﺔ ﺗرد ﺑها على مﻦ ﻳدعﻲ أن مهمﺔ الﻨ� صـلى ﷲ علﻴه وسـلم ا�صـرت
� ﺗﺒلﻴﻎ الﻘرآن ﺑما ﻳﻐ� عﻦ حﻔﻆ السﻨﺔ.
ُُ
العلو ﮻ ﺗعا�. اذكر آﻳﺔ ﺗثﺒﺖ ﺟهﺔ
59
ً
مطهرا مﻦ �ـل اذكر �لمـﺔ مﻦ ﺟﺰء الﻴوم ﺗﺒ� أﻧـه � ﻳلﻴﻖ ﺑـا�ﻨـﺔ إ� مﻦ �ـان
ﺧﺒﺚ.
ﻗال رسـول ﷲ صـلى ﷲ علﻴه وسـلم) :ومﻦ سـﻦ � اﻹسـ�م سـﻨﺔ سـﻴﺌ�ﺔ �ان
علﻴـه وزرهـا ووزر مﻦ عمـل ﺑهـا مﻦ ﺑعـدﻩ � ﻳﻨﻘص ذلـك مﻦ أوزارهم ﺷـــﻴﺌـ�ا(
ً
)رواﻩ مسلم( .اذكر آﻳﺔ ﺗﺸ� إ� ا�ع� ﻧﻔسه.
اذكر أرﺑع �لمـات مﻦ آﻳـﺔ ﺗﺒ� أن ﷲ ﺗعهـد ﺑبﻴـ�ان الطر�ﻖ ا�ســـﺘﻘﻴم ا�وصـــل
إلﻴه.
�لمـا زاد إﻳمـان العﺒـد ﺑلﻘـاء رﺑـه زاد عﻔوﻩ وﺗســــامحـه وﻗ ّـل اﻧﺘصــــارﻩ لﻨﻔســــه،
ﻓا�نﺸــﻐلون ﺑاﻵﺧرة � وﻗﺖ للعداوات والﺸــحﻨاء عﻨدهم .اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ
ﺗﺬكرك ﺑهﺬا ا�ع�.
ُ ُ
�م﴾ ]هود [78:ﺗعﻴنﻨ�ا على صحﺔ ﻓهم ﺛ�ث �لمات مﻦ آﻳﺔ ﴿ ُه َّن أَ َ
طه ُر لَ ُ
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
�ﺑد أن ﻳعلم الداعﻴﺔ إ� ﷲ أن أمر الدعوة � ﻳﻘﺘصـــر على اﻹﻗﻨاع العﻘلﻲ كﻲ
ﻳهﺘـدي مﻦ أمـامـه ،ﻓهﻨـاك مواﻧع �ـاﺗﺒـ�اع الهوى .ﻓعﻨـاد ال�ـاﻓر ﻳوصـــلـه إ� إﻧ�ـار
60
ّ
الﺒيﻨ�ات ا�ســـﻴﺔ الﻀـــرور�ﺔ ،ﻓمﺜل هﺬا � ﻳﻨﻔع معه ك�ة اﻷدلﺔ .اذكر آﻳﺘ�
مﺘﺘ�الﻴﺘ� �م�ن هﺬا ا�ع�:
ما � ﺗرﺗﻀﻴه لﻨﻔسك � ﻳنﺒﻐﻲ أن ﺗرﺗﻀﻴه لﻐ�ك ،ﻓما ﺑالك ﺑا�الﻖ سﺒحاﻧه.
ت َ� ْ� َمانُ ُك ُْ ْ َ َّ ُ ّ َّ َ َ َ َ ُ َ َ َ ُ ًَ
�م ســ�م ۖ هل ل�م مِن ما مل� َب ل�م َّمث� ّم ِْن أنف ِ ﻗال ﺗعا�﴿ :
نف َسـ ـ ُ َ َ ٌ ََ ُ َُ ْ َ َ ُ ْ َ ُ ا� ْم فَـأَ ُ
� َ� َء � َمـا َر َز ْ� َنـ ُّ ُ
� ْم﴾ نت ْم �ِيـهِ سـ ـواء �ـافو�هم كخِيفتِ�م أ مِن َ ِ
]الروم .[28:اذكر آﻳﺔ ﺑﻨﻔس ا�ع�.
ُ ُ َُ
سوء ﺧل ٍﻖ ﻳﺆدي إ� ﻓﺘﻨ�ﺔ الﻨاس عﻦ دﻳﻨهم. اذكر آﻳﺔ � ﱢوف مﻦ
أﻧكر ﷲ على مﻦ � ﻳﻘﻒ على ﺷـــواهـد عﻈمﺘـه � ﺧلﻘـه ﻓﻴﺘـ�دﺑرهـا .اذكر آﻳـﺔ
ﻓﻴها هﺬا ا�ع�.
61
اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ
َ ُ
ﻳنســ ُﺐ ﻓﻴه الﻘرآن الﻔﻀــل إ�
�ات مﻦ الﻨ� صــلى ﷲ علﻴه وســلم ِ
موﻗﻒ ﺛﺒ ٍ
ﷲ ﺗعا� .اذكر ﺛ�ث �لمات ﻓﻴها هﺬﻩ النسﺒﺔ.
اذكر آﻳﺘ� ﻓﻴهمــا ﺧطــاب للﻨ� ﺑمــا ﻳﺆكــد على أن كرامﺘــه على ﷲ مﻘروﻧــﺔ
ﺑطاعﺘه ،وأﻧه إن أﺷرك ﻓﻘد هﺬﻩ الكرامﺔ.
َ ُ َ َّ َ َ َ ُ َ ُ ْ َ ُ َ َ َّ َ َ ُ ْ َ ٰ َ
� َعليْ ِه ْم � َي ُموتوا ﻗال ﺗعـــا� � أهل الﻨـــار﴿ :وا�ِين �فروا لهم نار جهنم � �ق
ُ َّ َ ُ َ َ ُ َ َّ ُ َ ْ ُ ّ ْ َ َ َ َ َ ٰ َ َ ْ
ور﴾ ]ﻓاطر .[36:وهﺬا ُﻳﺸــعر و� �فف �نهم مِن عذابِها ۚ ك�ل ِك � ِزي � كف ٍ
ﺑـﺄن ﻧـار ﺟهﻨم � �ﺒو .اذكر آﻳـﺔ ﻓﻴهـا حرف واحـد �ـل مـا ﻗـد ﻳﻈهر أﻧـه ﺗعـارض
ﺑ� اﻵﻳﺘ�.
آﻳﺔ ُﺗ ُ
ع� � حل ا�ﺸـــا�ل ﺑ� ا�ســـلم� ،وﺗﻔســـر وﻗوع ا��ف ﺑ� طرﻓ�
ُمر�دﻳﻦ للﺨ�.
ً
ﺗﺸــو�ه الصــادﻗ� ﺑاﻷلﻘاب وســﻴلﺔ ﺟاهلﻴﺔ ،ﻳطلﻘون لﻘﺒا ﺑاﻷمس ﻳﻨ�اﻗﺾ
لﻘﺐ الﻴوم وا�ﻘصـــود واحد ،ﺗﺸـــو�ه صـــورﺗه وﺗﻨﻔ� الﻨاس عﻨه .اذكر مطلع
آﻳﺔ ﺗدل على �ﺒطهم � ذلك.
62
ﻧ� وﺗواﺿـــعـه � ﺗعـاملـه مع مﻦ ﻳﻘوم
اذكر �لمﺘ� مﻦ آﻳـﺔ ﺗـد�ن على أدب ٍ
�دمﺘه.
ســـﺖ �لمـات مﻦ آﻳـﺔ ﺗـدل على أن اﻹﻧســـان ﻳرﺟع إ� رﺑـه ﺑ� مـال و� أهـل و�
عﺸ�ة .ما هﻲ؟
ً ﱢ ُ
أﻗواهم عﺰ�مـﺔ ُﻳﻘـدم حﻖ رﺑـه على ﺷـــهوة ﺟعـل ﷲ الـدﻧﻴـ�ا مﻐر�ـﺔ ملهﻴـﺔ ،ل�ى
ﻧﻔسه .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�.
� ﺗﻐ� ﺑﻨﻔســــك � أﻳـﺔ ِرﻓع ٍـﺔ أو ﺧ� ﺗصــــل إلﻴـه ،ﻓ�ـل مـا أﻧـﺖ ﻓﻴـه مﻦ ﺧ� هو
محﺾ ﻓﻀـل مﻦ ﷲ ،وهو سـﺒحاﻧه ﻗادر على سـلﺒه مﻨك .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على
هﺬا ا�ع�.
صــاحﺒك ﻳﺘﻘرب إ� ﷲ ﺑما لم ﻳﺸــرع .ﻧصــحﺘه ﻓﻘال لك) :ا�هم العمل ﺑنﻴ�ﺔ
طﻴﺒ�ﺔ( .اذكر �لمﺔ مﻦ آﻳﺔ ﺗرد ﺑها علﻴه.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
مﻦ الﻨاس مﻦ إذا لم ﻳتيسـر له أسـﺒاب طاعﺔ مﻦ الطاعات ﻓﺈﻧه ُﻳسـر و� ﻳرﺟو
حصـول أسـﺒاﺑها ﺑل ﻳﻘول" :عملﺖ ما علﻲ" .ﺑيﻨما ّ
ﻳوﺟهﻨا الﻘرآن إ� أ� ّ
ﻧﻔوت
ﻓرصــﺔ اﻷعمال الﻘلﺒﻴ�ﺔ ،ﺑل ﻧرﺟو ﺗيســ� أســﺒاب الطاعﺔ ال� لم ﻧﺘمكﻦ مﻨها.
اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها هﺬا ا�ع�.
آﻳـﺔ ﻳســـﺘـدل ﺑهـا ا�ﺒطلون على إﺑطـال حـد الردة و�ـﺄن اﻹســـ�م ﻳعطﻲ ا�ر�ـﺔ
ل�ـل أحـد أن ﻳﻔعـل � أمر الـدﻳﻦ مـا ﻳﺸــــاء ﺑ� ﺗﺒعـات ،ﺑيﻨمـا ﺧـاﺗمﺘهـا ﺗرهﻴـﺐ
مﺨﻴﻒ ،ﺑاﻹﺿــاﻓﺔ لكوﻧها مكﻴﺔ � عهد ا�ســﺘﻀــعاف ﻗﺒل أن ﻳﻘﻴم ﻧبﻴﻨ�ا ﷺ
دولﺔ .
64
اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ
َ ﱠ
مﻦ اﻷسـالﻴﺐ اللطﻴﻔﺔ � الدعاء أن ﺗﺘوسـل إ� ﷲ ﺗعا� ﺑﺄﻧك ﻳا رب لم ﺗ ُرد�
ﺧـاﺋﺒـ�ا ﻓﻴمـا كﻨـﺖ ادعوك مﻦ ﻗﺒ ُـل ،وعودﺗ� على كرمـك وﺟمﻴـل صـــﻨعـك �
ﻓﺄكرم� ﺑاسﺘﺠاﺑﺔ هﺬا الدعاء أﻳﻀا .اذكر آﻳﺔ �مل هﺬا ا�ع�.
َ َُﱢ
ﻧﻘﻴصـــﺔ ﻧ َســـ َﺒﺘها إلﻴه
ٍ اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها إﺿـــاﻓﺔ )مﻦ ﺛ�ث �لمات( ﺗ�ﻩ ﻧبﻴ ً�ا عﻦ
ُ
كﺘﺐ أهل الكﺘاب ا�حرﻓﺔ.
ُ َ َُ َ ّ َ َ ْ ُ َ َْ ُ ْ ْ َ َ
� بَ ِ� ول فَ َّرقْ َ
ت بَ ْ َ ﴿قال يَا ا�ْ َن أ َّم � تأخذ بِل ِح َي ِ� َو� ب ِ َرأ ِ� إِ ِ� خ ِ
شــيت أن �ق
ب قَ ْو�﴾ ]طهُ .[94 :ﺗ ﱠ يل َول َ ْم تَ ْر ُق ْ
ْ َ َ
ﻔسر هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺑﺂﻳﺔ أﺧرى مﻦ ﻏ� هﺬا ِ إِســـرا� ِ
ا�ﺰء ،اذكرها.
اسـﺘﺨدام ﺿـم� مع� � �لمﺔ مﻦ آﻳﺔ اﺷـﺘﻖ مﻨها ﺑعﺾ العلماء أن ﻧﻔﻘﺔ ا�رأة
على زوﺟها � الكســـوة والطعام والﺸـــراب وا�ســـكﻦ .اذكر ال�لمﺔ ال� ﻓﻴها
هﺬا الﻀم�.
ُ
� ﱢوز الﺒعﺾ لﻨﻔسه مﺸاركﺔ أهل الكﺘاب � أعﻴادهم الدﻳنﻴ�ﺔ ِ ُ� ﱠﺠﺔ التسامح
ُ ﱢ
و�ـﺄﻧـه ﻏﻔـل ﻓﻴمـا ﻏﻔـل عﻦ آﻳـﺔ ﺗ َﺒ� ﻓﺰع ا��ﺋﻖ ﻏ� الﺜﻘل� مﻦ عﻘﻴـدﺗهم
الﺸركﻴﺔ .اذكر هﺬﻩ اﻵﻳﺔ.
65
ْ
�ســـم مﻦ أســـمـاء ﷲ ا�ســـ� كﻨـا ﻧﺘوﻗع أن
ٍ ـات مﻦ آﻳـﺔ ﻓﻴهـا ِذك ٌر
ﺛ�ث �لم ٍ
َ
ُﻳﺬكر ﻏ�ﻩ ،ولكﻦ ِذكر هﺬا ا�ســم � ذلك ا�وﺿــع ﻳو� ِﺑ ِعﻈ ِم ُﺟرم مﻦ ﻳعﺬﺑه
ﷲ.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ً َ
ـاك ﱠ ُ ً ﱢ َ ﱠ َ ﱠ َ ﱠ ﱠ َ َ ﱠ َ
ﷲ ﺧ�ا وعﺰ ،إ� أعط ﷲ ،ﺟـل
ﻗـال ﻧبﻴﻨـ�ا ﷺ) :إﻧـك لﻦ ﺗـدع ﺷـــﻴﺌـ�ا اﺗﻘـاء ِ
مﻨه( )ﻗال الوادعﻲ � الصحﻴح ا�سﻨد :صحﻴح(. ُ
ْ
أهـل الﺒـاطـل أﺗﺒـ�اع هوى .ﻓ� ﻳنﺒﻐﻲ للمﺆمﻦ أن ﻳﻀـــعﻒ ﻳﻘﻴﻨـ�ه ﺑـدﻳﻨـ�ه إذا رأى
ك�ﺗهم وصـــ�ﺑﺘهم � ﺑـاطلهم ،و� ﻳنﺒﻐﻲ أن ﻳعطﻴهم الﻔرص لﻴصـــرﻓوﻩ عﻦ
العمل لﻶﺧرة ﻓﻴهلك .اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها هﺬا ا�ع�.
66
اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ
لما �ان ﺗﻀــﻴﻴع ﻧصــوص الو� الﻘرآ� أمرا مســﺘحﻴ� على الﺸــﻴطان ﻷن ﷲ
ﻗـدر حﻔﻈـه ﻓـﺈن محـاولـﺔ الﺸـــﻴطـان ﺗكون ﺑﺘﻀـــﻴﻴع مع� الﻨص ﺑـا�طـﺄ �
ً
الﻔهم .اذكر آﻳﺔ �مل هﺬا ا�ع�.
ا�ﻖ واحد والﺒاطل ﻳﺘعدد .اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� �ﺒط الكﻔار ﺑ� أﻗوال عدﻳدة �لها
ﺑاطلﺔ.
مﻦ مﻨهﺞ أهـل الﺒـاطـل أﻧهم ﻳﺘهرﺑون مﻦ مﻨـاﻗﺸــــﺔ ا�ﻖ إ� ا�ﻧﺘﻘـاص مﻦ
ﻗاﺋله .اذكر آﻳﺔ �مل هﺬا ا�ع�.
أورد ﺑعﺾ ا�ﻔســر�ﻦ ما ُﻳعرف ﺑﻘصــﺔ الﻐراﻧﻴﻖ ،وذلك عﻨد ﺗﻔســ�هم لﻘوله
ُ َ َ َ ّ َّ َ َ َ َّ ٰ َ ْ َ َّ ﺗعا�َ ﴿ :و َما أَ ْر َســلْ َنا مِن َ�بْل َِك مِن َّر ُ
� �ل� الشــيْ َطان ِ� � إِ� إِذا �م
ٍِ ن � و ول
ٍ ســ
ِيم َحك ٌ
ِيم﴾ َ َّ ان ُ� َّم ُ�ْــــ� ُِم ُ
َّ
ا� آيَاتِهِ ۗ َو ُ
ا� عل ٌ َّ ْ َ ُ ْ
ا� َما يُل ِ� الشـيط نسـ ُخ َّ ُ أُ ْمنِيَّتِهِ َ� َي َ
]ا�ﺞ ،[58:والﻘصﺔ ﺗﺰعم أن رسول ﷲ ﻗرأ ﻳوما ﺑمكﺔ سورة الﻨﺠم ،ح� إذا
َ َ َ َ َّ َ َ ْ ُ ْ
خ َر ٰ ت َوالْ ُع َّز ٰ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ
ال� َ
ى﴾ ألﻘى ا�ـة ا�
ى ومنـاة ا�ـ ِ مــا وصــــل موﺿـــع ﴿أفر��تم
ﻧهى ﷲ ﻧبﻴـ�ه ،ومﻦ ﺑعـدﻩ أمﺘـه ،أن ﻧمـد أعﻴنﻨـ�ا إ� ما مﺘع ﺑه ال�ـاﻓر�ﻦ � الدﻧﻴـ�ا.
ورســول ﷲ ﻳصــ�ﻧا �ﻘﻴﻘﺔ أن ما حرمﻨا مﻨه � الدﻧﻴ�ا وﺗمﺘعوا هم ﺑه ســﻴكون
ُ
لﻨـا � اﻵﺧرة و�رمون هم مﻨـه .كمـا ﻗـال � ا �ـدﻳـﺚ الـﺬي رواﻩ الﺒﺨـاري�) :
ﱢ َ َ َ
الﺬهﺐ والﻔﻀـ ِـﺔ ،و� ﺗﺄ�لوا �
ِ ا�ر�ر و� الدﻳﺒ�اج ،و� ﺗﺸــرﺑوا � آﻧﻴ ِ�ﺔ ﺗ َلبســوا
ﱠ
اﻵﺧرة( .اذكر موﺿـــعـا � الﻘرآن ﻓﻴـه أن
ِ ـاﻓ َهـا ،ﻓـﺈﻧهـا لهم � الـدﻧﻴـ�ا ولﻨـا �
ِصـــح ِ
حﻘﻴﻘﺔ حصـر ا�ﻨﺔ على ا�ﺆمﻨ� ﻳنﺒﻐﻲ أن ﺗعﻴﻨهم وﺗكﻔﻴهم كﺰاد ﻳ�ودون ﺑه
� طر�ﻘهم إ� ﷲ .ﺧاصﺔ �ﻦ ﺗعلﻖ ﻗلﺒه ﺑاﻵﺧرة عﻦ طر�ﻖ العﺒادة.
�د مﻦ ﻳم�ـ عمرﻩ � الﻈلم واﻹﻓسـاد وﺗرو�ﺞ الﺒاطل ومحارﺑﺔ ا�ﻖ .اذكر
آﻳﺔ ﺗصور �ﻈﺔ ﺗمﺜل ذورة ﻧدمهم على هﺬا �له و�ﻘﻴﻨهم ﺑما أﻧكروا مﻦ ﻗﺒل.
َ ُ
ﺗلم ُع ل َم ُع ا�ﻖ للعﺒد ،وح� أع� الكﻔرة ﻳكون ا�ﻖ ﻗد ﻇهر لهم � محطات.
ﱡ
ﻓمﻦ اســـﺘﻐـل هـﺬﻩ اللمع �ـا وســـعـد ،ومﻦ ﺗك� وأعرض وﺟحـد ﺷـــﻘى .اذكر
آﻳﺘ� مﺘﺘ�الﻴﺘ� ﺗصﻒ موﻗﻔا �ع ﻓﻴه ا�ﻖ لﻘوم ﻓﺠحدوﻩ.
68
ُ َ
�لمﺔ ﺑمع� "ﻧﻀـ ﱢﻴﻖ" وردت � أﻳﺔ � هﺬا ا�ﺰء ،ﻳﺆدي عدم ﻓهمها لسـوء ﻓهم
كﺒ� .اذكر هﺬﻩ ال�لمﺔ.
اذكر �لمﺘ� ﺗد�ن على أن هﺬا الﻘرآن ﺷرف �ﻦ عمل ﺑما ﻓﻴه.
لك صــدﻳﻖ ﺑدأ ﻳهﺘم ﺑدراســﺔ الﻔلســﻔﺔ وأصــﺒح ﻳﻐلﺐ علﻴه اســﺘﺨدامها �
ُ
دعوﺗه الﻨاس إ� ا�ســﺘﻘامﺔ .اذكر أرﺑع �لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗﺒ� ِﺑها له أﻧه حاد عﻦ
ُ
الطر�ﻖ الﺬي أمر ﺑه الﻨ� صلى ﷲ علﻴه وسلم.
ﺗرك العﺒادة مﺬلﺔ لﺘاركها .اذكر سﺒع �لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗﺬكرك ﺑهﺬا ا�ع�.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
69
وﻏﻴﻆ على الدﻳﻦ ﻳﻈهر � م�محهم .اذكر آﻳﺔ
ٍ ما � ﻗلوب أهل الكﻔر مﻦ حﻨﻖ
ﻓﻴها هﺬا ا�ع�.
ذكر ﷲ ﺗعا� ﻗصـﺔ ﺗﻨﺠﻴﺔ ﻧ� مﻦ اﻷﻧبﻴ�اء علﻴهم السـ�م ممﻦ ﻗصـدﻩ ﺑسـوء
� أك� مﻦ موﺿــع ،أحدها � هﺬا ا �ﺰء .وذكر � َو ْص ـ ِﻒ ما ﺟازاهم ﺑه �لمﺘ�
مﺨﺘلﻔﺘ� ،مﻦ ﻳﻘرأهما ﻗد � ﻳﻔهم سـﺒﺐ ﺗﻨو�عهما .لكﻦ إذا رﺟعﺖ إ� سـﻴاق
َ
اﻵﻳـات عرﻓـﺖ أن �ـل �لمـﺔ � وصـــﻒ ﺟﺰاﺋهم �ـاﻧـﺖ أﻧســـﺐ لســـﻴـاﻗهـا .اذكر
ال�لمﺘ� )إحداهما مﻦ هﺬا ا �ﺰء(.
70
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ
ٌ
واو � آﻳـﺔ أﻓـادت أن ﻗﺒلهـا محـﺬوﻓـا مﻦ أوﺟـه ا�ﻨـاﻓع والﺘصـــرف ال� ﺗكون �
الدﻧﻴ�ا و� ﺗكون � اﻵﺧرة � .أي آﻳﺔ وردت هﺬﻩ الواو؟
مﻦ أســـالﻴـﺐ أهـل الﺒـاطـل الطعﻦ � ﻧواﻳـا ا�صـــلح� مﻦ دعوﺗهم وادعـاء أﻧهـا
لمﺂرب ﺷﺨصﻴﺔ .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك.
اذكر آﻳـﺔ ﻓﻴهـا ﻗـاعـدة الﺘ�لﻴﻒ والﻀـــمـان ممـا ﻳﺘمﻨـاﻩ ا�ســـلمون ﺟمﻴعـا هـﺬﻩ
اﻷﻳام.
ﻗـد ﻳهلـك ا�رء ﺑـﺄعمـال الﻘلوب وهو � ﻳﺸـــعر .ومﻦ كﺒـاﺋر الﻘلوب مـا هو أﺷـــد
مﻦ كﺒاﺋر ا�وارح .اذكر آﻳﺔ ﺗهدد مﻦ ﻳرﺗكﺐ إحدى هﺬﻩ الكﺒاﺋر.
ﻗال الﺸاعر:
ووﺿع الﻨدى � موﺿع السﻴﻒ ﺑالع�
71
ً
أي أن الل� والعطﻒ � ﻏ� محلـه مﻀـــر .اذكر آﻳـﺔ ﺗـﺬم لﻴﻨـ ً�ا وعطﻔـا � ﻏ�
محله.
ََ ْ َ َ َ َّ ْ َ ُ َ
�سان إِذا َما ا�ْ َت�هُ َر ُّ� ُه فأ� َر َم ُها�
آﻳﺘ�ان ﺑمع� ﻗوله ﺗعا� � سورة الﻔﺠر﴿ :فأما ِ
َ َ َّ َ ُ َ َ ُ ُ َ ّ َ ْ
� َر َم ِن﴾ ]الﻔﺠر.[15: و�عمه �يقول ر ِ� أ
ﱢُ ُ
ﺗﺆمﻨه، مﻦ ع�مات ﻗﺒول العﺒادة أن ﺗﺰ�د صــاحﺒها مﻦ ﷲ ﺧﺸــﻴﺔ � ﺗﻐ ﱡرﻩ و�
ﻓﻘـد ذكر ﷲ حالهم على ســـﺒﻴـ�ل الﺜﻨـ�اء ،ممـا ُﻳﺸـــعر ﺑﻘﺒول أعمـالهم .اذكر آﻳﺔ
ﺗدل على هﺬا ا�ع�.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ً
ا�ﺠـاب ليس مﻈهرا ﺧـارﺟﻴـا ﻓحســــﺐ ،ﺑـل ﻳنﺒﻐﻲ للمرأة معـه أن ﺗﻀـــﺒط
ســـلوكهـا ﺑمـا �ـاﻓﻆ على طهـارة ﻗلوب الرﺟـال وعﻔﺘهـا مﻦ الﺘعلﻖ الﺸـــهوا�
ً
ﺑمﻦ � �للﻦ لهم ،وﻓﻴها ﻗاعدة ســد الوســاﺋل ،وأن اﻷمر إذا �ان مﺒاحا ،ولكﻨه
ً
ﻳﻔ�ـــ إ� محرم ،أو �ـاف مﻦ وﻗوعـه ﻧتﻴﺠـﺔ لـه ،ﻓـﺈﻧـه �رم .اذكر اﻵﻳـﺔ ال�
ﺗﺘحدث عﻦ هﺬا ا�ع�.
مﻦ ﺧرج مﻦ الﺘوحﻴـد الصــــا� إ� الﺸـــرك ﺑـا﮻ ﻓـﺈﻧـه � �ـد ﺷـــﻴﺌـ ً�ا إ� ال�دي
والتﺸﺘﺖ ﺑ� معﺘﻘدات � ﻗرار لها .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�.
72
اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ
َ ِيها فَ َ
ح َّق َعليْ َها ِيها َ� َف َس ـ ُقوا � َ
�� َ�ذا أَ َر ْدنَا أَن ُّ� ْهل َِك قَ ْر�َ ًة أَ َم ْرنَا ُم ْ َ
َ
ﻗال ﷲ ﺗعا�﴿ :
ْ َ ْ ُ َ َ َّ ْ َ َ
اها تَ ْدم ً
ِ�ا﴾ ]اﻹسراء[16: القول فدمرن
مﻦ اﻷوﺟه � ﺗﻔســ�ها :أي أمرﻧا م�ﻓﻴها ﺑما ﻳﺄمر ﺑه الرســل عادة مﻦ اﻹﻳمان
والطاعﺔ .ﻓﻔسﻘوا ﻓﻴها.
وهـﺬا مﻦ طراﺋﻖ اللﻐـﺔ العرﺑﻴـ�ﺔ ،أن �ـﺬف ��م مﻔهوم مﻦ الســـﻴـاق .ﻗـد ﻳﻨكر
مﻦ � ﻳعرف ﺑـالعرﺑﻴـ�ﺔ مﺜـل هـﺬا الﺘﻔســـ� و�ﻘول مﻦ أﻳﻦ لكم هـﺬﻩ الﺘﻘـدﻳرات
ال� لم ﺗرد � اﻵﻳﺔ .اذكر مﻦ هﺬا ا�ﺰء آﻳﺔ ﺗسﺘدل لها ﺑها ﺑﺘﻘدﻳر ﺷﺒﻴ�ه.
اذكر آﻳـﺔ ﺗرد ﺑهـا على أصـــحـاب ا�ﺒـدأ ا�ســـ� ﺑـاﻹﻧســـا� ،والـﺬي �عـل معﻴـار
ا�ﻔــاﺿـــلــﺔ ﺑ� الﻨــاس مــا ﻳﺘحلون ﺑــه مﻦ أﺧ�ق أو ﻧﻔع مــادي عل� للﻨــاس
ﺑصـرف الﻨﻈر عﻦ ع�ﻗﺘهم ﺑا﮻ ﺗعا� .هﺬﻩ اﻵﻳﺔ � ﺗعطﻲ أﻳﺔ ﻗﻴمﺔ للمعرض
عﻦ ﷲ ﺗعا�.
على ا�ســـلم أ� ﻳتﻨـ�ازل عﻦ حﻘوﻗـه ال� وهﺒـه ﷲ إﻳـاهـا وأن ﻳعلم أن الﻔﻀـــل
َ ُ
ﻓﻴهـا ﮻ وحـدﻩ ،كمـا علﻴـه أ� ﺗ ْســـ ِكﺘـه �ـاﺗـه مﻦ الﻈلم عﻦ ا�طـالﺒـﺔ �ﻘوق
ً
اﻵﺧر�ﻦ ا�ﻈلوم� .ﻓﺒعﺾ الﻈــا�� ﻗــد ﻳﻈلم مﺠموعــﺔ مﻦ الﻨــاس ﻇلمــا
ﱡ ً ً
عاما ﺛم إذا أحســـﻦ إ� أحدهم وأعطاﻩ ﺷـــﻴﺌ�ا مﻦ حﻘوﻗه اعﺘ� ذلك ﺗﻔﻀـ ـ�.
73
ُ ً
اذكر آﻳـﺔ ﺗﺒ� أن ا�ﺆمﻦ �ﻖ � ﻳكﻔﻴـه أن �ســـﻦ الﻈـالم إلﻴـه إن �ـان ﻳﻈلم
ً
اﻵﺧر�ﻦ ،و� ﻳعﺘ� اسﺘثﻨ�اءﻩ مﻦ هﺬا الﻈلم ﻓﻀ� مﻦ الﻈالم علﻴه.
ً
اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� ﺗ�عﺐ ا�ﺒطل� ﺑا�ﻘاﺋﻖ وﻗلﺒهم للتسـمﻴات �ﻴﺚ ﻳثﻨون على
عﻨادهم و�ﺬمون دعوة ا�ﻖ � اﻵﻳﺔ ذاﺗها.
ً
اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� أن ما ﻳﺘمادى ﺑه ا�كﺬﺑون ﺑالرســـالﺔ مﻦ طلﺒات إﻧما هو ﻧاﺑع عﻦ
ك�هم.
�لمـﺔ الﺘوحﻴـد مﻘـدمـﺔ على وحـدة ال�لمـﺔ .و� ُﻳﺜ� على اﺟﺘمـاع الﻨـاس إن �ـان
ﻓرق ﻧ� ﻗومه وأحدث ﺑيﻨهم ﺧ�ﻓا. على ﺿ�ل .اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� كﻴﻒ ﱠ
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ً ً ً الﻨعم َ
ُ
أهل اﻹﻳمان ﺗواﺿـــعا وﺧﻀـــوعا وﺷـــكرا ﮻�� ،ف أهل الطﻐﻴان ﺗﺰ�د
ً
الﺬﻳﻦ ﻳكﻔرون الﻨعمﺔ .اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻓﻴه هﺬا ا�ع�.
ً
ﻓســـادا ّ
ﺗﺆدي إ� ه�ك ﻗـد ﺗكون هﻨـاك ﻗلـﺔ ﻗلﻴلـﺔ ﻓـاســـدة ﺗســـعى � اﻷرض
ﻗر� ٍـﺔ ﺑـﺄكملهـا حﻴﻨمـا � ﻳﺆﺧـﺬ على أﻳـدﻳهم .اذكر آﻳـﺔ مﻦ هـﺬا ا�ﺰء ﻓﻴهـا إﺷـــارة
لهﺬا ا�ع�.
74
مﻴدان مﻦ أهم مﻴادﻳﻦ ا�هاد ومﺘاح لكﺜﻴر�ﻦ مﻨا مﺬكور � آﻳﺔ ،ﻓما هﻲ؟
ا�ﺆمﻦ صـــاحﺐ همﺔ عالﻴﺔ .ﻗال رســـول ﷲ ﷺ) :إن ﷲ �ﺐ معا� اﻷمور
َ
ﷲ ا�ﻨﺔ و�كرﻩ ســـﻔســـاﻓها( )صـــححه اﻷلﺒا�( ،وﻗال أﻳﻀــ ًـا) :إذا ســـﺄلﺘم َ
�ان ﱢٌ ﻓـاســــﺄلوﻩ الﻔ َ
لعلو ردوس( )الﺒﺨـاري( .اذكر ﺛ�ث �لمـات مﻦ آﻳـﺔ ﻓﻴهـا ﺑﻴـ ِ
همﺔ ا�ﺆمﻦ ﺑطلﺒه معا� اﻷمور مﻦ رﺑه عﺰ وﺟل.
75
اﻟﺠﺰء اﻟﻌﺸﺮون
آﻳﺔ ﺗﺒ� أن الكﻔار لم ﻳكوﻧوا على ﻗول واحد � ﺷﺄن الﺒعﺚ ﺑعد ا�وت.
مﻦ رحمـﺔ ﷲ عﺰ وﺟـل أﻧـه إذا أراد أن ﻳبﺘلﻲ ا�ﺆمﻦ ﺑﺒ�ـ�ء طو�ـل ،ﻓﻘـد ﻳر�ـه �
ُ
ﺑـداﻳـات الﺒ�ء أمـارات ﺗﺸـــعر ﺑـﺄن هـﺬا الﺒ�ء ســـﻴنﺘهﻲ .اذكر آﻳـﺔ ﻓﻴهـا ﺑﺸـــارة
كهﺬﻩ.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ٌ ٌ
�ﺠﺔ
ٍ �ﺠموعﺔ مﻦ ا�ﺸـــرك� ﺑصـــحﺔ اﻹســـ�م مع ﺗﺬرعهم
ٍ آﻳﺔ ﻓﻴها اع�اف
واهﻴﺔ .اذكر هﺬﻩ اﻵﻳﺔ.
ا�ﺆمﻦ �ﺐ ﻷﺧﻴه ما �ﺐ لﻨﻔسه و�اف علﻴه كﺨﻴﻔﺘه على ﻧﻔسه .اذكر أرﺑع
�لمات ﺗﺸ� إ� هﺬا ا�ع�.
76
اﻟﺠﺰء اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮون
ّ
الﻨ� علﻴه الص�ة والس�م له ﻗدر عﻈﻴم ومﻨﺔ على �ل واحد ﻓﻴﻨ�ا وله ﻧصﻴﺐ
مﻦ أﻧﻔســـﻨا أك� مﻦ ﻧصـــﻴبﻨ�ا �ﻦ مﻨها .ﻓ� ﻳنﺒﻐﻲ ﻷحد أن ﻳرى أوامر رســـول
َ ﱡ
ﷲ وﻧواهﻴه �ﺄﻧها ﺗدﺧل � ﺷــﺄﻧه ،ﺑل له علﻴه الصــ�ة والســ�م حﻖ الﺘصــرف
ﺑﻨ�ا أك� مﻦ حﻘﻨا � الﺘصرف ﺑﺄﻧﻔسﻨا ..اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�.
ُ
ﺨدمﺖ ﻓﻴها أداة ﺷـــرط معﻴﻨ�ﺔ عﻨد ذكر ا�� للد�لﺔ على أن
آﻳﺔ كر�مﺔ اســـﺘ ِ
ُ
ﺨدمﺖ أداة ﺷــرط أﺧرى عﻨد
ا�� الﺬي ﻳوصــله ﷲ لعﺒادﻩ كﺜ� ،ﺑيﻨما اســﺘ ِ
ذكر ما ﻳسوء العﺒاد للتﺸكﻴك � وﻗوعه .ما هﻲ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ؟
77
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ََ
� �لو اﻹﻧســــان مﻦ حـال� ،ﻓـﺬكر الﻘرآن صـــﻔﺘ� ﻳنﺒﻐﻲ أن ﻳﺘحلى ﺑهمـا
اﻹﻧسـان � الﻀـراء والسـراء ،وﻗد ﺟاءﺗا ﺑصـﻴﻐﺔ ا�ﺒالﻐﺔ .وهما �لمﺘان وردﺗا
� ا�ــﺰءﻳــﻦ ا�ــادي والــعﺸــــر�ــﻦ ﺛــم الــﺜــا� والــعﺸــــر�ــﻦ .مــا هــمــا؟
78
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﻌﺸﺮون
�ـﺐ على ا�ســـلم� ا�ﻔـاظ على الـدعوة والﺘـﺬك� الـداﺋم ﺑـا﮻ وﺷـــرعـه
ﻹﻳﻘـاظ الﻨـاس مﻦ ﻏﻔلﺘهم ،ﻓ�ـل أمـﺔ ﻳﻨﻘطع عﻨهـا اﻹﻧـﺬار � ﺑـد وأن ﺗﻘع �
عﺘمﺔ الﻀ�ل .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك.
ُ
اذكر آﻳﺔ ﺗدلل على وﻇﻴﻔﺔ هامﺔ لﺰوﺟات الﻨ� صلى ﷲ علﻴه وسلم.
اذكر آﻳﺔ ﺗدلل على صــدق رســول ﷲ صــلى ﷲ علﻴه وســلم � أﻧه أ� ﺑالﻘرآن
ّ ً
وحﻴـا مﻦ ﷲ ،إذ ﻳﻈهر ﻓﻴهـا عﺘـاب للﻨ� صـــلى ﷲ علﻴـه وســـلم ممـا ﻳﺆكـد أن
الﻘرآن الكر�م هو ﺧطاب ﱟ
رب لعﺒد.
ﻳﻈﻦ الﺒعﺾ أن ﺗوسـﻴع رزﻗه � الدﻧﻴ�ا هو دلﻴل على رﺿـا ﷲ ﺗعا� عﻨه وﻗرﺑه
مﻨه .وﻗد ﻧﻔى الﻘرآن الكر�م مرارا صــحﺔ هﺬا الﻈﻦ ،وﺑ� أن ﺗوســﻴع الرزق �
الدﻧﻴ�ا ليس دلﻴ� على رﺿا ﷲ ،اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك.
َ
� ُســـﻦ � محـاولـﺔ إﻗﻨـاع مﻦ هم على ﺑـاطـل أ� ﺗكﺘﻔﻲ ﺑـدعوﺗهم وهم � ﺟمع،
إذ ﻳﻐوي ﺑعﻀــهم ﺑعﻀــا و�ﺰاﻳد ﺑعﻀــهم على ﺑعﺾ � الﻘﻨاعﺔ ﺑالﺒاطل وعدم
الﺘﺄﺛر ﺑا�ﻖ .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�.
79
ﻳﺘعـﺬر ﺑعﺾ الﺸـــﺒـاب والﻔﺘﻴـ�ات � عـدم اﻧﻀـــﺒـاطهم � الﺘعـامـل ﺑـﺄن "الﻨواﻳـا
حســﻨﺔ والﻘصــد ﺷــر�ﻒ" .اذكر آﻳﺔ �عل وﺟوب اﻧﻀــﺒاطهم مﻦ ﺑاب اﻷو�
واﻷحرى.
كم مﻦ ﻇالم �ان ﻳرﺗع � ا�لﺬات ﻏاﻓ� مﺘﻨعما �ﺄن الدﻧﻴ�ا داﺋمﺔ له .و� �ﻈﺔ
ُحرم مﻦ �ل �ء :مﻦ ﺷــهوة ا�نس اﻵﺧر ،المال ،الﺜﻴ�اب وا�راكﺐ الﻔاﺧرة،
الطرب ،لﺬﻳﺬ الطعام والﺸـراب .وهﺬا �له اﻧﻘطع مﻨه ﺑ� عودة إلﻴه أﺑدا .اذكر
آﻳﺔ ﺗصور هﺬا ا�ال.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ّ
الﺘﻔكر � ﺧلﻖ ﷲ عﺒـادة مهﺠورة مﻦ الكﺜﻴر�ﻦ .اذكر ســــﺖ �لمـات ﺗﺒ� أﻧـه
ً ً
�لما ﺗﻔكر اﻹﻧسان � ﺧلﻖ ﷲ زاد معرﻓﺔ ﺑا﮻ سﺒحاﻧه وﺧوﻓا مﻨه.
ﺑﻔعـل ﻳـدل على أن أهـل العلم الﻨـاﻓع ﻳوﻗﻨون ﺑصـــحـﺔ الو� كمـا
ٍ آﻳـﺔ ع�ت
ﻳوﻗﻨون ﺑا�حسوسات .اذكر ال�لمﺔ الدالﺔ على ذلك � اﻵﻳﺔ.
اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها إﺷــارة إ� أن أﺟســاد اﻷﻧبﻴ�اء � ﻳع��ها ﺑا�وت ما ﻳع�ي أﺟســاد
ﻏ�هم مﻦ البﺸر.
80
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﻌﺸﺮون
مﻦ أﺧطر وسـاﺋل ا�ﺒطل� � ﺗمر�ر ﺑاطلهم وإﻓسـادهم أﻧهم ُﻳﻈهروﻧه � ﺛوب
طـاعـﺔ وﻗر� ،ح� �ســــﺐ ا�ﻐ� ﺑهم أﻧهم ﻳعملون ﺧ�ا ،وحﻘﻴﻘـﺔ اﻷمر أﻧـه
ﻳبﺘعـدون ﺑهـﺬا الﻔعـل أو ا�عﺘﻘـاد عﻦ ﷲ ﺗعـا� .اذكر آﻳـﺔ ﻳمكﻦ ﻓهمهـا ﺑهـﺬا
ا�ع�.
هﻨـاك �ﻈـﺔ ســـعـادة ﻏـامرة �س ﺑهـا ا�ﺆمﻦ ﻳوم الﻘﻴـامـﺔ عﻨـد إدراك حﻘﻴﻘـﺔ
َ ُ
ـﺬاب �ـاف أﺑـدا ،ﺑـل هو ا�لود � عﻈﻴمـﺔ :أن � ﻓﻨـاء ﺑعـد هـﺬﻩ اللحﻈـﺔ ،و� ع
الﻨعﻴم ا�ﻘﻴم .ﻓﻘد اعﺘاد ا�ﺆمﻦ � الدﻧﻴ�ا أن ا�وت ﻳﻘطع الﻔرحﺔ و�عكر صــﻔو
ا�ﻴـاة ،كمـا أﻧـه �ـان ��ـــ عـﺬاب ﷲ .لكﻦ مﻦ اﻵن ﻓصــــاعـدا � موت و�
عﺬاب .ﻓيســـعد ا�ﺆمﻦ ﺑهﺬﻩ ا�ﻘﻴﻘﺔ ســـعادة � ﺗنﺘهﻲ .و�ﻐﺒط ﻧﻔســـه على
هـﺬﻩ الﻨعمـﺔ العﻈﻴمـﺔ .اذكر اﻵﻳـﺔ ال� ﻳﻐﺒط ﻓﻴهـا ا�ﺆمﻦ ﻧﻔســـه مﺘعﺠﺒـا على
هﺬﻩ الﻨعمﺔ ،ﻧعمﺔ أن � موت و� عﺬاب ﺑعد الﻴوم.
ّ
مﻦ أســالﻴﺐ ا�ﺒطل� أﻧهم ﻳدعون ﺗﻨ�اﻗﻀــا � الﻘرآن مﻦ ﺧ�ل ﺗطﺒﻴﻖ ﻗواعد
دﻧﻴو�ﺔ على اﻵﺧرة! اذكر آﻳﺔ ﻓعل معها أﺑو ﺟهل ذلك.
ْ َ ً َ َ ْ ُ َ َ َ ُّ َ ُ ْ ْ َ َ َ َْ َ ْ َ
�ا﴾ �ون ۗ َو�ن َر�ك بَ ِ
صــ ً
ﻗال ﷲ ﺗعا� ﴿وجعلنا �عضــ�م �ِ َع ٍض ف ِتنة �تصــ ِ
]الﻔرﻗان ،[20:ﻓا﮻ أمر الﻔﻘراء ﺑالصــ� ،وأمر اﻷﻏﻨﻴ�اء ﺑاﻹعطاء ،ﻓلﺬلك �ان
81
الﻐ� ﻓﺘﻨـ�ﺔ للﻔﻘ� ،والﻔﻘ� ﻓﺘﻨـ�ﺔ للﻐ� .اذكر آﻳـﺔ ﺗثﺒـﺖ ﺟهـل ﺑعﺾ الﻨـاس
ﺑهﺬﻩ ا�كمﺔ اﻹلهﻴﺔ أو �اهلهم لها.
ّ
الﻨﻔ�ـ ﻷهل الﻨار اكتﺸـاﻓهم ﺧطﺄ مواز�ﻨهم ال� �اﻧوا ﻳﻘيسـون مﻦ العﺬاب
الﻨاس ﺑها � الدﻧﻴ�ا ،اذكر آﻳﺔ �مل هﺬا ا�ع�.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
َﻳـﺬكر ﷲ ﺗﻐ� أحوال اﻹﻧســـان � ا�ﻴـاة الـدﻧﻴـ�ا وﺗردي ا �ـال ﺑعـد ﻗوﺗـه لﻴعلم
ُ
أﻧه ﺧلﻖ لدار أﺧرى � ﺗﺒ�دل �اله ﻓﻴها .اذكر آﻳﺔ ﺗﺸ� إ� هﺬا ا�ع�.
ْ َّ
ضـ ُه ْم �ِ َ ْعض َع ُد ٌّو إ� ال ُم َّتق َ ْ َ َّ
ﻗال ﷲ ﺗعا�﴿ :ا�خِ� ُء يَ ْو َم�ذ َ� ْع ُ
ِ�﴾ ]الﺰﺧرف.[67: ِ ٍ ٍِ
َ َ َّ ْ َ َََْ َ
� �ْ َت ِ� ل ْم ��ِذ
وﻗال ح�اﻳﺔ لما ســﻴﻘوله الﻨـــــادم على ســوء الصــحﺒﺔ﴿ :يا و�ل ٰ
ً َُ
ف� ًنـا َخلِي�﴾ ]الﻔرﻗـان � .[28:ا�ﻘـاﺑـل ،ا�ـاذك للﻘرار الصــــاﺋـﺐ ﺑمﺨـالﻔـﺔ
الصـاحﺐ ا�ﻀـل سـﻴكون مصـدر ﺑهﺠﺔ وسـرور ﻳوم الﻘﻴامﺔ .اذكر آﻳﺘ� ﻓﻴهما
ﺧطاب للصاحﺐ الﻀال ّ
ﻳع� عﻦ هﺬﻩ الﺒهﺠﺔ.
ﺑمـﺄمور�ﻦ ،ﻓســــﺄل ُ
أحـدهمـا اﻵﺧر ﺑمـا ﻗـد ﻳﺒـ�دو أﻧـه ﺗوﻗﻒ � َ ﱞ
رﺑـا� َﺗ َع ﱠلﻖ ٌ
أمر
ا�ســـﺘﺠـاﺑـﺔ ﻷمر ﷲ إ� ح� مواﻓﻘـﺔ ﺑﺸـــر ،وليس كـﺬلـك .مـا هﻲ ال�لمـات
الﺜ�ﺛﺔ ال� ﻗد ﻳﺒ�دو مﻨها ذلك؟
82
مﻦ أســـالﻴـﺐ أهـل الﺒـاطـل � محـارﺑـﺔ ا�ﻖ والصـــد عﻨـه إﻳهـام ﺟمهورهم ﺑـﺄن
صــاحﺐ ا�ﻖ هو صــاحﺐ أﺟﻨدة ﺧارﺟﻴﺔ ،وأﻧه ﻳعمل ﺿــمﻦ مﺆامرة ﻹﻓســاد
� ْم اف أَن ُ� َبـ ّد َِل د َ
ِين ُ ّ َ َ ُ
أمر ا�ﺠﺘمع والﻨـاس ،مﺜـل ﻗول ﻓرعون عﻦ مو�﴿ :إِ ِ� أخـ
ُ َ َ َْ َ َْ َ َ ْ
أ ْو أن ُ�ظ ِه َر ِ� ا� ْر ِض الف َسـاد﴾ ]ﻏاﻓر [26:وﻗوله للسـحرة لما آمﻨوا ﴿قال ف ِْر َع ْون
ْ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ُ ْ َّ َ ٰ َ َ َ ْ ٌ َّ َ
ك ْر ُ� ُموهُ � ال ْ َمـد َ آم ُ
َ
ِينـةِ �ِ ُخرِ ُجوا مِن َهـا ِ نتم ِبـهِ �بـل أن آذن ل�م ۖ إِن �ـذا لمكر م
َ َْ
أهل َها﴾ ]اﻷعراف [123:ح� ﻳﺸــكك ا�ماه� � ا�ﻖ الصــر�ح الﺬي ﺗﺒ� �
ﻳوم الﺰ�ﻨ�ﺔ .اذكر أرﺑع �لمات ﻓﻴها مﺜال آﺧر على ذلك.
83
اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﻌﺸﺮون
ُ
اذكر آﻳــﺔ ﺗﻘرأ ﻓﻴهــا �لمــﺔ ﺑﺰ�ــادة ألﻒ � ﻗراءة صـــحﻴحــﺔ ،ﺑمــا ﻳثﺒــﺖ ﻗلوب
ا�ﺆمﻨ�.
ّ ً
اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ )� 4لمات( ﻓﻴه ﺗ�لﻴﻒ وﺿمان� ،ﻴﺚ على ﻗدر ﺗﺬللك ﮻
وﺧﻀــوعك وطاعﺘك ومحﺒﺘك له ،ﻓﺈﻧه ســﺒحاﻧه ﻳﺘو� أمرك ﺑما ﻳﻐﻨﻴك عمﻦ
سواﻩ و�ﻔﻈك ممﻦ سواﻩ
ُ
اذكر ﺧمس �لمــات مﻦ آﻳــﺔ كر�مــﺔ ﺗﻈهر مــدى حرص اﻷﻧبﻴـ�اء على هــداﻳــﺔ
َ
أﻗوامهم �ﻴﺚ � ﻳ�كون وسﻴلﺔ ُﻳﺘوسل ﺑها إ� هداﻳﺘهم إ� ا�ﺬوها.
اذكر ﺛ�ث �لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗدل على أن إﻇهار العدل ا�طلﻖ ﻳكون � اﻵﺧرة.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ﻳرﺟو أحـدﻧـا لﻘـاء الﻨ� ﻳوم الﻘﻴـامـﺔ لﻴﻘﺒـل ﻳـدﻩ و�ﻘول لـه" :ﺟﺰاك ﷲ عﻨـا
ً
ﺧ�ا" ،ﺑيﻨمــا ﻳﺘم� أهــل الﺒــاطــل أن ﻳروا ســــادﺗهم الــﺬﻳﻦ ﻳعﻈموﻧهم الﻴوم
ً ً
لﻴﻔعلوا ﺑهم ﺷﻴﺌ�ا مﻀادا ﺗماما ُع� عﻨه ﺑسﺖ �لمات ،ما هﻲ؟
84
ٌ
أرﺑع �لمــات ﺗــدل على أن �ــل �ء دون ﷲ هو مﻦ صـــﻨعــه ،وﻓﻴهــا رد على
َ
الﻔ�ســـﻔــﺔ الﻘــاﺋل� ِﺑﻘـدم اﻷرض والســـمــاوات )أي أزلﻴﺘهمــا( .اذكر هــﺬﻩ
ال�لمات اﻷرﺑعﺔ.
� ا�دﻳﺚ الﻘد� الصـحﻴح) :أﻧا عﻨد ﻇﻦ عﺒدي �( .ﻓحسـﻦ الﻈﻦ أو سـوء
ً
الﻈﻦ ﺑا﮻ ﻳ�ﺗﺐ علﻴه عمل ﻳﻨ� صـــاحﺒه أو ﻳهلكه .اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ،ﺛما�
�لمات ،ﺗﺒ� سوء ﻇﻦ أﺗﺒعه ﷲ ﺑبﻴ�ان أﻧه أهلك أصحاﺑه.
ُ ُ ٌُ
ﺧلﻖ كر�م اســﺘﺨدم معه حرف ﻳدل على ا�دوث الﻔوري لما ﺑعدﻩ .اذكر هﺬا
ا�رف.
85
اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ واﻟﻌﺸﺮون
ﱠ
الــــــ ُـمﺒﺘلى �ﻔﻒ عﻨه عادة وﺟود أﻧاس حوله مصـــاﺑ� ﺑا�صـــاﺋﺐ .لكﻦ هﺬا
ّ
الﺘعﺰي � ﻳكون واﻗعا مع أهل الﻨار .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك.
ﻳﻈﻦ ﺑعﺾ الﻨـاس أن ﻓﻴـه مﻘومـات ﺷـــﺨصـــﻴـﺔ ومﺠـدا ذاﺗﻴـ�ا � ﻳﺆهلـه إ� ل�ـل
كرامـﺔ واح�ام ،وأﻧـه � ﻳلﻴﻖ ﺑـه �ء مﻦ ا�ﺸـــﻘـﺔ والﻀـــرر ،ح� ﻳســـﺘﺒعـد أن
ﻳـﺘـعـرض لـﺒـ�ﻳــا ﺗـكســـر الـﻨـﻔـس وﺗــﺬلـهــا .اذكـر آﻳــﺔ ﺗـﺘـحــدث عـﻦ مـﺜــل هــﺬﻩ
الﻨﻔسﻴات.
ﻳﻈﻦ الﺒعﺾ أن مســﺄلﺔ وﺟود ﷲ ﺗعا� أﻏلﺒﻴ�ﺔ ﻗاﺑلﺔ للﻨﻘاش .ومما ﻳﺆدي ﺑه
ً
إ� هـﺬا الوهم ﻗولـه :لو �ـان وﺟود ﷲ أمرا ﻗطعﻴـا ﻳﻘﻴنﻴـ ً�ا ﻓكﻴﻒ �ﻔى على
عــدد مﻦ علمــاء الطﺒﻴعــﺔ الﻐرﺑﻴ� اﻷذكﻴــاء ا�ﺘمﻴﺰ�ﻦ � مﺠــالهم .اذكر آﻳــﺔ
ﺗﻘلﺐ هﺬﻩ الﺸﺒهﺔ دلﻴ� على ﻗدرة ﷲ.
86
ّ
والسـعادة ﺑيﻨما ا�ﺠاب سـﺒﺐ � الﺒﺆس والﻔﻘر .ولﺬلك ﻓمﻦ ز�اة الﻨعم ال�
ُ
ُﻳﻨعم ﷲ ﺑهـا علﻴـك أن ﺗﻈهر اﻗ�ان علمـك أو مـا لـك ﺑـا لـدﻳﻦ لﺘكســـر ا�ﻗ�ان
ا�ﺸـــﺌوم الـﺬي ﻳر�ـدﻩ ا�ﺒطلون وإع�مهم .اذكر ﺛ�ث آﻳـات مﺘﺘـ�الﻴـات ﺗـﺬكرك
ﺑهﺬا ا�ع�.
�ل ما ﺧالﻒ أح�ام ﷲ ﺗعا� ﻓ� ﻳمكﻦ وصﻔه ﺑﺄﻧه سﻴاسﺔ حسﻨﺔ و� إص�ح
و� عـدل و� مراعـاة للﺘعـددﻳـﺔ و� ﻏ� ذلـك مﻦ اﻷلﻔـاظ ال� ﺗﺰ�ﻦ ﺑهـا مح ﱠ
ـادة
ﷲ � أح�امه .ﺑل هﻲ أهواء محﻀﺔ مﻨﺒعﺜﺔ عﻦ الﺸهوات ا�ﺬمومﺔ وأمراض
الﻘلوب .اذكر آﻳﺘ� � سورﺗ� مﺨﺘلﻔﺘ� ﺗد�ن على ذلك.
ﻳﺘعمد أهل الﺒاطل ﻧﺸر الرذاﺋل والﺸهوات ا�حرمﺔ � أﻗوامهم ليسهل علﻴهم
سـوﻗهم � طر�ﻖ الﻀـ�ل وحملهم على ﺗﻨﻔﻴﺬ ما ﻳﺄمروﻧهم ﺑه مﻦ ﺑاطل .اذكر
آﻳﺔ ﺗﺸ� إ� هﺬا ا�ع�.
�لمﺔ أطلﻘها ﷲ ﺗعا� على وحﻴه؛ ﻧســﺘدل مﻦ ﺧ�لها على أن اﻹﻧســان الﺬي
ً
ﻳعيﺶ ﺑعﻴـدا عﻦ الو� وإﻗـامـﺔ أمر ﷲ ﻳﺸـــﺒـه ﺟﺜـﺔ هـامـدة � حﻴـاة ﻓﻴهـا .اذكر
ال�لمﺔ واﻵﻳﺔ ال� وردت ﻓﻴها.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
87
آﻳـﺔ ﻓﻴهـا وصـــﻔـان ﺟمﻴ�ن دﻗﻴﻘـان للﻘرآن .ﻓحﻴـاة ﻗلـﺐ �ـل واحـد مﻨـا ﺗكون
ُ
ﺑالﻘرآن ،وكﺬا �اﺗه مﻦ الﻈلمات ،السﺆال هو :اذكر هاﺗ� ال�لمﺘ�.
َ ْ
�لمﺔ َو َردت � حﻖ ا�ﺆمﻨ� وال�اﻓر�ﻦ � الســورة ﻧﻔســها مرﻓوعﺔ ومﻨصــوﺑﺔ
َ َ ْ َ ْ َ ُ ﱠ
مﻨ� ،إذا ﺧـاﻓ� �
وﻓ� وأ ِ
وعﺰ ِ� � أﺟمع على عﺒـدي ﺧ ِ ﺑمـا ﻳـﺬكر �ـدﻳـﺚِ ):
ﱡ ََ ُْ َ َ ﱠ ُْ ﱡ
رة( )ﻗـال اﻷلﺒـا�
اﻵﺧ ِ
الـدﻧﻴـ�ا أمﻨﺘـ�ه ﻳوم الﻘﻴـام ِـﺔ ،وإذا ِأمﻨ� � الـدﻧﻴـ�ا أﺧﻔﺘـه � ِ
� صحﻴح ال�ﻏﻴﺐ :حسﻦ صحﻴح(.
88
اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس واﻟﻌﺸﺮون
ً
اذكر آﻳـﺔ ﻗـد ﻳســـﺘـدل ﺑهـا ا�ســـﺘـدل ﺧطـﺄ على عـدم وﺟود أﻳـﺔ ﺑﻘﻴـﺔ مﻦ دعوة
الرسل علﻴهم الس�م لدى ا�ﺸرك� � عهد الﻨ�.
َ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َّ
� ا�ِيــ َن � يُؤم ُِنون آﻳﺔ ﺑمع� ﻗوله ﺗعا��﴿ :ذا قرأت القــرآن جــعلنا بينك و�
ْ َ ً َ َْ َ َ َ َ ْ َ َ َٰ ُ ُ ْ
� قلو� ِ ِه ْم أ� َِّنة أن َ�فق ُهوهُ َو ِ� آذان ِ ِه ْم َوق ًرا ۚ ورا وجعلن ـا ِجابًا َّم ْس ُت ً
خ ـ َرة ِ ح َ
بِا� ِ
َ ُ ْ ُ َ ْ ُ
َ ُُْ ُ ْ َّ ْ َ
ون﴾ ]اﻷﻧعام.[121: ��
اذكر آﻳﺘ� ﺑمع� ﻗوله ﺗعا��﴿ :ن أطعتموهم إِن�م لم ِ
89
ﻳﺘعامل الﺒعﺾ مع ســ� الصــحاﺑﺔ و�ﺄﻧهم معصــومون � �طﺌون .ومﻦ ﻳﻈﻦ
هﺬا الﻈﻦ ﻓﺈﻧه ﻳسـهل ﺗﺸـكﻴكه � الصـحاﺑﺔ .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على أﻧه لو� لطﻒ
ﷲ ﺑالصحاﺑﺔ � الﺘ�الﻴﻒ الﺸرعﻴﺔ لﺒدر مﻨهم ما ﻳﻔسد دﻳﻨهم.
َ
عﻨـد الﺸـــداﺋـد ﺗﺘكﺸـــﻒ ا�ﻘـاﺋﻖ ،وﺗﻈهر ُمﺨ ﱠﺒـﺂت الﻨﻔوس ،ﻓﻴﺘهـاوى أﻗوام،
اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�.
