Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 10

‫أنطولوجيا الخرستولوجي (يوحنا ‪)61 : 3‬‬

‫رؤية الهوتية ولُغوية‬


‫تحليل وتعليق األغنسطس د‪.‬إبرام أدمون‬

‫طبعة أولي ‪81, 0202 -‬يوليو‬


‫موسوعة الثيؤلوغوس ‪ -‬دراسات كتابية (الهوت تفسيري)‬
‫الناشر ‪ :‬مؤسسة القديس ديديموس الضرير للتعليم الالهوتي والوعظ‬
‫‪CopyRight©0206All Rights Reserved‬‬
‫أنطولوجيا الخرستولوجي (يوحنا ‪ )61 : 3‬رؤية الهوتية ولُغوية‬

‫‪Cun yew ic,uroc‬‬


‫بسم هللا القوي‬
‫ب اللَّهُ ال َْعالَ َم َحتَّى‬ ‫الترجمة العربية البيروتية [البستاني – فان دايك] ‪":‬ألَنَّهُ َه َك َذا أ َ‬
‫َح َّ‬
‫ْحيَاةُ األَبَ ِديَّةُ‪".‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫بَ َذ َل ابْ نَهُ ال َْو ِحي َد‪ ،‬لِ َك ْي الَ يَ ْهلِ َ‬
‫ك ُك ُّل َم ْن يُ ْؤم ُن بِه‪ ،‬بَ ْل تَ ُكو ُن لَهُ ال َ‬
‫(يوحنا ‪)61 : 3‬‬

‫‪οὕτω γὰρ ἡγάπησεν ὁ Θεὸς τὸν κόσμον, ὥστε τὸν υἱὸν‬‬


‫‪αὐτοῦ τὸν μονογενῆ ἔδωκεν, ἵνα πᾶς ὁ πιστεύων εἰς‬‬
‫‪αὐτὸν μὴ ἀπόληται, ἀλλ᾿ ἔχῃ ζωὴν αἰώνιον.6‬‬
‫‪: ( 2ἡγαπη‬‬
‫‪ -6‬أحب (هيغاب ِي سين ‪́ σεν‬‬

‫تصنيف زمن الفعل ‪ :‬ماضي بسيط أول ‪ Aorist 1st‬خربي (فعل حدث وانتهي يف املاضي‬
‫مرة واحدة وملناسبة ُمعينة )‬

‫وهو يدل علي فعل مَّت يف املاضي وإنتهي ‪ ...‬وهل حب اهلل لنا ينتهي!؟‬

‫‪ 6‬النص النقدي للعهد الجديد ‪. TR‬‬


‫‪ 2‬انظر مقالتنا عن الخلفيات العشرة لدراسة الكتاب المقدس (علم الالهوت التفسيري) للتوسع في‬
‫معني الفعل بموقع الكنوز القبطية ‪.‬‬
‫‪ α‬تحول األلفا في بداية الفعل أغابي بما يسمي باإلطالة الزمنية‬ ‫‪η‬‬
‫]‪ [temporal augment‬وتستخدم عندما يُبدأ أصل الفعل(أصل المضارع ‪/‬األصل الفعلي)‬
‫بحرف لين قصير او صوت مزدوج فيستعاض عن الزيادة المقطعية ‪ ε‬الخاصة بالماضي وذلك‬
‫بإضافة الحرف اللين "لها قواعد كثيرة"‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أنطولوجيا الخرستولوجي (يوحنا ‪ )61 : 3‬رؤية الهوتية ولُغوية‬

‫وختم علي الصليب بدم املسيح ألنه هنا ال يتكلم فقط عن‬
‫ببساطة ال ‪ ...‬فاحلب قد ُُتم ُ‬
‫كمل ويقول "حيت بذل ِ‬
‫إبنه الوحيد" فاحلب هنا‬ ‫احلب املتبادل املستمر بني اهلل واإلنسان بل ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫هو البذل املمنوح عطية جمانية لنا وهو سر أسرار احلب اإلهلي املختوم بدم املخلص ‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -2‬أعطي ‪ /‬منح‪ /‬بذل )‪ ἔδωκεν‬إيذوكين) ‪ :‬ماضي بسيط اول ‪ Aorist 1st‬خربي‬
‫مبين للمعلوم‪.‬‬

