Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 41

‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬


‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬
‫الكلية التربوية المفتوحة في محافظة القادسية‬
‫‪althewni@yahoo.com‬‬
‫الملخص ‪:‬‬
‫التخاطب صفة انسانية متأصلة في الجنس البشري ال محيد عنه‪ ,‬جبل اهلل‪ ,‬جل وعال‪ ,‬عباده عليه‪ ,‬ليتواصل به‬
‫ٍ‬
‫وقتئذ يعود الى نفسه‪ ,‬يخاطبها عبر منلوج داخلي‪ ,‬ليأنس‬ ‫االنسان مع غيره من بني جنسه‪ ,‬واذا ِ‬
‫عدم االنسان ُمخاطََبهُ‪,‬‬
‫الصمت‪ ,‬وغربة الروح‪ ,‬وليكسر إيقاع السكون الممل‪ ,‬وكسل النطق‪ ,‬وايالم السكوت‪ ,‬فعبر التخاطب تقام‬‫بذلك من وحشة ّ‬
‫جسور التواصل واالتصال بين بني البشر‪ ,‬وتنتعش الحياة‪ ,‬وتنمو وتزدهر‪ ,‬وتتواصل الحضارات وتتعارف‪ ,‬وتتالقح العقول‬
‫واالفكار والعلوم واآلداب والفلسفات والمعارف ‪ ...‬لذا حظي موضوع ـ التخاطب‪ ,‬باهتمام كبير لدى كثير من الباحثين‬
‫والدارسين من القدماء والمحدثين من الغربيين والعرب والمسلمين‪ ,‬لما له من أهمية كبيرة في البحث اللغوي والتداولي‬
‫والبالغي واالصولي كونه موضوعاً خصباً يمدها بمعين الينضب من الدالالت‪ ,‬ويقدم اضافات مهمة وجديدة في جميع‬
‫المجاالت ‪ .‬من ذلك جاء هذا البحث تحت عنوان (( أدب التخاطب ‪ /‬مبادؤه وقواعده واستراتيجياته ))وانتظم على اربعة‬
‫مباحث بعد المقدمة ‪:‬‬
‫* المبحث االول ‪ :‬وجاء متحدثاً في ادب التخاطب ‪ /‬مبادؤه وقواعده‪ ,‬واقترح الباحث اضافة مبدأين للتخاطب هما‪ :‬مبدأ‬
‫التأهيل ومبدأ االستنطاق ‪.‬‬
‫* والمبحث الثاني ‪ :‬اختص بالعوامل المؤثرة في العملية التخاطبية ‪.‬‬
‫وتحدث في الخطاب القرآني والتخاطب ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫* والمبحث الثالث ‪:‬‬
‫* والمبحث الرابع ‪ :‬وتم فيه عرض استراتيجيات التخاطب ( االستراتيجية التضامنية‪ ,‬االستراتيجية التوجيهية‪ ,‬استراتيجية‬
‫االقناع‪ ,‬االستراتيجية التلميحية )‪ ,‬ثم الخاتمة التي تضمنت أهم النتائج والحمد هلل رب العالمين ‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬التخاطب‪ ,‬السياق‪ ,‬االستراتيجيات‪ ,‬القصد‪ ,‬الخطاب ‪.‬‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪Conversational humanitarian recipe inherent in the human race inescapable, the mountain of‬‬
‫‪God Almighty worship him, to continue its rights with other children of sex, if not human‬‬
‫‪interlocutor, the time goes back to the same constituents through internal Mnloj, to feel at this‬‬
‫‪from the desolation of silence, Weird and spirit, and to break the rhythm of sleep boring, and‬‬
‫‪lazy pronunciation, Eelam silence. Through conversational built bridges of communication‬‬
‫‪and contact between human beings, and life thrive, grow and prosper, and continue‬‬
‫‪civilizations and Taataref, and Taatlaqah minds and ideas and science, literature and‬‬
‫‪philosophies and knowledge ...‬‬
‫‪So it had the subject of communication with great interest of many researchers and scholars‬‬
‫‪of ancient and modern Westerners, Arabs and Muslims, because of its great importance in‬‬
‫‪linguistic research and deliberative and rhetorical and fundamentalist being a fertile topic‬‬
‫‪provide them Bmaan to Aanill indications, provides important new additions in all areas. This‬‬
‫‪came from this research under the title ((Literature conversational / principles, rules and‬‬
‫‪strategies)).‬‬
‫‪And enrolled the four sections after the introduction:‬‬
‫‪* Section I: The speakers in the literature conversational / principles and rules, and suggested‬‬
‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫‪the researcher added two principles of communication, namely: the principle of rehabilitation‬‬
‫‪and the principle of interrogation.‬‬
‫‪* The second topic: singled out the factors affecting the Altakatabah process.‬‬
‫‪* The third topic: Speaking at the Quranic discourse and conversational.‬‬
‫‪* The fourth topic: the display was conversational strategies (strategic solidarity, guiding‬‬
‫‪strategy, persuasion strategy, strategic associative).‬‬
‫‪Then the finale, which included the most important results and Praise be to Allah.‬‬
‫‪Key word : Communication, context, strategies, intent, discourse.‬‬
‫المبحث االول‪ :‬التخاطب مبادئه وقواعده‬
‫ِ‬
‫المخاطب والمخاطَب‪ ,‬ألقوال بغرض إفهام كل منهما االخر‬ ‫التخاطب مبادئه وقواعده‪ :‬التخاطب‪ :‬عبارة عن إلقاء جانبين‪,‬ـ‬
‫مقصوداً معيناً‪ ,‬وان هذا االلقاء لألقوال ال ينفك عن افعال مخصوصة يأتي بها الجانبان بغرض إنهاض أحدهما االخر‬
‫‪1‬‬
‫موجه به الى الغير للتعبير عن‬
‫للعمل وفق هذا المقصود ‪ ,‬وتبنى عملية التخاطب على خطاب يعرف بانه كل منطوق ّ‬
‫قصد المرسل ‪ ,‬ولتحقيق هدفه‪ ,‬ويتركب هذا التعريف من محاور ثالثة هي ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 2‬ـ وانه يعبر به المرسل عن قصده ‪ 3 .‬ـ وانه يحقق هدفاً ‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ ان الخطاب يجري بين ذاتين ‪.‬‬
‫ولما كان التخاطب بوصفه عبارة عن انتهاض المتخاطبين بأقوال وافعال بغية حصول التواصل والتعامل بينهما ‪ ,‬اذ انه ـ‬
‫اي التخاطب ـ بنية تفاعلية تقوم على ضربين من المبادئ ‪ :‬مبادئ تواصلية ‪ ,‬ومبادئ تعاونية فالبد من ارتكازه على‬
‫مبادئ وقواعد تسمى (( مبادئ التخاطب وقواعده )) وان اهم مبادئه التي تقررت عند المشتغلين بالنظر بالكالم االنساني((‬
‫‪3‬‬
‫خمسة مبادئ )) وتتفرع عنها قواعد تخاطبية وهذه المبادئ هي ‪:‬‬
‫أ ـ مبدأ التعاون ‪ :‬هذا المبدأ يضمن توفره اقصى تحقق لألهداف التي يتوخاها المتحاورون في محادثاتهم وهو المبدأ‬
‫االول للتخاطب ويقتصر على جانب التبليغ واول من ذكر هذا المبدأ في اللسانيات الحديثة‪ ,‬هو الفيلسوف واللساني‬
‫االمريكي (( بول غرايس )) ذكره ألول مرة في دروسه المرقونة بعنوان (( محاضرات في التخاطب )) ثم ذكره ثانياً في‬
‫مقالته الشهيرة (( المنطق والتخاطب )) منطلقا من افتراض مفاده ان المتخاطبين المساهمين في محادثة مشتركة‬
‫يحترمون( ( مبدأ التعاون )) الذي يقضي في صيغته العامة بان على اطراف الحوار (( التخاطب )) ان تتعاون فيما بينها‬
‫لتحقيق المطلوب و الهدف من الحوار الذي دخلت فيه‪ ,‬وبناءاً على هذا المبدأ حدد (( غرايس )) الفرضية االساسية التي‬
‫تقضي بان التفاعالت الحوارية (( التخاطبية )) تبلغ مقاصدها من خالل التعاون الحاصل بين اطراف العملية التخاطبية‪,‬‬
‫مما يتطلب ان يكشف المتحاورون عن مقاصدهم‪ ,‬او على االقل التوجه العام لهذه المقاصد انسجاماً مع روح (( مبدأ‬
‫التعاون )) الغرايسي القائل ‪ (( :‬اجعل خطابك حين حصوله على مقتضى القصد المحمود للوضع الذي ارتضيته ))‪ 4‬او ((‬
‫اجعل مساهمتك في المحادثة بحسب ما تتطلبه الحال اثناء المحادثة برعاية الغرض المقبول او اتجاه تبادل الكالم الذي‬
‫‪5‬‬
‫فرع عليه قواعد تخاطبية قسمها أربعة أقسام‬
‫تشارك فيه )) ‪ ,‬وبعد ان حدد (( غرايس )) المبدأ العام (( مبدأ التعاون )) ّ‬
‫يندرج كل قسم منها تحت مقولة مخصوصة وهي ‪ :‬الكم والكيف واالضافة ( العالقة )) والجهة ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ قاعدة الكم ‪ :‬التي تقول (( اجعل مساهمتك ذات كفاءة اعالمية بالقدر المطلوب ‪ ,‬لكن ال تجعلها أكثر إفادة من‬
‫المطلوب ))‪ 6‬وتُعد حداً داللياً القصد منه الحيلولة دون الزيادة او النقصان في مقدار الفائدة من قبل المتخاطبين وتتلخص‬
‫‪7‬‬
‫في قيدين ‪:‬‬
‫‪ -‬قيد الفائدة ( أ ) ‪ ( :‬اجعل خطابك مفيداً على قدر الطلب الموضعي اي لتكن إفادتك المخاطب على قدر حاجته )‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫– قيد الفائدة ( ب ) ‪ ( :‬ال تتجاوز بإفادته ـ اي الخطاب ـ الحد المطلوب ‪ ,‬اي ال تجعل افادتك تتعدى القدر المطلوب ) ‪.‬‬
‫‪2‬ح ـ قاعدة الكيف (( الطريقة)) ‪ :‬وتتوخى تجنب ادعاء الكذب‪ ,‬او اثبات الباطل لذلك فعلى المتكلم ان ال يورد من‬
‫العبارات اال تلك التي تأكد من صدقيتها‪ ,‬وتتفرع قاعدة الكيف الى قيدين ‪:‬‬
‫أ ـ قيد الصدق ‪ :‬اي ليكن خطابك صادقاً وال تقل ما تعلم كذبه ‪.‬‬
‫ب ـ قيد الحجة ‪ :‬لتبرهن على قولك وال تقل ما ليس لك عليه بينة او تنقصه الحجة‪ ,‬وذكر بروجراند في (( النص‬
‫والخطاب واالجراء )) ان مبدأ الكيف يتنوع الى حد ما الى ‪ :‬كن واضحاً‪ ,‬تجنب غموض العبارة‪ ,‬تجنب اللبس‪ ,‬أوجز ‪,‬‬
‫كن مرتباً‪ ,‬واعتمد على تفسيرات غرايس في ايضاح هذه االفكار على النحو التالي ‪:‬‬
‫أ ـ كن واضحاً ‪ :‬ويتولد عنه مبدأ هو ‪ :‬كن على نحو يهيئ لنواياك القول أن تجد التعبير الواضح ‪.‬‬
‫ب ـ تجنب غموض العبارة ‪ :‬ويمكن أن يعبر عنه على صورة ‪ :‬ال تكن بحيث يصعب فهمك ‪.‬‬
‫جـ ـ تجنب اللبس ‪ :‬ويمكن أن تعاد صياغتها الى ‪ :‬ال تعبر عن نفسك بحيث يفهم مستمعوك معاني غير التي تقصدها دـ‬
‫أوجز ‪ :‬أي ال تستغرق وقتاً أطول مما هو ضروري في حديثك ‪.‬‬
‫هـ ـ كن مرتباً ‪ :‬اي اعرض مادتك بحسب الترتيب المطلوب ‪ .‬وقد اقترح غرايس في عرض متأخر له في ندوة في جامعة‬
‫بيليفيلد عن نظريات استعمال اللغة أن يجعل هذا المبدأ على صورة ‪ :‬اجعل كالمك على صورة تصلح إلجابة ما‪. 8‬‬
‫‪ 3‬ـ قاعدة اإلضافة (( العالقة )) او الورود والمالئمة ‪:‬‬
‫اي (( جعل كالمك مناسباً ))‪ 9‬وتعني منع المتكلم من أن ينزلق الى مقاصد اخرى مخالفة لتلك التي يستهدفها الخطاب ‪,‬‬
‫اي مراعاة المقال للمقام وتصاغ كما يأتي ‪ :‬ليكن كالمك مناسباً ومالئماً للسياق ‪ .‬وقاعدة المالئمة ‪ ,‬تطابق القاعدة‬
‫البالغية العربية ـ لكل مقام مقال ـ وهي من القواعد المركزية في الدرس البالغي العربي القديم ‪ ,‬باعتبارها تشكل الضامن‬
‫األساس للتواصل اإليجابي بين المتحاورين لما تتيحه من سهولة تأويل الكالم واستكناه معناه بعيداً عن االنزياحات والبحث‬
‫عن القرائن الصارفة ‪ ,‬والخروج عن مقتضى الظاهر وغيرها من االشكاالت الناتجة عن عدم مطابقة الكالم لسياقه وتصاغ‬
‫‪10‬‬
‫‪.‬‬ ‫قاعدة العالقة ( المالءمة ) على النحو اآلتي ‪ :‬ليكن كالمك مناسباً ومالئماً للسياق‬
‫‪ 4‬ـ قاعدة الجهة‪ :‬القصد منها تحاشي االضطراب والملل ‪ ,‬وتالفي االيجاز المخل في القول ‪ ,‬وعليه فهي ترتبط بالقاعدة‬
‫االساسية المعبر عنها بـ(( التزم الوضوح )) وتتفرع الى أربعة قيود هي ‪:‬‬
‫أ ـ قيد الوضوح ‪ :‬لتسلك مسالك اإلفهام ‪ ,‬ولتتجنب مسالك اإلبهام ‪.‬‬
‫ب ـ قيد الفهم واإلفهام (( التفاهم )) ‪ :‬افهم عن نفسك ثم ُرم أن يفهم عنك غيرك ‪.‬‬
‫جـ ـ قيد الحال ‪ :‬احترز االيجاز لئال تخل بالفهم ‪ ,‬واحترز االطناب لئال تؤدي الى الملل ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪.‬‬ ‫د ـ قيد القصد ‪ :‬ليكن كالمك (( قصد )) ‪ ,‬واحترز التعرض لما ال دخل له في المقصود (( المصرح به ))‬