آﻳـﺔ ﻓﻴهـا ذكر مﻦ ﻳﺘعﻆ مﻦ ا�لﻖ ﺑﻔعـل ﷲ � اﻷﻗوام الســــاﺑﻘـﺔ .أﻓـاد حرف
)أو( ﻓﻴهـا ﺗﺒـ�اﻳﻦ هﺆ�ء ا�ﺘعﻈ� على مرﺗبﺘ� إحـداهمـا ﺧ� مﻦ اﻷﺧرى وإن
�اﻧوا ﺟمﻴعا ممدوح� .اذكر هﺬﻩ اﻵﻳﺔ.
ُ ُ ّ
ﻧ� كر�م � ﺗعـاملـه مع ﺿـــﻴوﻓـه� ،ﻴـﺚ لم ﻳﺸـــعرهم
�لمـﺔ دلـﺖ على ﺧلﻖ ٍ
ﺑا�رج ح� أراد أن ّ
ﻳﻀﻴﻔهم .ما هﻲ هﺬﻩ ال�لمﺔ؟
لو ﺷــاء ﷲ ﻷهلك ال�اﻓر�ﻦ ا�عادﻳﻦ ﮻ ولرســوله وللمﺆمﻨ� ﺑ�لمﺔ مﻨه ،ﺑل
ّ َ
ل َمـا ﺧلﻘهم أصـــ� ،لكﻨـه ســـﺒحـاﻧـه ﺑ� حكمﺘـه مﻦ وﺟودهم ومحـارﺑﺘهم .اذكر
آﻳﺔ ﺗوﺿح ذلك ا�ع�.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
90
َ ا� َتدِهْ ۗ قُل َّ� أَ ْســ َ�لُ ُ
َّ ُ َ ُ َ ُ ُ ْ ُ َ ٰ َ َّ َ َ
� ْم َعليْهِ ِين هــ َدى ا� ۖ فبِهداهم ﻗال ﷲ ﺗعا�﴿ :أو��ِك ا�
أَ ْ
ج ًرا ۖ إ ِ ْن ُه َو إِ َّ� ذ ِْك َر ٰ
ى ل ِلْ َعـالَم َ
�﴾ ]اﻷﻧعـام ،[90:ﻓ�ـل إﻧســــان �ﺘـاج إ� ﻗـدوة، ِ
ح� الرســـول الكر�م محمد ﷺ مﺄمور ﺑا�ﻗﺘداء .اذكر آﻳﺔ كر�مﺔ واﻓﻘﺖ هﺬا
ا�ع�.
ْ ً ً ّ
ﻗد ﺗرى أﻧاسا َﻳدعون ا�ﻧﻔﺘاح وﻗﺒول اﻵﺧر وا�ﺧﺘ�ف ،ﻓﺈذا ذكرت ُحكما
ً
ﺷرعﻴا أمامهم ﻓﺈﻧهم ﻳﻨﻔرون ﺑﺸدة و�كرهون ما ﺗﺬكرﻩ لهم مﻦ ﺷر�عﺔ ﷲ.
ﻓهﺆ�ء � ﻳﻨﻔعهم عملهم عﻨد ﷲ مهما �ان .اذكر آﻳﺔ كر�مﺔ ﺗﺒ� ذلك.
َ ﱠ َْ
روى مسلم � صحﻴحه أن الﻨ� ﷺ ﻗالَ ) :وال ِﺬي ﻧﻔ ُس ُم َح ﱠم ٍد ِﺑ َﻴ ِ�د ِﻩَ � ،ﻳ ْس َم ُع
ﱠ ُ ْ ُ ُ َ ْ َُ ﱞ َ ََ ْ َ ﱞ ُ
ا� ،ﺛ ﱠم َﻳ ُموت َول ْم ُﻳﺆ ِم ْﻦ ِﺑال ِﺬي أ ْر ِسلﺖ ودي ،و� ﻧصر ِ
ِ� أحد مﻦ هﺬﻩ اﻷمﺔ � ﻳه ِ
اب الﻨار( .اذكر آﻳﺔ صر�ﺔ مﻦ ﺗسع �لمات ﺗﺆكد كﻔر مﻦ ﱠ َ ْ َ ْ َ
ِﺑ ِه �إ � �ان ِمﻦ أصح ِ
لم ﻳﺆمﻦ ﺑمحمد ﷺ رسو�.
آﻳﺔ ُﻳﻔهم مﻨها أن اﻹ�ﻴل �ان � مﺠمله كﺘاب مواعﻆ وﺗرﻗﻴﻘات و�ﻔﻴﻔات
أك� مﻦ كوﻧه كﺘاب ﺗﺸر�عات.
ّ ّ
أرﺑع �لمات ﺗصﻒ الكﻔار ﺑا�ﺿطراب والﺘﻘلﺐ � مواﻗﻔهم وأﻧهم ليس لهم
وﺟهﺔ ﺛاﺑﺘ�ﺔ و� ﻳسﺘﻘر رأﻳهم على �ء.
91
ال�اﻓر ﻳسﺘك� عﻦ اﺗﺒ�اع ا�ﻖ ،ﻓﻴﺠازى ﺑا�ﺬلﺔ � عﺬاب ﺟهﻨم .اذكر �لمﺔ �
آﻳﺔ ﺗدل على ذلك.
92
اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ واﻟﻌﺸﺮون
َ ُ ُ َ
ون َّ َ َ َُ َّ ْ
ا� َو ُهـ ـ َو خادِ� ُه ْم﴾ ِ� �ـ ـادِع ﻗال ﷲ ﺗعا� � سورة النساء﴿ :إِن ال ُم َنـ ـافِق
]النساء .[142:اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� كﻴﻒ �دعهم ﷲ.
َ َّ ُ َّ َ َ ْ َ َّ ُ ُ َ ً
� ْم ف ْرقانا﴾آم ُنوا إِن �تـقوا ا� �ـعل ل آﻳﺔ ﺑمع� ﻗول ﷲ ﺗعا�﴿ :يَا َ�يُّـ َها َّا� َ
ِين َ
]اﻷﻧﻔال.[29:
آﻳـﺔ ﺗﺒ� العـاﻗﺒـﺔ ا�ﺨﻴﻔـﺔ � �ﻈـﺔ حـاســـمـﺔ ﻳوم الﻘﻴـامـﺔ �ﻦ �ﻴط ﻧﻔســــه
ﺑدواعﻲ ا��راف مﻦ ﺷـــهوات وﺷـــﺒهات .اذكر ال�لمﺘ� �دﻳدا � هﺬﻩ اﻵﻳﺔ
اللﺘ� ﺗﺬكران ﺗسﺒﺐ الﺸﺨص لﻨﻔسه ﺑهﺬا الﺰ�ﻎ وا��راف.
الﻨـاس �ـاســـﺒوﻧـك على الﻨﺘـ�ا� واﻹ�ـازات ،ﻓلو أﻧـك درســـﺖ ســـﻨوات ﺛم لم
�صـــل الﺸـــهـادة ا �ـامعﻴـﺔ لﻈرف طرأ ﻓـﺈﻧـك � ﺗعـا َمـل معـاملـﺔ مﻦ ّ
حصـــلهـا. ّ
وعﻨدما ﺗكﺘﺐ ســـ�ﺗك الﺬاﺗﻴ�ﺔ ﻓﺈﻧك ﺗكﺘﺐ إ�ازاﺗك � ،ﺟهودك ال� لم ﺗﺜمر
ﻓﻴما ﻳﺒ�دو.
93
ُ
ﺑيﻨما ﷲ ســﺒحاﻧه مﻦ كمال عدله وحكمﺘه أﻧه �اســﺐ على العمل وا�حاولﺔ
ّ ّ
ا�رﺟوة .اذكر �لمـﺔ واحـدة مﻦ آﻳـﺔ ﺗـدل ح� وإن لم ﻳﺆد إ� الﻨﺘـ�ا� الـدﻧﻴو�ـﺔ
على هﺬا ا�ع�.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
مﻦ اﻷعمال الصا�ﺔ ما ﻳكون أك� أﺟرا � حالﺔ معﻴﻨ�ﺔ وأﻗل أﺟرا � حالﺔ
أﺧرى .ﻓاﻷصل أن ﻳﺘحرى ا�سلم الﻘﻴام ﺑهﺬﻩ اﻷعمال � اﻷوﻗات ال� ﺗﺸﺘد
ﻓﻴها ا�اﺟﺔ إلﻴها .اذكر آﻳﺔ مﻦ ا�ﺰء الساﺑع والعﺸر�ﻦ وأﺧرى مﻦ ا�ﺰء
الﺜ�ﺛ� ﻓﻴهما هﺬا ا�ع�.
آﻳﺔ ورد ﻓﻴها ﺗعﺠﺐ مﻦ حال أﻗوام� ،ﺨالﻔﺘهم أمرا ﺑدهﻴا ،إ� أن هﺬا الﺘعﺠﺐ
ُّ
ﻗد ﻳﺒ�دو للﺒعﺾ مﻨﻘوصا ﻏ� واﺿح ،ولكﻦ ﻳﺘﻀح و�سﺘﻘﻴم ﻓهمه إذا ﻗدر �
اﻵﻳﺔ أن دعوة الﻨ� ﷺ للﻨاس �اﻧﺖ مدعمﺔ ﺑال�اه� ال�اﻓﻴﺔ ﺑما ﻳﻘﻴم
ا�ﺠﺔ على الﻨاس.
94
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻣﻦ واﻟﻌﺸﺮون
ً
اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� أن دور الﻨ� ليس مﻘﺘصرا على ﺗ�وة الﻘرآن.
كﺜ� مﻦ الﻨاس ﻳﻔعل ا�عصـﻴﺔ و�نﺘﻈر ﻧﻘصـا � رزﻗه أو معكرا ﻳصـﻴﺒ�ه ،ﻓﺈن لم
�صـل اطمﺄن وﺗاﺑع � معصـﻴﺘ�ه .ومﻦ أسـﺒاب ا��راف � هﺬﻩ الﻨﻔسـﻴﺔ ﻗلﺔ
الﺘﻔك� � اﻵﺧرة والﻨﻈر إ� الـدﻧﻴـ�ا �ـﺄﻧهـا دار ﺟﺰاء ،وﻗلـﺔ إﻳمـان ﺑصـــﻔـات ﷲ،
�ﻴــﺚ ﻳﻐﻴــﺐ عﻦ هــﺬا اﻹﻧســــان أن ﷲ ﺗعــا� حكﻴم ليس �ــالبﺸـــر الــﺬﻳﻦ
ّ
ﻳســﺘﺨﻔهم الﻐﻀــﺐ ،وهو ﺗعا� حلﻴم � ﻳعاﺟل ﺑالعﻘوﺑﺔ .اذكر آﻳﺔ ﺗﺘ�لم عﻦ
مﺜل هﺬﻩ الﻨﻔسﻴﺔ.
ﻳتســﺒﺐ ﺑعﻀــﻨا � إحﺰان إﺧواﻧه ا�ســلم� ﺑلﻐﺘه الســلﺒﻴ�ﺔ ،علما ﺑﺄن إدﺧال
ا�ﺰن علﻴهم مﻦ مﻘاصد الﺸﻴطان .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك.
95
لﻺﻧســــاﻧﻴـ�ﺔ.ا ذكر آﻳـﺔ ﺗﺒ� ﺑهـا لهﺆ�ء أن ا�ســـﺘﻘـامـﺔ على أمر ﷲ مـدعـاة
�صول ما �ﺒوﻧه مﻦ حسﻦ ع�ﻗﺔ ﺑالﻨاس ،لكﻦ مع اﺟﺘماع على ا�ﻖ.
اذكر آﻳﺘ� ﺗﺘ�لمــان عمﻦ دﻳــدﻧهم ا��ﻴــاز إ� اﻷﻗوى ﺑﻐﺾ الﻨﻈر أهو على
حﻖ أم على ﺑاطل.
ُ َّ َ َ ْ ُ ُ ُ ُ ّ َ ْ َ َ َ َ َ ْ
� َِج َ
ارة ِ اذكر آﻳﺔ ﺑمع� ﻗول ﷲ ﺗعا��﴿ :م قست قـلو��م مِن �ع ِد �ٰل ِك ف ِ� �
َ ََ َ
أ ْو أش ُّد ق ْس َو ًة﴾ ]الﺒﻘرة.[74:
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ا� ِدﻳﺚ الﺬي صححه ﺑعﺾ أهل العلم عﻦ الﻨ� ﷺ وأوﻗﻔه آﺧرون على � ْ َ
ِ
َ َ َ َ َْ ً ْ َ َ َ َ ْ ًَ ََ َ َْ
"أحﺒﺐ حﺒيﺒك هوﻧا ما ،ﻓع� أن ﻳكون ﺑﻐﻴﻀك ﻳوما علﻲ ر� ﷲ عﻨهِ :
َ َ َ ْ ًَ ََ َ َْ َُ َ َ َ َ َْ ً َ
وأﺑﻐﺾ ﺑﻐﻴﻀك هوﻧا ما ،ﻓع� أن ﻳكون ح ِﺒيﺒك ﻳوما ما" .اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها
ماِ .
مع� الﺸطر الﺜا� مﻦ هﺬا ا�دﻳﺚ.
صحﺒﺔ الصا�� ﺧ� كﺒ� �ﻦ ﺗﺄﺛر ﺑهم .أما مﻦ آﺛر الﺒﻘاء على حال الﻀ�ل
ﻓ� ﻧﻔع له مﻦ ﺗلك الصحﺒﺔ .اذكر سﺖ �لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�.
96
اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ واﻟﻌﺸﺮون
اذكر آﻳﺔ ﺗرد ﺑها على مﻦ ﻳ�ر وﺿـــع ﺗﺸـــر�عات مﺨالﻔﺔ ﻷح�ام ﷲ ﺗعا� مﻦ
ﺑاب مراعاة ا�اﺟات اﻹﻧساﻧﻴ�ﺔ والﺘﺨﻔﻴﻒ عﻦ الﻨاس.
اذكر آﻳـﺔ ﺗـدل على ﻗﻴومﻴـﺔ ﷲ ا�ســـﺘمرة ،وال� � �ـل الﻘواﻧ� محلهـا .إذ أن
الﻘواﻧ� ليسﺖ إ� أوصاﻓا ﻷﻓعال ﷲ �لﻘه.
ﱡ ّ
اذكر آﻳـﺔ ﻓﻴهـا ﺗوﺟﻴـه لل�ـاﻓر�ﻦ أ� ﺗﺸـــﻐلهم عـداوﺗهم للمﺆمﻨ� عﻦ ﺗطلـﺐ
الﻨﺠاة ﻷﻧﻔسهم.
ُ ً ْ َ َ
ﻗال ﷲ ﺗعا�﴿ :و�� ٰل َِك َج َعل َن ُ
ا� ْم أ َّمة َو َسـ ًطا﴾ ]الﺒﻘرة ،[143:ﺑمع� اﻷﻓﻀــل
97
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﻼﺛﻮن
اذكر �لمـﺔ مﻦ آﻳـﺔ ﻳســـﺘـدل ﺑهـا على أن م�لـﺔ ا�ﺆمﻨ� عﻨـد ﷲ ﻳوم الﻘﻴـامـﺔ
أعﻈم مﻦ م�لﺔ ا��ﺋكﺔ.
98
َ ُ ُ
مﻦ ﻗرأ سورة ﻳوﻧس ﻳعرف ا�ﺾ على علوم الطﺒﻴعﺔ الﻨاﻓعﺔ ﴿ق ِل انظ ُروا َماذا
َْ
السـ َم َاواتِ َوا� ْر ِض﴾ ]ﻳوﻧس.[101:
� َّ
ِ
ّ
اذكر ﺛ�ﺛﺔ مواﺿــع مﺘﻔرﻗﺔ مﻦ ا�ﺰء الﺜ�ﺛ� ﻳﺄمر ﷲ ﻓﻴها ا�ﺆمﻨ� ﺑالﺘﻔكر
� ﺧلﻖ ﷲ.
ً ٌ
آﻳﺔ مﻦ هﺬا ا�ﺰء ﻳﻘرأ ﺑها الﺒعﺾ و�ســـكﺖ ،مســـﺘد� ﺑها على حر�ﺔ الﺘدﻳﻦ
وحر�ـﺔ اﻹ �ـاد وأحﻘ ّﻴـﺔ أي ﺷـــﺨص ﺑـاﺧﺘﻴـ�ار دﻳﻨـ�ه الـﺬي ﻳعﺠﺒـه ،و�ـﺄن اﺧﺘﻴـ�ار
واحـد مـا ﻳعﺠﺒـه ،ولكﻦ مﻦ ﻳكمـل ﺗ�وة اﻵﻳـات ٌ
كمـا� ﻳنﺘﻘﻲ �ـل الـدﻳﻦ ٌ
أمر
ٍ
ﻳعرف أن هﺬا ﺗهدﻳد ووعﻴد مﻦ ﷲ ﺗعا� �ﻦ أعرض عﻦ دﻳﻨ�ه.
َ
ك آيَــ ـ َ ّ َ َ َََ ْ َ َْ
ات﴾
ات بيِنــ ـ ٍ
ٍ نز� َــ ـا إِ�ْــ ـ � سـورة الﺒﻘرة ﻗرأﻧا ﻗول ﷲ ﺗعا� ﴿ولقد أ
]الﺒﻘرة ،[99:مما ﻳﺒ� أن اﻷدلﺔ على صـــحﺔ دﻳﻦ ﷲ ﺗعا� واﺿـــحﺔ ﺷـــاﻓﻴﺔ
�ـاﻓﻴـﺔ ل�ـل طـا لـﺐ حﻖ .ﻓـﺈذا رﻓﻀـــهـا أحـد ﻓهـﺬا د� لـﺔ على ســـوﺋـه وعلى أن
ا�روج عﻦ طر�ﻖ ا�� ﺷـــﺄﻧـه ودأﺑـه ﻷن ذلـك ﻳهﻴﺌـ�ه للكﻔر ﺑمﺜـل هـﺬﻩ اﻷدلـﺔ.
ُ
و� ذلك رد على مﻦ ﻳدعﻲ أن "ا�لحد ا�سك�" ﻗد ﺗعرض علﻴه أدلﺔ اﻹس�م
ً
ﻓ� ﻳﻘﺒلها و�كون مع ذلك معﺬورا ﻷﻧه لم ﻳﻘﺘﻨع ﺑها! ﺑل إذا رﻓﺾ أي أحد أدلﺔ
اﻹس�م ﻓهﺬا لعﻴﺐ ﻓﻴه � لعﻴﺐ � اﻷدلﺔ .اذكر آﻳﺔ مﻦ هﺬا ا�ﺰء ﺗﺆكد ﻧﻔس
ا�ع�.
99
ﱢ
الﺒعﺾ �عل الدﻧﻴ�ا مركﺰ�ﺔ ل�ل أعماله الصا�ﺔ ال� ﺗعﻴﻨ�ه علﻴه مﺜل "صل
لﺘﻨ�ال الﻨﺠاح" أو "ﺗصـدق ح� ﻳﺰ�د ﷲ لك � المال" ،ولكﻦ مﻦ ﻳﺒ� أعماله
الصا�ﺔ على هﺬﻩ اﻷسس ﻓﺈﻧها ﻗاﺑلﺔ ل�ﻧهﻴار ،والصحﻴح أن ﻧﺆسس أعمالﻨا
على اﻹﻳمان ﺑالﺒعﺚ وا�ﺰاء ﻓهﻲ ال� ﺗع� على اﻷعمال الصا�ﺔ.
اذكر آﻳﺘ� ﺗﺒ� أن اﻹﻳمان ﺑالﺒعﺚ وا�ﺰاء هو الﺬي ﻳع� اﻹﻧسـان � اﻹﻗدام
على اﻷعمال الصا�ﺔ.
المـال مﻦ مﻘومـات ا�ﻴـاة ،ولكﻦ الﺒعﺾ ا�ـﺬﻩ ﻏـاﻳـﺔ لهـﺬﻩ ا�ﻴـاة ﻓصــــار
�رص � حﻴـاﺗـه �لهـا على ﺟمع المـال ﻓ�ى ﻓﻴـه رﻓعﺘـه وكرامﺘـه وعﺰﺗـه وﺗـﺄم�
مســـﺘﻘﺒل أو�دﻩ � ﺟمع المال ،ح� ﻳنﺸـــﻐل ﺑﺘﺠمﻴعه طوال حﻴاﺗه ﻓﺸـــﻐله
عﻦ ﻏاﻳﺘ�ه مﻦ هﺬﻩ ا�ﻴاة .اذكر آﻳﺘ� �ﺬر ﷲ ﻓﻴهما مﻦ هﺬا الصﻨﻒ.
رﺑمـا ﻳﺘوهم الﺒعﺾ أن ﺗﺰ�� الﺒـاطـل رﺑمـا ﻳـﺄﺗﻴـ�ه مﻦ ﺷـــﻴـاط� ا�ﻦ ﻓﻘط و�
ُّ ْ ً َ َ َ
ﻳﺄﺗﻴ�ه مﻦ ﺷــﻴاط� اﻹﻧس ،ولكﻦ ﷲ حﺬرﻧا مﻨهم ســو�ا ﴿ َو��ٰل ِك َج َعل َنا لِ�
ِ
ْ ْ َ
ا� ِّن﴾ ]اﻷﻧعام.[112: ِ� ا� ِ َ
�س و ِ ِ نَ ّ
� َع ُد ًّوا ش َياط َ
ٍِ
اذكر آﻳﺔ ﺗﺆكد على أن الوسوسﺔ ﺗﺄ� مﻦ ﺷﻴاط� اﻹﻧس وا�ﻦ ،و�ﺠﺐ على
اﻹﻧسان ا�ﺬر مﻨهم.
اذكر آﻳـﺔ ﺗﺒ� أن أﺑـا ﺑكر هو أﻓﻀــــل هـﺬﻩ اﻷمـﺔ ﺑعـد الﻨ� -صـــلى ﷲ علﻴـه
وسلم.-
100
أﺳﺌﻠﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﻴﻦ
ُ
اﻹﻧســـان ﻳﺸـــﺘـد ﻏﻀـــﺒـه إذا أحس ﺑـﺄﻧـه ﻏـدر وﷲ ﺗعـا� م�ﻩ عﻦ ذلـك ﻹحـاطـﺔ
علمه ﺑ�ل �ء ،ﻓ� ﻳﺘصور أن ُﻳﻐدر ﺑه ﺗعا� لﻴكون هﺬا سﺒﺒ�ا � اﺷﺘداد ﻏﻀﺒه
مﻦ أﻗوام ،ﺑل هو ﺗعا� ﻳعلم أصــ� أن ســﻴﻘع مﻨهم ما وﻗع .هﻨاك آﻳﺘ�ان ﺗﺬكران
المع� الﺬي ذكرﻧا ﻓﺠاء � اﻷﺧرى عﺒارةمﺘوهم َ
ٌ الﻘصﺔ ﻧﻔسها ،لكﻦ ﻗد ﻳﺘوهم
مﻦ � 4لمات �ﺄﻧها اح�از لهﺬا الﻈﻦ � حﻖ ﷲ ﺗعا� .ما هﻲ هﺬﻩ العﺒارة.
طـاﻏﻴـﺔ احﺘﻘر عﻘول ﻗومـه واحﺘﺞ علﻴهم ﺑـﺄﻓﻀـــلﻴﺘـ�ه على ﻧ� ﺑـﺄمور ليســــﺖ
حﺠﺠـا � حﻘﻴﻘﺘهـا ،ومع ذلـك ﻓﻘـد ﺗـاﺑعـه ﻗومـه على ذلـك .اذكر آﻳـﺔ ﺗـدل على
هﺬا ا�ع�.
ً
أمرا ﱠ
محرما مﻦ ﺑاب الﺸـــﻔﻘﺔ على صـــدﻳﻘك أو ﻗد ﺗدعوك ﻧﻔســـك ﻷن ﺗﻔعل
زمﻴلـك �ـﺄن ﺗﻐﺸـــﺸــــه � اﺧﺘﺒـ�ار .اذكر آﻳـﺔ ﺗـﺬكر ﺑهـا ﻧﻔســــك أن ﷲ ﻳطـالﺒـك
ﺑالعدل الﺸـــرعﻲ � �ل مﻘام ﻷﻧك لﻦ ﺗكون أرحم مﻦ ﷲ ﺑهﺬا الﺬي أﺷـــﻔﻘـﺖ
علﻴه.
ً
ذكرﻧـا أن الـﺬي ﻳﻀـــ� مﻦ أﺟـل مﺒـدأ ﻳﺰداد ﺗمســـ�ـا ﺑـه ،وذلـك عﻨـد ﻗولـه ﺗعـا�:
َ ُ ْ
ا�ِ َوتَثب ً
َّ َ َْ ُ ُ ْ َ َ َ َ َ ُ ُ َّ
َ
يتـا ّم ِْن أنف ِس ِه ْم﴾...اﻵﻳﺔِ اء َم ْرضـ ِ
ات ﴿ َو َمثل ا�ِي ـ َن يُنفِق ـون أمواله ـم ابتِغ ـ
]الﺒﻘرة ،[265:وذكرﻧـا أن هـﺬا ﻳﻨطﺒﻖ ح� على ا�ﺒـادئ الﺒـاطلـﺔ ،ممـا ﻳصـــعـﺐ
101
اســـﺘﺠـاﺑـﺔ أصـــحـاﺑهـا لـدعوة ا�ﻖ ،إذ أن أحـدهم مرﺑوط ﺑمـا ﻗـدم � حﻴـاﺗـه مﻦ
وﻗﺖ وﺟهد ومال وﺗﻀــحﻴات � ســﺒﻴ�ل مﺒدﺋه ،و�صــعﺐ علﻴه ﺟدا أن ﻳﺘﻘﺒل
ﻓكرة أﻧه وهو اﻵن اﺑﻦ أرﺑع� أو ﺧمســـ� أو ســـﺘ� ﻗد أﺿـــاع ماﺿـــﻴه �له �
ﺑاطل لﻦ ﻳسـﺘﻔﻴد مﻨه .اذكر آﻳﺔ �ل هﺬا اﻹﺷـ�ال الﻨﻔ�ـ الﺬي ﻳعﻴﻖ كﺜﻴر�ﻦ
عﻦ ﻗﺒول ا�ﻖ ،وﺗعطﻴهم دﻓعﺔ هاﺋلﺔ � �سـون معها �سـارة الما� و�ل ما
ﻓﻴه ،ﺑل ﻳدركون أﻧهم إن ﻗﺒلوا ا�ﻖ اسﺘﻔادوا مﻦ هﺬا الما�.
هﻨاك مﺸهد مﺆﺛر ﻳعرﻓه اﻵﺑاء .الطﻔل الصﻐ� ﻗد ﻳع� والدﻩ ﻓﻴعاﻗﺒه اﻷب،
ﻓﻴﺠلس ا�ﺑﻦ � زاو�ـﺔ ﺑـالﺒيـﺖ حﺰ�ﻨـ�ا صــــامﺘـا � ﻳعرف كﻴﻒ ﻳســـ�� أﺑـاﻩ.
اﻷب ﺑرحمﺘه وإﺷـﻔاﻗه � �ﺐ أن ﻳرى ولدﻩ على هﺬا ا�ال ،ﻓﻴدﻓع اﻷم لﺘﻘول
للولـد ﺗعـال واعﺘـﺬر ﻷﺑﻴـك وﻗـل لـه أﻧـك آســـﻒ ولﻦ ﺗعﻴـد هـﺬا ا�طـﺄ وأﻧـك ﺗر�ـد
مﻨـه ا�ســـامحـﺔ .ﻓـاﻧﻈر إ� رحمـﺔ اﻷب الـﺬي هو ﺑﻨﻔســـه ﻳلﻘﻦ ولـدﻩ مـاذا ﻳﻘول
لﻴعﺘـﺬر ح� � ﺗســـﺘمر ا�ﻔوة .و﮻ ا�ﺜـل اﻷعلى .ﷲ ﺗعـا� أرحم ﺑﻨـ�ا مﻦ آﺑـاﺋﻨـ�ا
وأمهاﺗﻨ�ا .اذكر آﻳﺔ ﺗﺬكرك ﺑهﺬا ا�ﺸهد ﺗﻈهر ﻓﻴها رحمﺔ ﷲ ﺗعا�.
َﱠ َ
اذكر آﻳﺔ ﺗﺸ� إ� أن ِم ﱠمﻦ �ان ﻗﺒلﻨا َمﻦ ﻧﻔ َر الﻨاس عﻦ اﻹﻗﺒال على ﷲ ﺑالطمع
ﺑما � أﻳدﻳهم مﺘﺨﺬﻳﻦ الدﻳﻦ مطﻴﺔ لﺬلك.
102
اذكر ﺛ�ث مواﺿـــع مﻦ الﻘرآن ﻳــﺬكر ﻓﻴهــا ﷲ ﺗعــا� صـــﻔــات كﺜ�ة حمﻴــدة
للمﺆمﻨ� ،لكﻦ عﻨدما ﻳﺘ�لم عﻦ ا�ﺰاء �ﺘار صﻔﺔ الص� �دﻳدا ﺑما ُﻳﺸعر ﺑﺄن
مدار اﻷمر على الص�.
اذكـر آﻳـﺘـ� �ـعــل ﷲ ﻓـﻴـهـمــا الـﻘــدوة لـلـمـﺆمـﻨـ� عـلـى مـر الســـﻨـ� اﺛـنـﺘـ� مـﻦ
النساء.
ُ
آﻳـﺔ ﻳو ﱠﺟـه ﻓﻴهـا ا�طـاب ﻷهـل الكﺘـاب ﺑمـا ﻗـد ﻳوهمهم ﺑـاســـﺘعطـاﻓهم ،ﻓﺘﺨﺘم
ﺑ�لمات ﺗﻨكسهم وﺗﻘمع ﻏرورهم .ما هﻲ هﺬﻩ ال�لمات؟
َ ُ ْ َ َ ُ َ ْ َ ُ
ون﴾ ]الﺸـعراء� [94:حﻆ! ﻓكﺒكﺒوا ...والوﻗع الصـو� ﴿فكبْك ُِبوا �ِيها هم والغاو
َ ُ
لل�لمﺔ ﴿فكبْك ُِبوا﴾ ﻳﺸــعرك ﺑر�ام على ﺑﻨ�اﻳﺔُ ،ﻳدﻓع ﺑه إ� ا�اﻓﺔ لﻴﻘع � هاو�ﺔ
ُ ْ َ َ ُ َ ْ َ ُ
على دﻓعات﴿ ...فكبْك ُِبـــوا � َ
ون﴾ .اذكر آﻳﺔ أﺧرى �مل مع� ِيهـــا هم والغـــاو
مﺸاﺑها.
103
ﺑ�ء ﺑمـا ﻳـدل على أن ﺑ�ءﻩ هـﺬا
اذكر آﻳـﺔ �� ﷲ ﻓﻴهـا ﻧبﻴـ�ا مﻦ أﻧبﻴـ�اﺋـه � ﺑـداﻳـﺔ ٍ
سﻴنﺘهﻲ.
اذكر آﻳﺔ ﺑمطلع مﺸاﺑه لﻶﻳﺔ الساﺑﻘﺔ ُﻳﻨكر على مﻦ ﺟعل ﺷﻴﺌ�ا مﻦ اﻷمر ﮻.
104
آﻳـات أح�ـام كﺜ�ة � ســـورة واحـدة ﺗﻨﻈم مســـﺄ لـﺔ اﺟﺘمـاعﻴـﺔ ،ومع ذلـك ﻳﺘهـاون
كﺜ� مﻦ ا�سـلم� ﻓﻴها ﺑدواﻓع مﻨها الﻔﺠور � ا�صـومﺔ .ﻳ�حﻆ أن ﷲ ﺗعا�
ﺗهـدد ﺑعـد آﻳـات اﻷح�ـام مﻦ �ـالﻒ أمرﻩ ﺗهـدﻳـدا ﺷــــدﻳـدا ،وﻗـد �ســــﺐ ﻗـارئ
اﻵﻳات أن هﺬا الﺘهدﻳد � ع�ﻗﺔ له ﺑما سـﺒﻖ مﻦ آﻳات اﻷح�ام ،مع أن مﺨالﻔﺘها
ً ً
داﺧلﺔ � هﺬا الﺘهدﻳد والوعﻴد دﺧو� أولﻴا .اذكر آﻳﺔ الوعﻴد ا�ﻘصودة.
اذكر آﻳﺔ �ﺬر مﻦ ســﻦ الســﻨﺔ الســﻴﺌ�ﺔ ﺑﺄن ﻳكون اﻹﻧســان � طلﻴعﺔ مﻦ ﻳعمل
عم� محرما أو ﻳرﻓﺾ دعوة إ� حﻖ.
ســﺄلﺘ� اﺑﻨ� ســارة رحمها ﷲ :ما دام أمر الدﺟال معلوما ﺑيﻨ�ه لﻨا ﻧبﻴﻨ�ا ﻓكﻴﻒ
ﻳتﺒعه أﻧاس مﻦ ا�سـلم� عﻨد ﺧروﺟه؟ ﻓﻘلﺖ لها :مﻦ عﻘوﺑﺔ ا�عا� ﻧسـﻴان
ُ
الــعــلــم الــﻨــاﻓــع ،واســــﺘــحﻀــــرت ﻗــول اﺑــﻦ ﺗــﻴــمــﻴــﺔ � مــﺠــمــوع الــﻔــﺘــاوى:
105
)مﻦ الـﺬﻧوب مـا ﻳكون ســـﺒﺒـ�ا �ﻔـاء العلم الﻨـاﻓع أو ﺑعﻀــــه ،ﺑـل ﻳكون ســـﺒﺒـ�ا
لنسﻴان ما َع ِل َم و�ﺷﺘﺒ�اﻩ ا�ﻖ ﺑالﺒاطل( .اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك.
ٌ
معلوم أﻧها و�﴾، يء ّ ِمــ َن ال ْ ُم ْ�� َ
ِ� َۙو َر ُس ُ ُ � ﻗوله ﺗعا� � سورة الﺘوﺑﺔ﴿ :أَ َّن َّ َ
ا� بَر ٌ
ِ ِ
َ ً
ليســﺖ ﺑالكســر )ورســو ِله( ،لكﻦ �حﻆ أﻧها ليســﺖ ﺑالﻔﺘح أﻳﻀـا )ورســوله(.
ﻓهﺬا عطﻒ ﺟمل�..لمﺔ ع�ت عﻦ ﺟملﺔ.
اذكر عطﻒ ﺟمل �ﻴﺚ ﺗع� �لمﺔ عﻦ ﺟملﺔ ﺑما ﻳرﻓع اســتﺸــ�ا� ﻳرد � الﺬهﻦ
عﻦ آﻳﺔ.
ً
إدمـان ا�عـا� ﻗـد �عـل صــــاحﺒهـا ﻳﺘﺠرأ على الكﺒـاﺋر علﻨـا ﺑ� حﻴـاء .اذكر آﻳـﺔ
ﺗﺸ� إ� هﺬا ا�ع�.
�رص الﻨاس على �صــﻴل أســﺒاب الســعادة المادﻳﺔ .لكﻦ مﻦ عﻘوﺑﺔ ﷲ عﺰ
وﺟل للمعرﺿـــ� عﻦ طاعﺘه واﻹﺧ�ص له أﻧه ﻗد �عل ســـﺒﺐ الســـعادة هو
ذاﺗه سـﺒﺐ الﺸـﻘاء لهم .اذكر آﻳﺘ� متﺸـاﺑهﺘ� مﻦ سـورة واحدة ﺗﺒ� أن ما هو
سﺒﺐ سعادة عادة �عله ﷲ سﺒﺐ ﺷﻘاء لﺒعﺾ الﻨاس.
106
ﻳعرض أهـل الﺒـاطـل الﺸـــﺒهـات .ﻓﻴـﺄ� أهـل العلم لﻴعـا�وهـا و�ردوهـا .ﻓ�ون
ﺗهاﻓﺖ ما ﻳﻘﻒ � طر�ﻖ دﻳﻨهم الﻘو�م ،ﺑل وﻗد ﻳﻈهر � ﺛﻨ�اﻳا الرد على الﺸﺒهﺔ
ﺟمـالﻴـات للـدﻳﻦ مـا �ـاﻧـﺖ ﻇـاهرة لهم ﻗﺒلهـا ،ممـا ﻳﺰ�ـد رســـوخ الﻴﻘ� � ﻗلوب
ا�ﺆمﻨ� .اذكر آﻳﺔ ﺗﺬكرك ﺑهﺬا ا�ع�.
آﻳـﺔ ﻧﻈمهـا ﺑـدﻳع! ذكر ﷲ ﻓﻴهـا إحـدى أﻓعـال أهـل الكﺘـاب المـاﺿـــﻴـﺔ ﺑصـــﻴﻐـﺔ
ُ
ﺗﺸـعر ﺑالﺘﺠدد لﺒﻴ�ان ﺷـﻨاعﺘها ولﻴدل على مﺸـاركﺔ ا�ﺨاطﺒ� زمﻦ الﻨ� ﻓﻴها
وإن ﺑعـد العهـد عﻨهـا .ومع ذلـك ذكر ﷲ �لمﺘ� � وســـط الســـﻴـاق ﺑمـا ﻳﻘطع
أطماعهم أن ﻳﻔعلوا مﺜلها مع الﻨ� صـلى ﷲ علﻴه وسـلم ،و�سـكﻦ ﻗلﺐ الﻨ�
أﻧهم لﻦ ﻳﻔعلوا مﺜلها معك .ما هما ال�لمﺘان؟
ﻗـال اﺑﻦ ﺗﻴمﻴـﺔ) :كﻴﻒ ﺗطلـﺐ الـدلﻴـل على مﻦ هو دلﻴـل �ـل �ء؟!( وهو ﺑـﺬلـك
ﻳﺸـــ� إ� حـﻘـﻴـﻘــﺔ أن د�لــﺔ ﷲ عـلـى اﻷﺷـــﻴــاء وا �ـﻘــاﺋـﻖ أﻗـوى مـﻦ د� لـﺘـهــا
علﻴه.ﻓﺈذا ﻓﻘد اﻹﻧسان اﻹﻳمان ﺑا﮻ ﻓﺈﻧه � ﻳعود ﺑﺈم�اﻧه اﻹﻳمان ﺑﺄي �ء على
أساس عل� ،و إذا أﻧكر وﺟود ﷲ ﻓﺈن عﻘله ﻳﻨحرف عﻦ �ل حﻖ .ﻓاﻹﻳمان ﺑا﮻
107
مﺒـدأ �ـل عﻘـل ســـلﻴم للوصـــول للحﻖ � �ـل �ء .اذكر آﻳـﺔ ﻗـد ﺗكون هﻲ اﻷدل
على هﺬا ا�ع�.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ً
�ـد مﻦ العصــــاة مﻦ ﺗـﺬكرﻩ ﺑﻨعم ﷲ علﻴـه ﻓﻴﻘول :أﻧـا أصـــ� � أر�ـدهـا ،ولو
عﺸﺖ � ﻏ�ها ل�ان أحﺐ ﱠ
إ�!
ً
اذكر آﻳـﺔ ﻳمكﻦ أن ﻳﻔهم مﻦ ســـﻴـاﻗهـا أن ﻗومـا ﺟحـدوا ﻧعمـﺔ ﷲ علﻴهم وطلﺒوا
َ ً
ﺿــــدهـا ردا على أﻧبﻴـ�اﺋهم أو صــــا�ﻴهم الـﺬﻳﻦ �ـاﻧوا ُﻳـﺬكروﻧهم ﺑهـﺬﻩ الﻨعمـﺔ
ليﺸكروها.
108
اﻹﺟﺎﺑﺎت
اﻟﺠﺰء اﻷول
109
َ َّ َ ُ َ َ َّ َّ َ َ َ ّ َ َ
ين َ�ظ ّنون �� ُهمب� ٌة إِ� � ا�اشِع�ا� الصــ� َو َّ
الص�ة ِ �نها لك ِ
استــعينوا ب َّ
ِ
﴿ َو َ
َ َ َ َّ
ُم�قو َر ّ� ِ ِهم َو�� ُهم إِ�هِ را ِجعون﴾ ]الﺒﻘرة[46-45:
َّ َ َ
ب� ٌة﴾ ،ﻳع� :ﺛﻘﻴلﺔ أو
ك َ ﻓا﮻ ﻳﺬكر لﻨا � اﻵﻳﺔ الكر�مﺔ � ﺷــﺄن الصــ�ة ﴿�نها ل
ﺷــاﻗﺔ على الﻨﻔوس .إ� أﻧها ﻏ� ﺛﻘﻴلﺔ على عﺒادﻩ ا�اﺷــع� ،ووصــﻒ هﺆ�ء
َ َ َّ َّ
ين َ� ُظ ّنـــــون �� ُهم ُم�قو َر ّ� ِ ِهم﴾ ﻳع� لدﻳهم الﻴﻘ� ﺑﺄﻧهم
ا�اﺷـــع� ﺑــــــ ﴿ا� َ
ُ ُ نف َسـ َُ َ ُ ُ ِماء ُ َ َ ﴿�ذ أَ َخذنا ميثاقَ ُ
�م مِن دِيارِ�م � َّم �م َو� � ِرجون أ ِكون د َ �م � �سـف
ر�قا م ُ َ َ ً ُ ُ َّ َ ُ ُ َ ُ َ َ ُ
نف َسـ ُ َ َ ُ ََ ُ َ َ َ
ِن�م �م َو� ِرجون ف ـهدون �م أنتم هؤ� ِء تقتلون أ أقررتم وأنتم �ش
َُ ُ ُ ُ َ َ َ ََ
فادوهم َو ُه َو � َّر ٌم
ُ دوان �ن يَأتو�م أسارى ت َ ُ
ا�ث ِم والع ِ ِمن دِيارِهِم تظاهرون علي ِهم ب ِ ِ
110
عض فَما َج ُ
زاء َمن ََ ُ َ َ َ ُ ََُ ََ ُ
اب وت�فرون بِب ٍ عض الكِتــــ ـ ِ خراج ُهم أ�تؤمِنون ب ِ َب ِ علي�م إِ
ََ ّ َ َ َُّ َ ُّ َ َ َ َ ٌ ُ ّ َ َ َُ
يفعل ذل ِك مِن�م إِ� خِزي ِ� ا�يـــاة ِ ا�نيا و�وم القِيامةِ يردون إِ� أش ِد الع ِ
ذاب
َ ّ َ َ َ َو َما َّ ُ
عملون﴾ ]الﺒﻘرة[85-84: ا� بِغاف ٍِل �ما ت
ﺟاء � ﺗﻔســـ� الﺒﻐوي):ﻗال الســـدي :إن ﷲ ﺗعا� أﺧﺬ على ﺑ� إســـراﺋﻴ�ل �
ً ُ ً
الﺘوراة أن � ﻳﻘﺘل ﺑعﻀــهم ﺑعﻀــا ،و� �رج ﺑعﻀــهم ﺑعﻀــا مﻦ دﻳارهم ،وأﻳما
عﺒـد أو أمـﺔ وﺟـدﺗموﻩ مﻦ ﺑ� إســـراﺋﻴـ�ل ﻓـاﺷـــ�وﻩ ﺑمـا ﻗـام مﻦ ﺛمﻨـه وأعﺘﻘوﻩ،
ﻓ�اﻧﺖ ﻗر�ﻈﺔ حلﻔاء اﻷوس ،والﻨﻀـ� حلﻔاء ا�ﺰرج ،و�اﻧوا ﻳﻘﺘﺘلون � حرب
ســم� ﻓﻴﻘاﺗل ﺑﻨو ﻗر�ﻈﺔ وحلﻔاؤهم وﺑﻨو الﻨﻀــ� وحلﻔاؤهم وإذا ﻏلﺒوا أﺧرﺑوا
َ
دﻳـارهم وأﺧرﺟوهم مﻨهـا ،وإذا أ َســـر رﺟـل مﻦ الﻔر�ﻘ� ﺟمعوا لـه ح� ﻳﻔـدوﻩ
ُ
وإن �ــان اﻷســـ� مـﻦ عــدوهـم ،ﻓـﺘـ َعـ ﱢ�هـم اﻷعـراب وﺗـﻘـول :كـﻴـﻒ ﺗـﻘــاﺗـلـوﻧـهـم
ُ
وﺗﻔـدوﻧهم ﻗـالوا :إﻧـا أ ِمرﻧـا أن ﻧﻔـدﻳهم ،ﻓﻴﻘولون :ﻓلم ﺗﻘـاﺗلوﻧهم؟ ﻗـالوا :إﻧـا
ﻧسﺘحي أن ُﻳسﺘﺬل حلﻔاؤﻧا(.
ﻓالﻴهود �اﻧوا ﻳﻔعلون هﺬﻩ اﻷﻓعال مﻦ اﻓﺘداء اﻷســـرى وال� ﻇاهرها )أعمال
ﺧ��ﺔ( ومع ذلك لم ﻳﻘل ﷲ لهم :أحسﻨﺘم � هﺬا ا�اﻧﺐ )اﻓﺘداء اﻷسرى(،
وإن كﻨﺘم أسﺄﺗم � ﻏ�ﻩ )ﻗﺘال إﺧواﻧهم مﻦ الﻴهود والتسﺒﺐ � أسرهم(.
ً ً
ﺧطاﺑا ﺷـدﻳدا ﺑسـﺒﺐ ﺗسـﺒﺒهم ﺑاﻷذﻳﺔ مﻦ الﺒداﻳﺔ ﺑل إن ﷲ ﺗعا� ﻳوﺟه لهم
ُ َ ُ
جون أنف َسـ َُ ُ ِماء ُ َ َ
�م ِمن دِيارِ�م﴾، �م َو� �ــــ ِر ِكون د َ ومﺨالﻔﺔ الﻨهﻲ ﴿� �سـف
ِن�م إ ّ� خ ٌ
ِزي فع ُل ذل َِك م ُ ﺧطاﺑا � ﻏاﻳﺔ التﺸﻨﻴع ﴿فَما َجــ ُ
زاء َمن يَ َ ً و�وﺟه لهم
ِ
َ ّ َ َ َ العذاب َو َما َّ ُ َ
ون إ� أ َش ّ ِد َ
َ ُ ّ َ ُّ َ َ َ
لون﴾.ا� بِغاف ٍِل �ما تعم ِ ا�ـياة ِ ا�نيا و�وم القِيامةِ ي َرد ِ
ِ� َ
111
َ َ َ ُ ُ َّ َ َ َّ َ ُ َ ّ آمنوا َو َعملُوا ّ﴿ َو� َ ّ ِ� َّا�يــ َن َ
نهار �مــا ات �ري مِن �تِها ا� ا�اتِ أن لهم جن ٍ الص ِ ِ ِ
َ َ ُ َ ُ َّ َ ً َ
ُرزِقوا مِنها مِن � َم َر ٍ� رِزقا قالـوا هذا ا�ي ُرزِقنا مِن قبل َوأتوا بِهِ ُمتشاب ِ ًها َول ُهم فيها
َ
خا�ون﴾ ]الﺒﻘرة[25: أَ ٌ
زواج ُم َط َّه َر ٌة َو ُهم فيها ِ
ُ
﴿ َوأتوا بِهِ ُمتَشـاب ِ ًها﴾ ﻗﻴل :ﻳﺸـﺒه ﺑعﻀـه ﺑعﻀـا ،و�ﺘلﻒ � الطعم ،ﻓ� سـﺂمﺔ و�
رﺗاﺑﺔ � ا�ﻨـﺔ .ح� الﻔـاكهـﺔ ال� ﺗﺒـ�دو ﺑﻨﻔس الﺸـــ�ـل ﻳﺘﻐ� طعمهـا مﻦ ﻗﺒﻴـ�ل
ا�ﻔاﺟﺄة وﷲ أعلم.
َ ً َ ّ َ َ َّ ُ ّ ُ ً َ َ َ َ ُ َ َ َ ٌ ﴿قُ َ
داي ف� خـ ـوف لنا اهبِطوا مِنها �يعـ ـا فإِمـ ـا يأت ِين�م مِ� هدى �من تبِع ه
َ َ َ
َعلي ِهم َو� ُهم � َزنون﴾ ]الﺒﻘرة[38:
َ َ َ َّ ٰ َ ّ َ ّ
� آد ُم مِن ﻓـا﮻ -عﺰ وﺟـل -ﻗﺒـل ﺗوﺑـﺔ آدم كمـا أوﺿـــح � ســـورة اﻷعراف ﴿�تل ِ
ﺗمح اﻵﺛاراب َعلَيْهِ﴾ ،ولكﻦ مع هﺬﻩ الﺘوﺑﺔ مﻦ ﷲ ﻓﺈﻧها لم ُ َّر ّ�ــهِ َ� َِمــات َ� َتــ َ
ٍ ِ
لنا اهبطوا مِنها َ� ً
يعا﴾. الدﻧﻴو�ﺔ ،وهﻲ الهﺒوط مﻦ ا�ﻨﺔ ﴿قُ َ
ِ
وم إنَّ ُ َ َ َ
�م ومﺜال آﺧر على ذلك ﻗول ﷲ -ﺗعا��﴿ :-ذ قـــ ـال مو� لِقو ِمهِ يا ق ِ ِ
�م ذل ُ نف َســ ُُ َ ُ َ ُ َ َ ّ ُ نف َس َُ َ ُ َ ُ
ِ�م ا�اذِكــ ُم العِجل فتو�وا إِ� بارِ�ِ�م فاقتلوا أ �م ب ِ ِ ظلمتم أ
الر ُ اب َّ اب َعلَ ُ
ي�م إنَّ ُه ُه َو ا�َّ ّو ُ �م فَتـــ َِند بار� ُ �م ع َ � لَ َُخ ٌ
حيم﴾ ]الﺒﻘرة.[54: ِ ِِ
اب َعلَ ُ ﺗوﺑﺔ ﺑ� إسـراﺋﻴ�ل ﴿فَتــــ َ ّ َ َ َ ّ
ي�م﴾ ،ولكﻦ هﺬﻩ الﺘوﺑﺔ ﻓا﮻ -عﺰ وﺟل -ﻗ ِﺒل
�م ذل ُ َ ُ
نف َسـ ُ مﻦ ﷲ �اﻧﺖ مﺸـروطﺔ ﺑتﻨﻔﻴﺬ العﻘوﺑﺔ الدﻧﻴو�ﺔ ﴿فَ ُ
ِ�م اقتــــلوا أ
112
َ ُ َ َ َّ ُ َ َ
�م � َّتقون﴾ �م َو َّا� َ
ين مِن قبل ِ�م لعل � ُم َّا�ي َخلَ َق ُ
اعبـدوا َر َّ� ُ
اس ُ﴿يا َ� ُّ� َها ا�ّ ُ
]الﺒﻘرة.[21:
َ ُ َ َ َّ ُ َ َ
�م � َّتقون﴾ �م َو َّا� َ
ين مِن قبل ِ�م لعل � ُم َّا�ي َخلَ َق ُ
اعبـدوا َر َّ� ُ
اس ُ﴿يا َ� ُّ� َها ا�ّ ُ
]الﺒﻘرة.[21:
َ َ َ َ ُ َّ َ ُ َ ُ َ ُ َ
اء ل ُهم َمشوا فيهِ �ذا صار ُهم �مـا أضـ ال�ق �ـ َطف أبـ ﺑعد ﻗوله ﺗعا�﴿ :يَ�ـاد
َّ َّ َ َ ُ ّ َ ََ ب� َ َ َّ ُ َ َ
� َه َ ََ َ َ َ ََ
� � ٍءِ � ا� ن ِ إ ِم هِ بصارأو م ه
ِ ع
ِ م س ِ ا� شاء و لو واــ قام م ه
أظلــم عل ِ
يــ
اس َوأَبصــارهِم﴾ ،ﺛم أﺗﺒعه �طاب إﻗﺒال ورحمﺔ مﻦ ﷲ ﺗعا�﴿ :يَا َ�يُّـــــ َها ا�ّ ُ
ِ
اعبدوا َر َّ� ُ
� ُم﴾. ُ
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
113
َ ْ َ ُ ََُ ْ َ َ ٌ َ ً َّ َ ٌ َ َ َ
اد ُه ُم َّ ُ ُُ
اب أ ِ� ٌم ب ِ َمـا �نوا يَ�ـذِبُون﴾ ا� َم َرضـــا ۖ ولهم عـذ ﴿ ِ� قلو� ِ ِهم مرض فز
]الﺒﻘرة.[10:
ً
ﻓاﻷصـل أن ﻗلوﺑهم �اﻧﺖ مر�ﻀـﺔ ﻓﺰادهم ﷲ مرﺿـا ﻓلم ��هم ﷲ عﺰ وﺟل
على مرض الﻘلوب ،كما ﻗال ﺗعا�﴿ :فلما زاغوا أزاغ ا� قلو�هم﴾ ]الصﻒ.[5:
ً ﱠ ﱠ
و�ـد � ا�ﻘـاﺑـل أن مﻦ آمﻦ ﻗل ُﺒـه واهﺘـدى واســـتســـلم ﮻ ﻓـﺈن ﷲ ﻳﺰ�ـدﻩ هـدى
اه ْم َ� ْق َو ُ َ َّ َ ْ َ َ ْ َ َ
اد ُه ْم ُه ًدى َوآتَ ُ ً
اه ْم﴾ ]محمد: وإﻳماﻧا كما � ﻗ ـوله ﺗع ـا�﴿ :وا�ِين اهتدوا ز
.[17
ُ
ﻓا�ﺰاء مﻦ ﺟنس العمل.
ْ ُ ُ ُ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُّ َ ُ
ا�م بِق َّو ٍ� َواذك ُروا َما ور ُخذوا َما آتيْ َنــ ﴿�ذ أخذنا مِيثــاق�م ور�عنا فوق�م الط
ْ َ َ َ َ َ َ ْ ُ َّ
ا� َعلَيْ ُ
� ْم َو َر ْ َ ُ َ َّ َ َّ ُ َ ُ َ
� ُت ُه �ِيهِ ل َعل� ْم � َّتقون � َّم ت َو�ْ ُتم ّ ِمن َ�ع ِد �ٰل ِك ۖ فل ْو� فضــل ِ
114
َ َ ٰ ُ ْ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ ْ َ ُ َ َ ٰ َّ َّ َ َ َ َ ُ ُ َ ّ ُ َ
ون ا�َّ َ
اس ك سـليمان ۖ وما �فر سـليمان و��ِن الشـياطِ� �فروا �عل ِم � مل ِ
ار َ ك ْ� ب َباب َل َه ُ
ار َ
وت َو َم ُ ْ َ
َ َ ََ َ ُ ّ َْ ََ
وت﴾ ]الﺒﻘرة[102-101 : السِحر وما أنزِل � المل ِ ِ ِ
ﻗــال الســـعــدي) :كــﺬلــك هﺆ�ء الﻴهود لمــا ﻧﺒـ�ﺬوا كﺘــاب ﷲ اﺗﺒعوا مــا ﺗﺘلوا
الﺸــﻴاط� و�ﺘلﻖ مﻦ الســحر على ملك ســلﻴمان حﻴﺚ أﺧرﺟﺖ الﺸــﻴاط�
للﻨاس السـحر ،وزعموا أن سـلﻴمان علﻴه السـ�م �ان ﻳسـﺘعمله وﺑه حصـل له
َ
ا�لك العﻈﻴم .وهم كﺬﺑﺔ � ذلك( .اهـ
َ َ ََ ﱠ
و� ا�ع� ﻧﻔسه -أي مﻦ ﺗرك ا�ﻖ اﺑﺘلﻲ ﺑالﺒاطل -ﻳﻘول ﷲ ﺗعا�﴿ :فخلف
َ َْ َ َ َ َّ َ َّ َّ ُ َ ٌْ َ َ ْ
ات ف َسـ ـ ْوف يَلق ْون � ًّيـا﴾
م ِْن َ�عـ ِده ِْم خلف أضـــاعوا الصـ ـ�ة َوا� َب ُعوا الشـ ـ َه َو ِ
]مر�م[59:
115
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ
والﻘصــــاص مﻨـه دون ﻏ�ﻩ مﻦ الﻨـاس ،ﻓ� �ـاوزوا ﺑـالﻘﺘـل إ� ﻏ�ﻩ ممﻦ لم
ﻳﻘﺘل ﻓﺈﻧه حرام علﻴكم أن ﺗﻘﺘلوا ﺑﻘﺘﻴلكم ﻏ� ﻗاﺗله(.
عروف
ٍ
� ُ
حوه َّن ب ِ َم عروف أَو َ ّ
ٍ
غن أَ َجلَــ ُه َّن فَأَمس ُ
ِكوه َّن ب َ
م ِساء َ� َبلَ َ ﴿�ذا َطلَّ ُ
قتــ ُم النّ َ
ِ ِ
َ َّ
فس ُه َو� �تخِذوا آياتِ فعل ذل َِك َ� َقد َظلَ َم نَ َ
عتدوا َو َمن يَ َ َو� تُمس ُ
ِكوه َّن � ًارا �ِ َـــ َ
ِ
يكــم َوما أَنــ َز َل َعلَــ َُ َ َّ َ َ ُ ُ َّ
ي�م م َِن الكِتــاب َوا� َ
ِكمةِ ِ ا�ِ ُه ُز ًوا َواذكروا ن ِعمت ا�ِ عل
ﻗال علماؤﻧا :واﻷﻗوال �لها داﺧلﺔ � مع� اﻵﻳﺔ؛ ﻷﻧه ﻳﻘال �ﻦ سـﺨر مﻦ آﻳات
ﷲ :ا�ـﺬهـا هﺰوا .و�ﻘـال ذلـك �ﻦ كﻔر ﺑهـا ،و�ﻘـال ذلـك �ﻦ طرحهـا ولم ﻳـﺄﺧـﺬ
116
َّ ﺑهـا وعمـل ﺑﻐ�هـا ،ﻓعلى هـﺬا ﺗـدﺧـل هـﺬﻩ اﻷﻗوال � اﻵﻳـﺔ .و ﴿ َ
ا�ِ﴾ هﻲ ات
آيـ ِ
د�ﺋله وأمرﻩ وﻧهﻴه.
117
ا� ُ� ُّ
حسـنوا إ َّن َّ َُ َ َ ُ َ َ ُ َّ َ ََ
ِب ِ بيل ا�ِ َو� تلقوا بِأيدي�م إِ� ا�َّهلكةِ َوأ ِ
﴿وأنفِقــــوا � سـ ِ
الـمحس َ
ِن�﴾ ]الﺒﻘرة[195: ُ
ﺧ� ﻓهو � سﺒﻴ�ل ﷲ ،ولكﻦ مﻦ َ
أوﺟ ِه الﺘﻔاس� � َّ
ا�ِ﴾ ﻓ�ل ٌ بيل ﴿ َوأَنفِقـوا � َ
س
ِ
َ ُ َ ُ
يدي�م إِ� اﻵﻳﺔ هﻨا أن ا�ﻘصـــود ﺑه هو ا�هاد � ســـﺒﻴ�ل ﷲَ ﴿ ،و� تلقوا بِأ
ُ َ
ا�َّهلكةِ﴾.
ﺑﺘﺨلﻔكم عﻦ اﻹﻧﻔاق � ا�هادّ .
ﻓع� ســـﺒحاﻧه عﻦ أن ﺗرك اﻹﻧﻔاق � ســـﺒﻴ�ل
ﷲ مدعاة لله�ك) .مسﺘﻔاد مﻦ ﺗﻔس� اﺑﻦ كﺜ�(
و� ســـﺒﺐ ﻧﺰول اﻵﻳﺔ ،ﻗال أﺑو أﻳوب اﻷﻧصـــاري :ﻧﺰلﺖ ﻓﻴﻨ�ا معﺸـــر اﻷﻧصـــار
وذلك أن ﷲ ﺗعا� لما أعﺰ دﻳﻨ�ه وﻧصر رسوله ،ﻗلﻨا ﻓﻴما ﺑيﻨﻨ�ا إﻧا ﻗد ﺗركﻨا أهلﻨا
وأموالﻨا ح� ﻓﺸا اﻹس�م وﻧصر ﷲ ﻧبﻴ�ه ﻓلو رﺟعﻨا إ� أهلﻴﻨ�ا وأموالﻨا ﻓﺄﻗمﻨا
ُ َّ
بيل ا�ِ َو� تلقــ ـواـﻓﻴها ﻓﺄصـلحﻨا ما ﺿـاع مﻨها ﻓﺄﻧﺰل ﷲ ﺗعا�َ ﴿ :وأَنفِقوا � َ
س
ِ
ُ َ ُ َ َ
يدي�م إِ� ا�َّهلكةِ﴾. بِأ
ﻓـالﺘهلكـﺔ اﻹﻗـامـﺔ � اﻷهـل والمـال وﺗرك ا�هـاد ،ﻓمـا زال أﺑو أﻳوب �ـاهـد �
سـﺒﻴ�ل ﷲ ح� �ان آﺧر ﻏﺰوة ﻏﺰاها ﺑﻘسـطﻨطﻴنﻴ�ﺔ � زمﻦ معاو�ﺔ -ر� ﷲ
عﻨهما ،-ﻓﺘو� هﻨاك ودﻓﻦ � أصـل سـور الﻘسـطﻨطﻴنﻴ�ﺔ .وا�دﻳﺚ صـححه
اﻷلﺒا� وﻏ�ﻩ.
