Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 43

‫‪INTERNATIONAL ISLAMIC UNIVERSITY‬‬ ‫الجامعة االسالمية العالمية ـ إسالم آباد‬

‫‪ISLAMABAD - PAKISTAN‬‬
‫)‪Faculty of Islamic Studies (Usuluddin‬‬
‫كلية أصول الدين‬
‫‪Department of Tafseer & Quranic Sciences‬‬ ‫قسم التفسيروعلوم القرآن‬

‫المذکرة في‪:‬‬

‫علوم القرآن‬

‫نطور(حفظه الله ورعاه)‬ ‫لفضيلة األستاذ د‪ .‬ضیف‬

‫األستاذ بقسم التفسير وعلوم القرآن في کلية أصول الدين‬


‫بسم اهلل الرحمن الرحیم‬

‫الْحَمدددد هلل الَّدد هدددَا َا لديندد وَجَعَلنَدددا مدددن أَهلدد وفضدددلنا بمَدددا علمنَدددا مدددن تَنْزيلدد وشدددرفنا بمُحَمدددد‬
‫بيدد وَرَسُددول صددل اهلل عَلَيْدد وَسددلم وعَلدد أَلدد وأصددحاب وَأ ددزل عَلَيْدد كتَابدد الَّدد لَددم يَجعَدد لَدد ُ‬
‫عوجدددا وَجعلد د قيمًدددا ليُند د رَ بَأسد داً شَدددديداً مدددن لَد د د ‪ ،‬لَدددا يَأتيد د الباطد د ُ مدددن بَدددين يَدَيد د وَال مدددن خَلفد د‬
‫تَنزيدد د ٌ مددددن حَكدددديمٍ حَميدد ددٍ‪ ،‬بَددددين فيدد د الْحَلَددددال وَالْحدد درَام وَالْحُدد ددُود وَالْأَحْكَددددام والمقدددددم والمدددد خر‬
‫وَالْمُطلد د والمقيدددد واألقسدددام واألمثدددال والمجمد د والمفصد د وَالْخَدددا وَالْعَدددام والناسد د والمنسدددو‬
‫و‪...‬‬

‫إعجاز القرآن الکریم‬

‫معنی إعجاز القرآن‪:‬‬

‫إعجاز القرآن مرکب إضافي‪ ،‬و معناه بحسب أه اللغة‪:‬‬

‫إثبات القرآن عجز الخل عن اإلتيان بما تحداهم ب ‪.‬‬

‫وجوه إعجاز القرآن الکریم‬

‫الوجه األول‪ :‬لغت و أسلوب ‪:‬‬

‫األسلوب لغة‪:‬‬

‫جاء في لسان العرب‪ :‬األسلوب بالضم‪ :‬الفن ‪.‬‬

‫المحدددي ‪ :‬يقدددال سدددلوب أسدددلوب فدددالن فدددي کد د ا ‪ :‬طريقد د و‬ ‫و قدددال فيدددروز آبدددادل فدددي القدددامو‬
‫م هب ‪.‬‬

‫و أسلوب الواتب‪ :‬طريقت في کتابت ‪.‬‬

‫األسلوب في االصطالح‪:‬‬

‫هو الطريقة الوالمية التي يسلوها المتولم في تأليف کالم واختيار ألفاظ ‪.‬‬

‫معنی األسلوب في القرآن الکریم‪:‬‬

‫أسلوب القرآن الوريم هو طريقت التي ا فرد بها في تأليف کالم واختيار ألفاظ ‪.‬‬

‫هامدددة ميدددزت عد دن أسددداليب البودددر و مدددن‬ ‫وقدددد اشدددتم أسدددلوب القدددرآن الودددريم علدددع خصدددا‬
‫ه ه الخصا ‪:‬‬

‫‪ – 1‬إرضاؤه للخاصة والعامة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ – 2‬إرضاؤه للعق والعاطفة ‪.‬‬

‫‪ – 3‬جودة سبک القرآن وأحوام سرده (المناسبات)‪.‬‬

‫‪ – 4‬براعت في تعريف القول‪.‬‬

‫‪ – 5‬جمع القرآن بين اإلجمال والبيان‪.‬‬

‫‪ – 6‬اهتمام باللفظ والمعنع‪( .‬القصر باللفظ مع الوفاء بالمعنع)‪.‬‬

‫‪ – 7‬مسحة القرآن اللفظية‪ ( .‬ظام الصوتي وجمال اللغو )‪.‬‬

‫وقدددد تحددددل النبدددي (صدددلع اهلل عليددد و سدددلم) بأسدددلوب القدددرآن أسددداطين الفصدددحاء والبلغددداء و‬
‫أخدددر ألسدددنة فحدددول البيدددان فتحدددداهم بجميدددع القدددرآن ثدددم بعودددر سدددور ثدددم بسدددورة واحددددة‪ ،‬فلدددم‬
‫يستطع أحد أن يأتي ولو ما يوب أقصر سورة من القرآن‪.‬‬

‫(يراجع البحث في أسلوب القرآن)‪.‬‬

‫القدر المعجز من القرآن الکریم‪:‬‬

‫هدددو مدددا يقددددر بأقصدددر سدددورة مند د ‪ ،‬وأن القدددا لين بدددأن المعجدددز هدددو کدد القدددرآن ال بعضد د وهدددم‬
‫المعتزلة‪.‬‬

‫أو ک ما يصدق علي أ قرآن ولو کان أق من سورة‪ ،‬غير صحيح معارضة للقرآن‪.‬‬

‫لدد دم يسددددتطع أحددددد أن يعددددارل القددددرآن‪ ،‬والدد د حدددداول رلددددک‪ ،‬فقددددد أضددددحک عليدد د جمدددداهير‬
‫البودددر‪ ،‬کمسددديلمة الوددد اب‪ .‬ويدددرو التددداري – کمدددا رکدددر الزرقدددا ي ‪ -‬أن أبدددا العدددالء المعدددر‬
‫وأبددا الطيددب المتنبددي وابددن المقفددع حدددثتهم فوسددهم مددرة أن يعارضددوا القددرآن فمددا كددادوا يبدددؤون‬
‫ه ه المحاولة حت ا تهوا منها بتكسير أقالمهم وتمزي صحفهم‪.‬‬

‫في القرآن آالف المعجزات‪:‬‬

‫آيدددة‪ ،‬والتحدددد قدددد طدددال حتدددع صدددار بسدددورة ولدددو‬ ‫القدددرآن يزيدددد عدددن مدددا تي آيدددة وسدددتة آال‬
‫کا ب سورة الووثر‪...‬‬

‫ال توجد في غيره‪.‬‬ ‫وأن ألسلوب التنزي خوا‬

‫المعجدددزات ال معجدددزة واحددددة‪ .‬وهد د ه المعجدددزات‬ ‫فددديخل مدددن کد د رلدددک أن فدددي القدددرآن آال‬
‫خالدة وهي تختلف عن معجزات األ بياء اآخرين‪.‬‬

‫أسلوب القرآن الکریم وأسلوب الحدیث‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫رکدددر الزرقدددا ي أن‪ :‬أسدددلوب القدددرآن الودددريم أعلدددع وأجد د مدددن أسدددلوب الحدددديث علدددواً خارقد د ًا‬
‫للعدددادة‪ ،‬وإن بلدددال کدددالم الرسدددول (عليد د السدددالم) فدددي جودتد د وروعتد د وجاللتد د مدددا جعلد د خيدددر‬
‫بيان لخير إ سان‪.‬‬

‫وکا دددب القبا د د العربيدددة تتنددداف فدددي مدددا بينهدددا بالودددعر والبيدددان‪ ،‬حتدددع أن القبيلدددة کدددان يرفعهدددا‬
‫بيدددب واحدددد مدددن الودددعر يودددون را عد داً فدددي مددددحها ويضدددعها بيد دب يودددون الرعد داً فدددي رمهدددا‪ .‬ولدددم‬
‫يتجدددرأ أحدددد مدددن فحدددولهم أن يقدددول أن القدددرآن مدددن عندددد محمدددد‪ ،‬أل هدددم يعرفو دد ولدددم يودددن يعدددر‬
‫(علي الصالة و السالم) بالواعر وال بالخطيب ولم يوارکهم في معارضة بعضهم لبعض‪.‬‬

‫الوجه الثاني ‪ -‬طریقة تألیفه‪:‬‬

‫بيدددان رلددددک‪ :‬أن القدددرآن لددددم يندددزل جملددددة واحددددة وإ مددددا دددزل مفرقددداً منجمددداً علددددع أکثدددر مددددن‬
‫عورين عاماً‪.‬‬

‫وکدددان (صدددلع اهلل عليد د وسدددلم) کلمدددا دددزل عليد د جدددم مدددن تلدددک النجدددوم‪ ،‬قدددال‪ :‬ضدددعوه فدددي‬
‫موان ک ا من سورة ک ا‪...‬‬

‫ومدددرت األعدددوام واأليدددام والرسدددول علدددع هد د ا العهدددد‪ ،‬وإر القدددرآن کلد د بعد دد رلدددک يومد د ويدددتم‬
‫ويندددتظم ويتددد خع ويدددأتلف وينسدددجم‪ ،‬إن النددداظر فيددد دون أن يعلدددم بتنجددديم دددزول ال يخطدددر علدددع‬
‫بال أ زل منجماً‪.‬‬

‫ولدددي هندددا فدددرق بدددين السدددور التدددي زلدددب منجمدددة وبدددين السدددور التدددي زلدددب جملدددة واحددددة‪،‬‬
‫من حيث إحوام الرب في ک منها‪.‬‬

‫فسددورة البقددرة مددثالً قددد زلددب بضددعاً وثمددا ين جمدداً فددي تسددع سددنين‪ ،‬ال تجددد فرقدداً بينهددا وبددين‬
‫سدددورة األ عدددام التدددي زلدددب دفعدددة واحددددة ‪ -‬کمدددا يقدددول الجمهدددور‪ -‬مدددن حيدددث ظدددام المبندددع وتمدددام‬
‫الوحدة الفنية‪.‬‬

‫کد د لک فإ د د ال يوجدددد فدددرق بدددين هد د ه السدددور‪ :‬سدددورة (الضدددحع) و(إقدددرأ) و(المددداعون)‪ ،‬فدددإرا‬
‫قرأتهدددا ال تالحدددظ أل فدددرق مدددن حيدددث اإلحودددام والوحددددة واال سد دجام ‪ -‬وکد د سدددورة زلدددب علدددع‬
‫جمين‪.‬‬

‫وکدد هد د ا يددددل علدددع أن القدددرآن مدددن عندددد اهلل وهدددو کدددالم معجدددز ال يقددددر البودددر علدددع االتيدددان‬
‫بمثل ‪.‬‬

‫الوجه الثالث ‪ -‬علومه ومعارفه‪:‬‬

‫فدددي هدايدددة الخلدد إلدددع الحدد ‪ ،‬بلغدددب‬ ‫وبيددان رلدددک أن القدددرآن قدددد اشدددتم علددع علدددوم ومعددار‬
‫حداً کبيراً من اإلعجاز حيث لم يستطع أحد أن يأتي بمثلها‪.‬‬

‫وه ه بعض األمثلة ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫أ – أمثلة من عقیدة اإلیمان باهلل‪:‬‬

‫‪ -‬د د القدددرآن علدددع اسدددتحالة الولدددد وکد د مدددا يودددعر بمودددابهة الخدددال بدددالمخلوق ووصدددف‬
‫اهلل بالومال المطل ‪.‬‬

‫شيْءٌ وَهُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ) (‪.(1‬‬


‫قال تعالع‪ ...( :‬لَ ْي َ كَمثْل َ‬

‫ن لَد د ُ ُكفُد دوًا‬


‫وقولد د تعدددالع ‪( :‬قُد د ْ هُد د َو اللَّد د ُ َأحَد د ٌد َّ اللَّد د ُ الصَّد د َم ُد َّ لَد د ْم يَلد د ْد َولَد د ْم يُولَد د ْد َّ َولَد د ْم َيكُد د ْ‬
‫أَحَدٌ)(‪.(2‬‬

‫وقول تعالع‪...( :‬فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّ أَحَدًا)‪.‬‬

‫َاد‬
‫خيْددد ٍر َفلَدددا ر َّ‬
‫ن يُدددر ْد َ ب َ‬
‫ف لَددد ُ إلَّدددا هُددد َو وَإ ْ‬‫ا اللَّددد ُ بضُددد َر َفلَدددا كَاشددد َ‬
‫سسْددد َ‬
‫ن َي ْم َ‬
‫وقولددد تعدددالع‪( :‬وَإ ْ‬
‫(‪(3‬‬
‫لفَضْل يُصيبُ ب مَنْ يَوَاءُ منْ عبَاده وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ) ‪.‬‬

‫‪ -‬وقدددددد ضددد د اليهدددددود بعدددددد موسدددددع فعبددددددوا العجددد د وزعمدددددوا أن هلل ابنددد داً کمدددددا زعمدددددب‬
‫ن‬
‫ح ابْدددد ُ‬ ‫النصَددددا َر ا ْلمَسددددي ُ‬ ‫ن اللَّدددد َوقَالَددددب َّ‬ ‫ع َزيْدددد ٌر ابْدددد ُ‬
‫النصددددارل‪ ،‬قددددال تعددددالع ‪َ ( :‬وقَالَددددب ا ْل َيهُددددو ُد ُ‬
‫اللَّ ‪ ،(4()...‬کما اتهموا اهلل بأ يتعب‪ ،‬وظهر علع شو إ سان وصارع إسرا ي ‪!!...‬؟!‬
‫‪ -‬وض النصارل بعد عيسع ف هبوا إلع عقيدة معقدة من التثليث‪.‬‬
‫‪ -‬يدددرد علددديهم القددددرآن الودددريم فيقدددول‪( :‬قُددد ْ يَاأَهْددد َ الْكتَدددداب تَعَدددالَوْا إلَددد كَلمَدددةٍ سَدددوَاءٍ بَيْنَنَددددا‬
‫ن دُون اللَّدد فَدددإنْ‬ ‫َو َبيْدد َن ُك ْم أَلَّددا َ ْعبُدد َد إلَّدددا اللَّدد َ َولَددا ُوْدددر َ بدد شَدد ْيًَا َولَددا يَتَّخدد َ َب ْعضُددنَا َب ْعضًددا َأ ْربَابًدددا مدد ْ‬
‫تَوَلَّد دوْا فَقُولُدددوا اشْد دهَدُوا بأََّدددا مُسْدددلمُونَ) (‪ (5‬وقولد د تعدددالع‪( :‬مَدددا الْمَسددديحُ ابْد دنُ مَد درْيَمَ إلَّدددا رَسُدددولٌ قَد ددْ‬
‫ن َلهُدد ُم ا ْل يَددات ثُددمَّ ا ْظُددرْ‬
‫ف ُبَدداي ُ‬
‫الطعَددا َم ا ْظُدد ْر َكيْدد َ‬
‫ن َقبْلدد ال ورسُدد ُ َوُأمودد ُ صددداي َق ٌة كَا َددا َي ْأ ُكلَددان َّ‬ ‫ب مدد ْ‬ ‫خلَدد ْ‬ ‫َ‬
‫أَ َّدد ُي ْفَكُدددونَ) (‪ (6‬وقولد د تعدددالع‪( :‬وَقَالَدددب الْيَهُدددودُ يَد ددُ اللَّد د مَغْلُولَد دةٌ غُلَّد دبْ أَيْدددديهمْ وَلُعنُدددوا بمَدددا قَدددالُوا‬
‫َب ْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان يُنْف ُ كَيْفَ يَوَاءُ‪.(7()...‬‬

‫ب – أمثلة من عقیدة البعث والجزاء‪:‬‬

‫جاء القرآن بعقيدة البعث بعد الموت واضحة شاملة للروح والجسد‪.‬‬

‫خرَاجًددا) (‪ (8‬و قولدد‬ ‫ج ُك ْم إ ْ‬


‫ُددم يُعيدد ُد ُك ْم فيهَددا َوُيخْددر ُ‬
‫ن الْددَأرْل َبَاتًددا ‪ ،‬ث َّ‬
‫قددال تعددالع ‪( :‬وَاللَّدد ُ َأ ْبَدد َت ُك ْم مدد َ‬
‫تعددالع‪( :‬أَيَحْسَددبُ الْإ ْسَددانُ أَنْ يُتْددرَ َ سُدددً َّ أَلَددمْ يَدداُ ُطْفَددةً مددنْ مَندديَ يُمْنَدد َّ ثُددمَّ كَددانَ عَلَقَددةً فَخَلَدد َ‬

‫‪ – )1‬سورة الغاشية ‪.)11 :‬‬


‫‪ – )2‬سورة اإلخال ‪.)4 - 1 :‬‬
‫‪ – )3‬سورة يو ‪.)107 :‬‬
‫‪ – )4‬سورة التوبة ‪.)30 :‬‬
‫‪ – )5‬سورة آل عمران ‪.)64 :‬‬
‫‪ – )6‬سورة الما دة‪.)75 :‬‬
‫‪ – )7‬سورة الما دة ‪.)64 :‬‬
‫‪ – )8‬سورة وح ‪.)18 - 17 :‬‬

‫‪5‬‬
‫دو ) (‪ (1‬وقددددال تعددددالع‪( :‬فَمَدددنْ يَعْمَددد ْ مثْقَددددالَ رَرَّةٍ خَيْدد درًا يَدد درَهُ َّ وَمَدد دنْ يَعْمَددد ْ مثْقَددددالَ رَرَّةٍ شَددددرا‬‫فَسَددد َّ‬
‫(‪(2‬‬
‫يَرَهُ) ‪.‬‬

‫وضد د اليهدددود فزعمدددوا أ هدددم الودددعب المختدددار وأ هدددم ابنددداء اهلل وأحبددداؤه وأن الندددار لدددن تمسدددهم‬
‫إال أياماً معدودة‪.‬‬

‫وض النصارل فزعموا أ هم أيضاً ابناء اهلل وأحباؤه!!!‪.‬‬

‫اإل سان وليفضي من الخطيَة‪.‬‬ ‫ورهبوا م هب الهنود في کرشنة أ قت وصلب ليخل‬

‫وجددداء القدددرآن ورد علدددع کد د هدددوالء ودعددداهم إلدددع االعتددددال والوسدددطية وقدددوم أخطددداءهم ورد‬
‫عليهم‪.‬‬

‫قددددال تعددددالع‪ ...( :‬إنَّ أَكْدد درَمَكُمْ عنْدد ددَ اللَّدد د أَتْقَدددداكُ ْم ‪ (3()...‬وقولدد د تعددددالع‪( :‬مَدد دنْ عَمدد د َ صَددددالحًا‬
‫فَلنَفْس وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إَل رَباكُمْ تُرْجَعُونَ)(‪.(4‬‬

‫الوجه الرابع ‪ :‬وفاؤه بحاجات البشر‪.‬‬

‫ويتضح رلک بما يلي‪:‬‬

‫المبدددأ والميعدداد ومددا بينهمددا تحددب‬ ‫‪ – 1‬اصددالح العقا ددد عددن طريدد إرشدداد الخلدد إلددع حقددا‬
‫عنوان‪ :‬اإليمان باهلل تعالع ومال وت وکتب ورسل واليوم اآخر‪.‬‬

‫‪ – 2‬إصالح العبادات‪.‬‬

‫‪ – 3‬إصالح األخالق‪.‬‬

‫ومحو العصبيات‪.‬‬ ‫‪ – 4‬إصالح االجتماع‪ .‬عن طري توحيد الصفو‬

‫‪ – 5‬إصالح السياسة أو الحوم الدولي‪.‬‬

‫‪ – 6‬اإلصالح المالي من طري الدعوة إلع االقتصاد وحماية المال‪.‬‬

‫‪ – 7‬اإلصالح الحربي عن طري ته يب الحرب‪.‬‬

‫‪ – 8‬اإلصالح النسا ي عن طري حماية المرأة‪.‬‬

‫‪ – 9‬محاربة االسترقاق في المستقب وتحرير الرقي ‪.‬‬

‫‪ – )1‬سورة القيامة ‪.)38 - 36 :‬‬


‫‪ – )2‬سورة الزلزلة ‪.)8 - 7 :‬‬
‫‪ – )3‬سورة الحجرات ‪.)13 :‬‬
‫‪ – )4‬سورة الجاثية ‪.)15 :‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ – 10‬تحرير العقول واألفوار ومنع اإلکراه واالصطيرار‪.‬‬

‫قول تعالع‪( :‬فَ َكارْ إَّمَا أَ ْبَ مُ َكارٌ َّ لَسْبَ عَلَيْهمْ بمُصَيْطرٍ) (‪.(1‬‬

‫يقددول الزرقدددا ع أن وجدد اإلعجددداز مدددن هدد ا کلدد هدددو رجددوع بعدددض الددددول إلددع هدايدددة القدددرآن‬
‫من حيث يوعرون أو ال يوعرون‪.‬‬

‫‪ – 1‬فحرمب أمريوا م خراً الخمر ولونها فولب‪.‬‬

‫‪ - 2‬أباحب الطالق ‪.‬‬

‫‪ – 3‬أصدرت إسبا يا حوماً بمنع البغاء‪.‬‬

‫‪ – 4‬مصلحو أروبا يطالبون بتعدد الزوجات‪.‬‬

‫‪ – 5‬اليهود ک لک يطالبون بتعدد الزوجات‪.‬‬

‫الوجه الخامس‪ :‬موقف القرآن من العلوم الکونیة‬

‫بالنسددبة إلددع العلددوم الوو يددة ‪ ،‬فقددد روعيددب فددي القددرآن اعتبددارات خمسددة ال يصدددر مثلهددا عددن‬
‫مخلوق‪.‬‬

‫أولهاااا‪ :‬لدددم يجعد د اهلل ‪ -‬عدددزو جد د ‪ -‬تلدددک العلدددوم الوو يدددة مدددن موضدددوع القدددرآن الودددريم‪ ،‬ألن‬
‫القدددرآن العظددديم کتددداب هدايدددة وإعجددداز‪ ،‬وإرا رکدددر فيد د شدددين مدددن الوو يدددات فإ مدددا رلدددک للهدايدددة‬
‫وداللة الخل علع الخال ‪.‬‬

‫قولدد تعدددالع‪( :‬رَلدداَ الْكتَدددابُ لَدددا رَيْددبَ فيدد هُدددً للْمُتَّقدددينَ)(‪ (2‬لودددن بعدددض البددداحثين توسدددعوا فدددي‬
‫علددددوم القددددرآن ومعارفددد فنظمددددوا فددددي سددددلوها مددددا بدددددا لهددددم مددددن علددددوم الوددددون وهددددم فددددي رلددددک‬
‫مخطَون‪.‬‬