‫جاء ليؤكد علي الفعل السابق يف نفس زمنه ‪.‬‬

‫والبذل هنا لُغوياً يُقصد به إعطاء منحة وتكون من تلقاء نفس الذي مينحها (انظر‬
‫‪ )Thayer definition‬وتعين أن اهلل منحنا بإرادته الكاملة عطية (ابنه الوحيد)‪.‬‬

‫ولألسف لضعف الرتمجة العربية ال نعرف املغزي وراء اآليه! أي ملاذا استخدم القديس يوحنا‬
‫احلبيب والالهويت كلمة ‪ ἔδωκεν‬أعطي ؟!‬

‫حيت يُذكرنا بنص (إشعياء ‪" )6 : 9‬ألنه ولداً يُولد لنا ‪،‬وابناً يُعطي (آف تيف ‪authif‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ 3nan‬بالقبطية)‪ / ἐδόθη/‬נִתַּ ן لنا ‪".‬‬

‫(وكلنا نعلم أن اإلقتباسات يف العهد اجلديد كثرياً منها من السبعينية )‬

‫‪(9 : 5)5 ὅτι παιδίον ἐγεννήθη ἡμῖν, υἱὸς καὶ ἐδόθη‬‬


‫‪ἡμῖν,‬‬
‫)‪ ἐδόθη‬إذوثِي) هو يف نفس الزمن املاضي لكن يف حالة املبين للمجهول ‪.‬‬

‫‪ 3‬ذات الفعل القبطي مُستخدم في اآليتين (إش ‪(، )6 : 9‬يو ‪.)66 : 3‬‬
‫‪ 4‬حرفيا وترتيبيا ً من النص العبري ‪،‬والسبعيني ‪،‬والقبطي أيضا ً ‪.‬‬
‫ت أُخري بين الترتيب العربي‬
‫‪ 5‬اآليه ُتعتبر الخامسة في اإلصحاح إلختالفات نذكرها في مقاال ٍ‬
‫العبراني والسبعيني‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أنطولوجيا الخرستولوجي (يوحنا ‪ )61 : 3‬رؤية الهوتية ولُغوية‬

‫أسند املرتجم السبعيين الفعل هنا للمجهول ألن االبن اليزال جمهوالً يف زمن النبوة ‪،‬وحيت‬
‫ُ‬
‫يتوافق مع ما خطهُ إشعياء النيب بالعربية ( "נִתַּ ן نَِت" نُعطي يف املاضي التام ‪Perfect‬‬
‫العربي ‪،‬وهو يعرب هنا عن حدث سوف حيدث يف املستقبل ويُتمم)‪.‬‬

‫وما املسيح املولود إال عطية جمانية ال نستحقها حنن البشر من اهلل اآلب كانت ومازالت‬
‫ؤمنني ِبه يف العهد اجلديد‪.‬‬
‫جمهوله لليهود لكنها أُستعلنت لنا حنن امل ِ‬
‫ُ‬
‫‪ ὁ πιστευων‬هو بيستيفون)‪ :‬تُرمجت يف العربية (يُؤمن) وهي ليست‬ ‫ؤمن ( ́‬ ‫‪ -3‬الم ِ‬
‫ُ‬
‫فعل فهي تُعرب فقط عن زمن املضارع املعلوم وهبا أداة حتديد "تعريف" ̔‪، ο‬والكلمة ُمذكر‬
‫ُ‬
‫‪6‬‬
‫يف حالة الفاعل (‪ . (Nominative‬وتُصنف حالهُ اسم فاعل ‪ Participle‬والرتمجة‬
‫‪7‬‬ ‫األدق هلا (امل ِ‬
‫ؤمن)‪.‬‬
‫ُ‬
‫ؤمن يف زمن احلاضر أي كل مؤمن باملسيح يف زمن احلاضر ال‬ ‫وبالتايل هنا يعين هذا االسم م ِ‬
‫ُ‬
‫ميكن أن يهلك ‪.‬‬

‫ويأيت ُمصطلح ( ̀‪ εἰς αὐ τον‬هيس أفتون) الذي تُرجم يف الرتمجة العربية "بِه" وهو يف‬
‫الواقع يعين (إيل ‪ /‬إيل داخل أو واحد) مع املفعول به ̀‪، αὐ τον‬وكأنه يُعرب عن كيان‬
‫خارجي يتوجه امل ِ‬
‫ؤمن إيل داخلهُ ومث يصري واحد معهُ ‪،‬واُستخدمت هذه الكلمة هنا للدالله‬
‫ُ‬
‫فنحن ليس من نفس جوهر اهلل‬ ‫علي أن طبيعة اهلل الهوتياً خارجنا وحنن جيب أن نتوجه إليه ُ‬

