Professional Documents
Culture Documents
افراح كريم
افراح كريم
افراح كريم
بإشراف االستاذة
أسيل عبدالحكيم
2022 1443هـ
م
بسم هللا الرحمن الرحيم
شكر وامتنان
كاد المعلم ان يكون رسوال قم للمعلم وفه التبجيال
الصفحة الموضوع
1 المقدمة
29-32 المصادر
المقدمة
الحم د هلل رب الع المين والص الة والس الم على محم د وعلى آل ه وص حبه
أجمعين.
بعد :
أما ُ
القرآن الكريم كتاب اهلل ومعجزة نبيِّه وهو المنبع األول لجميع األعمال التي
تتص ل بالعقي دة اإلس المية ،وأحك ام الش ريعة ،بم ا ي دخل فيه ا من العب ادات
والمع امالت ،وم ا يتص ل بنظ ام األس رة والمجتم ع ،وح ق الف رد على الجماع ة ،
وواجبه نحو نفسه ،ونحو غيره ممن يحيا بينهم ،وكل ما يتصل بمبادئ األخالق
ان على ك ل م ا خل ق اهلل ، وقواع د الس لوك ،وس ائر الفض ائل ال تي تميِّز اإلنس َ
وتَْرفع ه على غ يره درج ات ،وق د حظي الق رآن بالعناي ة البالغ ة من نش اط اإلنس ان
العلمي في مختل ف أط واره التاريخي ة ،فك ان حظُّه واف راً في ِّ
الكم والن وع من
تأمالت ه وتأص يالته ،وم ا خلّفت من دراس ات مختلف ة تب اينت تبع اً الختالف أه داف
المعرفي .
ّ الدراسة والنظر
1
رب العالمين
والحمد هلل ّ
2
المبحثـ األول
داللة لفظ ( زيّن )
في المعاجم العربية
المبحث األول
داللة لفظ ( زيّن ) في المعاجم العربية
زين ) في اللغة :
لفظ ( ّ
يان؛ زانه
الش ْين وجمعه َْأز ٌ خالف َّ
ُ جاء في لسان العرب ان (( زين َّ :
الز ْي ُن
ينة ِإالَّ َأن التاء
الز ِ
بمعنى وهو افتعل من ِّ
وازدان ً َز ْيناً َأزانه على اَألصل تَ َزَّي َن هو ْ
دان وِإ ن َأدغمت
الن مخرجها ولم توافق الزاي لشدتها َأبدلوا منها داالً فهو ُم ْز ٌ لما ََّ
ت وم َزيِّين ِإن َع َّو ْ
ض َ قلت ُم ّزان وتص غير ُم ْزدان ُم َزَّي ٌن مث ل ُم َخَّير تص غير ُمختار ُ
اين َم َزايِين))(.)1
كما تقول في الجمع َم َز ُ
()2
،وفي وفي تهذيب اللغة :الزينة بالكسر اسم جامع لكل شيء يتزين به
تاج العروس :هي تحسين الشيء بغيره من لبسة أو حلية أو هيئة(. )3
4
أم ا على مس توى االش تقاق فيق ول الج وهري (( :وت زين وازدان بمع نى ،
وه و افتع ل من الزين ة ،إال أن الت اء لم ا الن مخرجه ا ولم تواف ق ال زاي لش دتها
()5
،يريد أن األصل في ازدان هو ازتان بالتاء . أبدلوا منها داال ،فهو مزدان ))
()2
،قال األزهري :سمعت صبياً من والزين نقيض الشين ،وجمعه أزيان
بني عقيل يقول لصبي آخر :وجهي زين ووجهك شين ،أراد به أنه صبيح الوجه
،واآلخر قبيحه ،والتق دير :وجهي ذو زين ،فنعته بالمصدر ،كما تقول :رجل
()3
. عد ٌل ؛ أي ذو عدل
وإ ذا وص لنا إلى معجم ات المف ردة القرآني ة وج دنا الدالل ة تتج ه اتجاه اً آخ ر
على الرغم من أنها ال تختلف كليا عما ورد عند أصحاب المعجمات اللغوية ؛ إذ
نجد عند أهل البحث عن المفردة القرآنية قيداً جديداً إلطالق الزينة وهو إخالصها
للدالل ة على م ا ال يحتم ل خالفه ا ب أي وج ه فـ(( الزين ة في الحقيق ة م ا ال يش ين
5
اإلنسان في شيء من أحواله ال في الدنيا وال في اآلخرة ،فأما ما يزينه في حالة
دون حالة فهو من وجه شين ))(. )1
وبهذا تضيق دائرة المعنى إلى درجة كبيرة .وغير ذلك فهم يقسمون الزينة
على ثالث ة أقس ام ؛ نفس ية ،وبدني ة ،وخارجي ة .أم ا النفس ية فهي ك العلم
واالعتق ادات الحس نة ،وأم ا البدني ة فهي ك القوة والط ول ،وأم ا الخارجي ة فهي
()2
. كالجاه والمال والملك
وعرف ه الش وكاني بقول ه (( الزين ة :م ا ي تزين ب ه االنس ان من ملبوس ات أو
غ يره من األش ياء المباح ة كالمع ادن ال تي لم ي رد نهي عن ال تزين به ا والج واهر
()5
. ونحوها ))
ـ ينظر :بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز . 155 / 3 : 2
6
مما تقدم نجد ان المعجمات العربية قد فصلت القول في لفظ ( زين ) ومن
خالل ورود اللفظ في المعجمات اللغوية وفي كتب التعريفات والمصطلحات يمكننا
عدة دالالت للفظ وهي كما يأتي :
ان نقف على ّ
زين ) :ما يتزين به ،ويوم الزينة يوم العيد ،والزين ضد الشين
1ـ الزينة من ( ّ
وزان ه وزين ه تزيين ا ،والحج ام م زين ،وت زين وازدان .ويق ال :أزينت األرض
بعشبها ،وازينت مثله وأصله تزينت(. )1
3ـ الزين ة بالكس ر :م ا ي تزين ب ه ،دار الزين ة ق رب ع دن .وزان ه وأزان ه وزين ه
وأزين ه ف تزين وازدان وازين وإ زي ان وأزين وزين كله ا ت أتي في معناه ا ،والزان ة
التخمة ،وحمر زيان کسحاب حسن وامرأة زائن متزينة(. )3
4ـ الزينة :ما تزينت به المرأة من حلي أو كحل أو خضاب ،فما كان ظاهراً منها
كالخ اتم والكح ل والخض اب فال ب أس بإبدائ ه لألج انب ،وم ا خفي منه ا كالس وار
والخلخ ال وال دملج والقالدة والوش اح والق رط فال تبدي ه إال للم ذكورين في اآلي ة
الكريمة قوله تعالى َ { :واَل يُ ْب ِدينَ ِزينَتَ ُهنَّ ِإاَّل َما ظَ َه َر ِم ْن َها َو ْليَ ْ
ض ِربْنَ بِ ُخ ُمِ #ر ِهنَّ َعلَى
ـ مختار الصحاح ،باب زين ،أبو بكر الرازي ،مكتبة لبنان ،ص.۱۱۹ 1
ـ المعجم الوجيز ،باب الزين ،مجمع اللغة العربية،الطبعة األولى ١٩٨٠-١400م ،ص۲۹۸ 2
.