‫ثانیهاااا‪ :‬أن القدددرآن الودددريم دعدددا إلدددع هدد ه العلدددوم فدددي جملدددة مدددا دعدددا إليدد مدددن البحدددث والنظدددر‬
‫واال تفدددداع بمدد دا فددددي الوددددون مددددن عددددم وعبددددر‪ ،‬قددددال تعددددالع‪( :‬قُدد د ا ْظُدد درُوا مَددددارَا فددددي السَّدد دمَاوَات‬
‫وَالْددأَرْل وَمَدددا تُغْندددي الْ يَددداتُ وَالنودد ُرُ عَددنْ قَددوْمٍ لَدددا يُ ْمنُدددونَ) (‪ (3‬وقولدد تعدددالع‪( :‬أَفَلَدددا يَنْظُددرُونَ إلَدد‬
‫الْإبدد كَيْد دفَ خُلقَد دبْ َّ وَإلَد د السَّد دمَاء كَيْد دفَ رُفعَد دبْ َّ وَإلَد د الْجبَدددال كَيْد دفَ ُصد دبَبْ َّ وَإلَد د الْد دأَرْل‬
‫كَيْفَ سُطحَبْ)(‪.(4‬‬

‫ثالثهاااا‪ :‬أن القدددرآن حدددين عدددرل لهددد ه الوو يدددات أشدددعر ا أ هدددا مربوبدددة لددد تعدددالع ومقهدددورة‬
‫لمدددراده‪ ،‬ومألوهدددة وليسدددب آلهدددة! ! کمدددا زعدددم الدددبعض کمدددا أ هدددا مهلوکدددة‪ ،‬قدددال تعدددالع‪...( :‬كُددد و‬

‫‪ – )1‬سورة الغاشية ‪.)22 - 21 :‬‬


‫‪ – )2‬سورة البقرة ‪.)2 :‬‬
‫‪ – )3‬سورة يو ‪.)101 :‬‬
‫‪ – )4‬سورة الغاشية ‪.)20 - 17 :‬‬

‫‪7‬‬
‫شَدديْءٍ هَالدداٌ إلَّددا وَجْهَدد ُ‪ (1( )...‬وقددال تعددالع‪( :‬كُدد و مَددنْ َ‬
‫علَيْهَددا فَددانٍ َّ وَيَبْقَدد وَجْدد ُ رَبادداَ رُو الْجَلَددال‬
‫وَالْدددإكْرَام) (‪ (2‬وقولد د تعدددالع‪( :‬يَد دوْمَ تُبَدد َّددلُ الْد دأَرْلُ غَيْد درَ الْد دأَرْل وَالسَّد دمَاوَاتُ وَبَد درَزُوا للَّد د الْوَاحدددد‬
‫الْقَهَّار)(‪.(3‬‬

‫رابعهاااا‪ :‬أن القدددرآن حدددين يعدددرل آيدددة کو يدددة فدددي معدددرل مدددن معدددارل الهدايدددة يتحدددد‬
‫عنها حديث المحي بعلوم الوون‪ ،‬الخبير بأسرار السموات واألرل ‪...‬‬

‫خامسااااها‪ :‬أن األسددددلوب الددد اختدددداره القددددرآن فددددي التعبيددددر عددددن آيددددات اهلل الوو يددددة‪ ،‬أسددددلوب‬
‫بادع جمع بين البيان واإلجمال في سم واحد‪.‬‬

‫وهو واضح فيما سي ل من داللة اإل سان وهدايت إلع اهلل تعالع‪.‬‬

‫ثم إرا هو مجم التفاصي يختلف الخل في معرفة تفاريع ودقا ق ‪.‬‬

‫مثال ذلک‪:‬‬

‫قولد د تعدددالع‪( :‬وَمدددنْ كُددد ا شَددديْءٍ خَلَقْنَدددا زَوْجَد ديْن لَعَلَّكُدددمْ تَددد َكَّرُونَ) (‪ (4‬ففهدددم الخلددد منهدددا أن اهلل‬
‫يددددددل علدددددع قدرتددد د وإبداعددد د وکمالددد د أ ددد د خلددد د مدددددن األشدددددياء متنوعدددددات مختلفدددددة األشدددددوال‬
‫والخصا ‪.‬‬

‫لون اختلفوا بعد رلک‪:‬‬

‫فاألوا د د يد د ثر عدددنهم أن الدددزوجين فدددي اآيدددة الوريمدددة همد دا األمدددران المتقدددابالن تقدددابالً مدددا‪ ،‬ال‬
‫بخصددددو الدد د کورة واأل وثددددة‪ ،‬فقددددد رو عددددن الحسددددن – کمددددا رکددددره الزرقددددا ي – أ دد د فسددددر‬
‫الدددددزوجين بالليددد د والنهدددددار‪ ،‬والسدددددماء واألرل‪ ،‬والودددددم والقمدددددر‪ ،‬والبدددددر والبحدددددر‪ ،‬والحيددددداة‬
‫والموت وعدد أشياء وقال ک اثنين منهما زوج‪ ،‬واهلل تعالع فرد ال مثي ل ‪.‬‬

‫أمدددا المتدددأخرون ففهمدددوا أن الدددزوجين فدددي اآيدددة همد دا األمدددران المتقدددابالن بالد د کورة واأل وثدددة‪،‬‬
‫ويقولدددون إ ددد مدددا مدددن شدددين فدددي الوجدددود إال منددد الددد کر واأل ثدددع ‪ ...‬ويسدددتدلون بقولددد تعدددالع‪:‬‬
‫ن َأ ْفُسددده ْم وَممَّدددا لَدددا َي ْعَلمُدددونَ)(‪ (5‬و‬
‫ل وَمددد ْ‬
‫ب الْدددَأ ْر ُ‬
‫ج كَُّلهَدددا ممَّدددا ُتنْبددد ُ‬
‫خلَددد َ الْدددَأ ْزوَا َ‬
‫َ‬ ‫ن الَّددد‬
‫(سُددد ْبحَا َ‬
‫يقولدددون أ د د أحدددد ظريدددة فدددي أصدددول األکدددوان تقدددرر أن أصدددول جميدددع الوا ندددات تتودددون مدددن‬
‫زوجين اثنين وبلسان علم الحديث (الوترون و بروتون)‪.‬‬

‫و الد د يجدددب التنبيد د عليد د هدددو أن العلدددوم الوو يدددة مدددا تدددزال خاضدددعة لطبيعدددة المدددد والجدددزر‪،‬‬
‫وهندددا أبحاثد داً کثيدددرة غيدددر مسدددلم بهدددا‪ ،‬فمدددا قالد د علمددداء الهيَدددة بددداألم ينقضد د علمددداء الهيَدددة‬
‫اليوم‪ ،‬وما قرره علماء الطبيعة في الماضي يقرر غيره علماء الطبيعة في الحاضر‪...‬‬

‫‪ – )1‬سورة القص ‪.)88 :‬‬


‫‪ – )2‬سورة الرحمن ‪.)27 - 26 :‬‬
‫‪ – )3‬سورة إبراهيم ‪.)48 :‬‬
‫‪ – )4‬سورة ال اريات ‪.)49 :‬‬
‫‪ – )5‬سورة يسن ‪.)36 :‬‬

‫‪8‬‬
‫وبالتدددالي فدددال يمودددن بحدددال مدددن األحدددوال أن حددداکم القدددرآن إلدددع هددد ه العلدددوم الواربدددة القلقدددة‬
‫الحا رة المضطربة‪ ...‬ب القرآن هو تلک الحقا اإللهية العلوية‪.‬‬

‫فددالقرآن ال يفددر مددن العلددم بدد ي ددعو إلددع العلددم ويحددث علددع البحددث والددتعلم‪ ،‬لون د يبقددي کتدداب‬
‫هداية للخل التباع الح ‪.‬‬

‫الوجه السادس‪ :‬أنباء الغیب فیه‬

‫اشدددتم القدددرآن علدددع أ دددواع کثيدددرة مدددن الغيدددوب تددددل علدددع اإلعجددداز وعلدددع أ د د مدددن عندددد اهلل‬
‫تعالع‪:‬‬

‫‪ - 1‬غیب الماضي‪:‬‬

‫منهددا قصددة ددوح – علي د السددالم ‪ -‬قددال اهلل فيهددا‪ْ :‬تلْ داَ م دنْ أَ ْبَدداء الْغَيْددب ُوحيهَددا إلَيْ داَ مَددا كُنْ دبَ‬
‫ن قَ ْب هَ َا}‪.‬‬
‫تَعْلَمُهَا أَ ْبَ وَال قَوْمُاَ م ْ‬

‫ومنهدددا قصدددة موسد د – عليد د السدددالم ‪ -‬يقدددول اهلل فيهدددا‪ْ :‬وَمَدددا كُنْد دبَ بجَا دددب الْغَرْبد ديا إرْ قَضَد ديْنَا‬
‫إَل مُوسَ الْأَمْرَ‪ ...‬وَمَا كُنْبَ بجَا ب الطوور إرْ َادَيْنَا}‪.‬‬

‫‪ -2‬غیب الحاضر‪:‬‬

‫وهدددو مدددا يتصد د بددداهلل تعدددال والمال كدددة والجدددن والجندددة والندددار ومند د أيضدددا مدددا فضدددح اهلل بد د‬
‫المندددافقين فدددي عصدددر الرسدددول ‪ -‬صدددل اهلل عليدد وسدددلم ‪ -‬ممدددا كدددان قا مدددا بهدددم وخفدددي أمدددره عليدد‬
‫علَدد مَددا فددي َقلْبدد َوهُدد َو َألَدد ود‬
‫حيَدداة الدد ود ْيَا َوُيوْدده ُد اللَّدد َ َ‬
‫ا َق ْولُدد ُ فددي ا ْل َ‬
‫ن ُيعْجبُدد َ‬
‫كقولدد ‪ْ :‬وَمددنَ النَّددا مَدد ْ‬
‫الْخصَام‪.}...‬‬

‫بنددداه المندددافقون‪ْ :‬وَالَّد د ينَ اتَّخَد د ُوا مَسْدددجداً ضد درَاراً وَكُفْدددراً‬ ‫وكقولد د فدددي مسدددجد الضدددرار الد د‬
‫وَتَفْريقاً بَيْنَ الْمُ ْمنينَ‪.}...‬‬

‫‪ -3‬غیب المستقبل‪:‬‬

‫ومنه ما یلی‪:‬‬

‫المثاااال األول‪ :‬إخبدددار القدددرآن عدددن الدددروم بدددأ هم سينتصدددرون فدددي بضدددع سدددنين مدددن إعدددالن هدد ا‬
‫النبدددأ الدد رکدددره القدددرآن بدددأ هم ا هزمدددوا؛ يقدددول اهلل فيدد ‪ْ :‬غُلبَدددب الددروومُ ‪،‬فدددي أَدْ َدد الْددأَرْل وَهُددمْ‬
‫مدد دنْ َبعْددددد غَلَددددبهمْ سَدد ديَغْلبُونَ‪ ،‬فددددي بضْددددع سددددنينَ للَّدد د الْدد دأَمْرُ مدد دنْ قَبْدد د ُ وَمدد دنْ بَعْدد ددُ وَيَوْمََدد د ٍ يَفْدد درَحُ‬
‫الْمُ ْمنُونَ‪ ،‬بنَصْر اهلل‪.}...‬‬

‫وقدددد تحقددد رلدددک حيدددث غلبدددب الدددروم وهدددم أهددد کتددداب مدددن طدددر الفدددر سدددنة (‪614‬م)‬
‫وا تصدددرت علدددع الفدددر فددددع بضدددع سدددنين کمددددا رکدددر القدددرآن سددددنة (‪622‬م) وقدددد تحقددد فددددرح‬
‫المددد منين فددددع فددد السددددنة حيددددث ا تصددددروا فددددع غددددزوة بدددددر علددددع الموددددرکين ْوَيَوْمََددد ٍ يَفْدددرَحُ‬
‫الْمُ ْمنُونَ‪ ،‬بنَصْر اللَّ ‪.}...‬‬

‫‪9‬‬
‫المثاااال الثااااني‪ :‬إ بددداء القدددرآن بدددأن اهلل عاصدددم رسدددول وحافظددد مدددن الندددا ال يصدددلون إليددد‬
‫بقتدد ‪ ،‬قددال تعددالع‪ْ :‬وَاللَّدد ُ يَعْصددمُاَ مددنَ النَّددا } ولقددد تحققددب بددوءة القددرآن هدد ه ولددم يددتمكن أحددد‬
‫من أعداء اإلسالم أن يقتل ‪ -‬علي الصالة والسالم ‪.-‬‬

‫وقدددد صدددر الرسدددول ‪ -‬صدددل اهلل عليد د وعلد د آلد د وسدددلم ‪ -‬حراسد د عندددد دددزول هد د ه اآيدددة‬
‫قدددا ال‪ :‬هأيهدددا الندددا ا صدددرفوا فقدددد عصدددمني اهلله وقصدددة األعرابد دي الد د ل أراد أن يقتد د النبدددي ‪-‬‬
‫صدددل اهلل عليد د وعلد د آلد د وسدددلم ‪ -‬وهدددو تحدددب الودددجرة واضدددحة مودددهورة وقدددد أخرجهدددا مسدددلم‬
‫فع صحيح ‪ -‬قال‪ :‬من يمنعا مني؟ قال‪ :‬هاهلل!‪...-‬‬

‫ن‬
‫ن َل د ْم َت ْف َعُلددوا َوَل د ْ‬
‫المثااال الثالااث‪ :‬مددا جدداء فددي معددرل التحددد بددالقرآن مددن قول د سددبحا ‪َ ْ :‬فددإ ْ‬
‫ن‬
‫ن يَددد ْأتُوا بمثْددد هَددد َا ا ْلقُدددرْآن ال يَددد ْأتُو َ‬
‫علَددد َأ ْ‬
‫ن َ‬
‫ج َت َمعَدددب الْدددأ ْ ُ وَالْجددد و‬
‫َت ْف َعلُدددوا} وقولددد ‪ْ :‬قُددد ْ لَدددَن ا ْ‬
‫بمثْل وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لبَعْضٍ ظَهيراً}‪.‬‬

‫فوقدددع التحددددل وعجدددز البلغددداء مدددن األعدددداء أن يدددأتوا ولدددو بمثد د أقصدددر سدددورة مدددن القدددرآن‬
‫(الووثر)؛ وما يزال التحدل قا ما إلع اليوم‪.‬‬

‫المثاااال الراباااع‪ :‬مدددا جددداء مدددن التنبد د بمسدددتقب اإلسدددالم و جاحد د جاحد داً بددداهراً حفدددظ القدددرآن‬
‫الودددريم‪ ،‬کمدددا قولد د تعدددال فدددي سدددورة الرعدددد‪ْ :‬كَد د َلاَ يَضْدددربُ اللَّد د ُ الْحَد د َّ وَالْبَاطد د َ فَأَمَّدددا الزَّبَد ددُ‬
‫فَيَد د ْهَبُ جُفَددداءً وَأَمَّدددا مَدددا يَنْفَد دعُ النَّدددا َ فَيَمْكُد دثُ فدددي الْد دأَرْل} وفدددي سدددورة الحجدددر‪ْ :‬إَّدددا َحْد دنُ َزَّلْنَدددا‬
‫ال اكْرَ وَإَّا لَ ُ لَحَافظُونَ}‪ .‬وکال اآيتين مويتان‪.‬‬

‫المثاااال الخاااامس‪ :‬تنبد د القدددرآن بدددأن المسدددتقب السدددعيد سددديتنظر المسدددلمين کمدددافي سدددورة غدددافر‬
‫ش دهَادُ} فددي سددورة‬ ‫ح َيدداة ال د ود ْيَا َو َي د ْو َم َي ُقددو ُم ا ْلَأ ْ‬
‫ن آ َمُنددوا فددي ا ْل َ‬
‫َال د ي َ‬
‫س دَلنَا و َّ‬
‫ص د ُر ُر ُ‬
‫المكيددة أيضددا‪ْ :‬إَّددا َل َن ْن ُ‬
‫الصددددافات المكيددددة‪ْ :‬وَإنَّ جُنْدددددَ َا لَهُددددمُ الْغَددددالبُونَ}‪ .‬وقولدددد ‪ْ :‬إنْ تَنْصُددددرُوا اللَّدددد َ يَنْصُددددرْكُمْ وَيُثَباددددبْ‬
‫أَقْدَامَ ُكمْ}‪.‬‬

‫المثاااال الساااادس‪ :‬تنبد د القدددرآن بدددأن الرسدددول وأصدددحاب وقدددد كدددا وا بالمديندددة سددديدخلون مكدددة‬
‫حا‬ ‫ق اللَّددد ُ َرسُدددوَل ُ ال ورؤْيدددا بدددا ْل َ‬
‫آمندددين محلقدددين رؤوسدددهم ومقصدددرين إر قدددال سدددبحا ‪َْ :‬لقَددد ْد صَددد َد َ‬
‫ن ال تَخَدددافُونَ} ثدددم وقدددع‬ ‫لَتَد ددْخُلُنَّ الْمَسْد دجدَ الْحَد درَامَ إنْ شَددداءَ اللَّد د ُ آمندددينَ مُحَلاقدددينَ ُرؤُوسَد دكُمْ وَمُقَصادددري َ‬
‫ه ا التنب كما أخبر لون بعد سنة من صلح الحديبية‪.‬‬

‫المثاااال الساااابع‪ :‬تنبد د القدددرآن بهزيمدددة جمدددوع األعدددداء فدددي وقدددب ال مجدددال فيد د لفكدددرة الحدددرب‬
‫ن ال د ودُبرَ} و قددد تحق د ه د ا يددوم بدددر ؛‬
‫ج ْم د ُع َوُي َوولددو َ‬
‫س دُي ْه َز ُم ا ْل َ‬
‫قددال تعددالع فددي سددورة القم د ر المكيددة‪َ ْ :‬‬
‫حيدددث ا تصدددر المسدددلمون علدددع المودددرکين‪ .‬وأصدددبح النبدددع ‪ -‬صدددل اهلل عليد د وسدددلم ‪ -‬يتلدددو هد د ه‬
‫اآي ويقولها بعد اال تصار فع غزوة بدر‪.‬‬

‫المثااال الثااامن‪ :‬تحددد القددرآن ألعددداء اهلل اليهددود فددي شدديء يظهددر أ دد سدده بسددي وأ دد كددان‬
‫في متناول قدرتهم ومع رلا ا صرفوا عن وعجزوا‪.‬‬

‫وبيدددان رلدددا أن اليهدددود زعمدددوا أ هدددم هدددم الودددعب اهلل المختدددار وأن الددددار اآخدددرة خالصدددة لهدددم‬
‫مدددن دون الندددا فخاطدددب اهلل رسدددول فدددي سدددورة البقدددرة يدددرد علددديهم ويتحدددداهم بقولددد ‪ْ :‬قُددد ْ إنْ‬

‫‪11‬‬
‫ن ُكنْددُت ْم صَددادقينَ} ثددم‬
‫تإْ‬
‫َف َتمَنَّددوُا ا ْلمَدد ْو َ‬ ‫ن دُون النَّددا‬
‫ب َلكُدد ُم الدددَّا ُر الْدد خ َر ُة عنْدد َد اللَّدد خَالصَدد ًة مدد ْ‬
‫كَا َدد ْ‬
‫قال‪ْ :‬وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بمَا قَدَّمَبْ أَيْديهمْ وَاللَّ ُ عَليمٌ بالظَّالمينَ}‪.‬‬

‫و كدددان بمقددددور اليهدددود فدددي العدددادة أن يقولدددوا بألسدددنتهم حدددن تمنددد المدددوت فيقيمدددوا الحجدددة‬
‫عل محمد ‪ -‬صلع اهلل علي وسلم ‪ -‬لون لم يقلها أحد منهم‪.‬‬

‫عَلَد د‬ ‫علد د الحيددداة الدددد يا قدددال تعدددالع‪َ ْ :‬وَلتَجد د َدَّ ُه ْم أَحْد درَ َ النَّدددا‬ ‫الندددا‬ ‫بد د کدددا وا أحدددر‬
‫حَيَاةٍ‪.}...‬‬

‫قدددال اهلل‪:‬‬ ‫المثاااال التاساااع‪ :‬تنبدد القدددرآن فدددي مكدددة بالمسدددتقب األسدددود الد د ينتظدددر كفدددار قدددري‬
‫ْفَارْتَقبْ يَوْمَ تَأْتي السَّمَاءُ بدُخَانٍ مُبينٍ‪ ،...‬يَوْمَ َبْط ُ الْبَطْوَةَ الْكُبْرَ إَّا مُنْتَقمُونَ}‪.‬‬

‫للوليد بن المغيرة‪.‬‬ ‫المثال العاشر‪ :‬تنب القرآن بما سيحد‬

‫قدددال تعد دالع‪ ْ :‬سنسدددم علدددع الخرطد دوم } أل سدددنجع لد د عالمدددة علدددع أ فد د ؛ فضدددرب بالسددديف‬
‫علع أ ف يوم بدر فبقيب ل عالمة‪.‬‬

‫المثاااال الحااااد عشااار‪ :‬مدددا دددزل فدددع حدد أبدددع لهدددب وامرأتدد ؛ حيدددث أخبدددر تعدددالع فدددع سدددورة‬
‫المسد أ سيموت علع الوفر والور ‪.‬‬

‫الوجه السابع‪ :‬سیاسته في اإلصالح‬

‫ومعند د هد د ا أن القدددرآن ا دددتها طريقدددا عجيبدددا فدددي إصدددالح وسدددلا سياسدددة حكيمدددة وصد د بهدددا‬
‫مدددن مكدددان قريدددب إلددد مدددا أراد مدددن هدايدددة الخلددد ‪ ...‬ممدددا يددددل بوضدددوح علددد أن القدددرآن فدددي‬
‫سياست ه ه ال يمكن أن يصدر عن ف محمد ‪ -‬صلع اهلل علي وسلم ‪ -‬وال غيره‪.‬‬

‫وبیان ذلك من وجوه‪:‬‬

‫أولها مجيء ه ا الكتاب منجما ومخالفت ب لا سا ر كتب اهلل اإللهية‪.‬‬

‫فوسهم‪.‬‬ ‫الرا ع الحبيب إل‬ ‫ثانیها مجيء ه ا الكتاب ب لا األسلوب الوا‬

‫ثالثهااااا مجدددديء هدددد ا الكتدددداب علدددد غيددددر المعهددددود فددددي تددددأليف القددددوا ين والعلددددوم والفنددددون‬
‫واآداب؛ فهو لم يبوب ولم يجع علع شو فصول‪.‬‬

‫لودددن تجدددد کد د سدددورة مند د جامعدددة لمدددزيا مدددن مقاصدددد وموضدددوعات وفدددع هد د ا الدددنم الد د ل‬
‫اختاره القرآن فا دتان‪:‬‬

