Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 87

‫ﻣوﻗﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ‬ www.elkanounia.

com ‫ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌروض زوروا‬

fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫مقدمت ‪:‬‬

‫إن ازدهار الشعوب رهٌن بنماء التصادها‪ ،‬ومن أجل هذا األخٌر احتدت المنافسة‬
‫سواء على المستوى الدولً بٌن دولة وأخرى‪ ،‬أو على المستوى الداخلً بٌن األفراد‬
‫والشركات‪ ،‬والرفع من اإللتصاد رهٌن بوجود استثمارات ٌموم على أساسها‪ ،‬وهذه األخٌرة‬
‫لٌامها رهٌن بدوره بتوفٌر رأسمال ضخم لها‪ ،‬وهو األمر الذي ٌعجز المستثمرون فً كثٌر‬
‫من األحٌان عن توفٌره‪ ،‬لذلن ٌلجإون إلى جهة مهتمة بؤمر منحهم ما ٌحتاجون إلٌه وهذه‬
‫الجهة لن تكون ؼٌر مإسسات اإلبتمان التً تمنح المروض؛ سواء للمستثمرٌن فً المشارٌع‬
‫بمختلؾ أنواعها وأحجامها‪ ،‬أو حتى لألفراد لمحدودٌة دخلهم ولدرتهم الذاتٌة على تموٌل ما‬
‫‪ 1‬ضرورة أساسٌة من ضرورات‬ ‫ٌمومون به أو ٌحتاجون إلى التنابه‪ ،‬وبهذا ؼدا اإلبتمان‬
‫النشاط اإللتصادي‪ ،‬ولد عرؾ أحد الفمه اإلبتمان بؤنه‪" : :‬منح للثمة فً إعطاء حرٌة التصرؾ‬
‫الفعلً والحال فً مال معٌن‪ ،‬ممابل الوعد برد نفس الشًء أو مال معادل له خالل فترة زمنٌة‬
‫معٌنة وذلن نظٌر الخدمة المإداة وللخطر الذي ٌمكن أن ٌتعرض له كخطر الهالن الجزبً أو‬
‫الكلً‪ ،‬والذي تضمنه هذه الخدمة"‬

‫ؼٌر أن منح هذه المروض من طرؾ المإسسات البنكٌة ال ٌكون إلى كل من ٌطلبها‬
‫بل ٌرتكز تمدٌمها على وجود ثمة متبادلة بٌن المإسسة مانحة المرض والشخص طالبه‪.‬‬

‫وهذه الثمة ال ٌتؤتى توفرها إال إذا اطمؤنت المإسسات البنكٌة وضمنت حسن توظٌفها‬
‫رأسمالها واستٌفابها لدٌونها بدون عناء كبٌر‪ ،‬ورؼم أن الماعدة العامة تمضً بؤن أموال‬
‫المدٌن ضمان عام لدابنٌه طبما لممتضٌا ت الفصل ‪ 1241‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬إال أن فكرة الضمان‬
‫العام هذه أبانت عن محدودٌتها فً توفٌر الثمة واألمن المطلوبٌن لما لد ٌتعرض له المدٌن من‬
‫إعسار أو أن ٌموم به من تصرفات تإثر على ذمته المالٌة كنمل ملكٌة أمواله إلى الؽٌر‪،‬‬
‫إضافة إلى إمكانٌة تعدد دابنً المدٌن وتمدمهم للمطالبة بحمولهم اعتمادا على الماعدة‬
‫المذكورة‪ ،‬وفً هذه الحالة سٌوزع منتوج بٌع أموال المدٌن بٌن الدابنٌن كل حسب نسبة ما‬

‫‪ 1‬نبٌل إبراهٌم سعد‪" ،‬نحو لانون خاص باإلبتمان"‪ ،‬منشؤة المعارؾ اإلسكندرٌة‪ ،‬طبعة ‪ ،1991‬ص‪.25‬‬
‫‪ -‬كما عرفه الدكتور أحمد سالمة بؤنه‪" :‬تمدٌم مال عاجل ترلبا لمال آجل" فً مإلفه "التؤمٌنات العٌنٌة‪-‬الرهن‬
‫الرسمً‪ ،"-‬دار التعاون للطبع والنشر‪ ،‬طبعة ‪ ،1966‬ص‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫ألرضه دون مراعاة أللدمٌة هذه المروض ‪ .1‬وهذه اإلحتماالت جردت فكرة الضمان العام من‬
‫لٌمتها لذلن سعى الدابن ؼالبا للمطالبة بضمان خاص ٌكفل له استرجاع حمه؛ وٌتمثل ؼالبا فً‬
‫تخصٌص مال معٌن ٌكون عادة مملوكا للمدٌن لضمان حك الدابن ‪ 2‬وهذا الضمان ال ٌمكن أن‬
‫ٌإدي دوره إال إذا كان لابما على أرضٌة صلبة توفر للدابنٌن الثمة واألمن المطلوبٌن فً منح‬
‫المروض‪.‬‬

‫وهو األمر الذي انتبه إلٌه المشرع المؽربً وحاول توفٌره خدمة لإلبتمان من خالل‬
‫سن آلٌات لانونٌة تطمبن هذه المإسسات على أموالها وتحمك لها الضمان الخاص الذي تسعى‬
‫‪3‬؛ وهو حك عٌنً على‬ ‫للحصول علٌه‪ ،‬وٌؤتً فً صدارة هذه اآللٌات الرهن الرسمً‬
‫العمارات المخصصة آلداء التزام كؤحد الضمانات العٌنٌة‪ ،‬والذي حاول المشرع من خالله‬
‫التوفٌك بٌن مصلحتٌن؛ مصلحة المدٌن فً الحصول على المرض الذي ٌطلبه وفً نفس‬
‫الولت االستمرار فً استؽالل عماره وإدارته‪ ،‬ومصلحة الدابن فً استثمار أمواله بشكل آمن‬
‫وضمان استرجاعها باألولوٌة عن ؼٌره من الدابنٌن حتى فً حالة تعنت المدٌن أو عجزه عن‬
‫إرجاعها أو تصرفه فً العمار المرهون‪ ،‬عن طرٌك اعتماده على وسٌلة إجرابٌة حددها‬
‫الفصل ‪ 204‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬المتعلك بالتشرٌع المطبك على العمارات المحفظة ‪،‬‬
‫تكفل له توصله بحموله أمام تعذر تملكه للعمار المرهون مباشرة عند حلول أجل اآلداء‪.‬‬

‫وتتمثل هذه الوسٌلة فً مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً والتً تبتدئ بتوجٌه إنذار‬
‫عماري ثم وضع العمار المرهون تحت ٌد المضاء فإعداده للبٌع عن طرٌك المزاد العلنً ثم‬
‫بٌعه فعال حتى تنتمل ملكٌته إلى من رسا علٌه المزاد‪ ،‬فٌتوصل الدابن بحمه كامال من منتوج‬
‫البٌع‪.‬‬

‫ؼٌر أن استعراض هذه اإلجراءات لٌس بالبساطة التً ٌبدو علٌها‪ ،‬خاصة أمام تداخل‬
‫الممتضٌات المانونٌة المإطرة لها‪ ،‬إذ أن هذه المسطرة وإن كانت تنطلك من ممتضٌات الفصل‬

‫‪ 1‬دمحم ابن الحاج السلمً‪" ،‬مماالت وأبحاث فً التحفٌظ العماري"‪ ،‬مطبعة دار الملم‪ ،‬الطبعة األولى مارس ‪ ،2004‬ص‬
‫‪.261‬‬
‫‪ 2‬عبد الرزاق السنهوري‪" ،‬الوسٌط فً شرح المانون المدنً الجدٌد فً التؤمٌنات الشخصٌة والعٌنٌة" ‪ ،‬الجزء العاشر‪،‬‬
‫مطبعة دار إحٌاء التراث العربً‪ ،‬بٌروت لبنان‪( ،‬دون ذكر تارٌخ الطبع)‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ 3‬ولد عرؾ المشرع المؽربً الرهن الرسمً فً الفصل ‪ 157‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬بؤنه‪" :‬حك عٌنً عماري‬
‫على العمارات المخصصة آلداء التزام‪ ،‬وهو بطبٌعته ال ٌتجزأ وٌبمى بؤكمله على العمارات المخصصة له وعلى كل‬
‫واحد وعلى كل جزء منها وٌتبعها فً أي ٌد انتملت إلٌها"‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫‪ 204‬المذكور إال أن تفعٌلها ٌمتضً اإلعتماد على نصوص تشرٌعٌة أخرى كظهٌر ‪ 12‬ؼشت‬
‫‪ 1912‬المتعلك بالتحفٌظ العماري‪ ،‬وظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ ،1915‬ولانون المسطرة المدنٌة‪ ،‬ولانون‬
‫‪ 12‬دجنبر ‪ 1968‬المتعلك بمإسسات المرض العماري‬ ‫اإللتزامات والعمود‪ ،‬ومرسوم‬
‫والسٌاحً‪ ، 1‬ولانون المحاكم التجارٌة ومدونة التجارة أحٌانا‪.‬‬

‫وأمام كون مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً عبارة عن مزٌج مركب من فصول ومواد‬
‫متناثرة بٌن التشرٌعات المذكورة فمد فسح المجال على مصراعٌه حولها للخالفات الفمهٌة‬
‫والمضابٌة على مستوى جمٌع مراحلها‪.‬‬

‫إضافة إلى أن الوالع العملً أبان عن العدٌد من اإلشكالٌات التً تثار بمجرد تحرٌن‬
‫هذه المسطرة إلى ؼاٌة استنفاذها‪.‬‬

‫وبما أن المشرع ٌسعى عند وضعه الموانٌن اإلحاطة بكل األحكام التً تحكم أي نزاع‬
‫من جمٌع جوانبه‪ ،‬فإن العمل المضابً هو المحن الحمٌمً لمدى مالبمة أي لانون للمجتمع‬
‫ولمدى شمولٌته وإحاطته بكل النزاعات ‪2‬؛ فمد حرصت على اعتماد اإلجتهادات المضابٌة‬
‫المرتبطة بالموضوع والتً تعكس فعال تنوع وتعدد اإلشكاالت المطروحة بخصوصه‬
‫والمتمثلة أساسا فً مدى أحمٌة الدابن المرتهن فً الجمع بٌن دعوى اآلداء طبما للمواعد‬
‫العامة ودعوى تحمٌك الرهن الرسمً؟‪ .‬وفً مدى جواز اشتراط الدابن المرتهن على المدٌن‬
‫الراهن تملكه العمار المرهون عند حلول أجل إستحماق الدٌن دون اللجوء إلى بٌعه لضاء؟‪.‬‬
‫وفً مدى أحمٌة الدابن المرتهن فً حٌازة العمار المرهون رهنا رسمٌا واستخالص مداخٌله؟‪.‬‬
‫وأٌضا فً مدى جواز اشتراط الدابن المرتهن على المدٌن الراهن عدم تصرفه فً العمار‬
‫المرهون؟‪ .‬وما هً حدود مسإولٌة الكفٌل العٌنً فً آلٌة الرهن الرسمً؟‪ .‬ثم إلى أي حد‬
‫ٌمكن أن تإثر عوارض مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً على سٌر إجراءاتها؟ وأخٌرا ٌمكننا‬
‫التساإل عن مدى تمكن المشرع المؽربً من خالل الممتضٌات المانونٌة المإطرة لمسطرة‬
‫تحمٌك الرهن الرسمً من تحمٌك توازن بٌن مصالح كل األطراؾ المتداخلة فً آلٌة الرهن‬

‫‪ 1‬المرسوم الملكً بمثابة لانون رلم ‪ 67/552‬الصادر بتارٌخ ‪ 26‬رمضان ‪1383‬هـ‪ ،‬موافك لـ ‪ 17‬دجنبر ‪1968‬‬
‫المتعلك بالمرض العماري والمرض الخاص بالبناء والمرض الفندلً‪ ،‬منشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 2931‬بتارٌخ ‪1‬‬
‫ٌناٌر ‪ ،1969‬ص‪.2‬‬
‫‪ 2‬دمحم سالم‪" ،‬تحمٌك الرهن الرسمً فً المانون المؽربً"‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪ ،‬الدار البٌضاء‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ،2002‬ص‪.7‬‬

‫‪3‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫الرسمً؟ وإلى أي حد كان موفما فً حفظ حموق الدابن وحماٌة المدٌن باعتباره الطرؾ‬
‫الضعٌؾ فً هذه العاللة التعالدٌة مع مإسسة مضطلعة بمجال منح المروض ومهٌمنة على‬
‫المطاع؟‪.‬‬

‫واإلجابة عن هذه األسبلة وؼٌرها تتطلب منا تمسٌم الموضوع إلى فصلٌن على الشكل‬
‫التالً‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬حموق الدابن المرتهن فً مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً‪.‬‬

‫الفصل الثانً‪ :‬إجراءات مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً وعوارضها‪.‬‬

‫الفصل األول‪:‬‬

‫حقىق الدائه المزتهه فً مسطزة تحقٍك الزهه الزسمً‬

‫‪4‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫لمد عمد المشرع المؽربً من خالل سنه آللٌة الرهن الرسمً خدمة االبتمان العماري‬
‫بتوفٌر ضمانة فعالة تطمبن المإسسات البنكٌة على أموالها وتمنحها حك استرجاع ما تمرضه‬
‫إما اختٌارا أو جبرا عن طرٌك المطالبة المضابٌة بالتنفٌذ على العمار المرهون من خالل‬
‫سلون مسطرة إمتٌازٌة هً مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً‪.‬‬

‫ؼٌر أن هذا الحك الذي منحه المشرع للدابن المرتهن فً التنفٌذ على العمار المرهون‬
‫ٌظل فً حالة سكون خالل الفترة السلٌمة للرهن‪ ،‬أي منذ نشؤة المرض إلى ؼاٌة حلول أجل‬
‫استحماق الدٌن ‪ ،1‬و ال ٌكون للدابن إعماله إال متى أخل المدٌن بالتزامه التعالدي المتمثل فً‬
‫عدم أدابه للدٌن المستحك بذمته للدابن ‪ ،‬آنذان ال ٌكون لهذا األخٌر من وسٌلة الستٌفاء مبلػ‬
‫‪ 2‬ومباشرة‬ ‫المرض ؼٌر ممارسة ذلن الحك واللجوء إلى المحاكم لتحمٌك الرهن الرسمً‬
‫إجراءات التنفٌذ على العمار المرهون ( المبحث األول)‪ ،‬واستخالص دٌنه باألولوٌة على بالً‬
‫دابنً المدٌن (المبحث الثانً)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬حك الدائه فً التىفٍذ على العقار المزهىن‬

‫إن المإسسات البنكٌة ؼالبا ما تلجؤ لبل اللجوء إلى المطالبة المضابٌة بالدٌن إلى سلون‬
‫الطرق الودٌة لحمل المدٌن على الوفاء بالتزاماته تالفٌا للمصارٌؾ والدخول فً مساطر‬
‫لضابٌة معمدة ومكلفة لد تطول لسنوات‪ ،‬ولد ٌتجاوب المدٌن مع هذه المساعً الودٌة‬
‫فٌتمخض عن االتفاق إما تصفٌة المدٌونٌة أو إعادة جدولتها وفك شروط مؽاٌرة وألساط‬
‫ومواعٌد أخرى ٌمع االتفاق علٌها ‪ .3‬وعلٌه فمتى أدى المدٌن ما علٌه اختٌارا فال مجال للجوء‬
‫‪ .4‬أما فً حالة‬ ‫الدابن إلى التنفٌذ على العمار ألنه بؤدابه الدٌن ٌنمضً التزامه وتبرأ ذمته‬

‫‪ 1‬مصطفى جدوع كرٌم السعد ‪" ،‬آثار الرهن الرسمً بالنسبة للدابن المرتهن والحابز فً التشرٌع العماري المؽربً"‪،‬‬
‫رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا‪( ،‬دون ذكر الشعبة والوحدة)‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة ‪،‬‬
‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،1981/1980‬ص ‪.48‬‬
‫‪ 2‬دمحم الحلوي‪" ،‬تحمٌك الضمانات"‪ ،‬الندوة األولى للعمل المضابً والبنكً‪ ،‬نشر المعهد الوطنً للدراسات المضابٌة‬
‫والمجموعة المهنٌة لبنون المؽرب‪ ،‬الرباط‪ 4-3 ،‬دجنبر ‪ ،1987‬ص ‪.191‬‬
‫‪ 3‬عبد الواحد بن مسعود‪" ،‬اإلنذار العماري ؛ بٌاناته ومرفماته ومولؾ المضاء من الطعن فً بطالن اإلنذار"‪ ،‬مجلة‬
‫المضاء والمانون‪ ،‬العدد ‪ ،148‬السنة‪ ،31‬مطبعة األمنٌة‪ -‬الرباط‪ ،‬ص‪.189‬‬
‫‪ 4‬وهو األمر الذي أكده العمل المضابً كالمرار رلم ‪ 1959‬الصادر عن المجلس األعلى بتارٌخ ‪ٌ 16‬ونٌو ‪ 2004‬فً‬
‫الملؾ المدنً عدد ‪ ،2004-1-1-570‬والذي جاء فٌه‪" :‬إذا كان الرهن حك ممرر للدابن على الشًء المملون للمدٌن‬
‫فإن من حك المدٌن فن الرهن بعد أداء الدٌن"‪( ،‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫ونفس التوجه أخذت به محكمة االستبناؾ بوجدة فً العدٌد من لراراتها منها‪:‬‬
‫‪ -‬المرار رلم ‪ 2807‬الصادر بتارٌخ ‪ 30‬أكتوبر ‪ 2003‬فً الملؾ المدنً عدد ‪( 03/34‬ؼٌر منشور)‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫امتناعه عن ذلن فٌكون من حك الدابن المرتهن سلون إجراءات التنفٌذ على العمار المرهون‬
‫السترجاع لٌمة الدٌن وتوابعه‪.1‬‬

‫ؼٌر أنه وفً بعض الحاالت ٌكون العمار المرهون مملوكا لشخص ؼٌر المدٌن‬
‫األصلً لام بتمدٌم عماره ضمانا لدٌن هذا األخٌر‪ ،‬كما لد ٌفاجؤ الدابن بوجود العمار محل عمد‬
‫الرهن بٌد حابز ؼٌر المدٌن‪ ،‬فضد من ستوجه إجراءات التنفٌذ فً هذه الحالة؟ إن توجٌه‬
‫إجراءات التنفٌذ على العمار المرهون ٌمكن أن ٌكون ضد المدٌن حالة وجود العمار بٌده‬
‫(المطلب األول)‪ ،‬أو ضد من ٌحوزه (المطلب الثانً) وأٌضا ضد كفٌل المدٌن (المطلب‬
‫الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التنفٌذ على العقار المرهون بٌن ٌدي المدٌن‪.‬‬

‫إن التنفٌذ على العمار المرهون ال ٌخلو من إشكاالت تطرح نفسها على المستوى‬
‫العملً‪ ،‬خاصة تلن المرتبطة بالمرحلة األولى لمباشرة إجراءات التنفٌذ والمتعلمة بالمسطرة‬
‫التً ٌنبؽً على الدابن المرتهن سلوكها للتنفٌذ على العمار المرهون وهو بٌن ٌدي المدٌن‬
‫(الفمرة األولى)‪ ،‬ومدى أحمٌته فً حٌازة هذا العمار دون اللجوء إلى التنفٌذ علٌه؟ (الفمرة‬
‫الثانٌة)‪ ،‬أو تملكه (الفمرة الثالثة)؟‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬دعوى تحقٌق الرهن الرسمً‬

‫إن حك الدابن المرتهن فً التنفٌذ على العمار المرهون بٌن ٌدي المدٌن استٌفاء لدٌنه‬
‫مضمون له بممتضى عمد الرهن الرسمً العماري من خالل سلوكه مسطرة تحمٌك هذا‬
‫األخٌر‪ ،‬ؼٌر أن الدابن لد ٌرى أن سلوكه هذه المسطرة وحدها لن تسعفه فً استٌفاء دٌنه‪،‬‬
‫لذلن ٌالحظ عملٌا أن الدابن المرتهن كثٌرا ما ٌلجؤ إلى رفع دعوى تحمٌك الرهن وفً نفس‬

‫‪ -‬المرار رلم ‪ 50‬الصادر بتارٌخ ‪ 2006-01-18‬فً الملؾ المدنً عدد ‪( 05/645‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ -‬المرار رلم ‪ 450‬الصادر بتارٌخ ‪ 21‬مارس ‪ 2007‬فً الملؾ عدد ‪( 06/249‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ -‬أنظر أٌضا المرار رلم ‪ 413‬الصادر عن محكمة االستبناؾ التجارٌة بفاس بتارٌخ ‪ 05‬أبرٌل ‪ 2005‬فً الملؾ عدد‬
‫‪ 04/715‬و‪( ،04/1509‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ 1‬هو األمر الذي تؤكد من خالل المرار رلم ‪ 180‬الصادر عن محكمة االستبناؾ التجارٌة بفاس بتارٌخ ‪ 15‬فبراٌر‬
‫‪ 2005‬فً الملؾ عدد ‪ ،04/1295‬والذي جاء فٌه‪" :‬وحٌث أن من حك الدابن المرتهن طلب إجراءات البٌع للعمار‬
‫المرهون وذلن عند عدم األداء فً إبانه" (ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ -‬وهو ما سارت علٌه أٌضا المحكمة االبتدابٌة بوجدة فً حكم لها صادر بتارٌخ ‪ 14‬مارس ‪ 2004‬فً الملؾ رلم‬
‫‪ - ،01/939‬لم ٌذكر رلم الحكم باألصل المحفوظ بكتابة الضبط بالمحكمة‪( -‬ؼٌر منشور)‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫الولت ٌرفع دعوى موازٌة لها لمطالبة المدٌن باألداء اعتمادا على أمواله األخرى‪ ،‬ومن هنا‬
‫تطرح إشكالٌة مفادها مدى تمبل المضاء لمٌام الدابن المرتهن برفع دعوى تحمٌك الرهن‬
‫الرسمً ودعوى األداء فً ولت واحد؟ وبخصوص هذا اإلشكال ٌالحظ سواء على مستوى‬
‫الفمه أو المضاء وجود اختالؾ بٌن مجٌز للجمع بٌن الدعوتٌن وبٌن رافض لهذا الجمع‪:‬‬

‫أوال‪ -‬االتجاه المؤٌد إلمكانٌة الجمع بٌن دعوى األداء ودعوى تحقٌق الرهن الرسمً‬

‫ٌعتمد هذا اإلتجاه فً تبرٌر مولفه على الماعدة العامة المابلة بؤن أموال المدٌن تشكل‬
‫ضمانا عاما لفابدة دابنٌه ‪ 1‬حسب ما جاء فً الفصل ‪ 1241‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬ولمد كرس جانب من‬
‫المضاء هذا التوجه كمحكمة اإلستبناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء التً جاء فً لرار ‪ 2‬لها أنه‪:‬‬
‫"لكن حٌث أن النص الصحٌح للفصل ‪ 1241‬من ق‪.‬ل‪.‬ع هو أن أموال المدٌن ضمان عام‬
‫لدابنٌه ٌوزع ثمنها علٌهم بنسبة دٌن كل واحد منهم ما لم توجد بٌنهم أسباب لانونٌة لألولوٌة‪،‬‬
‫األمر الذي ٌستفاد منه أن للدابن الحك فً اتخاذ جمٌع اإلجراءات المانونٌة الكفٌلة بضمان‬
‫استٌفاء دٌنه فً مواجهة مدٌنه‪ ،‬بما فً ذلن إٌماع الرهون والحجوز على أموال هذا األخٌر‬
‫دون إمكانٌة المطالبة بضرورة إثبات عدم كفاٌة الرهون لتسدٌد دٌن الدابن من أجل‬
‫اإلستجابة لطلب إجراء الحجز"‪. 3‬‬

‫ولد توجه العمل المضابً المتبنً لإلتجاه المإٌد للجمع بٌن المسطرتٌن‪ ،‬إلى أن سلون‬
‫الدابن المرتهن المسطرتٌن معا إنما هدفه واحد وهو تحصٌل دٌنه وتوابعه‪ ،‬وأن المطالبة‬

‫‪11‬‬
‫‪Michel Véront et Benoit Nicod, "voies d'exécution et procédures de distribution",‬‬
‫‪Dalloz, paris, 2éme édition, 1998, p 22.‬‬
‫‪ 2‬المرار رلم ‪ 99/243‬الصادر عن محكمة االستبناؾ بالدار البٌضاء بتارٌخ ‪ 2‬مارس ‪ 1999‬فً الملؾ عدد ‪-9-18‬‬
‫‪ ،4‬مجلة المصر‪ ،‬العدد األول‪ٌ ،‬ناٌر ‪ ،2002‬ص ‪.138‬‬
‫أنظر فً نفس االتجاه‪:‬‬
‫‪ -‬اللرار رلم ‪ 282‬الصادر عن محكمة االستبناؾ التجارٌة بفاس بتارٌخ ‪ 8‬مارس ‪ 2005‬فً الملؾ التجاري عدد‬
‫‪( ،02-1-3-452‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ -‬المرار عدد ‪ 76‬الصادر عن المجلس األعلى بتارٌخ ‪ٌ 13‬ناٌر ‪ 1999‬فً الملؾ المدنً عدد ‪ ،98/133‬مجلة‬
‫المحاكم المؽربٌة‪ ،‬العدد ‪ ،89‬ؼشت ‪ ،2001‬ص ‪.152‬‬
‫‪ 3‬ونفس التوجه سارت علٌه محكمة االستبناؾ بمراكش فً العدٌد من لراراتها كـ‪:‬‬
‫‪ -‬المرار رلم ‪ 07/557‬الصادر عنها بتارٌخ ‪ 10‬ماي ‪ 2007‬فً الملؾ عدد ‪.5/12/1134‬‬
‫‪ -‬والمرار رلم ‪ 524‬الصادر بتارٌخ ‪ 26‬شتنبر ‪ 2000‬فً الملؾ التجاري عدد ‪.00/472‬‬
‫‪ -‬المرار رلم ‪ 07/692‬الصادر بتارٌخ ‪ 31‬ماي ‪ 2007‬فً الملؾ عدد ‪ .1971-12-06‬هذه المرارات منشورة‬
‫بالمولع التالً‪:‬‬
‫‪www.cacmarrakech.ma/jurishypoth.‬‬ ‫‪ -‬بتارٌخ‪ 12 .‬مارس ‪.2008‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫بنفس الدٌن ومن خالل دعوتٌن فً ولت واحد ال ٌشكل مطالبة لضابٌة لنفس الطلب‪ ،‬وهو‬
‫األمر الذي أكدته محكمة اإلستبناؾ بالحسٌمة فً لرار لها ‪ 1‬جاء فٌه‪" :‬ومن جهة أخرى‪ ،‬فإن‬
‫المطالبة باألداء وبٌع األصل التجاري المرهون ال ٌشكل مطالبة لضابٌة لنفس الطلب‪ ،‬سٌما‬
‫‪ 1241‬من ق‪.‬ل‪.‬ع وٌحك لهذا األخٌر‬ ‫وأن أموال المدٌن ضمان عام لدابنٌه حسب الفصل‬
‫المٌام بجمٌع اإلجراءات لضمان استٌفاء دٌنه"‪ ،‬وهو األمر الذي ولؾ عنده المجلس األعلى‬
‫فً لرار حدٌث له ممرا فٌه بؤحمٌة الدابن المرتهن الجمع بٌن المسطرتٌن الزدواجٌة صفته‪،‬‬
‫فكونه دابنا ٌمنحه صفة استرجاع دٌنه فً إطار المواعد العامة‪ ،‬وكونه مرتهنا ٌعطٌه‬
‫صالحٌة سلون مسطرة الرهن وكل ما هنالن أنه ال ٌحك له التضاء دٌنه مرتٌن‪.2‬‬

‫ثانٌا‪ -‬اإلتجاه الرافض للجمع بٌن دعوى تحقٌق الرهن الرسمً ودعوى األداء‬

‫ٌرى أنصار هذا اإلتجاه‪ ،‬أن الدابن المرتهن ال ٌجوز له التنفٌذ على أموال مدٌنه إال‬
‫‪4‬‬
‫عند عدم كفاٌة ثمن بٌع األموال المرهونة ‪ ،3‬ولد تبنى المجلس األعلى هذا المولؾ فً لرار‬
‫له جاء فٌه‪" :‬حٌث إنه إذا كان للدابن المرتهن رهنا رسمٌا أن ٌتمدم بدعوى أداء الدٌن األصلً‬

‫ونفس األمر أكده المجلس األعلى من خالل لراره عدد ‪ 425‬الصادر بتارٌخ ‪ 7‬أبرٌل ‪ 2004‬فً الملؾ التجاري‬
‫عدد ‪( ،02-3-452‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ 1‬المرار رلم ‪ 334‬الصادر عن الؽرفة المدنٌة بمحكمة اإلستبناؾ بالحسٌمة بتارٌخ ‪ٌ 27‬ونٌو ‪ 2006‬فً الملؾ عدد‬
‫‪( ،05/715‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪,‬ونفس األمر أكده المجلس األعلى من خالل لراره عدد ‪ 425‬الصادر بتارٌخ ‪ 7‬أبرٌل ‪ 2004‬فً الملؾ التجاري‬
‫عدد ‪( ،02-3-452‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ 2‬المرار عدد ‪ 528‬الصادر عن المجلس األعلى بتارٌخ ‪ 17‬ماي ‪ 2006‬فً الملؾ التجاري عدد ‪،2004/1/3/1313‬‬
‫مجلة المحاكم المؽربٌة‪ ،‬العدد ‪ٌ ،106‬ناٌر‪-‬فبراٌر ‪ ،2007‬ص‪.153‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Alfred Jauffret, "Manuel de procédure civile et voies d'exécution", Libraire général de‬‬
‫‪droit de jurisprudence paris, 12éme édition 1976, p199.‬‬
‫‪ 4‬المرار عدد ‪ 1472‬الصادر عن الؽرفة التجارٌة للمجلس األعلى بتارٌخ ‪ 4‬أكتوبر ‪ 2000‬فً الملؾ عدد ‪،98/610‬‬
‫مجلة لضاء المجلس األعلى عدد ‪ ،56‬ص ‪.439‬‬
‫ولد سارت على نفس المنوال محكمة اإلستبناؾ بمراكش فً العدٌد من لراراتها منها‪:‬‬
‫‪ -‬المرار رلم ‪ 1160‬الصادر بتارٌخ ‪ 31‬دجنبر ‪ 2002‬فً الملؾ التجاري عدد ‪.02/9/533‬‬
‫‪ -‬المرار رلم ‪ 320‬الصادر بتارٌخ ‪ 01‬أبرٌل ‪ 2003‬الملؾ التجاري عدد ‪.02/249‬‬
‫‪ -‬المرار رلم ‪ 397‬الصادر بتارٌخ ‪ 22‬ابرٌل ‪ 2003‬فً الملؾ التجاري عدد ‪ .1318-12-03‬هذه المرارات منشورة‬
‫بالمولع التالً‪:‬‬
‫‪www.cacmarrakech.ma/jurishypoth.‬‬ ‫‪ -‬بتارٌخ‪ 12 :‬مارس ‪2008‬‬
‫‪ -‬المرار رلم ‪ 174‬الصادر عن نفس المحكمة بتارٌخ ‪ 24‬فبراٌر ‪ ،2004‬منشور بالمولع التالً‪:‬‬
‫‪www.justice.gov.ma.‬‬ ‫‪ -‬بتارٌخ‪ 19 :‬ماي ‪..2008‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫الستخالص دٌنه المضمون عند حلول أجله باعتباره دابنا عادٌا ٌمكنه استخالصه من جمٌع‬
‫أموال المدٌن وكان له أن ٌتبع المسطرة الممررة لانونا لتحمٌك الرهن الرسمً فً نطاق‬
‫الفصل ‪ 204‬من ظهٌر ‪ 1915-06-2‬المتعلك بالتشرٌع المطبك على العمارات المحفظة وذلن‬
‫باعتباره دابنا مرتهنا‪ ،‬فإنه ال ٌمكنه الجمع بٌن المسطرتٌن فً آن واحد لٌاسا على لاعدة‬
‫الفصل ‪ 1223‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الخاصة‪ ،‬على أنه إذا لم ٌكؾ المتحصل من البٌع للوفاء بالدٌن فإن‬
‫للدابن حك الرجوع منه على المدٌن ؛ وهً لاعدة وإن تعلمت بالرهن الحٌازي فإنها صالحة‬
‫للتطبٌك على الرهن الرسمً الؽٌر المنظم لمضمونها‪ ،‬ومحكمة اإلستبناؾ التً ردت الدفع‬
‫المثار من الطالب بهذا الخصوص بعلة أنه ال مانع من سلون المسطرتٌن معا تكون لد بنت‬
‫لرارها على أساس لانونً ؼٌر سلٌم"‪ .‬ونستخلص من هذا المرار أن الدابن الذي ٌكون دٌنه‬
‫مضمونا برهن عماري عند لجوبه إلى مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً ٌستعمل حما خوله إٌاه‬
‫المشرع فً مواجهة األؼٌار لفابدته‪ ،‬وأٌضا عندما ٌلجؤ إلى التنفٌذ على أموال المدٌن فً إطار‬
‫المواعد العامة الستخالص نفس الدٌن فهو بذلن ٌستعمل أٌضا حما خوله إٌاه نفس المشرع‪،‬‬
‫ؼٌر أنه ال ٌمكنه الجمع بٌن الحمٌن فً آن واحد واستعمالهما مرة واحدة وٌستفاد هذا من‬
‫ممتضٌات الفمرة األولى من الفصل ‪ 1223‬من ق‪.‬ل‪.‬ع التً نصت على أنه‪" :‬وله أن ٌرجع‬
‫بما تبمى من دٌنه على المدٌن إن لم ٌكؾ المتحصل من البٌع للوفاء به" أي أن المشرع أتاح‬
‫للدابن إمكانٌة اللجوء إلى مسطرة األداء بعد استنفاذ مسطرة تحمٌك الرهن وعدم كفاٌة منتوج‬
‫البٌع فً تؽطٌة لٌمة الدٌن‪ .‬والعلة من هذا المنع هو حماٌة المدٌن الذي لد ٌإدي سلون‬
‫المسطرتٌن معا ضده إلى بٌع عماره المرهون وفً نفس الولت بٌع أمواله األخرى أو بعضها‪،‬‬
‫ولد ٌحدث أن ٌؽطً منتوج بٌع العمار المرهون لٌمة الدٌن وٌتضرر المدٌن بذلن وهذا ٌخالؾ‬
‫مبدأ عدم التعسؾ فً استعمال الحك‪.‬‬

‫إضافة إلى هذا‪ ،‬فإن المحكمة التجارٌة بوجدة ذهبت إلى اعتبار أن لجوء الدابن‬
‫المرتهن إلى سلون المسطرتٌن فً ولت واحد ٌعتبر بمثابة إثراء على حساب الؽٌر إذ جاء‬
‫فً حكم ‪ 1‬صادر عنها ما ٌلً‪" :‬إن مطالبته (الدابن) استحماق نفس الدٌن رؼم رؼبته فً‬
‫استنفاذ مسطرة تحمٌك الكفالة العمارٌة‪ ،‬إنما ٌعد تنالضا منه وبدون أساس وتنازل عن‬

‫‪ 1‬الحكم عدد ‪ 04/215‬الصادر بتارٌخ ‪ 13‬أبرٌل ‪ 2004‬فً الملؾ رلم ‪( ،5/2003/445‬ؼٌر منشور)‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫اشتراطه حك التمدم والتتبع على الضمانة العمارٌة‪ ،‬مما ٌكون معه سلون مسطرة األداء فً‬
‫مواجهة بالً المدعى علٌهم تنالضا منه ؼٌر ذي أساس وجدٌر بالرد‪ ،‬ألن اللجوء إلٌه إثراء‬
‫على حساب الؽٌر ورؼبته فً الحكم لفابدته باستحماق مدٌونٌة واحدة ولمرتٌن وأمام نفس‬
‫الجهة المضابٌة‪ ،‬وهو ما ٌنالض مبدأ استماللٌة الدٌن والمضاء به مرتٌن لنفس الجهة المدٌنة"‪.‬‬

‫والرأي فٌما أعتمد‪ ،‬أن التعلٌل الذي اعتمدته المحكمة التجارٌة بوجدة فً اعتبار سلون‬
‫الدابن المرتهن المسطرتٌن معا إثراء على حساب الؽٌر ‪-‬أي إثراء للدابن على حساب‬
‫المدٌن‪ -‬ألنه بذلن سٌستفً لنفس الدٌن مرتٌن ال ٌتماشى والمنطك المانونً السلٌم‪ ،‬ذلن أن‬
‫سلون المسطرتٌن هدفهما واحد وهو استخالص نفس الدٌن وبالتالً فإن استٌفاء المدٌن لدٌنه‬
‫بعد استنفاذ إجراءات إحدى الدعوتٌن سٌعطل إجراءات الدعوى الموازٌة ألن السبب والعلة‬
‫من رفعها لد زال وستنتفً آنذان عن الدابن الصفة فً مواصلة إجراءات الدعوى ألنه لن‬
‫ٌبمى دابنا ولد استوفى دٌنه‪.‬‬

‫وكما سبك الذكر‪ ،‬فإن منع سلون المسطرتٌن معا فً ولت واحد ال ٌتعدى أن ٌكون‬
‫الهدؾ منه هو حماٌة المدٌن من بٌع أمواله كلها أو بعضها مرة واحدة‪ ،‬ولٌس الهدؾ منه‬
‫حماٌته من إثراء الدابن على حسابه‪ .‬وعموما فإن ما ٌالحظ على العمل المضابً بخصوص‬
‫هذا اإلشكال أنه ما ٌزال متذبذبا ومتضاربا بٌن مانع ومجٌز لسلون المسطرتٌن معا‪ ،‬وأحٌانا‬
‫ٌظهر هذا اإلختالؾ حتى على مستوى المحكمة الواحدة كما هو الحال بالنسبة للمجلس‬
‫األعلى ومحكمة اإلستبناؾ بمراكش‪.1‬‬

‫ولد كان حرٌا بالمشرع المؽربً حسم هذا الخالؾ من خالل نص صرٌح على ؼرار‬
‫بعض التشرٌعات ‪ ،2‬أو أن ٌحٌل بنص خاص األمر للسلطة التمدٌرٌة لماضً األمور‬
‫اإلستعجالٌة فً أن ٌؤذن أو ٌمنع سلون المسطرتٌن معا حسب ظروؾ كل حالة بناء على‬
‫طلب ٌمدمه إلٌه الدابن المرتهن‪.3‬‬

‫‪ 1‬وٌستنتج هذا من خالل توارٌخ المرارات الصادرة عنهما والتً سبك الولوؾ عندها‪.‬‬
‫‪ 2‬كالتشرٌع الفرنسً الذي منع الجمع بٌن دعوى مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً ودعوى األداء من خالل المادة‬
‫‪ 2209‬من المانون المدنً‪ ،‬وأٌضا المشرع التونسً من خالل المادة ‪ 292‬من التشرٌع العماري‪ ،‬والمشرع األردنً‬
‫من خالل المادة ‪ 1842‬من المانون المدنً‪.‬‬
‫‪ 3‬مصطفى جدوع كرٌم السعد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.49‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬حٌازة العقار المرهون من طرف الدائن المرتهن‬

‫األصل فً الرهن الرسمً أنه ال ٌمنح الحك للدابن المرتهن فً حٌازة العمار‬
‫المرهون‪ ،‬ؼٌر أنه واستثناء من هذا األصل فمد أجاز المشرع للدابن المرتهن حٌازة العمار‬
‫محل الرهن الرسمً من أجل اإلستفادة من ثماره‪ ،‬على أساس أن لٌمة ما ٌستفٌد منه الدابن‬
‫من هذه الثمار ٌخصم من أصل الدٌن وتوابعه متى تم التنفٌذ على العمار‪ ،‬أو تجنبا لبٌعه جبرا‬
‫إذا كان المدٌن لد لطع شوطا ال بؤس به فً سداد ما بذمته ثم عجز أو امتنع فٌما بعد عن أداء‬
‫ما تبمى من األلساط‪.‬‬