‫‪ 6‬في اليونانية هناك خمس حاالت اعرابية ( فاعل ‪ ،‬مفعول ‪ ،‬مُضاف ‪ ،‬قابل ‪ ،‬منادي) الي اسم‬
‫من أي نوع من الثالثة الرئيسية ‪.‬‬
‫‪ 7‬الصيغة العامة السم الفاعل في العربية ضم أول ُه وكسر ما قبل اآلخر ‪ .‬ونذكر أن القبطية‬
‫وضعت الترجمة أيضا "كل مُؤمن به ‪ "Niben eqna\; `erof‬وليس كل من يؤمن به ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫أنطولوجيا الخرستولوجي (يوحنا ‪ )61 : 3‬رؤية الهوتية ولُغوية‬

‫لذلك مل يستخدم الوحي هنا كلمة )‪ ἕν‬هني)‪ 8‬اليت تعين "يف ‪ /‬يف داخل ‪ِ /‬‬
‫ب أو واحد"‬
‫‪،‬وأعتقد أن املرتجم إيل العربية مل يستطيع أن يُفرق هذا املعين وهو ما يُسبب مشاكل جثيمة‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫يف أحيان كثرية وحيل قضايا عضال يف أُخري‪.‬‬

‫(رأي شخصي كباحث) ‪ :‬وأما عن استخدام أداة تعريف مع كلمة مؤمن فهي هلا يف اليونانية‬
‫عموماً استعمالت خاصة حددها اآلباء يف شروحاهتم لكنها علي األقل تعين هنا حتديداً‬
‫لشخص املؤمن فهو ليس ُجمرد مؤمناً عادياً وإمنا بالعطية البازلة اليت هلل فيه ويتوجه إيل اهلل هبا‪.‬‬

‫‪ -4‬يُهلِك هو "في الماضي" ‪́ ται‬‬


‫‪ ἀπολη‬أبوليتي~"‪ : 9‬تُرمجت يف العربية البريوتية‬
‫(يهلِك) وتوحي باملستقبل يف العربية أو احلاضر لكن لألسف فهي تأيت يف املاضي البسيط‬
‫الثاين (القوي) ‪ Aorist 2st‬املبين للمتوسط يف الصيغة ‪ Mood‬املصدرية‬
‫‪... Subjunctive‬نتوقف قليالً لنعرف استخدامات كالً من ‪:‬‬

‫‪ -1‬املبين للمتوسط ‪ : Middle Voice‬صياغة ليس هلا ُمقابل يف أي من لغات‬


‫الكتاب املقدس األُخري ‪،‬فاملتعارف عليه يف اللغات األُخري هو املبين للمعلوم واجملهول فقط‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫‪.‬ويستخدم حيت يستفيد الفاعل فيه من عمل الفعل أو يعمل الشئ لصاحلهُ كإلباس املالبس‬
‫فعندما نقول مثال (ألبس مالبسي "أُلبِسين أي أُلبِّس ذايت" ) هذا يعين أنين سأقوم بالفعل‬
‫علي أنا ‪ ،‬فأنا من أصنع لنفسي هذا الفعل وهو إرتداء املالبس‪.‬‬
‫وسيعود هذا الفعل م‬

‫‪ -2‬الصيغة املصدرية‪ /‬الشرطية اإلحتمالية ‪ :Subjunctive Mood‬فلها مخس‬


‫عرب عن هذا‬
‫استخدامات يف اليونانية علي األقل ‪،‬وهنا تأيت لتوضيح غرض أو هدف وغاية ويُ ر‬
‫‪ 8‬المسيح استخدم تلك الكلمة ليوضح عالقتهُ باآلب إنها من نفس الجوهر وليست كيانا ً خارجيا ً‬
‫عنهُ ‪" :‬أنا واآلب واحد‪".‬‬
‫‪( ἐγὼ καὶ ὁ πατὴρ ἕν ἐσμεν.‬يوحنا ‪)31 : 61‬‬
‫‪ 9‬تعني أيضا ً أفني ‪ ،‬أُدمِّر ‪ ،‬أُميت ‪.......‬‬

‫‪5‬‬
‫أنطولوجيا الخرستولوجي (يوحنا ‪ )61 : 3‬رؤية الهوتية ولُغوية‬

‫باستخدام األداة (لكي ‪ ἵνα‬هيِنا) ‪،‬وتأيت شرطية إحتمالية أي حتدث يف حالة عدم حدوث‬
‫األفعال قبلها ‪.‬‬