‫دفع السأم والمل عن النظر فع کتاب اهلل‪.‬‬

‫الع هدايت بلباقت ‪.‬‬ ‫ا قياد النفو‬

‫‪11‬‬
‫رابعهااااا تكددددرار مددددا يسددددتح التكددددرار مددددن األمددددور المهمددددة کتقريددددر القددددرآن لعقيدددددة التوحيددددد‬
‫واستَصددددال للوددددر فأحيا ددددا يصددددرح وأخددددر يلددددوح وأحيا ددددا أخددددرل يضددددرب األمثددددال ويوددددرر‬
‫من رکر التوحيد‪.‬‬

‫خامساااها مخاطبدددة للعقدددول واألفكدددار ودعوتدد إلدد إعمدددال النظدددر وطلدددب الددددلي والبرهدددان کمدددا‬
‫ب‬
‫ن ال َيعْقلُددونَ} وقولدد ‪َْ :‬لهُدد ْم ُقلُددو ٌ‬ ‫ب عنْدد َد اللَّدد الصودد وم الْددُب ْك ُم الَّدد ي َ‬
‫الدددوَا ا‬
‫َددر َّ‬
‫ن ش َّ‬ ‫فددع قولدد سددبحا ‪ْ :‬إ َّ‬
‫ن ال يَسْد دمَعُونَ بهَدددا أُولََد داَ كَالْأَ ْعَدددام بَد د ْ هُد دمْ‬ ‫ن ال يُبْصد درُونَ بهَدددا وَلَهُد دمْ آرَا ٌ‬ ‫ال يَفْقَهُدددونَ بهَدددا وَلَهُد دمْ أَعْد ديُ ٌ‬
‫ض و أُولََاَ هُمُ الْغَافلُونَ}‪.‬‬ ‫أَ َ‬

‫سادسااااها اسدددددتغالل الغرا دددددز النفسددددية اسدددددتغالالً صدددددالحا بعددددد أن يهدددد بها بالددددددلي ويصدددددقلها‬
‫بالبرهدددان کغريدددزة التقليدددد والمحاكددداة واالتبددداع کمدددا فدددع قولد د تعالع‪ْ:‬لَقَد ددْ كَدددانَ لَكُد دمْ فدددي رَسُدددول‬
‫اللَّدد أُسْددوَةٌ حَسَددنَةٌ لمَددنْ كَدددانَ يَرْجُدددو اللَّدد َ وَالْيَددوْمَ الْدد خرَ وَرَكَددرَ اللَّدد َ كَثيدددراً}‪ْ ،‬قُدد ْ إنْ كُنْددتُمْ تُحبودددونَ‬
‫اللَّ َ فَاتَّبعُو ي يُحْببْكُمُ اللَّ ُ وَيَغْفرْ لَكُمْ رُ ُوبَكُمْ}‪.‬‬

‫َدددم َرَأيْدددبَ َعيمددداً وَمُلْكددداً‬


‫ب ث َّ‬‫و غريدددزة حدددب البقددداء والعلدددو فدددي اإل سدددان قدددال تعدددالع‪ْ:‬وَإرَا َرَأيْددد َ‬
‫كَبيراً}‪.‬‬

‫ثددددم رکددددر تعددددالع أ ددد ‪ْ:‬مَدددنْ عَمددد َ صَددددالحاً فَلنَفْسددد وَمَدددنْ أَسَدددداءَ فَعَلَيْهَددددا} ْإنْ أَحْسَدددنْتُمْ أَحْسَدددنْتُ ْم‬
‫لَأَ ْفُسددكُمْ وَإنْ أَسَد دأْتُمْ فَلَهَدددا} ‪ .‬وقدددد جعدد تزکيدددة القلدددوب وطهارتهدددا وتقواهدددا‪ ...‬عدددن طريد د العبدددادة‬
‫من صالة وزکاة وصيام وحا‪.‬‬

‫ساااااابعها ترتيبدددد األوامدددددر والندددددواهي ترتيبدددددا يسدددددع جميدددددع الندددددا علدددد تفددددداوت اسدددددتعدادهم‬
‫ومددددواهبهم فدددداألوامر الدينيددددة درجددددات إيمددددان‪ ،‬إسددددالم‪ ،‬ركددددن‪ ،‬فددددرل‪ ،‬واجددددب والمندددداهي كدد د لا‬
‫درجات ه ا فاق وه ا شر وه ا كفر وه ه كبيرة وه ه صغيرة وه ا مكروه تحريما‪...‬‬

‫وقدددد تددددرج القدددرآن فدددع تربيدددة الندددا رويددددا رويددددا وتسددداهال تأليفد دا لقلدددوبهم إلدددع أن طبقدددب‬
‫أوامددددره وا تهددددع النددددا عددددن واهيددد ‪ .‬وأکبددددر مثددددال علددددع رلددددک تدرجددد فددددع تحريمددد للوددددرب‬
‫الخمر‪.‬‬

‫ثامنهاااا مجددديء القدددرآن بمطالدددب الدددروح والجسدددد جميعدددا بحيدددث ال يطغدد أحددددهما علدد اآخدددر‬
‫ومن أج ه ا كان المسلمون أمة وسطا فنالب الخيرية‪ ْ.‬کنتم خير أمة أخرجب للنا ‪.}...‬‬

‫تاساااعها مجددديء القدددرآن بمطالدددب الدددد يا واآخدددرة جميعدددا عدددن طريد د التدددزام تعاليمد د وهداياتد د‬
‫ال عن طري االعتقادات الخاطَة والتواك وتر العم ‪.‬‬

‫عاشااار ا مجددديء القدددرآن بالتيسدددير ورفدددع الحدددرج عدددن الندددا ‪ْ :‬وَمَدددا جَعَد د َ عَلَد ديْكُمْ فدددي الد دداين‬
‫منْ حَرَجٍ} وْال يُكَلافُ اللَّ ُ َفْساً إلَّا وُسْعَهَا} وْيُريدُ اللَّ ُ بكُمُ الْيُسْرَ وَال يُريدُ بكُمُ الْعُسْرَ}‪.‬‬

‫والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫اوال‪ :‬إعجاز القرآن في دراسات العلماء‬

‫نشأة مصطلح إعجاز القرآن‪:‬‬

‫عنددددد مددددا ددددزل القددددرآن الكددددريم آمددددن بدد د الم منددددون أقددددروا بروعددددة بيا دد د وإعجددددازه وكددددان‬
‫الكددددافرون الموددددرکون يحساددددون بددددأن القددددرآن لددددي مددددن كددددالم البوددددر وكددددا وا يحسدد دون بحددددالوة‬
‫عباراتد د وطدددالوة أسدددلوب ‪ ،‬لودددن المودددابرة والعنددداد منعدددتهم بدددأن ينقدددادوا وي مندددوا بمد دا جددداء بد د ‪-‬‬
‫صددددلع اهلل عليدد د وسددددلم ‪ -‬ووصددددف الوليددددد بددددن المغيددددرة بددددأن لدد د لحددددالوة وإن عليدد د لطددددالوة ‪...‬‬
‫ولكنددد أعلددددن أمدددام المددددا مكددددابرة وعنددددادا فَقددددالَ‪ ْ :‬نْ هددد ا إلَّددددا سدددحْرٌ يُددد ْثَرُ ‪ -‬إنْ هددد ا إلَّددددا قَددد ْولُ‬
‫الْبَوَر}‪.‬‬

‫لقدددددد كدددددان الددد د وق العربدددددي السدددددليم يسددددداعد أصدددددحاب علددد د إدرا األسددددداليب القرآ يدددددة فددد دي‬
‫مخاطبات ‪ ،‬وكان اإلقرار بالعجز عن االرتفاع إل مستواه كامنا في النفو ‪.‬‬

‫وبقددددي هدد د ا األمددددر بعددددد عصددددر النبددددوة والخلفدددداء الراشدددددين وردحددددا مددددن الددددزمن فددددي الدولددددة‬
‫األمويدددددة‪ ،‬إال أن صدددددفاء السدددددليقة العربيدددددة بددددددأت تفقدددددد صدددددفاءها وبددددددأت الثقافدددددات الفارسدددددية‬
‫واليو ا يددددة تأخدد د طريقهددددا إلددد المجتمددددع اإلسددددالمي مددددن طريددد الفتوحددددات االسددددالمي وا دددددماج‬
‫الوعوب بعضها ببعض‪.‬‬

‫فدددي هدد ه البيَدددة المختلطدددة بالثقافيدددة المختلفدددة‪ ،‬بددددأ الحددديث عدددن أوجدد إعجددداز القدددرآن الودددريم‪،‬‬
‫وعن سبب عجز العرب عن اإلتيان بمث سورة من القرآن‪.‬‬

‫و أول مدددا ودددأت فودددرة التحدددد عدددن أوجدد إعجددداز القدددرآن الودددريم کا دددب فدددي مجدددال بعدددض‬
‫القدددوم فدددي البصدددرة فدددي القدددرن الثدددا ي الهجدددر ‪ ،‬حيدددث كا دددب البصدددرة تمدددوج بالتيدددارات الفكريدددة‬
‫المختلفدددة مدددن فقهددداء ومحددددثين ولغدددويين وأدبددداء وفالسدددفة متكلمدددين‪ ،‬ودعددداة إلد د مد د اهب خارجدددة‬
‫عن اإلسالم کالدهرية والزرادشتية‪.‬‬

‫ولدددم يبدددرز مصدددطلح إعجددداز القدددرآن علد د السددداحة ‪ -‬إال بعدددد أن قد د عدددن واصد د بدددن عطددداء‬
‫المتدددوف سدددنة (‪ 131‬هدددـ) شدددي المعتزلدددة فدددي البصدددرة قدددول غريدددب وهدددو‪ :‬أن إعجددداز القدددرآن‬
‫لدددي بوددديء راتدددي فيدد ‪ ،‬وإ مدددا هدددو بصدددر اهلل تفكيدددر الندددا عدددن معارضدددت ‪ ،‬وهدددو القدددول الدد‬
‫تبناددداه فيمدددا بعدددد إبدددراهيم بدددن سد دياار الناظادددام المتدددوف سدددنة (‪ 231‬هدددـ) أحدددد شددديو المعتزلدددة فدددي‬
‫البصرة‪ ،‬وعر ه ا القول فيما بعد بالصرفة‪.‬‬

‫بدأ العلماء يتولمون عن اوج اإلعجاز‪.‬‬

‫ولعددد أول مدددن تدددول الدددرد علددد القدددول بالصدددرفة هدددو الجددداحظ (المتدددوفي سدددنة ‪ 255‬هدددـ‪).‬‬
‫وهدددو تلميد د النظدددام‪ ،‬وقدددد تنددداول موضدددوع إعجددداز القدددرآن فدددي إشدددارات ضدددمن كتبد د األدبيدددة كد دـ‬
‫«الحيدددوان» و «البيدددان والتبيدددين» کمدددا أفدددرد كتابدددا فدددي رلدددک سدددماه « ظدددم القدددرآن» وبدددين أن‬
‫ظم القرآن هو سر االعجاز في ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫فمدددثال يقدددول‪ :‬فدددي قولد د تعدددال ‪ ْ :‬لَدددا يُصَددددَّعُونَ عَنْهَدددا وَلَدددا يُنْزفُدددونَ } (هاتدددان الكلمتدددان جمعتدددا‬
‫جميددددع عيددددوب خمددددر أهددد الددددد يا)‪ ،‬وركددددر فددددع قولددد تعددددالع حددددين رکددددر فاكهددددة أهددد الجنددددة ْال‬
‫مَقْطُوعَةٍ وَال مَمْنُوعَةٍ}‪( :‬جمع بهاتين الكلمتين جميع تلا المعا ي)‪.‬‬

‫إال أن كتددداب « ظدددم القدددرآن» للجددداحظ لدددم يصد د إليندددا وإ مدددا بقيدددب اإلشدددارة إليد د مدددن خدددالل‬
‫كتابات ‪ ،‬وكتابات غيره من األدباء‪.‬‬

‫وجددداء األدبددداء بعدددد الجددداحظ فنهجدددوا هجد د فدددي الكودددف عدددن المعدددا ي الدقيقدددة للقدددرآن الكدددريم‪،‬‬
‫وألدددددف عبدددددد اهلل بدددددن أبدددددي داود الساجسدددددتا ي المتدددددوف سدددددنة (‪ 316‬هدددددـ) كتابدددددا وسدددددماه « ظدددددم‬
‫القدددرآن»‪ .‬و ألدددف أبدددو زيدددد البلخدددي أحمدددد بددددن سدددليمان المتدددوف سدددنة (‪ 322‬هدددـ) كتابدددا وسددددماه‬
‫کدد لک « ظدددم القدددرآن»‪ .‬كدد لا أبددو بكدددر أحمدددد بدددن علدددي المعدددرو باإلخوددديد المعتزلدددي المتدددوف‬
‫سنة (‪ 326‬هـ) وسم كتاب أيضا « ظم القرآن»‪.‬‬

‫وقدددد تصدددد اإلمدددام ابدددن قتيبدددة المتدددوف سدددنة (‪ 276‬هدددـ) للطددداعنين فدددي القدددرآن بودددك عدددام‬
‫والمنكدددرين إلعجدددازه بودددك خدددا فدددي كتابد د الجليدد «تأويدد مودددك القدددرآن» وكدددان ابدددن قتيبدددة‬
‫يمثدد إمدددام أهدد السد دناة والجماعدددة فدددي طبقدددة األدبددداء كمدددا كدددان يمثدد الجددداحظ طبقدددة األدبددداء مدددن‬
‫المعتزلة‪.‬‬

‫کما تولع المفسرون بيان أوج إعجاز القرآن‪.‬‬

‫حيدددث جدددد ابدددن جريدددر الطبدددر المتدددوف سدددنة (‪ 310‬هدددـ) يقدددول فدددي مقدمدددة تفسددديره‪...( :‬مدددن‬
‫أشددر تلددا المعددا ي التددي فض د بهددا كتابنددا سددا ر الكتددب قبل د ظم د العجيددب‪ ،‬ووصددف الغريددب‪،‬‬
‫وتأليفدد البدددديع الدد عجدددزت عدددن ظدددم مثدد أصدددغر سدددوره الخطبددداء‪ ،‬وكلادددب عدددن وصدددف شدددكل‬
‫البلغاء‪ ،‬وتحيارت في تأليف الوعراء)‪.‬‬

‫ثددم اتسددعب دا ددرة الكتابددة فددي علددوم البالغددة بعامددة وفددي إعجدداز القددرآن بوددك خددا ‪ .‬ولعدد‬
‫أول مدددن ألدددف كتابدددا مسدددتقال باسدددم إعجددداز القدددرآن هدددو أبدددو عبدددد اهلل محمدددد بد دن يزيدددد الواسدددطي‬
‫المتوف سنة (‪ 306‬هـ)‪ ،‬وسماه«إعجاز القرآن البيا ي»‪.‬‬

‫وشدددرح عبدددد القددداهر الجرجدددا ي كتددداب «إعجددداز القدددرآن البيدددا ي»‪ .‬بكتدددابين‪ -‬أحددددهما صدددغير‪،‬‬
‫وآخر كبير وسماه «المعتضد» ‪ -‬ورلا قب تأليف كتاب «دال اإلعجاز»‪.‬‬

‫ثانیا‪ :‬اإلعجاز في كتب المعتزلة‬

‫بعدددد مدددا تبندددع النظدددام قدددول واصد د بدددن عطددداء بالصدددرف ‪ ،‬تصددددل الدددع الدددرد عدددن هد د ا القدددول‬
‫الجاحظ وهو من المعتزل ک لک‪ .‬تصدل لهم فع کتاب ظم القرآن‪.‬‬

‫ولعد د أول رسدددالة وصدددلتنا فدددع إعجددداز القدددرآن هدددع مدددن أحدددد متكلمدددي المعتزلدددة وأدبدددا هم و‬
‫هددددي «الناكددددب فددددي إعجدددداز القددددرآن» ألبددددي الحسددددن علددددي بددددن عيسدد د الراماددددا ي المتددددوف سددددنة‬
‫(‪384‬هـ)‪.‬‬

‫وقد ذکر أن وجوه إعجاز القرآن تظهر من سبع جهات‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ - 1‬تر المعارضة مع توفر الدواعي وشدة الحاجة‪.‬‬

‫‪ - 2‬والتحدا للكافة‪.‬‬

‫‪ - 3‬والصرفة‪.‬‬

‫‪ - 4‬والبالغة‪.‬‬

‫‪ - 5‬واألخبار الصادقة عن األمور المستقبلة‪.‬‬

‫‪ - 6‬و قض العادة‪.‬‬

‫‪ - 7‬وقياس بك معجزة ‪.‬‬

‫وقد ددام الرمدددا ي الحدددديث عدددن البالغدددة ألهميدددة هد د ا الوجد د عندددده‪ ،‬ويعتبدددر البالغدددة علد د ثدددال‬
‫طبقات‪:‬‬

‫‪ - 1‬منها ما هو في أعل طبقة‪.‬‬

‫طبقة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ومنها ما هو في أد‬

‫طبقة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ومنها ما هو في الوسا ‪ ،‬بين أعل طبقة وأد‬

‫فمدددا كدددان فدددي أعالهدددا طبقدددة فهدددو معجدددز‪ ،‬وهدددو بالغدددة القدددرآن‪ .‬ومدددا كدددان منهدددا دون تلدددا فهدددو‬
‫ممكن كبالغة البلغاء من النا ‪.‬‬

‫وقدددددد قسدددددم الرمدددددا ي البالغدددددة إلدددد عودددددرة أقسدددددام هدددددي‪ :‬اإليجددددداز‪ ،‬والتودددددبي ‪ ،‬واالسدددددتعارة‪،‬‬
‫والتالؤم‪ ،‬والفواص ‪ ،‬والتجا ‪ ،‬والتصريف‪ ،‬والتضمين‪ ،‬والمبالغة‪ ،‬وحسن البيان‪.‬‬

‫أخ عل الرما ي في كتاب أ جع الصرفة وجهاً من وجوه اإلعجاز‪.‬‬ ‫والمأخ ال‬

‫يحمدد‬ ‫كمدددا أن حجدددا الرمدددا ي علدد القدددول بنفدددي السدددجع مدددن القدددرآن لدددم تكدددن بالمسدددتو الدد‬
‫المرء عل االقتناع بها – کما رکر رلک الدکتور مصطفع مسلم ‪.-‬‬

‫ثالثا‪ :‬اإلعجاز عند مفسري المعتزلة‬

‫يت سددددم علمدددداء المعتزلددددة إلدد د جا ددددب قدددددراتهم فددددي علددددم الكددددالم‪ ،‬بسددددمة الفصدددداحة والبيددددان‪،‬‬
‫واالطالع الواسع عل فنون البالغة‪،‬‬

‫ومن علماء المعتزلة فع التفسير‪:‬‬

‫‪ -1‬القاضدددددي عبدددددد الجبدددددار المعتزلدددددي المتدددددوف سدددددنة (‪ 415‬هدددددـ)‪ ،‬اسدددددتعرل فدددددع الجدددددزء‬
‫الساد عورمن کتاب «المغني»‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الحديث عن إعجاز القرآن‪ ،‬فأبرز ظم القرآن المعجز‪.‬‬

‫‪ -2‬محمدددود بدددن عمرالزمخودددر أبدددرز علمددداء المعتزلددد المتدددوفي سدددنة (‪ 538‬هدددـ)‪ .‬و يعتبدددر‬
‫كتاب الووا فع تفسير القرآن مورجا من كتب تفسير المعتزلة‪.‬‬

‫والزمخوددددر مددددن رءو المعتزلددددة‪ ،‬ويعددددد مددددن أ مددددة النحددددو واللغددددة واألدب‪ ،‬ولدد د فددددي كدد د‬
‫رلدددا م لفدددات مدددن أشدددهرها‪« :‬أسدددا البالغدددة» فدددي اللغدددة‪« ،‬المفصاد د » فدددي النحدددو‪ ،‬و«الكودددا‬
‫عن حقا غوامض التنزي ‪ ،‬وعيون األقاوي في وجوه التأوي » فع التفسير‪.‬‬

‫لددم ي لددف الزمخوددر کتابددا خاصاددا باإلعجدداز‪ ،‬لوندد سددلا فددي تفسدديره مسددلكا دقيقددا أبددرز فيدد‬
‫وجدددوه إعجددداز القدددرآن والد د ل شددواه جمدددال تفسددديره هدددو اعتزالياتد د حيدددث يلجدددأ أحيا دددا الدددع تأويد د‬
‫بعض اآيات وف أصول المعتزل ‪.‬‬

‫و رکددر الزمخوددر فددي مقدمددة تفسدديره‪ :‬أ دد ال ينبغددع أليددع کددان أن يخددول فددع تفسددير کتدداب‬
‫اهلل إال ارا کان بارعا فع علمين مختصين بالقرآن وهما علم المعا ع وعلم البيان‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الصرفه‬

‫رافد د القدددول بالصدددرفة القدددول بإعجددداز القدددرآن‪ ،‬بد د كدددان القدددول بالصدددرف هدددو الباعدددث األول‬
‫للبحث في وجوه إعجاز القرآن‪ ،‬ومن ثم ووء علم البالغة‪.‬‬

‫مصدر القول بالصرفة‪:‬‬

‫بالفودددار الدخيلددددة واطالدددع المسددددلمون علددد‬ ‫فدددع صدددددر العصدددر العباسددددي‪ ،‬حيدددث أولددددع النددددا‬
‫فلسفة الهند والفر واليو ان‪،‬‬

‫واطلدددع بعدددض المتفلسدددفين مدددن علمددداء المسدددلمين علد د أقدددوال البراهمدددة فدددي كتد دابهم «الفيددددا»‪،‬‬
‫وهددو ال د يوددتم عل د مجموعددة مددن األشددعار لددي فددي كددالم النددا مددا يماثلهددا‪ -‬فددي زعمهددم‪،-‬‬
‫ويقدددول جمهدددور علمدددا هم إن البودددر يعجدددزون عدددن أن يدددأتوا بمثلهدددا ألن براهمدددا صدددرفهم عدددن أن‬
‫يأتوا بمثلها‪ ،‬ولكن خاصتهم يقولون‪:‬‬

‫إن في مقدورهم أن يأتوا بمثلها ولكنهم ممنوعون من رلا احتراما لها‪.‬‬

‫وعند ما دخلب األفكار الهندية في عهد أبي جعفر المنصور ومن وااله‬

‫مدددن حكدددام بندددي العبدددا ‪ ،‬تدددأثر بعدددض المسدددلمين بهدددا وراحدددوا يطبقدددون أقدددوالهم علدددع القدددرآن‬
‫وان کا ددددب ال تنطبدد د فقددددالوا بالصددددرف وادعددددوا بددددأن العددددرب إر عجددددزوا علددددع أن يددددأتوا بمثدد د‬
‫القدددرآن مدددا كدددان عجدددزهم ألمدددر راتدددي مدددن ألفاظد د ومعا يد د و سدددج و ظمد د ‪ ،‬بد د كدددان‪ ،‬ألن اهلل‬
‫تعال صرفهم عن أن يأتوا بمثل ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫و کالمهدددم هددد ا يددد اد إلددد أن القدددرآن الكدددريم لدددي معجدددزا ب اتددد بمعندددع أن اإلعجددداز لددددي‬
‫صدددفة راتيدددة فدددع القدددرآن ‪ ،‬وبالتدددالي فبالغدددة القدددرآن ال تزيدددد علددد بالغدددة سدددا ر البودددر فمددد اد‬
‫كالمهم أن يكون کالم القرآن من جن كالم البور‪.‬‬