118
ْ ْ ُ ََ ُ ُ َ ْ خر ُج َُ ُُْ ُ ْ َ ْ ُ َ ُْ ُ ُ ْ ََ ْ
وهــم ّم ِْن َحيْث أخ َر ُجو�ــ ْم ۚ َوالفِت َنة أش ُّد م َِن ﴿وا�تلوهم حيث ثقِفتــموهم وأ ِ
َ َ َُ ُ ْ َ َ َ َّ َ ُ ُ َ َْ ْ َْ ْ ََ َُ ُ ُ ْ
� ُ�قات ِلو�ـــ ْم �ِيهِ ۖ فإِن قاتلو�ـــ ْم ج ِد ا�ر ِام ح ٰالقت ِل ۚ و� �قات ِلوهم عِنـــد المس ِ
�ن﴾ ]الﺒﻘرة[191: اء الْ َ�ف ِر َ
وه ْم ۗ َك َ�ٰل َِك َج َز ُ
ا� ُتلُ ُ
َ ْ
ف
ِ
َْ َ
ْ ُ َ
ﻗال الﻘرط� :ﻗوله ﺗعا� َ ﴿ :والفِتْ َنة أشــ ُّد م َِن القتْ ِل﴾ ،أي :الﻔﺘﻨ�ﺔ ال� حملوكم
علﻴها وراموا رﺟوعكم ﺑها إ� الكﻔر أﺷد مﻦ الﻘﺘل.
وﻗال مﺠاهد :أي مﻦ أن ﻳﻘﺘل ا�ﺆمﻦ ،ﻓالﻘﺘل أﺧﻒ علﻴه مﻦ الﻔﺘﻨ�ﺔ(.
119
ً
أســدا ،ﻓهﺬا ﻳســموﻧه مﻨﻘطعا؛ ﻷن اﻷســد ليس مﻦ ﺟنس الﻘوم )ا�ســﺘﺜ�
مﻨه(.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ْ َ َ َ َ ْ ُ َ ُ ُ َ ُّ ُ َ َ ْ َ ََّ َ ْ َ َ َ ْ َ َْ ْ َ ْ َْ
نت ْم ف َولواج ِد ا�ر ِام ۚ وحيث ما ك﴿ومِن حيــــث خرجت فو ِل وجهك شـطر المسـ ِ
ْ ََ َ َ ْ ُ ْ ُ َّ ٌ َّ َّ َ َ َ ُ ُ َ ُ ْ َ ْ َ ُ َ َّ َ ُ َ
ون ل َّ
ِين ظل ُموا مِن ُه ْم ف�اس علي�م حجـة إِ� ا� ِلنـ ِ وجوه�م شـ ـطره �ِ � ي�
َ ْ َ ْ ُ ْ َ ْ َ ْ َ ُ َّ ْ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ َّ ُ ْ َ ْ َ ُ َ
ون﴾ ]الﺒﻘرة.[150 : �شـ ـوهم واخشـ ـو ِ� و ِ�ت ِم ن ِعم ِ� علي�م ولعل�م �هتـد
َّ َّ َ َ
ِين َظل ُموا مِنْ ُه ْم﴾ ]الﺒﻘرة [150 :أي :مﻦ ﻗـال الســـعـدي )ﺑﺘصـــرف(﴿) :إِ� ا�
احﺘﺞ مﻨهم �ﺠـﺔ هو ﻇـالم ﻓﻴهـا وليس لهـا مســـﺘﻨـ�د إ� اﺗﺒـ�اع الهوى والﻈلم،
ﻓهﺬا � سـﺒﻴ�ل إ� إﻗﻨاعه وا�حﺘﺠاج علﻴه ،وكﺬلك � مع� �عل الﺸـﺒهﺔ ال�
ْ
ﻳوردوﻧهـا على ســـﺒﻴـ�ل ا�حﺘﺠـاج ﺷـــﻴﺌـ ً�ا ُﻳﺆ َﺑـه لـه ،و� ﻳلﻘى لـه ﺑـال .ﻓلهـﺬا ﻗـال
ََ َْ َ
ﺗعا�﴿ :ف� �شـ ْو ُه ْم﴾ ]الﺒﻘرة [150 :ﻷن حﺠﺘهم ﺑاطلﺔ ،والﺒاطل � -اســمه –
ً ٌ
وعﺰا
مﺨﺬول ،مﺨﺬول صـاحﺒه .وهﺬا ��ف صـاحﺐ ا�ﻖ ،ﻓﺈن للحﻖ صـولﺔ ِ
ﻳوﺟﺐ ﺧﺸﻴﺔ صاحﺐ ا�ﻖ.
120
َ َ َ ًَ َ ََ
ص ـبْغة ۖ َو�ْ ُن ُ� َ�ب ِ ُدون﴾ ]الﺒــــ ـﻘرة.[138 : َّ ْ َّ ﴿ ْ
ص ـبغة ا�ِ ۖ َو َم ْن أح َس ـ ُن م َِن ا�ِ ِ
ِ
َّ ََ
ا�ِ ﴾ ﻗال اﺑﻦ عﺒاس � رواﻳﺔ ال�ل� وﻗﺘادة صـبْغة
ﻗال الﺒﻐوي) :ﻗوله ﺗعا�ِ ﴿ :
وا�ســﻦ" :دﻳﻦ ﷲ" ،وإﻧما ســماﻩ صــﺒﻐﺔ ﻷﻧه ﻳﻈهر أﺛر الدﻳﻦ على ا�ﺘدﻳﻦ
كما ﻳﻈهر أﺛر الصﺒﻎ على الﺜوب(.
ﻳﺸـــرعه لهم ...و�ســـﺘﻔاد مﻦ إﺷـــارة اﻵﻳﺔ أﻧه ﻳنﺒﻐﻲ � �ل أمر مﻦ اﻷمور ،أن
ً
ﻳﺄﺗﻴ�ه اﻹﻧسـان مﻦ الطر�ﻖ السـهل الﻘر�ﺐ ،الﺬي ﻗد ﺟعل له موصـ� .ﻓاﻵمر
ﺑا�عروف والﻨاهﻲ عﻦ ا�ﻨكر ﻳنﺒﻐﻲ أن ﻳﻨﻈر � حالﺔ المﺄمور ،و�ســـﺘعمل معه
الرﻓﻖ والســﻴاســﺔ ،ال� ﺑها �صــل ا�ﻘصــود أو ﺑعﻀــه ،وا�ﺘعلم وا�علم ﻳنﺒﻐﻲ
أن ﻳسلك أﻗرب طر�ﻖ وأسهله� ،صل ﺑه مﻘصودﻩ( .اهـ
ْ َ
ﷲ ﷺ ﺑ� ْأم َر ْ� ِﻦ
ُ ﱠ ُ ﱢَ َ ُﱢ
وﻗد روى الﺒﺨاري ومسـلم عﻦ أمﻨا عاﺋﺸـﺔ) :ما ﺧ� رسـول ِ
َ ُ ْ ً ﱠ َ َ
إ� أﺧﺬ ْأﻳ َس َر ُه َما ،ما ل ْم َﻳك ْﻦ إﺛما(.
121
َ َّ ْ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ ُ ُ َ َ َ َ َ ْ َ ُّ َ ْ ُ ٌ َّ ْ ُ َ ٌ َ
ج َدال ِ� ا�ج ف� رفث و� فســوق و� ِ ات ۚ � َمن ف َرض �ِي ِهن ﴿ا�ج أشــهر معلوم
َّ ْ َ ٰ َّ ُ
ى ۚ َوا�قو ِن يَا � َّ
الزادِ ا�قو ا� ّج ۗ َو َما َ� ْف َعلُوا م ِْن َخ ْ� َ� ْعــــلَ ْم ُه َّ ُ
ا� ۗ َوتَ َز َّو ُدوا فَإ َّن َخ ْ َ
ِ َْ
ِ ٍ
ََْْ َ ُ
اب﴾ ]اﻷعر ِ ْ َْ
اف.[26 : و� ا�� ِ أ ِ
َ َ ََ َ َ ـان ْأه ـ ُل َ َ َ
الﻴ َم ِﻦ ُ� ﱡﺠون و� َﻳ� ﱠو ُدون، عﻨهم ـا ﻗــال� :ـ َ ﷲ� ُ َعﻦ ْاﺑﻦ َع ﱠﺒ ـ ٍاس َر َ
ِ ِ
َ َ َ ْ ُ ُ َ َ ﱢُ َ َ َ َ ُ َ ﱠ َ َ َُ ﱠ
و�ﻘولون� :ﻦ المﺘو�لون ،ﻓـ �ﺈذا ﻗـ ِدموا مكـﺔ ســـﺄ لوا الﻨـاس )أي :طلﺒوا مﻨهم مـا
ْ
الزادِ ا�َّق َوى﴾ رواﻩ الﺒﺨاري. � َّﷲ َﺗ َع َا�َ ﴿ :وتَ َز َّو ُدوا فَإ َّن َخ ْ َﻓﺄﻧ َﺰ َل ﱠ ُ
ْ
ﻳعﺘاﺷون ﺑه(،
ِ
نز�َا َعلَيْ ُ ْ َ ََ َ َ
ً � ْم �ِ َا ًسـا يُ َواري َسـ ْوآت ُ
ِ� ْم َورِ�شـا ۖ آد َم قَ ْد أ َ
َ
وهﺬا كما ﻗال ﺗعا�﴿ :يَا بَ ِ�
ِ
َّ َّ َ ْ َ ْ َ َّ َ َّ َ َ ُ َّ ْ َ ٰ َ ٰ َ َ ْ ٌ َ َ
اف.[26 : � ۚ �ٰل ِك م ِْن آيَاتِ ا�ِ ل َعل ُه ْم يَذك ُرون﴾ ]اﻷعر ِ و�ِ اس ا�قوى �ل ِك خ
ً َ ﱠ َ َﱠ َ ََ ﱠَ َ ْ
ا�سـ ﱢـــــــ ﱠﻲ ﻧ ّﺒ�ه ُم ْر ِﺷـ ـدا �إ� الل َﺒ ِاس ﺟاء � ﺗﻔســـ� اﺑﻦ كﺜ�) :لما ذكر اللﺒاس ِ
َ َ ََْ َ َ َﱠ َ َْ َْ ﱢ َ ُ َ ُْ ُ ُ َ ﱠ ُ ﱠْ
الط َاعﺔ َوالﺘﻘ َوىَ ،وذك َر أﻧ ُه ﺧ ْ ٌ� ِم ْﻦ هﺬاَ ،وأﻧﻔ ُع(. المعﻨ ِوي ،وهو ا�ﺸوع ،و
122
أو� ا�ع�اف ﺑا�طﺄ ﴿قُ ْل ق َِت ٌال �ِيهِ َكب ٌ
�﴾ ،ومﻦ ﺛم عدم ا�ﻧســـﻴاق وراء الﺘﺒر�ر
ً
ِ
والدﻓاع والوﻗوف � موﻗﻒ ﺿـعﻒ .ﺑل رد الﻀـرﺑﺔ ﻷهل الﺒاطل ،ومﻘارﻧﺔ هﺬا
ّ ّ
ﺗصـــﻴـد ا�طــﺄ �راﺋمهم الﻨكراء لﻴتﺒ� حﺠم إﺟرامهم وعــدم إﻧصــــاﻓهم �
ْ َْ َ ِ ْ َ ُ َ ْ َّ َ ُ ْ ٌ َ ْ َ ْ َ َ ٌّ َ َ
اج أهلِهِ مِن ُه ج ِد ا�رام �خر
أﺧطاء ا�ﺆمﻨ� ﴿وصـد عن سـبِي ِل ا�ِ و�فر بِهِ والمسـ ِ
َْ َ ْ َ ُ َ َّ َ ْ ْ َ ُ َ ْ
� م َِن القتْ ِل﴾.
�َُ أ�� عِند ا�ِ ۚ والفِتنة أ
ﻗلوب مﺸـــركﻲ العرب ت قُلُو�ُ ُه ْم﴾ أي :أﺷـــﺒهﺖ ُ ﻗال اﺑﻦ كﺜ� :وﻗولهَ َ �﴿ :شــ َ
ا� َه ْ
ﻗلوب مﻦ ﺗﻘدمهم � الكﻔر والعﻨاد والعﺘو ،كما ﻗال ﺗعا�َ ﴿ :ك َ�ٰل َِك َما َ� َ� َّا� َ
ِين َ
ُ َ َ ْ ون َ�تَ َو َ
اصـ ْوا بِهِ ۚ بَل ُه ْم ق ْو ٌم َطاغون﴾
َّ َ ُ َ ٌ َ ْ َ ْ ُ ٌ
ول إِ� قالوا سـاحِر أو �ن ّ َّ ُ َْ
مِن �بل ِ ِهم مِن رسـ ٍ
]الﺬار�ات.[53-52:
وﻗال الســـعدي) :ﺗﺸـــاﺑهﺖ ﻗلوﺑهم وأعمالهم ﺑالكﻔر والطﻐﻴان ،ﻓتﺸـــاﺑهﺖ
أﻗوالهم الﻨاﺷﺌﺔ عﻦ طﻐﻴاﻧهم(.
َ
وموا ِ َّ�ِ قانِت َ ُ ْ
الص�ة ِ ال ُو ْس َط ٰي َوق ُ َ َ
﴿ َحاف ُِظوا � َّ
الصل َوات َو َّ ََ
ِ� ﴾ ]الﺒﻘرة.[238 : ِ
ﻳ�لم ُ ّ
أحدﻧا أﺧاﻩ � حاﺟﺘه ح� عﻦ ز�ـــــ ـد ﺑﻦ أرﻗم ﻗال :كﻨا ﻧﺘ�لم � الصـــ�ة
َ ُ َ َ َّ َ َ َ َّ َ ْ ُ ْ َ َ ُ ُ َّ َ َ ُ
ات والص�ة ِ الوسط ٰي وقوموا ِ�ِ قانِتِ�﴾ ﻓﺄ ِمرﻧا ﻧﺰلﺖ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﴿حاف ِظوا � الصلو ِ
ﺑالسكوت) .صحﻴح الﺒﺨاري(.
123
َُ ُ ُ ْ َ ْ
خ َوانُ ُ
� ْم ۚ َو َّ ُ ك َعن ْا�َ َت َ ٰ ُ ْ ْ َ ٌ َّ ُ ْ َ ْ ٌ ََ ْ َُ َ َ
ا� ا� ۖ قل إِصــ�ح لهم خ� ۖ �ن �الِطوهم فإِ ِ ﴿و�ســ�لون
َ َ ْ َْ ْ ْ
ِيم﴾ ]الﺒﻘرة: �ز َحك ٌ � ْم ۚ إ َّن َّ َ
ا� َعز ٌ ا� � ْ� َن َت ُ س َد م َِن ال ُم ْصـل ِحِ ۚ َول َ ْو َشـ َ
اء َّ ُ َ�عل ُم ال ُمف ـِ
ِ ِ
[220
َّ َّ َ َ ْ ُ ُ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ٰ ُ ْ ً َّ َ َ ْ ُ ُ َ
�لون وسـﺒﺐ ﻧﺰولها أﻧه لما ﻧﺰلﺖ ﴿إِن ا�ِين يأ�لون أموال ا�تا� ظلما إِ�ما يأ
ِ�ا﴾ ]النسـاء [10:اﻧطلﻖ مﻦ �ان عﻨدﻩ ﻳتﻴم ﻓعﺰل ارا ۖ َو َسـ َي ْصـلَ ْو َن َسـع ً
� ُ� ُطونِه ْم نَ ً
ِ ِ
طعامه مﻦ طعامه ،وﺷـراﺑه مﻦ ﺷـراﺑه� ،ﻴﺚ إذا ﺗﺒﻘى مﻦ طعام الﻴتﻴم �ء
ً
لم ﻳﻘرﺑـه الصـــحـا� ﺧوﻓـا مﻦ أن ﻳكون ﺑـﺬلـك ﻳـﺄ�ـل مـال الﻴتﻴم ،ﻓﻴ�ك الطعـام
ح� ﻳـﺄ�لـه الﻴتﻴم أو ﻳﻔســــد الطعـام .واﺷـــﺘـد علﻴهم مـا ا�ـﺬوﻩ مﻦ إﺟراءات.
َ َ ْ َُ َ َ َ ََْ َ ُ ْ ْ َ
صـ� ٌح ﻓﺬكروا ذلك لرســول ﷲ ﷺ ،ﻓﺄﻧﺰل ﷲ﴿ :و�سـ�لونك ع ِن ا�ت ٰ
ا� ۖ قل إِ
ُ ُ ْ َ ْ
خ َوانُ ُ َُ َّ ُ ْ َ ْ ٌ
� ْم﴾ أي :وإن ﺧـــلطﺘم طـــعامكم ﺑطـــعامهم لهم خ� ۖ �ن �ـــالِطوهم فإِ
وﺷـــراﺑكم ﺑﺸـــراﺑهم ،ﻓ� ﺑـﺄس علﻴكم ;ﻷﻧهم إﺧواﻧكم � الـدﻳﻦ ;ولهـﺬا ﻗـال:
ْ ﴿ َو َّ ُ ْ ْ َ
ا� َ� ْعل ُم ال ُمف ِســـ َد م َِن ال ُم ْصـ ـلِحِ ﴾ أي :ﻳعلم مﻦ ﻗصــــدﻩ وﻧيﺘـ�ه اﻹﻓســــاد أو
� ْم ۚ إن ا َّ َ
� َعز ٌ
�ز َحك ٌ َّاء َّ ُ
ا� �� َن َت ُ ََْ َ َ
اﻹصــ�ح .وﻗولهَ ﴿ :ول ْو شــ َ
ِيم﴾ أي :ولو ﺷــاء ِ ِ
لﻀـــﻴـﻖ عـلـﻴـكـم وأحـرﺟـكـم ولـكـﻨــه وســـع عـلـﻴـكـم ،وﺧـﻔـﻒ عـﻨـكـم ،وأﺑــاح لـكـم
مﺨالطﺘهم ﺑال� هﻲ أحسﻦ) .مﻦ ﺗﻔس� الط�ي ﺑاﺧﺘصار وﺗصرف(.
ﻓ� ﻳمﺘﻨع أن ﻳ�لﻒ ﷲ الﻨـاس ﺑمـا ﻓﻴـه مﺸـــﻘـﺔ .وﻗـد وﻗع ﺑـالﻔعـل أن �لﻒ ﷲ
عﺒادﻩ ﺑما ﺗﻈهر مﻨه مﺸـﻘﺔ ﺛم رﻓعه رحمهﺔ ﺑهم ،حﻴﺚ �لﻔهم ﺑﺘﻘدﻳم صـدﻗﺔ
َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ َ َ ْ ُ ُ َّ ُ َ
ول َ� َق ّد ُِموا بَ ْ َ
� ﺑ� ﻳدي �واهم للرسـول ﷺ﴿ :يا ��ها ا�ِين آمنوا إِذا ناجيتم الرسـ
ا� ْم َصـ َدقَ ًة﴾ ]ا�ﺠادلﺔ ،[12 :و�لــــﻔهم ﺑمــــصـاﺑرة العدو�﴿ :ن يَ ُ ي َ�ْ َو ُ
يَ َد ْ
�ن
124
َ َ َ َّ ًََْ ٌ ْ
ّم ُ
�ف ُروا﴾ ]اﻷﻧﻔـــ ـال ،[65 :لكﻨه سـﺒحاﻧه رﻓع ِن�م ّمِائة َ�غل ُِبوا �لفا ّم َِن ا�ِين
ً ً
هﺬﻩ الﺘ�الﻴﻒ � اﻵﻳات ال� ﺑعدها رحمﺔ مﻨه وﻓﻀ�.
َ ُ َ َّ َ َ ْ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً َ َ ّ ْ َ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ �ال ُ َ
﴿ َول َ َّمـ ـا بَ َر ُزوا ِ َ
ان�نا وت َو ُج ُنـــو ِده ِ قالوا ر�نا أفرِغ علينا ص�ا و�بِت أقدامنا و
� الْ َق ْو ِم الْ َ�ف ِر َ ََ
�ن﴾ ]الﺒﻘرة.[250: ِ
125
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻗال اﺑﻦ عاﺷــور :وﻓاﺋدة ا�ع�اض � أﺛﻨ�اء ��مهم ا�ﺒادرة ﺑما ﻳﻔﻴد ﺿــ�لهم
ّ
ﻷن ﷲ حرمهم الﺘوﻓﻴﻖ.
وﻗال اﺑﻦ كﺜ� � ﺗﻔس� ﴿ َو� تُؤمِنـوا إ ّ� ل َِمن تَب َع َ
دين ُ
� م﴾ ِ ِ
أي � :ﺗطمﺌﻨوا وﺗﻈهروا ســـركم ومـا عﻨـدكم إ� �ﻦ ﺗﺒع دﻳﻨكم ،و� ﺗﻈهروا مـا
ُ َ ُ ّ ُ
و�م ع َ َ َ َ
ِند ﺑﺄﻳدﻳكم إ� ا�سـلم� ..وﻗوله ﴿أن يُؤ� أ َحــــ ٌد مِثل ما أوتيتم أو �اج
َر ّ� ُ
�م﴾ ،ﻳﻘولون � :ﺗﻈهروا ما عﻨدكم مﻦ العلم للمســلم� ،ﻓﻴﺘعلموﻩ مﻨكم، ِ
و�ســـاووكم ﻓﻴـه ،و�مﺘـازوا ﺑـه علﻴكم لﺸـــدة اﻹﻳمـان ﺑـه ،أو �ـاﺟوكم ﺑـه عﻨـد
ﷲ.
ﻓــاﻧﻈر كﻴﻒ أن هﺆ�ء مــا ﻗــدروا ﷲ حﻖ ﻗــدرﻩ ﻓ�ــاﻧوا ﻳﺘ�لمون و�ــﺄن ﷲ -
ّ ﺗعـا� � -ﻳعلم ّ
ســـرهم و�واهم ،ﻓﺨـاﻓوا أن إذا آمﻨوا لﻐ� أهـل ملﺘهم أن ﻳكون
ﻓعﺠﺐ ﷲذلك ُح ّﺠ ًﺔ علﻴهم عﻨد رﺑهم ،و�ﺄن ﷲ � ﻳطلع على ﻧﻘاﺷــهم هﺬاّ .
َّ َّ ُ
ا�﴾ ،وﷲ أعلم. الهدى ُه َدى
مﻦ حالهم ﺑهﺬﻩ ا�ملﺔ ا�ع�ﺿﺔ ﴿قل إن ُ
ِ
126
اب إ ِ َّ� مِن َ� ْع ِد َما َج َ
اء ُه ُم ِين أُوتُوا الْك َِت َ َ َّ ْ ْ َ ُ َ َ ْ
اخ َتلَ َف َّا� َ ا�س�م ۗ وما َّ ّ َ
﴿إِن ا�ِين عِند ا�ِ ِ
اب﴾ ]آل عمران[19: ا� َ ُ ْ َ ا�ِ فَإ َّن َّ َ
َّ ُْ ْ ْ ْ َْ
العِل ُم َ�غ ًيا بَين ُه ْم ۗ َو َمن يَ�ف ْر بِآيَ ِ
��ع ا� ِس ِ ِ ِ ات
ُ ُ َّ َّ َ ْ
وهﻨاك آﻳﺔ مﻦ سورة الﺒﻘرة ﺑهﺬا ا�ع�َ ﴿ :و َما اخ َتل َــف �ِيهِ إِ� ا�ِيــ َن أوتوهُ م ِْن
َ ْ َ َ َ ْ ُ ُ َْ َّ ُ ْ ً
ات َ�غيا بَيْ َن ُه ْم﴾ ]الﺒﻘرة .[213:ﻗال اﺑﻦ كﺜ� :ﻓاﺧﺘلﻔوا � �ع ِد ما جـاء�هم ا�يِنـ
ُ َ
ﻓح ِم َل ﺑعﻀـهم ﺑﻐﺾ الﺒعﺾ اﻵﺧر
ا�ﻖ لﺘحاسـدهم وﺗﺒ�اﻏﻀـهم وﺗداﺑرهمَ ،
127
َ َّ ُ َ ُ ُ َ َ ً ُ َ ً َ أم ُر ُ
قر َو�َ ُ ُ َ ُ ُ ُ َ َّ
ِنه َوفض�
�م بِالفحشاءِ وا� يعِد�م مغفِرة م الف َ ﴿الشيطـ ـان يعِد�م
َو َّ ُ
ا� واس ٌِع َع ٌ
ليم﴾ ]الﺒﻘرة[268:
قر﴾ ﻳع� ّ ُ َ ُ ُ ُ َ
الف َ َّ
�وﻓكم مﻦ الﻔﻘر إذا أﻧﻔﻘﺘم � سﺒﻴ�ل ﷲ، ﴿الشيطان يعِد�م
أم ُر ُ
﴿ َو�َ ُ َ
�م بِالفحشاءِ﴾ أي ﺑالﺒﺨل وعدم إعطاء الﺰ�اة.
َُﱢ ُ َ
ﺿـــع هـﺬﻩ اﻵﻳـﺔ أمـام عﻴنﻴـك عﻨـدمـا �ـﺬلـك الﺸـــﻴطـان عﻦ أي طـاعـﺔ و�وﻓـك
ُ ﺑعواﻗﺐ هﺬﻩ الطاعﺔ .ﺗﺬكر وعد الﺸﻴطان ووعد ﷲ -ﺗعا�َ ﴿ -و َّ ُ
ا� يَع ُِدكـ ـم
َ ًَ ُ َ ً
ِنه َوفض�﴾.
مغفِرة م
128
َْ ج َنا لَ ُ
خ َر َْ َ َ ْ ُ ْ َ َّ َ ْ َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ ُ
�م ّم َِن ا� ْر ِض ۖ ات ما كسبتم ومِما أ آمنوا أنفِقوا مِن َط ّيِ َبــ ِ ﴿يا ��ها ا�ِين
َ ْ َ ُ ََّ َ َّ
ون َول َ ْســ ُتم بآخذِيهِ إ� أن ُ� ْغم ُ َ َ ُْ ُ ُ َ ْ َ َ
ضــوا �ِيهِ ۚ واعلموا أن ِ ِ ِ ِ َو� � َي َّم ُموا ا�بِيث مِنه تنفِق
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ْ
وت َو�ُؤمِن
ُ
الطــــاغ ِ � ُف ْر ب ََّ َّ َ َّ َ ُّ ْ ُ َ ْ َ ّ َ َ َ ْ
� ۚ �م ن ي ّ َ َْ َ
ِ ِين ۖ قد �ب� الرشـد مِن ال ِ ﴿� إِكراه ِ� ا� ِ
يع َعل ِيـــــ ٌم﴾ا� َســ ِم ٌ � َ� انف َِصــ َ
ام ل َ َها ۗ َو َّ ُ ْ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ
ك بِال ُع ْر َوة ِ ال ُو�ْ َ ٰبِا�ِ �ق ِد اســتمســ
]الﺒﻘرة[256:
َ ْ َ ّ ُ َُ ﱢ ﱢَ ْ َ ّ
أراد أن َﻳﺘ َ�د� المﺘ َو� ِل ِ� ِال َمﻦ افُ ) :مﺜلﺖ حال ﻗال الﺰمﺨﺸــري � الكﺸـ ِ
� َْ َ ْ َْ َ َ َْ ُْ َ ْ َ َْ
ﺷـــاه ٍﻖ ﻓـاحﺘـاط ِلﻨﻔ ِســـ ِه ِﺑـ ِﺄن اســـﺘمســـك ِﺑـﺄوﺛ ِﻖ عر و ٍة ِمﻦ حﺒـ ٍل م ِﺘ ٍ
ِ ِمﻦ
َم ْﺄ ُمون ْاﻧﻘ ُ
طاع ُه(. ٍ ِ
َّ َ َ َ َ ْ ُ ّ َّ َ َ َ ْ َ َ ْ ُ ّ َّ ْ َ َّ َّ َ َ
ِلظـالِم َ
� م ِْن ِ ا� َ� ْعل ُمـ ُه ۗ َو َمـا ل ﴿ومـا أنفقتم ِمن �فقـ ٍة أو نـذرتم ِمن نـذ ٍر فـإِن
129
ُ َ � م ِْن أَ َ ِلظالِم َ َ َ َّ
وﺑل ﺑه الوعد الﺬي ار﴾ هﺬا وعﻴد ﻗ ِ ٍ نصـ ِ ﻗال اﺑﻦ عاﺷــور﴿) :وما ل
َ ك ّـ� عـﻨــه ﺑـﻘـولــه ﴿فَـإ َّن َّ َ
ا� َ�ـ ْعـلـ ُمـ ُه﴾ ،وا�ـراد ﺑــا لـﻈــا�ـ� ا�ﺸـــركـون عـلـﻨــا ِ
ْ ّ
وا�ﻨـاﻓﻘون ،ﻷﻧهم إن مﻨعوا الصــــدﻗـات الواﺟﺒـﺔ ﻓﻘـد ﻇلموا مصــــارﻓهـا �
ّ
حﻘهم � المال وﻇلموا أﻧﻔسـهم ﺑﺈلﻘاﺋها � ﺗﺒعات ا�ﻨع ،وإن مﻨعوا صـدﻗﺔ
الﺘطوع ﻓﻘـد ﻇلموا أﻧﻔســـهم �رمـاﻧهـا مﻦ ﻓﻀـــاﺋـل الصـــدﻗـات وﺛواﺑهـا � ﱡ
اﻵﺧرة .واﻷﻧصـار ﺟمع ﻧصـ� ،وﻧﻔﻲ اﻷﻧصـار كﻨاﻳﺔ عﻦ ﻧﻔﻲ الﻨصـر والﻐوث
ّ
� اﻵﺧرة ،وهو ﻇـاهر ،و� الـدﻧﻴـ�ا ،ﻷﻧهم لمـا �لوا ﺑﻨصـــرهم الﻔﻘ� ﺑـﺄموالهم
ُ ّ
عدمهم الﻨصــ� � ا�ﻀــاﺋﻖ ،و�ﻘ� ـ علﻴهم ﻗلوب عﺒادﻩ ،و�لﻘﻲ ﻓﺈن ﷲ ﻳ ِ
علﻴهم الكراهﻴﺔ مﻦ الﻨاس(.
و� ا�دﻳﺚ )صﻨاﺋع ا�عروف ﺗﻘﻲ مصارع السوء(.
130
ُ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َّ ْ ْ َ َ َ َ َ َ َ ْ ً َ َ َ َ ْ َ ُ َ َّ ٰ َ َ َ
ك �ٰذا ۖ﴿�ما دخ ـل عليها ز�رِ�ا ال ِمحراب وجد عِندها رِزقا ۖ قال يا مر�م �� ل ِ
َ َ
اب ُه َنال ِك د َ� َ َّ َّ َّ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ ُ َ ْ َ َ ْ َُ ْ
� حِسـ ٍ قالت هو مِن عِنــــ ِد ا�ِ ۖ إِن ا� يرزق من �شـاء بِغ ِ
َّ ُ َ ُ ّ َّ ً َ ّ َ ً َّ َ َز َ�ر َّ�ا َر َّ� ُه ۖ قَ َال َر ّب َهـــــ ْ
ا� َ�ءِ﴾ ]آل يع ُّ
ك َســ ِم ُ ب ِ� مِن �نك ذرِ�ة طيِبة ۖ إِن ِ ِ
عمران[38-37:
ﻗال اﺑﻦ كﺜ�) :لما رأى زكر�ا علﻴه الســـ�م أن ﷲ ﺗعا� ﻳرزق مر�م ،علﻴها
الســـ�م ،ﻓاكهﺔ الﺸـــﺘاء � الصـــﻴﻒ ،وﻓاكهﺔ الصـــﻴﻒ � الﺸـــﺘاء ،طمع
حﻴنﺌ�ﺬ � الولد ،وإن �ان ﺷﻴﺨا كﺒ�ا ﻗد ﺿعﻒ ووهﻦ مﻨه العﻈم ،واﺷﺘعل
ً
رأسـه ﺷـﻴﺒ�ا ،وإن �اﻧﺖ امرأﺗه مع ذلك كﺒ�ة وعاﻗرا ،لكﻨه مع هﺬا �له سـﺄل
ُ ً َّ َ رﺑه وﻧاداﻩ ﻧداء ﺧﻔﻴا ،وﻗالَ ﴿ :ر ّب َهــ ـ ْ
ب ِ� مِن ُ�نك﴾ أي :مﻦ عﻨدك ﴿ذ ّرِ َّ�ة ِ
َّ َ ً
ا� َ�ءِ﴾(.
يع ُّك َس ِم ُ َط ّيِ َبة﴾ أي :ولدا صا�ا ﴿إِن
� َ َّ ُ َ ٰ َ َ ْ ُ َ
ون َر ْ َ َ َ ُ َّ َّ َ َ ُ َ َّ َ َ َ ُ َ َ
ت يل ا�ِ أو��ِك يرج
﴿إِن ا�ِين آمنوا وا�ِين هاجروا وجــــاهدوا ِ� سـبِ ِ
ا� َ� ُف ٌ
ور َّرح ٌ
ِيم﴾ ]الﺒﻘرة[218: ا�ِ ۚ َو َّ ُ
َّ
ﻓهﺆ�ء أﺗوا ﺑـاﻷعمـال مﻦ الﺘصــــدﻳﻖ ﺑـا﮻ وﺑرســـولـه وﺑمـا ﺟـاء ﺑـه وهﺠروا
دﻳارهم لﻴﺘحولوا عﻦ ا�ﺸـــرك� ،وعﻦ ﺟوارهم وﺑ�دهم وﻗاﺗلوا وحارﺑوا �
ســـﺒﻴـ�ل ﷲ ،ومع ذلـك ﻳطمعون أن ﻳرحمهم ﷲ ﻓﻴـدﺧلهم ﺟﻨﺘـ�ه ﺑﻔﻀــــل
رحمﺘه إﻳاهم ،ﻏ� مﺘكﺌ� على أعمالهم ال� أﺗوا ﺑها.
و� هـﺬا إﺷــــارة إ� أن العﺒـد ولو أ� مﻦ اﻷعمـال ﺑمـا أ� ﺑـه � ﻳنﺒﻐﻲ لـه أن
ﻳعﺘمـد أو ﻳعول علﻴهـا ،ﺑـل ﻳرﺟو رحمـﺔ رﺑـه ،و�رﺟو ﻗﺒول أعمـالـه ومﻐﻔرة
ذﻧوﺑه ،وس� عﻴوﺑه )مسﺘﻔاد مﻦ ﺗﻔس� الط�ي والسعدي(.
131
� لَّ ُ
� ْم ۚ وها الْ ُف َق َر َ
اء َ� ُه َو َخ ْ ٌ ُُْ َ َُُْ َ
� ۖ �ن �فــوها وتؤت ات فَنِع َِّمــا ِ َ َّ َ ُْ
﴿ إِن �ب ُدوا الص َدق ِ
ون َخب ٌ َ ُ َ ّ ُ َ ُ ّ َ ّ َ ُ ْ َ َّ ُ َ َ ْ َ ُ َ
� ﴾ ]الﺒﻘرة[271: ِ و��فِر عن�م مِن سيِئات ِ�م ۗ وا� بِما �عمل
ﷲ سﺒعﺔ ُﻳ ِﻈ ﱡل ُهم ُ
ٌ
لها صلﺔ ﺑـ ـ "رﺟل ﺗصدق ﺑصدﻗﺔ ﻓﺄﺧﻔاها" � حدﻳﺚ) :
َ ﱞ ٌ َ ْ ٌ ﱡ ﱠ َ ﱢ
ﷲ، ـادة ِ ﺗعـا� � ِﻇلـه ﻳوم � ِﻇـل إ� ِﻇلـه :إمـام عـدل ،وﺷــــاب ﻧﺸــــﺄ � عﺒ ِ
وﺗﻔرﻗـااﺟﺘ َمعـا علﻴـه ،ﱠ َ
ﷲ؛ َ ﱠ ﱠٌ ٌ
ورﺟـل ﻗل ُﺒـه ُم َعلﻖ � ا�ســـاﺟ ِـد،
ورﺟ�ن �ـاﺑـا � ِ
ِ
ٌ أﺧاف َ ُ ﱢ ٌ ُ ٌ َُْ
ﷲ ،ورﺟل وﺟمال ،ﻓﻘال :إ�
ٍ ـﺐ
علﻴه ،ورﺟل دعﺘه امرأة ذات مﻨصـ ٍ
ٌ َ َ ُ ُْ ْ ُ
ﺗعلم ﺷــماله ما ﺗﻨ ِﻔﻖ ﻳمﻴﻨ�ه ،ورﺟل ذك َر ﺗصــد َق ﺑصــدﻗﺔ ،ﻓﺄﺧﻔاها ح� � َ ﱠ
ْ ً
ﷲ ﺧالﻴا ﻓﻔاﺿﺖ َعﻴﻨ�اﻩ(. َ
ُ َّ ُ َّ َ َ ْ ُ ْ ُ ْ ْ ُ ْ َ َ َ َ ُ َ َ ُ ْ ُ ْ َ َّ َ َ ُ ُ
اء َوتع ُِّز َمنك تؤ ِ� الملك من �شـاء وت�ِع الملك مِمن �شـ ﴿ق ِل اللهم مال ِك المل ِ
� َ ْ
� ٍء قَد ٌ َ ْ
َ َ ُ َ ُ ُّ َ َ َ ُ َ َ َ ْ ُ َّ َ َ ٰ ُ ّ
ِير﴾ ]آل عمران[26 : � ِ �شـاء وتذِل من �شـاء ۖ �ِيدِك ا�� ۖ إِنك
)مسﺘﻔاد مﻦ ﺗﻔس� اﺑﻦ عﺜﻴم� رحمه ﷲ(.
132
اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ
ْ ُ ْ ُ َ َ َ َ ْ ُ َ َ َ َ َ َّ ُ ُ َ ْ ُ ُ ْ ُ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ َّ ً
﴿إِذ تص ـعِدون و� تلوون � أح ٍد والرس ـول يدعو�م ِ� أخرا�م ف�ث ـاب�م �ما
َ ُ َ ا� َخب ٌ � َما أَ َصـ ـابَ ُ
� ْم ۗ َو َّ ُ َ ّ ّ َ ْ َ ََُْ ْ ََ َ َ َ ُ ْ َ َ
� ب ِ َما � ْع َملون﴾ ِ بِغـ ـ ٍ� لِكيـ ـ� �زنوا � ما فات�م و
]آل عمران[153:
َ ً َ ﻗال السعدي � ﺗﻔس�ﻩ﴿) :فَ َ�ثَابَ ُ
�ـ ْم﴾ أي :ﺟازاكم على ﻓعلكم ﴿� َّمـا بِغ ٍّ� أي:
ْ
ﻏـمــا َﻳـتـ َﺒـ ُع ﻏ ًـم ـا ،ﻏـم ﺑـﻔـوات الـﻨصـــر وﻓـوات الـﻐـﻨـﻴـمــﺔ ،وﻏـم ﺑــاﻧـهـﺰامـكـم ،وﻏـم
ُ ً
أﻧســــاكم �ـل ﻏم ،وهو ســـمـاعكم أن محمـدا ﷺ ﻗـد ﻗ ِﺘـل .ولكﻦ ﷲ -ﺑلطﻔـه
وحســـﻦ ﻧﻈرﻩ لعﺒـادﻩ -ﺟعـل اﺟﺘمـاع هـﺬﻩ اﻷمور لعﺒـادﻩ ا�ﺆمﻨ� ﺧ�ا لهم،
َ َ َ ْ ََ َ َ
﴿ل ِكيْ� �ْ َزنُوا � َما فاتَ ُ
�ـ ْم﴾ مﻦ الﻨصر والﻈﻔرَ ﴿ ،و� َما أ َصابَ ُ ّ َ
� ْم﴾ مﻦ ﻓﻘال:
الهﺰ�مـﺔ والﻘﺘـل وا�راح ،إذا �ﻘﻘﺘم أن الرســـول ﷺ لم ﻳﻘﺘـل هـاﻧـﺖ علﻴكم
ﺗلك ا�صـﻴﺒ�ات ،واﻏﺘﺒطﺘم ﺑوﺟودﻩ ا�سـلﻲ عﻦ �ل مصـﻴﺒ�ﺔ ومحﻨﺔ ،ﻓلله ما �
ﺿـــمﻦ الﺒ�ﻳا وا�حﻦ مﻦ اﻷســـرار وا�كم ،و�ل هﺬا صـــادر عﻦ علمه وكمال
ُ
َ َّ ُ َ ٌ َ َ ْ َ َ
ون﴾(. ﺧ�ﺗه ﺑﺄعمالكم ،وﻇواهركم وﺑواطﻨكم ،ولهﺬا ﻗال﴿ :وا� خبِ� بِما �عمل
َ ْ ُ َ َ َّ ُ َ َ ُ ُّ ُ ْ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ ً َّ َّ َ َ َ ْ َ ُ َ
ون ُ� ٌ
ِيط﴾ ]آل ﴿�ن تص ِ�وا و�تقوا � ي��م كيدهم شيئا ۗ إِن ا� بِما �عمل
عمران[120:
ً
ﻗـاعـدة الﺘ�لﻴﻒ والﻀـــمـان ذكرهـا اﺑﻦ الﻘﻴم ،ﻓمﺜ� �لﻨـا �ﻔﻆ ﻗول ﷲ ﺗعـا�
َّ َ ْ َ
ا� �ْ َعل ُ� � َر ًجـ ـا﴾ ،رﺑما ﺗسﺄل :ما الﺘ�لﻴﻒ � هﺬﻩ اﻵﻳﺔ؟ )ﺗﻘوى
﴿ َو َمن َ� َّتق َّ َ
ِ
133
ً َ
مﺨرﺟا وأن لعﺒدﻩ إذا �لﻔه؟ )أن �عل له
ﷲ( ،وما الﻀــمان الﺬي ﺿـ ِمﻨه ﷲ ِ
ﻳرزﻗه مﻦ حﻴﺚ � �تسﺐ(.
ـا� لهـﺬﻩ الﻘواعـد ً ً
كﺜ�ا � الﻘرآن ،مﻦ مﺜـل هـﺬﻩ اﻵﻳـﺔ ا�ـﺬكورة � هـﺬا وﺗرى مﺜ
َّ َ َ َ ْ ُ َ َ َّ ُ َ َ ُ ُّ ُ
�ك ـ ْم كيْ ُد ُه ـ ْم شيْئً ـا﴾ ،ﻓا﮻ �لﻔهم ﺑالص� ا�وﺿع ﴿�ن تص ـ ِ�وا و�تق ـوا � ي
ً
والﺘﻘوى ،وﺿمﻦ لهم حﻴنﺌ ٍ�ﺬ أن � ﻳﻀرهم كﻴد أعداﺋهم ﺷﻴﺌ�ا.
��م � الﻔواﺋد ﻧﻔيس � وصــﻒ هﺬﻩ الﻘاعدة ،حﻴﺚ ﻗال) :وﷲ الﻘﻴم ٌو�ﺑﻦ ّ
ً
سـﺒحاﻧه ﻗد أمر العﺒد ﺑﺄمر وﺿـمﻦ له ﺿـماﻧا ،ﻓﺈن ﻗام ﺑﺄمرﻩ ﺑالﻨصـح والصـدق
َ َ
واﻹﺧ�ص وا�ﺟﺘهاد ،ﻓﺈﻧه سـﺒحاﻧه ﺿـ ِمﻦ الرزق �ﻦ َع ِﺒد ُﻩ ،والﻨصـر �ﻦ ﺗو�ل
همه ومرادﻩ ،وا�ﻐﻔرة �ﻦ اســﺘﻐﻔرﻩ، علﻴه واســﺘﻨصــر ﺑه ،والكﻔاﻳﺔ �ﻦ �ان هو ﱠ
َ َ َ
وﻗﻀـــاء ا�وا� �ﻦ َصـ ـدﻗه � طلﺒها ووﺛﻖ ﺑه وﻗ ِو َي رﺟاؤﻩ وطمعه � ﻓﻀـــله
َ
وﺟودﻩ .ﻓـالﻔ ِطﻦ الكيس إﻧمـا ﻳهﺘم ﺑـﺄمرﻩ وإﻗـامﺘـه وﺗوﻓﻴﻘـه � ﺑﻀـــمـاﻧـه ،ﻓـﺈﻧـه
الو� الصــــادق ،ومﻦ أو� ﺑعهـدﻩ مﻦ ﷲ .ﻓمﻦ ع�مـات الســـعـادة صـــرف
اهﺘمــامــه إ� أمر ﷲ دون ﺿـــمــاﻧــه .ومﻦ ع�مــات ا�رمــان ﻓراغ ﻗلﺒــه مﻦ
ا�هﺘمام ﺑﺄمرﻩ وحﺒه وﺧﺸﻴﺘ�ه وا�هﺘمام ﺑﻀماﻧه ،وﷲ ا�سﺘعان(.
َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ َ ْ ُ ُ ّ َ َ ْ َ ً ُّ َ َ َ ً َ َّ ُ َّ َ َ َّ ُ
ا� ل َعلــكــ ْم الر�ا أضعافــا مضا�فــة ۖ وا�قوا
﴿يا ��ها ا�ِين آمنوا � تأ�ــلوا ِ
ُْ ُ َ
ون﴾ ]آل عمران[130: �فلِح
ْ ً َ ُ ُ
مﻔهوما كﺬلك إذ ليس الﻘصــد ِمﻨها ﻓا�ال � ﺗ ِﻔ ُﻴد ﻗال اﺑﻦ عاﺷــور :وحﻴنﺌ ٍ�ﺬ
ً ُ َ ﱠْ
التﺸـﻨﻴع ،ﻓ� ﻳﻘﺘصـر الﺘحر�م ﺑهﺬﻩ اﻵﻳﺔ َعلى الرﺑا الﺒا ِل ِﻎ أﺿـعاﻓا الﺘﻘ ِﻴﻴ�د ﺑل
ﻓليس ﺑ ﱠ
ﻳﻘول ﻗاﺋل :إذا �ان الرﺑا أﻗل مﻦ ﺿـعﻒ رأس المال َ َ ً
محر ٍم، ِ ِ كﺜ�ة ،ح�
134
َ ﱠ َ ﱢ ﱠ ْ َ
ﻓليس هﺬا ا�ال هو َم َصـ ﱠﺐ الﻨهﻲ عﻦ أ�ل الرﺑا ح� ﻳﺘ َوه َم ُمﺘ َوه ٌم أﻧ ُه إن �ان
ون الﻀعﻒ لم ﻳكﻦ َح ًُ َ
راما. ِ د
َ
ْ َ ََْ َ َ
ك م َِن ا� ْمر ْ
� ٌء﴾ ]آل عمران[128: ﴿ليس ل
ِ
روى مســـلم عﻦ أﻧس ر� ﷲ عﻨه) :أن رســـول ﷲ صـــلى ﷲ علﻴه وســـلم
ُ ﱠ ُ
كســرت رﺑاعﻴﺘ�ه ﻳوم أحد ،وﺷ ـﺞ � رأســه ،ﻓﺠعل ﻳســلﺖ الدم عﻨه ،و�ﻘول:
»كﻴﻒ ﻳﻔلح ﻗوم ﺷـــﺠوا ﻧبﻴهم ،وكســـروا رﺑـاعﻴﺘـ�ه ،وهو ﻳـدعوهم إ� ﷲ؟«،
َ
ْ َ َ َْ َ َ
ك م َِن ا� ْمر ْ
�ء﴾( .وروى الﺒﺨاري مﺜله. ﻓﺄﻧﺰل ﷲ عﺰ وﺟل﴿ :ليس ل
ِ
ْ ْ َ َ َ ً ّ َ َّ َ َ َ َ
ِين �ف ُروا أ ْو يَ�بِ َت ُه ْم وسﻴاق هﺬﻩ اﻵﻳﺔ مﻦ ا�ﺰء كما ﻳلﻲَ�ِ ﴿ :قطع ط َرفا مِن ا�
َ َّ ّ َ َْ َ َ َ َ َْْ َ ْ ٌ َْ َُ َ َ ََ َ
نقل ُِبوا َخا�ب َ
وب َعليْ ِهـ ْم أ ْو ُ� َعذ َِ� ُهـ ْم فإِ� ُهـ ْم � ليس لك مِن ا�مـرِ �ء أو �ت ِِ �ي
َ ُ َ
ون﴾ ]آل عمران.[128-127: ظال ِم
ﻓا﮻ -عﺰ وﺟل -ذكر أرﺑع ﺗصـار�ﻒ ﻗد ﻳص ّـرف ﺑها أمر هﺆ�ء ،وﺟعل ﺑ� هﺬﻩ
َ
ّ ك م َِن ْا� ْمر َ ْ
�ء﴾ لﺘﺆكد أن َْ َ َ َ
الﺘصار�ﻒ اﻷرﺑعﺔ هﺬﻩ العﺒارة ا�ع�ﺿﺔ ﴿ليس ل
ِ
ًّ
رســول ﷲ -صــلى ﷲ علﻴه وســلم -ليس إ� مﺒلﻐا وليس له مﻦ اﻷمر �ء،
و� ح� أن ﻳﺘوﻗع أن ﻳنﺘﻘم ﷲ له مﻦ هﺆ�ء � الدﻧﻴ�ا.
135
ُ َ ََ َ َ َ رون ب ََ ا�� َو�َ ُون إ َ� َ
َ ُ ُ َّ ٌ َ َ َ ُ
روف و�نهون ع ِن المنكرِ المعـ ِ ِ أمـ ِ ﴿و��ن مِنكـم أمة يدعـ ِ
اختلَفوا مِن بَع ِد ما َ ون َو� تَ�ونوا َ� َّ� َ
ين َ� َف َّرقوا َو َ َ َُ َ
جاء ُه ُم ك ُه ُم ُ
المفل ِحــ وأول� ِ
ك ل َ ُهم َع ٌَ ُ
ظيم﴾ ]آل عمران.[105-104: ذاب َع ٌ َّ ُ َ
ا�يِنات وأول� ِ
�ات وليس ً
إماء وﻗال عمﻦ ﻳملكهﻦ أهلهﻦ .و� ا�دﻳﺚ) :و� ّ
سـماهﻦ ﷲ ﻓﺘﻴ ٍ
ُ َْ ُ ْ َ َ َ َ َُ ْ َ ُ ُْ َْ
��( )رواﻩ مسلم(.
ﻳﻘل أحدكم عﺒ ِدي أم ِ� ،ولﻴﻘل ﻓﺘاي ﻓﺘا� ﻏ ِ
َّ َّ ُ ُ ّ َّ ُ َ ُ َ ْ َ
اس َو�َ ُ
اءوا ت َعليْ ِه ُم ا�ِلة � ْ� َن َما ثقِفــوا إِ� ِ�َبْ ٍل ّم َِن ا�ِ َو َحبْــ ٍل ّ ِم َن ا�َّــ ِ ��ــ
﴿ ِ
َ ُْ َ ُ َ
ْ َ َ ُ َ َ َّ ْ ْ ََ َّ ُ ضــ ّ َ َ
ب م َِن ا�ِ َوضــرِ�َت عليْ ِه ُم ال َمسكنة ۚ �ٰل ِك بِ�� ُهــ ْم �نوا يَ�فــ ُرون بِآيَاتِ ٍ بِغ
َ َ َ ْ َ ّ َ ٰ َ َ َ َ َّ َ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ َّ َ َ ْ ُ ُ َ
ون﴾ ]آل عمران[112: � ح ٍق ۚ �ل ِك بِما عصوا و�نوا �عتد ا�ِ و�قتلون ا�نبِياء بِغ ِ
أي :ألﺰمهم ﷲ الﺬلﺔ والصﻐار أﻳﻨما �اﻧوا ﻓ� ﻳﺄمﻨون.
� ُم َّا�ي َخلَ َق ُ
�م مِن نَفس واح َِدةٍ َو َخلَ َق مِنها َز َ
وجها ﴿يا َ� ُّ� َها ا�ّــــ ُ
اس اتَّقوا َر َّ� ُ
ٍ
َ َ َ َّ َّ َ َ َ َ َ ً َ َّ ُ َّ َ َّ جا� َك ً ً َ َ َّ ُ
ا� �ن سـاءلون بِهِ وا�رحام إِن ا� ا�ي � ث�ا َو� ِسـاء وا�قوا و�ث مِنهما رِ
َعلَ ُ
ي�م َر ً
قيبا﴾ ]النساء[١:
ّ
ﻓا﮻ عﺰ وﺟل ��ﻧا أﻧه ﺧلﻖ حواء مﻦ آدم.
136
ۡ َ َّ َ َ َ َ ُ ْ َ ٰ َ ً َ ۡ َ َ ُ ٓ ْ َ ُ َ ُ ۡ َ َ ُ ْ َّ َ َ ۡ َ ْ ُ ُ
� فٱ ۡس َتغف ُروا ِ�نو� ِ ِه ۡم َو َمن َ�غف ُِر ﴿وٱ�ِين إِذا فـعلوا �حِشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا ٱ
َ َ ُ ْ
� َما � َعلوا َو ُه ۡم َ� ۡعل ُمون﴾ ]آل عمران.[135: �وا ْ َ َ ٰ وب إ َّ� ٱ َّ ُ
� َول َ ۡم يُ ِ ُّ
ِ
ٱ ُّ�نُ َ
َ
رض ��وا ِ� ا� ِ � َفروا َوقالوا ِ�خوانِهم إِذا َ َ َ َّ َ َ
آمنوا � ت�ونوا ��ين
َ ﴿يا َ� ُّ� َها َّا� َ
ين َ
ِ ِ
ُ ا� ذل َِك َح َ
� ًة � ق ـلو� ِ ِهم جع َل َّ ُ أَو �نوا ُغ ًّزى لَو �نوا ع َ
ِندنا م ـا ماتوا َوما قُتِلوا ِ�َ َ
137
ﻗـال اﺑﻦ عـاﺷـــور :ومع� أهمﺘهم أﻧﻔســـهم أي حـدﺛﺘهم أﻧﻔســـهم ﺑمـا ﻳـدﺧـل
علﻴهم الهم وذلك ﺑعدم رﺿــاهم ﺑﻘدر ﷲ ،وﺑﺸــدة ﺗلهﻔهم على ما أصــاﺑهم
و�سرهم على ما ﻓاﺗهم مما ﻳﻈﻨوﻧه مﻨﺠﻴا لهم لو عملوﻩ.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
َ ُ َّ ُ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َّ َ ْ َ َ َّ َ َّ َّ َّ
�ل ُه ُم الشيْ َطان ب ِ َب ْع ِض َما ك َس ُبوا ۖ ﴿إِن ا�ِيـ َن ت َول ْوا مِن�م يوم ا�� ا�معا ِن إِ�ما اس
ُّ َ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ َّ َ َ َ َّ ُ َ ُ ْ َ ً َ ْ ُ ُ ُ ْ َ َ ْ
اك ُسـ ُ َ ُُْ
وه ْم ﴿ َو� تؤتوا السـفهاء أموال�م ال ِ� جعل ا� ل�م �ِياما وارزقوهم �ِيها و
ً ُ ُ َ َ ً
َوقولوا ل ُه ْم ق ْو� َّم ْع ُروفا﴾ ]النساء.[5:
َ َ
ت َح ْرث ق ْو ٍ� � أَ َصــابَ ْ ا��ْ َيا َك َم َثل ر�ح � َ
ِيها ِ ٌّ ون ِ� َ�ٰ ِذه ِ ْ َ
ا� َيـــــاة ِ ُّ ََُ َ ُ ُ َ
﴿مثل ما ينفِق
ِ ِ ٍ
َ َ ُ َ ُ َ ُ ْ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ َ َ ُ ُ َّ ُ َ َ ٰ ْ ُ َ ُ ْ َ ْ ُ َ
َ َ
ون﴾ ]آل ظلموا أنفسـ ـهم فـأهلكتـه ۚ ومـا ظلمهم ا� و��ِن أنفسـ ـهم �ظل ِم
عمران.[117:
138
َ ُْ َ َْ
� �ن ُه ْمﻗال اﺑﻦ عاﺷــور) :اســﺘئﻨ�اف ﺑﻴ�ا� ،ﻷن ﻗوله � اﻵﻳﺔ الســاﺑﻘﺔ ﴿لن �غ ِ
َ ُ
أ ْم َوال ُه ْم﴾ ]آل عمران [116:ﻳﺜ� ســـﺆال ســـاﺋل عﻦ إﻧﻔاﻗهم اﻷموال � ا�� مﻦ
ّ َ
إﻏاﺛﺔ ا�لهوف وإعطاء الدﻳات � الصلح عﻦ الﻘﺘلى .ﺿ َر َب ﻷعمالهم ا�ﺘعلﻘﺔ
ً
ـاهرهـا ،ا�ﺨ ﱢﻴـﺐ ِآﺧ ُرهـا ،ح�
مﺜ� ،ﻓﺸـــ ّﺒـه هﻴﺌـ�ﺔ إﻧﻔـاﻗهم ا�عﺠـﺐ ﻇ ُ
ِ ﺑـاﻷموال
�ﺒطها الكﻔر ،ﺑهﻴﺌ�ﺔ زرع أصاﺑﺘ�ه ر�ح ﺑاردة ﻓﺄهلكﺘه(.
َ َ ُ ُ ُ َ ُ َ ّ َّ َ َ ْ َُ ُ َ ُ َُ ْ ُ َ َّ َ َ
ي� َوقاتلوا َوقتِلوا ��ف َِرن ﴿فا�ِين هـــ ـاجروا وأخ ِرجوا مِن دِيارِهِم وأوذوا ِ� س ـب ِ ِ
ا�ِ ۗ َو َّ ُ
َّ َْ َ ََْْ ُ َ َْ َ ْ ُ ْ َ ّ َ ْ َ َ ُ ْ َ َّ ُ ْ َ َّ
ا� ار ث َوابًا ّم ِْن عِن ِد ات � ِري مِن �تِها ا��ه �نهم سـيِئات ِ ِهم و�دخِلنهم جن ٍ
اب﴾ ]آل عمران[195 : َ ُ ُ ْ ُ َّ َ
عِنده حسن ا�و ِ
ْ َ ْ َ َ ْ ْ ْ َ ْ َ ُ ّ ُ ْ ُ َّ ٌ َ ْ ُ َ
ون إ َ� ْ َ
وف َو�َن َه ْون َع ِن ال ُمنك ِر ۚ ا� ْ
� َو�َـأ ُم ُرون ب ِـال َمع ُر ِ
ِ ِ ﴿و��ن مِن�م أمـة يـدع
َ َ َ ُ ُ َ َّ َ َ َ َّ ُ َ ْ
اخ َتلَ ُفوا مِن َ� ْعـ ِد َمـا َجـ َ َ ْ ْ ُ َ َ
اء ُه ُم َوأو�ٰ� ِـك ُه ُم ال ُمفل ُِحون و� ت�ونوا ��ِين �فرقوا و
ك ل َ ُه ْم َع َذ ٌ
اب َعظ ٌ ْ َ ّ َ ُ َ ُ َٰ َ
ِيم﴾ ]آل عمران[105-104: ا�يِنات ۚ وأو�� ِ
ﻓﺠعــل ﷲ ﺗعــا� الﻔرﻗــﺔ وا�ﺧﺘ�ف � مﻘــاﺑــل اﻷمر ﺑــا�عروف والﻨهﻲ عﻦ
َْ ُ
ﻓ�ك ﻓر�ﻀﺔ الﻨهﻲ عﻦ ا�ﻨكر ﻳوﻗع � الﻔرﻗﺔ وا�ﺧﺘ�ف. ا�ﻨكر.