‫يهلك كل من يؤمن ِبه لذلك أيت وخلصنا ‪،‬وهنا يُشري‬


‫وكأنهُ يُريد أن ُُي رربنا أنهُ ال يُريد أن َ‬
‫بوضوح إيل الذين آمنوا ِبه قبل الصليب خاصاً وبعده عامةً ‪،‬‬

‫والسؤال لماذا يستخدم ق‪.‬يوحنا الرائي فعل الهالك في الماضي؟!‬

‫ألنهُ يريد أن يُربهن علي مالزمة هذا الفعل لفعلي العطاء ‪ ἔδωκεν‬و احلب‬
‫‪́ σεν‬‬
‫‪ ἡ γαπη‬الثالثة زمنهم ماضي بسيط أي أفعال ُمتممهَ ‪،‬فكأنهُ يشرح لنا أنطولوجيا‬
‫(كينونة وطبيعة) اخلرستولوجي (طبيعة املسيح يف التجسد) مبفهوم أوسع كثرياً مما نُدرك ‪،‬فإن‬
‫احلب و العطاء الذين أُُتما علي الصليب لكانت النتيجه تنفيذ الفعل الثالث وهو‬
‫مل يكن ُ‬
‫ِ‬
‫اهلالك الذي كان سيعود علي اإلنسان يف املاضي‪ ،‬فاإلنسان هو الذي كان سيُهلك ذاتهُ‬
‫لوقوعهُ حتت طاوله العدل اإلهلي(الناموس) بالسقوط !‬

‫مل يكن املقصود هنا قط أن اهلل سيُهلِك اإلنسان ذلك ببساطة إلستخدام املبين للمتوسط‬
‫اليوناين الذي يعود فيه فعل اهلالك علي الفاعل ‪،‬فلو فرضنا أن املهلِك (الفاعل) هو اهلل‬
‫ُ‬
‫سيكون املهلوك (الذي يتحقق فيه فعل اهلالك ويستفد منه) هو اهلل أيضاً وحاشا ‪،‬والذي‬
‫ؤمن به(إليه) ̔‪ἵνα πᾶ ς ο‬‬ ‫يؤكد علي ذلك إن قبل هذه العبارة يأيت عبارة "كل امل ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫‪ "πιστευων‬فيعود األفعال القادمة إذن علي املؤمن وتُرتجم العبارتان‬ ‫̀‪́ εἰς αὐ τον‬‬
‫ُ‬
‫معاً "لكي ال يهلِك (ذاته) كل امل ِ‬
‫ؤمن إليه" ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫‪6‬‬
‫أنطولوجيا الخرستولوجي (يوحنا ‪ )61 : 3‬رؤية الهوتية ولُغوية‬

‫وجدير بالذكر أن األداة ̀‪ μη‬تأيت مع الصيغة املصدرية ملنع املُخاطب(الشخص الثاين) وهنيهُ‬
‫من أمراً ما وتُستخدم ملنع البدء يف عمل أو الكف إطالقاً عن عمل شئ ! وبالتايل ̀‪μη‬‬
‫‪ ἀ ποληται‬تعين هني من اهلل لنا ومنعنا ِ‬
‫بدمه من هالك أنفسنا باخلطيئة ‪.‬‬ ‫́‬

‫وبذلك نكون أجبنا علي السؤال املحري هل كان املقصود لكي ال يهلِك اهلل كل من يؤمن به‬
‫ُ‬
‫أم لكي ال يهلِك نفسه كل من يؤمن باهلل ‪.‬‬

‫فالعربية توحي باهلالك املستقبلي يف اجلحيم ولكن يوحنا احلبيب الذي كتب باليونانية أراد أن‬
‫ُ‬
‫هام أال وهو أن اهلالك احلقيقي يبدأ من املاضي إن مل يتم اخلالص وبعد‬‫ييقنُنا من تعلي ٍم ٍ‬
‫ُ‬
‫ذلك ميتد ‪،‬هكذا اهلالك ليس لهُ فقط بُعد ُمستقبلي فعاقبته تبدأ يف املاضي ‪،‬فيسوعنا قد‬
‫جنانا من اهلالك عندما حقق الشرطان األساسيان ‪:‬‬