ـ القاموس المحيط ،الفيروز أبادي ،مؤسسة الرسالة ،الطبعة الثانية ۱۹۸۰ -1407 ،م ،ص 3
.١٥٥٤
7
ُجيُوبِ ِهنَّ َواَل يُ ْب ِدينَ ِزينَتَ ُهنَّ ِإاَّل ِلبُ ُع##ولَتِ ِهنَّ َأ ْو آبَ##اِئ ِهنَّ َأ ْو آبَ##ا ِء بُ ُع##ولَتِ ِهنَّ َأ ْو َأ ْبنَ##اِئ ِهنَّ َأ ْو
ساِئ ِهنَّ َأ ْو َما َملَ َكتْ َأ ْبنَا ِء بُ ُعولَتِ ِهنَّ َأ ْو ِإ ْخ َوانِ ِهنَّ َأ ْو بَنِي ِإ ْخ َوانِ ِهنَّ َأ ْو بَنِي َأ َخ َواتِ ِهنَّ َأ ْو نِ َ
#ل الَّ ِذينَ لَ ْم يَ ْظ َهُ #روا َعلَى َأ ْي َم##انُ ُهنَّ َأ ِو التَّابِ ِعينَ َغ ْيِ #ر ُأولِي اِإْل ْربَِ #ة ِمنَ ِّ
الر َج #ا ِل َأ ِو الطِّ ْفِ #
ض ِ #ربْنَ بِ َ#أ ْر ُجلِ ِهنَّ لِيُ ْعلَ َم َم##ا يُ ْخفِينَ ِمنْ ِزينَتِ ِهنَّ َوتُوبُ##وا ِإلَى هللاِ س #ا ِء َواَل يَ ْ ت النِّ َ
#و َرا ِ
َعْ #
َج ِمي ًع##ا َأيُّ َه##ا ا ْل ُمْؤ ِمنُ##ونَ لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفلِ ُح #ونَ } (س ورة الن ور ، )31األب وأب و ال زوج
واالبن وابن الزوج واألخ وابن األخ وابن األخت(. )1
5ـ ومن الزين ة الت برج :وه و تكل ف وإ ظه ار م ا يجب إخف اؤه ،وذل ك من ق ولهم :
س فينة ب ارج أي ال غط اء عليه ا ،وال برج :س عة العين ،ي رى بياض ها محيط اً
بسوادها كله ،ال يغيب منه شيء ،إال أنه اختص بأن تتكشف المرأة بإبداء زينتها
()2
. وإ ظهار محاسنها ،وبدا وبرز بمعنى ظهر من أخوات تبرج وتبلج
6ـ ومن الزينة :الزخرف :بالضم ،وهو كمال حسن الشيء ،ومن القول :حسنه
بترقيش الكذب ،ومن األرض :ألوان نباتها ،والزخارف :السفن ،ومن السماء
طرائقه ،ودويبات تطير على الماء ذوات أربع ،كالذباب(. )3
ومما تقدم يمكننا ان نقسم الزينة على ثالثة أنواع وهي :
1ـ زينة نفسية كالعلم واالعتقادات الحسنة .
2ـ وزينة بدنية كالقوة وطول القامة .
3ـ وزينة خارجية كالمال والجمال .
ـ ينظر :الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون االقاويل في وجوه التأويل . 61 / 3 : 1
8
المبحثـ الثاني
داللة لفظ ( زيّن )
في التفاسير
المبحث الثاني
داللة لفظ ( زيّن ) في التفاسير
وقد جاءت األفعال بصيغة المبني للمعلوم في سبعة عشر موض عاً على حين
كان الفعل مبني اً للمجهول في عشرة مواضع ،وقد اختلف المزيِّن الذي نسب إليه
التزيين ؛ فقد نسب اهلل التزيين إلى نفسه في ثمانية مواضع ،ونسب إلى الشيطان
في ستة مواضع ،ونسب مرتين إلى األتباع والشركاء والقرناء ،وفي مرة واحدة
نس ب إلى األرض ،ولم يس م الم زيِّن في مواض ع المب ني للمجه ول وهي عش رة
()2
. مواضع هي األكبر من بين صيغ االستعمال الفعلي
ـ ينظر :الزينة ،مفهومها واحكامها الدنيوية في القرآن الكريم 23 :ـ . 70 1
ـ ينظر :الزينة في ضوء القرآن الكريم دراسة موضوعية 6 :ـ . 7 2
ـ ينظر :الفاظ الزينة في القرآن الكريم دراسة في العدول الداللي 1 :ـ . 2 3
10
وردت الزين ة ب داللتها المادي ة في خمس ة وعش رين موض عاً قرآني اً ،ك ان
نص يب االس تعمال االس مي فيه ا ه و األك بر ؛ إذ ك انت في تس عة عش ر موض عا ،
على حين ك انت الص يغ الفعلي ة ال تتج اوز س تة مواض ع فق ط ،وهن ا س نقدم الص يغ
األكثر استعماالً على األقل بغض النظر عن إسميتها أو فعليتها ،وكما يأتي :
1ـ لف!!ظ ( زين !ة! ) :تك ررت ه ذه الص يغة على اختالف أحواله ا اإلعرابي ة رفع ا
ونصبا وجرا ،منونة وغير منونة في أحد عشر موضعا يمكن تصنيفها داللي ا على
النحو التالي :
ب ـ الزين!ة بالدالل!ة المادي!ة ال!تي ترافقه!ا ق!رائن ال!ذم :وهي زين ة س لبية الدالل ة ،
وقد تكررت في أربعة مواضع تعددت فيها المواقف والمناسبات ،وهي قوله تعالى
11
ِفي اْل َحَي ِاة ال ُّد ْنَيا } (س ورة ي ونس ت ف ْر َع ْو َن َو َمَأَلهُ ِز َين ةً َو ْ
َأم َوااًل ك آتَْي َ ِ
َ { :رَّبَن ا ِإَّن َ
ِز َين ِة اْلقَ ْوِم } (س ورة ط ه ، )87 ، )88وقول ه تع الى َ { :ولَ ِكَّنا ُح ِّمْلَن ا َْأو َز ًارا ِم ْن
اخٌر َب ْيَن ُك ْم } (س ورة ب َولَ ْه ٌو َو ِز َين ةٌ َوتَفَ ُ اعلَ ُم وا ََّأن َم ا اْل َحَي اةُ ال ُّد ْنَيا لَ ِع ٌ