‫إن مبدأ التعاون الغرايسي وقواعد التخاطب التي توزعته تعد فتحاً كبي اًر في حقل التداوليات اللغوية الحديثة‬
‫والتواصل اإلنساني الذي يفتح باب االجتهاد واسعاً أمام الدراسات التي تُعنى بالتنظير للتواصل والتخاطب‪ ,‬فكان ما بسطه ـ‬
‫غرايس‪ ,‬في نظريته من مبادئ وقواعد جعل منها نظرية مؤطرة للتخاطب بشكل عام‪ ,‬بطريقة مثلى‪ ,‬قائمة على التعاون‬
‫والفعالية بغية التبيلغ في التخاطب الذي اقتصر عليه مبدأ التعاون‪ ,‬بعد ذلك انبرى عدد من اللسانيين الى اكمال ما بدأه ((‬
‫غرايس )) ببسط مبادئ تداولية تنبني عليها عملية (( التخاطب )) فقد اضاف (( جو فري ليتش )) ضمن كتابه (( مبادئ‬
‫عده متمماً لمبدأ التعاون وهو ‪:‬‬
‫التداوليات )) مبدأ آخر ـ ّ‬
‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫ب ـ مبدأ التأدب والتقرب ‪ :‬وينطلق من أن الممارسة الحوارية (( التخاطبية )) العقالنية والفعلية غير متوقفة على المبادئ‬
‫والقواعد (( النوعية )) فحسب ‪ ,‬وانما تشمل أيضاً مبادئ وضوابط اخالقية (( اخالقيات التحاور )) تستجيب لمقتضيات‬
‫التخاطب االنساني وخاصياته الطبيعية ‪ ,‬وقد صاغ (( ليتش )) هذا المبدأ كما يلي ‪ :‬كن مؤدباً‬
‫‪12‬‬
‫‪:‬‬ ‫وصاغ (( ليتش )) مبدأه في صورتين إحداهما سلبية والثانية ايجابية‬
‫ب ـ الصورة االيجابية هي ‪ :‬اكثر من الكالم المؤدب ‪.‬‬ ‫أ ـ الصورة السلبية هي ‪ :‬قلل من الكالم غير المؤدب ‪.‬‬
‫وتتفرع عن مبدأ التأدب والتقرب قواعد عدة هي ‪:‬‬
‫‪ -‬واكثر ربح الغير ‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ قاعدة اللباقة ‪ :‬احرص على جلب النفع ودفع الضرر‪ ,‬اي ‪ -:‬قلل خسارة الغير ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ قاعدة الكرم والسخاء ‪ :‬ان تكون كريماً سخياً ‪ ,‬بحرصك على جلب النفع ودفع الضرر ‪ ,‬اي ‪:‬‬
‫‪13‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬اكثر خسارة النفس وفي ذلك سخاء وايثا ر‬ ‫‪ -‬قلل ربح النفس ‪ ,‬وفي ذلك دفع لألنانية ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ قاعدة االستحسان ‪ :‬وتقول ُرم االنصاف واحترز االستصغار ‪ :‬وصورتاها ‪:‬‬
‫‪ -‬واكثر الثناء على الغير‬ ‫‪ -‬قلل ذم الغير ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ قاعدة التواضع ‪ :‬وتقول ُرم االنصاف واحترز االستصغار‪ ,‬وصورتاها ‪:‬‬
‫‪ -‬واكثر من ذم النفس ‪.‬‬ ‫‪ -‬قلل من الثناء على النفس ومدح الذات ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ قاعدة االتفاق ‪ :‬وتقول اطلب الحق واجتنب التعصب وصورتاها ‪:‬‬
‫‪ -‬أكثر االتفاق بين النفس والغير ‪.‬‬ ‫‪ -‬قلل الخالف بين النفس والغير ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ قاعدة التعاطف ‪ :‬وتقول اطلب الحق واجتنب التعصب ‪ ,‬وصورتاها ‪:‬‬
‫‪ -‬اكثر التعاطف بين النفس والغير ‪.‬‬ ‫‪ -‬قلل التعارض بين النفس والغير ‪.‬‬
‫ويرى (( ليتش )) ان قواعد مبدأ التأدب والتقرب ‪ ,‬وبخاصة قاعدة اللباقة‪ ,‬هي بمنزلة خطط ترفع كل ما من شأنه‬
‫أن يوقع في النزاع او يمنع من التعاون‪ ,‬بحيث يترجح مبدأ التأدب على مبدأ التعاون متى وقع التعارض بينهما‪ ,‬ألنه أحفظ‬
‫للصلة االجتماعية التي هي شرط في التعاون بتجنب صيغ (( األوامر )) وااللزام والقسر‪ ,‬إلى صيغ تنطوي على الرفق‬
‫واللين وااللتماس ‪ ...‬كما في األمثلة التالية‪:‬‬
‫مدني بمال ‪ :‬وتدل على األمر المباشر فهي أقل لباقة‪ ,‬وتكون بذلك أكثر عرضة لفتح باب المنازعة والمخالفة عند‬
‫‪1‬ـ ّ‬
‫التخاطب‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أريد أن تمدني بمال‪ :‬وهي جملة خبرية‪ ,‬أكثر من الجملة األولى لباقة‪ ,‬وتترك للمخاطَب االختيار في انجاز ما طُلب‬
‫منه ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ هل تستطيع أن تمدني بمال ؟ ‪ :‬جملة استفهامية جاءت في صورة سؤال برفق‪ ,‬يفتح للمخاطب باب الجواب بال او‬
‫نعم‪ ,‬وهي أكثر لباقة من الجملتين السابقتين ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ليتك تمدني بمال ‪ :‬وهي أكثر الجمل األربع لباقة ‪ ,‬ألنها تظهر عدم طمع المتكلم في وقوع المطلوب ‪ ,‬وجاءت‬
‫‪14‬‬
‫‪.‬‬
‫بصيغة التمني ‪ ,‬الموجه نحو المخاطَب وعندئذ فانه يكون بمنزلة تفضل منه على المتكلم‬
‫ِ‬
‫المخاطب و المخاطَب )) في تعاونهما على تحقيق‬ ‫جـ ـ مبدأ التهذيب ‪ :‬ويقضي هذا المبدأ ‪ ,‬بأن يلتزم طرفا التخاطب ((‬
‫الهدف المقصود الذي من أجله شرعا في الحوار‪ ,‬من ضوابط التهذيب بقدر ما يلتزمان به من قواعد التبليغ ‪ ,‬وقد ارتبط‬
‫هذا المبدأ باسم (( روبين الكوف )) ضمن مقالة (( منطق التهذيب )) وصيغ على النحو اآلتي ‪ :‬كن مهذباً ويتفرع الى‬
‫ثالث قواعد أساسية هي ‪:‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫قاعدة التعفف ‪ :‬ال تفرض نفسك على المخاطَب ‪ ,‬اي ال تتطفل على شؤون اآلخرين ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫طب يختار بنفسه ‪ ,‬ويتخذ ق ارراته بنفسه ‪.‬‬
‫قاعدة التشكيك (( التخيير )) ‪ :‬اجعل المخا َ‬ ‫‪-‬‬
‫طب‪ ,‬أي كن صديقاً‪ ,‬ومقتضى قاعدة التعفف‪ ,‬هو تجنب االلحاح‪ ,‬او إكراه‬ ‫‪ -‬قاعدة التودد ‪ :‬أظهر الود للمخا َ‬
‫المخاطب على ٍ‬
‫فعل ما وعدم التطفل على شؤون المخاطب الخاصة إالّ بعد االستئذان‪ ,‬اما قاعدة التخيير فتعمل احيانا‪,‬‬
‫باتساق مع قاعدة التعفف كما قد تحل محلها احياناً اما قاعدة التودد فإنها تقود الى صداقة حميمة بين طرفي الخطاب‪,‬‬
‫ِ‬
‫المرسل‪ ,15‬وترى (( الكوف )) أن هذه القواعد ذات طابع شمولي‪,‬‬ ‫طب باالنتعاش إلحساسه بالتساوي مع‬ ‫ويشعر المخا َ‬
‫تأخذ بها كل المجتمعات البشرية وليس في ذلك اختالف إال في ترتيب هذه القواعد من حيث الترتيب وتقديم بعضها على‬
‫بعض‪. 16‬‬
‫د ‪ -‬مبدأ التواجه ‪ :‬وهو مبدأ تداولي (( تخاطبي )) ينضبط به التخاطب ومعناه (( مقابلة الوجه للوجه )) وورد عند كل‬
‫من (( براون )) و (( ليفنسن )) في دراستهما المشتركة ‪ (( :‬الكليات في االستعمال اللغوي ‪ :‬ظاهرة التأدب )) ويصاغ‬
‫لتص ْن وجه غيرك وينبني هذا المبدأ على مفهومين أساسيين ‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪17‬‬
‫على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫االول ‪ :‬مفهوم (( الوجه )) أي ذات االنسان التي يريد أن تتحدد بها قيمته االجتماعية وهو على ضربين ‪:‬‬
‫أ ـ وجه دافع ‪ ,‬او سلبي ‪ :‬أي ارادة دفع االعتراض‪ ,‬فاإلنسان‪ ,‬غالباً ـ يريد أن ال يعترض عليه احد سبيل أفعاله ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫عندئذ تكون (‬ ‫ب ـ وجه جالب ‪ :‬اي إرادة جلب االعتراف ‪ :‬ألن االنسان‪ ,‬دائماً‪ ,‬يريد أن يعترف له غيره بأفعاله‬
‫طب )) الى حفظ (( ماء )) وجهه ‪,‬‬ ‫ِ‬
‫المخاطب و المخا َ‬ ‫المخاطبة ) هي المجال الكالمي الذي يسعى فيه كل من ((‬
‫‪18‬‬
‫‪.‬‬ ‫بحفظ(( ماء )) وجه مخاطبه‬
‫الثاني ‪ :‬مفهوم التهديد ‪ :‬ويرى (( براون وليفنسن )) أن من االقوال التي تنزل في التداوليات منزلة (( أعمال )) ما يهدد‬
‫الوجه تهديداً ذاتياً ‪ ,‬وهي االقوال التي تعوق بطبيعتها إرادات المستمع أو المتكلم في دفع االعتراض (( الوجه الدافع ))‬
‫‪19‬‬
‫‪.‬‬ ‫وجلب االعتراف (( الوجه الجالب ))‬
‫وتتفرع عن مبدأ التواجه خمس قواعد يختار المتكلم منها ما يراه مناسباً لقوله ‪ ,‬ذي الصبغة التهديدية وهي ‪:‬‬
‫أ ـ أن يمتنع المتكلم من إيراد القول المهدد ‪.‬‬
‫ِّ‬
‫المهدد من غير تعديل يخفف من جانبه التهديدي ‪.‬‬ ‫ب ـ أن يصرح بالقول‬
‫جـ ـ أن يصرح بالقول المهدد مع تعديل يدفع عن المستمع االضرار بوجهه الدافع ‪.‬‬
‫د ـ أن يصرح بالقول المهدد مع تعديل يدفع عن المستمع االضرار بوجهه الجالب ‪.‬‬
‫هـ ـ ان يؤدي القول بطريق التعريض ‪ ,‬تاركاً للمستمع أن يتخير أحد معانيه المحتملة ‪.‬‬
‫ولتوضيح ذلك بمثال تطبيقي هو (( طلب إغالق النافذة )) يتالءم مع القواعد الخمسة المذكورة آنفاً ‪.‬‬
‫أ ـ قد يمتنع المتكلم عن أن يطلب اغالق النافذة ‪ ,‬بصيغة االمر (( اغلق )) الن في هذا الطلب مخاطرة بالوجه ‪ ,‬تضر‬
‫به أو تضر بالمستمع ‪.‬‬
‫ب ـ قد يطلب المتكلم من المستمع إغالق النافذة دونما استعانة بصيغة تلطّف من األثر التهديدي لهذا الطلب (( اغلق‬
‫النافذة )) ‪.‬‬
‫جـ ـ قد يطلب المتكلم من المستمع إغالق النافذة مع التوسل بصيغة يحفظ الوجه الدافع لهذا المستمع كان يقول ‪ (( :‬هل‬
‫لك أن تغلق النافذة ؟ )) ‪.‬‬
‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫د ـ قد يطلب المتكلم من المستمع إغالق النافذة مع التوسل بصيغة تحفظ الوجه الجالب لهذا المستمع بقوله له (( ألست‬
‫تبادر الى اغالق النافذة كلما تعرضنا لمجرى الهواء ؟ )) ‪.‬‬
‫هـ ـ وقد يطلب المتكلم من المستمع إغالق النافذة بطريق التعريض كان يقول ‪ (( :‬إن الجلوس في مجرى الهواء ٍ‬
‫مؤذ ))‬
‫‪20‬‬
‫تاركاً لمخاطبه استنباط المعنى المقصود‪ ,‬وهو إرادة إغالق النافذة ‪ ,‬وال شك في ان الفقرات (( جـ ‪ ,‬د ‪ ,‬هـ )) تمثل سلوكاً‬
‫تخاطبياً جميالً‪ ,‬ينم عن روح التهذيب والتلطف ويعبر عن الذات االنسانية المتكاملة‪ ,‬التي تسعى الى إظهار االحترام‬
‫لآلخرين‪ ,‬وانزال الناس منازلهم االنسانية دونما ازدراء لهم أو استخفاف بهم بالتعالي عليهم او المكابرة او الغرور‪ ...‬وتعد‬
‫الفقرة (( هـ )) سلوكاً تخاطبياً مثالياً يؤدي الى التآلف والتقارب والتفاعل والتجاوب بين اطراف التخاطب ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ :‬وهو المبدأ التداولي الخامس‪ ,‬واالخير‪ ,‬وقد اتخذ هذا المبدأ الراسخ في التراث االسالمي صو اًر‬ ‫هـ ـ مبدأ التصديق‬
‫مختلفة منها (( مطابقة القول للفعل )) و (( تصديق العمل للكالم )) ويمكن صياغة هذا المبدأ كما يلي ‪:‬‬
‫التقل لغيرك قوالً ال يصدقه فعلك او التقل ما تعتقد عدم صدقه وال ما ال دليل لك عليه‬
‫ويرى بروجراند أن التأكيد على المبدأ التداولي (( التصديق )) الن المحادثة‪ ,‬حقاً ـ قد تتطلب مزاعم غير صادقة‬
‫بحكم االعراف االجتماعية من المدح غير المخلص لمظاهر الناس أو ممتلكاتهم وكذلك ربما تطلب السعي الى تحقيق‬
‫‪22‬‬
‫ويبنى مبدأ التصديق على عنصرين ‪:‬‬ ‫خطة ما بمزاعم مكذوبة فيما يتصل بالدوافع ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ نقل القول (( التبليغ )) ‪ :‬ويرتبط بجانب التواصل ‪ 2 .‬ـ تطبيق القول (( التهذيب )) ‪ :‬ويرتبط بجانب التعامل ‪.‬‬
‫* قواعد التواصل (( التبليغ )) المتفرعة على مبدأ التصديق ‪ :‬تتفرع على مبدأ التصديق في جانبه (( التبليغي )) قواعد‬
‫‪23‬‬
‫‪ :‬واعلم ان للكالم شروطاً ال يسلم المتكلم من الزلل االّ بها وال‬ ‫عدة جاءت مجتمعة في كتاب ادب الدنيا والدين للماوردي‬
‫يعرى من النقص االّ بعد ان يستوفيها وهي اربعة ‪:‬‬
‫الشرط االول ‪ :‬ان يكون الكالم لدا ٍع يدعو اليه‪ ,‬إما اجتالب نفع او دفع ضرر ‪.‬‬
‫والشرط الثاني ‪ :‬ان يأتي به المتكلم في موضعه ‪ ,‬ويتوخى به إصابة فرصته ‪.‬‬
‫والشرط الثالث ‪ :‬أن يقتصر منه على قدر حاجته ‪.‬‬
‫والشرط الرابع ‪ :‬ان يتخير اللفظ الذي يتكلم به ‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪.‬‬ ‫أخل المتكلم بشرط منها ‪ ,‬فقد أوهن فضيلة باقيها‬