‫خامسا ‪ -‬القائلون بالصرفة ‪:‬‬

‫‪ - 1‬النّظّام‪:‬‬

‫اقتددرن اسددم الصددرفة باسددم النظددام‪ ،‬المتددوفع سددنة (‪ 231‬هددـ)‪ .‬وهددو اسددتار الجدداحظ‪ .‬تددرجم لدد‬
‫البغدددداد ا فدددي كتابدد «الفدددرق بدددين الفدددرق» فدد كر‪( :‬بدددأن النظدددام أ ودددر إعجددداز القدددرآن فدددع ظمدد ‪،‬‬
‫وأ كددددر مددددا رو فددددي معجددددزات بينددددا ‪ -‬صددددل اهلل عليدد د وسددددلم ‪ -‬مددددن ا وددددقاق القمددددر وتسددددبيح‬
‫الحصدد فددي يددده‪ ،‬و بددع المدداء مددن بددين أصددابع ‪ ،‬ليتوصدد بإ كددار معجددزات بينددا ‪ -‬عليدد السددالم‬
‫‪ -‬إلد د إ كدددار بوتد د ‪ ،‬کمدددا أ كدددر حجيدددة اإلجمددداع‪ ،‬وحجيدددة القيدددا فدددي الفدددروع الودددرعية‪ ،‬وطعدددن‬
‫فددددي فتدددداو أعددددالم الصددددحابة ‪ -‬رضددددي اهلل عددددنهم ‪ ،-‬وجميددددع فددددرق األمددددة مددددن فريقددددي الددددرأ‬
‫والحديث)‪.‬‬

‫يقدددول عند د ابدددن قتيبدددة‪( :‬وجدددد ا النظدددام شددداطرا مدددن الودددطار يغددددو علد د سدددكر ويدددروح علد د‬
‫سكر‪.)...‬‬

‫وقد تبنب فرقة النظامية المنسوبة إلع النظام آراء شارة في العقا د منها‪:‬‬

‫أ ‪ -‬أن اهلل ال يقدر أن يفع بعباده في الد يا ما ال صالح في ‪.‬‬

‫من عقاب وثواب‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬وأن اهلل اليزيد أوينق‬

‫ج ‪ -‬التواتر يحتم الو ب‪.‬‬

‫عل اإلمام‪ ،‬وثبوت لعليا لكن عمر كتم ‪.‬‬ ‫د ‪ -‬وأوجبوا الن‬

‫الكثيددددر مددددن العلمدددداء علدد د تكفيددددر النظددددام‬ ‫ولهدد د ه اآراء الوددددارة والمعتقدددددات الباطلددددة دد د‬
‫وفرقت ‪ ،‬حت من المعتزلة أ فسهم ومنهم‪:‬‬

‫باسم «الرد عل النظام»‪.‬‬ ‫‪ -1‬أبو اله ي – خال ‪ -‬حيث ألف كتابا في الرد علي عر‬

‫ركرها البغداد ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ومنهم الجباا ي كفار النظام في مسا‬

‫‪ - 3‬ومددددنهم اإلسددددكافي كفاددددر النظددددام فددددي أكثددددر مارهددددب إليددد ورلددددک فددددع کتابددد الددددرد علددددع‬
‫النظام‪.‬‬

‫ومن ال ين کفروا النظام من أه السناة وردوا علي ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬أن أبا الحسن األشعر كتب ثالثة کتب في الرد عل النظام يكفره فيها‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ب ‪ -‬القال سي رد علي النظام فع كتب ورسا ‪.‬‬

‫ج ‪ -‬الباقال ي أشار إل ضالالت النظام في كتاب (إكفار المتأولين)‪.‬‬

‫‪ - 2‬وممن نسب إلیه القول بالصرفة‪:‬‬

‫الوددددريف المرتضددد مددددن أهددد الودددديعة مولددددده ووفاتدد د ببغددددداد تددددوفع(‪436‬هددددـ)‪ .‬وهددددو أحددددد‬
‫األ يم فع علم الوالم واألدب والوعر ‪.‬‬

‫من تصا يف ‪ :‬أمالع المرتضع‬

‫کالم فع الصرفة هو ما ادعاه‪:‬‬ ‫وملخ‬

‫بأن اهلل سلب المعارضين العلوم التي يحتاج إليها في معارضة القرآن واإلتيان بمثل ‪.‬‬

‫ومدد د دا كالمدد د أ هددددم أوتددددوا القدددددرة علدد د المعارضددددة بمددددا كددددا وا عليدد د مددددن بيددددان وبالغددددة‬
‫وفصددداحة فهدددم قدددادرون علددد الدددنظم والعبدددارات‪ ،‬ولكدددنهم عددداجزون عدددن اإلتيدددان بمثددد القدددرآن‬
‫بسبب أ هم سلبوا العلم ال يستطيعون ب محاكاة القرآن في معناه‪.‬‬

‫‪ - 3‬وممن قال بالصرفة أيضا‪:‬ابن حزم الظاهر األ دلسي المتوف سنة (‪ 456‬هـ)‪.‬‬

‫قدددال فدددي كتابد د «الفصد د » فدددي سدددبب اإلعجددداز (لدددم يقد د أحدددد إن كدددالم غيدددر اهلل معجدددز‪ ،‬لكدددن‬
‫لمادددا قالد د اهلل تعدددال ‪ ،‬وجعلد د كالمدددا لد د ‪ ،‬أصددداره معجدددزا‪ ،‬ومندددع مدددن مماثلتد د ‪ ...‬ثدددم قدددال‪ :‬وهد د ا‬
‫برهان كافع ال يحتاج إل غيره‪.‬‬

‫وقدددد علدد محمدددد أبدددو زهدددرة تعليقدددا علدد كدددالم ابدددن حدددزم ورکدددر أ دد يفسدددر کالمدد بالصدددرفة‬
‫تموددديا مدددع مبد ددد فدددي عددددم جددددواز تعليددد كدددالم اهلل وشددددرع ‪ ،‬فقدددد ألدددزم فسددد باألخددد بظدددداهر‬
‫النصو من غير تعلي ‪.‬‬

‫أيضا بالقول بالصرفة‪ :‬ابن سنان الخفاجي المتوف سنة (‪466‬هـ)‪.‬‬ ‫‪ - 4‬وممن عر‬

‫يعتبددر أن أوجدد إعجدداز القددرآن هددو صددر العددرب عددن معارضددت ‪ ،‬بددأن سددلبوا العلددوم التددي‬
‫بهددا كددا وا يتمكانددون مددن المعارضددة‪ ...‬ومتدد رجددع اإل سددان إلدد فسدد ‪ ،‬وكددان معدد أد دد معرفددة‬
‫بالتأليف المختار وجد في كالم العرب ما يضاهي القرآن في تأليف ‪.‬‬

‫‪ - 5‬أبدددو اسدددحاق االسدددفرايينع‪ :‬وهدددو مدددن أهددد السدددنة‪ .‬ويددد کرون عنددد أ ددد مدددن الددد ين قدددال‬
‫بالصرف ‪ .‬وقد رکره ا الزرقا ع فع کتاب مناه العرفان‪.‬‬

‫سادسا ‪ -‬الرد علی من قال بالصرفة‪:‬‬

‫رکر الدکتور مصطفع مسلم أن القا لين بالصرفة م هبان‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ - 1‬النظدددام ومدددن تبعد د ‪ :‬رهبدددوا إلد د أن العدددرب صدددرفوا عدددن المعارضدددة أصدددال ولدددم يتوجاهدددوا‬
‫إليها‪ ،‬ولو توجاهوا لقدروا عل االتيان بمث القرآن‪.‬‬

‫‪ - 2‬والمد د هب الثدددا ي‪ -‬وقدددال بد د الودددريف المرتضد د وابدددن سدددنان الخفددداجي ومدددن تابعهمدددا‪ :-‬و‬
‫قددددد رهبددددوا إلدد د أن اهلل سددددلب مددددن العددددرب علددددومهم التددددي يحتدددداج إليهددددا فددددي معارضددددة القددددرآن‬
‫واالتيان بمثل ‪ ،‬ولو توجاهوا لما استطاعوا أن يأتوا بمث القرآن‪.‬‬

‫ويرد علع الم هبين بأدلة قلية وعقلية‪:‬‬

‫أوال ‪ -‬األدلة النقلیة‪:‬‬

‫‪ - 1‬فقدددد أجمعدددب األمدددة قبد د ظهدددور القدددول بالصدددرفة علد د أن إعجددداز القدددرآن راتدددي الشدددتمال‬
‫عل ميزات جعلت يفض كالم البور‪ .‬والقول بالصرفة يسلب عن القرآن إعجازه ال اتي‪.‬‬

‫‪ - 2‬وصددددف اهلل سددددبحا وتعددددال القددددرآن بأوصددددا راتيددددة تجعلددد فددددي منزلددددة ال تصددد إليهددددا‬
‫ت عنْدد َد‬ ‫ن َربادد قُدد ْ إَّمَددا ا ْل يددا ُ‬ ‫ت مدد ْ‬
‫عَليْدد آيددا ٌ‬
‫ل َ‬‫المعجددزات األخددر ‪ ،‬قددال تعددالع‪ ْ :‬وَقددالُوا لَددوْال ُأ ْددز َ‬
‫ح َم د ًة‬
‫ا َل َر ْ‬
‫ن فددي رل د َ‬ ‫عَل ديْه ْم إ َّ‬
‫ب ُيتْل د َ‬
‫ا الْكتددا َ‬‫عَل ْي د َ‬
‫اللَّ د وَإَّمددا أَ َددا َ د يرٌ مُبددينٌ ‪َ -‬أ َوَل د ْم َيكْفه د ْم َأَّددا َأ ْ َزلْنددا َ‬
‫وَركْر لقَوْمٍ يُ ْمنُونَ}‪.‬‬

‫دزلَ أَحْسَددنَ الْحَدددديث كتابدداً مُتَودددابهاً مَثدددا يَ تَقْوَدددعرو منْد د ُ جُلُدددودُ الَّد د ي َ‬
‫ن‬ ‫ويقدددول جدد ا شدددأ ‪ْ :‬اللَّد د ُ َدد َّ‬
‫الل د َي ْهددد ب د مَ دنْ يَودداءُ وَمَ دنْ‬ ‫ا ُه د َد َّ‬ ‫الل د رل د َ‬‫جُلددو ُد ُه ْم َو ُقُلددوُب ُه ْم إل د ر ْكددر َّ‬
‫ن ُ‬ ‫ن رََّب ُه د ْم ُثد َّدم تَلددي ُ‬
‫و د ْو َ‬
‫خَ‬‫َي ْ‬
‫يُضْل اللَّ ُ فَما لَ ُ منْ هادٍ}‪.‬‬

‫فددالقول بالصددرفة يسددلب هدد ه الصددفات ال اتيددة عددن القددرآن الكددريم ويجعدد اإلعجدداز فددي المنددع‬
‫ال حال بينهم وبين اإلتيان بمثل ‪.‬‬

‫ثانیا ‪ -‬األدلة العقلیة‪:‬‬

‫‪ - 1‬إن قددددول النظددددام وغيددددره مددددن تبعدد د ‪ :‬يك بدد د الواقددددع التدددداريخي‪ ،‬فكيددددف يقددددالون إ هددددم لددددم‬
‫يهتمددوا بددأمر القددرآن والتوجادد لمعارضددت وهددم الدد ين لددم يددداخروا وسددعا فددي سددبي القضدداء علدد‬
‫القرآن والتخل من ومن الرسول ‪ -‬صلع اهلل علي وسلم ‪.-‬‬

‫وقدددد عرضدددوا علدددع محمدددد ‪ -‬صدددل اهلل عليدد وسددلام ‪ -‬الملدددا والمدددال والجددداه والنسددداء وكدد مدددا‬
‫يرغب؟!‪.‬‬

‫‪ -‬أيقددال إن دواعدديهم كا ددب مصددروفة عددن القددرآن وهددم الدد ين وجهددوا أشددرافهم إلدد عددم النبددي‬
‫‪ -‬صدددل اهلل عليددد وسدددلام ‪ -‬أبدددي طالدددب لكدددي يسدددلمهم محمددددا يقتلدددوه ويعطدددوه بدلددد عمدددارة بدددن‬
‫الوليد بن المغيرة؟!‪.‬‬

‫کد د لک فقدددد أرادوا قتلد د مدددن طدددر کد د القبا د د ؛ کدددان يوفد ديهم إلبطدددال دعدددوة محمدددد ‪ -‬صدددلع‬
‫اهلل عليد د وسدددلم ‪ -‬اإلتيدددان بمثد د أقصدددر سدددورة مدددن القدددرآن وقدددد تحدددداهم صدددلع اهلل عليد د و سدددلم‬
‫ب لک فلما لم يستطيعوا أن يأتوا ب لک؛ فإن عجزهم إرن قد تحق وتأکد‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫و قدددد مدددنعهم عقدددول الدددراجح أن يفعلدددوا مدددا فعلد د مسددديلمة الود د اب مدددن حماقدددات حيدددث أصدددبح‬
‫أضحوكة علع مر األجيال‪.‬‬

‫‪ – 2‬ويددرد علددع قددول المرتضدد ومددن شددايع ‪ :‬القا دد ‪ :‬بددأن اهلل سددلب مددن العددرب العلددوم التددي‬
‫يحتاجون في معارضة القرآن‪ ،‬بما يلع‪:‬‬

‫أ ‪ -‬إرا کا ددب العلددوم قددد سددلبب مددنهم کمددا يدددعون؛ فلمددارا لددم يلجَددوا إلدد كددالم فصددحا هم مددن‬
‫القددددماء الد د ين لدددم يحضدددروا عصدددر التنزيد د ولدددم تسدددلب مدددنهم العلدددوم‪ ،‬فيدددأتوا بقطعدددة شدددعرية أو‬
‫خطبة محفلية فيعارضوا بها القرآن؟‬

‫ب ‪ -‬ولمددددارا لددددم ينطقددددوا بهدد د ا السددددلب ويودددديعوا بددددأ هم سددددلبوا علددددومهم فددددال يقدددددرون علدد د‬
‫معارضدددة القدددرآن؟ وقدددد کدددان بددداب االفتدددراء مفتوحدددا عنددددهم‪ ،‬علدددع مصدددراعي فكدددا وا يسدددتطيعون‬
‫أن يد دداعوا أن علدددومهم سدددلبب بطريد د السدددحر كمدددا افتدددروا إن تدددأثير القدددرآن علددد األ فد د إ مدددا‬
‫هو من قبي السحر‪.‬‬

‫ولمدددارا لدددم يقددددما النظدددام والمرتضدددع بأ فسدددهما إلدددع معارضدددة القدددرآن‪ ،‬فالناظادددام مدددن األركيددداء‬
‫الماهرين كما وصف تلمي ه الجاحظ‪ ،‬والمرتض من فرسان البالغة والبيان؟‬

‫و إن تحدددا القدددرآن قدددا م‪ ،‬إلدد قيدددام السددداعة؛ فمدددن قدددال بالصدددرفة أو بالسدددلب فليقددددم وليجدددرب‬
‫فسد د هدددو‪ ،‬إن اسدددتعظام العدددرب لفصددداحة القدددرآن وبالغتد د وتعجدددبهم مدددن رلدددا لهدددو دليد د علد د‬
‫بطالن الصرفة‪.‬‬

‫وقدددد تولدددم الودددي الزرقدددا ع ‪ -‬رحمد د اهلل ‪ -‬عدددن شدددبهة القدددول بالصدددرفة؛ فجددداء بدددأقوال القدددا لين‬
‫بها ثم فندها قوال قوال‪.‬‬

‫العدددرب عدددن معارضدددتهم للقدددرآن؛ لدددم‬ ‫فد د کر أن الد د ين يقولدددون بالصدددرفة يددددعون أن ا صدددرا‬
‫ال تسدددمو إليد د قددددرة البودددر عدددادة بد د‬ ‫ينودددأ مدددن أن القدددرآن بلدددال فدددي بالغتد د حدددد اإلعجددداز الد د‬
‫لواحد من ثالثة‪:‬‬

‫أولها‪ :‬أن بواعث ه ه المعارضة ودواعيها لم تتوافر لديهم‪.‬‬

‫ثا يهدددا‪ :‬أن صدددارفا إلهيد دا زهددددهم فدددي المعارضدددة فكسدددلوا وقعددددوا علد د رغدددم تدددوافر البواعدددث‬
‫والدواعي‪.‬‬

‫ثالثهدددا‪ :‬أن عارضدددا مفاجَدددا عطد د مدددواهبهم البيا يدددة وعددداق قددددرهم البالغيدددة وسدددلبهم أسدددبابهم‬
‫العادية إل المعارضة‪.‬‬

‫ثددم رکددر بددأن هدد ه األقددوال ‪ -‬القددول بالصددرفة ‪ -‬ترجددع إلدد أبددي إسددحاق اإلسددفراييني مددن أهدد‬
‫السنة والنظام من المعتزلة والمرتض من الويعة‪.‬‬

‫ثم فند ه ه األقوال ورد عليها ردا مقنعا‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ - 1‬فاااااالفرل األول ‪ :‬فينقضددد د مدددددا سدددددج فدددددع التددددداري وأثبتددد د التدددددواتر مدددددن أن دواعدددددي‬
‫المعارضة كا ب قا مة موفورة لديهم‪:‬‬

‫حيددددث تحددددداهم القددددرآن فلددددم يسددددتطعوا أن يددددأتوا ولددددو بمثددد أقصددددر سددددورة کمددددا هجددددم القددددرآن‬
‫عقا دهم وسف أحالمهم فلم يستطيعوا معارضت ‪.‬‬

‫‪ -2‬وأما الفرل الثاني‪ :‬فينقض الواقع التاريخي أيضا‪:‬‬

‫و أمثلدددة رلدددک ‪ :‬محددداولتهم لقتد د رسدددول اهلل ‪ -‬عليد د السدددالم ‪ -‬وعد د بوا أصدددحاب حصدددارهم لد د‬
‫وألصددددحاب وقامددددب الحددددرب بيندد د وبيددددنهم فددددع خمدد د و سددددبعين موقددددف‪ )27( :‬غددددزوة و (‪)48‬‬
‫سددددري ‪ .‬فهدد د يصددددح أن يقددددال بعددددد هدد د ا أ هددددم صددددرفوا عددددن معارضددددة القددددرآن أو أ هددددم شددددغلوا‬
‫معارضت أو أ هم تواسلوا أو زهدوا فع معارضت ؟!!!‬

‫‪ -3‬وأماااا الفااارل الثالاااث ‪ :‬فينقضد د مدددا هدددو معدددرو مدددن أن العدددرب حدددين خوطبدددوا بدددالقرآن‬
‫قعدوا عن معارضت اقتناعا بإعجازه وعجزهم الفطر عن مساجلت ‪.‬‬

‫و لم يدع أحد منهم أن علومهم قد سلبب منهم ولم يجرأ حتع علع االفتراء ب لک‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلعجاز عند علماء أ ل السنة والجماعة‬

‫تصدددد علمددداء أهد د السدددنة والجماعدددة للدددرد علدد القدددا لين بالصدددرفة الندددافين لاعجددداز الد د اتي‬
‫عن القرآن الكريم وكان الطابع العام في ه ه الردود ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬التوجدد الدد بيدددان أسددداليب العدددرب فدددي الكددالم فدددي شدددعرهم وخطدددبهم وكالمهدددم المنثدددور ثدددم‬
‫أخ د مددارج مددن ه د ا الكددالم ودراسددت وبيددان وجددوه البالغددة فيدد ‪ ...‬ثددم مقار ددة كدد رالددا بمددا ورد‬
‫فددي القددرآن الكددريم مددن ألددوان بالغت د وإبددراز مزايددا مددا ورد فددي القددرآن الكددريم عل د سددا رالكالم‬
‫وأن المستو الرفيع الم كورخارج عن طوق البور معجزلقدرات المخلوقين‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسدددة مدددارج مدددن اآيدددات القرآ يدددة وبيدددان طريقدددة ظدددم األلفدددال وإختيدددار الكلمدددات للداللدددة‬
‫عل المعا ي الجليلة التي العهد للبور في طرقها‪.‬‬

‫الحدددددظ هددددد ا اإلتجددددداه فدددددي المناقودددددة والدددددرد مدددددن خدددددالل م لفدددددات علمددددداء اللغدددددة وعلدددددم‬
‫الكالم واألدب والفق والتفسير‪...‬‬

‫كددابن قتيبددة فددي كتابدد (تأويدد موددك القددرآن) وفددي كددالم الخطددابي فددي رسددالت (بيددان إعجدداز‬
‫القدددرآن) فهدددم يبددددؤون بالحدددديث عدددن البالغدددة وعلومهدددا وضدددرب األمثلدددة مدددن كدددالم العدددرب‪ .‬إال‬
‫أن الباقال ي قصد في بحث ال البدء ببحث إعجاز القرآن الكريم‪.‬‬

‫اإل عجاز في كتب أ ل السنة والجماعة‬

‫‪ - 1‬عند الخطابي‪:‬‬

‫يعددددد أبددددو سددددليمان الخطددددابي المتددددوف سددددنة (‪ 388‬هددددـ) مددددن علمدد داء أهدد د السددددنة والجماعددددة‬
‫البدددارزين وعدددر بم لفاتد د الجليلدددة مثد د ‪ :‬غريدددب الحدددديث ومعدددالم السدددنن فدددي شدددرح سدددنن أبدددي‬
‫داود وأعالم السنن في شرح البخار وبيان إعجاز القرآن‪.‬‬

‫طريقتدد فدددي كتابدد (بيدددان إعجددداز القدددرآن) شدددبيهة بطريقدددة الرمدددا ي فدددي عدددرل الكدددالم البليدددال‬
‫واألسددددداليب البليغدددددة واإلستودددددهاد علددد د رالدددددا مدددددن كدددددالم العددد درب ثدددددم اإل تهددددداء الددد د بالغدددددة‬
‫القرآن والمقار ة بين أسلوب القرآن وغيره من األساليب‪.‬‬

