Professional Documents
Culture Documents
الإشكالات العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
الإشكالات العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
مقدمت :
إن ازدهار الشعوب رهٌن بنماء التصادها ،ومن أجل هذا األخٌر احتدت المنافسة
سواء على المستوى الدولً بٌن دولة وأخرى ،أو على المستوى الداخلً بٌن األفراد
والشركات ،والرفع من اإللتصاد رهٌن بوجود استثمارات ٌموم على أساسها ،وهذه األخٌرة
لٌامها رهٌن بدوره بتوفٌر رأسمال ضخم لها ،وهو األمر الذي ٌعجز المستثمرون فً كثٌر
من األحٌان عن توفٌره ،لذلن ٌلجإون إلى جهة مهتمة بؤمر منحهم ما ٌحتاجون إلٌه وهذه
الجهة لن تكون ؼٌر مإسسات اإلبتمان التً تمنح المروض؛ سواء للمستثمرٌن فً المشارٌع
بمختلؾ أنواعها وأحجامها ،أو حتى لألفراد لمحدودٌة دخلهم ولدرتهم الذاتٌة على تموٌل ما
1ضرورة أساسٌة من ضرورات ٌمومون به أو ٌحتاجون إلى التنابه ،وبهذا ؼدا اإلبتمان
النشاط اإللتصادي ،ولد عرؾ أحد الفمه اإلبتمان بؤنه" : :منح للثمة فً إعطاء حرٌة التصرؾ
الفعلً والحال فً مال معٌن ،ممابل الوعد برد نفس الشًء أو مال معادل له خالل فترة زمنٌة
معٌنة وذلن نظٌر الخدمة المإداة وللخطر الذي ٌمكن أن ٌتعرض له كخطر الهالن الجزبً أو
الكلً ،والذي تضمنه هذه الخدمة"
ؼٌر أن منح هذه المروض من طرؾ المإسسات البنكٌة ال ٌكون إلى كل من ٌطلبها
بل ٌرتكز تمدٌمها على وجود ثمة متبادلة بٌن المإسسة مانحة المرض والشخص طالبه.
وهذه الثمة ال ٌتؤتى توفرها إال إذا اطمؤنت المإسسات البنكٌة وضمنت حسن توظٌفها
رأسمالها واستٌفابها لدٌونها بدون عناء كبٌر ،ورؼم أن الماعدة العامة تمضً بؤن أموال
المدٌن ضمان عام لدابنٌه طبما لممتضٌا ت الفصل 1241من ق.ل.ع ،إال أن فكرة الضمان
العام هذه أبانت عن محدودٌتها فً توفٌر الثمة واألمن المطلوبٌن لما لد ٌتعرض له المدٌن من
إعسار أو أن ٌموم به من تصرفات تإثر على ذمته المالٌة كنمل ملكٌة أمواله إلى الؽٌر،
إضافة إلى إمكانٌة تعدد دابنً المدٌن وتمدمهم للمطالبة بحمولهم اعتمادا على الماعدة
المذكورة ،وفً هذه الحالة سٌوزع منتوج بٌع أموال المدٌن بٌن الدابنٌن كل حسب نسبة ما
1نبٌل إبراهٌم سعد" ،نحو لانون خاص باإلبتمان" ،منشؤة المعارؾ اإلسكندرٌة ،طبعة ،1991ص.25
-كما عرفه الدكتور أحمد سالمة بؤنه" :تمدٌم مال عاجل ترلبا لمال آجل" فً مإلفه "التؤمٌنات العٌنٌة-الرهن
الرسمً ،"-دار التعاون للطبع والنشر ،طبعة ،1966ص.5
1
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
ألرضه دون مراعاة أللدمٌة هذه المروض .1وهذه اإلحتماالت جردت فكرة الضمان العام من
لٌمتها لذلن سعى الدابن ؼالبا للمطالبة بضمان خاص ٌكفل له استرجاع حمه؛ وٌتمثل ؼالبا فً
تخصٌص مال معٌن ٌكون عادة مملوكا للمدٌن لضمان حك الدابن 2وهذا الضمان ال ٌمكن أن
ٌإدي دوره إال إذا كان لابما على أرضٌة صلبة توفر للدابنٌن الثمة واألمن المطلوبٌن فً منح
المروض.
وهو األمر الذي انتبه إلٌه المشرع المؽربً وحاول توفٌره خدمة لإلبتمان من خالل
سن آلٌات لانونٌة تطمبن هذه المإسسات على أموالها وتحمك لها الضمان الخاص الذي تسعى
3؛ وهو حك عٌنً على للحصول علٌه ،وٌؤتً فً صدارة هذه اآللٌات الرهن الرسمً
العمارات المخصصة آلداء التزام كؤحد الضمانات العٌنٌة ،والذي حاول المشرع من خالله
التوفٌك بٌن مصلحتٌن؛ مصلحة المدٌن فً الحصول على المرض الذي ٌطلبه وفً نفس
الولت االستمرار فً استؽالل عماره وإدارته ،ومصلحة الدابن فً استثمار أمواله بشكل آمن
وضمان استرجاعها باألولوٌة عن ؼٌره من الدابنٌن حتى فً حالة تعنت المدٌن أو عجزه عن
إرجاعها أو تصرفه فً العمار المرهون ،عن طرٌك اعتماده على وسٌلة إجرابٌة حددها
الفصل 204من ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915المتعلك بالتشرٌع المطبك على العمارات المحفظة ،
تكفل له توصله بحموله أمام تعذر تملكه للعمار المرهون مباشرة عند حلول أجل اآلداء.
وتتمثل هذه الوسٌلة فً مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً والتً تبتدئ بتوجٌه إنذار
عماري ثم وضع العمار المرهون تحت ٌد المضاء فإعداده للبٌع عن طرٌك المزاد العلنً ثم
بٌعه فعال حتى تنتمل ملكٌته إلى من رسا علٌه المزاد ،فٌتوصل الدابن بحمه كامال من منتوج
البٌع.
ؼٌر أن استعراض هذه اإلجراءات لٌس بالبساطة التً ٌبدو علٌها ،خاصة أمام تداخل
الممتضٌات المانونٌة المإطرة لها ،إذ أن هذه المسطرة وإن كانت تنطلك من ممتضٌات الفصل
1دمحم ابن الحاج السلمً" ،مماالت وأبحاث فً التحفٌظ العماري" ،مطبعة دار الملم ،الطبعة األولى مارس ،2004ص
.261
2عبد الرزاق السنهوري" ،الوسٌط فً شرح المانون المدنً الجدٌد فً التؤمٌنات الشخصٌة والعٌنٌة" ،الجزء العاشر،
مطبعة دار إحٌاء التراث العربً ،بٌروت لبنان( ،دون ذكر تارٌخ الطبع) ،ص.14
3ولد عرؾ المشرع المؽربً الرهن الرسمً فً الفصل 157من ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915بؤنه" :حك عٌنً عماري
على العمارات المخصصة آلداء التزام ،وهو بطبٌعته ال ٌتجزأ وٌبمى بؤكمله على العمارات المخصصة له وعلى كل
واحد وعلى كل جزء منها وٌتبعها فً أي ٌد انتملت إلٌها".
2
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
204المذكور إال أن تفعٌلها ٌمتضً اإلعتماد على نصوص تشرٌعٌة أخرى كظهٌر 12ؼشت
1912المتعلك بالتحفٌظ العماري ،وظهٌر ٌ 2ونٌو ،1915ولانون المسطرة المدنٌة ،ولانون
12دجنبر 1968المتعلك بمإسسات المرض العماري اإللتزامات والعمود ،ومرسوم
والسٌاحً ، 1ولانون المحاكم التجارٌة ومدونة التجارة أحٌانا.
وأمام كون مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً عبارة عن مزٌج مركب من فصول ومواد
متناثرة بٌن التشرٌعات المذكورة فمد فسح المجال على مصراعٌه حولها للخالفات الفمهٌة
والمضابٌة على مستوى جمٌع مراحلها.
إضافة إلى أن الوالع العملً أبان عن العدٌد من اإلشكالٌات التً تثار بمجرد تحرٌن
هذه المسطرة إلى ؼاٌة استنفاذها.
وبما أن المشرع ٌسعى عند وضعه الموانٌن اإلحاطة بكل األحكام التً تحكم أي نزاع
من جمٌع جوانبه ،فإن العمل المضابً هو المحن الحمٌمً لمدى مالبمة أي لانون للمجتمع
ولمدى شمولٌته وإحاطته بكل النزاعات 2؛ فمد حرصت على اعتماد اإلجتهادات المضابٌة
المرتبطة بالموضوع والتً تعكس فعال تنوع وتعدد اإلشكاالت المطروحة بخصوصه
والمتمثلة أساسا فً مدى أحمٌة الدابن المرتهن فً الجمع بٌن دعوى اآلداء طبما للمواعد
العامة ودعوى تحمٌك الرهن الرسمً؟ .وفً مدى جواز اشتراط الدابن المرتهن على المدٌن
الراهن تملكه العمار المرهون عند حلول أجل إستحماق الدٌن دون اللجوء إلى بٌعه لضاء؟.
وفً مدى أحمٌة الدابن المرتهن فً حٌازة العمار المرهون رهنا رسمٌا واستخالص مداخٌله؟.
وأٌضا فً مدى جواز اشتراط الدابن المرتهن على المدٌن الراهن عدم تصرفه فً العمار
المرهون؟ .وما هً حدود مسإولٌة الكفٌل العٌنً فً آلٌة الرهن الرسمً؟ .ثم إلى أي حد
ٌمكن أن تإثر عوارض مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً على سٌر إجراءاتها؟ وأخٌرا ٌمكننا
التساإل عن مدى تمكن المشرع المؽربً من خالل الممتضٌات المانونٌة المإطرة لمسطرة
تحمٌك الرهن الرسمً من تحمٌك توازن بٌن مصالح كل األطراؾ المتداخلة فً آلٌة الرهن
1المرسوم الملكً بمثابة لانون رلم 67/552الصادر بتارٌخ 26رمضان 1383هـ ،موافك لـ 17دجنبر 1968
المتعلك بالمرض العماري والمرض الخاص بالبناء والمرض الفندلً ،منشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد 2931بتارٌخ 1
ٌناٌر ،1969ص.2
2دمحم سالم" ،تحمٌك الرهن الرسمً فً المانون المؽربً" ،مطبعة النجاح الجدٌدة ،الدار البٌضاء ،الطبعة األولى
،2002ص.7
3
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
الرسمً؟ وإلى أي حد كان موفما فً حفظ حموق الدابن وحماٌة المدٌن باعتباره الطرؾ
الضعٌؾ فً هذه العاللة التعالدٌة مع مإسسة مضطلعة بمجال منح المروض ومهٌمنة على
المطاع؟.
واإلجابة عن هذه األسبلة وؼٌرها تتطلب منا تمسٌم الموضوع إلى فصلٌن على الشكل
التالً:
الفصل األول:
4
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
لمد عمد المشرع المؽربً من خالل سنه آللٌة الرهن الرسمً خدمة االبتمان العماري
بتوفٌر ضمانة فعالة تطمبن المإسسات البنكٌة على أموالها وتمنحها حك استرجاع ما تمرضه
إما اختٌارا أو جبرا عن طرٌك المطالبة المضابٌة بالتنفٌذ على العمار المرهون من خالل
سلون مسطرة إمتٌازٌة هً مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً.
ؼٌر أن هذا الحك الذي منحه المشرع للدابن المرتهن فً التنفٌذ على العمار المرهون
ٌظل فً حالة سكون خالل الفترة السلٌمة للرهن ،أي منذ نشؤة المرض إلى ؼاٌة حلول أجل
استحماق الدٌن ،1و ال ٌكون للدابن إعماله إال متى أخل المدٌن بالتزامه التعالدي المتمثل فً
عدم أدابه للدٌن المستحك بذمته للدابن ،آنذان ال ٌكون لهذا األخٌر من وسٌلة الستٌفاء مبلػ
2ومباشرة المرض ؼٌر ممارسة ذلن الحك واللجوء إلى المحاكم لتحمٌك الرهن الرسمً
إجراءات التنفٌذ على العمار المرهون ( المبحث األول) ،واستخالص دٌنه باألولوٌة على بالً
دابنً المدٌن (المبحث الثانً).
إن المإسسات البنكٌة ؼالبا ما تلجؤ لبل اللجوء إلى المطالبة المضابٌة بالدٌن إلى سلون
الطرق الودٌة لحمل المدٌن على الوفاء بالتزاماته تالفٌا للمصارٌؾ والدخول فً مساطر
لضابٌة معمدة ومكلفة لد تطول لسنوات ،ولد ٌتجاوب المدٌن مع هذه المساعً الودٌة
فٌتمخض عن االتفاق إما تصفٌة المدٌونٌة أو إعادة جدولتها وفك شروط مؽاٌرة وألساط
ومواعٌد أخرى ٌمع االتفاق علٌها .3وعلٌه فمتى أدى المدٌن ما علٌه اختٌارا فال مجال للجوء
.4أما فً حالة الدابن إلى التنفٌذ على العمار ألنه بؤدابه الدٌن ٌنمضً التزامه وتبرأ ذمته
1مصطفى جدوع كرٌم السعد " ،آثار الرهن الرسمً بالنسبة للدابن المرتهن والحابز فً التشرٌع العماري المؽربً"،
رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا( ،دون ذكر الشعبة والوحدة) ،كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة ،
جامعة دمحم الخامس ،الرباط ،السنة الجامعٌة ،1981/1980ص .48
2دمحم الحلوي" ،تحمٌك الضمانات" ،الندوة األولى للعمل المضابً والبنكً ،نشر المعهد الوطنً للدراسات المضابٌة
والمجموعة المهنٌة لبنون المؽرب ،الرباط 4-3 ،دجنبر ،1987ص .191
3عبد الواحد بن مسعود" ،اإلنذار العماري ؛ بٌاناته ومرفماته ومولؾ المضاء من الطعن فً بطالن اإلنذار" ،مجلة
المضاء والمانون ،العدد ،148السنة ،31مطبعة األمنٌة -الرباط ،ص.189
4وهو األمر الذي أكده العمل المضابً كالمرار رلم 1959الصادر عن المجلس األعلى بتارٌخ ٌ 16ونٌو 2004فً
الملؾ المدنً عدد ،2004-1-1-570والذي جاء فٌه" :إذا كان الرهن حك ممرر للدابن على الشًء المملون للمدٌن
فإن من حك المدٌن فن الرهن بعد أداء الدٌن"( ،ؼٌر منشور).
ونفس التوجه أخذت به محكمة االستبناؾ بوجدة فً العدٌد من لراراتها منها:
-المرار رلم 2807الصادر بتارٌخ 30أكتوبر 2003فً الملؾ المدنً عدد ( 03/34ؼٌر منشور).
5
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
امتناعه عن ذلن فٌكون من حك الدابن المرتهن سلون إجراءات التنفٌذ على العمار المرهون
السترجاع لٌمة الدٌن وتوابعه.1
ؼٌر أنه وفً بعض الحاالت ٌكون العمار المرهون مملوكا لشخص ؼٌر المدٌن
األصلً لام بتمدٌم عماره ضمانا لدٌن هذا األخٌر ،كما لد ٌفاجؤ الدابن بوجود العمار محل عمد
الرهن بٌد حابز ؼٌر المدٌن ،فضد من ستوجه إجراءات التنفٌذ فً هذه الحالة؟ إن توجٌه
إجراءات التنفٌذ على العمار المرهون ٌمكن أن ٌكون ضد المدٌن حالة وجود العمار بٌده
(المطلب األول) ،أو ضد من ٌحوزه (المطلب الثانً) وأٌضا ضد كفٌل المدٌن (المطلب
الثالث).
إن التنفٌذ على العمار المرهون ال ٌخلو من إشكاالت تطرح نفسها على المستوى
العملً ،خاصة تلن المرتبطة بالمرحلة األولى لمباشرة إجراءات التنفٌذ والمتعلمة بالمسطرة
التً ٌنبؽً على الدابن المرتهن سلوكها للتنفٌذ على العمار المرهون وهو بٌن ٌدي المدٌن
(الفمرة األولى) ،ومدى أحمٌته فً حٌازة هذا العمار دون اللجوء إلى التنفٌذ علٌه؟ (الفمرة
الثانٌة) ،أو تملكه (الفمرة الثالثة)؟.
إن حك الدابن المرتهن فً التنفٌذ على العمار المرهون بٌن ٌدي المدٌن استٌفاء لدٌنه
مضمون له بممتضى عمد الرهن الرسمً العماري من خالل سلوكه مسطرة تحمٌك هذا
األخٌر ،ؼٌر أن الدابن لد ٌرى أن سلوكه هذه المسطرة وحدها لن تسعفه فً استٌفاء دٌنه،
لذلن ٌالحظ عملٌا أن الدابن المرتهن كثٌرا ما ٌلجؤ إلى رفع دعوى تحمٌك الرهن وفً نفس
-المرار رلم 50الصادر بتارٌخ 2006-01-18فً الملؾ المدنً عدد ( 05/645ؼٌر منشور).
-المرار رلم 450الصادر بتارٌخ 21مارس 2007فً الملؾ عدد ( 06/249ؼٌر منشور).
-أنظر أٌضا المرار رلم 413الصادر عن محكمة االستبناؾ التجارٌة بفاس بتارٌخ 05أبرٌل 2005فً الملؾ عدد
04/715و( ،04/1509ؼٌر منشور).
1هو األمر الذي تؤكد من خالل المرار رلم 180الصادر عن محكمة االستبناؾ التجارٌة بفاس بتارٌخ 15فبراٌر
2005فً الملؾ عدد ،04/1295والذي جاء فٌه" :وحٌث أن من حك الدابن المرتهن طلب إجراءات البٌع للعمار
المرهون وذلن عند عدم األداء فً إبانه" (ؼٌر منشور).
-وهو ما سارت علٌه أٌضا المحكمة االبتدابٌة بوجدة فً حكم لها صادر بتارٌخ 14مارس 2004فً الملؾ رلم
- ،01/939لم ٌذكر رلم الحكم باألصل المحفوظ بكتابة الضبط بالمحكمة( -ؼٌر منشور).
6
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
الولت ٌرفع دعوى موازٌة لها لمطالبة المدٌن باألداء اعتمادا على أمواله األخرى ،ومن هنا
تطرح إشكالٌة مفادها مدى تمبل المضاء لمٌام الدابن المرتهن برفع دعوى تحمٌك الرهن
الرسمً ودعوى األداء فً ولت واحد؟ وبخصوص هذا اإلشكال ٌالحظ سواء على مستوى
الفمه أو المضاء وجود اختالؾ بٌن مجٌز للجمع بٌن الدعوتٌن وبٌن رافض لهذا الجمع:
أوال -االتجاه المؤٌد إلمكانٌة الجمع بٌن دعوى األداء ودعوى تحقٌق الرهن الرسمً
ٌعتمد هذا اإلتجاه فً تبرٌر مولفه على الماعدة العامة المابلة بؤن أموال المدٌن تشكل
ضمانا عاما لفابدة دابنٌه 1حسب ما جاء فً الفصل 1241من ق.ل.ع .ولمد كرس جانب من
المضاء هذا التوجه كمحكمة اإلستبناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء التً جاء فً لرار 2لها أنه:
"لكن حٌث أن النص الصحٌح للفصل 1241من ق.ل.ع هو أن أموال المدٌن ضمان عام
لدابنٌه ٌوزع ثمنها علٌهم بنسبة دٌن كل واحد منهم ما لم توجد بٌنهم أسباب لانونٌة لألولوٌة،
األمر الذي ٌستفاد منه أن للدابن الحك فً اتخاذ جمٌع اإلجراءات المانونٌة الكفٌلة بضمان
استٌفاء دٌنه فً مواجهة مدٌنه ،بما فً ذلن إٌماع الرهون والحجوز على أموال هذا األخٌر
دون إمكانٌة المطالبة بضرورة إثبات عدم كفاٌة الرهون لتسدٌد دٌن الدابن من أجل
اإلستجابة لطلب إجراء الحجز". 3
ولد توجه العمل المضابً المتبنً لإلتجاه المإٌد للجمع بٌن المسطرتٌن ،إلى أن سلون
الدابن المرتهن المسطرتٌن معا إنما هدفه واحد وهو تحصٌل دٌنه وتوابعه ،وأن المطالبة
11
Michel Véront et Benoit Nicod, "voies d'exécution et procédures de distribution",
Dalloz, paris, 2éme édition, 1998, p 22.
2المرار رلم 99/243الصادر عن محكمة االستبناؾ بالدار البٌضاء بتارٌخ 2مارس 1999فً الملؾ عدد -9-18
،4مجلة المصر ،العدد األولٌ ،ناٌر ،2002ص .138
أنظر فً نفس االتجاه:
-اللرار رلم 282الصادر عن محكمة االستبناؾ التجارٌة بفاس بتارٌخ 8مارس 2005فً الملؾ التجاري عدد
( ،02-1-3-452ؼٌر منشور).
-المرار عدد 76الصادر عن المجلس األعلى بتارٌخ ٌ 13ناٌر 1999فً الملؾ المدنً عدد ،98/133مجلة
المحاكم المؽربٌة ،العدد ،89ؼشت ،2001ص .152
3ونفس التوجه سارت علٌه محكمة االستبناؾ بمراكش فً العدٌد من لراراتها كـ:
-المرار رلم 07/557الصادر عنها بتارٌخ 10ماي 2007فً الملؾ عدد .5/12/1134
-والمرار رلم 524الصادر بتارٌخ 26شتنبر 2000فً الملؾ التجاري عدد .00/472
-المرار رلم 07/692الصادر بتارٌخ 31ماي 2007فً الملؾ عدد .1971-12-06هذه المرارات منشورة
بالمولع التالً:
www.cacmarrakech.ma/jurishypoth. -بتارٌخ 12 .مارس .2008
7
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
بنفس الدٌن ومن خالل دعوتٌن فً ولت واحد ال ٌشكل مطالبة لضابٌة لنفس الطلب ،وهو
األمر الذي أكدته محكمة اإلستبناؾ بالحسٌمة فً لرار لها 1جاء فٌه" :ومن جهة أخرى ،فإن
المطالبة باألداء وبٌع األصل التجاري المرهون ال ٌشكل مطالبة لضابٌة لنفس الطلب ،سٌما
1241من ق.ل.ع وٌحك لهذا األخٌر وأن أموال المدٌن ضمان عام لدابنٌه حسب الفصل
المٌام بجمٌع اإلجراءات لضمان استٌفاء دٌنه" ،وهو األمر الذي ولؾ عنده المجلس األعلى
فً لرار حدٌث له ممرا فٌه بؤحمٌة الدابن المرتهن الجمع بٌن المسطرتٌن الزدواجٌة صفته،
فكونه دابنا ٌمنحه صفة استرجاع دٌنه فً إطار المواعد العامة ،وكونه مرتهنا ٌعطٌه
صالحٌة سلون مسطرة الرهن وكل ما هنالن أنه ال ٌحك له التضاء دٌنه مرتٌن.2
ثانٌا -اإلتجاه الرافض للجمع بٌن دعوى تحقٌق الرهن الرسمً ودعوى األداء
ٌرى أنصار هذا اإلتجاه ،أن الدابن المرتهن ال ٌجوز له التنفٌذ على أموال مدٌنه إال
4
عند عدم كفاٌة ثمن بٌع األموال المرهونة ،3ولد تبنى المجلس األعلى هذا المولؾ فً لرار
له جاء فٌه" :حٌث إنه إذا كان للدابن المرتهن رهنا رسمٌا أن ٌتمدم بدعوى أداء الدٌن األصلً
ونفس األمر أكده المجلس األعلى من خالل لراره عدد 425الصادر بتارٌخ 7أبرٌل 2004فً الملؾ التجاري
عدد ( ،02-3-452ؼٌر منشور).
1المرار رلم 334الصادر عن الؽرفة المدنٌة بمحكمة اإلستبناؾ بالحسٌمة بتارٌخ ٌ 27ونٌو 2006فً الملؾ عدد
( ،05/715ؼٌر منشور).
,ونفس األمر أكده المجلس األعلى من خالل لراره عدد 425الصادر بتارٌخ 7أبرٌل 2004فً الملؾ التجاري
عدد ( ،02-3-452ؼٌر منشور).
2المرار عدد 528الصادر عن المجلس األعلى بتارٌخ 17ماي 2006فً الملؾ التجاري عدد ،2004/1/3/1313
مجلة المحاكم المؽربٌة ،العدد ٌ ،106ناٌر-فبراٌر ،2007ص.153
3
Alfred Jauffret, "Manuel de procédure civile et voies d'exécution", Libraire général de
droit de jurisprudence paris, 12éme édition 1976, p199.
4المرار عدد 1472الصادر عن الؽرفة التجارٌة للمجلس األعلى بتارٌخ 4أكتوبر 2000فً الملؾ عدد ،98/610
مجلة لضاء المجلس األعلى عدد ،56ص .439
ولد سارت على نفس المنوال محكمة اإلستبناؾ بمراكش فً العدٌد من لراراتها منها:
-المرار رلم 1160الصادر بتارٌخ 31دجنبر 2002فً الملؾ التجاري عدد .02/9/533
-المرار رلم 320الصادر بتارٌخ 01أبرٌل 2003الملؾ التجاري عدد .02/249
-المرار رلم 397الصادر بتارٌخ 22ابرٌل 2003فً الملؾ التجاري عدد .1318-12-03هذه المرارات منشورة
بالمولع التالً:
www.cacmarrakech.ma/jurishypoth. -بتارٌخ 12 :مارس 2008
-المرار رلم 174الصادر عن نفس المحكمة بتارٌخ 24فبراٌر ،2004منشور بالمولع التالً:
www.justice.gov.ma. -بتارٌخ 19 :ماي ..2008
8
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
الستخالص دٌنه المضمون عند حلول أجله باعتباره دابنا عادٌا ٌمكنه استخالصه من جمٌع
أموال المدٌن وكان له أن ٌتبع المسطرة الممررة لانونا لتحمٌك الرهن الرسمً فً نطاق
الفصل 204من ظهٌر 1915-06-2المتعلك بالتشرٌع المطبك على العمارات المحفظة وذلن
باعتباره دابنا مرتهنا ،فإنه ال ٌمكنه الجمع بٌن المسطرتٌن فً آن واحد لٌاسا على لاعدة
الفصل 1223من ق.ل.ع الخاصة ،على أنه إذا لم ٌكؾ المتحصل من البٌع للوفاء بالدٌن فإن
للدابن حك الرجوع منه على المدٌن ؛ وهً لاعدة وإن تعلمت بالرهن الحٌازي فإنها صالحة
للتطبٌك على الرهن الرسمً الؽٌر المنظم لمضمونها ،ومحكمة اإلستبناؾ التً ردت الدفع
المثار من الطالب بهذا الخصوص بعلة أنه ال مانع من سلون المسطرتٌن معا تكون لد بنت
لرارها على أساس لانونً ؼٌر سلٌم" .ونستخلص من هذا المرار أن الدابن الذي ٌكون دٌنه
مضمونا برهن عماري عند لجوبه إلى مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً ٌستعمل حما خوله إٌاه
المشرع فً مواجهة األؼٌار لفابدته ،وأٌضا عندما ٌلجؤ إلى التنفٌذ على أموال المدٌن فً إطار
المواعد العامة الستخالص نفس الدٌن فهو بذلن ٌستعمل أٌضا حما خوله إٌاه نفس المشرع،
ؼٌر أنه ال ٌمكنه الجمع بٌن الحمٌن فً آن واحد واستعمالهما مرة واحدة وٌستفاد هذا من
ممتضٌات الفمرة األولى من الفصل 1223من ق.ل.ع التً نصت على أنه" :وله أن ٌرجع
بما تبمى من دٌنه على المدٌن إن لم ٌكؾ المتحصل من البٌع للوفاء به" أي أن المشرع أتاح
للدابن إمكانٌة اللجوء إلى مسطرة األداء بعد استنفاذ مسطرة تحمٌك الرهن وعدم كفاٌة منتوج
البٌع فً تؽطٌة لٌمة الدٌن .والعلة من هذا المنع هو حماٌة المدٌن الذي لد ٌإدي سلون
المسطرتٌن معا ضده إلى بٌع عماره المرهون وفً نفس الولت بٌع أمواله األخرى أو بعضها،
ولد ٌحدث أن ٌؽطً منتوج بٌع العمار المرهون لٌمة الدٌن وٌتضرر المدٌن بذلن وهذا ٌخالؾ
مبدأ عدم التعسؾ فً استعمال الحك.
إضافة إلى هذا ،فإن المحكمة التجارٌة بوجدة ذهبت إلى اعتبار أن لجوء الدابن
المرتهن إلى سلون المسطرتٌن فً ولت واحد ٌعتبر بمثابة إثراء على حساب الؽٌر إذ جاء
فً حكم 1صادر عنها ما ٌلً" :إن مطالبته (الدابن) استحماق نفس الدٌن رؼم رؼبته فً
استنفاذ مسطرة تحمٌك الكفالة العمارٌة ،إنما ٌعد تنالضا منه وبدون أساس وتنازل عن
1الحكم عدد 04/215الصادر بتارٌخ 13أبرٌل 2004فً الملؾ رلم ( ،5/2003/445ؼٌر منشور).
9
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
اشتراطه حك التمدم والتتبع على الضمانة العمارٌة ،مما ٌكون معه سلون مسطرة األداء فً
مواجهة بالً المدعى علٌهم تنالضا منه ؼٌر ذي أساس وجدٌر بالرد ،ألن اللجوء إلٌه إثراء
على حساب الؽٌر ورؼبته فً الحكم لفابدته باستحماق مدٌونٌة واحدة ولمرتٌن وأمام نفس
الجهة المضابٌة ،وهو ما ٌنالض مبدأ استماللٌة الدٌن والمضاء به مرتٌن لنفس الجهة المدٌنة".
والرأي فٌما أعتمد ،أن التعلٌل الذي اعتمدته المحكمة التجارٌة بوجدة فً اعتبار سلون
الدابن المرتهن المسطرتٌن معا إثراء على حساب الؽٌر -أي إثراء للدابن على حساب
المدٌن -ألنه بذلن سٌستفً لنفس الدٌن مرتٌن ال ٌتماشى والمنطك المانونً السلٌم ،ذلن أن
سلون المسطرتٌن هدفهما واحد وهو استخالص نفس الدٌن وبالتالً فإن استٌفاء المدٌن لدٌنه
بعد استنفاذ إجراءات إحدى الدعوتٌن سٌعطل إجراءات الدعوى الموازٌة ألن السبب والعلة
من رفعها لد زال وستنتفً آنذان عن الدابن الصفة فً مواصلة إجراءات الدعوى ألنه لن
ٌبمى دابنا ولد استوفى دٌنه.
وكما سبك الذكر ،فإن منع سلون المسطرتٌن معا فً ولت واحد ال ٌتعدى أن ٌكون
الهدؾ منه هو حماٌة المدٌن من بٌع أمواله كلها أو بعضها مرة واحدة ،ولٌس الهدؾ منه
حماٌته من إثراء الدابن على حسابه .وعموما فإن ما ٌالحظ على العمل المضابً بخصوص
هذا اإلشكال أنه ما ٌزال متذبذبا ومتضاربا بٌن مانع ومجٌز لسلون المسطرتٌن معا ،وأحٌانا
ٌظهر هذا اإلختالؾ حتى على مستوى المحكمة الواحدة كما هو الحال بالنسبة للمجلس
األعلى ومحكمة اإلستبناؾ بمراكش.1
ولد كان حرٌا بالمشرع المؽربً حسم هذا الخالؾ من خالل نص صرٌح على ؼرار
بعض التشرٌعات ،2أو أن ٌحٌل بنص خاص األمر للسلطة التمدٌرٌة لماضً األمور
اإلستعجالٌة فً أن ٌؤذن أو ٌمنع سلون المسطرتٌن معا حسب ظروؾ كل حالة بناء على
طلب ٌمدمه إلٌه الدابن المرتهن.3
1وٌستنتج هذا من خالل توارٌخ المرارات الصادرة عنهما والتً سبك الولوؾ عندها.
2كالتشرٌع الفرنسً الذي منع الجمع بٌن دعوى مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً ودعوى األداء من خالل المادة
2209من المانون المدنً ،وأٌضا المشرع التونسً من خالل المادة 292من التشرٌع العماري ،والمشرع األردنً
من خالل المادة 1842من المانون المدنً.