‫فهذه اربعة شروط متى ّ‬
‫* قواعد التعامل (( التهذيب )) المتفرعة على مبدأ التصديق ‪ :‬تتفرع على مبدأ التصديق في جانبه (( التهذيبي )) ثالث‬
‫قواعد رئيسة‪ ,‬جاءت مجملة في كتاب اللسان والميزان للدكتور طه عبد الرحمن‪ ,‬بعد استقرائها من التراث االسالمي‬
‫العربي‪ ,‬وصياغاتها على مقتضى التخاطب المعلومة ‪ ,‬صياغات أمرية ‪ ,‬وهي ‪:‬‬
‫أ ـ قاعدة القصد ‪ :‬لتتفقّد قصدك في كل قول تُلقي به الى الغير ‪.‬‬
‫ب ـ قاعدة الصدق ‪ :‬لتكن صادقاً فيما تنقله الى غيرك ‪.‬‬
‫جـ ـ قاعدة االخالص ‪ :‬لتكن في توددك للغير متجرداً عن اغراضك ‪.‬‬
‫واذا تأملنا هذه القواعد التهذيبية (( القصد والصدق واالخالص )) نجدها تتضمن ما تقرر في قواعد التأدب وقواعد‬
‫‪25‬‬
‫‪ .‬فقاعدة القصد يترتب عليها أمران أساسيان ‪:‬‬ ‫التواجه‬
‫تبين القصد نتيجتان هما ‪ :‬تحديد‬
‫احدهما ‪ :‬وصل المستوى التبليغي بالمستوى التهذيبي في عملية التخاطب‪ ,‬اذ يتعين في ّ‬
‫المسؤولية االخالقية ‪ ,‬واالخرى إفادة المخاطب المعنى المقصود ‪.‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫واالمر الثاني ‪ :‬إمكان الخروج عن الداللة الظاهرة للقول‪ ,‬إذ يجوز أن يتفاوت مقصود القول عن مضمونه‪ ,‬مما يلزم عنه‬
‫ِ‬
‫المخاطب‪ ,‬فهو ال يتبادر اليه مباشرة‪ ,‬وبهذا تتميز قاعدة الصدق عن‬ ‫طب في ممارسة العمل لمعرفة قصد‬ ‫دخول المخا َ‬
‫‪26‬‬
‫‪.‬‬ ‫مبدأ التأدب عند (( الكوف )) الذي صار بموجب نزعته التجريدية‪ ,‬الى اسقاط عنصر العمل الحي به‬
‫أما قاعدة الصدق ‪ :‬فتقضي بممارسة الصدق في مستويات ثالثة ‪:‬‬
‫طب بأشياء على خالف ما هي عليه ‪.‬‬
‫أ ـ صدق الخبر ‪ :‬وهو أن يحفظ المتكلم لسانه عن إخبار المخا َ‬
‫طب بأوصاف هي على خالف ما يتصف به ‪.‬‬
‫ب ـ الصدق في العمل ‪ :‬وهو ان يصون المتكلم سلوكه عن إشعار المخا َ‬
‫طب بوجود تفاوت بينهما‪.‬‬
‫جـ ـ مطابقة القول للعمل ‪ :‬ان يحفظ المتكلم لسانه وسلوكه عن إشعار المخا َ‬
‫وممارسة الصدق بمستوياته الثالثة آنفة الذكر يفضي الى التقارب بين طرفي الخطاب‪ ,‬فهو يتعلق بالجانب التهذيبي اكثر‬
‫‪27‬‬
‫‪ .‬ويترتب على هذه االصناف من الصدق افضليات ثالث ‪:‬‬ ‫من تعلّقه بالجانب التبليغي‬
‫أ ـ أن يفعل المتكلم ما لم يقل أفضل له من أن يقول ما لم يفعل ‪.‬‬
‫ب ـ أن يسبق فع ُل المتكلم قوله ‪ ,‬أفضل له من أن يسبق قوله فعلَه ‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫جـ ـ أن يكون المتكلم أعمل بما يقول أفضل له من أن يكون غيره أعم ُل به ‪.‬‬
‫وعند انعام النظر في ( مبادئ التخاطب وقواعده ) عند العلماء الغربيين ( غرايس‪ ,‬ليتش‪ ,‬الكوف‪ ,‬براون‪,‬‬
‫ليفنش) ) وغيرهم نجد هذه المبادئ والقواعد حاضرة في الخطاب العربي االسالمي ( النقدي والبالغي والتفسيري‬
‫واالصولي‪ ) ...‬ومن هنا يمكن القول ‪ :‬إن مبادئ ( التعاون‪ ,‬التأدب والتقرب‪ ,‬التهذيب‪ ,‬التواجه ) والقواعد التي تتفرع‬
‫عنها‪ ,‬لها جذور في الموروث الثقافي العربي االسالمي‪ ,‬وقد قام بعض العلماء الغربيين باستقائها منه وادخالها في نماذجهم‬
‫ونظرياتهم وبحوثهم ودراساتهم‪ ,‬بأسماء ومصطلحات وجداول مختلفة‪ ,‬ومن ذلك أرى ان مبدأ ( التصديق وقواعده ) وهو‬
‫المبدأ التداولي الخامس‪ ,‬الذي ُيعد مبداً راسخاً في التراث االسالمي‪ ,‬وهو مستمد من الخطاب القرآني ومن الحديث النبوي‬
‫الشريف الذي ينطوي على ( قاعدة القصد‪ ,‬قاعدة الصدق‪ ,‬قاعدة االخالص )‪ ,‬أراه يتضمن ما جاءت به ‪ :‬قواعد ( الكم ‪,‬‬
‫الكيف‪ ,‬االضافة‪ ,‬الجهة ) في مبدأ التعاون عند ( غرايس )‪ ,‬وما جاءت به قواعد ( اللباقة‪ ,‬الكرم واالستحسان‪ ,‬التواضع ‪,‬‬
‫االتفاق‪ ,‬التعاطف ) في مبدأ ( التأدب والتقرب ) عند ( ليتش )‪ ,‬ويتضمن ـ أيضاً ـ ما تفرع عنه مبدأ التهذيب من قواعد (‬
‫التعفف‪ ,‬التشكيك‪ ,‬التخيير‪ ,‬التودد ) عند ( روبين الكوف )‪ ,‬وال يخرج عن ذلك مبدأ التواجه لـ( براون وليفنسن ) في (‬
‫مفهوم الوجه ) و ( مفهوم التهديد ) الذي يدعو الى حفظ ماء الوجه والتلطف عند التخاطب‪ ,‬وهذا ال يقدح بما جاء به‬
‫الغربيون اذ ان مكونات التراث البشري تنهل من معين واحد يمثل أممية الذاكرة االنسانية في تفاعلها وجدلها وحوارها‬
‫المستمر‪ ,‬قديمها مع حديثها‪ ,‬وسابقها مع الحقها‪ ,‬فاالنسانية مهما تتجدد حياتها‪ ,‬واساليب تفكيرها ال تستطيع أن تتخلص‬
‫من الماضي العتيد‪ ,‬او تغمض عينيها عن القديم من السنن واالفكار والثقافات واالبداعات ‪ ...‬التي تشدها اليها‪ ,‬فتجعلها‬
‫تديم النظر واالهتمام بالروائع التي خلفها االسالف لتفيد من المثل الصالحة في الفكر واللغة والفلسفة والفن ‪ ...‬التي خلقتها‬
‫االجيال المتعاقبة وال تنغلق عليها او تقع في إسارها بل تتفاعل معها لتتناسل وتتوالد في عملية تمثيل خالّقة بما تضيفه‬
‫وتضفيه عليها من فكر وخزين معرفي‪ .‬وهنا يقترح الباحث إضافة مبدأين الى مبادئ التخاطب‪ ,‬هما ‪:‬‬
‫وتقبله‪ ,‬الدامة التواصل واالتصال بين المتخاطبين ويتفرع‬
‫* االول ‪ :‬مبدا التاهيل ‪ :‬أي تاهيل المخاطب الستقبال الخطاب ّ‬
‫الى ثالثة قواعد ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ قاعدة التشويق ‪ :‬بتقديم مقدمة مناسبة بين يدي المخاطَب ‪ ,‬ينبسط لها فكره وضميره ونفسه ‪.‬‬
‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫‪ 2‬ـ قاعدة المصلحة ( المشكلة ) ‪ :‬أي ما يهم اطراف التخاطب من مصلحة أو مشكلة ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ قاعدة لفت النظر ‪ :‬أي لفت انتباه المخاطب الى أمر مهم ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫وعندئذ تتم العملية التخاطبية وتتفاعل ويتم ذلك عن طريق ‪ 1‬ـ‬ ‫* الثاني ‪ :‬مبدأ االستنطاق ‪ :‬أي استنطاق اطراف التخاطب‬
‫االستفهام ‪ :‬بإثارة السؤال الذي ينطوي على التساؤل ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ االمر ‪ :‬وهو الطلب بالرفق وااللتماس ‪ ,‬ال القسر وااللزام ‪.‬‬
‫لتصبح مبادئ التخاطب سبعة مبادئ هي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ مبدا التأهيل ‪ 2 .‬ـ مبدا االستنطاق ‪ 3 .‬ـ مبدا التعاون ‪ 4 .‬ـ مبدأ التادب والتقرب ‪ 5 .‬ـ مبدأ التهذيب ‪ 6.‬ـ مبدأ‬
‫التواجه ‪ 7‬ـ مبدأ التصديق ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬العوامل المؤثرة في عملية التخاطب‬
‫تتأثر عملية التخاطب بعوامل كثيرة يمكن اجمالها باربعة عوامل هي ‪ :‬السياق‪ ,‬النبر التنغيم‪ ,‬السلطة‪ ,‬طبيعة العالقة‬
‫بين اطراف التخاطب ‪ ,‬االشارات وحركات الجسم ( لغة الجسد ) ‪.‬‬
‫اوالً ـ السياق ‪:‬‬
‫مفهوم السياق ‪ :‬يعد السياق عامالً مهماً في العملية التخاطبية ‪ .‬وللوقوف على مفهوم السياق‪ ,‬يقتضي أن نستقريه في‬
‫كتب القدماء والمحدثين‪ ,‬إذ توزعته‪ ,‬أي السياق‪ ,‬المعاجم عند القدماء‪ ,‬والبحث اللساني عند المحدثين‪ ,‬ذكر ابن فارس ((‬
‫حدو الشيء ‪ ,‬يقال ‪ :‬ساقه يسوقُه‬
‫ت ‪ 395‬هـ )) في معجم مقاييس اللغة أن (( السين والواو والقاف أصل واحد ‪ ,‬وهو ُ‬
‫سوقاً‪ ,‬والسَّيِّقة ‪ :‬ما استيق من الدواب ))‪ ,29‬وذكر الزمخشري (( ت ‪ 538‬هـ )) (( ومن المجاز ‪ :‬هو يسوق الحديث‬
‫احسن سياق‪ ,‬واليك يساق الحديث‪ ,‬وهذا الكالم مساقه الى كذا‪ ,‬وجئتك بالحديث على سوقه‪ :‬على َس ْرِده ))‪ ,30‬ويريد‬
‫بالسرد‪ ,‬التتالي والتتابع‪ ,‬أي(( سرد الحديث والقراءة ‪ ,‬جاء بهما على والء ))‪ . 31‬وجاء في لسان العرب البن منظور ‪(( :‬‬
‫السَّوق ‪ :‬معروف‪ .‬ساق االبل وغيرها يسوقها سوقاً وسياقاً ‪ ...‬وقد انساقت وتساوقت االبل تساوقاً اذا تتابعت ‪ ,‬وكذلك‬
‫كأن بعضها يسوق بعضاً‪ ,32‬من ذلك نجد أن مصطلح (( السياق))‬ ‫تقاودت فهي متقاودة ومتساوقة‪ ,‬والمساوقة ‪ :‬المتابعة ّ‬
‫يرتبط بشكل خاص بـ(( السياق اللغوي )) بوصفه مجموعة االجزاء من الخطاب‪ ,‬التي تحيط بالكلمة في المقطع وتسهم في‬
‫الكشف عن معناها‪ ,‬بيد أنه مع تطور البحث اللساني‪ ,‬برزت محدودية هذا التعريف وقصوره عن مواكبة الدراسات التداولية‬
‫‪33‬‬
‫‪ ,‬فقد ُع ّدت‬ ‫خاصة‪ ,‬وذلك التخاذها مفهوم السياق ثابتاً من ثوابتها‪ ,‬مما حتم ضرورة تخطيه إلى تعريف اكثر شمولية‬
‫مجموعة الظروف التي تحيط بحدوث فعل التلفظ وموقف الكالم سياقاً (( ‪ )) Contexte‬ومن هنا فإن (( السياق ))‬
‫أضحى مكوناً أساسياً من مكونات الخطاب‪ ,‬على اعتبار أن كل مخاطبة تتضمن مستويين‪ ,‬أحدهما لغوي محقق‪ ,‬والثاني‬
‫غير لغوي‪ ,‬وهو السياق الذي يقصد به الوضعية الملموسة التي توضع وتنطق من خاللها مقاصد‪ ,‬تخص المكان والزمان‪,‬‬
‫‪34‬‬
‫من ذلك فإن (( السياق ليس بأي حال من‬ ‫وهوية المتكلمين‪ ,‬وكل ما نحن في حاجة اليه من اجل فهم وتقويم ما يقال‪,‬‬
‫االحوال‪ ,‬سبباً خارجاً عن المخاطبة‪ ,‬يؤثر عليها من الخارج‪ ,‬بوصفه قوة آلية‪ ,‬إنه يندمج فيها بما هو عنصر أساسي‬
‫‪35‬‬
‫‪ ,‬في حين يرى (( هاليداي )) أن السياق ‪ (( :‬هو النص اآلخر‪ ,‬أو النص المصاحب للنص‬ ‫لعملية بنائها الداللي ))‬
‫‪36‬‬
‫‪,‬وفرق (( روبرت دي بوجراند )) بين مصطلح‬ ‫الظاهر‪ ,‬وهو بمثابة الجسر الذي يربط التمثيل اللغوي ببيئته الخارجية ))‬
‫(( ‪ )) Contexte‬ومصطلح (( ‪ : )) Co – text‬فاألول ‪ :‬يتضمن دالالت خارجية وانتاج النصوص واستقبالها‪ ,‬وهذه‬
‫البيئة الشاسعة تسمى (( سياق الموقف ‪ )) Contexte‬والثاني‪ :‬يتضمن مكونات قواعدية ونحوية ودالالت داخلية وصرف‬
‫‪37‬‬
‫‪.‬‬ ‫وأصوات ‪ ...‬أي التركيب الداخلي للنص ويسمى (( سياق البنية ‪)) Co-texte‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫وهذا التفريق بين نوعين من السياق هما ‪:‬‬


‫السياق اللغوي‪ ,‬والسياق غير اللغوي‪ ,‬اكتسب اهتماماً كبي اًر من خالل نظرية فيرث (( ‪ )) Fierth‬السياقية للدرس اللغوي ‪,‬‬
‫حين أصبح تناول المعنى يعني تناوالً لهذين الجانبين واصطلح عليهما في اللغة االنكليزية ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ (( ‪ )) Linguistic context‬ويراد به السياق اللغوي ‪.‬‬
‫ـ (( ‪ )) Thenon - Linguistic context‬أو(( ‪ )) Context of situation‬ويراد به سياق الموقف أو السياق‬ ‫‪2‬‬
‫غير اللغوي‪ .38‬ونجد اولمان ـ في حديثه عن السياق ـ يهمه المعنى التقليدي في قوله ‪ :‬إن كلمة السياق (( ‪))Context‬‬
‫استعملت حديثا في معان مختلفة‪ ,‬والمعنى الذي يهمنا هنا هو معناها التقليدي‪ ,‬أي النظم اللفظي للكلمة‪ ,‬وموقعها من ذلك‬
‫أن يشمل الكلمات والجمل السابقة والالحقة بل القطعة‬
‫النظم‪ ,‬بأوسع معاني هذه العبارة ‪ ,‬والسياق على هذا التفسير ينبغي ْ‬
‫كلها‪ , 39‬كما ينبغي أن يشمل كل ما يتصل بالكلمة من ظروف ومالبسات وعناصر أخرى غير لغوية ‪ ,‬متعلقة بالمقام‬
‫الذي تنطق به الكلمة‪ ,‬لما لهذه العوامل جميعها من تأثير مباشر على المعنى (( فالسياق عملية شاملة تستدعي كل ما‬
‫يحيط بالخطاب من عناصر تساعد على ضبط المعنى ))‪ ,40‬وفي االلسنية واالسلوبية نجد سياقين متقابلين هما‪ :‬السياق‬
‫‪41‬‬
‫‪:‬‬ ‫االكبر والسياق االصغر‬
‫‪ 1‬ـ السياق األصغر (( ‪ : )) Lemicro Context‬الذي يدل على الجوار المباشر للفظ قبله وبعده وعملية تفاعل الكلمات‬