ُ ْ ُ َ ْ
َّ َ َ ََّ َْ ََ
َ َّ ُ َ ُّ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ َّ ْ َ َ َ ْ ْ َ َ ْ
ون﴾ ]آل� المؤمِن
ان مِن�م أن �فش� وا� و ِ�هما و� ا�ِ فليتو ِ
﴿إِذ همت طا�ِفت ِ
عمران[122:
139
َ ﺖ﴿ :إذْ َه َّم ْ َ َََ ْ َ َ ْ َ َْ ﱠ ُْ َ ﱡ
ت َطا�ِف َتا ِن ِ ﷲ أﻧــــ ـه ﻗالِ :ﻓﻴﻨــــ ـا ﻧﺰل
روى الﺒﺨ ِاري عﻦ ﺟ ِاﺑر ﺑﻦ عﺒ ِد ِ
ْ ُ ْ َ ْ َ ْ َ َ َّ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َّ َ ْ َ َ َ َّ ْ ُ ْ ُ َ َ َ َ ْ ُ ﱠ َ َ
الطا ِﺋﻔﺘ ِان: � المؤمِنون﴾ ﻗـال� :ﻦ مِن�م أن �فش� وا� و ِ�هما و� ا�ِ فليتو ِ
ﷲ َﺗ َع َا�َ ﴿ :و َّ ُﱠ َْ َ ْ َ ْ ﱠ ََ َ ََُ َ َ َُ
ا� َو ِ�ُّ ُه َما﴾. ِ ﺑﻨو حارﺛﺔ وﺑﻨو سلمﺔ ،وما ِ�ﺐ أﻧها لم ﺗ�لِ ،لﻘول ِ
ﻗـال الســـعـديَ ﴿ :و َّ ُ
ا� َو ِ�ُّ ُه َمـا ﴾ ]آل عمران [122:أي :ﺑو�ﻳﺘـ�ه ا �ـاصـــﺔ ،ال�
هﻲ لطﻔه ﺑﺄولﻴاﺋه ،وﺗوﻓﻴﻘهم لما ﻓﻴه ص�حهم وعصمﺘهم عما ﻓﻴه مﻀرﺗهم،
ﻓم ْﻦ ﺗولﻴه لهما أﻧهما لما هما ﺑهﺬﻩ ا�عصـﻴﺔ العﻈﻴمﺔ وهﻲ الﻔﺸـل والﻔرار عﻦِ
َّ ُ َ ُّ َّ
ا�ينَ َ َ
رســـول ﷲ عصـــمهمـا ،لمـا معهمـا مﻦ اﻹﻳمـان ،كمـا ﻗـال ﺗعـا�﴿ :ا� و� ِ
ِ
َ ُ
ُ ُ ّ َ ُّ ُْ
الظل َماتِ إِ� ا�ُّورِ﴾ ]الﺒﻘرة.[257: آ َم ُنوا � ِرجهم مِن
َّ
يل ا�ِ َو َما ﴿ َو َ�ــ َ�يّن ّمِن نَّ ّ َ َ َ َ َ ُ ّ ُّ َ َ ٌ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ ُ ْ َ
� قاتل مــعه رِ�ِيون كثِ� �ما وهنوا ل ِما أصــا�هم ِ� سب ِ ِ ٍِ ِ
ِب َّ
الصابر َ ُ
ا� � ُّ َ ض ُع ُفوا َو َما ْ
اس َت�نُوا ۗ َو َّ ُ َ
�ن﴾ ]آل عمران.[146: ِِ
و�ان � هﺬﻩ اﻵﻳﺔ الﻘدوة واﻷســوة ا�ســﻨﺔ للصــحاﺑﺔ ﺑﺬكر حال ا�ﺆمﻨ� مﻦ
ﱢ
أﺗﺒـ�اع اﻷﻧبﻴـ�اء الســــاﺑﻘ� الـﺬﻳﻦ ﺛبﺘوا على ا�ﻖ وﺟـاهـدوا مع أﻧبﻴـ�اﺋهم ﻓمـا
ٌ ٌ
ـحاﺑﺔ ﺑعد مصــﻴﺒ�ﺔ
ﺿــعﻔوا وما ﺧﻀــعوا لعدوهم ،ﻓﻔﻴها ﺗثﺒيﺖ وﺗصــﺒ� للصـ ِ
ُ
معركﺔ أ ُحد.
140
اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ
ُ ُ َ َ ً ّ َ ْ َ ُ ْ ُ َ ْ ْ َ َّ ُ َ َ ْ َ َ َ َّ َ ُ ُ
وت َو�َقولون الطاغ ِ تو ا�ب ِ
اب يؤمِنون ب ِ ِ
صيبا مِن الكِت ِ ِين أوتـ ـوا ن ِ
﴿�لم تر إِ� ا�
ُ َٰ َ
ك َّا� َ
ِين لَ َع َن ُه ُم َّ ُ َّ َ َ َ ُ َ ٰ ُ َ َ ْ َ ٰ َ َّ َ َ ُ َ ً
ا� ۖ ى مِن ا�ِين آمنوا سـبِي� أو�� ِ ل ِ�ِين �فروا �ؤ� ِء أهــــد
ص ً َ َ َ ْ َ َّ ُ َ َ َ َ َ َ
�ا ﴾ ]النساء[52-51: �د ُ� ن ِ ومن يلـع ِن ا� فلن ِ
ّ
ﻓهـﺬﻩ اﻵﻳـﺔ �ـاﻧـﺖ � ٍ
ﻗوم مﻦ الﻴهود ﻳﻔﻀـــلون الكﻔـار على ا�ســـلم� �هلهم،
وﻗلﺔ دﻳﻨهم ،وكﻔرهم ﺑكﺘاب ﷲ الﺬي ﺑﺄﻳدﻳهم .
وب َعلَيْ ُ
� ْم ۗ َو َّ ُ ِ� ْم َو�َ ُت َ ن َّا� َ
ِين مِن َ�بْـل ُ � ْم ُس َ َ � لَـ ُ
� ْم َو�َ ْهدِيَ ُ � َب ّ َ ُ ُ َّ ُ
ا� ﴿ي ِر�د ا� ِ ُ ِ
َ َ َّ ُ ُ ُ َ َ ُ َ َ َ ْ ُ ْ َ ُ ُ َّ َ َّ َ َّ
ِين يَتبِ ُعون الشـ َه َواتِ أن ِيم وا� ي ِر�د أن يــ ـتوب علي�م و� ِر�د ا� َعل ٌ
ِيم َحك ٌ
ً ُ َ ن� ْم ۚ َو ُخل َِق ْا� َ
� ّف َِف َع ُُ ُ َّ ُ َ ُ َ تَ ِميلُوا َميْ ً� َعظ ً
�ســـان ضـ ـعِيفـا﴾ ِ ِيمـا ي ِر�ـد ا� أن
]النساء[28-26:
��ﻧـا ﷲ -ﺗعـا� -أﻧـه ُﻳســـ ّهـل علﻴﻨـ�ا � أح�ـام الﺸـــرع ﻓﻴمـا أمرﻧـا ﺑـه ومـا ﻧهـاﻧـا
ً
عﻨه ،وهو ﻳعلم -سـﺒحاﻧه -أن اﻹﻧسـان ﺧلﻖ ﺿـعﻴﻔا ﻳسـﺘمﻴله هواﻩ وﺷـهوﺗه،
و� ﻳص� عﻦ النساء) .مسﺘﻔاد مﻦ ﺗﻔس� الﺒﻐوي(.
َ ُ َّ َ ٌ ُ َ َ ْ َ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ ْ ُ ُ َ ُ َ ُ َ ْ
� ْم أوِ اخ ُر ُجوا مِن دِيَارِ�م َّما � َعلوهُ إِ� قل ِيل﴿ولو �نا كتبن ـا علي ِهم أ ِن ا�تلوا أنفس
ّمِنْ ُه ْم ۖ﴾ ]النساء[66:
141
ُ
ﻗـال اﺑﻦ كﺜ�- �� :ﺗعـا� -عﻦ أك� الﻨـاس أﻧهم لو أ ِمروا ﺑمـا هم مرﺗكﺒوﻧـه مﻦ
ا�ﻨـاهﻲ لمـا ﻓعلوﻩ; ﻷن طﺒـاعهم الردﻳﺌـ�ﺔ مﺠﺒولـﺔ على مﺨـالﻔـﺔ اﻷمر ،وهـﺬا مﻦ
علمه -ﺗﺒ�ارك وﺗعا� -ﺑما لم ﻳكﻦ لو �ان ﻓكﻴﻒ �ان ﻳكون.
ُ ْ َ َ َ َّ ُ َ َ َ
ك ْر ُ� ْم َو َ ا� ب َع َذاب ُ
﴿ َّما َ� ْف َع ُل َّ ُ
ا� شـاك ًِرا َعل ِيــ ـ ًما﴾ آمــ ـنتم ۚ و�ن �ــ ـ ْم إِن شـــ ـ ِ ِ
]النساء[147:
ﻗـال الﻘرط� :اســـﺘﻔهـام ﺑمع� الﺘﻘر�ر للمﻨـاﻓﻘ� .الﺘﻘـدﻳر :أي مﻨﻔعـﺔ لـه �
عـﺬاﺑكم إن ﺷـــكرﺗم وآمﻨﺘم؛ ﻓﻨﺒـ�ه ﺗعـا� أﻧـه � ﻳعـﺬب الﺸــــاكر ا�ﺆمﻦ ،وأن
ﺗعــﺬﻳﺒـ�ه عﺒــادﻩ � ﻳﺰ�ــد � ملكــه ،وﺗركــه عﻘوﺑﺘهم على ﻓعلهم � ﻳﻨﻘص مﻦ
سلطاﻧه.
]النساء.[79:
َْ َ ُ ُ َ
�دون نزل مِن �بل ِك ي ِر
َ ُ َ َْ َ ََ ُ َ
أ ا مو ك � إ ل نز أ ا م ب وان ون َ� َّ� ُه ْم َ
آم ُ َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ ْ ُ ُ َ
﴿�لم تر إِ� ا�ِين يز�م
ِ ِ ِ ِ
ُ َّ َ ُ َ ُ ُ َّ ُْ َ ُ َ َ َ َ َ َ ُ َ َّ ُ
ضل ُه ْم �د الشيْ َطان أن ي ِ وت َوق ْد أ ِمــ ُروا أن يَ�فــ ُروا بِهِ و� ِر الطاغ ِ أن �تحاكموا إِ�
ت ال ْ ُم َنافِق َ َ
الر ُسول َر�ي ْ َ َ
َ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ ٰ َ َ َ َّ ُ َ َ ض َ� ً� بَع ً
َ
ِ� �� َّ ِيدا �ذا �ِيـ ـل لهم �عالوا إِ� ما أنزل ا�
ِ
ُ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ُ ُّ َ ٌ َ َ َّ َ ْ َ ً ُّ َ َ َ
ت �يْدِي ِه ْم � َّم صيبة بِما قدمـ ـ يَ ُصدون عنك ُص ُدودا فكيـ ـف إِذا أصـ ـا�تهم م ِ
ً َّ َ َ َ ْ ُ َ َّ ْ َ
ا�ِ إِن أ َر ْدنَا إِ� إِ ْح َسانًا َوتَ ْو�ِيقا ﴾ ]النساء.[62-60: جاءوك �ـل ِفون ب ِ
ُ
142
ً َ َّ ُ ُ ُ َ َ ُ َ َ َ ْ ُ ْ َ ُ ُ َّ َ َ َّ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ
ات أن ت ِميلوا َميْ�
﴿وا� يرِ� ـد أن �ت ـوب عليــ�م و�رِ�ــد ا�ِين يتبِــعون الشهو ِ
َعظ ً
ِيما﴾ ]النساء.[27:
ا� َو� تَ ُ
�ن اس بمـا أَ َ
راك َّ ُ َّ َ ُ َ َ َ ّ َ َ َ ّ َ َ
﴿إِنـا أنز�ـا إِ�ـك الكِتـاب ِبـا� ِق �ِ ح�م ب� ا�ـ ِ ِ
ن� َخ ً
صيما﴾ ]النساء.[105: ل ِلخا� َ
ِ
ّ
ﻗـال الســـعـدي رحمـه ﷲ) :أي � �ـاصـــم َعﻦ َمﻦ عرﻓـﺖ ﺧﻴـاﻧﺘـ�ه ،مﻦ مـد ٍع مـا
مﻨكر حﻘا علﻴه ،سواء علم ذلك أو ﻇﻨه .ﻓﻔﻲ هﺬا دلﻴل على �ر�م
ليس له ،أو ٍ
ا�صـــومـﺔ � ﺑـاطـل ،والﻨﻴـ�اﺑـﺔ عﻦ ا�ﺒطـل � ا�صـــومـات الـدﻳنﻴـ�ﺔ وا�ﻘوق
الـدﻧﻴو�ـﺔ .و�ـدل مﻔهوم اﻵﻳـﺔ على ﺟواز الـدﺧول � ﻧﻴـ�اﺑـﺔ ا�صـــومـﺔ �ﻦ لم
ﻳعرف مﻨه ﻇلم(.
وﻗد ﻳﻔهم الﺒعﺾ أن ا�ﻘصـود � �اصـم ا�اﺋﻨ� و�ادلهم ،لكﻦ ا�ﻘصـود �
�ـاصـــم مﻦ أﺟـل ا �ـاﺋﻨ� و�ـادل عﻨهم ،والـدلﻴـل ﻗول ﷲ -ﺗعـا� -ﺑعـدهـا:
َ َ َ ً َ ً ٱ� َ� �ِـــ ُّ َ َ ُ َ ٰ ۡ َ َّ َ ۡ َ ُ َ َ ُ
نف َس ُه ۡم إ َّن َّ َ
ب َمن �ن خ َّوانا أ�ِيما﴾ ۚ ِ ٱ�ين �تانون أ
﴿و� �ـــدِل ع ِن ِ
]سورة النساء .[107
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
َ ُ َ َ َ َ ّ َ َ ُ ْ ُ َ َ َّ ٰ ُ َ ّ ُ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ُ َّ َ َ
� ُدوا ِ� أنف ِ
سـ ِه ْم � �كِموك �ِيما شـجر بينهم �م � ِ ﴿ف� ور�ِك � يؤمِنون ح
ت َو� ُ َسلّ ُِموا � َ ْسل ً
ِيما﴾ ]النساء.[65: َ َ ً ّ َّ َ َ
ضيْ َ حرجا مِما ق
143
ﻗــال الســـعــدي �) :ﻳـكـﻔـﻲ هــﺬا الـﺘـحـكـﻴـم حـ� ﻳـنـﺘـﻔـﻲ ا �ـرج مـﻦ ﻗـلـوﺑـهـم
ً ُ ْ ُ َ ﱢ ُ
�كمه ﺗســلﻴما ﺑاﻧﺸــراح صــدر، والﻀــﻴﻖ...ﺛم � ﻳكﻔﻲ ذلك ح� ﻳس ـلموا ِ
َ
ـاطﻦ...ﻓمﻦ ﺗرك هــﺬا الﺘحكﻴم وطمــﺄﻧيﻨ ـ�ﺔ ﻧﻔس ،واﻧﻘﻴــاد ﺑــالﻈــاهر والﺒـ
ا�ـﺬكور ﻏ� مل�م لـه ﻓهو �ـاﻓرَ ،
ومﻦ ﺗركـه ،مع ال�امـه ﻓلـه حكم أمﺜـا لـه مﻦ
العاص�(.
ﻓالسـعدي ﻳﻔرق ﺑ� مﻦ ﻳرﻓﺾ مرﺟعﻴﺔ الﺸـر�عﺔ ومﻦ ُﻳﻘر ﺑها )ﻳل�مها(
و�ع�ف ﺑوﺟوب الرﺟوع إلﻴهـا وكمـالهـا وعـدلهـا لكﻦ �ﻴـد عﻨهـا � ﺑعﺾ
أمرﻩ.
َُ ُ َ َ َّ َ َ َ َ ُ ْ ُ َ َ ٰ َ َّ َ َ َ َ ُّ َ َّ َ َ َ
� � ْعل ُموا َما �قولون َو� آم ُنوا � َ� ْق َر�ُوا الصـ�ة وأنتم سـ�رى ح ٰ ﴿يا ��ها ا�ِين
ُ ُ َّ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ ً َّ َ
اء أ َح ٌد � سـفر أو ج َ � أو ٰ س لُوا ۚ �ن كنتم مر ٰ َ َّ ٰ َ ْ َ
� �غت ـِ يل ح َ
ٍ جنبا إِ� �ب ِ ِري سـب ِ ٍ
َ
اء فَلَ ْم َ� ُدوا َم ً
اء َ� َت َي َّم ُموا َصــع ً
ِيدا َط ّيِ ًبا ِن�م ّم َِن الْ َغا� ِط أ ْو َ� َم ْســ ُت ُم النّ َِســ َ
ّم ُ
ِ ِ
ورا ﴾ ]النساء[43: ا� َ� َن َ� ُف ًّوا َ� ُف ً ِ� ْم َو َ�يْد ُ
ِي�ـ ْم ۗ إ َّن َّ َ حوا ب ُو ُجوه ُ فَ ْ
ام َس ُ
ِ ِ
الﻐـاﺋط :هو ا��ـان الــــــ ُـم ْط َم ِ� مﻦ اﻷرض .ك� ﺑـﺬلـك عﻦ الﺘﻐوط ،وهو
ا�دث اﻷصﻐر.
َ ْ َّ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ ُ ُ َ َّ َ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ ُ َ
ون َما آتَـــ ُ
اه ُم َّ ُ
ا� مِن فضلِهِ ۗ ﴿ا�ِين �بخلون و�أمرون ا�اس بِا�خ ِل و��تم
ا� ۚ َو َ� َن َّ ُ ََ َ
نف ُقوا م َِّمــا َر َز َ� ُه ُم َّ ُ ْ َّ ْ اذا َعلَيْه ْم ل َ ْو َ
ََ َ
ا� ب ِ ِه ْم آم ُنوا بِا�ِ َوا�َ ْو ِم ا�خ ِِر وأ ِ ﴿وم
َعل ً
ِيما﴾ ]النساء.[37:
َ ْ َ َّ َ ْ َ َّ َ ُ ُ َ َ
اس َو� يُؤم ُِنون بِا�ِ َو� بِا�َ ْو ِم ون أ ْم َوال َ ُه ْم رئَ َ
اء ا�َّ ـ ِ اﻵﻳﺔ ﻗﺒلها﴿ :وا�ِي ـن ينفِق
ِ
َّ ْ َ ُ َ ُ َ ً َ َ َ َ
اء ق ِر ً�نا﴾ ]النساء[38: ْا�خِر ۗ َو َمن يَ ُ
� ِن الشيطان � ق ِر�نا فس ِ
َ َ َ ْ َ َّ ُ َ ْ َ َ ُ َ َ َ ُ َ ُ ُ َ َ َ ُْ َ ََ َ ُ ْ
�دون أن � ْه ُدوا� وا� أركســهم بِما كســبوا ۚ �ت ِر
﴿�ما ل�م ِ� المنافِقِ� ف ِئت ِ
ً َّ ُ َ َ َ َ َ ْ َ َ َّ َّ ُ َ َ ُ ْ
� َد ُ� َسبِي�﴾ ]النساء[88: من أضل ا� ۖ ومن يضل ِِل ا� فلن ِ
ﱠ
ا�راد ﺑــا�ﻨــاﻓﻘ� � هــﺬﻩ اﻵﻳــﺔ ا�ﻨــاﻓﻘون ا�ــدعون لﻺســـ�م .لكﻦ �ــان �
حر َج ﺑعﺾ الصـحاﺑﺔ مﻦ ﻗﺘالهم .ﻓﺒ� ﷲ حالهم د�ﺋل ﻧﻔاق واﺿـحﺔَ ،ﻓ َﺘ ﱠ
145
ﻗال السعدي) :اعلم أن اﻷمر إما أن ﻳوﺟه إ� مﻦ لم ﻳدﺧل � الﺸـــﻲء ولم
ً
�ﺄمر َمﻦ ليس ﻳﺘصﻒ ﺑ�ء مﻨه ،ﻓهﺬا ﻳكون أمرا له � الدﺧول ﻓﻴه ،وذلك ِ
َ ْ
اب آم ُِنوا ب ِ َما ن َّز�َا ﺑمﺆمﻦ ﺑاﻹﻳمان ،كﻘوله ﺗعا�﴿ :يَــا َ� ُّ� َها َّا� َ
ِين أُوتُوا الْك َِتــ َ
ُم َص ّدِقا ل َِما َم َع ُ ً ّ
�م﴾ ]النساء .[47:وإمــ ـا أن ﻳوﺟــ ـه إ� مﻦ دﺧــ ـل � ال�ء
أمرﻩ لﻴصـــحح ما ُوﺟد مﻨـه ُ َ
و�صـــل ما لم ﻳوﺟد .ومﻨـه ما ذكرﻩ ﻓهـﺬا ﻳكون ُ
ﷲ � هﺬﻩ اﻵﻳﺔ مﻦ أمر ا�ﺆمﻨﻴــــﻦ ﺑاﻹﻳمــــان ،ﻓﺈن ذلك ﻳﻘﺘ� أمرهم ﺑما
ُﻳ َص ـحح إﻳماﻧهم مﻦ اﻹﺧ�ص والصــدق ،و�ﻨﺐ ا�ﻔســدات ،والﺘوﺑﺔ مﻦ
ا�ﻨﻘصــات .و�ﻘﺘ�ــ أﻳﻀــا اﻷمر ﺑما لم ﻳوﺟد مﻦ ا�ﺆمﻦ مﻦ علوم
ﺟمﻴع ِ
اﻹﻳمان وأعماله ،ﻓﺈﻧه �لما وصـــل إلﻴه ﻧص وﻓهم معﻨاﻩ واعﺘﻘدﻩ ﻓﺈن ذلك
مﻦ اﻹﻳمان المﺄمور ﺑه .وكﺬلك ســاﺋر اﻷعمال الﻈاهرة والﺒاطﻨﺔ� ،لها مﻦ
اﻹﻳمان كما دلﺖ على ذلك الﻨصوص الكﺜ�ة(.
وﻗـال اﺑﻦ كﺜ�) :ﻳـﺄمر ﷲ ﺗعـا� عﺒـادﻩ ا�ﺆمﻨ� ﺑـا لـدﺧول � ﺟمﻴع ﺷـــراﺋع
اﻹﻳمان وﺷعﺒه وأر�اﻧه ودعاﺋمه ،وليس هﺬا مﻦ ﺑاب �صﻴل ا�اصل ،ﺑل
مﻦ ﺑــاب ﺗكمﻴــل ال�ــامــل وﺗﻘر�رﻩ وﺗثﺒيﺘـ�ه وا�ســـﺘمرار علﻴــه .كمــا ﻳﻘول
ْ اهدِنَا ّ ِ َ
ال� َاط ال ُم ْس َتق َ ْ
ِيم﴾ ]الﻔا�ﺔ [6:أي :ﺑصرﻧا ﻓﻴه، ا�ﺆمﻦ � �ل صــ�ة﴿ :
ََ َ
وزدﻧا هدى ،وﺛبﺘﻨ�ا علﻴه .ﻓﺄمرهم ﺑاﻹﻳمان ﺑه وﺑرســـوله ،كما ﻗال ﺗعا�﴿ :يَا
َّ ُ
آم ُنوا ا�قوا َّ َ َّ َ
ا� َوآم ُِنوا ب ِ َر ُس ِ
و�ِ﴾ ]ا�دﻳد.([28: ِين َ
� ُّ� َها ا� َ
146
َْ ّ ّ َ َ َ َ َ َ َ َّ ْ َ َ َّ َ َّ ُ َ ْ َ ُ ْ َ َ ٰ َ ْ
يب ّم َِّما اكت َسـ ُبوا ۖ
صـ ٌ
ِلرجا ِل ن ِ
﴿و� �تمنوا ما فضـل ا� بِهِ �عضـ�م � �ع ٍض ۚ ل ِ
� ّل َ ْ
� ٍء َّ َّ َ َ َ ُ َ ْ َول ِلنّ َِسـاءِ نَ ِ ٌ ّ َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ َّ َ
صـيب مِما اكتسـ� ۚ واسـ�لوا ا� مِن فضـلِهِ ۗ إِن ا� �ن ب ِ ِ
َعل ً
ِيما﴾ ]النساء.[32:
َ
ا�ب ُ ْ ُ َّ
َْ ُ َ ْ َ َ ََُ َ َ ََ
�﴾ ]ا�لك.[14: وهو سﺒحاﻧه الﻘاﺋل� ��﴿ :علم من خلق وهو الل ِطيف ِ
ﻗال السـعدي) :ﻳﻨهى ﺗعا� ا�ﺆمﻨ� عﻦ أن ﻳﺘم� ﺑعﻀـهم ما ﻓﻀـل ﷲ ﺑه
ﻏ�ﻩ مﻦ اﻷمور ا�مكﻨﺔ وﻏ� ا�مكﻨﺔ .ﻓ� ﺗﺘم� النســاء ﺧصــاﺋص الرﺟال
ﱠ
ال� ﺑها ﻓﻀــلهم على النســـاء ...وﻷﻧه ﻳﻘﺘﻀــــــــﻲ الســـﺨط على ﻗدر ﷲ
واﻹﺧ�د إ� الكســــل واﻷمـا� الﺒـاطلـﺔ ال� � ﻳﻘ�ن ﺑهـا عمـل و� كســــﺐ.
وإﻧمـا ا�حمود أمران :أن ﻳســـعى العﺒـد على حســـﺐ ﻗـدرﺗـه ﺑمـا ﻳﻨﻔعـه مﻦ
مصا�ه الدﻳنﻴ�ﺔ والدﻧﻴو�ﺔ ،و�سﺄل ﷲ ﺗعا� مﻦ ﻓﻀل(.
َ َ َْْ ُ ً َُْ ََ َ َ
� ْد ُ� مِن � ْم َو َ� أَ َم ّ َ ْ ْ َ
﴿لَّيْ َس بأَ َما� ِّي ُ
اب ۗ من �عمل سـوءا �ز بِهِ و� ِ
ا� أه ِل الكِت ِ
ِِ ِ ِ
ص ً َ َ َّ ُ
�ا﴾ ]النساء[123: دو ِن ا�ِ َو ِ�ًّا َو� ن ِ
َ َ َْْ ُ ً ُ
وءا �ْ َز بِهِ﴾) :وهﺬا ﺷــامل �مﻴع ﻗال الســعدي � ﻗوله ﺗعا� ﴿من �عمل سـ
العامل� ،ﻷن الســـوء ﺷـــامل ﻷي ذﻧﺐ �ان مﻦ صـــﻐاﺋر الﺬﻧوب وكﺒاﺋرها،
وﺷــــامـل أﻳﻀــــا ل�ـل ﺟﺰاء ﻗلﻴـل أو كﺜ� ،دﻧﻴوي أو أﺧروي .والﻨـاس � هـﺬا
ا�ﻘـام درﺟـات � ﻳعلمهـا إ� ﷲ ،ﻓمســـﺘﻘـل ومســـﺘك� ،ﻓمﻦ �ـان عملـه �لـه
ســـوءا ،وذلـك � ﻳكون إ� �ـاﻓرا ،ﻓـﺈذا مـات مﻦ دون ﺗوﺑـﺔ ﺟوزي ﺑـا�لود �
العـﺬاب اﻷلﻴم .ومﻦ �ـان عملـه صـــا �ـا ،وهو مســـﺘﻘﻴم � ﻏـا لـﺐ أحوالـه،
وإﻧما ﻳصـــدر مﻨه ﺑعﺾ اﻷحﻴان ﺑعﺾ الﺬﻧوب الصـــﻐار ،ﻓما ﻳصـــﻴﺒ�ه مﻦ
147
الهم والﻐم واﻷذى و ]ﺑعﺾ[ اﻵ�م � ﺑـدﻧـه أو ﻗلﺒـه أو حﺒيﺒـ�ه أو مـا لـه و�و
َ
ذلـك -ﻓـﺈﻧهـا مكﻔرات للـﺬﻧوب ،وهﻲ ممـا �ﺰى ﺑـه على عملـه ،ﱠﻗﻴﻀـــهـا ﷲ
لطﻔـا ﺑعﺒـادﻩ .وﺑ� هـﺬﻳﻦ ا�ـال� مراﺗـﺐ كﺜ�ة .وهـﺬا ا�ﺰاء على عمـل
الســـوء العـام مﺨصـــوص � ﻏ� الﺘـاﺋﺒ� ،ﻓـﺈن الﺘـاﺋـﺐ مﻦ الـﺬﻧـﺐ َ
كمﻦ �
ذﻧﺐ له ،كما دلﺖ على ذلك الﻨصوص(.
ُ ْ َ ُ َ َ َ َّ َ َ ْ َ َ ٰ َ ُ َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ ُ ُ َ َّ َ ْ
ســ�م أوِ � أنف ِ ِ� بِالق ِْســ ِط شــهداء ِ�ِ ولو ﴿يا ��ها ا�ِين آمنوا كونوا قوام
َ َّ ُ َ َ َ ا�يْن َو ْا�َقْ َر� َ
ا� أ ْو َ ٰ� ب ِ ِه َما ۖ فَ َ� تَتَّبِ ُعوا ال ْ َه َو ٰ
ى
َ ُ َ
� ْن غن ًِّيــا أ ْو فقِيــ ًرا ف � ۚ إِن ي َْ َ
ِ الو ِ ِ
149
ُ َ َ َ َّ َّ َ َ َ َ ُ َ ْ ُ َ َ
ا� �ن ِبـ َمـا �ـ ْعـ َمـلـون أن �ـ ْعـدِلـوا ۚ �ن تـلـ ُووا أ ْو �ـ ْعـرِ ُضـــوا فـإِن
ُ َ َُ َّ ْ
ا� َو ُه َو َخاد ُِ� ُه ْم﴾ ]النساء.[142: ون َّ َ ِ� �ادِع ﴿إن ال ُم َنافِق َ
ِ
ْ ْ َ ﱠ َ ُ َ
ﻗـال اﺑﻦ كﺜ�َ ) :وﻗ ْولـ ُهَ ﴿ :و ُه َو َخـاد ُِ� ُه ْم﴾ أ ْيُ :ه َو الـ ِﺬي َﻳ ْســـﺘـد ِر ُﺟ ُه ْم ِ� ُطﻐ َﻴـا ِﻧ ِه ْم
ْ ﱡ ْ ََ َ َ َ َ َ ْ ََ ُْ ُُ ْ َ ْ َ ﱢ َ ُْ ُ
ول �إل ْﻴ ِه ِ� الدﻧ َﻴ�ا َوكﺬ ِلك ِ� َﻳ ْو ِم ال ِﻘ َﻴ َام ِﺔ وﺿ ـ� ِل ِهم ،و�ﺬلهم ع ِﻦ ا�ﻖ والوص ـ ِ
ُ َ َْ
ِين آ َم ُنوا انظ ُرونا �ق َتب ِ ْس مِن ات ل َِّ� َون َوال ْ ُم َناف َِق ُ
َ َ َ َ َ َ َ َ َْ َ ُ ُ ُْ َ ُ َ
كما ﻗال ﺗعا�﴿ :يــوم �قول المناف ِق
ورا فَض ُـــر َب بَيْ َن ُهم � ُسور َّ ُ� بَ ٌ ُّ ُ ْ َ ْ ُ َ َ َ ُ ْ َ ْ
ا�َ ِم ُسوا نُ ً
اب بَاط ُِن ُه �ِيهِ ِ ٍ ِ جعوا وراء�م ف نورِ�م �ِيل ار ِ
� َو َ�ٰك َِّن ُ ُ َ
و� ُه ْم �ل َ ْم نَ ُ � ُة َو َظاه ُِرهُ مِن ق َِبلِهِ الْ َع َذ ُ
� ْم � ْم ۖ قَالوا بَ َ ٰ
�ن َّم َع ُ َُ ُ َ
اب �ناد الر ْ َ
َّ
ا� َو َغ َّر ُ ُ ْ َ َ َ َّ ْ ُ ْ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ َّ ْ ُ ُ ْ َ َ ُّ َ َّ ٰ َ َ َ ْ َّ ََ ُْ َ ُ َ
�م اء أم ُر ِ ا� ح� ج �تنتم أنفســ�م وتر�صــتم وارتبتم وغرت�م ا�م ِ
� َف ُروا ۚ َمأ ْ َو ُ ُ ْ ْ َ ٌ َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ ا�ِ الْ َغ ُر َُّ
ار ۖا� ُم ا�َّ ُ ور فا�َ ْو َم � يُؤخذ مِن�م ف ِدية و� مِن ا�ِين بِ
ص ُ ْ ْ َِ َ َ ُ
�﴾ ]ا�دﻳد.([15-13: � م ْو�� ْم ۖ َو�ِئ َس ال َم ِ
150
اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس
َ َّ ُ ّ ُ َ ّ ُ ّ ُْ َ َ َّ ُ ّ ُ َ ّ ُ َ َ َ ْ ُ َ
ِن� ْم فإِ ِ� أ َعذِبُ ُه َعذابًا � أ َعذِبُ ُه
� ْم ۖ � َمن يَ�ف ْر َ� ْع ُد م�لها علي
﴿قال ا� إ ِ ِ� م ِ
�﴾ ]الماﺋدة[115: أَ َح ًدا ّم َِن الْ َعالَم َ
ِ
ﻗـال الﺒﻐوي :وذلـك أن ﺑ� إســـراﺋﻴـ�ل ســــﺄلوا ﷲ -ﺗعـا� -ﻧﺰول مـاﺋـدة مﻦ
السـماء ،ﻓﺄﺧ�هم ﷲ :إن سـﺄلﺘم ﻧﺰول الماﺋدة ﻓﺈﻧها سـﺘ�ل علﻴكم ،ولكﻦ مﻦ
ً ﻳكﻔر ﺑعد ﻧﺰول الماﺋدة ﻓﺈﻧه ﻳعﺬﺑه ً
عﺬاﺑا لم ﻳعﺬﺑه أحدا مﻦ عالم زماﻧهم.
ﻳﻨﻔع الصادﻗ� � الدﻧﻴ�ا صدﻗهم � اﻵﺧرة ،ولو كﺬﺑوا ﺧﺘم ﷲ على أﻓواههم
وﻧطﻘﺖ ﺑه ﺟوارحهم ﻓاﻓﺘﻀحوا )مسﺘﻔاد مﻦ ﺗﻔس� الﺒﻐوي(.
َّ َ ُ َ َّ ْ َ ُ ُ َ ُ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ َ ُ ْ َ َ ُ ُّ َ ْ
َّ
ت ۗ��ما توفون أجور�م يوم القِيامةِ� �من زح ِزح ع ِن ا�ارِ ﴿� �ف ٍس ذا�ِقـــــة ال َم ْو ِ
ُ ْ َ ُ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ُ ُّ ْ َّ
ا�� َيا إِ� َم َتاع ال ُغ ُرورِ﴾ ]آل عمران[185: خـل ا�نة �قد فاز ۗ وما ا�ياة وأد ِ
151
و)إﻧما( أداة ﺗﻔﻴد ا�صـر :ﻳع� لﻦ ﺗسـﺘوﻓوا ﺟﺰاء أعمالكم إ� ﻳوم الﻘﻴامﺔ ،إن
ﺧ�ا ﻓﺨ� وإن ً
ﺷرا ﻓﺸر. ً
ﻓالعمل العﻈﻴم هﻨا هو ا�ﺞ ،والﺘهاون � حرمﺔ صـﻴد ال� ﻓله عﻘوﺑﺔ ﺷـدﻳدة
َ
ى َ� ْع َد �ٰل َِك فل ُه َعذ ٌ َ ََ َ ْ َ
اب أ ِ� ٌم﴾ ،و� اﻵﻳﺔ الﺘالﻴﺔ ﻗال -سـﺒحاﻧه:- ﴿� َمن ا� َتــــ َد ٰ
ِ
َ
ا� مِنْ ُه ۗ﴾.
نتق ُِم َّ ُ
﴿ َو َم ْن َ� َد فـ َي َ
152
ﻓالﺸـــﺒه إ� حد الﺘطاﺑﻖ الﺸـــ�لﻲ مع ا�ﺧﺘ�ف الكﺒ� � ا�ﻘاﺋﻖ مﻈهر آﺧر
مﻦ مﻈـاهر الﻘـدرة ال� ﻳﺒـ�اهﻲ ﺑهـا ﷲ ﺗعـا� .ومﺜلـه الﺘطـاﺑﻖ � المـادة الوراﺛﻴـ�ﺔ
مع ا�ﺧﺘ�ف الكﺒ� � أﻧواع ا��ﻳا.
ﻗال الســـعدي :ﻳســـﺘدل ﺑها على رحمﺔ ﷲ ،وســـعﺔ إحســـاﻧه وﺟودﻩ ،وكمال
اﻗﺘــدارﻩ وعﻨــاﻳﺘـ�ه ﺑعﺒــادﻩ .ولكﻦ ليس �ــل أحــد ﻳعﺘ� و�ﺘﻔكر وليس �ــل مﻦ
ﺗﻔكر ،أدرك ا�ع� ا�ﻘصود ،ولهﺬا ﻗﻴد ﺗعا� ا�ﻧﺘﻔاع ﺑاﻵﻳات ﺑا�ﺆمﻨ� ﻓﻘال:
َ َ ْ َ َ َ َّ
ات لِق ْو ٍ� يُؤم ُِنون﴾ ﻓﺈن ا�ﺆمﻨ� �ملهم ما معهم مﻦ اﻹﻳمان،َ
﴿إِن ِ� ذل ِـ�م �ي ٍ
على العمـل ﺑمﻘﺘﻀـــﻴـاﺗـه ولوازمـه ،ال� مﻨهـا الﺘﻔكر � آﻳـات ﷲ ،وا�ســـﺘنﺘـ�اج
مﻨها ما ﻳراد مﻨها ،وما ﺗدل علﻴه ،عﻘ� ،وﻓطرة ،وﺷرعا.
153
ّ ّ
ﻇﻨوا اسﺘﻘامﺔ العاﺟلﺔ أﻏمﻀوا أعﻴﻨهم عﻦ اﻵﺧرة ،ﻓﺘطلﺒوا الس�مﺔ مﻦ ﻏ�
ّ
أســـﺒـاﺑهـا ،ﻓـﺄﺿــــاعوا الﻔوز اﻷﺑـدي وﺗعلﻘوا ﺑـالﻔوز العـاﺟـل ﻓـﺄســــاؤوا العمـل
ُ
واﻵﺟل. ُ
العاﺟل ﺑالﻔﺘﻨ�ﺔ ﻓﺄصاﺑهم العﺬاﺑان
154
َ َ
اب فـإِذا
َ ا� َعلَيه َمـا ُ
ادخلـوا َعليـ ِه ُم ا�ـ نعـ َم َّ ُ ون أَ َ
َ َ َّ َ
﴿قال َر ُج� ِن ِمـ َن ا�يـ َن �افـ
ِ
نتم ُمؤم َا�ِ َ� َت َو َّ�وا إن ُك َُ َ َ َ َّ لتموهُ فَإنَّ ُ
َد َخ ُ
ِن�﴾ ]الماﺋدة[23: ِ �م ��ِ ون و� ِ
َ َ
ﻓﺠاءت �لمﺔ ﴿�ـــافون﴾ لﺘوﺿح لﻨا أن ﺧوف هﺬان الرﺟ�ن مﻦ ﷲ -ﺗعا�-
ُ
ﻧﺰعــﺖ مﻦ ﻗلوﺑهم هﻴﺒ ـ�ﺔ اﻷعــداء مﻦ ﻗﺘــال الﻘوم ا�ﺒــار�ﻦ ،والــﺬﻳﻦ أمروا
َْ َ َّ َّ َ
� � ُر ُجوا مِنْ َها﴾.
ﺑﻘﺘالهم ﺑرﻏم ﺧوف ﺑ� إسراﺋﻴ�ل مﻨهم ﴿�نا لـن ن ْد ُخل َها َح َّ ٰ
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ٌّ ام ُ
� ْم َو َط َعـ ُ اب حـ ٌِّل لَّ ُ ك َتـ َ ْ َ ْ َ ُ َّ َ ُ ُ َّ ّ َ ُ َ َ َ ُ َّ َ ُ ُ ْ
� ْم حـِل ِين أوتوا ال ِ ﴿ا�وم أحـِل ل�م الطيِبـات ۖ وطعـام ا�
اب مِن َ�بْل ُ ِين أوتُوا الْك َِت َ ُ ات م َِن َّا� َ َوال ْ ُم ْ
ح َصـ َن ُ ْ ْ َ ْ ْ َ ُ َّ
ِ� ْم ل ُه ْم ۖ َوال ُمح َصـنات م َِن ال ُمؤمِناتِ
ُْ
ان ۗ َو َمن يَ�ف ْر َ ْ َ � ُم َســافِح َ َ َّ ِ� َغ ْ َور ُه َّن ُ�ْصــن َوه َّن أُ ُج َ
إ َذا آتَيْ ُت ُم ُ
خذِي أخد ٍ � َو� ُمت ِ ِ ِ ِ
ا� َ ْ َ َ َْ ب ْ َ ََ ْ َ َ َ َُُ ََُ
�ن﴾] .الماﺋدة[5: ا�يما ِن �قد حبِط �مله وهو ِ� ا�خِرة ِ مِن ا� ِ ِ ِ ِ
ُ ََ َ ُْ ْ ْ َ ََ
يما ِن �ق ْد َحبِ َط َ� َمل ُه﴾ مع�ﺿـــﺔ ﺑ� ا�
ﻗال اﺑﻦ عاﺷـــور :وﺟملﺔ ﴿ومن ي�فر ب ِ ِ
ﺗﺰوج ﻧســـاء أهل الكﺘاب � ﻳﻘﺘ�ـــا�مل .وا�ﻘصـــود الﺘنﺒﻴ�ه على ّأن إﺑاحﺔ ّ
ّ ُ ً
ﺗﺰكﻴﺔ �الهم ،ولكﻦ ذلك ﺗيســ� على ا�ســلم� .وﻗد ذكر � ســﺒﺐ ﻧﺰولها أن
ّ
ﻧساء أهل الكﺘاب ﻗلﻦ »لو� أن ﷲ ر� دﻳنﻨ�ا لم ﻳﺒح لكم ﻧ�احﻨا«.
155
ﻓـﺈﻧهم ذﻧوﺑهم حرمﺘهم مﻦ الﺘوﻓﻴﻖ إ� الرﺿــــا ﺑـا�كم ﺑمـا أﻧﺰل ﷲ .ﻓﺒعﺾ
ً
ذﻧوﺑك ال� ﺗصﻴﺒها الﻴوم ﻗد ﺗكون سﺒﺒ ً�ا � حرماﻧك مﻦ ا�� ﻏدا.
� َعلَيْ ُ ُ َّ ْ َ ُ َ َ ُ ْ َ ْ َ َّ َ َ ُّ َ َّ َ َ َ ُ ْ
� ْم ام إِ� َما ُ�تْ َ ٰ
آم ُنوا أ ْوفوا بِال ُع ُقــو ِد ۚ أحِلت ل�م ب ِهيمة ا��ع ِ ﴿يا ��ها ا�ِين
ا� َ�ْ ُ
� ُم َما يُر ُ نت ْم ُح ُر ٌم ۗ إ َّن َّ ََ َغ ْ َ
� ُ� ِّ� َّ
الصيْ ِد َوأ ُ
�د﴾ ]الماﺋدة[1: ِ ِ ِ
ﻓﻴنﺒﻐﻲ للعﺒد التســلﻴم �كم ﷲ ﻓﺈن �ل التﺸــر�عات صــدرت مﻨه ســﺒحاﻧه
أﻓه َمﻨا ا�كمﺔ ﻓﺒﻔﻀــل مﻨه ســﺒحاﻧه ،لكﻦ طاعﺔ اﻷمر
عﻦ علم وحكمﺔ .ﻓﺈن َ
156
اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ
157
ناح فيما َطعِمــوا إذا َما َّا� َقوا َو َ
آمنوا ا�ــات ُج ٌ ّ َ ُ
آمنــوا َوع ِملــوا الص ِ ِ � َّا� َ
ين َ َ َ ََ
﴿ليس
ِ
حس َ ِب ُ ا� ُ� ُّ
حسـنوا َو َّ َُ
آمنوا ُ� َّم َّا� َقوا َوأ َ
ات ُ� َّم َّا� َقوا َو َ َو َعملُــــوا ّ
ن�﴾ الم ـِ الصـ ِ
ا�ــــ ِ ِ
]الماﺋدة[93:
ّ ََ
ﻗـال الســـعـدي) :لمـا ﻧﺰل �ر�م ا�مر والﻨهﻲ اﻷكﻴـد والتﺸــــدﻳـد ﻓﻴـه ،ﺗم�
أﻧـاس مﻦ ا�ﺆمﻨ� أن ﻳعلموا حـال إﺧواﻧهم الـﺬﻳﻦ مـاﺗوا على اﻹســـ�م ﻗﺒـل
ََ َ
�ر�م ا�مر وهم ﻳﺸـــرﺑوﻧهـا .ﻓـﺄﻧﺰل ﷲ هـﺬﻩ اﻵﻳـﺔ ،وأﺧ� ﺗعـا� أﻧـه ﴿ليْ َس �
ُج َنـــ ٌ
اح﴾ أي :حرج وإﺛم ﴿�ِيـــ َما َطع ُِموا﴾ مﻦ ا�مر آم ُنوا َو َعملُوا َّ
الص ِ َ
ا�اتِ ِ َّا� َ
ِين َ
وا�يســـر ﻗﺒل �ر�مهما .ولما �ان ﻧﻔﻲ ا�ﻨاح ﻳﺸـــمل ا�ﺬكورات وﻏ�ها ،ﻗﻴد
ُ َ
ذلك ﺑﻘوله﴿ :إذا َما اتَّـــق ْوا َو َ
آم ُنوا َو َعمـــلوا َّ
الص ِ َ َ
ات﴾ أي :ﺑﺸرط أﻧهم ﺗاركون
ا� ِ ِ ِ
للمعـا� ،مﺆمﻨون ﺑـا﮻ إﻳمـاﻧـا صـــحﻴحـا ،موﺟﺒـا لهم عمـل الصــــا �ـات ،ﺛم
اسـﺘمروا على ذلك .وإ� ﻓﻘد ﻳﺘصـﻒ العﺒد ﺑﺬلك � وﻗﺖ دون آﺧر .ﻓ� ﻳكﻔﻲ
ح� ﻳكون كــﺬلــك ح� ﻳــﺄﺗﻴـ�ه أﺟلــه ،و�ــدوم على إحســــاﻧــه ،ﻓــﺈن ﷲ �ــﺐ
ا�حســـﻨ� � عﺒـادة ا �ـالﻖ ،ا�حســـﻨ� � ﻧﻔع العﺒﻴـ�د ،و�ـدﺧـل � هـﺬﻩ اﻵﻳـﺔ
الكر�مـﺔ ،مﻦ طعم ا�حرم ،أو ﻓعـل ﻏ�ﻩ ﺑعـد الﺘحر�م ،ﺛم اع�ف ﺑـﺬﻧﺒـ�ه وﺗـاب
إ� ﷲ ،واﺗﻘى وآمﻦ وعمـل صــــا �ـا ،ﻓـﺈن ﷲ ﻳﻐﻔر لـه ،و�رﺗﻔع عﻨـه اﻹﺛم �
ذلك(.
فور َر ٌ َ
ديد العِقاب َوأن َّ َ
ا� غ ٌ َ َّ
﴿اعلموا أن َّ َ
ا� ش ُ َ َ َّ َ
حيم﴾ ]الماﺋدة.[98: ِ
158
َ َ ّ َ ُ َ َ َ
﴿ َو ُهم يَنـ ـ َهون َعنـ ـ ُه َو�َنـ ـأون َعنـ ـ ُه �ن يُهلِكون إِ� أنف َسـ ـ ُهم َوما �َشـ ـ ُعرون﴾
]اﻷﻧعام[26:
َ َ
ون َع ُ
نه﴾ أي :ﻳﻨهون الﻨاس عﻦ اﺗﺒ�اع محمد صـلى ﷲ علﻴه وسـلم ﴿ َو ُهم يَنــــه
ََ َ َ
ون َع ُ
نه﴾ ،أي :ﻳتﺒ�اعدون عﻨه ﺑﺄﻧﻔسهم. ﴿و�نـأ
� َو� َش ٌ
فيع افون أَن ُ� َ�وا إ� َر ّ�هم لَ َ
يس ل َ ُهم مِن دونِهِ َو ٌّ َ َّ َ َ
ين �
َ
﴿ َوأنذِر بِهِ ا�
ِ ِِ ِ
َ َ َّ
ل َعل ُهم َ� َّتقون﴾ ]اﻷﻧعام.[51:
َ
مد ِ َّ�ِ َر ّب العال َ ا� ُ َ
ين َظلموا َو َ َّ َ َُ
م�﴾ ]اﻷﻧعام[45: ِ
وم ا� َ ﴿�ق ِط َع داب ِـ ُر الق ِ
ٌ
ا�راد مﻨها ْاع ِﺘﺒ�ارات ﺛ�ﺛﺔ: ﻗال اﺑﻦ عاﺷور :ﻓﻔﻲ ِ
ﱠ ْ َ ْ َ َْ ً ْ
أحدها :أن ﺗكون ﺗل ِﻘﻴﻨ�ا ِللرسـول ﷺ وا�ﺆمﻨ� أن ْ� َم ُدوا ﷲ على ﻧصـرﻩ رسـله
ُ
�ان � ْ َ َ َ ٌ ﱠ
اﻷر ِض، ﻓساد
ٍ ﻧعمﺔ ﺑﺈزالﺔ الﻈا�� ،ﻷن ذلك الﻨصر ِ وإه�ك
ِ وأولﻴاءهم
ْ َ ّ
ـاء إ� ﺗرﻗـﺐ ْ ﷲ الﻨـ َاس ﺑـه إﻳم ً ّ ﱠ
حصـــل �ﻦ ﻗﺒلهم أن اﻷســـ َو ِة ِﺑمـا ِ ـﺬك ِ� ِ وﻷن � ﺗ ِ
ا� ْم ُد ِ َّ�ِ﴾ مصــ ً ُ ُ الم ْﺆمﻨ� مﻦ ْ ﷲ َكما َﻧ َصـ ـ َر ُ َََ ﱠُ َ ْ َ ﱠ
ـدرا ون ﴿ َ ﻗﺒ ِل ِه ْم؛ ﻓﻴك ِِ ﻳ�ﻗﺒوا ﻧصـ ـر
ﱠ َ
وﺗعر�ﻔـه للـد� لـﺔ على مع� ـدل َع ْﻦ َﻧ ْصـــﺒـه َوﺗ ْﻨك�ﻩ إ� َر ْﻓعـه ْ ـد� مﻦ ﻓعلـه ،ع َ ً
ﺑ
ِ ِ ِ ِِ ِِ ِِ
ورة ِ َ ُ َ َّ َ َ َ َ
وام والﺜﺒ�ات ،كما ﺗﻘ ﱠد َم � ﻗ ْو ِل ِه ﺗعا� ﴿ َ َ ﱠ
الﻔا� ِﺔ. ا� ْم ُد ِ�ِ﴾ � س ِ الد ِ
َ ﱠ ْ َ ُ َ َ ً ْ َ ْ ُ َّ ْ
ﷲ- كون مـا ذ ِكر ﻗﺒلـه ﻧعمـﺔ مﻦ ﻧع ِم ِ ا�مـد ِ�ِ﴾ ِكﻨـاﻳـﺔ عﻦ ِ ﺛـاﻧﻴهـا :أن ﻳكون ﴿
َ
داﺑ ُر الﻘ ْو ِم َ َ َ ﱠُ َ َُ َ َ ْ ْ َُ َ َ َ ﱠ
واز ِم ا�مـ ِد أن ﻳكون على ﻧعمـﺔ ،ﻓ�ـﺄﻧـه ِﻗﻴـل :ﻓﻘ ِطع ِ ﺗعـا�ِ -ﻷن ِمﻦ ل ِ
َ َ ﱠ ََْ ْ َ ْ َ ٌ ﱠ َ َ َُ
ﷲ ﺗﻘﺘ ِ� َح ْمد ُﻩ. وﺗلك ِﻧعمﺔ ِمﻦ ِﻧع ِم ِ ال ِﺬﻳﻦ ﻇلمواِ .
159
َ ً ْ ُ ْ ﱠ ْ
﮻ -ﺗعا�ِ -مﻦ ِﻗ َﺒ ِل َﺟ� ِل ِه ُم ْسﺘ ْع َم� � الﺘعﺠﻴﺐ
ﺸاء حم ِد ِ ِ ﺛالﺜها :أن ﻳكون إﻧ
ْ ﱠ ﱠ َ
ـات اﻹمهــال إ� أن َحﻖ
ـدر�ﺠهم � درﺟـ ِ
ّ َ
ِمﻦ معــاملــﺔ ﷲ -ﺗعــا� -إﻳـاهم وﺗـ ِ
َعلﻴهم العﺬاب.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
160
ّ َ َ ﱡ َْ ْ َ َ َ َّ َ َ َ
اﻵﺧر ،وﺑهـﺬا ﻳتﺒ� أن الرؤ�ـﺔ �ﺘلﻒ ﴿فلمـا تراءى ا�معـا ِن﴾ أي رأى �ـل ٍ
ﻓر�ﻖ
ً ﱠ ﱠ
عﻦ اﻹحاطﺔ واﻹدراك ،وأن اﻵﻳﺔ ﺗﻨﻔﻲ اﻹحاطﺔ ﺑا﮻ و� ﺗﻨﻔﻲ رؤ�ﺘ�ه ،علما أن
وﻧصـــوص
ٍ أدلـﺔ إﺛﺒـ�ات رؤ�ـﺔ ﷲ � اﻵﺧرة ﺛـاﺑﺘـ ٌ�ﺔ ﺑﻨصـــوص أﺧرى مﻦ الﻘرآن،
ّ ّ
مﻦ السـﻨﺔ ﻗد ﺑلﻐﺖ حد الﺘواﺗر ،ووﻗع إﺟماع الصـحاﺑﺔ والسـلﻒ وأهل السـﻨﺔ
على إﺛﺒ�ات الرؤ�ﺔ.
161
ج َز ٌ
اء ِن�م ُّم َت َع ّم ًدا فَ َ الصــيْ َد َوأَ ُ
نت ْم ُح ُر ٌم ۚ َو َمن َ� َتلَ ُه م ُ آم ُنوا َ� َ� ْق ُتلُوا َّ ﴿يَا َ� ُّ� َها َّا� َ
ِين َ
ِ
ام ك ْع َبةِ أَ ْو َك َّف َ
ار ٌة َط َع ُ ّ ْ ُ َ َ َ َ َ َّ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ ْ ّ ُ ْ َ ْ ً َ َ ْ َ
ِمثـل ما �تـل مِن ا�ع ِم ��م بِهِ ذوا عد ٍل مِن�م هديا بالِغ ال
َ ََ َ َ َّ ُ َ َ َ َ ً ّ ُ َ َ َ َ ُْ َ َ
ا� � َّما َســلف ۚ َو َم ْن َ�د اما ِ�َذوق َو�َال أ ْم ِره ِ ۗ �فا ِ� أ ْو عدل �ٰل ِك ِ
صــي َم َســاك
َ َ َ َ ُ َّ ُ ْ ُ َ َّ ُ َ ٌ ُ
�ز ذو انتِقا ٍ�﴾ ]الماﺋدة.[95: �ينتقِم ا� مِنه ۗ وا� ع ِز
)أي ﱞ
علﻲ( الرﺟـا ل � أمر ﷲ ،ﻓـﺈ� ﻗـال اﺑﻦ عﺒـاس للﺨوارج :أمـا ﻗولكمَ :ح ﱠك َم ْ
صـــ� ﷲ حكمـه إ� الرﺟـال � ﺛمﻦ رﺑع درهم، أﻗرأ علﻴكم � كﺘـاب ﷲ أن ﻗـد َ
َ
ﻓﺄمر ﷲ ﺗﺒ�ارك وﺗعا� أن �كموا ﻓﻴه .أرأﻳﺖ ﻗول ﷲ ﺗﺒ�ارك وﺗعا�﴿ :يَــا � ُّ� َها
ُ ُّ َ َ ّ ً َ َ َ ٌ ْ ُ
اء ّمِثل َما
َ َ الصيْ َد َوأَ ُ
نت ْم ُح ُر ٌم ۚ َو َمن � َتـــل ُه مِن�م متع ِمدا فجز آم ُنوا َ� َ� ْق ُتلُوا َّ َّا� َ
ِين َ
صـــ�ﻩ إ� ِن� ْم﴾ و�ـان مﻦ حكم ﷲ أﻧـه ّ � ُم بـهِ َذ َوا َعـ ْدل ّم ُ َ� َتـ َل م َِن ا�َّ َعم َ�ْ ُ
ٍ ِ ِ
الرﺟـال �كمون ﻓﻴـه ،ولو ﺷـــاء �كم ﻓﻴـه ،ﻓﺠـاز مﻦ حكم الرﺟـال ،أﻧﺸـــدكم
كم الرﺟـال � صـــ�ح ذات الﺒ� وحﻘﻦ دمـاﺋهم أﻓﻀـــ ُـل أو � أرﻧـﺐ؟
أح ُ
ﺑـا﮻ ُ
162
َّ َّ َ َ ْ َ َ
ِين �شــ ْون َر َّ� ُهم
طاعﺔ مﻦ ﻳطﻴع مﻨهم � ســـرﻩ وﺟهرﻩ ،كما ﻗال ﺗعا�﴿ :إِن ا�
بالْ َغيْب ل َ ُهم َّم ْغف َِر ٌة َوأَ ْ
ج ٌر َكب ٌ
�﴾ ]ا�لك .[12:اهـ ِ ِ ِ
ومﻦ ذلك ما حدث لﻨ� ﷲ ﻳوســـﻒ –علﻴه الســـ�م ،-إذ ﺧ�ـ ـ رﺑه ﺑالﻐﻴﺐ
َ َّ ْ َّ َ ْ َ
ا� ۖ إن ُه َر ّ� أ ْ
َّ َّ َ
ح َســ َن َمث َو َ
اي ۖ إِن ُه � ُ�فل ُِح الظال ُِمون﴾ ]ﻳوســﻒ،[23: َ َ
ِ وﻗال﴿ :معاذ ِ ِ
ﻓﻨﺠاﻩ ﷲ ﺗﺒ�ارك وﺗعا� وصرف عﻨه كﻴد امرأة العﺰ�ﺰ وساﺋر النساء.
َ َّ ُ ّ ُ َ ّ ُ ّ ُْ َ َ َّ ُ ّ ُ َ ّ ُ َ َ َ ْ ُ َ
ِن� ْم فإِ ِ� أ َعذِبُ ُه َعذابًا � أ َعذِبُ ُه
� ْم ۖ � َمن يَ�ف ْر َ� ْع ُد م�لها علي
﴿قـال ا� إ ِ ِ� م ِ
�﴾ ]الماﺋدة [115 أَ َح ًدا ّم َِن الْ َعالَم َ
ِ
ﻓمﻦ أراﻩ ﷲ ﺑراه� ﻓوق ما أرى ﻏ�ﻩ ﺛم كﻔر �ان عﺬاﺑه أﺷد.