3مصطفى جدوع كرٌم السعد ،م.س ،ص.49
10
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
األصل فً الرهن الرسمً أنه ال ٌمنح الحك للدابن المرتهن فً حٌازة العمار
المرهون ،ؼٌر أنه واستثناء من هذا األصل فمد أجاز المشرع للدابن المرتهن حٌازة العمار
محل الرهن الرسمً من أجل اإلستفادة من ثماره ،على أساس أن لٌمة ما ٌستفٌد منه الدابن
من هذه الثمار ٌخصم من أصل الدٌن وتوابعه متى تم التنفٌذ على العمار ،أو تجنبا لبٌعه جبرا
إذا كان المدٌن لد لطع شوطا ال بؤس به فً سداد ما بذمته ثم عجز أو امتنع فٌما بعد عن أداء
ما تبمى من األلساط.
ؼٌر أن هذا اإلستثناء لم ٌتركه المشرع على إطالله ،بل لصره على مإسسة المرض
مرسوم 17دجنبر ،1968وتطبٌما لهذا 59من العماري والسٌاحً من خالل الفصل
اإلستثناء جاء فً أمر صادر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بوجدة 1ما ٌلً..." :حٌث إنه تبعا
لذلن ،وتطبٌما لممتضٌات المانون وخاصة الفمرة الثالثة من الفصل 59من مرسوم -12-17
، 1968فإن الطالبة ٌحك لها حٌازة العمار موضوع الرهن لصد استخالص جمٌع مداخٌله
وتطبٌما لممتضٌات الفصل 149من ق.ل.ع نؤذن لمإسسة المرض العماري والسٌاحً بحٌازة
العمار ...وهو عبارة عن فندق ،كما نؤذن للطالبة استخالص ما ٌذره هذا الفندق من مداخٌل
شهرٌة مع اعتبار ما تتوصل به الطالبة سٌتم خصمه من مبلػ الدٌن ولت األداء أو ٌوم تنفٌذ
مسطرة اإلنذار العماري"...
1األمر الصادر فً الملؾ رلم 98/232بتارٌخ 08شتنبر ،1998لم ٌذكر رلم األمر فً األصل المحفوظ بكتابة
الضبط بالمحكمة االبتدابٌة بوجدة( ،ؼٌر منشور).
أنظر فً نفس الصدد األوامر اإلستعجالٌة المنشورة بمجلة الحدث المانونً العدد 15أبرٌل 1999 ،ص ،14وٌتعلك
األمر بـ:
-األمر أالستعجالً عدد 233/2201الصادر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بؤنفا بتارٌخ ٌ /26ولٌوز 1996فً الملؾ
عدد .96/1809
-األمر أالستعجالً عدد 86/67الصادر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بالدمحمٌة بتارٌخ ٌ 12ونٌو 1986فً الملؾ عدد
.86/30
-األمر أالستعجالً عدد 95/71الصادر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بمراكش بتارٌخ 30ؼشت 1995فً الملؾ
عدد .96/1809
-األمر أالستعجالً عدد 96/82الصادر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بوارززات بتارٌخ 14ماي 1996فً الملؾ
عدد .96/1809
11
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
والرأي فٌما أعتمد ،أن هذا اإلستثناء الذي خص به المشرع مإسسات المرض العماري
والسٌاحً ربما إذا تم تعمٌمه على بالً المإسسات 1سٌراعً مصالح كل من الدابن والمدٌن
على حد سواء ،ذلن أن األول سٌتمكن من استرجاع جزءا من دٌنه حتى لبل اللجوء إلى
مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً ،فً حٌن أن الثانً وإن كان سٌفمد ما ٌذره العمار المرهون من
مداخٌل خالل فترة انتمال الحٌازة إلى الدابن إلى أن األمر سٌساعده على تؽطٌة البعض من
مبلػ الدٌن وربما تجنب التنفٌذ على العمار إذا كانت ثماره كافٌة لسداده ،على أن هذا اإلستثناء
ٌجب تمٌٌده بالحالة التً ٌكون فٌها العمار المرهون منتجا لثمار سواء كانت طبٌعٌة أو مدنٌة
ٌمكن للدابن اإلستفادة منها ،كما ٌجب إخضاعه بدوره للرلابة المضابٌة.
لد ٌحدث أن ٌتفك الدابن المرتهن مع المدٌن أثناء إبرام العمد على أن ٌصبح العمار
المرهون ملكا لألول بمجرد حلول أجل استحماق الدٌن دون أدابه من طرؾ المدٌن ،من هنا
تطرح إشكالٌة ترتبط بمدى جواز إٌراد هذا الشرط فً العمد؟ وما أثره على ملكٌة المدٌن
للعمار عند حلول أجل الوفاء؟.
إن المشرع المؽربً عند تنظٌمه ألحكام الرهن الرسمً لم ٌمنع الدابن المرتهن من
تملن العمار المرهون لعدم الوفاء عند حلول األجل ،ؼٌر أنه وبرجوعنا لمانون اإللتزامات
والعمود باعتباره الشرٌعة العامة فً حالة ؼٌاب نص خاص بمسؤلة معٌنة ،نجده عند معرض
تنظٌمه ألحاكم الرهن الحٌازي ٌنص على بطالن شرط تملن العمار أو بٌعه دون اللجوء إلى
ٌ 2ونٌو 1915فً فصله المضاء فً فصله ،1226وهو األمر الوارد أٌضا فً ظهٌر
،2104ومن هذا المنطلك ٌمكننا إسماط هذا الحكم على الشرط الذي ٌورده الدابن المرتهن
1وهو التوجه الذي ٌالحظ بدأ المشرع المؽربً نهجه من خالل لرارٌن صادرٌن عن وزٌر المالٌة وااللتصاد مكن
بممتضاهما كال من البنن الشعبً المركزي وشركة وفاء للعمار حٌازة العمار المرهون ،وٌتعلك األمر بـ:
-المرار رلم 98.1848بتارٌخ 25سبتمبر ،1998منشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد ،4636الصادرة بتارٌخ 5نونبر
،1998ص( .747بالنسبة للبنن الشعبً المركزي).
-المرار رلم 98.1754بتارٌخ 3سبتمبر ،1998منشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد ،4640الصادرة بتارٌخ 19نونبر
،1998ص (.848بالنسبة لشركة وفاء للعمار).
ٌ 2نص الفصل 104من ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915على أنه" :ال ٌصبح الدابن مالكا للعمار بمجرد عدم الوفاء فً األجل
المتفك علٌه ،وكل شرط ٌمضً بؽٌر ذلن ٌكون باطال وفً هذه الحالة ٌمكنه أن ٌطالب بالطرق المانونٌة بنزع
ملكٌة مدٌنه".
12
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
رهنا رسمٌا فً العمد ،وبالتالً ٌمع باطال كل اتفاق ٌعطً الدابن الحك إذا لم ٌستوؾ دٌنه عند
حلول أجله فً أن ٌتملن العمار المرهون بؤي ثمن كان ،على أن هذا البطالن ٌمتصر على
بطالن الشرط فمط دون عمد الرهن الذي ٌبمى صحٌحا منتجا آلثاره .1وكذلن ٌبطل كل اتفاق
ٌعطً الدابن الحك فً أن ٌبٌع العمار المرهون دون أن ٌراعً اإلجراءات التً فرضها
المانون كاإلتفاق على أن ٌتم بٌع العمار ودٌا أو بطرٌك المزاد بدون تدخل المحكمة.2
والرأي فٌما أعتمد ،أن تمرٌر هذا البطالن فٌه مصلحة للمدٌن الراهن الذي لد ٌوافك
أثناء التعالد وتحت ضؽط حاجته لمبلػ المرض على أي شرط لد ٌورده الدابن المرتهن فً
عمد المرض المضمون بالرهن مستخفا بالظروؾ التً لد تعجزه عن الوفاء .ؼٌر أن أحد
الفمهٌ 3ذهب إلى أن شرط تملن العمار دون اللجوء إلى بٌعه لضاء أو بٌعه دون اللجوء إلى
المضاءٌ ،كون صحٌحا إذا ألره المدٌن الراهن بعد حلول أجل استحماق الدٌن ،ألنه آنذان
تنعدم شبهة استؽالل الدابن حاجة المدٌن وٌصبح لادرا على تمرٌر ما هو فً مصلحته.
le tiers المطلب الثانً :التنفٌذ على العقار المرهون بٌن ٌدي الحائز
détenteur
لد ٌتصرؾ المدٌن الراهن فً العمار المرهون إما عن طرٌك نمل ملكٌته إلى الؽٌر
أو بإنشاء حك عٌنً علٌه من الحموق المتفرعة عنها ،4ورؼم أن األصل فً التنفٌذ أنه ال
ٌجوز إال على ما ٌكون مملوكا للمدٌن ،إلى أنه ومع ذلن ٌجوز حجز العمار حتى بعد خروجه
من ذمة المدٌن إلى ذمة هذا الؽٌر المتصرؾ إلٌه -الحابز -5إذا كان للدابن على العمار حك
رهن ،6وهذه اإلمكانٌة خولها المشرع المؽربً للدابن المرتهن بممتضى الفصلٌن 157و158
1الحسٌن الزٌانً" ،االبتمان العماري وتحمٌك الرهون الرسمٌة فً العمود البنكٌة" العمار واإلستثمار ،أشؽال الندوة
الوطنٌة المنظمة من طرؾ وحدتً التكوٌن والبحث لنٌل الدكتوراه ودبلوم الدراسات العلٌا المعممة فً لانون العمود
19و 20ماي ،2007 2006مطبعة دار النشر الجسور، والعمار بكلٌة الحموق بجامعة دمحم األول بوجدة ٌومً
الطبعة األولى ،ص .301
2إسماعٌل إبراهٌم الزٌادي" ،التنفٌذ العماري" ،مطابع روز الٌوسؾ الجدٌدة ،طبعة ،1997ص.188
3حسٌن عبد اللطٌؾ حمدان" ،التؤمٌنات العٌنٌة" ،مطبعة الدار الجامعٌة ،طبعة ، 1988ص.464
4الحٌمر الحسن" ،خٌارات الحابز للعمار المرهون رهنا رسمٌا" ،مجلة الملؾ ،العدد الخامسٌ ،ناٌر ،2005 ،ص
.200
5حابز العمار هو من انتملت إلٌه ملكٌة العمار المرهون أو أي حك عٌنً آخر مما ٌجوز بٌعه بالمزاد العلنً استؽالال
بعد تسجٌل الرهن.
6إسماعٌل إبراهٌم الزٌادي ،م.س ،ص .149
13
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
من ظهٌر 1915فً إطار ما سماه بحك التتب ع ،droit de suiteوعلٌه نجد الفصل األول
ٌنص على أن" :الرهن الرسمً حك عٌنً عماري على العمارات المخصصة ألداء التزام،
وهو بطبٌعته ال ٌتجزأ وٌبمى بكامله على العمارات المخصصة له وعلى كل واحد وعلى كل
جزء منها وٌتبعها فً أي ٌد انتملت إلٌها" .كما نجد الفصل الثانً ٌنص على ما ٌلً" :الدابنٌن
اللذٌن لهم رهن مسجل على عمار ٌتبعونه فً أي ٌد انتمل إلٌها لٌرتبوا وٌستوفوا دٌونهم
حسب ترتٌب تسجٌلهم" ،وعلٌه فإعمال حك التتبع ٌفترض إذن أن ملكٌة العمار المرهون لد
انتملت من المدٌن الراهن إلى الؽٌر ،ألن ممارسة هذا الحك من طرؾ الدابن رهٌن بتصرؾ
المدٌن فٌه.1
وبناء علٌه ٌمكننا طرح تساإل مفاده هو هل أنه فً حالة توجٌه إجراءات التنفٌذ ضد
الحابز؛ هل ٌستفٌد هذا األخٌر من دفوع أو خٌارات ٌتفادى بها التنفٌذ على العمار الذي انتمل
إلٌه؟ (الفمرة األولى) .وهل ٌمكن للدابن منذ البداٌة لتجنب تتبع العمار المرهون بٌن ٌدي الؽٌر
أن ٌشترط على المدٌن فً عمد الرهن عدم التصرؾ فٌه؟ (الفمرة الثانٌة).
الفقرة األولى :دفوع و خٌارات الحائز لتجنب التنفٌذ على العقار المرهون
لمد خول المشرع المؽربً للحابز وسٌلة بإمكانه اعتمادها من أجل تفادي التنفٌذ على
العمار الذي بٌن ٌدٌه ،وتتجسد هذه الوسٌلة فً الدفع بالتجرٌد التً ولؾ عندها المشرع من
خالل الفصل 2188من ظهٌر ٌ 2ونٌو .1915
ومفاد هذا الدفع أن الحابز له إذا باشر الدابن المرتهن حك التنفٌذ على العمار المرهون
الذي بٌن ٌدٌه أن ٌدفع هذه اإلجراءات وٌطالب بالتنفٌذ أوال على أموال المدٌن إذا كان لهذا
األخٌر أمواال أخرى مرهونة ضمانا لنفس الدٌن ،3ولعل إعمال هذا الدفع من شؤنه زعزعة
مبدأ عدم تجزبة الرهن إال أنه إجراء ٌتناسب وممتضٌات العدالة واالعتبارات العملٌة ذلن أن
14
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
الحابز ٌعتبر شخصا أجنبٌا عن الدٌن المضمون بالرهن ،1ومادام المدٌن ٌملن عمارات أخرى
ضامنة لنفس الدٌن فاألولى أن ٌتم التنفٌذ على ما هو بٌده ،وحتى ٌتسنى للحابز التمسن بالدفع
بتجرٌد المدٌن ٌجب أال ٌكون لد تنازل عن هذا الدفع وأن ٌتمسن به لبل بداٌة إجراءات التنفٌذ
وأن تكون هنان عمارات مرهونة ضمانا لنفس الدٌن فً ملكٌة المدٌن أو فً ملكٌة بالً
الملتزمٌن األصلٌٌن وكافٌة للوفاء بجمٌع الدٌون المضمونة بالرهن.2
ومن اآلثار المباشرة لمبول الدفع بالتجرٌد من طرؾ المحكمة إٌماؾ جمٌع إجراءات
التنفٌذ التً بوشرت فً مواجهة الحابز واعتبارها عدٌمة األثر ،ثم تحوٌل هذه اإلجراءات
نحو عمارات المدٌن األصلً األخرى.3
وإضافة إلى الدفع بالتجرٌد ٌكون للحابز متى رؼب فً تجنب إجراءات التنفٌذ على
العمار الذي ٌحوزه ،الدفع بعدم نفاذ الرهن فً حمه كؤن ٌدفع ببطالن عمد الرهن تطبٌما ألحكام
الرهن الرسمً أو ألحكام تسجٌل الحموق العٌنٌة وإشهارها.4
أما إذا أخفك الحابز فً تحاشً التنفٌذ على العمار المرهون باعتماد الدفوع التً خوله
إٌاها المشرع ،أو تبٌن له أن الدٌن المضمون بالرهن العماري صحٌح ال مطعن فٌه وأن
الرهن الرسمً سلٌما نافذا فً مواجهته ،5أمكنه اللجوء إلى وسابل أخرى منحه إٌاها نفس
المشرع وتتمثل أساسا فً أدابه مبلػ الدٌن وتوابعه (أوال) ،أو تخلٌه عن العمار المرهون
(ثانٌا) ،أو االستسالم للدابن وتركه ٌواصل إجراءات نزع ملكٌة العمار من ٌده (ثالثا).
لد ٌرى الحابز أن التنفٌذ على العمار المرهون الذي تملكه من شؤنه اإلضرار
بمصالحه ،لذلن ٌفضل الوفاء للدابن المرتهن بحموله المضمونة بالرهن الوالع على عماره ،6
وؼالبا ما ٌختار الحابز لضاء الدٌن إذا كانت لٌمته ألل من ثمن العمار وٌكون لد استبمى لسطا
15
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
من الثمن لم ٌإده بعد للبابع باعتباره المدٌن األصلً ،أو أن تكون لٌمة الدٌن المتبماة للٌلة جدا
فٌفضل دفعها رؼم كونه لد أدى ثمن العمار بؤكمله للبابع الراهن ،1أو فً حالة كونه لم ٌدفع
ثمن العمار بعد إلى البابع فٌفضل أن ٌدفعه مباشرة إلى الدابن المرتهن ممابل حصوله على
حتى ٌتجنب أي سبب ٌهدد شهادة رفع الٌد عن الرهن la mainlevee d’hypotheque
تملكه لعماره ،2على أن األداء الذي ٌلتزم به الحابز ٌمتصر فمط على الدٌن المضمون بالرهن
المنصب على العمار الذي بحوزته دون ؼٌره من الدٌون التً لد تكون مضمونة بعمارات
أخرى ما تزال بملكٌة المدٌن أو بٌد حابزٌن آخرٌن ؼٌره ،أو أن تكون هذه الدٌون مضمونة
بنفس العمار ولكنها ؼٌر نافذة فً مواجهة الحابز ألن تسجٌل الرهن المنصب علٌها كان بعد
تسجٌل حك الحابز على العمار المرهون.3
وٌكون للحابز متى لام بؤداء الدٌن عن المدٌن الرجوع علٌه اعتمادا على الفصل 196
من ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915السترجاع ما أداه ،ؼٌر أن التساإل الذي ٌمكن طرحه فً هذا
اإلطار؛ هو هل ٌكون للحابز الحك فً الرجوع على المدٌن األصلً أو المالن السابك للعمار
فً كل الحاالت؟ والرأي فٌما أعتمد ،أن الحابز ال ٌكون له الحك فً ذلن إال إذا كان العمار
المضمون بالرهن لد انتمل إلٌه بعوض كحالة شرابه ،أما إذا كان لد انتمل إلٌه بؽٌر عوض
كؤن ٌحصل علٌه عن طرٌك الصدلة أو الهبة أو الوصٌة فال مجال هنا للحابز للرجوع على
المتصدق أو الواهب أو الوصً.
لد ٌجد الحابز أن لضاء الدٌن المضمون برهن العمار الذي بٌن ٌدٌه ال ٌحمك مصلحته
وبالتالً ٌفضل اإلستؽناء عنه للتنفٌذ علٌه جبرا ،4وطالما أنه لم ٌسهم فً إنشاء الرهن ولم
ٌكن ملتزما شخصٌا بالدٌن ولد ٌتؤثر ابتمانه باعتباره شخصا تنتزع ملكٌته وبالتالً تسوء
سمعته المالٌة ،5من أجل ذلن رخص له المشرع إمكانٌة التخلً 1عن العمار وذلن برفع ٌده
16
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
عنه لمباشرة إجراءات التنفٌذ علٌه ضد شخص آخر تعٌنه المحكمة كحارس أو لٌم 2حتى ال
ٌظهر اسمه فً إجراءات نزع الملكٌة حفاظا على سمعته ؛ إضافة إلى رؼبته فً التخلص من
الجهود واألعباء التً لد ٌتحملها خالل عملٌة متابعة اإلجراءات ضده وبذلن ال تمنع مباشرة
حك التتبع إنما تإدي إلى توجٌه إجراءات التنفٌذ إلى شخص آخر فمط.3
وعن الفترة التً ٌمكن فٌها للحابز التخلً عن العمار ،وباستمرابنا لممتضٌات ظهٌر 2
ٌونٌو 1915ال نجد ضمنها ما ٌحددها ،وبما أن الهدؾ من ممارسة هذا الحك هو تفادي
توجٌه إجراءات التنفٌذ ضد الحابز وأن أول إجراء من هذه األخٌرة هو توجٌه إنذار عماري
للمدٌن األصلً والحابز فإنه من البدٌهً استنتاج أن أجل بداٌة ممارسة حك التخلً هو من
تارٌخ توصل الحابز باإلنذار ؼٌر أن اإلشكال ٌثور بخصوص فترة انتهابه ،حٌث ٌالحظ أن
المشرع المؽربً لم ٌتطرق إلى هذا األجل لذلن فالرأي فٌما أعتمد واستنتاجا مما جاء به
الفصل 187من ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915؛ أن تخلً الحابز عن العمار ٌجب أن ٌتم داخل أجل
ٌ 15وما تبتدئ من تارٌخ توصله باإلنذار العماري ألنه وبعد هذا األجل سٌحصل الدابن
المرتهن على بٌع العمار وآنذان سٌوجه إجراءات التنفٌذ ضد الحابز الذي لن ٌكون له آنذان
تفادي توجٌهها ضده ،وأي محاولة منه فٌما بعد للتخلً عن العمار المرهون ال ٌمكن تفسٌرها
إال أنها عرللة إلجراءات التنفٌذ وضربا من ضروب التعسؾ فً استعمال حك التخلً .4وإذا
كان أحد الباحثٌن ٌ 5رى أن حك التخلً تمتد ممارسته إلى ؼاٌة ٌوم رسو المزاد مستدال
بؤحكام الفصل 190من ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915الذي جاء فٌه أن" :التخلً ال ٌحول دون حك
الؽٌر الحابز حتى رسو المزاٌدة فً استرداد الملن بؤدابه الدٌن كله والمصارٌؾ"؛ فالرأي فٌما
اعتمد أن ما ذهب إلٌه الباحث ال ٌتماشى وما لضى به الفصل المذكور ،ذلن أن هذا الفصل
ٌشٌر إلى حك الحابز فً استرداد العمار إذا لام بتؤدٌة أصل الدٌن وتوابعه إلى ٌوم إجراء
المزاٌدة وأن حك التخلً الذي ٌكون لد مارسه ال ٌحول دون ذلن ،وبالتالً فهو ال ٌشٌر
= 1الفصل 186من ظهٌر ٌ 2ونٌو .1915
2الفصل 192من نفس الظهٌر.
3محً الدٌن إسماعٌل علم الدٌن" ،أصول المانون المدنً" ،الجزء الثانً ،الحموق العٌنٌة األصلٌة والتبعٌة ،دار
الجٌل للطباعة ،طبعة ،1977ص .546
4مصطفى جدوع كرٌم السعد ،م.س ،ص .163
5عبد الواحد شعٌر" ،إشكالٌة الرهن العماري الرسمً كضمان بنكً فً ضوء التشرٌع المؽربً -بٌن النظرٌة
والتطبٌك "-أطروحة لنٌل دكتوراه الدولة فً المانون الخاص ( ،دون ذكر الوحدة) ،كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة
السن الجامعٌة ،1995ص .111 واالجتماعٌة ،جامعة الحسن الثانً ،الدار البٌضاء ،ة
17
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
إطاللا إلى إمكانٌة ممارسة حك التخلً إلى ؼاٌة رسو المزاد بل على العكس فهو ٌإكد على
أنه فً هذه الحالة ٌكون حك التخلً لد تم إعماله سابما.
إضافة إلى أن إعمال هذا الحك إلى ؼاٌة ٌوم المزاٌدة سٌفمد عنه الهدؾ الذي وضع
من أجله ألنه آنذان ستكون معظم إجراءات التنفٌذ لد استنفذت وبالتالً فال مناص من تفادٌها
بعد أن أوشكت على االنتهاء.
ثالثا -ترك الدائن المرتهن ٌواصل إجراءات التنفٌذ على العقار المرهون
إذا لم ٌتمكن الحابز من دفع تتبع الدابن المرتهن للعمار المرهون بٌن ٌدٌه ،ولم ٌسدد
الدٌن بكامله ولم ٌتخل عن العمار لن ٌكون أمامه إال فسح المجال للدابن المرتهن فً أن ٌطلب
بٌع العمار المرهون وفك إجراءات الحجز العماري ،1مع إتاحة الفرصة للحابز للمشاركة فً
المزاٌدة ،وعلٌه فإن آثار البٌع تختلؾ باختالؾ من رسا علٌه المزاد هل هو الحابز أو ؼٌره؟.
ففً حالة رسو المزاد على الحابز فإن ملكٌة العمار تثبت له لٌس بممتضى محضر
المزاد ولكن بممتضى سند ملكٌته األصلً ،إضافة إلى تطهٌر العمار من أي حك كان ممررا
على العمار عند انتمال ملكٌته؛ عدا تلن التً لررها الحابز بنفسه على العمار فً الفترة
الممتدة ما بٌن اكتسابه الملكٌة بممتضى سند التملن األصلً وبٌن تسجٌل محضر إرساء
المزاٌدة علٌه بالرسم العماري.2
أما فً حالة رسو المزاد على ؼٌر الحابز فإن ملكٌة العمار تنتمل إلى من رسا علٌه
المزاد مطهرة من جمٌع الحموق العٌنٌة التبعٌة بؤنواعها ،دون األصلٌة منها والتً ٌضل
العمار مثمال بها طالما كانت مسجلة لبل 3لٌد الرهن.
وإذا كنا لد ولفنا عند حك التتبع كحك خوله المشرع للدابن المرتهن حالة تصرؾ
المدٌن فً العمار المرهون إال أنه ٌالحظ عملٌا أن المإسسات البنكٌة الممرضة تعمد من خالل
بعض الممارسات إلى تجاوز هذا الحك بصفة مطلمة وذلن من خالل اشتراطها على المدٌن
1المختار بن أحمد عطار" ،التحفٌظ العماري فً ضوء المانون المؽربً" ،مطبعة النجاح الجدٌدة بالدار البٌضاء،
الطبعة األولى ،2008ص .218
2إسماعٌل إبراهٌم الزٌادي ،م.س ،ص .176 -175
3عبد الرزاق السنهوري ،م.س ،ص .604
18
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
الراهن أثناء إبرام عمد المرض المضمون بالرهن عدم التصرؾ فٌه أو تفوٌته ومن هذا
المنطلك تطرح إشكالٌة حول مدى جواز إدراج هذا الشرط فً العمد؟.
الفقرة الثانٌة :اشتراط الدائن المرتهن على المدٌن عدم التصرف فً العقار
المرهون
إن المإسسات البنكٌة ومن أجل حماٌة مصالحها بشكل أكبر تعمد إلى تضمٌن عمد
المرض مجموعة الشروط التً من شؤنها تمٌٌد حرٌة المدٌن الراهن فً التصرؾ فً العمار
المرهون ،ومن أمثلة هذه الشروط 1نجدٌ" :متنع الممترض عن المٌام أو السماح بالمٌام دون
موافمة مسبمة من طرؾ البنن بؤٌة عملٌة مما ٌلً:
-إنشاء رهن عماري أو رهن حٌازي أو امتٌاز على الممتلكات موضوع الضمان بهذا
العمد أو إٌجارها.
-تفوٌت كل أو جزء من هذه الممتلكات أو تمدٌمها إلى شركة أو بصفة عامة إلى
الؽٌر"
وإذا كان الهدؾ من إدراج هذه الشروط تمٌٌد سلطة المدٌن فً التصرؾ فً عماره؛
فهل فً حالة تجاوزها من طرفه وإجرابه تفوٌتا للعمار المرهون ٌعتبر هذا التصرؾ باطال؟.
إن البطالن كجزاء رتبه المشرع حماٌة للنظام وحموق بعض األفراد فً العاللة
التعالدٌة ال ٌمكن تمرٌره إال بنص ،وبالتالً فإنه وأمام ؼٌاب أي نص لانونً ٌرتب جزاء
البطالن على تفوٌت العمار المرهون فإنه ٌجب إعمال المبدأ المابل بؤن األصل فً التصرفات
الصحة.2
إضافة إلى أن المشرع المؽربً فً معرض تنظٌمه لممتضٌات الرهن الحٌازي فً
الفصل 1177من ق.ل.ع نص فٌه على أن" :من رهن شٌبا ال ٌفمد الحك فً تفوٌته" وبالتالً
ٌمكن إسماط ممتضٌات هذا الفصل على حالة تفوٌت العمار المرهون رهنا رسمٌا على اعتبار
1هذه الشروط مستماة من نموذج لعمد لرض مضمون برهن عماري مع مإسسة البنن الشعبً فً الفصل الخامس
من العمد (أنظر الملحك).
ٌ 2ونس الزهري "،بعض اإلشكاالت العملٌة لمسطرة تحمٌك الرهن الرسمً" ،مجلة المناهج عدد مزدوج ،8/7السنة
،2005ص .29
19
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
أن لانون اإللتزامات والعمود هو الشرٌعة العامة التً ٌتم الرجوع إلٌها فً كل ما ؼاب عنه
نص .كما أن المشرع من خالل ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915عندما منح للحابز حك تتبع العمار فً
ٌد من انتملت إلٌه ملكٌة العمار المرهون ،ربط ضمنٌا ممارسة حك التتبع بوجود تفوٌت للعمار
سواء كان بعوض أو بؽٌر عوض ،وبالتالً ال ٌمكن ممارسة أحد الحمٌن بمعزل عن اآلخر
وهو األمر الذي أكدته محكمة اإلستبناؾ بمراكش فً لرار 1لها جاء فٌه" :وحٌث أن المشرع
أعطى الحك للمرتهن تتبع العمار المرهون فً أي ٌد انتملت إلٌه طبما لممتضٌات الفصل 157
من ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915فإنه ال ٌمكن أن ٌكون لحك التتبع أي معنى إذا لم ٌكن من حك
الراهن بٌع الشًء المرهون ،وحٌث أن هذا التؤوٌل ٌزكٌه المانون العام وهو لانون اإللتزامات
والعمود الذي ٌعتبر نصا عاما ٌلجؤ إلى تطبٌمه عند عدم وجود النص الخاص فً الظهٌر
المذكور الذي لم ٌنظم سوى الرهن الرسمً الذي ٌعد تسجٌله وسٌلة تموم ممام لبض المرهون
فً الرهن الحٌازي ،فالؽاٌة منها حفظ المرهون ضمانا للدابن وتؤمٌنا لمصلحته ،وحٌث بناء
على كون الؽاٌة واحدة من الرهنٌن معا فإن المشرع المؽربً إذا كان لد سمح للراهن بتفوٌت
العمارات المرهونة حٌازٌا طبما للفصل 1177من ق.ل.ع فإنه بالممابل لم ٌمنع تفوٌت ما
رهن رسمٌا ضمن المٌود الواردة فً هذا النص".
هذا إضافة إلى ما جاء فً الفصل 110من ق.ل.ع الذي نص على أن" :الشرط الذي
ٌنافً طبٌعة الفعل المانونً الذي أضٌؾ إلٌه ٌكون باطال وٌبطل اإللتزام الذي تعلك علٌه،
ومع ذلن ٌجوز تصحٌح هذا اإللتزام إذا تنازل صراحة عن التمسن بالشرط الطرؾ الذي
وضع لصالحه".
وختاما ٌمكن لنا أن نخلص إلى أن المدٌن الراهن من حمه تجاوز هذه الشروط
المدرجة فً عمد المرض والتً تمنعه من التصرؾ فً عماره المرهون وبالتالً إجراء ما
شاء من التصرفات على العمار حتى دون الرجوع إلى المإسسة البنكٌة ألخذ اإلذن منها،
والمانون ٌزكٌه فً هذا بإبطال تلن الشروط وإبطال حتى عمد الرهن ،على أن بطالن هذا
1المرار عدد 1185الصادر بتارٌخ 23دجنبر ،1997منشور بجرٌدة األحداث المؽربٌة عدد ،295ص ،7أورده
نور الدٌن لعرج ،م.س ،ص .199
20
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
األخٌر باعتباره التزاما تابعا ال ٌمتد إلى بطالن اإللتزام األصلً الذي هو عمد المرض والذي
تبمى ذمة المدٌن مثملة به.1
le المطلب الثالث :التنفٌذ على العقار المرهون بٌن ٌدي الكفٌل العٌنً
caution réel
فً كثٌر من األحٌان ٌجد الشخص الراؼب فً الحصول على لرض من مإسسة بنكٌة
نفسه عاجزا عن توفٌر ضمانات ٌمنحها لهذه المإسسات ممابل منحه المرض؛ أو أن تكون
لٌمة العمارات التً لدمها كضمان ألل من لٌمة المرض الذي ٌرؼب فً الحصول علٌه ،لذلن
ٌلجؤ إلى إٌجاد كفٌل عٌنً ٌضمن للدابن المرتهن لرضه وٌموي ابتمانه وثمته فً ضمان
مدٌنه.2
فالكفٌل العٌنً إذن ،هو شخص ؼٌر المدٌن ٌنشا حك رهن على عمار أو عدة
عمارات ٌملكها ضمانا لدٌن ؼٌره 3بممتضى عمد كفالة عٌنٌة 4تكون تابعة لعمد المرض الذي
ٌبرمه المدٌن األصلً ،وصورتها أن ٌمصر الكفٌل التزامه على عٌن معٌنة من أمواله فٌنشا
لمصلحة الدابن رهنا على تلن العٌن ضمانا للوفاء بالدٌن المكفول وٌخوله تبعا لذلن حما عٌنٌا
تبعٌا علٌها فال ٌستطٌع التنفٌذ إال على هذه العٌن ولو انتملت ملكٌتها إلى ؼٌر الكفٌل العٌنً ،5
ؼٌر أن التنفٌذ على عمار مضمون بكفالة عمارٌة ال ٌخلو من بعض اإلشكالٌات العملٌة والتً
تتمثل أساسا فً حدود المسإولٌة التً ٌتحملها الكفٌل العٌنً وضد من توجه إجراءات التنفٌذ؛
هل ضد هذا األخٌر أم ضد المدٌن األصلً؟ وفً أي ولت ٌتم توجٌهها؟ (الفمرة األولى)،
وهل من وسٌلة ٌمكن بها للكفٌل العٌنً تفادي التنفٌذ على عماره المرهون؟(الفمرة الثانٌة).