‫وتأثير بعضها في بعض ‪.‬‬
‫يتنزل فيه اللفظ بعد الجوار المباشر‪ ,‬كالجملة أو‬
‫‪ 2‬ـ السياق األكبر (( ‪ : )) Lemacro Contexte‬وهو الذي ّ‬
‫الفقرة أو الخطاب جملة ‪ .‬وا ّن لمصطلح (( السياق االكبر )) في االسلوبية داللة نوعية تتمثل في جملة المعطيات التي‬
‫تحضر القارئ أو السامع وهو يتلقى النص بموجب مخزونه الثقافي واالجتماعي‪ ,‬ويعود الفضل ـ في تأصيل نظرية السياقـ‬
‫إلى عالم اللسانيات االنكليزي فيرث (( ‪ )) Firth‬من خالل وضعه لالطار المنهجي لتحليل المعنى‪ ,‬الذي يعتمد على أربعة‬
‫‪42‬‬
‫عوامل هي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تحليل السياق اللغوي ‪ ,‬صوتياً وصرفياً ونحوياً ومعجمياً ‪ 2.‬ـ بيان شخصية المتكلم والمخاطب والظروف المحيطة‬
‫بالكالم ‪ 3 .‬ـ بيان نوع الوظيفة الكالمية ‪ :‬مدح‪ ,‬هجاء‪ ,‬طلب ‪ 4 .......‬ـ بيان األثر الذي يتركه الكالم‪ ,‬كاإلقناع‬
‫والتصديق أو التكذيب أو الفرح أو األلم ‪ ...‬فبدون السياق اليمكن التوصل الى فهم عبارة ما‪ ,‬اذ عليه تتوقف الداللة‬
‫معين‪,‬‬
‫الحقيقية للنص‪ ,‬فالسياق كما جاء في موسوعة الالند ‪ :‬هو مجمل الظروف المت اربطة التي يندرج فيها حدث ّ‬
‫وتسلسل افكار يتسم به نص ما‪ ,‬وبنحو خاص ‪ .‬مجمل النص الذي يحيط بعبارة مستشهد بها‪ ,‬والذي تتوقف عليه الداللة‬
‫الحقيقية لهذه العبارة‪ ,‬هذا المعنى هو االكثر استعماالً‪ ,‬أي يتبدل معنى العبارة وفقاً للمقطع الذي ترد فيه ‪ :‬والبد اذاً من‬
‫تأويل كل كلمة واستنباط كل عبارة‪ ,‬ال بمعزل عن المعنى العام للقطعة ( المساق ) بل باالعتماد عليه‪ ,‬وهذه هي قاعدة‬
‫‪43‬‬
‫‪.‬‬ ‫السياق االساسية في التأويل والتفسير‬
‫* عناصر السياق ‪ :‬إن العناصر السياقية التي يقتضيها‪ ,‬سياق التواصل‪ ,‬على الرغم من تعددها وتنوعها ال تخرج‬
‫‪44‬‬
‫‪:‬‬ ‫عن أن تكون إما (( ذاتية أو موضوعية )) ويمكن حصرها بثالثة عناصر‬
‫أ ـ عنصر ذاتي ‪ :‬هو معتقدات المتكلم فكل متكلم له معتقدات‪ ,‬وأيضاً مقاصد المتكلم‪ ,‬فهو حين يتكلم يقصد شيئاً‪,‬‬
‫وكذلك اهتمامات المتكلم‪ ,‬فقد تكون له أهداف‪ ,‬فينبغي أن تدخل هذه األهداف أيضاً في تحديد الظاهرة اللغوية‪ ,‬ثم رغبات‬
‫المتكلم‪ ,‬فإذن هناك ( االهتمامات والرغبات واألهداف والمقاصد والمعتقدات ) كلها تدخل بوصفها عنص اًر لتحديد السياق ‪.‬‬
‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫ب ـ العنصر الموضوعي ‪ :‬هو الوقائع الخارجية التي تم فيها القول‪ ,‬أي الظروف الزمانية والمكانية فهذه العوامل‬
‫تدخل ـ ايضاً ـ في تحديد السياق ‪.‬‬
‫جـ ـ العنصر الذواتي ‪ :‬ويعني ما بين ذوات المتخاطبين‪ ,‬أي المعرفة المشتركة بين المتخاطبين وهذه المعرفة‬
‫المشتركة هي معرفة معقدة التركيب ‪.‬‬
‫من ذلك فان السياق يتمثل في ما يمكن أن نسميه ‪ :‬المناخ أو الجو الخارجي العام الذي يتم فيه الحدث‬
‫الكالمي الذي يلف إنتاج الخطاب من ظروف ومالبسات ويشمل الزمان والمكان ومختلف االشياء والحوادث التي لها صلة‬
‫بالحدث الكالمي ويعد العنصر الشخصي من أهم عناصر السياق ويمثله طرفا الخطاب ‪ :‬المرسل والمرسل اليه‪ ,‬وما‬
‫بينهما من عالقة باإلضافة إلى مكان التلفظ وزمانه‪ ,‬وما فيه من شخوص وأشياء‪ ,‬وما يحيط بهما من عوامل حياتية ‪:‬‬
‫اجتماعية‪ ,‬أو سياسية‪ ,‬أو ثقافية‪ ,‬وأثر التبادل الخطابي في اطراف الخطاب االخرى‪ ,‬ومن الجدير بالذكر أن أثر هذه‬
‫‪45‬‬
‫‪.‬‬ ‫العناصر ليس مقتص اًر على لحظة التلفظ فقط ‪ ,‬بل يمتد إلى ما قبله‬
‫ألن السياق يرشد إلى تبيين المجمل‬
‫* أثر السياق في تحديد معنى االلفاظ ‪ :‬للسياق أثر كبير في تحديد معنى االلفاظ ‪ّ ,‬‬
‫وتعيين المحتمل والقطع بعدم احتمال غير المراد‪ ,‬وتخصيص العام وتقييد المطلق وتنوع الداللة‪ ,‬وهذا من أعظم القرائن‬
‫‪46‬‬
‫‪ ,‬إذ ان السياق هو الذي يفرض قيمة واحدة بعينها‬ ‫الدالة على مراد المتكلم فمن أهمله غلط في نظره وغالط في مناظرته‬
‫أن تدل عليها‪ ,‬والسياق أيضاً هو الذي يخلّص الكلمة من‬
‫على الكلمة بالرغم من المعاني المتنوعة التي في وسعها ْ‬
‫الدالالت الماضية التي تدعها الذاكرة تتراكم عليها‪ ,‬وهو الذي يخلق لها قيمة حضورية‪ ,‬إذ أن الكلمة توجد في كل مرة‬
‫تستعمل فيها في جو يحدد معناها تحديداً مؤقتاً ‪ .‬والسياق ـ أيضاً ـ يحمي االلفاظ المتماثلة من خطر اللبس ‪ ,‬وهذا يسمح‬
‫‪47‬‬
‫‪ .‬ثانياً ـ النبر والتنغيم ‪ :‬للنبر والتنغيم أثر كبير في عملية التخاطب وايصال المعنى ‪.‬‬ ‫باإلبقاء عليها دون إضرار‬
‫النبر ‪ :‬ذكر اللغويون تعريفات عدة للنبر فعند القدماء ما ذكره ابن فارس ان (( نبر ‪ :‬النون والباء والراء‪ ,‬أصل صحيح‬
‫يدل على رفع وعلو‪ ,‬ونبر الغالم ‪ :‬صاح أول ما يترعرع ‪ .‬ورجل نبار ‪ :‬فصيح جهير‪ ,‬وسمي المنبر‪ ,‬ألنه مرتفع‪ ,‬ويرفع‬
‫‪48‬‬
‫‪ ,‬وجاء في اساس البالغة ‪ (( :‬نبرت الشيء ‪ :‬رفعته‪ ,‬ونبر‬ ‫الصوت عليه‪ ,‬والنبر في الكالم ‪ :‬الهمز او قريب منه ))‬
‫‪49‬‬
‫‪ ,‬وما ذكره ابن جني‪ ,‬يشير الى ظاهرتي النبر والتنغيم قال((‬ ‫فالن نبرة ‪ :‬نطق نطقة بصوت رفيع‪ ,‬ورجل نبار بالكالم ))‬
‫تحس في كالم القائل‬ ‫ِ‬
‫وذلك ما حكاه صاحب الكتاب من قولهم ‪ :‬س ْي َر عليه ليل‪ ,‬وهم يريدون‪ :‬ليل طويل ‪ ....‬وذلك انك ّ‬
‫لذلك من التطويح والتطريح والتفخيم والتعظيم ما يقوم مقام قوله ‪ :‬طويل أو نحو ذلك‪ ,‬وانت تحس هذا من نفسك اذا‬
‫تأملته‪ ,‬وذلك أن تكون في مدح إنسان والثناء عليه‪ ,‬فتقول ‪ :‬كان و ِ‬
‫اهلل رجالً فتزيد في قوة اللفظ بـ(( اهلل )) هذه الكلمة ‪,‬‬
‫ولتمكن في تمطيط الالم‪ ,‬واطالة الصوت بها وعليها‪ ,‬أي رجالً فاضالً أو شجاعاً أو كريماً او نحو ذلك‪ ,‬وكذلك تقول ‪:‬‬
‫وتفخمه ‪ ,‬فتستغني بذلك عن وصفه بقولك ‪ :‬إنساناً سمحاً او جواداً أو نحو‬
‫سألناه فوجدناه أنساناً ! وتم ّكن الصوت بإنسان ّ‬
‫‪50‬‬
‫‪ ,‬وعند المحدثين (( يراد بالنبر ‪ Accent‬الضغط على أحد المقاطع بحيث يتميز عن غيره من مقاطع الكلمة‬ ‫ذلك ))‬
‫‪51‬‬
‫وبرو اًز صوتياً لفونيم أو مقطع اذا قورن ببقية الفونيمات أو المقاطع االخرى نتيجة ارتفاع‬ ‫ويزداد وضوحاً في السمع ))‬
‫الصوت‪ ,‬اي أن الفونيم أو المقطع المنبور يمثل وضوحاً سمعياً اذا قورن بغيره من الفونيمات أو المقاطع المجاورة في‬
‫‪52‬‬
‫تقوي ‪ :‬أما‬
‫الكلمة ‪ ,‬وذكر جان كانتينيو في علم اصوات العربية ان (( النبرة ‪ :‬هي اشباع مقطع من المقاطع بأن ّ‬
‫ارتفاعه الموسيقى أو شدته أو مداه او عدة عناصر من هذه العناصر في نفس الوقت‪ ,‬وذلك بالنسبة الى نفس العناصر‬
‫‪53‬‬
‫‪.‬‬ ‫في المقاطع المجاورة ))‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫‪54‬‬
‫‪(( .‬‬ ‫* وظائف النبر ‪ :‬للنبر وظائف ‪ :‬لغوية وصرفية ومعجمية ‪ ,‬وهو عامل مهم من عوامل تحديد المعنى وتوضيحه‬
‫فكأن النبر ينفث الحياة في هيكل االصوات العظمي ‪ ,‬أو على حد تعبير مجازي لقدامى النحاة ‪ ,‬النبر (( روح )) الكلمة ‪,‬‬
‫‪55‬‬
‫ويعمل النبر على تحديد المعنى المراد بنبر بعض الكلمات دون غيرها‬ ‫فهو الذي يعطي للكلمة طابعها وشخصيتها ))‬
‫كما في جملة (( هل يعقل أن تنضح العين بالنفط في وسط الصحراء بعد ثوان ))؟!! فاذا ِزْي َد الضغط على (( وسط‬
‫الصحراء )) اصبحت هي موضع الغرابة من السؤال ‪ ,‬واذا زاد المتكلم الضغط أو النبر على (( في ثوان )) كان موضع‬
‫‪56‬‬
‫‪ ,‬ومثل ذلك في جملة (( هل سافر أخوك ؟ )) فان الغرض منها يختلف باختالف‬ ‫الغرابة في قصر وقت انبثاق النفط‬
‫النبر فيها ‪ ,‬فاذا نبر (( سافر )) قد يكون الشك في حدوث السفر في أخي السامع ‪ ,‬واذا كان المنبور (( اخوك )) كان‬
‫‪57‬‬
‫ك في تاريخ السفر‬
‫الشك في فاعل السفر ‪ ,‬أما اذا نبر (( أمس )) ُش ّ‬
‫التنغيم ‪ :‬هو (( عبارة عن تتابع النغمات الموسيقية او االيقاعات في حدث كالمي معين ))‪ 58‬وهو مصطلح يدل على ((‬
‫‪59‬‬
‫أي التباين بين االرتفاع‬ ‫رفع الصوت وخفضه في اثناء الكالم للداللة على المعاني المختلفة للجملة الواحدة ) )‬
‫حدث نغمة موسيقية ‪ ,‬والتنغيم‬
‫الصوتي ْين التي تُ ُ‬
‫ّ‬ ‫التغير في نسبة ذبذبة الوترين‬
‫واالنخفاض في درجة الصوت الناتج عن ّ‬
‫بهذا المفهوم يدل على العنصر الموسيقي في نظام اللغة‪ 60‬ويسميه بعضهم‪ ,‬موسيقى الكالم‪ ,61‬ان وجود التنغيم في الكالم‬
‫المسموع دون المكتوب‪ ,‬يجعل االول أقدر في الكشف عن ظالل المعنى ودقائقه من الثاني‪ ,‬من ذلك كان ظهور اللسانيات‬
‫الحديثة مرتبطاً بتحول االهتمام بدراسة اللغات في صورتها المنطوقة‪ ,‬النها قد رأت عملية التواصل والتفاهم‬
‫( ‪ ) communication‬ال تعتمد فقط على اللغة بصفتها االداةَ الرئيسية لهذا التواصل‪ ,‬بل تعتمد على ما يصاحبها من‬
‫نغمات صوت المتكلم ( ‪ ) voicetones‬وقد حاولت الكتابة ان تستعيض عن التنغيم بالترقيم‪ ,‬الن (( التنغيم في الكالم‬
‫يقوم بوظيفة الترقيم في الكتابة ‪ ,‬غير ان التنغيم أوضح من الترقيم في الداللة على المعنى الوظيفي للجملة ‪ ,‬وربما كان‬
‫ذلك الن ما يستعمله التنغيم من نغمات اكثر مما يستعمله الترقيم من عالمات ))‪ ,62‬الن (( التنغيم ‪ ,‬هو الهيئة اللحنية‬
‫التي تؤديها المعاني المختلفة‪ ,‬فاالستنكار له هيئة لحنية معينة ‪ ,‬واالستفهام التصديقي له هيئة اخرى‪ ,‬والتعجب له هيئة‬
‫ٍ‬
‫معان نفسية لغوية‪ ,‬يقصد منها ان تحدث أث اًر نفسياً لدى‬ ‫ثالثة ‪ ,‬والتأكيد له هيئة رابعة‪ ,‬وهكذا ‪ ...‬وهذه المعاني‪ ,‬هي‬
‫‪63‬‬
‫فالتنغيم يبرز ما في‪ ,‬الحروف‬ ‫المخاطب‪ ,‬الى جانب المعنى الذي تؤديه الجملة من حيث وجهها اللغوي التركيبي ))‬
‫والكلمات‪ ,‬من ذوق في السمع والنفس اذ (( ان مادة الصوت هي مظهر االنفعال النفسي‪ ,‬وان هذا االنفعال بطبيعته انما‬
‫هو سبب تنويع الصوت‪ ,‬بما يخرجه فيه مداً او غنة او ليناً او شدة‪ ,‬وبما يهيء له من الحركات المختلفة في اضطرابه‬
‫وتتابعه على مقادير تناسب ما في النفس من اصولها‪ ,‬ثم يجعل الصوت الى االيجاز واالجتماع‪ ,‬او الى االطناب والبسط‬
‫‪64‬‬
‫وهذا يدخل في باب اللغة االنفعالية ( المنطوقة‬ ‫وبعد المدى ونحوهما ))‬‫بمقدار ما يكسبه من الحدة واالرتفاع واالهتزاز ُ‬
‫المتكلّمة ) التي ال تستقل عن اللغة النحوية ( المنطقية ‪ ,‬المكتوبة ) فبين اللغتين ( النحوية واالنفعالية ) تأثير متبادل وفقا‬
‫‪65‬‬
‫‪ .‬لذا قد يستثمر التنغيم في اغراض كثيرة ‪ ,‬كالتهكم او‬ ‫للسلم االنفعالي الذي ال يحوي نغمة واحدة تخلو من العاطفة‬
‫الزجر او الرفض او االستغراب والدهشة او التعجب‪ , ....66‬ففي قولك ‪ :‬أنت نجحت في االمتحان ؟ وأنت نجحت في‬
‫االمتحان! وانت نجحت في االمتحان‪ ,‬نجد الجملة االولى ‪ ,‬ان السائل يريد معرفة المخاطب هل كان قد نجح ام ال ؟‬
‫يعبر عن تعجبه أو دهشته لنجاح المخاطب‪ ,‬اما في الجملة الثالثة فيريد اخبار المخاطب‬
‫بينما نجده في الجملة الثانية‪ّ ,‬‬
‫‪67‬‬
‫بانه ناجح والفرق بين داللة الجمل الثالث يرجع الى االختالف في نمط التنغيم ‪ .‬ويعمد المرسل الى استعمال التنغيم‬
‫للتركيز على جزء من الخطاب الذي هو محط العناية ‪ ,‬كما يستدعيه السياق ‪ .‬وقد يكون هدف المرسل ‪:‬‬
‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫‪ 1‬ـ إثارة انتباه المرسل ‪ 2‬ـ توجيه ذهن المرسل اليه الى مناط اهتمام المرسل في خطابه من تقديم معلومة جديدة‪ ,‬أو‬