قول ه تع الى ْ { :
ك َع ْنهُ ْم تُِري ُد ِز َين ةَ اْل َحَي ِاة ال ُّد ْنَيا }الحدي د ، )20وقول ه تع الى َ { :واَل تَ ْع ُد َع ْيَن ا َ
(سورة الكهف . )28
لعل في اجتماع القرائن في هذه اآليات القرآنية ما يصرف داللتها إلى ما ال
يحمد من األحوال ؛ فكل ما ورد فيها ما هو إال زينة مذمومة ،وربما يقوي هذا
المعنى وصف هذه الزينة بأنها ( زينة الحياة الدنيا ) ،وقد كان هذا الوصف في
ثالثة مواضع كما تقدم(. )1
الص ِال َح ُ
ات الد ْنَيا َواْلَب ِاقَي ُ
ات َّ ون ِز َينةُ اْل َحَي ِاة ُّ
أما في قوله تعالى { :اْل َما ُل َواْلَبُن َ
َأماًل } (س ورة الكه ف ، )46يب دو للوهل ة األولى ع دم َخ ْي ٌر ِع ْن َد َرِّب َ
ك ثََو ًاب ا َو َخ ْي ٌر َ
انص رافه إلى م ا ه و م ذموم من الزين ة ،وم ع أن الق رائن لم تكن حاس مة لل ذهاب
بالداللة إلى وجهة واحدة فقط فإن القول بانصراف المعنى إلى ما هو سلبي أ كثر
رجحان اً من انص رافها لغ يره .فوج ود ه ذا التقاب ل ال داللي بين ( الم ال والبن ون )
بوصفهما زينة الحياة الدنيا ،وبين ( الباقيات الصالحات ) الالتي هن خير عند اهلل
سبحانه ،وهن طريق إلى زينة الحياة األخرى على الرغم من عدم تصريح النص
القرآني بذلك يمكن أن يرجح القول بأن هذه الزينة المتمثلة بالتعلق بالمال والبنين
م ا هي إال زين ة ص ارفة عن التوج ه إلى اهلل س بحانه ،ويق وي ه ذا المع نى قرين ة
حالي ة يمكن تلمس ها من س ياق النص بأكمل ه ،فزين ة الحي اة ال دنيا مهم ا ك برت في
أعين أصحابها فهي عرض زائل بمقابل زينة تؤدي إلى خلود أبدي ال يفنى يمثله
ك ل م ا تحت عن وان الباقي ات الص الحات (( فالم ال والبن ون وإ ن تعلقت به ا القل وب
وتاقت إليها النفوس ،تتوقع منها االنتفاع ،وتحف بها اآلمال ،لكنها زينة سريعة
12
()2
،وبهذا يمكن أن تكون الزوال ...إال أن تثيبه وتنفعه في كل ما أراده منها ))
في هذه اآلية صورة أخرى من صور الزينة المذمومة قرآنياً.
جـ ـ الزينة! بالداللة المادية اإليجابي!!ة المحم!!ودة :وق د ورد ذل ك في موض ع ق رآني
َأخ رج ِل ِعب ِاد ِه والطَّيِّب ِ
ات ِم َن ِ َّ ِ
واح د ه و قول ه تع الى ُ { :ق ْل َم ْن َح َّر َم ِز َين ةَ اهلل التي ْ َ َ َ َ َ
ق } (س ورة اَألع راف ، )32وبعي دا عم ا قي ل في س بب ن زول اآلي ة وتعلقه ا ال ِّر ْز ِ
بستر العورة في الصالة أو الطواف فظاهر اآلية ال يحتاج إلى كثير من التأويل ،
فثم ة زين ة نس بها اهلل إلى نفس ه وخصص ها بأنه ا أخ رجت لعب اده ؛ بإض افتهم إلي ه
سبحانه ،معطوف عليها ما طاب من الرزق .كل هذه القرائن تذهب بالداللة من
غير شك إلى دائرة ما هو محمود ،إن لم نقل أن ثمة دعوة إلى طلب هذه الزينة
وتحصيلها(. )1
زين!ا ) :تك ررت ه ذه الص يغة ثالث م رات أح الت جميعه ا على الدالل ة 2ـ لف!ظ ( ّ
المادي ة الص رفة ،وهي جميع ا تتح دث عن الزين ة ال تي زين اهلل تع الى به ا الس ماء
الدنيا بالكواكب والمصابيح .وهذه اآليات هي قوله تعالى :قوله تعالى ِ { :إَّنا َزَّيَّنا
اك ِب } (سورة الصافات ، )6وقوله تعالى َ { :و َزَّيَّنا َّ الد ْنيا بِ ِز َين ٍة اْل َكو ِ
اء
الس َم َ َ اء ُّ َ َّم َ
الس َ
اء
الس َم َ ظ ا } (سورة فصلت ، )12وقوله تعالى َ { :ولَقَ ْد َزَّيَّنا َّ يح َو ِح ْف ً ص ابِ َ الد ْنَيا بِ َم َ
ُّ
لشي ِ اها رج ِ
ين } (سورة الملك ، )5ولعل المتأمل يلمح اط ِ وما ل َّ َ
يح َو َج َعْلَن َ ُ ُ ً صابِ َ الد ْنَيا بِ َم َ
ُّ
التركيز على أن هذه الزينة المتمثلة بالشمس والقمر والكواكب جميعا إنما هي زينة
الس ماء ال دنيا ،وربم ا اس تبطنت ه ذه اآلي ات مس كوتاً عن ه وه و م ا يمكن أن يك ون
زين ة لس ماء أه ل اآلخ رة ،وم ا ادخ ر ل ه من زين ة .وللمتأم ل أن يتفك ر ويتص ور
لتوق ع م ا وع د اهلل س بحانه ب ه عب اده الص الحين ،وم ا أع ده لكي يك ون ق رة أعين
لهم ،إذا ك ان ك ل م ا يمكن أن يدرك ه اإلنس ان من روع ة في التص وير واإلب داع
()2
. اإللهي لكل الكواكب إنما هو زينة لسماء أهل الدنيا
ـ ينظر :الزينة في ضوء القرآن الكريم دراسة موضوعية 12 :ـ .14 1