21
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
إن مباشرة إجراءات التنفٌذ لٌست لاصرة على المدٌن وحده حالة تهاونه عن الوفاء
بمبلػ المرض ،بل ٌمكن أن تمتد لتسري فً مواجهة الكفٌل العٌنً وإجباره على تنفٌذ اإللتزام
الذي كفله بجمٌع الوسابل بما فٌها الحجز على العمار المرهون 1 ،ؼٌر أن توجٌه إجراءات
التنفٌذ ضد الكفٌل ال ٌجب أن تتم إال بعد تكلٌؾ المدٌن األصلً بالوفاء ،والعلة من هذا هو أنه
هو الملتزم بالدٌن فٌجب تكلٌفه باألداء لبل بدء التنفٌذ لعله ٌفً بالتزامه ،2وإذا ما امتنع أو
.3 عجز عن األداء فإن إجراءات التنفٌذ آنذان ال توجه ضده بل ضد الكفٌل مباشرة وباسمه
وعلٌه فمتى كان المرض مضمونا بكفالة عمارٌة جاز للدابن متى حل أجل استحماق الدٌن
وتماعس المدٌن عن الوفاء به أن ٌوجه إجراءات التنفٌذ مباشرة ضد الكفٌل باعتباره ملتزما
4
بضمان هذا الدٌن ،وعلى هذا سار العمل المضابً إذ جاء فً حكم صادر عن ابتدابٌة وجدة
ما ٌلً" :إن المرض مضمون برهن رسمً من الدرجة األولى وبكفالة المدعٌة وذلن حسب
الثابت من عمد المرض والشهادة العمارٌة ،وحٌث أن المدعٌة ضمنت السٌد ...فً أداء مبلػ
المرض والمضمون برهن رسمً عماري فً حالة ولوع أي تؤخٌر أو تماعس عن األداء،
وحٌث أن من التزم بشًء لزمه ،وحٌث أن الكفالة هً عمد بممتضاه ٌلتزم شخص للدابن بؤداء
التزام المدعً إذا لم ٌإده هذا األخٌر بنفسه وٌبمى مسإوال عن الدٌن بصفته كفٌال ،وحٌث أنه
للعلل أعاله ٌبمى من حك الجهة المدعى علٌها التنفٌذ على العمار المرهون الستخالص الدٌن
5ممصورة فً وتوابعه ،"...على أن الكفٌل وكما سبمت اإلشارة تبمى مسإولٌته عن الدٌن
العمار المرهون دون أن تتعداها إلى أمواله األخرى حتى وإن كانت لٌمة العمار المرهون ألل
بكثٌر من لٌمة الدٌن المضمون به ،6وهو التوجه الذي سلكته أٌضا المحكمة التجارٌة بالرباط
1
Tahar daoudi, "cautions bancaires", 2éme édition, Elmaarif aljadida, rabat, 2002, p 28.
" 2جمال أمركً " ،النظام المانونً للتنفٌذ الجبري -دراسة فً ضوء لانون المسطرة المدنٌة المؽربً والممارن-
أطروحة لنٌل شهادة الدكتوراه فً المانون الخاص ،وحدة البحث والتكوٌن فً المانون المدنً ،كلٌة العلوم المانونٌة
وااللتصادٌة واالجتماعٌة ،جامعة الحسن الثانً،عٌن الشك ،الدار البٌضاء ،السنة الجامعٌة ،2006/2005ص129
3إسماعٌل إبراهٌم الزٌادي ،م.س ،ص .90
4الحكم رلم ،02/2547الصادر بتارٌخ ٌ 9ولٌوز ،2002فً الملؾ عدد ( ،01/152ؼٌر منشور).
ٌ 5تضح من هذا أن مسإولٌة الكفٌل تختلؾ عن مسإولٌة الحابز ،فً أن مسإولٌة األول عٌنٌة هو الذي أنشؤها
برضابه أما مسإولٌة الحابز فمد نشؤت بموة المانون كؤثر مرتب عن انتمال ملكٌة العمار المرهون إلى ذمته ،كما أن
الكفٌل لٌس أجنبٌا عن الدابن المرتهن ،فهو طرؾ فً عمد الكفالة الذي ٌربطهما معا ،وبالتالً فالدابن المرتهن حالة
تنفٌذه على العمار المرهون فً مواجهة الكفٌل العٌنً فإنه ال ٌتبع العمار فً مواجهة الؽٌر ولكنه ٌستفٌد من عمد
الرهن فً أثره المباشر ما بٌن المتعالدٌن ألن الكفٌل العٌنً ٌكون راهنا ولٌس من الؽٌر كالحابز.
6جمال أمركً ،م.س ،ص .128
22
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
فً حكم 1لها جاء فٌه" :الكفٌل العٌنً ال ٌلزم بالوفاء بالدٌن إال من ثمن العمار المرهون ولٌس
من أمواله األخرى ،فالضمان العٌنً حسب العمد ممصور على العٌن وٌعتبر ضامنا بالكفالة
العٌنٌة التً لدمها".
وعن األجل الذي ٌبدأ فٌه حك الدابن المرتهن فً التنفٌذ عن عمار الكفٌل العٌنً فهو
نفس األجل الممنوح للمدٌن األصلً من أجل األداء ،وهو األمر الذي ٌتبٌن من خالل لرار
صادر عن محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء 2جاء فٌه" :حٌث أن المدعً باعتباره
كفٌال ٌبمى للدابن الحك فً الرجوع علٌه فً حالة تماطله فً تنفٌذ التزاماته ،وأنه بحلول أجل
الدٌن ٌحك للدابن مطالبة الكفٌل" ،ؼٌر أن هذا األجل ٌمكن أن ٌمل أو ٌزٌد عن األجل المخول
للمدٌن ،3ففً الحالة التً ٌكون فٌها األجل الممنوح للكفٌل ألل من األجل الذي التزم به المدٌن
األصلً فال ٌمكن للدابن أن ٌطالب الكفٌل بؤداء الدٌن لبل حلول األجل الممنوح للمدٌن إعماال
لمبدأ تبعٌة التزام الكفٌل اللتزام المكفول ،4على أنه فً الحالة التً ٌتنازل فٌها المدٌن عن
األجل الممنوح له فإن تنازله ٌلزمه وحده وبالتالً ال ٌحتج به ضد الكفٌل الذي ال ٌمكن توجٌه
إجراءات التنفٌذ ضده إال عند حلول األجل ،أما إذا منح الماضً أو الدابن للمدٌن أجال لألداء
فإن الكفٌل بدوره ٌستفٌد من هذا األجل.5
وعن الحالة التً ٌكون فٌها األجل الممنوح للكفٌل العٌنً أبعد من ذلن الممنوح للمدٌن
األصلً فإنه ال ٌجوز للدابن ممارسة دعوى األداء ضد الكفٌل لبل حلول األجل المتفك علٌه
حتى وإن حل األجل الممنوح للمدٌن أو سمط لسبب من األسباب كحالة مواجهته التصفٌة
المضابٌة 6أو حتى فً حالة وفاته فال ٌحك مطالبة الكفٌل إال بحلول األجل ؼٌر أنه فً حالة
وفاة الكفٌل فإنه ٌحك للدابن مطالبة ورثته بالنسبة للتركة حتى لبل حلول أجل األداء.7
1الحكم رلم 1417الصادر بتارٌخ 24ماٌو ،2000فً الملؾ التجاري عدد ،2000/1422/1مجلة اإلشعاع العدد
،24 ،24فبراٌر ،2002ص.196
2المرار عدد 2001/10215الصادر بتارٌخ 7دجنبر ،2001فً الملؾ عدد ( ،99/10382ؼٌر منشور).
3حسب الفصل 1128من ق.ل.ع.
ٌ 4ونس الزهري" ،الحجز التنفٌذي على العمار فً المانون المؽربً" ،الجزء األول ،المطبعة والورالة الوطنٌة،
الطبعة األولى ،2007ص .178
5سلٌمان مرلس" ،الوافً فً شرح المانون المدنً فً العمود المسماة -عمد البٌع وعمد الكفالة ،"-دار الكتب المانونٌة،
مصر الطبعة الخامسة ،1998الجزء ،7ص.134
6سلٌمان مرلس ،م.س ص .85
ٌ 7ونس الزهري" ،الحجز التنفٌذي على العمار فً المانون المؽربً" ،الجزء األول ،م.س ،ص.179-178
23
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
1140من ق.ل.ع ٌستفٌد الكفٌل العٌنً باعتباره ٌكفل دٌن ؼٌره؛ من حكم الفصل
الذي ٌتٌح له أن ٌتمسن فً مواجهة الدابن المرتهن بكل الدفوع المتاحة للمدٌن األصلً سواء
كانت خاصة به أو بالدٌن المضمون حتى وإن تنازل المدٌن عنها تطبٌما لمبدأ تبعٌة التزام
2
الكفٌل العٌنً ، 1ولد صدر تطبٌما لهذا الممتضى لرارا عن محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بفاس
جاء فٌه" :وحٌث إنه من المبادئ المانونٌة أن عمد الكفالة هو عمد تابع لإللتزام األصلً وجودا
وعدما وٌبمى من حك الكفٌل التمسن بكل الدفوع التً ٌمكن للمدٌن األصلً إثارتها فً
مواجهة الدابن ،سواء كانت دٌون شخصٌة أو متعلمة بالدٌن المضمون وفك أحاكم الفصل
1140من ق.ل.ع".
وعلٌه ٌكون للكفٌل العٌنً الدفع ببطالن اإللتزام األصلً أو إبطاله إذا كان الدٌن
المضمون باطال النعدام ركن من أركانه ،أو لابال لإلبطال لعٌب شاب رضا المدٌن .إضافة
إلى هذا ٌكون للكفٌل العٌنً أن ٌتمسن بالدفوع الخاصة به كؤن ٌكون نالص األهلٌة أو أن
ٌكون لد اعترى رضاه عٌبا من عٌوب اإلرادة مما ٌإدي إلى إبطال الكفالة دون المساس
بالدٌن المضمون.3
ؼٌر أن أهم دفع ٌمكن أن ٌعتمد علٌه الكفٌل عملٌا هو الدفع بالتجرٌد ،ورؼم أن
المشرع المؽربً لم ٌعط هذه الرخصة للكفٌل بنص مباشر ،إال أن إمكانٌة استفادته منها
تستنتج من أحكام الفصل 188من ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915الذي ٌجٌز للؽٌر الحابز أن ٌتعرض
على بٌع العمار المرهون المسلم له إذا بمٌت فً ذمة المدٌن األصلً عمارات أخرى مرهونة
لضمان نفس الدٌن ،وكذا الفصل 1136من ق.ل.ع الذي أعطى الكفٌل الحك فً أن ٌطلب
من الدابن أن ٌموم أوال بتجرٌد المدٌن 4من أمواله المنمولة والعمارٌة التً تكون لابلة للتنفٌذ،
ومن تم فإن الدابن ال ٌكون له حك الرجوع على الكفٌل إال بعد مباشرة التنفٌذ ضد المدٌن
وبمابه بدون جدوى .ومتى استعمل الكفٌل حمه فً التجرٌد فإن إجراءات التنفٌذ على أمواله
24
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
تتولؾ وٌعطل أي أثر نتج عنها وٌلزم الدابن آنذان بالتنفٌذ على أموال مدٌنه أوال فإذا هو
حصل على دٌنه منها برأت ذمة الكفٌل أما إذا لم تؾ سوى بجزء من الدٌن فٌحك للدابن
مباشرة التنفٌذ آنذان على عمار الكفٌل الستٌفاء ما تبمى من الدٌن فً حدود لٌمة العمار
المضمون بالرهن.1
على أن تجرٌد المدٌن من أمواله ٌمتصر على تلن التً رهنها لفابدة الدابن ضمانا
للدٌن فمط دون أن تمتد ألمواله األخرى الؽٌر مضمونة بالرهن استٌفاءا لنفس الدٌن.
كما أن حك الكفٌل فً طلب تجرٌد المدٌن لٌس مطلما ،إذ أن المشرع حدد من خالل
الفصل 1137من ق.ل.ع حاالت ال ٌجوز فٌها للكفٌل أن ٌحتج ضد الدابن بهذا الدفع؛ ولعل
من أهم الحاالت التً تثار بشؤنها إشكاالت على المستوى العملً نجد الحالة التً ٌتنازل فٌها
2مع المدٌن الكفٌل عن التمسن بالدفع بالتجرٌد ،أو الحالة التً تكون فٌها الكفالة تضامنٌة
األصلً ،حٌث ٌجوز آنذان للدابن أن ٌباشر التنفٌذ ضد المدٌن األصلً أو الكفٌل أو هما معها
على لدم المساواة ،وتطبٌما لهذه الحاالت فمد صدر عن المجلس األعلى 3لرارا له جاء فٌه:
"لكن حٌث أن المحكمة ثبت لها من عمود الكفالة المدلى بها من طرؾ المطلوب أنه لد التزم
متضامنا مع المدٌنة األصلٌة وهو شٌا مطابك لوالع الملؾ ورتب على ذلن عدم أحمٌته
ككفٌل فً المطالبة بتجرٌدها ،تكون لد طبمت الفصل 1136من ق.ل.ع المحتج بخرله تطبٌما
سلٌما" ،كما جاء فً لرار صادر عن محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بفاس 4ما ٌلً" :لكن حٌث
وخالفا لما زعمه الطاعن فإنه من الثابت من ظاهر الوثابك أنه لٌس مجرد كفٌل وإنما كفٌل
ٌ 1ونس الزهري" ،الحجز التنفٌذي على العمار فً المانون المؽربً" ،الجزء األول ،م.س ،ص.174
2أي أن الكفٌل العٌنً ٌكون متضامنا مع المدٌن األصلً بصفة شخصٌة بؤداء الدٌن كله أو بعضه عن المدٌن حالة
امتناعه عن األداء ،وطبما لما جاء الفصل 166من ق.ل.ع "ٌثبت التضامن بٌن المدٌنٌن إذا كان كل منهم ملتزما
شخصٌا بالدٌن بتمامه ،وعندبذ بحك للدابن أن ٌجبر أٌا منهم على أداء هذا الدٌن كله أو بعضه".
3المرار عدد 76الصادر بتارٌخ ٌ 13ناٌر 1999فً الملؾ المدنً عدد ،98/133مجلة المحاكم المؽربٌة عدد ،89
ؼشت ،2001ص .152
4المرار رلم 755الصادر عن المحكمة التجارٌة بفاس بتارٌخ ٌ 01ونٌو 2005فً الملؾ عدد ( ،04/1151ؼٌر
منشور).
أنظر فً نفس االتجاه:
-المرار رلم 386الصادر بتارٌخ 6أبرٌل 2004عن نفس المحكمة فً الملؾ عدد ( ،03/38ؼٌر منشور).
26شتنبر 2000فً الملؾ التجاري عدد -اللرار رلم 524الصادر عن محكمة اإلستبناؾ بمراكش بتارٌخ
.00/427
-اللرار رلم 421الصادر عن نفس المحكمة بتارٌخ 28ماي 2002فً الملؾ التجاري عدد ،1/243هاذٌن
الحكمٌن منشورٌن بالمولع اإللكترونً التالً:
www.cacmarrakech.ma/jurishpoth. -بتارٌخ 12 :مارس .2008
25
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
متضامن مع المدٌنة األصلٌة ...ومن تم فإنه ٌبمى من حك المنفذ لها مباشرة إجراءات التنفٌذ
فً مواجهة أي منهما وٌبمى بالتالً اإلستدالل بممتضٌات الفصل 1134من ق.ل.ع فً ؼٌر
1
محله" .ؼٌر أنه على المستوى العملً فمد تبٌن أنه فً كثٌر من الحاالت كانت المحاكم
تستجٌب لطلب الكفٌل العٌنً فً لبول تجرٌد المدٌن األصلً أوال رؼم كونه كفٌال متضامنا
ولٌس مجرد كفٌل عٌنً ،وحسب رأي أحد الباحثٌن 2فإن األمر ال ٌعدو أن ٌكون خطؤ فً
تطبٌك النص ألنه وبما أن التضامن معبر عنه صراحة فً العمد فلٌس للماضً أن ٌستند إلى
أحكام الفصل 1134من ق.ل.ع بل إن التضامن ٌفتح المجال لتطبٌك ممتضٌات الفصل
1137من نفس المانون.
وأخٌرا تجدر اإلشارة إلى أن الكفٌل العٌنً له أن ٌستفٌد من نفس الخٌارات المخولة
للحابز لتجنب التنفٌذ على عماره المرهون؛ إما بآدابه الدٌن المضمون به الرهن أو التخلً عن
العمار بنفس األحكام المطبمة على الحابز والتً سبك الولوؾ عندها.
إن حك الدابن المرتهن فً التنفٌذ على العمار المرهون سواء أكان بٌد المدٌن أو بٌد
ؼٌره ال ٌتؤتى له إال بناء على سند تنفٌذي ٌضفً على حمه الشرعٌة المانونٌة ،لذلن خوله
المشرع الحك فً الحصول على هذا السند إلعمال حمه فً التنفٌذ ،ؼٌر أن حصول المدٌن
على السند التنفٌذي ال ٌخلو بدوره من إشكاالت على المستوى العملً (المطلب األول)،
وإضافة إلى هذا ٌكون للدابن المرتهن متى لام بسلون مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً الحك
فً استٌفاء دٌنه باألولوٌة على ؼٌره من الدابنٌن(المطلب الثانً).
- 1المرار رلم 2386الصادر عن محكمة اإلستبناؾ بمكناس بتارٌخ 24دجنبر ( ،1985دون ذكر رلم الملؾ).
-الحكم رلم 1747الصادر عن المحكمة اإلبتدابٌة بسال بتارٌخ 07ماي ( 1985دون ذكر رلم الملؾ) ،أوردهما دمحم
الحلوي ،م.س ،ص .206
2دمحم الحلوي ،م.س ،ص .206
26
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
ٌنشؤ الحك فً التنفٌذ الجبري بناء على وجود حكم أو ؼٌره مع الدابن ولد سماه
المانون 1والفمه 2بالسند التنفٌذي ،وهو إجراء لانونً ٌتخذ شكال معٌنا ٌخول لصاحبه حك
التنفٌذ الجبري ضد المدٌن ،كما عرفه أحد الفمه 3بؤنه الورلة المعدة لإلثبات أي الدلٌل المهٌؤ
وهذا السند هو الذي ٌعطً للعون المضابً الحك فً المٌام باإلجراءات المانونٌة للتنفٌذ إذ
بدونه ال ٌمكنه البدء بؤي إجراء منها ،فهو الذي ٌإكد الحك الموضوعً والشكلً الثابتٌن
لصاحبه ،وهو الوسٌلة الوحٌدة التً اعتبرها المشرع المؽربً بعد استٌفابها للشروط المانونٌة
المطلوبة بحٌث ال ٌمبل العون المضابً المكلؾ بالتنفٌذ أي دلٌل ؼٌرها.4
والسندات التنفٌذٌة منها ما ٌتم تحت إشراؾ المضاء ،وهً األحكام والمرارات
واألوامر المشمولة بالتنفٌذ المعجل وؼٌر ذلن ،ومنها سندات ال تصدر عن المضاء وال
تخضع لإلجراءات المختلفة التً نص علٌها ق.م.م وإنما اعتبرها المشرع سندات لابلة للتنفٌذ
نظرا لطبٌعتها الخاصة التً أعطاها لها المشرع.5
والسند التنفٌذي الممصود فً هذا اإلطار والذي بناء علٌه ٌتم تحرٌن مسطرة تحمٌك
certificat spécial d’inscription الرهن الرسمً ،هو الشهادة الخاصة بالرهن
المنصوص علٌها فً الفصل 58من ظهٌر 12ؼشت 1913والفصل 204من ظهٌر 2
ٌونٌو 1915الذي جاء فٌه" :إن الدابن الحابز على شهادة بتسجٌل مسلمة له من طرؾ
محافظة األمالن العمارٌة طبما للشروط المنصوص علٌها فً الفصل 58من الظهٌر المتعلك
بالتحفٌظ ٌمكنه وإن لم ٌكن بٌده سند تنفٌذي طلب إجراء البٌع عند عدم األداء فً إبانه وذلن
عن طرٌك النزع اإلجباري لملكٌة العمار أو العمارات التً سجل الدابن حمه علٌها".
ٌ 1نص الفصل 280من لانون المرافعات المصري على أن "...السندات التنفٌذٌة هً أالحاكم واألوامر والمحررات
الموثمة."...
2الطٌب برادة " ،التنفٌذ الجبري فً التشرٌع المؽربً" ،رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعممة فً المانون
الخاص( ،دون ذكر الوحدة والكلٌة) ،جامعة الحسن الثانً ،الدار البٌضاء ،الموسم الجامعً ،1998/1997ص.73
-فتحً والً" ،التنفٌذ الجبري" ،مطبعة دار النهضة العربٌة ،طبعة ،1982ص.280
3أمٌنة النم ر" ،لوانٌن المرافعات" ،الكتاب الثالث ،لواعد التنفٌذ ومنازعاته ،مطبعة األطلس ،الطبعة األولى سنة
،1982ص .132
4الطٌب برادة ،م.س ،ص .73
5حبٌبة التاٌس" ،اإلشكاالت العملٌة فً موضوع اإلنذار العماري" ،المجلة المؽربٌة لمانون األعمال والمماوالت،
العدد ،2ماي ،2003ص .36
27
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
ؼٌر أن السإال الذي ٌمكن طرحه ارتباطا مع الشهادة الخاصة بتمٌٌد الرهن هو :ما
هً الحاالت التً ٌمكن فٌها للدابن المرتهن الحصول على هذه الشهادة؟ أي بصٌؽة أخرى
هل ٌمكنه الحصول علٌها متى كان الرهن منصبا على عمار محفظ؟ (الفمرة األولى) ،أم أنه
ٌمكنه ذلن حتى فً الحالة التً ٌكون فٌها العمار ال ٌزال فً طور التحفٌظ؟(الفمرة الثانٌة).
الفقرة األولى :الشهادة الخاصة بتقٌٌد الرهن الوارد على عقار محفظ
متى تعلك األمر برهن رسمً منصب على عمار محفظ كان للدابن المرتهن متى حل
أجل استٌفاء الدٌن دون أن ٌتم سداده من طرؾ المدٌن الحك فً أن ٌتوجه إلى المحافظة
العمارٌة الموجود العمار بدابرة نفوذها من أجل الحصول على الشهادة الخاصة بتمٌٌد الرهن
المعتبرة بمثابة سند تنفٌذي 1لصد بدأ إجراءات التنفٌذ وذلن من خالل طلب ٌوجهه إلى السٌد
المحافظ من أجل استصدار الشهادة الخاصة ،حٌث ٌعمل هذا األخٌر على تهٌٌبها بناء على
الطلب المرفوع إلٌه ٌشهد فٌها أنه تم تسجٌل الرهن فً الرسم العماري لفابدة الدابن المرتهن.2
والوالع العملً ٌإكد على أنه متى وجد رهن رسمً لعمار محفظ لفابدة مإسسة مالٌة
إال وتوجد معه شهادة خاصة ،وهذا التالزم خلمه العمل الٌومً لمإسسات المرض من أجل
تجنب اللجوء إلى المضاء عند عدم وفاء المدٌن بالدٌن المترتب بذمته فً أجله وما ٌتطلبه ذلن
من ولت ومصارٌؾ ،3كما أن الرسم العماري ٌشكل ضمانة توفر االطمبنان للمإسسات
المالٌة الممرضة تحول دون ظهور نزاعات فً المستمبل حول ملكٌة العمار المرهون ،وتسمح
بتمٌٌد وإشهار جمٌع التكالٌؾ التً ٌتحملها أو سٌتحملها العمار المرهون وكذا جمٌع إجراءات
تحمٌك الرهن .وبناء علٌها تتحدد األولوٌة بٌن الدابنٌن فً استٌفاء الدٌن .4من أجل هذا منح
المشرع الشهادة الخاصة لوة السند التنفٌذي لكونها أثرا مباشرا من اآلثار المترتبة على تمٌٌد
عمد الرهن بالرسم العماري ،5وبناء علٌها ٌتحدد مولؾ المضاء فً مباشرة إجراءات تحمٌك
1تجدر اإلشارة إلى أن الدابن المرتهن ٌمكنه الحصول على هذه الشهادة بمجرد تمٌٌد الرهن بالرسم العماري دون
اإلنتظار إلى حٌن وصول أجل استحماق الدٌن ،فهً مرتبطة بتمٌٌد الرهن ولٌس بؤجل استحماق الدٌن.
دار نشر المعرفة ،الرباط،2001 ، 2دمحم خٌري " ،حماٌة الملكٌة العمارٌة ونظام التحفٌظ العماري بالمؽرب"،
ص.409
3دمحم سالم ،م.س ،ص .34
4نفس المرجع ،ص .34
ٌ 5ونس الزهري" ،الحجز التنفٌذي على العمار فً المانون المؽربً" الجزء األول ،م.س ،ص.232
28
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
1فً الرهن الرسمً أوال وهو األمر الذي أكدته محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء
لرار لها جاء فٌه" :حٌث أن شهادة التمٌٌد الخاصة هً سند تنفٌذي فً حد ذاتها وأنه ال ٌوجد
أي فصل ٌلزم باعث اإلنذار باإلدالء بوثابك دون شهادة التمٌٌد الخاصة" ،كما جاء فً لرار
صادر عن استبنافٌة مراكش " :2أن اإلدالء بالشهادة الخاصة بالتمٌٌد الصادرة عن المحافظة
العمارٌة تعتبر سندا تنفٌذٌا كؤحكام اإللزام العمارٌة والمالبة للتنفٌذ الجبري لصد تحمٌك البٌع
الجبري للعمار".
وعلٌه فمتى حصل الدابن المرتهن على الشهادة الخاصة بتمٌٌد الرهن إال وأٌده المضاء
فً أحمٌة اللجوء إلى التنفٌذ الجبري على العمار المرهون ،وهو األمر الذي ٌتضح من خالل
حكم صادر عن المحكمة اإلبتدابٌة بملعة السراؼنة 3جاء فٌه" :وحٌث أن المرض العماري
والسٌاحً حابز على شهادة خاصة بالتمٌٌد سلمت إلٌه من المحافظ على األمالن العمارٌة فً
إطار الفصل 58من الظهٌر الشرٌؾ المإرخ فً 1913-8-12بشؤن التحفٌظ العماري وأن
هذه الشهادة تخول له حك اللجوء إلى البٌع بعد توجٌه إنذار إلى المدٌن طبما للفصل 204وما
ٌلٌه من المانون المطبك على العمارات المحفظة".
على أنه وفً الحالة المخالفة ،أي حالة عدم وجود الشهادة الخاصة بتمٌٌد الرهن بٌد
الدابن فإن المضاء لن ٌستجٌب لطلبه ببدئ إجراءات تحمٌك الرهن الرسمً ،وهو األمر الذي
1المرار رلم 03/6210الصادر بتارٌخ ٌ 2ونٌو 2003فً الملؾ عدد ( ،98/3960ؼٌر منشور).
-وهو األمر الذي ٌتؤكد أٌضا على مستوى المضاء الممارن ،إذ جاء فً لرار لمحكمة النمض الفرنسٌة" :المدٌن الذي
ال ٌكون مهتما بالوفاء بدٌونه المضمونة بالرهن مما ٌستوجب التنفٌذ على العمار طبما لممتضٌات الفصل 2213من
المانون المدنً الفرنسً الممر للبٌع الجبري للعمار طالما أن الرهن مثبت بعمد رسمً ٌفٌد الملكٌة وبالشهادة الخاصة
بالرهن والمعتبرة سندا تنفٌذٌا".
éme
Cass civ. 17 mai 1993, la semaine juridique 67 année, N° 30, 28 juillet 1993, p 68.
2اللرار رلم 440الصادر بتارٌخ 4نونبر ،1996مجلة المحامً العدد ٌ ،34ناٌر ،1999ص.208
انظر فً نفس اإلتجاه:
-األمر اإلستعجالً عدد 04/373الصادر عن ربٌس المحكمة التجارٌة بوجدة بتارٌخ 8أبرٌل 2004فً الملؾ رلم
( ،13/04/373ؼٌر منشور).
-المرار رلم 2001/10215الصادر عن محكمة االستبناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء بتارٌخ 7دجنبر 2002فً
الملؾ عدد ( ،99/10382ؼٌر منشور).
3الحكم رلم 758الصادر بتارٌخ 28أكتوبر 1993فً الملؾ المدنً عدد ،93/419مجلة المحامً عدد ،28
فبراٌر ،1996ص .345
ونفس األمر جاء فً الملؾ اإلستعجالً عدد 80 /2234الصادر عن ربٌس المحكمة اإلبتدابٌة بمراكش بتارٌخ 10
ٌونٌو ،1980مجلة المحامً عدد ،3السنة الثانٌة ،1981ص .55
-المرار رلم 386الصادر عن محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بفاس بتارٌخ 6أبرٌل 2004فً الملؾ عدد ،03/38
(ؼٌر منشور).
29
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
ٌتبٌن من خالل أمر استعجالً صادر عن ربٌس المحكمة التجارٌة بوجدة 1جاء فٌه..." :لكن
حٌث إن الطلب لم ٌدعم بالشهادة الخاصة بالرهن والتً تعتبر السند التنفٌذي المعتمد فً
توجٌه اإلنذار والوثٌمة األساسٌة التً تتمحور حولها مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً فهً التً
تجسد الدٌن وتموم ممام الحكم باألداء وبناء علٌها ٌفتح ملؾ اإلنذار".
204من ظهٌر ٌ 2ونٌو وما تجدر اإلشارة إلٌه هو أن المشرع المؽربً فً الفصل
58 1915عندما اعتبر الشهادة الخاصة بمثابة سند تنفٌذي وأحال بخصوصها على الفصل
من ظهٌر 12ؼشت 1913لد خلك نوعا من اللبس فً الشهادة المعتبرة بمثابة سند تنفٌذي؛
هل هً الشهادة المذكورة فً الفصل 58من ظهٌر 12ؼشت 1913؟ أم تلن الواردة فً
الفصل 204من ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915؟ ،األمر الذي تطلب تدخل الفمه 2لمحاولة إزالته
والتؤكٌد على أن الشهادة المنصوص علٌها فً الفصل 58هً مجرد شهادة عادٌة ٌمكن لكل
من ٌرؼب فً اإلطالع على وضعٌة عمار ما أن ٌطلبها من المحافظ العماري ممابل تؤدٌة
رسم لانونً سواء كان مالكا أو كان ؼٌرا ال تربطه أٌة عاللة بالمالن ،فً حٌن أن الشهادة
المنصوص علٌها فً الفصل 204من ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915هً الشهادة التً ال تسلم إال
للدابن المرتهن دون ؼٌره ،أي أنها ترتبط وجودا وعدما بوجود عمد رهن مسجل بالرسم
العماري ،وهو األمر الذي أكده المجلس األعلى فً أحدى لراراته 3التً جاء فٌها" :نعم إن
الشهادة الخاصة التً ٌسلمها المحافظ على األمالن العمارٌة والمنصوص علٌها فً الفصل
204من ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915ال تعطى إال لمن له رهن رسمً على عمار محفظ".