‫التفريق بينها وبين المعلومة القديمة ‪ ,‬فقد يتلفظ المرسل‪ ,‬بخطابه ـ بتنغيم معين‪ ,‬ليبدل داللته التي يدل عليها أصل تركيبه‪,‬‬
‫باإليقاع الصوتي (( التنغيم )) لبيان قصده تداولياً‪ ,‬فينقل داللة الملفوظ مثالً من الخبر الى االستفهام‪ ,‬او الى التعجب‪,‬‬
‫‪68‬‬
‫‪ ,‬من ذلك نجد (( ان االستهزاء والشك والحنان والغضب قلّما يبديها المرء‬ ‫دون التعويل على داللة الخطاب التركيبية‬
‫‪69‬‬
‫تغير الصوت او سرعة‬‫باأللفاظ وحدها ‪ ,‬بل بصوت إخراجها )) ‪ ,‬فهذه العواطف يمكن التعبير عنها بواسطة التنغيم او ّ‬
‫خفاء ‪ , 70‬ففي جملة((‬
‫ً‬ ‫الحديث‪ ,‬فالجملة الواحدة تحتمل عند النطق عدداً من وجوه االختالف التي تقابل اشد الوان العاطفة‬
‫ال يا شيخ ؟ ! ‪ ...‬تستطيع ان تنطق بها بعدة نغمات ‪ ,‬وهي مع كل نغمة من تلك النغمات تفيد داللة خاصة ‪ ,‬فهي مرة‬
‫‪71‬‬
‫وفي ((العبارة ‪ :‬يا الهي‪ :‬مثالً تفيد التحسر‬ ‫لمجرد االستفهام ‪ ,‬واخرى للتهكم والسخرية وثالثة للدهشة واالستغراب ‪)) ...‬‬
‫مرده الى التلوين الموسيقي الذي يصاحبها‪ ,‬والذي يأتي موائماً لظروف الكالم‬
‫او التعجب او مجرد االلتجاء الى اهلل ‪ ,‬وذلك ّ‬
‫في الوقت نفسه ))‪.72‬‬
‫ثالثا ـ السلطة ‪ :‬للسطلة أثر كبير وواضح في عملية التخاطب فهي‪ ,‬اي السلطة‪ ,‬على تعددها‪ ,‬كالسلطة السياسية والسلطة‬
‫التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة االبوية والسلطة الدينية والمذهبية و السلطة اإلدارية والسلطة الذكورية ‪ ....‬تلعب دو اًر‬
‫قوته اإلنجازية‪.73‬‬
‫رئيساً في انتاج الخطاب وتأويله ‪ ,‬كما انها تمنحه ّ‬
‫مفهوم السلطة ‪ :‬ان التعريف البسيط للسلطة ‪ ,‬هو القدرة على فرض إرادة ما على إرادة اخرى ‪ ,‬والفرض ‪ ,‬يتم بإحدى‬
‫وسيلتين ‪ 1 :‬ـ يتم بوسائل القهر والتعسف والقسر واالرغام ‪ .‬باالنسياق وراء المشاعر والدوافع والنزوات ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ او يتم بوسائل االقناع الحر ‪ ,‬وضرب المثل االعلى ‪ ,‬وتقديم النموذج ‪ ,‬والتودد وعندئذ تزداد السلطة قوة ‪ ,‬وتترسخ ‪,‬‬
‫‪74‬‬
‫‪ .‬ومفهوم السلطة من المفاهيم التي يصعب تحديدها‪ ,‬وبخاصة في الخطاب على‬ ‫ويزداد استقرارها ‪ ,‬وقبولها عن طواعية‬
‫وجه الدقة‪ ,‬ألن مفهوم السلطة أو السيطرة‪ ,‬مفهوم مجازي عندما يستعمل في التفاعل التخاطبي‪ ,‬لذا تعددت تعريفات‬
‫السلطة في هذا المجال و (( السلطة بمعناها العام‪ ,‬هي الحق في االمر‪ ,‬فهي تستلزم آم اًر ومأمو اًر وأم اًر ‪ .‬آم اًر له الحق في‬
‫لآلمر بتنفيذ االمر الموجه اليه ))‪ 75‬وبالرغم من ان هذا التعريف‬ ‫اصدار أمر الى المأمور‪ ,‬ومأمو اًر عليه واجب الطاعة ِ‬
‫قاصر في عملية انتاج الخطاب بسبب ‪:‬‬
‫اً‬ ‫يعد تعريفاً‬
‫ينطبق على بعض االطر االجتماعية ‪ ,‬االّ انه ّ‬
‫‪ 1‬ـ ان المجتمع ليس بنى تراتبية هرمية تنتمي الى المجال الوظيفي وحده‪ ,‬فالتفاعل الخطابي يحدث بين الناس في كل‬
‫المستويات ‪ ,‬وفي كل الظروف ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وال يمكن النظر الى السلطة على انها معطى سابق فقط‪ ,‬اذ يمكن ان يمتلكها االنسان بمجرد التلفظ بالخطاب‪,‬‬
‫‪76‬‬
‫وامتالكها بالتلفظ هو ما يخرج السلطة من اطار المفهوم التقليدي الضيق ‪.‬‬
‫* تنافس السلطات ‪ :‬قد يحدث تنافس بين السلطات بوصفها ممثلة ألصحابها‪ ,‬فيمكن لصاحب السلطة العليا ان يكسر‬
‫خطاب المرسل ذي السلطة االدنى‪ ,‬بل ويلغي انجاز فعله (( خطابه )) اللغوي‪ ,‬وهذا يحدث في بعض السياقات‪ ,‬كما في‬
‫مراقبة الطالب في االختبار (( االمتحان )) فلو خاطب احد االساتذة‪ ,‬او احد المدرسين‪ ,‬الطالب في قاعة االختبارات‬
‫قائالً ‪:‬‬
‫‪ -‬يمنع الخروج قبل مرور نصف الوقت ‪.‬‬
‫فقد يقول مدير المدرسة أو رئيس القسم في اثناء جولته التفتيشية في قاعة االختبارات ‪:‬‬
‫‪ -‬يستطيع الطالب الذي انتهى من االختبار ان يسلم ورقة االجابة ويخرج‪ ,‬وبهذا يصبح خطاب مدير المدرسة او رئيس‬
‫‪77‬‬
‫‪ ,‬وهذا يحدث عندما‬ ‫القسم هو المرجع النظامي لموعد خروج الطالب من قاعة االختبار ويلغي خطاب االستاذ والمدرس‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫يمتلك السلطة احد طرفي الخطاب على الطرف اآلخر‪ ,‬عندما يعلو اآلخر درجة وقد ال يمتلكها أي منهما ‪ ,‬عندما تتساوى‬
‫درجاتهما ‪ ,‬او عندما ال تربطهما اية عالقة ‪ ,‬حسب عالقات الناس التي صنفت الى صنفين ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ العمودي ‪ :‬ومحوره السلطة ‪ ,‬وفيه يظهر التراتب بين طرفي الخطاب‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ االفقي ‪ :‬ومحوره التساوي بين طرفي الخطاب‪ ,‬ويعتمد معيار التضامنية والتعاون كبعد اجتماعي وبين هذين‬
‫طب )) او‬ ‫ِ‬
‫المخاطب مع المخا َ‬ ‫الصنفين(( العمودي واالفقي )) تناسب عكسي‪ ,‬حيث يتضامن المرسل مع المرسل اليه ((‬
‫يكون لديه االستعداد للتضامن عندما تتدنى درجة سلطته‪ ,‬وقد ال يتضامن المرسل او ال يرغب في التضامن عندما تعلو‬
‫سلطته‪ ,‬فقد يفضل أن يتعامل مع المرسل اليه بخطاب رسمي يؤكد على رغبته في ابقاء الفرق بينهما كما هو‪ ,‬وقد يرغب‬
‫المرسل‪,‬ـ رغم سلطته‪,‬ـ في التضامن‪ ,‬ان هذا التشابك واالشتباك بين المرسل والمرسل اليه‪ ,‬في الرغبة في التضامن‬
‫وعدمها‪ ,‬من خالل امتالك السلطة من عدمها‪ ,‬تتجسد االستراتيجية التضامنية والتعاون من خالل عالمات لغوية معينة‪,‬‬
‫تشير الى رغبة المرسل في التضامن مع المرسل اليه‪ ,‬مما يجعل االخير يستنتج ان المرسل قدم تنازالت عن سلطته التي‬
‫يتمتع بها‪ ,‬أما اذا تلفظ المرسل بالخطاب وفقاً لما تقتضيه سلطته‪ ,‬ولم يتنازل عنها‪ ,‬فإنه يستعمل عندها استراتيجية اخرى‪,‬‬
‫يوضح ان التضامن والسلطة يرتبطان بعالقة متضادة‪ , 78‬ومن تمام السلطة‬
‫ّ‬ ‫هي االستراتيجية التوجيهية األمرية‪ ,‬وذلك‬
‫إلنجاز الخطاب‪ ,‬االعتماد على المكان المادي لتفعيلها فسلطة المعلم تكتسي قوتها في المدرسة‪ ,‬بشكل عام‪ ,‬وفي داخل‬
‫الصف (( الفصل )) بشكل خاص‪ ,‬فالصف هو الذي يمنح المعلم بصفته ِ‬
‫مرسالً فرصة إعطاء التوجيهات واالوامر‪. 79‬‬
‫* التخاطب وسلطة اللغة ‪ :‬للغة سلطتها على المرسل‪ ,‬ألن بعضاً من االفعال ال ينجزها االّ باستعمال اللغة‪ ,‬بوصفها اداته‬
‫الرئيسية واالهم في التفاعل التخاطبي مع المرسل اليه‪ ,‬وهذا أحد أقوى االدلة على سلطتها وتكمن سلطتها‪ ,‬باإلضافة الى‬
‫ما تقدم‪ ,‬فيما لها من قواعد وأنظمة معينة‪ ,‬اذ تصبح هذه االنظمة قيوداً‪ ,‬بإلزامها للمرسل اليه في التقيد بأنظمتها العامة‬
‫من‪ :‬نظام صوتي‪ ,‬وصرفي‪ ,‬ومعجمي‪ ,‬وداللي ‪ ,‬وتركيبي ‪ ....‬التي تحتم عليه ان يستجيب للغة وقوانينها وسلطتها‪ ,‬وان‬
‫يحترم تلك االنظمة التي اكتسبها ‪ ,‬فأصبحت جزءاً من كفاءته وقدرته اللغوية‪ ,‬وذلك عند استعمال اللغة في الخطاب‪ ,‬اذ‬
‫‪80‬‬
‫‪.‬‬ ‫ان اللغة تعد ( سلطة تشريعية اللسان وقانونه ) الذي ال يتخلف‬
‫* منطق السلطة وسلطة المنطق ‪ :‬هما مفهومان متضادان ومتقاطعان اذ ان منطق السلطة غالباً ما يكون محايثاً لمنطق‬
‫القوة وان سلطة المنطق تكون محايثة لقوة المنطق يتضح ذلك في الترسيمة ‪:‬‬

‫القوة‪ ,‬وأن سلطة المنطق تلتئم‬ ‫أي ان منطق السلطة يلتئم مع منطق‬
‫مع قوة المنطق في حين ان منطق السلطة يتقاطع مع سلطة المنطق ‪ ,‬وان منطق القوة يتقاطع مع قوة المنطق وعندما‬
‫يسود ( منطق السلطة ومنطق القوة ) وهما صدى لسلطة الهوى والجهل واالنسياق وراء الرغبات والشهوات‪ ,‬عندها يعم‬
‫الظلم واالستبداد والبطش واالفراط في الشدة ‪ ,‬ويشيع الفساد واالفساد ‪ ,‬ويختل النظام االجتماعي ‪ ,‬وينفرط عقد نظام‬
‫المؤسسات وتتفكك عرى المجتمع‪ ,81‬وعندما تسود ( سلطة المنطق وقوة المنطق ) وهما صدى ( لسلطة العقل والسلطة‬
‫المعرفية ) عندئذ تزدهر الحياة‪ ,‬وتنمو وتتقدم ‪ ,‬ويشيع العدل ‪ ,‬وتترسخ اسس المؤسسات‪ ,‬وتثبت دعاماتها‪ ,‬باإلصغاء‬
‫لصوت العقل وسلطة العقل الذي هو ضمانة للعدل (( بحيث يصح القول‪ :‬إن سلطة العقل في مجال ادراك الحقيقة هي‬
‫السلطة‪ ,‬او هي السلطة العليا‪ ,‬ففي المسار الطبيعي إلدراك الحقيقة‪ ,‬ليس لدى االنسان قدرة أو فعل اعلى من العقل بمعنى‬
‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫السلطة ) )‪ 82‬من ذلك ينبغي ‪ ,‬بل يجب ان تمتثل كل السلطات ( السياسية والدينية والمذهبية والتشريعية والتنفيذية‬
‫‪83‬‬
‫ولكي يكون التواصل ناجحاً ‪,‬‬ ‫والتعليمية‪ ) .....‬لصوت العقل وسلطته ويصبح االصغاء لكالم العقل كسلطة واجباً عليها‬
‫والعملية التخاطبية متفاعلة بين اطراف الخطاب فالبد من أن يستبطن المتخاطبون سلطة المنطق وقوة المنطق عند‬
‫التخاطب ‪.‬‬
‫ان لطبيعة العالقة بين المتخاطبين ـ اث اًر كبي اًر في عملية التخاطب ـ‬
‫رابعاً ـ طبيعة العالقة بين اطراف التخاطب ‪ :‬الشك في ّ‬
‫ويتضح ذلك من خالل تصنيف اطراف التخاطب وفقاً لطبيعة العالقات ولسلّم ـ التراتب ـ فيما بينهم ويمكن حصر هذه‬
‫العالقات بما يلي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ العالقة االسرية ‪ :‬التخاطب بين االب وأبنائه ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ عالقة الجنس ‪ :‬التخاطب بين ذكر وذكر ـ وبين انثى وانثى ـ وبين ذكر وانثى ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ العالقة الوظيفية ‪ :‬بين المدير وموظفيه ـ بين الموظفين انفسهم ـ ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ عالقة المهنة ‪ :‬بين طبيب وطبيب ـ بين مهندس ومهندس‪ ,‬وبين معلم ومعلم ‪.....‬‬
‫‪ 5‬ـ العالقة التربوية ‪ :‬بين االستاذ والطالب ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ عالقة العمر ‪ :‬بين شاب وشاب‪ ,‬وبين شيخ وشيخ ‪ ,‬وبين شاب وشيخ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ العالقة الثقافية ‪ :‬بين مثقف ومثقف‪ ,‬وبين المثقف وغير المثقف ‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ عالقة الصداقة والعداوة ‪ :‬بين صديق وصديق ‪ ,‬وبين عدو وعدو ‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ العالقة األمرية ‪ :‬بين اآلمر والمأمور ‪ :‬بين القائد العسكري والضابط االدنى‪ ,‬وبين الضابط والجندي ‪...‬‬
‫‪84‬‬
‫‪:‬‬ ‫وتستقر العالقة المسبقة بين طرفي الخطاب على محورين هما‬
‫أ ـ محور العالقة االفقية ‪ :‬وتتبلور في اكثر من خصيصة ومنها‪ ,‬خصائص الدين وخصائص العرق وخصائص الجنسية‪,‬‬
‫وخصائص الحالة المعيشية ‪ ...‬ويكون الخطاب عالمة على هذه العالقات ومؤش اًر لها ‪.‬‬
‫ب ـ محور العالقة العمودية ‪ :‬وهي تلك التي تتبلور في مراتب تصاعدية للناس داخل بنى المجتمع‪ ,‬مما يجعلهم ينتمون‬
‫الى سلم تراتبي‪ ,‬اذ يقع كل طرف من طرفي الخطاب في احدى درجاته‪ ,‬سواء أكان سلماً اجتماعياً‪ ,‬أم سلماً وظيفياً‪ ,‬وهذا‬
‫المخاطب )) الى ادراكه‪ ,‬بل واستحضاره وهذا السلم على مراتب يجب ان ينزل كل واحد من‬ ‫ِ‬ ‫ما يحتاج المرسل ((‬
‫المتخاطبين مرتبته الالئقة به وهي ثالثة ‪:‬‬
‫‪ 3‬ـ مرتبة من هو دونك ‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ مرتبة من هو فوقك‪ 2 .‬ـ مرتبة من هو مثلك ‪.‬‬