ّ ُ ّ َ
ﻗال اﺑﻦ كﺜ�) :أي :ﻓمﻦ كﺬب ﺑها مﻦ أمﺘك ﻳا عي�ـ وعاﻧدها ﴿فــــإِ ِ� أ َعذِبُ ُه
وم�﴾ أي :مﻦ عال� زماﻧكم ،كﻘولهَ ﴿ :و�َ ْو َم َ� ُق ُ َعـــ َذابًا َّ� أُ َع ّذِبُ ُه أَ َح ًدا ّم َِن الْ َعالَم َ
ِ
� ِ� آل ف ِْر َع ْو َن أَ َشــ َّد ال َع َذاب﴾ ]ﻏاﻓر ،[46:وكﻘوله﴿ :إ َّن ال ُم َناف ِ ِق َ
ْ ْ َّ َ ُ َ ْ ُ َ
الســاعة أدخِلوا
ِ ِ
ص ً َ َّ َ َ َ َ َ َ َّ ْ ْ َ ْ َ
�ا﴾ ]النساء.([145: �د ل ُه ْم ن ِا�ركِ ا�سف ِل مِن ا�ارِ ولن ِ
ُ ْ َ ُّ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ َ ً ُ َّ ُ َ ٌ َ ْ َ َ ْ َ ُ ْ َ ُ َ َ َّ َ َ ْ ُ ُ
� �ٰذا الق ْرآن ﴿قل أي � ٍء أ�� شـهادة ۖ ق ِل ا� ۖ شـ ِهيد �ي ِ� و�ين�م ۚ وأ ِ
و� إ ِ
ُْ َ َ َ َ َ َ َّ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ َ َّ َ َ َّ َ ً ُ ْ َ ٰ ُ َّ ْ
َ ُ ُ
ى ۚ قل � أش ـ َه ُد ۚ قل ِ�نذ َِر�م بِهِ ومن بلغ ۚ أ�ِن�م لتش ـهدون أن مع ا�ِ آل ِهة أخر
َّ َ ُ َ َ ٰ ٌ َ ٌ َّ َ ٌ ّ َّ ُ ْ ُ َ
ون﴾ ]اﻷﻧعام[19: ��
إِ�ما هو إِ�ه واحِد �ن ِ� ب ِريء مِما � ِ
163
ُ َ َ ْ ُْ َ ٌ َ
أي ِوﻷﻧ ِﺬ َر ِﺑ ِه َمﻦ ﻗال اﺑﻦ عاﺷــورَ ﴿) :و َمن بَل َغ﴾ َع ْطﻒ َعلى ﺿـ ِم ِ� المﺨاط ِﺒ�،
َ ُ ُ ُ َ ُْ ﱠ ْ َ ََ َ ُ ُ ْ ُ َ َ ُ َْ َْ ُ
وصـــل ِﺘهـا )أي: ﺷـــاﻓهـه ِﺑـا لـدعو ِة ،وعموم "مﻦ" ِ
ﺑلﻐـه الﻘرآن وســـ ِمعـه ولو لم أ ِ
ور(. ُ ُ َ ْ َ ُ ُ ﱠ َ َُُْ ُ ُ ْ ُ َ
ﺑلﻎ( ﻳﺸمل �ل مﻦ ﻳﺒلﻐه الﻘرآن � ﺟ ِم ِﻴع العص ِ
ﻳﻀاف إ� ذلك آﻳات أﺧرى واﺿحﺔ � هﺬا ا�ع� كﻘوله ﺗعا�:
َ ُ َ ْ َ
� َ�بْ ِده ِ ِ�َكون ل ِل َعالم َ
� نذ ً َ َ ُْ َ َ ََ
ار َك ا�ِي ن َّزل الف ْرقان ٰ
﴿� َب َ َّ َ
ِيرا﴾ ]الﻔرﻗان[1: ِ
ْ ً ّْ َ
اك إ� َر َ
�ة ل ِل َعالم َ ََ َْ َ َ َّ ْ َ
�﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء[107: ِ وﻗوله ﺗعا�﴿ :وما أرسلن ِ
164
ُّ ُ َّ َ ُ َ ﴿أَ َو َمن َ� َن َميْ ًتا فَأَ ْ
ح َييْ َناهُ َو َج َعلْ َنا َ ُ� نُ ً
اس ك َمن مثل ُه ِ� الظل َماتِ
ورا َ� ْم ِ� بِهِ ِ� ا�َّ ِ
ُ َ َ ُ
�ن َما �نوا َ� ْع َملون﴾ ]اﻷﻧعام.[122: �ار ٍج ّمِنْ َها ۚ َك َ�ٰل َِك ُز ّ� َن ل ِلْ َ�ف ِر َ َْ َ َ
ِ ِ ل يس ِ ِ
اب َو َر َقـة إ َّ� َ� ْعلَ ُم َهـا َو َ� َح َّبـة � ُظلُ َمـات ْا�َ ْر ِض َو َ� َر ْطـب َو َ� َيـا�س إ َّ� � ك َ
ِتـ
ٍ ٍِ ِ ِ ٍ ِ ٍ ِ ٍ ِ
�﴾ ]اﻷﻧعام[59: ُّ
مب ِ ٍ
وهﻲ مﻔسرة ﺑاﻵﻳﺔ 34مﻦ سورة لﻘمان:
َ َ
ﷲ َح ﱠدﺛﻨ�ا إ ْﺑ َراه َُ َ ُْ َ ﱡ َ ﱠ ََ َ ُْ َْ ْ ُ َ ْ ﱠ
ﻴم ْﺑ ُﻦ َســ ْع ٍدَ ،ع ِﻦ ْاﺑ ِﻦ � ِ ﻗال الﺒﺨ ِاري :حدﺛﻨ�ا عﺒد الع ِﺰ ِ�ﺰ ﺑﻦ عﺒ ِد ِ
ا�"م َﻔـ ِ ُ َ َ
الَ : ﷲ ﷺ ﻗـ
َ ﱠ َﱠ َُ ْ َْ ﱠ َ ْ َ َ ْ َ َ
ﷲ ،عﻦ أ ِﺑﻴـ ِ�ه؛ أن رســـول ِ اب ،عﻦ ســـا ِل ِم ﺑ ِﻦ عﺒـ ِد ِ
ِﺷـــهـ ٍ
َ َّ َّ َ َ ُ ْ ُ َّ َ َ ُ َ ّ ُ ْ َ َ ْال َﻐ ْﻴ ِ َ ْ ٌ َ َ ْ َ ُ َ ﱠ ﱠ ُ
�ل الغيْث َو�َ ْعل ُم ﺐ ﺧمس � ﻳعلمها �إ � ﷲ﴿ :إِن ا� عِنده عِلم الس ـاعةِ و� ِ
َ َ َْ َ َ ْ ٌ َّ َ َ ْ ُ َ َ ْ َْ
ب غ ًدا ۖ َو َما ت ْدرِي �ف ٌس بِأ ِّي أ ْر ٍض ام ۖ َو َما تــــدرِي �فس ماذا ت� ِ
سـ َما ِ� ا� ْر َح ِ
ﺷـــﻖ ذلك على الﻨاس وﻗالوا :ﻳا رســـول ﷲ ،ﻓﺄﻳﻨ�ا � ﻳﻈلم ﻧﻔســـه؟ ﻗال" :إﻧه
َ ُ َ َّ َ ُ ْ ْ َّ
�ك بِا�ِ ۖ
ليس الﺬي ﺗعﻨون! ألم ﺗسمعوا ما ﻗال العـ ـﺒد الصـ ـالح﴿ :يا ب� � � ِ
165
ال� َك ل ُظل ٌم َعظ ٌ
إن ِ ْ َ ْ ّ َّ
ِيم﴾ ]لﻘمان [13:إﻧــ ـما هو الﺸــ ـرك " وأصــ ـل ا�ــ ـدﻳﺚ � ِ
الﺒﺨاري.
َّ َ َ ُ ُّ َّ َ َ ْ ً َ ْ ْ َ َ َ ُ َ َ َ ُ ُّ َّ َ َ ْ ُ َ
� عِل ٍ� ۗ ك�ٰل ِك َز َّ� َّنا
﴿و� �ســبوا ا�ِين يدعون مِن دو ِن ا�ِ فيســبوا ا� عدوا بِغ ِ
ُ َ َ ُ َ َ َ ُ َ ُّ ُ
ِ� أ َّم ٍة َ� َمل ُه ْم � َّم إِ ٰ� َر ّ� ِ ِهم َّم ْر ِج ُع ُه ْم � ُين ّبِئُ ُهم ب ِ َما �نوا َ� ْع َملون﴾ ]اﻷﻧعام[108:
ل ِ
ﻗال الســعدي :ﻳﻨهى ﷲ ا�ﺆمﻨ� عﻦ أمر �ان ﺟاﺋﺰا ،ﺑل مﺸــروعا � اﻷصــل،
ﱡ
وهو ســـﺐ آلهـﺔ ا�ﺸـــرك� ،ال� ا�ـﺬت أوﺛـاﻧـا وآلهـﺔ مع ﷲ ،وال� ُﻳﺘﻘرب إ�
ﷲ ﺑﺈهاﻧﺘها وسـﺒها .ولكﻦ لما �ان هﺬا السـﺐ طر�ﻘا إ� سـﺐ ا�ﺸـرك� لرب
العا�� ،الﺬي �ﺐ ﺗ��ه ﺟﻨاﺑه العﻈﻴم عﻦ �ل عﻴﺐ وآﻓﺔ وسـﺐ وﻗدح ،ﻧهى
ﷲ عﻦ ســـﺐ آلهـﺔ ا�ﺸـــرك� ،ﻷﻧهم �مون لـدﻳﻨهم ،و�ﺘعصـــﺒون لـه ....و�
هﺬﻩ اﻵﻳﺔ الكر�مﺔ ،دلﻴل للﻘاعدة الﺸـرعﻴﺔ وهو أن الوسـاﺋل ﺗعﺘ� ﺑاﻷمور ال�
ﺗوصــــل إلﻴهـا ،وأن وســــاﺋـل ا�حرم ،ولو �ـاﻧـﺖ ﺟـاﺋﺰة ،ﺗكون محرمـﺔ إذا �ـاﻧـﺖ
ﺗﻔ� إ� الﺸر.
166
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻣﻦ
سعهـا﴾ ﺟاءت هﺬﻩ ﺟملﺔ مع�ﺿﺔ ﺑ� مﺠموعﺔ الوصاﻳا فسا إ ّ� ُو َ�لّ ُِف نَ ًُ َ
﴿� ن
ِ
الرﺑاﻧﻴ�ﺔ ﺑطر�ﻘﺔ ملﻔﺘﺔ ﺗﺸعر ﺑﻀرورة هﺬا الﺘﺬك� � هﺬا ا�وﺿع ،ح� �دث
حالﺔ مﻦ الﺘوازن ا�طلوب � كﻴان الﻔرد و� ﻳﻐلﺐ علﻴه ا�وف ا�ﺒالﻎ ﻓﻴه.
167
َّ َ
ك يَ َ َ ُ َ َ َ َ ُّ َ َ َ َ َ ُ َ َ ُ َ ّ َ َ َُ ُ َ
وم يَأ� أ� بعض آياتِ ر� ِأ� ر�ك أو ي ِ ﴿هل ينظرون إِ� أن تأ�ِيهم الم��ِكة أو ي ِ
َ ُ َ َ فسا إيمانُها لَم تَ ُ ك � يَنــ َف ُع نَ ً
َّ َ َ ُ
آم َنـت مِن قبـل أو ك َس َبـت � �ن َ
بعض آيـاتِ ر� ِ
نتظِرون﴾ ]اﻷﻧعام[158:
َ �ا قُل َ
انتظِروا إنّا ُم َ إيمان ِها َخ ً
ِ ِ
�ا﴾ أي :و� ﻳﻘﺒل مﻨها كسﺐ عمل ﻗال اﺑﻦ كﺜ�﴿) :أَو َك َس ـ َب ـت � إي ـمان ِه ـا َخ ـ ً
168
َ ُ َ
َّ ُ ْ ُ َ ْ ُ َ َ
ث �ْ َعــل رِ َسا�َ ُه﴾ ﻓﻴمﻦ علمه ﻳصلح لها ،و�ﻘوم ﻗال السعدي﴿) :ا� أعلم حي
ﺑﺄعﺒاﺋها ،وهو مﺘصـــﻒ ﺑ�ل ﺧلﻖ ﺟمﻴل ،ومﺘ�ئ مﻦ �ل ﺧلﻖ د�ء ،أعطاﻩ ﷲ
ما ﺗﻘﺘﻀﻴه حكمﺘه أص� وﺗﺒعا(.
َ َ َ َ
لون﴾ ]اﻷﻧعام.[127:ِند َر ّ� ِ ِهم َو ُه َو َو ِ�ُّ ُهم بِما �نوا يعم
الس� ِم ع َ
دار َّ
﴿ل ُهم ُ
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ْ َ َ َ ْ َ َ َ َّ ُ َ َ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ْ
ا� � يَأ ُم ُر �ذا َ� َعلُوا فَاح َِشـ ًة قَالُوا َو َجــــدنا عليها آب َ
اءنا َوا� أم َرنا بِها ۗ قل إِن
َ
﴿
َ ُ ُ َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َْ ْ َ
ون﴾ ]اﻷعراف.[28: حشاءِ ۖ ��قولون � ا�ِ ما � �علم بِالف
َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ ّ َ َ ُ ًّ َ َ َ ْ
ض ـ ُه ْم إ ِ ٰ� َ� ْع ٍض
و� َ� ْع ُا� ِّن يُ ِ
�س و ِ
ا� ِ� عدوا ش ـياطِ� ِ ﴿ َو َ�ـــ ـ�ٰل ِك جعلنا لِ� ن ّ
ِ ٍِ
ُْ ْ ََ ََُْ َ َ َ ُ َ ُ ْ ُ َ َْ ْ ُُ ً ََْ َ َ َ
ون﴾ ]اﻷﻧعام.[112: اء َر ُّ�ك َما � َعلوهُ ۖ فذرهم وما �ف� زخرف القو ِل غرورا ۚ ولو ش
ّ ُ
ﻗـال اﺑﻦ عـاﺷـــور رحمـه ﷲ :وأﻓهم وصـــﻒ الﻘول ﺑـالﺰﺧرف أﻧـه محﺘـاج إ�
ﱠ ُ َ ّ
الﺘحســـ� والﺰﺧرﻓـﺔ ،وإﻧمـا �ﺘـاج الﻘول إ� ذلـك إذا �ـان ﻏ� مﺸـــﺘمـل على مـا
169
ُ ّ ّ
ﻳكسﺒه الﻘﺒول � حد ذاﺗه ،وذلك أﻧه �ان ﻳﻔ� إ� ﺿ ّر �ﺘاج ﻗاﺋله إ� ﺗﺰ�يﻨ�ه
و�سـﻴﻨ�ه ﻹﺧﻔاء ما ﻓﻴه مﻦ الﻀ ّـر ،ﺧﺸـﻴﺔ أن ﻳﻨﻔر عﻨه مﻦ ُﻳس ﱢـوله لهم .ﻓﺬلك
ﱡ ﺗموﻩ ّ
الﻨﻔوس ،كمـا ّ ّ ّ
للصـــﺒﻴـ�ان اللعـﺐ ﺑـاﻷلوان ال��� ﺗرو�ﺞ ﻳســـﺘهوون ﺑـه
والﺘﺬهﻴﺐ.
�ا﴾ أي :إذا وﺟد ﺑعﺾ آﻳات ﷲ )أي :ع�مات الســـاعﺔ يمان َِها َخ ْ ً
ت�إ َ َ َ َ ْ
كســب ِ ِ
ﺧ�ﻩ ﺑعـد َ
ا�ﺆمﻦ ا�ﻘصـــر أن ﻳﺰداد ُ الك�ى( ،لم ﻳﻨﻔع ال�ـاﻓر إﻳمـاﻧـه أن آمﻦ ،و�
ﱢ
ا�رﺟو ذلـك ،ﺑـل ﻳﻨﻔعـه مـا �ـان معـه مﻦ اﻹﻳمـان ﻗﺒـل ذلـك ،ومـا �ـان لـه مﻦ ا��
ﻗﺒل أن ﻳﺄ� ﺑعﺾ اﻵﻳات.
170
آم ُنوا � ل َِّ� َ
ِين َ الر ْز ِق ۚ قُ ْل ِ َ
َ ّ ُ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ َّ َّ َ ْ َ َ َ َ َّ ّ َ
﴿قل من حرم زِ�نة ا�ِ ال ِ� أخرج لِعِبادِه ِ والطيِب ـاتِ مِن ِ
َ َ َ َ َ َ َُ ّ ُ ْ
صـــل ا� َيـاتِ لِق ْو ٍ� َ� ْعل ُمون﴾ ا� َيـاة ِ ُّ ْ َ َ ً َ ْ َ
ا�� َيـا خـال ِصـــة يَ ْوم الق َِيـامـةِ ۗ كـ�ٰلـِك �ف ِ ِ� ْ َ
]اﻷعراف.[32:
ّ َ َ ً ّ ّ
ﻗال اﺑﻦ عاﺷـــور) :واﻷﻇهر أن الﻀـ ـم� ا�ســـﺘ� � ﴿خال ِصــة﴾ عاﺋد إ� الﺰ�ﻨ�ﺔ
ّ ّ
والطﻴﺒ�ات ا�اصـلﺔ � ا�ﻴاة الدﻧﻴ�ا ﺑعﻴﻨها ،أي هﻲ ﺧالصـﺔ لهم � اﻵﺧرة ،و�
ّ ّ ّ ّ
والط ّﻴﺒـ�ات ﻗـد اﻧﻘرﺿــــﺖ � الـدﻧﻴـ�ا ،ﻓمع� ﺧ�صـــهـا
الﺰ�ﻨـ�ﺔ ّ ﺷــــك أن ﺗلـك
ّ
صﻔاؤها ،وكوﻧه � ﻳوم الﻘﻴامﺔ :هو أن ﻳوم الﻘﻴامﺔ مﻈهر صﻔا ِﺋها أي ﺧلوصها
ّ ّ
ا�ﻨﺠرة مﻨهـا ،وهﻲ ﺗﺒعـات �ر�مهـا ،وﺗﺒعـات ﺗﻨـ�اول ﺑعﻀـــهـا مع مﻦ الﺘﺒعـات
ّ
ـا�ﻨعم ﺑهـا ،ﻓـا�ﺆمﻨون ل ّمـا ﺗﻨـ�اولوهـا � الـدﻧﻴـ�ا ﺗﻨـ�اولوهـا ﺑـﺈذن ّرﺑهم�� ،ف
الكﻔر ﺑ ِ
ّ ّ ّ
ا�ﺸــرك� ﻓﺈﻧهم ﻳســﺄلون عﻨها ﻓﻴعاﻗﺒون على ما ﺗﻨ�اولوﻩ مﻨها � الدﻧﻴ�ا ،ﻷﻧهم
ا�ﻨعم ﺑها ،ﻓﺄﺷركوا ﺑه ﻏ�ﻩ(.
كﻔروا ﻧعمﺔ ِ
171
]اﻷﻧعـام � [151:مطلع اﻵﻳـات( ،وإﻧمـا ا�راد ال�ﺗيـﺐ اﻹﺧﺒـاري .ﻓـﺄﺧ� أﻧـه آ�
َ ْ ﴿ ُم َ
و� الك َِت َ
اب﴾ وهو الﺘوراة ﴿� َم ً
اما﴾ لﻨعمﺘه ،وكما� ﻹحساﻧه(.
172
اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ
َ َ َ َ َ خلَ َف مِن بَع ِدهِم َخلـ ٌف َورثُوا الكِتـ َ َ َ
أخـذون َعـ َرض هذا ا�د� َو�َقـولون اب يَ ُ
ِ ﴿ف
َ ُ ُ َ ُ َ ََ َ ُُ َ ُ ََ ٌ َ َُ َُ َ
ِتاب أن �
سيغفر �ا �ن يأت ِ ِه ـم عرض مِثله يأخ ـذوه �لم يؤخذ علي ِهم ميثـاق الك ِ
َ َ ََ َ � ل َِّ� َ
ا� ُار ا�خ َِر ُة َخ ٌ ا�ِ إ ِ َّ� َ
ا� َّق َو َد َرسوا ما فيهِ َو ّ َ َ َّ
ين َ� َّتقون أف� تعقِلون﴾ يَقولوا �
]اﻷعراف.[169:
َ
َ َ َ
ِن� ل�رِهون﴾ �ن فَر�ـ ـ ًقا م َِن ُ
المؤم
َ ّ َّ َ َ َ ﴿ َكما أ َ
خر َجـ ـك َر ُّ�ـ ـك مِن بَيتِـ ـك بِا�ـ ـ ِق
]اﻷﻧﻔال[5:
173
ﻗـال ا��د :ﺗﻘـدﻳرﻩ اﻷﻧﻔـال ﮻ وللرســـول وإن كرهوا ،كمـا أﺧرﺟـك رﺑـك مﻦ
ﺑيﺘـك ﺑـا�ﻖ وإن كرهوا .وﻗﻴـل :ﺗﻘـدﻳرﻩ امﺾ ﻷمر ﷲ � اﻷﻧﻔـال وإن كرهوا
كما مﻀﻴﺖ ﻷمر ﷲ � ا�روج مﻦ الﺒيﺖ لطلﺐ الع� وهم �ارهون.
174
ُ َ ُ ُّ َ ً َ َ ً ََ ُّ َ َ َ َ
� � ٍء فخذهـا بِق َّو ٍ�� � ٍء موعِظـة وتفصيـ� لِـ ِ ﴿ َو� َتبنـا لـ ُه ِ� ا�لـ ِ
واح مِن ِ
ِق�﴾ ]اﻷعراف.[145: دار الفاس َ ُ
ر��م َ َ ُ أخذوا بأَ َ
حسنِها سأ
َ ُ َ َ َ
ك يَ ُ وأمر قومـ
ِ
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
َّ ُ َ ْ َ ْ َ َّ َ َّ ُ ْ َ ْ َ َ َّ َ ﴿ َقـ ِد افْ َ َ
ا� مِن َهـا﴾ ��ْ َنـا � ا�ِ كـذ ًِبـا إِن ُعـ ْدنـا ِ� مِلتِ�م �عـد إِذ �ـانـا
]اﻷعراف.[89:
وهﺬا ما ح�اﻩ الﻘرآن مﻦ ﻗول ﺷعﻴﺐ علﻴه الس�م لﻘومه.
ومع� ��م اﺑﻦ عـاﺷـــور � ﺗﻔســـ�هـا :إن عـدﻧـا � ملﺘكم ﻓهـﺬا ﻳع� ان دعواي
ﱡ
الرسـالﺔ واﺗﺒ�اع ا�ﺆمﻨ� � على ذلك ودعوﺗهم للدﻳﻦ �ان �له اﻓ�اء .ﻳدل على
ْ َْ َ
��ْ َنا﴾ ﺑصــﻴﻐﺔ الما� ،وﺗﻘدﻳمها على ﴿إِن﴾ الﺸــرطﻴﺔ.
هﺬا ا�ع� ﻗوله﴿ :ق ِد اف َ
ﺑيﻨما لو ﻗصــد ﺑها ا�ســﺘﻘﺒل ل�اﻧﺖ :إن عدﻧا � ملﺘكم ﻓســﻨكون مﻦ ا�ﻔﺘر�ﻦ.
ﻓالسـ� � طر�ﻖ الدعوة إ� ﷲ � رﺟعﺔ عﻨه .ومﻦ ﺗراﺟع عﻨه ﺑﺘكﺬﻳﺐ ما �ان
ﻳﻘوله مﻦ ﻗﺒل ﻓسيسﻘط مﻦ ع� الﻨاس � ،مﻦ ع� ﷲ ﻓحسﺐ.
َ ْ َ َ ْ َ َ َ ُ ْ َّ َ ٰ َ َ َ ْ ٌ َّ َ
ك ْر ُ� ُموهُ � ال ْ َمـد َ ﴿ َقـ َال ف ِْر َع ْو ُن َ
آم ُ
ِينـ ِة ِ نتم ِبـهِ �بـل أن آذن ل�م ۖ إِن �ـذا لمكر م
َْ َ ََْ َ َ َْ ََُْ َ ْ
ون﴾ ]اﻷعراف.[123: �ِ ُخ ِر ُجوا مِنها أهلها ۖ فسوف �علم
ﺑاﻹذن إ� مﻦ ﷲ ﺗعـا� .وﻓرعون
ﻓاﻹﻳمـان أصـــلـه إذعان � الﻘلـﺐ � ع�ﻗﺔ له ِ
مع ذلك ﻳﻨكر على السحرة أن آمﻨوا ﺑمو� علﻴه الس�م دون أن ﻳسﺘﺄذﻧوﻩ!
175
َّ ََ َ ْ ُ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ ََ ْ ََُْْ ُ َ َ َّ َ ْ
� ْم ۖ فكيْف ﴿�تــ َو ٰ� �نه ُــ ْم َوقــال يَا ق ْو ِم لقد �بلغت� ْم رِ َسا� ِ
ت ر ِ� ونصحت ل
� قَ ْو� َ�ف ِر َ َ ٰ ََ
�ن﴾ ]اﻷعراف[93: ِ آ� ٰ ٍ
ﻗـال اﺑﻦ كﺜ� رحمـه ﷲ) :أي :ﻓﺘو� عﻨهم " ﺷـــعﻴـﺐ " علﻴـه الســـ�م ﺑعـد مـا
ّ ً ً
أصـاﺑهم ما أصـاﺑهم مﻦ العﺬاب والﻨﻘمﺔ والﻨ�ال ،وﻗال مﻘرعا لهم ومو�ا﴿ :يَا
تل ُ َ
� ْم ر َسـا�ت َر ّ� َون َصـ ْ َ
ق ْو ِم لق ْد �بْلغ ُت ُ َ َ َْ ََ َ
� ْم﴾ أي :ﻗد أدﻳﺖ إلﻴكم ما أرسـلﺖ ح ُ
ِ ِ ِ
آ� َ َ ٰ
�
َ َ
كيْ َف َ ٰ ﺑـه ،ﻓ� أســـﻔـﺔ علﻴكم وﻗـد كﻔرﺗم ﺑمـا ﺟﺌﺘكم ﺑـه ،ولهـﺬا ﻗـال﴿ :ف
َ َْ َ ََ َ َ ََ ْ ْ َ َ َ َ ّ ْ
ا�ـ َ
�﴾ ـت أ ْر َحـ ُم َّ
الـر ِ ِ خـلـ َنـا ِ� ر�ـتِـك ۖ وأنـ
ب اغـ ِفـ ْر ِ� َو ِ� ِ� وأد ِ
﴿قـال ر ِ
]اﻷعراف.[151:
ﻗال الســـعديَ ﴿ :وأَ ْدخِلْ َنا � َر ْ َ
�ت َِك﴾ أي � :وســـطها ،واﺟعل رحمﺘك �ﻴط ﺑﻨ�ا ِ
مﻦ �ل ﺟاﻧﺐ ،ﻓﺈﻧها حصﻦ حص� ،مﻦ ﺟمﻴع الﺸرور.
176
� ٌة لّ َِّ� َ َ َ َّ َ َ َ َ ُّ َ ْ َ َ ُ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ُ ْ َ
خت َِها ُه ًدى َو َر ْ َ
ِين ُه ْم ﴿ولما سـكت عن مو� الغضـب أخذ ا�لواح ۖ و ِ� �سـ
َ
ل َِر ّ� ِ ِه ْم يَ ْر َه ُبون﴾ ]اﻷعراف[154:
ّ
ﻗـال الســـعـدي :ولكﻦ ليس �ـل أحـد ﻳﻘﺒـل هـدى ﷲ ورحمﺘـه ،وإﻧمـا ﻳﻘﺒـل ذلـك
َ
و�ﻨﻘــاد لــه و�ﺘلﻘــاﻩ ﺑــالﻘـــــ ـﺒول الــﺬﻳﻦ ﴿ ُه ْم ل َِر ّ� ِ ِه ْم يَ ْر َه ُبون﴾ أي� :ــاﻓون مﻨــه
ّ
و�ﺸـــوﻧـه ،وأمـا مﻦ لم �ﻒ ﷲ و� ا�ﻘـام ﺑ� ﻳـدﻳـه ،ﻓـﺈﻧـه � ﻳﺰداد ﺑهـا إ� عﺘوا
وﻧﻔورا.
َ ََ ّ َّ َ ُ ْ َ ّ ْ َ ْ َ ُ َ َ ﱠ َ ﱠ ْ َ َ َ ْ َ ْ ُ ُ
وﻗال اﺑﻦ كﺜ�﴿ :لِ�ِين هم ل ِر� ِ ِهم يرهبون﴾ ﺿــمﻦ الرهﺒﺔ مع� ا�ﻀــ ِوع؛ و ِلهﺬا
ﱠ ﱠ
عداها ِﺑال� ِم.
ْ َْ ون � َّ ْ ْ َ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ ْ ْ َ ْ ُ َ ْ َْ َ َْ
ت إِذ تأ�ِي ِه ْم
السـب ِ ا�ة ا�َحرِ إِذ �عد ِ ﴿ َواسـ�ل ُه ْم ع ِن القــــر�ةِ ال ِ� �نت ح ِ
َ ُ ون ۙ َ� تَأْ�ِيه ْم ۚ َك َ�ٰل َِك َ�بْلُ ُ
ْ َ َ ْ ْ ُ َّ ً َ َ ْ َ َ َ ْ ُ َ َ ُ
وهم ب ِ َما �نوا ِ ِيتا� ُه ْم يَــــوم سـبتِ ِهم �� و�وم � �سـبِت ح
َْ ُ ُ َ
ون﴾ ]اﻷعراف.[163: �فسق
يع أَ ْ
ج َر ال ْ ُم ْصــلِح َ ضــ ُ َّ َ َ َّ َ ُ ون بالْك َِتـــــاب َوأَقَ ُ
َ َّ َ ُ َ ّ ُ َ
ِ�﴾ اموا الصــ�ة إِنا � ن ِ ِ ســك ِ﴿وا�ِين �م ِ
]اﻷعراف[170:
ً
ﻓـاﻧﻈر كﻴﻒ ﺟعـل ﷲ هﺆ�ء مصـــلح� �ـﺄن إصـــ�حهم م�ﺗـﺐ ﺑـداهـﺔ على
ﺗمسكهم ﺑالكﺘاب وإﻗامﺘهم الص�ة.
177
َّ ُ َ ْ َ ْ َ َّ َ َّ ُ ْ َ َ َ َ ُ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َّ َ
�ون ��ْ َنا � ا�ِ كذِبًا إِن ُعـ ـ ْدنا ِ� مِلتِ�م �عد إِذ �انا ا� مِنها ۚ وما ي ﴿ق ِد اف
ْ ً َ َ َّ َ َ َّ َْ َ َّ َ َ َ َّ ُ َ
� ٍء عِلما ۚ � ا�ِ تو�نا ۚ � َ ْ
َ َ َ َّ ُ َ ُّ َ َ َ َ ُّ َ ُ َّ
ِيها إِ� أن �شــاء ا� ر�نا ۚ و ِســع ر�نا ود � َ �ا أن �ع
َ ّ َ َ َ ُْ ََْ ْ َ َّ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ
ِ�﴾ ]اﻷعراف[89: ا� َ � الف ِ � ق ْوم َِنا بِا� ِق وأنت خ ر�نا ا�تح بيننا و�
178
اﻟﺠﺰء اﻟﻌﺎﺷﺮ
179
َّ َ َّ َ َ َ دينــةِ َو َمن َحول َ ُ �ن ِ�َهل َ َ
راب أن َ� َتخلفوا َعن َرسو ِل ا�ِ َو� ِ ــ ع ا� ِن م م ــ ه الم َ
ِ ﴿ما
ٌ َ ٌ َ
سهِ ذل َِك ب� َّ� ُهم � يُ ُ
صيب ُهم َظ َمأ َو� نَ َصـــ ٌ َ َ ُ َ َ
ب َو� � َم َصة � ِ س ِهم عن نف ِ يَرغبوا بِأنف ِ
َ َ ً ّ ُ َ ُ
الك ّف َ ُ َ َّ
ار َو� يَنالون مِن َع ُد ّ ٍو ني� إِ� كت َِب ل ُهم بيل ا�ِ َو� َ� َطئ ـون َموطِئًا يَغيظ س ِ
َ
المحس َ جر ُ ٌ َّ َّ َ ُ ُ َ َ ٌ
ِن�﴾ ]الﺘوﺑﺔ[120: ضيع أ َ بِهِ � َمل صال ِح إِن ا� � ي
ﻗال ا�سـﻦ � :ﻳرﻏﺒوا ﺑﺄﻧﻔسـهم أن ﻳصـﻴﺒهم مﻦ الﺸـداﺋد ﻓﻴﺨﺘاروا ا�ﻔﺾ
والدعﺔ ،ورسول ﷲ صلى ﷲ علﻴه وسلم � مﺸﻘﺔ السﻔر ومﻘاساة الﺘعﺐ.
ُّ َّ ُ َ
عوك َول�ِن َ� ُع َدت َعلي ِه ُم الشــقة ر�با َو َســ َف ًرا قاصــ ًدا َ� َّ� َب َ
�ن َع َر ًضــا قَ ً
َ َ
﴿لو
ِ
َ َ ُ َ ُ َ َّ ُ َ َّ ُ است َطعن ـا َ َ
ا�ِ لَو َ
َ َّ
ا� يَعل ُم إِ� ُهم � َرجن ـا َم َعك ـم يُهلِك ـون أنفسه ـم و ِ
ََ َ
وسيحل ِفون ب ِ
َ َ
ِبون﴾ ]الﺘوﺑﺔ[42: ل�ذ
�ن َع َر ًضا قَ ً َ َ
ر�بـــا﴾ ،أي :لو �ان ما ﺗدعون إلﻴه ﻗال الﺒﻐوي :ﻗوله -ﺗعا�﴿ -لو
ا�ﻨاﻓﻘ� ﻏﻨﻴمﺔ ﻗر�ﺒ�ﺔ ا�ﺘﻨ�اول َ ﴿ ،و َس َفــ ًرا قــ ــ ًدا﴾ أي ﻗر�ﺒ�ا هﻴﻨ�ا َ �َّ �َ ﴿ ،ب َ
عوك﴾ اصِ
180
ُّ َّ ُ َ
�رﺟوا معك َ ﴿ ،ول�ِن َ� ُع َدت َعلي ِه ُم الشـقة﴾ أي :ا�سـاﻓﺔ ،والﺸـﻘﺔ :السـﻔر
الﺒعﻴد.
َ ََ َ َ َّ َّ َ َّ َ َ َ َ
كو� َّن م َِن ّ َ َ َ َّ َ َ
�فل ّما ا�الص ِ ا� ل�ِن آتانا مِن فضـلِهِ �صد�ن و� ِنهم َمن �هد ﴿ َوم ُ
ُ ً َ ََ َ
عق َب ُهم ن ِفاقا � قلـو� ِ ِهم إِ� يَ ِ َ َ َ َّ َ ُ ُ َ َ ُ
وم عرضونفأ آتاهم مِن فضلِهِ �ِـلوا بِهِ وتولوا وهم م ِ
ِبون﴾ ]الﺘوﺑﺔ.[77-75: َ لقونَ ُه بما أَخلَ ُفوا َّ َ
ا� ما َو َعدوهُ َو�ِما �نوا يَ�ذ
َ َ
ي
ِ
]الﺘوﺑﺔ[61:
ﻗـال اﺑﻦ عـاﺷـــور) :واﻹﻳمـان للمﺆمﻨ� ﺗصــــدﻳﻘهم � مـا ��وﻧـه ،ﻳﻘـال :آمﻦ
َ َ ُ ﱢ َ ّ ﱠ َ َ ْ
لﻔ�ن ِﺑمع� صــــدﻗـه ،و ِلـﺬلـك عـدي ﺑـال� ِم دون الﺒ ِ
ـاء كمـا � ﻗولـه -ﺗعـا�- ٍ
َ ُ َ
ت ب ُم ْؤمِن �ا ول ْو ك ّنا صــادِق َ
َ ْ
ِ�﴾ ]ﻳوســﻒ[17: ح�اﻳﺔ عﻦ إﺧوة ﻳوســﻒ﴿ :وما أن ِ ٍ
ْ ْ َ ٌ َ َ ﱠ ﱠ ّ
عﻦ أن وازع لهم
ﻓﺘصــــدﻳﻘـه إﻳـاهم ﻷﻧهم صــــادﻗون � ﻳكـﺬﺑون؛ ِﻷن اﻹﻳمـان ِ
ُ ً َ ﱠ ُْ ُ ُ
عامل الﻨاس
�� ال�اذب ﻓهو ﻳ ِ � ِ�وﻩ الكﺬب ،ﻓكما أن الرســول � ﻳﺆاﺧﺬ أحدا ِ
181
َ َ
ِ�﴾ ﺛﻨ ٌ�اء علﻴه ِﺑﺬ ِلك ﻳﺘﻀ ّـمﻦ اﻷمر ﺑﺸـهادة ا�ﺆمﻨ� ،ﻓﻘوله﴿ :و�ُ ْؤ ِمــــ ُن ل ِلْ ُم ْؤ ِمن َ
َ َ
فـاسـ ـ ٌق بِن َبـأ ٍ � َتبَ َّي ُنوا﴾
ِ َ
جـاء�م
ْ
آم ُنوا إن ِين َ ﺑـه ،ﻓهو ﺿـــ ّـد َﻗ ْو ِلـ ِه﴿ :يـا أيُّهـا َّا� َ
]ا�ﺠرات.([6:
]الﺘوﺑﺔ[61:
ُُ َ
ﻗـال الســـعـدي :ﻗول-ﺗعـا�َ ﴿ -و�َقولون ُه َو أذ ٌن﴾ ﻳع� �ـان ﻳﻘول ا�ﻨـاﻓﻘون عﻦ
الﻨ� -صـــلى ﷲ علﻴه وســـلم -أﻧه ﻳﻘﺒل �ل ما ﻳﻘال له � ،ﻳم� ﺑ� صـــادق
َ ُ ُُ ُ
و�اذب ،ﻓرد ﷲ علﻴهم ﴿قــ ـل أذ ُن َخيــ ـ ٍر لكــ ـم﴾ أي :ﻳﻘﺒل مﻦ ﻗال له ﺧ�ا
ً
وصـــدﻗـا.وأمـا إعراﺿـــه وعـدم ﺗعﻨﻴﻔـه لكﺜ� مﻦ ا�ﻨـاﻓﻘ� ا�عﺘـﺬر�ﻦ ﺑـاﻷعـﺬار
الكﺬب ،ﻓلسعﺔ ﺧلﻘه ،وعدم اهﺘمامه ﺑﺸﺄﻧهم.
ُ ْ َ ُ ُ ْ ُ ْ َََْ ٌ ْ ْ ً َ ُ ُُ ُ َُ ُ
وﺟ ْملﺔ ﴿قــل أذ ُن َخيــ ٍر لكــم﴾ ﺟملﺔ ﻗل مسﺘﺄﻧﻔﺔ اس ِﺘئﻨ�اﻓا ﻗال اﺑﻦ عاﺷور:
ْ َْ ْ َْ ًّ َ َ َ ُ َ َ
ﺐ َمﻘ ِصـــ ِد ِه ْم ـال ﻗو ِل ِهم ِﺑﻘلـ ِ
ْ ُ ََ
اﺑ ِﺘـ�دا ِﺋﻴـ�ا ،على ط ِر�ﻘـ ِﺔ المﻘـاولـ ِﺔ والمحـاور ِةِ ،ﻹﺑط ِ
ْ
ﱠ َ َ ُْ ُ َْ ً َ َ ً َ
ﻴم الـ ِﺬي ْ� ِمـ ُل ِﻓﻴ ِـه َ
وب ا� ِك ِـاصـــ ِد ِهم ،وهو ِمﻦ اﻷســـل ِ
ْ
إﻏـاﻇـﺔ لهم ،وكمـدا ِلمﻘ ِ
ْ
اﻷو� ِﺑﺄن ُﻳراد. ﻴها َل ُه َعلى ﱠأﻧ ُه ْ
�د ُﻩَ ،ﺗ ْنﺒ ً�م ا ُلم َﺘ َ� ﱢلم َعلى َﻏ ْ� ما ُﻳر ُ
ﺨاط ُﺐ َ� َ
الم َ
ُ
ِ ِ ِ ِ
182
ٌَ �ن م ُ عفا فَإن يَ ُ ُ َ ً َ َّ ا�ن َخ َّف َف َّ ُ
َ
ن�م َو َعل َِم أن في�م ضــ
ا� َع ُ
ِن�م مِائة صــاب ِ َر ٌة ِ ﴿
ا�ِ َو َّ ُ
ا� َم َع ّ َّ َ َ ٌ َ َ ُ َ ُ ََ َ
ر�ن﴾ الصاب َ ذن
ِ � �ِإِ ِ � �ن ي�ن مِن�م ألــف يغلِبوا ألف ِ يغلِبوا مِا�ت ِ
]اﻷﻧﻔال[66:
)ﻳمكﻦ أن ﻧﻔهم مع� ﴿ َو َعل َِم﴾ أو ﴿�علم﴾ ﺑمع� أن ﷲ أﺑدى وأﻇهر ما �ان ﻳكﻨه
مﻦ علمـه ا �ـاص الـﺬي لم ﻳطلع علﻴـه رســـول ﻓـاســـﺘﺒـ�دل ﺑـاﻷمر أمرا .والـﺬي
ﻳﺆ�د هﺬا الﻔهم وليس كما ﻳﺘوهمه الﺒعﺾ مﻦ أن ﷲ لم ﻳكﻦ ﻳعلم ﺛم �صل
له العلم ﺑعد ذلك ،وإﻧما ﻳراد ﺑه الﺘمﻴ� واﻹﻇهار والﺬي ﻳﺆ�د إرادة ذلك
اس َمن و�مكﻦ ﻓهم هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺑﻔهم اﻵﻳﺘ� الﻘادمﺘ� .ﻗال ﺗعا�َ ﴿ :وم َِن ا�َّـــ ِ
َ َ َ َّ َ َ ُ َُ ُ
اء نَ ْ ٌ
� ا�ِ َولَ�ن َج َ َّ
اب
َ ْ َ َّ
آم َّنـا بِا�ِ فإِذا أوذ َِي ِ� ا�ِ َج َعل ف ِت َنة ا�َّـ ِ ول َ
ِ اس كعذ ِ �ق
َ ْ َ
ا� بأ ْعلَــ َم ب َمــا � ُص ُدور ال َعالم َ َ
� ْم أ َولَيْ َس َّ ُ ُ َ
ك �َ ُقولُ َّن إنَّا ك َّنــا َم َع ُ
ّ َّ ّ َ
�﴾ ِ ِ ِ ِ ِ ِ مِن ر� ِــ
]العﻨكﺒوت[9:
ﻓﺈن اﻵﻳﺔ ﺑعد أن صرحﺖ أن ﷲ ﺗعا� أعلم ﺑما � صدور العا�� ﻗالﺖ:
ْ َ َ
آم ُنوا َو�َ ْعل َم َّن ال ُم َنافِق َ
ِين َ َّ َ َ
﴿ َو�َ ْعل َم َّن َّ ُ
ا� ا� َ
ِ�﴾ ]العﻨكﺒوت[10:
َ َ
مما ﻳكﺸـﻒ كﺸـﻔا ﻗطعﻴا عﻦ أن ا�راد مﻦ ﻗوله ﴿ َو�َ ْعل َم َّن َّ ُ
ا�﴾ ليس هو العلم
ﺑعـد ا�هـل وإ� ﻓكﻴﻒ ﻳكون أعلم ﺑمـا � صــــدور العـا�� ﺛم ﻳﻘول � ذات
الوﻗﺖ أﻧه � ﻳعلم ﺑا�ﺆمﻨ� وا�ﻨاﻓﻘ� وأﻧه ﻳبﺘلﻴهم ح� �صل له العلم.
وكﺬلك ﻳمكﻦ الﺘﺄﻳﻴ�د ﺑﻘوله ﺗعا�:
ُّ
الص ُدورِ﴾
ُ ْ َ ُّ َ ٌ َ ُُ
ِص َما ِ� قلو�ِ�م وا� عل
ح َا� َما � ُص ُدور ُ�ـ ْم َو ِ�ُ َم ّ
� َّ ُ
﴿ َو ِ�َبْ َت ِ َ
ِيم بِذاتِ ِ ِ
]آل عمران[154:
183
ﻓﻘـد أﻓـادت اﻵﻳـﺔ أﻧـه ﻳبﺘلﻲ مـا � صـــدورهم وهو مﻦ مكﻨون الﻐﻴـﺐ و�محص
ُّ َ ٌ َ
الصــ ُدورِ﴾ ﻓﺈذا ِيم بِذاتِ ما� ﻗلوﺑهم وهو مﻦ مكﻨون الﻐﻴﺐ ،ﺛم ﻳﻘول أﻧه ﴿عل
�ـان ﻳعلم مـا � صـــدورهم ﻓلمـاذا ا�ﺑﺘ�ـ�ء والﺘمحﻴص لو لم ﻳكﻦ الﻐرض مﻨـه
َ ٌ َ
ات
ِيم بِذ ِ الﺘمﻴ� واﻹﻇهار ،وليس �صـﻴل العلم ﻷﻧه صـرح � ذﻳل اﻵﻳﺔ أﻧه ﴿عل
ُّ
الص ُدورِ﴾(] .مسﺘﻔاد مﻦ موﻗع الرد على اﻹ�اد[.
خـا� َ
ين فيهـا ِ المؤمِنـاتِ َج ّنـات َ�ري مِن َ�ت َِهـا ا�َ ُ
نهـار المؤم َ
ِن� َو ُ ا� ُ ﴿ َو َعـ َد َّ ُ
ٍ
وز َ ٌ َ َّ َ َ ُ َ ُ َ َ َ ّ ً
الع ُ
ظيم﴾ الف ُ دن َورِضــوان مِن ا�ِ أ�� ذل ِك هوات ع ٍ َو َمســا� َِن َط ّيِ َبة � َجن ِ
]الﺘوﺑﺔ.[7:
� ُم َّ ُ
ا� �م أَن يُ َ
صيب ُ ا�سنَ َي� َو َ� ُن نَ َ َ
� َّ� ُص ب ُ صون بِنا إِ ّ� إِحـ ـ َدى ُ َ ُ َ َ
﴿قل هل ت َر َّ�
ِ ِ
َ
صون﴾ ]الﺘوﺑﺔ.[52: �م ُم َ َ
� ّ ِ� ب َعذاب مِن عِن ِده ِ أَو بأَيدينا فَ َ َ
� َّ�صوا إنّا َم َع ُ
ِ ِ ِ ٍ
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ُ ُ َ َ َ َ ُّ ْ َْ َ َ َ َ ّ َ َ ُ َ َ ُ َ ْ َ ٰ َ َّ ٰ ْ
ا�� َيـا � ُ�ثخ َِن ِ� ا� ْر ِض ۚ ت ِر�ـدون عرض � أن ي�ون � أ�ى ح ﴿مـا �ن �ِ ِ ٍ
ِيم﴾ ]اﻷﻧﻔال[67: �ز َحك ٌ �د ْا�خ َِر َة ۗ َو َّ ُ
ا� َعز ٌ َو َّ ُ
ا� يُر ُ
ِ ِ
ّ ّ
مﺘمحﺾ لﻐاﻳﺔ واحدة :هﻲ ﻗال اﺑﻦ عاﺷــور :وا�ع� أن الﻨ� إذا ﻗاﺗل ﻓﻘﺘاله
ﻧصر الدﻳﻦ ودﻓع عداﺋه ،وليس ﻗﺘاله للملك والسلطان.
184
َ ُ َ َ َّ ْ َ َ َ ُّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ٰ َ َ َ َ َّ َ َ َ
� ُدون َما يُنفِقون َح َر ٌج إِذا � و� � ا�ِين � ِ ﴿ليس � الضـعفاءِ و� � المر
ا� َ� ُف ٌ
ِ� مِن َسبيل ۚ َو َّ ُ
سن َ َ ََ
� ال ْ ُم ْ َ َ ُ َّ
ِيم﴾ ]الﺘوﺑﺔ.[91: ور َّرح ٌ
ٍ ِ ِ ح حوا ِ�ِ َو َر ُس ِ
و�ِ ۚ ما نص
185
وك أَ ْو ُ�ْر ُج َ
وك ۚ وك أَ ْو َ� ْق ُتلُ َ
ِين َكــــ ـ َف ُروا ِ�ُثْب ُت َك َّا� َ ْ َ ْ ُُ َ
ب .وﻗــال�﴿ :ذ �مكر ِبـ
ِ ِ
ْ
� ال َمـاكِر َا� َخ ْ ُ
ا� ۖ َو َّ ُ ََْ ُُ َ ََْ ُ
ك ُر َّ ُ
�ن﴾ ]اﻷﻧﻔـال .[30:وهـﺬا مكر ﺑـﺄعـداء ِ و�مكرون و�م
ﷲ الﺬﻳﻦ �اﻧوا ﻳمكرون ﺑرسول ﷲ ﷺ.
َ َ َ َ َ
آم َّنـا �ذا خل ْوا إِ ٰ� شـ ـ َيـاطِينِ ِه ْم آم ُنوا قَـالُوا َ �ذا لَ ُقوا َّا� َ
ِين َ َ
ج .وﻗـال � ا�ﻨـاﻓﻘ�﴿ :
ْ ُ َ ُ َّ َ َ ُ ْ َّ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ ُ َ
ون َّ ُ
ا� � َ ْســ َت ْه ِزئ ب ِ ِه ْم َو�َ ُم ُّد ُه ْم ِ� ُطغ َيان ِ ِه ْم قالوا إِنا مع�م إِ�ما �ن مســته ِزئ
َ
َ� ْع َم ُهون﴾ ]الﺒﻘرة [15-14:وهﺬا اسﺘهﺰاء ﺑا�ﻨاﻓﻘ�.
َ َّ َ َّ َ َ َ َ َّ � م َِن ال ْ ُم ْؤ ِمن َ َ ْ َّ َ ْ
ِ� ِ� الصـــ َدقـ ِ
�ـ ُدون إِ� ع َ
ِين يَل ِم ُزون ال ُم َّط ّوِ ِ
ات وا�ِين � ِ د﴿ .ا�
َّ ُ ْ ُ ْ َ َ ُ ْ َ َ ٌ َ َ َ ْ َ
اب أ ِ� ٌم﴾ ]الﺘوﺑﺔ [79:وهﺬﻩ ُج ْه َد ُه ْم فيَ ْسـخ ُرون مِن ُه ْم ۙ َسـخ َِر ا� مِنهم ولهم عذ
سﺨر�ﺔ ﺑا�ﻨاﻓﻘ�) .مسﺘﻔاد مﻦ ﻓﺘاوى اﺑﻦ عﺜﻴم�(.
ْ َ ْ َ َ
يتم بالق ُعو ِد أ َّول َم َّر� فا� ُع ُدوا َم َع َ
ا�الِف َ ُْ
﴿إ ن ُ
� ْم َرض ُ َّ
ِ�﴾ ]الﺘوﺑﺔ[83: ٍ ِ ِ ِ
186
اﻟﺠﺰء اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ
َّ َ ُ َ َ َ
� ف� راد لِفضلِهِ َ َُ ّ ُ َ َ َ َ َّ ُ ُ ّ َ
� ف� �شِف � إِ� هو �ن ي ِردك ِ� ٍ ﴿�ن يمسسك ا� ب ِ ٍ
الر ُ ََُ َ
الغ ُ
فور َّ صيب بهِ َمن � َ ُ
ُ يُ
حيم﴾ ]ﻳوﻧس.[107: شاء مِن عِبادِه ِ وهو ِ
187
ر�بــ ًة � قُلو�ــهم إ ّ� أَن َ� َقــ َّط َع قُلو�ُــ ُهم َو َّ ُ
ا� َعليــ ٌم ا� ُه ُم َّا�ي َ� َنوا َ
ُ ُ
﴿� يَزال بُنيــ
ِ ِ ِ
َح ٌ
كيم﴾ ]الﺘوﺑﺔ[110:
ً ً
أي أن ﺑنﻴ�اﻧهم للمسﺠد الﻀرار أورث ﺷ�ا وﻧﻔاﻗا � ﻗلوﺑهم.
ا� أَن يَ َ
توب آخ َر َسيّئًا َع َ� َّ ُ
ًِ َ َ َ ً َ َ ُ رون َ َ
اع�ف ـوا بِذنو� ِ ِهــم خلطوا � َم� صا�ا و
َ َ
﴿ َوآخ ـ
ِ
حيم﴾ ]الﺘوﺑﺔ.[102: ا� َغ ٌ
فور َر ٌ َعلَيهم إ َّن َّ َ
ِ ِ
ﻓﺈن السـورة ال� أﻧـــــﺰلﺖ = )زادﺗهم رﺟ ًسـا إ� رﺟسـهم( ،وذلك أﻧهم ﺷـكوا �
ً ﱟ ّ
أﻧها مﻦ عﻨد ﷲ ،ﻓلم ﻳﺆمﻨوا ﺑها ولم ﻳصـدﻗوا ،ﻓ�ان ذلك ز�ادة ﺷـك حادﺛﺔ �
َْ
�ﺗﻨـــــــﺰ�ـل ﷲ ،لﺰمهم اﻹﻳمـان ﺑـه علﻴهم ،ﺑـل ارﺗـاﺑوا ﺑـﺬلـك ،ﻓ�ـان ذلـك ز�ـادة ﻧ ٍ
مﻦ أﻓعالهم(.
188
َ َّ َّ َ ُ ّ
� ِل َ َّ َ ّ َُّ َ َُ َ ُ ا� ِ�ُ َّ َ ً َ َ
َ َّ
﴿ َوما �ن ُ ِ
ضل قومــا بعد إِذ هداهــم ح� �ب ِ� لهم ما �تقــون إِن ا� ب ِ
َ� ٍء َع ٌ
ليم﴾ ]الﺘوﺑﺔ.[115:
َ ُ َ َ َّ َ ُ َ َ
قيل ُ
اقعدوا روج َ�َ َعــ ّدوا َ ُ� ُع َّدةً َول�ِن َكرهَ َّ ُ
ا� انبِعا�هم �ثبطهم و ا� َ ﴿ َولَو أَ ُ
رادوا ُ
ِ
َم َع القاع َ
ِدين﴾ ]الﺘوﺑﺔ.[46:
َ
وم ا�خ ِِر َوجاه َد
َ ِ َ َ َ َ َّ
ا�ِ َوا�َ ِ ِّ َ َ َ َ َ ﴿أَ َج َع ُ
لتم سِقايَة
ج ِد ا�ـرام كمن آمن ب ِ ا�اج وعِمارة المس ِ
الظال ََ َ ّ ا�ِ َو َّ ُ
َ َّ َ َ َ َّ
ِم�﴾ ]الﺘوﺑﺔ[19: ا� � يَهدِي القوم ستـوون عِندبيل ا�ِ � �
�س ِ
َ
ﻗال الســعدي � ﺗﻔســ�ﻩ) :لما اﺧﺘلﻒ ﺑعﺾ ا�ســلم� ،أو ﺑعﺾ ا�ســلم�
وﺑعﺾ ا�ﺸـرك� � ،ﺗﻔﻀـﻴل عمارة ا�سـﺠد ا�رام ،ﺑالﺒﻨ�اء والصـ�ة والعﺒادة
ّ ّ
ﻓﻴـه وســـﻘـاﻳـﺔ ا �ـاج ،على اﻹﻳمـان ﺑـا﮻ وا�هـاد � ســـﺒﻴلـه ،أﺧ� ﷲ ﺗعـا�
189
ا�را ِم َك َمن َ
آم َن ج ِد َ ِّ َ َ َ َ َ ﺑالﺘﻔاوت ﺑيﻨهما ،ﻓﻘال﴿ :أَ َج َع ُ
لتم ـِس قايَة
ا�اج وعِمارة المسـ ِ
َ َّ َ َ َ َّ َ َ َ َ َّ
ا�ِ َوا�َ ِ
ا�ِ﴾. ستوون عِند بيل ا�ِ � � وم ا�خِرِ وجـاهد � س ِ بِ
ّ
ﻓـا�هـاد واﻹﻳمـان ﺑـا﮻ أﻓﻀــــل مﻦ ســـﻘـاﻳـﺔ ا �ـاج وعمـارة ا�ســـﺠـد ا�رام
ﺑدرﺟات كﺜ�ة ،ﻷن اﻹﻳمان أصل الدﻳﻦ ،وﺑه ﺗﻘﺒل اﻷعمال ،وﺗﺰكو ا�صال(.
ﻓ�ان هﺬا ٌرد مﻦ ﷲ ﺗعا� على مﻦ ﻳﻔاﺿل ﺑ� عمارة ا�سﺠد ا�رام واﻹﻳمان
ﺑا﮻ ،ﻓكﻴﻒ ﺑمﻦ ﻳﻔاﺿل ﺑ� اﻹﻳمان ﺑا﮻ وأعمال دون ذلك ﺑكﺜ�؟!
190
َّ َ ُ َ َ َ
� ف� راد لِفضلِهِ � دكر ي �ن � فَ� �ش َِف َ ُ� إِ ّ� ُه َ
و َ َ َ َّ ُ ُ ّ
ٍ ِ ِ ﴿�ن يمسسك ا� ب ِ ٍ
الر ُفور َّ ََُ َ
الغ ُ صيب بهِ َمن � َ ُ
ُ يُ
حيم﴾ ]ﻳوﻧس.[107: شاء مِن عِبادِه ِ وهو ِ
َ َ ََ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ
ءون الك َ ك م ِّما أَ َ
َ ّ َ ُ َ
ِتاب مِن قبل ِك لقد نز�ــ ـا إِ�ك فاسـأ ِل ا�ين يقر ﴿فإِن كنت � شـ ٍ
َ َّ َ ُ َ َ َ َ جاء َك َ
�ن﴾ ]ﻳوﻧس.[94: م� َ ا� ُّق مِن َر ّ�ِك ف� ت�و�ن مِن الم َ
َ ُ َ
ُُ
رض م ِّما يَأ� ات ا� ِ
َ ََ
اختل َط بِهِ نبــ ا�نيا َكما ٍء أَ َ
نز�اهُ م َِن َّ
السماءِ ف ﴿إِنَّما َم َث ُل َ
ا�ياة ِ ُّ
َ َ َ ُ َ َّ خرفَها َو َّ َ ُ َ َ َ اس َوا�َ ُ ا�ّ ـ ُ
از َّ� ـ َنت َوظ َّن أهلها �� ُهم قادِرون رض ُز ُ نعام َح ّ� إِذا أخذتِ ا�
َ َ ً ََ َ َ َ َ مرنا َ� ً� أَو نَ ً َ َ
مس كذل ِك غن بِا� ِ ج َعلناها َحصـيدا كأن لم ت هارا فَ َ َعلَيها أتــــاها أ ُ
َ َ َ َ َّ َ َُ ّ ُ
رون﴾ ]ﻳوﻧس.[24: صل ا�ياتِ ل ِقو ٍ� �تفك �ف ِ
َ ُ َّ َ ُ ََ َ َّ َ ُ َ َ َ ُ َ
نهم إِ� ُهم عرضـوا ع
عرضـوا عنهم فأ ِ
ُ
﴿سـيحل ِفون بِا�ِ ل�م إِذا انقلبتم إِ�ــــ ِهم �ِ ِ
َ َ
َ جس َو َم ُ
أواهم َج َه َّن ُم َج ً
ِبون﴾ ]الﺘوﺑﺔ.[95: زاء بِما �نوا يَ�س ر ٌ
ِ
191
ً ّ ْ َُ َ ّ َ َ َ ُ
أي َﻳ ْﺒﻘى ر�ﺒ ً�ﺔ أﺑدا إ� أن ﺗﻘ ﱠط َع
ِياط﴾ ]اﻷعرافْ ،[40:ا� َمل � َس ِّم ا� ِ ح� يل ِج
َ
ﻗلوﺑهم ِمﻨهم وما هﻲ ِﺑ ُمﻘ ﱠط َع ٍﺔ(.
ّ ٌ
الﺘﻘطع ﺟـاء ﺑمع� الﻨـدم وﻗـد ﻗﻴـل � ﺗﻔســـ�هـا أﻳﻀــــا أﻗوال وﺟﻴهـﺔ مﻨهـا أن
الﺸدﻳد )ﻗاله السعدي( ،وﻗﻴل ﺑﺄﻧه ا�وت )ﺗﻔس� اﺑﻦ كﺜ�(.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
َْ ا� َ� يَ ْر َ ٰ
� َع ِن الق ْو ِم ِ� َضـ ـ ْوا َ�نْ ُه ْم ۖ َفـإن تَ ْر َضـ ـ ْوا َ�نْ ُه ْم َفـإ َّن َّ َ
ِ ِ
ون لَ ُ
� ْم ل َ ْ َْ ُ َ
﴿�ل ِف
192
ّ
عﻨهم .وأمـا مـا داموا ﻓـاســـﻘ� ،ﻓـﺈن ﷲ � ﻳر� علﻴهم ،لوﺟود المـاﻧع مﻦ
ّ
رﺿــــاﻩ ،وهو ﺧروﺟهم عﻦ مـا رﺿـــﻴـه ﷲ لهم مﻦ ا ﻹﻳمـان والطـاعـﺔ ،إ� مـا
َ َ ّ َّ َ َ
ﻳﻐﻀـﺒه مﻦ الﺸـرك ،والﻨﻔاق ،وا�عا� .ومﺜﻴلهاَ ﴿ :من �ن َع ُد ًّوا ِ�ِ َو َم��ِكتِهِ
193
ا� أَن َ� ُت َ
وب آخ َر َسيّئًا َع َ� َّ ُ ًِ َ َ َ ً َ َ َ َ ُ َ ََُْ ُُ
�فوا بِذنو� ِ ِه ْم خلــ ُطوا � َم� َصــا�ا و ﴿وآخرون اع
ِ
ِيم﴾ ]الﺘوﺑﺔ[102: ور َّرح ٌ َعلَيْه ْم ۚ إ َّن َّ َ
ا� َ� ُف ٌ
ِ ِ
َ َ َ ُ َ َ َ ُُ َ َ ُ َ ََُْ
ﻴمـا َﺑ ْيﻨ ُه ْم �فوا ِبـذنو� ِ ِه ْم﴾ أ ْي :أﻗ ﱡر وا ِﺑ َهـا َو ْاع َ�ﻓوا ِﻓ ﻗـال اﺑﻦ كﺜ�﴿ ):وآخرون اع
ْ َ ََ َُ َْ َ َ ْ ﱠ ََُ ْ َْ َ ٌ َ َ َ ٌ َ َُ َ ََْ َ َﱢ
ﷲ
وﺑ� رﺑهم ،ولهم أعمال أﺧر صـ ِا�ﺔ ،ﺧلطوا ه ِﺬ ِﻩ ِﺑ ِﺘلك ،ﻓهﺆ� ِء �ﺖ عﻔ ِو ِ
ٌ َ ﱠ َﱠ ْ َ َ ْ َََ ْ َُ ْ ُ َ ُ ْ
َوﻏﻔ َرا ِﻧـ ِهَ .وهـ ِﺬ ِﻩ اﻵ َﻳـﺔ َ -و �إن �ـاﻧـﺖ ﻧﺰلـﺖ ِ� أﻧـ ٍاس ُم َع ﱠﻴ ِﻨ� � -إ � أﻧ َهـا َعـا ﱠمـﺔ ِ� �ـل
ْ ََ َ
ا�ﺬﻧﺒ� ا�اطﺌ� ا�ﺨلص� ال ُمﺘل ﱢو ِﺛ�(.