وعن البٌانات الواجب توافرها فً هذه الشهادة فتتمثل أساسا فً اسم المدٌن الراهن،
واسم الكفٌل العٌنً حالة وجوده ،واسم الدابن المرتهن ،4واسم العمار المرهون ورلم رسمه
1األمر اإلستعجالً عدد 04/373الصادر بتارٌخ 8أبرٌل 2004فً الملؾ رلم ( ،13/04/373ؼٌر منشور).
2لمزٌد من التفاصٌل بخصوص هذه النمطة أنظر دمحم سالم ،م.س ،ص 32وما ٌلٌها.
3المرار عدد 1433الصادر بتارٌخ ٌ 17ونٌو ،1987مجلة المضاء والمانون العدد ،139ص .81
4وتجدر اإلشارة إلى أنه بممتضى اللانون رلم 98/10الم تعلك بتسنٌد الدٌون الرهنٌة فإنه ٌترتب بموة المانون عن
تفوٌت الدٌون الرهنٌة نمل الرهون لفابدة صندوق التوظٌؾ الجماعً للتسنٌد (المشتري) ،وكذا جمٌع الحموق التابعة
األخرى المتصلة بالدٌون المذكورة مثل الضمانات والرهون .لمزٌد من التفاصٌل ٌراجع سفٌان ادرٌوش" ،تسنٌد
الدٌون الرهنٌة -مماربة لانونٌة ،مالٌة ،"-أطروحة لنٌل الدكتوراه فً المانون المدنً فً المانون الخاص ،وحدة البحث
والتكوٌن فً لانون األعمال ،كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة ،جامعة دمحم األول ،وجدة ،السنة الجامعٌة
،2005-2004ص .390
30
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
العماري ومساحته ،ومبلػ الدٌن والفابدة ،ونوع الرهن ودرجته ،إضافة إلى نوع العمد الذي تم
بناء علٌه تمٌٌد الرهن.1
وحتى ٌعتد بهذه الشهادة كسند تنفٌذي فإن المحافظ العماري ٌجب علٌه أن ٌكتب أسفلها
بؤن هذه الشهادة الخاصة لد سلمت من أجل التنفٌذ بطلب من الدابن المرتهن وٌذٌلها بتولٌعه ،2
ألنه فً الحالة التً ال ٌعٌن فٌها المحافظ بؤن هذه الشهادة لد سلمت من أجل التنفٌذ فإنها لن
تعتبر بمثابة سند تنفٌذي حتى وإن حملت فً أولها اسم "شهادة خاصة بتمٌٌد الرهن".
وعلٌه ومتى توفرت الشروط والبٌانات التً ٌتطلبها المانون فً هذه الشهادة الخاصة
لصٌرورتها سندا تنفٌذٌا فالتنفٌذ ٌصح بها ،ألن الدٌن ٌكون ثابتا بممتضى عمد الرهن المسجل
والشهادة الخاصة تجسد صفة المدٌونٌة .ومن ثمة فال مجال لسلون المسطرة المنصوص
علٌها فً الفصل 148من ق.م.م والتً تمضً بتمدٌم ممال إلى ربٌس المحكمة اإلبتدابٌة
المختصة للموافمة على تبلٌػ اإلنذار العماري إلى المدٌن لما فٌه من مضٌعة للولت
والمصارٌؾ ،3ؼٌر أنه على المستوى العملً ٌالحظ أن السادة المحامون ال ٌكتفون أو
ٌمتصرون على تمدٌم طلب إلى مكتب التنفٌذ بالمحكمة لمباشرة تبلٌػ اإلنذار العماري باعتماد
الشهادة الخاصة فمط ،بل إنهم ٌتمدمون إلى ربٌس المحكمة بممال مختلؾ ملتمسٌن فٌه منه
األمر بالموافمة على تبلٌػ اإلنذار إلى المدٌن وفك ممتضٌات الفصل 148من ق.م.م من أجل
إضفاء الصبؽة المضابٌة على السند.4
وما ٌجدر الولوؾ عنده أخٌرا ،هو أن المحافظ ال ٌسلم إال نسخة واحدة من الشهادة
الخاصة بتمٌٌد الرهن لمن سبك وسجل رهنه على الرسم العماري ،فإن هً ضاعت من الدابن
المرتهن فٌتعٌن علٌه أن ٌحصل على السند التنفٌذي المضابً بواسطة دعوى لضابٌة وتحمل
ما تتطلبه إجراءات رفعها من مصارٌؾ وولت ،5ؼٌر أنه ٌمكن تٌسٌرا للدابن المرتهن حالة
ٌراجع أٌضا المانون رلم 98/10المتعلك بتسنٌد الدٌون الرهنٌة ،الصادر بممتضى الظهٌر الشرٌؾ رلم 1-99-193
بتارٌخ 25ؼشت ،1999منشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد 4726بتارٌخ 10شتنبر ،1999ص.2270
1إبراهٌم بحمانً" ،تنفٌذ األحكام العمارٌة" ،مطبعة النجاح الجدٌدة ،الدار البٌضاء ،الطبعة األولى ،2001ص .37
2أنظر الملحك رلم
3الرافة وتاب" ،رصد لبعض اإلشكاالت العملٌة المرتبطة بشهادة التمٌٌد الخاصة" ،مجلة محاكمة العدد ،3أكتوبر –
دجنبر ،2007ص.181
4حبٌبة التاٌس ،م.س ،ص .37
5عبد الواحد بن مسعود" ،اإلنذار العماري" ،مجلة البحوث ،العدد الثانً ،سنة ،2003ص .56
31
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
ضٌاع الشهادة الخاصة منه أو تلفها ،من أجل الحصول على نسخة أخرى أن ٌتمدم بتصرٌح
بضٌاع الشهادة لدى الجهات المختصة ممابل وصل بهذا التصرٌح ٌحوزه منها ،وأن ٌعلن
عن هذا الضٌاع بالجرٌدة الرسمٌة ،1وبعد هذا ٌتمدم بطلب إلى المحافظ مصحوبا بشهادة
الضٌاع وما ٌفٌد نشر اإلعالن بالضٌاع للمحافظ من أجل الحصول على شهادة خاصة أخرى،
وتكون لهذه النسخة نفس المٌمة التً تتوفر علٌها الشهادة األصلٌة وتستعمل لنفس الؽرض ،2
ؼٌر أن المحافظ ٌمكن له أن ٌمتنع عن تسلٌم نسخة أخرى من هذه الشهادة إذا تبٌن له أن ما
ضمنه الطالب بطلبه ؼٌر صادق أو إذا ظهر له أن التلؾ الذي لحك بالشهادة األصلٌة ال ٌإثر
على محتواها أو إذا ولع تعرض على ذلن من الؽٌر ،3وعندها ٌمكن للطالب أن ٌرفع األمر
إلى ربٌس المحكمة اإلبتدابٌة المختصة للبت فً األمر.4
الفقرة الثانٌة :الشهادة الخاصة بتقٌٌد الرهن الوارد على عقار فً طور
التحفٌظ
إن اطمبنان مإسسات اإلبتمان الذي ٌدفعها إلى منح سلفات رهنٌة ألصحاب العمارات
المحفظة إنما راجع لما ٌمنحه نظام السجالت العمارٌة لها من أرضٌة صلبة وأمن عماري
مطلكٌ ،مكنانها من التوفر على العناصر الضرورٌة لحسن توظٌؾ رإوس أموالها عن
طرٌك المروض الرهنٌة ،ذلن أن هذه األخٌرة ال ٌمكن أن تمنح مإسسات اإلبتمان ضمانا
عمارٌا إال إذا كانت الملكٌة التً ٌعتمد علٌها ترتكز على أرضٌة صلبة من حٌث أوصافها
المانونٌة وحدودها المادٌة وهو األمر الذي ٌوفره نظام التحفٌظ العماري المؽربً .5ؼٌر أن
هذا ال ٌمنع مإسسات اإلبتمان من منح لروض مضمونة بعمارات ال تزال فً طور التحفٌظ،
إذ أن الوضعٌة العمارٌة لهذا األخٌر ال تجمد خالل جرٌان مسطرة التحفٌظ وبالتالً ٌمكن أن
ٌكون موضوع كل المعامالت العمارٌة كالرهن ضمانا لمبلػ المرض.
ؼٌر أن حالة وجود رهن على عمار فً طور التحفٌظ تثٌر العدٌد من اإلشكالٌات أولها
هً كٌفٌة تحمٌك هذا الرهن حالة عدم األداء؟ وبما أن تحمٌك الرهن على عمار محفظ ال
1الرافة وتاب ،م.س ،ص .184
2أنظر الفمرة الثانٌة من الفصل 102من ظهٌر 12ؼشت 1913المتعلك بالتحفٌظ العماري.
3الرافة وتاب ،م.س ،ص .184
4الفصل 103من ظهٌر 12ؼشت .1913
5دمحم ابن الحاج السلمً ،م.س ،ص .264
32
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
ٌبتدئ إال بعد الحصول على الشهادة الخاصة فهل ٌمكن للمحافظ العماري منح هذه الشهادة
حتى فً حالة ارتباط الرهن بعمار ال ٌزال موضوع مطلب التحفٌظ؟.
إن اإلجابة عن هذه التساإالت تمتضً منا الولوؾ أوال عند طبٌعة الرهن الوارد على
عمار فً طور التحفٌظ هل هو رهن رسمً؟ أم هو ؼٌر ذلن؟.
ٌنص الفصل 84من ظهٌر التحفٌظ العماري على أنه" :إذا نشؤ على عمار فً طور
التحفٌظ حك خاضع لإلشهار أمكن لصاحبه من أجل ترتٌبه فً التسجٌل والتمسن بالحك
المذكور فً مواجهة الؽٌر أن ٌودع بالمحافظة الوثابك الالزمة للتسجٌل وٌمٌد هذا اإلٌداع
بسجل التعرضات ،وٌسجل هذا الحك فً الرسم العماري بالرتبة التً عٌنت له بالتمٌٌد السابك
وذلن فً ٌوم التحفٌظ وبشرط أن ٌسمح به إجراء المسطرة" ،وباستمرابنا لممتضٌات هذا
الفصل ٌظهر لنا أن المشرع لد أجاز إنشاء حك خاضع لإلشهار كالرهن العماري على عمار
فً طور التحفٌظ ؼٌر أن تمٌٌد هذا الحك ال ٌعدوا أن ٌكون فً سجل اإلٌداع الذي تمٌد فٌه
التعرضات وال ٌمٌد بالرسم العماري إال إذا انتهت مسطرة التحفٌظ وأسس الرسم النهابً
للعمار.
وبناء علٌه "فطبٌعة الرهن الوارد على عمار فً طور التحفٌظ تتكٌؾ وفما لوضعٌة
العمار ،فالعمار الذي لم ٌإسس بشؤنه رسم عماري ال ٌمكن تصور إنشاء رهن رسمً علٌه
بالمفهوم المانونً إال إذا تم تؤسٌس رسم عماري له ،بحٌث ٌمكن بعد ذلن للمحافظ العماري أن
ٌسلم للمستفٌد منه شهادة خصوصٌة بالرهن تثبت حموله على العمار الممدم كضمان .أما لبل
تؤسٌس الرسم العماري فإن الرهن وبالرؼم من إٌداعه بالمحافظة العمارٌة ال ٌمكن اعتباره
رهنا رسمٌا بل مجرد وعد بالرهن ال ألل وال أكثر".1
وانطاللا مما سبك ٌثبت أنه ال مجال للحدٌث عن وجود شهادة خاصة دون وجود
رهن رسمً ممٌد ،وال مجال للحدٌث عن هذا األخٌر دون وجود رسم عماري ،أي أن كال من
الشهادة الخاصة والرهن الرسمً ٌرتبطان وجودا وعدما بكون العمار المرهون محفظا.
1دمحم خٌري" ،عمار فً طور التحفٌظ والشهادة الخاصة بالرهن" ،الحدث المانونً -عدد خاص تحمٌك الرهن
العماري -العدد 15أبرٌل ،1999ص .12
33
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
والرأي فٌما أعتمد أن الجدل الذي أثٌر حول مدى إمكانٌة استصدار شهادة خاصة
بخصوص عمار فً طور التحفٌظ؟ لم ٌكن له داع ألن ٌثار منذ البدء ،ذلن أن المشرع
العماري عندما اعتبر هذه الشهادة بمثابة سند تنفٌذي ٌخول الدابن المرتهن حك اللجوء إلى
مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً نص على ذلن بممتضى الفصل 204الوارد فً ظهٌر ٌ 2ونٌو
، 1915والمشرع سمى هذا الظهٌر بالتشرٌع المطبك على العمارات المحفظة أي أن
ممتضٌاته تنحصر فً حالة كون العمار محفظا وله رسم عماري ولٌس حالة كون هذا العمار
ال تزال وضعٌته رهٌنة بمآل مطلب التحفٌظ.
وبهذا ٌتضح أن الشهادة التً ٌسلمها المحافظ العماري إلى الدابن المرتهن عندما ٌتعلك
األمر برهن وارد على عمار فً طور التحفٌظ ال تعدو أن تكون شهادة عادٌة تفٌد بؤن العمار
هو موضوع مطلب للتحفٌظ وأنه تم إٌداع عمد رهن علٌه .1ولد درج العمل المضابً على
أخذ وضعٌة العمار بعٌن اإلعتبار لبل مباشرة إجراءات التنفٌذ الجبري ،ومن أمثلة ذلن ما
جاء فً منطوق حكم صادر عن المحكمة التجارٌة بوجدة" :2حٌث إن المدعً استند فً دعواه
على الشهادة المستخرجة من مطلب التحفٌظ ...لكن وحٌث إن تمٌٌد الرهن على عمار
84من ظهٌر التحفٌظ موضوع مطلب التحفٌظ هو مجرد إٌداع طبما لممتضٌات الفصل
العماري وأن مصٌره ٌبمى معلما على مآل المطلب ذاته ،فإن تحول إلى رسم فً اسم المدٌن
الراهن أصبح الرهن رسمٌا منتجا بآثاره المانونٌة ،أما لبل ذلن فال ٌنتج أي آثار ،وحٌث أنه
وللعلة أعاله فإن طلب تحمٌك الرهن واإلذن ببٌع العمار الذي لم ٌتحول بعد مطلبه إلى رسم
3
عماري فً اسم المدٌن الراهن ٌجعل الطلب سابما ألوانه وٌتعٌن رده" .وفً حكم آخر
صادر عن نفس المحكمة جاء فٌه" :إن العمار المطلوب بٌعه هو موضوع مطلب تحفٌظ ولم
ٌتم تحفٌظه بعد مما ٌبمى معه طلب بٌعه سابما ألوانه وٌتعٌن عدم لبوله" ،ومن استمرابنا لهذه
األحكام ٌتضح لنا أن الرهن الوارد على العمار فً طور التحفٌظ ال ٌرلى إلى درجة الرهن
1حبٌبة التاٌس ،م.س ،ص .37
2الحكم عدد 02/616الصادر بتارٌخ 24دجنبر فً الملؾ رلم ،4/2002/795مجلة الحموق المؽربٌة عدد
مزدوج ،3/2السنة الثانٌة ماي ،2007ص .181
3حكم عدد 2007/271الصادر بتارٌخ 4أبرٌل 2007فً الملؾ رلم ( ،5/05/767ؼٌر منشور).
-وفً نفس السٌاق جاء فً أمر صادر عن ربٌس المحكمة التجارٌة بمراكش" :إن الفصلٌن 204و 206من ظهٌر 2
ٌونٌو 1915ال ٌطبمان على النازلة لكون العمار ال ٌزال فً طور التحفٌظ وخاضع لمواعد الفمه اإلسالمً ولٌس
لمانون التحفٌظ العماري" ،األمر رلم 46/98صادر بتارٌخ 8أكتوبر ،2006مجلة المحامً عدد ٌ ،34ناٌر ،1999
ص .183
34
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
الرسمً ألن مصٌره ٌكون مرتبطا بمصٌر مطلب التحفٌظ .وأحٌانا لد ٌبمى تحت رحمة
المدٌن فرؼم أن طالب التحفٌظ ال ٌمكنه التراجع عن طلبه إال أنه لد ٌتراخى فً اتباع
إجراءات التنفٌذ أو ال ٌحضر عملٌات التحدٌد رؼم استدعابه وإنذاره ،مما سٌضطر المحافظ
إلى تولٌؾ إجراءات التحفٌظ وربما إلؽاء المطلب بكامله ،بل وأحٌانا لد ٌسعى طالب التحفٌظ
إلى خلك تعرضات وهمٌة تحول دون تؤسٌس الرسم العماري.1
ونظرا لضعؾ الضمانات التً ٌوفرها العمار فً طور التحفٌظ فإن األبنان ؼالبا ما
تتوانى عن منح لروض مضمونة بهذه العمارات وحتى إن فعلت فإنها ال تبدأ فً منح المدٌن
تسبٌمات عن مبالػ المروض إال إذا تؤكدت من أن مسطرة التحفٌظ أوشكت على نهاٌتها وان
أجل التعرضات لد مر.
ؼٌر انه وإن كان األصل أن الشهادة الخاصة ال تسلم إال حالة كون الرهن والعا على
عمار محفظ فإن المشرع المؽربً لد وضع لهذا األصل استثناء ٌتمثل فً ما نص علٌه الفصل
11من مرسوم 17دجنبر 1968إذ جاء فٌه" :خالفا لممتضٌات الفصل 58من ظهٌر 12
ؼشت 1913المتعلك بالتحفٌظ فإن المحافظ ٌعمل على تسلٌم شهادة خاصة بالرهن حتى ولو
تعلك األمر بعمار فً طور التحفٌظ ،وفً جمٌع الحاالت فإن هذه الشهادة تعتبر سندا تنفٌذٌا
وٌجب أن تحمل عبارة شهادة مسلمة طبك األصل وبمصد التنفٌذ" وهو اإلستثناء الوحٌد الذي
ٌسمح بإمكانٌة تسلٌم الشهادة الخاصة بالرهن على عمار فً طور التحفٌظ وفً هذا مخالفة
للماعدة العامة التً سبك أن ولفنا عندها ،ولعل تبرٌر هذا اإلستثناء هو ما هدؾ إلٌه المشرع
من تدعٌم وصٌانة لمإسسات تدعم وتشجع المحٌط المروي بؽاٌة مواكبة التمدم الحضري
واإلندماج اإللتصادي واإلجتماعً والفندلً والسٌاحً وتشجٌع المروض المتعلمة بالسكن وهو
ما جعله ٌحرص على حماٌة هذه المإسسة حالة منحها لروضا مضمونة بعمارات فً طور
التحفٌظ ،2والرأي فٌما أعتمد أنه وأمام تعدد وتوسع مجال المإسسات التً تمنح المروض
المتعلمة بالسكن وبشروط وامتٌازات مناسبة لمختلؾ الشرابح اإلجتماعٌة وأمام ما جاء به
1دمحم خٌري" ،عمار فً طور التحفٌظ والشهادة الخاصة بالرهن" ،م.س ،ص.12
2عمر الهوفً" ،إجراءات تحمٌك الرهن الرسمً" رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعممة فً المانون الخاص ،
وحدة التكوٌن والبحث فً لانون العمود والعمار ،كلٌة العلوم المانونٌة واإللتصادٌة واإلجتماعٌة ،جامعة دمحم األول،
وجدة ،السنة الجامعٌة ،2005/2004 ،ص .38
35
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
المانون رلم 98-10المتعلك بتسنٌد الدٌون الرهنٌة والذي جعل الشهادة الخاصة بتمٌٌد الرهن
سندا لابال للتداول ،فإن هذا المبرر لم ٌعد له أساس أو محل إضافة إلى أن الوالع العملً أثبت
أن مإسسات اإلبتمان وحتى مإسسة المرض العماري والسٌاحً ال تخاطر بمنح لروض
مضمونة برهون منصبة على عمارات ال تزال فً طور التحفٌظ رؼم اإلمتٌاز المخول لها
بممتضى الفصل 11من مرسوم 17دجنبر .11968
وبناء على ما سبك وبما أن الدابن المرتهن ال ٌستطٌع الحصول على الشهادة
الخاصة عندما ٌكون لرضه مضمونا برهن منصب على عمار فً طور التحفٌظ ،فإنه حالة
حلول أجل استحماق الدٌن ورؼبته فً التنفٌذ على العمار ال ٌكون له سوى طرق باب لضاء
الموضوع بعد توجٌه إنذار عماري للمدٌن الستصدار حكم نهابً ببٌع العمار المرهون وتحدٌد
الثمن الذي سٌنطلك منه المزاد ،وٌكون على هذا سند التنفٌذ الجبري على العمار هو الحكم
المضابً ال الشهادة الخاصة التً ٌضل مفعولها محصورا فً ضمان الرتبة التً ٌحكمها
تارٌخ اإلٌداع وٌكون لها اعتبار عند تسجٌل الحك فً الرسم بعد إنشابه.2
إن الؽاٌة األساسٌة التً ٌصبو إلٌها كل مرتهن من خالل الضمان العٌنً عموما هً
تخوٌله سلطة استٌفاء حمه من محل الضمان وذلن بالتمدم على ؼٌره من دابنً المدٌن سواء
كانوا دابنٌن عادٌٌن أم دابنٌن مرتهنٌن مثله ،3والرهن الرسمً ٌمكن الدابن المرتهن من
الوصول إلى ؼاٌته إذ ٌخوله إمكانٌة التضاء حمه من ثمن العمار بعد بٌعه جبرا -باعتباره
الوعاء الذي ٌنحصر فٌه إعمال حك التمدم -باألسبمٌة على أي دابن آخر سواء كان دابنا عادٌا
أو مرتهنا(4الفمرة األولى) ،ؼٌر أن تحمٌك هذه الؽاٌة مرتبط باألسبمٌة فً التسجٌل للرهن إذا
تعدد الدابنٌن المرتهنٌن لنفس العمار ،إعماال لماعدة لانونٌة كلٌة مفادها أن "األسبك فً
التسجٌل سابك فً األفضلٌة عند التوزٌع" ؼٌر أن تطبٌك هذه الماعدة لٌس مطلما إذ تعترضه
بعض اإلستثناءات (الفمرة الثانٌة).
36
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
ٌمصد بوعاء حك التمدم المال الذي ٌستوفً منه الدابن حمه بالتمدم على الدابنٌن
اآلخرٌن وحٌث إن الرهن ال ٌرد مبدبٌا إال على العمار فإن هذا األخٌر ٌكون أصال هو وعاء
التمدم 1وإلعمال هذا الحك ٌمتضً األمر بٌع العمار المرهون بالمزاد العلنً وفك اإلجراءات
المنصوص علٌها لانونا وتحوله بالتالً إلى مبلػ نمدي ألن حك الدابن المرتهن ال ٌنصب على
العمار ككٌان مادي ولكنه ٌنصب على المٌمة اإللتصادٌة التً ٌمثلها العمار ،2ولضبط وعاء
3177من ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915 التمدم فمط اشترط المشرع المؽربً من خالل الفصل
ضرورة تعٌٌن المال المرهون فً العمد أي تخصٌص الرهن من حٌث العمار المرهون،
وٌمتصر مبدأ تخصٌص الرهن على اشتراط تعٌٌن العمار المرهون ذاته تعٌٌنا دلٌما دون
اشتراط تعٌٌن ملحماته ،ألن الممصود بماعدة التخصٌص هو تحدٌد العمار المرهون استجابة
لضرورة تعٌٌن المحل لما فً ذلن من مصلحة لإلبتمان العماري ،وعلٌه فمتى تم تحدٌد العمار
المرهون فإن الرهن الوارد علٌه ٌمتد لٌشمل ملحماته التً تعتبر عمارا بحكم المانون دون
حاجة إلى اتفاق أطراؾ العمد ،والعلة من امتداد الرهن إلى ملحمات المرهون أنها تابعة له
وحسب الماعدة فالفرع ٌتبع األصل ،4وهو ما نص علٌه المشرع العماري فً الفصل 159من
ظهٌر ٌ 2ونٌو .1915
ؼٌر أنه ما ٌالحظ فً بعض األحٌان أن ٌهلن العمار المرهون أو ٌتلؾ فتنمص لٌمته
الضامنة للرهن ،وهو األمر الذي تنبه إلٌه المشرع المؽربً إذ جعل حك الدابن المرتهن ٌنتمل
إلى الممابل المادي للعمار الهالن أو التالؾ بممتضى الفصل 1181من ق.ل.ع الذي جاء فٌه:
" ٌمتد الرهن الحٌازي بموة المانون إلى التعوٌضات المستحمة على الؽٌر بسبب هالن المرهون
1سعاد الزروالً" ،تخصٌص الرهن الرسمً فً التشرٌع العماري المؽربً" ،رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا
المعممة فً المانون الخاص ،وحدة التكوٌن والبحث فً المانون المدنً ،كلٌة العلوم المانونٌة واإللتصادٌة
واإلجتماعٌة ،جامعة الماضً عٌاض ،مراكش ،السنة الجامعٌة ،2001/2000ص .104
2سعاد الزروالً ،م.س ،ص .105
ٌ 3نص الفصل 177من ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915على" :إن كل عمد رهن ٌجب أن ٌعٌن لزوما اسم العمار الوالع
بخصوصه الرهن ورلم رسمه ومكانه ،وال ٌجوز رهن األموال التً ٌحصل علٌها استمباال".
4الحسن الجعدي" ،اآلثار المترتبة عن الرهن الرسمً فً التشرٌع العماري المؽربً" ،رسالة لنٌل دبلوم الدراسات
العلٌا المعممة فً المانون الخاص ،وحدة التكوٌن والبحث فً المانون المدنً ، ،كلٌة العلوم المانونٌة و االلتصادٌة
واإلجتماعٌة ،جامعة الماضً عٌاض –مراكش -السنة الجامعٌة ،2000/1999ص.84
37
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
أو تعٌبه أو بسبب نزع ملكٌته للمنفعة العامة وللدابن أن ٌتخذ اإلجراءات التحفظٌة لحفظ حمه
فً ممدار التعوٌضات".
وإذا كان هذا النص ٌتعلك بالرهن الحٌازي كما هو واضح من عبارات النص فال مانع
من إسماط ممتضٌاته على الرهن الرسمً خاصة وأن هذا الفصل جاء فً باب األحكام العامة
للرهن الحٌازي فً ق.ل.ع والذي ٌعتبر كما سبمت اإلشارة المرجع األول فً كل ما ؼاب
بخصوصه نص ،وٌالحظ أن المشرع من خالل هذا الفصل لد اختار تمنٌة الحلول العٌنً
كؤساس لربط حك التمدم ووعابه المتؽٌر أو المابل لذلن ،وبفضل هذه الوسٌلة ٌمكن ضمان
نوع من استمرار الحك العٌنى للدابن المرتهن على العمار المرهون طٌلة فترة الرهن .1وبناء
علٌه فمتى هلن العمار المرهون فإن حك التمدم المخول للدابن المرتهن ٌنتمل إلى:
-عوض التؤمٌن إذا هلن العمار أو تلؾ بفعل الموة الماهرة أو الحادث الفجابً وكان
مإمنا علٌه لدى شركة تؤمٌن.2
وعن محل حك التمدم فهو ٌشمل أصل الدٌن أي المبلػ الذي أعطً من أجله والفوابد
التً تستحك على المدٌن فً حدود ما نص علٌه الفصل 160من ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915الذي
جاء فٌه" :الدابن الذي سجل رهنه لتؤمٌن دٌن مإلؾ من فوابد واستحمالات دورٌة له الحك فً
أن ٌمٌد اسمه فً نفس المرتبة التً لٌد فٌها رأس المال وذلن إلستٌفاء المستحك منها عن
السنة الجارٌة والتً لبلها فمط ،لكن على شرط أن ٌكون هذا الحك ناشبا عن عمد الرهن
ومسجال وأن ٌكون سعر الفابدة معٌنا" ،وباستمرابنا لممتضٌات هذا الفصل نجد أن المشرع
العماري لد مٌز بٌن الفوابد المستحمة ولت لٌد الرهن وتلن المستحمة بعد هذا المٌد.
فعن األولى فهً ال تشكل محل تمدم بشكل آلً إذ ٌتعٌن على الدابن المرتهن تمٌٌدها
عند لٌد الرهن حتى ٌشملها هذا األخٌر وهنا تستحك كرأس المال ،فإذا لم ٌفعل إهماال منه فال
ٌستحمها إال إذا طالب بها فً إطار المواعد العامة باعتبارها دٌنا عادٌا.1
38
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
أما عن الثانٌة وهً التً تستحك بعد انعماد الرهن الرسمً فال ٌثبت للمرتهن إضافة
إلى رأس المال إال فابدة السنة الجارٌة والسنة التً لبلها بشرط أن ٌتضمن عمد الرهن أن
الدٌن ذو فابدة وأن ٌتم تمٌٌد ذلن فً الرسم العماري مع تحدٌد سعرها.2
أما الفوابد التً تزٌد عن السنتٌن فال ٌضمنها الرهن الرسمً بل تعتبر دٌنا عادٌا إال
إذا تم تسجٌلها بدورها ،و هذا التسجٌل الذي من شؤنه أن ٌحول الفابدة المستحمة من دٌن
عادي إلى دٌن مضمون ال ٌكون له أثر لانونً وال ٌلزم الؽٌر إال من تارٌخ ولوعه.3
وتطبٌما لما سبك فمد جاء فً حكم صادر عن المحكمة التجارٌة بوجدة 4ما ٌلً" :حٌث
أنه بذلن فإن طلب تحمٌك الرهن ٌبمى مإسسا وٌتعٌن اإلستجابة له فً حدود مبلػ الرهن فمط
دون الفوابد اإلتفالٌة مادام تمٌٌد الرهن ال ٌشملها ألن التمٌٌد هو الذي ٌحفظ اإلمتٌاز للدابن فً
تحمٌك الرهن" ،وفً لرار صادر عن محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بمراكش 5جاء فٌه" :لكن
حٌث أن ما تمسن به المستؤنؾ ال ٌستند على أساس من المانون ذلن أن تمٌٌد اإلمتٌاز ٌضمن
الدٌن األصلً وفوابد سنة واحدة فمط والسنة الجارٌة شرٌطة أن ٌنتج الحك فً الفوابد من
العمد وأن ٌكون ممٌدا وأن ٌشار إلى سعره فً سند التمٌٌد".
إن حك التمدم ال ٌفترض إعماله إال حالة لٌام مزاحمة بٌن دابنٌن اكتسب كل منهم
ضمانا عٌنٌا خاصا على العمار المرهون ،6وعلٌه وحتى ٌحتل الدابن منهم مركزا ممتازا عند
توزٌع حصٌلة بٌع العمار جبرا ٌجب أن ٌكون لد سجل حمه ابتداء تسجٌال لانونٌا ،وتجد هذه
الماعدة سندها فً الفصل 185من ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915والفصل 77من ظهٌر 12ؼشت
، 1913وعلٌه فحالة تزاحم دابن مرتهن سجل حمه مع دابن آخر ،كدابن عادي أو دابن
1مؤمون الكزبري" ،التحفٌظ العماري والحموق العٌنٌة األصلٌة والتبعٌة فً ضوء التشرٌع المؽربً" ،الجزء الثانً،
مطبعة شركة الهالل العربٌة ،الطبعة الثانٌة ،1987ص .332
2المختار عطار" ،الوجٌز فً المانون المؽربً والمورٌتانً" ،مطبعة فضاء اإلبداع والطباعة ،مراكش ،الطبعة
األولى ،1999ص .191
3مؤمون الكزبري ،م.س ،ص .332
4الحكم عدد 2008/237صادر فً الملؾ رلم 9/2008/125بتارٌخ 22أبرٌل ( ،2008ؼٌر منشور).
5المرار رلم 748الصادر بتارٌخ ٌ 20ولٌوز ( ،2004دون ذكر رلم الملؾ) منشور بالمولع التالً:
www.justice.gov.ma. -بتارٌخ 19 :ماي .2008
6مصطفى جدوع كرٌم السعد ،م.س ،ص .70
39
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
مرتهن لم ٌسجل حمه فاألولوٌة تكون للدابن الذي سجل حمه حتى ولو كان تارٌخ نشوء هذا
الحك الحما عن توارٌخ نشوء حمولهم وإن كان متؤخرا فً الرتبة على جمٌع الدابنٌن
المرتهنٌن المسجلة حمولهم ،1فالعبرة إذن من تارٌخ التسجٌل ولٌس من درجة الرهن الواردة
فً العمد.