ـ ينظر :الفاظ الزينة في القرآن الكريم دراسة في العدول الداللي . 4 : 2
13
3ـ لف!!ظ ( زينته!!ا ) :تك ررت ه ذه الص يغة االس مية في ثالث ة مواض ع انص رفت
جميعها في الداللة إلى االتجاه السلبي ،ولعل متابعة هذه المواضع وقرائن األحوال
ال تي رافقته ا ،والس ياق اللفظي قبله ا وبع دها يمكن أن يق وي م ا ذهبن ا إلي ه من
يد اْل َحَي اةَ ُّ
الد ْنَيا َو ِز َينتَهَ ا ان ُي ِر ُ
معنى .ففي الموضع األول في قوله تعالى َ { :م ْن َك َ
َأع َمالَهُ ْم } (سورة هود ، )15وقد ذهب أهل التفسير في توجيه المعنى ف ِإلَْي ِه ْم ْ
ُن َو ِّ
م ذاهب ش تى ؛ فق ال بعض هم إنه ا أن زلت في الكف ار عموم ا ،وقي ل في اليه ود
والنصارى ،وثالث يراها تتحدث عن أهل الرياء من المسلمين الذين يريدون من
()1
30 . العمل عرض الحياة الدنيا وال يبتغون به وجه اهلل سبحانه
وفي الموض ع الث اني في قول ه تع الى َ { :و َم ا ُأوتِيتُ ْم ِم ْن َش ْي ٍء فَ َمتَ اعُ اْل َحَي ِاة
ال ُّد ْنَيا َو ِز َينتُهَ ا } (س ورة القص ص ، )60فك ل زين ة من مت اع الحي اة ال دنيا ص ائرة
إلى ال زوال ،ومن هن ا ج اءت المقابل ة الداللي ة الرائع ة في اآلي ة بين ه ذه الزين ة ،
وما عند اهلل من نعيم ال ينفد(. )2
وال يختلف الموضع الثالث لهذه البنية من حيث الداللة عن هذا الذي مر إال
أنه موجه عن طريق النبي ( صلى اهلل عليه وآله وسلم ) إلى أزواجه ،وذلك في
قول ه تع الى ِ { :إ ْن ُك ْنتُ َّن تُ ِر ْد َن اْل َحَي اةَ ال ُّد ْنَيا َو ِز َينتَهَ ا } (س ورة األح زاب .)28وال
يخفى ما في النص من تقابل داللي بين ما يمكن أن تميل إليه بعض أزواج النبي ،
وبين الرغب ة في اهلل ورس وله وم ا أع د للمحس نات منهن .ووج ود ه ذا التقاب ل في
()3
. النص يميل بداللة ما ورد فيه من زينة إلى الهبوط
4ـ لفظ ( زينتهن ) :تك ررت ه ذه الص يغة ثالث م رات في آي ة واح دة من س ورة
النور ،وهي في المواضع الثالثة في سياق نهي نساء المؤمنين عن إظهار ما لهن
()4
.في قول ه تع الى : من زين ة بدني ة جس مانية ،أو أخ رى مادي ة بك ل أش كالها
14
ين ِز َينتَهُ َّن } (س ورة الن ور ِ ص ِار ِه َّن َوَي ْحفَ ْ { ي ْغض ْ ِ
وجهُ َّن َواَل ُي ْب د َ ظ َن فُ ُر َ ض َن م ْن َْأب َ َ ُ
ين ِز َينتَهُ َّن ِإاَّل ِلُب ُع ولَتِ ِه َّن َْأو َآب اِئ ِه َّن } (س ورة الن ور ِ
، )31وقول ه تع الى َ { :واَل ُي ْب د َ
ين ِم ْن ِز َينتِ ِه ّن } (سورة ِ ض ِر ْبن ب ِ ِ
َِأر ُجل ِه َّن لُي ْعلَ َم َم ا ُي ْخف َ ، )31وقوله تعالى َ { :واَل َي ْ َ ْ
النور . )31
زيناها ) :وقد وردت في موضعين من القرآن الكريم كان السياق فيها 5ـ لفظ ( ّ
للحديث عن القدرة اإللهية في تزيين السماء بالنجوم والكواكب ،و جعل ذلك آية
وج ا لمن ك ان ينك ر ق درة اهلل س بحانه( ، )1في قول ه تع الى { :جعْلَن ا ِفي َّ ِ
الس َماء ُب ُر ً ََ
الس م ِ ِإ و َزَّيَّن َ ِ ِ
اء ين } (سورة الحجر ، )16وقوله تعالى َ { :أ َفلَ ْم َي ْنظُ ُروا لَى َّ َ اها ل َّلناظ ِر َ َ
وج } (سورة ق . )6 اها َو َما لَهَا ِم ْن فُُر ٍ
اها َو َزَّيَّن َ
ف َبَن ْيَن َ
فَ ْوقَهُ ْم َك ْي َ
أزينت ) :جاءت هذه الص يغة الفعلية في موض ع ق رآني واح د في مق ام 6ـ لفظ ( ّ
َأخ َذ ِت
ض رب المث ل في ق درة اهلل س بحانه وتع الى ؛ في قول ه تع الى َ { :حتَّى ِإ َذا َ
ِ ض ُز ْخ ُرفَهَ ا َو َّازَّيَن ْ
ون } (سورة يونس . )24ومع أن َأهلُهَ ا ََّأنهُ ْم قَ اد ُر َ
ظ َّن ْ
ت َو َ اَأْلر ُ
ْ
الحديث في اإلشارة إلى زينة األرض واستبشارها بالمطر وتزينها بما ينبت عليها
من زروع ونخيل فال يخفى أن اآلية تصرح بأن هذا النعيم ال ذي يصيب األرض
فيجعل أهلها متمسكين بها صائر إلى زوال .فكأن التمتع بالدنيا ألصحابها بهيئة ا
ل زرع في نض ارته ثم ه و في طريق ه إلى الحص اد ؛ إذ بع د أن حليت في عي ون
()2
.وه ذا مم ا أهله ا وتيقن وا من اس تيالئهم عليه ا جاءه ا أم ر اهلل فك انت حص يدا
يذهب بداللة الزينة هنا إلى االتجاه السلبي ،فزينة مثل هذه ال يمكن الركون إليها
واالطمئنان بها .