194
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ
وم ُ َ َ َ َ َ َ ُ َ َُ َ ُ ُ ُ َ َ َ
هؤ� ِء بَنا� السيِّئَاتِ قال يا ق ِ
لون َّ هرعون إِ�ـهِ َومِن قبل �نوا يعم ﴿وجاءه قومه ي
ِن�م َر ُج ٌل َر ٌ َ
ضيـ� � َ�ـ َس م ُ َ ُ ُه َّن أَ َ
طه ُر لَ ُ
�م فَ َّا� ُقوا َّ َ
شيد﴾ ا� َو� �زو ِن �
]هود.[78:
است َط ُ
عتم مِن افتــراهُ قُل فَأتــوا ب َع� ُس َور مِثــلِهِ ُم َ َ
ف��ات َوادعوا َمن َ َ
قولون َ ﴿أَم يَ
ِ ٍ ِ ِ ٍ
ِق�﴾ ]هود[13: نتم صاد َ ا�ِ إن ُك ُ
َّ
دون
ِ ِ
�ـات﴾ أﻧهـا مﻔ��ـات ا�عـا� كمـا ُ ََ
ﻗـال اﺑﻦ عـاﺷـــور � ﺗﻔســـ�ﻩ) :ومع� ﴿مف� ٍ
ﺗﺰعمون على الﻘرآن أي ﺑمﺜـل ﻗصـــص أهـل ا �ـاهلﻴـﺔ وﺗ�ـاذﻳﺒهم .وهـﺬا مﻦ
إرﺧاء العﻨان والتســـلﻴم ا�د� ،ﻓا�ماﺛلﺔ � ﻗوله ﴿مِثلِهِ﴾ هﻲ ا�ماﺛلﺔ � ﺑ�ﻏﺔ
ال��م وﻓصــــاحﺘـه � � ســــداد معـاﻧﻴـ�ه .ﻗـال علمـاؤﻧـا :و� هـﺬا دلﻴـل على أن
ً إعﺠازﻩ وﻓصاحﺘه ﺑﻘطع الﻨﻈر عﻦ ّ
علو معاﻧﻴ�ه وﺗصدﻳﻖ ﺑعﻀه ﺑعﻀا(.
َ َ َ َ َّ َ راك إِ ّ� � َ َ ً َ َ ُ َّ َ َ
� َفروا مِن قَو ِمهِ ما نَ َ َ َ
راك ا� َب َعك�ا مِثلنا وما ن ﴿فقال الم� ا�ين
َ
�م �ذ َ
ِب� �م َعلَينا مِن فَضل بَل َ� ُظ ُّن ُ الرأي َوما نَرى لَ ُ إ َّ� َّا� َ
ين ُهم أراذ ُِ�ا باد َِي َّ
ٍ ِ ِ
195
َ َ ًَ
�ة مِن عِنــ ِده ِ � ُع ّ ِم َيت
ّ ُ ُ َ
ت � بَيّ ِ َن ٍة مِن َر� َوآتا� ر وم أَ َرأَ ُ
يتم إِن كنــ
َ َ
قال يــا ق ِ
َ ََ ُ َ َ َ ُ َُ ُ ُ
هون﴾ ]هود.[28-27: علي�م �نلزِمكموها وأنتم لها �رِ
ر�ب﴾ ]هود[62: َ ُ َ َ ّ ّ َ
ل� ش ٍك مِما تدعونا إِ�هِ م ٍ
َ ُ َ َ ُُ َ َ َ ُ َ َ ُُ ُ َ َ َ ََ ُ َ ُ َ
فعل � أموا�ِ ا ما يب أ َصــ�تك تأمرك أن ن�ك ما يعبد آباؤنا أو أن ن ﴿قالوا يا شــع
جه أَبيــ ـ ُ
�م َوتَ�ونوا مِن بَع ِده ِ قَ ً اطرحوهُ أَر ًضـا َ� ُل لَ ُ
�م َو ُ َ
اقتلوا يو ُسـ َف أو َ
﴿ ُ
وما ِ
صا� َ
�﴾ ]ﻳوسﻒ[9: ِ
196
َ َ
ﻗال السـعدي � ﺗﻔسـ�ﻩَ ﴿) :وت�ونوا مِن بَع ِده ِ﴾ أي :مﻦ ﺑعد هﺬا الصـﻨﻴع ﴿ق ْو ًما
ا� َ
ِ�﴾ أي :ﺗﺘوﺑون إ� ﷲ ،وﺗسـﺘﻐﻔرون مﻦ ﺑعد ذﻧﺒكم .ﻓﻘدموا العﺰم على َصـ ِ
الﺘوﺑﺔ ﻗﺒل صدور الﺬﻧﺐ مﻨهم ﺗسهﻴ� لﻔعله ،وإزالﺔ لﺸﻨاعﺘه ،وﺗنﺸﻴطا مﻦ
ﺑعﻀهم لﺒعﺾ(.
ﻓعﺰة ﻧﻔس ﻳوســـﻒ ورﻓﻀـــه ا�روج إ� ﺑعـد ﻇهور ﺑراءﺗـه �ـان مﻦ أســـﺒـاب
ز�ادة ﺛﻘﺔ ا�لك ﺑه والﺬي اسﺘﻘ� اﻷمر ﺛم ﺟمع النسوة ﻓﻘال ﴿ما َخ ُ
طب ُ
� َّن
وس َف َعن نَف ِسهِ﴾. َ ُ
د� َّن ي ُإِذ راو
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
َ ْ ََ ّ َ َْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ
اق َ� ْع ُق َ َ ْ َُ َ ٌ َ َ
وب﴾ ام َر�ت ُه قا� ِ َمة فضـحِكت فبشـــــرناها �ِإِسـحاق ومِن وراءِ إِسـح﴿و
]هود[71:
َ ﱠ ﱠ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َُ
اهﻨـا ْاســـﺘـد ﱠل َم ِﻦ ْاســـﺘـد ﱠل ِﺑ َهـ ِﺬ ِﻩ اﻵ َﻳـ ِﺔَ ،على أن الـﺬ ِﺑﻴحﻗـال اﺑﻦ كﺜ� :و ِمﻦ هـ
ُ ََﱠ ُ ُ ْ َ َ ُ َ ْ َ ُ َ ُ َ ْ َ ُ َﱠ ُ َ َ ﱠ
�إﻧـ َم ـا ُهـ َو �إ ْســـ َم ـا ِعـﻴــل ،وأﻧ ـه ﻳـمـﺘـﻨـع أن ﻳـكـون هـو �إســـح ـاق؛ ِﻷﻧ ـه وﻗـع ـ ِﺖ
َ
ْ ََﱠُ َ ُ َُ َُ َ ْ ُ ُ َ َْ َ ُ ْ َ ُ َْ ُ َ ْ ْ َ ُ
ﻴم ِﺑﺬ ِ� ِه َو ُه َو ِطﻔ ٌل ال ِبﺸ ـ َارة ِﺑ ِه ،وأﻧه س ـﻴولد له ﻳعﻘوب ،ﻓكﻴﻒ ﻳﺆمر �إﺑر ِاه
ََ ْ ُ ﱠ ﱞ َ ُ َْ ٌ ََْ ُ َْ َُ َْ ُ َْ ُ ُ َْ ْ ُ ُ ُ
ﷲ َحﻖ � ﺧلﻒ ود ِﻩ .ووعـد ِ صـــ ِﻐ� ،ولم ﻳولـد لـه ﺑعـد ﻳعﻘوب الموعود ِﺑ ُوﺟ ِ
َ
197
َََ ﱠ ُ َ ْ َ ُ َ
ون ُه َو إ ْســ َماع ُ َُ ْ ََ ُ َ ﱠ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َُ َ
ﻴل ِ � ا�الﺔ ه ِﺬ ِﻩ ،ﻓﺘع� أن ﻳك ﻴه ،ﻓﻴمﺘﻨع أن ﻳﺆمر ِﺑﺬ ِ� هﺬا و ِﻓ ِ
َ ﱠ ْ َ ْ ُ َ ْ ْ ْ َ ََ َ ﱢ ََ َ ْ َ ََ ْ َ
﮻ ا�مد. وهﺬا ِمﻦ أحس ِﻦ ِا�س ِﺘد� ِل وأصح ِه وأﺑي ِﻨ ِ�ه ،و ِ ِ
َ ٰ َ َ َ ً ّ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ِ َ ٰ َ َ ْ ٌ َّ ْ ُ ٌ َّ ُ َّ ُ َ َ َّ
اس َو�ٰل ِك ﴿إِن ِ� �ل ِك �يـــة ل ِمن خاف عذاب ا�خِرة ۚ �ل ِك يوم �موع � ا�
يَ ْو ٌم َّم ْش ُه ٌ
ود﴾ ]هود[103:
َ
ﻗال اﺑﻦ الﻘﻴم � الﻔواﺋد) :لــــ ﱠـما ذكر سـﺒحاﻧه � سـورة هود عﻘوﺑات اﻷمم
َّ
ا�كـﺬﺑ� للرســــل ،ومـا حـل ﺑهم � الـدﻧﻴـ�ا مﻦ ا�ﺰي ،ﻗـال ﺑعـد ذلـك ﴿إِن ِ�
َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ً ّ
اب ا�خ َِرة ِ﴾ ،ﻓﺄﺧ� أن عﻘوﺑاﺗه للمكﺬﺑ� ع�ة �ﻦ �ٰل ِك �يَة ل َِم ْن خـــاف عذ
ﺧـاف عـﺬاب اﻵﺧرة ،وأمـا مﻦ � ﻳﺆمﻦ ﺑهـا و� �ـاف عـﺬاﺑهـا ﻓ� ﻳكون ذلـك
ع�ة وآﻳﺔ � حﻘه ،ﻓﺈﻧه إذا ســمع ذلك ﻗال" :لم ﻳﺰل � الدهر ا�� والﺸــر،
والﻨعﻴم والﺒﺆس ،والســـعادة والﺸـــﻘاوة"! ورﺑما أحال ذلك على أســـﺒاب
ﻓلكﻴﺔ وﻗوى ﻧﻔساﻧﻴ�ﺔ(.
ً
علمـا ﺑـﺄﻧـه � ﻳمﺘﻨع أن ﻳكون ا �ـدث الواحـد ممـا �ـدث معﻨـا لـه أســـﺒـاب
مادﻳﺔ وأســـﺒاب ﻏﻴبﻴ�ﺔ� ،ﺄن ﻳدعو أب على اﺑﻨ�ه ﻓﻴصـــاب ﺑمرض ﺑﺄســـﺒاب
وﺑﻘدر ﷲ أن ﺗسﺘﺠاب دعوة هﺬا اﻷب .ﱞ َ
ﻓ�ل مﻦ عﻨد ﷲ. مادﻳﺔ
198
َ َ ُ َّ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ ْ َ َ َ َ ُ ُ ّ َ َ ٌ َ ول لَ ََُ َُ ُ
ك َو� � ْم عِنـدِي خزا�ِن ا�ِ و� أعلم الغيـب و� أقول إ ِ ِ� ملـ ﴿ و � أق
ّ ُ َ َ
ْ ُ ُ ُ ْ َ ُ ْ َ ُ ُ َّ ُ َ ْ ً َّ ُ ْ َ َ َ ُ ُ َّ َ َ َ
س ِه ْم ۖ إ ِ ِ�ا� أعل ُم ب ِ َما ِ� أنف ِ ِين ت ْزدرِي أ�ين�م لن يؤ�ِيهم ا� خ�ا ۖ أقول ل ِ�
ً َّ َ َّ
الظالِم َ
�﴾ ]هود[31: ِ إِذا ل ِمن
ﻗـال اﺑﻦ عـاﺷـــور رحمـه ﷲ :إذ � ارﺗﺒـ�اط ﺑ� الﻀـــعﻒ � اﻷمور الـدﻧﻴو�ـﺔ
مﻦ ﻓﻘر وﻗلﺔ وﺑ� ا�رمان مﻦ ﻧوال الكما�ت الﻨﻔساﻧﻴ�ﺔ والدﻳنﻴ�ﺔ.
ون َ� َّ� َما نُم ُّد ُهم بهِ مِن َّمال َو�َن َ
ِ�
ََْ َ ُ َ
ومﻦ ﻧﻈاﺋر هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ،ﻗوله سﺒحاﻧه ﴿��سب
ٍ ِ ِ
َ
ات ۚ بَل � �َش ُع ُرون﴾ ]ا�ﺆمﻨون[56-55:
َّ ْ ع ل َ ُه ْم � ْ َ
ا� ْ َ َُ ُ
� ِ ِ �سارِ
َ َ َ ْ َ ُ ُ ْ َ َ َ ْ َ ُ ُ َّ ُ َ ّ ُ ُ ْ َ َ ُ ْ َ َّ
وﻗوله سﺒحاﻧه ﴿ومـ ـا أموال�م و� أو�د�م بِال ِ� �ق ِر��م عِندنا زل ٰ
� إِ�
199
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ
ومﻦ معـا� اللطﻒ الﺘﻘـدﻳر � ﺧﻔـاء ،كمـا حـدث � ﻗصــــﺔ ﻳوســـﻒ ﺑـداﻳـﺔ مﻦ
َ
حسد إﺧواﻧه إ� أن صار عﺰ�ﺰ مصر.
َ ُ َ َ ُ َ َ َّ َ َ ََ َ َ
ؤ�اي مِن قبل قد أو�ل ُر َ ت هذا ت رش َوخ ّروا ُ� ُسج ًدا َوقال يا �بَ ِ ﴿ َو َر� َع �بَ َو�هِ � ال َع ِ
جاء ب ُ خر َج� م َِن ّ َ َج َعلَها َر ّ� َح ًّقا َو َقد أَ َ
�ـــم م َِن ا�َدوِ مِن السِجن َو َ حس َن � إِذ أ َ
ِ ِ
اء إنَّ ُه ُه َو َ
الع ُ َ ٌ َ َ َ َ َّ َ ّ َ ُ َ َ َ َ َ َّ َ
ليم خو� إِن ر� لطيــف لِما �شــ ُ ِ بع ِد أن نزغ الشيطان بي� و�� إِ
ا� ُ
كيم﴾ ]ﻳوسﻒ[100: َ
َ َ
يوسف َوأخيهِ إذ أ ُ َ َ
﴿قال َهل َعل ُ
ِمتم ما � َع ُ
لتم � ُ َ َ
ِلون﴾ ]ﻳوسﻒ[89: نتم جاه ِ ِ
200
ُ َ ْ َْ
ﻗال السـعدي � ﺗﻔسـ�ﻩ﴿) :إِذ �� ُت ْم َجاهِلون﴾ وهﺬا ﻧوع اعﺘﺬار لهم �هلهم ،أو
ﺗوﺑﻴﺦ لهم إذ ﻓعلوا ﻓعل ا�اهل� ،مع أﻧه � ﻳنﺒﻐﻲ و� ﻳلﻴﻖ مﻨهم(.
ميع َ
الع ُ
ليم﴾ ]ﻳوسﻒ[34: الس ُ نه َك َ
يد ُه َّن إنَّ ُه ُه َو َّ جاب َ ُ� َر ُّ� ُه فَ َ َ
� َف َع ُ ﴿فَ َ
است َ
ِ
ﻓهﺬﻩ ﻧعمﺔ أن مﻦ ﷲ ﺗعا� ﺑها على ﻳوســـﻒ أن صـــرف عﻨه كﻴد النســـاء وإن
أدﺧله السﺠﻦ.
ََ َ ُ ْ َّ
�سـاهُ الشـيْ َطان ذِك َر َر ّ�ِهِ فلبِث ك فَأَ َ َ َّ َ ﴿ َو َق َال ل َِّ�ِي َظ َّن َ�نَّ ُه نَ ٍ ّ ْ ُ َ ْ ُ ْ
اج مِنهما اذكر ِ� عِند ر� ِ
ْ
ض َع ِسن َ ّ ْ
ِ�﴾ ]ﻳوسﻒ[42: ِ� السِج ِن ب ِ
ُ ُ َ َ َ رزقان ِـهِ إ ّ� َ� َّبأتُ ُ ام تُ َ َ ُ َ
�ما ب ِ َتأو� ـلِهِ قبل أن يَأ� َِيكما ذلِكما م ِّما ِ
أتيكما َطع ـ ٌ ﴿قال � ي
ِرون َو َّا� َب ُ
َ َ َّ َ َّ َ َ ّ ّ َ َ ُ َّ َ َ
عت �ت مِلة قو ٍ� � يُؤمِنون بِا�ِ َو ُهم بِا�خ َِرة ِ ُهم �ف علم� ر� إِ� تر
َ َ َّ ُ َ َ َ َ ََ َّ َ
� َك بِا�ِ مِن � ٍء ذل ِك مِن َ
مِلة آبا� إِبراهيم �سحاق و�عقوب ما �ن �ا أن � ِ
َ
201
ﻓـاﻧﻈر ﻳرحمـك ﷲ كﻴﻒ حمـل ﻳوســـﻒ هم دعوﺗـه � الســـﺠﻦ وكم ﺟـاهـد مﻦ
أﺟـل ﺗﺒلﻴﻐهـا وﻗـارن ﺑ� �لمـاﺗـه ال� ﻗـالهـا مﻦ أﺟـل دﻳﻨـ�ه و�لمـاﺗـه ال� ﻗـالهـا مﻦ
أﺟل ﺧروﺟه.
ضـ ُّل َّ ُ
ا� َمن �َش ُ
ـاء َو�َهدي َمن
ُ َّ َ َ
� َب ِ� ل ُهم � ُي ِ
َ ّ
ـول إِ� بِلِسـا ِن قو ِمهِ ِ َ َ َ َ
﴿وما أرسـلنا مِن رس ٍ
ا� ُ
كيم﴾ ]إﺑراهﻴم.[4: شاء َو ُه َو َ
الع ُ
ز�ز َ �َ ُ
ُ
دعو�م ِ�َغف َِر لَ ُ رض يَ َ ك فا ِطــــر َّ َ ُ ُ ُ ُ َ َّ َ ٌّ
�م مِن ت َوا� ِالسـماوا ِ ِ ﴿قالت رسـلهم أ ِ� ا�ِ شـ
َ َ ُ ّ ََ ٌ ُ ُ َ َ َ ّ ُ ُذنو� ُ
� مِثلنا تر�دون أن �م َو�ُؤخ َِر�م إِ� أ َج ٍل ُم َس ًّ� قالوا إِن أنتم إِ� � ِ
ُ ُ َ ُ َ ُُ َ ّ َ َ ُ ّ
ب�﴾ ]إﺑراهﻴم.[10: لطان م ٍ
تصدونا �ما �ن يعبد آباؤنا فأتونا �ِس ٍ
َ َ َّ َ
آذ ُ َ َّ َ َ َ َ ّ َ َ َ َّ َ َ َ َّ
ا�ِ َو َقد َهدانا ُســ ُبلَنا َو َ�َ
يتمونا َو� ا�ِ صــ�ن � ما ِ ﴿وما �ا �� �تو� �
َ َ َ َ َّ ُ َ َ ّ َ
ون﴾ ]إﺑراهﻴم.[12: � المتو ِ�
فليتو ِ
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
َّ َ َّ َ
� إِ ْخ َو ِ�﴾ ]ﻳوسﻒ[100: َْ ُ
ان َ�يْ� َو�َ ْ َ
ِ ﴿مِن َ� ْع ِد أن ن َزغ الشيط
ً
ﻗـال الســـعـدي هﻨـا ��مـا ﺟمﻴ� ﻳﺒ� ﻓﻴـه لطﻒ ﻳوســـﻒ علﻴـه الســـ�م وأدﺑـه
وحسﻦ ﺧطاﺑه � أرﺑع لﻔﺘات:
202
ْ َ ْ َ َ
الس ـ ْج ِن﴾ ،ولم ﻳﻘل) :إذ ْ ْ
أ .أﻧه علﻴه الســ�م ﻗالَ ﴿ :وقد أح َس ـ َن ِ� إِذ أخ َر َج ِ� م َِن ّ ِ
أﺧرﺟ� مﻦ ا�ـﺐ الـﺬي وﺿـــع� ﻓﻴـه إﺧو�(� ،ـﺄﻧـه � ﻳـﺬكر ذلـك الـﺬﻧـﺐ
ﻹﺧوﺗه.
ْ
�م ّم َِن ا�َ ْدوِ﴾ ،ولم ﻳﻘل) :وﺟاء ﺑكم مﻦ ا�وع
اء ب ُ
َ َ َ
ب .ﺛم ﻗال علﻴه الســـ�م﴿ :وج ِ
والﺘعﺐ( ،لﺌ� ﻳﻈهر أﻧه ﻳم� علﻴهم ﺑﺈﻧﻘاذهم مﻦ ا�ﺠاعﺔ.
َ
ولم ﻳﻘل علﻴه السـ�م" :أحسـﻦ ﺑكم" ،ﺑل ﻗال﴿ :أ ْح َسـ َن ِ�﴾ ،ﻓﺠعل اﻹحسـان ج.
ﺑﺈﺗﻴ�ان أهله مﻦ الﺒادﻳﺔ مﻦ إحسـان ﷲ إلﻴه هو ،مع أن ﷲ ﺗعا� أحسـﻦ ﺑﺬلك
إلﻴه وإلﻴهم ،لكﻦ �ﺄﻧه لم ُﻳرد أن ﻳﻈهر ﺿعﻔهم وحاﺟﺘهم � هﺬا ا�ﻘام.
ْ ُ َّ َ َّ َ
ﺛم ﻗال﴿ :مِن َ� ْع ِد أن ن َزغ الشــيْ َطان َ�يْ� َو�َ ْ َ
� إِخ َو ِ�﴾ ﻓلم ﻳﻘل "ﻧﺰغ الﺸــﻴطان ِ د.
إﺧو�" أو "أﻏوى الﺸﻴطان إﺧو�" .ﻓا�مد ﮻ الﺬي أﺧﺰى الﺸﻴطان ودحرﻩ،
وﺟمعﻨا ﺑعد ﺗلك الﻔرﻗﺔ الﺸاﻗﺔ.
ﺛم ﻗـال الســـعـدي ﺑعـدهـا) :ﻓﺘﺒـ�ارك مﻦ �ﺘص ﺑرحمﺘـه مﻦ ﻳﺸـــاء مﻦ عﺒـادﻩ،
و�هﺐ لهم مﻦ لدﻧه رحمﺔ إﻧه هو الوهاب(.
ﻓاﻧﻈر إ� هﺬا الﻨﻈم الﻘرآ� الﺒدﻳع ،وﺗﺬكر أن الﻘرآن �كﻲ مع� ﻗول ﻳوســﻒ
علﻴـه الســـ�م ،ﻓهو لم ﻳكﻦ ﻳﺘ�لم العرﺑﻴـ�ﺔ .ﻓـاﺟﺘمع � ذلـك أن الﻘرآن ﻳصـــﻒ
ﱢ
اﻷﻧبﻴ�اء ﺑما ﻓﻴهم مﻦ ســمو ﺧلﻖ ﻳﻨ�اســﺐ َمﻦ ُﻳ َﺒلﻎ عﻦ ﷲ �� -ف �ر�ﻔات
أهل الكﺘاب ال� ﺗصــﻔهم ﺑما � ﻳلﻴﻖ ،-ﺑاﻹﺿــاﻓﺔ إ� الﺘعﺒ� عﻦ هﺬا الســمو
ً
ﺑﺄحسﻦ عﺒارة وأﺟمعها .ﻓﺈذا ﺗﺄملﺖ هﺬا �له عرﻓﺖ طرﻓا مﻦ إعﺠاز الﻘرآن.
203
اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ
َ َّ َ َ َ
ِب أ َّن ل َ ُه ُم ُ َ َ َ ََ ُ َ َ َ َ َّ
ا�سـ� � َج َر َم أن لسـن ُت ُه ُم الكذ ﴿ َو�َجعلون ِ�ِ ما ي�رهون وت ِ
صـف أ ِ
َ ُ ُ ّ َ َ َ َّ ُ ُ َ َ
فرطون﴾ ]الﻨحل[62:لهم ا�ار و��هم م
ﻗـال الط�ي) :وﺗـﺄو�ـل ال��م :و�ﺠعلون ﮻ مـا ﻳكرهوﻧـه ﻷﻧﻔســـهم ،و�ﺰعمون
أن لهم ا�ســـ� ،الــﺬي ﻳكرهوﻧــه ﻷﻧﻔســـهم :الﺒﻨ ـ�ات �علوﻧهﻦ ﮻ ﺗعــا�،
ا�ســـ� ال� ﺟعلوها ﻷﻧﻔســـهم :ﻓالﺬكوروزعموا أن ا��ﺋكﺔ ﺑﻨ�ات ﷲ .وأما ُ
مﻦ اﻷو�د ،وذلك أﻧهم �اﻧوا ﻳﺌ�دون اﻹﻧاث مﻦ أو�دهم ،و�ســـﺘﺒﻘون الﺬكور
ْ ُ َ َّ ْ َ
مﻨهم ،و�ﻘولون :لﻨا الﺬكور و﮻ الﺒﻨ�ات ،وهو �و ﻗولهَ ﴿ :و�َج َعلـون ِ�ِ ا�َن ِ
ات
ُ ْ َ َُ ََُ ْ َ َ ْ َُ َ
ون﴾ ]الﻨحل.([57: سبحانه ولهم ما �شته
السقف مِن
َ َ َّ َ َ ُ َّ ُ
ع ِد فخر علي ِهم
َ َ ين مِن قَبلِهم فَ َ� َ� َّ ُ
ا� بُنيـــا� ُهم م َِن القوا ِ ك َر َّا� ََ َ َ
﴿ق د م
ِ
َ ُ َ ُ َ
فَوقِهم َوأ ُ
رون﴾ ]الﻨحل[26: ذاب مِن َحيث � �شع تاه ُم َ
الع ُ
ِ
ِين م ِْن �بْلِ ِه ْم﴾ ﺑرسلهم واحﺘالوا ﺑﺄﻧواع ا�ﻴل على
َ ك َر َّا� َ
َْ َ َ
ﻗال السعدي﴿ ) :قد م
َْ َ َ َّ ُ ْ َ َ
ا� بُن َيا� ُه ْم م َِن الق َوا ِ
ع ِد﴾ رد ما ﺟاءوهم ﺑه وﺑﻨوا مﻦ مكرهم ﻗصورا هاﺋلﺔ﴿ ،ف��
َ ُْ َ َ
أي :ﺟاءها اﻷمر مﻦ أسـاسـها وﻗاعدﺗها﴿ ،ف َخ َّر َعليْ ِه ُم ال َّسـقف م ِْن ف ْوقِ ِه ْم﴾ ﻓصـار
َََ ُ ُ َْ َ ُ ْ َ ْ ُ َ َ ْ ُ ُ َ
ون﴾ وذلك أﻧهم ﻇﻨوا ما ﺑﻨوﻩ عﺬاﺑا عﺬﺑوا ﺑه﴿ ،و�تاهم العذاب مِن حيث � �شـعر
أن هﺬا الﺒنﻴ�ان ســﻴﻨﻔعهم و�ﻘﻴهم العﺬاب ﻓصــار عﺬاﺑهم ﻓﻴما ﺑﻨوﻩ ﱠ
وأص ـلوﻩ.
وهﺬا مﻦ أحسﻦ اﻷمﺜال � إﺑطال ﷲ مكر أعداﺋه(.
204
َ
�ون َم َع ّ
الساج َ
دين﴾ بليس أَ� أَن يَ
ون إ ّ� إ َ
َ ك ُة ُ�ُّ ُهــم أَ َ
�عــ
َ ﴿فَ َس َ
جــ َد َ
الم�� ِــ
ِ ِ ِ
]ا�ﺠر[31-30:
ِ
ّ
� ﻳع� ا�ســـﺘثﻨـ�اء أن إﺑليس مﻦ ا��ﺋكـﺔ ،ﺑـل مـا ﺑعـد ﴿إِ�﴾ � اﻵﻳـﺔ مﻨﻘطع عمـا
ﻗﺒلها ،ﻓﻴصﺒح ا�ع� :سﺠد ا��ﺋكﺔ ولم ﻳسﺠد إﺑليس.
205
َ َّ َ ُ ّ َ َ ًَ َ ﴿ ِ�َحملوا أَ َ ُ
و� ُهم ب َغ� عِل� أ� َ
ساء ضل َ
وزارهم �مِلة يَوم القِيــامةِ َومِن أوزارِ ا�ين ي ِ ِ
ِ ِ ٍ
َ
ما يَزِرون﴾ ]الﻨحل.[25:
� َ َ
دا�م أ َ ُ َ َ صد َّ َ
ا�ِ ق َُّ ََ
ع�﴾ ]الﻨحل[9: شاء ل َهالسبيل َومِنها جا� ٌر َولو َ
ِ ِ ﴿ َو�
َ َ َﱠ َ
اﻧـات ِم َﻦ اﻷ َﻧعـ ِام ﱡ َ َََ
ﺬﻩ الســـور ِة ا�ﻴو ِ ﺟـاء � ﺗﻔســـ� اﺑﻦ كﺜ�) :ولمـا ذكر ِ� هـ ِ
َ َ َ َ َ َ َُ ََ ََ ُُ َ ََ َ َ َ ً ُ َ َ َ
دور ِهمَ ،و� ِم ُل أﺛﻘال ُهم �إ� وﻏ ِ�ها ،ال� ﻳركﺒوﻧها و�ﺒلﻐون علﻴها حاﺟﺔ ِ� صـــ ِ
ُُ ﱠ َ َ َ َ َ َ َ َ
رق ال ِ� َﻳسـلك َها كر الط ِ
ﱡ
ِ ذ ِ �ِ ع ر ﺷـ - الﺸـاﻗﺔ
ِ سـﻔار
ِ اﻷ و الﺒعﻴدة
ِ ماكﻦ
ِ اﻷ الﺒ� ِد و ِ
ا�ِ قَ ْصـ ـدُ َ
َ َ َ َّ َ َ َ ٌ َ ﱢ َ ُ َ َ َ ﱠ َ ﱠ َ َ ﱠ َ َ ُ ﱠ
الﻨـاس �إلﻴ ِـه ،ﻓﺒ� أن ا�ﻖ ِمﻨهـا مـا ِهﻲ موصـــلـﺔ �إلﻴ ِـه ،ﻓﻘـال﴿ :و�
َ ََ َ َ
ُّ َ َ َ َ
الس ُبل � َتف َّرق
َ َّ َ َّ
ا� ُم ْســ َتقِيــ ًما فاتبِ ُعوهُ َو� تتبِ ُعوا � ِ الَ ﴿ :وأ َّن َه َذا ِ َ يل﴾ كما ﻗ َّ
الســبِ ِ
َ
� ُم ْســـــ َتق ٌ
ِيم﴾ � ٌاط َ َ َّ الَ ﴿ :هــــ َذا َ
ِ
]اﻷ َﻧعامَ ،[153:و َﻗ َ
� ْم � ْن َســـــبيلِهِ﴾
ِ
ُ َ
ِ ب
ُ الســـبيل﴾ َﻗ َ َ َ َ َّ
ا�ِ قَ ْص ُد َّ َ َ َ ُ َ ٌ
الَ :ط ِر�ﻖ ِ ِ اهد] �ِ :ﻗو ِل ِه[ ﴿ :و� ]ا�ﺠر . [41:ﻗال مﺠ ِ
ِ
َ َ َّ َ ْ ُ َّ َ َ َﱠ َ
ا� ﱢﻖ َع َلى ﱠ َ َ َ ﱡ َ ْ َ
يل﴾اس ِ� ﻗو ِل ِه﴿ :و� ا�ِ قصد الســبِ ِ اﺑﻦ عﺒ ـ ٍ
ﷲ .وﻗال الع ِو� ع ِﻦ ِ ِ
ﱠ َ َ ُ َُ ُ َ ََ ﱠ َ ُ َ
الﺒ َﻴ�ان ،أيِ :ﺗبﻴ�ان ال ُهدى َوالﻀ� ِل(. ﷲ
ﻳﻘول :وعلى ِ
﴿قال ُ
هؤ� ِء بَنا� إن ك ُ
نتم فاع َ ُ َ
ِل�﴾ ]ا�ﺠر[71: ِ
206
ٌ
لوط علﻴــه الصـــ�ة والســـ�م �ــان ﻳــدعو ﻗومــه إ� �ء طــاهر ،إ� الﺰواج
هؤ� ِء بَنـا� إن ُك ُ
نتم فاع َ ﺑاﻹﻧاث ،ﻓﻘالُ ﴿ :ه َّن أَ ْط َه ُر لَ ُ
� ْم﴾ .ﻓﺈن مﻦ ﻳﻘرأ ﴿ ُ
ِل�﴾ ِ
ً
ﻗد ﻳﺘوهم أن لوطا علﻴه الســ�م �ﺄﻧه ﻳﻘول لﻘومه :إن كﻨﺘم ﻓاعل� ﻓاحﺸــﺔ
ً
و� ﺑد ﻓﺒبﻨ�ا� وليس � الﻀﻴوف .وهﺬا ليس صحﻴحا! ﻓهو إﻧما �ان ﻳدعوهم
َ َ
﴿ ُه َّن أ ْط َه ُر ل ُ
� ْم﴾. إ� �ء طاهر � حرمﺔ ﻓﻴه
وﻗﻴل � ﺗﻔس� ﴿ ُ
هؤ� ِء بَنــا�﴾ أﻧه ﻗصد ﺑﻨ�اﺗه اللوا� مﻦ صلﺒه ،ﻳع� ﺗﺰوﺟوا
ً
مع� آﺧر :أﻧـه ﻳﻘصـــد ﺑـالﺒﻨـ�ات اﻹﻧـاث مﻦ ﻗومـه ،ﻓـﺈن مﻨهمـا ﺑـا��ل .وﻗﻴـل
�ل ﻧ� هو ﺑمﺜاﺑﺔ اﻷب .ﻗال ﻧبﻴﻨ�ا صـلى ﷲ علﻴه وسـلم) :إﻧما أﻧا لكم ﺑم�لﺔ
ً
الوالـد أعلمكم( )صـــححـه الﻨووي � ا�ﺠموع( .ﻓ�ـﺄن لوطـا علﻴـه الســـ�م
ﻳﻘول :ﺗﺰوﺟوا اﻹﻧاث ﻓهﻦ أطهر لكم.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ّ ْ َ َ ُ َّ َ َ َ ُّ ﴿ َول َ ْو َ� َت ْ
ح َنا َعلَيْهم بَابًا ّم َِن َّ
الســ َماءِ �ظلوا �ِيهِ َ� ْع ُر ُجون لقالوا إِ� َما ُســك َِرت ِ
َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ْ ُ َ ْ ٌ َّ ْ ُ ُ َ
ون﴾ ]ا�ﺠر.[15-14: �بصارنا بل �ن قوم مسحور
207
ضلُوا ب ِ َر ّادِي رِ ْزقِ ِه ْم َ َ ٰ
�
ّ ْ َ َ َّ َ ُ ّ
ِين ف ِالرز ِق ۚ �ما ا� َ َّ ُ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ ٰ َ ْ
﴿وا� فضــل �عض�م � �ع ٍض ِ� ِ
َ َ َ ٌ َ َ ْ َ َّ َ َ ََ َ ْ َ ُ َ
ا�ِ �ْ َح ُدون﴾ ]الﻨحل[71: ت � ْ� َما� ُه ْم � ُه ْم �ِيهِ سواء ۚ أفبِنِعمةِ ما ملك
ﻗـال اﺑﻦ كﺜ� :ﻳﺒ� ﺗعـا� للمﺸـــرك� ﺟهلهم وكﻔرهم ﻓﻴمـا زعموﻩ ﮻ مﻦ
الﺸـــر�ـاء ،وهم ﻳع�ﻓون أﻧهـا عﺒﻴـ�د لـه ،كمـا �ـاﻧوا ﻳﻘولون � ﺗلﺒﻴـ�اﺗهم �
حﺠهم " :لﺒﻴك � ﺷــر�ك لك ،إ� ﺷــر��ا هو لك ،ﺗملكه وما ملك" .ﻓﻘال
ﺗعـا� مﻨكرا علﻴهم :إﻧكم � ﺗرﺿـــون أن ﺗســــاووا عﺒﻴـ�دكم ﻓﻴمـا رزﻗﻨـاكم،
ﻓكﻴﻒ ﻳر� هو ﺗعا� ﺑمسـاواة عﺒﻴ�دﻩ له � اﻹلهﻴﺔ والﺘعﻈﻴم ،كما ﻗال �
ك ََْ َ ِ� ْم ۖ َهل لَّ ُ
نفس ُ َ َ َ َ ُ َّ َ ً ّ ْ َ ُ
ت �م ّ ِمـــن َّمـــا مل اﻵﻳﺔ اﻷﺧرى�﴿ :ب ل�م مث� مِن أ
ِيفت ُُ َُ ْ َ َ َ َ ٌ ََ َ � َ� َء � َما َر َز ْ� َن ُ
ا� ْم فَأ ُ ََْ ُ ُ ّ ُ
ِ� ْم اء �ــــافو�هم كخ نت ْم �ِيهِ سـو ��مان�م مِن َ ِ
َ ُ
نف َس ُ
� ْم﴾. أ
َ َ َ َّ ُ َ ْ َ َ ُ ْ َ َ ً َ ْ َ ُ ْ َ َ َّ َ َ ٌ َ ْ َ ُ ُ َ َ َ ُ ُ
وقوا ُّ
وء ب ِ َما
الس ـ َ �ل قدم �عد �بوت ِها وتذ ﴿و� �تخِذوا ��مان�م دخ� بين�م ف ِ
اب َعظ ٌ ا� ۖ َولَ ُ
� ْم َع َذ ٌ َّ َ َ ُّ ْ َ َ
ِيم﴾ ]الﻨحل[94: يل ِصدد�م عن سب ِ ِ
َ
ﻗـال اﺑﻦ كﺜ� :ﺛم حـﺬر ﺗعـا� عﺒـادﻩ عﻦ ا�ـاذ اﻷﻳمـان دﺧ� ،أي ﺧـدﻳعـﺔ
َ
ومكرا؛ لﺌ� ﺗﺰل ﻗـدم ﺑعـد ﺛﺒوﺗهـاَ .مﺜـ ٌل �ﻦ �ـان على ا�ســـﺘﻘـامـﺔ ﻓحـاد عﻨهـا
وزل عﻦ طر�ﻖ الهدى ،ﺑســـﺒﺐ اﻷﻳمان ا�اﻧﺜ�ﺔ ا�ﺸـــﺘملﺔ على الصـــد عﻦ
ســـﺒﻴـ�ل ﷲ؛ ﻷن ال�ـاﻓر إذا رأى أن ا�ﺆمﻦ ﻗـد عـاهـدﻩ ﺛم ﻏـدر ﺑـه ،لم ﻳﺒﻖ لـه
َُ ُ
وﺛوق ﺑالدﻳﻦ ،ﻓاﻧصـد ﺑسـﺒﺒ�ه عﻦ الدﺧول � اﻹسـ�م; ولهﺬا ﻗالَ ﴿ :وتذوقوا
اب َعظ ٌ ا� ۖ َولَ ُ
� ْم َع َذ ٌ َّ ُّ َ َ َ َ ُّ ْ َ َ
ِيم﴾. يل ِالسوء بِما صدد�م عن سبِ ِ
208
َ َْ َ َ َْ
ات َوا� ْر ِض َ� ُم ُّرون َعليْ َهـا َو ُه ْم �ن َهـا ُم ْعرِ ُضـ ـون﴾ ﴿ َو َ�ـ َ�يّن ّم ِْن آيَـة � َّ
السـ ـ َمـ َ
او ِ ٍ ِ ِ
]ﻳوسﻒ.[105:
209
اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ
ﻓﻘد ﺛبﺖ الﻨ� صــلى ﷲ علﻴه وســلم طوال دعوﺗه ولم ﻳركﻦ إ� ا�ﺸــرك�،
َ َ َ
ﻓﺘنسﺐ اﻵﻳﺔ الﻔﻀل � هﺬا الﺜﺒ�ات العﻈﻴم إ� ﷲ ﺗعا�َ ﴿ :ولو� أن ثبَّ َ
تناك﴾.
ََ َ َ َ
وم اء مِن دونِهِ َو َ� ُ ُ
� ُهم يَ َ � َد ل ُهم أ ِ
و�ــ َ َّ ُ َ ُ َ ُ َ َ َ ُ ََ َ
﴿ومن يه ِد ا� �هو المهت ِد ومن يضل ِل فلن ِ
دناهم َس ً أواهم َج َه َّن ُم ُ�َّم ـا َخ َبت ز ُ
�ما َو ُص ًّما َم ُ ِيامةِ َ� ُوجوهِهم ُع ً
ميا َو�ُ ً الق َ
ع�ا﴾ ِ ِ
]اﻹسراء[97:
ﺟـاء � ﺗﻔســـ� اﺑﻦ عـاﺷـــور) :عﻦ اﺑﻦ عﺒـاس :أن الكﻔرة وﻗود للﻨـار ﻗـال ﺗعـا�
وﻗودهـا الﻨـاس وا�ﺠـارة ﻓـﺈذا أحرﻗﺘهم الﻨـار زال اللهـﺐ الـﺬي �ـان مﺘصـــاعـدا
مﻦ أﺟســـامهم ،ﻓ� ﻳلﺒﺜون أن ﻳعـادوا كمـا �ـاﻧوا ﻓﻴعود ا�لﺘهـاب لهم .ﻓـا�ﺒو
وازدﻳاد ا�ﺷــﺘعال ﺑالنســﺒﺔ إ� أﺟســادهم � � أصــل ﻧار ﺟهﻨم ،ولهﺬﻩ الﻨكﺘﺔ
210
ســلط ﻓعل زدﻧاهم على ﺿــم� ا�ﺸــرك� للد�لﺔ على أن ازدﻳاد الســع� �ان
ﻓﻴهم ،ﻓ�ﺄﻧه ﻗﻴل � :لما ﺧﺒﺖ ﻓﻴهم زدﻧاهم سع�ا ،ولم ﻳﻘل :زدﻧاها سع�ا( .
َ َ َّ َّ َ َ َ ُ
غ بَ َ
ين ُهم إِن الشــيطان �ن
َّ َّ � أَ َ
حســ ُن إِن الشــيطان ي� ﴿ َو ُقل لِعِبادي يَقولُوا الَّ� ِ َ
ل ِ��سان َع ُد ًّوا ُم ً
بينا﴾ ]اﻹسراء.[53: ِ ِ
211
ً َ َ َ
�ـ ُد لـك ِبـهِ َعلينـا َو�ي�﴾
َ َ َ ُ َّ َ َ َ َ َ َ َّ َّ ََ
﴿ول�ِن ِشـ ـئنـا �ـذه� ِبـا�ي أوحينـا إِ�ـك �م � ِ
]اﻹسراء.[86:
َ َ ُ َ ُ ٌ َُ َ َ َ َ َ
عي ُهم َمش ً
ـكورا﴾ �ن َسـ ُ ﴿ َو َمن أراد ا�خ َِر َة َو َســـ ـ� لها َســـ ـعيها وهو مؤمِن فأول�ِك
]اﻹسراء[19:
ور ر الﻨعﻴم َو ﱡ
الســـ ُ َ َ ﱠ
ﻦ م اـه ﻴﻓ اـمَوﻗول ُـهَ ﴿ :و َم ْن أَ َر َاد ا�خ َِر َة﴾ َأيَ :أ َر َاد ال ﱠـد َار اﻵﺧ َر َة َو َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ْ َ َُ ََ ُ ﱠُ َ َ َ َ
ول ﴿ َو ُه َو ُمؤم ٌِن﴾
َ ْ
ر�ﻘ ِه وهو مﺘاﺑعﺔ الرسـ ِ ﴿ َو َسـ َ� ل َها َسـع َي َها﴾ أي :طلﺐ ذلك ِمﻦ ط ِ
َُ َ َ َ َ َ ُُْ ْ َ ْ ُ ٌ َ ُ َ ﱢ ٌ ﱠ َ ََ ُُ
ورا﴾(ك ً ا�ﺰاء ﴿فأول�ِك �ن سـعيهم مشـ ِ واب َو
مﺆمﻦ ،أي :مصـدق ﺑالﺜ ِ أي :وﻗلﺒه ِ
)ﺗﻔس� اﺑﻦ كﺜ�(.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
َ ً َّ َُ ْ َ
ْ َ َّ َ ْ ُ ُ ْ َ َ َ ّ َّ ّ َ َ ْ ُ َ
وها �قل ل ُه ْم ق ْو� َّميْ ُســ ً ُ ﴿ ّ
ورا﴾. �م َـــــا �ع ِرضــن �نهم ابتِغاء ر� ٍة ِمن ر�ِك ترج
]اﻹسراء[28:
ﻗال اﺑﻦ عاﺷـــور رحمه ﷲ" :و� ﺿـــمﻦ هﺬا الﺸـــرط ﺗﺄدﻳﺐ للمﺆمﻦ إن �ان
ً
ـدا مـا َﻳ ْﺒ ُلﻎ ﺑـه إ� ﻓعـل ا�� أن َ
ﻳرﺟو مﻦ ﷲ ﺗيســـ� أســـﺒـاﺑـه ،وأن � �ملـه ﻓـاﻗ
َ َ
الﺒﺬل اﻵن إ� عدمالﺸح على السرور ﺑﻔﻘد الرزق للراحﺔ مﻦ الﺒﺬل� ،ﻴﺚ � ﻳ ِ
ً
راج أن ُﻳ َس ﱠهل له � ا�سﺘﻘﺒل حرصا على ﻓﻀﻴلﺘه". وهو ٍ
ﺗﺄمل هﺬا ا�ع� � اﻵﻳﺔ وا�دﻳﺜ� الﺘالﻴ�:
َ َّ ْ َ َ ً َ َّ َ َ َ َّ َّ َ ْ ُ ُ ُ ْ َ ُ
�ـ ُدوا َمـا
كمـا مر � ســـورة الﺘوﺑـﺔ﴿ :تولوا وأ�ينهم تفِيض مِن ا�معِ حزنـا �� ِ
ُ ُ َ
ون﴾ ]الﺘوﺑﺔ.[92: ينفِق
و� ا�دﻳﺚ )مﻦ سﺄل ﷲ الﺸهادة ﺑصدق ﺑلﻐه ﷲ مﻨازل الﺸهداء ولو مات
على ﻓراﺷه( رواﻩ مسلم.
َﱠ ً ً َ َ
و� ا �ـدﻳـﺚ) :إﻧمـا الـدﻧﻴـ�ا ﻷرﺑع ِـﺔ ﻧﻔر :عﺒ ٌـد رزﻗـه ُ
ﷲ مـا� وعلمـا ﻓهو ﻳﺘ ِﻘﻲ � ٍ
ًّ ُ َ َ ُ َ ﱠ
ـازل عﻨـد
ـﺄحســـﻦ ا�ﻨ ِ
ِ ﮻ ﻓﻴـه حﻘـا ،ﻓهـﺬا ﺑ
مـا ِلـه رﺑـه ،و� ِصـــل ﻓﻴـه ر ِحمـه ،و�علم ِ
213
ً ْ ُ ﱠ ُ ً ْ ً ﷲ ،ورﺟ ٌـل آﺗـاﻩ ُ
ﻳﻘول :لو أن � مـا� َلع ِملـﺖ ﺑعم ِـل ﷲ علمـا ولم ُﻳﺆ ِﺗـه مـا� ﻓهو ِ
ً ُْ ُ ً ٌ َ ُ ﱠ
ﻓ�ن ،ﻓهو ﺑ ِنﻴ ِﺘ�ه ،وهما � اﻷﺟر ســ ٌ
ـواء ،ورﺟل آﺗاﻩ ﷲ ما� ولم ﻳﺆ ِﺗه علما ،ﻓهو ِ ِ ٍ
ّ ً ُ َ َ ُ َ ﱠ ﱠ َ َْ ُ
﮻ ﻓﻴـه حﻘـا، � ِﺒط � مـا ِلـه ،و� ﻳﺘ ِﻘﻲ ﻓﻴـه رﺑـه ،و� ﻳ ِصـــل ﻓﻴـه ر ِحمـه ،و� ﻳعلم ِ
ﱠ ُ
ﻳﻘول :لو أن
ً ُ ً
ﷲ مـا� و� علمـا ﻓهو
ْ
ﷲ ،ورﺟ ٌـل لم ُﻳﺆ ِﺗـ ِه َْ َ
ـازل عﻨـد ِ ﻓهـﺬا ﺑـﺄســـو �إ ا�ﻨ ِ
وه َما � الو ْز ر َس ٌ
واء(. ما� َلعم ْل ُﺖ ﺑعمل ﻓ�ن ،ﻓهو ﺑن ﱠﻴﺘ�ه ُ ً
�
ِ ِ ِِ ِ ٍ ِ ِ
ِيها �ف َسقوا � َ
�� َََ ُ ْ َ َ ً َ ُّ َ َ َْ َ
﴿�ذا أ َردنا أن � ْهل َِك ق ْر�َة أ َم ْرنا ُم َ
ِيها﴾ ]اﻹسراء.[16:
�� َ ْ َ َ
ﻗال محمد اﻷم� الﺸـﻨﻘﻴطﻲ رحمه ﷲ �) :مع� ﻗوله ﴿أ َمــــ ْرنا ُم َ
ِيها﴾ �
هﺬﻩ اﻵﻳﺔ الكر�مﺔ ﺛ�ﺛﺔ مﺬاهﺐ معروﻓﺔ عﻨد علماء الﺘﻔس�:
اﻷول :وهو الصــواب الﺬي ﻳﺸــهد له الﻘرآن ،وعلﻴه ﺟمهور العلماء أن اﻷمر �
َ
ﻗوله ﴿أ َم ْرنَا﴾ هو اﻷمر الﺬي هو ﺿد الﻨهﻲ ،وأن مﺘعلﻖ اﻷمر محﺬوف لﻈهورﻩ.
ﺟار على اﻷسـلوب العر� المﺄلوف ،مﻦ ﻗولهم: وهﺬا الﻘول الصـحﻴح � اﻵﻳﺔ ٍ
ُ
" أمــ ـرﺗه ﻓعصا� “ ،أي :أمــ ـرﺗه ﺑالطــ ـاعﺔ ﻓــ ـع� ،ولﻴــ ـس ا�عــ ـ� "أمرﺗه
ﺑالعصﻴان" كما � �ﻔى(.
أي أن مع� اﻵﻳـﺔ أن ﷲ ﺗعـا� أمرهم ﺑـاﻹﻳمـان والطـاعـات )وهﻲ محـﺬوﻓـﺔ
مﻘدرة( ،لكﻨهم عصوا وﻓسﻘوا.
214
َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ ْ َّ َ ْ َ ْ َ َّ َّ ّ ُ ْ َ َ َ َ َ ْ ْ ﴿ َو ُقل ْ َ
ِلظالِم َ
� ِ اء فل ُيؤمِن ومن شـاء فلي�فر ۚ إِنا أ�تدنا ل ا� ُّق مِن ر�ِ�م ۖ �من شـ ِ
ْ ْ ْ ْ َ ُ َ ُ ْ ُ َ ُ َ نَ ً
�ادِ� َها ۚ �ن � َ ْسـ َتغِيثوا ُ�غاثوا ب ِ َما ٍء �ل ُم ْه ِل �َشـوِي ال ُو ُجوهَ ۚ بِئ َس ارا أ َحــــ َ
اط ب ِ ِهم
َّ َ ُ َ َ َ ْ َ َ ً
ت ُم ْر�فقا﴾ ]الكهﻒ[29: ال�اب وساء
َ َْ ُْ َ ََ َ َ َْ ْ
اء فل َي�ف ْر﴾ اﻹذن اء فل ُيؤمِن َو َمن شــ ـ ﻗال السعدي) :وليس � ﻗوله�﴿ :من شـ
� �� اﻷمر�ﻦ ،و إﻧمـا ذلـك ﺗهـدﻳـد ووعﻴـد �ﻦ اﺧﺘـار الكﻔر ﺑعـد الﺒﻴـ�ان الﺘـام .كمـا
ليس ﻓﻴها ﺗرك ﻗﺘال ال�اﻓر�ﻦ(.
َ ََْ َ َ َّ َّ َ ْ
حــ ُدون ِ� آيَات َِنا � �ف ْون ِين يُل ِ ومﺜل هﺬﻩ اﻵﻳﺔ الكر�مﺔ ﻗول ﷲ ﺗعا�﴿ :إِن ا�
َّ ْ ْ ُ � أَم َّمن يَأْ� آم ًِنا يَ ْو َم الْق َِي َ
امةِ ۚ ا� َملوا َما شِئ ُت ْم ۖ إِن ُه � � ا�َّــ ـار َخ ْ ٌ َ ََْ ََ َ َُْ
ِ ِ علينا ۗ أ�من يل ٰ ِ
َْ ُ َ
�﴾ ]ﻓصلﺖ[40: ص ٌب ِ َما �ع َملون بَ ِ
َْ ُ َ َّ
�﴾ �از�كم �ســـﺐ أحوالكم وأعمالكم، صــ ٌ ﻗال الســـعدي﴿ :إِن ُه ب ِ َما �ع َملون بَ ِ
�ف ْر﴾( اهـ
َ َ َ َ َ َْ ْ ُ
اء فل ُيؤمِن ومن شاء فلي
َّ ّ ُ ْ َ َ َ َ َ ْ ْ
ا� ُّق مِن ر�ِ�م ۖ �من ش كﻘوله ﺗعا�َ ﴿ :و ُقل ْ َ
ِ
َ ﱠ ﱠ ً
ﻓﺄﺿـع
أﺑواب ا�ﻨ ِﺔ ،ﻓﺈن ﺷـﺌﺖ ِ
ِ
ُ
أوسـط ﻗول الﻨ� ﷺ :الوا ِل ُد
أﻳﻀـا ُ ومﻦ ذلك
َ ﱠ َ ْ ذلـك الﺒ َ
ـاب أو احﻔﻈـه) .ســـن ال�مـﺬي( ،ﻓهـﺬا ا �ـدﻳـﺚ � ﻳع� أن اﻹﻧســـان
عﻘوق والـدﻳـه وﻇلمهمـا
ِ مﺨ� ﺑ� ﱢﺑر الوالـدﻳﻦ وعﻘوﻗهمـا ،وﺑـالﺘـا� لـه ا�ﻖ � ﱠٌ
ّ
واﻹســــاءة إلﻴهمـا ،ﻓهـﺬا � ﻳﻘول ﺑـه عـاﻗـل .وإﻧمـا ا�ﻘصـــود مﻦ هـﺬا ا �ـدﻳـﺚ
الﺘحـﺬﻳر مﻦ عﻘوق الوالـدﻳﻦ والﺘهـدﻳـد والوعﻴـد �ﻦ ﻳﻔعـل ذلـك ،وا �ـﺚ على
حﻔﻆ حﻘوﻗهما � على ﺗﻀﻴﻴعها.
215
اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ
َ َ ّ َ
ب شق ًِّيا﴾ ُ ّ َ َ َ َ َّ ُ َ ً َ َ َ ُ ُ قال َر ّ ّ َ َ َ َ
َ
ب إِ� وهن العظـــم مِ� واشتعل الرأس شيبا ولم أ�ن بِد��ِك ر ِ
ِ ﴿
]مر�م.[4:
]اﻷعراف[150:
الﺒعﺾ ﻳدعﻲ أن ﻧ� ﷲ هارون ﺗركهم ﻳعﺒدون العﺠل ﻷﺟل الوحدة الوطﻨﻴ�ﺔ
َ ُ َ َ ْ
يت أن َ�قول ف َّرق َ
ت بَ ْ َ َ
َ ّ
� بَ� إِ ْ َ
�ا�ِيل﴾ ،ﺑيﻨما مﻦ ﻳﻘرأ اﻵﻳﺔ شـ ُ
و�ســتﺸــهد ﴿إ ِ ِ� خ ِ
ِ
َ َّ
قتلونَ�﴾ ﻳﻔهم أن ﻧ� ﷲ هـارون أﻧكر
ـعفو� َو�دوا يَ ُ وم اســ َ
ـتضــ َ الﺜـاﻧﻴـ�ﺔ ﴿إن الق َ
ِ
علﻴ ـهم � ﻏاﻳ ـﺔ اﻹﻧ�ار ح� �ادوا ﻳﻘﺘ ـلوﻩ ،وأما الﺘﻔر� ـﻖ الوارد � اﻷﻳ ـﺔ اﻷو�
216
َ ت بَ ْ َ َُ َ َ ْ َ َ ّ
� بَ� إِ ْ َ
�ا�ِيل﴾ ﻓﻴﻘصــد ﺑها ﺗﻔرﻗﺔ ﺑ� إســراﺋﻴ�ل يت أن �قول ف َّرق َ
شـ ُ
﴿إِ ِ� خ ِ
ِ
إذا ﺗرك هـارون َمﻦ َع َﺒـد العﺠـل و�ﻖ مو� مع مﻦ اﺗﺒعـه .ﺟـاء � ﺗﻔســـ�
ﻓرﻗﺖ ﺑ� ﺟماعﺘهم ،ﻓ�كﺖ الط�ي) :ﻓﻘال له هارون :إ� ﺧﺸﻴﺖ أن ﺗﻘولّ ،
َ َّ ﱢ
ﺑعﻀهم وراءك ،وﺟﺌﺖ ﺑﺒعﻀهم ،وذلك َﺑ� � ﻗول هارون للﻘوم ﴿يَا ق ْو ِم إنــ َما
ِ
َ َ َ
َ َّ ُ ُ َّ َ ُ َّ ُْ َّ ُ ْ
و� َوأ ِطيـ ُعوا أ ْمرِي﴾ و� ﺟواب الﻘوم له وﻗﻴلهم ُ ْ
فتِنتم بِهِ �ن ر��م الر�ن فاتبِع ِ
َ َ
� َح َعليْهِ َ�كِف َ
ِ� َح َّ� يَ ْرج َع إ�ْ َنا ُم َ َ
﴿ل ْن ن ْ َ َ
و�﴾(. ِ ِ
ﺟاء � ﺗﻔسـ� الﻘرط�) :وإﻧما ﺧصـه ﺑﺬكر الﺸـﻘاء ولم ﻳﻘل ﻓتﺸـﻘﻴان :ﻳعلمﻨا
أن ﻧﻔﻘـﺔ الﺰوﺟـﺔ على الﺰوج ؛ ﻓمﻦ ﻳومﺌـﺬ ﺟرت ﻧﻔﻘـﺔ النســــاء على اﻷزواج ،
ﻓلما �اﻧﺖ ﻧﻔﻘﺔ حواء على آدم كﺬلك ﻧﻔﻘات ﺑﻨ�اﺗها على ﺑ� آدم �ﻖ الﺰوﺟﻴﺔ.
وأعلمﻨـا � هـﺬﻩ اﻵﻳـﺔ أن الﻨﻔﻘـﺔ ال� �ـﺐ للمرأة على زوﺟهـا هـﺬﻩ اﻷرﺑعـﺔ :
الطعام والﺸراب والكسوة وا�سكﻦ(.
َ َّ الر�ن َ� َ ُ َ َ َ َّ َ
ك َعــ ٌ ّ َ ﴿يــا َ�بَ
طان َو ِ�ًّــا﴾
ِ ــي ِلش ل ونــ كت ِ
ذاب م َِن َّ س م � نأ افــ خ أ �ِ إ ت
ِ
]مر�م[45:
217
ّ
ﻳﻘول اﺑﻦ عـاﺷـــور ) :و لﻺﺷـــارة إ� أن أصـــل حلول العـﺬاب ﺑمﻦ �ـل ﺑـه هو
ا�رمان مﻦ الرحمﺔ � ﺗلك ا�الﺔ ع� عﻦ ا��لﺔ ﺑوصــﻒ الرحمﻦ لﻺﺷــارة
ُ
إ� أن حلول العـﺬاب ممﻦ ﺷـــﺄﻧـه أن ﻳرحم إﻧمـا ﻳكون لﻔﻈـاعـﺔ ﺟرمـه إ� حـد أن
�رمه مﻦ رحمﺘه َمﻦ ﺷﺄﻧه سعﺔ الرحمﺔ(.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ْ َّ َ َ ْ َ َ ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ ُ ًّ َ َََْ ََ
وب ۖ َو� َج َعل َنا �ل ُه ْم َو َما َ� ْع ُب ُدون مِن ُدو ِن ا�ِ وهبنا � إِسـحاق و�عق ﴿فل ّم َــــا اع
َ
نبِ ًّيا﴾ ]مر�م[49:
ﻗال السـعدي :ولما �ان مﻔارﻗﺔ اﻹﻧسـان لوطﻨه ومﺄلﻔه وأهله وﻗومه مﻦ أﺷـﻖ
�ء على الﻨﻔس ،ﻷمور كﺜ�ة معروﻓﺔ ،ومﻨهـا اﻧﻔرادﻩ عمﻦ ﻳﺘعﺰز ﺑهم و�ﺘك�،
إﺑراهﻴم َ
ﻗومه ،ﻗال ﷲ ُ و�ان مﻦ ﺗرك ﺷـــﻴﺌ�ا ﮻ عوﺿـــه ﷲ ﺧ�ا مﻨه ،واع�ل
َّ َ َ ْ َ َ ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ ُ ًّ َ َ َ َّ ْ َ َ َ
وب ۖ َو�﴾ �ل ُه ْم َو َما َ� ْع ُب ُدون مِن ُدو ِن ا�ِ وهبنا � إِس ـحاق و�عق � حﻘه﴿ :فلما اع
ْ
مﻦ إسـحاق و�عﻘوب ﴿ َج َعل َنا نَبِ ًّيا﴾ ﻓحصـل له هﺒﺔ هﺆ�ء الصـا�� ا�رسـل�
إ� الﻨاس ،الﺬﻳﻦ ﺧصـــهم ﷲ ﺑوحﻴه ،واﺧﺘارهم لرســـالﺘه ،واصـــطﻔاهم مﻦ
العا��.