والحالة التً تمدم فٌها عدة طلبات للتسجٌل فً آن واحد على نفس العمار ٌكون على
المحافظ العماري الذي ٌمسن سجل اإلٌداع أن ٌضمن فٌه بؤرلام تراتبٌة وحسب ورودها علٌه
مطالب التسجٌل الممدمة إلٌه حٌث تتحدد بناء على ترتٌب ورود هذه الطلبات األفضلٌة فً
استٌفاء الدٌن أما إذا لدمت طلبات التسجٌل فً آن واحد فإن رتبة هذه الحموق تكون متساوٌة
وتؤخذ نفس المرتبة.2
وإذا كانت لاعدة األسبك فً التسجٌل سابك فً التمدم تمنح حك األولوٌة للدابن
المرتهن السابك لٌده فً استٌفاء دٌنه لبل البالٌن فإن هذه الماعدة ترد علٌها استثناءات منها ما
هو مرتبط بإرادة المشرع وما هو مرتبط بإرادة األطراؾ.
فبالنسبة لإلستثناء المرتبط بإرادة األطراؾ فٌتمثل فً تنازل الدابن المرتهن عن رتبة
رهنه ، 3وٌمصد بها تخلً هذا األخٌر عن مرتبة رهنه لدابن آخر متؤخر عنه فً المرتبة له
على نفس العمار رهن مسجل مادام أن المركز الممتاز الذي ٌؤخذه السابك فً التسجٌل على
بالً الدابنٌن عند التوزٌع لٌس له مساس بالنظام العام.4
وعن دوافع لٌام الدابن المرتهن بالتنازل عن رتبة رهنه فمد تكون ممابل عوض معٌن
ولد ٌكون للمتنازل ضمان آخر ٌكفل حمه وٌؽنٌه عن التمسن بمرتبته المتمدمة بممتضى
الرهن ،وٌمكن هنا إعتبار هذا التنازل بمثابة تبرع برتبة الرهن .5وما تجدر اإلشارة إلٌه أن
التنازل عن الرتبة ال ٌرتبط بتاتا بالتنازل عن حك الرهن ،إذ أن هذا األخٌر هو سبب من
40
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
أسباب انمضاء الرهن ذاته وٌإدي إلى زوال حك الرهن برمته ،أما التنازل عن مرتبة الرهن
فهو عمل لانونً ال ٌإدي إلى انمضاء الرهن بل ٌمتصر على التخلً عن مرتبته فمط لدابن
الحك له فً الرتبة وٌبمى للمتنازل حمه األصلً مضمونا بحك الرهن وإن تخلى عن مرتبته.1
أما عن اإلستثناء الوارد على لاعدة األسبمٌة فً التسجٌل سابك فً استٌفاء دٌنه بموة
المانون فٌرتبط باإلعتبارات الخاصة التً ٌمدرها المشرع لفابدة دابن معٌن صاحب حك
عٌنً ،فٌمنحه إضافة على إعفابه من تسجٌل 2حمه بالرسم العماري الحك فً التمدم على سابر
أصحاب الحموق المسجلة أو على بعضها وهذه اإلعتبارات هً التً جسدها المشرع من
خالل حموق اإلمتٌاز 3العمارٌة الواردة فً الفصل 155من ظهٌر ٌ 2ونٌو الذي نص على
أن" :الدٌون التً لها وحدها امتٌاز على العمارات هً:
-2حموق الخزٌنة كما تمررها وتعٌنها الموانٌن المتعلمة بها ،وال ٌباشر هذا اإلمتٌاز
األخٌر على العمارات إال عند عدم وجود منموالت".
وإذا كان اإلمتٌاز األول المخول للمصارٌؾ المضابٌة ال ٌثٌر أي إشكال ،فاإلمتٌاز
الثانً المخول للخزٌنة ٌثٌر إشكاال حالة تزاحم أولوٌة الدابن المرتهن معه ،ذلن أنه بالرجوع
إلى التشرٌع المؽربً ال نجد أي نص ٌمنحها حك اإلمتٌاز ؼٌر ذلن الوارد فً الفصل 28من
ظهٌر ٌ 30ولٌوز 1952المتعلك بالتعمٌر والذي أعطى للخزٌنة امتٌازا على منتوج بٌع
العمار بالنسبة للؽرامات المحكوم بها عند مخالفة لوانٌن التعمٌر ،إال أن هذا الظهٌر تم إلؽاإه
بممتضى ظهٌر ٌ 17ونٌو 41992المعتبر حالٌا بمثابة لانون للتعمٌر والذي جاء خال من أي
41
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
ممتضى مشابه للفصل 28المذكور سابما وبذلن لم ٌعد هنان أي نص ٌعطً اإلمتٌاز للخزٌنة
على حصٌلة بٌع العمار المرهون.1
وٌالحظ عملٌا أنه ورؼم عدم وجود نص ٌمنح للخزٌنة اإلمتٌاز على منتوج البٌع إال
أن لابض الخزٌنة كثٌرا ما ٌتعرض على ثمن بٌع العمار مدعٌا وجود هذا اإلمتٌاز ،2وٌستند
فً تعرضه هذا على ممتضٌات الفصلٌن 356و 457من ظهٌر 21ؼشت 51935المعدل
بظهٌر 15مارس .1962
ؼٌر أنه وباستمرابنا لممتضٌات الفصلٌن المذكورٌن نجدهما ٌحددان امتٌاز الخزٌنة
على المنموالت والمعدات والبضابع وؼلل ومنتوج العمارات دون ثمن بٌعها ،وعلٌه ٌتبٌن لنا
أن دٌن الخزٌنة على حصٌلة بٌع العمار المرهون هو دٌن عادي ال ٌرلى إلى درجة تمدٌمه
على حك الدابن المرتهن فً استٌفاء دٌنه ،ومن تم ٌتبٌن أن تعرض لابض الخزٌنة على هذا
الثمن لٌس له سند لانونً وعلٌه ٌتعٌن تجاوزه ،وهو ما ٌسٌر علٌه العمل المضابً فعال؛ إذ
جاء فً أمر استعجالً صادر عن المحكمة التجارٌة بمراكش 6أنه" :حٌث أن الفصل 56من
ظهٌر 15مارس 1962حصر امتٌاز الخزٌنة على األموال الراجعة للملزم بالضرٌبة على
1عبد الرحمان المصباحً" ،أولوٌة الدابن المرتهن للعمار عل منتوج البٌع" ،مجلة الحدث المانونً ،م.س ،ص.10
2عمر الهوفً ،م.س ،ص .160
ٌ 3نص الفصل 56على أن "الخزٌنة تتمتع طٌلة سنتٌن ابتداء من تارٌخ الشروع فً استٌفاء لابمة الضرابب
المنشورة بالجرٌدة الرسمٌة بامتٌاز ٌمع على المنموالت التً ٌملكها المدٌن بالضرٌبة أو التً توجد فً المإسسات
التً تفرض علٌها الضرابب كما أنها تتمتع بامتٌاز ٌمع على محصوالت وؼلل وأكرٌة العمارات من أجل أداء
الضرابب التً تفرض على هذه العمارات وٌخول هذا اإلمتٌاز للخزٌنة حك التمدم على كل اإلمتٌازات األخرى
الخاصة أو العامة".
ٌ 4نص الفصل 57على أنه" :تتمتع الخزٌنة بامتٌاز آخر ٌمع على األثاث وؼٌره من المنموالت الخاصة بالمدٌن أٌنما
كانت".
5الظهٌر الشرٌؾ المتعلك بنظام المتابعات فً مٌدان الضرابب والصادر بتارٌخ 21ؼشت ،1935منشور بالجرٌدة
الرسمٌة بتارٌخ 30ؼشت 1935ص.979
6األمر الصادر فً الملؾ اإلستعجالً عدد 252عن المحكمة التجارٌة بمراكش بتارٌخ ٌ 13ولٌوز ،2004مجلة
المحامً ،عدد مزدوج ٌ ،45-44ولٌوز ،2005ص.555
أنظر فً نفس السٌاق:
-الحكم رلم 1003الصادر عن المحكمة اإلبتدابٌة بالدار البٌضاء بتارٌخ 11ماي 1971فً الملؾ التجاري عدد
،8762مجلة المحاكم المؽربٌة عدد ،43ماي ٌونٌو ،1986ص.113
-المرار رلم 2064الصادر عن محكمة اإلستبناؾ بمراكش بتارٌخ ٌ 13ولٌوز ،1987المجلة المؽربٌة للمانون عدد
ٌ ،16ناٌر -فبراٌر -مارس ،1988ص.66
-األمر اإلستعجالً عدد 207/1625الصادر عن ربٌس المحكمة اإلبتدابٌة بعٌن السبع بتارٌخ 29أكتوبر 1966
فً الملؾ اإلستعجالً عدد ،96/1267مجلة المانون عدد ،3فبراٌر ،1998ص.15
-األمر عدد 88/55الصادر عن ربٌس المحكمة اإلبتدابٌة بالمنٌطرة بتارٌخ ٌ 21ولٌوز ،1988مجلة اإلشعاع العدد
،6السنة الثالثة دٌسمبر ،1991ص.128
42
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
المنموالت والمعدات والبضابع ثم الؽلل وما ٌنتجه العمار فمط ،وال ٌشمل اإلمتٌاز المذكور
منتوج بٌع العمار وأنه استنادا إلى ما ذكر ٌكون تعرض السٌد لابض لباضة طنجة المركز
على منتوج بٌع العمار ؼٌر مرتكز على أساس لانونً سلٌم وٌكون بالتالً طلب المدعٌن
الرامً إلى رفع التعرض المذكور وجٌه ومإسس وٌتعٌن اإلستجابة إلٌه ...وحٌث أنه انطاللا
مما ذكرٌ...تعٌن حماٌة الدابن الممتاز من هذه التعرضات الؽٌر مبررة".
43
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
الفصل الثاوً:
لمد عمد المشرع المؽربً من أجل تفعٌل آلٌة الرهن الرسمً باعتباره ضمانة صلبة
لمنح المروض وتموٌل االستثمارات إلى جعل مسطرة تحمٌمه مسطرة تنفٌذٌة تخول للدابن حك
التضاء دٌنه جبرا بمجرد حلول أجل األداء متى عجز أو امتنع المدٌن عن ذلن.
ؼٌر أنه ونظرا لما تحمله هذه المسطرة من خطورة على حموق المدٌن ،فمد حرص
المشرع على إحاطتها بوسابل حمابٌة له من خالل تحدٌده لمختلؾ اإلجراءات التً ٌتعٌن
على الدابن سلوكها إستٌفاءا لحمه ،وربط سلون هذه اإلجراءات بضرورة توافر مجموعة من
الشروط والتً تعتبر بمثابة الضمانة التً ٌمكن أن تحمً مصالح كال من الدابن والمدٌن على
حد سواء (المطلب األول).
ثم إن مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً لد تتخللها العدٌد من العوارض التً تإثر على
سٌرها ،وتتساوى هذه العوارض فً أن ٌكون المتسبب فٌها هو الدابن أو المدٌن أو حتى الؽٌر
أحٌانا إذ أن أثرها سٌبمى واحدا وهو عرللة المسطرة (المطلب الثانً).
إذا لم ٌمم المدٌن أو الحابز أو الكفٌل بالوفاء بالدٌن المستحك فً ذمتهم والمضمون
بالرهن الوالع على العمار؛ ٌكون للدابن المرتهن أن ٌلجؤ إلى المضاء من أجل التنفٌذ الجبري
على العمار بنزع ملكٌته من المدٌن أو كفٌله أو الحابز وبٌعه بالمزاد العلنً الستٌفاء دٌنه من
منتوج البٌع ،1وعلٌه لبل اللجوء إلى مسطرة البٌع (المطلب الثانً) أن ٌتمدم إلى السٌد ربٌس
1جاء فً حكم صادر عن المحكمة اإلبتدابٌة بوجدة أنه " :لكن ولبن كان الرهن الرسمً حك عٌنً عماري على
العمارات المخصصة ألداء التزام فإن تحمٌمه ٌكون باتباع الدابن إجراءات مسطرٌة تبتدئ بوضع العمار المرهون
تحت ٌد المضاء ،وإعداده للبٌع عن طرٌك المزاد العلنً ،ثم بٌعه فعال حتى تنتمل ملكٌته إلى من رسا علٌه المزاد
ودفع الثمن كامال ،فٌتوصل الدابن بحمه كامال".
-الحكم صادر بتارٌخ 4نونبر 2003فً الملؾ رلم ( ،01/939لم ٌذكر رلم الحكم باألصل المحفوظ بكتابة الضبط
بالمحكمة اإلبتدابٌة بوجدة)( ،ؼٌر منشور).
44
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
المحكمة بطلب توجٌه إنذار عماري إلى المدٌن ،1وتبلٌؽه إلٌه أو إلى كفٌله أو الحابز (المطلب
األول).
ٌعتبر توجٌه اإلنذار العماري للمدٌن الخطوة المضابٌة األولى فً مسطرة استرجاع
الدٌون المضمونة برهن عماري وتوابعها بعد فشل المساعً الودٌة فً استٌفابها ،واإلنذار
العماري هو إشعار ٌوجهه الدابن المرتهن إلى المدٌن الراهن بواسطة أحد أعوان مكتب التبلٌػ
ٌطالبه فٌه بؤداء الدٌن المضمون بالرهن ،وٌخٌره من خالله بٌن األداء طواعٌة أو انتزاع
ملكٌة العمار المرهون منه لضاء.
ولد نص المشرع المؽربً على هذا اإلجراء فً الفصل 440من ق.م.م المحال علٌه
بالفصل 205من ظهٌر ٌ 2ونٌو 21915وحدد لصحته شكلٌة معٌنة (الفمرة األولى) ،وكذا
رتب على مجرد تبلٌؽه بعض اآلثار (الفمرة الثانٌة).
إن اإلنذار العماري إعتبارا لكونه اإلجراء األول الذي ٌتم بناء علٌه تحرٌن مسطرة
تحمٌك الرهن الرسمً ٌجب أن ٌستوؾ جمٌع الممومات المتطلبة لانونا شكال وموضوعا،
1دمحم فركت" ،الرهن الرسمً واإلجراءات المسطرٌة" ،الندوة األولى للعمل المضابً والبنكً ،م.س ،ص .176
ٌ 2نص الفصل 205من ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915على " :إن اإلعذار المذكورة فً الفصل 440من الظهٌر الصادر
بشؤن المسطرة المدٌنة ٌنص فٌه لزوما على اسم العمار أو العمارات المحفظة التً سٌجري بٌعها فً حالة األداء
ورلم رسمها ومكانها".
-وٌنص الفصل 440من ق.م.م على أنهٌ" :بلػ عون التنفٌذ إلى الطرؾ المحكوم علٌه ،الحكم المكلؾ بتنفٌذه وٌعذره
بؤن ٌفً بما لضى به الحكم حاال أو تعرٌفه بنواٌاه وذلن خالل أجل ال ٌتعدى عشرة أٌام من تارٌخ تمدٌم طلب التنفٌذ.
إذا طلب المدٌن آجاال أخبر العون الربٌس الذي ٌؤذن بؤمر بحجز أموال المدٌن تحفظٌا إذا بدا ذلن ضرورٌا
للمحافظة على حموق المستفٌد من الحكم.
إذا رفض المدٌن الوفاء أو صرح بعجزه عن ذلن اتخذ عون التنفٌذ اإلجراءات الممررة فً الباب المتعلك بطرق
التنفٌذ".
وعن التشرٌع الممارن فمد نص المشرع المصري على هذا اإلجراء فً المادة 401مرافعات التً جاء فٌهاٌ" :بدأ
التنفٌذ بإعالن التنبٌه بنزع ملكٌة العمار إلى المدٌن لشخصه أو لموطنه" .وعن المشرع الفرنسً فمد تطرق إلٌه فً
المادة 673من لانون المسطرة المدنٌة الفرنسً إذ جاء فٌها:
" Pour parvenir à la vente sur saisie d'un immeuble, le créancier fait signifier un
commandement à la personne ou au domicile du débiteur".
45
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
وذلن بتضمٌنه لمجموعة من البٌانات منها ما نص علٌها المشرع ومنها ما درج العمل
المضابً والفمه على المطالبة بها فً اإلنذار العماري وٌمكن إجمالها فٌما ٌلً:
-تحدٌد العمار أو العمارات المرهونة حالة تعددها تحدٌدا دلٌما حسب ما نص علٌه
الفصل 205من ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915إضافة إلى تعٌٌن مشتمالت العمار وملحماته من
بناٌات وأؼراس وعمارات بالتخصٌص ،على أنه فً حالة تعدد العمارات المرهونة ضمانا
لنفس الدٌن وجب بخصوص توجٌه اإلنذار إلى المدٌن التمٌٌز بٌن حالتٌن؛ األولى تتعلك بحالة
كون جمٌع العمارات المرهونة تتواجد بدابرة واحدة ومسجلة بنفس المحافظة العمارٌة إذ ٌمكن
توجٌه إنذار واحد ٌشمل جمٌع العمارات المرهونة وملحماتها ،أما عن الحالة الثانٌة فتتعلك
بعمارات مرهونة وتوجد بدوابر متفرلة ومسجلة فً أكثر من محافظة عمارٌة ،إذ هنا ٌجب
توجٌه إنذار عماري بالنسبة لكل عمار على حدة حتى تتمكن كل محافظة عمارٌة من التوصل
باإلنذار.1
-تضمٌن اإلنذار أسماء وهوٌة وعنوان كل من الدابن والمدٌن والحابز والكفٌل حالة
2
ٌتجه إلى تضمٌن اإلنذار العماري البٌانات الواردة فً وجودهما ،وإذا كان أحد الباحثٌن
الفصل 32من ق.م.م ،فإن المضاء 3ال ٌشترط لصحة اإلجراءات الؽٌر لضابٌة كاإلنذار
العماري أن تتضمن البٌانات المنصوص علٌها فً الفصل المذكور بل وحتى إن كان لضابٌا
فذلن ال ٌإثر فً صحته اعتبارا لماعدة "ال بطالن بدون ضرر" عمال بؤحكام الفصل 49من
ق.م.م.
-تحدٌد لٌمة الدٌن المضمون به الرهن العماري ،إضافة إلى الفوابد الناتجة عنه
والمصارٌؾ المترتبة عن توجٌه اإلنذار العماري.
1عبد الواحد بن مسعود" ،اإلنذار العماري ،بٌاناته ومرفماته ومولؾ المضاء من الطعن ببطالن اإلنذار" ،م.س ،ص
.193
2عبد الواحد بن مسعود" ،اإلنذار العماري" ،م.س ،ص .45
3حٌث جاء فً لرار صادر عن محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بفاس أنه" :لكن حٌث إنه متى كان الحكم المطعون فٌه
لد انتهى إلى أن الفصل 32من ق.م.م ٌتعلك بالبٌانات التً ٌتعٌن أن ٌتضمنها ممال الدعوى ولٌس اإلجراءات ؼٌر
المضابٌة كاإلنذار العماري ،وأن عدم ذكر نوع الشركة موجهة اإلنذار العماري الموجه للكفٌلٌن حتى على فرض
اعتباره إخالال شكلٌا إال انه ٌمكن للمحكمة عدم االلتفات إلٌه عمال بؤحكام الفصل 49من ق.م.م الذي لرر لاعدة ال
بطالن بدون ضرر من جهة" .المرار رلم 386الصادر بتارٌخ 6أبرٌل 2004فً الملؾ عدد ( ،03/38ؼٌر
منشور).
46
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
-ذكر السند التنفٌذي المعتمد فً توجٌه اإلنذار وهو الشهادة الخاصة بتمٌٌد الرهن.
-تحدٌد أجل الوفاء بالدٌن ،ولد كان هذا األجل محددا فً ٌ 20وما بنص الفصل 295
من ق.م.م المدٌم والمحال علٌه بممتضى الفصل 205من ظهٌر ٌ 2ونٌو .1915فً حٌن أن
440 هذا األجل أصبح ٌطرح إشكاال فً ظل ق.م.م الحالً من خالل ما نص علٌه الفصل
منه والذي جاء فٌهٌ" :بلػ عون التنفٌذ إلى الطرؾ المحكوم علٌه الحكم المكلؾ بتنفٌذه وٌعذره
بؤن ٌفً بما لضى به الحكم حاال أو بتعرٌفه بنواٌاه وذلن خالل أجل عشرة أٌام من تارٌخ
تمدٌم طلب التنفٌذ ،"..واإلشكال الظاهر من ممتضٌات هذا النص ٌرتبط بؤجل العشرة أٌام
الوارد فٌه ،هل هو األجل الممنوح للمدٌن من أجل أداء الدٌن أم أنه األجل الممنوح للعون من
أجل تبلٌػ اإلنذار؟.
وعلٌه ،اتجه بعض الفمه 1إلى اعتبار أن نص الفصل 440جاء خالٌا من أي أجل
فاألجل المحدد فٌه ال ٌتعلك بإمهال المدٌن لألداء ،وٌرى هذا اإلتجاه أن المشرع لد استؽنى
عن تحدٌده استجابة منه لمبدأ السرعة فً إجراءات التنفٌذ.
فً حٌن اتجه بعض الباحثٌن 2إلى اعتبار أن أجل العشرة أٌام الوارد فً الفصل
المذكور إنما ٌتعلك بمهلة منحها المشرع للمدٌن لصد األداء.
والرأي فٌما أعتمد ،وتماشٌا مع ما سار علٌه أحد الباحثٌن 3أن األجل المنصوص علٌه
فً نص الفصل 440من ق.م.م إنما ٌتعلك باألجل الذي ٌنبؽً فٌه على عون التبلٌػ المٌام
بتبلٌػ اإلنذار العماري إلى المدٌن ،والذي ٌنطلك احتسابه من تارٌخ تمدٌم طلب التنفٌذ بحٌث
أنه لو كان لصد المشرع ذكر هذا األجل هو إمهال المدٌن أجال لألداء لحدد انطالله من
تارٌخ التبلٌػ كما هو متعارؾ علٌه فً المواعد العامة ألنه لو سلمنا بؤن األجل المذكور موجه
- 1دمحم جالل" ،اإلنذار العماري والتعرض علٌه" ،مجلة المحامً عدد ،4سنة ،1983ص .52
-دمحم سالم ،م.س ،ص .25
2وفاء عالمً" ،اإلشكاالت العملٌة فً موضوع اإلنذار العماري" ،رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعممة فً
المانون الخاص ،وحدة التكوٌن والبحث فً لانون العمود والعمار ،كلٌة العلوم المانونٌة واإللتصادٌة واإلجتماعٌة،
جامعة دمحم األول ،وجدة ،السنة الجامعٌة ،2005/2004ص .35
-عمر الهوفً ،م.س ،ص .41
3أمٌن حسون" ،اإلشكالٌات العملٌة فً موضوع اإلنذار العماري" ،بحث نهاٌة تمرٌن الملحمٌن المضابٌٌن ،الفوج
،33المعهد العالً للمضاء ،الرباط موسم ،2005/2003ص .21
47
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
للمدٌن فإننا سنجد أن سرٌان أجل اإلنذار سٌبدأ حتى لبل تبلٌؽه للمدٌن وهذا ٌتنافى ووظٌفة
التبلٌػ.
وما ٌالحظ عملٌا أن الدابنون المرتهنون درجو ا على تضمٌن طلبات توجٌه اإلنذار
العماري التً ٌرفعونها إلى رإساء المحاكم أجل ٌ 20وما كحد ألصى ٌتعٌن على المدٌن أداء
الدٌن وتوابعه داخله ،وهو األمر الذي لم ٌعارضه المضاء إذ ٌالحظ أن رإساء المحاكم
ٌستجٌبون لهذه الطلبات وٌوافمون على هذا األجل وٌإكدونه عند إصدارهم ألمر توجٌه
اإلنذار العماري.1
وفً الحالة التً ٌكون فٌها العمار المرهون بٌد الحابز فمد حدد المشرع العماري فً
ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915من خالل فصله 187األجل الممنوح للحابز لصد األداء أو التخلً عن
العمار فً ٌ 15وما ،وهو نفس األجل الذي خوله المشرع لمدٌنً مإسسة المرض العماري
والسٌاحً فً الفصل 59من مرسوم 17دجنبر .1968
أما عن مرفمات اإلنذار العماري الموجه إلى المدٌن فتتمثل أساسا فً:
-عمد المرض ،وعمد الرهن العماري ،وعمد الكفالة العمارٌة حالة وجودها.
1هذه المعلومات مستماة من نماذج لإلنذارات العمارٌة الصادرة عن ربٌس المحكمة التجارٌة بوجدة وٌتعلك األمر بـ:
-األمر عدد 13/2006/892الصادر بتارٌخ 13دجنبر 2006الماضً بتوجٌه إنذار عماري( ،ؼٌر منشور).
-األمر عدد 13/2006/865الصادر بتارٌخ 8دجنبر ( ،2006ؼٌر منشور).
-األمر عدد 13-07/439الصادر بتارٌخ ٌ 18ولٌوز ( ،2007ؼٌر منشور).
48
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
-كشؾ الحساب ،نظرا لما ٌكتسبه من حجٌة 1فً إثبات مدٌونٌة المدٌن وتحدٌدها ،شرٌطة أن
تتوافر فٌه الشروط المتطلبة لانونا 2تحت طابلة عدم اعتماده.3
تمتضً منا الدراسة فً هذه الفمرة تمسٌمها إلى محورٌن نخصص المحور األول
لكٌفٌة تبلٌػ اإلنذار العماري للمدٌن والجهة المختصة بذلن (أوال) ،على أن نمؾ فً الثانً
عند اآلثار المترتبة عن هذا التبلٌػ (ثانٌا).
تتمثل الوظٌفة األساسٌة لإلنذار العماري فً منح المدٌن فرصة أداء ما علٌه من دٌن،4
وتؤدٌة هذه الوظٌفة لن ٌتسنى إدراكها دون تبلٌػ اإلنذار إلى المدٌن أو كفٌله العٌنً أو حابز
العمار المرهون حتى ٌحدد كال منهم مولفه ،كما ٌتعٌن توجٌه نسخة من اإلنذار العماري إلى
المحافظ على األمالن العمارٌة لتسجٌله فً الرسم العماري الخاص بالعمار المرهون ولعل
الؽاٌة من تبلٌػ المحافظ حسب ممتضٌات الفصل 87من ظهٌر التحفٌظ العماري منع التمٌٌدات
الجدٌدة التً لد تنصب على العمار طٌلة فترة إجراءات نزع الملكٌة.
وعن الجهة المكلفة بالتبلٌػ ،فإذا كان المشرع لد حددها فً الفصل 37من ق.م.م فً
التبلٌػ عن طرٌك كتابة الضبط والتبلٌػ بالبرٌد المضمون مع إشعار بالتوصل والتبلٌػ
بالطرٌمة اإلدارٌة والدبلوماسٌة ،فإن هذه الطرق ال ٌتؤتى العمل بها فً إطار مسطرة اإلنذار
العماري لما تتسم بها من خصوصٌات ،لذلن نجد الفصل 440من ق.م.م والذي ٌحٌل علٌه
1لمزٌد من التفاصٌل حول حجٌة الكشوفات الحسابٌة فً إثبات المدٌونٌة ٌراجع :عبد العالً العضراوي" ،الكشوفات
الحسابٌة البنكٌة وشروط صحتها فً إثبات المدٌونٌة" ،شركة بابل للطباعة والنشر والتوزٌع ،الطبعة الثانٌة .2002
2وهو األمر الذي أكده العمل المضابً وٌتضح ذلن من خالل الحكمٌن الصادرٌن عن المحكمة التجارٌة بوجدة:
-الحكم رلم 2008/237الصادر بتارٌخ 22أبرٌل 2008فً الملؾ عدد ( ،9/2008/125سبك توثٌمه).
-الحكم رلم 02/74الصادر بتارٌخ 12مارس 2002فً الملؾ رلم ( ،4/2002/70ؼٌر منشور).
3المرار رلم 740الصادر عن محكمة اإلستبناؾ بمراكش بتارٌخ ٌ 20ولٌوز ،2004منشور بالمولع التالً:
www.justice.gov.ma. -بتارٌخ 19 :ماي .2008
4وهو األمر الذي أكده المجلس األعلى فً لرار له جاء فٌه" :الهدؾ المانونً من التبلٌػ إشعار المبلػ إلٌه وإنذاره
من أجل المٌام بؤداء ما بذمته طوعا ،وفً حالة عدم اإلمتثال للمرار أو األمر المضابً الحابز لموة الشٌا الممضً به
فإن المستفٌد من المرار ٌتمدم بطلب التنفٌذ حٌث تشرع المحكمة فً تطبٌك المواد المسطرٌة المتعلمة بالتنفٌذ
الجبري".
-لرار عدد 218الصادر بتارٌخ ٌ 16ولٌوز 1976فً الملؾ عدد ،38374مجلة كتابة الضبط ،العدد ،،8سنة
،2003ص .114
49
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
الفصل 205من ظهٌر ٌ 2ونٌو ٌ 1915مصر تبلٌػ اإلنذار العماري على أعوان كتابة الضبط
فمط والمفوضٌن المضابٌٌن .1ولعل حصر تبلٌػ اإلنذار العماري لهذه الجهة فمط راجع إلى
ضرورة تتوٌج تبلٌػ اإلنذار بمحضر مفصل ٌبلػ بدوره إلى الجهات المعنٌة بعملٌة حجز
العمار ،وهو األمر الذي ال ٌمكن تعوٌضه بشهادة التسلٌم التً تحرر عند التبلٌػ بالطرٌمة
اإلدارٌة وال اإلشعار بالتوصل الذي ٌحرره موزع البرٌد.2
وبمجرد حدوث والعة التبلٌػ ٌتعٌن على العون الذي لام به أن ٌضمن شهادة التسلٌم
هوٌة الطرؾ الذي تسلم استدعاء التبلٌػ وصفته لمعرفة ما إذا كان التبلٌػ لد تم بصفة
شخصٌة للمدٌن أو ألحد ممربٌه ،3وأٌضا ذكر تارٌخ تسلمه اإلستدعاء .وحالة رفض المعنً
باألمر تسلم اإلنذار ٌتعٌن ذكر ذلن فً الشهادة مع ضرورة تذٌٌلها بتولٌع الطرؾ الذي سلم
إلٌه وكذا تولٌع العون الذي لام بالتبلٌػ ،وإرسالها فً جمٌع األحوال إلى كتابة ضبط المحكمة
التً أصدرت األمر بتوجٌه اإلنذار العماري.
أما عن المحكمة المختصة فً توجٌهه فٌالحظ عملٌا وجود خالؾ على مستوى
المضاء والفمه على حد سواء بٌن من ٌرى بؤن اإلختصاص فً توجٌه اإلنذار العماري ٌنعمد
للمحاكم اإلبتدابٌة وبٌن من ٌرى بازدواجٌة اإلختصاص بٌن اإلبتدابٌة والتجارٌة.
فعن اإلتجاه األول ٌ ،4رى بؤن ربٌس المحكمة اإلبتدابٌة هو المختص وحده فً توجٌه
اإلنذار العماري وٌإسس توجهه على نص الفصل 148من ق.م.م .الذي منحه حك البت فً
كل ممال ٌستهدؾ الحصول على أمر بإثبات حال وتوجٌه إنذار ،إضافة إلى بعض األسانٌد
المتمثلة فً أن عمد المرض منظم فً إطار لانون االلتزامات والعمود الذي نظمه حتى فً
الشك التجاري منه عندما حدد سعر الفابدة واألساس الذي ٌنبؽً أن ٌموم علٌه فً الفصل
873من ق.ل.ع ،إضافة إلى أن الرهن الرسمً منظم بممتضى ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915وهو
الذي حدد مسطرة الحجز والبٌع الجبري المترتب عنها ،وعلٌه وبما أن هذه المساطر منظمة
1لمزٌد من التفاصٌل حول طرق التبلٌػ ٌراجع" :الحجز التنفٌذي على العمار فً المانون المؽربً" ،الجزء األول ،
ص 295وما بعدها.
2دمحم سالم ،م.س ،ص .27
3حسب ما جاء فً الفصل 38من ق.م.م.