‫صر عنها وقع في االمور خلل‬‫ولكل مرتبة من هذه الطبقات مرتبة في المخاطبة ‪ ,‬ومنزلة ‪ ,‬متى ِزْي َد عليها أو قُ ّ‬
‫وعاد ذلك بالضرر‪ , 85‬والبد من االشارة الى ان محور العالقة العمودية‪ ,‬ال يقوم بمعزل عن التصنيف االفقي‪ ,‬بل يمتزجان‬
‫معاً‪ ,‬اذ ان وجود العالقة االفقية بين طرفي الخطاب‪ ,‬ال ينافي انتماءهما الى عالقة سلّمية تراتبية (( عمودية )) بيد أن‬
‫تجسد بعضاً من انواع العالقة العمودية في مستواها التركيبي‪ ,‬كما في أساليب‪ :‬االم‪ ,‬واساليب النهي‪,‬‬
‫اللغة‪ ,‬الخطاب‪ّ ,‬‬
‫وكذلك في مستواها الصوتي باستعمال درجات التنغيم الصاعدة أو الهابطة او المستوية‪ ,‬عند التلفظ بالخطاب‪ ,86‬وان‬
‫تنوع اساليب الخطاب من حيث درجة رسميته وعدمها‪ ,‬على وفق طبيعة العالقة‬
‫التراتب بين اطراف التخاطب ينطوي على ّ‬
‫بين المتخاطبين بعداً وقرباً‪ ,‬حباً وكرهاً‪ ,‬تحفظاً وانفتاحاً‪ ,‬رغبة واعراضاَ‪ ,‬وفي معرض تحديد جوانب البحث اللساني‬
‫االجتماعي‪ ,‬يرى (( فيرث )) ان حياة االنسان في المجتمع تتطلب القيام بأدوار مختلفة‪ ,‬ومعايشة مواقف متنوعة‪ ,‬مما‬
‫تكيفاً لغوياً مع هذه االدوار والمواقف‪ ,‬فالطريقة التي يتخاطب بها والد مع اوالده مثالً‪ ,‬تختلف عن طريقته في‬
‫يفرض عليه ّ‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫مخاطبة رؤسائه في مجال حياته المهنية ‪ ,‬ومن خالل متابعة االنسان في مختلف مواقفه الحياتية يمكن الوقوف على مدى‬
‫‪87‬‬
‫‪ .‬وقد قام العالم مارتن جوس (( ‪ )) Martin Joos‬بتقسيم االساليب التي‬ ‫اختالف اسلوبه وفقاً الختالف تلك المواقف‬
‫‪88‬‬
‫يمكن ان يستعملها الفرد الى خمسة ‪ ,‬وفقاً لمعيار الرسمية والتراتب االجتماعي ‪ :‬وهي ‪:‬‬
‫أ ـ االسلوب الجامد ‪ :‬وهو الذي يستعمل فيه كالم رسمي جداً ‪ ,‬لدرجة اعتبار المستمع غير موجود‪ ,‬ألنه لن يستطيع ان‬
‫يؤثر فيما يقال بأي شكل من االشكال‪ ,‬كأسلوب الخطب الرسمية واالدعية والصلوات وكتالوة الكتب المقدسة ‪ ....‬اي ان‬
‫المستمع هنا سلبي ال يشارك في النشاط اللغوي ‪ ,‬وقلما يحدث ان يقاطع المتكلم ‪.‬‬
‫ب ـ االسلوب الرسمي ‪ :‬وهو اسلوب ال يشارك فيه المستمع‪ ,‬كالخطب التي تلقى امام جمع غفير‪ ,‬وتكون معدة اعداداً‬
‫جيداً وتق أر بعناية بالغة‪ ,‬وبعض المحاضرات في الجامعات‪ ,‬فاذا استعمل هذا االسلوب بين االفراد‪ ,‬فانه يدل على المسافة‬
‫االجتماعية البعيدة بين المتكلم والمستمع ‪ ,‬كما يحدث ان يكلم الموظف رئيسه الكبير او عندما يكلم الفقير الغني او الخادم‬
‫سيده او سيدته‪ ,‬او موظف الخدمة مدير دائرته‪ ,‬او االبن أباه في بعض االسر أو التلميذ استاذه في النظام التربوي‬
‫التقليدي ‪.‬‬
‫جـ ـ االسلوب االستشاري ‪ :‬وهو اسلوب يتطلب اشتراك المستمع واستجابته‪ ,‬ويغلب عليه االسلوب الرسمي‪ ,‬وطابع المداولة‬
‫والتشاور‪ ,‬كالذي يكون بين الحاكم ومستشاريه والقائد العسكري وضباطه‪ ,‬ومدير المدرسة والمدرسين ‪ ,‬ومدير المؤسسة‬
‫وموظفيه ‪....‬‬
‫د ـ االسلوب العادي ‪ :‬او غير الرسمي‪ ,‬وهو الذي يستعمله االصدقاء فيما بينهم او الذي يتخذه جماعة من الناس تناقش‬
‫موضوعاً مألوفاً لديهم جميعاً‪ ,‬وهذا االسلوب يفترض خلفية من المفاهيم والمعلومات المشتركة بين (( المتخاطبين ))‬
‫وتستعمل فيه كثير من اللغة العامية‪ ,‬حتى عندما يكون المتحادثون من المثقفين‪ ,‬كما تستعمل فيه اللغة الخاصة بمهنة أو‬
‫فئة معينة من الناس‪ ,‬اذا كان المشاركون في الحديث ينتمون الى مهنة أو رابطة معينة‪ ,‬وهذا االسلوب تكاد تنتفي عنه‪ ,‬او‬
‫تقل فيه الحواجز االجتماعية والوظيفية‪ ,‬وغالباً ما يكون التخاطب متعث اًر اذ تكثر فيه المناقشة والمحاورة ومقاطعة المتكلم‬
‫والتعليق المتكرر على الحديث ‪.‬‬
‫هـ ـ اسلوب االلفة الشديدة ‪ :‬وهو أقل االساليب رسمية‪ ,‬ويمتاز بغياب تام للحواجز االجتماعية والوظيفية والعمرية‪ ,‬ويتألف‬
‫عادة من اشباه جمل ومفردات وايماءات‪ ,‬وتستعمل فيه عادة اللغة العامية جداً‪ ,‬بل كثي اًر ما تستخدم فيه عبارات ومفردات‬
‫خاصة بأسرة معينة أو بشريحة اجتماعية صغيرة جداً‪ ,‬ويبدو ان وظيفة هذا االسلوب تختلف عن وظائف االساليب‬
‫االخرى‪ ,‬وكأن المقصود منه التعبير عن االحاسيس او العواطف أكثر من نقله لألفكار أو المعلومات؛ إذ يأتي انعكاساً‬
‫لمدى حميمية العالقة و أواصر القربى والحب بين المتخاطبين ‪.‬‬
‫* االشارات وحركات الجسم (( لغة الجسد )) ‪ :‬تعد االشارات وحركات الجسم لغة غير صوتية واستعمل بعض المهتمين‬
‫بدراسة التواصل مصطلحات‪ ,‬تصف هذه الظاهرة مثل التعبير الجسمي (( ‪ )) Body language‬أو لغة االشارات ((‬
‫‪89‬‬
‫‪ :‬وهي من وسائل االتصال‪ ,‬البشري ـ غير‬ ‫‪ )) Gesture language‬أو اللغة الصامتة (( ‪)) Silent language‬‬
‫اللغوية كـ( حركة اليدين والعينين والحاجبين ‪ ) ....‬المصاحبة للكالم‪ ,‬التي ـ غالباً‪ ,‬ما يستخدمها المتخاطبون عند التخاطب‬
‫ألغراض متعددة ‪ :‬كالتوضيح او التأكيد او الرفض او الموافقة او التنبيه او الزجر او التهكم ‪ ...‬وعلم اللسانيات الحديثة‬
‫لإلشارة المصاحبة يعنى بتسجيل وتقويم االشارات الجسمية المتعددة التي تصاحب جريان الكالم ‪ ,‬اثناء االتصال بالجماعة‬
‫‪90‬‬
‫‪ .‬وقبل ذلك قال الجاحظ ‪ (( :‬واالشارة واللفظ شريكان ‪,‬‬ ‫اللغوية كإشارات العينين وحركات الرأس وتقاسيم الوجه وغيرها‬
‫‪91‬‬
‫كاإلشارة باليد‬ ‫ونعم العون هي له‪ ,‬ونعم الترجمان هي عنه‪ ,‬وما اكثر ما تنوب عن اللفظ‪ ,‬وما تغني عن الخط ))‬
‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫وبالرأس وبالعين والحاجب والمنكب وتعبيرات الوجه ‪ ,‬وغير ذلك من الجوارح ‪ ,‬ولوال االشارة لم يتفاهم الناس معنى خاص‬
‫‪93‬‬ ‫‪92‬‬
‫وفي ذلك يقول أوستين (( قد يساعد التلفظ‬ ‫‪ (( .‬فهي تساعد المتكلم على التعبير وتوجه السامع الى الفهم ))‬ ‫الخاص‬
‫بالكالم استخدام الحركات واالشا ارت [ من غمز بالعين وتحريك لأليدي‪ ,‬ورفع الكتف ‪ ,‬وتقطيب للوجه ‪ ,‬وعبوسه ‪ ,‬وغير‬
‫ذلك ] أو افعال طقوسية غير لفظية وهذه االنواع من التعابير الحركية تستخدم احياناً بدون أن يحرك االنسان لسانه ‪,‬‬
‫‪94‬‬
‫‪ .‬وهي من السلوك غير الكالمي في التعامل‬ ‫واهمية هذه الطرق والوسائط في التعبير واضحة ال تحتاج الى شرح ))‬
‫االجتماعي ‪ ,‬وفي ذلك قال عالم اللغة (( ابروكرومبي )) ‪ :‬إننا نتكلم بأعضائنا الصوتية لكننا نتحدث بكل اجزاء جسمنا‪,95‬‬
‫يعبر عنه ‪ ,‬فاإلنسان ال يتكلم فقط بلسانه وأعضاء النطق االخرى‪,‬‬
‫ألن اللغة تتركز في جسم االنسان الذي ينفعل كله بما ّ‬
‫ولكنه يتكلم بأعضاء جسمه ايض ًا‪ , 96‬وهنا البد من االشارة الى ان المتخاطبين باإلشارات بالرغم من انهم يستعملون‬
‫اشارات متماثلة في تركيبها او مظهرها االّ ان االتصال بينهم ال يتم بسبب ذلك ‪ ,‬بل بفعل المعنى المتفق عليه الذي‬
‫يستنبطونه منها‪ ,‬وفي حالة فقدان االتفاق على معنى مشترك مستمد من اشارات متماثلة في مظهرها الخارجي‪ ,‬فان التفاهم‬
‫ال يتم‪ ,‬وينقطع االتصال الفكري بين المتخاطبين‪97‬؛ إذ ان لكل شعب اشارات كان قد اتفق عليها‪ ,‬وعلى الرغم من تشابه‬
‫نظم االشا ارت لمختلف الشعوب تشابهاً كبي اًر ‪ ,‬فهناك اختالفات معينة في االشارات بين شعب وآخر ومن مجتمع الى‬
‫‪98‬‬
‫‪.‬‬ ‫آخر‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬الخطاب القرآني وأدب التخاطب‬
‫الخطاب القرآني وأدب التخاطب ‪ :‬القرآن الكريم خطاب سماوي نزل بلغة مستوية أدق استواء ال يأتيه الباطل من بين يديه‬
‫وال من خلفه‪ ,‬ولم ينزل القرآن دستو اًر ُيهتدى به لتنظيم حياة البشر حسب فهو فضالً عن ذلك‪ ,‬نص سماوي بلغ أعلى‬
‫درجات االعجاز في البالغة وفن القول وهو النص المتعالي (( النموذجي )) والنص المتعالي ال يصدق االّ على النص‬
‫القرآني‪ ,‬بحيث تقع‪ ,‬النصوص العربية‪ ,‬موقع الفروع المتحولة من االصل الثابت‪ ,‬او تكون بمثابة التجليات الناقصة من‬
‫المبدأ الكامل الذي تجاوز كل االبداعات العربية اللفظية وتعالى عليها‪ ,‬وال غرابة في ذلك‪ ,‬فهو كالم اهلل‪ ,‬جل وعال‪ ,‬أما‬
‫كالم العرب وكالم غيرهم‪ ,‬فال يمكن أن يمثل االّ بعض العناصر المستنبطة منه‪ ,‬لذا يعد النص القرآني قمة البناء الهرمي‬
‫‪99‬‬
‫لتهذيب السلوك وتعديله‪ ,‬وتوجيه الخطاب بين بني البشر في االرض ‪,‬فقد‬ ‫للنصوص العربية وغير العربية ويتعالى عليها‬
‫حث القرآن الكريم على مراعاة القواعد التخاطبية الحسنة التي ال يشوبها رديء اللفظ أو فاحش الكالم في كثير من اآليات‬
‫في مواضع كثيرة ومنها ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الدعوة الى الكالم الحسن والطيب من القول ‪ :‬جاء ذلك في آيات كثيرة منها ‪:‬‬
‫س ًنا }‪ 100‬اي كلمة حسنة‪ُ (( 101‬حسناً )) اي قوالً هو حسن في نفسه إلفراط حسنه ‪,‬‬
‫‪102‬‬
‫اس ُح ْ‬‫قوله تعالى ‪َ { :‬وقُولُوا لِ َّلن ِ‬
‫السباب على المؤمنين الفاحش المتفحش ‪ ,‬ويحب‬ ‫اي أحسن ما تحبون ان يقال لكم فان اهلل ـ جل وعال ـ يبغض اللّعان ّ‬
‫الحليم العفيف المتعفف ‪.‬وقوله تعالى ‪َ { :‬وقُ ْل لِ ِع َب ِادي َيقُولُوا الَِّتي ِه َي أ ْ‬
‫‪104‬‬ ‫‪103‬‬
‫س ُن } وقل لعبادي ‪ :‬أي قل للمؤمنين ((‬ ‫َح َ‬
‫يقولوا )) للمشركين الكلمة (( التي هي أحسن )) وألين وال يخاشنوهم‪ 105‬وان يتبعوا احسن القول كما في قوله تعالى ‪{ :‬‬
‫س َن ُه }‪ 106‬وفي الدعوة الى الطيب من القول في قوله تعالى ‪َ { :‬و ُه ُدوا إِلَى الطَِّّي ِب ِم َن‬ ‫َح َ‬
‫ون أ ْ‬ ‫ستَ ِم ُع َ‬
‫ون ا ْلقَ ْو َل فَ َيتَِّب ُع َ‬ ‫الذين َي ْ‬
‫‪108‬‬ ‫ِ ‪107‬‬
‫ا ْلقَ ْول } أي هداهم اهلل وألهمهم ان يقولوا ‪ :‬الحمد هلل الذي صدقنا وعده وهداهم الى طريق الجنة وأصل الطيب‪ ,‬ما‬
‫تستلذه الحواس وما تستلذه النفس ومنه الكالم الطيب‪ 109‬فهم قد ارشدوا الى القرآن والى القول الذي يلتذونه ويشتهونه‬
‫الصالِ ُح َي ْرفَ ُع ُه‬ ‫ِ‬
‫ص َع ُد ا ْل َكل ُم الطَّ ِّي ُ‬
‫ب َوا ْل َع َم ُل َّ‬ ‫ِ‬
‫وتطيب به نفوسهم كذكر اهلل‪,‬ـ تعالى‪ ,‬فهم به يتنعمون‪ ,‬وفي قوله تعالى ‪ { :‬إِلَ ْيه َي ْ‬
‫الكلم الطيب‪ :‬ال اله اال اهلل وقيل الكلم الطيب‪ :‬كل ذكر من تكبير وتسبيح وتهليل وقراءة قرآن ودعاء واستغفار وغير ذلك‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫ضَر َب اهللُ َمثًَال َكلِ َم ًة طَِّي َب ًة‬ ‫ف َ‬ ‫أَلَ ْم تََر َك ْي َ‬ ‫من الكالم الحسن‪ 110‬ـ وضرب اهلل مثالً للكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة في قوله ‪{ :‬‬
‫ض ِر ُب اهللُ ا ْأل َْمثَا َل لِ َّلن ِ‬
‫اس لَ َعلَّ ُه ْم‬ ‫َرِّب َها َوَي ْ‬ ‫اء (‪ )24‬تُ ْؤِتي أُ ُكلَ َها ُك َّل ِح ٍ‬
‫ين ِبِإذ ِ‬
‫ْن‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َوفَ ْر ُع َها في َّ َ‬ ‫َصلُ َها ثَا ِب ٌ‬ ‫شجرٍة َ ٍ‬
‫ط ِّي َبة أ ْ‬ ‫َك َ َ َ‬
‫ِم ْن َقَر ٍار }‪ 111‬الكلمة الطيبة هي ‪ :‬كلمة‬ ‫ض َما لَ َها‬ ‫اجتُثَّ ْت ِم ْن فَ ْو ِ‬
‫ق ْاأل َْر ِ‬ ‫ش َج َرٍة َخ ِبيثَ ٍة ْ‬
‫ون (‪َ )25‬و َمثَ ُل َكلِ َم ٍة َخ ِبيثَ ٍة َك َ‬ ‫َيتَ َذ َّك ُر َ‬
‫التوحيد‪ ,‬وقيل كل كلمة حسنة وسميت طيبة النها زاكية نامية لصاحبها بالخيرات والبركات واما الشجرة الطيبة فهي كل‬