‫ؼٌر أن هذا اإلستثناء لم ٌتركه المشرع على إطالله‪ ،‬بل لصره على مإسسة المرض‬
‫مرسوم ‪ 17‬دجنبر ‪ ،1968‬وتطبٌما لهذا‬ ‫‪ 59‬من‬ ‫العماري والسٌاحً من خالل الفصل‬
‫اإلستثناء جاء فً أمر صادر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بوجدة ‪ 1‬ما ٌلً‪..." :‬حٌث إنه تبعا‬
‫لذلن‪ ،‬وتطبٌما لممتضٌات المانون وخاصة الفمرة الثالثة من الفصل ‪ 59‬من مرسوم ‪-12-17‬‬
‫‪ ، 1968‬فإن الطالبة ٌحك لها حٌازة العمار موضوع الرهن لصد استخالص جمٌع مداخٌله‬
‫وتطبٌما لممتضٌات الفصل ‪ 149‬من ق‪.‬ل‪.‬ع نؤذن لمإسسة المرض العماري والسٌاحً بحٌازة‬
‫العمار‪ ...‬وهو عبارة عن فندق‪ ،‬كما نؤذن للطالبة استخالص ما ٌذره هذا الفندق من مداخٌل‬
‫شهرٌة مع اعتبار ما تتوصل به الطالبة سٌتم خصمه من مبلػ الدٌن ولت األداء أو ٌوم تنفٌذ‬
‫مسطرة اإلنذار العماري‪"...‬‬

‫‪ 1‬األمر الصادر فً الملؾ رلم ‪ 98/232‬بتارٌخ ‪ 08‬شتنبر ‪ ،1998‬لم ٌذكر رلم األمر فً األصل المحفوظ بكتابة‬
‫الضبط بالمحكمة االبتدابٌة بوجدة‪( ،‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫أنظر فً نفس الصدد األوامر اإلستعجالٌة المنشورة بمجلة الحدث المانونً العدد ‪ 15‬أبرٌل‪ 1999 ،‬ص‪ ،14‬وٌتعلك‬
‫األمر بـ‪:‬‬
‫‪-‬األمر أالستعجالً عدد ‪ 233/2201‬الصادر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بؤنفا بتارٌخ ‪ٌ /26‬ولٌوز ‪ 1996‬فً الملؾ‬
‫عدد ‪.96/1809‬‬
‫‪-‬األمر أالستعجالً عدد‪ 86/67‬الصادر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بالدمحمٌة بتارٌخ ‪ٌ 12‬ونٌو ‪ 1986‬فً الملؾ عدد‬
‫‪.86/30‬‬
‫‪-‬األمر أالستعجالً عدد‪ 95/71‬الصادر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بمراكش بتارٌخ ‪ 30‬ؼشت ‪ 1995‬فً الملؾ‬
‫عدد ‪.96/1809‬‬
‫‪-‬األمر أالستعجالً عدد‪ 96/82‬الصادر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بوارززات بتارٌخ ‪ 14‬ماي ‪ 1996‬فً الملؾ‬
‫عدد ‪.96/1809‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫والرأي فٌما أعتمد‪ ،‬أن هذا اإلستثناء الذي خص به المشرع مإسسات المرض العماري‬
‫والسٌاحً ربما إذا تم تعمٌمه على بالً المإسسات ‪ 1‬سٌراعً مصالح كل من الدابن والمدٌن‬
‫على حد سواء‪ ،‬ذلن أن األول سٌتمكن من استرجاع جزءا من دٌنه حتى لبل اللجوء إلى‬
‫مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً‪ ،‬فً حٌن أن الثانً وإن كان سٌفمد ما ٌذره العمار المرهون من‬
‫مداخٌل خالل فترة انتمال الحٌازة إلى الدابن إلى أن األمر سٌساعده على تؽطٌة البعض من‬
‫مبلػ الدٌن وربما تجنب التنفٌذ على العمار إذا كانت ثماره كافٌة لسداده‪ ،‬على أن هذا اإلستثناء‬
‫ٌجب تمٌٌده بالحالة التً ٌكون فٌها العمار المرهون منتجا لثمار سواء كانت طبٌعٌة أو مدنٌة‬
‫ٌمكن للدابن اإلستفادة منها‪ ،‬كما ٌجب إخضاعه بدوره للرلابة المضابٌة‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬شرط تملك الدائن المرتهن للعقار المرهون‬

‫لد ٌحدث أن ٌتفك الدابن المرتهن مع المدٌن أثناء إبرام العمد على أن ٌصبح العمار‬
‫المرهون ملكا لألول بمجرد حلول أجل استحماق الدٌن دون أدابه من طرؾ المدٌن‪ ،‬من هنا‬
‫تطرح إشكالٌة ترتبط بمدى جواز إٌراد هذا الشرط فً العمد؟ وما أثره على ملكٌة المدٌن‬
‫للعمار عند حلول أجل الوفاء؟‪.‬‬

‫إن المشرع المؽربً عند تنظٌمه ألحكام الرهن الرسمً لم ٌمنع الدابن المرتهن من‬
‫تملن العمار المرهون لعدم الوفاء عند حلول األجل‪ ،‬ؼٌر أنه وبرجوعنا لمانون اإللتزامات‬
‫والعمود باعتباره الشرٌعة العامة فً حالة ؼٌاب نص خاص بمسؤلة معٌنة‪ ،‬نجده عند معرض‬
‫تنظٌمه ألحاكم الرهن الحٌازي ٌنص على بطالن شرط تملن العمار أو بٌعه دون اللجوء إلى‬
‫‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬فً فصله‬ ‫المضاء فً فصله ‪ ،1226‬وهو األمر الوارد أٌضا فً ظهٌر‬
‫‪ ،2104‬ومن هذا المنطلك ٌمكننا إسماط هذا الحكم على الشرط الذي ٌورده الدابن المرتهن‬

‫‪ 1‬وهو التوجه الذي ٌالحظ بدأ المشرع المؽربً نهجه من خالل لرارٌن صادرٌن عن وزٌر المالٌة وااللتصاد مكن‬
‫بممتضاهما كال من البنن الشعبً المركزي وشركة وفاء للعمار حٌازة العمار المرهون‪ ،‬وٌتعلك األمر بـ‪:‬‬
‫‪ -‬المرار رلم ‪ 98.1848‬بتارٌخ ‪ 25‬سبتمبر ‪ ،1998‬منشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ ،4636‬الصادرة بتارٌخ ‪ 5‬نونبر‬
‫‪ ،1998‬ص‪( .747‬بالنسبة للبنن الشعبً المركزي)‪.‬‬
‫‪ -‬المرار رلم ‪ 98.1754‬بتارٌخ ‪ 3‬سبتمبر ‪ ،1998‬منشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ ،4640‬الصادرة بتارٌخ ‪ 19‬نونبر‬
‫‪ ،1998‬ص‪ (.848‬بالنسبة لشركة وفاء للعمار)‪.‬‬
‫‪ٌ 2‬نص الفصل ‪ 104‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬على أنه‪" :‬ال ٌصبح الدابن مالكا للعمار بمجرد عدم الوفاء فً األجل‬
‫المتفك علٌه‪ ،‬وكل شرط ٌمضً بؽٌر ذلن ٌكون باطال وفً هذه الحالة ٌمكنه أن ٌطالب بالطرق المانونٌة بنزع‬
‫ملكٌة مدٌنه"‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫رهنا رسمٌا فً العمد‪ ،‬وبالتالً ٌمع باطال كل اتفاق ٌعطً الدابن الحك إذا لم ٌستوؾ دٌنه عند‬
‫حلول أجله فً أن ٌتملن العمار المرهون بؤي ثمن كان‪ ،‬على أن هذا البطالن ٌمتصر على‬
‫بطالن الشرط فمط دون عمد الرهن الذي ٌبمى صحٌحا منتجا آلثاره ‪ .1‬وكذلن ٌبطل كل اتفاق‬
‫ٌعطً الدابن الحك فً أن ٌبٌع العمار المرهون دون أن ٌراعً اإلجراءات التً فرضها‬
‫المانون كاإلتفاق على أن ٌتم بٌع العمار ودٌا أو بطرٌك المزاد بدون تدخل المحكمة‪.2‬‬

‫والرأي فٌما أعتمد‪ ،‬أن تمرٌر هذا البطالن فٌه مصلحة للمدٌن الراهن الذي لد ٌوافك‬
‫أثناء التعالد وتحت ضؽط حاجته لمبلػ المرض على أي شرط لد ٌورده الدابن المرتهن فً‬
‫عمد المرض المضمون بالرهن مستخفا بالظروؾ التً لد تعجزه عن الوفاء‪ .‬ؼٌر أن أحد‬
‫الفمه‪ٌ 3‬ذهب إلى أن شرط تملن العمار دون اللجوء إلى بٌعه لضاء أو بٌعه دون اللجوء إلى‬
‫المضاء‪ٌ ،‬كون صحٌحا إذا ألره المدٌن الراهن بعد حلول أجل استحماق الدٌن‪ ،‬ألنه آنذان‬
‫تنعدم شبهة استؽالل الدابن حاجة المدٌن وٌصبح لادرا على تمرٌر ما هو فً مصلحته‪.‬‬

‫‪le tiers‬‬ ‫المطلب الثانً‪ :‬التنفٌذ على العقار المرهون بٌن ٌدي الحائز‬
‫‪détenteur‬‬

‫لد ٌتصرؾ المدٌن الراهن فً العمار المرهون إما عن طرٌك نمل ملكٌته إلى الؽٌر‬
‫أو بإنشاء حك عٌنً علٌه من الحموق المتفرعة عنها ‪ ،4‬ورؼم أن األصل فً التنفٌذ أنه ال‬
‫ٌجوز إال على ما ٌكون مملوكا للمدٌن‪ ،‬إلى أنه ومع ذلن ٌجوز حجز العمار حتى بعد خروجه‬
‫من ذمة المدٌن إلى ذمة هذا الؽٌر المتصرؾ إلٌه ‪-‬الحابز‪ -5‬إذا كان للدابن على العمار حك‬
‫رهن‪ ،6‬وهذه اإلمكانٌة خولها المشرع المؽربً للدابن المرتهن بممتضى الفصلٌن ‪ 157‬و‪158‬‬

‫‪ 1‬الحسٌن الزٌانً‪" ،‬االبتمان العماري وتحمٌك الرهون الرسمٌة فً العمود البنكٌة" العمار واإلستثمار‪ ،‬أشؽال الندوة‬
‫الوطنٌة المنظمة من طرؾ وحدتً التكوٌن والبحث لنٌل الدكتوراه ودبلوم الدراسات العلٌا المعممة فً لانون العمود‬
‫‪ 19‬و‪ 20‬ماي ‪ ،2007 2006‬مطبعة دار النشر الجسور‪،‬‬ ‫والعمار بكلٌة الحموق بجامعة دمحم األول بوجدة ٌومً‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬ص ‪.301‬‬
‫‪ 2‬إسماعٌل إبراهٌم الزٌادي‪" ،‬التنفٌذ العماري"‪ ،‬مطابع روز الٌوسؾ الجدٌدة‪ ،‬طبعة ‪ ،1997‬ص‪.188‬‬
‫‪ 3‬حسٌن عبد اللطٌؾ حمدان‪" ،‬التؤمٌنات العٌنٌة"‪ ،‬مطبعة الدار الجامعٌة‪ ،‬طبعة ‪ ، 1988‬ص‪.464‬‬
‫‪ 4‬الحٌمر الحسن‪" ،‬خٌارات الحابز للعمار المرهون رهنا رسمٌا"‪ ،‬مجلة الملؾ‪ ،‬العدد الخامس‪ٌ ،‬ناٌر‪ ،2005 ،‬ص‬
‫‪.200‬‬
‫‪ 5‬حابز العمار هو من انتملت إلٌه ملكٌة العمار المرهون أو أي حك عٌنً آخر مما ٌجوز بٌعه بالمزاد العلنً استؽالال‬
‫بعد تسجٌل الرهن‪.‬‬
‫‪ 6‬إسماعٌل إبراهٌم الزٌادي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.149‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫من ظهٌر ‪ 1915‬فً إطار ما سماه بحك التتب ع ‪ ،droit de suite‬وعلٌه نجد الفصل األول‬
‫ٌنص على أن‪" :‬الرهن الرسمً حك عٌنً عماري على العمارات المخصصة ألداء التزام‪،‬‬
‫وهو بطبٌعته ال ٌتجزأ وٌبمى بكامله على العمارات المخصصة له وعلى كل واحد وعلى كل‬
‫جزء منها وٌتبعها فً أي ٌد انتملت إلٌها"‪ .‬كما نجد الفصل الثانً ٌنص على ما ٌلً‪" :‬الدابنٌن‬
‫اللذٌن لهم رهن مسجل على عمار ٌتبعونه فً أي ٌد انتمل إلٌها لٌرتبوا وٌستوفوا دٌونهم‬
‫حسب ترتٌب تسجٌلهم"‪ ،‬وعلٌه فإعمال حك التتبع ٌفترض إذن أن ملكٌة العمار المرهون لد‬
‫انتملت من المدٌن الراهن إلى الؽٌر‪ ،‬ألن ممارسة هذا الحك من طرؾ الدابن رهٌن بتصرؾ‬
‫المدٌن فٌه‪.1‬‬

‫وبناء علٌه ٌمكننا طرح تساإل مفاده هو هل أنه فً حالة توجٌه إجراءات التنفٌذ ضد‬
‫الحابز؛ هل ٌستفٌد هذا األخٌر من دفوع أو خٌارات ٌتفادى بها التنفٌذ على العمار الذي انتمل‬
‫إلٌه؟ (الفمرة األولى)‪ .‬وهل ٌمكن للدابن منذ البداٌة لتجنب تتبع العمار المرهون بٌن ٌدي الؽٌر‬
‫أن ٌشترط على المدٌن فً عمد الرهن عدم التصرؾ فٌه؟ (الفمرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬دفوع و خٌارات الحائز لتجنب التنفٌذ على العقار المرهون‬

‫لمد خول المشرع المؽربً للحابز وسٌلة بإمكانه اعتمادها من أجل تفادي التنفٌذ على‬
‫العمار الذي بٌن ٌدٌه‪ ،‬وتتجسد هذه الوسٌلة فً الدفع بالتجرٌد التً ولؾ عندها المشرع من‬
‫خالل الفصل ‪ 2188‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪.1915‬‬

‫ومفاد هذا الدفع أن الحابز له إذا باشر الدابن المرتهن حك التنفٌذ على العمار المرهون‬
‫الذي بٌن ٌدٌه أن ٌدفع هذه اإلجراءات وٌطالب بالتنفٌذ أوال على أموال المدٌن إذا كان لهذا‬
‫األخٌر أمواال أخرى مرهونة ضمانا لنفس الدٌن ‪ ،3‬ولعل إعمال هذا الدفع من شؤنه زعزعة‬
‫مبدأ عدم تجزبة الرهن إال أنه إجراء ٌتناسب وممتضٌات العدالة واالعتبارات العملٌة ذلن أن‬

‫‪ 1‬حسٌن عبد اللطٌؾ حمدان‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.205‬‬


‫‪ 2‬نص الفصل ‪ 188‬من ظهٌر ‪ٌ 12‬ونٌو ‪ 1915‬على "أن الؽٌر الحابز الذي لم ٌكن ملتزما شخصٌا بالدٌن‪ٌ ،‬مكن له‬
‫أن ٌتعرض على بٌع العمار المرتهن المسلم له إذا بمٌت فً تصرؾ الملتزم األصلً أو الملتزمٌن األصلٌٌن عمارات‬
‫أخرى مرتهنة من أجل نفس الدٌن وٌإجل دابما بٌع العمار أثناء إجراءات التجرٌد هذه"‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Benoit Nicod, "Les Voies d’Exécution", Imprimerie des Presses Universitaires de‬‬
‫‪France, 2ème édition Janvier 1994, p 93.‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫الحابز ٌعتبر شخصا أجنبٌا عن الدٌن المضمون بالرهن ‪ ،1‬ومادام المدٌن ٌملن عمارات أخرى‬
‫ضامنة لنفس الدٌن فاألولى أن ٌتم التنفٌذ على ما هو بٌده‪ ،‬وحتى ٌتسنى للحابز التمسن بالدفع‬
‫بتجرٌد المدٌن ٌجب أال ٌكون لد تنازل عن هذا الدفع وأن ٌتمسن به لبل بداٌة إجراءات التنفٌذ‬
‫وأن تكون هنان عمارات مرهونة ضمانا لنفس الدٌن فً ملكٌة المدٌن أو فً ملكٌة بالً‬
‫الملتزمٌن األصلٌٌن وكافٌة للوفاء بجمٌع الدٌون المضمونة بالرهن‪.2‬‬

‫ومن اآلثار المباشرة لمبول الدفع بالتجرٌد من طرؾ المحكمة إٌماؾ جمٌع إجراءات‬
‫التنفٌذ التً بوشرت فً مواجهة الحابز واعتبارها عدٌمة األثر‪ ،‬ثم تحوٌل هذه اإلجراءات‬
‫نحو عمارات المدٌن األصلً األخرى‪.3‬‬

‫وإضافة إلى الدفع بالتجرٌد ٌكون للحابز متى رؼب فً تجنب إجراءات التنفٌذ على‬
‫العمار الذي ٌحوزه‪ ،‬الدفع بعدم نفاذ الرهن فً حمه كؤن ٌدفع ببطالن عمد الرهن تطبٌما ألحكام‬
‫الرهن الرسمً أو ألحكام تسجٌل الحموق العٌنٌة وإشهارها‪.4‬‬

‫أما إذا أخفك الحابز فً تحاشً التنفٌذ على العمار المرهون باعتماد الدفوع التً خوله‬
‫إٌاها المشرع‪ ،‬أو تبٌن له أن الدٌن المضمون بالرهن العماري صحٌح ال مطعن فٌه وأن‬
‫الرهن الرسمً سلٌما نافذا فً مواجهته ‪ ،5‬أمكنه اللجوء إلى وسابل أخرى منحه إٌاها نفس‬
‫المشرع وتتمثل أساسا فً أدابه مبلػ الدٌن وتوابعه (أوال)‪ ،‬أو تخلٌه عن العمار المرهون‬
‫(ثانٌا)‪ ،‬أو االستسالم للدابن وتركه ٌواصل إجراءات نزع ملكٌة العمار من ٌده (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬أداء الحائز للدٌن المضمون بالرهن العقاري‬

‫لد ٌرى الحابز أن التنفٌذ على العمار المرهون الذي تملكه من شؤنه اإلضرار‬
‫بمصالحه‪ ،‬لذلن ٌفضل الوفاء للدابن المرتهن بحموله المضمونة بالرهن الوالع على عماره ‪،6‬‬
‫وؼالبا ما ٌختار الحابز لضاء الدٌن إذا كانت لٌمته ألل من ثمن العمار وٌكون لد استبمى لسطا‬

‫‪ 1‬مصطفى جدوع كرٌم السعد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.147‬‬


‫‪ 2‬مصطفى جدوع كرٌم السعد‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ 3‬نور الدٌن لعرج‪" ،‬الشكلٌة فً عمد الرهن فً التشرٌع المؽربً"‪ ،‬أطروحة لنٌل الدكتوراه فً المانون الخاص‪،‬‬
‫وحدة التكوٌن والبحث فً المانون المدنً‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة أكدال‪ ،‬جامعة دمحم الخامس‪،‬‬
‫الرباط السنة الجامعٌة ‪ ،2000/1999‬ص‪.206‬‬
‫‪ 4‬دمحم خٌري‪" ،‬الملكٌة ونظام التحفٌظ العماري بالمؽرب"‪ ،‬مطبعة دار نشر المعرفة‪ ،‬الرباط‪ ،1997 ،‬ص‪.462‬‬
‫‪ 5‬مصطفى جدوع كرٌم السعد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Benoit Nicod, op.cit. p93.‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫من الثمن لم ٌإده بعد للبابع باعتباره المدٌن األصلً‪ ،‬أو أن تكون لٌمة الدٌن المتبماة للٌلة جدا‬
‫فٌفضل دفعها رؼم كونه لد أدى ثمن العمار بؤكمله للبابع الراهن ‪ ،1‬أو فً حالة كونه لم ٌدفع‬
‫ثمن العمار بعد إلى البابع فٌفضل أن ٌدفعه مباشرة إلى الدابن المرتهن ممابل حصوله على‬
‫حتى ٌتجنب أي سبب ٌهدد‬ ‫شهادة رفع الٌد عن الرهن ‪la mainlevee d’hypotheque‬‬
‫تملكه لعماره ‪ ،2‬على أن األداء الذي ٌلتزم به الحابز ٌمتصر فمط على الدٌن المضمون بالرهن‬
‫المنصب على العمار الذي بحوزته دون ؼٌره من الدٌون التً لد تكون مضمونة بعمارات‬
‫أخرى ما تزال بملكٌة المدٌن أو بٌد حابزٌن آخرٌن ؼٌره‪ ،‬أو أن تكون هذه الدٌون مضمونة‬
‫بنفس العمار ولكنها ؼٌر نافذة فً مواجهة الحابز ألن تسجٌل الرهن المنصب علٌها كان بعد‬
‫تسجٌل حك الحابز على العمار المرهون‪.3‬‬

‫وٌكون للحابز متى لام بؤداء الدٌن عن المدٌن الرجوع علٌه اعتمادا على الفصل ‪196‬‬
‫من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬السترجاع ما أداه‪ ،‬ؼٌر أن التساإل الذي ٌمكن طرحه فً هذا‬
‫اإلطار؛ هو هل ٌكون للحابز الحك فً الرجوع على المدٌن األصلً أو المالن السابك للعمار‬
‫فً كل الحاالت؟ والرأي فٌما أعتمد‪ ،‬أن الحابز ال ٌكون له الحك فً ذلن إال إذا كان العمار‬
‫المضمون بالرهن لد انتمل إلٌه بعوض كحالة شرابه‪ ،‬أما إذا كان لد انتمل إلٌه بؽٌر عوض‬
‫كؤن ٌحصل علٌه عن طرٌك الصدلة أو الهبة أو الوصٌة فال مجال هنا للحابز للرجوع على‬
‫المتصدق أو الواهب أو الوصً‪.‬‬

‫ثانٌا‪ -‬تخلً الحائز عن العقار المرهون‬

‫لد ٌجد الحابز أن لضاء الدٌن المضمون برهن العمار الذي بٌن ٌدٌه ال ٌحمك مصلحته‬
‫وبالتالً ٌفضل اإلستؽناء عنه للتنفٌذ علٌه جبرا ‪ ،4‬وطالما أنه لم ٌسهم فً إنشاء الرهن ولم‬
‫ٌكن ملتزما شخصٌا بالدٌن ولد ٌتؤثر ابتمانه باعتباره شخصا تنتزع ملكٌته وبالتالً تسوء‬
‫سمعته المالٌة ‪ ،5‬من أجل ذلن رخص له المشرع إمكانٌة التخلً ‪ 1‬عن العمار وذلن برفع ٌده‬

‫‪ 1‬إسماعٌل إبراهٌم الزٌادي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.166‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Jean Vincent, " Voies d’Exécution et procédures de distribution", Dalloz, Paris, 13ème‬‬
‫‪édition, 1978, p300.‬‬
‫‪ 3‬دمحم علً إمام‪" ،‬التؤمٌنات الشخصٌة والعٌنٌة"‪ ،‬طبعة ‪(،1956‬دون ذكر المطبعة)‪ ،‬ص ‪.355‬‬
‫‪ 4‬الحٌمر الحسن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.208‬‬
‫=‬ ‫‪ 5‬إسماعٌل إبراهٌم الزٌادي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.173‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫عنه لمباشرة إجراءات التنفٌذ علٌه ضد شخص آخر تعٌنه المحكمة كحارس أو لٌم ‪ 2‬حتى ال‬
‫ٌظهر اسمه فً إجراءات نزع الملكٌة حفاظا على سمعته ؛ إضافة إلى رؼبته فً التخلص من‬
‫الجهود واألعباء التً لد ٌتحملها خالل عملٌة متابعة اإلجراءات ضده وبذلن ال تمنع مباشرة‬
‫حك التتبع إنما تإدي إلى توجٌه إجراءات التنفٌذ إلى شخص آخر فمط‪.3‬‬

‫وعن الفترة التً ٌمكن فٌها للحابز التخلً عن العمار‪ ،‬وباستمرابنا لممتضٌات ظهٌر ‪2‬‬
‫ٌونٌو ‪ 1915‬ال نجد ضمنها ما ٌحددها‪ ،‬وبما أن الهدؾ من ممارسة هذا الحك هو تفادي‬
‫توجٌه إجراءات التنفٌذ ضد الحابز وأن أول إجراء من هذه األخٌرة هو توجٌه إنذار عماري‬
‫للمدٌن األصلً والحابز فإنه من البدٌهً استنتاج أن أجل بداٌة ممارسة حك التخلً هو من‬
‫تارٌخ توصل الحابز باإلنذار ؼٌر أن اإلشكال ٌثور بخصوص فترة انتهابه‪ ،‬حٌث ٌالحظ أن‬
‫المشرع المؽربً لم ٌتطرق إلى هذا األجل لذلن فالرأي فٌما أعتمد واستنتاجا مما جاء به‬
‫الفصل ‪ 187‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪1915‬؛ أن تخلً الحابز عن العمار ٌجب أن ٌتم داخل أجل‬
‫‪ٌ 15‬وما تبتدئ من تارٌخ توصله باإلنذار العماري ألنه وبعد هذا األجل سٌحصل الدابن‬
‫المرتهن على بٌع العمار وآنذان سٌوجه إجراءات التنفٌذ ضد الحابز الذي لن ٌكون له آنذان‬
‫تفادي توجٌهها ضده‪ ،‬وأي محاولة منه فٌما بعد للتخلً عن العمار المرهون ال ٌمكن تفسٌرها‬
‫إال أنها عرللة إلجراءات التنفٌذ وضربا من ضروب التعسؾ فً استعمال حك التخلً ‪ .4‬وإذا‬
‫كان أحد الباحثٌن ‪ٌ 5‬رى أن حك التخلً تمتد ممارسته إلى ؼاٌة ٌوم رسو المزاد مستدال‬
‫بؤحكام الفصل ‪ 190‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬الذي جاء فٌه أن‪" :‬التخلً ال ٌحول دون حك‬
‫الؽٌر الحابز حتى رسو المزاٌدة فً استرداد الملن بؤدابه الدٌن كله والمصارٌؾ"؛ فالرأي فٌما‬
‫اعتمد أن ما ذهب إلٌه الباحث ال ٌتماشى وما لضى به الفصل المذكور‪ ،‬ذلن أن هذا الفصل‬
‫ٌشٌر إلى حك الحابز فً استرداد العمار إذا لام بتؤدٌة أصل الدٌن وتوابعه إلى ٌوم إجراء‬
‫المزاٌدة وأن حك التخلً الذي ٌكون لد مارسه ال ٌحول دون ذلن‪ ،‬وبالتالً فهو ال ٌشٌر‬
‫= ‪ 1‬الفصل ‪ 186‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪.1915‬‬
‫‪ 2‬الفصل ‪ 192‬من نفس الظهٌر‪.‬‬
‫‪ 3‬محً الدٌن إسماعٌل علم الدٌن‪" ،‬أصول المانون المدنً"‪ ،‬الجزء الثانً‪ ،‬الحموق العٌنٌة األصلٌة والتبعٌة‪ ،‬دار‬
‫الجٌل للطباعة‪ ،‬طبعة ‪ ،1977‬ص ‪.546‬‬
‫‪ 4‬مصطفى جدوع كرٌم السعد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪ 5‬عبد الواحد شعٌر‪" ،‬إشكالٌة الرهن العماري الرسمً كضمان بنكً فً ضوء التشرٌع المؽربً‪ -‬بٌن النظرٌة‬
‫والتطبٌك‪ "-‬أطروحة لنٌل دكتوراه الدولة فً المانون الخاص ‪( ،‬دون ذكر الوحدة)‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة‬
‫السن الجامعٌة ‪ ،1995‬ص ‪.111‬‬ ‫واالجتماعٌة‪ ،‬جامعة الحسن الثانً‪ ،‬الدار البٌضاء‪ ،‬ة‬

‫‪17‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫إطاللا إلى إمكانٌة ممارسة حك التخلً إلى ؼاٌة رسو المزاد بل على العكس فهو ٌإكد على‬
‫أنه فً هذه الحالة ٌكون حك التخلً لد تم إعماله سابما‪.‬‬

‫إضافة إلى أن إعمال هذا الحك إلى ؼاٌة ٌوم المزاٌدة سٌفمد عنه الهدؾ الذي وضع‬
‫من أجله ألنه آنذان ستكون معظم إجراءات التنفٌذ لد استنفذت وبالتالً فال مناص من تفادٌها‬
‫بعد أن أوشكت على االنتهاء‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬ترك الدائن المرتهن ٌواصل إجراءات التنفٌذ على العقار المرهون‬

‫إذا لم ٌتمكن الحابز من دفع تتبع الدابن المرتهن للعمار المرهون بٌن ٌدٌه‪ ،‬ولم ٌسدد‬
‫الدٌن بكامله ولم ٌتخل عن العمار لن ٌكون أمامه إال فسح المجال للدابن المرتهن فً أن ٌطلب‬
‫بٌع العمار المرهون وفك إجراءات الحجز العماري ‪ ،1‬مع إتاحة الفرصة للحابز للمشاركة فً‬
‫المزاٌدة‪ ،‬وعلٌه فإن آثار البٌع تختلؾ باختالؾ من رسا علٌه المزاد هل هو الحابز أو ؼٌره؟‪.‬‬

‫ففً حالة رسو المزاد على الحابز فإن ملكٌة العمار تثبت له لٌس بممتضى محضر‬
‫المزاد ولكن بممتضى سند ملكٌته األصلً‪ ،‬إضافة إلى تطهٌر العمار من أي حك كان ممررا‬
‫على العمار عند انتمال ملكٌته؛ عدا تلن التً لررها الحابز بنفسه على العمار فً الفترة‬
‫الممتدة ما بٌن اكتسابه الملكٌة بممتضى سند التملن األصلً وبٌن تسجٌل محضر إرساء‬
‫المزاٌدة علٌه بالرسم العماري‪.2‬‬

‫أما فً حالة رسو المزاد على ؼٌر الحابز فإن ملكٌة العمار تنتمل إلى من رسا علٌه‬
‫المزاد مطهرة من جمٌع الحموق العٌنٌة التبعٌة بؤنواعها‪ ،‬دون األصلٌة منها والتً ٌضل‬
‫العمار مثمال بها طالما كانت مسجلة لبل‪ 3‬لٌد الرهن‪.‬‬

‫وإذا كنا لد ولفنا عند حك التتبع كحك خوله المشرع للدابن المرتهن حالة تصرؾ‬
‫المدٌن فً العمار المرهون إال أنه ٌالحظ عملٌا أن المإسسات البنكٌة الممرضة تعمد من خالل‬
‫بعض الممارسات إلى تجاوز هذا الحك بصفة مطلمة وذلن من خالل اشتراطها على المدٌن‬

‫‪ 1‬المختار بن أحمد عطار‪" ،‬التحفٌظ العماري فً ضوء المانون المؽربً"‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة بالدار البٌضاء‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪ ،2008‬ص ‪.218‬‬
‫‪ 2‬إسماعٌل إبراهٌم الزٌادي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.176 -175‬‬
‫‪ 3‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.604‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫الراهن أثناء إبرام عمد المرض المضمون بالرهن عدم التصرؾ فٌه أو تفوٌته ومن هذا‬

‫المنطلك تطرح إشكالٌة حول مدى جواز إدراج هذا الشرط فً العمد؟‪.‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬اشتراط الدائن المرتهن على المدٌن عدم التصرف فً العقار‬
‫المرهون‬

‫إن المإسسات البنكٌة ومن أجل حماٌة مصالحها بشكل أكبر تعمد إلى تضمٌن عمد‬
‫المرض مجموعة الشروط التً من شؤنها تمٌٌد حرٌة المدٌن الراهن فً التصرؾ فً العمار‬
‫المرهون‪ ،‬ومن أمثلة هذه الشروط ‪ 1‬نجد‪ٌ" :‬متنع الممترض عن المٌام أو السماح بالمٌام دون‬
‫موافمة مسبمة من طرؾ البنن بؤٌة عملٌة مما ٌلً‪:‬‬

‫‪ -‬إنشاء رهن عماري أو رهن حٌازي أو امتٌاز على الممتلكات موضوع الضمان بهذا‬
‫العمد أو إٌجارها‪.‬‬

‫‪ -‬تفوٌت كل أو جزء من هذه الممتلكات أو تمدٌمها إلى شركة أو بصفة عامة إلى‬
‫الؽٌر"‬

‫وإذا كان الهدؾ من إدراج هذه الشروط تمٌٌد سلطة المدٌن فً التصرؾ فً عماره؛‬
‫فهل فً حالة تجاوزها من طرفه وإجرابه تفوٌتا للعمار المرهون ٌعتبر هذا التصرؾ باطال؟‪.‬‬

‫إن البطالن كجزاء رتبه المشرع حماٌة للنظام وحموق بعض األفراد فً العاللة‬
‫التعالدٌة ال ٌمكن تمرٌره إال بنص‪ ،‬وبالتالً فإنه وأمام ؼٌاب أي نص لانونً ٌرتب جزاء‬
‫البطالن على تفوٌت العمار المرهون فإنه ٌجب إعمال المبدأ المابل بؤن األصل فً التصرفات‬
‫الصحة‪.2‬‬

‫إضافة إلى أن المشرع المؽربً فً معرض تنظٌمه لممتضٌات الرهن الحٌازي فً‬
‫الفصل ‪ 1177‬من ق‪.‬ل‪.‬ع نص فٌه على أن‪" :‬من رهن شٌبا ال ٌفمد الحك فً تفوٌته" وبالتالً‬
‫ٌمكن إسماط ممتضٌات هذا الفصل على حالة تفوٌت العمار المرهون رهنا رسمٌا على اعتبار‬

‫‪ 1‬هذه الشروط مستماة من نموذج لعمد لرض مضمون برهن عماري مع مإسسة البنن الشعبً فً الفصل الخامس‬
‫من العمد (أنظر الملحك)‪.‬‬
‫‪ٌ 2‬ونس الزهري‪ "،‬بعض اإلشكاالت العملٌة لمسطرة تحمٌك الرهن الرسمً"‪ ،‬مجلة المناهج عدد مزدوج ‪ ،8/7‬السنة‬
‫‪ ،2005‬ص ‪.29‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫أن لانون اإللتزامات والعمود هو الشرٌعة العامة التً ٌتم الرجوع إلٌها فً كل ما ؼاب عنه‬
‫نص‪ .‬كما أن المشرع من خالل ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬عندما منح للحابز حك تتبع العمار فً‬
‫ٌد من انتملت إلٌه ملكٌة العمار المرهون‪ ،‬ربط ضمنٌا ممارسة حك التتبع بوجود تفوٌت للعمار‬
‫سواء كان بعوض أو بؽٌر عوض‪ ،‬وبالتالً ال ٌمكن ممارسة أحد الحمٌن بمعزل عن اآلخر‬
‫وهو األمر الذي أكدته محكمة اإلستبناؾ بمراكش فً لرار ‪ 1‬لها جاء فٌه‪" :‬وحٌث أن المشرع‬
‫أعطى الحك للمرتهن تتبع العمار المرهون فً أي ٌد انتملت إلٌه طبما لممتضٌات الفصل ‪157‬‬
‫من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬فإنه ال ٌمكن أن ٌكون لحك التتبع أي معنى إذا لم ٌكن من حك‬
‫الراهن بٌع الشًء المرهون‪ ،‬وحٌث أن هذا التؤوٌل ٌزكٌه المانون العام وهو لانون اإللتزامات‬
‫والعمود الذي ٌعتبر نصا عاما ٌلجؤ إلى تطبٌمه عند عدم وجود النص الخاص فً الظهٌر‬
‫المذكور الذي لم ٌنظم سوى الرهن الرسمً الذي ٌعد تسجٌله وسٌلة تموم ممام لبض المرهون‬
‫فً الرهن الحٌازي‪ ،‬فالؽاٌة منها حفظ المرهون ضمانا للدابن وتؤمٌنا لمصلحته‪ ،‬وحٌث بناء‬
‫على كون الؽاٌة واحدة من الرهنٌن معا فإن المشرع المؽربً إذا كان لد سمح للراهن بتفوٌت‬
‫العمارات المرهونة حٌازٌا طبما للفصل ‪ 1177‬من ق‪.‬ل‪.‬ع فإنه بالممابل لم ٌمنع تفوٌت ما‬
‫رهن رسمٌا ضمن المٌود الواردة فً هذا النص"‪.‬‬

‫هذا إضافة إلى ما جاء فً الفصل ‪ 110‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الذي نص على أن‪" :‬الشرط الذي‬
‫ٌنافً طبٌعة الفعل المانونً الذي أضٌؾ إلٌه ٌكون باطال وٌبطل اإللتزام الذي تعلك علٌه‪،‬‬
‫ومع ذلن ٌجوز تصحٌح هذا اإللتزام إذا تنازل صراحة عن التمسن بالشرط الطرؾ الذي‬
‫وضع لصالحه"‪.‬‬

‫وختاما ٌمكن لنا أن نخلص إلى أن المدٌن الراهن من حمه تجاوز هذه الشروط‬
‫المدرجة فً عمد المرض والتً تمنعه من التصرؾ فً عماره المرهون وبالتالً إجراء ما‬
‫شاء من التصرفات على العمار حتى دون الرجوع إلى المإسسة البنكٌة ألخذ اإلذن منها‪،‬‬
‫والمانون ٌزكٌه فً هذا بإبطال تلن الشروط وإبطال حتى عمد الرهن‪ ،‬على أن بطالن هذا‬

‫‪ 1‬المرار عدد ‪ 1185‬الصادر بتارٌخ ‪ 23‬دجنبر ‪ ،1997‬منشور بجرٌدة األحداث المؽربٌة عدد ‪ ،295‬ص ‪ ،7‬أورده‬
‫نور الدٌن لعرج‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.199‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫األخٌر باعتباره التزاما تابعا ال ٌمتد إلى بطالن اإللتزام األصلً الذي هو عمد المرض والذي‬
‫تبمى ذمة المدٌن مثملة به‪.1‬‬

‫‪le‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬التنفٌذ على العقار المرهون بٌن ٌدي الكفٌل العٌنً‬
‫‪caution réel‬‬

‫فً كثٌر من األحٌان ٌجد الشخص الراؼب فً الحصول على لرض من مإسسة بنكٌة‬
‫نفسه عاجزا عن توفٌر ضمانات ٌمنحها لهذه المإسسات ممابل منحه المرض؛ أو أن تكون‬
‫لٌمة العمارات التً لدمها كضمان ألل من لٌمة المرض الذي ٌرؼب فً الحصول علٌه‪ ،‬لذلن‬
‫ٌلجؤ إلى إٌجاد كفٌل عٌنً ٌضمن للدابن المرتهن لرضه وٌموي ابتمانه وثمته فً ضمان‬
‫مدٌنه‪.2‬‬

‫فالكفٌل العٌنً إذن‪ ،‬هو شخص ؼٌر المدٌن ٌنشا حك رهن على عمار أو عدة‬
‫عمارات ٌملكها ضمانا لدٌن ؼٌره ‪ 3‬بممتضى عمد كفالة عٌنٌة ‪ 4‬تكون تابعة لعمد المرض الذي‬
‫ٌبرمه المدٌن األصلً‪ ،‬وصورتها أن ٌمصر الكفٌل التزامه على عٌن معٌنة من أمواله فٌنشا‬
‫لمصلحة الدابن رهنا على تلن العٌن ضمانا للوفاء بالدٌن المكفول وٌخوله تبعا لذلن حما عٌنٌا‬
‫تبعٌا علٌها فال ٌستطٌع التنفٌذ إال على هذه العٌن ولو انتملت ملكٌتها إلى ؼٌر الكفٌل العٌنً ‪،5‬‬
‫ؼٌر أن التنفٌذ على عمار مضمون بكفالة عمارٌة ال ٌخلو من بعض اإلشكالٌات العملٌة والتً‬
‫تتمثل أساسا فً حدود المسإولٌة التً ٌتحملها الكفٌل العٌنً وضد من توجه إجراءات التنفٌذ؛‬
‫هل ضد هذا األخٌر أم ضد المدٌن األصلً؟ وفً أي ولت ٌتم توجٌهها؟ (الفمرة األولى)‪،‬‬
‫وهل من وسٌلة ٌمكن بها للكفٌل العٌنً تفادي التنفٌذ على عماره المرهون؟(الفمرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬حدود مسؤولٌة الكفٌل العٌنً عن أداء الدٌن‬


