Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 4

‫ى‬

‫إنا انزلناه ف ليلة القدر _ النون للعظمة أو للداللة عىل الذات مع الصفات‬
‫والضمي للقرآن ألن شهرته تقوم مقام ترصيحه باسمه‬
‫ر‬ ‫واالسماء‬
‫ى ى‬
‫حاض ف جميع األذهان وعظمه بأن أسند إنزاله‬ ‫ضمي اليه فكأنه‬
‫وال ر‬
‫جيائيل‬‫إىل جنابه مع أن نزوله إنما يكون بواسطة الملك وهو ر‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫بمعن إنا حكمنا بإنزاله ف ليلة القدر وقضينا به وقدرناه ف والقرآن‬
‫وعشين سنة‬ ‫ييل جملة واحدة بل أنزل منجما مفرقا ىف ثالث ر‬ ‫لم ى ى‬

‫وهذه السورة من جملة ما أنزل‬


‫ى‬
‫جيائيل نزل به جملة واحده ف ليلة القدر‬ ‫وجوابه أن المراد أن ر‬
‫ى‬
‫من اللوح المحفوظ اىل بيت العزة ف السماء الدنيا‬
‫ى ى‬
‫الكاتبي ف تلك السماء‬‫ر‬ ‫وأماله عىل السفرة أى المالئكة‬
‫النن عليه السالم منجما عىل حسب المصالح‬ ‫ييل عىل ر‬ ‫ثم كان ى ى‬
‫ى‬ ‫وكان ابتداء ى ى‬
‫تييله أيضا ف تلك الليلة وفيه اشارة اىل أن بيت العزة‬
‫راشف المقامات السماوية بعد اللوح المحفوظ ى ى‬
‫ليول القرآن منه إليه‬
‫ى‬
‫الربان‬ ‫ولذلك قيل بفضل السماء األوىل عىل أخواتها ألنها مقر الوىح‬
‫رى‬
‫بالمكي وكل منهما وجه‬ ‫لشف المكان‬ ‫وقيل ر‬
‫فان السلطان إنما ى ى‬
‫ييل عىل أنزه مكان ‪.‬‬
‫ى‬ ‫بالمكي ر‬
‫الشيف كما سبق ف سورة البلد‬ ‫رى‬ ‫الشيف يزداد رشفا‬ ‫فالمكان ر‬
‫ى‬
‫فف نزول القرآن بالتدري ج إشارة إىل تعظيم الجناب المحمدى‬
‫كما تدخل الهدايا شيئا بعد رشء عىل أيدى الخدام تعظيما للمهدى إليه‬
‫بعد التسوية بينه ر ى‬
‫وبي موش عليهما السالم بإنزاله جملة اىل بيت العزة‬
‫ى‬
‫وف التدري ج أيضا تسهيل للحفظ وتثبيت لفؤاده كما قال تعاىل‪:‬‬
‫وقال الذين كفروا لوال نزل عليه القرآن جملة واحدة‬
‫كذلك لنثبت به فؤادك‪.‬‬
‫جيائيل كان ى ى‬
‫ييل‬ ‫خي القدش‪ ..‬ألن ر‬ ‫وكالم هللا ى ى‬
‫الميل قسمان‪ ..‬القرآن وال ر‬
‫جيائيل‬ ‫ى‬
‫بالمعن ألن ر‬ ‫ييل بالقرآن ومن هنا جاز رواية السنة‬ ‫بالسنة كما ى ى‬
‫جيائيل أداها باللفظ‬ ‫ى‬
‫بالمعن ألن ر‬ ‫ى‬
‫بالمعن ولم تجز القرآن‬ ‫أداها‬
‫ى‬
‫والش ف ذلك التعبد بلفظه والعجاز به فانه ال يقدر أحد أن يأن بدله‬
‫بما يشتمل عليه من العجاز لفظا ومن األشار ى‬
‫معن‬
‫ثم أن اللوح المحفوظ قلب هذا ر ى‬
‫التعي ولكن قلب النسان ألطف منه‬
‫النن المختار‬ ‫ألنه زبدته وأ رشفه ألن القرآن نزل به الروح األ ر ى‬
‫مي عىل قلب ر‬
‫وهنا سؤال‪ ..‬وهو أن المالئكة بأشهم صعقوا ليلة نزول القرآن‬
‫حرصة اللوح المحفوظ إىل ى‬
‫حرصة بيت العزة فما وجهه ؟‬ ‫من ى‬