7ـ لف!ظ ( زينتكم ) :ووظفت ه ذه الص يغة م رة واح دة في قول ه تع الى َ { :ي ا َبنِي
آد َم ُخ ُذوا ِز َينتَ ُك ْم ِع ْن َد ُك ِّل َم ْس ِج ٍد } (سورة اَألعراف ، )31ولعل هذا هو الموضع
َ
ـ ينظر :الفاظ الزينة في القرآن الكريم دراسة في العدول الداللي . 7 : 1
15
القرآني الوحيد الذي فيه صيغة من صيغ األمر بالزينة ـ ماديا ومعنويا ـ للسفر إلى
اهلل .وغير بعيد أن الصالة هي الزينة التي أمر بتزيين المساجد فيها(. )1
8ـ لف!!ظ ( زينت !!ه ) :واس تعملت م رة واح دة فق ط في س ياق الح ديث اإللهي عن
ِه ِفي
ق ارون وم ا ُأوتي من مل ك دني وي .في قول ه تع الى { :فَ َخ رج علَى قَوم ِ
ْ َ َ َ
ِز َينتِ ِه } (سورة القصص ، )79ويحدثنا القرآن الكريم عن جدل أثارته هذه الزينة
الكب يرة ،والم وكب العظيم ال ذي خ رج ب ه ق ارون بين ال ذين يري دون الحي اة ال دنيا
فيقول ون ( :ي ا ليت لن ا مث ل م ا أوتي ق ارون ) ،وبين من أوتي العلم فك ان يرج و
ثواب ربه .وكان الحسم قرآنياً ( :فخسفنا به وبداره األرض ) .وكل هذه القرائن
تذهب بالزينة هذه إلى ما هو مذموم ومتسافل(. )2
وظّفت ألف اظ الزين ة في الدالل ة المعنوي ة في واح د وعش رين موض عا قرآني اً
على اختالف الص يغ ال تي وردت فيه ا األلف اظ .وق د تع دد ه ذا الج انب المعن وي
المعبر عنه بالزينة من عمل أو إيمان أو حب الدنيا والشهوات أو المكر .والالفت
للنظ ر أن ه ذه الدالل ة المعنوي ة ق د أديت بالص يغ الفعلي ة فق ط ؛ إذ ال نج د دالل ة
معنوي ة ع بر عنه ا بالص يغة االس مية مطلق ا .وغ ير ذل ك فإنن ا يمكن أن نرص د في
16
هذا االتجاه عدوال دالليا هائالً .فقد ذهبت الداللة في عشرين موضعاً إلى االتجاه
الس لبي ص راحة .ولم تكن الدالل ة إيجابي ة إال في موض ع واح د فق ط ،وهي كم ا
يأتي :
1ـ لف !!ظ ( ُز ّين ) :تك ررت ه ذه الص يغة عش ر م رات ك انت الدالل ة محس ومة
باالتج اه الس لبي في تس عة مواض ع كامل ة ،أم ا الموض ع العاش ر فاحتم ال الس ير
ب ِّن ِل َّلن ِ
اس ُح ُّ بالداللة فيه نحو السلب راجح .وهو قوله تعالى :قوله تعالى ُ { :زي َ
ات } (س ورة آل عم ران ، )14ولع ل النظ ر إلى قرين تين في النص يؤي د الش هو ِ
َّ
ََ
ذهاب داللة الزينة الواردة فيه إلى ما هو مذموم .أما القرينة األولى فهي مقابلة
ه ذه الزين ة على اختالف موارده ا بم ا عن د اهلل من حس ن الم آب ،وأم ا األخ رى
فقوله تعالى بعد هذا النص مباشرة (( :قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند
ربهم جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من اهلل
واهلل بص ير بالعب اد )) ؛ وربم ا ك ان الح ديث عم ا ادخ ره اهلل لمن اتقى والتص ريح
بذكره مفص الً إسقاط لهذه الزينة الدنيوية في أعين عباد اهلل الصالحين .ومن هنا
كان ال تزيين ال دنيوي موجه ا للن اس عام ة بقول ه ( زين للناس ) ،وأم ا ما عند اهلل
فهو( للذين اتقوا )(. )1
وأما المواضع المخلصة للداللة على التزيين بمفهومه السلبي فهي في قوله
ين َكفَ ُروا اْل َحَي اةُ ال ُّد ْنَيا } (س ورة البق رة ، )212وقول ه تع الى : تع الى ُ { :زي َِِّ
ِّن للذ َ َ
ك ُزي ِ ِ ِ
ون } (س ورة اَألنع ام ، )122وقول ه تع الى : ين َم ا َك ُانوا َي ْع َملُ َ ِّن لْل َك اف ِر َ{ َك َذل َ َ
ِ ِ { ُزيِّن لَهم سوء ْ ِ
ين } (سورة التوبة ، )37وقول ه َأع َمال ِه ْم َواهللُ اَل َي ْهدي اْلقَ ْو َم اْل َكاف ِر َ َ ُْ ُ ُ
تع الى ُ { :زي ِ
ون } (س ورة ي ونس ، )12وقول ه تع الى : ين َم ا َك ُانوا َي ْع َملُ َ ِّن لْل ُم ْس ِر ِف َ
َ
يل } (سورة الرعد , )33وقوله تعالى السبِ ِ
ص ُّدوا َع ِن َّ { ُزي َِِّ
ين َكفَ ُروا َم ْك ُر ُه ْم َو ُ ِّن للذ َ
َ
ِه َف َرآهُ َح َس ًنا } (س ورة ف اطر ، )8وقول ه تع الى : َ { :أفَم ْن ُزيِّن لَ ه س وء عمل ِ
َ ُ ُ ُ ََ َ
يل } (سورة غافر ، )37وقوله الس بِ ِ
ص َّد َع ِن َّ ِ ك ُزي ِ ِ ِ
وء َع َملِه َو ُ ِّن لف ْر َع ْو َن ُس ُ { َو َك َذل َ َ
اء ُه ْم } (سورة محمد ، )14وقوله ِه َواتََّب ُع وا ْ تعالى َ { :كم ْن ُزيِّن لَ ه س وء عمل ِ
َأه َو َ َ ُ ُ ُ ََ َ
ـ ينظر :الزينة ،مفهومها واحكامها الدنيوية في القرآن الكريم 57 :ـ . 59 1
17
ِ
ظ َّن الس َّْوء َو ُك ْنتُ ْم َق ْو ًم ا ُب ً
ورا } (سورة الفتح ك ِفي ُقلُوبِ ُك ْم َو َ
ظَن ْنتُ ْم َ ِّن َذِل َ
تعالى َ { :و ُزي َ
، )12وال يخفى على المتأم ل القض ية الداللي ة الس تعمال ه ذه الص يغة المبني ة
للمجهول في عشرة مواضع ،فذهاب الداللة فيها جميعا الى ما ليس محموداً يمكن
أن يك ون مس وغاً الس تعمالها دون غيره ا من الص يغ الفعلي ة بح ذف الم زيِّن منه ا
وعدم التصريح به(. )1