‫‪ 1‬الفصل ‪ 307‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫‪ 2‬أحمد العطاري‪" ،‬التزام المدٌن الراهن بالمحافظة على المال المرهون" ‪ ،‬بحث تؤهٌلً فً إطار دبلوم الدراسات‬
‫العلٌا المعممة فً المانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوٌن والبحث فً المانون المدنً المعمك‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة‬
‫وااللتصادٌة واالجتماعٌة أكدال‪ ،‬جامعة دمحم الخامس‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،2007/2006‬ص ‪.69‬‬
‫‪ 3‬مصطفى جدوع كرٌم السعد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ 4‬تختلؾ الكفالة العٌنٌة عن الكفالة الشخصٌة فً أنها ال تنشا التزاما شخصٌا فً ذمة الكفٌل وال تخول الدابن حما‬
‫شخصٌا على كافة أموال المدٌن‪.‬‬
‫ولد نظم المشرع المؽربً أحكام الكفالة فً الفصول من ‪ 1169‬إلى ‪ 1177‬من ق‪.‬ل‪.‬ع كما نظمها فً المواد من‬
‫‪ 662‬إلى ‪ 665‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪ 5‬إسماعٌل إبراهٌم الزٌادي‪،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.90‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫إن مباشرة إجراءات التنفٌذ لٌست لاصرة على المدٌن وحده حالة تهاونه عن الوفاء‬
‫بمبلػ المرض‪ ،‬بل ٌمكن أن تمتد لتسري فً مواجهة الكفٌل العٌنً وإجباره على تنفٌذ اإللتزام‬
‫الذي كفله بجمٌع الوسابل بما فٌها الحجز على العمار المرهون‪ 1 ،‬ؼٌر أن توجٌه إجراءات‬
‫التنفٌذ ضد الكفٌل ال ٌجب أن تتم إال بعد تكلٌؾ المدٌن األصلً بالوفاء‪ ،‬والعلة من هذا هو أنه‬
‫هو الملتزم بالدٌن فٌجب تكلٌفه باألداء لبل بدء التنفٌذ لعله ٌفً بالتزامه ‪ ،2‬وإذا ما امتنع أو‬
‫‪.3‬‬ ‫عجز عن األداء فإن إجراءات التنفٌذ آنذان ال توجه ضده بل ضد الكفٌل مباشرة وباسمه‬
‫وعلٌه فمتى كان المرض مضمونا بكفالة عمارٌة جاز للدابن متى حل أجل استحماق الدٌن‬
‫وتماعس المدٌن عن الوفاء به أن ٌوجه إجراءات التنفٌذ مباشرة ضد الكفٌل باعتباره ملتزما‬
‫‪4‬‬
‫بضمان هذا الدٌن‪ ،‬وعلى هذا سار العمل المضابً إذ جاء فً حكم صادر عن ابتدابٌة وجدة‬
‫ما ٌلً‪" :‬إن المرض مضمون برهن رسمً من الدرجة األولى وبكفالة المدعٌة وذلن حسب‬
‫الثابت من عمد المرض والشهادة العمارٌة‪ ،‬وحٌث أن المدعٌة ضمنت السٌد‪ ...‬فً أداء مبلػ‬
‫المرض والمضمون برهن رسمً عماري فً حالة ولوع أي تؤخٌر أو تماعس عن األداء‪،‬‬
‫وحٌث أن من التزم بشًء لزمه‪ ،‬وحٌث أن الكفالة هً عمد بممتضاه ٌلتزم شخص للدابن بؤداء‬
‫التزام المدعً إذا لم ٌإده هذا األخٌر بنفسه وٌبمى مسإوال عن الدٌن بصفته كفٌال‪ ،‬وحٌث أنه‬
‫للعلل أعاله ٌبمى من حك الجهة المدعى علٌها التنفٌذ على العمار المرهون الستخالص الدٌن‬
‫‪ 5‬ممصورة فً‬ ‫وتوابعه‪ ،"...‬على أن الكفٌل وكما سبمت اإلشارة تبمى مسإولٌته عن الدٌن‬
‫العمار المرهون دون أن تتعداها إلى أمواله األخرى حتى وإن كانت لٌمة العمار المرهون ألل‬
‫بكثٌر من لٌمة الدٌن المضمون به ‪ ،6‬وهو التوجه الذي سلكته أٌضا المحكمة التجارٌة بالرباط‬

‫‪1‬‬
‫‪Tahar daoudi, "cautions bancaires", 2éme édition, Elmaarif aljadida, rabat, 2002, p 28.‬‬
‫"‬ ‫‪ 2‬جمال أمركً ‪" ،‬النظام المانونً للتنفٌذ الجبري ‪-‬دراسة فً ضوء لانون المسطرة المدنٌة المؽربً والممارن‪-‬‬
‫أطروحة لنٌل شهادة الدكتوراه فً المانون الخاص‪ ،‬وحدة البحث والتكوٌن فً المانون المدنً‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة‬
‫وااللتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬جامعة الحسن الثانً‪،‬عٌن الشك‪ ،‬الدار البٌضاء‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،2006/2005‬ص‪129‬‬
‫‪ 3‬إسماعٌل إبراهٌم الزٌادي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ 4‬الحكم رلم ‪ ،02/2547‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 9‬ولٌوز ‪ ،2002‬فً الملؾ عدد ‪( ،01/152‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ٌ 5‬تضح من هذا أن مسإولٌة الكفٌل تختلؾ عن مسإولٌة الحابز‪ ،‬فً أن مسإولٌة األول عٌنٌة هو الذي أنشؤها‬
‫برضابه أما مسإولٌة الحابز فمد نشؤت بموة المانون كؤثر مرتب عن انتمال ملكٌة العمار المرهون إلى ذمته‪ ،‬كما أن‬
‫الكفٌل لٌس أجنبٌا عن الدابن المرتهن‪ ،‬فهو طرؾ فً عمد الكفالة الذي ٌربطهما معا‪ ،‬وبالتالً فالدابن المرتهن حالة‬
‫تنفٌذه على العمار المرهون فً مواجهة الكفٌل العٌنً فإنه ال ٌتبع العمار فً مواجهة الؽٌر ولكنه ٌستفٌد من عمد‬
‫الرهن فً أثره المباشر ما بٌن المتعالدٌن ألن الكفٌل العٌنً ٌكون راهنا ولٌس من الؽٌر كالحابز‪.‬‬
‫‪ 6‬جمال أمركً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.128‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫فً حكم‪ 1‬لها جاء فٌه‪" :‬الكفٌل العٌنً ال ٌلزم بالوفاء بالدٌن إال من ثمن العمار المرهون ولٌس‬
‫من أمواله األخرى‪ ،‬فالضمان العٌنً حسب العمد ممصور على العٌن وٌعتبر ضامنا بالكفالة‬
‫العٌنٌة التً لدمها"‪.‬‬

‫وعن األجل الذي ٌبدأ فٌه حك الدابن المرتهن فً التنفٌذ عن عمار الكفٌل العٌنً فهو‬
‫نفس األجل الممنوح للمدٌن األصلً من أجل األداء‪ ،‬وهو األمر الذي ٌتبٌن من خالل لرار‬
‫صادر عن محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء ‪ 2‬جاء فٌه‪" :‬حٌث أن المدعً باعتباره‬
‫كفٌال ٌبمى للدابن الحك فً الرجوع علٌه فً حالة تماطله فً تنفٌذ التزاماته‪ ،‬وأنه بحلول أجل‬
‫الدٌن ٌحك للدابن مطالبة الكفٌل"‪ ،‬ؼٌر أن هذا األجل ٌمكن أن ٌمل أو ٌزٌد عن األجل المخول‬
‫للمدٌن‪ ،3‬ففً الحالة التً ٌكون فٌها األجل الممنوح للكفٌل ألل من األجل الذي التزم به المدٌن‬
‫األصلً فال ٌمكن للدابن أن ٌطالب الكفٌل بؤداء الدٌن لبل حلول األجل الممنوح للمدٌن إعماال‬
‫لمبدأ تبعٌة التزام الكفٌل اللتزام المكفول ‪ ،4‬على أنه فً الحالة التً ٌتنازل فٌها المدٌن عن‬
‫األجل الممنوح له فإن تنازله ٌلزمه وحده وبالتالً ال ٌحتج به ضد الكفٌل الذي ال ٌمكن توجٌه‬
‫إجراءات التنفٌذ ضده إال عند حلول األجل‪ ،‬أما إذا منح الماضً أو الدابن للمدٌن أجال لألداء‬
‫فإن الكفٌل بدوره ٌستفٌد من هذا األجل‪.5‬‬

‫وعن الحالة التً ٌكون فٌها األجل الممنوح للكفٌل العٌنً أبعد من ذلن الممنوح للمدٌن‬
‫األصلً فإنه ال ٌجوز للدابن ممارسة دعوى األداء ضد الكفٌل لبل حلول األجل المتفك علٌه‬
‫حتى وإن حل األجل الممنوح للمدٌن أو سمط لسبب من األسباب كحالة مواجهته التصفٌة‬
‫المضابٌة‪ 6‬أو حتى فً حالة وفاته فال ٌحك مطالبة الكفٌل إال بحلول األجل ؼٌر أنه فً حالة‬
‫وفاة الكفٌل فإنه ٌحك للدابن مطالبة ورثته بالنسبة للتركة حتى لبل حلول أجل األداء‪.7‬‬

‫‪ 1‬الحكم رلم ‪ 1417‬الصادر بتارٌخ ‪ 24‬ماٌو ‪ ،2000‬فً الملؾ التجاري عدد ‪ ،2000/1422/1‬مجلة اإلشعاع العدد‬
‫‪ ،24 ،24‬فبراٌر ‪ ،2002‬ص‪.196‬‬
‫‪ 2‬المرار عدد ‪ 2001/10215‬الصادر بتارٌخ ‪ 7‬دجنبر ‪ ،2001‬فً الملؾ عدد ‪( ،99/10382‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ 3‬حسب الفصل ‪ 1128‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫‪ٌ 4‬ونس الزهري‪" ،‬الحجز التنفٌذي على العمار فً المانون المؽربً"‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المطبعة والورالة الوطنٌة‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪ ،2007‬ص ‪.178‬‬
‫‪5‬سلٌمان مرلس‪" ،‬الوافً فً شرح المانون المدنً فً العمود المسماة ‪-‬عمد البٌع وعمد الكفالة‪ ،"-‬دار الكتب المانونٌة‪،‬‬
‫مصر الطبعة الخامسة ‪ ،1998‬الجزء ‪ ،7‬ص‪.134‬‬
‫‪ 6‬سلٌمان مرلس‪ ،‬م‪.‬س ص ‪.85‬‬
‫‪ٌ 7‬ونس الزهري‪" ،‬الحجز التنفٌذي على العمار فً المانون المؽربً"‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.179-178‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬دفوع الكفٌل لتجنب التنفٌذ على عقاره‬

‫‪ 1140‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬ ‫ٌستفٌد الكفٌل العٌنً باعتباره ٌكفل دٌن ؼٌره؛ من حكم الفصل‬
‫الذي ٌتٌح له أن ٌتمسن فً مواجهة الدابن المرتهن بكل الدفوع المتاحة للمدٌن األصلً سواء‬
‫كانت خاصة به أو بالدٌن المضمون حتى وإن تنازل المدٌن عنها تطبٌما لمبدأ تبعٌة التزام‬
‫‪2‬‬
‫الكفٌل العٌنً‪ ، 1‬ولد صدر تطبٌما لهذا الممتضى لرارا عن محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بفاس‬
‫جاء فٌه‪" :‬وحٌث إنه من المبادئ المانونٌة أن عمد الكفالة هو عمد تابع لإللتزام األصلً وجودا‬
‫وعدما وٌبمى من حك الكفٌل التمسن بكل الدفوع التً ٌمكن للمدٌن األصلً إثارتها فً‬
‫مواجهة الدابن‪ ،‬سواء كانت دٌون شخصٌة أو متعلمة بالدٌن المضمون وفك أحاكم الفصل‬
‫‪ 1140‬من ق‪.‬ل‪.‬ع"‪.‬‬

‫وعلٌه ٌكون للكفٌل العٌنً الدفع ببطالن اإللتزام األصلً أو إبطاله إذا كان الدٌن‬
‫المضمون باطال النعدام ركن من أركانه‪ ،‬أو لابال لإلبطال لعٌب شاب رضا المدٌن‪ .‬إضافة‬
‫إلى هذا ٌكون للكفٌل العٌنً أن ٌتمسن بالدفوع الخاصة به كؤن ٌكون نالص األهلٌة أو أن‬
‫ٌكون لد اعترى رضاه عٌبا من عٌوب اإلرادة مما ٌإدي إلى إبطال الكفالة دون المساس‬
‫بالدٌن المضمون‪.3‬‬

‫ؼٌر أن أهم دفع ٌمكن أن ٌعتمد علٌه الكفٌل عملٌا هو الدفع بالتجرٌد‪ ،‬ورؼم أن‬
‫المشرع المؽربً لم ٌعط هذه الرخصة للكفٌل بنص مباشر‪ ،‬إال أن إمكانٌة استفادته منها‬
‫تستنتج من أحكام الفصل ‪ 188‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬الذي ٌجٌز للؽٌر الحابز أن ٌتعرض‬
‫على بٌع العمار المرهون المسلم له إذا بمٌت فً ذمة المدٌن األصلً عمارات أخرى مرهونة‬
‫لضمان نفس الدٌن‪ ،‬وكذا الفصل ‪ 1136‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الذي أعطى الكفٌل الحك فً أن ٌطلب‬
‫من الدابن أن ٌموم أوال بتجرٌد المدٌن ‪ 4‬من أمواله المنمولة والعمارٌة التً تكون لابلة للتنفٌذ‪،‬‬
‫ومن تم فإن الدابن ال ٌكون له حك الرجوع على الكفٌل إال بعد مباشرة التنفٌذ ضد المدٌن‬
‫وبمابه بدون جدوى‪ .‬ومتى استعمل الكفٌل حمه فً التجرٌد فإن إجراءات التنفٌذ على أمواله‬

‫‪ 1‬مصطفى جدوع كرٌم السعد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.54‬‬


‫‪ 2‬المرار رلم ‪ 135‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 29‬ناٌر ‪ ،2004‬فً الملؾ عدد ‪( ،03/800‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ 3‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪ 4‬على أن ممارسة حك التجرٌد لٌست لاصرة على الكفٌل وحده‪ ،‬إذ أن كفٌل الكفٌل بدوره له أن ٌطلب تجرٌد الكفٌل‬
‫األول لبل التنفٌذ علٌه طبما للفصل ‪ 1139‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫تتولؾ وٌعطل أي أثر نتج عنها وٌلزم الدابن آنذان بالتنفٌذ على أموال مدٌنه أوال فإذا هو‬
‫حصل على دٌنه منها برأت ذمة الكفٌل أما إذا لم تؾ سوى بجزء من الدٌن فٌحك للدابن‬
‫مباشرة التنفٌذ آنذان على عمار الكفٌل الستٌفاء ما تبمى من الدٌن فً حدود لٌمة العمار‬
‫المضمون بالرهن‪.1‬‬

‫على أن تجرٌد المدٌن من أمواله ٌمتصر على تلن التً رهنها لفابدة الدابن ضمانا‬
‫للدٌن فمط دون أن تمتد ألمواله األخرى الؽٌر مضمونة بالرهن استٌفاءا لنفس الدٌن‪.‬‬

‫كما أن حك الكفٌل فً طلب تجرٌد المدٌن لٌس مطلما‪ ،‬إذ أن المشرع حدد من خالل‬
‫الفصل ‪ 1137‬من ق‪.‬ل‪.‬ع حاالت ال ٌجوز فٌها للكفٌل أن ٌحتج ضد الدابن بهذا الدفع؛ ولعل‬
‫من أهم الحاالت التً تثار بشؤنها إشكاالت على المستوى العملً نجد الحالة التً ٌتنازل فٌها‬
‫‪ 2‬مع المدٌن‬ ‫الكفٌل عن التمسن بالدفع بالتجرٌد‪ ،‬أو الحالة التً تكون فٌها الكفالة تضامنٌة‬
‫األصلً‪ ،‬حٌث ٌجوز آنذان للدابن أن ٌباشر التنفٌذ ضد المدٌن األصلً أو الكفٌل أو هما معها‬
‫على لدم المساواة‪ ،‬وتطبٌما لهذه الحاالت فمد صدر عن المجلس األعلى ‪ 3‬لرارا له جاء فٌه‪:‬‬
‫"لكن حٌث أن المحكمة ثبت لها من عمود الكفالة المدلى بها من طرؾ المطلوب أنه لد التزم‬
‫متضامنا مع المدٌنة األصلٌة وهو شٌا مطابك لوالع الملؾ ورتب على ذلن عدم أحمٌته‬
‫ككفٌل فً المطالبة بتجرٌدها‪ ،‬تكون لد طبمت الفصل ‪ 1136‬من ق‪.‬ل‪.‬ع المحتج بخرله تطبٌما‬
‫سلٌما"‪ ،‬كما جاء فً لرار صادر عن محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بفاس ‪ 4‬ما ٌلً‪" :‬لكن حٌث‬
‫وخالفا لما زعمه الطاعن فإنه من الثابت من ظاهر الوثابك أنه لٌس مجرد كفٌل وإنما كفٌل‬
‫‪ٌ 1‬ونس الزهري‪" ،‬الحجز التنفٌذي على العمار فً المانون المؽربً"‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.174‬‬
‫‪ 2‬أي أن الكفٌل العٌنً ٌكون متضامنا مع المدٌن األصلً بصفة شخصٌة بؤداء الدٌن كله أو بعضه عن المدٌن حالة‬
‫امتناعه عن األداء‪ ،‬وطبما لما جاء الفصل ‪ 166‬من ق‪.‬ل‪.‬ع "ٌثبت التضامن بٌن المدٌنٌن إذا كان كل منهم ملتزما‬
‫شخصٌا بالدٌن بتمامه‪ ،‬وعندبذ بحك للدابن أن ٌجبر أٌا منهم على أداء هذا الدٌن كله أو بعضه"‪.‬‬
‫‪ 3‬المرار عدد ‪ 76‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 13‬ناٌر ‪ 1999‬فً الملؾ المدنً عدد ‪ ،98/133‬مجلة المحاكم المؽربٌة عدد ‪،89‬‬
‫ؼشت ‪ ،2001‬ص ‪.152‬‬
‫‪ 4‬المرار رلم ‪ 755‬الصادر عن المحكمة التجارٌة بفاس بتارٌخ ‪ٌ 01‬ونٌو ‪ 2005‬فً الملؾ عدد ‪( ،04/1151‬ؼٌر‬
‫منشور)‪.‬‬
‫أنظر فً نفس االتجاه‪:‬‬
‫‪ -‬المرار رلم ‪ 386‬الصادر بتارٌخ ‪ 6‬أبرٌل ‪ 2004‬عن نفس المحكمة فً الملؾ عدد ‪( ،03/38‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ 26‬شتنبر ‪ 2000‬فً الملؾ التجاري عدد‬ ‫‪ -‬اللرار رلم ‪ 524‬الصادر عن محكمة اإلستبناؾ بمراكش بتارٌخ‬
‫‪.00/427‬‬
‫‪ -‬اللرار رلم ‪ 421‬الصادر عن نفس المحكمة بتارٌخ ‪ 28‬ماي ‪ 2002‬فً الملؾ التجاري عدد ‪ ،1/243‬هاذٌن‬
‫الحكمٌن منشورٌن بالمولع اإللكترونً التالً‪:‬‬
‫‪www.cacmarrakech.ma/jurishpoth.‬‬ ‫‪ -‬بتارٌخ‪ 12 :‬مارس ‪.2008‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫متضامن مع المدٌنة األصلٌة‪ ...‬ومن تم فإنه ٌبمى من حك المنفذ لها مباشرة إجراءات التنفٌذ‬
‫فً مواجهة أي منهما وٌبمى بالتالً اإلستدالل بممتضٌات الفصل ‪ 1134‬من ق‪.‬ل‪.‬ع فً ؼٌر‬
‫‪1‬‬
‫محله"‪ .‬ؼٌر أنه على المستوى العملً فمد تبٌن أنه فً كثٌر من الحاالت كانت المحاكم‬
‫تستجٌب لطلب الكفٌل العٌنً فً لبول تجرٌد المدٌن األصلً أوال رؼم كونه كفٌال متضامنا‬
‫ولٌس مجرد كفٌل عٌنً‪ ،‬وحسب رأي أحد الباحثٌن ‪ 2‬فإن األمر ال ٌعدو أن ٌكون خطؤ فً‬
‫تطبٌك النص ألنه وبما أن التضامن معبر عنه صراحة فً العمد فلٌس للماضً أن ٌستند إلى‬
‫أحكام الفصل ‪ 1134‬من ق‪.‬ل‪.‬ع بل إن التضامن ٌفتح المجال لتطبٌك ممتضٌات الفصل‬
‫‪ 1137‬من نفس المانون‪.‬‬

‫وأخٌرا تجدر اإلشارة إلى أن الكفٌل العٌنً له أن ٌستفٌد من نفس الخٌارات المخولة‬
‫للحابز لتجنب التنفٌذ على عماره المرهون؛ إما بآدابه الدٌن المضمون به الرهن أو التخلً عن‬
‫العمار بنفس األحكام المطبمة على الحابز والتً سبك الولوؾ عندها‪.‬‬

‫المبحث الثاوً‪ :‬حك الدائه المزتهه فً الحصىل على السىد‬

‫التىفٍذي واألولىٌت فً استٍفاء الدٌه‬

‫إن حك الدابن المرتهن فً التنفٌذ على العمار المرهون سواء أكان بٌد المدٌن أو بٌد‬
‫ؼٌره ال ٌتؤتى له إال بناء على سند تنفٌذي ٌضفً على حمه الشرعٌة المانونٌة‪ ،‬لذلن خوله‬
‫المشرع الحك فً الحصول على هذا السند إلعمال حمه فً التنفٌذ‪ ،‬ؼٌر أن حصول المدٌن‬
‫على السند التنفٌذي ال ٌخلو بدوره من إشكاالت على المستوى العملً (المطلب األول)‪،‬‬
‫وإضافة إلى هذا ٌكون للدابن المرتهن متى لام بسلون مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً الحك‬
‫فً استٌفاء دٌنه باألولوٌة على ؼٌره من الدابنٌن(المطلب الثانً)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق الدائن المرتهن فً الحصول على السند التنفٌذي‬

‫‪ - 1‬المرار رلم ‪ 2386‬الصادر عن محكمة اإلستبناؾ بمكناس بتارٌخ ‪ 24‬دجنبر ‪( ،1985‬دون ذكر رلم الملؾ)‪.‬‬
‫‪ -‬الحكم رلم ‪ 1747‬الصادر عن المحكمة اإلبتدابٌة بسال بتارٌخ ‪ 07‬ماي ‪( 1985‬دون ذكر رلم الملؾ)‪ ،‬أوردهما دمحم‬
‫الحلوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.206‬‬
‫‪ 2‬دمحم الحلوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.206‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫ٌنشؤ الحك فً التنفٌذ الجبري بناء على وجود حكم أو ؼٌره مع الدابن ولد سماه‬
‫المانون‪ 1‬والفمه ‪ 2‬بالسند التنفٌذي‪ ،‬وهو إجراء لانونً ٌتخذ شكال معٌنا ٌخول لصاحبه حك‬
‫التنفٌذ الجبري ضد المدٌن‪ ،‬كما عرفه أحد الفمه ‪ 3‬بؤنه الورلة المعدة لإلثبات أي الدلٌل المهٌؤ‬
‫وهذا السند هو الذي ٌعطً للعون المضابً الحك فً المٌام باإلجراءات المانونٌة للتنفٌذ إذ‬
‫بدونه ال ٌمكنه البدء بؤي إجراء منها‪ ،‬فهو الذي ٌإكد الحك الموضوعً والشكلً الثابتٌن‬
‫لصاحبه‪ ،‬وهو الوسٌلة الوحٌدة التً اعتبرها المشرع المؽربً بعد استٌفابها للشروط المانونٌة‬
‫المطلوبة بحٌث ال ٌمبل العون المضابً المكلؾ بالتنفٌذ أي دلٌل ؼٌرها‪.4‬‬

‫والسندات التنفٌذٌة منها ما ٌتم تحت إشراؾ المضاء‪ ،‬وهً األحكام والمرارات‬
‫واألوامر المشمولة بالتنفٌذ المعجل وؼٌر ذلن‪ ،‬ومنها سندات ال تصدر عن المضاء وال‬
‫تخضع لإلجراءات المختلفة التً نص علٌها ق‪.‬م‪.‬م وإنما اعتبرها المشرع سندات لابلة للتنفٌذ‬
‫نظرا لطبٌعتها الخاصة التً أعطاها لها المشرع‪.5‬‬

‫والسند التنفٌذي الممصود فً هذا اإلطار والذي بناء علٌه ٌتم تحرٌن مسطرة تحمٌك‬
‫‪certificat spécial d’inscription‬‬ ‫الرهن الرسمً‪ ،‬هو الشهادة الخاصة بالرهن‬
‫المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 58‬من ظهٌر ‪ 12‬ؼشت ‪ 1913‬والفصل ‪ 204‬من ظهٌر ‪2‬‬
‫ٌونٌو ‪ 1915‬الذي جاء فٌه‪" :‬إن الدابن الحابز على شهادة بتسجٌل مسلمة له من طرؾ‬
‫محافظة األمالن العمارٌة طبما للشروط المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 58‬من الظهٌر المتعلك‬
‫بالتحفٌظ ٌمكنه وإن لم ٌكن بٌده سند تنفٌذي طلب إجراء البٌع عند عدم األداء فً إبانه وذلن‬
‫عن طرٌك النزع اإلجباري لملكٌة العمار أو العمارات التً سجل الدابن حمه علٌها"‪.‬‬

‫‪ٌ 1‬نص الفصل ‪ 280‬من لانون المرافعات المصري على أن "‪...‬السندات التنفٌذٌة هً أالحاكم واألوامر والمحررات‬
‫الموثمة‪."...‬‬
‫‪ 2‬الطٌب برادة ‪" ،‬التنفٌذ الجبري فً التشرٌع المؽربً"‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعممة فً المانون‬
‫الخاص‪( ،‬دون ذكر الوحدة والكلٌة)‪ ،‬جامعة الحسن الثانً‪ ،‬الدار البٌضاء‪ ،‬الموسم الجامعً ‪ ،1998/1997‬ص‪.73‬‬
‫‪ -‬فتحً والً‪" ،‬التنفٌذ الجبري"‪ ،‬مطبعة دار النهضة العربٌة‪ ،‬طبعة ‪ ،1982‬ص‪.280‬‬
‫‪ 3‬أمٌنة النم ر‪" ،‬لوانٌن المرافعات"‪ ،‬الكتاب الثالث‪ ،‬لواعد التنفٌذ ومنازعاته‪ ،‬مطبعة األطلس‪ ،‬الطبعة األولى سنة‬
‫‪ ،1982‬ص ‪.132‬‬
‫‪ 4‬الطٌب برادة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ 5‬حبٌبة التاٌس‪" ،‬اإلشكاالت العملٌة فً موضوع اإلنذار العماري"‪ ،‬المجلة المؽربٌة لمانون األعمال والمماوالت‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2‬ماي ‪ ،2003‬ص ‪.36‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫ؼٌر أن السإال الذي ٌمكن طرحه ارتباطا مع الشهادة الخاصة بتمٌٌد الرهن هو‪ :‬ما‬
‫هً الحاالت التً ٌمكن فٌها للدابن المرتهن الحصول على هذه الشهادة؟ أي بصٌؽة أخرى‬
‫هل ٌمكنه الحصول علٌها متى كان الرهن منصبا على عمار محفظ؟ (الفمرة األولى)‪ ،‬أم أنه‬
‫ٌمكنه ذلن حتى فً الحالة التً ٌكون فٌها العمار ال ٌزال فً طور التحفٌظ؟(الفمرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الشهادة الخاصة بتقٌٌد الرهن الوارد على عقار محفظ‬

‫متى تعلك األمر برهن رسمً منصب على عمار محفظ كان للدابن المرتهن متى حل‬
‫أجل استٌفاء الدٌن دون أن ٌتم سداده من طرؾ المدٌن الحك فً أن ٌتوجه إلى المحافظة‬
‫العمارٌة الموجود العمار بدابرة نفوذها من أجل الحصول على الشهادة الخاصة بتمٌٌد الرهن‬
‫المعتبرة بمثابة سند تنفٌذي‪ 1‬لصد بدأ إجراءات التنفٌذ وذلن من خالل طلب ٌوجهه إلى السٌد‬
‫المحافظ من أجل استصدار الشهادة الخاصة‪ ،‬حٌث ٌعمل هذا األخٌر على تهٌٌبها بناء على‬
‫الطلب المرفوع إلٌه ٌشهد فٌها أنه تم تسجٌل الرهن فً الرسم العماري لفابدة الدابن المرتهن‪.2‬‬

‫والوالع العملً ٌإكد على أنه متى وجد رهن رسمً لعمار محفظ لفابدة مإسسة مالٌة‬
‫إال وتوجد معه شهادة خاصة‪ ،‬وهذا التالزم خلمه العمل الٌومً لمإسسات المرض من أجل‬
‫تجنب اللجوء إلى المضاء عند عدم وفاء المدٌن بالدٌن المترتب بذمته فً أجله وما ٌتطلبه ذلن‬
‫من ولت ومصارٌؾ ‪ ،3‬كما أن الرسم العماري ٌشكل ضمانة توفر االطمبنان للمإسسات‬
‫المالٌة الممرضة تحول دون ظهور نزاعات فً المستمبل حول ملكٌة العمار المرهون‪ ،‬وتسمح‬
‫بتمٌٌد وإشهار جمٌع التكالٌؾ التً ٌتحملها أو سٌتحملها العمار المرهون وكذا جمٌع إجراءات‬
‫تحمٌك الرهن‪ .‬وبناء علٌها تتحدد األولوٌة بٌن الدابنٌن فً استٌفاء الدٌن ‪ .4‬من أجل هذا منح‬
‫المشرع الشهادة الخاصة لوة السند التنفٌذي لكونها أثرا مباشرا من اآلثار المترتبة على تمٌٌد‬
‫عمد الرهن بالرسم العماري ‪ ،5‬وبناء علٌها ٌتحدد مولؾ المضاء فً مباشرة إجراءات تحمٌك‬

‫‪ 1‬تجدر اإلشارة إلى أن الدابن المرتهن ٌمكنه الحصول على هذه الشهادة بمجرد تمٌٌد الرهن بالرسم العماري دون‬
‫اإلنتظار إلى حٌن وصول أجل استحماق الدٌن‪ ،‬فهً مرتبطة بتمٌٌد الرهن ولٌس بؤجل استحماق الدٌن‪.‬‬
‫دار نشر المعرفة‪ ،‬الرباط‪،2001 ،‬‬ ‫‪ 2‬دمحم خٌري ‪" ،‬حماٌة الملكٌة العمارٌة ونظام التحفٌظ العماري بالمؽرب"‪،‬‬
‫ص‪.409‬‬
‫‪ 3‬دمحم سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ 4‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ٌ 5‬ونس الزهري‪" ،‬الحجز التنفٌذي على العمار فً المانون المؽربً" الجزء األول‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.232‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫‪ 1‬فً‬ ‫الرهن الرسمً أوال وهو األمر الذي أكدته محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء‬
‫لرار لها جاء فٌه‪" :‬حٌث أن شهادة التمٌٌد الخاصة هً سند تنفٌذي فً حد ذاتها وأنه ال ٌوجد‬
‫أي فصل ٌلزم باعث اإلنذار باإلدالء بوثابك دون شهادة التمٌٌد الخاصة"‪ ،‬كما جاء فً لرار‬
‫صادر عن استبنافٌة مراكش ‪" :2‬أن اإلدالء بالشهادة الخاصة بالتمٌٌد الصادرة عن المحافظة‬
‫العمارٌة تعتبر سندا تنفٌذٌا كؤحكام اإللزام العمارٌة والمالبة للتنفٌذ الجبري لصد تحمٌك البٌع‬
‫الجبري للعمار"‪.‬‬

‫وعلٌه فمتى حصل الدابن المرتهن على الشهادة الخاصة بتمٌٌد الرهن إال وأٌده المضاء‬
‫فً أحمٌة اللجوء إلى التنفٌذ الجبري على العمار المرهون‪ ،‬وهو األمر الذي ٌتضح من خالل‬
‫حكم صادر عن المحكمة اإلبتدابٌة بملعة السراؼنة ‪ 3‬جاء فٌه‪" :‬وحٌث أن المرض العماري‬
‫والسٌاحً حابز على شهادة خاصة بالتمٌٌد سلمت إلٌه من المحافظ على األمالن العمارٌة فً‬
‫إطار الفصل ‪ 58‬من الظهٌر الشرٌؾ المإرخ فً ‪ 1913-8-12‬بشؤن التحفٌظ العماري وأن‬
‫هذه الشهادة تخول له حك اللجوء إلى البٌع بعد توجٌه إنذار إلى المدٌن طبما للفصل ‪ 204‬وما‬
‫ٌلٌه من المانون المطبك على العمارات المحفظة"‪.‬‬

‫على أنه وفً الحالة المخالفة‪ ،‬أي حالة عدم وجود الشهادة الخاصة بتمٌٌد الرهن بٌد‬
‫الدابن فإن المضاء لن ٌستجٌب لطلبه ببدئ إجراءات تحمٌك الرهن الرسمً‪ ،‬وهو األمر الذي‬

‫‪ 1‬المرار رلم ‪ 03/6210‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 2003‬فً الملؾ عدد ‪( ،98/3960‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ -‬وهو األمر الذي ٌتؤكد أٌضا على مستوى المضاء الممارن‪ ،‬إذ جاء فً لرار لمحكمة النمض الفرنسٌة‪" :‬المدٌن الذي‬
‫ال ٌكون مهتما بالوفاء بدٌونه المضمونة بالرهن مما ٌستوجب التنفٌذ على العمار طبما لممتضٌات الفصل ‪ 2213‬من‬
‫المانون المدنً الفرنسً الممر للبٌع الجبري للعمار طالما أن الرهن مثبت بعمد رسمً ٌفٌد الملكٌة وبالشهادة الخاصة‬
‫بالرهن والمعتبرة سندا تنفٌذٌا"‪.‬‬
‫‪éme‬‬
‫‪Cass civ. 17 mai 1993, la semaine juridique 67 année, N° 30, 28 juillet 1993, p 68.‬‬
‫‪ 2‬اللرار رلم ‪ 440‬الصادر بتارٌخ ‪ 4‬نونبر ‪ ،1996‬مجلة المحامً العدد ‪ٌ ،34‬ناٌر ‪ ،1999‬ص‪.208‬‬
‫انظر فً نفس اإلتجاه‪:‬‬
‫‪ -‬األمر اإلستعجالً عدد ‪ 04/373‬الصادر عن ربٌس المحكمة التجارٌة بوجدة بتارٌخ ‪ 8‬أبرٌل ‪ 2004‬فً الملؾ رلم‬
‫‪( ،13/04/373‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ -‬المرار رلم ‪ 2001/10215‬الصادر عن محكمة االستبناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء بتارٌخ ‪ 7‬دجنبر ‪ 2002‬فً‬
‫الملؾ عدد ‪( ،99/10382‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ 3‬الحكم رلم ‪ 758‬الصادر بتارٌخ ‪ 28‬أكتوبر ‪ 1993‬فً الملؾ المدنً عدد ‪ ،93/419‬مجلة المحامً عدد ‪،28‬‬
‫فبراٌر ‪ ،1996‬ص ‪.345‬‬
‫ونفس األمر جاء فً الملؾ اإلستعجالً عدد ‪ 80 /2234‬الصادر عن ربٌس المحكمة اإلبتدابٌة بمراكش بتارٌخ ‪10‬‬
‫ٌونٌو ‪ ،1980‬مجلة المحامً عدد‪ ،3‬السنة الثانٌة ‪ ،1981‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -‬المرار رلم ‪ 386‬الصادر عن محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بفاس بتارٌخ ‪ 6‬أبرٌل ‪ 2004‬فً الملؾ عدد ‪،03/38‬‬
‫(ؼٌر منشور)‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫ٌتبٌن من خالل أمر استعجالً صادر عن ربٌس المحكمة التجارٌة بوجدة ‪ 1‬جاء فٌه‪..." :‬لكن‬
‫حٌث إن الطلب لم ٌدعم بالشهادة الخاصة بالرهن والتً تعتبر السند التنفٌذي المعتمد فً‬
‫توجٌه اإلنذار والوثٌمة األساسٌة التً تتمحور حولها مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً فهً التً‬
‫تجسد الدٌن وتموم ممام الحكم باألداء وبناء علٌها ٌفتح ملؾ اإلنذار"‪.‬‬

‫‪ 204‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو‬ ‫وما تجدر اإلشارة إلٌه هو أن المشرع المؽربً فً الفصل‬
‫‪58‬‬ ‫‪ 1915‬عندما اعتبر الشهادة الخاصة بمثابة سند تنفٌذي وأحال بخصوصها على الفصل‬
‫من ظهٌر ‪ 12‬ؼشت ‪ 1913‬لد خلك نوعا من اللبس فً الشهادة المعتبرة بمثابة سند تنفٌذي؛‬
‫هل هً الشهادة المذكورة فً الفصل ‪ 58‬من ظهٌر ‪ 12‬ؼشت ‪1913‬؟ أم تلن الواردة فً‬
‫الفصل ‪ 204‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪1915‬؟‪ ،‬األمر الذي تطلب تدخل الفمه ‪ 2‬لمحاولة إزالته‬
‫والتؤكٌد على أن الشهادة المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 58‬هً مجرد شهادة عادٌة ٌمكن لكل‬
‫من ٌرؼب فً اإلطالع على وضعٌة عمار ما أن ٌطلبها من المحافظ العماري ممابل تؤدٌة‬
‫رسم لانونً سواء كان مالكا أو كان ؼٌرا ال تربطه أٌة عاللة بالمالن‪ ،‬فً حٌن أن الشهادة‬
‫المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 204‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬هً الشهادة التً ال تسلم إال‬
‫للدابن المرتهن دون ؼٌره‪ ،‬أي أنها ترتبط وجودا وعدما بوجود عمد رهن مسجل بالرسم‬
‫العماري‪ ،‬وهو األمر الذي أكده المجلس األعلى فً أحدى لراراته ‪ 3‬التً جاء فٌها‪" :‬نعم إن‬
‫الشهادة الخاصة التً ٌسلمها المحافظ على األمالن العمارٌة والمنصوص علٌها فً الفصل‬
‫‪ 204‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬ال تعطى إال لمن له رهن رسمً على عمار محفظ"‪.‬‬

‫وعن البٌانات الواجب توافرها فً هذه الشهادة فتتمثل أساسا فً اسم المدٌن الراهن‪،‬‬
‫واسم الكفٌل العٌنً حالة وجوده‪ ،‬واسم الدابن المرتهن ‪ ،4‬واسم العمار المرهون ورلم رسمه‬

‫‪ 1‬األمر اإلستعجالً عدد ‪ 04/373‬الصادر بتارٌخ ‪ 8‬أبرٌل ‪ 2004‬فً الملؾ رلم ‪( ،13/04/373‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ 2‬لمزٌد من التفاصٌل بخصوص هذه النمطة أنظر دمحم سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪ 32‬وما ٌلٌها‪.‬‬
‫‪ 3‬المرار عدد ‪ 1433‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 17‬ونٌو ‪ ،1987‬مجلة المضاء والمانون العدد ‪ ،139‬ص ‪.81‬‬
‫‪ 4‬وتجدر اإلشارة إلى أنه بممتضى اللانون رلم ‪ 98/10‬الم تعلك بتسنٌد الدٌون الرهنٌة فإنه ٌترتب بموة المانون عن‬
‫تفوٌت الدٌون الرهنٌة نمل الرهون لفابدة صندوق التوظٌؾ الجماعً للتسنٌد (المشتري)‪ ،‬وكذا جمٌع الحموق التابعة‬
‫األخرى المتصلة بالدٌون المذكورة مثل الضمانات والرهون‪ .‬لمزٌد من التفاصٌل ٌراجع سفٌان ادرٌوش‪" ،‬تسنٌد‬
‫الدٌون الرهنٌة ‪-‬مماربة لانونٌة‪ ،‬مالٌة‪ ،"-‬أطروحة لنٌل الدكتوراه فً المانون المدنً فً المانون الخاص‪ ،‬وحدة البحث‬
‫والتكوٌن فً لانون األعمال‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة ‪ ،‬جامعة دمحم األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعٌة‬
‫‪ ،2005-2004‬ص ‪.390‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫العماري ومساحته‪ ،‬ومبلػ الدٌن والفابدة‪ ،‬ونوع الرهن ودرجته‪ ،‬إضافة إلى نوع العمد الذي تم‬
‫بناء علٌه تمٌٌد الرهن‪.1‬‬