‫وجه اإلعجاز عند الخطابي‪:‬‬

‫‪ -1‬نظااام القااارآن ال اااریم‪ :‬وتضددديف فيددد بعددددا جديددددا عمدددا جددداء بددد ممدددن سدددبقوه كالرمدددا ي‬
‫والجددداحظ وابدددن قتيبدددة وهوقولد د ‪ :‬إ مدددا يقدددوم الكدددالم بهد د ه األشدددياء الثالثدددة لفدددظ حامد د ومعند د بد د‬
‫قددددا م ربددددا لهمددددا دددداظم وارا تأملددددب القددددرآن الكددددريم وجدددددت هدددد ه األمددددورفي غايددددة الوددددر‬
‫والفضيلة‪.‬‬

‫مالحظااة‪ :‬لكددن الخطددابي لددم يسدد لنددا أمثلددة تطبيقيددة مددن القددرآن الكددريم ليضددع أصددابعنا علدد‬
‫النظم القرآ ي كما فع الجرجا ي ال جاء بعده‪.‬‬

‫صفتا الفخامة والع وبة في التنظيم القرآ ي‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫وهدد د ا جا ددددب آخددددر تميددددزت بدد د ظريددددة الخطددددابي باإلعجددددازالقرآ ي حيددددث اعتبددددرأن اجتمدددداع‬
‫الفخامددددة والع وبددددة فددددي القددددرآن الكددددريم بمثابددددة اجتمدددداع الضدددددين ألن الع وبددددة تدددداج السددددهولة‬
‫والجزالدددة والفخامدددة تعدددالا وعدددا مدددن الددددعورة (الصدددعوبة) فاجتمددداع هددداتين الصدددفتين فدددي القدددرآن‬
‫الكددريم يسددرها اهلل تعدددال بلطيددف قدرتدد ليكددون آيددة بيندددة لنبيدد وداللدددة علدد صددحة مدددا دعددا إليدد‬
‫من أمر دين وه ا ما عجزالعرب عل أن يأتوا ولو بمث أقصر سورة من القرآن‪.‬‬

‫‪ - 2‬ك الا فإن الخطابي بين إعجاز القرآن برد عل من قال بالصرفةز‬

‫‪ - 3‬جعدد كدد سدددورة معجدددزة قا مدددة بدد اتها ولدددم يرتضدددي القدددول باإلعجددداز الغيبدددي ألن جميدددع‬
‫سور القرآن كما ركر توتم علي ‪.‬‬

‫والقلدددوب ويدددر بدددأن هدد ا الوجدد يكددداد ال يعرفدد إال الودددار مدددن‬ ‫مدددا يضددع القدددرآن فدددي النفدددو‬
‫النا ‪.‬‬

‫دزلَ أَحْسَد دنَ الْحَدددديث كتَابًدددا مُتَوَدددابهًا مَثَدددا يَ تَقْوَدددعرو منْد د ُ‬


‫كأ د د يودددير إلد د قولد د تعدددال ‪( :‬اللَّد د ُ َدد َّ‬
‫جُلُدددودُ الَّددد ينَ يَخْوَدددوْنَ رَبَّهُدددمْ ثُدددمَّ تَلددددينُ جُلُدددودُهُمْ وَقُلُددددوبُهُمْ إلَددد ركْددددر اللَّددد ‪()...‬الزمددددر‪ )23‬وكددددالم‬
‫الخطابي عن تأثير القرآن في النفو والقلوب بمثابة شرح لصفتي الفخامة والع وبة‪.‬‬

‫القدددددار‬ ‫فنتيجدددددة الفخامدددددة يودددددعرالتالي للقدددددرآن بالروعدددددة والمهابدددددة و تيجدددددة الع وبدددددة يحدددد‬
‫بحالوة ول ة‪.‬‬

‫‪ - 2‬اإلعجاز عند الباقالني‪ :‬المتوفى سنة ( ‪ 313‬ـ)‬

‫من أشهر مؤلفاته‪ :‬إعجاز القرآني‬

‫وه د ا الكتدداب مددن أوسددع الكتددب التددي ألفددب لبيددان إعجدداز القددرآن الكددريم وممددا قددام ب د فددي ه د ا‬
‫الكتاب مايل ‪:‬‬

‫‪ -1‬تعرل لك قول يحتم أويرد عل اإلعجاز‬

‫‪ -2‬تعرل آراء السابقين وردعليها إن وجدفيها ما يخالف رأي من القول باإلعجاز ‪.‬‬

‫‪ -3‬بين أهمية البحث في إعجاز القرآن ‪.‬‬

‫‪ -4‬أفال القول في إبطال الصرفة‪.‬‬

‫‪ -5‬ركر جملة من وجوه إعجاز القرآن أجملها في ثالثة وجوه‪:‬‬

‫أ ‪ -‬األخبار عن الغيوب‪.‬‬

‫األولين وسرالمتقدمين‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬األ باء عن قص‬

‫ج ‪ -‬براعة النظم التأليف والرصف‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ثم ضرب األمثلة وفص القول في ه ه األوج من اإلعجاز‪.‬‬

‫فيهددددا اآخددددرين‬ ‫‪ - 6‬لعدد د الجدددددير الدد د قددددام بدد د هددددو ردوده الواسددددعة المطولددددة التددددي دددداق‬
‫كالفص ال عقده في في الوعرعن القرآن واآخر في في السجع عن القرآن‪.‬‬

‫‪ - 7‬جدددددداء بنصددددددو مددددددن خطددددددب النبددددددي ( ) وخطددددددب أبددددددي بكددددددر وعمددددددر وعثمددددددان‬
‫وعلدددي (رضدددي اهلل عدددنهم ) وغيدددرهم مدددن الصدددحابة والتدددابعين ليددددبرها العاقددد ويتأملهدددا فيصددد‬
‫ال الفرق بينها وبين ما جاء في القرآن الكريم‪.‬‬

‫والبحتدددر و قددددها وركدددربعض اآيدددات وأبدددرز‬ ‫‪ - 8‬اختار مدددارج قيمدددة مدددن شدددعر امدددرء القدددي‬
‫وجوه اإلعجاز فيها‪.‬‬

‫‪ - 9‬تعرل لبيان القدر المعجز من القرآن وأقوال العلماء في رالا‪.‬‬

‫‪ - 10‬عقد فصال بين في حقيقة المعجزة‪.‬‬

‫فصال للرد عل بعض الوبهات التي أثارها المالحدة‪.‬‬ ‫‪ - 11‬وخص‬

‫‪ - 12‬ختم كتاب ب كر مزايا للقرآن الكريم‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫فواصل اآلي‬

‫تعریف الفاصلة‪:‬‬

‫كلمة آخر اآية‪ ،‬كقافية الوعر‪ ،‬وقرينة السجع‪.‬‬

‫وقال ابو عمرو الدا ي‪ :‬کلمة آخر الجملة‪.‬‬

‫متواكلة ف المقاطع يقع بها إفهام المعا ‪.‬‬ ‫وقال القاضي أبو بور‪ :‬الفواص حرو‬

‫الفرق بین الفواصل ورؤوس اآلي‪:‬‬

‫اآ فقال‪:‬‬ ‫فرق أبو عمرو الدا ي بين الفواص ورؤو‬

‫الفاصددددلة هدد د الكددددالم المنفصدد د عمددددا بعددددده‪ ،‬والكددددالم المنفصدد د قددددد يكددددون رأ آيددددة وغيددددر‬
‫رأ ‪ ،‬وكد د لا الفواصد د يكدددون رءو آيدددة وغيرهدددا‪ ،‬وكد د رأ آيدددة فاصدددلة ولدددي كد د فاصدددلة‬
‫رأ آية‪.‬‬

‫وَلأَجْ د َك دوْن َم ْع َن د ا ْلفَاص دلَة َه د َا َر َك د َر سددي َب َو ْي فددي َتمْثي د ا ْل َق دوَافي ( َي د ْو َم َي دأْت) َو ( َمددا كَُّنددا َ ْبددال)‬
‫‪ -‬وَلَيْسَا رَ ْأ َ آيَتَيْن بإجْمَاعٍ ‪ -‬مَعَ (إرَا يَسْر) وَهُوَ رَ ْأ ُ آيَ ٍة باتافَاقٍ‪.‬‬

‫قول تعالع‪( :‬يَوْمَ يَأْت لَا تَكَلَّمُ َ ْف ٌ إلَّا بإرْ فَمنْهُمْ شَقيٌّ وَسَعيدٌ) (‪.(1‬‬

‫وقول تعالع‪( :‬قَالَ رَلاَ مَا كُنَّا َبْال فَارْتَدَّا عََل آثَارهمَا قَصَصًا) (‪.(2‬‬

‫قال ابن أبي اإلصبع‪ :‬ال تخرج فواص القرآن عن أحد أربعة أشياء‪:‬‬

‫التمكين‪ ،‬والتصدير‪ ،‬والتوشيح‪ ،‬واإليغال‪.‬‬

‫أوالً – التمکین‪:‬‬

‫ويسدددم ا دددتال القافيدددة‪ :‬وهدددو أن يمهدددد النددداثرُ للقريندددة أو الوددداعر للقافيدددة‪ ،‬تمهيدددداً تدددأتي بددد‬
‫القافيددة أو القرينددة متمكنددة فددي أماكنهددا مسددتقرة فددي قرارهددا‪ ،‬مطمَنددة فددي مواضددعها‪ ،‬غيددر ددافرة‬
‫وال قلقدددة‪ ،‬ومتعلقدددا معناهدددا بمعنددد الكدددالم كلددد تعلقدددًا تامدددا‪ ،‬بحيدددث لدددو طُرحَدددب الختددد المعنددد‬
‫واضطرب الفهم‪ ،‬وبحيث لو سكب عنها كمال السامع بطبع ‪.‬‬

‫ومن أمثلة ذلک‪:‬‬

‫‪ – )1‬سورة هود ‪.)105 :‬‬


‫‪ – )2‬سورة الوهف ‪.)64 :‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ – 1‬قولد د تعدددالع‪( :‬لَدددا تُدْركُد د ُ األَبْصَدددارُ وَهُد دوَ يُد ددْر ُ األَبْصَدددارَ وَهُد دوَ اللَّطيد دفُ الْخَبيد درُ)(‪ (1‬فَدددإنَّ‬
‫اللَّطيفَ يُنَاسبُ مَا لَا يُدْرَ ُ بالْبَصَر والخبر يُنَاسبُ مَا يُدْركُ ُ‪.‬‬

‫ن‬
‫حسَدد ُ‬
‫الل د ُ َأ ْ‬
‫ن طددينٍ) إَل د َقوْلدد ‪َ ( :‬ف َت َبددا َر َ َّ‬
‫ن سُددالَل ٍة م د ْ‬
‫ن مد ْ‬
‫سددا َ‬
‫خَل ْقنَددا األ ْ َ‬
‫‪ – 2‬قول د تعددالع ‪َ ( :‬وَل َق د ْد َ‬
‫الْخَالقينَ)(‪.(2‬‬

‫فَدددإنَّ فدددي هَدد ه الْفَاصددلَة التَّمْكدددينَ التَّدددامَّ الْمُنَاسددبَ لمَدددا قَبْلَهَدددا وَقَدددْ بَدددادَرَ معدددار بدددن جبدد – رضدددي‬
‫اهلل – إلع ختمها بها قَ ْب َ أَنْ يَسْمَعَ آخرَهَا‪.‬‬

‫فَ دأَخْرَجَ ابْ دنُ أَبددي حَدداتمٍ عددن طَريدد الوَّ دعْبيا عَددنْ زَيْددد بْددن ثَابددبٍ قَددالَ‪ :‬هأَمْلَ د عَلَدديَّ رَسُددولُ اللَّدد‬
‫صََّل اللَّ ُ عَلَيْ وَسَلَّمَ هَ ه الْ يَةَ‪:‬‬

‫جبَد د ٍ‪:‬‬‫ن َ‬ ‫ل ُمعَدددا ُر بْد د ُ‬


‫خلْقد دًا آخَد درَ) قَدددا َ‬‫ن طدددينٍ) إلَد د َقوْلد د ‪َ ( :‬‬ ‫ن سُدددالَل ٍة مد د ْ‬
‫ن مد د ْ‬
‫خَل ْقنَدددا األ ْسَدددا َ‬
‫( َوَلقَد د ْد َ‬
‫(فَتَبَدددارَ َ اللَّد د ُ أَحْسَد دنُ الْخَدددالقينَ) فَضَدددحاَ رَسُدددولُ اللَّد د صَدد َّدل اللَّد د ُ عَلَيْد د وَسَدددلَّمَ فَقَدددالَ لَد د ُ مُعَدددارٌ مدددمَّ‬
‫ضَحكْبَ يَا رَسُولَ اللَّ قَالَ بهَا خُتمَبْ!‬

‫وَحُكدديَ أَنَّ أَعْرَابيدددا سَدددمعَ قَار ًدددا يَقْددرَأُ (فَدددإنْ زَلَلْددتُمْ مددنْ بَعْدددد مَدددا جَددداءَتْكُمُ الْبَيانَددداتُ) ( فَددداعْلَمُوا أ َّ‬
‫َن‬
‫اللَّ د َ غَفُددورٌ رَحددي ٌم ) وَلَ دمْ يَكُ دنْ يَقْ درَأُ الْقُ درْآنَ فَقَددالَ‪ :‬إنْ كَددانَ هَ د َا كَلَددامَ اللَّ د فددال يقددول ك د ا ومددر بهمددا‬
‫َن اللَّددد َ عَزيددد ٌز حَكددديمٌ) فقدددال هكددد ا‬ ‫عَلمُوا أ َّ‬ ‫رجددد فقدددال‪ :‬كيدددف تقدددرأ هددد ه اآيدددة فقدددال الرجددد (فَدددا ْ‬
‫ينبغي‪ ،‬الْحَكيمُ لَا يَ ْكُرُ الْغُفْرَانَ عنْدَ الزََّل ‪.‬‬

‫ثانیاً التصدیر‪:‬‬

‫تعریفه‪ :‬فَهُوَ أَنْ تَكُونَ تلْاَ اللَّفْظَةُ بعَيْنهَا تَقَدَّمَبْ في أَوَّل الْ يَة‪.‬‬

‫َم أَيْضًا رَدَّ الْعَجُز عََل الصَّدْر‪.‬‬


‫وَتُس َّ‬

‫أقسامه‪:‬‬

‫قَالَ ابْنُ الْمُعْتَزا هُوَ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ‪:‬‬

‫الْاااألو‪:‬ل‪ :‬أَنْ يُوَافددد َ آخدددرَ الفاصدددلة آخددددر كَلمَدددةٍ فددددي الصَّددددْر‪َ ،‬حْوَقولددد تعددددالع ‪( :‬أَ ْزَلَددد ُ بعلْمددد‬
‫وَالْمَال كَةُ يَوْهَدُونَ وَكَ َف باللَّ شَهيداً)(‪.(3‬‬

‫َولَ كَلمَددةٍ منْد د ُ‪َ ،‬حْددوَ قولد د تعدددالع‪ ...( :‬وَهَددبْ لَنَدددا مددنْ لَد ددُ ْاَ‬
‫الث‪:‬ااااني‪ :‬أَنْ يُوَافدد َ آخدددر الفاصدددلة أ َّ‬
‫رَحْمَ ًة إ َّاَ أَ ْبَ الْوَهَّابُ) (‪ ،(4‬و قول تعالع‪( :‬قَالَ إاي لعَمَلكُمْ منَ الْقَالينَ) ‪.‬‬
‫(‪(5‬‬

‫‪ – )1‬سورة األ عام ‪.)103 :‬‬


‫‪ – )2‬سورة الم منون ‪.)14 - 12 :‬‬
‫‪ – )3‬سورة النساء ‪.)166 :‬‬
‫‪ – )4‬سورة آل عمران ‪.)8 :‬‬
‫‪ – )5‬سورة الوعراء‪.)168 :‬‬

‫‪26‬‬
‫الث‪:‬الاااث‪ :‬أَنْ يُوَافد د َ آخرالفاصدددلة بَعْد دضَ كَلمَاتد د ‪َ ،‬حْوَقولد د تعدددالع ‪( :‬وَلَقَدددد اسْد دتُهْزمَ برُسُد د ٍ مد د ْ‬
‫ن‬
‫ن سَددخرُوا مدد ْن ُه ْم مَددا كَدداُوا بدد َيسْدد َتهْزُونَ)(‪ ،(1‬و قولدد تعددالع ‪( :‬فَقُلْددبُ اسْددتَغْفرُوا‬
‫ق بالَّدد ي َ‬
‫ا َفحَددا َ‬
‫َقبْلدد َ‬
‫رَبَّكُمْ إ َّ ُ كَانَ غَفَّارًا) (‪.(2‬‬

‫ثالثاً – التوشیح‪:‬‬

‫تعريفد د ‪ :‬هُد دوَ أَنْ يَكُدددونَ فدددي أَوَّل الْكَلَدددام مَدددا يَسْد دتَلْزمُ الْقَافيَد دةَ وَالْفَد درْقُ بَيْنَد د ُ وَبَد ديْنَ التَّصْددددير‪ ،‬أَنَّ‬
‫هَ َا (التوشيح) دَلَالَتُ ُ مَعْنَويَّةٌ وَرَا َ (التصدير) لَفْظيَّةٌ ‪.‬‬

‫مثاله‪:‬‬

‫ن (اصْددد دطَفَ )لَا يَددد د ُدلو عَلَددد د أَنَّ الْفَاصددد دلَ َة‬ ‫‪ - 1‬قَوْلددد د تَعَدددددالَ ‪( :‬إنَّ اللَّددد د َ اصْددد دطَ َف آدَ َم ‪ ،)...‬فَدددددإ َّ‬
‫ظ (الْعَدددالَمينَ) غَيْد درُ لَفْدددظ (اصْد دطَفَ ) وَلَكد دنْ بدددالْمَعْ َن ‪ ،‬لأَ َّد د ُ يُعْلَد دمُ أَنَّ مدددن‬ ‫(الْعَدددالَمينَ) بددداللَّفْظ لد دأَنَّ لَفْد د َ‬
‫لوازم اصطفاء شيء أَنْ يَكُونَ مُخْتَارًا عََل جنْس وَج ْن ُ هَ ُلَاء الْمُصْطَفَيْنَ الْعَالَمُونَ‪.‬‬

‫‪ – 2‬قولد د تعدددالع‪( :‬وَآيَد دةٌ لَهُد دمُ اللَّيْد د ُ‪ ،)...‬قَدددالَ ابْد دنُ أَبدددي الْإصْد دبَع‪ :‬فَدددإنَّ مَد دنْ كَدددانَ حَافظًدددا لهَد د ه‬
‫السودددورَة مُتَفَطانًدددا إلَدد أَنَّ مَقَددداطعَ آيهَدددا النودددونُ الْمُرْدَفَد دةُ وَسَدددمعَ فدددي صَد ددْر الْ يَدددة ا ْسد دلَا َ النَّهَدددار مددنَ‬
‫اللَّيْد د عَلد دمَ أَنَّ الْفَاصد دلَ َة همُظْلمُدددونَه ألن مدددن ا سدددل النَّهَدددارَ عَد دنْ لَيْلد د أَظْلَد دمَ أَ ْ دَخَد د َ فدددي الظو ْلمَدددة‬
‫وَلد د َلاَ سُد د اميَ تَوْشددديحًا لددأَنَّ الْكَلَدددامَ لَمَّدددا دَلَّ أَوَّلُد د ُ عَلَدد آخدددره ُد د ازلَ الْمَعْنَدد مَنْزلَد دةَ الْوشَددداح‪ ،‬وَ ُد د ازلَ‬
‫َولُ الْكَلَام وَآخرُهُ مَنْزلَةَ الْعَات وَالْكَوْح اللَّ َيْن يحول عليها الوشاح‪.‬‬ ‫أ َّ‬

‫رابعاً – اإلیغال‪:‬‬

‫هو اإلمعان‪.‬‬

‫بالودددعر‪،‬‬ ‫وهدددو خدددتم الودددالم ممدددا يفيدددد وتدددة يدددتم المعندددع بددددو ها‪ ،‬وزعدددم بعضدددهم أ د د خدددا‬
‫و ُر َّد بأ وقع في القرآن من رلک‪.‬‬

‫کقولددد د تعدددددالع‪...( :‬قَدددددالَ يَددددداقَوْم اتَّبعُدددددوا الْمُرْسَدددددلينَ َّ اتَّبعُدددددوا مَددد دنْ لَدددددا يَسْددد دأَلُكُمْ أَجْددد درًا وَهُددد د ْم‬
‫مُهْتَد ددُونَ)(‪ ،(3‬فقولد د تعدددالع (و هدددم مهتددددون) إيغدددال أل د د يدددتم المعندددع بدو د د ‪ ،‬إرالرسدددول مهتدددد ال‬
‫محالة‪ ،‬لون في زيادة مبالغة في الحث علع اتباع الرس والترغيب في ‪.‬‬

‫وجعددد د ابدددددن إبدددددي اإلصدددددبع منددد د قولددد د تعدددددالع‪...( :‬وَلَدددددا تُسْدددددمعُ الصودددددمَّ الددد ددوعَاءَ إرَا وَلَّددد دوْا‬
‫مُدْبرينَ)(‪ ،(4‬فإن قول (إرَا وَلَّوْا مُدْبرينَ) زا د علع المعنع مبالغة في عدم ا تفاعهم‪.‬‬

‫‪ – )1‬سورة األ عام‪.)10 :‬‬


‫‪ – )2‬سورة وح ‪.)10 :‬‬
‫‪ – )3‬سورة يسن ‪.)21 - 20 :‬‬
‫‪ – )4‬سورة النم ‪.)80 :‬‬

‫‪27‬‬
‫وقول د تعددالع‪ ...( :‬إ َّدد ُ لَحَدد ٌّ مثْ د َ مَددا أََّكُددمْ تَنْطقُددونَ) (‪ ،(1‬فقولدد تعددالع (مثْدد َ مَددا أََّكُددمْ تَنْطقُددونَ)‬
‫إيغاالً زا داً علع المعنع لتحقي ه ا الوعد‪ ،‬وأ واقع معلوم ضرورة ال يرتاب في أحد‪.‬‬

‫وقولدد د تعددددالع‪( :‬أُولََدد داَ الَّدد د ينَ اشْدد دتَرَوُا الضَّدد دلَالَةَ بالْهُدد ددَ فَمَددددا رَبحَدد دبْ تجَددددارَتُهُمْ وَمَددددا كَددددا ُوا‬
‫مُهْتَدددددينَ) (‪ ،(2‬وقولددد تعددددالع‪( :‬وَمَددددا كَددددا ُوا مُهْتَدددددينَ) إيغددددال ألن مطلددددوب التجددددار فددددي تصددددرفاتهم‬
‫سالمة رأ المال و الربح‪( .‬قال الطيبي في کتاب التبيان)‪.‬‬