ﻗـال اﺑﻦ الﻘﻴم رحمـه ﷲ" :وﻗولهم مﻦ ﺗرك ﮻ ﺷـــﻴﺌـ�ا عوﺿـــه ﷲ ﺧ�ا مﻨـه:
حﻖ .والعوض أﻧواع مﺨﺘلﻔــﺔ؛ وأﺟـ ّـل مــا ﻳعوض ﺑــه :اﻷﻧس ﺑــا﮻ ومحﺒﺘ ـ�ه،
وطمﺄﻧيﻨ�ﺔ الﻘلﺐ ﺑه ،وﻗوﺗه وﻧﺸاطه وﻓرحه ورﺿاﻩ عﻦ رﺑه ﺗعا�".
219
َّ َ رض يَرثُه ـا عِباد َِي ّ ّ َ َّ َ َ ﴿ َولَ َقد َك َتبنا � َّ
ا�ون إِن ِ� الص ِ ِ الز�ورِ ِمن بَع ِد ا�ِكرِ أن ا� ِ
ِين﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء.[106-105: َ�ٰ َذا َ�َ َ� ً� لّ َِق ْو� َ�بد َ
ٍ ِ
ُ َ َ َّ َ
عبـاد َِي واﻷرض عﻨـد كﺜ� مﻦ ا�ﻔســـر�ﻦ � ﻗولـه ﺗعـا� ﴿أن ا�رض يَ ِرثهــــــا ِ
َ َّ َّ
ا� ْمـــ ُد ِ�ِ ا�ِي َص َد� َناون﴾ هﻲ أرض ا�ﻨﺔ ،ﺑدلﻴل ﻗوله ﺗعا�َ ﴿ :و َقالُوا ْ َ َ
ا�الص ِّ
اء ۖ فَن ِْع َم أَ ْ
ج ُر الْ َعا ِمل َ ث �َشـ َــــ ُ
ُ ُ َ َ
َو ْع َدهُ َوأ ْو َر َ� َنــــا ْا� ْر َض نَتَ َب َّوأ م َِن ْ َ
ِ�﴾ ا� َّنةِ َحيْــــ
]الﺰمر.[74:
َ ً
و﴿بَ��﴾ عﻨد ﺑعﺾ ا�ﻔســر�ﻦ هﻲ ﺑمع� الﺒلﻐﺔ ال� َﻳﺒلﻎ ﺑه ا�ســاﻓر ﻗصــدﻩ
زاد ،أي ما ﻳكﻔﻴه مﻦ طعام وﺷراب.
مﻦ ٍ
ﻓﺈن حﻘﻴﻘﺔ أن ا�ﻨﺔ هﻲ للصــا�� ﻓﻘط هﻲ حﻘﻴﻘﺔ ﻳســﺘصــحﺒها العاﺑدون
� مﺸــوارهم � الدﻧﻴ�ا ،ﻓﺘصــ�هم على أذاها وﺗ�الﻴﻔها ،كما ﻳتﺒلﻎ ا�ســاﻓر إ�
ً
ﻗصـــدﻩ ﺑﺒلﻐﺔ مﻦ طعام وﺷـــراب .وهﺬا ا�ع� أﺷـــد حﻀـــورا �لما �ان العﺒد
َ َ َ ً َّ
أصح عﺒادة ﴿ إن � َ�ٰذا �َ�� ل ِق ْو� َ�بد َ َّ
ِين﴾. ٍ ِ ِ ِ
220
َ ُّ ُ َ َ ََ َ َ َ ﴿ َو َذا ا�ّون إذ َذ َه َ
ب ُمغاض ِـ ًبا �ظ َّن أن لن نقد َِر َعليهِ فنادى ِ� الظلم ـاتِ أن � إ ِ َ� ِ ِ
ِم�﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء[87:
َ َ ّ ُ ُ َ ّ
الظال َ نت ُسبحانك إِ� كنـت مِن إ ّ� أَ َ
ِ
َ َ َ َ َ
ﺟـاء � ﺗﻔســـ� اﺑﻦ كﺜ�َ �﴿) :ظ َّن أن لن نقـد َِر َعليـهِ﴾ أي :ﻧﻀـــﻴﻖ علﻴـه � ﺑطﻦ
ا�وت .ﻳروى �و هﺬا عﻦ اﺑﻦ عﺒاس ،ومﺠاهد ،والﻀحاك ،وﻏ�هم ،واﺧﺘارﻩ
اﺑﻦ ﺟر�ر ،واستﺸهد علﻴه ﺑﻘوله ﺗعا�َ ﴿ :و َمن قُد َِر َعلَيْـــهِ ر ْز ُق ُه فَلْ ُينف ِْق م َِّما آتَاهُ
ِ
ا� َ� ْع َد ُع ْسـر � ُ ْ ً ج َع ُل َّ ُ
اهــا ۚ َس َيـ ْ َّ ُ َ ْ ً َّ َ َ َ َ ُّ َّ ُ َ
�ا﴾ ٍ ا� ۚ � يُ�لِف ا� �فسـا إِ� ما آت
]الط�ق.([7:
221
ََ
والﺬي �عل الﻔلسـﻔﺔ ُمرﺗكﺰ ُﻩ � الدعوة ﻗد حاد عﻦ هﺬا ا�ﻨهﺞ الﺬي وﺟه ﷲ
ً
ﺗعا� إلﻴه ﻧبﻴ�ه صلى ﷲ علﻴه وسلم ،وﺟعل الﻔلسﻔﺔ عوﺿا عﻦ الو�.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ا��ْ َيا َو ْا�خ َِرة ِ فَلْ َي ْم ُد ْد � َســ َبب إ َ� َّ َ
ُ
الس َماءِ � َّم ا� � ُّ ان َ� ُظ ُّن أن لَّن يَ ُ َ
ن�هُ َّ ُ َ َ َ
﴿من كــ
ٍ ِ ِ ِ
ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ْ ُ ْ َ َّ َ ْ ُ ُ َ َ ُ
ِيظ﴾ ]ا�ﺞ[15: �قطع فلينظر هل يذهِ� كيده ما يغ
ْ ﱡ ْ ً
ﷲ ُم َح ﱠمـدا ﷺ ِ� الـدﻧ َﻴـ�ا َواﻵ ِﺧ َر ِة، ان َﻳ ُﻈ ﱡﻦ َأ ْن َل ْﻦ َﻳ ْﻨ ُصـــ َر ﱠ ُ
َ ْ َ َ َﻗـ َ
ال ْاﺑ ُﻦ َع ﱠﺒـ ٍاس :مﻦ �ـ
ُ َّ َ ْ َ ْ َ ُ ُ ُ َ � ْﺒل ﴿إ َ� َّ ﴿فَلْ َي ْم ُد ْد � َس َب َ ْ َ
ول :ﺛ ﱠم الس َماءِ﴾ أ ْيَ :س َمــ ـ ِاء َﺑ ْي ِﺘــ ـ ِه�﴿ ،م �قطع﴾ ﻳﻘ ب﴾ أيِ ٍ ِ : ِ ٍ
ْ َ ْ
ِل َﻴﺨﺘ ِﻨﻖ ِﺑ ِه...
َ َْ ْ َ َ ً َ ْ َ ﱠ َ ﱠ ﱠ َ َْ َ َ
�اصـــ ٍر ُم َح ﱠمـدا ﷺ َو ِكﺘـ َاﺑـ ُه َو ِدﻳﻨـ ُ�ه ،ﻓل َﻴـﺬهـ ْﺐ ﷲ ليس ِﺑﻨـ ِ وا�ع� :مﻦ ﻇﻦ أن
ََ َ ََْ ْ ُ ْ َْ َ ُ َ ﱠ ﱠ َ َ
اص ُر ُﻩ � َم َحالﺔ. ﷲﻧ ِ ﻓلﻴﻘﺘل ﻧﻔسه ،ﻓ �ﺈن
ُ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ َ َ َ َ ُ َ َ ُ �ذا ُ�تْ َ ٰ َ َ ْ ْ َ ُ َ َ ّ َ
َ
ادون ات � ْع ِرف ِ� وجوه ِ ا�ِين �فروا المنكر ۖ ي�ـ � علي ِهم آيـا�نـا بيِنـ ٍ ﴿
ُ
َ
ار َو َع َدها � ّمِن َ�ٰل ُ
ِ� ُم ۗ ا�َّــ ُ َ ْ ُ َ َّ َ َ ْ ُ َ َ َ ْ ْ َ َ ُ ْ َ َ َ ّ ُ ُ َ ّ
�ســطون بِا�ِين �تلون علي ِهم آيات ِنا ۗ قل أف�نبِئ�م � ِ ٍ
ص ُ ْ ْ َّ ُ َّ َ َ َ
�﴾ ]ا�ﺞ[72: ِين �ف ُروا ۖ َو�ِئ َس ال َم ِ ا� ا�
222
ﻗال الســـعدي) :مﻦ ﺑﻐﻀـــها وكراهﺘها ،ﺗرى وﺟوههم معبســـﺔ ،وأﺑﺸـــارهم
مكﻔهرة(.
َْ َ
�ن﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء [70:و﴿ا� ْسفل َ َْ ْ
الكــ ـلمﺘان هــ ـما ﴿ا�خ َســـر َ
ِ�﴾ ]الصاﻓات� [98: ِ
ﻗصﺔ ﻧ� ﷲ إﺑراهﻴم علﻴه الس�م.
ﻗال اﻹسـ�ا� � درة الﺘﻨﺰ�ل �) :ﻗصـﺔ إﺑراهﻴم علﻴه السـ�م � سـورة اﻷﻧبﻴ�اء
�ن﴾ ،و� الصــاﻓات ﴿فَأَ َر ُ َ ْ ً َ َ َ َْ ُ ُ َْ ْ
خ َ� َ َََ ُ
ادوا بِهِ ﻗال]ﺗعا�[﴿ :وأرادوا بِهِ كيدا فجعلنــاهم ا� ِ
ِ�﴾ ،وهﻲ ﻗصﺔ واحدة ،ﻓما ا�كمﺔ ﻓﻴه؟ اه ُم ْا�َ ْس َفل َ
ج َعلْ َن ُ
َكيْ ًدا فَ َ
و� ســورة اﻷﻧبﻴ�اء أﺧ� ﷲ ﺗعا� عﻦ إﺑراهﻴم علﻴه الســ�م أﻧه �اد أصــﻨامهم
ام ُ
صـ ـ َنـ َ ِيـدن أ ْ
ا�ِ �� َ َّ َ ََ
َ َ َّ
�م﴾ ]اﻷﻧبﻴـ�اء ،[57:وأﺧ� أﻧهم أرادوا أن ﻳكﻴـدوﻩ ﴿وتـ
كــﺬلــك ﴿ َوأَ َر ُادوا بـهِ َك ْيـ ًدا﴾ ،ﻓﺘﻘــاﺑــل الكﻴــدان ،ﻓلمــا عــاد علﻴهم كﻴــدهم ّ
ع� ِ
َ ْ ْ
ًْ َ َ َ َ ُ ُ ْ َ َ َ َُ
خ َ� َ
�ن﴾. ﺑا�سارة ،ﻓﻘال ﺗعا�﴿ :وأرادوا بِهِ كيدا فجعلناهم ا� ِ
َ
و� الصــاﻓات ﻗال ﻗﺒلها ﴿قَالُوا ا�ْ ُنوا َ ُ� بُنْ َيانًا فَ�لْ ُقوهُ ِ� ْ َ
ا�حِي ِم﴾ ﻓلما رموا ﻧ� ﷲ
مـﻦ ﻓـوق الـﺒـﻨ ـ�اء إ� أســــﻔــل ،عــاﻗـﺒـهـم ﷲ مـﻦ ﺟـنـس عـمـلـهـم ﻓـﺠـعـلـهـم هـم
اﻷسﻔل� ،وأصﺒح أمر ﻧ� ﷲ ً
عالﻴا(.
223
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ
الﻘرآن ،ﻓﻨور الﻔطرة ﺧلﻘه ﷲ عﺰ وﺟل � الﻘلوب ،وﻧور الﻘرآن إذا ما أﺿـــﻴﻒ
إ� ﻧور الﻔطرة صار ً
ﻧورا على ﻧور.
224
ُ ُ ُ ُ َ َ َ َ َ ُ َّ َ َ
َ َّ َ
ر�د أن َ� َتفضل � َفروا مِن قَو ِمــهِ مــا هذا إِ ّ� � َ َ ٌ
� مِثــل�م ي ﴿فقال الم� ا�يــن
َ
كـ ًة مـا َسـ ـمعنـا بهـذا � آبـا� َنـا ا� َّو َ َ ََ َ َ َ َ َّ ُ ََ ُ ََ
ل�﴾ ِ ِ ِ علي�م ولو شـــاء ا� �نزل م�� ِ
]ا�ﺆمﻨون.[24:
َ َ ََ َ َ �م َو َعملُوا ّ آمن ـوا مِن ـ ُ ا� َّا�ي ـ َن َ
﴿ َو َع ـ َد َّ ُ
رض ك َماستخل ِف َّن ُهم ِ� ا� ِ ات لي
ا� ـ ِ الص ِ ِ
َ َ َ َ َ َّ َ َ ُ َ ّ َ َّ َ َ ـتخلَ َف َّا� َ
دين ُه ُم ا�ِي ارت� ل ُهم َو�ُ َب ّدِ�َّ ُهم مِن بَع ِد ِن ل ُهم ين مِن قبل ِ ِهم و�مك اس َ
َ َ َ َ َ َ َُ َ
عد ذل ِك فأول�ِك ُه ُم
َ َ
��ـــون � شـــيئًا َو َمن �فر ب ُ َ َ ً َ ُ َ
خوف ِ ِهم أمنا يعبـــدون� � � ِ
ِقون﴾ ]الﻨور.[55: َ
الفاس
مون﴾ ]الﻨور[19: َ َ َ
نتم � تعلا� يَعلَ ُم َوأَ ُ
َو َّ ُ
225
ٌَ أخ ُ �ة َو� تَ ُ ََ ُ َّ ّ َ ُ َ ّ َ
ذ�م ب ِ ِهما َرأفة � ِنهم ـا مِائة َج َ ٍ
� واحِد م ُ
ٍ الزا� فاجل ِـدوا﴿الزا�ِي ـة و
المؤم َذا� ُهما طا� َف ٌة م َِن ُ
شهد َع َ وم ا�خِر َوليَ َ َ َّ
ا�ِ َوا�َ ِ ُ ُ ُ َّ
ِن�﴾ ِ ِ دين ا�ِ إِن كنتم تؤمِنون ب ِِ
]الﻨور[2:
َ ُ َ
�ات بَل � � َ ُ َ ُ بون َ�نَّما نُم ُّد ُهم بهِ مِن مال َو�َ َ
ََ َ َ
شعرون﴾ ن� �سارِع ل ُهم ِ� ا� ِ ٍ ِ ِ ﴿��س
]ا�ﺆمﻨون[56-55:
ون َ�نَّما نُم ُّد ُه ـم بهِ مِن م ـال َو�َ َ
ن�﴾ ما ﻧعطﻴهم
َ
ـ ب ﺟاء � ﺗﻔس� الﺒﻐويَ �َ �َ ﴿) :
س
ٍ ِ ِ
َ َ ُ ُ
و�علـه مـددا لهم مﻦ المـال والﺒﻨ� � الـدﻧﻴـ�ا �﴿ .ســـارِع ل ُهم ِ� ا� ِ
�ات﴾ أي :
ﻧعﺠـل لهم � ا��ات ،وﻧﻘـدمهـا ﺛواﺑـا ﻷعمـالهم �رﺿــــاﺗﻨـ�ا عﻨهم َ ﴿ ،بـل �
ٌ َ ُ َ
اسﺘدراج لهم(. رون﴾ أن ذلك�شع
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
226
َ ُْ َ َ ْ
��ْ َن بأ ْر ُجلِه َّن ِ�ُ ْعل َم َما �ف َ َ َ َ
ِ� مِن زِ�نتِ ِه َّن﴾ ]الﻨور[31: ِ ﴿و� ي ِ ِ
ُ ً
وا�ﻘصــود �ر�م أن ﺗﻀــرب ا�رأة ﺑرﺟلها مﺘعمدة أن ﻳصــد َر صــوت ا�لﺨال
)وهو الﺰ�ﻨ�ﺔ ا�رادة ﺑاﻵﻳﺔ( لﺘﺠلﺐ ﻧﻈر الرﺟال ﺑﺬلك.
ﻗال الســعدي) :ﻓالﻀــرب ﺑالرﺟل � اﻷرض ،اﻷصــل أﻧه مﺒاح ،ولكﻦ لما �ان
وسﻴلﺔ لعلم الﺰ�ﻨ�ﺔ ،مﻨع مﻨه(.
ُ ﱡ
ﻓكﻴﻒ ﺑمﻦ ﻳلبســـﻦ الﻀـــﻴﻖ أو ما ﻳﺸـ ـﻒ مﻦ الﺜﻴ�اب �ﻴﺚ ﻳصـــﻒ ا�ســـم
ﻧﻔسه؟!
َ ْ ُ
الس َماءِ � َتخ َطف ُهك َ� َّ� َمـ ـا َخ َّر م َِن َّ
َ َ ُ ْ ْ َّ َ َ
�ك بِا�ِ ف � ُم ْ َ اء ِ َّ�ِ َغ ْ َ﴿ ُح َن َفـ ـ َ
�� ِ� بِهِ ۚ ومن � ِ ِ
�ح � َم َ�ن َ َّ ْ ُ َ
ِيق﴾ ]ا�ﺞ[31: ح س الر ُ � أ ْو َ� ْهوي بهِ ّ الط
ٍ ٍ ِ ِ ِ ِ
ََ ْ
خ َط ُفـ ُه َّ
الط ْ ُ كـ� َّ� َمـا َخ َّر م َِن ََّ َ َ
�﴾ السـ ـ َمـاءِ﴾ أي :ســـﻘط مﻨهـا�﴿ ،ت ﻗـال الســـعـدي﴿ :ف
�ح � َم َ�ن َ َ
ِيق﴾ أي :ﺑعﻴد .كﺬلك ا�ﺸـرك ،ﻓاﻹﻳمان ح ـ
س ِ
الر ُ ﺑسـرعﺔ ﴿أ ْو َ� ْهوي بهِ ّ
ٍ ٍ ِ ِ ِ
ﺑم�لـﺔ الســـمـاء ،محﻔوﻇـﺔ مرﻓوعـﺔ .ومﻦ ﺗرك اﻹﻳمـان ﺑم�لـﺔ الســــاﻗط مﻦ
الســـمـاء ،عرﺿـــﺔ لﻶﻓـات والﺒلﻴـات ،ﻓـﺈمـا أن �طﻔـه الط� ﻓﺘﻘطعـه أعﻀـــاء،
كﺬلك ا�ﺸـرك إذا ﺗرك ا�عﺘصـام ﺑاﻹﻳمان �طﻔﺘه الﺸـﻴاط� مﻦ �ل ﺟاﻧﺐ،
ومﺰﻗوﻩ ،وأذهﺒوا علﻴه دﻳﻨ�ه ودﻧﻴ�اﻩ.
227
اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ
228
ك ُة أَو نَرى َر َّ�نا لَ َق ِد َ
است َ
ك�وا
َ َ َ ُ َ ََ َ َ َ َ َ َّ َ َ
﴿وقال ا�ين � يرجون ل ِقاءنا لو� أنزِل علينا المـ�� ِ
ب�ا﴾ ]الﻔرﻗان.[21:سهم َو َ� َتوا ُ� ُت ًّوا َك ً َ ُ
� أنف ِ ِ
َ َّ َ َ
ا� فإِذا ُهم فر�قــــا ِن صـا�ــــا أَن ُ
اعبــــ ُدوا ًِ مود أَ ُ
خاهم
َ َ ﴿ َولَ َقد أَ َ
رسـلنــــا إِ� ث
ِ
مون﴾ ]الﻨمل.[45: َ
صـ َ َ
�ت ِ
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ُ َ ََ َ َ َ َ َ َ َ ََ َُ ٌْ ّ َ ْ َ َ َ َّ
اب �نا آ�ِيك بِهِ �بْل أن يَ ْرت َّد إِ�ْك َط ْرفك ۚ فل َّما﴿ قال ا�ِي عِنده عِلم مِن الكِتـــ ـ ِ
َ َ َ ّ َ ُ ََ ْ ُ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ َ َ َ َ
�بْل َو ِ� أأش ـك ُر أم أ�ف ُر ۖ َو َمن ش ـك َر ِندهُ قال �ٰذا مِن فض ـ ِل ر ِ� ِ َرآهُ ُم ْس ـ َتق ًِّرا ع
� َكر ٌ َ َ َ َ َّ َ ّ َ َ َّ َ َ ْ ُ
ك ُر �ِ َ ْف ِ َ َ
�م ﴾ ]الﻨمل[40: سهِ ۖ ومن �فر فإِن ر ِ� غ ِ ٌّ ِ فإِ�ما �ش
ﻗال الســعدي) :ﻓلم ﻳﻐ� علﻴه الســ�م ﺑملكه وســلطاﻧه وﻗدرﺗه كما هو دأب
ا�لوك ا�اهل� ،ﺑل علم أن ذلك اﺧﺘﺒ�ار مﻦ رﺑه ﻓﺨاف أن � ﻳﻘوم ﺑﺸــكر هﺬﻩ
الﻨعمـﺔ ،ﺛم ﺑ� أن هـﺬا الﺸـــكر � ﻳنﺘﻔع ﷲ ﺑـه وإﻧمـا ﻳرﺟع ﻧﻔعـه إ� صـــاحﺒـه
� كر ٌ َ َّ َ َ َ َ َ َّ ْ ْ ُ َ َّ
ﻓﻘالَ ﴿ :و َمن شـك َر فإ� َما �َشـك ُر �ِ َف ِ َ َ َ َ
�م﴾ ﻏ� عﻦسـهِ ۖ ومن �فر فإِن ر ِ� غ ِ ٌّ ِ ِ
أعماله كر�م كﺜ� ا�� ﻳعم ﺑه الﺸــاكر وال�اﻓر ،إ� أن ﺷــكر ﻧعمه داع للمﺰ�د
مﻨها وكﻔرها داع لﺰوالها(.
ْ َ ُ ْ ُ َ َ
َ َْ ْ ْ ُ
﴿ َو� َن � ال َمد َ ْ َ
ون﴾ ]الﻨمل[48: ِينةِ � ِْس َعة َره ٍط ُ�فس ُِدون ِ� ا�ر ِض و� يصل ِح ِ
229
ّ ً
ﻓﻘوم صـالح هلكوا ﺟمﻴعا ﺑسـﺒﺐ ﺗسـعﺔ؛ ﻷن ا�ﺠموع �اﻧوا مﺘورط� سـكوﺗا
ًَ
أو إﻗرارا أو حﺜا.
ْ َ ُ َّ َ َ َ َّ ََ َ َ َ َ َْ َ َ
انب َعث أشــقاها �قال ل ُه ْم َر ُســول ا�ِ ناقة ا�ِ َو ُســق َياها كما ﻗال ﺗعا� ﴿إِذِ
َ َ َّ ُ ُ َ َ َ ُ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ْ َ ُّ ُ َ ْ َ َ َّ َ
اها﴾ ]الﺸمس[14-12: فكذبوه �عقروها فدمدم علي ِهم ر�هم بِذنبِ ِهم فسو
ﻗال الﻘرط� :ﻓعﻘروها أي عﻘرها اﻷﺷـــﻘى .وأﺿـــﻴﻒ إ� ال�ل; ﻷﻧهم رﺿـــوا
ﺑﻔعله.
َ ً
ادا كب ً َ
َ َ َ ْ ُ ُ َْ ََ
�ا﴾ ]الﻔرﻗان[52: ِ جه
﴿ف� تطِعِ ال�ف ِرِ�ن وجاهِدهم بِهِ ِ
َ َََ
ﻗـال اﺑﻦ الﻘﻴم � زاد ا�عـاد) :وأمرﻩ ﷲ ﺗعـا� ﺑـا�هـاد مﻦ ح� ﺑعﺜـه وﻗـال ﴿ َول ْو
ادا َكب ً
َ ً َ َ َ ْ ُ َْ ََ ُ ً ُ ّ َ ْ َ َّ َْ ََ َ َْ
�ا﴾ ِ جه
� قر� ٍة نذِيــــرا ف� تطِعِ ال�ف ِرِ�ن وجاهِدهم بِهِ ِ
ِشـئنا �عثنا ِ� ِ
ُ ٌ
]الﻔرﻗان .[52-51:ﻓهـﺬﻩ ســـورة مكﻴـﺔ أمر ﻓﻴهـا �هـاد الكﻔـار ﺑا�ﺠـﺔ والﺒﻴـ�ان
ّ
وﺗﺒلﻴﻎ الﻘرآن ،وكـﺬلـك ﺟهـاد ا�ﻨـاﻓﻘ� إﻧمـا هو ﺑتﺒلﻴﻎ ا�ﺠـﺔ ،وإ� ﻓهم �ـﺖ
َ ُْْ ْ ُ َّ َ ْ َ
ِ� َواغلظ ار َوال ُم َنـافِق� َجـاهِـ ِد الكفـ
ﻗهر أهـل اﻹســـ�م ،ﻗـال ﺗعـا�﴿ :يَـا � ُّ� َهـا ا�َّ ُّ
ِ
ْ ْ َ ْ ُ َ َّ ََ
�﴾ ]الﺘوﺑﺔ [73:ﻓﺠهاد ا�ﻨاﻓﻘ� أصــعﺐ صــ ُ عليْ ِه ْم ۚ َومأ َواه ْم ج َهن ُم ۖ َو�ِئ َس ال َم ِ
مﻦ ﺟهاد الكﻔار ،وهو ﺟهاد ﺧواص اﻷمﺔ وورﺛﺔ الرســل .والﻘاﺋمون ﺑه ٌ
أﻓراد �
ً
العــالم وا�ﺸــــاركون ﻓﻴــه وا�عــاوﻧون علﻴــه وإن �ــان هم اﻷﻗل� عــددا ﻓهم
ً
اﻷعﻈمون عﻨد ﷲ ﻗدرا(.
ومﻦ ﺟهـاد الكﻔـار وا�ﻨـاﻓﻘ� � زمـاﻧﻨـ�ا م�ـاﻓحـﺔ ﺷـــﺒهـاﺗهم وطعوﻧـاﺗهم ال�
ﻳطعﻨون ﺑها على اﻹســ�م ،والتســلح ﺑما ﻳلﺰم لﺬلك مﻦ العلم الﻨاﻓع ووســاﺋل
الوصول إ� الﻨاس والﺘﺄﺛ� ﻓﻴهم.
230
ب َ�َا م ِْن أَ ْز َواج َنا َو ُذ ّر َّ�ات َِنا قُ َّر َة أَ ْع ُ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َّ َ
ِ� إ َم ً
اما﴾
َ َّ َ َ ُ ُ َ
ون َر َّ� َنا َه ْ
� واجعلنا ل ِلمتق ِ ٍ ِ ِ ﴿وا�ِين �قول
]الﻔرﻗان[74:
ْ َ ْ ُ َّ َ
ِ� إ َم ً
اما﴾ أي :أوصــلﻨا ﻳا رﺑﻨ�ا إ� هﺬﻩ الدرﺟﺔ َ ْ َ
ﻗال الســعدي﴿ :واجعــــلنا ل ِلمتق ِ
ُ
العالﻴﺔ ،درﺟﺔ الصـدﻳﻘ� والك ﱠمل مﻦ عﺒاد ﷲ الصـا�� وهﻲ درﺟﺔ اﻹمامﺔ
� الــدﻳﻦ وأن ﻳكوﻧوا ﻗــدوة للمﺘﻘ� � أﻗوالهم وأﻓعــالهم ﻳﻘﺘــدى ﺑــﺄﻓعــالهم،
و�طم� ﻷﻗوالهم و�س� أهل ا�� ﺧلﻔهم ﻓﻴهدون و�هﺘدون.
231
اﻟﺠﺰء اﻟﻌﺸﺮون
َ َ َ ّ َ ّ
مون﴾ ]الﻨمل.[66: ِلم ُهم ِ� ا�خ َِرة ِ بَل ُهم � ش ٍك مِنها بَل ُهم مِنها ع
اد َار َك ع ُ ﴿ب ِل
232
ا�ع�اف ﺑـا�ﻖ ،ﻓـاعﺘـﺬروا ﺑهـﺬﻩ ا�عـﺬرةُ .ﻓر وي عﻦ اﺑﻦ عﺒـاس أن ا �ـارث ﺑﻦ
ً
عﺜمــان ﺑﻦ ﻧوﻓــل ﺑﻦ عﺒــد مﻨــاف وﻧــاســــا مﻦ ﻗر�ﺶ ﺟــاءوا الﻨ� ﷺ ﻓﻘــال
ا �ـارث" :إﻧـا لﻨعلم أن ﻗولـك حﻖ ولكﻨـا �ـاف إن اﺗﺒعﻨـا الهـدى معـك وﻧﺆمﻦ
َ ََ ُ
ﺑك أن ﻳﺘﺨطﻔﻨا العرب مﻦ أرﺿـﻨا و� طاﻗﺔ لﻨا ﺑهم ،وإﻧما �ﻦ أ�لﺔ رأس" .أي
أن ﺟمعﻨـا ﻳﺸـــﺒعـه الرأس الواحـد مﻦ اﻹﺑـل ،وهـﺬﻩ ال�لمـﺔ كﻨـاﻳـﺔ عﻦ الﻘلـﺔ.
ﻓهﺆ�ء اع�ﻓوا � ﻇاهر اﻷمر ﺑﺄن الﻨ� ﷺ ﻳدعو إ� الهدى(.
وﻗد ﻳكوﻧوا �دﺛوا ﺑاســـم ﻗر�ﺶ ،أي أﻧهم ﻗالوا :لو ﺗاﺑعﺘك ﻗر�ﺶ وآمﻨﺖ ﺑك
�طﻔﺘهم الﻨاس.
233
اﻟﺠﺰء اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮون
أن ا�� الﺬي ﻳوصـله ﷲ لعﺒادﻩ كﺜ��� ،ف اسـﺘﺨدام حرف ﴿إِن﴾ الﺸـرطﻴﺔ
ٌ ُ
بهم َسيِّئَة﴾ للتﺸكﻴك � وﻗوعه.
ص ُمع ما ﻳسوؤهم ﴿�ن ت ِ
234
ُ ُ ََ َ َ ُ ََ َ َ ُ ُ
الق ُ
لوب بصار َو�َلغ ِ
ت ﴿إِذ جاءو�م مِن فوق ِ�م َومِن أســ ـفل مِن�م �ذ زاغ ِ
ت ا�
ً
لزا� َشـ ً َ َ ُ ُ َ ُ
ابت َ ُ َ َ َ َ ُ ّ َ َّ ُّ
ديدا﴾ � المؤمِنــــون وزلزِلوا زِ جر و�ظنون بِا�ِ الظنونا هنال ِك ِ
ا�نا ِ
]اﻷحﺰاب[11-10:
ا� َو َر ُ ُ
سو� ا� َو َر ُ ُ
سو� َو َص َد َق َّ ُ ِنون ا�َح ـ َ
زاب قالوا هذا ما َو َع ـ َدنَا َّ ُ َ ﴿ َول َ ّما َرأَى ُ
المؤم
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
َ َ َّ َّ
ا� ل ُِ��َ ُ ْ ْ ْ َ َ َّ ْ ُ ْ َ َ ْ ََ
�م ّم ِْن آيَــ ـاتِهِ ۚ إ ِن ِ� �ٰل ِك ت ِ ِ ﴿�لــ ـ ْم ت َر أن الفلك �رِي ِ� ا�َحرِ بِنِع َم ِ
َ َ ّ ُ ّ َ َّ َ ُ
ور﴾ ]لﻘمان[31: ار ش ٍ
ك ِ� صب ٍ ات ل ِ
�ي ٍ
235
َ َ ُ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُ َ ُ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ َ َّ ْ َ ُ ُ َّ
اه ْم � ﴿�قالوا ر�نا باعِد ب� أســفارِنا وظلموا أنفســهم فجعلناهم أحادِيث ومز�ن
َ ٰ َ َ َ ّ ُ ّ َ َّ َ ُ َّ ُ َ َّ
ور﴾ ]سﺒﺄ[19: ار ش ٍ
ك ِ� صب ٍ
ات ل ِممز ٍق ۚ إِن ِ� �ل ِك �ي ٍ
َ ٰ َ َ َ ّ ُ ّ َ َّ َ ُ َّ
ور﴾ ﻓهم ا�ﻨﺘﻔعون ﺑاﻵﻳات، ار ش ـك ٍ ِ� ص ـب ٍ
ات ل ِﻗال الســعدي﴿ :إِن ِ� �ل ِك �ي ٍ
ّ
صـﺒار على الﻀـراء ،ﺷـكور على السـراء ،صـﺒار على طاعﺔ ﷲ وعﻦ معصـﻴﺘ�ه،
ّ
وعلى أﻗدارﻩ ،ﺷكور ﮻ ،على ﻧعمه الدﻳنﻴ�ﺔ والدﻧﻴو�ﺔ.
236
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﻌﺸﺮون
َ َّ َّ َ َ َ ً
طيفا َخ ً َّ َ ُ َ
رن مـــ ـا يُت� � بُيوت ُ
ب�ا﴾ ِ� َّن مِن آياتِ ا�ِ َوا� ِكمةِ إِن ا� �ن ل ﴿واذك
]اﻷحﺰاب[34:
ََ َ َ َ َ
ك َواتَّق َّ َ ُ َّ َ َ َ َّ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ
ا� ِ ج و ز يك ل ع ك ـــ س
ِ م ﴿�ذ تقـــول ل ِ�ي أنعم ا� عليهِ وأنعمت عليهِ أ
ََ َ َ َ َ َّ ُ َ َ َ ك َما َّ ُ
َ َ ُ
ا� أ َح ُّق أن �شــاهُ فل ّما ا� ُمبديــــهِ َو�� ا�ّــــاس و ســَو�� � نف ِ
َ َ ََ َ َ َ
ِن� َح َر ٌج � أ ِ
زواج المــؤم َ � ُ ق� َز�ــ ٌد مِنها َو َطـ ًرا َز َّوجناكها لِ� � يَ�ــون
ا�ِ َمفعو�﴾ ]اﻷحﺰاب.[37:
ً ُ َّ َ َ ً َ َ َ ُ َّ َ َ َ
أد�ِيا� ِ ِهم إِذا قضوا مِنهن وطرا و�ن أمر
237
ُ َّ َ َ َ َّ
كروا ما بصاحب ُ ُ َّ َ َ ﴿قُل إنَّما أَع ُِظـ ُ
�م ِ ِِ �م بِواح َِدةٍ أن تقوموا ِ�ِ َمث� َوفرادى �م �تف ِ
َ َ ٌ َ ُ َ َ ََ َ ّ َُ مِن َّ
ديد﴾ ]سﺒﺄ.[46: ذاب ش ٍ
جن ٍة إِن هو إِ� نذير ل�م ب� يدي ع ٍ ِ
َ ّ َ ُ َّ َ َ ُ َ َ َ َ
� ما �َشـــــ َتهون كما فعِل بِأشـيا ِ
ع ِهم مِن قبل إِ� ُهم �نوا � شـ ٍك حيل بَ َ
ين ُهم َو�َ َ ﴿و
ر�ب﴾ ]سﺒﺄ.[54: ُ
م ٍ
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
238
ُّ ْ َ ً َ ْ َ ُ َ َ َ ْ ََ السـ َماءِ َم ً َ َ ْ ْ َ نز َل م َِن َّ ا� أَ َ﴿ َ�ل َ ْم تَ َر أَ َّن َّ َ
ا� َبا ِلات �تل ِفا �لوا�ها ۚ ومِن ِ اء فأخ َرجنا بِهِ �م َر ٍ
َ َّ َ ّ ْ َ ْ ـب ُسـ ـ ٌيض َو ُ�ْ ٌر ُّ�ْ َتل ٌِف َ�ل ْ َو ُا� َهـا َو َغ َرا�ي ُ ُ َ ٌ ٌ
اب َوا�� َعـا ِماس وا�و ِ ود َوم َِن ا�َّـ ِ ِ جـدد �ِ
ََُْ ُ ْ َ ٌ ْ ُ ُ َ َ َ َّ َ َ ْ َ َ
�ز َ� ُف ٌ اء ۗ إ َّن َّ َ
ا� َعز ٌ َّ َ ْ َ
ور﴾ ِ �تل ِف �ل َوانه ك�ٰل ِك ۗ إِنـــما �� ا� مِن عِبـــادِه ِ العلم ُ ِ
]ﻓاطر[28-27:
ا� م ِْن ع َِبادِه ِ الْ ُعلَ َم ُ
اء﴾ ﺟاءت ﺑعد ذكر ﺑعﺾ آﻳات ﷲ ﻓ�حﻆ أن ﴿إنَّــ َما َ�ْ َ� َّ َ
ِ
ﺑﻘلﺐ سلﻴم �صل لدﻳه العلم الﺬي ﻳﺰ�دﻩ ﺧﺸﻴﺔ ﮻.
ٍ الكوﻧﻴ�ﺔ .ﻓمﻦ ﺗﺄملها
ك ُه َو ْ َ
ا� َّق َو�َ ْهـدِي إ ِ َ ٰ� ِ َ َّ ّ َ ُ َ َْ َ َ َ َ َّ َ ُ ُ ْ ْ َ َّ
اط
� ِ �ـك مِن ر ِ�ـ نزل إِ
ِ أ ِي
ا� ﴿و�رى ا�ِين أوتوا العِلم
الْ َعز�ز ْ َ
ا� ِمي ِد﴾ ]سﺒﺄ[6: ِ ِ
)عـ� ﺑــــــــ)و�ـرى( دون )و�ـعـلـم( لـلـﺘـنـﺒـﻴ ـ�ه عـلـى أﻧــه عـلـم ﻳـﻘـﻴـ� ﺑـمـ�لــﺔ الـعـلـم
ﺑا�رﺋﻴ�ات( )مع� ��م اﺑﻦ عاﺷور(.
َ ََ ََ َ َ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ ْ َ َ َ َّ ُ ْ َ َ ٰ َ ْ َّ َ َّ ُ ْ َ ْ َ ْ ُ ُ
ِنس ـ�ت ُه ۖ فل َّما
�ل م ﴿فلما قض ـينا عليهِ الموت ما دلهم � موتِهِ إِ� دابة ا�ر ِض تأ
ُْ َْ َ ْ ُّ َ َّ ْ َ ُ َ ْ َ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ ُ َ َ َ
�﴾ ]سﺒﺄ[14: اب الم ِه ِ
�ن أن لو �نوا �علمون الغيب ما �ِثوا ِ� العذ ِ تا ِخ َّر تبَ َّين ِ
َ ُ ﱠ
ﷲ وكﻴﻒ ﺗعرض صـــ�ﺗﻨ�ا علﻴك وﻗد أ ِر ْمـﺖ َُ
و� ا�دﻳﺚ :ﻓﻘالوا :ﻳا رســـول ِ
ﱠ َ
)ﻳع�َ :ﺑ ِل ْﻴـﺖ( ﻗـال) :إن ﷲ حرم على اﻷرض أﺟســـاد اﻷﻧبﻴـ�اء( َر َو ُاﻩ ُأﺑو َد ُاو َد
ﺑﺈسﻨاد صحﻴح.
239
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﻌﺸﺮون
َّ َ
ت� إ� َموتَتَ َنـا ا�و� َوما � ُن ب ُم َعذ َ ّ
﴿أفما � ُن ب َم ّي َ َ ََ
ب�﴾ ]الصاﻓات.[59-58: ِ ِ ِ ِ
َ ّ
ِلظال َ ً ّ ّ � نُ ُز� أم ش َ
ج َر ُة َّ ً َ َ
﴿أذل َِك َخ ٌ َ
ِم�﴾ ]الصاﻓات-62: الزقوم إِنا َج َعلنـاها ف ِتنة ل
[63
ُ
ً
اســـﺘهﺰاء) :هـﺬا محمـد ﻳﺘوعـدكم ﻗـال الﻘرط�) :لمـا ﺧ ّوﻓوا ﺑهـا ﻗـال أﺑو ﺟهـل
ﺑﻨ�ار �رق ا�ﺠارة ،ﺛم ﻳﺰعم أﻧها ﺗنﺒﺖ الﺸﺠر ،والﻨار ﺗﺄ�ل الﺸﺠر.((...
َ َّ َ َ َ ُ ّ َ َ َ ُ ُ َّ ُ َ َّ َ َ َ َ َ َ
آمنوا �نطع ُِم َمن لو ين �فروا ل ِ�ين ﴿�ذا قي ـل ل ُهم أنفِقوا مِما رزق�م ا� قال ا�
ُ َ َ ُ َّ ُ َ َ َ ُ َ ُ ّ
ب�﴾ ]ﻳس.[47:�ل م ٍ�شاء ا� أطعمه إِن أنتم إِ� � ض ٍ
240
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ُ َ َََ ْ ْ ُ ّ ُّ
ا�ل ِق ۖ أف� َ� ْعقِلون﴾ ]ﻳس[68: ﴿ َو َمن � َع ّم ْرهُ � َنك ِْس ُه � َ
ِ ِ
ﱠ َ َ ﱠ َ َ َ َ ْ
ﻗـال اﺑﻦ كﺜ�َ :وال ُم َر ُاد ِم ْﻦ َهـﺬا َ -و ﱠ ُ
اﻹﺧﺒـار َع ْﻦ هـ ِﺬ ِﻩ الـد ِار ِﺑـﺄﻧ َهـا د ُار
ُ ﷲ أ ْعل ُم-
ََ ﱠ َ ُ َ َ َ َ ُ َ َ َ ْ ْ َ َ َ َ َ َ ََ ْ َ َ
ال﴿ :أف� َ� ْعقِلون﴾ أ ْيَ :ﻳﺘﻔك ُر ون ز َو ٍال َواﻧ ِﺘﻘـ ٍال � ،دار دو ٍام واســـ ِﺘﻘر ٍار؛ و ِلهـﺬا ﻗـ
ُ َ ﱠ َ َْ ُ َ ْ ُ
ِﺑـ ُعـﻘـو ِلـ ِهـ ْم ِ� ا ْﺑـ ِﺘ ـ َ�د ِاء ﺧـلـ ِﻘـ ِهـ ْم ﺛـ ﱠم َصـــ ْ ُ� َور ِﺗـ ِهـ ْم �إ� ]ﻧـﻔـ ِس[ الﺸـــﺒـي َـﺒ ـ�ﺔ ،ﺛـ ﱠم �إ�
َ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ُْ َ َﱠ ُ ﱠ ُ َ
الﺸـــ ْﻴﺨوﺧـ ِﺔ؛ ِل َﻴ ْعل ُموا أﻧ ُه ْم ﺧلﻘوا ِلـد ٍار أﺧ َرى � ،ز َوال ل َهـا َو� اﻧ ِﺘﻘـال ِمﻨ َهـاَ ،و�
ﱠ ْ ُ َ ْ
َم ِحﻴد َعﻨ َهاَ ،و ِه َﻲ الد ُار اﻵ ِﺧ َرة.
َ َ ْ ُ َ ُ ُ َ َّ َ
ك لَم َن ال ْ ُم َص ّ ِدق َ ﴿قَـــ َال قَا� ٌل ّمِنْ ُه ْم إ ِ ّ� َ� َن � قَر ٌ
ِ� أإِذا مِت َنا َو� َّنا ِ �ن �قول أإِن ِ ِ ِ ِ
َْ َ َ ون فَ َّ َ
َ َ ْ ُ ُّ َّ ُ َ َ َ َ
ُ َ ً َ َ ً َّ َ ُ َ
اطل َع ف َرآهُ ِ� َس َواءِ ا�حِي ِم ِينون قال هل أنتم مطلِع ترابا وعِظاما أإِنا لمد
ضـــر َ َ ُْ ْ َ ك ُ َََْ ْ َ ُ َ ّ َ ُ َّ َ ُ ْ َ َ َ َّ
�ن﴾ ِ نت ِمـــن المح ِين ولو� ن ِعمة ر ِ� ل قـــال تا�ِ إِن كِـــدت ل�د ِ
]الصاﻓات[57-51:
َْ َ َ ّ َ ْ َُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ََ ٰ َ َ َ
� إِ ِ ّ� أ َر ٰ
� قَ َال يَا بُ َ َّ ﴿فَلَ َّما بَلَ َغ َم َع ُه َّ
السـ ْ َ
ى ۚ قال ى ِ� المنا ِم � ِ� أذ�ك فا�ظر ماذا تر
َ
�ن﴾ ]الصاﻓات[102: الصابر َ ا� َع ْل َما تُ ْؤ َم ُر ۖ َس َتج ُد� إ ِ ْن َش َ
اء َّ ُ
ا� م َِن َّ ْ
تيَا �بَ ِ
ِِ ِ ِ
َ
ﻗــال اﺑـﻦ كـﺜـ�) :وإﻧـمــا أعـل َـم )أي :إﺑـراهـﻴ ُـم( اﺑـﻨ ـ�ه ﺑــﺬلــك لـﻴـكـون أهـون عـلـﻴــه،
َََ
وﺟلدﻩ وعﺰمه � صﻐرﻩ على طاعﺔ ﷲ ﺗعا� وطاعﺔ أﺑﻴ�ه(. ولﻴﺨﺘ� ص�ﻩ
َ َ
وﻗـال الط�ي) :ﻓـﺈن ﻗـال ﻗـاﺋـل :أو�ـان إﺑراهﻴم ﻳﺆامر )أي :ﻳســـﺘـﺄذﻧـه( اﺑﻨـ�ه �
ا��ــ ﻷمر ﷲ وا�ﻧﺘهاء إ� طاعﺘه؟ ﻗﻴل :لم ﻳكﻦ ذلك مﻨه مﺸــاورة �ﺑﻨ�ه � ّ
241
َ ْ
العﺰم :هل هو مﻦ الصـ� على طاعﺔ ﷲ ،ولكﻨه �ان مﻨه لﻴعلم ما عﻨد اﺑﻨ�ه مﻦ
أمر ﷲ على مﺜل الﺬي هو علﻴهُ ،ﻓي َسـر ﺑﺬلك أم � .وهو � اﻷحوال �لها ماض
ﻷمر ﷲ(.
242
اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﻌﺸﺮون
َّ ُ َ َ
ا� فما ُ� مِن ك ب َّا� َ
ين مِن دون ِـهِ َو َمن يُضل ِِل
َ َُ َُ َ ّ َ َ َ َ َ َّ ُ
�اف عبـده و�خوِفون ِ
ٍ ﴿�ليس ا� ب ِ
ها ٍد﴾ ]الﺰمر[36:
بدهُ﴾ و﴿ ِعبا َدهُ﴾.
هﻨاك ﻗراءﺗان ﴿ َع َ
ﺑهما(
َّ ُ َ َ
ا� فما ُ� مِن ك ب َّا� َ
ين مِن دونِهِ َو َمن يُضل ِِل
َ َُ َُ َ ّ َ َ َ َ َ َّ ُ
�اف عبــده و�خوِفون ِ
ٍ ﴿�ليس ا� ب ِ
ها ٍد﴾ ]الﺰمر.[36:
ُ َ َ َ َّ َّ َ َ ُ َ َ َ ُ ُّ َ َ ُ
ِساب﴾ ﴿ا�َـــوم �ـــزى � ن ٍ
فس بِما كسبت � ظـــلم ا�وم إِن ا� ســـر�ع ا� ِ
]ﻏاﻓر.[17:
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
243
�س َ�ْ َعلْ ُه َما َ�ْ َ َّ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ ّ َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ ُ َ َّ َ َ َ
ت ا� ِ
ا� ِن و ِ
﴿وقال ا�ِين �فروا ر�نا أرِنـــــا ال�ي ِن أضــ�نا مِن ِ
ََْ َ َ ُ َ َ ََْْ َ ُ
ِ�﴾ ]ﻓ ﱢصلﺖ[29: أقدامِنا ِ�كونا مِن ا�سفل
ً َ َّ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ُ
ضــ ْعفا ِ� ا�َّارِ﴾ َ ٌ
وﺷــﺒﻴ�ه ﺑﺬلك ﻗوله ﺗعا� ﴿قالوا َر َّ�نا َمن قدم �َا �ٰذا ف ِزدهُ عذابًا ِ
]ص[61:
َ َ ُ َ َّ َ َّ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ ُّ َ َّ َ
الس ـبِي� َر َّ� َنا وﻗوله ســﺒحاﻧه ﴿وقالوا ر�نا إِنا أطعنا س ـاد�نا و��اءنا فأض ـلونا
�ا﴾ ]اﻷحﺰاب[68-67: آتِه ْم ضِ ْع َف ْ� م َِن الْ َع َذاب َوالْ َعنْ ُه ْم لَ ْع ًنا َكب ً
ِ ِ ِ ِ
ٌ ََ ُّ َ
ْ ََُ َّ ُ َ ُ ُّ َ
� ٍء َو� ِيل﴾ ]الﺰمر[26:
�� ْ
� � ٍء ۖ وهو ٰ ِ
﴿ا� خال ِق ِ
ﻗال الســعدي ��" :ﺗعا� عﻦ عﻈمﺘه وكماله ،ا�وﺟﺐ �ســران مﻦ كﻔر ﺑه
ا� َخــ ـال ُِق � ْ ُّ َ
ﻓﻘالُ َّ ﴿ :
� ٍء﴾ هﺬﻩ العﺒارة وما أﺷـﺒهها ،مما هو كﺜ� � الﻘرآن، ِ
ّ
ﺗـدل على أن ﺟمﻴع اﻷﺷـــﻴـاء -ﻏ� ﷲ -مﺨلوﻗـﺔ ،ﻓﻔﻴهـا رد على �ـل مﻦ ﻗـال
ﺑﻘـدم ﺑعﺾ ا�ﺨلوﻗـات� ،ـالﻔ�ســـﻔـﺔ الﻘـاﺋل� ﺑﻘـدم اﻷرض والســـمـاوات،
و�الﻘاﺋل� ﺑﻘدم اﻷرواح ،و�و ذلك مﻦ أﻗوال أهل الﺒاطل ،ا�ﺘﻀــمﻨﺔ ﺗعطﻴل
ا�الﻖ عﻦ ﺧلﻘه".
� ْمود ُ � ْم َو َ� ُجلُ ُ
ار ُ � ْم َو َ� َ�ب ْ َصـ ُ
� ْم َسـ ْم ُع ُون أَن � َ ْشـ َه َد َعلَيْ ُ
ََ ُ ُ ْ َْ َ ُ َ
﴿وما كنتم �سـت ِ�
� ُم َّا�ِي َظ َن ُ ون َو َ�ٰل ُ
ِ� ْم َظ ُّن ُ َ َ ُ ْ َ َّ َّ َ َ َ ْ َ ُ َ ً ّ َّ َ ْ َ ُ َ َ
نتم َو�ٰ�ِن ظننتم أن ا� � �علم كثِ�ا ِممـا �عمل
�ن﴾ ]ﻓ ﱢصلﺖ[23-22:
َ ُ
ا� َ ّ ُ ْ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ ْ ُ ّ َ َْ
بِر�ِ�م أردا�م فأصبحتم مِن ا� ِ ِ
244
ْ
� ُم ا�ِي َظ َنن ُت ْم ب َر ّ� ُ َّ
� ْم َظ ُّن ُ َ
ﻗال الســعديَ ﴿ :وذل ِـــ ـ ُ
� ْم﴾ الﻈﻦ الســ� ،حﻴﺚ ِ ِ
ا� َ
�ن﴾ َ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َْ ََْ ُ ْ
ﻇﻨنﺘم ﺑه ،ما � ﻳلﻴﻖ ��له﴿ .أردا�م﴾ أي :أهلككم ﴿فأص ـبحتم مِن ا� ِ ِ
ﻷﻧﻔســـهم وأهلﻴهم وأدﻳـاﻧهم ﺑســـﺒـﺐ اﻷعمـال ال� أوﺟﺒهـا لكم ﻇﻨكم الﻘﺒﻴح
ﺑرﺑكم ،ﻓحﻘﺖ علﻴكم �لمﺔ العﻘاب والﺸﻘاء.
َ َ َ َّ � أَ ْ ْ َ َ َ ُ َ َ َّ ّ َ ُ ْ
اد َ� ْع بِالَّ� ِ َ َ َ
ح َس ـ ُن فإِذا ا�ِي بَيْ َنك َو�َيْ َن ُه ِ ﴿ َو� � ْس ـ َتوِي ا�س ـنة و� الس ـي ِئة ۚ
َ َ َ ٌ َ َ َّ ُ َ ٌّ َ ٌ ُ
ِيم﴾ ]ﻓ ﱢصلﺖ[34: عداوة ك�نه و ِ� �
ﻗال اﺑﻦ عﺜﻴم� :ﺗﺄملوا أﻳها العارﻓون ﺑاللﻐﺔ العرﺑﻴ�ﺔ كﻴﻒ ﺟاءت الﻨتﻴﺠﺔ ﺑﺈذا
الﻔﺠـاﺋﻴـ�ﺔ ،ﻷن )إذا( الﻔﺠـاﺋﻴـ�ﺔ ﺗـدل على ا�ـدوث الﻔوري � ﻧتﻴﺠﺘهـا ،ولكﻦ
اها إ َّ� َّا� َ
ِين
َ َ ُ َ َّ َ ﱡ
أحد ﻳوﻓﻖ لﺬلك )أي للدﻓع ﺑال� هﻲ أحسﻦ(﴿ :ومـ ـا يلق ِ ليس �ل ٍ
ُ ّ َ َ ُ َ َ ُ َ َّ َ َّ ُ
اها إ� ذو َحظ َعظِي�﴾ ]ﻓ ﱢصلﺖ.[35: ص�وا وما يلق
ٍ ٍ ِ
245
اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ واﻟﻌﺸﺮون
َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ ُ َ ُ َ َ َ َّ ُ َّ ُ َ
ا� � عِلـ ٍ� َوخ َت َم � َسمعِهِ َوقلبِهِ َو َج َعل � ﴿أفرأيت م ِن ا�ذ إِلهه هواه وأضله
َّ َ َ َ َّ ََ َ َ
رون﴾ ]ا�اﺛﻴ�ﺔ[23: ِشاو ًة � َمن يَهديهِ مِن بَع ِد ا�ِ أف� تذك
�ه ِ غ َ َ
ب ِ
ّ َ َ َ َّ ُ َّ ُ َ مﻦ ُ
ا� � عِلـــ ٍ�﴾ أن أﺿله ﷲ ﺑعد ﺑلوغ العلم إلﻴه، أوﺟه ﺗﻔاس� ﴿وأضلـــه
246
ًُ
�ن �ِ ُيوت ِ ِهم ُسقفا َ َ ُ ُ َّ َ ً ََ َ َ ّ ُ ُ َّ ً ََ َ َ
﴿ولو� أن ي� ـ ـون ا�اس أمة واحِدة �علنا ل ِمن ي�ف ـ ـر بِالر ِ
َ َ َ َ ََ َ َ َ َّ
� ًرا َعليه ـا َ� َّتكِئون رون َو�ِ ُيوتِهم أب ـوابًا َو ُ ُ
ِ مِن ف ِض ٍة َو َمع ـ ـارِج عليها يظه
ِلم َّت َ َ َّ َ َُ ُ َ َ ُ ُّ َ ُ ًُ
ق�﴾ كل ُ
خـــرة عِنـــد ر� ِ ا�نيـــا َوا� ِ ا�ياة ِ ُّ
اع َ خرفا �ن � ذل ِك ل ّما َمتـــ وز
]الﺰﺧرف[35-33:
ﻗـال العـدﻳـد مﻦ ا�ﻔســـر�ﻦ :مع� اﻵﻳـﺔ أن ﷲ رحم عﺒـادﻩ ﺑـﺄن لم �عـل الكﻔر
مﻘ�ﻧا دوما ﺑالﻐ� .وإ� ﻓلو ﺟعل ﷲ لل�اﻓر�ﻦ ﺑﻴوﺗا سـﻘﻔها ودرﺟها وسـ��ها
ً ُ
حــ ـ َدةً﴾ على
وأﺑواﺑها وسـررها مﻦ ﻓﻀـﺔ وذهﺐ ﻷصـﺒح عامﺔ الﻨاس ﴿أ َّمــ ـة وا ِ
الكﻔر! ﻷن الﻨاس �هلهم ســﻴﺠعلون الكﻔر حﻴﻨها ســﺒﺒ�ا � رﻏد العيﺶ .ﻓهﺬا
ﱠ
ا�ﻗ�ان -لو ﻗــدرﻩ ﷲ -مﺆﺛر ﺟــدا � الﻨﻔوس ،لكﻨــه ﺗعــا� ﺑرحمﺘــه ﺟعــل �
اﻷﺗﻘﻴاء أﻏﻨﻴ�اء و� اﻷﺷﻘﻴاء ﻓﻘراء.
� أهل الدﻳﻦ أﻏﻨﻴـ�اء مﺘعلمون أذكﻴـاء راﻗون ﺧلوﻗون .و� ا�حﺠﺒـات مﺘعلمـات
ﻏﻨﻴـ�ات ﺟمﻴ�ت راﻗﻴــات الــﺬوق .لكﻦ اﻹع�م -الــﺬي � ﻳر�ــد إع�م الﻨــاس
ﺑا�ﻘﻴﻘﺔ � -ﻳسلط الﻀوء علﻴهم وعلى إ�ازاﺗهم ﻓله أهداف أﺧرى!