‫وحتى ٌعتد بهذه الشهادة كسند تنفٌذي فإن المحافظ العماري ٌجب علٌه أن ٌكتب أسفلها‬
‫بؤن هذه الشهادة الخاصة لد سلمت من أجل التنفٌذ بطلب من الدابن المرتهن وٌذٌلها بتولٌعه ‪،2‬‬
‫ألنه فً الحالة التً ال ٌعٌن فٌها المحافظ بؤن هذه الشهادة لد سلمت من أجل التنفٌذ فإنها لن‬
‫تعتبر بمثابة سند تنفٌذي حتى وإن حملت فً أولها اسم "شهادة خاصة بتمٌٌد الرهن"‪.‬‬

‫وعلٌه ومتى توفرت الشروط والبٌانات التً ٌتطلبها المانون فً هذه الشهادة الخاصة‬
‫لصٌرورتها سندا تنفٌذٌا فالتنفٌذ ٌصح بها‪ ،‬ألن الدٌن ٌكون ثابتا بممتضى عمد الرهن المسجل‬
‫والشهادة الخاصة تجسد صفة المدٌونٌة‪ .‬ومن ثمة فال مجال لسلون المسطرة المنصوص‬
‫علٌها فً الفصل ‪ 148‬من ق‪.‬م‪.‬م والتً تمضً بتمدٌم ممال إلى ربٌس المحكمة اإلبتدابٌة‬
‫المختصة للموافمة على تبلٌػ اإلنذار العماري إلى المدٌن لما فٌه من مضٌعة للولت‬
‫والمصارٌؾ‪ ،3‬ؼٌر أنه على المستوى العملً ٌالحظ أن السادة المحامون ال ٌكتفون أو‬
‫ٌمتصرون على تمدٌم طلب إلى مكتب التنفٌذ بالمحكمة لمباشرة تبلٌػ اإلنذار العماري باعتماد‬
‫الشهادة الخاصة فمط‪ ،‬بل إنهم ٌتمدمون إلى ربٌس المحكمة بممال مختلؾ ملتمسٌن فٌه منه‬
‫األمر بالموافمة على تبلٌػ اإلنذار إلى المدٌن وفك ممتضٌات الفصل ‪ 148‬من ق‪.‬م‪.‬م من أجل‬
‫إضفاء الصبؽة المضابٌة على السند‪.4‬‬

‫وما ٌجدر الولوؾ عنده أخٌرا‪ ،‬هو أن المحافظ ال ٌسلم إال نسخة واحدة من الشهادة‬
‫الخاصة بتمٌٌد الرهن لمن سبك وسجل رهنه على الرسم العماري‪ ،‬فإن هً ضاعت من الدابن‬
‫المرتهن فٌتعٌن علٌه أن ٌحصل على السند التنفٌذي المضابً بواسطة دعوى لضابٌة وتحمل‬
‫ما تتطلبه إجراءات رفعها من مصارٌؾ وولت ‪ ،5‬ؼٌر أنه ٌمكن تٌسٌرا للدابن المرتهن حالة‬

‫ٌراجع أٌضا المانون رلم ‪ 98/10‬المتعلك بتسنٌد الدٌون الرهنٌة‪ ،‬الصادر بممتضى الظهٌر الشرٌؾ رلم ‪1-99-193‬‬
‫بتارٌخ ‪ 25‬ؼشت ‪ ،1999‬منشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 4726‬بتارٌخ ‪ 10‬شتنبر‪ ،1999‬ص‪.2270‬‬
‫‪ 1‬إبراهٌم بحمانً‪" ،‬تنفٌذ األحكام العمارٌة"‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪ ،‬الدار البٌضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2001‬ص ‪.37‬‬
‫‪ 2‬أنظر الملحك رلم‬
‫‪ 3‬الرافة وتاب‪" ،‬رصد لبعض اإلشكاالت العملٌة المرتبطة بشهادة التمٌٌد الخاصة" ‪ ،‬مجلة محاكمة العدد ‪ ،3‬أكتوبر –‬
‫دجنبر ‪ ،2007‬ص‪.181‬‬
‫‪ 4‬حبٌبة التاٌس‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ 5‬عبد الواحد بن مسعود‪" ،‬اإلنذار العماري"‪ ،‬مجلة البحوث‪ ،‬العدد الثانً‪ ،‬سنة ‪ ،2003‬ص ‪.56‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫ضٌاع الشهادة الخاصة منه أو تلفها‪ ،‬من أجل الحصول على نسخة أخرى أن ٌتمدم بتصرٌح‬
‫بضٌاع الشهادة لدى الجهات المختصة ممابل وصل بهذا التصرٌح ٌحوزه منها‪ ،‬وأن ٌعلن‬
‫عن هذا الضٌاع بالجرٌدة الرسمٌة ‪ ،1‬وبعد هذا ٌتمدم بطلب إلى المحافظ مصحوبا بشهادة‬
‫الضٌاع وما ٌفٌد نشر اإلعالن بالضٌاع للمحافظ من أجل الحصول على شهادة خاصة أخرى‪،‬‬
‫وتكون لهذه النسخة نفس المٌمة التً تتوفر علٌها الشهادة األصلٌة وتستعمل لنفس الؽرض ‪،2‬‬
‫ؼٌر أن المحافظ ٌمكن له أن ٌمتنع عن تسلٌم نسخة أخرى من هذه الشهادة إذا تبٌن له أن ما‬
‫ضمنه الطالب بطلبه ؼٌر صادق أو إذا ظهر له أن التلؾ الذي لحك بالشهادة األصلٌة ال ٌإثر‬
‫على محتواها أو إذا ولع تعرض على ذلن من الؽٌر ‪ ،3‬وعندها ٌمكن للطالب أن ٌرفع األمر‬
‫إلى ربٌس المحكمة اإلبتدابٌة المختصة للبت فً األمر‪.4‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬الشهادة الخاصة بتقٌٌد الرهن الوارد على عقار فً طور‬
‫التحفٌظ‬

‫إن اطمبنان مإسسات اإلبتمان الذي ٌدفعها إلى منح سلفات رهنٌة ألصحاب العمارات‬
‫المحفظة إنما راجع لما ٌمنحه نظام السجالت العمارٌة لها من أرضٌة صلبة وأمن عماري‬
‫مطلك‪ٌ ،‬مكنانها من التوفر على العناصر الضرورٌة لحسن توظٌؾ رإوس أموالها عن‬
‫طرٌك المروض الرهنٌة‪ ،‬ذلن أن هذه األخٌرة ال ٌمكن أن تمنح مإسسات اإلبتمان ضمانا‬
‫عمارٌا إال إذا كانت الملكٌة التً ٌعتمد علٌها ترتكز على أرضٌة صلبة من حٌث أوصافها‬
‫المانونٌة وحدودها المادٌة وهو األمر الذي ٌوفره نظام التحفٌظ العماري المؽربً ‪ .5‬ؼٌر أن‬
‫هذا ال ٌمنع مإسسات اإلبتمان من منح لروض مضمونة بعمارات ال تزال فً طور التحفٌظ‪،‬‬
‫إذ أن الوضعٌة العمارٌة لهذا األخٌر ال تجمد خالل جرٌان مسطرة التحفٌظ وبالتالً ٌمكن أن‬
‫ٌكون موضوع كل المعامالت العمارٌة كالرهن ضمانا لمبلػ المرض‪.‬‬

‫ؼٌر أن حالة وجود رهن على عمار فً طور التحفٌظ تثٌر العدٌد من اإلشكالٌات أولها‬
‫هً كٌفٌة تحمٌك هذا الرهن حالة عدم األداء؟ وبما أن تحمٌك الرهن على عمار محفظ ال‬
‫‪ 1‬الرافة وتاب‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫‪ 2‬أنظر الفمرة الثانٌة من الفصل ‪ 102‬من ظهٌر ‪ 12‬ؼشت ‪ 1913‬المتعلك بالتحفٌظ العماري‪.‬‬
‫‪ 3‬الرافة وتاب‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫‪ 4‬الفصل ‪ 103‬من ظهٌر ‪ 12‬ؼشت ‪.1913‬‬
‫‪ 5‬دمحم ابن الحاج السلمً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.264‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫ٌبتدئ إال بعد الحصول على الشهادة الخاصة فهل ٌمكن للمحافظ العماري منح هذه الشهادة‬
‫حتى فً حالة ارتباط الرهن بعمار ال ٌزال موضوع مطلب التحفٌظ؟‪.‬‬

‫إن اإلجابة عن هذه التساإالت تمتضً منا الولوؾ أوال عند طبٌعة الرهن الوارد على‬
‫عمار فً طور التحفٌظ هل هو رهن رسمً؟ أم هو ؼٌر ذلن؟‪.‬‬

‫ٌنص الفصل ‪ 84‬من ظهٌر التحفٌظ العماري على أنه‪" :‬إذا نشؤ على عمار فً طور‬
‫التحفٌظ حك خاضع لإلشهار أمكن لصاحبه من أجل ترتٌبه فً التسجٌل والتمسن بالحك‬
‫المذكور فً مواجهة الؽٌر أن ٌودع بالمحافظة الوثابك الالزمة للتسجٌل وٌمٌد هذا اإلٌداع‬
‫بسجل التعرضات‪ ،‬وٌسجل هذا الحك فً الرسم العماري بالرتبة التً عٌنت له بالتمٌٌد السابك‬
‫وذلن فً ٌوم التحفٌظ وبشرط أن ٌسمح به إجراء المسطرة"‪ ،‬وباستمرابنا لممتضٌات هذا‬
‫الفصل ٌظهر لنا أن المشرع لد أجاز إنشاء حك خاضع لإلشهار كالرهن العماري على عمار‬
‫فً طور التحفٌظ ؼٌر أن تمٌٌد هذا الحك ال ٌعدوا أن ٌكون فً سجل اإلٌداع الذي تمٌد فٌه‬
‫التعرضات وال ٌمٌد بالرسم العماري إال إذا انتهت مسطرة التحفٌظ وأسس الرسم النهابً‬
‫للعمار‪.‬‬

‫وبناء علٌه "فطبٌعة الرهن الوارد على عمار فً طور التحفٌظ تتكٌؾ وفما لوضعٌة‬
‫العمار‪ ،‬فالعمار الذي لم ٌإسس بشؤنه رسم عماري ال ٌمكن تصور إنشاء رهن رسمً علٌه‬
‫بالمفهوم المانونً إال إذا تم تؤسٌس رسم عماري له‪ ،‬بحٌث ٌمكن بعد ذلن للمحافظ العماري أن‬
‫ٌسلم للمستفٌد منه شهادة خصوصٌة بالرهن تثبت حموله على العمار الممدم كضمان‪ .‬أما لبل‬
‫تؤسٌس الرسم العماري فإن الرهن وبالرؼم من إٌداعه بالمحافظة العمارٌة ال ٌمكن اعتباره‬
‫رهنا رسمٌا بل مجرد وعد بالرهن ال ألل وال أكثر"‪.1‬‬

‫وانطاللا مما سبك ٌثبت أنه ال مجال للحدٌث عن وجود شهادة خاصة دون وجود‬
‫رهن رسمً ممٌد‪ ،‬وال مجال للحدٌث عن هذا األخٌر دون وجود رسم عماري‪ ،‬أي أن كال من‬
‫الشهادة الخاصة والرهن الرسمً ٌرتبطان وجودا وعدما بكون العمار المرهون محفظا‪.‬‬

‫‪ 1‬دمحم خٌري‪" ،‬عمار فً طور التحفٌظ والشهادة الخاصة بالرهن"‪ ،‬الحدث المانونً ‪-‬عدد خاص تحمٌك الرهن‬
‫العماري‪ -‬العدد ‪ 15‬أبرٌل ‪ ،1999‬ص ‪.12‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫والرأي فٌما أعتمد أن الجدل الذي أثٌر حول مدى إمكانٌة استصدار شهادة خاصة‬
‫بخصوص عمار فً طور التحفٌظ؟ لم ٌكن له داع ألن ٌثار منذ البدء‪ ،‬ذلن أن المشرع‬
‫العماري عندما اعتبر هذه الشهادة بمثابة سند تنفٌذي ٌخول الدابن المرتهن حك اللجوء إلى‬
‫مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً نص على ذلن بممتضى الفصل ‪ 204‬الوارد فً ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو‬
‫‪ ، 1915‬والمشرع سمى هذا الظهٌر بالتشرٌع المطبك على العمارات المحفظة أي أن‬
‫ممتضٌاته تنحصر فً حالة كون العمار محفظا وله رسم عماري ولٌس حالة كون هذا العمار‬
‫ال تزال وضعٌته رهٌنة بمآل مطلب التحفٌظ‪.‬‬

‫وبهذا ٌتضح أن الشهادة التً ٌسلمها المحافظ العماري إلى الدابن المرتهن عندما ٌتعلك‬
‫األمر برهن وارد على عمار فً طور التحفٌظ ال تعدو أن تكون شهادة عادٌة تفٌد بؤن العمار‬
‫هو موضوع مطلب للتحفٌظ وأنه تم إٌداع عمد رهن علٌه ‪ .1‬ولد درج العمل المضابً على‬
‫أخذ وضعٌة العمار بعٌن اإلعتبار لبل مباشرة إجراءات التنفٌذ الجبري‪ ،‬ومن أمثلة ذلن ما‬
‫جاء فً منطوق حكم صادر عن المحكمة التجارٌة بوجدة‪" :2‬حٌث إن المدعً استند فً دعواه‬
‫على الشهادة المستخرجة من مطلب التحفٌظ‪ ...‬لكن وحٌث إن تمٌٌد الرهن على عمار‬
‫‪ 84‬من ظهٌر التحفٌظ‬ ‫موضوع مطلب التحفٌظ هو مجرد إٌداع طبما لممتضٌات الفصل‬
‫العماري وأن مصٌره ٌبمى معلما على مآل المطلب ذاته‪ ،‬فإن تحول إلى رسم فً اسم المدٌن‬
‫الراهن أصبح الرهن رسمٌا منتجا بآثاره المانونٌة‪ ،‬أما لبل ذلن فال ٌنتج أي آثار‪ ،‬وحٌث أنه‬
‫وللعلة أعاله فإن طلب تحمٌك الرهن واإلذن ببٌع العمار الذي لم ٌتحول بعد مطلبه إلى رسم‬
‫‪3‬‬
‫عماري فً اسم المدٌن الراهن ٌجعل الطلب سابما ألوانه وٌتعٌن رده"‪ .‬وفً حكم آخر‬
‫صادر عن نفس المحكمة جاء فٌه‪" :‬إن العمار المطلوب بٌعه هو موضوع مطلب تحفٌظ ولم‬
‫ٌتم تحفٌظه بعد مما ٌبمى معه طلب بٌعه سابما ألوانه وٌتعٌن عدم لبوله"‪ ،‬ومن استمرابنا لهذه‬
‫األحكام ٌتضح لنا أن الرهن الوارد على العمار فً طور التحفٌظ ال ٌرلى إلى درجة الرهن‬
‫‪ 1‬حبٌبة التاٌس‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ 2‬الحكم عدد ‪ 02/616‬الصادر بتارٌخ ‪ 24‬دجنبر فً الملؾ رلم ‪ ،4/2002/795‬مجلة الحموق المؽربٌة عدد‬
‫مزدوج ‪ ،3/2‬السنة الثانٌة ماي ‪ ،2007‬ص ‪.181‬‬
‫‪ 3‬حكم عدد ‪ 2007/271‬الصادر بتارٌخ ‪ 4‬أبرٌل ‪ 2007‬فً الملؾ رلم ‪( ،5/05/767‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ -‬وفً نفس السٌاق جاء فً أمر صادر عن ربٌس المحكمة التجارٌة بمراكش‪" :‬إن الفصلٌن ‪ 204‬و‪ 206‬من ظهٌر ‪2‬‬
‫ٌونٌو ‪ 1915‬ال ٌطبمان على النازلة لكون العمار ال ٌزال فً طور التحفٌظ وخاضع لمواعد الفمه اإلسالمً ولٌس‬
‫لمانون التحفٌظ العماري"‪ ،‬األمر رلم ‪ 46/98‬صادر بتارٌخ ‪ 8‬أكتوبر ‪ ،2006‬مجلة المحامً عدد ‪ٌ ،34‬ناٌر ‪،1999‬‬
‫ص ‪.183‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫الرسمً ألن مصٌره ٌكون مرتبطا بمصٌر مطلب التحفٌظ‪ .‬وأحٌانا لد ٌبمى تحت رحمة‬
‫المدٌن فرؼم أن طالب التحفٌظ ال ٌمكنه التراجع عن طلبه إال أنه لد ٌتراخى فً اتباع‬
‫إجراءات التنفٌذ أو ال ٌحضر عملٌات التحدٌد رؼم استدعابه وإنذاره‪ ،‬مما سٌضطر المحافظ‬
‫إلى تولٌؾ إجراءات التحفٌظ وربما إلؽاء المطلب بكامله‪ ،‬بل وأحٌانا لد ٌسعى طالب التحفٌظ‬
‫إلى خلك تعرضات وهمٌة تحول دون تؤسٌس الرسم العماري‪.1‬‬

‫ونظرا لضعؾ الضمانات التً ٌوفرها العمار فً طور التحفٌظ فإن األبنان ؼالبا ما‬
‫تتوانى عن منح لروض مضمونة بهذه العمارات وحتى إن فعلت فإنها ال تبدأ فً منح المدٌن‬
‫تسبٌمات عن مبالػ المروض إال إذا تؤكدت من أن مسطرة التحفٌظ أوشكت على نهاٌتها وان‬
‫أجل التعرضات لد مر‪.‬‬

‫ؼٌر انه وإن كان األصل أن الشهادة الخاصة ال تسلم إال حالة كون الرهن والعا على‬
‫عمار محفظ فإن المشرع المؽربً لد وضع لهذا األصل استثناء ٌتمثل فً ما نص علٌه الفصل‬
‫‪ 11‬من مرسوم ‪ 17‬دجنبر ‪ 1968‬إذ جاء فٌه‪" :‬خالفا لممتضٌات الفصل ‪ 58‬من ظهٌر ‪12‬‬
‫ؼشت ‪ 1913‬المتعلك بالتحفٌظ فإن المحافظ ٌعمل على تسلٌم شهادة خاصة بالرهن حتى ولو‬
‫تعلك األمر بعمار فً طور التحفٌظ‪ ،‬وفً جمٌع الحاالت فإن هذه الشهادة تعتبر سندا تنفٌذٌا‬
‫وٌجب أن تحمل عبارة شهادة مسلمة طبك األصل وبمصد التنفٌذ" وهو اإلستثناء الوحٌد الذي‬
‫ٌسمح بإمكانٌة تسلٌم الشهادة الخاصة بالرهن على عمار فً طور التحفٌظ وفً هذا مخالفة‬
‫للماعدة العامة التً سبك أن ولفنا عندها‪ ،‬ولعل تبرٌر هذا اإلستثناء هو ما هدؾ إلٌه المشرع‬
‫من تدعٌم وصٌانة لمإسسات تدعم وتشجع المحٌط المروي بؽاٌة مواكبة التمدم الحضري‬
‫واإلندماج اإللتصادي واإلجتماعً والفندلً والسٌاحً وتشجٌع المروض المتعلمة بالسكن وهو‬
‫ما جعله ٌحرص على حماٌة هذه المإسسة حالة منحها لروضا مضمونة بعمارات فً طور‬
‫التحفٌظ‪ ،2‬والرأي فٌما أعتمد أنه وأمام تعدد وتوسع مجال المإسسات التً تمنح المروض‬
‫المتعلمة بالسكن وبشروط وامتٌازات مناسبة لمختلؾ الشرابح اإلجتماعٌة وأمام ما جاء به‬

‫‪ 1‬دمحم خٌري‪" ،‬عمار فً طور التحفٌظ والشهادة الخاصة بالرهن"‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ 2‬عمر الهوفً‪" ،‬إجراءات تحمٌك الرهن الرسمً" رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعممة فً المانون الخاص ‪،‬‬
‫وحدة التكوٌن والبحث فً لانون العمود والعمار‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة واإللتصادٌة واإلجتماعٌة ‪ ،‬جامعة دمحم األول‪،‬‬
‫وجدة‪ ،‬السنة الجامعٌة‪ ،2005/2004 ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪35‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫المانون رلم ‪ 98-10‬المتعلك بتسنٌد الدٌون الرهنٌة والذي جعل الشهادة الخاصة بتمٌٌد الرهن‬
‫سندا لابال للتداول‪ ،‬فإن هذا المبرر لم ٌعد له أساس أو محل إضافة إلى أن الوالع العملً أثبت‬
‫أن مإسسات اإلبتمان وحتى مإسسة المرض العماري والسٌاحً ال تخاطر بمنح لروض‬
‫مضمونة برهون منصبة على عمارات ال تزال فً طور التحفٌظ رؼم اإلمتٌاز المخول لها‬
‫بممتضى الفصل ‪ 11‬من مرسوم ‪ 17‬دجنبر ‪.11968‬‬

‫وبناء على ما سبك وبما أن الدابن المرتهن ال ٌستطٌع الحصول على الشهادة‬
‫الخاصة عندما ٌكون لرضه مضمونا برهن منصب على عمار فً طور التحفٌظ‪ ،‬فإنه حالة‬
‫حلول أجل استحماق الدٌن ورؼبته فً التنفٌذ على العمار ال ٌكون له سوى طرق باب لضاء‬
‫الموضوع بعد توجٌه إنذار عماري للمدٌن الستصدار حكم نهابً ببٌع العمار المرهون وتحدٌد‬
‫الثمن الذي سٌنطلك منه المزاد‪ ،‬وٌكون على هذا سند التنفٌذ الجبري على العمار هو الحكم‬
‫المضابً ال الشهادة الخاصة التً ٌضل مفعولها محصورا فً ضمان الرتبة التً ٌحكمها‬
‫تارٌخ اإلٌداع وٌكون لها اعتبار عند تسجٌل الحك فً الرسم بعد إنشابه‪.2‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬حق الدائن المرتهن فً األولوٌة فً استٌفاء الدٌن‬

‫إن الؽاٌة األساسٌة التً ٌصبو إلٌها كل مرتهن من خالل الضمان العٌنً عموما هً‬
‫تخوٌله سلطة استٌفاء حمه من محل الضمان وذلن بالتمدم على ؼٌره من دابنً المدٌن سواء‬
‫كانوا دابنٌن عادٌٌن أم دابنٌن مرتهنٌن مثله ‪ ،3‬والرهن الرسمً ٌمكن الدابن المرتهن من‬
‫الوصول إلى ؼاٌته إذ ٌخوله إمكانٌة التضاء حمه من ثمن العمار بعد بٌعه جبرا ‪-‬باعتباره‬
‫الوعاء الذي ٌنحصر فٌه إعمال حك التمدم‪ -‬باألسبمٌة على أي دابن آخر سواء كان دابنا عادٌا‬
‫أو مرتهنا‪(4‬الفمرة األولى)‪ ،‬ؼٌر أن تحمٌك هذه الؽاٌة مرتبط باألسبمٌة فً التسجٌل للرهن إذا‬
‫تعدد الدابنٌن المرتهنٌن لنفس العمار‪ ،‬إعماال لماعدة لانونٌة كلٌة مفادها أن "األسبك فً‬
‫التسجٌل سابك فً األفضلٌة عند التوزٌع" ؼٌر أن تطبٌك هذه الماعدة لٌس مطلما إذ تعترضه‬
‫بعض اإلستثناءات (الفمرة الثانٌة)‪.‬‬

‫‪ 1‬دمحم ابن الحاج السلمً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.265‬‬


‫‪ 2‬ملٌكة بامً‪" ،‬لراءة فً بعض فصول مرسوم ‪ 17‬دجنبر ‪ 1968‬المتعلمة باإلنذار العماري"‪ ،‬مجلة المضاء والمانون‬
‫العدد ‪ ،148‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.224‬‬
‫‪ 3‬مصطفى جدوع كرٌم السعد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪ 4‬المختار بن أحمد عطار‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.216‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫الفقرة األولى‪ :‬وعاء حق التقدم‬

‫ٌمصد بوعاء حك التمدم المال الذي ٌستوفً منه الدابن حمه بالتمدم على الدابنٌن‬
‫اآلخرٌن وحٌث إن الرهن ال ٌرد مبدبٌا إال على العمار فإن هذا األخٌر ٌكون أصال هو وعاء‬
‫التمدم‪ 1‬وإلعمال هذا الحك ٌمتضً األمر بٌع العمار المرهون بالمزاد العلنً وفك اإلجراءات‬
‫المنصوص علٌها لانونا وتحوله بالتالً إلى مبلػ نمدي ألن حك الدابن المرتهن ال ٌنصب على‬
‫العمار ككٌان مادي ولكنه ٌنصب على المٌمة اإللتصادٌة التً ٌمثلها العمار ‪ ،2‬ولضبط وعاء‬
‫‪ 3177‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪1915‬‬ ‫التمدم فمط اشترط المشرع المؽربً من خالل الفصل‬
‫ضرورة تعٌٌن المال المرهون فً العمد أي تخصٌص الرهن من حٌث العمار المرهون‪،‬‬
‫وٌمتصر مبدأ تخصٌص الرهن على اشتراط تعٌٌن العمار المرهون ذاته تعٌٌنا دلٌما دون‬
‫اشتراط تعٌٌن ملحماته‪ ،‬ألن الممصود بماعدة التخصٌص هو تحدٌد العمار المرهون استجابة‬
‫لضرورة تعٌٌن المحل لما فً ذلن من مصلحة لإلبتمان العماري‪ ،‬وعلٌه فمتى تم تحدٌد العمار‬
‫المرهون فإن الرهن الوارد علٌه ٌمتد لٌشمل ملحماته التً تعتبر عمارا بحكم المانون دون‬
‫حاجة إلى اتفاق أطراؾ العمد‪ ،‬والعلة من امتداد الرهن إلى ملحمات المرهون أنها تابعة له‬
‫وحسب الماعدة فالفرع ٌتبع األصل‪ ،4‬وهو ما نص علٌه المشرع العماري فً الفصل ‪ 159‬من‬
‫ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪.1915‬‬

‫ؼٌر أنه ما ٌالحظ فً بعض األحٌان أن ٌهلن العمار المرهون أو ٌتلؾ فتنمص لٌمته‬
‫الضامنة للرهن‪ ،‬وهو األمر الذي تنبه إلٌه المشرع المؽربً إذ جعل حك الدابن المرتهن ٌنتمل‬
‫إلى الممابل المادي للعمار الهالن أو التالؾ بممتضى الفصل ‪ 1181‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الذي جاء فٌه‪:‬‬
‫" ٌمتد الرهن الحٌازي بموة المانون إلى التعوٌضات المستحمة على الؽٌر بسبب هالن المرهون‬

‫‪ 1‬سعاد الزروالً‪" ،‬تخصٌص الرهن الرسمً فً التشرٌع العماري المؽربً"‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا‬
‫المعممة فً المانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوٌن والبحث فً المانون المدنً‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة واإللتصادٌة‬
‫واإلجتماعٌة‪ ،‬جامعة الماضً عٌاض‪ ،‬مراكش‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،2001/2000‬ص ‪.104‬‬
‫‪ 2‬سعاد الزروالً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ٌ 3‬نص الفصل ‪ 177‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬على‪" :‬إن كل عمد رهن ٌجب أن ٌعٌن لزوما اسم العمار الوالع‬
‫بخصوصه الرهن ورلم رسمه ومكانه‪ ،‬وال ٌجوز رهن األموال التً ٌحصل علٌها استمباال"‪.‬‬
‫‪ 4‬الحسن الجعدي‪" ،‬اآلثار المترتبة عن الرهن الرسمً فً التشرٌع العماري المؽربً" ‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات‬
‫العلٌا المعممة فً المانون الخاص ‪ ،‬وحدة التكوٌن والبحث فً المانون المدنً‪ ، ،‬كلٌة العلوم المانونٌة و االلتصادٌة‬
‫واإلجتماعٌة‪ ،‬جامعة الماضً عٌاض –مراكش‪ -‬السنة الجامعٌة ‪ ،2000/1999‬ص‪.84‬‬

‫‪37‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫أو تعٌبه أو بسبب نزع ملكٌته للمنفعة العامة وللدابن أن ٌتخذ اإلجراءات التحفظٌة لحفظ حمه‬
‫فً ممدار التعوٌضات"‪.‬‬

‫وإذا كان هذا النص ٌتعلك بالرهن الحٌازي كما هو واضح من عبارات النص فال مانع‬
‫من إسماط ممتضٌاته على الرهن الرسمً خاصة وأن هذا الفصل جاء فً باب األحكام العامة‬
‫للرهن الحٌازي فً ق‪.‬ل‪.‬ع والذي ٌعتبر كما سبمت اإلشارة المرجع األول فً كل ما ؼاب‬
‫بخصوصه نص‪ ،‬وٌالحظ أن المشرع من خالل هذا الفصل لد اختار تمنٌة الحلول العٌنً‬
‫كؤساس لربط حك التمدم ووعابه المتؽٌر أو المابل لذلن‪ ،‬وبفضل هذه الوسٌلة ٌمكن ضمان‬
‫نوع من استمرار الحك العٌنى للدابن المرتهن على العمار المرهون طٌلة فترة الرهن ‪ .1‬وبناء‬
‫علٌه فمتى هلن العمار المرهون فإن حك التمدم المخول للدابن المرتهن ٌنتمل إلى‪:‬‬

‫‪ -‬التعوٌض الممابل لنزع الملكٌة للمنفعة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬عوض التؤمٌن إذا هلن العمار أو تلؾ بفعل الموة الماهرة أو الحادث الفجابً وكان‬
‫مإمنا علٌه لدى شركة تؤمٌن‪.2‬‬

‫‪ -‬مبلػ التعوٌض إذا هلن العمار أو تلؾ بسبب الؽٌر‪.‬‬

‫وعن محل حك التمدم فهو ٌشمل أصل الدٌن أي المبلػ الذي أعطً من أجله والفوابد‬
‫التً تستحك على المدٌن فً حدود ما نص علٌه الفصل ‪ 160‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬الذي‬
‫جاء فٌه‪" :‬الدابن الذي سجل رهنه لتؤمٌن دٌن مإلؾ من فوابد واستحمالات دورٌة له الحك فً‬
‫أن ٌمٌد اسمه فً نفس المرتبة التً لٌد فٌها رأس المال وذلن إلستٌفاء المستحك منها عن‬
‫السنة الجارٌة والتً لبلها فمط‪ ،‬لكن على شرط أن ٌكون هذا الحك ناشبا عن عمد الرهن‬
‫ومسجال وأن ٌكون سعر الفابدة معٌنا"‪ ،‬وباستمرابنا لممتضٌات هذا الفصل نجد أن المشرع‬
‫العماري لد مٌز بٌن الفوابد المستحمة ولت لٌد الرهن وتلن المستحمة بعد هذا المٌد‪.‬‬

‫فعن األولى فهً ال تشكل محل تمدم بشكل آلً إذ ٌتعٌن على الدابن المرتهن تمٌٌدها‬
‫عند لٌد الرهن حتى ٌشملها هذا األخٌر وهنا تستحك كرأس المال‪ ،‬فإذا لم ٌفعل إهماال منه فال‬
‫ٌستحمها إال إذا طالب بها فً إطار المواعد العامة باعتبارها دٌنا عادٌا‪.1‬‬

‫‪ 1‬نور الدٌن لعرج‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.224‬‬


‫‪ 2‬الحسٌن الجعدي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪38‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫أما عن الثانٌة وهً التً تستحك بعد انعماد الرهن الرسمً فال ٌثبت للمرتهن إضافة‬
‫إلى رأس المال إال فابدة السنة الجارٌة والسنة التً لبلها بشرط أن ٌتضمن عمد الرهن أن‬
‫الدٌن ذو فابدة وأن ٌتم تمٌٌد ذلن فً الرسم العماري مع تحدٌد سعرها‪.2‬‬

‫أما الفوابد التً تزٌد عن السنتٌن فال ٌضمنها الرهن الرسمً بل تعتبر دٌنا عادٌا إال‬
‫إذا تم تسجٌلها بدورها‪ ،‬و هذا التسجٌل الذي من شؤنه أن ٌحول الفابدة المستحمة من دٌن‬
‫عادي إلى دٌن مضمون ال ٌكون له أثر لانونً وال ٌلزم الؽٌر إال من تارٌخ ولوعه‪.3‬‬

‫وتطبٌما لما سبك فمد جاء فً حكم صادر عن المحكمة التجارٌة بوجدة ‪ 4‬ما ٌلً‪" :‬حٌث‬
‫أنه بذلن فإن طلب تحمٌك الرهن ٌبمى مإسسا وٌتعٌن اإلستجابة له فً حدود مبلػ الرهن فمط‬
‫دون الفوابد اإلتفالٌة مادام تمٌٌد الرهن ال ٌشملها ألن التمٌٌد هو الذي ٌحفظ اإلمتٌاز للدابن فً‬
‫تحمٌك الرهن"‪ ،‬وفً لرار صادر عن محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بمراكش ‪ 5‬جاء فٌه‪" :‬لكن‬
‫حٌث أن ما تمسن به المستؤنؾ ال ٌستند على أساس من المانون ذلن أن تمٌٌد اإلمتٌاز ٌضمن‬
‫الدٌن األصلً وفوابد سنة واحدة فمط والسنة الجارٌة شرٌطة أن ٌنتج الحك فً الفوابد من‬
‫العمد وأن ٌكون ممٌدا وأن ٌشار إلى سعره فً سند التمٌٌد"‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬إعمال حق التقدم بٌن الدائنٌن‪.‬‬

‫إن حك التمدم ال ٌفترض إعماله إال حالة لٌام مزاحمة بٌن دابنٌن اكتسب كل منهم‬
‫ضمانا عٌنٌا خاصا على العمار المرهون ‪ ،6‬وعلٌه وحتى ٌحتل الدابن منهم مركزا ممتازا عند‬
‫توزٌع حصٌلة بٌع العمار جبرا ٌجب أن ٌكون لد سجل حمه ابتداء تسجٌال لانونٌا‪ ،‬وتجد هذه‬
‫الماعدة سندها فً الفصل ‪ 185‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬والفصل ‪ 77‬من ظهٌر ‪ 12‬ؼشت‬
‫‪ ، 1913‬وعلٌه فحالة تزاحم دابن مرتهن سجل حمه مع دابن آخر‪ ،‬كدابن عادي أو دابن‬

‫‪ 1‬مؤمون الكزبري‪" ،‬التحفٌظ العماري والحموق العٌنٌة األصلٌة والتبعٌة فً ضوء التشرٌع المؽربً"‪ ،‬الجزء الثانً‪،‬‬
‫مطبعة شركة الهالل العربٌة‪ ،‬الطبعة الثانٌة ‪ ،1987‬ص ‪.332‬‬
‫‪ 2‬المختار عطار‪" ،‬الوجٌز فً المانون المؽربً والمورٌتانً"‪ ،‬مطبعة فضاء اإلبداع والطباعة‪ ،‬مراكش‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪ ،1999‬ص ‪.191‬‬
‫‪ 3‬مؤمون الكزبري‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.332‬‬
‫‪ 4‬الحكم عدد ‪ 2008/237‬صادر فً الملؾ رلم ‪ 9/2008/125‬بتارٌخ ‪ 22‬أبرٌل ‪( ،2008‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ 5‬المرار رلم ‪ 748‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 20‬ولٌوز ‪( ،2004‬دون ذكر رلم الملؾ) منشور بالمولع التالً‪:‬‬
‫‪www.justice.gov.ma.‬‬ ‫‪ -‬بتارٌخ‪ 19 :‬ماي ‪.2008‬‬
‫‪ 6‬مصطفى جدوع كرٌم السعد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.70‬‬

‫‪39‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫مرتهن لم ٌسجل حمه فاألولوٌة تكون للدابن الذي سجل حمه حتى ولو كان تارٌخ نشوء هذا‬
‫الحك الحما عن توارٌخ نشوء حمولهم وإن كان متؤخرا فً الرتبة على جمٌع الدابنٌن‬
‫المرتهنٌن المسجلة حمولهم ‪ ،1‬فالعبرة إذن من تارٌخ التسجٌل ولٌس من درجة الرهن الواردة‬
‫فً العمد‪.‬‬

‫والحالة التً تمدم فٌها عدة طلبات للتسجٌل فً آن واحد على نفس العمار ٌكون على‬
‫المحافظ العماري الذي ٌمسن سجل اإلٌداع أن ٌضمن فٌه بؤرلام تراتبٌة وحسب ورودها علٌه‬
‫مطالب التسجٌل الممدمة إلٌه حٌث تتحدد بناء على ترتٌب ورود هذه الطلبات األفضلٌة فً‬
‫استٌفاء الدٌن أما إذا لدمت طلبات التسجٌل فً آن واحد فإن رتبة هذه الحموق تكون متساوٌة‬
‫وتؤخذ نفس المرتبة‪.2‬‬

‫وإذا كانت لاعدة األسبك فً التسجٌل سابك فً التمدم تمنح حك األولوٌة للدابن‬
‫المرتهن السابك لٌده فً استٌفاء دٌنه لبل البالٌن فإن هذه الماعدة ترد علٌها استثناءات منها ما‬
‫هو مرتبط بإرادة المشرع وما هو مرتبط بإرادة األطراؾ‪.‬‬

‫فبالنسبة لإلستثناء المرتبط بإرادة األطراؾ فٌتمثل فً تنازل الدابن المرتهن عن رتبة‬
‫رهنه‪ ، 3‬وٌمصد بها تخلً هذا األخٌر عن مرتبة رهنه لدابن آخر متؤخر عنه فً المرتبة له‬
‫على نفس العمار رهن مسجل مادام أن المركز الممتاز الذي ٌؤخذه السابك فً التسجٌل على‬
‫بالً الدابنٌن عند التوزٌع لٌس له مساس بالنظام العام‪.4‬‬

‫وعن دوافع لٌام الدابن المرتهن بالتنازل عن رتبة رهنه فمد تكون ممابل عوض معٌن‬
‫ولد ٌكون للمتنازل ضمان آخر ٌكفل حمه وٌؽنٌه عن التمسن بمرتبته المتمدمة بممتضى‬
‫الرهن‪ ،‬وٌمكن هنا إعتبار هذا التنازل بمثابة تبرع برتبة الرهن ‪ .5‬وما تجدر اإلشارة إلٌه أن‬
‫التنازل عن الرتبة ال ٌرتبط بتاتا بالتنازل عن حك الرهن‪ ،‬إذ أن هذا األخٌر هو سبب من‬

‫‪ 1‬سعاد الزروالً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.106‬‬


‫‪ 2‬الحسن الجعدي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ 3‬تجدر اإلشارة إلى أن المشرع المؽربً لم ٌمؾ عند هذا الممتضى بجوازه بنص خاص‪ ،‬أي إمكانٌة تنازل الدابن‬
‫المرتهن عن رتبة رهنه لدابن آخر‪ ،‬كما أنه لم ٌمنعه‪ ،‬لذلن ٌالحظ إعماله عملٌا‪ ،‬عكس المشرع المصري الذي أجازه‬
‫صراحة بنص المادة ‪ 1059‬من المانون المدنً وحدد شروطه‪.‬‬
‫‪ 4‬سعاد الزروالً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ 5‬دمحم جمال الدٌن زكً‪" ،‬التؤمٌنات الشخصٌة والعٌنٌة"‪ ،‬مطابع دار الشعب الماهرة‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،1979‬ص‬
‫‪.283‬‬

‫‪40‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫أسباب انمضاء الرهن ذاته وٌإدي إلى زوال حك الرهن برمته‪ ،‬أما التنازل عن مرتبة الرهن‬
‫فهو عمل لانونً ال ٌإدي إلى انمضاء الرهن بل ٌمتصر على التخلً عن مرتبته فمط لدابن‬
‫الحك له فً الرتبة وٌبمى للمتنازل حمه األصلً مضمونا بحك الرهن وإن تخلى عن مرتبته‪.1‬‬

‫أما عن اإلستثناء الوارد على لاعدة األسبمٌة فً التسجٌل سابك فً استٌفاء دٌنه بموة‬
‫المانون فٌرتبط باإلعتبارات الخاصة التً ٌمدرها المشرع لفابدة دابن معٌن صاحب حك‬
‫عٌنً‪ ،‬فٌمنحه إضافة على إعفابه من تسجٌل ‪ 2‬حمه بالرسم العماري الحك فً التمدم على سابر‬
‫أصحاب الحموق المسجلة أو على بعضها وهذه اإلعتبارات هً التً جسدها المشرع من‬
‫خالل حموق اإلمتٌاز ‪ 3‬العمارٌة الواردة فً الفصل ‪ 155‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو الذي نص على‬
‫أن‪" :‬الدٌون التً لها وحدها امتٌاز على العمارات هً‪:‬‬