‫أقسام الفواصل‬

‫– متدددددواز – مرصدددددع –‬ ‫قسادددددم البدددددديعيون السدددددجع ومثلدددد الفواصدددد إلدددد أقسدددددام‪ :‬المطدددددر‬
‫متوازن – متماث ‪.‬‬

‫‪ – 1‬المطرف‪:‬‬

‫السدددجع‪ ،‬حدددو قولد د تعدددالع‪( :‬مدددا‬ ‫وهدددو أن تختلدددف الفاصدددلتان فدددي الدددوزن وتتفقدددان فدددي حدددرو‬
‫لَكُ ْم ال تَرْجُونَ للَّ وَقاراً َّ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً)(‪.(3‬‬

‫‪ – 2‬المتواز ‪:‬‬

‫وهددددو أن يتفقددددا وز ددددا وتقفيددددة ولددددم يكددددن مددددا فددددي األولددد مقددددابال لمددددا فددددي الثا يددددة فددددي الددددوزن‬
‫والتقفية‪ ،‬حو قول تعالع‪( :‬فيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ َّ وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ)(‪.(4‬‬

‫‪ – 3‬المتوازن‪:‬‬

‫وهدددددو أن تتفقددد دا وز دددددا دون التقفيدددددة‪ ،‬حدددددو قولددد د تعدددددالع‪( :‬وَ َمَدددددارقُ مَصْددد دفُوفَةٌ َّ وَزَرَابددد ديو‬
‫مَبْثُوثَةٌ)(‪.(5‬‬

‫‪ – 4‬المرصع‪:‬‬

‫وهدددو أن يتفقدددا وز دددا وتقفيدددة ويكدددون مدددا فدددي األولدد مقدددابال لمدددا فدددي الثا يدددة كدد لا‪ ،‬حدددو قولدد‬
‫تعدددالع‪( :‬إنَّ إلَيْنَدددا إيَدددابَهُمْ َّ ثُدددمَّ إنَّ عَلَيْنَدددا حسَدددابَهُمْ)(‪ ،(6‬وقولد د تعدددالع‪( :‬إنَّ الْد دأَبْرَارَ لَفدددي َعددديمٍ َّ وَإنَّ‬
‫الْفُجَّارَ لَفي جَحيمٍ)(‪.(7‬‬

‫‪ – 5‬المتماثل‪:‬‬

‫‪ – )1‬سورة ال اريات ‪.)23 :‬‬


‫‪ – )2‬سورة البقرة ‪.)16 :‬‬
‫‪ – )3‬سورة وح ‪.)14 – 13 :‬‬
‫‪ – )4‬سورة الغاشية ‪.)14 – 13 :‬‬
‫‪ – )5‬سورة الغاشية ‪.)16 – 15 :‬‬
‫‪ – )6‬سورة الغاشية ‪.)26 – 25 :‬‬
‫‪ – )7‬سورة اال فطار ‪.)14 – 13 :‬‬

‫‪28‬‬
‫وهدددو أن يتسددداويا فدددي الدددوزن دون التقفيدددة وتكدددون أفدددراد األولد د مقابلدددة لمدددا فدددي الثا يدددة فهدددو‬
‫بالنسبة إل المرصاع كالمتوازن بالنسبة إل المتواز ‪.‬‬

‫حو قول تعالع‪( :‬وَآتَيْنَاهُمَا الْكتَابَ الْمُسْتَبينَ َّ وَهَدَيْنَاهُمَا الصارَا َ الْمُسْتَقيمَ) (‪.(1‬‬

‫األخير‪.‬‬ ‫فالكتاب والصرا متواز ان وك ا المستبين والمستقيم واختلفا في الحر‬

‫قال السيوطي‪ :‬بقي وعان بديعيان متعلقان بالفواص ‪:‬‬

‫‪ – 1‬التوريع ‪ – 2 -‬االلتزام‪.‬‬

‫‪ - 6‬التشریع‪:‬‬

‫سماه ابن أبي األصبع التوأم‪.‬‬

‫وَأَصْد دلُ ُ أَنْ يَبْند ديَ الوَّددداعرُ بَيْتَد د ُ عَلَد د وَزْ َد ديْن مد دنْ أَوْزَان الْعَد درُول فَدددإرَا أَسْد دقَ َ منْهَدددا جُد دزْءًا أَ ْو‬
‫ن‬
‫ن بَدد ْ َيكُدددو ُ‬ ‫ل آخَددرُو َ‬ ‫ُددم َزعَدد َم قَدد ْو ٌم اخْتصَاصَدد ُ بدد َوقَددا َ‬ ‫ن آخَدد َر ث َّ‬
‫ن َو ْز ٍ‬
‫جددزءين صَددا َر ا ْلبَدداقي َب ْيتًددا مدد ْ‬
‫فدددي النثدددر بدددأن يبند د عَلَد د سَد دجْعَتَيْن لَدددو اقْتَصَد درَ عَلَد د الْد دأُولَ منْهُمَدددا كَدددانَ الْكَلَدددامُ تَامدددا مُفيد ددًا وَإنْ‬
‫علَد د حَالد د مَد د َع زيَدددادَة َم ْعنَد د مَدددا زَا َد مد دنَ‬ ‫التمَدددام وَالْإفَدددادَة َ‬
‫ن فدددي َّ‬ ‫ج َع ُة الثَّا يَد د ُة كَدددا َ‬
‫ب بد د السَّد د ْ‬
‫ُألْحقَد د ْ‬
‫اللَّفْظ‪.‬‬

‫قَدددالَ ابْد دنُ أَبدددي الْإصْد دبَع‪ :‬وَقَد ددْ جَددداءَ مد دنْ هَد د َا الْبَددداب مُعْظَد دمُ (سُدددورَة الدددرَّحْمَن) فَدددإنَّ آيَاتهَدددا لَدددو‬
‫اقْتُصددرَ فيهدددا علدد أولدد الْفَاصددلَتَيْن دُونَ (فَبددأَ ا آالء رَباكُمَدددا تُكَدد ابَان) لَكَدددانَ تَامدددا مُفيدددًا وَقَدددْ كَمُدد َ‬
‫بالثَّا يَة فَأَفَادَ مَعْ ًن زَا دًا منَ التَّقْرير وَالتَّوْبي ‪.‬‬

‫ن ُي َمثاددد َ با ْل يَدددات الَّتدددي فدددي إ ْثبَاتهَدددا مَدددا‬


‫غيْددد ُر ُمطَددداب ٍ وَالْدددَأ ْوَل َأ ْ‬
‫التمْثيددد ُ َ‬
‫قدددال السددديوطي ُقلْدددبُ‪َّ :‬‬
‫علَد د كُد د ا شَد ديْءٍ قَدددديرٌ وَأَنَّ اللَّد د َ قَد ددْ‬
‫يَصْد دلُحُ أَنْ تَكُدددونَ فَاصد دلَةً كَقَوْلد د تعدددالع‪ ...(:‬لتَعْلَمُدددوا أَنَّ اللَّد د َ َ‬
‫شيْءٍعلْمًا)(‪ (2‬وَأَشْبَاه رَلاَ‪.‬‬
‫أَحَا َ ب ُك ا َ‬

‫‪ – 7‬االلتزام‪:‬‬

‫ح ْرفَدددان‬
‫النثْدددر حَددد ْر ٌ َأ ْو َ‬
‫ن ُي ْلتَددد َز َم فدددي الوادددعْر أَو َّ‬
‫َدددم لُدددزُو َم مَدددا لَدددا َيلْددد َز ُم َوهُددد َو َأ ْ‬
‫الدددالْتزَا ُم َوُيس َّ‬
‫فَصَاعدًا قَ ْب َ الرَّو ا بوَرْ عَدَم الْكُلْفَة‪.‬‬

‫مثَالُ الْتزَام حَرْ ٍ‪:‬‬

‫قول تعالع‪( :‬فَأَمَّا الْيَتيمَ فَال تَقْهَرْ َّ وَأَمَّا السَّا َ فَال تَنْهَرْ)(‪ (3‬الْتَزَمَ الْهَاءَ قَ ْب َ الرَّاء‪.‬‬

‫‪ – )1‬سورة الصافات ‪.)118 – 117 :‬‬


‫‪ – )2‬سورة الطالق ‪.)12 :‬‬
‫‪ – )3‬سورة الضحع ‪.)10 - 9 :‬‬

‫‪29‬‬
‫وَمثْلُد د ُ قولد د تعدددالع‪( :‬أَلَد دمْ َوْد درَحْ لَد داَ صَد ددْرَ َ َّ وَوَضَد دعْنَا عَنْد داَ وزْرَ َ)(‪ (1‬الْ يَدددات الْتَد دزَمَ فيهَدددا‬
‫الرَّاءَ قَ ْب َ الْكَا ‪.‬‬
‫(‪(2‬‬
‫الْتَد دزَمَ فيهَدددا النودددونَ الْمُوَددددَّدَةَ قَبْد د َ‬ ‫ومثلد د قولد د تعدددالع‪( :‬فَلَدددا أُقْسد دمُ بدددالْخَُّن َّالْجَوَار الْكُدد َّدن )‬
‫الساين‪.‬‬

‫وَمثَالُ الْتزَام حَرْفَيْن‪:‬‬


‫(‪(3‬‬
‫و قولدد تعدددالع ‪( :‬كَلَّدددا إرَا بَلَغَدددب التَّرَاقدديَ‬ ‫حدددو قولدد تعدددالع‪( :‬وَالطودددور َّ وَكتَددابٍ مَسْددطُورٍ)‬
‫َّ وَقي َ مَنْ رَاقٍ َّ وَظَنَّ أَ َّ ُ الْفرَاقُ) (‪. (4‬‬

‫وَمثَالُ الْتزَام ثَلَاثَة أَحْرُ ٍ‪:‬‬

‫حددددو قولددد تعددددالع‪...( :‬تَددد َكَّرُوا فَددددإرَا هُدددمْ مُبْصدددرُونَ َّ وَإخْدددوَا ُهُمْ يَمُددددوو َهُمْ فددددي الْغَددديا ثُددددمَّ لَددددا‬
‫يُقْصرُونَ)(‪.(5‬‬

‫في فواتح السور‬

‫شيْءٌ منَ السووَر عَنْهَا‪:‬‬


‫اعَْلمْ أَنَّ اللَّ َ افْتَتَحَ سُوَرَ الْقُرْآن بعَوَرَة أَ ْوَاعٍ منَ الْكَلَام لَا يَخْرُجُ َ‬

‫الْا األو‪:‬ل‪ :‬الثَّنَددداءُ عَلَيْد د تَعَددداَل وَالثَّنَددداءُ قسْد دمَان‪ :‬إثْبَددداتٌ لصد دفَات الْمَد ددْح منهدددا‪ :‬التَّحْميد ددُ فدددي خَمْد د‬
‫سُوَرٍ وَتَبَارَ َ في سُورَتَيْن و َ ْفيٌ وَتَنْزي ٌ منْ صفَات النَّقْ مهنا التَّسْبيحُ في سَبْعٍ سُوَرٍ‪.‬‬

‫الث‪:‬اني‪ :‬حُرُو ُ التَّهَجاي في تسْعٍ وَعوْرينَ سُورَةً‪.‬‬

‫الث‪:‬الاااث‪ :‬الناد ددَاءُ فدددي عَوْدددر سُد دوَرٍ‪ :‬خَمْد د ٌ بند ددَاء الرَّسُدددول صَدد َّدل اللَّد د ُ عَلَيْد د وَسَدددلَّمَ‪( :‬الْد دأَحْزَابُ)‬
‫َ(الطلَاقُ) وَ(التَّحْريمُ) وَ(الْمُزَّ ام ُ) وَ(الْمُدَّثارُ)‪.‬‬
‫و َّ‬

‫خ ْم ٌ بندَاء الْأُمَّة‪( :‬الناسَاءُ) وَ(الْمَا دَةُ) وَ(الْحَاو) وَ(الْحُجُرَاتُ) وَ(الْمُمْتَحَنَةُ)‪.‬‬


‫وَ َ‬

‫الر‪:‬اباااع‪ :‬الْجُمَد د ُ الْخَبَريَّد دةُ فدددي ثالثدددة وعودددرون سدددورة َحْدددو‪( :‬يَسْد دأَلُو َاَ عَدددن الْأَ ْفَدددال)‪( ،‬بدددراءة‬
‫مدددن اهلل)‪( ،‬أتد د أمدددر اهلل)‪( ،‬اقتدددرب للندددا حسدددابهم)‪( ،‬قدددد أفلدددح الم مندددون)‪( ،‬سدددورة أ زلناهدددا)‪،‬‬
‫(تنزيد د الكتددداب)‪( ،‬الد د ين كفدددروا)‪( ،‬إ دددا فتحندددا)‪( ،‬اقتربدددب السددداعة)‪( ،‬الدددرحمن علدددم)‪( ،‬قدددد سدددمع‬
‫اهلل)‪( ،‬الحاقددددة)‪( ،‬سددددأل سددددا )‪( ،‬إ ددددا أرسددددلنا وحددددا)‪( ،‬ال أقسددددم)‪ ،‬فددددي موضددددعين (عددددب )‪( ،‬إ ددددا‬
‫أ زلناه)‪( ،‬لم يكن)‪( ،‬القارعة)‪( ،‬ألهاكم)‪( ،‬إ ا أعطينا )‪.‬‬

‫‪ – )1‬سورة اإل وراح ‪.)2 - 1 :‬‬


‫‪ – )2‬سورة التووير ‪.)16 - 15 :‬‬
‫‪ – )3‬سورة الطور ‪.)2 - 1 :‬‬
‫‪ – )4‬سورة القيامة ‪.)28 - 26 :‬‬
‫‪ – )5‬سورة األعرا ‪.)202 - 201 :‬‬

‫‪31‬‬
‫الْخلاااامس‪ :‬الْقَسَد دمُ فدددي خَمْد د َ عَوْد درَةَ سُدددورَةً‪ ،‬سُدددورَةٌ أَقْسَد دمَ فيهَدددا بالْمَلَا كَدددة وَهد ديَ و (َالصَّدددافَّات)‬
‫وَسُددددورَتَان بالْأَفْلَددددا (الْبُددددرُوجُ) وَ(الطَّددددارقُ) وَسددددبو سُددددوَرٍ بلَوَازمهَددددا فددددـ (الددددنَّجْمُ) قَسَددددمٌ بالثورَيَّددددا‬
‫وَ(الْفَجْدددرُ) بمَبْددددَأ النَّهَددددار وَ(الوَّددد ْم ُ) ب يَددددة النَّهَددددار وَ(اللَّيْددد ُ) بوَدددطْر الزَّمَددددان وَ(الضودددحَ ) بوَدددطْر‬
‫النَّهَدددار وَ(الْعَصْدددر) بالوَّددطْر الْدد خَر أَوْ بجُمْلَدددة الزَّمَدددان وَسُدددورَتَان بدددالْهَوَاء الَّدد هُددوَ أَحَدددُ الْعَنَاصدددر‬
‫وَ(الددد َّاريَات) وَ(الْمُرْسَدددلَات) وَسُددددورَةٌ بالتورْبَددددة الَّتددددي هددديَ منْهَددددا أَيْضًددددا وَهددديَ‪( :‬الطوددددورُ) وَسُددددورَةٌ‬
‫بالنَّبَدددات وَهد ديَ‪ :‬وَ(التادددين) وَسُدددورَةٌ بدددالْحَيَوَان النَّددداط وَهد ديَ‪ :‬وَ(النَّازعَدددات) وَسُدددورَةٌ بدددالْبَهيم وَهد ديَ‪:‬‬
‫وَ(الْعَاديَات)‪.‬‬

‫الس‪:‬اااااادس‪ :‬الوَّددد درْ ُ فدددددي سَددد دبْع سُددد دوَرٍ‪( :‬الْوَاقعَددد دةُ)‪ ،‬وَ(الْمُنَدددددافقُونَ) وَ(التَّكْدددددويرُ) وَ(الا ْفطَدددددارُ)‬
‫وَ(الا ْوقَاقُ) وَ(الزَّلْزَلَةُ) وَ(النَّصْرُ)‪.‬‬

‫الس‪:‬ااابع‪ :‬الْددأَمْرُ فددي سددبَ سُددوَرٍ‪( :‬قُدد ْ أوحددي)‪( ،‬اقددرأ)‪( ،‬قدد يددا أيهددا ا ْلكَددافرُونَ)‪( ،‬قُدد ْ هُدد َو اللَّدد ُ‬
‫أَحَدٌ) و(الْمُعَوارَتَيْن)‪.‬‬

‫الث‪:‬ااااامن‪ :‬الاسْددددتفْهَامُ فددددي سدد دبا سُدد دوَرٍ‪( :‬عَددددمَّ يَتَسَدددداءَلُونَ)‪( ،‬هَدد د ْ أَتَددددا َ)‪( ،‬أَلَدد دمْ َوْدد درَحْ)‪( ،‬أَلَدد دمْ‬
‫تَرَکيف)‪( ،‬أَرَأَيْبَ ال )‪( ،‬ه أتع علع اإل سان)‪.‬‬

‫الت‪:‬اسع‪ :‬الدوعَاءُ في ثَلَا ٍ سور‪( :‬وَ ْي ٌ للْمُطَفافينَ)‪( ،‬وَ ْي ٌ ل ُك ا)‪( ،‬هُمَزَةٍ)‪( ،‬تَبَّبْ)‪.‬‬

‫قري )‪.‬‬ ‫العاشر‪ :‬التعلي في سورة واحدة‪( .‬إليال‬

‫‪31‬‬
‫نزول القرآن علی سبعة أحرف‬

‫أدلة نزول القرآن علی سبعة أحرف‪:‬‬

‫‪ – 1‬رول البخددددار و مسددددلم فددددي صددددحيحيهما عددددن ابدد دن عبددددا ‪ -‬رضددددي اهلل عنهمددددا ‪ -‬أ دد د‬
‫قدددال‪ :‬قدددال رسدددول اهلل ‪ -‬صدددلع اهلل عليد د وسدددلم ‪( :-‬أَقْرََأ دددي جبْريد د ُ عَلَددد حَد درْ ٍ فَرَاجَعْتُد د ُ‪ ،‬فَلَدددمْ‬
‫أَ َزلْ أَسْتَزيدُهُ وَيَزيدُ ي حََّت ا ْتَ َه إَل سَبْعَة أَحْرُ ٍ)‪.‬‬

‫‪ – 2‬مددددا رواه البخددددار و مسددددلم أيضدد داً أن رسددددول اهلل ‪ -‬صددددلع اهلل عليدد د وسددددلم ‪ -‬قددددال‪( :‬إنَّ‬
‫هَ َا القُرْآنَ أُ ْزلَ عََل سَبْعَة أَحْرُ ٍ‪ ،‬فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ منْ ُ)‪.‬‬

‫وقدددد رکدددر‪ -‬صدددلع اهلل عليدد وسدددلم ‪ -‬هدد ا الحدددديث بعدددد مدددا أقدددر قدددراءة هودددام بدددن حوددديم لسدددورة‬
‫الفرقددان عنددد مددا جدداء بدد عمددر بددن الخطدداب ‪ -‬رضددي اهلل عندد ‪ -‬حددين اعتقددد أ دد يخددالف القددراءة‬
‫التي زل بها القرآن الوريم‪.‬‬

‫‪ – 3‬و أخدددرج ابدددن جريدددر الطبدددر عدددن أبدددع هريدددرة أ د د قدددال ‪ :‬قدددال رسدددول اهلل ‪ -‬صدددلع اهلل‬
‫عليدد وسددلم ‪( :-‬إنَّ هَدد َا الْقُددرْآنَ أُ ْددزلَ عَلَدد سَددبْعَة أَحْددرُ ٍ‪ ،‬فَدداقْرَءُوا وَلَددا حَددرَجَ‪ ،‬وَلَكددنْ لَددا تَخْتمُددوا‬
‫ركْرَ رَحْمَةٍ بعَ َابٍ‪ ،‬وَلَا ركْرَ عَ َابٍ برَحْمَةٍ)‪.‬‬

‫‪ – 4‬رول مسدددلم بسدددنده عدددن أبدددي بدددن کعدددب أن النبدددي ‪ -‬صدددلع اهلل عليددد وسدددلم ‪ -‬كَدددانَ عنْددد َد‬
‫أَضَدددداة بَنددددي غفَددددارٍ‪ ،‬قَددددالَ‪ :‬فَأَتَدددداهُ جبْريدد د ُ ‪ -‬عَلَيْدد د السَّدد دلَامُ ‪ -‬فَقَددددالَ‪ :‬إنَّ اهللَ يَدد دأْمُرُ َ أَنْ تَقْدد درَأَ أُمَّتُدد داَ‬
‫الْقُد درْآنَ عَلَد د حَد درْ ٍ‪ ،‬فَقَدددالَ‪« :‬أَسْد دَألُ اهللَ مُعَافَاتَد د ُ وَمَغْفرَتَد د ُ‪ ،‬وَإنَّ أُمَّتدددي لَدددا تُطيد د ُ رَلد داَ»‪ ،‬ثُدددمَّ أَتَددداهُ‬
‫الثَّا يَد دةَ‪ ،‬فَقَدددالَ‪« :‬إنَّ اهللَ يَد دأْمُرُ َ أَنْ تَقْد درَأَ أُمَّتُد داَ الْقُد درْآنَ عَلَد د حَد درْفَيْن»‪ ،‬فَقَدددالَ‪« :‬أَسْد دَألُ اهللَ مُعَافَاتَد د ُ‬
‫وَمَغْفرَتَددد ُ‪ ،‬وَإنَّ أُمَّتدددي لَدددا تُطيددد ُ رَلددداَ»‪ ،‬ثُدددمَّ جَددداءَهُ الثَّالثَدددةَ‪ ،‬فَقَدددالَ‪ :‬إنَّ اهللَ يَدددأْمُرُ َ أَنْ تَقْدددرَأَ أُمَّتُددداَ‬
‫الْقُددرْآنَ عَلَدد ثَلَاثَدددة أَحْددرُ ٍ‪ ،‬فَقَدددالَ‪« :‬أَسْددَألُ اهللَ مُعَافَاتَدد ُ َومَغْفرَتَدد ُ‪ ،‬وَإنَّ أُمَّتدددي لَدددا تُطيدد ُ رَلدداَ»‪ ،‬ثُدددمَّ‬
‫جَددداءَهُ الرَّابعَدددةَ‪ ،‬فَقَدددالَ‪ :‬إنَّ اهللَ يَدددأْمُرُ َ أَنْ تَقْدددرَأَ أُمَّتُددداَ الْقُدددرْآنَ عَلَددد سَدددبْعَة أَحْدددرُ ٍ‪ ،‬فَأَيومَدددا حَدددرْ ٍ‬
‫قَرَءُوا عَلَيْ فَقَدْ أَصَابُوا‪.‬‬