2ـ لفظ ( َز ّين ) :تكررت هذه الصيغة في ستة مواضع ذهبت الداللة فيها جميعا
الى الوجه غير المحمود ،والذي تجدر اإلشارة إليه هنا أن التزيين فيها جميعا كان
ص احبه الش يطان ؛ ظ اهراً في خمس ة مواض ع ،ومفهوم اً من الس ياق في الموض ع
السادس .ومن هنا يأتي الجزم بما ذكرنا من داللتها .وأما الموضع الذي لم يذكر
ِ ك َزَّين ِل َك ٍ ِ ِ
ثِير م َن اْل ُم ْش ِرك َ
ين } الش يطان في ه ص راحة فه و قول ه تع الى َ { :و َك َذل َ َ
(س ورة اَألنع ام ، )137فق د ذك ر كث ير من أه ل التفس ير أن ه ؤالء الش ركاء ال ذين
زين وا للمش ركين ه ذا العم ل س واء أري د ب ه الن ذر في ذبح الول د ،أو وأد البن ات
()2
. المراد بهم الشيطان الرجيم
ان َم ا ط ُ وأما ما ذكر فيه الشيطان صراحة في قوله تعالى { :و َزَّي َن لَهم َّ
الش ْي َ ُُ َ
ان
ط ُ الش ْي َون } (س ورة اَألنع ام ، )43وقول ه تع الى { :وِإ ْذ َزَّي َن لَهم َّ َك ُانوا َي ْع َملُ َ
ُُ َ
َأع َم الَهُ ْم فَهُ َو
ان ْ ط ُ اَألنفال ، )48وقوله تعالى { :فَ َزَّي َن لَهم َّ
الش ْي َ َأع َم الَهُ ْم } (سورة ْ ْ
ُُ
ص َّد ُه ْمَأع َم الَهُ ْم فَ َ
ان ْ ط ُ وِلُّيهم } (سورة النحل ، )63وقوله تعالى { :و َزَّي َن لَهم َّ
الش ْي َ ُُ َ َ ُُ
َأع َم الَهُ ْم
ان ْ ط ُ يل } (س ورة النم ل ، )24وقول ه تع الى { :و َزَّي َن لَهم َّ
الش ْي َ الس بِ َِع ِن َّ
ُُ َ
العنكب وت ، )38وفي ك ل اآلي ات ك انت الدالل ة على الس بِ ِ
يل } (س ورة ْ ص َّد ُه ْم َع ِن َّفَ َ
الم ذموم وغ ير المحم ود وخ رج لف ظ الزين ة للدالل ة الس لبية القتران ه بالش يطان
الرجيم(. )3
18
زين!!ا ) :وردت ه ذه الص يغة في موض عين ؛ األول في قول ه تع الى : 3ـ لف!!ظ ( ّ
ُأم ٍة َع َملَهُ ْم } (س ورة اَألنع ام ، )108وهن ا نوع ان من ال تزيين ؛
ك َزَّيَّنا ِل ُك ِّل َّ
{ َك َذِل َ
ت زيين اإليم ان في قل وب المؤم نين ،وه و مس كوت عن ه ،وت زيين األعم ال الس يئة
للك افرين ح تى يرونه ا حس نة ،فـ(( المع نى أن اهلل زين لك ل أم ة عملهم من تعظيم
َم ْن خلقهم ورزقهم وأنعم عليهم ،والمحاماة عنه وعداوة من عاداه طاعة له ؛ فلما
كان المشركون يظنون أن شركاءهم هم الذين يفعلون ذلك ،أو أنهم يقربونهم من
اهلل زلفى ،ح اموا عنهم ،وتعص بوا لهم وعارض وا من ش تمهم بش تم من يع ز
عليهم ،فهم لم يعدوا فيما صنعوا ما زينه اهلل لهم في الجملة ،ولكن قصدوا بذلك
()1
،ومن هن ا ينص رف ال تزيين إلى من لم يجب أن يقص دوه فكف روا وض لوا ))
المعنى الذي ال يراد بأهله خيراً .
19
ان َو َزَّيَن هُ ِفي ُقلُ وبِ ُك ْم } (س ورة يم
ُ َ َ ِإْل ا م ك
ُ ي
ْ ل
َ ِإ ب
َ َّ
ب ح
َ { : الى تع ه قول في ، ()3
س بحانه
الحجرات . )7
زين !!وا ) :ج اءت ه ذه البني ة في مك ان واح د ه و في قول ه تع الى : 5ـ لف !!ظ ( ّ
اء فَ َزَّيُن وا لَهُ ْم َم ا َب ْي َن َْأي ِدي ِه ْم َو َم ا َخْلفَهُ ْم } (س ورة فص لت ، )25 { َوقََّي ْ
ض َنا لَهُ ْم قَُرَن َ
فه ؤالء القرن اء على اختالفهم ك النفس األم ارة بالس وء ،واألخالء ق د زين وا س وء
األعم ال لمن زين وا والنص ص ريح في ذك ر ع واقب ه ذا ال تزيين ال ذي مص يره
()1
. الخسران المبين
أزينن ) :لم ترد صيغة الفعل المضارع إال في موضع واحد كان على 6ـ لفظ ( ّ
ُأَلزيَِّن َّن لَهُ ْم ِفي
َأغ َو ْيتَنِي َ
ب بِ َم ا ْ
لس ان الش يطان ال رجيم ،في قول ه تع الى { :قَ ا َل َر ِّ
ين } (س ورة الحج ر ، )39وال يخفى أن مع نى ه ذا ُأَلغ ِويَّنهم ْ ِ اَأْلر ِ
َأج َمع َ ض َو ْ َ ُ ْ ْ
ال تزيين إنم ا ه و تحس ين ص ورة ال دنيا ب أعينهم ح تى ي روا الح ق ب اطالً إمعان ا في
صرفهم عن الحق سبحانه ،وعن الغاية التي خلقوا من أجلها في إقامة حدود اهلل
في األرض وإ ص الحها وإ عماره ا بطاعت ه وعبادت ه ولع ل في س ياق النص الق رآني
التالي لهذه اآلية ما يدعم هذا المعنى ،وذلك باستثنائه عباد اهلل المخلصين من هذا
اإلغواء الذي ال تحمد عاقبته(. )2
ـ ينظر :الفاظ الزينة في القرآن الكريم دراسة في العدول الداللي . 9 : 3
20
المبحث الثالث
داللة لفظ ( زيّن )
في االحاديث النبويةـ
المبحث الثالث
داللة لفظ ( زيّن ) في االحاديث النبوية
وق ال آخ رون :ال حاج ة ِإلى القلب وِإ نم ا معن اه :الحث على الترتي ل ال ذي
للم َرتِّل ال للقرآن كما فكَأن ِّ
الز َين ة ُ القرآن ترتـيالً}؛ َّ
َ {:ورتّ ل
َأمر به في قوله تعالى َ
الس ْو ِء ,فه و راج ع ِإلى ال راوي ال للش عر فكَأن ه تنبي ه
يق ال :وي ل للش عر من رواي ة َّ
للمقصر في الرواية على ما يعاب عليه من اللحن والتصحيف وسوء اَألداء وحث
لغيره على التوقي من ذلك فكذلك قوله زينوا القرآن بَأصواتكم .