‫‪ -1‬المصارٌؾ المضابٌة المنفمة لبٌع العمار وتوزٌع الثمن‪.‬‬

‫‪ -2‬حموق الخزٌنة كما تمررها وتعٌنها الموانٌن المتعلمة بها‪ ،‬وال ٌباشر هذا اإلمتٌاز‬
‫األخٌر على العمارات إال عند عدم وجود منموالت"‪.‬‬

‫وإذا كان اإلمتٌاز األول المخول للمصارٌؾ المضابٌة ال ٌثٌر أي إشكال‪ ،‬فاإلمتٌاز‬
‫الثانً المخول للخزٌنة ٌثٌر إشكاال حالة تزاحم أولوٌة الدابن المرتهن معه‪ ،‬ذلن أنه بالرجوع‬
‫إلى التشرٌع المؽربً ال نجد أي نص ٌمنحها حك اإلمتٌاز ؼٌر ذلن الوارد فً الفصل ‪ 28‬من‬
‫ظهٌر ‪ٌ 30‬ولٌوز ‪ 1952‬المتعلك بالتعمٌر والذي أعطى للخزٌنة امتٌازا على منتوج بٌع‬
‫العمار بالنسبة للؽرامات المحكوم بها عند مخالفة لوانٌن التعمٌر‪ ،‬إال أن هذا الظهٌر تم إلؽاإه‬
‫بممتضى ظهٌر ‪ٌ 17‬ونٌو ‪ 41992‬المعتبر حالٌا بمثابة لانون للتعمٌر والذي جاء خال من أي‬

‫‪ 1‬مصطفى جدوع كرٌم السعد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.76‬‬


‫‪ 2‬الفصل ‪ 156‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪.1915‬‬
‫‪ 3‬عرؾ الفصل ‪ 1243‬من ق‪.‬ل‪.‬ع اإلمتٌاز بؤنه‪..." :‬حك أولوٌة ٌمنحه المانون على أموال المدٌن نظرا لسبب‬
‫=‬ ‫الدٌن"‪.‬‬
‫= ‪ -‬كما جاء فً الفصل ‪ 154‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬على أن‪" :‬اإلمتٌاز حك عٌنً تخول بممتضاه صفة الدٌن‬
‫لدابن األفضلٌة على بالً الدابنٌن حتى ولو كانوا دابنٌن برهن رسمً"‪.‬‬
‫‪ 4‬الظهٌر الشرٌؾ رلم ‪ 1-92-31‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 17‬ونٌو ‪ ،1992‬والماضً بتنفٌذ المانون رلم ‪ 12-90‬المتعلك‬
‫بالتعمٌر‪ ،‬والمنشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 4159‬بتارٌخ ‪ٌ 15‬ولٌوز ‪ ،1992‬ص ‪.887‬‬

‫‪41‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫ممتضى مشابه للفصل ‪ 28‬المذكور سابما وبذلن لم ٌعد هنان أي نص ٌعطً اإلمتٌاز للخزٌنة‬
‫على حصٌلة بٌع العمار المرهون‪.1‬‬

‫وٌالحظ عملٌا أنه ورؼم عدم وجود نص ٌمنح للخزٌنة اإلمتٌاز على منتوج البٌع إال‬
‫أن لابض الخزٌنة كثٌرا ما ٌتعرض على ثمن بٌع العمار مدعٌا وجود هذا اإلمتٌاز ‪ ،2‬وٌستند‬
‫فً تعرضه هذا على ممتضٌات الفصلٌن ‪ 356‬و ‪ 457‬من ظهٌر ‪ 21‬ؼشت ‪ 51935‬المعدل‬
‫بظهٌر ‪ 15‬مارس ‪.1962‬‬

‫ؼٌر أنه وباستمرابنا لممتضٌات الفصلٌن المذكورٌن نجدهما ٌحددان امتٌاز الخزٌنة‬
‫على المنموالت والمعدات والبضابع وؼلل ومنتوج العمارات دون ثمن بٌعها‪ ،‬وعلٌه ٌتبٌن لنا‬
‫أن دٌن الخزٌنة على حصٌلة بٌع العمار المرهون هو دٌن عادي ال ٌرلى إلى درجة تمدٌمه‬
‫على حك الدابن المرتهن فً استٌفاء دٌنه‪ ،‬ومن تم ٌتبٌن أن تعرض لابض الخزٌنة على هذا‬
‫الثمن لٌس له سند لانونً وعلٌه ٌتعٌن تجاوزه‪ ،‬وهو ما ٌسٌر علٌه العمل المضابً فعال؛ إذ‬
‫جاء فً أمر استعجالً صادر عن المحكمة التجارٌة بمراكش ‪ 6‬أنه‪" :‬حٌث أن الفصل ‪ 56‬من‬
‫ظهٌر ‪ 15‬مارس ‪ 1962‬حصر امتٌاز الخزٌنة على األموال الراجعة للملزم بالضرٌبة على‬

‫‪ 1‬عبد الرحمان المصباحً‪" ،‬أولوٌة الدابن المرتهن للعمار عل منتوج البٌع"‪ ،‬مجلة الحدث المانونً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ 2‬عمر الهوفً ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫‪ٌ 3‬نص الفصل ‪ 56‬على أن "الخزٌنة تتمتع طٌلة سنتٌن ابتداء من تارٌخ الشروع فً استٌفاء لابمة الضرابب‬
‫المنشورة بالجرٌدة الرسمٌة بامتٌاز ٌمع على المنموالت التً ٌملكها المدٌن بالضرٌبة أو التً توجد فً المإسسات‬
‫التً تفرض علٌها الضرابب كما أنها تتمتع بامتٌاز ٌمع على محصوالت وؼلل وأكرٌة العمارات من أجل أداء‬
‫الضرابب التً تفرض على هذه العمارات وٌخول هذا اإلمتٌاز للخزٌنة حك التمدم على كل اإلمتٌازات األخرى‬
‫الخاصة أو العامة"‪.‬‬
‫‪ٌ 4‬نص الفصل ‪ 57‬على أنه‪" :‬تتمتع الخزٌنة بامتٌاز آخر ٌمع على األثاث وؼٌره من المنموالت الخاصة بالمدٌن أٌنما‬
‫كانت"‪.‬‬
‫‪ 5‬الظهٌر الشرٌؾ المتعلك بنظام المتابعات فً مٌدان الضرابب والصادر بتارٌخ ‪ 21‬ؼشت ‪ ،1935‬منشور بالجرٌدة‬
‫الرسمٌة بتارٌخ ‪ 30‬ؼشت ‪ 1935‬ص‪.979‬‬
‫‪ 6‬األمر الصادر فً الملؾ اإلستعجالً عدد ‪ 252‬عن المحكمة التجارٌة بمراكش بتارٌخ ‪ٌ 13‬ولٌوز ‪ ،2004‬مجلة‬
‫المحامً‪ ،‬عدد مزدوج ‪ٌ ،45-44‬ولٌوز ‪ ،2005‬ص‪.555‬‬
‫أنظر فً نفس السٌاق‪:‬‬
‫‪ -‬الحكم رلم ‪ 1003‬الصادر عن المحكمة اإلبتدابٌة بالدار البٌضاء بتارٌخ ‪ 11‬ماي ‪ 1971‬فً الملؾ التجاري عدد‬
‫‪ ،8762‬مجلة المحاكم المؽربٌة عدد ‪ ،43‬ماي ٌونٌو ‪ ،1986‬ص‪.113‬‬
‫‪ -‬المرار رلم ‪ 2064‬الصادر عن محكمة اإلستبناؾ بمراكش بتارٌخ ‪ٌ 13‬ولٌوز ‪ ،1987‬المجلة المؽربٌة للمانون عدد‬
‫‪ٌ ،16‬ناٌر‪ -‬فبراٌر‪ -‬مارس ‪ ،1988‬ص‪.66‬‬
‫‪ -‬األمر اإلستعجالً عدد ‪ 207/1625‬الصادر عن ربٌس المحكمة اإلبتدابٌة بعٌن السبع بتارٌخ ‪ 29‬أكتوبر ‪1966‬‬
‫فً الملؾ اإلستعجالً عدد ‪ ،96/1267‬مجلة المانون عدد ‪ ،3‬فبراٌر ‪ ،1998‬ص‪.15‬‬
‫‪ -‬األمر عدد ‪ 88/55‬الصادر عن ربٌس المحكمة اإلبتدابٌة بالمنٌطرة بتارٌخ ‪ٌ 21‬ولٌوز ‪ ،1988‬مجلة اإلشعاع العدد‬
‫‪ ،6‬السنة الثالثة دٌسمبر ‪ ،1991‬ص‪.128‬‬

‫‪42‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫المنموالت والمعدات والبضابع ثم الؽلل وما ٌنتجه العمار فمط‪ ،‬وال ٌشمل اإلمتٌاز المذكور‬
‫منتوج بٌع العمار وأنه استنادا إلى ما ذكر ٌكون تعرض السٌد لابض لباضة طنجة المركز‬
‫على منتوج بٌع العمار ؼٌر مرتكز على أساس لانونً سلٌم وٌكون بالتالً طلب المدعٌن‬
‫الرامً إلى رفع التعرض المذكور وجٌه ومإسس وٌتعٌن اإلستجابة إلٌه‪ ...‬وحٌث أنه انطاللا‬
‫مما ذكر‪ٌ...‬تعٌن حماٌة الدابن الممتاز من هذه التعرضات الؽٌر مبررة"‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫الفصل الثاوً‪:‬‬

‫إجزاءاث مسطزة تحقٍك الزهه الزسمً وعىارضها‪.‬‬

‫لمد عمد المشرع المؽربً من أجل تفعٌل آلٌة الرهن الرسمً باعتباره ضمانة صلبة‬
‫لمنح المروض وتموٌل االستثمارات إلى جعل مسطرة تحمٌمه مسطرة تنفٌذٌة تخول للدابن حك‬
‫التضاء دٌنه جبرا بمجرد حلول أجل األداء متى عجز أو امتنع المدٌن عن ذلن‪.‬‬

‫ؼٌر أنه ونظرا لما تحمله هذه المسطرة من خطورة على حموق المدٌن‪ ،‬فمد حرص‬
‫المشرع على إحاطتها بوسابل حمابٌة له من خالل تحدٌده لمختلؾ اإلجراءات التً ٌتعٌن‬
‫على الدابن سلوكها إستٌفاءا لحمه‪ ،‬وربط سلون هذه اإلجراءات بضرورة توافر مجموعة من‬
‫الشروط والتً تعتبر بمثابة الضمانة التً ٌمكن أن تحمً مصالح كال من الدابن والمدٌن على‬
‫حد سواء (المطلب األول)‪.‬‬

‫ثم إن مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً لد تتخللها العدٌد من العوارض التً تإثر على‬
‫سٌرها‪ ،‬وتتساوى هذه العوارض فً أن ٌكون المتسبب فٌها هو الدابن أو المدٌن أو حتى الؽٌر‬
‫أحٌانا إذ أن أثرها سٌبمى واحدا وهو عرللة المسطرة (المطلب الثانً)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التىفٍذ على العقار المزهىن‬

‫إذا لم ٌمم المدٌن أو الحابز أو الكفٌل بالوفاء بالدٌن المستحك فً ذمتهم والمضمون‬
‫بالرهن الوالع على العمار؛ ٌكون للدابن المرتهن أن ٌلجؤ إلى المضاء من أجل التنفٌذ الجبري‬
‫على العمار بنزع ملكٌته من المدٌن أو كفٌله أو الحابز وبٌعه بالمزاد العلنً الستٌفاء دٌنه من‬
‫منتوج البٌع‪ ،1‬وعلٌه لبل اللجوء إلى مسطرة البٌع (المطلب الثانً) أن ٌتمدم إلى السٌد ربٌس‬

‫‪ 1‬جاء فً حكم صادر عن المحكمة اإلبتدابٌة بوجدة أنه ‪" :‬لكن ولبن كان الرهن الرسمً حك عٌنً عماري على‬
‫العمارات المخصصة ألداء التزام فإن تحمٌمه ٌكون باتباع الدابن إجراءات مسطرٌة تبتدئ بوضع العمار المرهون‬
‫تحت ٌد المضاء‪ ،‬وإعداده للبٌع عن طرٌك المزاد العلنً‪ ،‬ثم بٌعه فعال حتى تنتمل ملكٌته إلى من رسا علٌه المزاد‬
‫ودفع الثمن كامال‪ ،‬فٌتوصل الدابن بحمه كامال"‪.‬‬
‫‪ -‬الحكم صادر بتارٌخ ‪ 4‬نونبر ‪ 2003‬فً الملؾ رلم ‪( ،01/939‬لم ٌذكر رلم الحكم باألصل المحفوظ بكتابة الضبط‬
‫بالمحكمة اإلبتدابٌة بوجدة)‪( ،‬ؼٌر منشور)‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫المحكمة بطلب توجٌه إنذار عماري إلى المدٌن ‪ ،1‬وتبلٌؽه إلٌه أو إلى كفٌله أو الحابز (المطلب‬
‫األول)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلنذار العقاري وآثاره ‪Le commandement immobilier‬‬

‫ٌعتبر توجٌه اإلنذار العماري للمدٌن الخطوة المضابٌة األولى فً مسطرة استرجاع‬

‫الدٌون المضمونة برهن عماري وتوابعها بعد فشل المساعً الودٌة فً استٌفابها ‪ ،‬واإلنذار‬

‫العماري هو إشعار ٌوجهه الدابن المرتهن إلى المدٌن الراهن بواسطة أحد أعوان مكتب التبلٌػ‬
‫ٌطالبه فٌه بؤداء الدٌن المضمون بالرهن‪ ،‬وٌخٌره من خالله بٌن األداء طواعٌة أو انتزاع‬
‫ملكٌة العمار المرهون منه لضاء‪.‬‬

‫ولد نص المشرع المؽربً على هذا اإلجراء فً الفصل ‪ 440‬من ق‪.‬م‪.‬م المحال علٌه‬
‫بالفصل ‪ 205‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 21915‬وحدد لصحته شكلٌة معٌنة (الفمرة األولى)‪ ،‬وكذا‬
‫رتب على مجرد تبلٌؽه بعض اآلثار (الفمرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬شكلٌة اإلنذار العقاري‬

‫إن اإلنذار العماري إعتبارا لكونه اإلجراء األول الذي ٌتم بناء علٌه تحرٌن مسطرة‬
‫تحمٌك الرهن الرسمً ٌجب أن ٌستوؾ جمٌع الممومات المتطلبة لانونا شكال وموضوعا‪،‬‬

‫‪ 1‬دمحم فركت‪" ،‬الرهن الرسمً واإلجراءات المسطرٌة"‪ ،‬الندوة األولى للعمل المضابً والبنكً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫‪ٌ 2‬نص الفصل ‪ 205‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬على ‪" :‬إن اإلعذار المذكورة فً الفصل ‪ 440‬من الظهٌر الصادر‬
‫بشؤن المسطرة المدٌنة ٌنص فٌه لزوما على اسم العمار أو العمارات المحفظة التً سٌجري بٌعها فً حالة األداء‬
‫ورلم رسمها ومكانها"‪.‬‬
‫‪ -‬وٌنص الفصل ‪ 440‬من ق‪.‬م‪.‬م على أنه‪ٌ" :‬بلػ عون التنفٌذ إلى الطرؾ المحكوم علٌه‪ ،‬الحكم المكلؾ بتنفٌذه وٌعذره‬
‫بؤن ٌفً بما لضى به الحكم حاال أو تعرٌفه بنواٌاه وذلن خالل أجل ال ٌتعدى عشرة أٌام من تارٌخ تمدٌم طلب التنفٌذ‪.‬‬
‫إذا طلب المدٌن آجاال أخبر العون الربٌس الذي ٌؤذن بؤمر بحجز أموال المدٌن تحفظٌا إذا بدا ذلن ضرورٌا‬
‫للمحافظة على حموق المستفٌد من الحكم‪.‬‬
‫إذا رفض المدٌن الوفاء أو صرح بعجزه عن ذلن اتخذ عون التنفٌذ اإلجراءات الممررة فً الباب المتعلك بطرق‬
‫التنفٌذ"‪.‬‬
‫وعن التشرٌع الممارن فمد نص المشرع المصري على هذا اإلجراء فً المادة ‪ 401‬مرافعات التً جاء فٌها‪ٌ" :‬بدأ‬
‫التنفٌذ بإعالن التنبٌه بنزع ملكٌة العمار إلى المدٌن لشخصه أو لموطنه"‪ .‬وعن المشرع الفرنسً فمد تطرق إلٌه فً‬
‫المادة ‪ 673‬من لانون المسطرة المدنٌة الفرنسً إذ جاء فٌها‪:‬‬
‫‪" Pour parvenir à la vente sur saisie d'un immeuble, le créancier fait signifier un‬‬
‫‪commandement à la personne ou au domicile du débiteur".‬‬

‫‪45‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫وذلن بتضمٌنه لمجموعة من البٌانات منها ما نص علٌها المشرع ومنها ما درج العمل‬
‫المضابً والفمه على المطالبة بها فً اإلنذار العماري وٌمكن إجمالها فٌما ٌلً‪:‬‬

‫‪ -‬تحدٌد العمار أو العمارات المرهونة حالة تعددها تحدٌدا دلٌما حسب ما نص علٌه‬
‫الفصل ‪ 205‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬إضافة إلى تعٌٌن مشتمالت العمار وملحماته من‬
‫بناٌات وأؼراس وعمارات بالتخصٌص‪ ،‬على أنه فً حالة تعدد العمارات المرهونة ضمانا‬
‫لنفس الدٌن وجب بخصوص توجٌه اإلنذار إلى المدٌن التمٌٌز بٌن حالتٌن؛ األولى تتعلك بحالة‬
‫كون جمٌع العمارات المرهونة تتواجد بدابرة واحدة ومسجلة بنفس المحافظة العمارٌة إذ ٌمكن‬
‫توجٌه إنذار واحد ٌشمل جمٌع العمارات المرهونة وملحماتها‪ ،‬أما عن الحالة الثانٌة فتتعلك‬
‫بعمارات مرهونة وتوجد بدوابر متفرلة ومسجلة فً أكثر من محافظة عمارٌة‪ ،‬إذ هنا ٌجب‬
‫توجٌه إنذار عماري بالنسبة لكل عمار على حدة حتى تتمكن كل محافظة عمارٌة من التوصل‬
‫باإلنذار‪.1‬‬

‫‪ -‬تضمٌن اإلنذار أسماء وهوٌة وعنوان كل من الدابن والمدٌن والحابز والكفٌل حالة‬
‫‪2‬‬
‫ٌتجه إلى تضمٌن اإلنذار العماري البٌانات الواردة فً‬ ‫وجودهما‪ ،‬وإذا كان أحد الباحثٌن‬
‫الفصل ‪ 32‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬فإن المضاء ‪ 3‬ال ٌشترط لصحة اإلجراءات الؽٌر لضابٌة كاإلنذار‬
‫العماري أن تتضمن البٌانات المنصوص علٌها فً الفصل المذكور بل وحتى إن كان لضابٌا‬
‫فذلن ال ٌإثر فً صحته اعتبارا لماعدة "ال بطالن بدون ضرر" عمال بؤحكام الفصل ‪ 49‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪ -‬تحدٌد لٌمة الدٌن المضمون به الرهن العماري‪ ،‬إضافة إلى الفوابد الناتجة عنه‬
‫والمصارٌؾ المترتبة عن توجٌه اإلنذار العماري‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الواحد بن مسعود‪" ،‬اإلنذار العماري‪ ،‬بٌاناته ومرفماته ومولؾ المضاء من الطعن ببطالن اإلنذار"‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‬
‫‪.193‬‬
‫‪ 2‬عبد الواحد بن مسعود‪" ،‬اإلنذار العماري"‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ 3‬حٌث جاء فً لرار صادر عن محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بفاس أنه‪" :‬لكن حٌث إنه متى كان الحكم المطعون فٌه‬
‫لد انتهى إلى أن الفصل ‪ 32‬من ق‪.‬م‪.‬م ٌتعلك بالبٌانات التً ٌتعٌن أن ٌتضمنها ممال الدعوى ولٌس اإلجراءات ؼٌر‬
‫المضابٌة كاإلنذار العماري‪ ،‬وأن عدم ذكر نوع الشركة موجهة اإلنذار العماري الموجه للكفٌلٌن حتى على فرض‬
‫اعتباره إخالال شكلٌا إال انه ٌمكن للمحكمة عدم االلتفات إلٌه عمال بؤحكام الفصل ‪ 49‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي لرر لاعدة ال‬
‫بطالن بدون ضرر من جهة"‪ .‬المرار رلم ‪ 386‬الصادر بتارٌخ ‪ 6‬أبرٌل ‪ 2004‬فً الملؾ عدد ‪( ،03/38‬ؼٌر‬
‫منشور)‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫‪ -‬ذكر السند التنفٌذي المعتمد فً توجٌه اإلنذار وهو الشهادة الخاصة بتمٌٌد الرهن‪.‬‬

‫‪ -‬تحدٌد أجل الوفاء بالدٌن‪ ،‬ولد كان هذا األجل محددا فً ‪ٌ 20‬وما بنص الفصل ‪295‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬م المدٌم والمحال علٌه بممتضى الفصل ‪ 205‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ .1915‬فً حٌن أن‬
‫‪440‬‬ ‫هذا األجل أصبح ٌطرح إشكاال فً ظل ق‪.‬م‪.‬م الحالً من خالل ما نص علٌه الفصل‬
‫منه والذي جاء فٌه‪ٌ" :‬بلػ عون التنفٌذ إلى الطرؾ المحكوم علٌه الحكم المكلؾ بتنفٌذه وٌعذره‬
‫بؤن ٌفً بما لضى به الحكم حاال أو بتعرٌفه بنواٌاه وذلن خالل أجل عشرة أٌام من تارٌخ‬
‫تمدٌم طلب التنفٌذ‪ ،"..‬واإلشكال الظاهر من ممتضٌات هذا النص ٌرتبط بؤجل العشرة أٌام‬
‫الوارد فٌه‪ ،‬هل هو األجل الممنوح للمدٌن من أجل أداء الدٌن أم أنه األجل الممنوح للعون من‬
‫أجل تبلٌػ اإلنذار؟‪.‬‬

‫وعلٌه‪ ،‬اتجه بعض الفمه ‪ 1‬إلى اعتبار أن نص الفصل ‪ 440‬جاء خالٌا من أي أجل‬
‫فاألجل المحدد فٌه ال ٌتعلك بإمهال المدٌن لألداء‪ ،‬وٌرى هذا اإلتجاه أن المشرع لد استؽنى‬
‫عن تحدٌده استجابة منه لمبدأ السرعة فً إجراءات التنفٌذ‪.‬‬

‫فً حٌن اتجه بعض الباحثٌن ‪ 2‬إلى اعتبار أن أجل العشرة أٌام الوارد فً الفصل‬
‫المذكور إنما ٌتعلك بمهلة منحها المشرع للمدٌن لصد األداء‪.‬‬

‫والرأي فٌما أعتمد‪ ،‬وتماشٌا مع ما سار علٌه أحد الباحثٌن ‪ 3‬أن األجل المنصوص علٌه‬
‫فً نص الفصل ‪ 440‬من ق‪.‬م‪.‬م إنما ٌتعلك باألجل الذي ٌنبؽً فٌه على عون التبلٌػ المٌام‬
‫بتبلٌػ اإلنذار العماري إلى المدٌن‪ ،‬والذي ٌنطلك احتسابه من تارٌخ تمدٌم طلب التنفٌذ بحٌث‬
‫أنه لو كان لصد المشرع ذكر هذا األجل هو إمهال المدٌن أجال لألداء لحدد انطالله من‬
‫تارٌخ التبلٌػ كما هو متعارؾ علٌه فً المواعد العامة ألنه لو سلمنا بؤن األجل المذكور موجه‬

‫‪ - 1‬دمحم جالل‪" ،‬اإلنذار العماري والتعرض علٌه"‪ ،‬مجلة المحامً عدد ‪ ،4‬سنة ‪ ،1983‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -‬دمحم سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ 2‬وفاء عالمً‪" ،‬اإلشكاالت العملٌة فً موضوع اإلنذار العماري"‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعممة فً‬
‫المانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوٌن والبحث فً لانون العمود والعمار‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة واإللتصادٌة واإلجتماعٌة‪،‬‬
‫جامعة دمحم األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،2005/2004‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -‬عمر الهوفً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ 3‬أمٌن حسون‪" ،‬اإلشكالٌات العملٌة فً موضوع اإلنذار العماري"‪ ،‬بحث نهاٌة تمرٌن الملحمٌن المضابٌٌن‪ ،‬الفوج‬
‫‪ ،33‬المعهد العالً للمضاء‪ ،‬الرباط موسم ‪ ،2005/2003‬ص ‪.21‬‬

‫‪47‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫للمدٌن فإننا سنجد أن سرٌان أجل اإلنذار سٌبدأ حتى لبل تبلٌؽه للمدٌن وهذا ٌتنافى ووظٌفة‬
‫التبلٌػ‪.‬‬

‫وما ٌالحظ عملٌا أن الدابنون المرتهنون درجو ا على تضمٌن طلبات توجٌه اإلنذار‬
‫العماري التً ٌرفعونها إلى رإساء المحاكم أجل ‪ٌ 20‬وما كحد ألصى ٌتعٌن على المدٌن أداء‬
‫الدٌن وتوابعه داخله‪ ،‬وهو األمر الذي لم ٌعارضه المضاء إذ ٌالحظ أن رإساء المحاكم‬
‫ٌستجٌبون لهذه الطلبات وٌوافمون على هذا األجل وٌإكدونه عند إصدارهم ألمر توجٌه‬
‫اإلنذار العماري‪.1‬‬

‫وفً الحالة التً ٌكون فٌها العمار المرهون بٌد الحابز فمد حدد المشرع العماري فً‬
‫ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬من خالل فصله ‪ 187‬األجل الممنوح للحابز لصد األداء أو التخلً عن‬
‫العمار فً ‪ٌ 15‬وما‪ ،‬وهو نفس األجل الذي خوله المشرع لمدٌنً مإسسة المرض العماري‬
‫والسٌاحً فً الفصل ‪ 59‬من مرسوم ‪ 17‬دجنبر ‪.1968‬‬

‫أما عن مرفمات اإلنذار العماري الموجه إلى المدٌن فتتمثل أساسا فً‪:‬‬

‫‪ -‬عمد المرض‪ ،‬وعمد الرهن العماري‪ ،‬وعمد الكفالة العمارٌة حالة وجودها‪.‬‬

‫‪ -‬شهادة تمٌٌد الرهن الخاصة‪.‬‬

‫‪ 1‬هذه المعلومات مستماة من نماذج لإلنذارات العمارٌة الصادرة عن ربٌس المحكمة التجارٌة بوجدة وٌتعلك األمر بـ‪:‬‬
‫‪ -‬األمر عدد ‪ 13/2006/892‬الصادر بتارٌخ ‪ 13‬دجنبر ‪ 2006‬الماضً بتوجٌه إنذار عماري‪( ،‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ -‬األمر عدد ‪ 13/2006/865‬الصادر بتارٌخ ‪ 8‬دجنبر ‪( ،2006‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ -‬األمر عدد ‪ 13-07/439‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 18‬ولٌوز ‪( ،2007‬ؼٌر منشور)‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫‪ -‬كشؾ الحساب‪ ،‬نظرا لما ٌكتسبه من حجٌة ‪ 1‬فً إثبات مدٌونٌة المدٌن وتحدٌدها‪ ،‬شرٌطة أن‬
‫تتوافر فٌه الشروط المتطلبة لانونا‪ 2‬تحت طابلة عدم اعتماده‪.3‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬تبلٌغ اإلنذار العقاري وآثاره‬

‫تمتضً منا الدراسة فً هذه الفمرة تمسٌمها إلى محورٌن نخصص المحور األول‬
‫لكٌفٌة تبلٌػ اإلنذار العماري للمدٌن والجهة المختصة بذلن (أوال)‪ ،‬على أن نمؾ فً الثانً‬
‫عند اآلثار المترتبة عن هذا التبلٌػ (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬تبلٌغ اإلنذار العقاري‬

‫تتمثل الوظٌفة األساسٌة لإلنذار العماري فً منح المدٌن فرصة أداء ما علٌه من دٌن‪،4‬‬
‫وتؤدٌة هذه الوظٌفة لن ٌتسنى إدراكها دون تبلٌػ اإلنذار إلى المدٌن أو كفٌله العٌنً أو حابز‬
‫العمار المرهون حتى ٌحدد كال منهم مولفه‪ ،‬كما ٌتعٌن توجٌه نسخة من اإلنذار العماري إلى‬
‫المحافظ على األمالن العمارٌة لتسجٌله فً الرسم العماري الخاص بالعمار المرهون ولعل‬
‫الؽاٌة من تبلٌػ المحافظ حسب ممتضٌات الفصل ‪ 87‬من ظهٌر التحفٌظ العماري منع التمٌٌدات‬
‫الجدٌدة التً لد تنصب على العمار طٌلة فترة إجراءات نزع الملكٌة‪.‬‬

‫وعن الجهة المكلفة بالتبلٌػ‪ ،‬فإذا كان المشرع لد حددها فً الفصل ‪ 37‬من ق‪.‬م‪.‬م فً‬
‫التبلٌػ عن طرٌك كتابة الضبط والتبلٌػ بالبرٌد المضمون مع إشعار بالتوصل والتبلٌػ‬
‫بالطرٌمة اإلدارٌة والدبلوماسٌة‪ ،‬فإن هذه الطرق ال ٌتؤتى العمل بها فً إطار مسطرة اإلنذار‬
‫العماري لما تتسم بها من خصوصٌات‪ ،‬لذلن نجد الفصل ‪ 440‬من ق‪.‬م‪.‬م والذي ٌحٌل علٌه‬

‫‪ 1‬لمزٌد من التفاصٌل حول حجٌة الكشوفات الحسابٌة فً إثبات المدٌونٌة ٌراجع‪ :‬عبد العالً العضراوي‪" ،‬الكشوفات‬
‫الحسابٌة البنكٌة وشروط صحتها فً إثبات المدٌونٌة"‪ ،‬شركة بابل للطباعة والنشر والتوزٌع‪ ،‬الطبعة الثانٌة ‪.2002‬‬
‫‪ 2‬وهو األمر الذي أكده العمل المضابً وٌتضح ذلن من خالل الحكمٌن الصادرٌن عن المحكمة التجارٌة بوجدة‪:‬‬
‫‪ -‬الحكم رلم ‪ 2008/237‬الصادر بتارٌخ ‪ 22‬أبرٌل ‪ 2008‬فً الملؾ عدد ‪( ،9/2008/125‬سبك توثٌمه)‪.‬‬
‫‪ -‬الحكم رلم ‪ 02/74‬الصادر بتارٌخ ‪ 12‬مارس ‪ 2002‬فً الملؾ رلم ‪( ،4/2002/70‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ 3‬المرار رلم ‪ 740‬الصادر عن محكمة اإلستبناؾ بمراكش بتارٌخ ‪ٌ 20‬ولٌوز ‪ ،2004‬منشور بالمولع التالً‪:‬‬
‫‪www.justice.gov.ma.‬‬ ‫‪ -‬بتارٌخ‪ 19 :‬ماي ‪.2008‬‬
‫‪ 4‬وهو األمر الذي أكده المجلس األعلى فً لرار له جاء فٌه‪" :‬الهدؾ المانونً من التبلٌػ إشعار المبلػ إلٌه وإنذاره‬
‫من أجل المٌام بؤداء ما بذمته طوعا‪ ،‬وفً حالة عدم اإلمتثال للمرار أو األمر المضابً الحابز لموة الشٌا الممضً به‬
‫فإن المستفٌد من المرار ٌتمدم بطلب التنفٌذ حٌث تشرع المحكمة فً تطبٌك المواد المسطرٌة المتعلمة بالتنفٌذ‬
‫الجبري"‪.‬‬
‫‪ -‬لرار عدد ‪ 218‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 16‬ولٌوز ‪ 1976‬فً الملؾ عدد ‪ ،38374‬مجلة كتابة الضبط‪ ،‬العدد ‪ ،،8‬سنة‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.114‬‬

‫‪49‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫الفصل ‪ 205‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ٌ 1915‬مصر تبلٌػ اإلنذار العماري على أعوان كتابة الضبط‬
‫فمط والمفوضٌن المضابٌٌن ‪ .1‬ولعل حصر تبلٌػ اإلنذار العماري لهذه الجهة فمط راجع إلى‬
‫ضرورة تتوٌج تبلٌػ اإلنذار بمحضر مفصل ٌبلػ بدوره إلى الجهات المعنٌة بعملٌة حجز‬
‫العمار‪ ،‬وهو األمر الذي ال ٌمكن تعوٌضه بشهادة التسلٌم التً تحرر عند التبلٌػ بالطرٌمة‬
‫اإلدارٌة وال اإلشعار بالتوصل الذي ٌحرره موزع البرٌد‪.2‬‬

‫وبمجرد حدوث والعة التبلٌػ ٌتعٌن على العون الذي لام به أن ٌضمن شهادة التسلٌم‬
‫هوٌة الطرؾ الذي تسلم استدعاء التبلٌػ وصفته لمعرفة ما إذا كان التبلٌػ لد تم بصفة‬
‫شخصٌة للمدٌن أو ألحد ممربٌه ‪ ،3‬وأٌضا ذكر تارٌخ تسلمه اإلستدعاء‪ .‬وحالة رفض المعنً‬
‫باألمر تسلم اإلنذار ٌتعٌن ذكر ذلن فً الشهادة مع ضرورة تذٌٌلها بتولٌع الطرؾ الذي سلم‬
‫إلٌه وكذا تولٌع العون الذي لام بالتبلٌػ‪ ،‬وإرسالها فً جمٌع األحوال إلى كتابة ضبط المحكمة‬
‫التً أصدرت األمر بتوجٌه اإلنذار العماري‪.‬‬

‫أما عن المحكمة المختصة فً توجٌهه فٌالحظ عملٌا وجود خالؾ على مستوى‬
‫المضاء والفمه على حد سواء بٌن من ٌرى بؤن اإلختصاص فً توجٌه اإلنذار العماري ٌنعمد‬
‫للمحاكم اإلبتدابٌة وبٌن من ٌرى بازدواجٌة اإلختصاص بٌن اإلبتدابٌة والتجارٌة‪.‬‬

‫فعن اإلتجاه األول ‪ٌ ،4‬رى بؤن ربٌس المحكمة اإلبتدابٌة هو المختص وحده فً توجٌه‬
‫اإلنذار العماري وٌإسس توجهه على نص الفصل ‪ 148‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬الذي منحه حك البت فً‬
‫كل ممال ٌستهدؾ الحصول على أمر بإثبات حال وتوجٌه إنذار‪ ،‬إضافة إلى بعض األسانٌد‬
‫المتمثلة فً أن عمد المرض منظم فً إطار لانون االلتزامات والعمود الذي نظمه حتى فً‬
‫الشك التجاري منه عندما حدد سعر الفابدة واألساس الذي ٌنبؽً أن ٌموم علٌه فً الفصل‬
‫‪ 873‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬إضافة إلى أن الرهن الرسمً منظم بممتضى ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬وهو‬
‫الذي حدد مسطرة الحجز والبٌع الجبري المترتب عنها‪ ،‬وعلٌه وبما أن هذه المساطر منظمة‬

‫‪ 1‬لمزٌد من التفاصٌل حول طرق التبلٌػ ٌراجع‪" :‬الحجز التنفٌذي على العمار فً المانون المؽربً"‪ ،‬الجزء األول ‪،‬‬
‫ص‪ 295‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬دمحم سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ 3‬حسب ما جاء فً الفصل ‪ 38‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪ 4‬نور الدٌن الجزولً‪" ،‬اإلنذار العماري وتضارب اإلختصاص بٌن المحاكم اإلبتدابٌة والمحاكم التجارٌة بشؤنه"‬
‫مجلة المنتدى العدد األول‪ ،‬نونبر‪-‬أكتوبر ‪ ،1999‬ص ‪.56‬‬

‫‪50‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫بؽٌر الموانٌن التجارٌة فلٌس هنان ما ٌحٌل اإلختصاص إلى المحاكم التجارٌة إضافة إلى أنه‬
‫وأمام ؼٌاب نص صرٌح ٌمضً بذلن فال مانع من بماء اإلختصاص لرإساء المحاكم‬
‫اإلبتدابٌة‪ ،‬وعلى هذا سارت المحكمة اإلبتدابٌة بمراكش ‪ 1‬فً حكم صادر عنها جاء فٌه‪" :‬بناء‬
‫على ممتضٌات الفصل ‪ 148‬من ق‪.‬م‪.‬م والفصل ‪ 50‬من الظهٌر الشرٌؾ المإرخ بـ ‪ٌ 2‬ونٌو‬
‫‪ 1915‬المتعلك بالتحفٌظ العماري‪ ...‬وحٌث إنه بعد الرجوع إلى وثابك الملؾ تبٌن أن‬
‫العارض ألرض المطلوب فً اإلجراء مبلؽا مالٌا ممابل رهن العمار المسمى‪ ...‬فإنه ال نرى‬
‫مانعا من توجٌه اإلنذار إلى المطلوب فً اإلجراء وإلى المحافظ العماري"‪.‬‬

‫أما عن اإلتجاه ‪ 2‬المابل بازدواجٌة اإلختصاص فً توجٌه اإلنذار العماري بٌن رإساء‬
‫المحاكم اإلبتدابٌة والتجارٌة‪ ،‬فهو ٌستند على الفمرة األولى والثانٌة من المادة الخامسة من‬
‫لانون المحاكم التجارٌة التً جاء فٌها‪" :‬تختص المحاكم التجارٌة بالنظر فً الدعاوي المتعلمة‬
‫بالعمود التجارٌة‪ ،‬الدعاوي التً تنشؤ بٌن التجار والمتعلمة بؤعمالهم التجارٌة" إضافة إلى ما‬
‫جاء فً المادة ‪ 2‬من نفس المانون التً نصت على أنه‪ٌ" :‬مارس ربٌس المحكمة التجارٌة‬
‫اإلختصاصات المسندة إلى ربٌس المحكمة اإلبتدابٌة بموجب لانون المسطرة المدنٌة وكذا‬
‫اإلختصاص المخولة فً المادة التجارٌة"‪ ،‬وبناء على هذه الممتضٌات ٌرى هذا اإلتجاه أن‬
‫موضوع اإلختصاص ٌتحدد بالنظر إلى طبٌعة المعاملة وصفة باعث اإلنذار؛ فإذا تعلك األمر‬
‫بمرض بٌن تاجرٌن فإن المحكمة التجارٌة تكون هً المختصة فً توجٌه اإلنذار ‪ ،3‬أما إذا‬
‫كان ؼٌر ذلن فالمحكمة اإلبتدابٌة هً المختصة على اعتبار أن ربٌسها هو صاحب الوالٌة‬
‫العامة‪ ،4‬وهو األمر الذي سار علٌه المضاء فً كثٌر من األحٌان حٌث جاء فً حكم صادر‬
‫عن المحكمة التجارٌة بمراكش ‪ 5‬أنه‪" :‬حٌث تبٌن من خالل فحص الوثابك المرفمة بالممال أن‬

‫‪ 1‬األمر الصادر عن ربٌس المحكمة اإلبتدابٌة بمراكش بتارٌخ ‪ٌ 23‬ناٌر ‪ 2003‬فً الملؾ عدد ‪ ،03/7/691‬أورده‬
‫عمر الهوفً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ 2‬عبد الواحد بن مسعود‪" ،‬اإلنذار العماري ؛ بٌاناته ومرفماته ومولؾ المضاء من الطعن فً بطالن اإلنذار"‪ ،‬م‪.‬س‪،‬‬
‫ص ‪.205‬‬
‫‪ -‬دمحم مختاري‪" ،‬تحمٌك الضمانات البنكٌة"‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المناظرة العدد التاسع‪ٌ ،‬ونٌو ‪ ،2004‬ص ‪.49‬‬
‫‪ 3‬عبد الواحد بن مسعود‪" ،‬اإلنذار العماري"‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ 4‬الحكم الصادر عن المحكمة التجارٌة بمراكش بتارٌخ ‪ٌ 23‬ونٌو ‪ 1998‬فً الملؾ رلم ‪( 98/221‬لم ٌذكر رلم‬
‫الحكم)‪ ،‬مجلة اإلشعاع العدد ‪ ،17‬السنة العاشرة‪ٌ ،‬ولٌوز ‪ ،1998‬ص ‪.254‬‬
‫‪ 5‬وهو ما سار علٌه العمل المضابً فً العدٌد من األحكام‪ ،‬من بٌنها‪:‬‬
‫‪ -‬الحكم الصادر عن المحكمة التجارٌة بمراكش بتارٌخ ‪ٌ 19‬ونٌو ‪ 1998‬فً الملؾ رلم ‪ ،98/225‬مجلة اإلشعاع‬
‫العدد ‪ ،17‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.250‬‬