، 4نور الدٌن الجزولً" ،اإلنذار العماري وتضارب اإلختصاص بٌن المحاكم اإلبتدابٌة والمحاكم التجارٌة بشؤنه"
مجلة المنتدى العدد األول ،نونبر-أكتوبر ،1999ص .56
50
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
بؽٌر الموانٌن التجارٌة فلٌس هنان ما ٌحٌل اإلختصاص إلى المحاكم التجارٌة إضافة إلى أنه
وأمام ؼٌاب نص صرٌح ٌمضً بذلن فال مانع من بماء اإلختصاص لرإساء المحاكم
اإلبتدابٌة ،وعلى هذا سارت المحكمة اإلبتدابٌة بمراكش 1فً حكم صادر عنها جاء فٌه" :بناء
على ممتضٌات الفصل 148من ق.م.م والفصل 50من الظهٌر الشرٌؾ المإرخ بـ ٌ 2ونٌو
1915المتعلك بالتحفٌظ العماري ...وحٌث إنه بعد الرجوع إلى وثابك الملؾ تبٌن أن
العارض ألرض المطلوب فً اإلجراء مبلؽا مالٌا ممابل رهن العمار المسمى ...فإنه ال نرى
مانعا من توجٌه اإلنذار إلى المطلوب فً اإلجراء وإلى المحافظ العماري".
أما عن اإلتجاه 2المابل بازدواجٌة اإلختصاص فً توجٌه اإلنذار العماري بٌن رإساء
المحاكم اإلبتدابٌة والتجارٌة ،فهو ٌستند على الفمرة األولى والثانٌة من المادة الخامسة من
لانون المحاكم التجارٌة التً جاء فٌها" :تختص المحاكم التجارٌة بالنظر فً الدعاوي المتعلمة
بالعمود التجارٌة ،الدعاوي التً تنشؤ بٌن التجار والمتعلمة بؤعمالهم التجارٌة" إضافة إلى ما
جاء فً المادة 2من نفس المانون التً نصت على أنهٌ" :مارس ربٌس المحكمة التجارٌة
اإلختصاصات المسندة إلى ربٌس المحكمة اإلبتدابٌة بموجب لانون المسطرة المدنٌة وكذا
اإلختصاص المخولة فً المادة التجارٌة" ،وبناء على هذه الممتضٌات ٌرى هذا اإلتجاه أن
موضوع اإلختصاص ٌتحدد بالنظر إلى طبٌعة المعاملة وصفة باعث اإلنذار؛ فإذا تعلك األمر
بمرض بٌن تاجرٌن فإن المحكمة التجارٌة تكون هً المختصة فً توجٌه اإلنذار ،3أما إذا
كان ؼٌر ذلن فالمحكمة اإلبتدابٌة هً المختصة على اعتبار أن ربٌسها هو صاحب الوالٌة
العامة ،4وهو األمر الذي سار علٌه المضاء فً كثٌر من األحٌان حٌث جاء فً حكم صادر
عن المحكمة التجارٌة بمراكش 5أنه" :حٌث تبٌن من خالل فحص الوثابك المرفمة بالممال أن
1األمر الصادر عن ربٌس المحكمة اإلبتدابٌة بمراكش بتارٌخ ٌ 23ناٌر 2003فً الملؾ عدد ،03/7/691أورده
عمر الهوفً ،م.س ،ص .49
2عبد الواحد بن مسعود" ،اإلنذار العماري ؛ بٌاناته ومرفماته ومولؾ المضاء من الطعن فً بطالن اإلنذار" ،م.س،
ص .205
-دمحم مختاري" ،تحمٌك الضمانات البنكٌة" ،الجزء األول ،المناظرة العدد التاسعٌ ،ونٌو ،2004ص .49
3عبد الواحد بن مسعود" ،اإلنذار العماري" ،م.س ،ص .55
4الحكم الصادر عن المحكمة التجارٌة بمراكش بتارٌخ ٌ 23ونٌو 1998فً الملؾ رلم ( 98/221لم ٌذكر رلم
الحكم) ،مجلة اإلشعاع العدد ،17السنة العاشرةٌ ،ولٌوز ،1998ص .254
5وهو ما سار علٌه العمل المضابً فً العدٌد من األحكام ،من بٌنها:
-الحكم الصادر عن المحكمة التجارٌة بمراكش بتارٌخ ٌ 19ونٌو 1998فً الملؾ رلم ،98/225مجلة اإلشعاع
العدد ،17م.س ،ص.250
51
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
أحد األطراؾ ال ٌعتبر تاجرا وبالتالً ٌبمى االختصاص ؼٌر منعمد لهذه المحكمة ولربٌسها
20من المانون المدنً المحدث للمحاكم التجارٌة وهو ٌبت فً إطار ممتضٌات الفصل
والفصل 148من ق.م.م" ،والرأي فٌما أعتمد وباستمراء المادة الخامسة من المانون المحدث
للمحاكم التجارٌة نجد أنها صرٌحة فً إسناد اإلختصاص فً توجٌه اإلنذار العماري إلى
المحاكم التجارٌة متى كان موضوع النزاع مرتبطا بعمود تجارٌة دون النظر إلى طبٌعة
العمل أوصفة أطرافه عكس ما ذهب إلٌه اإلتجاه المابل بازدواجٌة اإلختصاص ،فمادام عمد
المرض عمدا تجارٌا وعمد الرهن تابعا لإللتزام األصلً فالمختص بتوجٌه اإلنذار العماري هو
ربٌس المحكمة التجارٌة ،وهو ما أكدته محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بفاس 1فً لرار لها جاء
فٌه" :وحٌث مادام أن عمد المرض هو فً حد ذاته فتح اعتمادا أي أنه من العمود البنكٌة طبما
للفصل 524من مدونة التجارٌة فإن هذه األخٌرة تعد من العمود التجارٌة التً ٌعود
اختصاص البت فً النزاعات المرتبطة بها للمحكمة التجارٌة بصرٌح المادة الخامسة من
المانون المحدث للمحاكم التجارٌة ولٌس المحاكم العادٌة".
إن الولوؾ عند آثار اإلنذار العماري ال ٌتؤتى إال بتحدٌد طبٌعته أوال ،والممصود
بتحدٌد هذه الطبٌعة هو معرفة ما إذا كان اإلنذار ٌعتبر بمثابة حجز عماري وبالتالً ٌرتب
بمفرده آثار هذا األخٌر؟ أم أنه مجرد ممدمة من ممدمات التنفٌذ ٌرتب أثرا ما ٌنبؽً ربطه
بإجراء آخر؟ وأهمٌة تحدٌد طبٌعته تتجلى أكثر عند الطعن فً اإلنذار العماري؛ إذ لو تم
اعتباره إجراءا تنفٌذٌا فإن الطعن فٌه سٌإثر فً مسطرة تحمٌك الرهن بكاملها ،أما إذا كان
مجرد إجراء أولً للتنفٌذ فإن الطعن فٌه ال ٌولؾ اإلجراءات .وبخصوص تحدٌد هذه
الطبٌعة فمد انمسم رأي الفمه إلى اتجاهٌن:
-الحكم عدد ،19الصادر عن المحكمة التجارٌة بالرباط بتارٌخ ٌ 2ولٌوز ،1998مجلة اإلشعاع العدد ،18السنة
الحادٌة عشرٌ -ناٌر ،1999ص.230
1المرار رلم 1295الصادر بتارٌخ 25نونبر 2004فً الملؾ عدد ( ،2004/1286ؼٌر منشور).
انظر فً نفس التوجه:
-المرار رلم 237الصادر عن محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بفاس بتارٌخ 2مارس 2004فً الملؾ عدد 03/899
(ؼٌر منشور).
15فبراٌر 2000فً الملؾ التجاري عدد -الحكم رلم 53الصادر عن المحكمة التجارٌة بالرباط بتارٌخ
،4/99/1595مجلة اإلشعاع العدد ،24ص.202
52
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
اتجاه ٌمول بؤن اإلنذار العماري هو بمثابة حجز عماري 1فمجرد تبلٌؽه إلى المدٌن أو
كفٌله أو الحابز وكذا المحافظ العماري ،وانتهاء األجل المحدد فٌه والذي ٌتراوح ؼالبا بٌن 15
وٌ 20وما دون لٌام المدٌن بالوفاء ٌتحول بصفة تلمابٌة إلى حجز تنفٌذي.
ومجرد تسجٌله بالصن العماري ٌحول دون مباشرة أي تسجٌل جدٌد بشؤن العمار وهو
ما درج العمل به فً المحافظات العمارٌة إذ بمجرد توصل المحافظ العماري باإلنذار ٌضع
العمار تحت الحجز وٌمنع تمٌٌد أي تصرؾ أو تفوٌت بخصوصه ،مستندا فً ذلن إلى
ممتضٌات الفصل 87من ظهٌر التحفٌظ العماري الذي جاء فٌه" :ال ٌمكن أن ٌباشر بشؤن
العمار أي تسجٌل جدٌد خالل مدة جرٌان مسطرة نزع الملكٌة" ،كما ٌستند هذا اإلتجاه على
الفصل 10من المرسوم المتعلك بالمرض العماري والمرض الخاص بالبناء والمرض الفندلً،
إضافة إلى الفمرة الثانٌة من الفصل 61منه التً أكدت على أن اإلنذار ٌعتبر فً حد ذاته
حجزا عمارٌا.
2
فً حٌن ذهب اتجاه آخر إلى اعتبار اإلنذار العماري مجرد ممدمة من ممدمات التنفٌذ
وأن إجراءات الحجز ال تباشر إال إذا امتنع أو تهاون المدٌن عن األداء رؼم توجٌه اإلنذار له
أي عند بماء هذا األخٌر دون أثر ،وأنه البد من المٌام بإجراءات الحجز التنفٌذي رؼم توجٌه
اإلنذار العماري ،فهذا األخٌر ال ٌمكن أن ٌتحول تلمابٌا إلى حجز تنفٌذي بالرؼم من أنه ٌرتب
بعض آثاره كؽل ٌد المدٌن عن التصرؾ فً العمار ،3وٌرى هذا اإلتجاه أن الفصل 61من
مرسوم 17دجنبر 1968نص على حالة خاصة واستثنابٌة من المواعد العامة المتعلمة
ٌ 1مثل هذا اإلتجاه:
-م.م "اإلنذار العماري"( ،لم ٌذكر اإلسم الكامل لصاحب الممال) ،مجلة المحاكم المؽربٌة عدد ،66مايٌ -ولٌوز
،1992ص .93
-دمحم فركت ،م.س ،ص .177
-جمال امرٌكً ،م.س ،ص .279
-حبٌبة التاٌس م.س ،ص .35
-عبد العزٌز ترٌد" ،تحمٌك الضمانات البنكٌة" ،مجلة المسطاس العدد الثالثٌ ،ناٌر ،2004ص .48
ٌ 2مثل هذا اإلتجاه:
-أبو عبد هللا عبد اإلاله" ،تعلٌك حول إٌماؾ إجراءات التنفٌذ العماري من طرؾ لاضً المستعجالت" ،مجلة المحاكم
المؽربٌة عدد ٌ ،53ناٌر -فبراٌر ،1988ص.79
-عبد الواحد بن مسعود" ،اإلنذار العماري" ،م.س ،ص .48
،1982-1981 -أحمد بلماضً" ،المبلػ مهامه ومسإولٌته" ،عمل كتابة الضبط بالمحاكم ،ندوات كتابة الضبط،
منشورات جمعٌة تنمٌة البحوث والدراسات المضابٌة ،ص .273
-دمحم مختاري ،م.س ،ص .39
3دمحم سالم ،م.س ،ص .39
53
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
بإجراءات الحجز العماري وبالتالً ال ٌمكن تعمٌمها فً كل الحاالت .إضافة إلى ما سبك ٌمول
469إلى 487من أنصار هذا اإلتجاه بؤن إجراءات الحجز منصوص علٌها فً المواد من
ق.م.م تحت عنوان حجز العمارات وهذه اإلجراءات لم تتضمن اإلنذار العماري والمول بؤن
اإلنذار إجراء من إجراءات الحجز فٌه تنكر للفصول المنظمة لهذه اإلجراءات بممتضى ق.م.م
وإذا ولفنا عند اآلثار المترتبة على اإلنذار العماري 1والمتمثلة أساسا فٌما ٌلً:
-تمٌٌد سلطات المدٌن فً التصرؾ فً العمار المرهون سواء بعوض أو بؽٌر عوض.
-منح الحابز بمجرد تبلٌؽه اإلنذار العماري العدٌد من الدفوع التً ٌمكنه اعتمادها تجنبا
للتنفٌذ على العمار بٌن ٌدٌه.
سنجد أن هذه اآلثار ما هً إال بعضا من آثار الحجز التنفٌذي وٌجب أخذها بعٌن
اإلعتبار عند منالشة طبٌعة اإلنذار العماري ،واعتبار اإلنذار العماري مجرد ممدمة من
ممدمات التنفٌذ من شؤنه أن ٌفرغ مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً من الفعالٌة التً حاول
المشرع المؽربً إضفاءها علٌها وأن ٌنزع صفة اإلمتٌاز عنها.2
ولد كان حرٌا بالمشرع المؽربً تعمٌم اإلستثناء الوارد فً مرسوم 17دجنبر 1968
3
والتنصٌص صراحة على اعتبار اإلنذار العماري بمثابة حجز على ؼرار المشرع المصري
والمشرع الفرنسً 4حٌث أكد هذا األخٌر على أن كال من اإلنذار والحجز العمارٌٌن ٌشكالن
،5 عمال واحدا ومجرد تسجٌل اإلنذار فً مكتب الشهر العماري ٌجعله بمثابة حجز عماري
ومن شؤن اعتباره كذلن تفعٌل مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً ،حتى ال ٌبمى الدابن مضطرا
فً ظل النصوص المانونٌة الحالٌة إن هو أراد مواصلة إجراءات نزع الملكٌة أن ٌتمدم بعد
1للزٌادة فً تفاصٌل هذه اآلثار ٌراجع المختار عطار ،م.س ،ص.194
2إذ جاء فً حكم صادر عن المحكمة اإلبتدابٌة بفاس ما ٌلً" :وحٌث أن مسطرة اإلنذار العماري مسطرة إمتٌازٌة
تخول للدابن المرتهن الحاصل على الشهادة الخاصة المنصوص علٌها فً الفصل 58من ظهٌر التحفٌظ العماري
مباشرة مسطرة التنفٌذ الجبري الستٌفاء دٌنه دون الحصول على سند تنفٌذي ،وذلن عمال بالفصل 204من المانون
العماري ،وحٌث أن هذه المسطرة استثناء من المواعد العامة التً توجب على الدابن الحصول على سند تنفٌذي لبل
مباشرة مسطرة التنفٌذ الجبري لما لإلنذار العماري من لوة تنفٌذٌة بنص المانون" ،األمر رلم 100الصادر بتارٌخ
14أبرٌل 1999فً الملؾ عدد ،19/119أورده عبد الواحد بن مسعود "اإلنذار العماري" ،م.س ،ص .57
3تنص المادة 404من لانون المرافعات على أنهٌ" :ترتب على تسجٌل التنبٌه اعتبار العمار محجوزا".
4فً الفمرة األولى من المادة 674من لانون المسطرة المدنٌة الفرنسً.
5
Michel Véront, Benoit Nicod, op.cit,p165.
54
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
–شعبة العمار- انصرام األجل المحدد فً اإلنذار إلى مكتب التنفٌذات والتبلٌؽات المضابٌة
بطلب تحوٌل اإلنذار إلى حجز تنفٌذي عماري ممابل أدابه لرسم عماري حٌث ٌموم المفوض
المضابً المكلؾ بإجراءات البٌوع العمارٌة بفتح ملؾ حجز عماري.1
إذا بمً اإلنذار العماري دون استجابة من المدٌن أو كفٌله أو الحابز ٌكون للدابن
المرتهن بعد انصرام المهلة الممنوحة لهم لصد تحدٌد مولفهم أن ٌنتمل إلى المرحلة الموالٌة
والرامٌة إلى وضع العمار تحت ٌد المضاء ،وذلن بتمدٌمه طلبا إلى كتابة ضبط المحكمة
مصدرة اإلنذار العماري ملتمسا فٌه تحوٌل اإلنذار إلى حجز عماري فٌتم بناء علٌه تكلٌؾ
عون أو مفوض لضابً لمباشرة إجراءات التنفٌذ حٌث ٌنتمل إلى العمار المرهون لتحرٌر
محضر الحجز وكذا تسجٌله بالمحافظة العمارٌة حتى ٌكون نافذا فً مواجهة الجمٌع (الفمرة
األولى) .ثم ٌتم بعد هذا إجراء خبرة لتحدٌد الثمن اإلفتتاحً لبٌع العمار ،وكذلن وضع دفتر
الشروط والتحمالت الذي ٌحدد كافة الحموق والتكالٌؾ الواردة على العمار وشروط بٌعه،
(الفمرة الثانٌة).
إن حجز العمار المرهون ٌمتضً انتمال العون المكلؾ بالتنفٌذ إلى مكان وجوده من
أجل تحرٌر محضر الحجز وال ٌؽنً عن هذا اإلجراء أسبمٌة توجٌه اإلنذار العماري إال فً
حالة كون الدابن مستفٌدا من ممتضٌات مرسوم 17دجنبر 1968حٌث ٌعتبر اإلنذار بمثابة
حجز وٌؽنً عن المٌام بتحرٌر المحضر ،هذا األخٌر الذي نص علٌه المشرع المؽربً
بممتضى الفصل 470من ق.م.م ٌعتبر اإلجراء األول فً انطالق مسطرة النزع الجبري
لملكٌة العمار المرهون.
حٌث ٌشهد العون المكلؾ بتحرٌره بؤنه انتمل إلى مكان وجود العمار ،وٌحدد تارٌخ
هذا اإلنتمال وٌصؾ العمار المرهون وصفا دلٌما 2فٌشهد بؤنه لام بحجز العمار المذكور،
55
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
وٌصرح إذا ما كان لد حرر المحضر فً ؼٌبة أو حضور المدٌن الراهن أو كفٌله أو الحابز،
وٌذكر بالؽرض من تحرٌره وهو بٌع العمار المرهون بالمزاد العلنً لصد استخالص الدٌن
المضمون به وٌذكر لٌمته مع الفوابد والمصارٌؾ ،ثم ٌذكر اسم من تم تعٌٌنه حارسا على
العمار.1
وٌشٌر إضافة إلى ما سبك فً المحضر إلى مكان وتارٌخ تسجٌل عمد الرهن الوالع
على العمار ،واسم الدابن المرتهن المسجل لفابدته واسم محامٌه ومحل مخابرته وكذا اسم
المدٌن ،وتارٌخ تبلٌػ اإلنذار العماري والسند التنفٌذي الذي ٌجري التنفٌذ بممتضاه ،وأخٌرا
ٌضمن المحضر تارٌخ تحرٌره وٌذٌله بتولٌعه.
ولعل من أهم اإلشكاالت العملٌة التً ٌمكن أن تثار بصدد تحرٌر محضر الحجز
العماري هً إشكالٌة التنفٌذ على عمار ٌستؽل به أصل تجاري مملون للمدٌن ،فما مصٌر هذا
األصل؟ ،لمد انمسمت آراء الفمه والمضاء أثناء تحدٌد اإلجابة على هذا اإلشكال إلى اتجاهٌن:
األولٌ ،رى بؤن األصل التجاري المستؽل فً العمار المرهون والمملون للمدٌن ٌعتبر
عمارا بالتخصٌص ٌلحمه البٌع بالمزاد العلنً ،2والمول بؽٌر هذا سٌإدي إلى إفراغ الرهن
الرسمً العماري من أٌة فابدة وٌلحك أضرارا جسٌمة بالدابن المرتهن والسوق اإلبتمانٌة
بصفة عامة.
أما اإلتجاه الثانً ،فٌذهب إلى المول بضرورة إٌماؾ إجراءات بٌع العمار المحجوز
إلى حٌن استصدار حكم نهابً ببٌع األصل التجاري طبما للمسطرة الخاصة بذلن.3
ورجوعا للحدٌث عن محضر الحجز ،فبعد تحرٌره ٌجب تبلٌؽه إلى كافة األطراؾ
المعنٌة بالعمار وهم:
العمارات المجاورة له ،واسم جمٌع المالكٌن إذا كان العمار مملوكا على الشٌاع ،وٌشٌر إلى عمود الكراء المبرمة
على العمار حالة وجودها.
-هذه البٌانات مستماة من النموذج رلم 98/32055لمحضر حجز تنفٌذي على عمار مرهون فً الملؾ التنفٌذي رلم
07/274بتارٌخ ٌ 5ولٌوز ،2007محفوظ بكتابة ضبط المحكمة التجارٌة بوجدة.
ٌ 1الحظ عملٌا أنه إضافة إلى تعٌٌن حارس للعمار فً شخص المدٌن أو كفٌله أو الحابز ٌتم تعٌٌن المحافظ على
األمالن العمارٌة بدوره كحارس إلى جانبهم وٌتم التؤكٌد على هذا فً محضر الحجز المحرر.
2هذا ما خلصت إلٌه لجنة توحٌد مناهج العمل التً تم تشكٌلها على مستوى محكمة اإلستبناؾ بالدار البٌضاء بتارٌخ
16أكتوبر ،1998أشؽال هذه اللجنة منشورة بمجلة الحدث العدد ٌ ،12ناٌر ،1999ص 14وما بعدها.
3للولوؾ عند هذه اإلتجاهات بنوع من التفصٌل ٌراجع دمحم سالم ،م.س ،ص.42
56
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
-المنفذ علٌه -سواء كان المدٌن أو كفٌله العٌنً أو الحابز -فً حالة عدم حضوره
إجراءات تحرٌر المحضر ،1ألنه فً حالة حضوره ال ٌتعٌن تبلٌؽه مادام علمه بجرٌان
مسطرة الحجز لد تحمك ،2ومتى بلػ المنفذ علٌه بمحضر الحجز العماري سواء له شخصٌا أو
ألي شخص فً موطنه أو محل إلامته وجبت اإلشارة إلى ذلن فً شهادة التسلٌم ،على أنه
فً حالة رفضه أو من له الحك فً تسلم التبلٌػ فإنه ٌعتبر مبلؽا بصفة لانونٌة ابتداء من الٌوم
العاشر الموالً لتارٌخ الرفض ،أما إذا كان موطنه أو محل إلامته ؼٌر معروفٌن فٌنبؽً
تنصٌب لٌم علٌه من أعوان كتابة الضبط تسلم إلٌه التبلٌؽات الموجهة إلى المنفذ علٌه
المجهول العنوان.3
-تبلٌػ الممثل المانونً عندما ٌتعلك األمر بشخص اعتباري طبما للفصل 516ق.م.م,
وال ٌشترط فً هذه الحالة أن ٌتم التبلٌػ إلٌه شخصٌا إذ ٌكفً أن ٌوجه باسمه ولو سلم إلى
شخص ؼٌره من العاملٌن لدٌه.
-تبلٌػ شركاء المنفذ علٌه 4من أجل إتاحة الفرصة لهم للمشاركة فً المزاد العلنً.
5
بمحضر الحجز ألن التبلٌػ الوالع إلٌهم ٌعتبر بمثابة حجز بٌن -تبلٌػ المكتري
أٌدٌهم على أجرة الكراء ،ومجرد الحجز ال ٌرتب على المكتري التزاما باإلمتناع عن الوفاء
حتى ولو علموا به إذ ٌجب إشعارهم به بصفة لانونٌة.6
-تبلٌػ أصحاب الحموق العٌنٌة على العمار كالمالن لحك السطحٌة؛ حتى تتاح له
فرصة ضم ملكٌة الرلبة من خالل اشتراكه فً السمسرة.1
57
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
1تطبٌما لممتضٌات الفصل 65من ظهٌر التحفٌظ العماري ،وكذا الفصل 207من ظهٌر ٌ 2ونٌو ،1915والفصل
470من ق.م.م.
2دمحم سالم ،م.س ،ص.45
58
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
الحد من ومن اآلثار المترتبة عن تسجٌل محضر الحجز اعتباره محجوزا وبالتالً
سلطات المدٌن أو الكفٌل أو الحابز علٌه بمجرد تبلٌؽهم ،1وهو ما ألره المشرع المؽربً فً
الفصل 475من ق.م.م الذي جاء فٌهٌ" :منع على المنفذ علٌه بمجرد تبلٌؽه الحجز أي تفوٌت
فً العمار تحت طابلة البطالن "..ؼٌر أن هذا المنع ال ٌمتد للتؤثٌر على ملكٌة المنفذ علٌه
لعماره إذ ٌبمى مالكا إلى أن ٌتم بٌعه ،بل المنع ٌمتصر على ؼل ٌده عن التصرؾ فٌه تصرفا
2تحت طابلة بطالن هذا نالال للملكٌة أو تمرٌر حك عٌنً علٌه سواء بعوض أو بدونه
التصرؾ ،3ذلن أنه بمجرد حجز العمار المرهون تترتب للحاجز حمولا علٌه ٌجب حماٌتها.
وفٌما أعتمد؛ لد ٌكون أجدر بالمشرع المؽربً التراجع عن تمرٌر بطالن التصرؾ إذا تم رفع
الحجز عن العمار ألداء المدٌن دٌنه ألنه والحالة هذه ستنفً العلة من تمرٌر بطالن التصرؾ
حماٌة لحموق الحاجز بعد أن استوفى حمه.
ومن آثار الحجز أٌضا أن ٌبمى المنفذ علٌه حابزا للعمار بصفته حارسا لضابٌا حتى
ٌوم البٌع بممتضى الفصل 475من ق.م.م مالم ٌصدر أمر بعكس ذلن ،إضافة إلى هذا
فالحجز ٌمتد لٌشمل ثمار العمار الطبٌعٌة منها والمدنٌة.
إن حجز العمار المرهون تنفٌذٌا ال ٌكفً لبٌع العمار بالمزاد العلنً ،إذ حماٌة لمصالح
كل من المدٌن والدابن ٌتعٌن الحفاظ علٌه وعدم السماح ببٌعه بثمن زهٌد لذلن أوجب المشرع
اتباع إجراءات أخرى موالٌة للحجز تحمٌما للهدؾ المذكور تتمثل فً إجراء خبرة لضابٌة من
أجل تحدٌد الثمن األساسً الفتتاح البٌع بالمزاد العلنً (أوال) وإعداد دفتر للتحمالت ٌحدد
شروط البٌع وإشعار هذا األخٌر وفك الوسابل المتاحة لانونا (ثانٌا) ثم أخٌرا إجراء المزاٌدة
(ثالثا).
1
Paul Decroux, "droit foncier marocain -droit privé marocain", tome 3, édition la porte,
Rabat, 1972, p 406.
2أمٌنة النمر" ،أصول التنفٌذ الجبري" ،مطبعة الدار الجامعٌة ،طبعة ،1985ص .139
3تجدر اإلشارة إلى أن المشرع المؽربً لرر بطالن هذا التصرؾ حتى فً حالة لٌام المدٌن بؤداء الدٌن وتوابعه بعد
إجراء الحجز على العمار المرهون ،عكس ما ذهب إلٌه المشرع الفرنسً فً المادة 687من ق.م.م الذي ألر بصحة
التصرؾ الوارد على العمار المرهون إذا تم رفع الحجز أو تم أداء الدٌن للحاجز.
59
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
إن تحدٌد ثمن افتتاح المزاٌدة ال ٌتم وفما إلرادة األطراؾ ،1بل ٌتم من طرؾ خبٌر
ٌعٌنه ربٌس المحكمة مصدرة اإلنذار العماري 2بناء على طلب من العون المكلؾ بالتنفٌذ أو
الدابن ،وبمجرد صدور األمر المضابً ٌتعٌن أن ٌودع الحاجز بصندوق المحكمة مصارٌؾ
الخبرة والتً تكون محددة فً هذا األمر ومن تم ٌموم العون المكلؾ بالتنفٌذ بتبلٌػ الخبٌر
بنسخة من األمر الماضً بتعٌٌنه وٌنذره بضرورة المٌام بمهامه داخل األجل المحدد له .3وال
ٌموم الخبٌر بإجراء الخبرة المطلوبة إال بعد استدعاء األطراؾ أو تؤكده من توصلهم
باإلستدعاءات بصفة لانونٌة ما لم تؤمر المحكمة بخالؾ ذلن طبما لممتضٌات الفصل 63من
ق.م.م ،وٌكون الخبٌر ملزما بعد هذا بتحرٌر تمرٌر مفصل ٌمدمه للمحكمة عن األعمال التً
لام بها من أجل معاٌنة العمار ،والنتابج التً توصل إلٌها والتً بناء علٌها حدد الثمن
اإلفتتاحً لبٌع العمار مع األخذ بعٌن اإلعتبار مولعه وكافة العناصر التً تتدخل فً توضٌح
المٌمة الحمٌمة له ممارنة بمٌمة العمارات المجاورة له ،وللمحكمة أن تؤخذ بما تطمبن إلٌه عند
تمدٌرها هذه المهمة والتً ٌجب أن تنبنً على الجدٌة والنزاهة والمٌام بالواجب بضمٌر حً
وإخالص.4
1عكس ما ذهب إلٌه المشرع الفرنسً الذي أسند مهمة تحدٌد ثمن افتتاح المزاٌدة للدابن المرتهن بممتضى الفمرة
السادسة من الفصل 688التً جاء فٌها:
"Une mise a prix fixée par le poursuivant, le total des mises a prix ne peut être fixé a un
chiffre inférieure a cinq francs".
وفً حالة عدم تمدم أي م تزاٌد فإن الدابن المرتهن ٌكون ملزما بشراء العمار وفك الثمن االفتتاحً الذي حدده ،وهو
األمر الذي كان محط انتماد من طرؾ الفمه الفرنسً بحدة على اعتبار أن تحدٌد الثمن من طرؾ الدابن من شؤنه أن
ٌإدي إلى بٌع العمار بثمن بخس لد ال ٌوافك لٌمته الحمٌمٌة ،كما أنه ٌلزم الدابن بشرابه إذا لم ٌتمدم أي متزاٌد لذلن ،
وهذا من شؤنه أن ٌلحك أضرارا جمة سواء بالمدٌن أو الدابن الذي ربما لن تكون لدٌه الرؼبة أو السٌولة لشراء
العمار.
Marc Donnier, Jean Baptiste Donnier, "voies d’exécution et procédures de distribution",
édition du juris-classeur, paris ; 7ème édition 2003, p482.
2وهو األمر الذي ٌإكده المضاء ،إذ جاء فً لرار صادر عن محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بفاس " :إن إجراءات بٌع
العمار المرهون تتم فً إطار مسطرة التنفٌذ التً ٌتوالها ربٌس المحكمة من أمر بإجراء خبرة لتحدٌد ثمن انطالق
البٌع بالمزاد العلنً وتحدٌد تارٌخ هذا البٌع والتً ال لزوم للتعرض لها فً منطوق الحكم االبتدابً وال تثرٌب على
هذا األخٌر فً عدم ذكرها" ،المرار رلم 180الصادر بتارٌخ 15فبراٌر ( ،2005سبك توثٌمه).
3عمر الهوفً ،م.س ،ص .75
4جمال أمرﯕـً ،م.س ،ص .280
60
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
بعد تحدٌد الثمن الذي سٌفتتح المزاد العلنً بناء علٌه ٌموم عون التنفٌذ بإعداد دفتر
التحمالت ،وما ٌإاخذ علٌه المشرع المؽربً أنه رؼم األهمٌة البالؽة التً ٌكتسٌها هذا الدفتر
فً إعطاء جمٌع األطراؾ فرصة اإلطالع على شروط البٌع ،إال أنه لم ٌهتم بتنظٌمه من
حٌث تارٌخ إعداده والشروط التً ٌنبؽً أن ٌتضمنها واكتفى فمط باإلشارة إلٌه وتعٌٌن
الطرؾ المكلؾ بإنجازه من خالل الفصلٌن 474و 477من ق.م.م ،ولد ذهب جانب من الفمه
إلى اعتباره بمثابة لانون األطراؾ فهو الذي ٌحدد الشروط التً سٌخضع لها المتزاٌد الذي
ٌرسوا علٌه المزاد وهو بذلن مشروعا لعمد بٌع.1
،2فمد وبما أن المشرع المؽربً لم ٌحدد البٌانات الالزم توفرها فً دفتر التحمالت
درج العمل المضابً على تحدٌدها فً مطبوع تعده وزارة العدل سلفا تبٌن فٌه من خالل
أربعة عشر فصال الشروط التً سٌتم فٌها البٌع والتحمالت التً سٌتحملها من رسا علٌه
المزاد ،وتترن فٌه بعض الفراؼات التً ٌمتصر دور العون فً ملبها وتتعلك أساسا بنوع
السند الذي ٌتم التنفٌذ بممتضاه والمحكمة المصدرة له ،وهوٌة طالب التنفٌذ ومحامٌه وهوٌة
المنفذ علٌه وتارٌخ تبلٌػ الحجز العماري لألطراؾ المعٌنة ،وتعٌٌن العمار موضوع الحجز
ووصفه وصفا دلٌما مع ذكر الحموق والتحمالت الوالعة علٌه ،والثمن الذي حدده الخبٌر
الفتتاح المزاٌدة وتارٌخ بداٌة تلمً العروض من المتزاٌدٌن وتارٌخ إجراء المزاٌدة ثم أخٌرا
تارٌخ تحرٌر الدفتر مع تذٌٌله بتولٌع العون الذي حرره.3
1
Jean Vincent et Jacque prévault, "les voies d'exécution et procédure de distribution",
Dalloz, 19ème édition 1998, p 172.