ـ ينظر :الزينة ،مفهومها واحكامها الدنيوية في القرآن الكريم 23 :ـ . 70 1
ـ ينظر :الفاظ الزينة في القرآن الكريم دراسة في العدول الداللي 1 :ـ . 2 2
22
وقيلَ :أراد بالقرآن القراءة ,وهو مصدر قرَأ...يقرَأ قراءة وقُ ْرآن اًَ,أي :زينوا
قراءتكم القرآن بَأصواتكم قال :ويشهد لصحة هذا وَأن القلب ال وجه له حديث َأبي
اس تَمع ِإلى قراءته فقال (:لقد ُأوتِيت َّ
موسى َأن النبي ( ص لّى الله عليه وآله وس لّم) ْ
لحَّب ْرتُ ه ل ك تحب يراً َ :أي
علمت َأن ك تس مع َ
ُ ِم ْزم اراً من مزام ير آل داود) فق ال :ل و
()1
. ت قراءته زينتها
َح ّس ْن ُ
وورد ع ! ّ!دة الف !!اظ في االح !!اديث النبوي!!ة! ت !!دل على الزين !!ة ولكن بغ !!ير لف !!ظ
وهي كما يأتي :
23
()4
وذل ك إثبات اً، اهلل يحب إذا أنعم على عب ده نعم ة أن ي رى أثر نعمت ه على عب ده ))
وقال ( صلى اهلل عليه وآله وسلم ) (( :كل واشرب وتصدق من غير سرف وال
()2
. مخيلة ))
وقوله ( صلى اهلل عليه وآله وسلم ) (( :البسوا من ثيابكم البياض فإنها من
خير ثيابكم ،وكفنوا بها موتاكم )) ،وعن أنس رضي اهلل عنه قال (( :قلت له :أي
الثياب كان أحب إلى النبي ( صلى اهلل عليه وآله وسلم ) قال :الحبرة ))(. )3
2ـ زين!!ة المح!!رم والمحرم!ة! :أم ا زين ة المح رم والمحرم ة فح ددت :عن عب د اهلل
بن عمر رضي اهلل عنهما قال :قام رجل فقال :يا رسول اهلل ،ماذا تأمرنا أن نلبس
من الثياب في اإلحرام؟ فقال ( صلى اهلل عليه وآله وسلم ) (( :ال تلبسوا القمص
واال السراويالت وال العمائم وال البرانس إال أن يكون أحد ليست له نعالن فليلبس
الخفين وليقطعهما أسفل من الكعبين ،وال تلبسوا شيئاً منه زعفران وال الورس ،وال
تنتقب المرأة المحرمة وال تلبس القفازين ))(. )4
3ـ زين!ة! الب!!دن :عن أبي هري رة ق ال ( ص لى اهلل علي ه وآل ه وس لم ) (( :الفط رة
خمس ،أو خمس من الفطرة :الختان واالستحداد ونتف اإلبط وتقليم األظافر وقص
()5
،وعن ابن عم ر رض ي اهلل عن ه عن الن بي ( ص لى اهلل علي ه وآل ه الش ارب ))
وس لم ) ق ال (( :خ الفوا المش ركين ،وف روا اللحى وأخف وا الش وارب ))( ، )6وعن
إن اليهود والنصارى
أبي هريرة قال :قال النبي ( صلى اهلل عليه وآله وسلم )ّ (( :
ال يصبغون فخالفوهم ))(. )7
24
4ـ زينة! المرأة :فقد قال ( صلى اهلل عليه وآله وسلم ) (( :ال يقب ل اهلل من ام رأة
()1
، ص الة ح تى ت واري زينته ا ،وال من جاري ة بلغت المحيض ح تى تختم ر ))
وق ال ( ص لى اهلل علي ه وآل ه وس لم ) (( :أيم ا ام رأة اس تعطرت فم رت على ق وم
()2
،وق ال ( ص لى اهلل علي ه وآل ه ليج دوا ريحه ا فهي زاني ة وك ل عين زاني ة ))
وسلم ) (( :انهوا نساءكم عن لبس الزينة والتبختر في المساجد ،فإن بني إسرائيل
لم يلعنوا حتى لبس نساؤهم الزينة وتبخترن في المساجد ))(. )3
5ـ الزينة المحرمة :عن البراء بن عازب رضي اهلل عنه ،نهانا النبي ( صلى اهلل
علي ه وآل ه وس لم ) عن س بع (( :نهى عن خ اتم ال ذهب أو ق ال حلق ة ال ذهب وعن
الحرير واإلستبرق والديباج والميثرة الحمراء والقسي وآنية الفضة ،وأمرنا بسبع :
بعيادة المريض واتباع الجنائز وتشميت العاطس ورد السالم وإ جابة الداعي وإ برار
القسم ونصر المظلوم ))(. )4
وعنه ( صلى اهلل عليه وآله وسلم ) (( :نهى عن لبس الحرير إال موضع
إصبع أو ثالث أو أربع وقال :ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير ))
(.)5
6ـ زينة! القول :عن عبد اهلل رضي عنه ،عن النبي ( صلى اهلل عليه وآله وسلم )
قال (( :إن الصدق يهدي إلى البر وإ ن البر يهدي إلى الجنة ،وإ ن الرجل ليصدق
حتى يكتب عند اهلل صديقاً ،وإ ن الكذب يهدي إلى الفجور ،وإ ن الفجور يهدي إلى
25
()1
،وعن أبي هري رة أن الن ار ،وإ ن الرج ل ليك ذب ح تى يكتب عن د اهلل ك ذابا ))
رس ول اهلل ( ص لى اهلل علي ه وآل ه وس لم ) ق ال (( :آي ة المن افق ثالث :إذا ح دث
كذب ،وإ ذا وعد أخلف ،وإ ذا اؤتمن خان ))(. )2
26
الخاتمة
الخاتمة
في خت!!ام البحث الب!!د من االش!!ارة الى هم م!!ا توص!ل! الي!!ه البحث ،وس!!نلخص اهم
النتائج التي توصل اليها البحث بما يأتي :
2ـ اس تعمل الق رآن الك ريم ألف اظ الزين ة في س تة وأربعين موض عا ك انت من حيث
الص ياغة بين فعلي ة واس مية ،وق د غلب االس تعمال الفعلي على اآلخ ر االس مي ،
فبلغت صيغ االستعمال فعليا سبعة وعشرين موضعا ،على حين اقتصر استعمال
االسم على تسعة عشر موضعا .
3ـ رصد البحث للزينة اتجاهين عريضين للداللة ؛ األول الداللة المادية ،واآلخر
الدالل ة المعنوي ة على اختالف م ا ين درج تحت ه ذين الن وعين .وق د ك انت الزين ة
ب داللتها المادي ة تف وق األخ رى ذات الدالل ة المعنوي ة قليالً .فبلغت األولى خمس ة
وعشرين موضعا ،والثانية واحدا وعشرين موضعا.