‫‪51‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫أحد األطراؾ ال ٌعتبر تاجرا وبالتالً ٌبمى االختصاص ؼٌر منعمد لهذه المحكمة ولربٌسها‬
‫‪ 20‬من المانون المدنً المحدث للمحاكم التجارٌة‬ ‫وهو ٌبت فً إطار ممتضٌات الفصل‬
‫والفصل ‪ 148‬من ق‪.‬م‪.‬م"‪ ،‬والرأي فٌما أعتمد وباستمراء المادة الخامسة من المانون المحدث‬
‫للمحاكم التجارٌة نجد أنها صرٌحة فً إسناد اإلختصاص فً توجٌه اإلنذار العماري إلى‬
‫المحاكم التجارٌة متى كان موضوع النزاع مرتبطا بعمود تجارٌة دون النظر إلى طبٌعة‬
‫العمل أوصفة أطرافه عكس ما ذهب إلٌه اإلتجاه المابل بازدواجٌة اإلختصاص‪ ،‬فمادام عمد‬
‫المرض عمدا تجارٌا وعمد الرهن تابعا لإللتزام األصلً فالمختص بتوجٌه اإلنذار العماري هو‬
‫ربٌس المحكمة التجارٌة‪ ،‬وهو ما أكدته محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بفاس ‪ 1‬فً لرار لها جاء‬
‫فٌه‪" :‬وحٌث مادام أن عمد المرض هو فً حد ذاته فتح اعتمادا أي أنه من العمود البنكٌة طبما‬
‫للفصل ‪ 524‬من مدونة التجارٌة فإن هذه األخٌرة تعد من العمود التجارٌة التً ٌعود‬
‫اختصاص البت فً النزاعات المرتبطة بها للمحكمة التجارٌة بصرٌح المادة الخامسة من‬
‫المانون المحدث للمحاكم التجارٌة ولٌس المحاكم العادٌة"‪.‬‬

‫ثانٌا‪ -‬آثار اإلنذار العقاري‬

‫إن الولوؾ عند آثار اإلنذار العماري ال ٌتؤتى إال بتحدٌد طبٌعته أوال‪ ،‬والممصود‬
‫بتحدٌد هذه الطبٌعة هو معرفة ما إذا كان اإلنذار ٌعتبر بمثابة حجز عماري وبالتالً ٌرتب‬
‫بمفرده آثار هذا األخٌر؟ أم أنه مجرد ممدمة من ممدمات التنفٌذ ٌرتب أثرا ما ٌنبؽً ربطه‬
‫بإجراء آخر؟ وأهمٌة تحدٌد طبٌعته تتجلى أكثر عند الطعن فً اإلنذار العماري؛ إذ لو تم‬
‫اعتباره إجراءا تنفٌذٌا فإن الطعن فٌه سٌإثر فً مسطرة تحمٌك الرهن بكاملها‪ ،‬أما إذا كان‬
‫مجرد إجراء أولً للتنفٌذ فإن الطعن فٌه ال ٌولؾ اإلجراءات‪ .‬وبخصوص تحدٌد هذه‬
‫الطبٌعة فمد انمسم رأي الفمه إلى اتجاهٌن‪:‬‬

‫‪ -‬الحكم عدد ‪ ،19‬الصادر عن المحكمة التجارٌة بالرباط بتارٌخ ‪ٌ 2‬ولٌوز ‪ ،1998‬مجلة اإلشعاع العدد ‪ ،18‬السنة‬
‫الحادٌة عشر‪ٌ -‬ناٌر ‪ ،1999‬ص‪.230‬‬
‫‪ 1‬المرار رلم ‪ 1295‬الصادر بتارٌخ ‪ 25‬نونبر ‪ 2004‬فً الملؾ عدد ‪( ،2004/1286‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫انظر فً نفس التوجه‪:‬‬
‫‪ -‬المرار رلم ‪ 237‬الصادر عن محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بفاس بتارٌخ ‪ 2‬مارس ‪ 2004‬فً الملؾ عدد ‪03/899‬‬
‫(ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ 15‬فبراٌر ‪ 2000‬فً الملؾ التجاري عدد‬ ‫‪ -‬الحكم رلم ‪ 53‬الصادر عن المحكمة التجارٌة بالرباط بتارٌخ‬
‫‪ ،4/99/1595‬مجلة اإلشعاع العدد ‪ ،24‬ص‪.202‬‬

‫‪52‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫اتجاه ٌمول بؤن اإلنذار العماري هو بمثابة حجز عماري ‪ 1‬فمجرد تبلٌؽه إلى المدٌن أو‬
‫كفٌله أو الحابز وكذا المحافظ العماري‪ ،‬وانتهاء األجل المحدد فٌه والذي ٌتراوح ؼالبا بٌن ‪15‬‬
‫و‪ٌ 20‬وما دون لٌام المدٌن بالوفاء ٌتحول بصفة تلمابٌة إلى حجز تنفٌذي‪.‬‬

‫ومجرد تسجٌله بالصن العماري ٌحول دون مباشرة أي تسجٌل جدٌد بشؤن العمار وهو‬
‫ما درج العمل به فً المحافظات العمارٌة إذ بمجرد توصل المحافظ العماري باإلنذار ٌضع‬
‫العمار تحت الحجز وٌمنع تمٌٌد أي تصرؾ أو تفوٌت بخصوصه‪ ،‬مستندا فً ذلن إلى‬
‫ممتضٌات الفصل ‪ 87‬من ظهٌر التحفٌظ العماري الذي جاء فٌه‪" :‬ال ٌمكن أن ٌباشر بشؤن‬
‫العمار أي تسجٌل جدٌد خالل مدة جرٌان مسطرة نزع الملكٌة"‪ ،‬كما ٌستند هذا اإلتجاه على‬
‫الفصل ‪ 10‬من المرسوم المتعلك بالمرض العماري والمرض الخاص بالبناء والمرض الفندلً‪،‬‬
‫إضافة إلى الفمرة الثانٌة من الفصل ‪ 61‬منه التً أكدت على أن اإلنذار ٌعتبر فً حد ذاته‬
‫حجزا عمارٌا‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫فً حٌن ذهب اتجاه آخر إلى اعتبار اإلنذار العماري مجرد ممدمة من ممدمات التنفٌذ‬
‫وأن إجراءات الحجز ال تباشر إال إذا امتنع أو تهاون المدٌن عن األداء رؼم توجٌه اإلنذار له‬
‫أي عند بماء هذا األخٌر دون أثر‪ ،‬وأنه البد من المٌام بإجراءات الحجز التنفٌذي رؼم توجٌه‬
‫اإلنذار العماري‪ ،‬فهذا األخٌر ال ٌمكن أن ٌتحول تلمابٌا إلى حجز تنفٌذي بالرؼم من أنه ٌرتب‬
‫بعض آثاره كؽل ٌد المدٌن عن التصرؾ فً العمار ‪ ،3‬وٌرى هذا اإلتجاه أن الفصل ‪ 61‬من‬
‫مرسوم ‪ 17‬دجنبر ‪ 1968‬نص على حالة خاصة واستثنابٌة من المواعد العامة المتعلمة‬
‫‪ٌ 1‬مثل هذا اإلتجاه‪:‬‬
‫‪ -‬م‪.‬م "اإلنذار العماري"‪( ،‬لم ٌذكر اإلسم الكامل لصاحب الممال)‪ ،‬مجلة المحاكم المؽربٌة عدد ‪ ،66‬ماي‪ٌ -‬ولٌوز‬
‫‪ ،1992‬ص ‪.93‬‬
‫‪ -‬دمحم فركت‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪ -‬جمال امرٌكً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫‪ -‬حبٌبة التاٌس م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -‬عبد العزٌز ترٌد‪" ،‬تحمٌك الضمانات البنكٌة"‪ ،‬مجلة المسطاس العدد الثالث‪ٌ ،‬ناٌر ‪ ،2004‬ص ‪.48‬‬
‫‪ٌ 2‬مثل هذا اإلتجاه‪:‬‬
‫‪ -‬أبو عبد هللا عبد اإلاله‪" ،‬تعلٌك حول إٌماؾ إجراءات التنفٌذ العماري من طرؾ لاضً المستعجالت"‪ ،‬مجلة المحاكم‬
‫المؽربٌة عدد ‪ٌ ،53‬ناٌر‪ -‬فبراٌر ‪ ،1988‬ص‪.79‬‬
‫‪ -‬عبد الواحد بن مسعود‪" ،‬اإلنذار العماري"‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪،1982-1981‬‬ ‫‪ -‬أحمد بلماضً‪" ،‬المبلػ مهامه ومسإولٌته"‪ ،‬عمل كتابة الضبط بالمحاكم‪ ،‬ندوات كتابة الضبط‪،‬‬
‫منشورات جمعٌة تنمٌة البحوث والدراسات المضابٌة‪ ،‬ص ‪.273‬‬
‫‪ -‬دمحم مختاري‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ 3‬دمحم سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪53‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫بإجراءات الحجز العماري وبالتالً ال ٌمكن تعمٌمها فً كل الحاالت‪ .‬إضافة إلى ما سبك ٌمول‬
‫‪ 469‬إلى ‪ 487‬من‬ ‫أنصار هذا اإلتجاه بؤن إجراءات الحجز منصوص علٌها فً المواد من‬
‫ق‪.‬م‪.‬م تحت عنوان حجز العمارات وهذه اإلجراءات لم تتضمن اإلنذار العماري والمول بؤن‬
‫اإلنذار إجراء من إجراءات الحجز فٌه تنكر للفصول المنظمة لهذه اإلجراءات بممتضى ق‪.‬م‪.‬م‬
‫وإذا ولفنا عند اآلثار المترتبة على اإلنذار العماري‪ 1‬والمتمثلة أساسا فٌما ٌلً‪:‬‬

‫‪ -‬تمٌٌد سلطات المدٌن فً التصرؾ فً العمار المرهون سواء بعوض أو بؽٌر عوض‪.‬‬

‫‪ -‬تمكٌن المدٌن من الطعن فً اإلنذار العماري‪.‬‬

‫‪ -‬منح الحابز بمجرد تبلٌؽه اإلنذار العماري العدٌد من الدفوع التً ٌمكنه اعتمادها تجنبا‬
‫للتنفٌذ على العمار بٌن ٌدٌه‪.‬‬

‫سنجد أن هذه اآلثار ما هً إال بعضا من آثار الحجز التنفٌذي وٌجب أخذها بعٌن‬
‫اإلعتبار عند منالشة طبٌعة اإلنذار العماري‪ ،‬واعتبار اإلنذار العماري مجرد ممدمة من‬
‫ممدمات التنفٌذ من شؤنه أن ٌفرغ مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً من الفعالٌة التً حاول‬
‫المشرع المؽربً إضفاءها علٌها وأن ٌنزع صفة اإلمتٌاز عنها‪.2‬‬

‫ولد كان حرٌا بالمشرع المؽربً تعمٌم اإلستثناء الوارد فً مرسوم ‪ 17‬دجنبر ‪1968‬‬
‫‪3‬‬
‫والتنصٌص صراحة على اعتبار اإلنذار العماري بمثابة حجز على ؼرار المشرع المصري‬
‫والمشرع الفرنسً ‪ 4‬حٌث أكد هذا األخٌر على أن كال من اإلنذار والحجز العمارٌٌن ٌشكالن‬
‫‪،5‬‬ ‫عمال واحدا ومجرد تسجٌل اإلنذار فً مكتب الشهر العماري ٌجعله بمثابة حجز عماري‬
‫ومن شؤن اعتباره كذلن تفعٌل مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً‪ ،‬حتى ال ٌبمى الدابن مضطرا‬
‫فً ظل النصوص المانونٌة الحالٌة إن هو أراد مواصلة إجراءات نزع الملكٌة أن ٌتمدم بعد‬
‫‪ 1‬للزٌادة فً تفاصٌل هذه اآلثار ٌراجع المختار عطار‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.194‬‬
‫‪ 2‬إذ جاء فً حكم صادر عن المحكمة اإلبتدابٌة بفاس ما ٌلً‪" :‬وحٌث أن مسطرة اإلنذار العماري مسطرة إمتٌازٌة‬
‫تخول للدابن المرتهن الحاصل على الشهادة الخاصة المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 58‬من ظهٌر التحفٌظ العماري‬
‫مباشرة مسطرة التنفٌذ الجبري الستٌفاء دٌنه دون الحصول على سند تنفٌذي‪ ،‬وذلن عمال بالفصل ‪ 204‬من المانون‬
‫العماري‪ ،‬وحٌث أن هذه المسطرة استثناء من المواعد العامة التً توجب على الدابن الحصول على سند تنفٌذي لبل‬
‫مباشرة مسطرة التنفٌذ الجبري لما لإلنذار العماري من لوة تنفٌذٌة بنص المانون"‪ ،‬األمر رلم ‪ 100‬الصادر بتارٌخ‬
‫‪ 14‬أبرٌل ‪ 1999‬فً الملؾ عدد ‪ ،19/119‬أورده عبد الواحد بن مسعود "اإلنذار العماري"‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪ 3‬تنص المادة ‪ 404‬من لانون المرافعات على أنه‪ٌ" :‬ترتب على تسجٌل التنبٌه اعتبار العمار محجوزا"‪.‬‬
‫‪ 4‬فً الفمرة األولى من المادة ‪ 674‬من لانون المسطرة المدنٌة الفرنسً‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Michel Véront, Benoit Nicod, op.cit,p165.‬‬

‫‪54‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫–شعبة العمار‪-‬‬ ‫انصرام األجل المحدد فً اإلنذار إلى مكتب التنفٌذات والتبلٌؽات المضابٌة‬
‫بطلب تحوٌل اإلنذار إلى حجز تنفٌذي عماري ممابل أدابه لرسم عماري حٌث ٌموم المفوض‬
‫المضابً المكلؾ بإجراءات البٌوع العمارٌة بفتح ملؾ حجز عماري‪.1‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬بٌع العقار المرهون بالمزاد العلنً‪.‬‬

‫إذا بمً اإلنذار العماري دون استجابة من المدٌن أو كفٌله أو الحابز ٌكون للدابن‬
‫المرتهن بعد انصرام المهلة الممنوحة لهم لصد تحدٌد مولفهم أن ٌنتمل إلى المرحلة الموالٌة‬
‫والرامٌة إلى وضع العمار تحت ٌد المضاء‪ ،‬وذلن بتمدٌمه طلبا إلى كتابة ضبط المحكمة‬
‫مصدرة اإلنذار العماري ملتمسا فٌه تحوٌل اإلنذار إلى حجز عماري فٌتم بناء علٌه تكلٌؾ‬
‫عون أو مفوض لضابً لمباشرة إجراءات التنفٌذ حٌث ٌنتمل إلى العمار المرهون لتحرٌر‬
‫محضر الحجز وكذا تسجٌله بالمحافظة العمارٌة حتى ٌكون نافذا فً مواجهة الجمٌع (الفمرة‬
‫األولى)‪ .‬ثم ٌتم بعد هذا إجراء خبرة لتحدٌد الثمن اإلفتتاحً لبٌع العمار‪ ،‬وكذلن وضع دفتر‬
‫الشروط والتحمالت الذي ٌحدد كافة الحموق والتكالٌؾ الواردة على العمار وشروط بٌعه‪،‬‬
‫(الفمرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬حجز العقار المرهون‪.‬‬

‫إن حجز العمار المرهون ٌمتضً انتمال العون المكلؾ بالتنفٌذ إلى مكان وجوده من‬
‫أجل تحرٌر محضر الحجز وال ٌؽنً عن هذا اإلجراء أسبمٌة توجٌه اإلنذار العماري إال فً‬
‫حالة كون الدابن مستفٌدا من ممتضٌات مرسوم ‪ 17‬دجنبر ‪ 1968‬حٌث ٌعتبر اإلنذار بمثابة‬
‫حجز وٌؽنً عن المٌام بتحرٌر المحضر‪ ،‬هذا األخٌر الذي نص علٌه المشرع المؽربً‬
‫بممتضى الفصل ‪ 470‬من ق‪.‬م‪.‬م ٌعتبر اإلجراء األول فً انطالق مسطرة النزع الجبري‬
‫لملكٌة العمار المرهون‪.‬‬

‫حٌث ٌشهد العون المكلؾ بتحرٌره بؤنه انتمل إلى مكان وجود العمار‪ ،‬وٌحدد تارٌخ‬
‫هذا اإلنتمال وٌصؾ العمار المرهون وصفا دلٌما ‪ 2‬فٌشهد بؤنه لام بحجز العمار المذكور‪،‬‬

‫‪ 1‬جمال أمرٌكً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.279‬‬


‫‪ٌ 2‬صفه من حٌث اسمه‪ ،‬ورسمه العماري‪ ،‬ومساحته‪ ،‬ومواصفاته‪ ،‬وعنوانه‪ ،‬ونوعه إذا كان بناءا مشٌدا أو أرضا‬
‫عارٌة‪ ،‬ومشتمالته‪ ،‬وحدوده‪ ،‬والعمارات بالتخصٌص إن وجدت‪ ،‬والتكالٌؾ التً ٌتحملها‪ ،‬والحموق التً له على‬

‫‪55‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫وٌصرح إذا ما كان لد حرر المحضر فً ؼٌبة أو حضور المدٌن الراهن أو كفٌله أو الحابز‪،‬‬
‫وٌذكر بالؽرض من تحرٌره وهو بٌع العمار المرهون بالمزاد العلنً لصد استخالص الدٌن‬
‫المضمون به وٌذكر لٌمته مع الفوابد والمصارٌؾ‪ ،‬ثم ٌذكر اسم من تم تعٌٌنه حارسا على‬
‫العمار‪.1‬‬

‫وٌشٌر إضافة إلى ما سبك فً المحضر إلى مكان وتارٌخ تسجٌل عمد الرهن الوالع‬
‫على العمار‪ ،‬واسم الدابن المرتهن المسجل لفابدته واسم محامٌه ومحل مخابرته وكذا اسم‬
‫المدٌن‪ ،‬وتارٌخ تبلٌػ اإلنذار العماري والسند التنفٌذي الذي ٌجري التنفٌذ بممتضاه‪ ،‬وأخٌرا‬
‫ٌضمن المحضر تارٌخ تحرٌره وٌذٌله بتولٌعه‪.‬‬

‫ولعل من أهم اإلشكاالت العملٌة التً ٌمكن أن تثار بصدد تحرٌر محضر الحجز‬
‫العماري هً إشكالٌة التنفٌذ على عمار ٌستؽل به أصل تجاري مملون للمدٌن‪ ،‬فما مصٌر هذا‬
‫األصل؟‪ ،‬لمد انمسمت آراء الفمه والمضاء أثناء تحدٌد اإلجابة على هذا اإلشكال إلى اتجاهٌن‪:‬‬

‫األول‪ٌ ،‬رى بؤن األصل التجاري المستؽل فً العمار المرهون والمملون للمدٌن ٌعتبر‬
‫عمارا بالتخصٌص ٌلحمه البٌع بالمزاد العلنً ‪ ،2‬والمول بؽٌر هذا سٌإدي إلى إفراغ الرهن‬
‫الرسمً العماري من أٌة فابدة وٌلحك أضرارا جسٌمة بالدابن المرتهن والسوق اإلبتمانٌة‬
‫بصفة عامة‪.‬‬

‫أما اإلتجاه الثانً‪ ،‬فٌذهب إلى المول بضرورة إٌماؾ إجراءات بٌع العمار المحجوز‬
‫إلى حٌن استصدار حكم نهابً ببٌع األصل التجاري طبما للمسطرة الخاصة بذلن‪.3‬‬

‫ورجوعا للحدٌث عن محضر الحجز‪ ،‬فبعد تحرٌره ٌجب تبلٌؽه إلى كافة األطراؾ‬
‫المعنٌة بالعمار وهم‪:‬‬

‫العمارات المجاورة له‪ ،‬واسم جمٌع المالكٌن إذا كان العمار مملوكا على الشٌاع‪ ،‬وٌشٌر إلى عمود الكراء المبرمة‬
‫على العمار حالة وجودها‪.‬‬
‫‪ -‬هذه البٌانات مستماة من النموذج رلم ‪ 98/32055‬لمحضر حجز تنفٌذي على عمار مرهون فً الملؾ التنفٌذي رلم‬
‫‪ 07/274‬بتارٌخ ‪ٌ 5‬ولٌوز ‪ ،2007‬محفوظ بكتابة ضبط المحكمة التجارٌة بوجدة‪.‬‬
‫‪ٌ 1‬الحظ عملٌا أنه إضافة إلى تعٌٌن حارس للعمار فً شخص المدٌن أو كفٌله أو الحابز ٌتم تعٌٌن المحافظ على‬
‫األمالن العمارٌة بدوره كحارس إلى جانبهم وٌتم التؤكٌد على هذا فً محضر الحجز المحرر‪.‬‬
‫‪ 2‬هذا ما خلصت إلٌه لجنة توحٌد مناهج العمل التً تم تشكٌلها على مستوى محكمة اإلستبناؾ بالدار البٌضاء بتارٌخ‬
‫‪ 16‬أكتوبر ‪ ،1998‬أشؽال هذه اللجنة منشورة بمجلة الحدث العدد ‪ٌ ،12‬ناٌر ‪ ،1999‬ص ‪ 14‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 3‬للولوؾ عند هذه اإلتجاهات بنوع من التفصٌل ٌراجع دمحم سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.42‬‬

‫‪56‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫‪ -‬المنفذ علٌه ‪ -‬سواء كان المدٌن أو كفٌله العٌنً أو الحابز ‪ -‬فً حالة عدم حضوره‬
‫إجراءات تحرٌر المحضر ‪ ،1‬ألنه فً حالة حضوره ال ٌتعٌن تبلٌؽه مادام علمه بجرٌان‬
‫مسطرة الحجز لد تحمك ‪ ،2‬ومتى بلػ المنفذ علٌه بمحضر الحجز العماري سواء له شخصٌا أو‬
‫ألي شخص فً موطنه أو محل إلامته وجبت اإلشارة إلى ذلن فً شهادة التسلٌم‪ ،‬على أنه‬
‫فً حالة رفضه أو من له الحك فً تسلم التبلٌػ فإنه ٌعتبر مبلؽا بصفة لانونٌة ابتداء من الٌوم‬
‫العاشر الموالً لتارٌخ الرفض‪ ،‬أما إذا كان موطنه أو محل إلامته ؼٌر معروفٌن فٌنبؽً‬
‫تنصٌب لٌم علٌه من أعوان كتابة الضبط تسلم إلٌه التبلٌؽات الموجهة إلى المنفذ علٌه‬
‫المجهول العنوان‪.3‬‬

‫‪ -‬تبلٌػ الممثل المانونً عندما ٌتعلك األمر بشخص اعتباري طبما للفصل ‪ 516‬ق‪.‬م‪.‬م‪,‬‬
‫وال ٌشترط فً هذه الحالة أن ٌتم التبلٌػ إلٌه شخصٌا إذ ٌكفً أن ٌوجه باسمه ولو سلم إلى‬
‫شخص ؼٌره من العاملٌن لدٌه‪.‬‬

‫‪ -‬تبلٌػ شركاء المنفذ علٌه‪ 4‬من أجل إتاحة الفرصة لهم للمشاركة فً المزاد العلنً‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫بمحضر الحجز ألن التبلٌػ الوالع إلٌهم ٌعتبر بمثابة حجز بٌن‬ ‫‪ -‬تبلٌػ المكتري‬
‫أٌدٌهم على أجرة الكراء‪ ،‬ومجرد الحجز ال ٌرتب على المكتري التزاما باإلمتناع عن الوفاء‬
‫حتى ولو علموا به إذ ٌجب إشعارهم به بصفة لانونٌة‪.6‬‬

‫‪ -‬تبلٌػ أصحاب الحموق العٌنٌة على العمار كالمالن لحك السطحٌة؛ حتى تتاح له‬
‫فرصة ضم ملكٌة الرلبة من خالل اشتراكه فً السمسرة‪.1‬‬

‫‪ 1‬الفمرة الثانٌة من الفصل ‪ 470‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬


‫‪ 2‬لمد وضع المشرع المؽربً لاعدة عامة فً التبلٌػ مفادها أنه ٌشترط لصحته أن ٌتم لواحد من ذوي الصفة فً‬
‫التسلم‪ ،‬وهم األشخاص المحددون فً الفصل ‪ 38‬من ق‪.‬م‪.‬م بحٌث ٌتعٌن أن ٌتم التبلٌػ للشخص نفسه سواء فً محل‬
‫إلامته أو خارج الوطن أو إلى أحد األشخاص من األلارب أو الخدم أو من ٌسكن معه شرط أن ٌتم التبلٌػ فً مكان‬
‫=‬ ‫محدد وهو الم وطن أو محل اإللامة‪.‬‬
‫=‪ٌ -‬ونس الزهري‪" ،‬الحجز التنفٌذي على العمار فً المانون المؽربً"‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫‪ 3‬الفصل ‪ 39‬من ق‪.‬م‪.‬م المحال علٌه بممتضى الفصل ‪ 469‬من نفس المانون‪.‬‬
‫‪ 4‬حسب ما ٌستنتج من ممتضٌات الفصل ‪ 475‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Jean Pierre Houette, "le crédit hypothécaire au service de l’économie", éditeur le‬‬
‫‪Touquet, édition 1972, p 21.‬‬
‫‪ 6‬علً عباد‪" ،‬تحمٌك الرهن الرسمً العماري"‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعممة فً المانون الخاص‪ ،‬وحدة‬
‫المانون المدنً‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬جامعة الماضً عٌاض‪ ،‬مراكش‪ ،‬السنة الجامعٌة‬
‫‪ ،2001-2000‬ص ‪.80‬‬

‫‪57‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫‪ -‬تبلٌػ المحافظ العماري لصد تسجٌل محضر الحجز بالرسم العماري‪.2‬‬

‫‪ 1‬تطبٌما لممتضٌات الفصل ‪ 65‬من ظهٌر التحفٌظ العماري ‪ ،‬وكذا الفصل ‪ 207‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ ،1915‬والفصل‬
‫‪ 470‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪ 2‬دمحم سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.45‬‬

‫‪58‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫الحد من‬ ‫ومن اآلثار المترتبة عن تسجٌل محضر الحجز اعتباره محجوزا وبالتالً‬
‫سلطات المدٌن أو الكفٌل أو الحابز علٌه بمجرد تبلٌؽهم ‪ ،1‬وهو ما ألره المشرع المؽربً فً‬
‫الفصل ‪ 475‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي جاء فٌه‪ٌ" :‬منع على المنفذ علٌه بمجرد تبلٌؽه الحجز أي تفوٌت‬
‫فً العمار تحت طابلة البطالن‪ "..‬ؼٌر أن هذا المنع ال ٌمتد للتؤثٌر على ملكٌة المنفذ علٌه‬
‫لعماره إذ ٌبمى مالكا إلى أن ٌتم بٌعه‪ ،‬بل المنع ٌمتصر على ؼل ٌده عن التصرؾ فٌه تصرفا‬
‫‪ 2‬تحت طابلة بطالن هذا‬ ‫نالال للملكٌة أو تمرٌر حك عٌنً علٌه سواء بعوض أو بدونه‬
‫التصرؾ‪ ،3‬ذلن أنه بمجرد حجز العمار المرهون تترتب للحاجز حمولا علٌه ٌجب حماٌتها‪.‬‬
‫وفٌما أعتمد؛ لد ٌكون أجدر بالمشرع المؽربً التراجع عن تمرٌر بطالن التصرؾ إذا تم رفع‬
‫الحجز عن العمار ألداء المدٌن دٌنه ألنه والحالة هذه ستنفً العلة من تمرٌر بطالن التصرؾ‬
‫حماٌة لحموق الحاجز بعد أن استوفى حمه‪.‬‬

‫ومن آثار الحجز أٌضا أن ٌبمى المنفذ علٌه حابزا للعمار بصفته حارسا لضابٌا حتى‬
‫ٌوم البٌع بممتضى الفصل ‪ 475‬من ق‪.‬م‪.‬م مالم ٌصدر أمر بعكس ذلن‪ ،‬إضافة إلى هذا‬
‫فالحجز ٌمتد لٌشمل ثمار العمار الطبٌعٌة منها والمدنٌة‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬مرحلة المزاٌدة‬

‫إن حجز العمار المرهون تنفٌذٌا ال ٌكفً لبٌع العمار بالمزاد العلنً‪ ،‬إذ حماٌة لمصالح‬
‫كل من المدٌن والدابن ٌتعٌن الحفاظ علٌه وعدم السماح ببٌعه بثمن زهٌد لذلن أوجب المشرع‬
‫اتباع إجراءات أخرى موالٌة للحجز تحمٌما للهدؾ المذكور تتمثل فً إجراء خبرة لضابٌة من‬
‫أجل تحدٌد الثمن األساسً الفتتاح البٌع بالمزاد العلنً (أوال) وإعداد دفتر للتحمالت ٌحدد‬
‫شروط البٌع وإشعار هذا األخٌر وفك الوسابل المتاحة لانونا (ثانٌا) ثم أخٌرا إجراء المزاٌدة‬
‫(ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬الخبرة القضائٌة‬

‫‪1‬‬
‫‪Paul Decroux, "droit foncier marocain -droit privé marocain", tome 3, édition la porte,‬‬
‫‪Rabat, 1972, p 406.‬‬
‫‪ 2‬أمٌنة النمر‪" ،‬أصول التنفٌذ الجبري"‪ ،‬مطبعة الدار الجامعٌة‪ ،‬طبعة ‪ ،1985‬ص ‪.139‬‬
‫‪ 3‬تجدر اإلشارة إلى أن المشرع المؽربً لرر بطالن هذا التصرؾ حتى فً حالة لٌام المدٌن بؤداء الدٌن وتوابعه بعد‬
‫إجراء الحجز على العمار المرهون ‪ ،‬عكس ما ذهب إلٌه المشرع الفرنسً فً المادة ‪ 687‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي ألر بصحة‬
‫التصرؾ الوارد على العمار المرهون إذا تم رفع الحجز أو تم أداء الدٌن للحاجز‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫إن تحدٌد ثمن افتتاح المزاٌدة ال ٌتم وفما إلرادة األطراؾ ‪ ،1‬بل ٌتم من طرؾ خبٌر‬
‫ٌعٌنه ربٌس المحكمة مصدرة اإلنذار العماري ‪ 2‬بناء على طلب من العون المكلؾ بالتنفٌذ أو‬
‫الدابن‪ ،‬وبمجرد صدور األمر المضابً ٌتعٌن أن ٌودع الحاجز بصندوق المحكمة مصارٌؾ‬
‫الخبرة والتً تكون محددة فً هذا األمر ومن تم ٌموم العون المكلؾ بالتنفٌذ بتبلٌػ الخبٌر‬
‫بنسخة من األمر الماضً بتعٌٌنه وٌنذره بضرورة المٌام بمهامه داخل األجل المحدد له ‪ .3‬وال‬
‫ٌموم الخبٌر بإجراء الخبرة المطلوبة إال بعد استدعاء األطراؾ أو تؤكده من توصلهم‬
‫باإلستدعاءات بصفة لانونٌة ما لم تؤمر المحكمة بخالؾ ذلن طبما لممتضٌات الفصل ‪ 63‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬وٌكون الخبٌر ملزما بعد هذا بتحرٌر تمرٌر مفصل ٌمدمه للمحكمة عن األعمال التً‬
‫لام بها من أجل معاٌنة العمار‪ ،‬والنتابج التً توصل إلٌها والتً بناء علٌها حدد الثمن‬
‫اإلفتتاحً لبٌع العمار مع األخذ بعٌن اإلعتبار مولعه وكافة العناصر التً تتدخل فً توضٌح‬
‫المٌمة الحمٌمة له ممارنة بمٌمة العمارات المجاورة له‪ ،‬وللمحكمة أن تؤخذ بما تطمبن إلٌه عند‬
‫تمدٌرها هذه المهمة والتً ٌجب أن تنبنً على الجدٌة والنزاهة والمٌام بالواجب بضمٌر حً‬
‫وإخالص‪.4‬‬

‫ثانٌا‪ -‬إعداد دفتر التحمالت وإشهار البٌع‬

‫‪ 1‬عكس ما ذهب إلٌه المشرع الفرنسً الذي أسند مهمة تحدٌد ثمن افتتاح المزاٌدة للدابن المرتهن بممتضى الفمرة‬
‫السادسة من الفصل ‪ 688‬التً جاء فٌها‪:‬‬
‫‪"Une mise a prix fixée par le poursuivant, le total des mises a prix ne peut être fixé a un‬‬
‫‪chiffre inférieure a cinq francs".‬‬
‫وفً حالة عدم تمدم أي م تزاٌد فإن الدابن المرتهن ٌكون ملزما بشراء العمار وفك الثمن االفتتاحً الذي حدده‪ ،‬وهو‬
‫األمر الذي كان محط انتماد من طرؾ الفمه الفرنسً بحدة على اعتبار أن تحدٌد الثمن من طرؾ الدابن من شؤنه أن‬
‫ٌإدي إلى بٌع العمار بثمن بخس لد ال ٌوافك لٌمته الحمٌمٌة‪ ،‬كما أنه ٌلزم الدابن بشرابه إذا لم ٌتمدم أي متزاٌد لذلن ‪،‬‬
‫وهذا من شؤنه أن ٌلحك أضرارا جمة سواء بالمدٌن أو الدابن الذي ربما لن تكون لدٌه الرؼبة أو السٌولة لشراء‬
‫العمار‪.‬‬
‫‪Marc Donnier, Jean Baptiste Donnier, "voies d’exécution et procédures de distribution",‬‬
‫‪édition du juris-classeur, paris ; 7ème édition 2003, p482.‬‬
‫‪ 2‬وهو األمر الذي ٌإكده المضاء ‪ ،‬إذ جاء فً لرار صادر عن محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بفاس ‪" :‬إن إجراءات بٌع‬
‫العمار المرهون تتم فً إطار مسطرة التنفٌذ التً ٌتوالها ربٌس المحكمة من أمر بإجراء خبرة لتحدٌد ثمن انطالق‬
‫البٌع بالمزاد العلنً وتحدٌد تارٌخ هذا البٌع والتً ال لزوم للتعرض لها فً منطوق الحكم االبتدابً وال تثرٌب على‬
‫هذا األخٌر فً عدم ذكرها"‪ ،‬المرار رلم ‪ 180‬الصادر بتارٌخ ‪ 15‬فبراٌر ‪( ،2005‬سبك توثٌمه)‪.‬‬
‫‪ 3‬عمر الهوفً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪ 4‬جمال أمرﯕـً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.280‬‬

‫‪60‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫بعد تحدٌد الثمن الذي سٌفتتح المزاد العلنً بناء علٌه ٌموم عون التنفٌذ بإعداد دفتر‬
‫التحمالت‪ ،‬وما ٌإاخذ علٌه المشرع المؽربً أنه رؼم األهمٌة البالؽة التً ٌكتسٌها هذا الدفتر‬
‫فً إعطاء جمٌع األطراؾ فرصة اإلطالع على شروط البٌع‪ ،‬إال أنه لم ٌهتم بتنظٌمه من‬
‫حٌث تارٌخ إعداده والشروط التً ٌنبؽً أن ٌتضمنها واكتفى فمط باإلشارة إلٌه وتعٌٌن‬
‫الطرؾ المكلؾ بإنجازه من خالل الفصلٌن ‪ 474‬و‪ 477‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬ولد ذهب جانب من الفمه‬
‫إلى اعتباره بمثابة لانون األطراؾ فهو الذي ٌحدد الشروط التً سٌخضع لها المتزاٌد الذي‬
‫ٌرسوا علٌه المزاد وهو بذلن مشروعا لعمد بٌع‪.1‬‬

‫‪ ،2‬فمد‬ ‫وبما أن المشرع المؽربً لم ٌحدد البٌانات الالزم توفرها فً دفتر التحمالت‬
‫درج العمل المضابً على تحدٌدها فً مطبوع تعده وزارة العدل سلفا تبٌن فٌه من خالل‬
‫أربعة عشر فصال الشروط التً سٌتم فٌها البٌع والتحمالت التً سٌتحملها من رسا علٌه‬
‫المزاد‪ ،‬وتترن فٌه بعض الفراؼات التً ٌمتصر دور العون فً ملبها وتتعلك أساسا بنوع‬
‫السند الذي ٌتم التنفٌذ بممتضاه والمحكمة المصدرة له‪ ،‬وهوٌة طالب التنفٌذ ومحامٌه وهوٌة‬
‫المنفذ علٌه وتارٌخ تبلٌػ الحجز العماري لألطراؾ المعٌنة‪ ،‬وتعٌٌن العمار موضوع الحجز‬
‫ووصفه وصفا دلٌما مع ذكر الحموق والتحمالت الوالعة علٌه‪ ،‬والثمن الذي حدده الخبٌر‬
‫الفتتاح المزاٌدة وتارٌخ بداٌة تلمً العروض من المتزاٌدٌن وتارٌخ إجراء المزاٌدة ثم أخٌرا‬
‫تارٌخ تحرٌر الدفتر مع تذٌٌله بتولٌع العون الذي حرره‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Jean Vincent et Jacque prévault, "les voies d'exécution et procédure de distribution",‬‬
‫‪Dalloz, 19ème édition 1998, p 172.‬‬
‫‪ 2‬عكس نظٌره المشرع المصري الذي حدد البٌانات الواجب توافرها فً دفتر التحمالت بممتضى المادة ‪ 414‬من‬
‫لانون المرافعات‪ ،‬والمشرع الفرنسً الذي حددها بممتضى المادة ‪ 688‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬ؾ‪.‬‬
‫وما تجد اإلشارة إلٌه هو أنه فً كل من التشرٌعٌن المصري والفرنسً فإ ن إعداد دفتر التحمالت ٌسند إلى الدابن‬
‫الحاجز‪ ،‬مع تفعٌل رلابة المضاء على الشروط التً ٌمكن أن ٌدرجها الحاجز فً الدفتر وهو ما لضت به محكمة‬
‫النمض الفرنسٌة فً العدٌد من لراراتها‪:‬‬
‫‪- cass.civ.2é- 2 déc 1992. bull.civ.п.n°296.‬‬
‫‪- cass.civ.3é­ 13 juin 1992. bull.civ.ш.n°209.‬‬
‫‪ 3‬هذه البٌانات مستماة من النموذج رلم ‪ 98/32057‬لدفتر التحمالت المحرر بتارٌخ ‪ 15‬ؼشت ‪ 2007‬فً ملؾ التنفٌذ‬
‫رلم ‪ ،07/254‬محفوظ بمصلحة كتابة الضبط بالمحكمة التجارٌة بوجدة‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫‪" :1‬لكن حٌث ٌستفاد من‬ ‫وتؤكٌدا لما ولفنا عنده فمد جاء فً لرار للمجلس األعلى‬
‫ممتضٌات الفصلٌن ‪ 474‬و ‪ 471‬من ق‪.‬م‪.‬م أن دفتر التحمالت ٌنبؽً أن ٌكون مشتمال على‬
‫كافة البٌانات التً تهم أصحاب ذوي الشؤن فً التنفٌذ‪ ،‬سواء الراؼب فً الشراء أم من له‬
‫مصلحة فٌه‪ ،‬وٌشمل كل ما ٌتعلك بمسطرة إجراءات التنفٌذ ببٌان السند التنفٌذي وتعٌٌن العمار‬
‫من مولع وحدود ومساحة وؼٌرها من البٌانات المذكورة فً الرسم العماري‪ ،‬والثمن األساسً‬
‫الذي تبتدئ به المزاٌدة فً جلسة البٌع ٌحدد من طرؾ خبٌر تعٌنه المحكمة"‪.‬‬

‫وبعد إعداد دفتر التحمالت ٌموم العون المكلؾ بالتنفٌذ بإٌداعه لدى كتابة الضبط فً‬
‫ألرب ولت ممكن‪ 2‬لكً ٌوضع رهن إشارة العموم‪ .‬ولعل من أهم ما ٌمكن أن ٌطرح إشكاالت‬
‫فً هذا اإلطار وهو عدم لٌام المشرع المؽربً بتحدٌد أجل معٌن ٌلتزم العون المكلؾ بالتنفٌذ‬
‫بناء علٌه بإٌداع دفتر التحمالت بكتابة الضبط ذلن أن التراخً فً مواصلة إجراءات التنفٌذ‬
‫ٌعتبر من أهم العوارض التً لد تعرلل سٌر مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً وعدم تحدٌد هذا‬
‫األجل ٌمصً المعٌار الذي ٌمكن بناء علٌه المول بوجود تراخً فً مواصلة إجراءات التنفٌذ‬
‫من عدمه‪ ،‬ولد كان حرٌا بالمشرع المؽربً تحدٌد هذا األجل من أجل ضبط حسن سٌر‬
‫مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً‪.‬‬