‫شوا د بارزة في ذه األحادیث السابقة لبیان معنی األحرف السبعة‬

‫الحکمة في نزول القرآن علی سبعة أحرف وفوائده‪:‬‬

‫الشا د األول‪:‬‬

‫‪ – 1‬التيسدددير والتخفيدددف علدددع األمدددة اإلسدددالمية کلهدددا خصوصد داً األمدددة العربيدددة التدددي شدددوفهب‬
‫بددددالقرآن‪ ،‬فإ هددددا کا ددددب قبا دد د کثيددددرة وکددددان بينهدد دا اخددددتال فددددي اللهجددددات و بددددرات األصددددوات‬
‫وطريقة األداء‪.‬‬

‫قددددال ابددددن الجددددزر ‪( :‬وأمددددا سددددبب وروده علدد د سددددبعة أحددددر فللتخفيددددف علدد د هدد د ه األمددددة‬
‫وإرادة اليسر بها والتهوين عليها شرفا لها وتوسعة ورحمة وخصوصية لفضلها‪.)...‬‬

‫‪32‬‬
‫والوددداهد لهد د ه الحومدددة مراجعدددة بيندددا محمدددد ‪ -‬صدددلع اهلل عليد د وسدددلم ‪ -‬لجبريد د حدددين أمدددره‬
‫أن يقدددرأ أمتددد القدددرآن علدددع حدددر ‪ ،‬فقدددال لددد أسدددال اهلل معافاتددد ومغفرتددد فدددإن أمتدددي ال تطيددد‬
‫رلک‪...‬‬

‫دددزل بدد‬ ‫‪ – 2‬جمدددع األمدددة اإلسدددالمية علدددع لسدددان واحدددد يوحدددد بينهدددا وهدددو لسدددان قدددري الدد‬
‫القدددرآن الودددريم‪ ،‬والد د ا دددتظم کثيدددراً مدددن مختدددارات ألسدددنة القبا د د العربيدددة التدددي کا د دب تختلدددف‬
‫إلدددع مودددة فدددي موسدددم الجمدددع وأسدددواق العدددرب المودددهورة‪ ،‬ومدددن أصدددح أن يقدددال‪ :‬إن القدددرآن دددزل‬
‫بلغة قري ‪ ،‬ألن لغات العرب جمعاء تمثلب في لسان القريوين به ا المعنع‪.‬‬

‫‪ – 3‬بيدددان حودددم مدددن األحودددام‪ :‬کقولدد تعدددالع‪....( :‬وَإنْ كَدددانَ رَجُدد ٌ يُدددورَ ُ كَلَالَددةً أَو امْددرَأَةٌ وَلَدد ُ‬
‫أَ ٌ أَوْ أُخْددبٌ فَلكُدد ا وَاحدددٍ منْهُمَدددا السودد ُد ُ‪ (1()...‬قدددرأ سدددعد بدددن أبدددي وقدددا (وَلَدد ُ أَ ٌ أَوْ أُخْددبٌ) مدددن‬
‫أم بزيدددادة لفدددظ مدددن أم فتبدددين بهدددا أن المدددراد بددداإلخوة فدددي هد د ا الحكدددم اإلخدددوة لدددام دون األشدددقاء‬
‫ومن كا وا ألب وه ا أمر مجمع علي ‪.‬‬

‫‪ – 4‬الجمدددع بدددين حومدددين مختلفدددين بمجمدددوع القدددراءتين کقولددد تعدددالع‪ ...( :‬فَددداعْتَزلُوا الناسَدددا َء‬
‫فدددي الْمَحددديض وَلَدددا تَقْرَبُدددوهُنَّ حَتَّد د يَطْهُد درْنَ‪ ،(2()...‬قدددرم بدددالتخفيف والتودددديد فدددي حدددر الطددداء‬
‫مدددن كلمدددة يطهدددرن وال ريدددب أن صددديغة التودددديد تفيدددد وجدددوب المبالغدددة فدددي طهدددر النسددداء مدددن‬
‫الحيض ألن زيادة المبن تدل عل زيادة المعن ‪ .‬أما قراءة التخفيف فال تفيد ه ه المبالغة‪.‬‬

‫ومجموع القراءتین یح م بأمرین‪:‬‬

‫أحاااااد ما أن الحدددددا ض ال يقربهدددددا زوجهدددددا حتددد د يحصددد د أصددد د الطهدددددر‪ .‬ورلدددددا با قطددددداع‬
‫الحيض‪.‬‬

‫وثانیهمااا أ هددا ال يقربهددا زوجهددا أيضددا إال إن بالغددب فددي الطهددر ورلددا باالغتسددال فددال بددد مددن‬
‫الطهرين كليهما في جواز قربان النساء‪ .‬وهو م هب الوافعي ومن وافق أيضا‪.‬‬

‫‪ - 5‬الداللددددة علدد د حكمددددين شددددرعيين ولكددددن فددددي حددددالين مختلفددددين‪ :‬كقولدد د تعددددال فددددي بيددددان‬
‫الوضدددددوء( فَاغْسددد دلُوا وُجُدددددوهَكُمْ وَأَيْدددددديَكُمْ إلَددد د الْمَرَافددد د وَامْسَددد دحُوا برُؤُوسددد دكُمْ وَأَرْجُلَكُددد دمْ إلَددد د‬
‫الْكَعْبَيْن‪.(3()...‬‬

‫قدددرم بنصدددب لفدددظ أرجلكدددم وبجرهدددا‪ .‬فالنصدددب يفيدددد طلدددب غسدددلها‪ ،‬والجدددر يفيدددد طلدددب مسدددحها‬
‫وقد بين الرسول أن المسح يكون لالب الخف وأن الغس يجب عل من لم يلب الخف‪.‬‬

‫‪ - 6‬دفددع تددوهم مددا لددي مددرادا كقول د تعددال ‪( :‬يَددا أَيوهَددا الَّ د ينَ آمَنُددوا إرَا ُددود َ للصَّددالة م دنْ يَددوْم‬
‫الْجُمُعَة فَاسَعَوْا إَل ركْر اللَّ ‪ ،(4()...‬وقرم (فامضوا إل ركر اهلل)‪.‬‬

‫‪ – )1‬سورة النساء ‪.)12 :‬‬


‫‪ – )2‬سورة البقرة ‪.)222 :‬‬
‫‪ – )3‬سورة الما دة ‪.)6 :‬‬
‫‪ – )4‬سورة الجمعة ‪.)9 :‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ - 1‬فدددالقراءة األولددد يتدددوهم منهدددا وجدددوب السدددرعة فدددي المودددي إلددد صدددالة الجمعدددة ولكدددن‬
‫القراءة الثا ية رفعب ه ا التوهم ألن المضي لي من مدلول السرعة‪.‬‬
‫(‪(1‬‬
‫‪ - 2‬بيدددان لفدددظ مدددبهم علد د الدددبعض حدددو قولد د تعدددال ‪( :‬وَتَكُدددونُ الْجبَدددالُ كَدددالْعهْن الْمَنْفُدددو )‬
‫وقرم كالصو المنفو فبينب القراءة الثا ية أن العهن هو الصو ‪.‬‬

‫‪ - 8‬تجليددة عقيدددة ضدد فيهددا بعددض النددا ‪ :‬حددو قولدد تعددال فددي وصددف الجنددة وأهلهددا‪( :‬وَإرَا‬
‫ب ثَددمَّ رَأَيْ دبَ َعيم داً وَمُلْك داً كَبيددراً)(‪ (2‬جدداءت القددراءة بضددم المدديم وسددكون الددالم فددي لفددظ وملكددا‬
‫رَأَيْ د َ‬
‫كبيرا وجاءت قراءة أخر بفتح الميم وكسر الالم في ه ا اللفظ فس (مَلواً)‪.‬‬

‫فرفعدددب هددد ه القدددراءة الثا يدددة قددداب الخفددداء عدددن وجددد الحددد فدددي عقيددددة رؤيدددة المددد منين هلل‬
‫تعددال فددي اآخددرة أل د سددبحا هددو الملددا وحددده فددي تلددا الدددار(‪...‬لمَددن الْمُلْ داُ الْيَ د ْومَ للَّ د الْوَاحددد‬
‫الْقَهَّار)(‪.(3‬‬

‫الشا د الثاني‪:‬‬

‫أقدددرأه أمدددين‬ ‫الد د‬ ‫أن مدددرات اسدددتزادة الرسدددول للتيسدددير علد د أمتد د كا دددب سدددتا غيدددر الحدددر‬
‫الوحي علي أول مرة فتلا سبعة كاملة بمنطوقها ومفهومها‪.‬‬

‫الشا د الثالث‪:‬‬

‫كمدددا يددددل‬ ‫أن مدددن قدددرأ حرفدددا مدددن هد د ه الحدددرو فقدددد أصددداب الصدددواب أيدددا كدددان رلدددا الحدددر‬
‫علي فيما مض قول ‪ -‬صل اهلل علي وسلم ‪ :-‬هفأيما حر قرؤوا علي فقد أصابواه‬

‫الشا د الرابع‪:‬‬

‫أن القدددراءات كلهدددا علد د اختالفهدددا كدددالم اهلل ال مددددخ لبودددر فيهدددا‪ ،‬حيدددث عنددددما راجدددع النبدددي‬
‫– صلع اهلل علي وسلم – المختلفين في القراءة هو ا أ زلب‪.‬‬

‫الشا د الخامس‪:‬‬

‫أ دد ال يجددوز منددع أحددد مددن القددراءة بددأ حددر مددن تلددا األحددر السددبعة النازلددة‪ .‬يدددل علدد‬
‫رلدددا قولد د ‪ -‬صدددل اهلل عليد د وسدددلم ‪ :-‬هفدددال تمددداروا فيد د فدددإن المدددراء فيد د كفدددره وعددددم موافقتد د‬
‫لعمرعلع مخالفت لهوام بن حويم‪.‬‬

‫الشا د السادس‪:‬‬

‫‪ – )1‬سورة القارعة ‪.)5 :‬‬


‫‪ – )2‬سورة اإل سان ‪.)20 :‬‬
‫‪ – )3‬سورة غافر ‪.)16 :‬‬

‫‪34‬‬
‫أن الصدددحابة ‪ -‬رضدددوان اهلل ‪ -‬علددديهم كدددا وا متحمسدددين فدددي الددددفاع عدددن القدددرآن وشددداهده مدددثالً‬
‫موقف عمر ‪ -‬رضع اهلل عن ‪ -‬من هوام بن حويم حينما قرأ سورة الفرقان‪.‬‬

‫الشا د السابع‪:‬‬

‫ال يجددددوز أن جعدد د اخددددتال القددددراءات معركددددة جدددددال و ددددزاع وشددددقاق‪ .‬لقولدد د ‪ -‬صددددل اهلل‬
‫علي وسلم ‪ : -‬هفال تماروا في فإن المراء في كفره‪.‬‬

‫معنى نزول القرآن على سبعة أحرف‬

‫قال ‪ -‬صل اهلل علي وسلم ‪ :-‬هأ زل القرآن عل سبعة أحر ه‪.‬‬

‫القدددرآن‪ :‬كتددداب اهلل المندددزل علدد بيندددا محمدددد ‪ -‬صدددل اهلل عليد د وسدددلم ‪ -‬المنقدددول إليندددا بدددالتواتر‬
‫المتعبد بتالوت المبدؤ بالفاتحة والمختوم بسورة النا ‪.‬‬

‫في اآحاد بين الستة و الثما ية‪.‬‬ ‫عدد سبعة‪ :‬العدد المعرو‬

‫وأمدددا األحدددر فجمدددع حدددر والحدددر يطلد د علد د معدددان كثيدددرة و قدددال صددداحب القدددامو ‪:‬‬
‫الحر من ك شيء طرف وشفيره وحده والواحد حرو التهجي‪.‬‬

‫وعندددد النحددداة مدددا جددداء لمعند د لدددي باسدددم وال فعد د قدددال تعدددالع‪ْ :‬وَمد دنَ النَّدددا مَد دنْ يَعْبُد ددُ اللَّد د َ‬
‫عَلَددد حَدددرْ ٍ} أ وجددد واحدددد وهدددو أن يعبدددده علددد السدددراء ال علددد الضدددراء أو علددد شدددا أو‬
‫عل غير طمأ ينة من أمره‪.‬‬

‫و ددزل القددرآن علدد سددبعة أحددر ‪ :‬سددبع لغددات مددن لغددات العددرب‪ .‬ولددي معندداه أن يكددون فددي‬
‫الحددددر الواحددددد سددددبعة أوجدد د وإن جدددداء علددد سددددبعة أو عوددددرة أو أكثددددر ولكددددن معندددداه أن هدد د ه‬
‫اللغات السبع متفرقة في القرآن‪.‬‬

‫يقدددول الودددي الزرقدددا ع‪ :‬وأ سدددب المعدددا ي بالمقدددام هندددا فدددي إطالقدددات لفدددظ الحدددر أ د د الوجد د‬
‫بدددالمعن الد د سنقصد د عليدددا ال بدددالمعن الد د رهدددب إليد د صددداحب القدددامو وغيدددره مدددن أ د د‬
‫اللغة أو غيرها‪.‬‬

‫ثدددم إن كلمدددة( علددد ) فدددي قولددد صدددل اهلل عليددد وسدددلم‪ :‬هأ دددزل القدددرآن علددد سدددبعة أحدددر ه‬
‫توير إل أن المسألة عل ه ا الور من التوسعة والتيسير‪.‬‬

‫ولدددي المدددراد أن كد د كلمدددة مدددن القدددرآن تقدددرأ علد د سدددبعة أوجد د إرا لقدددال ‪ -‬صدددل اهلل عليد د‬
‫وسددلم ‪-‬هإن هدد ا القددرآن أ دددزل سددبعة أحددر ه بحدد لفددظ (علدد )‪ .‬بدد المدددراد مددا علمددب مدددن أن‬
‫هد د ا القدددرآن أ دددزل علد د هد د ا الودددر وهد د ه التوسدددعة بحيدددث ال تتجددداوز وجدددوه االخدددتال سدددبعة‬
‫أوج ‪.‬‬

‫الوجوه السبعة في المذ ب المختار‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫سد د ال‪ :‬مدددا هدددي الوجدددوه السدددبعة التدددي ال تخدددرج القدددراءات عنهدددا مهمدددا كثدددرت وتنوعدددب فدددي‬
‫الكلمة الواحدة؟‬

‫الجواب‪ :‬اختلف العلماء في تحديد الوجوه السبعة‪.‬‬

‫والد د رهدددب إليد د الزرقدددا ي و رجحد د هدددو مدددا رهدددب إليد د اإلمدددام أبدددو الفضد د الدددراز فدددي‬
‫اللوا ح إر يقول‪:‬‬

‫ال الم ال یخرج عن سبعة أحرف في االختالف‪:‬‬

‫األسماء من إفراد وتثنية وجمع وت كير وتأ يث‪.‬‬ ‫األول‪ :‬اختال‬

‫تصريف األفعال من مال ومضارع وأمر‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬اختال‬

‫وجوه اإلعراب‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬اختال‬

‫والزيادة‪.‬‬ ‫بالنق‬ ‫الرابع‪ :‬االختال‬

‫بالتقديم والتأخير‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬االختال‬

‫باإلبدال‪.‬‬ ‫السادس‪ :‬االختال‬

‫اللغددددات يريددددد اللهجددددات كددددالفتح واإلمالددددة والترقيدد د والتفخدددديم واإلظهددددار‬ ‫السااااابع‪ :‬اخددددتال‬
‫واإلدغام ‪.‬‬

‫التمثیل لهذه األوجه‪:‬‬

‫‪ -1‬مثددد للوجددد األول منددد وهدددو اخدددتال األسدددماء‪ .‬بقولددد سدددبحا ‪ْ :‬وَالَّددد ينَ هُدددمْ لأَمَا َددداتهمْ‬
‫وَعَهْدهمْ رَاعُونَ} قرم هك ا‪ْ :‬لأَمَا َاتهمْ} جمعا وقرم ْألمَا َتهم} باإلفراد‪.‬‬

‫‪ - 2‬مثيد د للوجد د الثدددا ي وهدددو اخدددتال تصدددريف األفعدددال بقولد د سدددبحا ‪ْ :‬فَقَدددالُوا رَبَّنَدددا بَاعد د ْد‬
‫بَدديْنَ أَسْددفَار َا} قدددرم هكدد ا بنصدددب لفدددظ ْرَبَّنَدددا} علدد أ دد منددداد وبلفدددظ ْبَاعدددْ} فعدد أمدددر وقدددرم‬
‫هكد د ا‪ْ :‬رَبَّنَدددا بَاعد ددْ} برفدددع رب علد د أ د د مبتددددأ وبلفدددظ بعادددد فعدددال ماضددديا مضدددعف العدددين جملتد د‬
‫خبر‪.‬‬

‫‪ - 3‬ويمكددددن التمثيدددد للوجدددد الثالدددددث وهددددو اخدددددتال وجددددوه اإلعدددددراب بقولدددد سدددددبحا ‪ْ :‬رُو‬
‫الْعَدد ْر الْمَجيدددُ} قدددرم برفدددع لفدددظ المجيدددد وجدددره‪ .‬فدددالرفع علدد أ دد عدددب لكلمدددة رو والجدددر علدد‬
‫أ عب لكلمة العر ‪.‬‬

‫‪ - 4‬ويمكدددن التمثيد د للوجد د الرابدددع‪ :‬وهدددو االخدددتال بدددالنق والزيدددادة‪ .‬بقولد د سدددبحا ‪ْ :‬وَمَدددا‬
‫خَلَ َ ال َّكَرَ وَالْأُ ْ َث }‪ ،‬قرم به ا اللفظ‪ .‬وقرم أيضا وال كر واأل ث بنق كلمة ما خل ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ - 5‬ويمكددددن التمثيدد د للوجدد د الخددددام ‪ -‬وهددددو االخددددتال بالتقددددديم والتددددأخير‪ -‬بقولدد د سددددبحا ‪:‬‬
‫ْوَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْت بالْحَ ا} وقرم‪ :‬وجاءت سكرة الح بالموت‪.‬‬

‫‪ - 6‬ويمكددددن التمثيدد د للوجدد د السدددداد ‪ -‬وهددددو االخددددتال باإلبدددددال‪ -‬بقولدد د سددددبحا ‪ْ :‬وَا ْظُدد د ْر‬
‫إلَددد الْعظَددددام كَيْدد دفَ ُنْودددزُهَا} بددددالزا وقددددرم ْ ُنْودددرُهَا} بددددالراء وكدد د لا قولدد د سددددبحا ْوَطَلْدددحٍ‬
‫مَنْضُودٍ} بالحاء وقرم وطلع بالعين‪.‬‬

‫‪ - 7‬ويمكدددن التمثيددد للوجددد السدددابع ‪ -‬وهدددو اخدددتال اللهجدددات‪ -‬بقولددد سدددبحا ‪ْ :‬وَهَددد ْ أَتَدددا َ‬
‫حَدددديثُ مُوسَدد } تقدددرأ بدددالفتح واإلمالدددة فدددي (أتدد ) ولفدددظ موسدد و کدد لک کلمدددة (بلدد )فدددي قولدد ‪ْ:‬‬
‫قدرين القيامة} قرم بالفتح واإلمالة في لفظ بل ‪.‬‬

‫لماذا اختار الشیخ الزرقانی ذا المذ ب علي أن األحرف السبعة ي األوجه السبعة؟‬

‫ويجيب الوي الزرقا ع علع ه ا السوال فيقول‪:‬‬

‫وإنما اخترنا ذا المذ ب ألربعة أمور‪:‬‬

‫ت يده األدلة في األحاديث الماضية وما شابهها‪.‬‬ ‫أحد ا‪ :‬أ هو ال‬

‫ثانیهااااا‪ :‬هددددو الددددراجح فددددي تلددددا المددددوازين التددددي أقمناهددددا شددددواهد بددددارزة مددددن تلددددا األحاديددددث‬
‫الواردة‪.‬‬

‫هي التيسير والتخفيف عل األمة‪.‬‬ ‫‪ :- 1‬أن الحكمة في زول القرآن عل سبعة أحر‬

‫أقدددرأه‬ ‫الد د‬ ‫‪ :- 2‬أن مدددرات اسدددتزادة الرسدددول للتيسدددير علد د أمتد د كا دددب سدددتا غيدددر الحدددر‬
‫أمين الوحي علي أول مرة فتلا سبعة كاملة‪.‬‬

‫‪ :- 3‬أن مددن قددرأ حرفددا مددن هدد ه الحددرو فقددد أصدداب شدداكلة الصددواب أيددا كددان رلددا الحددر‬
‫كمدددا يددددل عليد د فيمدددا مضد د قولد د ‪ -‬صدددل اهلل عليد د وسدددلم ‪ :-‬هفأيمدددا حدددر قدددرؤوا عليد د فقدددد‬
‫أصابواه وقول ‪ -‬صل اهلل علي وسلم ‪ -‬لك من المختلفين في القراءة هأصببه‪.‬‬

‫‪ :- 4‬أن القددددراءات كلهددددا علددد اختالفهددددا كددددالم اهلل ال مدددددخ لبوددددر فيهددددا‪ .‬بدددددلي أن الصددددحابة‬
‫رضدددوان اهلل علددديهم كدددا وا إرا اختلفدددوا فدددع شدددن منهدددا رجعدددوا إلد د رسدددول اهلل ‪ -‬صدددل اهلل عليد د‬
‫وسدددلم ‪ -‬لينظدددر فدددع رلدددک و يحودددم فيهدددا و کددد لک فدددإن النبدددع ‪ -‬صدددل اهلل عليددد وسدددلم ‪ -‬کدددان‬
‫يقول للمختلفين فع القراءة واحدا واحدا‪ :‬ههك ا أ زلبه‪.‬‬

‫السددبعة النازلددة‪ .‬يدددل‬ ‫‪ :- 5‬أ دد ال يجددوز منددع أحددد مددن القددراءة بددأ حددر مددن تلددا األحددر‬
‫عل رلا قول ‪ -‬صل اهلل علي وسلم ‪ :-‬هفال تماروا في فإن المراء في كفره‪.‬‬

‫‪ :- 6‬أن الصدددحابة ‪ -‬رضدددوان اهلل علددديهم ‪ -‬كدددا وا متحمسدددين فدددي الددددفاع عدددن القدددرآن الودددريم‬
‫بدددلي مدددا قالددب بدد خليفدددة عمددر – رضدددي اهلل عندد ‪ -‬بهودددام بدددن حكدديم حينمدددا سددمع يقدددرأ سدددورة‬
‫الفرقان بغير القراءة التع سمعها من رسول اهلل ‪ -‬صلع اهلل علي وسلم ‪.-‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ :- 7‬أ دد ال يجدددوز أن يجعدد اخدددتال القدددراءات معركدددة جددددال و دددزاع‪ .‬يرشدددد إلدد رلدددا قولدد‬
‫‪ -‬صل اهلل علي وسلم ‪ -‬فيما سب هفال تماروا في فإن المراء في كفره‪.‬‬