2عكس نظٌره المشرع المصري الذي حدد البٌانات الواجب توافرها فً دفتر التحمالت بممتضى المادة 414من
لانون المرافعات ،والمشرع الفرنسً الذي حددها بممتضى المادة 688من ق.م.م.ؾ.
وما تجد اإلشارة إلٌه هو أنه فً كل من التشرٌعٌن المصري والفرنسً فإ ن إعداد دفتر التحمالت ٌسند إلى الدابن
الحاجز ،مع تفعٌل رلابة المضاء على الشروط التً ٌمكن أن ٌدرجها الحاجز فً الدفتر وهو ما لضت به محكمة
النمض الفرنسٌة فً العدٌد من لراراتها:
- cass.civ.2é- 2 déc 1992. bull.civ.п.n°296.
- cass.civ.3é 13 juin 1992. bull.civ.ш.n°209.
3هذه البٌانات مستماة من النموذج رلم 98/32057لدفتر التحمالت المحرر بتارٌخ 15ؼشت 2007فً ملؾ التنفٌذ
رلم ،07/254محفوظ بمصلحة كتابة الضبط بالمحكمة التجارٌة بوجدة.
61
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
" :1لكن حٌث ٌستفاد من وتؤكٌدا لما ولفنا عنده فمد جاء فً لرار للمجلس األعلى
ممتضٌات الفصلٌن 474و 471من ق.م.م أن دفتر التحمالت ٌنبؽً أن ٌكون مشتمال على
كافة البٌانات التً تهم أصحاب ذوي الشؤن فً التنفٌذ ،سواء الراؼب فً الشراء أم من له
مصلحة فٌه ،وٌشمل كل ما ٌتعلك بمسطرة إجراءات التنفٌذ ببٌان السند التنفٌذي وتعٌٌن العمار
من مولع وحدود ومساحة وؼٌرها من البٌانات المذكورة فً الرسم العماري ،والثمن األساسً
الذي تبتدئ به المزاٌدة فً جلسة البٌع ٌحدد من طرؾ خبٌر تعٌنه المحكمة".
وبعد إعداد دفتر التحمالت ٌموم العون المكلؾ بالتنفٌذ بإٌداعه لدى كتابة الضبط فً
ألرب ولت ممكن 2لكً ٌوضع رهن إشارة العموم .ولعل من أهم ما ٌمكن أن ٌطرح إشكاالت
فً هذا اإلطار وهو عدم لٌام المشرع المؽربً بتحدٌد أجل معٌن ٌلتزم العون المكلؾ بالتنفٌذ
بناء علٌه بإٌداع دفتر التحمالت بكتابة الضبط ذلن أن التراخً فً مواصلة إجراءات التنفٌذ
ٌعتبر من أهم العوارض التً لد تعرلل سٌر مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً وعدم تحدٌد هذا
األجل ٌمصً المعٌار الذي ٌمكن بناء علٌه المول بوجود تراخً فً مواصلة إجراءات التنفٌذ
من عدمه ،ولد كان حرٌا بالمشرع المؽربً تحدٌد هذا األجل من أجل ضبط حسن سٌر
مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً.
وبما أن الهدؾ من وضع دفتر التحمالت هو معرفة العموم بشروط البٌع فإن هذا
الهدؾ ال ٌتؤتى تحمٌمه إال بإشهار هذا الدفتر ،حٌث تعطى للسمسرة بناء علٌه صفة العلنٌة
وٌوفر حظوظا أكبر فً حضور أكبر عدد ممكن من المتزاٌدٌن فتمع المنافسة فً تمدٌم
العروض مما ٌإدي إلى بٌع العمار بثمن عادل 3ومناسب.
1المرار عدد 516الصادر بتارٌخ 4ماي 2005فً الملؾ رلم ،2004/1/3/1366أورده ٌونس الزهري" ،الحجز
التنفٌذي على العمار فً المانون المؽربً" الجزء الثانً ،م.س ،ص .194
2المشرع المؽربً لم ٌحدد أجال لمٌام عون التنفٌذ بإٌداع دفتر التحمالت بكتابة ضبط المحكمة عكس ما ذهب إلٌه
414من لانون المشرع المصري الذي حدده فً تسعٌن ٌوما من تارٌخ تسجٌل نزع الملكٌة بممتضى المادة
المرافعات ،والمشرع الفرنسً حدده فً أربعٌن ٌوما من المادة 688من ق.م.م.ؾ.
3أحمد النوٌضً " ،المضاء المؽربً وإشكاالت التنفٌذ الجبري لألحكام" ،مطبعة ورالة الكتاب ،فاس ،الطبعة األولى،
مارس ،1995ص .163
62
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
وال ٌحدث هذا اإلشهار إال بعد أداء الحاجز للمصروفات الالزمة للمٌام به والتً
1
تحددها المحكمة ،ثم بعد هذا ٌموم العون المكلؾ بالتنفٌذ بإعداد مطبوعات إعالنات البٌع
والتً تبٌن المحكمة والماعة التً ستجرى فٌها المزاٌدة وتارٌخها بدلة ،وأطراؾ الحجز مع
2
تحدٌد العمار الذي سٌنصب علٌه البٌع.
ولد حدد المشرع المؽربً األماكن التً ٌنبؽً أن ٌتم تعلٌك إعالن البٌع بها بممتضى
الفصل 474من ق.م.م وهً باب مسكن المحجوز علٌه وعلى العمار المحجوز وفً األسواق
المجاورة وفً لوحة اإلعالنات المضابٌة بالمحكمة وكذا بمكاتب السلطة اإلدارٌة ،إضافة إلى
إشهار البٌع بواسطة وسابل اإلعالم.3
ؼٌر أنه ما ٌالحظ عملٌا أن هذه اإلجراءات ال تحترم بالشكل الذي ٌضمن تحمٌك
الؽاٌة من اإلشهار وهً تبلٌػ العموم بالبٌع وهذا راجع إلى كثرة وعدم انتظام اإلعالنات من
جهة وعدم لجوء أطراؾ التنفٌذ إلى وسابل اإلعالم المسموعة والمربٌة وال حتى المكتوبة من
جهة أخرى.4
وإضافة إلى اإلشهار لفابدة العموم ٌتعٌن تبلٌػ أطراؾ الحجز أٌضا بتارٌخ إجراء
المزاٌدة خاصة المدٌن المحجوز علٌه وشركابه على العمار وكل من له حك ممٌد على هذا
األخٌر وكذا كتلة الدابنٌن والمتزاٌدٌن الذي kسبك أن تمدموا بعروضهم إلى كتابة الضبط.5
بعد شهر إعالنات البٌع وتلمً العون المكلؾ بالتنفٌذ لعروض المشاركة بالمزاد العلنً
من العموم بكتابة الضبط وتسجٌلها فً محضر لانونً حسب الترتٌب الذي لدمت علٌه ،6تؤتً
ٌ 1الحظ أن المشرع المؽربً تجاهل أٌضا تحدٌد البٌانات الواجب توافرها فً إعالنات البٌع ،عكس نظٌره المصري
الذي حددها بممتضى المادة 428من لانون المرافعات ،والمشرع الفرنسً الذي حددها بممتضى المادة 696من
ق .م .م .ؾ .
2عمر الهوفً ،م.س ،ص.84
3أمٌن حسون ،م.س ،ص.41
4هذا وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع المؽربً خص شهر البٌع عندما ٌتعلك بعمار محجوز لفابدة المإسسات
الخاضعة لمرسوم 17دجنبر 1968بمسطرة خاصة تضمنها الفصل 61منه ،حٌث ٌستلزم نشر اإلنذار العماري
نفسه لست مرات ولمدة ستة أسابٌع فً جرٌدة لإلعالنات المانونٌة فً مكان مولع العمار المحجوز.
5طبما للفصول 473و 476من ق.م.م ،والفصول 209و 210من ق.ل.ع.
6دمحم سالم ،م.س ،ص .73
63
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
المرحلة الحاسمة وهً بٌع العمار المرهون وٌكون هذا بعد ثالثٌن ٌوما من تبلٌػ الحجز 1مع
إمكانٌة تمدٌده من طرؾ ربٌس المحكمة إذا استدعى األمر ذلن ،ؼٌر أن المالحظ عملٌا من
والع عمل كتابات الضبط أن هذه األجل ال ٌتم احترامه إضافة إلى أن رإساء المحاكم ال
ٌبسطون رلابتهم فً إطار إشرافهم على عملٌة التنفٌذ على مدى احترام هذه اآلجال من طرؾ
كتابة الضبط ،بل أحٌانا ٌتجاوزون هذا األجل بشكل خارق دون إصدارهم ألمر معلل فً
الموضوع كما توجب ذلن المادة 476من ق.م.م بعلة أن المشرع لم ٌرتب أي جزاء على
عدم احترام هذه اآلجال .2وتبتدئ إجراءات السمسرة بتؤكد ربٌس مصلحة كتابة الضبط من
عدم أداء المنفذ علٌه للدٌن ،وٌعمل على التذكٌر بشروط البٌع والتحمالت المثمل بها العمار
والثمن اإلفتتاحً ثم ٌطلب بعد ذلن من الراؼبٌن فً المشاركة بالمزاد تمدٌم البطابك المثبتة
لهوٌتهم وٌعمل على تسجٌلها فً البحة خاصة ،3ثم ٌبدأ مرحلة المناداة بالبٌع والتً تعتبر
بمثابة دعوة منه للتعالد وهذه المرحلة ال ٌمكن أن تتجاوز إحتمالٌن؛ احتمال بؤن ال ٌتمدم أي
أحد للشراء وهنا ٌموم العون المكلؾ بالتنفٌذ بتؤجٌل البٌع لجلسة أخرى ٌحددها ربٌس المحكمة
تفتتح بنفس الطرٌمة ،واحتمال ثان بؤن ٌتمدم العدٌد من المتزاٌدٌن للشراء وهنا ٌرسو المزاد
على من ٌمدم أعلى سعر ،وتعلن إجراءات انتهاء السمسرة بعد تردٌد األعداد من واحد إلى
ثالثة حسب ما جرى به العمل أو إشعال شمعات ثالث حسب ما ورد فً الفمرة األولى من
الفصل 477من ق.م.م.4
وبعد هذا ٌموم العون بإطالع ربٌس المحكمة بما انتهى إلٌه المزاد حٌث ٌؤذن هذا
األخٌر إذا رأى أن العروض كانت كافٌة وأن الثمن مناسب للعون بتحرٌر محضر اإلرساء؛
أما فً حالة العكس أي إذا اتضح له عدم كفاٌة العروض أو أن الثمن ٌمل عن الثمن اإلفتتاحً
المحدد ،أو إذا تمدم متزاٌد آخر ٌعرض زٌادة السدس من لٌمة الثمن الذي رسا به المزاد
والمصارٌؾ ،5أو الحظ عدم لٌام من رسا علٌه المزاد بتنفٌذ اإللتزام باألداء 6فإنه ٌؤمر بإعادة
64
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
بإعادة السمسرة من جدٌد وفك الطرٌمة نفسها ،وبعد ذلن ٌتم تحرٌر محضر إرساء المزاد
وفك ما نص علٌه الفصل 480من ق.م.م.
وما تجدر اإلشارة إلٌه هو أنه من آثار البٌع على الدابن أنه ٌستوفً دٌنه من ثمن بٌع
العمار وفً حالة تعدد الدابنٌن فالثمن ٌوزع بٌنهم على أساس رتبة كل واحد منهم فً السجل
العماري ،وٌبمى لهم حالة كون حصٌلة التنفٌذ ؼٌر كافٌة للوفاء بدٌونهم المطالبة بالتنفٌذ على
أموال المدٌن األخرى فً إطار المواعد العامة باعتبارهم دابنٌن عادٌٌن.1
ومن أثار رسو المزاد العلنً على أحدهم انتمال ملكٌة العمار إلى المشتري بالحالة التً
،2وبمجرد تسجٌل محضر كانت علٌها فً ٌد المدٌن المحجوز علٌه أو كفٌله أو الحابز
المزاٌدة بالرسم العماري تنتمل الملكٌة إلى المشتري مطهرة من أي حك عٌنً تبعً مسجل
على العمار سواء كان امتٌازا أو رهنا أو ؼٌره.3
تؤسٌسا على ما سبك الولوؾ عندهٌ ،تضح لنا أن مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً تتصل
بصمٌم النظام العام ،4لذلن ٌتعٌن على الدابن المرتهن عند سلوكها أن ٌكون حرٌصا على
اتباع إجراءاتها بالشكل المتطلب لانونا حتى ٌتجنب كل العوارض التً ٌمكنها أن تعرلل
سٌرها (المطلب األول) ،والتً من شؤنها أن تإثر على حمه فً استٌفاء دٌنه (المطلب الثانً).
إن مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً والتً تبتدئ بتوجٌه اإلنذار العماري وتنتهً ببٌع
العمار المرهون تستؽرق العدٌد من اآلجال وتستلزم الكثٌر من اإلجراءات ،األمر الذي ٌجعل
مواجهة هذه المسطرة بعض العوارض أمرا واردا ،وهذه األخٌرة لد تتجسد إما فً تراخً
65
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
الدابن المرتهن عن مواصلة إجراءات التنفٌذ (الفمرة األولى) ،أو المنازعة فً مسطرة اإلنذار
العماري (الفمرة الثانٌة) أو المنازعة فً ملكٌة المدٌن للعمار المرهون (الفمرة الثالثة).
لد ٌتراخى الدابن المرتهن عن مواصلة إجراءات الحجز التً تتلو اإلنذار العماري
وهذا التراخً سٌضر حتما بمصالح المدٌن من جراء اإلبماء على اإلنذار والحجز مسجلٌن
بالصن العماري ألنه إضافة إلى تحمله اآلثار المترتبة عنهما فً ؼل ٌده عن التصرؾ فً
1
العمار المرهون سٌتحمل مصارٌؾ التنفٌذ عن األٌام الموالٌة لإلنذار .والتً لد تتراكم بشكل
ٌثمل ذمته بدٌون أكثر .لذلن وحماٌة لمصالح المدٌن فمد منحه المشرع العماري من خالل
الفصل 208من ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915إمكانٌة طلب رفع اإلنذار والحجز العمارٌٌن عن
العمار والتشطٌب علٌهما من الرسم العماري من خالل طلب معلل ومشتمل لجمٌع البٌانات
2
الواردة فً الفصل 32من ق.م.م .إلى لاضً المستعجالت وٌكون األمر المضابً الصادر
عنه نهابٌا ونافذا على الفور.
ؼٌر أن التساإل الذي ٌمكن أن ٌطرح بصدد دراستنا هذه النمطة ،هو هل أن نطاق
تطبٌك الفصل 208من الظهٌر المذكور تمتصر على الحالة التً ٌكون فٌها الحجز مترتبا
على رهن عماري؟ ،أم أنه ٌمتد لٌشمل جمٌع الحجوز المنصبة على عمار محفظ؟.
3
إلى اعتبار أن هذه المسطرة اإلستعجالٌة خاصة وفً هذا اإلطار ،ذهب أحد الفمه
باإلنذار والحجز العمارٌٌن المترتبٌن عن الرهن الرسمً وال ٌمكن اللجوء إلٌها عندما ٌتعلك
األمر بحجز تحفظً أو تنفٌذي تم تسجٌلهما على الرسم العماري الستخالص دٌون ؼٌر
4
ألر فٌه هذا التوجه مضمونة برهن رسمً مستندا فً ذلن على لرار للمجلس األعلى
66
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
1
التً لضت فً لرار لها وساٌرته فٌه بعض محاكم المملكة ،كمحكمة االستبناؾ بمراكش
208من المانون العماري هو الرهن بتؤٌٌد األمر المستؤنؾ بعلة أن مجال تطبٌك الفصل
الرسمً ،ألن الدابن المرتهن له الحك فً اتخاذ جمٌع إجراءات التنفٌذ الجبري بما فٌها بٌع
العمار المرهون ،أما الحاالت األخرى كإجراء حجز تحفظً فً انتظار الحصول على السند
2
التنفٌذي ضد المدٌن فال ٌطبك علٌها .ونفس األمر لضت به المحكمة االبتدابٌة بوجدة إذ جاء
"حٌث أن التراخً ال ٌطبك على الحجز التحفظً على عمار : فً أمر صادر عن ربٌسها
محفظ وإنما ٌطبك على الرهون تبعا لالجتهاد المضابً حسب المرار الصادر بتارٌخ -6-17
208من الظهٌر 87ملؾ مدنً عدد 99/287والذي أوضح بؤن مجال تطبٌك الفصل
208من الظهٌر الصادر بتارٌخ 1915-06-02والذي أوضح بؤن مجال تطبٌك الفصل
الصادر بتارٌخ 1915-06-02هو حالة وجود رهون رسمٌة على عمار محفظ".
ؼٌر أنه وبرجوعنا إلى ممتضٌات الفصل 208نجده ٌبتدئ بما ٌلً" :إذا ولع التراخً
فً مواصلة اإلجراءات التً تتلو الحجز أمكن للمحجوز علٌه أن ٌحصل على اإلعذار وجمٌع
الوثابك المسجلة تبعا له" .وعلٌه فالمشرع لم ٌمصر النص على حالة الحجز المترتب على
رهن عماري بل ع ّم ممتضٌات النص على جمٌع الحجوز المنصبة على عمار محفظ .وبهذا
ٌكون ما ذهب إلٌه الجانب الفمهً والمضابً المذكورٌن سابما ال ٌستمٌم مع ما ألره المشرع
3
جاء فٌه " :إن هذا العماري ،وهو األمر الذي تداركه المجلس األعلى مإخرا فً لرار له
الفصل –الفصل 208من ظهٌر ٌ -1915/6/2شٌر إلى اإلجراءات التً تتلو الحجوز ومنها
الحجز التحفظً وال ٌشٌر إلى اإلجراءات التً تلً الرهون الرسمٌة" ،كما أكد فً نفس
المرار على أحمٌة المحجوز علٌه فً طلب رفع إجراءات الحجز متى ولع تراخ من الحاجز
فً متابعتها إذ جاء فً إحدى حٌثٌاته" :حٌث أن التراخً فً متابعة إجراءات الحجوز حسب
1المرار عدد 2114الصادر بتارٌخ 9أكتوبر 1995فً الملؾ المدنً عدد ( ،95/768ؼٌر منشور).
2األمر رلم 2001 /474الصادر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بوجدة بتارٌخ 9أكتوبر 2001فً الملؾ رلم
( ،2001/28ؼٌر منشور).
3المرار عدد 3614الصادر بتارٌخ 27نونبر 2002عن الؽرفة المدنٌة بالمجلس األعلى فً الملؾ المدنً رلم
( ،97- 11 -1- 2702ؼٌر منشور).
-أنظر فً نفس التوجه المرار رلم 69الصادر عن محكمة االستبناؾ بوجدة بتارٌخ ٌ 9ناٌر 2003فً الملؾ رلم
( ،00/1739ؼٌر منشور).
67
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
الفصل 208المحتج به وإن كان ٌعطً للمدعٌن حك الحصول على اإلعذار والوثابك المتعلمة
به ،فإن بماء الحجز الذي هو مجرد حجز تحفظً مإلت مسجال على الرسم العماري من شؤنه
أن ٌعرلل حك الملكٌة الذي من عناصره حك التصرؾ وأن ضمان هذا الحك ٌمتضً
التشطٌب على مجرد الحجز التحفظً".
وبهذا ٌكون من حك المدٌن الراهن أن ٌطلب رفع الحجز المترتب على رهن عماري
208متى تراخً الدابن فً على اعتبار أن المشرع العماري لم ٌمصه من نطاق الفصل
مواصلة إجراءات التنفٌذ ،على أن ما ٌنبؽً التؤكٌد علٌه هو أن التشطٌب على اإلنذار والحجز
العمارٌٌن ال ٌمتد للتشطٌب على الرهن الرسمً الذي ٌبمى العمار مثمال به ،بل ٌمتصر األمر
فً حالة االستجابة للطلب على رفع الحجز والتشطٌب على اإلنذار العماري فمط ،وهو ما
1
جاء فٌه" :إن محكمة االستبناؾ لما اعتبرت أن رفع أكده المجلس األعلى فً لراره له
الحجز التنفٌذي ٌإدي بصفة آلٌة إلى رفع الرهن العماري وٌمكن أن ٌضع حدا لمسطرة تحمٌك
الرهن تكون لد أسست لضاءها بذلن على تعلٌل فاسد ٌوازي انعدامه ذلن أنه لبن كان ٌمكن
أن ٌمضً برفع حجز تنفٌذي فً إطار طلب استعجالً فإن وضع حدا لرهن عماري مادام
األمر ٌتعلك بحك عٌنً ال ٌمكن النظر فٌه إال فً إطار دعوى موضوعٌة تهدؾ التشطٌب
على الرهن العماري المنازع فٌه".
إن المشرع المؽربً ورؼبة منه فً تحمٌك توازن بٌن مصالح جمٌع األطراؾ
المتداخلة فً مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً منح لكل متضرر من إجراءاتها حك المنازعة فً
هذه اإلجراءات وعلٌه ٌكون للمدٌن وكفٌله والحابز وكذا الدابن باعتبارهم فً ممدمة
األشخاص اللذٌن ٌمكن أن تتضرر مصالحهم ،اتخاذ هذه المسطرة الحك فً الطعن فً اإلنذار
العماري وإجراءات الحجز وكذا البٌع .وٌمتد هذا الحك لٌشمل كل من له حك شخصً أو
2
عٌنً على العمار المحجوز ،وكذا األؼٌار إن كانت لهم مصلحة فً ذلن .كالشخص الراؼب
1المرار رلم 86الصادر عن المجلس األعلى بتارٌخ ٌ 19ناٌر 2000فً الملؾ التجاري عدد ،98/568مجلة
األمالن ،العدد الثانً ،السنة ،2007ص.235
2الطٌب برادة ،م.س ،ص .341
68
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
فً المشاركة بالمزاد إذا منع من ذلن بدون سبب مشروع أو إذا لم ٌتمكن من المشاركة بسبب
1
خطؤ مادي فً نشر اإلعالنات .
وعن األسباب التً ٌمكن أن ٌتؤسس علٌها الطعن فً إجراءات مسطرة تحمٌك الرهن،
فالمشرع المؽربً لم ٌمم بحصرها بؤسباب معٌنة األمر الذي انعكس سلبا علٌها وللص من
فاعلٌتها ،وعموما فؤسباب الطعن لد ترتبط بإجراءات التبلٌػ إذ لد ٌدعً المدٌن أنه لم ٌتوصل
2
باإلنذار العماري أو أنه لد توصل به لكن بصفة ؼٌر لانونٌة كما ٌتضح من خالل لرار
للمجلس 3األعلى الذي جاء فٌه" :حما لمد صح ما عابه الطاعن على المرار المطعون فٌه ذلن
أنه ولع تبلٌؽهما إلى زوجة الطالب مستخدمة بالبنن المؽربً للتجارة والصناعة وهو ممر
عملها ،لذلن فالمحكمة لما اعتمدت التبلٌػ الوالع لزوجة الطالب بممر عملها وهو ؼٌر موطن
الطالب الحمٌمً وبنت علٌه لضاءها تكون لد خرلت الفصل 38الذي ٌنص على أنه إذا ولع
التسلٌم إلى األلارب أو الخدم أو لكل شخص آخر ٌسكن مع من ٌراد التبلٌػ إلٌه فإنه ٌتم ذلن
التبلٌػ فً موطن هذا األخٌر ..وبالتالً عرضت لرارها للنمض".
كما لد ٌطعن المدٌن الراهن فً إجراءات البٌع بالمزاد العلنً لعدم علمه بٌوم
السمسرة بسبب عدم تبلٌؽه.
4
وهو ما ٌتبٌن من خالل لرار صادر عن المجلس األعلى جاء فٌه " :ردا على السبب
أعاله فإن العبرة بعلم المحجوز علٌه إنما هً باستدعابه للحضور فً الٌوم المحدد للسمسرة
69
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
التً تم فٌها البٌع فعال ال بعدد المرات التً عرض فٌها المحجوز للبٌع ولم ٌتم ،ولذلن فإن
المرار المطعون فٌه وعلله وما أثٌر حوله من أسباب تبٌن أن ما نعاه المستؤنؾ ؼٌر
مإسس ،إذ تبٌن وفك علل الحكم عدم توصل المستؤنؾ علٌه باالستدعا ء وفك الفصل 474
وما ٌلٌه ( )476من ق.م.م وأنه ال ٌعتد بادعابه العلم بتارٌخ المزاد أمام تمدٌمه لطلب بتارٌخ
2003-03-10إلعادة السمسرة وال بالمساطر التً مارسها المستؤنؾ علٌه بإٌماؾ عملٌة
البٌع والصعوبة فً التنفٌذ للمول بصحة إجراءات بٌع العمار المحجوز والتً تمت بدون
احترام الممتضٌات المشار إلٌها ،فإنه نتٌجة لما ذكر كله ٌكون المرار معلال تعلٌال كافٌا".
وعلٌه فمتى لم تحترم فً اإلنذار العماري أو فً البٌع اإلجراءات المتطلبة لانونا كان
1
لضى بما للمتضرر الطعن فٌها وفك ما جاء فً حكم صادر عن المحكمة التجارٌة بوجدة
ٌلً" :حٌث ٌهدؾ الطلب إلى التصرٌح ببطالن محضر المزاٌدة العلنٌة ..وبطالن جمٌع
اإلجراءات التً كانت أساسا له بدءا من كٌفٌة تبلٌػ اإلنذارٌن العمارٌٌن والحجز العماري
والتدخل فً الحجز وجمٌع اإلعالنات واإلشهار وتمرٌر الخبرة المعتمد كؤساس النطالق
المزاد العلنً ودفتر التحمالت ..فضال عن عدم إشعار الدابن المرتهن ..وحٌث أنه ورعٌا لكل
ما سبك فإن البٌع محل الطلب لم تحترم فٌه اإلجراءات المانونٌة المتطلبة لولوعه صحٌحا
طبما لمواعد المسطرة المدنٌة مما ٌكون معه طلب المدعً مإسسا وٌتعٌن بالتالً االستجابة له
مع ما ٌترتب عن ذلن من آثار لانونٌة".
وإلى جانب اإلخالالت الشكلٌة التً ٌعتمدها المتضرر من اإلجراءات للطعن فً
صحتها ،فمد ٌمتد هذا األخٌر لٌنبنً على إخالالت جوهرٌة ترمً التصرٌح بإبطال هذه
25أكتوبر 2005فً -أنظر فً نفس السٌاق المرار عدد 842الصادر عن محكمة االستبناؾ بالحسٌمة بتارٌخ
الملؾ رلم ( ،05/185ؼٌر منشور).
1الحكم عدد 07-487الصادر بتارٌخ ٌ 12ونٌو 2007فً الملؾ رلم ( ،11-07-181ؼٌر منشور).
70
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
1
اإلجراءات بصفة نهابٌة كالتمسن بفسخ الرهن أو المنازعة فً وجود المدٌونٌة من عدمها أو
فً لٌمتها...2
وإذا كان الدابن الحاجز أول المستفٌدٌن من بٌع العمار فإنه بدوره ال ٌتوانى فً الطعن
فً اإلجراءات متى تمت بشكل ٌمكن أن ٌضر بمصالحه كالحالة التً ال ٌتضمن فٌها محضر
الحجز بعض األموال المعتبرة عمارات بالتخصٌص أو تضمٌنه بعض التكالٌؾ ؼٌر الموجودة
3
أو تم إحداثها لؽاٌة اإلضرار به .
وعن األجل الذي ترفع فٌه الطعون فً اإلنذار والحجز العمارٌٌن فإن المشرع لم ٌحدد
أجال لرفعها ،لذلن درج العمل المضابً على رفض الطعن فً اإلجراءات متى لم ٌمدم داخل
أجل 7أٌام من تارٌخ التبلٌػ عمال بممتضٌات الفصل 1218من ق.ل.ع ،وبناء علٌه صدر
4
عن محكمة االستبناؾ بوجدة لرارا لها جاء فٌه " :وحٌث أن الدفع بممتضٌات الفصل 1218
من ق.ل.ع ٌفرض على المستؤنؾ علٌه بصفته مدٌنا أن ٌموم بالتعرض خالل أجل سبعة أٌام
من مجرد اإلعالم الرسمً الحاصل فً نفس المكان الذي ٌوجد فٌه الدابن ،أما إذا لم ٌكن
ممٌما فً نفس المكان الذي ٌوجد فٌه الدابن أو لم ٌكن له فٌه موطن زٌد فً أجل التعرض
بسبب المسافة وفما لما ٌمضً به لانون المسطرة المدنٌة" ،وبرجوعنا إلى نص الفصل 1218
الذي بنت على أساسه المحكمة لضاءها نجد أن هذا األخٌر ٌتعلك بتصفٌة الرهن الحٌازي
وعلٌه فال مانع من إسماط ممتضٌاته على حالة الرهن الرسمً طالما أنه جاء فً ق.ل.ع.
وهذا األخٌر ٌعتبر الشرٌعة العامة فً كل ما ؼاب عنه نص كما سبمت اإلشارة ،ؼٌر أن هذا
1جاء فً أمر صادر عن ربٌس المحكمة التجارٌة بالدار البٌضاءٌ" :تعٌن رفع اإلنذار العماري إن تبٌن أن السبب
المعتمد علٌه لتوجٌهه –الرهن -لد زال لفسخه لضابٌا بممتضى لرار حابز لموة الشًء الممضً به" صادر بتارٌخ
13أكتوبر ( 1998دون ذكر بالً البٌانات) ،منشور بالمولع التالً:
Juristconseil.blogspot.com. -بتارٌخ 2 :مارس .2008
2ولد درج المضاء بخصوص التؤكد من مدى وجود أو عدم وجود المدٌونٌة إلى اعتماد خبٌر حٌسوبً لتحدٌدها،
وعلٌه جاء فً حكم صادر عن المحكمة االبتدابٌة ببركان" :لكن حٌث إن المحكمة وسعٌا منها للوصول إلى الحمٌمة
أمرت بإجراء خبرة حسابٌة لتحدٌد دابنٌة ومدٌونٌة كل طرؾ فً النازلة" ،الحكم رلم 2428الصادر بتارٌخ 10
دجنبر 2002فً الملؾ رلم ( ،02/74ؼٌر منشور).
3علً عباد ،م.س ،ص.102
4المرار رلم 1160الصادر بتارٌخ 15أبرٌل 2003عن الؽرفة المدنٌة بمحكمة االستبناؾ بوجدة ،فً الملؾ رلم
( ،03/268ؼٌر منشور).
-ونفس األمر لضت به المحكمة االبتدابٌة بوجدة فً حكمها رلم 2000/3005الصادر بتارٌخ 26أكتوبر 2000
فً الملؾ رلم ( ،99/2139ؼٌر منشور).
71
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
1
صادر عنه" :إن التوجه لم ٌتبنه المجلس األعلى وسار خالفا له ،إذ جاء فً لرار
ممتضٌات الفصل 1218من لانون االلتزامات والعمود تتعلك بتصفٌة الرهن الحٌازي ،بٌنما
دعوى المطلوب تتعلك بإبطال اإلنذار العماري المعتمد على الشهادة الخاصة بالتسجٌل
المسلمة من طرؾ المحافظ على األمالن العمارٌة فً إطار الفصل 204من ظهٌر ٌ 2ونٌو
1915المحدد للتشرٌع المطبك على العمارات المحفظة".