247
وم ُه فَأطاعوهُ إ َّ� ُهم �نوا قَ ً
وما فاس َ خ َّف قَ َ
َ َ ََ
ِق�﴾ ]الﺰﺧرف.[54: ِ ﴿فاست
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
َ ْ َ ُ ََ ْ َ ُ ََ َ َ َْ َ َْ َْ َ ُ ً ّ ْ َْ َ َ ُ َ َ ْ
يمان ﴿و��ٰل ِك أوحينا إِ�ــك روحا مِن أم ِرنا ۚ ما كنــت تدرِي ما الكِتــاب و� ِ
ا�
248
ْ َّ
ض ُه ْم �ِ َ ْعض َع ُد ٌّو إ� ال ُم َّتق َ
﴿ا�خِ� ُء يَ ْو َم�ذ َ� ْع ُ ْ َ َّ
ِ�﴾ ]الﺰﺧرف[67: ِ ٍ ٍِ
وصـــحﺒـﺔ لﻐ� ﷲ ﻓـﺈﻧهـا ﺗﻨﻘلـﺐ ﻳوم الﻘﻴـامـﺔ ﻗـال اﺑﻦ كﺜ�) :أي� :ـل صـــداﻗـﺔ ُ
ا�اتِ
آم ُنوا َو َعملُوا َّ
الصـ ِ َ ِ ِ� م َِّما َك َسـ ُبوا َو ُه َو َواق ٌِع به ْم ۗ َو َّا� َ
ِين َ � ُم ْشـفِق َ َّ
الظالِم َ
ِ
َ
﴿ت َرى
ِِ
كب ُ َ َّ ْ َ َ ُ َ َْ ْ ُ ْ َ َ ُ َّ َ َ ُ َ � َر ْو َضــات ْ َ َّ
�﴾ ات ۖ لهم ما �شــاءون عِند ر� ِ ِهم ۚ �ٰل ِك هو الفضــل ال ِ ا�نـــــ ِ ِ ِ
]الﺸورى[22:
ﻓا�ﺆمﻨون أﺷـــﻔﻘوا مﻦ عﺬاب ﷲ ﺗعا� � الدﻧﻴ�ا ﱠ
ﻓﺄمﻨهم ﷲ ﻳوم الﻘﻴامﺔ كما
َ َ َ َ َّ َّ ُ َ
ا� َعليْ َنا َو َوقانا ﻗال ســﺒحاﻧه﴿ :قَـــ ـالُوا إنَّا ُك َّنا َ�بْ ُل � أَ ْهل َِنا ُم ْش ـفِق َ
ِ� �من ِ ِ
وم﴾ ]الطور [27-26:ﺑيﻨما ال�اﻓرون ِأمﻨوا مﻦ عﺬاب ﷲ � الدﻧﻴ�ا َع َذ َ
اب ال َّسـ ُم ِ
249
اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس واﻟﻌﺸﺮون
ِ�م � َحيــات ُ
ِ� ُم ُّ بتم َط ّيبــات ُ َ َ
ذه ُ ََ َ َ َ ُ َ ُ َّ َ َ َ
ا�نيا ِ ين كفــروا � ا�ّــارِ أ ﴿و�وم يــعرض ا�
َ َ َ ُ ُ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ
�
رض بِغ ِ ك�ون ِ� ا� ِواستمتعتم بِها فا�َ ـوم �زون عذاب الهو ِن بِما كنت ـم �ست ـ ِ
ُ ُ َ ُ َ
قون﴾ ]اﻷحﻘاف[20: ا� ّ ِق َو�ِما كنتم تفس
َ
� ا �ـدﻳـﺚ الـﺬي رواﻩ ا �ـاكم وﻗـال ﻓﻴـه الـﺬه� � الﺘلﺨﻴص )على ﺷـــرط
الﺒﺨاري ومسلم( أن سعدا ر� ﷲ عﻨه اسﺘﺄذن على اﺑﻦ عامر و �ﺘه مراﻓﻖ
مﻦ حر�ر ﻓﺄمر ﺑها ُ
ﻓرﻓعﺖ ﻓدﺧل علﻴه و علﻴه مطرف ﺧﺰ ﻓﻘال له :اســـﺘﺄذﻧﺖ
علﻲ و �� مراﻓﻖ مﻦ حر�ر ﻓـﺄمرت ُ
ﻓرﻓعـﺖ ﻓﻘـال لـه :ﻧعم الرﺟـل أﻧـﺖ ﻳـا اﺑﻦ
250
ِ�م � َحيـــات ُ
بتـــم َط ّيبـــات ُ َ َ
ذه ُ
ِ� ُم ِ عامر إن لم ﺗكﻦ ممﻦ ﻗال ﷲ عﺰ و ﺟل﴿ :أ
ُّ
ا�نيا﴾ .وﷲ ﻷن أﺿطﺠع على ﺟمر الﻐﻀا أحﺐ إ� مﻦ أن اﺿطﺠع علﻴها.
الﺘحﻘﺘم ﺑا�ﺸرك�(.
و�ــد ﻧـﻔـس ا�ـعـ� هـﻨــا � ســـورة مـحـمــد ،حـﻴــﺚ ﺟــاء � ﺗـﻔســـ� الـﺒـﻐـوي -
َ
ا� َس ُن ُ ُ
طيع�م � بَ ِ
عض ﺑﺘصرف﴿) :-ذل َِك ب� َّ� ُهم قـــالوا ل َِّ� َ
ين َكرهـــوا ما نَ َّز َل َّ ُ
ِ ِ
َ
مر﴾ ﻳع� ا�ﻨـاﻓﻘ� أو الﻴهود ﻗـالوا للمﺸـــرك� ســـﻨطﻴعكم � الﺘعـاون على ا� ِ
عداوة الﻨ� -صـــلى ﷲ علﻴه وســـلم -والﻘعود عﻦ ا�هاد( ،ﻓوصـــﻔهم ﷲ
َ َّ
ين ارتَ ّدوا َ� أدبارِهِم﴾.
ﺑالردة ﴿إ َّن ا� َ
ِ
251
َ َ
ِ�م تَبخلوا َو�ُخرج أضغان ُ َ
﴿إن �َسألكموها � ُيحف ُ َ َ ُ
�م﴾ ]محمد[37: ِ ِ
ّ ُ َ
ﻗال الط�ي﴿) :إِن �َســـــألكموها﴾ :ﻳﻘول ﺟل ﺛﻨ�اؤﻩ :إن ﻳسـﺄلكم رﺑكم أموالكم
ّ ﴿ َ� ُيحف ُ
ِ�م﴾ ﻳﻘول :ﻓﻴﺠهـدكم ﺑـا�ســــﺄ لـﺔ ،و�لح علﻴكم ﺑطلﺒهـا مﻨكم ﻓﻴلحﻒ،
َ
﴿تَبخلوا﴾ :ﻳﻘول :ﺗﺒﺨلوا ﺑهـا وﺗمﻨعوهـا إﻳـاﻩ ،ﺿـــﻨـا مﻨكم ﺑهـا ،ولكﻨـه علم ذلـك
مﻨكم ،ومﻦ ﺿﻴﻖ أﻧﻔسكم ﻓلم ﻳسﺄلكموها(.
ﺷـﺒهﺔ أو ﺷـهوة� ،ﻴﺚ �رج الﻘلﺐ عﻦ حال صـحﺘه واعﺘداله ،أن ﷲ � �رج
ما � ﻗلوﺑهم مﻦ اﻷﺿــﻐان والعداوة لﻺســ�م وأهله؟ هﺬا ﻇﻦ � ﻳلﻴﻖ �كمﺔ
ﷲ ،ﻓـﺈﻧـه � ﺑـد أن ﻳم� الصـــادق مﻦ ال�ـاذب ،وذلـك ﺑـا�ﺑﺘ�ـ�ء ﺑـا�حﻦ ،ال� مﻦ
ﺛبـﺖ علﻴهـا ،ودام إﻳمـاﻧـه ﻓﻴهـا ،ﻓهو ا�ﺆمﻦ حﻘﻴﻘـﺔ ،ومﻦ ردﺗـه على عﻘﺒﻴـ�ه ﻓلم
ﻳصــ� علﻴها ،وح� أﺗاﻩ ا�مﺘحان ،ﺟﺰع وﺿــعﻒ إﻳماﻧه ،وﺧرج ما � ﻗلﺒه مﻦ
َ
الﻀـــﻐﻦ ،وﺗﺒ� ﻧﻔاﻗه ،هﺬا مﻘﺘ�ـ ـ ا�كمﺔ اﻹلهﻴﺔ ،مع أﻧه ﺗعا� ﻗالَ ﴿ :ول ْو
ََ ُ َ ََ َْ َ
اك ُه ْم فَلَ َع َر ْ� َت ُه ْم �س َ
ِيم ُ
اه ْم﴾(. ِ �شاء �ر�ن
َ
مع َو ُه َو ش ٌ لب أو أل� َّ
الس َ َ
�ن ُ� قـ ٌ َ َ َ َ َ َ َ َّ
هيد﴾ ]ق[37: ﴿إِن � ذل ِك �ِ�رى ل َِمن
ﻗـال اﺑﻦ ﺗﻴمﻴـﺔ � الﻔﺘـاوى) :مﻦ ﻳﺆ� ا�كمـﺔ و�نﺘﻔع ﺑـالعلم على م�لﺘ� :إمـا
رﺟـل رأى ا�ﻖ ﺑﻨﻔســــه ،ﻓﻘﺒلـه واﺗﺒعـه ،ﻓـﺬلـك صــــاحـﺐ الﻘلـﺐ ،أو رﺟـل لم
252
ﻳعﻘلـه ﺑﻨﻔســــه ﺑـل هو �ﺘـاج إ� مﻦ ﻳعلمـه و�بﻴﻨـ�ه لـه و�عﻈـه و�ﺆدﺑـه ،ﻓهـﺬا
أصﻐى ﻓﺄلﻘى السمع وهو ﺷهﻴد ،أي وهو حاﺿر الﻘلﺐ() اﺑﻦ ﺗﻴمﻴﺔ /مﺠموع
الﻔﺘاوى.(9/311 /
َ َ َ َ َ ُ ُ َ ُ َ َ َ ّ َ َ ُ ُ َّ َ َ َ
الوثاق فإِ ّما موهم فش ـ ُّدوا قاب َح ّ� إِذا أ�نتالر ِ
﴿فإِذا ل ـقيتم ا�ين �فروا فض ـرب ِ
ِنهم ا� َ� َ
نت َص ـ َر م ُ شاء َّ ُ رب أَ َ
وزارها ذل َِك َولَو � َ ُ ا� ـ ـ ُ ض َع ًَ َ ّ َ َ َم ًّنا بَ ُ
عد ّ
�م ـ ـا ف ِداء ح� ت
َّ َ َ ُ َّ َ
َ
ضل أعــمال ُهم﴾ بيل ا�ِ فلن ي ِ سين قُتِــــلوا � َ�م ب َبعض َو َّا� َ َ َُ َ َ
عض ُ كــــن ِ�بلو بَول ِ
ِ ِ ٍ
]محمد.[4:
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
ُ ُ ْ
� أولو ال َع ْز ِم م َِن ُّ
� ك َما َص َ َ ْ
اص ْ َ َ
الر ُس ِل﴾ ]اﻷحﻘاف[35: ﴿ف ِ
َ ْ َ ََ
نزل َّ ُ َ َ َ
﴿�ٰل َِك ب�� ُه ْم كر ُهوا َما أ ََ َّ َ
ا� فأ ْح َب َط أ� َمال ُه ْم﴾ ]محمد[9: ِ ِ
253
َ َْ
و�ِ فإنا أ� َت ْدنا ل ِل�ف ِر َ
�ن َسع ً َ َّ َ ْ
َّ َ َ ُ ََ ْ ُ ْ َّ
ِ�ا﴾ ]الﻔﺘح[13: ِ ﴿ومن لم يؤمِن بِا�ِ ورس ِ ِ
254
َْ ْ َ َْ َ ُ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ ََْ ْ
�اهُ بَل ُه َو شــاع ٌِر فل َيأت َِنا وذلك كﻘوله ســﺒحاﻧه﴿ :بل قالوا أضــغاث أح� ٍ� ب ِل اف
َ ُ َ َْ ُ َ
بِآيَ ٍة ك َما أ ْرسِل ا� َّولون﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء[5:
255
اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ واﻟﻌﺸﺮون
الﻨاﺟ�.
َ ُ
قتبِس مِن نورِ�م قيل انظرونا نَ َ
ُ
آم ُنوا
ين َِقات ل َِّ� َ
المنـ ـاف ُ َ
ِقون َو ُ ول ُ
المنـ ـاف
ُ
وم يَقـ ـ﴿يَ َ
َّ َ ُ
�ة ين ُهم �سور َ ُ� بــــ ٌ
اب باط ُِن ُه فيهِ الر ضــر َب بَ َ نورا فَ ُ
�م فَا�َ ِمســوا ً راء ُارجعوا َو َ
ِ ٍ ِ ِ
ذاب﴾ ]ا�دﻳد.[13: َوظاه ُِرهُ مِن ق َِبلِهِ َ
الع ُ
256
ِ�م كِفــلَ� مِن َر َ
�تِهِ َو�َ َ
جعل و�ِ يُؤت ُ آم ُنوا َّا� ُقوا َّ َ
ا� َوآمِنوا ب ِ َرســ ِ ﴿يا َ� ُّ� َهــا َّا� َ
ين َ
ِ
حيم﴾ ]ا�دﻳد.[28: ا� َغ ٌ
فور َر ٌ �م َو َّ ُ مشون بهِ َو�َغفِر لَ ُ َ ً َ لَ ُ
ِ �م نورا ت
َ َ
يس ل ِ��سان إ� ما َس� َوأ َّن َس َ ّ َ َ
عي ُه َسوف يُرى﴾ ]الﻨﺠم.[40-39: ِ ِ ِ
﴿ َوأن ل َ
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
َ َْ َ ُ َّ َّ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ ُ
اواتِ َوا� ْر ِض ۚ � � َ ْس َتوِي اث َّ
الس َم َ يل ا�ِ َو ِ�ِ مِ� َ
﴿وما ل�م �� تنفِقوا ِ� سبِ ِ
َ ْ ْ َ ْ َ َ َ َ ُ َ ٰ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ً ّ َ َّ َ َ َ ُ َ َ
ِين أنفقوا مِن َ� ْع ُد م ُ
ِن�م َّم ْن أنف َق مِن �ب ِل الفتحِ وقاتل ۚ أو��ِك أ�ظم درجة مِن ا�
َ ُ ًّ َ َ َ َّ ُ ْ ُ ْ َ ٰ َ َّ ُ َ َ ْ َ ُ َ
ون َخب ٌ َ َُ
�﴾ ]ا�دﻳد[10: ِ َوقاتلوا ۚ و� وعد ا� ا�س� ۚ وا� بِما �عمل
﴿أَ ْو إ ْط َع ٌ
ام ِ� يَ ْو ٍ� ذِي َم ْس َغ َب ٍة﴾ ]الﺒلد[14: ِ
َ َ َ ُ ْ َ ُ ْ ُ َ َّ َ َّ ُ ُ َ ْ ُ ُ ْ ُ ْ ُ َ ّ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ َ
ِيثاقَ ُ
� ْم ﴿وما ل�م � تؤمِنون بِا�ِ ۙ والرسول يدعو�م �ِ ؤمِنوا بِر�ِ�م وقد أخذ م
257
ّ
اﻹﻳمـان ﺑـا﮻ .ﻓﻘـد ﺟـاءﺗكم ﺑيﻨـ�ات حﻘ ّﻴﺘـ�ه )أي أﻧـه حﻖ( ﻓﺘع� أن إصـــراركم
ِ
اﻹﻳمان م�اﺑرة وعﻨاد(.
على عدم ِ
رﺟـل مـا مﺠردة ،ﺑـل
ﻓليس مع� اﻵﻳـﺔ اﻹﻧ�ـار علﻴهم أﻧهم � ﻳﺆمﻨون ﺑـدعوة ٍ
أﻧهم ﻳﻨكرون دعوة َمﻦ ﻗـامـﺖ ا�ﺠﺞ على أﻧـه رســـول ،و�ـدعوهم إ� اﻹﻳمـان
الﺬي ﺗدل علﻴه الﻔطرة والعﻘل.
258
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻣﻦ واﻟﻌﺸﺮون
َّ َّ
ا�ِ َو�َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َ ُ وم َ� َم ُع ُ
﴿يَ َ
صا�ا يُ�فِر
ًِ عمل �م ِ�َ ِ َ
وم ا�معِ ذل ِك ي ـوم ا�غاب ِن ومن يؤمِن ب ِ
َ َ َ ِله َج ّنات َ�ري مِن َ�ت َِها ا�َ ُ َع ُ
نه َسـ ـيّئَاتِهِ َو�ُدخ ُ
الف ُ
وز ين فيها �بَ ًدا ذل ِك خا� َنهار ِ ٍ ِ
َ
الع ُ
ظيم﴾ ]الﺘﻐاﺑﻦ[9:
َ ُ ﻗال الﺒﻐوي﴿) :ذل َِك يَ ُ
وم ا�َّغابُ ِن﴾ وهو ﺗﻔاعل مﻦ الﻐ� وهو ﻓ ْوت ا�ﻆ ،وا�راد
ُ ُ
ﺑا�ﻐﺒون مﻦ ﻏ� عﻦ أهله ومﻨازله � ا�ﻨﺔ ،ﻓﻴﻈهر ﻳومﺌﺬ ﻏ� �ل �اﻓر ﺑ�كه
ُ
اﻹﻳمان ،وﻏ� �ل مﺆمﻦ ﺑﺘﻘص�ﻩ � اﻹحسان(.
259
ﺷــﺄن ﷲ ﺗعا� كﺸــﺄن البﺸــر � إســراع ا�ﻧﺘﻘام وا�ه�از مما � ﻳرﺿــاﻩ ومﻦ
ا�عاﻧدة(.
َ ﱠ َ ُ ً َ ٌ
ﷲ ﺗعا� .إﻧهم �علون له و� ا�دﻳﺚ) :ما أحد أصــ� على أذى ﻳســمعه مﻦ ِ
ُ ً ًّ
ِﻧ ـدا ،و�ـﺠـعـلـون لــه ولــدا وهـو مـع ذلــك ﻳـرزﻗـهـم و�ـعــاﻓـﻴـهـم و�ـعـطـﻴـهـم( )رواﻩ
مســلم( .وهم �حودهم ﺑالﺒعﺚ وا�ﺰاء �ســﺒون أن عﻘاب ﷲ ﺗعا� ﻳﻈهر
� الدﻧﻴ�ا.
ا� َغ ٌ ا� قَ ٌ
دير َو َّ ُ ِنهم َم َو َّدةً َو َّ ُ َّ ُ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ َّ َ َ
فور �د ُ
يتم م ُ ﴿ َع َ� ا� أن �عل بين�م و�� ا�ي ـن
َر ٌ
حيم﴾ ]ا�مﺘحﻨﺔ.[7:
260
َ َّ رآن َ� َج َبل ل َ َرأَ َ
يت ُه خا ِشــ ًعا ُم َت َصــ ّد ًِ� مِن َخ َ
شيــةِ ا�ِ َوت ِلك
َ ُ َ
الق ا ذــ ه �ا ﴿لَو أَ َ
نز
ٍ
َ َ َ َّ ُ َ َ َ َّ َ ُ
مثال نَ��ُها ل ّ
اس لعلهم �تفكرون﴾ ]ا�ﺸر.[21: ِلن ِ ِ ا�
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
َّ ُ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ َّ َ َ َ ْ ُ ّ ْ ُ َّ َ َّ ً َ َّ ُ َ ٌ َ َّ ُ َ ُ
ا� �فو ٌر ﴿ َع َ� ا� أن �عل بين�م و�� ا�ِين �د�تم مِنهم مودة ۚ وا� قدِير ۚ و
َ ََ َْ َ َ ْ َ َ ُ َ َ َ َّ ُ َ َ ً ّ َّ َ َ َ ُ ْ َ َ َ ُ
ت �بْـ َدي ْ ِن م ِْن وح َوام َرأت ل ٍ
وط ۖ ��تـا �ـ تن ٍ ﴿�ب ا� مث� لِ�ِين �فروا امرأ
اد ُخ َ� ا�َّ َ
ار َم َع
َ ْ َ َ َ َ ُ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ َ َ َّ َ ْ ً َ َ ْ
� فخا�تاهما فلم �غنِيا �نهما مِن ا�ِ شــيئا و�ِيل
َ
ع َِبادِنا َصــ ِ
ا� ِ
ِ�﴾ ]الﺘحر�م[10: خل َ َّ
ا�ا ِ
261
اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ واﻟﻌﺸﺮون
ُ ُ َّ َّ َّ ُ َّ ُ ُ ّ
� ِل ضــن ما يُ ِ
َ ََ ّ ﴿أَ َولَم يَ َروا إ َ� َّ
الط َ َ ُ
مســكهن إِ� الر�ن إِنه ب ِ ات و�قبِ
� فو�هم صــاف ٍ
ِ ِ
ص�﴾ ]ا�لك[19: َ� ٍء بَ ٌ
263
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﻼﺛﻮن
َ ُ َ ُ َ ُ
آمنوا َو َعملوا ّ ُ َّ َّ
ال� َّ�ةِ﴾ ]الﺒيﻨ�ﺔ[7:
ات أول�ِك هم خ� ِ الص ِ
ا� ِ ِ
﴿إن ا�ي َن َ
ِ
أﺧرج اﺑﻦ أ� حـاﺗم عﻦ أ� هر�رة ﻗـال) :أﺗعﺠﺒون مﻦ م�لـﺔ ا��ﺋكـﺔ مﻦ ﷲ،
والﺬي ﻧﻔــ� ﺑﻴ�دﻩ ��لﺔ العﺒــد ا�ﺆمﻦ عﻨد ﷲ ﻳوم الﻘﻴامــﺔ أعﻈم مﻦ م�لﺔ
ك ُهم َخ ُ
َ ُ آمنوا َو َعملُوا ّ ملـك ،واﻗرءوا إن ﺷـــﺌﺘم ﴿إ َّن َّا� َ
ين َ
� ول�ـ
ات أ ِ الصـــ ِ
ا�ـ ِ ِ ِ
ال� َّ�ةِ﴾(.
ِ
َ
264
ﺑـاعﺘﺒـ�ار الﺒـداﻳـﺔ ،ﻓـﺈن ا��ﺋكـﺔ اﻵن � الرﻓﻴﻖ اﻷعلى م�ه� عمـا ﻳ�ﺑســــه ﺑﻨو
آدم ،مســـﺘﻐرﻗون � عﺒــادة الرب ،و� ر�ــﺐ أن هــﺬﻩ اﻷحوال اﻵن أكمــل مﻦ
أحوال البﺸــر ،وأما ﻳوم الﻘﻴامﺔ ﺑعد دﺧول ا�ﻨﺔ ﻓﻴصــ� حال صــال� البﺸــر
أكمل مﻦ حال ا��ﺋكﺔ(.
ََ َْ
َْ ُ ُ َ
ك يَنظ ُرون هل ث ّوِ َب
َ ْ ُ َّ َ ْ َ ُ َ
حكون � ا� َرا� ِ ِ آم ُنوا مِن الكفارِ يضــ ا�َ ْو َم َّا� َ
ِين َ َ ْ
﴿ف
َ ُ ْ ُ َ ك َّف ُْ ُ
ار َما �نوا َ�ف َعلون﴾ ]ا�طﻔﻔ�[36-34: ال
ُ
ﻗـال الﺒﻐوي) :وﻗـال كعـﺐ :ﺑ� ا�ﻨـﺔ والﻨـار كوى ،ﻓـﺈذا أراد ا�ﺆمﻦ أن ﻳﻨﻈر إ�
َ َ َّ َ ُ ّ
اطلـ ـ َع ف َرآهُ �
ِ عدو له �-ان � الدﻧﻴ�ا -اطلع علﻴه مﻦ ﺗلك الكوى ،كما ﻗال﴿ :ف
ا�حِيـــــ ِم﴾ ]الصــاﻓات ،[55:ﻓﺈذا ّاطلعوا مﻦ ا�ﻨﺔ إ� أعداﺋهم وهم َســ َواءِ ْ َ
ا�َـ ـ ْو َم َّا�ِيـ ـ َن َ
آم ُنـ ـوا م َِن
َ ْ
ﻳعﺬﺑون � الﻨار ﺿحكوا ،ﻓﺬلك ﻗوله -عﺰ وﺟل﴿ :-ف
ّ
ُ
َ ْ َ َ ْ ُ َّ
ون﴾(. الكفارِ يضحك
265
َ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ َ ْ ََْ ُ َ ْ َََ َ ُ ُ َ َ ْ
ا� َبا ِل
ا�ب ِ ِل كيف خلِقت �� السـماءِ كيف رف ِعت �� ِ ﴿أف� ينظرون إِ� ِ
ت﴾ ]الﻐاﺷﻴﺔ.[20-17: �� ْا�َ ْر ِض َكيْ َف ُسط َ
ح ْ َ
ت َكيْ َف نُص َب ْ
ِ ِ
َ ُ َ ّ ُ ُ َّ ُ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َّ َ َ َّ َّ ْ َ َ
�ََ
� ت َعليْ ِهم ب ِ ُم َص ـيْ ِط ٍر إِ� َمن ت َو ٰ� َو�ف َر �يعذِبه ا� العذاب ا� ﴿لس ـ
ُ َّ َ َّ َ
إِن إِ�ْ َنا إِيَ َا� ُه ْم � َّم إِن َعليْ َنا ح َِس َا� ُهم﴾ ]الﻐاﺷﻴﺔ.[26-22:
266
ا� أَ ْخ َ َ�هُ﴾ ُ
]اله َمﺰة[3-2: ب أَ َّن َم َ ُ ﴿ َّا�ِي َ َ
� َع َم ًا� َو َع َّد َدهُ َ�ْ َس ُ
َ ُ
� َ�نْ ُه َم ُ َ ْ
ا� َو َما ك َس َب﴾ ]ا�سد.[2: ﴿ َما أغ َ ٰ
ْ
اس﴾ ]الﻨاس[6:ا� َّنةِ َوا�َّ ِ َ
﴿مِن ِ
ﱠ ّ ّ
ﻗال اﺑﻦ عاﺷــور) :ﺑ� ﷲ ﺗعا� ﻧوع ا�وسـ ِـوس ،ﺑﺄﻧهم مﻦ ا�ﻨﺔ والﻨاس؛ ﻷن
ـواس ما هو ﺷ ﱞـر مﻦ وسـواس الﺸـﻴاط� ،وهو ﱠ َ
رﺑما ﻏاب عﻦ الﺒال أن ِمﻦ الوس ِ
ﱡ
ﺑالﺘعو ِذ مﻨهم أﺟدر؛ ﻷﻧهم مﻨهم أﻗرب ﺧطراُ ،
وه ْم وسـوسـﺔ الﻨاس ،وهو أﺷـد ً
267
إﺟﺎﺑﺎت أﺳﺌﻠﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﻴﻦ
َ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ ََّ ََ َ َ َ ُ ّ
فت � َّنا مو� ادع �ا َر َّ�ك بِما َع ِه َد عِندك ل�ِن كش
جز قالوا يا َ
الر ُ
﴿ولما و�ع علي ِهم ِ
َ َ ََّ َ َ ّ َ َ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َ َّ َ َ َ َ
جز إِ� أ َج ٍل َ ُ ُ ّ
الر َ
الرجز � ـؤمِن لك ول� ِس ـلن معك ب� إِ�ائيلفلما كشفنا عنهم ِ ِ
ُ َ
ُهم بالِغوهُ إِذا ُهم يَنكثون﴾ ]اﻷعراف[135-134:
ﻗال الﺒﻐوي) :ﻳع� :إ� الﻐرق � الﻴم(.
268
َ
نات َو�ن َ َ ِ ً َ ُ َ ُ َ ّ ُ َّ ُ َ ّ َ َ َ ً
آم َن َو َع ِمــل � َم� ﴿إ ّ� َمن َ
تاب َو َ
صا�ــا فأول�ِك �بدِل ا� سيِئات ِ ِهم حس ٍ ِ
حيما﴾ ]الﻔرﻗان.[70: ا� َغ ً
فورا َر ً َّ ُ
َ ً َ َ َُ َ
ون فيها � َِّية َو َس ً َ َّ َ ُ َََ ُ ُ
�ما﴾ ]الﻔرﻗان[75: ﴿أول�ِك � َزون الغرفة بِما ص�وا و�لق
ً ﴿ َو َج ُ
زاهم بما َص َ�وا َج َّنة َو َح ً
ر�را﴾ ]اﻹﻧسان[12: ِ
ِعم ُع َ
ق� ّ َ
ي�م بما َص َ�تُم فن َ
�م َعل ُ
﴿ َس ٌ َ
ا�ارِ﴾ ]الرعد.[24: ِ
َ َ ّ َ َ ََ َ َ َ َ َ َّ ُ َ َ ً َّ َ َ ُ
ابن � عِن ـ َد َك بَي ـ ًتا ِ�ب ِ﴿و�ب ا� مث� ل ِ�ي ـن آمن ـوا امرأت ف ِرعون إِذ قالت ر ِ
َ َ َ ِ ّ َ َ َ َ َ َ َ ا� َّنةِ َو َ ّ
ت عِمران ِم� َو َمر�َ َم َ
ابن َ الظـال َ �ّ� مِن القـوم �� مِن ف ِرعون و�مـلِهِ و ِ ِ َ
269
َ ُ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ
رجها � َنفخنـا فيهِ مِن روحِنـا َو َص َّدقت بِ�لِماتِ َر ّ�ِها َو� ُتبِهِ َو�نتال� أحصنت ف
م َِن القان َ
ِت�﴾ ]الﺘحر�م[12-11:
َ ُ َ
نزل مِن
َّ َ ُ َ َ َ ّ ّ َ َّ َ َ َ َ ُ
نزل إِ� ـنا وما أ ِ
اب هل تنقِمون مِنـا إِ� أن آمنـا بِا�ِ وما أ ِ
﴿قل يا أهل الكِتـ ِ
َ َ ُ َ َ َّ َ َ َ ُ
���م فاسِقون﴾ ]الماﺋدة[59: قبل وأن أ
ﻓﺘﻨﻘمون صــ�حﻨا ا�ﺰامﻦ لﻔســﻘكم ﻓﺘحســدوﻧﻨ�ا ،وما هﺬا ذﻧبﻨ�ا ﺑل ذﻧﺒكم أﻧﺘم
إذ ﻓسﻘكم مﻦ ﻓعلكم ﻓعودوا ﺑال�ﺋمﺔ على أﻧﻔسكم وامﻘﺘوها ﺑدل أن ﺗﻨﻀحوا
ﺑالﺸـــر على مﻦ � ذﻧﺐ لهم � ﺧﺬ�ﻧها .أﺗصـــور الﻴهود ﻗﺒل الوصـــول إ� هﺬﻩ
ا�ملﺔ ﻳنﺘﻔﺨون ﻇاﻧ� أن ا�سـلم� ﻳسـﺘعطﻔوﻧهم ﺑﺬكر اﻹﻳمان ﺑما أﻧﺰل مﻦ
َ َ َ ُ َ َّ َ
قون﴾ لﻴﻨكســهم و�ﻘمع ﻏرورهماسـ
���ــــم فــــ ِ ﻗﺒل ،ﻓﺠاء ﻗول ﷲ ﴿ َوأن أ
واﻧﺘﻔاﺧهم .
عض ُه َ� بَعض فَ َ� ُ� َم ُه َ� ً
يعا
َ َ َ جع َل َ
ا�بيــث ب َ َ َّ
الط ّيــب َو�َ َ َ َ َّ ُ َ
ٍ ﴿ ِ�م� ا� ا�بيــث مِن ِ ِ
َ ُ َ ََ ََ
ون﴾ ]اﻷﻧﻔال.[37: ا�ا�
ِ جعل ُه � َج َه َّن َم أول�ِك ُه ُم�ي
271
ﺟاء � ﺗﻔس� الﺒﻐوي) :ﻳع� :أوحﻴﻨ�ا إ� ﻳوسﻒ علﻴه الس�م لﺘصدﻗﻦ رؤ�اك
ولﺘﺨ�ن إﺧوﺗك ﺑصـــﻨﻴعهم هﺬا وهم � ﻳﺸـــعرون ﺑو� ﷲ وإع�مه إﻳاﻩ ذلك،
ﻗاله مﺠاهد.
وﻗﻴل :معﻨاﻩ :وهم � ﻳﺸـعرون ﻳوم ��هم أﻧك ﻳوسـﻒ وذلك ح� دﺧلوا علﻴه
ﻓعرﻓهم وهم له مﻨكرون.
َّ ً َ َ َ ِ َ َ
﴿ َو َج َعلوا ِ َّ�ِ م ِّما َذ َرأ م َِن َ
يبا فقـــالوا هذا ِ�ِ ب ِ َزع ِم ِهـــم َوهذا نعام نصـــ رث وا�
ا� ِ
ص ُل إِ� ُ َ َ َّ َ َ َ ُ َ َّ َ
�ن ل ُ َ َ ل ُ َ
��� ِ ِهم صــل إِ� ا�ِ َوما �ن ِ�ِ � ُه َو يَ ِِ��� ِ ِهــم ف� ي ِ ِ���ِنا فمــــا
َ َ ُ َ
ساء ما �كمون﴾ ]اﻷﻧعام[136:
�ــان ا�ـﺘـوﻗـع أن ﻧـﻘـرأ )وﺟـعـلـوا لﺸـــر�ــاﺋـهـم مـمــا ذرأ ﷲ مـﻦ ا �ـرث واﻷﻧـعــام
ﻧصﻴﺒ ً�ا(� ،ﻴﺚ ﻳكون اﻹﻧ�ار على هﺬا ا�عل للﺸر�اء.
لكﻦ اﻵﻳﺔ عدلﺖ عﻦ هﺬا إ� ﴿ َو َج َعلوا ِ َّ�﴾ ،مع أن الﻘـارئ ﻗد ﻳرى هﺬا ا�عـل ﮻
ً
محمودا ﺑﺬاﺗه ،إذ أﻧهم ﺟعلوا "ﺷﻴﺌ�ا ما" ﮻ على اﻷﻗل!
لكﻦ هﺬا ا�طلع لﻶﻳﺔ ﻳعلمﻨا أﻧه � مﻨﺔ و� ﻓﻀــل � ﺟعل �ء ﮻ ،وإﻧما ا�لﻖ
واﻷمر �له ﮻ .ﻓمﻦ ﺟعل ﺷـــﻴﺌ�ا مﻨه ﮻ ﻓ� ﻳﻘال :أحســـﻦ � هﺬﻩ ا�ﺰﺋﻴ�ﺔ ،ﺑل
هو مﺬموم ﺑال�لﻴﺔ.
فور ُم ٌ َ
�سان لك ٌ َ َ
ُ ً َّ ُ َ َ َ َ
ب�﴾ ]الﺰﺧرف.[15: ا�
﴿وجعلوا � مِن عِبادِه ِ جزءا إِن ِ
272
َ ُ َ ّ ُ َّ َ َ َ َّ َ ّ ُ َ ّ ُ َّ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َّ
يل
﴿خلق السماواتِ وا�رض بِا� ِق ي� ـوِر الليل � ا�هارِ و�� ـوِر ا�هار � الل ِ
َ َ ُ َ ًّ َ ُ َ َ ُ َ
الغ ّف ُ َ ُ ٌّ َ َ َ َّ َ َّ
ار﴾ ]الﺰمر[5: مس َوالق َم َر � �ري ِ�ج ٍل مس� أ� هو العز�ز
الش َ وسخر
ﻗـال اﺑﻦ ﺗﻴمﻴـﺔ �-مﺠموع الﻔﺘـاوى) :-ﻓﻘـد اﺗﻔﻖ أهـل الﺘﻔســـ� واللﻐـﺔ على أن
"الـﻔـلــك" هـو ا�ســـﺘــدﻳـر .وا�ـعـرﻓــﺔ �ـعــا� كـﺘــاب ﷲ إﻧـمــا ﺗـﺆﺧــﺬ مـﻦ هــﺬﻳـﻦ
الطر�ﻘ� :مﻦ أهــل الﺘﻔســـ� ا�وﺛوق ﺑهم مﻦ الســـلﻒ ومﻦ اللﻐــﺔ :ال� ﻧﺰل
� ّو ُر ا�َّ َ
هار
َُ َ ُ َ ّ ُ َّ َ َ َ َّ
الﻘرآن ﺑها وهﻲ لﻐﺔ العرب .وﻗال ﺗعا�﴿ :ي�وِر اللي ـل � ا�هارِ و� ِ
ﱠ ُ َ َ َّ
وكورﺗهــا :إذا ـل﴾ ﻗــالوا :و "الﺘكو�ر" الﺘــدو�ر ﻳﻘــال :كورت العمــامــﺔ
� الليـ ِ
ﱠ ُ
دورﺗهـا( .إ� أن ﻗـال اﺑﻦ ﺗﻴمﻴـﺔ) :وا�ركـﺔ ﻗـاﺋمـﺔ ﺑـا�ســـم ا�ﺘحرك ﻓـﺈذا �ـان
الﺰمان الﺘاﺑع للحركﺔ الﺘاﺑعﺔ للﺠســـم موصـــوﻓا ﺑا�ســـﺘدارة �ان ا�ســـم أو�
ﺑـا�ســـﺘـدارة( .ﻳع� :أن وصـــﻒ اللﻴـل والﻨهـار ﺑـالﺘكو�ر )ا�ســـﺘـدارة( � اﻵﻳـﺔ
ﻳﻘﺘ� أن ﺗكون اﻷرض ﻧﻔسها مسﺘدﻳرة.
273
�م ذ ً
ِكرا﴾ آمـــنوا قَد أَنـــ َز َل َّ ُ
ا� إ َ�ـــ ُ ا� يا أُو� ا�َ�اب َّا� َ
ين َ ديدا فَ َّا� ُقوا َّ َ
َشـــ ً
ِ ِ ِ
]الط�ق[10-8:
أح�ام َكﺜ َ�ة مﻦَ
ٌ َ َ ُ ّ َ
ِ ِ ﻗال اﺑﻦ عاﺷــور � الﺘحر�ر والﺘﻨو�ر) :لما ﺷ ـ ِرعﺖ ِل ُلمسـ ِـل ِم�
ﱢ ُ َ َ ُْ ُ َ ُ َ ُﱡ َ
ـاء َحﻖ َ
�ق ولواحﻘ ِـه ،و�ـاﻧـﺖ �لهـا ﺗ�ـا ِلﻴﻒ ﻗـد � ِﺠم ﺑعﺾ اﻷﻧﻔ ِس عﻦ إﻳﻔ ِ الط ِ
ﱠ
َ َ َّ َّ َ َ ْ ْ َ َ ً َ ﱠ َ َ ُ ً َ
ا� � َعل وله ﴿ومن �ت ِق �ال لها ِﺑﻘ ِ �ال ِلها ﺗ�اس ـ� أو ﺗﻘصــ�ا رﻏﺐ � ِا�مﺘﺜ ِ ِا�مﺘﺜ ِ
ْ
أمره ِ � ُ ْ ً َ َ َّ َّ َ َ ْ َ ْ َ ُ َ َُ َ ْ َ ً
�ا﴾ ]الط�ق،[4: � �رجا﴾ ]الط�ق ،[2:وﻗو ِل ِه ﴿ومن �ت ِق ا� �عل � مِن ِ
َ � ّف ِْر َ�نْــ ُه َســ ّيئاتِهِ و�ُ ْعظ ِْم َ ُ� ْ َ َ َّ َّ َ ُ َ َ
أج ًرا﴾ ]الط�ق ،[5:وﻗو ِل ِه ِ وﻗو ِل ِه ﴿ومن �ت ِق ا� ي
ا� َ� ْع َد ُع ْ� � ُ ْ ً ُ
ج َعل َّ ُ ﴿ َس َي ْ
�ا﴾ ]الط�ق.[7: ٍ
ا�ِ َ ْ َ ُ ُ ُ َّ َ ََ َ َ َ ﱠ َ ﱠُ ّ َ
ومـــن �ل ذ ِلك ِمﻦ ُمﺨالﻔ ِﺘها ِﺑﻘو ِل ِه ﴿وت ِلك حـــدود وحﺬر ﷲ الﻨاس � ِﺧ ِ
َُ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ ْ
َ� َت َع َّد ُحـ ـ ُدود ا�ِ �ق ْد ظل َم �ف َسـ ـ ُه﴾ ]الط�ق ،[1:وﻗو ِل ِه ﴿ذلِ�م يُو�ظ ب ِـ ـهِ َمن
حﺬﻳر َع ِﻈﻴم ِم َﻦ ُ ََ َ َ ُ ْ ُ َّ
ﻗوع � ِ الو ٍ ٍ ِ ﺘ ا�ِ وا�َ ـ ْو ِم ا�خ ِِر﴾ ]الط�ق [2:أعﻘﺒها ِﺑ �ن ي ـؤمِن ب ِ
ا� ِلﻴ َـل،
ﻐ� ُﻳﺜ ُ� َ ﷲ ُور ُســـلـه لﻘ ﱠلـﺔ العﻨـاﻳـﺔ ﺑ ُمراﻗﺒﺘهم ،ﻷ ﱠن ﱠ
الصـــ َ ﱠ ََ
ُمﺨـالﻔـ ِﺔ أح� ِ
ِ ِِ ِ ِ ِ ِِ ِ ِ ـام ِ
ﻘاب أمر َر ﱢﺑ ِهم ِﺑما َح ﱠل ِﺑ ٍ ﱠ َ ُ َ َ َ ُ ََ ﱠَ ُ
ﺄﻗوام ِمﻦ ِع ٍ ﻓﺬكر المســ ِـل ِم� )وليسـ ـوا ِممﻦ ﻳعﺘوا على ِ
هاون ﺑ َ
ﺈﻗام ِﺔ َّ َ ُ ُ َ َ ﱠ ُ َعﻈﻴم َعلى ﻗ ﱠل ِﺔ اك�اﺛهم ﺑﺄمر ﱠ ُ ُ
ﷲ ورسـ ـ ِل ِه ِلﺌ� ﻳســـلكوا سـ ـ ِﺒﻴ�ل الﺘ ِ ِ ِ ِِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ
ﱠ َ َ َ ُ َ ﱠ َ
�ل((.
هواة الﻀ ِ الﺸ ِر�ع ِﺔ ،ﻓﻴ ِلﻘﻲ ِﺑ ِهم ذ ِلك � م ِ
ا� َغـــ ٌ
ا� إ َّن َّ َ
اس َواســـ َتغف ُِروا َّ َ ُ َ َ
فاض ا�ّـــ ُ ُ َ
فور َر ٌ
حيم﴾ ِ ﴿� َّم أفيضـــوا مِن َحيـــث أ
]الﺒﻘرة[199:
على ﻗول مﻦ ﻗال أن اﻹﻓاﺿﺔ هﻨا معﻨاها اﻹﻓاﺿﺔ مﻦ عرﻓات.
274
َ َ َ َ َ لت ُم َصــ ّدِقًا ل ِما َم َع ُ ﴿ َوآمِنــوا بما أَ َ
نز ُ
�م َو� ت�ونوا أ َّول �ف ٍِر بِهِ َو� �ش�وا بِآيا� ِ
ًََ َ ً
اي فَاتَّقو ِن﴾ ]الﺒﻘرة.[41: لي� �يّ َ �منا ق
ََ َ ُ َ َ َ َ َ َ ّ َ َ َ َ ّ ّ
وم الفا ِسـ ـ َ
ق�﴾ القـ ـ ِ ب إِ� � أمـ ـل ُِك إِ� نف� وأ� فافرق بيننا و�يـ ـن
﴿قـ ـال ر ِ
]الماﺋدة[25:
َ َّ َ ْ َ َ ّ ّ َ َ َ ُُ ََ َ
ب إِ ِ� � أ ْمل ُِك إِ� �ف ِ� َوأ ِ�﴾ ﻗال الﻘرط� � ﺗﻔس�ﻩ) :ﻗوله ﺗعا�﴿ :قال ر ِ
ُ َ َ ََ َ َ َ َﱠُ َ َ ُ ُ ُ َ َ َ َ ﱢ َ َ ُ ﱠ َ
ﻔ�ـ ،ﺛ ﱠم اﺑﺘ َ�دأ ﻓﻘالَ ﴿ :وأ ِ�﴾ أي
ملك �إ � ﻧ ِ
ِﻷﻧه �ان ﻳ ِطﻴعه .و ِﻗﻴل المع�� :إ� � أ ِ
ً
ـﺐ َعطﻔا
َ َ َﱠ ََ َ ً َ َ ُ ﱠ َ َ ُ ََ َ َ َ
وﺿ ـ ِع ﻧصـ ٍ ول اﻷو ِل ِ� م ِ
ملك �إ � ﻧﻔس ـه ،ﻓﺄ ِ� على الﻘ ِ وأ ِ� أﻳﻀ ـا � ﻳ ِ
ﱠ َ َ َ َ ََ ﱠ ََ َ
وﺿ ـ ِع َر ٍﻓعَ ،و �إن ِﺷ ـﺌﺖ َع َطﻔﺖ َعلى اسـ ِـم �إن َو ِه َﻲ َ
ﻔ� ـ ،وعلى الﺜ ِا� ِ� م ِ على ﻧ ِ
َ ُ َ َ َ َ ََ ُ َ الﻴ ُاءَ ،أي إ ﱢ� َو َأ ِ� َ� َﻧ ُ ﱠ َ ُ َ َ َ
َ
ملك ملك �إ � أﻧﻔسـﻨا .و �إن ِﺷـﺌﺖ عطﻔﺖ على المﻀـم ِر ِ� أ ِ ِ �
ََﱠُ َ َ َ َ ُ ََ َ ﱠ َ ُ َ
ملك أﻧا َوأ ِ� �إ � أﻧﻔ َسﻨا(.�ﺄﻧه ﻗال � :أ ِ
وم ُ َ َ َ َ َ
لون َّ ّ َ ُ َ َُ َ ُ ُ ُ َ َ َ
هؤ� ِء بَنا� السيِئَ ِ
ات قال يا ق ـ ِ هرعون إِ� ـهِ َومِن قبل �نوا يعم ﴿وجاءه قومه ي
ٌ ضــي� َ� َ�ــ َس ِمــ َُ ُ ُه َّن أَ َ
طه ُر لَ ُ
�م فَ َّا� ُقــوا َّ َ
ن�م َر ُجل َرشيــ ٌد﴾ ا� َو� �زو ِن �
]هود[78:
275
ومـ ـ ُه يُ ََ َ
اءهُ ق ُ َ
ﻗال السعديَ ﴿) :وجـ ـ َ
هرعون إِ�هِ﴾ أي :ﻳسرعون و�ﺒ�ادرون ،ﻳر�دون
أﺿﻴاﻓه ﺑالﻔاحﺸﺔ ،ال� �اﻧوا ﻳعملوﻧها(.
وﻗال ﺑعﺾ السلﻒ) :ومﻦ عﻘوﺑﺔ السﻴﺌ�ﺔ السﻴﺌ�ﺔ ﺑعدها(.
َ َ ا� ِ�ُ َع ّذ َِ� ُهم بها ِ� َ ك أَموال ُ ُهم َو� أَ ُ
و�د ُهم إنَّما يُ ُ
ر�د َّ ُ َ َ ُ
ا�نيا َوتزه َقا�ياة ِ ُّ
ِ ِ جبـ
﴿ف � تع ِ
َ َ ُ
أنف ُس ُهم َو ُهم �ف ِرون﴾ ]الﺘوﺑﺔ[55:
َ َ َ ُ ا� أَن ُ� َع ّذ َِ� ُهم بها � ُّ بك أَموال ُ ُهم َوأَ ُ
و�د ُهم إنَّما يُ ُ
ر�د َّ ُ َ َ ُ
ا�نيا َوتزه َق أنف ُس ُهم ِ ِ ِ ج﴿ و � تع ِ
َ
ِرون﴾ ]الﺘوﺑﺔ.[85: َو ُهم �ف
ميع َ َ َّ َ َّ َ َ َّ
ا�ِ �ت َو ُه َو َّ َ َ َ
الع ُ
ليم﴾ ]العﻨكﺒوت.[5: السـ ُ
ٍ ﴿ َمن �ن يَرجو ل ِقـاء ا�ِ فإِن أجل
ئس ما �نواحت َ� َ
الس َ العـدوان َوأَ�ـلِه ُم ُّ َ
عون � ا�ث ِم َو ُ َ ً ُ ُ ََ
ِ ِ ِ ِ ِ ﴿وترى كث�ا مِنهم �سـارِ
ئسحت َ� َ ثم َوأَ� ـلِه ُم ُّ
الس َ ون َوا�َ ُ
حبار َعن قَولِه ُم ا� َ َ َ َ َ َ ُ ُ َّ ّ ّ َ
يعملونلو� ينهاهم الر�ا�ِي
ِ ِ ِ ِ
َ َ َ
عون﴾ ]الماﺋدة[63-62: ما �نوا يصن
ﻗال اﺑﻦ عاﺷـــور) :واﻗﺘصـــر � ﺗوﺑﻴﺦ الرﺑاﻧﻴ� على ﺗرك ﻧهﻴهم عﻦ ﻗول اﻹﺛم
وأ�ل الســحﺖ ،ولم ﻳﺬكر العدوان إﻳماء إ� أن العدوان ﻳﺰﺟرهم عﻨه ا�ســلمون
276
و� ﻳلﺘﺠﺌون � زﺟرهم إ� ﻏ�هم ،ﻷن ا�عﺘماد � الﻨصرة على ﻏ� ا�ﺠ� علﻴه،
ﺿعﻒ(.
راءهُ ُ َ ََ ََ ُ َ
رون بم ـا َو َ نزل علينا و��ف أ ما ب ِن ﴿�ذا قي ـ َل ل َ ُهم آ ِمنوا بم ـا أَ َ
نز َل َّ ُ
ا� قالوا نُؤم ُ
ِ ِ ِ ِ
ا�ِ مِن قَبـ ُل إن ُك ُ
َ َّ َ َ َُ ُ َ َ َ ُ َ ً
نتم ُمؤم َ
ِن�﴾ ِ قتلون أنبِيـاء ا� ُّق ُم َص ّدِقا ل ِما معه ـم قل فل ِم ت َو ُه َو َ
]الﺒﻘرة[91:
ولﻘـد �ـان الﺘعﺒ� ﺑهـﺬﻩ الصـــﻴﻐـﺔ مع ذكر اﻷﻧبﻴـ�اء ﺑلﻔﻆ عـام ممـا ﻳﻔﺘح ﺑـاﺑـا مﻦ
ً
اﻹ�ـاش لﻘلـﺐ الﻨ� العر� الكر�م وﺑـاﺑـا مﻦ اﻹطمـاع ﻷعـداﺋـه � �ـاح ﺗـداﺑ�هم
ومحـاو�ﺗهم لﻘﺘلـه .ﻓـاﻧﻈر كﻴﻒ أســـعﻔﻨـا ﺑـا�ح�اس عﻦ ذلـك �لـه ﺑﻘولـه ﴿مِن
َ ُ
قبـل﴾ ﻓﻘطع ﺑهﺬﻩ ال�لمﺔ أطماعهم وﺛبﺖ ﺑها ﻗلﺐ حﺒيﺒ�ه إذ �اﻧﺖ ﺑمﺜاﺑﺔ وعدﻩ
إﻳاﻩ ﺑعصمﺘه مﻦ الﻨاس) .الﻨﺒ�ﺄ العﻈﻴم لعﺒد ﷲ دراز(
َ َ َ َّ
عد ا�ِ َوآياتِهِ يُؤمِن ـون﴾ث بـ كب َ ّ َ َ ّ َ ََ َ ُ َّ َ َ
ا� ِق فبِ ـأ ِي حدي ـ ٍ﴿ت ِلك آي ـات ا�ِ نتلوه ـا علي ـ ِ
]ا�اﺛﻴ�ﺔ.[6:
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>
َ َ ُ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُ َ ُ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ َ َّ ْ َ ُ ُ َّ
اه ْم �﴿�قالوا ر�نا باعِد ب� أسـ ـفارِنا وظلموا أنفسـ ـهم فجعلناهم أحادِيث ومز�ن
َ ٰ َ َ َ ّ ُ ّ َ َّ َ ُ َّ ُ َ َّ
ور﴾ ]سﺒﺄ[19:ار شك ٍِ� صب ٍات ل ِ
ممز ٍق ۚ إِن ِ� �ل ِك �ي ٍ
277
ُ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ ْ ُ َ َّ َ َ ْ
ار� َنـــا �ِي َها ق ًرى ﻓاﻵﻳﺔ الكر�مﺔ ال� ﻗﺒلها هﻲ﴿ :وجعلنا بينهم و�� القرى ال ِ� ب
أي أن ﷲ ﺗعـا� ﺟعـل ﺑ� أهـل ســـﺒـﺄ � الﻴمﻦ وﺑ� ﻗرى الﺸـــام ال� ﺑـارك ﻓﻴهـا
ﻗرى مﺘﻘارﺑﺔ ،وﻗدر ﻓﻴها الســـ� �ﻴﺚ ﻳســـ�ون مﻦ ﻗر�ﺔ إ� ﻗر�ﺔ دون مﺸـــﻘﺔ
ح� ﻳصــلوا الﺸــام ،وﻗال لهم :ســ�وا ﻓﻴها ما ﺷــﺌﺘم مﻦ لﻴل أو ﻧهار � أمﻦ مﻦ
ً
العدو وا�وع والعطﺶ .و�ان هﺬا �له إﻧعاما مﻨه سﺒحاﻧه علﻴهم.
َ َ ُ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ً
� أ ْســفارِنا﴾ .ﻗال اﺑﻦ لكﻨهم ﺑد� مﻦ ﺷـــكر الﻨـــــ ـعمﺔ ﻗالوا�﴿ :قالوا ر�نا باعِد ب
عاﺷـــور) :واﻷﻇهر عﻨـدي أن ﻳكون هﺬا الﻘول ﻗالوﻩ ﺟواﺑا عﻦ مواعﻆ أﻧبﻴـ�اﺋهم
َ
والصــــا�� مﻨهم ح� ﻳﻨهوﻧهم عﻦ الﺸـــرك .ﻓ ُهم ﻳعﻈوﻧهم ﺑــﺄن ﷲ أﻧعم
َ
علﻴهم ﺑﺘلك الرﻓاهﻴﺔ .ﻓ ُهم �ﻴﺒون ﺑهﺬا الﻘول إﻓحاما لدعاة ا�� مﻨهم(.
واســـﺘـدل على ذلـك ﺑـﺄن ﷲ ﺗعـا� ﻗـال � اﻵﻳـات ﻗﺒلهـا "ﻓـﺄعرﺿـــوا" .ﻓـﺈن
ً
اﻹعــ ـراض ﻳﻘﺘــ ـ� دعوة ل�ء .و�ﻈهر أن اﻷﻧبﻴــ ـاء أو الصــ ـا�� دعوهــ ـم
ﻓﺄعرﺿوا.
و� ا�ﺨﺘصـر � الﺘﻔسـ�) :ﻓﺒطروا ﻧعمﺔ ﷲ علﻴهم ﺑﺘﻘر�ﺐ ا�سـاﻓات ،وﻗالوا:
رﺑﻨ�ا ﺑاعد ﺑ� أســﻔارﻧا ﺑﺈزالﺔ ﺗلك الﻘرى ح� ﻧﺬوق ﺗعﺐ اﻷســﻔار ،وﺗﻈهر مﺰ�ﺔ
ر�اﺋبﻨ�ا ،وﻇلموا أﻧﻔســهم ﺑﺒطرهم ﻧعمﺔ ﷲ وإعراﺿــهم عﻦ ﺷــكرﻩ وحســدهم
ّ
ﻓصـــ�ﻧــاهـم أحــادﻳــﺚ لـلـﻔـﻘـراء مـﻨـهـم )ﻳـعـ� إرادة الـﺘـمـ� عـﻦ الـﻔـﻘـراء مـﻨـهـم(،
َ
ﻳﺘحدث ﺑها َمﻦ َﺑعدهم ،وﻓرﻗﻨاهم � الﺒ�د �ل ﺗﻔر�ﻖ� ،ﻴﺚ � ﻳﺘواصلون ﻓﻴما
ﺑيﻨهم(.
278
;
;
;Ø∏]¬’\;gÑ;!;Å⁄¢\;‡^;]›\Ê¡Ä;Ö|`Â
motatadabbor@gmail.com
279
ﺗﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﻤﺆﻟﻒ
• الدكﺘور إﻳاد عﺒد ا�اﻓﻆ ﻗﻨﻴ�.
• أحـد ﺛ�ﺛـﺔ مراﺟع� أ�ـادﻳمﻴ� ﻷك� كﺘـﺐ علم اﻷدو�ـﺔ اﻧتﺸــــارا � العـالم ،وهو
كﺘاب :
280
• ﺗلﻘى العلوم الﺸـــرعﻴـﺔ �هـد ذا� عﻦ عـدد مﻦ العلمـاء ،و�رج مﻦ دورة صـــﻨـاعـﺔ
ُ
الـمحاور.
• كﺘﺒ�ه:
)رحلـﺔ الﻴﻘ�( لﺒﻨـ�اء اﻹﻳمـان على أســـس مﻨهﺠﻴـﺔ وﺑﻴـ�ان رواﺋع ا�لﻖ والرد
على الﺸﺒهات.
سلسلﺔ )ا�رأة( ال� ﺗعالﺞ ﻗﻀاﻳا ا�رأة.
ً
وســـ�ســـل � الﺘـﺄم�ت الﻘرآﻧﻴـ�ﺔ مﺜـل )ﺗبﻴـ�اﻧـا ل�ـل �ء( ،وهﻲ مســـاﺑﻘـﺔ
عا�ﻴﺔ أﻗﻴمﺖ لﺜ�ﺛﺔ مواسم � رمﻀان.
281
اﻟﻔﻬﺮس
ة ة
دمة 0 .................................................................................................................... المق
ت ة ة
اب 5 .........................................................................................................
طر ييقة الكب ب
ت ق فت ف
اب 7 ..............................................................................................
طرق ا��تتفاع ببالكب ب
أ أ ة
سئل� 10 .................................................................................................................. ا��
الججزز ء أ
ا��ول 10 ........................................................................................................
ث ثن جزز
ي 14 .....................................................................................................
الج ء الثا ي
الججزز ء ث
الث ث
الث 18 ......................................................................................................
جزز
الج ء الرا ببع 21 ........................................................................................................
جزز خخ
الج ء ال امس 26 ...................................................................................................
جزز
الج ء السادس 31 ...................................................................................................
جزز
الج ء السا ببع34 ......................................................................................................
ن جزز
الج ء ال ثثامن 38 ......................................................................................................
جزز
الج ء ال تتاسع41 ......................................................................................................
جزز
الج ء العاشش ر 44 ......................................................................................................
جزز
حادي عشش ر 49 .............................................................................................
ي الج ء ال
282
ث ثن جزز
ي عشش ر 54 ..............................................................................................
الج ء الثا ي
الججزز ء ال ثث ث
الث عشش ر 57 ...............................................................................................
جزز
الج ء الرا ببع عشش ر 59 ................................................................................................
جزز خخ
الج ء ال امس عشش ر 62 ............................................................................................
جزز
الج ء السادس عشش ر 65 ............................................................................................
جزز
الج ء السا ببع عشش ر 67 ..............................................................................................
ث ن جزز
الثامن عشش ر 71 ............................................................................................... الج ء
الججزز ء ت
التاسع عشش ر 73 ..............................................................................................
ن جزز
الج ء العشش رون 76 ...................................................................................................
ن جزز
الحادي والعشش رون 77 .....................................................................................
ي الج ء
ن ث ثن جزز
ي والعشش رون79 .......................................................................................
الج ء الثا ي
ن الججزز ء ث
الث والعشش رون 81 .......................................................................................
الث ث
ن جزز
الج ء الرا ببع والعشش رون 84 .........................................................................................
ن جزز خخ
الج ء ال امس والعشش رون 86 .....................................................................................
ن جزز
الج ء السادس والعشش رون89 .....................................................................................
ن جزز
الج ء السا ببع والعشش رون 93 .......................................................................................
ن ن جزز
الج ء ال ثثامن والعشش رون 95 ........................................................................................
ن الججزز ء ت
التاسع والعشش رون 97 .......................................................................................
ث ث ن جزز
��ثون 98 .....................................................................................................الج ء الث
ف أ أ ة ف
ائئفقئن 101 .................................................................................................
أسئل� الف ي
283
ا��إجإب ت
إب 109 ............................................................................................................. ب ب
الججزز ء أ
ا��ول 109 ......................................................................................................
ث ثن جزز
ي 116 ...................................................................................................
الج ء الثا ي
الججزز ء ث
الث ث
الث 126 ....................................................................................................
جزز
الج ء الرا ببع 133 ......................................................................................................
جزز خخ
الج ء ال امس 141 .................................................................................................
جزز
الج ء السادس 151 .................................................................................................
جزز
الج ء السا ببع157 ....................................................................................................
ن جزز
الج ء ال ثثامن 167 ....................................................................................................
جزز
الج ء ال تتاسع173 ....................................................................................................
جزز
الج ء العاشش ر 179 ....................................................................................................
جزز
حادي عشش ر 187 ...........................................................................................
ي الج ء ال
ث ثن جزز
ي عشش ر 195 ............................................................................................
الج ء الثا ي
الججزز ء ال ثث ث
الث عشش ر 200 .............................................................................................
جزز
الج ء الرا ببع عشش ر 204 ..............................................................................................
جزز خخ
الج ء ال امس عشش ر 207 ..........................................................................................
جزز
الج ء السادس عشش ر 216 ..........................................................................................
جزز
الج ء السا ببع عشش ر 219 ............................................................................................
ث ن جزز
الثامن عشش ر 224 ............................................................................................. الج ء
الججزز ء ت
التاسع عشش ر 228 ............................................................................................
284
ن جزز
الج ء العشش رون 232 .................................................................................................
ن جزز
الحادي والعشش رون 234 ...................................................................................
ي الج ء
ن ث ثن جزز
ي والعشش رون237 .....................................................................................
الج ء الثا ي
ن الججزز ء ث
الث والعشش رون 240 .....................................................................................
الث ث
ن جزز
الج ء الرا ببع والعشش رون 243 .......................................................................................
ن جزز خخ
الج ء ال امس والعشش رون 246 ...................................................................................
ن جزز
الج ء السادس والعشش رون250 ...................................................................................
ن جزز
الج ء السا ببع والعشش رون 256 .....................................................................................
ن ن جزز
الج ء ال ثثامن والعشش رون 259 ......................................................................................
ن الججزز ء ت
التاسع والعشش رون 262 .....................................................................................
ث ث ن جزز
��ثون 264 ...................................................................................................الج ء الث
ف ت أ أ ة ف
ائئفقئن268 ......................................................................................
إإ بج بإبإب أسئل� الف ي
285