‫‪ :- 8‬أن المدددراد بددداألحر فدددي األحاديدددث السدددابقة وجدددوه فدددي األلفدددال وحددددها ال محالدددة‪ .‬بددددلي‬
‫أن الخدددال الد د صدددورت لندددا الروايدددات المد د كورة كدددان دا دددرا حدددول قدددراءة األلفدددال ال تفسدددير‬
‫المعدددا ي مثد د قدددول عمدددر‪ :‬إرا هدددو يقرؤهدددا علد د حدددرو كثيدددرة لدددم يقر نيهدددا رسدددول اهلل ‪ -‬صدددل‬
‫اهلل عليدد وسدددلم ‪ -‬ثدددم حكدددم الرسدددول أن يقدددرأ كدد منهمدددا وقولدد ‪ -‬صدددل اهلل عليدد وسدددلم ‪ :-‬ههكدد ا‬
‫أ زلدددبه‪ .‬وقولد د ‪ :‬هأ رلدددا قدددرأتم فقدددد أصدددبتمه و حدددو رلدددا وال ريدددب أن القدددراءة أداء األلفدددال ال‬
‫شرح المعا ي‪.‬‬

‫ثالثهاااا‪ :‬أن هددد ا المددد هب يعتمدددد علددد االسدددتقراء التدددام الخدددتال القدددراءات ومدددا ترجدددع إليددد‬
‫من الوجوه السبعة بخال غيره فإن استقراءه اق أو في حكم الناق ‪.‬‬

‫فمدددثال‪ :‬كلمدددة (أ ) التدددي أوصدددلها الرمدددا ي إلددد سدددبع وثالثدددين لغدددة يمكدددن رد لغاتهدددا جميعدددا‬
‫إلد د هد د ه الوجدددوه السدددبعة وال تخدددرج عنهدددا‪ .‬وكد د لا االخدددتال اللهجدددات وهدددو اخدددتال شدددكلي‬
‫يدددرد إليهدددا وال يخدددرج عنهدددا‪ .‬بخدددال اآراء األخدددر فإ د د يتعد د ر أو يتعسدددر الرجدددوع بدددالقراءات‬
‫كلها إليها‪.‬‬

‫رابعها‪ :‬أن ه ا الرأ ال يلزم مح ور من المح ورات‪.‬‬

‫من م الذین قالوا بهذا المذ ب؟‬

‫يقدددول الودددي الزرقدددا ي‪ :‬هأن هد د ا المد د هب قدددد اختددداره فدددي جملتد د فحدددول مدددن العلمددداء وقاربد د‬
‫ك القرب م هب اإلمام ابن قتيبة والمحق ابن الجزر والقاضي ابن الطيب‪.‬‬

‫فدددي طدددرق التتبدددع واالستقصددداء والتعبيدددر‬ ‫وال فدددرق بدددين آرا هدددم وبدددين هد د ا الدددرأ إال اخدددتال‬
‫واألداء‪.‬‬

‫قال ابن حجر‪ :‬ه وقد أخ ‪ -‬أ الراز ‪ -‬کالم ابن قتيبة و قح ه‪.‬‬

‫إرن فم هب الراز هو م هب ابن قتيبة بعد تنقيح ‪.‬‬

‫وقدددد اختدددار هد د ا المد د هب بعدددض المتدددأخرين مدددن أعدددالم المحققدددين كالعالمدددة المرحدددوم الودددي‬
‫الخضر الدمياطي والعالمة المرحوم الوي محمد بخيب المطيعي‪.‬‬

‫بينها لفظياً فحسب‪.‬‬ ‫ومن العلماء من أجمع بين اآراء واعتبر الخال‬

‫ماقاله ابن قتیبة‪:‬‬

‫السبعة األوج التي يقع بها التغاير‪.‬‬ ‫قال ابن قتيبة‪ :‬هإن المراد باألحر‬

‫‪38‬‬
‫فأولهدددا‪ :‬مدددا تتغيدددر حركتدد وال يدددزول معنددداه وال صدددورت مثدد ْوَال يُضَدددارَّ كَاتددبٌ} بفدددتح الدددراء‬
‫وضمها‪.‬‬

‫وثا يها‪ :‬ما يتغير بالفع مث ‪ :‬بعد وباعد بلفظ الطلب والماضي‪.‬‬

‫وثالثها‪ :‬ما يتغير باللفظ مث ‪ :‬نورها وْ ُنْوزُهَا}‪.‬‬

‫قريب المخرج مث ْوَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} وطلع منضود‪.‬‬ ‫ورابعها‪ :‬ما يتغير بإبدال حر‬

‫وخامسدددها‪ :‬ما يتغير بالتقديم والتأخير مث ‪ْ :‬وَجَاءَتْ سددَكْرَةُ الْمَوْت بالْحَ ا} وجاءت سد دكرة الح‬
‫بالموت‪.‬‬

‫وسدددادسدددها‪ :‬ما يتغير بالزيادة والنقصدددان مث ‪ْ :‬وَمَا خَلَ َ ال َّكَرَ وَالْأُ ْ َث } ‪ .‬وال كر واأل ث بنق‬
‫لفظ ما خل ‪.‬‬

‫المنفو ‪.‬‬ ‫وسابعها‪ :‬ما يتغير بإبدال كلمة بأخر مث ‪ْ :‬كَالْعهْن الْمَنْفُو } ‪ .‬وكالصو‬

‫وأما ابن الجزري فیقول‪:‬‬

‫قد تتبعب صدحيح القراءات وشدارها وضعيفها ومنكرها فإرا هي يرجع اختالفها إل سبعة أوج ال‬
‫يخرج عنها‪.‬‬

‫‪ - 1‬ورلا إما في الحركات بال تغير في المعن والصددددورة حو البخ بأربعة أوج ويحسددددب‬
‫بوجهين‪.‬‬

‫حو ْفَتَل ََّق آدَمُ منْ رَبا كَلمَاتٍ}‪ .‬برفع لفظ آدم و صددب لفظ كلمات‬ ‫‪ - 2‬أو بتغير في المعن فق‬
‫وبالعك ‪.‬‬

‫بتغير المعن ال الصورة حو ْتَبْلُو} وتتلو‪.‬‬ ‫‪ - 3‬وإما في الحرو‬

‫رلا حو بصطة و ْبَسْطَةً} و حو ْالصارَا َ} والسرا ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬عك‬

‫‪ - 5‬أو بتغيرهما حو فامضوا ْفَاسَعَوْا}‪.‬‬

‫‪ - 6‬وإما في التقديم والتأخير حو ْفَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} بفتح ياء المضدددارعة مع بناء الفع للفاع‬
‫في إحد الكلمتين وبضمها مع بناء الفع للمفعول في الكلمة األخر ‪.‬‬

‫َص } ‪.‬‬
‫‪ - 7‬أو في الزيادة والنقصان حو أوص ْوَو َّ‬

‫فهذه سبعة ال یخرج االختالف عنها‪.‬‬

‫ماقاله القاضي ابن الطیب‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫وأما القاضي ابن الطيب فيقول فيما يحكي القرطبي عن ‪:‬‬

‫في القراءة فوجدتها سبعا‪:‬‬ ‫تدبرت وجوه االختال‬

‫‪ -1‬منها ما تتغير حركت وال يزول معناه وال صددورت ‪ .‬مث ْهُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ}‪ ،‬وأطهر أ بإسددكان‬
‫الراء وضمها ويضي صدر ‪ْ ،‬وَيَضي ُ صَدْر } أ بإسكان القا وضمها‪.‬‬

‫‪ - 2‬ومنها ما ال تتغير صددورت ويتغير معناه باإلعراب مث ‪ْ :‬رَبَّنَا بَاعدْ بَيْنَ أَسددْفَار َا} وباعد أ‬
‫بصيغة الماضي والطلب‪.‬‬

‫مث قول ‪ :‬نورها(‪ (1‬وْ ُنْوزُهَا(‪ }(2‬أ‬ ‫الحرو‬ ‫‪ - 3‬منها ما تبق صدورت ويتغير معناه باختال‬
‫بالراء والزا ‪.‬‬

‫المنفو ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ومنها ما تتغير صورت ويبق معناه مث ‪ْ :‬كَالْعهْن الْمَنْفُو } وكالصو‬

‫‪ - 5‬ومنها ما تتغير صورت ومعناه مث ‪ْ :‬وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} وطلع منضود‪.‬‬

‫‪ - 6‬ومنها التقديم والتأخير مث ‪ْ :‬وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْت بالْحَ ا} وجاءت سكرة الح بالموت‪.‬‬

‫‪ - 7‬ومنها الزيادة والنقصدان حو‪ْ :‬تسدْعٌ وَتسْعُونَ َعْجَةً}‪ .‬ول تسع وتسعون عجة أ ث أ بزيادة‬
‫لفظ أ ث ‪.‬‬

‫النسبة بین ذه المذا ب ومذ ب الرازي‪:‬‬

‫بينهما لفظيًا ال‬ ‫من العلمداء من قدال بداالتحداد بين هد ه المد اهدب ومد هدب الراز والخال‬ ‫هندا‬
‫حقيقياً‪.‬‬

‫وه ا لي صدحيحاً‪ ،‬ألن ه ه الم اهب الثالثة أهملب بقصدد أو بغير قصدد وجهاً أسدداسياً من وجوه‬
‫األحر السبعة‪ ،‬وهو اختال اللهجات ‪ -‬کالفتح واإلمالة والترقي والتفخيم –‪.‬‬

‫فالراز اسددددتطاع أن يدما الوجوه السددددبعة للم اهب الثال السددددابقة في أوج سددددتة ثم تولم عن‬
‫الوج السابع وهو اختال اللهجات‪.‬‬

‫وقد اعتبر الوددددي الزرقا ي أن تخفيف اهلل علع األمة بنزول القرآن علع سددددبعة أحر ‪ ،‬ال يتحق‬
‫إال بمالحظة االختال في اللهجات‪.‬‬

‫ب إن بعض العلماء جع الوجوه السبعة منحصرة في اللهجات ال غير‪.‬‬

‫‪ – )1‬وَقَرَأَ جُمْهُورُ الْعَوَرَة ُنْورُهَا بالرَّاء مُضَارعُ أَ ْوَرَ الروبَاعيا بمَعْنَ الْإحْيَاء‪.‬‬
‫‪ – )2‬وَقَرَأَهُ ابْنُ عَامرٍ َوحَمْزَةُ وَعَاصمٌ وَالْكسَا يو وَخََلفٌ‪ُ :‬نْوزُها‪ -‬بالزا ‪ -‬مضارع أ وزه إرَا رَفَعَ ُ‪ ،‬وَالنَّوْزُ الارْتفَاعُ‪ ،‬وَالْمُرَادُ‬
‫َاللحْم وَالدَّم بهَا‪.‬‬
‫ارْتفَاعُهَا حينَ تَغْلُظُ بإحَاطَة الْعَصَب و َّ‬

‫‪41‬‬
‫فاإلمام ابن قتيبة قال‪ :‬فوان من تيسددير اهلل تعالع أن أمر بي – صددلع اهلل علي وسددلم – أن يقرم‬
‫ک أمة (قبيلة) بلغتهم‪ ،‬و ماجرت ب عادتهم فاله لي يقرأ (عتع عين) يريد (حتع حين)‪ ،‬واألسدددددددد‬
‫يقرأ (يعلمون) و( علم) و(تسدددددددود وجوه) و(ألم إعهدد) بوسدددددددر حرو المضدددددددارعة في رلک کل ‪،‬‬
‫والتميمي يهمز والقرشي ال يهمز‪...‬‬

‫في اللهجات فه ا يقرأ عليهُم وفيهُم‪ ،‬واآخر‬ ‫به ا االختال‬ ‫ک لک جد اإلمام ابن الجزر يعتر‬
‫يقرأ عليهموا‪ ،‬وفيهموا‪.‬‬

‫اللهجات‪ ،‬فاتهما أن ينظمهاه في سلک الوجوه السبعة‪.‬‬ ‫لون ه ين اإلمامين الل ين اعترفا باختال‬

‫ل األحرف السبعة التي نزل بها القرآن ال ریم لها وجود في المصاحف العثمانیة؟‬

‫الجواب‪:‬‬

‫موجودة بالمصداحف‬ ‫أوالً‪ :‬رهب جماعة من الفقهاء والقراء والمتكلمين إل أن جميع ه ه األحر‬
‫العثما ية‪.‬‬

‫ق المصدداحف‬ ‫واحتجوا بأ ال يجوز لامة أن تهم ق شدديء منها وأن الصددحابة أجمعوا عل‬
‫العثما ية من الصحف التي كتبها أبو بكر وأجمعوا عل تر ما سو رلا‪.‬‬

‫ورهب جماهير العلماء من السددلف والخلف وأ مة المسددلمين إل أن المصدداحف العثما ية موددتملة‬


‫عل ما يحتمل رسدمها من األحر السدبعة فق جامعة للعرضة األخيرة التي عرضها النبي ‪ -‬صل‬
‫اهلل علي وسلم ‪ -‬عل جبري متضمنة لها‪.‬‬

‫ثانیاً‪ :‬ورهب ابن جرير الطبر ومن لفَّ لفَّ إل أن المصدددداحف العثما ية لم توددددتم إال عل‬
‫حر واحد من الحرو السبعة وتأثروا في ه ا الرأ بم هبهم في معن الحرو السبعة‪.‬‬

‫ورکروا‪ :‬أن ه ه السبعة كا ب في صدر اإلسالم أيام الرسول ‪ -‬صل اهلل علي وسلم ‪ -‬وخالفة أبي‬
‫بكر وعمر وصدر من خالفة عثمان – رضي اهلل تعالع عهنم ‪.-‬‬

‫ثم رأت األمة بقيادة عثمان أن تقتصددر عل حر واحد من السددبعة جمعا لكلمة المسددلمين فأخ ت‬
‫ب وأهملب ك ما عداه من األحر السدتة و سد عثمان المصداحف به ا الحر ال استبقت األمة‬
‫وحده‪.‬‬

‫والتحقي أن القول باشتمال المصاحف العثما ية عل األحر السبعة كلها أو بعضها يتوقف عل‬
‫أمرين‪ :‬أحد ما تحديد المراد من األحر السددبعة‪ ،‬وثانیهما‪ :‬الرجوع إل ما هو مكتوب وماث بتلا‬
‫المصاحف في الواقع و ف األمر‪.‬‬

‫األول‪ :‬أما المراد باألحر السددبعة فهي األوج التي يرجع إليها ك اختال في القراءات سددواء‬
‫منها ما كان صدددحيحا وشدددارا ومنكرا‪ ،‬وأ ها تنحصدددر في سدددبعة عل ما ركره الراز ال حالف‬
‫التوفي في الدقة واالستقراء التام‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫والثاني‪ :‬وبالرجوع إلع ماهو ماث وموتوب من ه ه األوج السدددددددبعة إلع المصددددددداحف العثما ية‬
‫خرج بالصواب وفص الخطاب وهو أن المصاحف العثما ية قد اشتملب عل األحر السبعة كلها‪،‬‬
‫بمعن أن ك واحد من ه ه المصداحف اشدتم عل ما يواف رسدم من ه ه األحر كال أو بعضا‪،‬‬
‫بحيث لم تخ المصاحف في مجموعها عن حر منها رأسا‪.‬‬

‫و ذه األمثلة وشوا د في المذ ب المختار‬

‫الوجه األول‪ :‬من وهو اختال األسددماء إفراده وجمعا ال حو قول سددبحا ْوَالَّ ينَ هُمْ لأَمَا َاته ْم‬
‫وَعَهْدهمْ رَاعُونَ} المقروءة بجمع األما ة وإفرادها فقد اشددددتم عليهما المصددددحف إر كان الرسددددم‬
‫العثما ي في هك ا‪ْ :‬ألمنتهم} برسددم المفرد في الحرو ولكن عليها ألف صددغيرة لتوددير إل قراءة‬
‫الجمع وغير منقوطة وال موكولة‪.‬‬

‫الوجاااه الثااااني‪ :‬وهدددو اخدددتال تصدددريف األفعدددال حدددو قولد د سدددبحا ْيَعْكُفُدددونَ عَلَد د أَصْد دنَا ٍم‬
‫لَهُد دمْ} المقدددروءة بكسدددر الكدددا وضدددمها فدددي الفعد د فقدددد وافقدددب كلتدددا القدددراءتين رسدددم المصدددحف‬
‫العثمددددا ي أيضددددا ألن هيكددد الفعددد واحددددد فددددي الخددد ال يتغيددددر فددددي كلتددددا القددددراءتين والمصددددحف‬
‫العثما ي لم يكن معجما وال موكوال‪.‬‬

‫وجددددوه اإلعددددراب كقددددراءة ْوَال يُضَددددارَّ كَاتدد دبٌ} بفددددتح الددددراء‬ ‫الوجااااه الثالااااث‪ :‬وهددددو اخددددتال‬
‫وضمها فإن الرسم يحتملهما‪.‬‬

‫والزيادة‪:‬‬ ‫بالنق‬ ‫الوجه الرابع‪ :‬وهو االختال‬

‫أ ‪ -‬فمند د مدددا يوافد د الرسدددم فدددي بعدددض المصددداحف‪ ،‬حدددو قولددد سدددبحا ‪ْ :‬وَأَعَددددَّ لَهُدددمْ جَنَّددداتٍ‬
‫تَجْر تَحْتَهَا الْأَ ْهَارُ}‪ ،‬وقرم ْتَجْر منْ تَحْتهَا} بزيادة لفظ ْمنْ}‪.‬‬

‫وهمددددا قراءتددددان متواترتددددان وقددددد وافقددددب كلتاهمددددا رسددددم المصددددحف والزيددددادة توافدد د رسددددم‬
‫المصددددحف المكددددي ألن لفددددظ (مددددن) ثابتددددة فيددد ‪ .‬أمددددا حددد فها فإ ددد يوافددد رسددددم غيددددر المصددددحف‬
‫المكي‪.‬‬

‫ب ‪ -‬أمددددا مددددا ال يوافدد د رسددددم المصددددحف بحددددال مددددن األحددددوال حددددو قولدد د سددددبحا ‪ْ :‬وَكَددددا َ‬
‫ن‬
‫وَرَاءَهُ دمْ مَل داٌ يَأْخُ د ُ كُ د َّ سَددفينَةٍ غَصْددباً} وقددرأ ابددن عبددا هك د ا هيأخ د ك د سددفينة صددالحة غصددباه‬
‫بزيادة كلمة صالحة‪.‬‬

‫فددددإن هدد د ه الكلمددددة لددددم تثبددددب فددددي مصددددحف مددددن المصدددداحف العثما يددددة فهددددي مخالفددددة لخدد د‬
‫المصحف‪.‬‬

‫ورلدددا ألن هددد ه القدددراءة ومدددا شددداكلها منسدددوخة بالعرضدددة األخيدددرة‪ .‬ويددددل علددد هددد ا النسددد‬
‫إجماع األمة عل ما في المصاحف‪.‬‬

‫بالتقديم والتأخير‪ ،‬فهو مث سابق ‪.‬‬ ‫الوجه الخامس‪ :‬وهو االختال‬

‫‪42‬‬
‫أ ‪ -‬مند د مدددا هدددو موافد د لرسدددم المصدددحف حدددو قولد د سدددبحا ‪ْ :‬فَيَقْتُلُدددونَ وَيُقْتَلُدددونَ وَعْدددداً عَلَيْد د‬
‫حَقادد داً}‪ ،‬قددددرم الفعدد د بالبندددداء للفاعدد د فددددي األول وللمفعددددول فددددي الثددددا ي وقددددرم بددددالعك ‪ ،‬وهمددددا‬
‫قراءتان متواترتان وال يخالف شيء منهما رسم المصحف‪.‬‬

‫ب ‪ -‬ومند د مدددا خدددالف رسدددم المصدددحف‪ ،‬حدددو قولد د سدددبحا ‪ْ :‬وَجَددداءَتْ سَد دكْرَةُ الْمَد دوْت بدددالْحَ ا}‬
‫وقدددرم وجددداءت سدددكرة الحد د بدددالموت فدددإن هد د ه القدددراءة الثا يدددة ال يحتملهدددا رسدددم المصدددحف وإن‬
‫كا دددب منقولدددة عدددن أبدددي بكدددر الصددددي وطلحدددة بدددن مطدددر وزيدددن العابددددين ‪ -‬رضدددي اهلل عدددنهم ‪-‬‬
‫لكنهددددا لددددم تتددددواتر‪ ،‬فهددددي منسددددوخة بالعرضددددة األخيددددرة وبإجمدددداع الصددددحابة علدددد المصددددحف‬
‫العثما ي‪.‬‬

‫باإلبدال‪.‬‬ ‫الوجه السادس‪ :‬وهو االختال‬

‫فقد واف بعض رسم المصحف وخالف البعض أيضا‪.‬‬

‫أ ‪ -‬مثدددال مدددا وافد د الرسدددم قولد د سدددبحا ‪ْ :‬إنْ جَددداءَكُمْ فَاسد د ٌ بنَبَد دأٍ فَتَبَيَّنُدددوا} وقدددرم (فتثبتدددوا)‪،‬‬
‫وهما قراءاتان متواترتان‪ .‬وتواف كلتاهما رسم المصحف‪.‬‬

‫ب ‪ -‬ومثددال مددالم يوافدد الرسددم‪ ،‬قددراءة إرا ددود للصددالة مددن يددوم الجمعددة فامضددوا إلدد ركددر‬
‫اهلل‪ ،‬وقراءة هوتكون الجبال كالصو المنفو ه‪.‬‬

‫فإ همددددا مخالفتددددان لرسددددم المصددددحف‪ .‬ولدد د لا سددددخهما بالعرضددددة األخيددددرة‪ .‬واسددددتقرار األمددددر‬
‫عل ما واف الرسم من وهو قراءة ْفَاسَعَوْا إَل ركْر اللَّ } وقراءة ْكَالْعهْن الْمَنْفُو }‪.‬‬

‫بسددددبب تبدددداين اللهجددددات فيوافدد د رسددددم المصددددحف موافقددددة‬ ‫الوجااااه السااااابع‪ :‬وهددددو االخددددتال‬
‫تامة‪.‬‬

‫أل د د اخدددتال شدددكلي ال يترتدددب عليد د تغييدددر جدددوهر الكلمدددة کقولد د تعدددالع‪ْ :‬هَد د ْ أَتَدددا َ حَدددديثُ‬
‫مُوسَ د }‪ ،‬فإ هددا رسددمب هك د ا بيدداء فددي الفع د بعددد التدداء‪ ،‬وبقلددب ألددف موس د يدداء ومددن غيددر شددك‬
‫وال إعجام‪.‬‬

‫‪43‬‬

You might also like