‫والجواب أن محمدا صىل هللا عليه وسلم عندهم من رأشاط القيامة‬


‫فيوله دل عىل قيام الساعة فصعقوا هيبة منه‬ ‫والقرآن كتاب ى ى‬
‫ى‬ ‫ا‬
‫وحرصة وعده و وعيده‬ ‫وإجالل لكالمه‪..‬‬
‫ى‬
‫وف بعض األخبار أن هللا تعاىل اذا تكلم بالرحمة تكلم بالفارسية‬
‫عيانيا‬
‫غي العرب شيانيا كان أو ر‬
‫والمراد بالفارسية لسان ر‬
‫وإذا تكلم بالعذاب تكلم بالعربية فلما سمعوا العربية المحمدية‬
‫ظنوا أنه عقاب فصعقوا‬
‫ى‬
‫ثم القرآن كالمه القديم أنزله ف شهر رمضان كما قال تعاىل شهر رمضان‬
‫ا‬
‫الذى أنزل فيه القرآن وهذا هو البيان األول ولم ندر نهارا أنزل فيه أم ليل‬
‫ى‬
‫فقال تعاىل إنا انزلناه ف ليلة مباركة‪.‬‬
‫الثان ولم ندر أى ليلة ىه؟‬‫وهذا هو البيان ى‬
‫ى‬
‫فقال تعاىل { إنا انزلناه ف ليلة القدر } فهذا هو البيان الثالث‬
‫الذى هو غاية البيان فالصحيح أن الليلة الن يفرق فيها كل أمر حكيم‬
‫وينسخ فيها أمر السنة وتد ربي األحكام إىل مثلها ىه ليلة القدر‪.‬‬
‫ولتقدير األمور فيها سميت ليلة القدر ويشهد ى ى‬
‫التييل لما ذكرنا‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫إذ ف أول اآلية إنا انزلناه ف ليلة مباركة ثم وصفها فقال فيها يفرق كل أمر‬
‫ى‬
‫حكيم والقرآن إنما نزل ف ليلة القدر فكانت هذه اآلية بهذا الوصف‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ف هذه الليلة مواطئة لقوله تعاىل إنا انزلناه ف ليلة القدر‪.‬‬
‫ى‬
‫كذا ف قوت القلوب للشيخ أ رن طالب المك قدس شه‬
‫كي الكرامات‬ ‫فان قلت ما الحكمة ىف إنزال القرآن ليال قلت ألن أ ر‬

‫ونزول النفحات والشاء إىل السموات يكون بالليل والليل من الجنة‬


‫ألنها محل االسياحة والنهار من النار ألن فيه المعاش والتعب والنهار‬
‫حظ اللباس والفراق والليل حظ الفراش والوصال وعبادة الليل‬
‫أفضل من عبادة النهار ألن قلب النسان فيه أجمع‬
‫والمقصود هو حضور القلب‪.‬‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫رى‬
‫العارفي إعمل التوحيد ف النهار والسم ف الليل‬ ‫قال بعض‬
‫رى‬
‫الطريقتي الجلوتية بالجيم والخلوتية‬ ‫حن تكون جامعا ر ى‬
‫بي‬
‫رى‬
‫جناحي لك‪.‬‬ ‫ويكون التوحيد و السم‬
‫ى‬
‫تفسي القرآن اسماعيل حف _ت ‪ 1127‬ه‬
‫ر‬ ‫تفسي روح البيان ف‬
‫ر‬

‫إعداد‪:‬قدرى جاد‪2022‬‬

You might also like