‫‪ -1‬احلب ‪ :‬املتمثل يف التسامح اإلهلي ‪.‬‬


‫ُ‬
‫‪ -2‬العطاء ‪ :‬املتمثل يف االبن الوحيد ‪.‬‬
‫ُ‬
‫فاحلب قد جعل اهلل ُحيقق العدل اإلهلي لكي ال هنلِك أنفسنا حنن املؤمنني إليه وفيه ِ‬
‫وبه ‪.‬‬

‫وحيت ال يتفلسف هنا أحداً بنوعاً من السفسطة ويقول أن احلديث عن التجسد يف تلك‬
‫اآليه وليس الصليب ‪ ....‬فاآليه اليت قبلها تستخدم نفس الصياغات يف إشارة واضحة‬
‫للصليب ‪:‬‬

‫احلَيمةَ ِيف الحبَ ِّريمِة َه َك َذا يَحنبَغِي أَ حن يُحرفَ َع ‪ ὑ ψωθῆ ναι‬ابح ُن‬ ‫"« َوَك َما َرفَ َع ‪ُ ὕψωσε‬م َ‬
‫وسى ح‬
‫‪ُ μὴ ἀ ποληται‬كل َم حن يُ حؤِم ُن بِِه بَ حل تَ ُكو ُن لَهُ ح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلَيَاةُ‬ ‫́‬ ‫ا ِإلنح َسان‪ ،‬ل َك حي الَ يَ حهل َ‬
‫ك‬
‫األَبَ ِديمةُ‪( ".‬يوحنا ‪)11، 14 : 3‬‬

‫‪7‬‬
‫أنطولوجيا الخرستولوجي (يوحنا ‪ )61 : 3‬رؤية الهوتية ولُغوية‬

‫وهذا يعني إنه لكي ال ِ‬


‫يهلك كل من يؤمن ِبه يجب أن يُرفع ابن اإلنسان علي الصليب‪.‬‬

‫أعتقد أنين قد أجبت علي مفهوم العدل والرمحة من منظور كتايب لُغوي دون اخلوض يف‬

‫إرهاصات فكرية وتارُيية حبته ‪ ....‬وأعتقد أن ق‪.‬أثناسيوس قد وعي هذا املعين جيداً وشرحهُ‬
‫بإستفاضة ‪،‬ففي املسيح حتقق األثنان العدل والرمحة (احلب) معاً‪.‬‬

‫فالعدل كان سيتطلك اهلالك نتيجة اخلطيئة واملوت وليس من اهلل فهو ليس إهلاً سادياً ولكن‬
‫ألجل احلب قد أوقف اهلل نزيف اهلالك البشري ووضع نفسه علي الصليب عطية جمانية لنا ‪.‬‬

‫نستنتج مما سبق ‪:‬‬


‫‪ ‬استخدام الصيغة املصدرية الشرطية ‪ Subjunctive Mood‬جلعل األفعال اليت قبل‬
‫ال يهلك شرطاً حلدوثه (أحب ‪ /‬أعطي) ومبا أن الفعالن قد حتققا فالشرط جيب أن يتحقق‬
‫"ال يهلِك كل من ي ِ‬
‫ؤمن ِبه"‪.‬‬‫ُ‬
‫‪‬اهلل ال يهلِكنا ولكن اخلطية تسببت يف أن ُهنلِك أنفسنا وهذا سر استخدام املبين‬
‫للمتوسط مع فعل يهلِك (ال أتكلم عن فكرة الديِّن للعدل اإلهلي فهذا حيتاج شرح آخر‬
‫ومقال خاص)‪.‬‬

‫‪ ‬يف التجسد والصليب قد حتقق احلب الذي جلب تباعاً ووجوباً حتقيق العدل اإلهلي ‪.‬‬

‫‪ -5‬يمتلِك‪ ،‬يحوز ͅ‪ : ἔχη‬هو الفعل املضارع الثاين يف اآليه بعد فعل يؤمن (امل ِ‬
‫ؤمن)‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪،‬ويأيت يف الصيغة اإلحتمالية املصدرية ُم ِعرباً عن حدث مستمر ُمتكرر حيدث أثناء التكلم‬
‫‪،‬فهو يعني أننا نحوز ونمتلك الحياة األبدية اآلن في الحاضر‪ ....‬فقط إذا تحقق‬
‫الشرطان (الحب – العطاء) كما أسلفنا باإليضاح‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫أنطولوجيا الخرستولوجي (يوحنا ‪ )61 : 3‬رؤية الهوتية ولُغوية‬