‫شجرة مثمرة طيبة الثمار والكلمة الخبيثة هي كلمة الشرك وقيل كل كلمة قبيحة‪ ,‬واما الشجرة الخبيثة فهي كل شجرة ال‬
‫يطيب ثمرها كشجرة الحنظل‪ , 112‬وان اهلل ـ تعالى ‪ ,‬ذكر شجرة موصوفة بصفات اربع ثم شبه الكلمة الطيبة بها ‪:‬‬
‫فالصفة االولى لتلك الشجرة (( كونها طيبة )) والصفة الثانية‪ (( :‬اصلها ثابت )) والصفة الثالثة‪ :‬قوله (( وفرعها‬
‫في السماء )) والصفة الرابعة‪ :‬قوله (( تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها )) والكلمة الخبيثة شبهها بصفات ثالث ‪ :‬الصفة‬
‫االولى‪ :‬انها تكون خبيثة‪ ,‬والصفة الثانية ‪ :‬قوله (( اجتثت من فوق االرض ))‪ ,‬والصفة الثالثة‪ :‬قوله (( ما لها من قرار ))‬
‫وان هذا المثال في صفة الكلمة الخبيثة في غاية الكمال‪ ,‬وذلك ألنه‪,‬ـ تعالى‪ ,‬بين كونها موصوفة بالمضار الكثيرة وخالية‬
‫ون لِلطَّ ِّيب ِ‬
‫ات‬ ‫ات لِلطَّ ِّي ِب َ‬
‫ين َوالطَّ ِّي ُب َ‬ ‫ون لِ ْل َخ ِبيثَ ِ‬
‫ات َوالطَّ ِّي َب ُ‬ ‫ين َوا ْل َخ ِبيثُ َ‬ ‫ات ِل ْل َخ ِب ِ‬
‫يث َ‬ ‫عن كل المنافع ‪ .‬ـ وفي قوله تعالى ‪ { :‬ا ْل َخ ِبيثَ ُ‬
‫‪113‬‬
‫َ‬
‫يم }‪ 114‬المراد الكلمات الخبيثة والكلمات الطيبة اي (( الخبيثات )) من‬ ‫ق َك ِر ٌ‬‫ون لَ ُه ْم َم ْغ ِف َرةٌ َو ِرْز ٌ‬
‫ون ِم َّما َيقُولُ َ‬
‫أُولَِئ َك ُم َبَّرُء َ‬
‫تعدد (( للخبيثين )) من الرجال والنساء (( والخبيثون )) منهم ينفرضون (( للخبيثات )) من القول ‪ ,‬وكذلك‬
‫القول تقال أو ّ‬
‫الطيبات والطيبون‪. 115‬‬
‫‪ 2‬ـ خطاب االنبياء لمجتمعاتهم ‪ :‬إن نمط خطاب االنبياء والرسل لمجتمعاتهم ينطوي على اللين والرفق والتلطف والدعوة‬
‫يعج خطاب الكافرين والجاحدين والفاسقين ـ بوجه االنبياء ـ‬ ‫الى عبادة اهلل ـ جل وعال ـ والخوف عليهم من العذاب في حين ّ‬
‫العنت والتكذيب ‪ .‬ففي خطاب النبي نوح (( ع )) الى قومه قوله تعالى ‪َ { :‬ولَقَ ْد‬ ‫بالتهديد والسخرية واالعراض والغلظة و َ‬
‫اب َي ْوٍم أَِل ٍيم }‪ 116‬وفيه يدعوهم‬ ‫َن َال تَ ْع ُب ُدوا إَِّال اهللَ إِِّني أَ َخ ُ‬
‫اف َعلَ ْي ُك ْم َع َذ َ‬ ‫ين (‪ )25‬أ ْ‬ ‫ير ُم ِب ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحا إِلَى قَ ْو ِمه إِِّني لَ ُك ْم َنذ ٌ‬
‫س ْل َنا ُن ً‬
‫أ َْر َ‬
‫الى عبادة اهلل وحده وأستهله باالنذار مقروناً بالخوف من نزول العذاب على قومه ‪ ,‬رفقاً بهم وحرصاً عليهم‪ ,‬فكان جواب‬
‫ين ُه ْم‬ ‫شًار ِمثْلَ َنا َو َما َنَار َك اتََّب َع َك إَِّال الَِّذ َ‬‫ين َكفَُروا ِم ْن قَ ْو ِم ِه َما َنَار َك إَِّال َب َ‬ ‫ال ا ْل َم ََلُ الَِّذ َ‬
‫المأل من قومه في قوله تعالى ‪ { :‬فَقَ َ‬
‫ين }‪ 117‬فكانت اجابتهم باهتة مؤطرة بالتهديد والسخرية‬ ‫ض ٍل َب ْل َنظُُّن ُك ْم َك ِاذ ِب َ‬‫ْي َو َما َن َرى لَ ُك ْم َعلَ ْي َنا ِم ْن فَ ْ‬ ‫الر ِ‬
‫ي َّأ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ ََراذلُ َنا َباد َ‬
‫واالستخفاف ‪ ....‬فقد اجابوا نوحاً ( ع ) اوالُ ‪ (( :‬ما نراك اال بش اًر مثلنا )) وفيه تعريض بأنهم احق منه بالنبوة‪ ,‬ألنه مثلهم‬
‫ينتسب الى ساللة اآلدميين وحسب رأيهم انهم افضل منه (( وما نرى لكم علينا من فضل ))‪ ,‬واجابوا ثانياً ‪ :‬بان جماعته‬
‫التي آمنت برسالته هم من اراذل القوم الذين ال مال لديهم وال منزلة اجتماعية ‪ .‬واجابوه ثالثاً ‪ :‬بأن هذه الجماعة قد آمنت‬
‫بصورة عشوائية و لم تقترن بالتأمل والتدبر أي أول الرأي (( بادي الرأي )) وشتان ما بين الخطابين ‪ :‬خطاب النبي نوح (‬
‫ع ) الموجه اليهم وخطابهم بالرد عليه‪ ,118‬ثم عمدوا الى اغالق ابواب التواصل بينهم وبين نوح ( ع ) بقولهم‪ ,‬في قوله‬
‫ين }‪ 119‬ثم اتهموه بالضالل كما في‬ ‫الص ِاد ِق َ‬
‫اد ْلتَ َنا فَأَ ْكثَْر َت ِج َدالَ َنا فَأ ِْت َنا ِب َما تَ ِع ُد َنا إِ ْن ُك ْن َت ِم َن َّ‬‫وح قَ ْد َج َ‬ ‫تعالى ‪ { :‬قَالُوا َيا ُن ُ‬
‫ين }‪ ,120‬فيجيبهم نوح ( ع ) برفق فيه النصح والموعظة في‬ ‫ض َال ٍل ُم ِب ٍ‬‫اك ِفي َ‬ ‫قوله تعالى ‪ { :‬قَا َل ا ْل َم ََلُ ِم ْن قَ ْو ِم ِه إَِّنا لَ َن َر َ‬
‫ين (‪ )61‬أُبلِّ ُغ ُكم ِر ِ‬ ‫سو ٌل ِم ْن َر ِّب ا ْل َعالَ ِم َ‬ ‫ِ‬
‫َعلَ ُم‬
‫ص ُح لَ ُك ْم َوأ ْ‬
‫س َاالت َرِّبي َوأَ ْن َ‬
‫َ ْ َ‬ ‫ض َال لَ ٌة َولَك ِّني َر ُ‬ ‫س ِبي َ‬ ‫قوله تعالى ‪ { :‬قَا َل َيا قَ ْوِم لَ ْي َ‬
‫ون }‪, 121‬وخطاب النبي هود ( ع ) الى قومه يدعوهم الى عبادة اهلل الواحد االحد‪ ,‬وال يسألهم على ذلك‬ ‫ِم َن ِ‬
‫اهلل َما َال تَ ْعلَ ُم َ‬
‫اج اًر بل أجره على اهلل‪ ,‬جل وعال ـ ويأمرهم باالستغفار والتوبة الى اهلل تعالى‪ ,‬ليرسل عليهم غيث السماء متتابعاً‪ ,‬مد ار اًر‬
‫اع ُب ُدوا اهللَ َما لَ ُك ْم ِم ْن إِلَ ٍه َغ ْي ُرهُ‬ ‫ودا قَا َل َيا قَ ْوِم ْ‬
‫اه ْم ُه ً‬ ‫ويزيدهم قوة الى قوتهم‪ ,‬جاء ذلك في قوله تعالى ‪َ { { :‬وِالَى َع ٍاد أ َ‬
‫َخ ُ‬
‫ون (‪َ )51‬وَيا قَ ْوِم‬ ‫طَرِني أَفَ َال تَ ْع ِقلُ َ‬
‫ي إَِّال َعلَى الَِّذي فَ َ‬ ‫َسأَلُ ُك ْم َعلَ ْي ِه أ ْ‬
‫َجًار إِ ْن أ ْ‬
‫َج ِر َ‬ ‫إِ ْن أَ ْنتُ ْم إَِّال ُم ْفتَُر َ‬
‫ون (‪َ )50‬يا قَ ْوِم َال أ ْ‬
‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫فكان جوابهم العناد‬ ‫‪122‬‬


‫ين }‬ ‫اء َعلَ ْي ُك ْم ِم ْد َرًا‬
‫ار َوَي ِزْد ُك ْم قَُّوةً إِلَى قَُّوِت ُك ْم َوَال تَتََولَّ ْوا ُم ْج ِرِم َ‬ ‫وبوا إِلَ ْي ِه ُي ْر ِس ِل َّ‬
‫الس َم َ‬
‫ِ‬
‫استَ ْغف ُروا َرَّب ُك ْم ثَُّم تُ ُ‬
‫ْ‬
‫ارِكي آلِ َه ِت َنا َع ْن قَ ْولِ َك َو َما َن ْح ُن َل َك‬ ‫ود َما ِج ْئتََنا ِب َب ِّي َن ٍة َو َما َن ْح ُن ِبتَ ِ‬ ‫واالعراض والتهكم ‪ .‬في قوله تعالى ‪ { :‬قَالُوا َيا ُه ُ‬
‫اه ٍة َوِا َّنا‬
‫سفَ َ‬‫اك في َ‬
‫ين َكفَروا ِم ْن قَو ِم ِه إَِّنا لََنر َ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫َِّ‬
‫ين } ثم اتهموه بالسفاهة والكذب في قوله تعالى ‪ { :‬قَا َل ا ْل َم ََلُ الذ َ ُ‬
‫‪123‬‬
‫ِب ُم ْؤ ِم ِن َ‬
‫ين }‪ 124‬فيجيبهم هود ( ع ) بلين من طيب القول ملؤه االخالص في النصح واالمانة لتبليغ رساالت ربه‪.‬‬ ‫لَ َنظُُّن َك ِم َن ا ْل َك ِاذ ِب َ‬
‫ين (‪ )67‬أُبلِّ ُغ ُكم ِرس َاال ِت رِّبي وأََنا لَ ُكم َن ِ‬ ‫سو ٌل ِم ْن َر ِّب ا ْل َعالَ ِم َ‬ ‫ِ‬
‫اص ٌح‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫اه ٌة َولَك ِّني َر ُ‬ ‫سفَ َ‬ ‫س ِبي َ‬ ‫في قوله تعالى ‪ { :‬قَا َل َيا قَ ْوِم لَ ْي َ‬
‫ين }‪ . 125‬وسلك النبي صالح ( ع ) ذات الطريق في الدعوة الى عبادة اهلل ـ جل وعال ـ مبيناً لقومه ان اهلل ـ تعالى‪ ,‬هو‬ ‫َم ٌ‬ ‫أِ‬
‫من‬ ‫مجيب دعوةَ‬ ‫ٌ‬ ‫يب‬
‫الذي خلقهم وانشأهم في االرض واستعمرهم فيها ‪ ,‬وطلب منهم ان يستغفروه وان يتوبوا اليه ‪ ,‬وهو قر ٌ‬
‫ِم َن‬ ‫اع ُب ُدوا اهللَ َما لَ ُك ْم ِم ْن إِلَ ٍه َغ ْيُرهُ ُه َو أَ ْن َ‬
‫شأَ ُك ْم‬ ‫ال َيا قَ ْوِم ْ‬ ‫صالِ ًحا قَ َ‬ ‫اه ْم َ‬
‫َخ ُ‬ ‫ود أ َ‬‫دعاه‪ ,‬جاء ذلك في قوله تعالى ‪َ { :‬وِالَى ثَ ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب }‪ 126‬فكان ردهم التهديد والوعيد والشك والريبة بما‬ ‫يب ُم ِج ٌ‬ ‫وبوا إِلَ ْيه إِ َّن َرِّبي قَ ِر ٌ‬ ‫استَ ْغف ُروهُ ثَُّم تُ ُ‬
‫يها فَ ْ‬ ‫استَ ْع َم َرُك ْم ف َ‬
‫ض َو ْ‬‫ْاأل َْر ِ‬
‫ش ٍّك‬‫اؤَنا َوِا َّن َنا لَ ِفي َ‬ ‫آب ُ‬ ‫صالِ ُح قَ ْد ُك ْن َت ِفي َنا َم ْر ُج ًّوا قَ ْب َل َه َذا أَتَ ْن َها َنا أ ْ‬
‫َن َن ْع ُب َد َما َي ْع ُب ُد َ‬ ‫دعاهم اليه في قوله تعالى ‪ { :‬قَالُوا َيا َ‬
‫يب }‪ 127‬واستفهامهم (( أتنهانا )) معناه االنكار‪ ,‬كأنهم أنكروا ان ُينهى االنسان عن عبادة ما يعبد‬ ‫ِم َّما تَ ْد ُعوَنا إِلَ ْي ِه م ِر ٍ‬
‫ُ‬
‫‪128‬‬
‫ش َع ْي ًبا‬
‫اه ْم ُ‬ ‫َخ ُ‬ ‫آباؤه ‪ .‬وفي طريق الدعوة الى اهلل سار النبي شعيب ( ع ) مخاطباً قومه في قوله تعالى ‪َ { :‬وِالَى َم ْد َي َن أ َ‬
‫اب َي ْوٍم‬ ‫اف َعلَ ْي ُك ْم َع َذ َ‬ ‫ان إِِّني أَا‬
‫َر ُك ْم ِب َخ ْي ٍر َوِا ِّني أَ َخ ُ‬ ‫يز َ‬ ‫ال َوا ْل ِم َ‬
‫صوا ا ْل ِم ْك َي َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اع ُب ُدوا اهللَ َما لَ ُك ْم م ْن إِلَه َغ ْي ُرهُ َوَال تَ ْنقُ ُ‬ ‫ال َيا قَ ْوِم ْ‬ ‫قَ َ‬
‫ِ ٍ ‪129‬‬
‫َن‬‫ْمُر َك أ ْ‬ ‫َص َال تُ َك تَأ ُ‬
‫ش َع ْي ُب أ َ‬ ‫يط } وكان جوابهم قاسياً مبطناً بالتهكم والسخرية جاء ذلك في قوله تعالى ‪ { :‬قَالُوا َيا ُ‬ ‫ُمح‬
‫يد }‪ 130‬وارادوا بقولهم (( انك انت الحليم‬ ‫الر ِش ُ‬‫يم َّ‬ ‫ِ‬
‫اء إن َك َألَ ْن َت ا ْل َحل ُ‬ ‫َن َن ْف َع َل ِفي أ َْم َوالِ َنا َما َن َ‬
‫ش ُ َِّ‬ ‫اؤَنا أ َْو أ ْ‬
‫آب ُ‬
‫َنتُْر َك َما َي ْع ُب ُد َ‬
‫الرشيد)) نسبته الى غاية السفه والغي‪ ,‬فعكسوا ليتهكموا به‪ : 131‬جاء ذلك على وجه الهزؤ والتهكم‪ ,‬أي السفيه الغاوي‪,‬‬
‫وقيل انهم قالوا ذلك على وجه التحقيق‪ :‬أي انك انت الحليم في قومك فال يليق بك ان تخالفهم‪ ,‬وفي ذلك ذم ما بعده‬
‫ذم‪ ,132‬ولم يثنه ذلك عن الدعوة الى عبادة اهلل‪ ,‬جل وعال‪ ,‬خوفاً عليهم فأمعن في النصيحة لهم وذكرهم بعذاب اهلل‪ ,‬جل‬
‫َن‬
‫اقي أ ْ‬ ‫وعال ـ لألمم السابقة ‪ ,‬ودعاهم الى االستغفار ‪ ,‬وان اهلل رحيم ودود ‪ .‬في قوله تعالى ‪ { :‬ويا قَوِم َال ي ْج ِرم َّن ُكم ِشقَ ِ‬
‫َ َ ْ‬ ‫ََ ْ‬
‫يد (‪ )99‬واستَ ْغ ِفروا رَّب ُكم ثَُّم تُوبوا إِلَ ْيهِ‬ ‫وط ِم ْن ُكم ِبب ِع ٍ‬ ‫ود أَو قَوم صالِ ٍح وما قَوم لُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ ُ َ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ََ ُْ‬ ‫اب قَ ْوَم ُنو ٍح أ َْو قَ ْوَم ُه ٍ ْ ْ َ َ‬ ‫َص َ‬‫يب ُك ْم مثْ ُل َما أ َ‬ ‫ُيص َ‬
‫ب َما‬ ‫‪133‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ش َع ْي ُ‬
‫ود } وكان جوابهم العنت واالعراض واالستهانة والتهديد كما في قوله تعالى ‪ { :‬قَالُوا َيا ُ‬ ‫يم َوُد ٌ‬‫إ َّن َرِّبي َرح ٌ‬
‫يز } اي ما نفهم عنك معنى كثير‬ ‫‪134‬‬
‫ض ِعيفًا َولَ ْوَال َرْهطُ َك لََر َج ْم َنا َك َو َما أَ ْن َت َعلَ ْي َنا ِب َع ِز ٍ‬
‫اك ِفي َنا َ‬
‫ير ِم َّما تَقُو ُل َوِا َّنا لَ َن َر َ‬
‫َن ْفقَ ُه َك ِث ًا‬
‫من كالمك‪ ,‬أو ال نقبل كثي اًر منه وال نعمل به‪ ,‬وقالوا انك ضعيف البدن‪ ,‬وهددوه بالرجم بالحجارة والسب والشتم‪ . 135‬وامر‬
‫آي ِاتي‬ ‫وك ِب َ‬ ‫ْه ْب أَ ْن َت َوأَ ُخ َ‬
‫اهلل‪ ,‬جل ثناؤه‪,‬ـ انبياءه بالقول اللّين حتى مع الطغاة والمتكبرين والمتجبرين‪ ,‬ففي قوله تعالى ‪ { :‬اذ َ‬
‫ْه َبا إِلَى ِف ْر َع ْو َن إَِّن ُه طَ َغى (‪ )43‬فَقُوَال لَ ُه قَ ْوًال لَِّي ًنا لَ َعلَّ ُه َيتَ َذ َّكُر أ َْو َي ْخ َ‬
‫َوَال تَِن َيا ِفي ِذ ْك ِري (‪ )42‬اذ َ‬
‫‪136‬‬
‫شى } أمر اهلل ـ جل‬
‫الذكر يقع على سائر العبادات‬ ‫وعال‪ ,‬النبي موسى واخاه هارون ( ع ) بتبليغ الرسالة جها اًر من دون فتور أو تقصير‪ ,‬ألن ِّ‬
‫وتبليغ الرسالة من أجلها وأعظمها‪ ,‬وان يبلغا بها فرعون وان يلطفا له في القول‪ ,137‬وكان رد فرعون التكذيب واالمتناع عن‬