‫وبما أن الهدؾ من وضع دفتر التحمالت هو معرفة العموم بشروط البٌع فإن هذا‬
‫الهدؾ ال ٌتؤتى تحمٌمه إال بإشهار هذا الدفتر‪ ،‬حٌث تعطى للسمسرة بناء علٌه صفة العلنٌة‬
‫وٌوفر حظوظا أكبر فً حضور أكبر عدد ممكن من المتزاٌدٌن فتمع المنافسة فً تمدٌم‬
‫العروض مما ٌإدي إلى بٌع العمار بثمن عادل‪ 3‬ومناسب‪.‬‬

‫‪ 1‬المرار عدد ‪ 516‬الصادر بتارٌخ ‪ 4‬ماي ‪ 2005‬فً الملؾ رلم ‪ ،2004/1/3/1366‬أورده ٌونس الزهري‪" ،‬الحجز‬
‫التنفٌذي على العمار فً المانون المؽربً" الجزء الثانً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪ 2‬المشرع المؽربً لم ٌحدد أجال لمٌام عون التنفٌذ بإٌداع دفتر التحمالت بكتابة ضبط المحكمة عكس ما ذهب إلٌه‬
‫‪ 414‬من لانون‬ ‫المشرع المصري الذي حدده فً تسعٌن ٌوما من تارٌخ تسجٌل نزع الملكٌة بممتضى المادة‬
‫المرافعات‪ ،‬والمشرع الفرنسً حدده فً أربعٌن ٌوما من المادة ‪ 688‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬ؾ‪.‬‬
‫‪ 3‬أحمد النوٌضً‪ " ،‬المضاء المؽربً وإشكاالت التنفٌذ الجبري لألحكام"‪ ،‬مطبعة ورالة الكتاب‪ ،‬فاس‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫مارس ‪ ،1995‬ص ‪.163‬‬

‫‪62‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫وال ٌحدث هذا اإلشهار إال بعد أداء الحاجز للمصروفات الالزمة للمٌام به والتً‬
‫‪1‬‬
‫تحددها المحكمة‪ ،‬ثم بعد هذا ٌموم العون المكلؾ بالتنفٌذ بإعداد مطبوعات إعالنات البٌع‬
‫والتً تبٌن المحكمة والماعة التً ستجرى فٌها المزاٌدة وتارٌخها بدلة‪ ،‬وأطراؾ الحجز مع‬
‫‪2‬‬
‫تحدٌد العمار الذي سٌنصب علٌه البٌع‪.‬‬

‫ولد حدد المشرع المؽربً األماكن التً ٌنبؽً أن ٌتم تعلٌك إعالن البٌع بها بممتضى‬
‫الفصل ‪ 474‬من ق‪.‬م‪.‬م وهً باب مسكن المحجوز علٌه وعلى العمار المحجوز وفً األسواق‬
‫المجاورة وفً لوحة اإلعالنات المضابٌة بالمحكمة وكذا بمكاتب السلطة اإلدارٌة‪ ،‬إضافة إلى‬
‫إشهار البٌع بواسطة وسابل اإلعالم‪.3‬‬

‫ؼٌر أنه ما ٌالحظ عملٌا أن هذه اإلجراءات ال تحترم بالشكل الذي ٌضمن تحمٌك‬
‫الؽاٌة من اإلشهار وهً تبلٌػ العموم بالبٌع وهذا راجع إلى كثرة وعدم انتظام اإلعالنات من‬
‫جهة وعدم لجوء أطراؾ التنفٌذ إلى وسابل اإلعالم المسموعة والمربٌة وال حتى المكتوبة من‬
‫جهة أخرى‪.4‬‬

‫وإضافة إلى اإلشهار لفابدة العموم ٌتعٌن تبلٌػ أطراؾ الحجز أٌضا بتارٌخ إجراء‬
‫المزاٌدة خاصة المدٌن المحجوز علٌه وشركابه على العمار وكل من له حك ممٌد على هذا‬

‫األخٌر وكذا كتلة الدابنٌن والمتزاٌدٌن الذي‪ k‬سبك أن تمدموا بعروضهم إلى كتابة الضبط‪.5‬‬

‫ثالثا‪ -‬إجراء المزاٌدة‪.‬‬

‫بعد شهر إعالنات البٌع وتلمً العون المكلؾ بالتنفٌذ لعروض المشاركة بالمزاد العلنً‬
‫من العموم بكتابة الضبط وتسجٌلها فً محضر لانونً حسب الترتٌب الذي لدمت علٌه‪ ،6‬تؤتً‬

‫‪ٌ 1‬الحظ أن المشرع المؽربً تجاهل أٌضا تحدٌد البٌانات الواجب توافرها فً إعالنات البٌع‪ ،‬عكس نظٌره المصري‬
‫الذي حددها بممتضى المادة ‪ 428‬من لانون المرافعات‪ ،‬والمشرع الفرنسً الذي حددها بممتضى المادة ‪ 696‬من‬
‫ق ‪ .‬م ‪ .‬م ‪.‬ؾ ‪.‬‬
‫‪ 2‬عمر الهوفً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.84‬‬
‫‪ 3‬أمٌن حسون‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪ 4‬هذا وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع المؽربً خص شهر البٌع عندما ٌتعلك بعمار محجوز لفابدة المإسسات‬
‫الخاضعة لمرسوم ‪ 17‬دجنبر ‪ 1968‬بمسطرة خاصة تضمنها الفصل ‪ 61‬منه‪ ،‬حٌث ٌستلزم نشر اإلنذار العماري‬
‫نفسه لست مرات ولمدة ستة أسابٌع فً جرٌدة لإلعالنات المانونٌة فً مكان مولع العمار المحجوز‪.‬‬
‫‪ 5‬طبما للفصول ‪ 473‬و‪ 476‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬والفصول ‪ 209‬و‪ 210‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫‪ 6‬دمحم سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.73‬‬

‫‪63‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫المرحلة الحاسمة وهً بٌع العمار المرهون وٌكون هذا بعد ثالثٌن ٌوما من تبلٌػ الحجز ‪ 1‬مع‬
‫إمكانٌة تمدٌده من طرؾ ربٌس المحكمة إذا استدعى األمر ذلن‪ ،‬ؼٌر أن المالحظ عملٌا من‬
‫والع عمل كتابات الضبط أن هذه األجل ال ٌتم احترامه إضافة إلى أن رإساء المحاكم ال‬
‫ٌبسطون رلابتهم فً إطار إشرافهم على عملٌة التنفٌذ على مدى احترام هذه اآلجال من طرؾ‬
‫كتابة الضبط‪ ،‬بل أحٌانا ٌتجاوزون هذا األجل بشكل خارق دون إصدارهم ألمر معلل فً‬
‫الموضوع كما توجب ذلن المادة ‪ 476‬من ق‪.‬م‪.‬م بعلة أن المشرع لم ٌرتب أي جزاء على‬
‫عدم احترام هذه اآلجال ‪ .2‬وتبتدئ إجراءات السمسرة بتؤكد ربٌس مصلحة كتابة الضبط من‬
‫عدم أداء المنفذ علٌه للدٌن‪ ،‬وٌعمل على التذكٌر بشروط البٌع والتحمالت المثمل بها العمار‬
‫والثمن اإلفتتاحً ثم ٌطلب بعد ذلن من الراؼبٌن فً المشاركة بالمزاد تمدٌم البطابك المثبتة‬
‫لهوٌتهم وٌعمل على تسجٌلها فً البحة خاصة ‪ ،3‬ثم ٌبدأ مرحلة المناداة بالبٌع والتً تعتبر‬
‫بمثابة دعوة منه للتعالد وهذه المرحلة ال ٌمكن أن تتجاوز إحتمالٌن؛ احتمال بؤن ال ٌتمدم أي‬
‫أحد للشراء وهنا ٌموم العون المكلؾ بالتنفٌذ بتؤجٌل البٌع لجلسة أخرى ٌحددها ربٌس المحكمة‬
‫تفتتح بنفس الطرٌمة‪ ،‬واحتمال ثان بؤن ٌتمدم العدٌد من المتزاٌدٌن للشراء وهنا ٌرسو المزاد‬
‫على من ٌمدم أعلى سعر‪ ،‬وتعلن إجراءات انتهاء السمسرة بعد تردٌد األعداد من واحد إلى‬
‫ثالثة حسب ما جرى به العمل أو إشعال شمعات ثالث حسب ما ورد فً الفمرة األولى من‬
‫الفصل ‪ 477‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.4‬‬

‫وبعد هذا ٌموم العون بإطالع ربٌس المحكمة بما انتهى إلٌه المزاد حٌث ٌؤذن هذا‬
‫األخٌر إذا رأى أن العروض كانت كافٌة وأن الثمن مناسب للعون بتحرٌر محضر اإلرساء؛‬
‫أما فً حالة العكس أي إذا اتضح له عدم كفاٌة العروض أو أن الثمن ٌمل عن الثمن اإلفتتاحً‬
‫المحدد‪ ،‬أو إذا تمدم متزاٌد آخر ٌعرض زٌادة السدس من لٌمة الثمن الذي رسا به المزاد‬
‫والمصارٌؾ‪ ،5‬أو الحظ عدم لٌام من رسا علٌه المزاد بتنفٌذ اإللتزام باألداء‪ 6‬فإنه ٌؤمر بإعادة‬

‫‪ 1‬حسب نص الفصل ‪ 476‬من ق‪.‬م‪.‬م‬


‫‪ٌ 2‬ونس الزهري‪" ،‬الحجز التنفٌذي على العمار فً المانون المؽربً"‪ ،‬الجزء الثانً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.215‬‬
‫‪ 3‬حبٌبة التاٌس‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪ 4‬جمال أمرﯕـً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.284‬‬
‫‪ 5‬حسب ما نص علٌه الفصل ‪ 479‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪ 6‬إذا لم ٌمم من رسا علٌه المزاد باألداء داخل أجل ‪ 10‬أٌام من تارٌخ إجراء السمسرة فإنها تعاد تحت مسإولٌته‬
‫وعهدته بممتضى نص الفصل ‪ 485‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫بإعادة السمسرة من جدٌد وفك الطرٌمة نفسها‪ ،‬وبعد ذلن ٌتم تحرٌر محضر إرساء المزاد‬
‫وفك ما نص علٌه الفصل ‪ 480‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫وما تجدر اإلشارة إلٌه هو أنه من آثار البٌع على الدابن أنه ٌستوفً دٌنه من ثمن بٌع‬
‫العمار وفً حالة تعدد الدابنٌن فالثمن ٌوزع بٌنهم على أساس رتبة كل واحد منهم فً السجل‬
‫العماري‪ ،‬وٌبمى لهم حالة كون حصٌلة التنفٌذ ؼٌر كافٌة للوفاء بدٌونهم المطالبة بالتنفٌذ على‬
‫أموال المدٌن األخرى فً إطار المواعد العامة باعتبارهم دابنٌن عادٌٌن‪.1‬‬

‫ومن أثار رسو المزاد العلنً على أحدهم انتمال ملكٌة العمار إلى المشتري بالحالة التً‬
‫‪ ،2‬وبمجرد تسجٌل محضر‬ ‫كانت علٌها فً ٌد المدٌن المحجوز علٌه أو كفٌله أو الحابز‬
‫المزاٌدة بالرسم العماري تنتمل الملكٌة إلى المشتري مطهرة من أي حك عٌنً تبعً مسجل‬
‫على العمار سواء كان امتٌازا أو رهنا أو ؼٌره‪.3‬‬

‫المبحث الثاوً‪ :‬عىارض مسطزة تحقٍك الزهه الزسمً وآثارها‪.‬‬

‫تؤسٌسا على ما سبك الولوؾ عنده‪ٌ ،‬تضح لنا أن مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً تتصل‬
‫بصمٌم النظام العام ‪ ،4‬لذلن ٌتعٌن على الدابن المرتهن عند سلوكها أن ٌكون حرٌصا على‬
‫اتباع إجراءاتها بالشكل المتطلب لانونا حتى ٌتجنب كل العوارض التً ٌمكنها أن تعرلل‬
‫سٌرها (المطلب األول)‪ ،‬والتً من شؤنها أن تإثر على حمه فً استٌفاء دٌنه (المطلب الثانً)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬عوارض مسطرة تحقٌق الرهن الرسمً‪.‬‬

‫إن مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً والتً تبتدئ بتوجٌه اإلنذار العماري وتنتهً ببٌع‬
‫العمار المرهون تستؽرق العدٌد من اآلجال وتستلزم الكثٌر من اإلجراءات‪ ،‬األمر الذي ٌجعل‬
‫مواجهة هذه المسطرة بعض العوارض أمرا واردا‪ ،‬وهذه األخٌرة لد تتجسد إما فً تراخً‬

‫‪ 1‬دمحم سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.60‬‬


‫‪ 22‬الفصل ‪ 481‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪ 3‬الفصل ‪ 211‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪.1915‬‬
‫‪ 4‬دمحم سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.7‬‬

‫‪65‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫الدابن المرتهن عن مواصلة إجراءات التنفٌذ (الفمرة األولى)‪ ،‬أو المنازعة فً مسطرة اإلنذار‬
‫العماري (الفمرة الثانٌة) أو المنازعة فً ملكٌة المدٌن للعمار المرهون (الفمرة الثالثة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬تراخً الدائن المرتهن عن متابعة إجراءات التنفٌذ‪.‬‬

‫لد ٌتراخى الدابن المرتهن عن مواصلة إجراءات الحجز التً تتلو اإلنذار العماري‬
‫وهذا التراخً سٌضر حتما بمصالح المدٌن من جراء اإلبماء على اإلنذار والحجز مسجلٌن‬
‫بالصن العماري ألنه إضافة إلى تحمله اآلثار المترتبة عنهما فً ؼل ٌده عن التصرؾ فً‬
‫‪1‬‬
‫العمار المرهون سٌتحمل مصارٌؾ التنفٌذ عن األٌام الموالٌة لإلنذار ‪ .‬والتً لد تتراكم بشكل‬
‫ٌثمل ذمته بدٌون أكثر‪ .‬لذلن وحماٌة لمصالح المدٌن فمد منحه المشرع العماري من خالل‬
‫الفصل ‪ 208‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬إمكانٌة طلب رفع اإلنذار والحجز العمارٌٌن عن‬
‫العمار والتشطٌب علٌهما من الرسم العماري من خالل طلب معلل ومشتمل لجمٌع البٌانات‬
‫‪2‬‬
‫الواردة فً الفصل ‪ 32‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬إلى لاضً المستعجالت وٌكون األمر المضابً الصادر‬
‫عنه نهابٌا ونافذا على الفور‪.‬‬

‫ؼٌر أن التساإل الذي ٌمكن أن ٌطرح بصدد دراستنا هذه النمطة‪ ،‬هو هل أن نطاق‬
‫تطبٌك الفصل ‪ 208‬من الظهٌر المذكور تمتصر على الحالة التً ٌكون فٌها الحجز مترتبا‬
‫على رهن عماري؟‪ ،‬أم أنه ٌمتد لٌشمل جمٌع الحجوز المنصبة على عمار محفظ؟‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫إلى اعتبار أن هذه المسطرة اإلستعجالٌة خاصة‬ ‫وفً هذا اإلطار‪ ،‬ذهب أحد الفمه‬
‫باإلنذار والحجز العمارٌٌن المترتبٌن عن الرهن الرسمً وال ٌمكن اللجوء إلٌها عندما ٌتعلك‬
‫األمر بحجز تحفظً أو تنفٌذي تم تسجٌلهما على الرسم العماري الستخالص دٌون ؼٌر‬
‫‪4‬‬
‫ألر فٌه هذا التوجه‬ ‫مضمونة برهن رسمً مستندا فً ذلن على لرار للمجلس األعلى‬

‫‪ 1‬دمحم سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.92‬‬


‫‪ 2‬جاء فً أمر صادر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة ببركان‪" :‬حٌث ٌهدؾ الطلب إلى إصدار أمر ٌمضً بالتشطٌب‬
‫على اإلنذار العماري‪ ...‬وحٌث أن عنوان المدعى علٌه ٌعتبر من البٌانات اإللزامٌة الواجب توافرها بالممال تحت‬
‫طابلة عدم لبول الدعوى شكال طبما ألحكام الفصل ‪ 32‬من ق‪..‬م‪.‬م"‪ ،‬األمر رلم ‪ 86‬الصادر بتارٌخ ‪ 13‬ماي ‪2003‬‬
‫فً الملؾ رلم ‪( ،02/261‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ 3‬دمحم سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ 4‬المرار عدد ‪ 1433‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 17‬ونٌو ‪ 1987‬فً الملؾ عدد ‪ ،99/287‬مجلة المضاء والمانون عدد ‪،139‬‬
‫ص ‪.81‬‬

‫‪66‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫‪1‬‬
‫التً لضت فً لرار لها‬ ‫وساٌرته فٌه بعض محاكم المملكة‪ ،‬كمحكمة االستبناؾ بمراكش‬
‫‪ 208‬من المانون العماري هو الرهن‬ ‫بتؤٌٌد األمر المستؤنؾ بعلة أن مجال تطبٌك الفصل‬
‫الرسمً‪ ،‬ألن الدابن المرتهن له الحك فً اتخاذ جمٌع إجراءات التنفٌذ الجبري بما فٌها بٌع‬
‫العمار المرهون‪ ،‬أما الحاالت األخرى كإجراء حجز تحفظً فً انتظار الحصول على السند‬
‫‪2‬‬
‫التنفٌذي ضد المدٌن فال ٌطبك علٌها‪ .‬ونفس األمر لضت به المحكمة االبتدابٌة بوجدة إذ جاء‬

‫"حٌث أن التراخً ال ٌطبك على الحجز التحفظً على عمار‬ ‫‪:‬‬ ‫فً أمر صادر عن ربٌسها‬
‫محفظ وإنما ٌطبك على الرهون تبعا لالجتهاد المضابً حسب المرار الصادر بتارٌخ ‪-6-17‬‬
‫‪ 208‬من الظهٌر‬ ‫‪ 87‬ملؾ مدنً عدد ‪ 99/287‬والذي أوضح بؤن مجال تطبٌك الفصل‬
‫‪ 208‬من الظهٌر‬ ‫الصادر بتارٌخ ‪ 1915-06-02‬والذي أوضح بؤن مجال تطبٌك الفصل‬
‫الصادر بتارٌخ ‪ 1915-06-02‬هو حالة وجود رهون رسمٌة على عمار محفظ"‪.‬‬

‫ؼٌر أنه وبرجوعنا إلى ممتضٌات الفصل ‪ 208‬نجده ٌبتدئ بما ٌلً‪" :‬إذا ولع التراخً‬
‫فً مواصلة اإلجراءات التً تتلو الحجز أمكن للمحجوز علٌه أن ٌحصل على اإلعذار وجمٌع‬
‫الوثابك المسجلة تبعا له"‪ .‬وعلٌه فالمشرع لم ٌمصر النص على حالة الحجز المترتب على‬
‫رهن عماري بل ع ّم ممتضٌات النص على جمٌع الحجوز المنصبة على عمار محفظ‪ .‬وبهذا‬
‫ٌكون ما ذهب إلٌه الجانب الفمهً والمضابً المذكورٌن سابما ال ٌستمٌم مع ما ألره المشرع‬
‫‪3‬‬
‫جاء فٌه‪ " :‬إن هذا‬ ‫العماري‪ ،‬وهو األمر الذي تداركه المجلس األعلى مإخرا فً لرار له‬
‫الفصل –الفصل ‪ 208‬من ظهٌر ‪ٌ -1915/6/2‬شٌر إلى اإلجراءات التً تتلو الحجوز ومنها‬
‫الحجز التحفظً وال ٌشٌر إلى اإلجراءات التً تلً الرهون الرسمٌة"‪ ،‬كما أكد فً نفس‬
‫المرار على أحمٌة المحجوز علٌه فً طلب رفع إجراءات الحجز متى ولع تراخ من الحاجز‬
‫فً متابعتها إذ جاء فً إحدى حٌثٌاته‪" :‬حٌث أن التراخً فً متابعة إجراءات الحجوز حسب‬

‫‪ 1‬المرار عدد ‪ 2114‬الصادر بتارٌخ ‪ 9‬أكتوبر ‪ 1995‬فً الملؾ المدنً عدد ‪( ،95/768‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ 2‬األمر رلم ‪ 2001 /474‬الصادر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بوجدة بتارٌخ ‪ 9‬أكتوبر ‪ 2001‬فً الملؾ رلم‬
‫‪( ،2001/28‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ 3‬المرار عدد ‪ 3614‬الصادر بتارٌخ ‪ 27‬نونبر ‪ 2002‬عن الؽرفة المدنٌة بالمجلس األعلى فً الملؾ المدنً رلم‬
‫‪( ،97- 11 -1- 2702‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ -‬أنظر فً نفس التوجه المرار رلم ‪ 69‬الصادر عن محكمة االستبناؾ بوجدة بتارٌخ ‪ٌ 9‬ناٌر ‪ 2003‬فً الملؾ رلم‬
‫‪( ،00/1739‬ؼٌر منشور)‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫الفصل ‪ 208‬المحتج به وإن كان ٌعطً للمدعٌن حك الحصول على اإلعذار والوثابك المتعلمة‬
‫به‪ ،‬فإن بماء الحجز الذي هو مجرد حجز تحفظً مإلت مسجال على الرسم العماري من شؤنه‬
‫أن ٌعرلل حك الملكٌة الذي من عناصره حك التصرؾ وأن ضمان هذا الحك ٌمتضً‬
‫التشطٌب على مجرد الحجز التحفظً"‪.‬‬

‫وبهذا ٌكون من حك المدٌن الراهن أن ٌطلب رفع الحجز المترتب على رهن عماري‬
‫‪ 208‬متى تراخً الدابن فً‬ ‫على اعتبار أن المشرع العماري لم ٌمصه من نطاق الفصل‬
‫مواصلة إجراءات التنفٌذ‪ ،‬على أن ما ٌنبؽً التؤكٌد علٌه هو أن التشطٌب على اإلنذار والحجز‬
‫العمارٌٌن ال ٌمتد للتشطٌب على الرهن الرسمً الذي ٌبمى العمار مثمال به‪ ،‬بل ٌمتصر األمر‬
‫فً حالة االستجابة للطلب على رفع الحجز والتشطٌب على اإلنذار العماري فمط‪ ،‬وهو ما‬
‫‪1‬‬
‫جاء فٌه‪" :‬إن محكمة االستبناؾ لما اعتبرت أن رفع‬ ‫أكده المجلس األعلى فً لراره له‬
‫الحجز التنفٌذي ٌإدي بصفة آلٌة إلى رفع الرهن العماري وٌمكن أن ٌضع حدا لمسطرة تحمٌك‬
‫الرهن تكون لد أسست لضاءها بذلن على تعلٌل فاسد ٌوازي انعدامه ذلن أنه لبن كان ٌمكن‬
‫أن ٌمضً برفع حجز تنفٌذي فً إطار طلب استعجالً فإن وضع حدا لرهن عماري مادام‬
‫األمر ٌتعلك بحك عٌنً ال ٌمكن النظر فٌه إال فً إطار دعوى موضوعٌة تهدؾ التشطٌب‬
‫على الرهن العماري المنازع فٌه"‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬المنازعة فً مسطرة اإلنذار العقاري‪.‬‬

‫إن المشرع المؽربً ورؼبة منه فً تحمٌك توازن بٌن مصالح جمٌع األطراؾ‬
‫المتداخلة فً مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً منح لكل متضرر من إجراءاتها حك المنازعة فً‬
‫هذه اإلجراءات وعلٌه ٌكون للمدٌن وكفٌله والحابز وكذا الدابن باعتبارهم فً ممدمة‬
‫األشخاص اللذٌن ٌمكن أن تتضرر مصالحهم‪ ،‬اتخاذ هذه المسطرة الحك فً الطعن فً اإلنذار‬
‫العماري وإجراءات الحجز وكذا البٌع‪ .‬وٌمتد هذا الحك لٌشمل كل من له حك شخصً أو‬
‫‪2‬‬
‫عٌنً على العمار المحجوز ‪ ،‬وكذا األؼٌار إن كانت لهم مصلحة فً ذلن‪ .‬كالشخص الراؼب‬

‫‪ 1‬المرار رلم ‪ 86‬الصادر عن المجلس األعلى بتارٌخ ‪ٌ 19‬ناٌر ‪ 2000‬فً الملؾ التجاري عدد ‪ ،98/568‬مجلة‬
‫األمالن‪ ،‬العدد الثانً‪ ،‬السنة ‪ ،2007‬ص‪.235‬‬
‫‪ 2‬الطٌب برادة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.341‬‬

‫‪68‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫فً المشاركة بالمزاد إذا منع من ذلن بدون سبب مشروع أو إذا لم ٌتمكن من المشاركة بسبب‬
‫‪1‬‬
‫خطؤ مادي فً نشر اإلعالنات ‪.‬‬

‫وعن األسباب التً ٌمكن أن ٌتؤسس علٌها الطعن فً إجراءات مسطرة تحمٌك الرهن‪،‬‬
‫فالمشرع المؽربً لم ٌمم بحصرها بؤسباب معٌنة األمر الذي انعكس سلبا علٌها وللص من‬
‫فاعلٌتها‪ ،‬وعموما فؤسباب الطعن لد ترتبط بإجراءات التبلٌػ إذ لد ٌدعً المدٌن أنه لم ٌتوصل‬
‫‪2‬‬
‫باإلنذار العماري أو أنه لد توصل به لكن بصفة ؼٌر لانونٌة كما ٌتضح من خالل لرار‬
‫للمجلس‪ 3‬األعلى الذي جاء فٌه‪" :‬حما لمد صح ما عابه الطاعن على المرار المطعون فٌه ذلن‬
‫أنه ولع تبلٌؽهما إلى زوجة الطالب مستخدمة بالبنن المؽربً للتجارة والصناعة وهو ممر‬
‫عملها‪ ،‬لذلن فالمحكمة لما اعتمدت التبلٌػ الوالع لزوجة الطالب بممر عملها وهو ؼٌر موطن‬
‫الطالب الحمٌمً وبنت علٌه لضاءها تكون لد خرلت الفصل ‪ 38‬الذي ٌنص على أنه إذا ولع‬
‫التسلٌم إلى األلارب أو الخدم أو لكل شخص آخر ٌسكن مع من ٌراد التبلٌػ إلٌه فإنه ٌتم ذلن‬
‫التبلٌػ فً موطن هذا األخٌر‪ ..‬وبالتالً عرضت لرارها للنمض"‪.‬‬

‫كما لد ٌطعن المدٌن الراهن فً إجراءات البٌع بالمزاد العلنً لعدم علمه بٌوم‬
‫السمسرة بسبب عدم تبلٌؽه‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫وهو ما ٌتبٌن من خالل لرار صادر عن المجلس األعلى جاء فٌه ‪" :‬ردا على السبب‬
‫أعاله فإن العبرة بعلم المحجوز علٌه إنما هً باستدعابه للحضور فً الٌوم المحدد للسمسرة‬

‫‪ 1‬دمحم سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.115‬‬


‫‪ -‬ومع احترامً لرأي األستاذ دمحم سالم فً أحمٌة كل من تضررت مصلحته أثناء مسطرة التنفٌذ فً الطعن فٌها إلى‬
‫أننً ال أشاطره الرأي على اعتبار أن مصلحة األطراؾ المباشرة أولى بمراعاتها من مصلحة األؼٌار‪ ،‬إضافة إلى‬
‫أن فتح المجال للؽٌر بالطعن سٌإدي إلى إطالة مسطرة تحمٌك الرهن لسنوات‪ ،‬وربما لد ٌإدي لبول الطعن خاصة‬
‫إذا تعلك بمراحل المسطرة األخٌرة كالطعن فً إجراءات المزاٌدة إلى إعادة المسطرة من جدٌد وٌبمى أمر تمدٌم طعن‬
‫آخر بخصوص نفس المسطرة وفً مراحلها األخٌرة وارد‪ ،‬األمر الذي سٌجعل مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً‬
‫تتحرن أمام المضاء بشكل متوال ولسنوات إضافة إلى أن هذه الطعون ٌمكن أن ٌكون الؽرض منها مماطلة المضاء‬
‫لصد تجنب التنفٌذ على العمار ال ؼٌر أو تؤجٌله على األلل‪.‬‬
‫‪ 2‬وهو ما ٌستفاد من مولؾ المحكمة التجارٌة بوجدة فً العدٌد من أحكامها من بٌنها‪:‬‬
‫‪ -‬الحكم عدد ‪ 08/59‬الصادر بتارٌخ ‪ 5‬فبراٌر ‪ 2008‬فً الملؾ رلم ‪( ،2005/554‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ -‬الحكم عدد ‪ 07/18‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 18‬ناٌر ‪ 2007‬فً الملؾ رلم ‪( ،9/05/661‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ 3‬المرار عدد ‪ 2965‬الصادر بتارٌخ ‪ 15‬ماي ‪ 1997‬فً الملؾ المدنً رلم ‪ ،95/1/2851‬مجلة الملؾ‪ ،‬العدد األول‪،‬‬
‫ٌونٌو ‪ ،2003‬ص‪.109‬‬
‫‪ 4‬المرار عدد ‪ 1004‬الصادر بتارٌخ ‪ 21‬مارس ‪ 2007‬فً الملؾ المدنً رلم ‪( ،2006 -1-1-1175‬ؼٌر منشور)‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫التً تم فٌها البٌع فعال ال بعدد المرات التً عرض فٌها المحجوز للبٌع ولم ٌتم‪ ،‬ولذلن فإن‬
‫المرار المطعون فٌه وعلله وما أثٌر حوله من أسباب تبٌن أن ما نعاه المستؤنؾ ؼٌر‬
‫مإسس‪ ،‬إذ تبٌن وفك علل الحكم عدم توصل المستؤنؾ علٌه باالستدعا ء وفك الفصل ‪474‬‬
‫وما ٌلٌه ( ‪ )476‬من ق‪.‬م‪.‬م وأنه ال ٌعتد بادعابه العلم بتارٌخ المزاد أمام تمدٌمه لطلب بتارٌخ‬
‫‪ 2003-03-10‬إلعادة السمسرة وال بالمساطر التً مارسها المستؤنؾ علٌه بإٌماؾ عملٌة‬
‫البٌع والصعوبة فً التنفٌذ للمول بصحة إجراءات بٌع العمار المحجوز والتً تمت بدون‬
‫احترام الممتضٌات المشار إلٌها‪ ،‬فإنه نتٌجة لما ذكر كله ٌكون المرار معلال تعلٌال كافٌا"‪.‬‬

‫وعلٌه فمتى لم تحترم فً اإلنذار العماري أو فً البٌع اإلجراءات المتطلبة لانونا كان‬
‫‪1‬‬
‫لضى بما‬ ‫للمتضرر الطعن فٌها وفك ما جاء فً حكم صادر عن المحكمة التجارٌة بوجدة‬
‫ٌلً‪" :‬حٌث ٌهدؾ الطلب إلى التصرٌح ببطالن محضر المزاٌدة العلنٌة‪ ..‬وبطالن جمٌع‬
‫اإلجراءات التً كانت أساسا له بدءا من كٌفٌة تبلٌػ اإلنذارٌن العمارٌٌن والحجز العماري‬
‫والتدخل فً الحجز وجمٌع اإلعالنات واإلشهار وتمرٌر الخبرة المعتمد كؤساس النطالق‬
‫المزاد العلنً ودفتر التحمالت‪ ..‬فضال عن عدم إشعار الدابن المرتهن‪ ..‬وحٌث أنه ورعٌا لكل‬
‫ما سبك فإن البٌع محل الطلب لم تحترم فٌه اإلجراءات المانونٌة المتطلبة لولوعه صحٌحا‬
‫طبما لمواعد المسطرة المدنٌة مما ٌكون معه طلب المدعً مإسسا وٌتعٌن بالتالً االستجابة له‬
‫مع ما ٌترتب عن ذلن من آثار لانونٌة"‪.‬‬

‫وإلى جانب اإلخالالت الشكلٌة التً ٌعتمدها المتضرر من اإلجراءات للطعن فً‬
‫صحتها‪ ،‬فمد ٌمتد هذا األخٌر لٌنبنً على إخالالت جوهرٌة ترمً التصرٌح بإبطال هذه‬

‫‪ 25‬أكتوبر ‪ 2005‬فً‬ ‫‪ -‬أنظر فً نفس السٌاق المرار عدد ‪ 842‬الصادر عن محكمة االستبناؾ بالحسٌمة بتارٌخ‬
‫الملؾ رلم ‪( ،05/185‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ 1‬الحكم عدد ‪ 07-487‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 12‬ونٌو ‪ 2007‬فً الملؾ رلم ‪( ،11-07-181‬ؼٌر منشور)‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫‪1‬‬
‫اإلجراءات بصفة نهابٌة كالتمسن بفسخ الرهن أو المنازعة فً وجود المدٌونٌة من عدمها أو‬
‫فً لٌمتها‪...2‬‬

‫وإذا كان الدابن الحاجز أول المستفٌدٌن من بٌع العمار فإنه بدوره ال ٌتوانى فً الطعن‬
‫فً اإلجراءات متى تمت بشكل ٌمكن أن ٌضر بمصالحه كالحالة التً ال ٌتضمن فٌها محضر‬
‫الحجز بعض األموال المعتبرة عمارات بالتخصٌص أو تضمٌنه بعض التكالٌؾ ؼٌر الموجودة‬
‫‪3‬‬
‫أو تم إحداثها لؽاٌة اإلضرار به ‪.‬‬

‫وعن األجل الذي ترفع فٌه الطعون فً اإلنذار والحجز العمارٌٌن فإن المشرع لم ٌحدد‬
‫أجال لرفعها‪ ،‬لذلن درج العمل المضابً على رفض الطعن فً اإلجراءات متى لم ٌمدم داخل‬
‫أجل ‪ 7‬أٌام من تارٌخ التبلٌػ عمال بممتضٌات الفصل ‪ 1218‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬وبناء علٌه صدر‬
‫‪4‬‬
‫عن محكمة االستبناؾ بوجدة لرارا لها جاء فٌه ‪" :‬وحٌث أن الدفع بممتضٌات الفصل ‪1218‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع ٌفرض على المستؤنؾ علٌه بصفته مدٌنا أن ٌموم بالتعرض خالل أجل سبعة أٌام‬
‫من مجرد اإلعالم الرسمً الحاصل فً نفس المكان الذي ٌوجد فٌه الدابن‪ ،‬أما إذا لم ٌكن‬
‫ممٌما فً نفس المكان الذي ٌوجد فٌه الدابن أو لم ٌكن له فٌه موطن زٌد فً أجل التعرض‬
‫بسبب المسافة وفما لما ٌمضً به لانون المسطرة المدنٌة"‪ ،‬وبرجوعنا إلى نص الفصل ‪1218‬‬
‫الذي بنت على أساسه المحكمة لضاءها نجد أن هذا األخٌر ٌتعلك بتصفٌة الرهن الحٌازي‬
‫وعلٌه فال مانع من إسماط ممتضٌاته على حالة الرهن الرسمً طالما أنه جاء فً ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫وهذا األخٌر ٌعتبر الشرٌعة العامة فً كل ما ؼاب عنه نص كما سبمت اإلشارة‪ ،‬ؼٌر أن هذا‬

‫‪ 1‬جاء فً أمر صادر عن ربٌس المحكمة التجارٌة بالدار البٌضاء‪ٌ" :‬تعٌن رفع اإلنذار العماري إن تبٌن أن السبب‬
‫المعتمد علٌه لتوجٌهه –الرهن‪ -‬لد زال لفسخه لضابٌا بممتضى لرار حابز لموة الشًء الممضً به" صادر بتارٌخ‬
‫‪ 13‬أكتوبر ‪( 1998‬دون ذكر بالً البٌانات)‪ ،‬منشور بالمولع التالً‪:‬‬
‫‪Juristconseil.blogspot.com.‬‬ ‫‪ -‬بتارٌخ‪ 2 :‬مارس ‪.2008‬‬
‫‪ 2‬ولد درج المضاء بخصوص التؤكد من مدى وجود أو عدم وجود المدٌونٌة إلى اعتماد خبٌر حٌسوبً لتحدٌدها‪،‬‬
‫وعلٌه جاء فً حكم صادر عن المحكمة االبتدابٌة ببركان‪" :‬لكن حٌث إن المحكمة وسعٌا منها للوصول إلى الحمٌمة‬
‫أمرت بإجراء خبرة حسابٌة لتحدٌد دابنٌة ومدٌونٌة كل طرؾ فً النازلة"‪ ،‬الحكم رلم ‪ 2428‬الصادر بتارٌخ ‪10‬‬
‫دجنبر ‪ 2002‬فً الملؾ رلم ‪( ،02/74‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ 3‬علً عباد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.102‬‬
‫‪ 4‬المرار رلم ‪ 1160‬الصادر بتارٌخ ‪ 15‬أبرٌل ‪ 2003‬عن الؽرفة المدنٌة بمحكمة االستبناؾ بوجدة‪ ،‬فً الملؾ رلم‬
‫‪( ،03/268‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ -‬ونفس األمر لضت به المحكمة االبتدابٌة بوجدة فً حكمها رلم ‪ 2000/3005‬الصادر بتارٌخ ‪ 26‬أكتوبر ‪2000‬‬
‫فً الملؾ رلم ‪( ،99/2139‬ؼٌر منشور)‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫‪1‬‬
‫صادر عنه‪" :‬إن‬ ‫التوجه لم ٌتبنه المجلس األعلى وسار خالفا له‪ ،‬إذ جاء فً لرار‬
‫ممتضٌات الفصل ‪ 1218‬من لانون االلتزامات والعمود تتعلك بتصفٌة الرهن الحٌازي‪ ،‬بٌنما‬
‫دعوى المطلوب تتعلك بإبطال اإلنذار العماري المعتمد على الشهادة الخاصة بالتسجٌل‬
‫المسلمة من طرؾ المحافظ على األمالن العمارٌة فً إطار الفصل ‪ 204‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو‬
‫‪ 1915‬المحدد للتشرٌع المطبك على العمارات المحفظة"‪.‬‬

‫لذلن نلتمس من المشرع المؽربً سد هذا الفراغ التشرٌعً بنص صرٌح ٌحدد آجال‬
‫الطعن ببطالن إجراءات مسطرة تحمٌك الرسمً‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬المنازعة فً ملكٌة المدٌن للعقار المحجوز‪.‬‬

‫لمد حاول المشرع المؽربً من خالل مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً توفٌر نوع من‬
‫الحماٌة لجمٌع األطراؾ المتداخلة فٌها‪ ،‬وفً نفس الولت مد هذه الحماٌة لتشمل حتى الؽٌر‬
‫الذي لم ٌكن طرفا فً عملٌة التنفٌذ متى انصب هذا األخٌر على ممتلكاته العمارٌة‪ ،‬وذلن عن‬
‫طرٌك رفع دعوى االستحماق الفرعٌة استنادا إلى ممتضٌات الفصلٌن ‪ 482‬و‪ 483‬من ق‪.‬م‪.‬م‪،‬‬
‫وٌمصد بهذه األخٌرة تلن الدعوى التً ٌرفعها شخص من الؽٌر إلى محكمة الموضوع‬
‫المختصة مدعٌا ملكٌة العمار الذي ولع الحجز علٌه لبل انتهاء إجراءات المزاٌدة النهابٌة‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ،‬وٌتبٌن‬ ‫األخٌرة طالبا رفع هذا الحجز ولد سمٌت بالفرعٌة باعتبارها متفرعة عن التنفٌذ‬
‫‪4‬‬
‫من هذا التعرٌؾ أن هذه الدعوى تتخلل إجراءات التنفٌذ العماري وٌرفعها شخص من الؽٌر ‪،‬‬
‫وٌمصد بهذا األخٌر كل من لم ٌكن طرفا فً التنفٌذ أما المدٌن األصلً والحابز والكفٌل العٌنً‬
‫والشخص المتضامن مع المدٌن ال ٌعتبرون فً هذا اإلطا ر ؼٌرا ألنهم ملزمٌن بآداء الدٌن‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫المرار عدد ‪ 1530‬الصادر بتارٌخ ‪ 12‬ماي ‪ 2004‬فً الملؾ المدنً عدد ‪( ،2003 -1- 1-3688‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫=‬
‫= ‪ - 2‬الطٌب برادة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.350‬‬
‫‪ -‬إسماعٌل إبراهٌم الزٌادي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.270‬‬
‫‪ 3‬لمزٌد من التفاصٌل حول مفهوم وشروط دعوى االستحماق الفرعٌة ٌراجع‪:‬‬
‫نجٌم أهتوت‪ " ،‬دعوى االستحماق الفرعٌة للعمار" ‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعممة فً المانون الخاص ‪،‬‬
‫وحدة التكوٌن والبحث فً لانون العمود والعمار‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة ‪ ،‬جامعة دمحم األول‪،‬‬
‫وجدة‪ ،‬الموسم الجامعً ‪ ،2006 – 2005‬ص‪ 8‬وما ٌلٌها‪.‬‬
‫‪ 4‬المرار عدد ‪ 3020‬الصادر بتارٌخ ‪ 17‬نونبر ‪ 1993‬فً الملؾ المدنً رلم ‪ ،88/71‬لضاء المجلس األعلى‪ ،‬العدد‬
‫‪ 48‬سنة ‪ ،1996‬ص ‪.102‬‬