‫إذا إسترجعنا ما سبق نجد أن اآليه بها خمس أفعال ثالثة في الماضي البسيط (أحب‬
‫ؤمن" – يملُك) وهذا يعني إن‬ ‫ؤمن "الم ِ‬
‫– أعطي – ال يهلِك) وفعالن في المضارع (ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ؤمن نحوهُ وإليه اآلن ال‬ ‫اهلل أحب العالم وأعطي لهذا السبب ابنه الوحيد ‪،‬لكي كل الم ِ‬
‫ُ‬
‫يهلِك ذاتهُ نتيجة السقوط ولكنهُ يملك نتيجة الحب والعطاء اإللهي ثُم إيمانهُ ُبهما‬
‫الحياة األبدية ليست في الملكوت فقط وإنما اآلن وإلي األبد تحقيقاً لقول رب‬
‫المجد ‪،‬‬

‫ت ِ‬
‫اهلل‬ ‫ال‪« :‬الَ يَأِْتي مَلَ ُكو ُ‬ ‫ت ِ‬
‫اهلل؟» أَجَابَهُمْ وَقَ َ‬ ‫"وَلَ َّما سَأَلَهُ الْ َف ِّر ِيسيُّو َن‪« :‬مَتَى يَأِْتي مَلَ ُكو ُ‬
‫اهلل د ِ‬
‫اخلَ ُك ْم»‪(".‬لوقا‬ ‫وت ِ َ‬ ‫ِبمُرَاقَبٍَة‪ ،‬وَالَ يَقُولُو َن‪ :‬هُ َوذَا هَهُنَا‪ ،‬أ َْو‪ :‬هُ َوذَا هُنَ َ‬
‫اك‪ :‬ألَ ْن َها َملَ ُك ُ‬
‫‪)22،26 : 61‬‬

‫هذا تحديداً ما أرادهُ القديس يوحنا أن نعلمهُ فكثير ِمنا عند ِ‬


‫قرآءته لآليه للمرة األولي‬
‫يظن أننا سنرث بدم المسيح الملكوت السماوي من بُعد إسخاطولوجي فقط وتتولد‬
‫عندنا نظرة مسوخية تجاه الزمان لكن أكدّ مُعلمنا يوحنا البشير علي وراثة الملكوت‬
‫اآلن في زمنُنا الحاضر ألنهُكيف لنا أن نحيا ملكوتاً غريباً عنا في السماء ‪،‬فالملكوت‬
‫يوجد حيثُما يوجد اهلل وليس حيثُما يتواجد المكان ‪ ...‬فالبعُد الزمكاني يتوقف حيث‬
‫اهلل ساكن والريب لسكني المسيح في قلوب من آمنوا ِ‬
‫بحبه وعطاءه فيتجدد حينذاك‬ ‫ُ‬
‫عهد الفداء الخالصي ويُبتر سرطان الخطيئة ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أنطولوجيا الخرستولوجي (يوحنا ‪ )61 : 3‬رؤية الهوتية ولُغوية‬

‫الترجمة األدق كاملة "حرفياً"‪" :‬ألنهُ هكذا أحب اهلل العالم حتي أعطي‪/‬بذل ابنه الوحيد‬
‫‪62‬‬ ‫ك (نفسهُ) بل ِ‬
‫يملُك (المؤمن اآلن) حياة أبدية‪".‬‬ ‫لكي كل الم ِ‬
‫ؤمن إليه ال يُهلِ ْ‬ ‫ُ‬
‫(يو ‪)61 : 3‬‬

‫المقدسة لعام ‪2262‬م ‪:‬‬


‫أختم كلمتي بقصيده ألفتُها في األربعين ُ‬
‫ِ‬
‫الفداء‬ ‫يا دموع الحب هيا *** ِ‬
‫جددي عهد‬

‫ِ‬
‫الدماء‬ ‫ِ‬
‫بقطرات‬ ‫وازرعي أرض الحياة ***‬

‫ِ‬
‫الشقاء‬ ‫وامح آثار‬
‫الوجود *** ِ‬ ‫واملئ الخير‬
‫َ‬
‫واقمي اآلن الوعود*** واحي لي عصر ِ‬
‫اآلباء‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫أخيراً ‪ ...‬ليعطينا المسيح من نبع حبه الذي ال يتوقف عن التدفق ‪،،،‬‬

‫إلي هنا أعاننا الرب‬


‫"صمؤئيل األول ‪"61 : 7‬‬

‫‪ 61‬الكلمات التي بين األقواس () شرحا ً للمعاني السابق تحليلها ‪.‬‬

‫‪61‬‬

You might also like