لذلن نلتمس من المشرع المؽربً سد هذا الفراغ التشرٌعً بنص صرٌح ٌحدد آجال
الطعن ببطالن إجراءات مسطرة تحمٌك الرسمً.
لمد حاول المشرع المؽربً من خالل مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً توفٌر نوع من
الحماٌة لجمٌع األطراؾ المتداخلة فٌها ،وفً نفس الولت مد هذه الحماٌة لتشمل حتى الؽٌر
الذي لم ٌكن طرفا فً عملٌة التنفٌذ متى انصب هذا األخٌر على ممتلكاته العمارٌة ،وذلن عن
طرٌك رفع دعوى االستحماق الفرعٌة استنادا إلى ممتضٌات الفصلٌن 482و 483من ق.م.م،
وٌمصد بهذه األخٌرة تلن الدعوى التً ٌرفعها شخص من الؽٌر إلى محكمة الموضوع
المختصة مدعٌا ملكٌة العمار الذي ولع الحجز علٌه لبل انتهاء إجراءات المزاٌدة النهابٌة
3 2
،وٌتبٌن األخٌرة طالبا رفع هذا الحجز ولد سمٌت بالفرعٌة باعتبارها متفرعة عن التنفٌذ
4
من هذا التعرٌؾ أن هذه الدعوى تتخلل إجراءات التنفٌذ العماري وٌرفعها شخص من الؽٌر ،
وٌمصد بهذا األخٌر كل من لم ٌكن طرفا فً التنفٌذ أما المدٌن األصلً والحابز والكفٌل العٌنً
والشخص المتضامن مع المدٌن ال ٌعتبرون فً هذا اإلطا ر ؼٌرا ألنهم ملزمٌن بآداء الدٌن،
1
المرار عدد 1530الصادر بتارٌخ 12ماي 2004فً الملؾ المدنً عدد ( ،2003 -1- 1-3688ؼٌر منشور).
=
= - 2الطٌب برادة ،م.س ،ص .350
-إسماعٌل إبراهٌم الزٌادي ،م.س ،ص .270
3لمزٌد من التفاصٌل حول مفهوم وشروط دعوى االستحماق الفرعٌة ٌراجع:
نجٌم أهتوت " ،دعوى االستحماق الفرعٌة للعمار" ،رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعممة فً المانون الخاص ،
وحدة التكوٌن والبحث فً لانون العمود والعمار ،كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة ،جامعة دمحم األول،
وجدة ،الموسم الجامعً ،2006 – 2005ص 8وما ٌلٌها.
4المرار عدد 3020الصادر بتارٌخ 17نونبر 1993فً الملؾ المدنً رلم ،88/71لضاء المجلس األعلى ،العدد
48سنة ،1996ص .102
72
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
ولد ذهب المجلس األعلى إلى تحدٌد الؽٌر الممصود فً دعوى االستحماق الفرعٌة فً لرار له
جاء فٌه" :الؽٌر فً دعوى االستحماق الفرعٌة للعمار هو الذي ال صلة له بالمحجوز علٌه ال
من لرٌب وال من بعٌد كالوارث مثال ال ٌعتبر ؼٌرا فً تركة المالن المحجوز علٌها ألنه
خلؾ فٌها".
وعن موضوع هذه الدعوى فٌمكن حصره فً شمٌن؛ الشك األول ٌرتبط بادعاء ملكٌة
العمار الجاري علٌه الحجز كله أو بعضه .والشك الثانً ٌرتبط بإبطال إجراءات التنفٌذ وهو
األمر الذي دفع المشرع إلى حصر أجل رفعها فً الفترة الممتدة بٌن إٌماع الحجز على العمار
ولبل انتهاء إجراءاته ،وإذا رفعت بعد هذا األجل خضعت الدعوى لألحكام العامة التً تسري
1
على دعوى الملكٌة األصلٌة .
أما عن موضوع دعوى اإلستحماق الفرعٌة فبدوره ٌثٌر إشكاال ٌتعلك بمدى إمكانٌة
تصور ورودها على عمار محفظ؟.
إن اإلجابة عن هذا اإلشكال ،تمتضً التمٌٌز بٌن حجٌة التحفٌظ العماري الذي ٌطهر
العمار من جمٌع الحموق السابمة عن إنشاء الرسم العماري؛ وبٌن التسجٌل فً هذا األخٌر
2
للحموق .فاألول ٌعتبر ذا صفة نهابٌة بمجرد صدور لرار التحفٌظ وٌكتسب العمار موضوعه
2و 62من ظهٌر التحفٌظ العماري ،أما مناعة مطلمة ضد أي طعن طبما ألحكام الفصلٌن
التسجٌل الوارد على الرسم العماري فٌمكن إبطاله والتشطٌب علٌه وفما ألحكام الفصل 91من
الظهٌر المذكور.
ومن تم فرؼم طبٌعة الرسم العماري واألحكام الخاصة بالعمارات المحفظة التً تجعل
حاالت اللجوء إلى دعوى االستحماق على عمار محفظ نادرة إلى أنها ممكنة ومتاحة؛ كحالة
لبول الدابن المرتهن كضمانة عمارا محفظا رؼم وجود تمٌٌد احتٌاطً علٌه أو شرطا على
73
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
1
ملكٌة الراهن لهذا العمار ،فهنا ٌمكن لصاحب هذا التمٌٌد أن ٌطالب باستحماق العمار استنادا
إلى أحكام الفصل 175من ظهٌر ٌ 2ونٌو 1915الذي ٌنص على أنه" :من لٌس لهم على
الملن إال حك معلك على شرط أو لابل للفسخ فً بعض الحاالت أو معرض لإلبطال ،ال
ٌمكنهم أن ٌعطوا إال رهنا خاضعا لنفس الشروط أو اإلبطال".
وعلٌه ٌكون للدابن المرتهن تحمل تبعة لبوله لهذا العمار كضمان وتحمل النتابج
المترتبة على استحماله من طرؾ الؽٌر الممٌد احتٌاطٌا بالرسم العماري الخاص به وتحمك
الشرط الفاسخ لحك ملكٌة المدٌن ،وفً ممدمة هذه النتابج إلؽاء إجراءات الحجز العماري
2
وإبطال الرهن بدوره ألنه انصب على ما هو مملوكا للؽٌر .
كما سبك المول فؤسباب الطعن فً إجراءات مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً تختلؾ
وتتنوع بٌن ما هو مرتبط منها بالشكل وما هو مرتبط بالموضوع؛ إذ أنه فً الحالة التً
ترتبط فٌها هذه الطعون بإخالالت شكلٌة تكتفً المحكمة بالمضاء ببطالن اإلجراءات وتؤمر
بإعادتها بشكل سلٌم لمتابعة إجراءات التنفٌذ ،وبهذا فإن أثرها ٌزول بمجرد استدران الخطؤ أو
اإلخالل المذكور كإعادة التبلٌػ أو اإلعالن ،...ومتى كان سبب الطعن عٌوبا جوهرٌة أو
ادعاء ملكٌة فإن المحكمة تلؽً اإلجراءات التً تمت بصفة نهابٌة ودون إمكانٌة
3
العودة إلٌه .
وهكذا فآثار دعاوى المنازعات فً مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً تختلؾ باختالؾ
األسباب المإسسة علٌها كل دعوى ،ؼٌر أن هنان أثرا تشترن فٌه جمٌع هذه الدعاوى وهو
إٌماؾ إجراءات التنفٌذ (الفمرة األولى) الذي تؤمر به المحكمة المختصة (الفمرة الثانٌة).
74
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
كما سبمت اإلشارة إلى ذلن ،فإن لكل متضرر من إجراءات التنفٌذ أن ٌطعن فً هذه
األخٌرة وٌكون هدؾ كل من ٌمدم هذا الطعن هو ولؾ هذه اإلجراءات إلى حٌن النظر فً
دعواه .وهو األمر الذي أكده المشرع المؽربً من خالل الفصل 482من ق.م.م .الذي جاء
فٌهٌ " :مكن رفع هذه الدعوى إلى حٌن إرساء المزاٌدة النهابٌة وٌترتب علٌها ولؾ مسطرة
التنفٌذ بالنسبة إلى األموال المدعى فٌها باالستحماق إذا كانت مصحوبة بوثابك ٌظهر أنها
مبنٌة على أساس صحٌح" ،كما نص فً الفصل 484من نفس المانون وارتباطا بنفس النمطة
على أنهٌ" :جب أن ٌمدم كل طعن بالبطالن فً إجراءات الحجز العماري بممال مكتوب لبل
السمسرة وتتبع فً هذا الطعن نفس المسطرة المشار إلٌها فً الفصل السابك المتعلك بدعوى
االستحماق ،"...وانطاللا من الفصلٌن المذكورٌن نجد أن المشرع حماٌة للمتضرر رتب على
رفع دعوى االستحماق ولؾ إجراءات التنفٌذ وهذا األثر ٌشمل أي دعوى تتعلك بالطعن فً
إجراءات الحجز العماري سواء كانت إلخالل شكلً أو موضوعً ،ؼٌر أن اإلشكال الذي
أثٌر فً هذا الشؤن سواء على المستوى الفمهً أو المضابً ٌتعلك بما إذا كان هذا األثر
ٌترتب بمجرد رفع دعوى الطعن أي بشكل تلمابً؟ أم أنه ٌنبؽً لترتٌبه صدور لرار لضابً
بذلن مواز لرفع الدعوى؟.
تمتضً اإلجابة عن هذا اإلشكال الولوؾ عند مختلؾ اآلراء التً أبدٌت نحوه؛ حٌث
1
إلى المول بؤن المشرع لم ٌتطلب لصحة دعوى الطعن سوى أن تكون ذهب اتجاه أول
معززة بوثابك تظهر جدٌتها لتولؾ إجراءات التنفٌذ فً أي مرحلة من مراحله دون الحاجة
إلى عرض الموضوع على أٌة جهة لضابٌة ،وٌستند هذا االتجاه فً تبرٌر مولفه على
صراحة الفصل 483من ق.م.م الذي نص على أنهٌ" :جب على طالب االستحماق لولؾ
اإلجراءات أن ٌمدم دعواه أمام المحكمة المختصة وٌودع دون تؤخٌر وثابمه ،وٌستدعى
المحجوز علٌه والدابن الحاجز إلى ألرب جلسة ممكنة إلبداء اعتراضهما ،وإذا اعتبرت
75
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
المحكمة أنه ال موجب لولؾ إجراءات الحجز العماري كان حكمها مشموال بالتنفٌذ المعجل
رؼم كل تعرض أو استبناؾ.".
ولد تبنى هذا االتجاه جانب من المضاء ،إذ جاء فً أمر صادر عن ابتدابٌة البٌضاء ما
1
ٌلً " :وحٌث أنه اعتبارا لتمدٌم دعوى رامٌة إلى إبطال اإلنذار العماري وأنه تطبٌما ألحكام
الفصل 484من ق.م.م الذي ٌحٌل على الفصل 483فإن هذه الدعوى تولؾ إجراءات التنفٌذ
تلمابٌا ،وأن محكمة الموضوع هً التً ستؤمر بمواصلة إجراءات التنفٌذ إذا اعتبرت أنه ال
موجب لولؾ الحجز العماري ،لذا فإنه ٌتعٌن إصدار أمر إلى عون التنفٌذ بؤن ٌولؾ هذه
اإلجراءات فً انتظار صدور حكم من المحكمة فً شؤن بطالن التنبٌه العماري".
2
فً حٌن ذهب اتجاه ثان إلى المول بؤن تولؾ إجراءات دعوى الطعن فً إجراءات
التنفٌذ رهٌن بتمدٌم الوثابك التً تإٌدها ،وأن تمٌٌم هذه األخٌرة هو عمل من اختصاص
المضاء لذلن ال بد من سلون المسطرة المضابٌة للحصول على حكم أو لرار ٌمضً بإٌمافها،
وسند هذا االتجاه هو الفمرة الثانٌة من الفصل 482من ق.م.م والتً تربط ولؾ التنفٌذ بكون
3
،وبهذا صدر لرار عن محكمة الدعوى مصحوبة بوثابك تكون مبنٌة على أساس صحٌح
4
جاء فٌه " :إن سلون مسطرة 482من ق.م.م رهٌن سماعها بما ٌوجبه االستبناؾ بوجدة
الفصل المذكور خاصة فً فمرته الثانٌة أن تكون دعوى االستحماق مصحوبة بوثابك ٌظهر
أنها مبنٌة على أساس صحٌح ،وما دام هذا العرض ؼٌر متوفر وفك الكٌفٌة أعاله ٌكون ما
علل به الحكم رد دعوى االستحماق فً محله وٌتعٌن رده" ،كما صدر فً نفس اإلطار عن
1األمر أالستعجالً رلم 483/5448الصادر بتارٌخ 14أكتوبر ،1986فً الملؾ أالستعجالً عدد ،86/4099
مجلة المحاكم المؽربٌة ،عدد ٌ 53ناٌر -فبراٌر ،1988ص .75
وفً نفس االتجاه أنظر:
-األمر أالستعجالً رلم 96/76الصادر بتارٌخ 8ماي 1996فً الملؾ أالستعجالً عدد ،96/76مجلة المرافعة
العدد ،7دجنبر ،1997ص.181
ٌ 2مثل هذا االتجاه:
= -أحمد النوٌضً ،م.س ،ص .147
482و 483من = -دمحم ناجً شعٌب" ،إٌماؾ التنفٌذ على دعوى االستحماق الفرعٌة -لراءة متؤنٌة للفصلٌن
ق.م.م" ،مجلة المناظرة العدد ٌ ،6ونٌو ،2001ص.10
3وهو ما ٌتبٌن من خالل بعض األوامر اإلستعجالٌة الصادرة عن ربٌس المحكمة التجارٌة بوجدة ،وٌتعلك األمر بـ:
-األمر أالستعجالً عدد 04/99الصادر بتارٌخ ٌ 25ونٌو 2004فً الملؾ رلم ( ،2004/56ؼٌر منشور).
-األمر أالستعجالً عدد 04/102الصادر بتارٌخ ٌ 2ولٌوز 2004فً الملؾ رلم ( ،01/2004/77ؼٌر منشور).
4المرار رلم 109الصادر بتارٌخ 1فبراٌر 2007فً الملؾ رلم ( ،05/1545ؼٌر منشور).
76
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
ربٌس المحكمة التجارٌة بالدار البٌضاء أمر 1جاء فٌه" :على من ٌمدم دعوى االستحماق أو
دعوى الطعن بالبطالن أن ٌمدم دعوى مستملة أمام نفس المحكمة -محكمة الموضوع -التً
تنظر فً دعوى االستحماق أو دعوى الطعن بالبطالن اللتماس الحكم بإٌماؾ إجراءا ت الحجز
العماري ،وهذه المحكمة هً وحدها المختصة للحكم بولؾ اإلجراءات إلى أن ثبت فً دعوى
االستحماق أو البطالن".
2
جاء فٌه " :إجراءات الحجز العماري ال وفً أمر آخر صادر عن نفس المحكمة
483و 484من ق.م.م وذلن بعد الطعن ٌمكن إٌمافها إال فً إطار ممتضٌات الفصلٌن
بالبطالن فً إجراءات الحجز العماري واستصدار حكم بولؾ اإلجراءات من طرؾ محكمة
الموضوع طبما لممتضٌات الفصلٌن المذكورٌن".
3
اتخاذ مولفا وسطا بٌن كل من االتجاهٌن السابمٌن ،إذ فً حٌن هنان اتجاه آخر
ٌرى أن إلامة دعوى الطعن فً اإلجراءات ٌولؾ التنفٌذ تلمابٌا بمجرد رفعها وٌكون على
العون المكلؾ بالتنفٌذ الكؾ عن مواصلة هذه اإلجراءات بمجرد توصله بنسخة من ممال
الدعوى حتى وإن لم ٌدعم هذا الممال بوثابك تعزز مطلب المتضرر .وفً نفس الولت ٌكون
على المحكمة المرفوع إلٌها الدعوى أن تتولى بنفسها وبصفة تلمابٌة تمٌٌم الحجج واألسانٌد
المدلى بها ،وأن تصدر بناء على هذا حكمها إما بمواصلة التنفٌذ أو بإٌمافه.
وتماشٌا مع ما ذهب إلٌه هذا الرأي صدر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بالدار
4
البٌضاء أمر جاء فٌه" :ال ٌمكن خلك صعوبة فً تنفٌذ أمر عماري بمجرد وضع ممال من
أجل التعرض فً هذا األمر ،دون إثبات وجود أسباب معمولة ووجٌهة من شؤنها إحداث
صعوبة لانونٌة أو والعٌة فً التنفٌذ".
1األمر الصادر بتارٌخ ٌ 14ونٌو ( 2000لم تذكر بالً البٌانات) ،منشور بالمولع اإللكترونً التالً:
Juristconseil.blogspot.com. -بتارٌخ 2 :مارس .2008
2األمر عدد 99/146الصادر عن ربٌس المحكمة التجارٌة بالدار البٌضاء بتارٌخ ٌ 28ناٌر ،1999منشور بنفس
المولع.
ٌ 3مثل هذا االتجاه:
-دمحم الحلوي ،م.س ،ص.191
-دمحم سالم ،م.س ،ص.121
4األمر أالستعجالً عدد 217/2956الصادر بتارٌخ ٌ 12ونٌو 1985فً الملؾ عدد ،85/2265مجلة المحاكم
المؽربٌة العدد ٌ ،38ولٌوز-ؼشت ،1985ص.89
77
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
ومن استمراء ما استند علٌه كل من أصحاب االتجاهات السابمة إضافة إلى ما جاء فً
االجتهاد المضابً ،نمٌل إلى مساندة الرأي الثانً المابل بضرورة الرجوع إلى المضاء فً
إطار دعوى مستملة وموازٌة لدعوى الطعن فً إجراءات التنفٌذ حتى ٌتم ولؾ هذه األخٌرة،
على اعتبار أن مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً هً مسطرة خاصة وٌجب أن تحفظ لها هذه
الخصوصٌة بعدم تعرٌض إجراءاتها للولؾ بمجرد رفع أي دعوى خاصة وأن هذه األخٌرة
لد تكون كٌدٌة ال ٌتعدى الهدؾ منها المماطلة فً مواصلة التنفٌذ ال أكثر ،وعلٌه ٌكون على
كل من ٌرفع طعنا بخصوص إجراءات الحجز أن ٌرجع للمضاء للنظر فً صحة ما ٌدعٌه،
1
بفاس " :وحٌث أنه بخصوص وفً هذا الصدد جاء فً لرار لمحكمة االستبناؾ التجارٌة
المنازعة فً اإلنذار العماري فإن الثابت أن المستفٌد من شهادة التنفٌذ الخاصة ٌعتبر دابنا
ممترضا وأن من حمه مواصلة التنفٌذ على العمار المرهون من طرؾ الكفٌل بمجرد حلول
أجل الدٌن وتحت مسإولٌته دون اعتبار ألي نزاع".
أمام ؼٌاب نص تشرٌعً ٌحدد الجهة المختصة بولؾ إجراءات التنفٌذ تضاربت
2
إلى إسناد اختصاص إٌماؾ اإلجراءات إلى اآلراء أٌضا فً هذا الشؤن؛ وعلٌه ذهب اتجاه
لضاء الموضوع استنادا إلى ممتضٌات الفصل 483من ق.م.م الذي نص على أن" :على
طالب االستحماق أن ٌمدم دعواه أمام المحكمة المختصة" واصطالح المحكمة المختصة فً
نظر هذا االتجاه ٌعنً محكمة الموضوع ولٌس ربٌس المحكمة ،وأن الفصل أعاله لد حدد
الجهة المختصة بشكل صرٌح وواضح ،وتماشٌا مع ما سار علٌه هذا االتجاه جاء فً حكم
3
" :إن المادة 483من ق.م.م المتعلمة صادر عن المحكمة التجارٌة بالدار البٌضاء ما ٌلً
بإٌماؾ إجراءات التنفٌذ العماري تمضً بؤن الجهة المختصة هً محكمة الموضوع والتً
1المرار رلم 1308الصادر بتارٌخ 9دجنبر 2003فً الملؾ عدد ( ،02/1504ؼٌر منشور).
-وفً نفس االتجاه صدر أمر استعجالً عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بمراكش بتارٌخ ٌ 3ونٌو 1912فً الملؾ
عدد ،98/347مجلة الحدث المانونً عدد 15أبرٌل ،1999ص .15
ٌ 2مثل هذا االتجاه:
-دمحم ناجً شعٌب ،م.س ،ص.10
-دمحم مختاري ،م.س ،ص.56
3الحكم رلم 2003/4016الصادر بتارٌخ 7أبرٌل 2003فً الملؾ رلم ،11/2003/1758المجلة المؽربٌة لمانون
األعمال والمماوالت العدد ٌ ،4ناٌر ،2004ص .142
78
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
ٌكون حكمها مشموال بالنفاذ المعجل فً حالة عدم االستجابة لطلب اإلٌماؾ ،وعلٌه فإن
تنصٌص المشرع على عبارة المحكمة والحكم والتنفٌذ المعجل فً المادة أعاله هو إسناد
االختصاص للبت فً هذا النوع من المضاٌا لمحكمة الموضوع ولٌس للمضاء المستعجل"،
1
" :حٌث إن طلب الطاعن كما لضت محكمة االستبناؾ التجارٌة بفاس فً حكم لها بما ٌلً
ٌهدؾ باألساس إلى إٌماؾ إجراءات الحجز العماري وبالتالً ال ٌمكن البت فً طلبه هذا إال
فً إطار المادة 483من ق.م.م التً جاءت صرٌحة فً إسناد االختصاص للبت فً ولؾ
إجراءات الحجز العماري لمحكمة الموضوع ولٌس لربٌس المحكمة".
2
فً حٌن ذهب اتجاه ثان ،إلى المول بانعماد االختصاص للمضاء اإلستعجالً بحٌث
ٌمول أنصار هذا الجانب بؤنه ٌمكن لكل من تضرر من متابعة إجراءات التنفٌذ أن ٌلجؤ إلى
لاضً المستعجالت وٌعرض علٌه األمر فً صورة صعوبة فً التنفٌذ وٌطلب منه معاٌنة
الوثابك وتمدٌر مدى جدٌتها ،وبناء علٌه ٌمرر لاضً المستعجالت استمرار التنفٌذ أو إٌمافه،
3
لرارا له جاء فٌه" :ال ٌوجد ما ٌمنع المنفذ علٌه من ووفك هذا صدر عن المجلس األعلى
اللجوء إلى المضاء اإلستعجالً لولؾ إجراءات الحجز كلما توفر عنصر االستعجال إلى حٌن
بت محكمة الموضوع فً دعوى بطالن إجراءات الحجز" ،وإلى جانب هذا اتجه رأي
لضابً إلى المول بؤن السبب فً إسناد االختصاص فً ولؾ إجراءات التنفٌذ إلى المضاء
اإلستعجالً راجع إلى كون دور هذا األخٌر ٌتمثل فً حماٌة حموق المتنازعٌن التً من شؤن
اإلخالالت الوالعة فً إجراءات الحجز التؤثٌر علٌها ،وهو األمر الذي ٌتبٌن من خالل أمر
4
جاء فٌه" :حٌث أن مهمة لاضً المستعجالت صادر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بؤكادٌر
تمتصر فً التدخل بؤوامر ولتٌة ؼاٌتها حماٌة حموق المتنازعٌن إلى حٌن الفصل فً المنازعة
من طرؾ لاضً الموضوع ،وحٌث ٌتعٌن لذلن األمر بإٌماؾ إجراءات الحجز العماري".
1المرار رلم 1251الصادر بتارٌخ 19نونبر 2003فً الملؾ عدد ( ،03/859ؼٌر منشور).
-أنظر فً نفس الصدد األمر عدد 473/5448الصادر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بالدار البٌضاء( ،سبمت اإلشارة
إلٌه).
2دمحم بولمان" ،الصعوبات الولتٌة المثارة فً إطار الفصل 436من ق.م.م .النوع -اإلطار-اإلحالة " ،مجلة المحاكم
المؽربٌة ،العدد ،75ص .39
3المرار عدد ،959صادر بتارٌخ 7فبرار 2004فً الملؾ رلم ،2003/123مجلة لضاء المجلس األعلى عدد
،62السنة ٌ ،25ناٌر ،2005ص.159
4األمر رلم 96/76الصادر بتارٌخ 6ماي ( ،1995لم ٌذكر رلم الملؾ) ،أورده علً عباد ،م.س ،ص.106
79
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
1
"حٌث أن المستؤنفة تعٌب على كما جاء فً لرار صادر عن استبنافٌة الناظور:
األمر المستؤنؾ أنه لضى بعدم االختصاص ،بالرؼم من أن المضاء اإلستعجالً مختص فً
هذه النازلة لحماٌة مصلحة المدعٌن وذلن بإٌماؾ إجراءات الحجز التنفٌذي إلى حٌن البت فً
دعوى االستحماق الفرعٌة".
2
إلى المول بؤن ولؾ إجراءات التنفٌذ ترجع إلى العون فً حٌن ذهب أحد الباحثٌن
المكلؾ بها ذلن أن التجسٌد اإلجرابً لولؾ إجراءات الحجز العماري بموة المانون مناط به،
وإذا كان العون ملزم بعدم متابعة إجراءات مولوفة بموة المانون فمن المنطمً أن ٌكون هذا
العون هو المكلؾ بالتؤكد من تحمك األسباب المانونٌة للولؾ دون أن ٌكون لمضاء الموضوع
مجال للتدخل فً موضوع ولؾ التنفٌذ ،وعلٌه ال ٌمكن المول باختصاص محكمة الموضوع
على أساس أن تدخل هذه األخٌرة ال ٌتم إال بعد أن تكون اإلجراءات لد تولفت وأن تكون
الوثابك المعروضة لد خضعت للمرالبة من طرؾ العون المكلؾ بالتنفٌذ لبل تدخل المحكمة
التً ٌنحصر دورها فً حالة االعتراض على هذا الولؾ على المول بؤنه ال موجب لولؾ
اإلجراءات.
1المرار الصادر بتارٌخ 8أكتوبر 2002فً الملؾ عدد ( ،02/329لم ٌذكر رلم المرار) ،أورده عمر الهوفً،
م.س ،ص .112
2ع.ص" ،تعلٌك على المرار عدد 6363الصادر عن استبنافٌة البٌضاء بتارٌخ 22ؼشت ( "2000لم ٌذكر االسم
الكامل لكاتب الممال) ،اإلشعاع عدد ،28فبراٌر ،2004ص .244
80
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
الخاتمت:
لمد حاولنا على مر صفحات هذا البحث الولوؾ عند أهم اإلشكاالت العملٌة المثارة
بشؤن مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً ،وإذا كنا لد رصدنا هذه اإلشكاالت مع مختلؾ اآلراء
سواء الفمهٌة أو المضابٌة بخصوصها فمد خلصنا إلى أن تضارب هذه اآلراء إنما راجع إلى
تعدد المرجعٌات المانونٌة المعمول بها فً هذه المسطرة إضافة إلى عمومٌتها وعدم إحاطتها
بمختلؾ جوانبها ،فإذا كان المشرع المؽربً موفما من حٌث توفٌره الثمة الضرورٌة
للمتعاملٌن فً مجال الرهن الرسمً كضمان بنكً من حٌث لواعد الموضوع بإلراره نظام
الشهر العٌنً فإنه لم ٌكن كذلن على المستوى اإلجرابً؛ فرؼم أنه حاول إضفاء الموة
التنفٌذٌة على مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً لجعلها أكثر فاعلٌة إال أنه لم ٌمم بضبطها
وتؤطٌرها من جمٌع جوانبها وعلى مستوى جمٌع مراحلها ،وبماء مسطرة تحمٌك الرهن
الرسمً كما هً علٌه اآلن لن ٌسعؾ المشرع المؽربً فً الرفع من التصاده الذي ٌموم
بشكل كبٌر على الضمانات البنكٌة ،هذه األخٌرة التً كلما تؤخر تحمٌمها إال وازدادت خسارة
المإسسة البنكٌة بحكم أن الدٌن الؽٌر مإدى ٌبمى مجمدا مما ال ٌتٌح إمكانٌة إعادة استعماله
كمروض جدٌدة لاللتصاد من جهة ،إضافة إلى أن صعوبة تحمٌمها سٌجعل المستثمرٌن
العمارٌٌن ٌتوانون عن شراء الدٌون والسندات الرهنٌة من جهة أخرى مما سٌإثر سلبا على
ازدهار السوق الرهنٌة بالمؽرب ،وهو ما ٌخالؾ التوجه الذي ٌسعى إلٌه فً إنشاء سوق
رهنٌة لوٌة تساهم فً مد المإسسات الممرضة بالسٌولة الالزم ة إلنعاشها.
لذلن ومن أجل تجاوز هذه اإلشكاالت أو على األلل بعضها نتوجه بعرض بعض
االلتراحات من لبٌل ما ٌلً:
81
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
-تجمٌع الممتضٌات المانونٌة المإطرة لمسطرة تحمٌك الرهن الرسمً بعد تعدٌلها فً
إطار مدونة للتنفٌذ.
-توحٌد اإلنذار و محضر الحجز العمارٌٌن بجعلهما ٌمثالن إجراء واحدا تفادٌا لبطا
اإلجراءات والتصادا للولت.
-تحدٌد آجال دلٌمة للطعن فً إجراءات مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً مع حصر
أسباب رفعها ،وترتٌب ذرابع على كل من ٌرفع دعاوى كٌدٌة ال ٌكون الهدؾ منها سوى
المماطلة وعرللة إجراءات تحمٌك الرهن الرسمً.
-بخصوص دعوى االستحماق الفرعٌة وبطالن إجراءات الحجز العماري ٌجب إعادة
صٌاؼة الفصول 482و 483و 484من ق.م.م صٌاؼة منسجمة وواضحة تبٌن أثر رفع هذه
الطعون ،والمحكمة المختصة بتمرٌر هذا األثر.
-االهتمام بعملٌة إشهار البٌع على أوسع نطاق مع اعتماد وسابل اإلعالم.
-منح الماضً سلطة التدخل إلنماص الثمن المحدد من طرؾ الخبٌر لبٌع العمار
المرهون متى عرض العمار للبٌع لمرات متعددة دون أن تصل المزاٌدة إلى الثمن المحدد من
لبله.
-أن ٌتم أثناء إبرام عمد المرض المضمون برهن عماري تحدٌد محل للمخابرة بٌن
أطرافه تجنبا لما لد تثٌره إشكاالت التبلٌػ فً عرللة مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً.
-على مستوى والع الممارسة العملٌة ٌجب توفٌر الموارد البشرٌة والمادٌة الالزمة
لعملٌة التنفٌذ كـ :
82
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
تؤسٌس جهة مختصة بالتنفٌذ ،كإحداث لاض للتنفٌذ فً كل محكمة ٌتكلؾ -
بعملٌة التنفٌذ من بداٌتها إلى ؼاٌة إعطاء كل ذي حك حمه.
إعادة النظر فً طرٌمة منح المروض بعدم منحها إال بعد التؤكد من لٌمة -
الضمانات التً ٌمدمها الطرؾ المستفٌد من المرض ،واعتماد متخصصٌن فً الحسابات
المالٌة والشإون البنكٌة لتمدٌر المٌمة الحمٌمٌة للعمار الممدم كضمانة.
83
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
تصمٌم البحث:
ممدمة .
المطلب األول :حك الدابن فً التنفٌذ على العمار بٌن ٌدي المدٌن.
الفمرة الثالثة :شرط تملن الدابن المرتهن للعمار المرهون عند حلول أجل األداء.
المطلب الثانً :حك الدابن فً التنفٌذ على العمار بٌن ٌدي الحابز.
الفمرة األولى :دفوع وخٌارات الحابز لتجنب التنفٌذ على العمار المرهون.
الفمرة الثانٌة :اشتراط الدابن المرتهن على المدٌن عدم التصرؾ فً العمار المرهون.
المطلب الثالث :حك الدابن فً التنفٌذ على العمار بٌن ٌدي الكفٌل العٌنً.
المبحث الثانً :المبحث الثانً :حك الدابن المرتهن فً الحصول على السند التنفٌذي
واألولوٌة فً استٌفاء الدٌن.
المطلب األول :حك الدابن المرتهن فً الحصول على الشهادة الخاصة بالرهن.
84
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
85
اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي
خاتمة.
86