4ـ النتيج ة المهم ة ال تي وص ل إليه ا البحث تتعل ق بالدالل ة القرآني ة لالس تعمال
المختلف أللفاظ الزينة ؛ في استعمال الزينة باتجاه مغاير لما استقرت عليه داللتها
لغويا ،وما يمكن أن يتوقعه المتلقي .فكانت كثير من مواضع الحديث عن الزينة
لإلش ارة إلى م ا ه و س لبي م ذموم وق د ك ان ذل ك في ثالثين موض عا قرآني ا من بين
ستة وأربعين موضعا هي كل صيغ االستعمال القرآني ،
28
بينما كانت داللة الزينة إيجابية في ثالثة مواضع فقط ،في حين ذهبت الداللة إلى
تقرير ما يمكن أن يكون زينة حقيقية مادية في ثالثة عشر موضعا من دون قرينة
صارفة للمعنى نحو اإليجاب أو السلب .وربما كان في مثل هذا التحول الداللي
مع ادل موض وعي لالنش غال الحقيقي نفس يا ومادي ا بك ل م ا يمكن أن يتخ ذه اإلنس ان
من زين ة ،ب ل وس عيه الح ثيث لل تزين ظ اهرا وباطن ا .فمث ل االس تعمال الق رآني
للم ؤمن المت دبر ص دمة كب يرة يمكن أن تك ون ص ارفة ل ه عن البحث واالنش غال
بزينة دنيوية زائلة ،بل واالنصراف عن كل ما يكون حجابا بين العبد وربه ،وإ ن
كان يبدو في بعض األحيان بصورة طيبة .
5ـ ورد لف ظ ( الزين ة ) في االحاديث النبوي ة الش ريفة بلفظه او باش تقاقاته ،وكان
بين الفعلية واالسمية .
6ـ خ رج لف ظ الزين ة الى دالالت ع ّدة في الح ديث النب وي منه ا الدالل ة المادي ة او
المعنوية .
29
المصادر والمراجعـ
المصادر والمراجع
القرآن الكريم
اضواء البيان في ايضاح القرآن بالقرآن ،محمد االمين محمد بن المختار .1
الشنقيطي ،دار الفكر للطباعة والنشر ،بيروت 1995 ،م .
بحار االنوار ،العلم العالمة الحجة فخر االمة محمد باقر المجلسي ( قدس .2
اهلل سره ) ،مؤسسة الوفاء ،بيروت ،لبنان 1983 ،م .
بص ائر ذوي التمي يز في لط ائف الكت اب العزي ز ،مج د ال دين محم د بن .4
يعق وب الفيروزىب ادي ( 817هـ ) ،تحقي ق محم د علي النج ار ،المجلس االعلى
للشؤون االسالمية ،لجنة احياء التراث االسالمي ،القاهرة 1383 ،هـ .
تاج العروس من جواهر القاموس ،للسيد محمد مرتضى الحسين الزبيدي ( .5
1205هـ ) ،تحقي ق عب دالعليم الطح اوي ،مراجع ة محم د بهج ة االث ري ،
وعبدالستار احمد فرج ،مطبعة حكومة الكويت ،الطبعة السابعة 1987 ،م .
التبيان في تفسير القرآن ،شيخ الطائفة ابي جعفر محمد بن الحسن الطوسي .6
( 406هـ ) ،تحقيق وتصحيح احمد حبيب قصير العاملي .
تفس ير الق رآن العظيم ،اب و الف داء اس ماعيل بن عم ر بن كث ير الدمش قي ( .7
774هـ ) ،تحقي ق س امي محم د س المة ،دار طيب ة للنش ر والتوزي ع ،الطبع ة
الثانية 1999 ،م .
التفسير الكبير او مفاتيح الغيب ،فخر الدين محمد بن عمر الرازي ،دار .8
الكتب العلمية ،الطبعة االولى 2000 ،م .
31
ته ذيب اللغ ة ،البي منص ور بن احم د االزه ري ( 370هـ ) ،حقق ه وق د .9
ل ه :عبدالس الم محم د ه ارون ،راجع ه محم د علي النج ار ،المؤسس ة المص رية
العامة للتاليف والنشر .
.11الزين ة في ض وء الق رآن الك ريم دراس ة موض وعية ،ع وض محم د يوس ف
ابو عليان ،أستاذ المساعد في قسم التفسيروعلوم القرآن الكريم ،كلية أصول
الدين ،جامعة األزهر ،القاهرة 2005 ،م .
.13سنن ابن ماجة ،الحافظ محمد يزيد القزويني ابي عبداهلل ابن ماجة ( 275
هـ ) ،حق ق نصوص ه ورقم كتب ه وابواب ه واحاديث ه وعل ق علي ه ف ؤاد عب دالباقي ،
دار احياء التراث العربي 1975 ،م .
.16فتح الب اري ش رح ص حيح البخ اري ،أحم د بن علي بن حج ر العس قالني( ،
٨٥٢هـ ) ،دار المعرف ة للطباع ة والنش ر ،ب يروت لبن ان ،ق ام بإخراج ه وتص حيح
تجارب ه وأش رف على طبع ه محب ال دين الخطيب ،ق رأ أص له تص حيحاً وتحقيق اً
وأش رف على مقابل ة نس خته المطبوع ة والمخطوط ة عب د العزي ز بن عب د اهلل بن
32
ب از ،رقم كتب ه وأبواب ه وأحاديث ه واستقص ى أطراف ه ونب ه على أرقامه ا في ك ل
حديث محمد فؤاد عبد الباقي .القاموس المحيط ،الفيروز أبادي ،مؤسسة الرسالة،
الطبعة الثانية ۱۹۸۰ -1407 ،م ،ص.١٥٥٤
.18لسان العرب ،ابن منظور االفريقي المصري ( 711هـ ) ،دار صادر ،
بيروت .
.19مختار الصحاح ،باب زين ،أبو بكر الرازي ،مكتبة لبنان .
.20المس تدرك على الص حيحين ،االم ام الحاف ظ محم د بن عبداهلل الح اكم
النيسابوري ( 405هـ ) ،دار الكتاب العربي ،بيروت ـ لبنان .
.22المعجم الوجيز ،باب الزين ،مجمع اللغة العربية ،الطبعة األولى -١400
١٩٨٠م .
.23مف ردات الف اظ الق رآن ،العالم ة ال راغب االص فهاني ( 425هـ ) ،تحقي ق
صفوان عدنان داودي ،منشورات طليعة النور ،الطبعة الثانية ،قم 1998 ،م .
.24الم يزان في تفس ير الق رآن ،العالم ة الس يد محم د حس ين الطباطب ائي ،دار
الكتاب العربي ،بغداد ،الطبعة االولى 2009 ،م .
33