‫‪72‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫ولد ذهب المجلس األعلى إلى تحدٌد الؽٌر الممصود فً دعوى االستحماق الفرعٌة فً لرار له‬
‫جاء فٌه‪" :‬الؽٌر فً دعوى االستحماق الفرعٌة للعمار هو الذي ال صلة له بالمحجوز علٌه ال‬
‫من لرٌب وال من بعٌد كالوارث مثال ال ٌعتبر ؼٌرا فً تركة المالن المحجوز علٌها ألنه‬
‫خلؾ فٌها"‪.‬‬

‫وعن موضوع هذه الدعوى فٌمكن حصره فً شمٌن؛ الشك األول ٌرتبط بادعاء ملكٌة‬
‫العمار الجاري علٌه الحجز كله أو بعضه‪ .‬والشك الثانً ٌرتبط بإبطال إجراءات التنفٌذ وهو‬
‫األمر الذي دفع المشرع إلى حصر أجل رفعها فً الفترة الممتدة بٌن إٌماع الحجز على العمار‬
‫ولبل انتهاء إجراءاته‪ ،‬وإذا رفعت بعد هذا األجل خضعت الدعوى لألحكام العامة التً تسري‬
‫‪1‬‬
‫على دعوى الملكٌة األصلٌة ‪.‬‬

‫أما عن موضوع دعوى اإلستحماق الفرعٌة فبدوره ٌثٌر إشكاال ٌتعلك بمدى إمكانٌة‬
‫تصور ورودها على عمار محفظ؟‪.‬‬

‫إن اإلجابة عن هذا اإلشكال‪ ،‬تمتضً التمٌٌز بٌن حجٌة التحفٌظ العماري الذي ٌطهر‬
‫العمار من جمٌع الحموق السابمة عن إنشاء الرسم العماري؛ وبٌن التسجٌل فً هذا األخٌر‬
‫‪2‬‬
‫للحموق ‪ .‬فاألول ٌعتبر ذا صفة نهابٌة بمجرد صدور لرار التحفٌظ وٌكتسب العمار موضوعه‬
‫‪ 2‬و ‪ 62‬من ظهٌر التحفٌظ العماري‪ ،‬أما‬ ‫مناعة مطلمة ضد أي طعن طبما ألحكام الفصلٌن‬
‫التسجٌل الوارد على الرسم العماري فٌمكن إبطاله والتشطٌب علٌه وفما ألحكام الفصل ‪ 91‬من‬
‫الظهٌر المذكور‪.‬‬

‫ومن تم فرؼم طبٌعة الرسم العماري واألحكام الخاصة بالعمارات المحفظة التً تجعل‬
‫حاالت اللجوء إلى دعوى االستحماق على عمار محفظ نادرة إلى أنها ممكنة ومتاحة؛ كحالة‬
‫لبول الدابن المرتهن كضمانة عمارا محفظا رؼم وجود تمٌٌد احتٌاطً علٌه أو شرطا على‬

‫‪ 1‬دمحم سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.127‬‬


‫‪ 2000/758‬الصادر عن‬ ‫وهو ما ذهبت إلٌه المحكمة اإلبتدابٌة بعٌن السبع بالدار البٌضاء من خالل األمر رلم‬
‫ربٌسها بتارٌخ ‪ٌ 5‬ولٌوز ‪ ،2002‬فً الملؾ عدد ‪ ،2000/730‬مجلة اإلشعاع العدد ‪ ،28‬فبراٌر ‪ ،2004‬ص ‪.283‬‬
‫‪ 2‬وفاء عالمً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.83‬‬

‫‪73‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫‪1‬‬
‫ملكٌة الراهن لهذا العمار‪ ،‬فهنا ٌمكن لصاحب هذا التمٌٌد أن ٌطالب باستحماق العمار استنادا‬
‫إلى أحكام الفصل ‪ 175‬من ظهٌر ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬الذي ٌنص على أنه‪" :‬من لٌس لهم على‬
‫الملن إال حك معلك على شرط أو لابل للفسخ فً بعض الحاالت أو معرض لإلبطال‪ ،‬ال‬
‫ٌمكنهم أن ٌعطوا إال رهنا خاضعا لنفس الشروط أو اإلبطال"‪.‬‬

‫وعلٌه ٌكون للدابن المرتهن تحمل تبعة لبوله لهذا العمار كضمان وتحمل النتابج‬
‫المترتبة على استحماله من طرؾ الؽٌر الممٌد احتٌاطٌا بالرسم العماري الخاص به وتحمك‬
‫الشرط الفاسخ لحك ملكٌة المدٌن‪ ،‬وفً ممدمة هذه النتابج إلؽاء إجراءات الحجز العماري‬
‫‪2‬‬
‫وإبطال الرهن بدوره ألنه انصب على ما هو مملوكا للؽٌر ‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬آثار المنازعة فً مسطرة تحقٌق الرهن الرسمً‪.‬‬

‫كما سبك المول فؤسباب الطعن فً إجراءات مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً تختلؾ‬
‫وتتنوع بٌن ما هو مرتبط منها بالشكل وما هو مرتبط بالموضوع؛ إذ أنه فً الحالة التً‬
‫ترتبط فٌها هذه الطعون بإخالالت شكلٌة تكتفً المحكمة بالمضاء ببطالن اإلجراءات وتؤمر‬
‫بإعادتها بشكل سلٌم لمتابعة إجراءات التنفٌذ‪ ،‬وبهذا فإن أثرها ٌزول بمجرد استدران الخطؤ أو‬
‫اإلخالل المذكور كإعادة التبلٌػ أو اإلعالن‪ ،...‬ومتى كان سبب الطعن عٌوبا جوهرٌة أو‬
‫ادعاء ملكٌة فإن المحكمة تلؽً اإلجراءات التً تمت بصفة نهابٌة ودون إمكانٌة‬
‫‪3‬‬
‫العودة إلٌه ‪.‬‬

‫وهكذا فآثار دعاوى المنازعات فً مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً تختلؾ باختالؾ‬
‫األسباب المإسسة علٌها كل دعوى‪ ،‬ؼٌر أن هنان أثرا تشترن فٌه جمٌع هذه الدعاوى وهو‬
‫إٌماؾ إجراءات التنفٌذ (الفمرة األولى) الذي تؤمر به المحكمة المختصة (الفمرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬وقف إجراءات التنفٌذ‪.‬‬

‫‪ 1‬دمحم سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.135‬‬


‫‪ 2‬دمحم سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.135‬‬
‫=‬ ‫‪ 3‬دمحم سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.117‬‬

‫‪74‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫كما سبمت اإلشارة إلى ذلن‪ ،‬فإن لكل متضرر من إجراءات التنفٌذ أن ٌطعن فً هذه‬
‫األخٌرة وٌكون هدؾ كل من ٌمدم هذا الطعن هو ولؾ هذه اإلجراءات إلى حٌن النظر فً‬
‫دعواه‪ .‬وهو األمر الذي أكده المشرع المؽربً من خالل الفصل ‪ 482‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬الذي جاء‬
‫فٌه‪ٌ " :‬مكن رفع هذه الدعوى إلى حٌن إرساء المزاٌدة النهابٌة وٌترتب علٌها ولؾ مسطرة‬
‫التنفٌذ بالنسبة إلى األموال المدعى فٌها باالستحماق إذا كانت مصحوبة بوثابك ٌظهر أنها‬
‫مبنٌة على أساس صحٌح"‪ ،‬كما نص فً الفصل ‪ 484‬من نفس المانون وارتباطا بنفس النمطة‬
‫على أنه‪ٌ" :‬جب أن ٌمدم كل طعن بالبطالن فً إجراءات الحجز العماري بممال مكتوب لبل‬
‫السمسرة وتتبع فً هذا الطعن نفس المسطرة المشار إلٌها فً الفصل السابك المتعلك بدعوى‬
‫االستحماق‪ ،"...‬وانطاللا من الفصلٌن المذكورٌن نجد أن المشرع حماٌة للمتضرر رتب على‬
‫رفع دعوى االستحماق ولؾ إجراءات التنفٌذ وهذا األثر ٌشمل أي دعوى تتعلك بالطعن فً‬
‫إجراءات الحجز العماري سواء كانت إلخالل شكلً أو موضوعً‪ ،‬ؼٌر أن اإلشكال الذي‬
‫أثٌر فً هذا الشؤن سواء على المستوى الفمهً أو المضابً ٌتعلك بما إذا كان هذا األثر‬
‫ٌترتب بمجرد رفع دعوى الطعن أي بشكل تلمابً؟ أم أنه ٌنبؽً لترتٌبه صدور لرار لضابً‬
‫بذلن مواز لرفع الدعوى؟‪.‬‬

‫تمتضً اإلجابة عن هذا اإلشكال الولوؾ عند مختلؾ اآلراء التً أبدٌت نحوه؛ حٌث‬
‫‪1‬‬
‫إلى المول بؤن المشرع لم ٌتطلب لصحة دعوى الطعن سوى أن تكون‬ ‫ذهب اتجاه أول‬
‫معززة بوثابك تظهر جدٌتها لتولؾ إجراءات التنفٌذ فً أي مرحلة من مراحله دون الحاجة‬
‫إلى عرض الموضوع على أٌة جهة لضابٌة‪ ،‬وٌستند هذا االتجاه فً تبرٌر مولفه على‬
‫صراحة الفصل ‪ 483‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي نص على أنه‪ٌ" :‬جب على طالب االستحماق لولؾ‬
‫اإلجراءات أن ٌمدم دعواه أمام المحكمة المختصة وٌودع دون تؤخٌر وثابمه‪ ،‬وٌستدعى‬
‫المحجوز علٌه والدابن الحاجز إلى ألرب جلسة ممكنة إلبداء اعتراضهما‪ ،‬وإذا اعتبرت‬

‫= ‪ٌ 1‬مثل هذا االتجاه‪:‬‬


‫‪ -‬حبٌبة التاٌس‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -‬دمحم سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -‬دمحم فركت‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.180‬‬
‫‪- Marc Donnier et Jean Baptiste, op.cit, p 558.‬‬

‫‪75‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫المحكمة أنه ال موجب لولؾ إجراءات الحجز العماري كان حكمها مشموال بالتنفٌذ المعجل‬
‫رؼم كل تعرض أو استبناؾ‪.".‬‬

‫ولد تبنى هذا االتجاه جانب من المضاء‪ ،‬إذ جاء فً أمر صادر عن ابتدابٌة البٌضاء ما‬
‫‪1‬‬
‫ٌلً ‪" :‬وحٌث أنه اعتبارا لتمدٌم دعوى رامٌة إلى إبطال اإلنذار العماري وأنه تطبٌما ألحكام‬
‫الفصل ‪ 484‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي ٌحٌل على الفصل ‪ 483‬فإن هذه الدعوى تولؾ إجراءات التنفٌذ‬
‫تلمابٌا‪ ،‬وأن محكمة الموضوع هً التً ستؤمر بمواصلة إجراءات التنفٌذ إذا اعتبرت أنه ال‬
‫موجب لولؾ الحجز العماري‪ ،‬لذا فإنه ٌتعٌن إصدار أمر إلى عون التنفٌذ بؤن ٌولؾ هذه‬
‫اإلجراءات فً انتظار صدور حكم من المحكمة فً شؤن بطالن التنبٌه العماري"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫فً حٌن ذهب اتجاه ثان إلى المول بؤن تولؾ إجراءات دعوى الطعن فً إجراءات‬
‫التنفٌذ رهٌن بتمدٌم الوثابك التً تإٌدها‪ ،‬وأن تمٌٌم هذه األخٌرة هو عمل من اختصاص‬
‫المضاء لذلن ال بد من سلون المسطرة المضابٌة للحصول على حكم أو لرار ٌمضً بإٌمافها‪،‬‬
‫وسند هذا االتجاه هو الفمرة الثانٌة من الفصل ‪ 482‬من ق‪.‬م‪.‬م والتً تربط ولؾ التنفٌذ بكون‬
‫‪3‬‬
‫‪ ،‬وبهذا صدر لرار عن محكمة‬ ‫الدعوى مصحوبة بوثابك تكون مبنٌة على أساس صحٌح‬
‫‪4‬‬
‫جاء فٌه‪ " :‬إن سلون مسطرة ‪ 482‬من ق‪.‬م‪.‬م رهٌن سماعها بما ٌوجبه‬ ‫االستبناؾ بوجدة‬
‫الفصل المذكور خاصة فً فمرته الثانٌة أن تكون دعوى االستحماق مصحوبة بوثابك ٌظهر‬
‫أنها مبنٌة على أساس صحٌح‪ ،‬وما دام هذا العرض ؼٌر متوفر وفك الكٌفٌة أعاله ٌكون ما‬
‫علل به الحكم رد دعوى االستحماق فً محله وٌتعٌن رده"‪ ،‬كما صدر فً نفس اإلطار عن‬

‫‪ 1‬األمر أالستعجالً رلم ‪ 483/5448‬الصادر بتارٌخ ‪ 14‬أكتوبر ‪ ،1986‬فً الملؾ أالستعجالً عدد ‪،86/4099‬‬
‫مجلة المحاكم المؽربٌة‪ ،‬عدد ‪ٌ 53‬ناٌر‪ -‬فبراٌر ‪ ،1988‬ص ‪.75‬‬
‫وفً نفس االتجاه أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬األمر أالستعجالً رلم ‪ 96/76‬الصادر بتارٌخ ‪ 8‬ماي ‪ 1996‬فً الملؾ أالستعجالً عدد ‪ ،96/76‬مجلة المرافعة‬
‫العدد ‪ ،7‬دجنبر ‪ ،1997‬ص‪.181‬‬
‫‪ٌ 2‬مثل هذا االتجاه‪:‬‬
‫=‬ ‫‪ -‬أحمد النوٌضً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ 482‬و ‪ 483‬من‬ ‫= ‪ -‬دمحم ناجً شعٌب‪" ،‬إٌماؾ التنفٌذ على دعوى االستحماق الفرعٌة ‪-‬لراءة متؤنٌة للفصلٌن‬
‫ق‪.‬م‪.‬م"‪ ،‬مجلة المناظرة العدد ‪ٌ ،6‬ونٌو ‪ ،2001‬ص‪.10‬‬
‫‪ 3‬وهو ما ٌتبٌن من خالل بعض األوامر اإلستعجالٌة الصادرة عن ربٌس المحكمة التجارٌة بوجدة‪ ،‬وٌتعلك األمر بـ‪:‬‬
‫‪ -‬األمر أالستعجالً عدد ‪ 04/99‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 25‬ونٌو ‪ 2004‬فً الملؾ رلم ‪( ،2004/56‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ -‬األمر أالستعجالً عدد ‪ 04/102‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 2‬ولٌوز ‪ 2004‬فً الملؾ رلم ‪( ،01/2004/77‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ 4‬المرار رلم ‪ 109‬الصادر بتارٌخ ‪ 1‬فبراٌر ‪ 2007‬فً الملؾ رلم ‪( ،05/1545‬ؼٌر منشور)‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫ربٌس المحكمة التجارٌة بالدار البٌضاء أمر ‪ 1‬جاء فٌه‪" :‬على من ٌمدم دعوى االستحماق أو‬
‫دعوى الطعن بالبطالن أن ٌمدم دعوى مستملة أمام نفس المحكمة ‪-‬محكمة الموضوع‪ -‬التً‬
‫تنظر فً دعوى االستحماق أو دعوى الطعن بالبطالن اللتماس الحكم بإٌماؾ إجراءا ت الحجز‬
‫العماري‪ ،‬وهذه المحكمة هً وحدها المختصة للحكم بولؾ اإلجراءات إلى أن ثبت فً دعوى‬
‫االستحماق أو البطالن"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫جاء فٌه‪ " :‬إجراءات الحجز العماري ال‬ ‫وفً أمر آخر صادر عن نفس المحكمة‬
‫‪ 483‬و ‪ 484‬من ق‪.‬م‪.‬م وذلن بعد الطعن‬ ‫ٌمكن إٌمافها إال فً إطار ممتضٌات الفصلٌن‬
‫بالبطالن فً إجراءات الحجز العماري واستصدار حكم بولؾ اإلجراءات من طرؾ محكمة‬
‫الموضوع طبما لممتضٌات الفصلٌن المذكورٌن"‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫اتخاذ مولفا وسطا بٌن كل من االتجاهٌن السابمٌن‪ ،‬إذ‬ ‫فً حٌن هنان اتجاه آخر‬
‫ٌرى أن إلامة دعوى الطعن فً اإلجراءات ٌولؾ التنفٌذ تلمابٌا بمجرد رفعها وٌكون على‬
‫العون المكلؾ بالتنفٌذ الكؾ عن مواصلة هذه اإلجراءات بمجرد توصله بنسخة من ممال‬
‫الدعوى حتى وإن لم ٌدعم هذا الممال بوثابك تعزز مطلب المتضرر‪ .‬وفً نفس الولت ٌكون‬
‫على المحكمة المرفوع إلٌها الدعوى أن تتولى بنفسها وبصفة تلمابٌة تمٌٌم الحجج واألسانٌد‬
‫المدلى بها‪ ،‬وأن تصدر بناء على هذا حكمها إما بمواصلة التنفٌذ أو بإٌمافه‪.‬‬

‫وتماشٌا مع ما ذهب إلٌه هذا الرأي صدر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بالدار‬
‫‪4‬‬
‫البٌضاء أمر جاء فٌه‪" :‬ال ٌمكن خلك صعوبة فً تنفٌذ أمر عماري بمجرد وضع ممال من‬
‫أجل التعرض فً هذا األمر‪ ،‬دون إثبات وجود أسباب معمولة ووجٌهة من شؤنها إحداث‬
‫صعوبة لانونٌة أو والعٌة فً التنفٌذ"‪.‬‬

‫‪ 1‬األمر الصادر بتارٌخ ‪ٌ 14‬ونٌو ‪( 2000‬لم تذكر بالً البٌانات)‪ ،‬منشور بالمولع اإللكترونً التالً‪:‬‬
‫‪Juristconseil.blogspot.com.‬‬ ‫‪ -‬بتارٌخ‪ 2 :‬مارس ‪.2008‬‬
‫‪ 2‬األمر عدد ‪ 99/146‬الصادر عن ربٌس المحكمة التجارٌة بالدار البٌضاء بتارٌخ ‪ٌ 28‬ناٌر ‪ ،1999‬منشور بنفس‬
‫المولع‪.‬‬
‫‪ٌ 3‬مثل هذا االتجاه‪:‬‬
‫‪ -‬دمحم الحلوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.191‬‬
‫‪ -‬دمحم سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪ 4‬األمر أالستعجالً عدد ‪ 217/2956‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 12‬ونٌو ‪ 1985‬فً الملؾ عدد ‪ ،85/2265‬مجلة المحاكم‬
‫المؽربٌة العدد ‪ٌ ،38‬ولٌوز‪-‬ؼشت ‪ ،1985‬ص‪.89‬‬

‫‪77‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫ومن استمراء ما استند علٌه كل من أصحاب االتجاهات السابمة إضافة إلى ما جاء فً‬
‫االجتهاد المضابً‪ ،‬نمٌل إلى مساندة الرأي الثانً المابل بضرورة الرجوع إلى المضاء فً‬
‫إطار دعوى مستملة وموازٌة لدعوى الطعن فً إجراءات التنفٌذ حتى ٌتم ولؾ هذه األخٌرة‪،‬‬
‫على اعتبار أن مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً هً مسطرة خاصة وٌجب أن تحفظ لها هذه‬
‫الخصوصٌة بعدم تعرٌض إجراءاتها للولؾ بمجرد رفع أي دعوى خاصة وأن هذه األخٌرة‬
‫لد تكون كٌدٌة ال ٌتعدى الهدؾ منها المماطلة فً مواصلة التنفٌذ ال أكثر‪ ،‬وعلٌه ٌكون على‬
‫كل من ٌرفع طعنا بخصوص إجراءات الحجز أن ٌرجع للمضاء للنظر فً صحة ما ٌدعٌه‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫بفاس‪ " :‬وحٌث أنه بخصوص‬ ‫وفً هذا الصدد جاء فً لرار لمحكمة االستبناؾ التجارٌة‬
‫المنازعة فً اإلنذار العماري فإن الثابت أن المستفٌد من شهادة التنفٌذ الخاصة ٌعتبر دابنا‬
‫ممترضا وأن من حمه مواصلة التنفٌذ على العمار المرهون من طرؾ الكفٌل بمجرد حلول‬
‫أجل الدٌن وتحت مسإولٌته دون اعتبار ألي نزاع"‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬المحكمة المختصة بوقف إجراءات التنفٌذ‪.‬‬

‫أمام ؼٌاب نص تشرٌعً ٌحدد الجهة المختصة بولؾ إجراءات التنفٌذ تضاربت‬
‫‪2‬‬
‫إلى إسناد اختصاص إٌماؾ اإلجراءات إلى‬ ‫اآلراء أٌضا فً هذا الشؤن؛ وعلٌه ذهب اتجاه‬
‫لضاء الموضوع استنادا إلى ممتضٌات الفصل ‪ 483‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي نص على أن‪" :‬على‬
‫طالب االستحماق أن ٌمدم دعواه أمام المحكمة المختصة" واصطالح المحكمة المختصة فً‬
‫نظر هذا االتجاه ٌعنً محكمة الموضوع ولٌس ربٌس المحكمة‪ ،‬وأن الفصل أعاله لد حدد‬
‫الجهة المختصة بشكل صرٌح وواضح‪ ،‬وتماشٌا مع ما سار علٌه هذا االتجاه جاء فً حكم‬
‫‪3‬‬
‫‪" :‬إن المادة ‪ 483‬من ق‪.‬م‪.‬م المتعلمة‬ ‫صادر عن المحكمة التجارٌة بالدار البٌضاء ما ٌلً‬
‫بإٌماؾ إجراءات التنفٌذ العماري تمضً بؤن الجهة المختصة هً محكمة الموضوع والتً‬
‫‪ 1‬المرار رلم ‪ 1308‬الصادر بتارٌخ ‪ 9‬دجنبر ‪ 2003‬فً الملؾ عدد ‪( ،02/1504‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ -‬وفً نفس االتجاه صدر أمر استعجالً عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بمراكش بتارٌخ ‪ٌ 3‬ونٌو ‪ 1912‬فً الملؾ‬
‫عدد ‪ ،98/347‬مجلة الحدث المانونً عدد ‪ 15‬أبرٌل ‪ ،1999‬ص ‪.15‬‬
‫‪ٌ 2‬مثل هذا االتجاه‪:‬‬
‫‪ -‬دمحم ناجً شعٌب‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -‬دمحم مختاري‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫‪ 3‬الحكم رلم ‪ 2003/4016‬الصادر بتارٌخ ‪ 7‬أبرٌل ‪ 2003‬فً الملؾ رلم ‪ ،11/2003/1758‬المجلة المؽربٌة لمانون‬
‫األعمال والمماوالت العدد ‪ٌ ،4‬ناٌر ‪ ،2004‬ص ‪.142‬‬

‫‪78‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫ٌكون حكمها مشموال بالنفاذ المعجل فً حالة عدم االستجابة لطلب اإلٌماؾ‪ ،‬وعلٌه فإن‬
‫تنصٌص المشرع على عبارة المحكمة والحكم والتنفٌذ المعجل فً المادة أعاله هو إسناد‬
‫االختصاص للبت فً هذا النوع من المضاٌا لمحكمة الموضوع ولٌس للمضاء المستعجل"‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫‪" :‬حٌث إن طلب الطاعن‬ ‫كما لضت محكمة االستبناؾ التجارٌة بفاس فً حكم لها بما ٌلً‬
‫ٌهدؾ باألساس إلى إٌماؾ إجراءات الحجز العماري وبالتالً ال ٌمكن البت فً طلبه هذا إال‬
‫فً إطار المادة ‪ 483‬من ق‪.‬م‪.‬م التً جاءت صرٌحة فً إسناد االختصاص للبت فً ولؾ‬
‫إجراءات الحجز العماري لمحكمة الموضوع ولٌس لربٌس المحكمة"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫فً حٌن ذهب اتجاه ثان ‪ ،‬إلى المول بانعماد االختصاص للمضاء اإلستعجالً بحٌث‬
‫ٌمول أنصار هذا الجانب بؤنه ٌمكن لكل من تضرر من متابعة إجراءات التنفٌذ أن ٌلجؤ إلى‬
‫لاضً المستعجالت وٌعرض علٌه األمر فً صورة صعوبة فً التنفٌذ وٌطلب منه معاٌنة‬
‫الوثابك وتمدٌر مدى جدٌتها‪ ،‬وبناء علٌه ٌمرر لاضً المستعجالت استمرار التنفٌذ أو إٌمافه‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫لرارا له جاء فٌه‪" :‬ال ٌوجد ما ٌمنع المنفذ علٌه من‬ ‫ووفك هذا صدر عن المجلس األعلى‬
‫اللجوء إلى المضاء اإلستعجالً لولؾ إجراءات الحجز كلما توفر عنصر االستعجال إلى حٌن‬
‫بت محكمة الموضوع فً دعوى بطالن إجراءات الحجز"‪ ،‬وإلى جانب هذا اتجه رأي‬
‫لضابً إلى المول بؤن السبب فً إسناد االختصاص فً ولؾ إجراءات التنفٌذ إلى المضاء‬
‫اإلستعجالً راجع إلى كون دور هذا األخٌر ٌتمثل فً حماٌة حموق المتنازعٌن التً من شؤن‬
‫اإلخالالت الوالعة فً إجراءات الحجز التؤثٌر علٌها‪ ،‬وهو األمر الذي ٌتبٌن من خالل أمر‬
‫‪4‬‬
‫جاء فٌه‪" :‬حٌث أن مهمة لاضً المستعجالت‬ ‫صادر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بؤكادٌر‬
‫تمتصر فً التدخل بؤوامر ولتٌة ؼاٌتها حماٌة حموق المتنازعٌن إلى حٌن الفصل فً المنازعة‬
‫من طرؾ لاضً الموضوع‪ ،‬وحٌث ٌتعٌن لذلن األمر بإٌماؾ إجراءات الحجز العماري"‪.‬‬

‫‪ 1‬المرار رلم ‪ 1251‬الصادر بتارٌخ ‪ 19‬نونبر ‪ 2003‬فً الملؾ عدد ‪( ،03/859‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ -‬أنظر فً نفس الصدد األمر عدد ‪ 473/5448‬الصادر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بالدار البٌضاء‪( ،‬سبمت اإلشارة‬
‫إلٌه)‪.‬‬
‫‪ 2‬دمحم بولمان‪" ،‬الصعوبات الولتٌة المثارة فً إطار الفصل ‪ 436‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬النوع ‪-‬اإلطار‪-‬اإلحالة "‪ ،‬مجلة المحاكم‬
‫المؽربٌة‪ ،‬العدد ‪ ،75‬ص ‪.39‬‬
‫‪ 3‬المرار عدد ‪ ،959‬صادر بتارٌخ ‪ 7‬فبرار ‪ 2004‬فً الملؾ رلم ‪ ،2003/123‬مجلة لضاء المجلس األعلى عدد‬
‫‪ ،62‬السنة ‪ٌ ،25‬ناٌر ‪ ،2005‬ص‪.159‬‬
‫‪ 4‬األمر رلم ‪ 96/76‬الصادر بتارٌخ ‪ 6‬ماي ‪( ،1995‬لم ٌذكر رلم الملؾ)‪ ،‬أورده علً عباد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.106‬‬

‫‪79‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫‪1‬‬
‫"حٌث أن المستؤنفة تعٌب على‬ ‫كما جاء فً لرار صادر عن استبنافٌة الناظور‪:‬‬
‫األمر المستؤنؾ أنه لضى بعدم االختصاص‪ ،‬بالرؼم من أن المضاء اإلستعجالً مختص فً‬
‫هذه النازلة لحماٌة مصلحة المدعٌن وذلن بإٌماؾ إجراءات الحجز التنفٌذي إلى حٌن البت فً‬
‫دعوى االستحماق الفرعٌة"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫إلى المول بؤن ولؾ إجراءات التنفٌذ ترجع إلى العون‬ ‫فً حٌن ذهب أحد الباحثٌن‬
‫المكلؾ بها ذلن أن التجسٌد اإلجرابً لولؾ إجراءات الحجز العماري بموة المانون مناط به‪،‬‬
‫وإذا كان العون ملزم بعدم متابعة إجراءات مولوفة بموة المانون فمن المنطمً أن ٌكون هذا‬
‫العون هو المكلؾ بالتؤكد من تحمك األسباب المانونٌة للولؾ دون أن ٌكون لمضاء الموضوع‬
‫مجال للتدخل فً موضوع ولؾ التنفٌذ‪ ،‬وعلٌه ال ٌمكن المول باختصاص محكمة الموضوع‬
‫على أساس أن تدخل هذه األخٌرة ال ٌتم إال بعد أن تكون اإلجراءات لد تولفت وأن تكون‬
‫الوثابك المعروضة لد خضعت للمرالبة من طرؾ العون المكلؾ بالتنفٌذ لبل تدخل المحكمة‬
‫التً ٌنحصر دورها فً حالة االعتراض على هذا الولؾ على المول بؤنه ال موجب لولؾ‬
‫اإلجراءات‪.‬‬

‫وبولوفنا عند مختلؾ االتجاهات المتعارضة بخصوص المحكمة المختصة بولؾ‬


‫إجراءات التنفٌذ‪ ،‬نخلص إلى أنه وأٌا كانت المحكمة المختصة فً هذا إال أن الهدؾ منها ٌبمى‬
‫واحدا وهو ولؾ إجراءات مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً األمر الذي ٌستدعً معه تدخل‬
‫المشرع المؽربً إلعادة النظر فً ممتضٌات النصوص المانونٌة التً وفرها للمهتمٌن به وسد‬
‫الثؽرات المرتبطة به فً هذا اإلطار ذلن أن ترن األمر كما هو علٌه اآلن من شؤنه أن ٌإدي‬
‫ا جبرا من‬ ‫إلى إحجام مإسسات االبتمان عن منح المروض لما ٌتخلل مسطرة استٌفابه‬
‫إشكاالت على مستوى جمٌع مراحلها وهذا ما من شؤنه أن ٌإثر على االبتمان العماري بصفة‬
‫عامة‪.‬‬

‫‪ 1‬المرار الصادر بتارٌخ ‪ 8‬أكتوبر ‪ 2002‬فً الملؾ عدد ‪( ،02/329‬لم ٌذكر رلم المرار)‪ ،‬أورده عمر الهوفً‪،‬‬
‫م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ 2‬ع‪.‬ص‪" ،‬تعلٌك على المرار عدد ‪ 6363‬الصادر عن استبنافٌة البٌضاء بتارٌخ ‪ 22‬ؼشت ‪( "2000‬لم ٌذكر االسم‬
‫الكامل لكاتب الممال)‪ ،‬اإلشعاع عدد ‪ ،28‬فبراٌر ‪ ،2004‬ص ‪.244‬‬

‫‪80‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫الخاتمت‪:‬‬

‫لمد حاولنا على مر صفحات هذا البحث الولوؾ عند أهم اإلشكاالت العملٌة المثارة‬
‫بشؤن مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً‪ ،‬وإذا كنا لد رصدنا هذه اإلشكاالت مع مختلؾ اآلراء‬
‫سواء الفمهٌة أو المضابٌة بخصوصها فمد خلصنا إلى أن تضارب هذه اآلراء إنما راجع إلى‬
‫تعدد المرجعٌات المانونٌة المعمول بها فً هذه المسطرة إضافة إلى عمومٌتها وعدم إحاطتها‬
‫بمختلؾ جوانبها‪ ،‬فإذا كان المشرع المؽربً موفما من حٌث توفٌره الثمة الضرورٌة‬
‫للمتعاملٌن فً مجال الرهن الرسمً كضمان بنكً من حٌث لواعد الموضوع بإلراره نظام‬
‫الشهر العٌنً فإنه لم ٌكن كذلن على المستوى اإلجرابً؛ فرؼم أنه حاول إضفاء الموة‬
‫التنفٌذٌة على مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً لجعلها أكثر فاعلٌة إال أنه لم ٌمم بضبطها‬
‫وتؤطٌرها من جمٌع جوانبها وعلى مستوى جمٌع مراحلها‪ ،‬وبماء مسطرة تحمٌك الرهن‬
‫الرسمً كما هً علٌه اآلن لن ٌسعؾ المشرع المؽربً فً الرفع من التصاده الذي ٌموم‬
‫بشكل كبٌر على الضمانات البنكٌة‪ ،‬هذه األخٌرة التً كلما تؤخر تحمٌمها إال وازدادت خسارة‬
‫المإسسة البنكٌة بحكم أن الدٌن الؽٌر مإدى ٌبمى مجمدا مما ال ٌتٌح إمكانٌة إعادة استعماله‬
‫كمروض جدٌدة لاللتصاد من جهة‪ ،‬إضافة إلى أن صعوبة تحمٌمها سٌجعل المستثمرٌن‬
‫العمارٌٌن ٌتوانون عن شراء الدٌون والسندات الرهنٌة من جهة أخرى مما سٌإثر سلبا على‬
‫ازدهار السوق الرهنٌة بالمؽرب‪ ،‬وهو ما ٌخالؾ التوجه الذي ٌسعى إلٌه فً إنشاء سوق‬
‫رهنٌة لوٌة تساهم فً مد المإسسات الممرضة بالسٌولة الالزم ة إلنعاشها‪.‬‬

‫لذلن ومن أجل تجاوز هذه اإلشكاالت أو على األلل بعضها نتوجه بعرض بعض‬
‫االلتراحات من لبٌل ما ٌلً‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫‪ -‬تجمٌع الممتضٌات المانونٌة المإطرة لمسطرة تحمٌك الرهن الرسمً بعد تعدٌلها فً‬
‫إطار مدونة للتنفٌذ‪.‬‬

‫‪ -‬توحٌد اإلنذار و محضر الحجز العمارٌٌن بجعلهما ٌمثالن إجراء واحدا تفادٌا لبطا‬
‫اإلجراءات والتصادا للولت‪.‬‬

‫‪ -‬تحدٌد آجال دلٌمة للطعن فً إجراءات مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً مع حصر‬
‫أسباب رفعها‪ ،‬وترتٌب ذرابع على كل من ٌرفع دعاوى كٌدٌة ال ٌكون الهدؾ منها سوى‬
‫المماطلة وعرللة إجراءات تحمٌك الرهن الرسمً‪.‬‬

‫‪ -‬بخصوص دعوى االستحماق الفرعٌة وبطالن إجراءات الحجز العماري ٌجب إعادة‬
‫صٌاؼة الفصول ‪ 482‬و‪ 483‬و‪ 484‬من ق‪.‬م‪.‬م صٌاؼة منسجمة وواضحة تبٌن أثر رفع هذه‬
‫الطعون‪ ،‬والمحكمة المختصة بتمرٌر هذا األثر‪.‬‬

‫‪ -‬االهتمام بعملٌة إشهار البٌع على أوسع نطاق مع اعتماد وسابل اإلعالم‪.‬‬

‫‪ -‬تفعٌل الرلابة المضابٌة على إجراءات التنفٌذ‪.‬‬

‫‪ -‬منح الماضً سلطة التدخل إلنماص الثمن المحدد من طرؾ الخبٌر لبٌع العمار‬
‫المرهون متى عرض العمار للبٌع لمرات متعددة دون أن تصل المزاٌدة إلى الثمن المحدد من‬
‫لبله‪.‬‬

‫‪ -‬أن ٌتم أثناء إبرام عمد المرض المضمون برهن عماري تحدٌد محل للمخابرة بٌن‬
‫أطرافه تجنبا لما لد تثٌره إشكاالت التبلٌػ فً عرللة مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً‪.‬‬

‫‪ -‬تعمٌم بعض االمتٌازات الممنوحة لمإسسة المرض العماري والسٌاحً بممتضً‬


‫مرسوم ‪ 17‬دجنبر ‪ 1968‬على بالً مإسسات االبتمان؛ كاإلمتٌاز المتعلك بحك حٌازة العمار‬
‫المرهون واستخالص مداخٌله مع إخضاع ممارسة هذا الحك للرلابة المضابٌة‪.‬‬

‫‪ -‬على مستوى والع الممارسة العملٌة ٌجب توفٌر الموارد البشرٌة والمادٌة الالزمة‬
‫لعملٌة التنفٌذ كـ ‪:‬‬

‫‪82‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫تؤسٌس جهة مختصة بالتنفٌذ‪ ،‬كإحداث لاض للتنفٌذ فً كل محكمة ٌتكلؾ‬ ‫‪-‬‬
‫بعملٌة التنفٌذ من بداٌتها إلى ؼاٌة إعطاء كل ذي حك حمه‪.‬‬

‫تؤهٌل المكلفون بالمٌام بإجراءات التنفٌذ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫إعادة النظر فً طرٌمة منح المروض بعدم منحها إال بعد التؤكد من لٌمة‬ ‫‪-‬‬
‫الضمانات التً ٌمدمها الطرؾ المستفٌد من المرض‪ ،‬واعتماد متخصصٌن فً الحسابات‬
‫المالٌة والشإون البنكٌة لتمدٌر المٌمة الحمٌمٌة للعمار الممدم كضمانة‪.‬‬

‫تم بحمد هللا وعونه‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫تصمٌم البحث‪:‬‬

‫ممدمة ‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬حموق الدابن المرتهن فً مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬حك الدابن فً التنفٌذ على العمار المرهون‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬حك الدابن فً التنفٌذ على العمار بٌن ٌدي المدٌن‪.‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬دعوى تحمٌك الرهن الرسمً‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬حٌازة العمار المرهون من طرؾ الدابن المرتهن‪.‬‬

‫الفمرة الثالثة‪ :‬شرط تملن الدابن المرتهن للعمار المرهون عند حلول أجل األداء‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬حك الدابن فً التنفٌذ على العمار بٌن ٌدي الحابز‪.‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬دفوع وخٌارات الحابز لتجنب التنفٌذ على العمار المرهون‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪:‬اشتراط الدابن المرتهن على المدٌن عدم التصرؾ فً العمار المرهون‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حك الدابن فً التنفٌذ على العمار بٌن ٌدي الكفٌل العٌنً‪.‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬حدود مسإولٌة الكفٌل العٌنً عن أداء الدٌن‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬دفوع الكفٌل لتجنب التنفٌذ على عماره‪.‬‬

‫المبحث الثانً ‪ :‬المبحث الثانً‪ :‬حك الدابن المرتهن فً الحصول على السند التنفٌذي‬
‫واألولوٌة فً استٌفاء الدٌن‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬حك الدابن المرتهن فً الحصول على الشهادة الخاصة بالرهن‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫الفمرة األولى‪ :‬حالة كون العمار محفظا‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬حالة كون العمار ؼٌر محفظ‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬حك الدابن المرتهن فً األولوٌة فً استٌفاء الدٌن‪.‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬وعاء حك التمدم‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬إعمال حك التمدم بٌن الدابنٌن‪.‬‬

‫الفصل الثانً‪ :‬إجراءات مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً وعوارضها‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التنفٌذ على العمار المرهون‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬اإلنذار العماري و آثاره‪.‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬شكلٌة اإلنذار العماري‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬تبلٌػ اإلنذار العماري وأثاره‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬بٌع العمار المرهون بالمزاد العلنً‪.‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬حجز العمار المرهون‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬مرحلة المزاٌدة‪.‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬عوارض مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً و آثارها‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬عوارض مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً‪.‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬المنازعة فً مسطرة اإلنذار العماري‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬تراخً الدابن المرتهن عن متابعة إجراءات التنفٌذ‪.‬‬

‫الفمرة الثالثة‪ :‬المنازعة فً ملكٌة المدٌن للعمار المحجوز‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬آثار المنازعة فً مسطرة تحمٌك الرهن الرسمً‪.‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬ولؾ إجراءات التنفٌذ‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬المحكمة المختصة بولؾ إجراءات التنفٌذ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫اإلشكاالت العملية في مسطرة تحقيق الرهن الرسمي‬

‫خاتمة‪.‬‬

‫‪86‬‬

You might also like