‫آي ِات َنا ُكلَّ َها فَ َك َّذ َب َوأ ََبى }‪ 138‬ثم االعراض والكيد والحيلة‬
‫االيمان باهلل‪ ,‬جل وعال ‪,‬ـ كما في قوله تعالى ‪َ { :‬ولَقَ ْد أ ََرْي َناهُ َ‬
‫والمكر كما في قوله تعالى ‪ { :‬فَتََولَّى ِف ْر َع ْو ُن فَ َج َم َع َك ْي َدهُ ثَُّم أَتَى } ‪ ,‬من ذلك نجد ان قصص قوم نوح وعاد وثمود‬
‫‪139‬‬

‫ولوط وفرعون‪ ,‬تحوم جميعاً على عرض ظاهرة (( التكذيب )) حيث استفتحت كل قصة بعبارة (( كذبت )) مثل ‪ :‬كذبت‬
‫قبلهم قوم نوح ‪ ,‬فكذبوا عبدنا ‪ ....‬كذبت عاد ‪ ....‬كذبت ثمود بالنذر ‪ ....‬كذبت قوم لوط بالنذر ‪ ....‬كذبوا آياتنا اي ‪ :‬قوم‬
‫فرعون ‪ 140....‬اما نبينا الكريم محمد ( ص ) فان خطابه وحديثه وخلقه وسيرته ومنطقه ‪ ...‬مستمد من وحي القرآن‬
‫الكريم‪.‬قال تعالى ‪َ { :‬و َما َي ْن ِط ُ‬
‫ق َع ِن ا ْل َه َوى (‪ )3‬إِ ْن ُه َو إَِّال َو ْح ٌي ُي َ‬
‫وحى }‪ 141‬فكان خطابه ( ص ) ـ قبل البعثة وبعدها ـ‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫س ْل َنا َك إَِّال َر ْح َم ًة‬ ‫مع المشركين والكافرين والجاحدين ‪ ,‬ومع سائر الناس خطاباً يفيض رحمة وصدقاً قال تعالى ‪َ { :‬و َما أ َْر َ‬
‫لالرشاد والتوجيه واالنذار بلغة واضحة ولسان عربي مبين‪ ,‬كما في قوله تعالى ‪َ { :‬وِا َّن ُه لَتَ ْن ِز ُ‬ ‫لِ ْل َعالَ ِم َ‬
‫‪142‬‬
‫يل َر ِّب‬ ‫ين }‬
‫ان َع َرِب ٍّي ُم ِب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِم َن ا ْل ُم ْن ِذ ِر َ‬
‫ين (‪َ )193‬علَى َق ْل ِب َك لِتَ ُك َ‬ ‫الروح ْاأل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل َعالَ ِم َ‬
‫ين}‪ 143‬واستجابة‬ ‫سٍ‬ ‫ين (‪ِ )194‬بل َ‬ ‫َم ُ‬ ‫ين (‪َ )192‬ن َز َل ِبه ُّ ُ‬
‫ين (‪ )94‬إَِّنا َكفَ ْي َنا َك‬ ‫ش ِرِك َ‬
‫ض َع ِن ا ْل ُم ْ‬ ‫َع ِر ْ‬ ‫ع ِب َما تُ ْؤ َمُر َوأ ْ‬ ‫اص َد ْ‬
‫للنداء االلهي في تبليغ الرسالة‪ ,‬كما في قوله تعالى ‪ { :‬فَ ْ‬
‫ين }‪ 144‬وكان رد المشركين االعراض والتكذيب واالستكبار ‪.‬‬ ‫ستَ ْه ِزِئ َ‬
‫ا ْل ُم ْ‬
‫سَر‬ ‫س َوَب َ‬ ‫ظَر (‪ )21‬ثَُّم َع َب َ‬ ‫َّر (‪ )20‬ثَُّم َن َ‬ ‫ف قَد َ‬ ‫ف قَد ََّر (‪ )19‬ثَُّم قُِت َل َك ْي َ‬
‫كما في قوله تعالى ‪ { :‬إَِّن ُه فَ َّك َر َوقَد ََّر (‪ )19‬فَقُِت َل َك ْي َ‬
‫ش ِر }‪ , 145‬وفي قوله تعالى ‪َ { :‬ولَ ْو‬ ‫استَ ْك َب َر (‪َ )23‬فقَا َل إِ ْن َه َذا إَِّال ِس ْحٌر ُي ْؤثَُر (‪ )24‬إِ ْن َه َذا إَِّال قَ ْو ُل ا ْل َب َ‬ ‫(‪ )22‬ثَُّم أ َْد َب َر َو ْ‬
‫ين }‪ 146‬هذا قول الكافرين وخطابهم‬ ‫ين َكفَُروا إِ ْن َه َذا إَِّال ِس ْحٌر ُم ِب ٌ‬ ‫ال الَِّذ َ‬
‫سوهُ ِبأ َْي ِدي ِه ْم َلقَ َ‬
‫اس َف َل َم ُ‬‫َنَّزْل َنا َعلَ ْي َك ِكتَ ًابا ِفي ِق ْر َ‬
‫ط ٍ‬
‫على مدى التاريخ ‪ .‬في حين جاء خطاب االنبياء والرسل الى البشرية رسالة توجيه الى الخير والتعاون والتسامح وعلى ذلك‬
‫تعاقبت الرساالت االلهية‪ ,‬على االنسان أمة بعد امة‪ ,‬وجيال بعد جيل ذات هدف واحد ‪ :‬وهو توجيه االنسان الى طريق‬
‫االستقامة والكمال ‪ ,‬وكانت اصول رساالتهم وعقائدها االولى واحدة ‪ ,‬ال تختلف في رسالة عنها في رسالة اخرى‪ . 147‬كما‬
‫اهيم وموسى و ِعيسى أ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحا َوالَِّذي أ َْو َح ْي َنا إِلَ ْي َك َو َما َو َّ‬ ‫ِّين ما و َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يموا‬
‫َن أَق ُ‬ ‫ص ْي َنا ِبه إِ ْبَر َ َ ُ َ َ َ‬ ‫صى ِبه ُن ً‬ ‫ع لَ ُك ْم م َن الد ِ َ َ‬ ‫ش َر َ‬
‫في قوله ‪َ { :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وه ْم إِلَ ْي ِه اهللُ َي ْجتَِبي إِلَ ْي ِه َم ْن َي َ‬ ‫ش ِرِك َ‬ ‫ِّين وَال تَتَفََّرقُوا ِف ِ‬
‫يب }‪ 148‬وكان‬‫اء َوَي ْهدي إَِل ْيه َم ْن ُين ُ‬
‫ش ُ‬ ‫ين َما تَ ْد ُع ُ‬ ‫يه َك ُب َر َعلَى ا ْل ُم ْ‬ ‫الد َ َ‬
‫الرسل ( عليهم السالم )‪ ,‬بذلك‪ ,‬بناة بيت واحد‪ ,‬يؤسس سابقهم لالحقهم‪ ,‬ويشيد الحقهم على اساس سابقهم‪ ,149‬فكان‬
‫خطابهم‪ ,‬في الدعوة الى االيمان باهلل ـ واحداً واتصالهم وتواصلهم بمجتمعاتهم بالطيب من القول ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ االعراض عن اللغو ‪ :‬ومن القواعد التخاطبية التي اكدها القرآن الكريم وللمؤمنين بشكل خاص‪ ,‬االعراض عن اللغو‪,‬‬
‫ون (‪َ )2‬والَِّذ َ‬
‫ين ُه ْم‬ ‫ين ُهم ِفي ص َال ِت ِهم َخ ِ‬
‫اش ُع َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َِّ‬ ‫وعدم مخاطبة الجاهلين ‪ .‬ففي قوله تعالى ‪ { :‬قَ ْد أَ ْفلَ َح ا ْل ُم ْؤ ِم ُن َ‬
‫ون (‪ )1‬الذ َ ْ‬
‫ون }‪ , 150‬واللغو (( ما ال يعنيك من قول او فعل كاللعب والهزل وما توجب المروءة إلغاءه‬ ‫ض َ‬‫َع ِن اللَّ ْغ ِو ُم ْع ِر ُ‬
‫‪151‬‬
‫يعتد بها فذلك قبيح محظور يجب االعراض‬
‫واطراحه)) ‪ ,‬وقيل (( اللغو في الحقيقة هو كل قول أو فعل ال فائدة فيه ّ‬
‫عنه ‪ ,‬وقال ابن عباس اللغو ‪ ,‬الباطل وقال الحسن هو جميع المعاصي ‪ ,‬وقال السدي هو الكذب ‪ ,‬وقال مقاتل هو الشتم ‪,‬‬
‫‪152‬‬
‫‪ ,‬وقال سبحانه وتعالى في شأن عباد‬ ‫فان كفار مكة كانوا يشتمون النبي ( ص ) واصحابه ُفنهوا عن اجابتهم ))‬
‫ض َهوًنا وِا َذا َخاطَبهم ا ْلج ِ‬ ‫الر ْح َم ِن الَِّذ َ‬ ‫الرحمن ‪َ { :‬و ِع َب ُ‬
‫س َال ًما }‪ ( 153‬سالما ) أي قالوا‬
‫ون َقالُوا َ‬
‫اهلُ َ‬ ‫َ ُُ َ‬ ‫ون َعلَى ْاأل َْر ِ ْ َ‬
‫ش َ‬‫ين َي ْم ُ‬ ‫اد َّ‬
‫سداداً من القول يسلمون فيه من االيذاء واالثم ‪ ,‬والجاهلون هم المتصفون بالجهل والسفه وقلة االدب ‪ ,‬وان االغضاء عن‬
‫مخاطبة السفهاء ‪ ,‬وترك المقابلة او اظهار الحلم في مقابلة الجهل مستحسن في االدب والمروءة والشريعة وأسلم للعرض‬
‫‪154‬‬
‫‪ .‬وقال‬ ‫والورع ‪ :‬فاذا خاطبهم الجاهلون بما يكرهونه فانهم ال يقابلونهم بمثل قولهم من الفحش‪ ,‬بل يقولون (( سالما ))‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫فيهم ايضاً في قوله تعالى ‪َ { :‬والَِّذ َ‬
‫ور َوِا َذا َمُّروا ِبالل ْغ ِو َمُّروا كَر ً‬
‫اما }‪ 155‬والمعنى ‪ :‬واذا مروا بأهل اللغو‬ ‫ون ُّ‬
‫الز َ‬ ‫ش َه ُد َ‬
‫ين َال َي ْ‬
‫والمشتغلين به مروا معرضين عنهم مكرمين انفسهم عن التوقف عليهم والخوض معهم‪ ,‬وقيل اذا سمعوا من الكفار الشتم‬
‫‪156‬‬
‫روية وفكر‪ ,‬وقد يسمى كل كالم قبيح‬ ‫واالذى أعرضوا وصفحوا ‪ ,‬واللغو من الكالم ما ال يعتد به‪ ,‬وهو الذي يورد ال عن ّ‬
‫س ِم ُعوا اللَّ ْغ َو أ ْ‬ ‫ِ َّ‬ ‫لغواً‪ , 157‬قال تعالى ‪َ { :‬ال يسمع َ ِ‬
‫‪158‬‬
‫ضوا َع ْن ُه َوقَالُوا‬
‫َع َر ُ‬ ‫يها لَ ْغ ًوا َوَال كذ ًابا } ‪ .‬وفي قوله تعالى ‪َ { :‬وِا َذا َ‬
‫ون ف َ‬ ‫َ َُْ‬
‫ين } ‪ (( ,‬واذا سمعوا اللغو )) اي السفه من الناس والقبيح من‬ ‫‪159‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َال ٌم َعلَ ْي ُك ْم َال َن ْبتَغي ا ْل َجاهل َ‬
‫َع َمالُ ُك ْم َ‬
‫َع َمالُ َنا َولَ ُك ْم أ ْ‬
‫لَ َنا أ ْ‬
‫القول والهزء الذي ال فائدة فيه (( اعرضوا عنه )) ولم يقابلوه بمثله و (( سالم عليكم )) اي امان منا لكم ان نقابل لغوكم‬
‫‪160‬‬
‫بمثله وتوديع ومتاركة للجاهلين ‪ ,‬عن الحسن بن علي ( ع ) ‪ :‬كلمة حلم من المؤمنين‬
‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫‪ 4‬ـ استخدام االلفاظ المهذبة وتجنب االلفاظ القبيحة ‪ :‬دعا القرآن الكريم الى تجنب االلفاظ القبيحة التي تخدش الحياء‬
‫لذا (( كنى القرآن الكريم عن العملية الجنسية بالفاظ كريمة هي ‪ :‬السر‪ ,‬والحرث‪ ,‬واالفضاء‪ ,‬والمباشرة‪ ,‬والمالمسة‪,‬‬
‫ستُ ُم‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ضى أَو علَى سفَ ٍر أَو جاء أ ِ‬ ‫‪161‬‬
‫َح ٌد م ْن ُك ْم م َن ا ْل َغائط أ َْو َال َم ْ‬
‫َ ْ َ َ َ‬ ‫والدخول ‪ , )) ....‬ومن ذلك قوله تعالى ‪َ { :‬وِا ْن ُك ْنتُ ْم َم ْر َ ْ َ‬
‫ص ِع ً‬ ‫اء َفلَ ْم تَ ِج ُدوا َم ً‬ ‫ِّ‬
‫‪163‬‬ ‫‪162‬‬
‫وكنوا‬‫يدا طَ ِّي ًبا } وجاء المستم في اآلية الكريمة كناية عن الجماع بقرينة النساء ّ‬ ‫اء فَتََي َّم ُموا َ‬ ‫س َ‬‫الن َ‬
‫بالتغوط عن الحدث في الغائط ‪ ,‬والغائط اصله المطمئن من االرض‪ . 164‬ويقال (( لمست المرأة فأنا ألمسها لمساً اذا‬
‫س ِني‬ ‫سْ‬
‫‪166‬‬
‫غشيتها )) وجاء لفظ تمسوهن كناية عن الجماع ‪ ,‬ومنه قوله تعالى حكاية عن مريم ( ع ) ‪َ { :‬ولَ ْم َي ْم َ‬
‫‪165‬‬

‫وه َّن }‪ 168‬وجاء لفظ (( باشروهن )) كناية عن‬ ‫س ُ‬‫اء َما لَ ْم تَ َم ُّ‬
‫س َ‬ ‫اح َعلَ ْي ُك ْم إِ ْن طَلَّ ْقتُم ِّ‬
‫الن َ‬
‫‪167‬‬
‫شٌر} ‪ ,‬وقوله تعالى ‪َ { :‬ال ُج َن َ‬‫َب َ‬
‫ُ‬
‫ث لَ ُك ْم فَأْتُوا‬
‫اؤ ُك ْم َح ْر ٌ‬
‫سُ‬ ‫ِ‬ ‫‪170‬‬ ‫الجماع‪ 169‬في قوله تعالى ‪ { :‬فَ ْاْل َن ب ِ‬
‫وفي قوله تعالى ‪ { :‬ن َ‬ ‫وه َّن َو ْابتَ ُغوا َما َكتَ َب اهللُ لَ ُك ْم }‬
‫اش ُر ُ‬ ‫َ‬
‫َح ْرثَ ُك ْم أ ََّنى ِش ْئتُ ْم }‪ 171‬أراد ‪ ,‬جامعوا نساءكم ‪ ,‬ولم يصرح ـ بالجماع ـ للتهذيب ‪ ,‬ولتوجيهنا الى سبل التأدب في الخطاب‪,‬‬
‫وهو (( من الكنايات اللطيفة والتعريضات المستحسنة ‪ ,‬وهذه واشباهها في كالم اهلل آداب حسنة ‪ ,‬على المؤمنين ان‬
‫‪172‬‬
‫‪.‬‬ ‫يتعلموها ويتأدبوا بها ويتكلفوا مثلها في محاوراتهم ومكاتباتهم ))‬
‫ولم يصرح بالجماع وذكر (( أفضى )) و((‬ ‫ض}‬‫ض ُك ْم إِلَى َب ْع ٍ‬
‫‪174‬‬
‫كناية عن الجماع‬
‫ْضى َب ْع ُ‬
‫‪173‬‬
‫وفي قوله تعالى ‪َ { :‬وقَ ْد أَف َ‬
‫يريد بذلك ما يكون بين الزوجين ‪ ....‬وال تجد معنى من هذه المعاني في الكتاب العزيز االّ بلفظ الكناية ‪ ,‬ألن المعنى‬
‫‪175‬‬
‫‪.‬قال ابن عباس ((‬ ‫الفاحش متى عبر المتكلم عنه بلفظه الموضوع له كان الكالم معيباً من جهة فحش المعنى ))‬
‫‪176‬‬
‫‪.‬‬ ‫حيي يكني بما شاء ‪ ,‬ان الرفث واللباس والمباشرة واالفضاء ‪ ....‬هو الجماع‬ ‫رضي اهلل عنه )) ان اهلل ـ سبحانه ـ ٌّ‬
‫يتضح مما ذكر من اآليات ـ وغيرها كثير ـ أن القرآن الكريم َع َدل عن ذكر االلفاظ القبيحة الفاحشة الى أخرى لطيفة كريمة‬
‫ليرشدنا الى الكالم المهذب واللفظ الجميل ‪ ,‬في خطاب بعضنا لبعض ‪.‬‬
‫آمنُوا َال‬
‫ين َ‬‫ُّها الَِّذ َ‬
‫‪ 5‬ـ عدم رفع الصوت ‪ :‬حثنا القرآن الكريم على عدم رفع الصوت بشكل كبير ففي قوله تعالى ‪َ { :‬يا أَي َ‬
‫‪177‬‬
‫ون } ((‬ ‫ش ُع ُر َ‬‫َع َمالُ ُك ْم َوأَ ْنتُ ْم َال تَ ْ‬
‫َن تَ ْح َبطَ أ ْ‬ ‫ض ُك ْم لِ َب ْع ٍ‬
‫ض أْ‬ ‫الن ِب ِّي وَال تَ ْجهروا لَ ُه ِبا ْلقَو ِل َكجه ِر بع ِ‬
‫َ ْ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫ص ْوت َّ َ‬
‫ِ‬
‫ق َ‬
‫َص َواتَ ُك ْم فَ ْو َ‬
‫تَْرفَ ُعوا أ ْ‬
‫ال ترفعوا اصواتكم ‪ )) ...‬نهي عن رفع الصوت‪ ,‬وبخاصة‪ ,‬فوق صوت النبي ( ص ) وأمر بغض الصوت في حضرة‬
‫‪178‬‬
‫‪ .‬ألن فيه أحد الشينين ‪ :‬إما استخفاف به‬ ‫النبي ( ص ) وعند مخاطبة المهيب المعظّم كاالنبياء والرسل والصالحين‬
‫فهو الكفر‪ ,‬واما سوء االدب فهو خالف المأمور به (( وال تجهروا له بالقول )) أي غضوا اصواتكم عند مخاطبتكم النبي (‬
‫ص )‪ ,‬وفي مجلسه‪ ,‬فانه ليس مثلكم اذ يجب تعظيمه وتوقيره‪ ,‬وقيل معناه ال تقولوا يا محمد كما يخاطب بعضكم بعضاً‬
‫بل خاطبوه بالتعظيم والتبجيل‪ ,‬وقولوا يانبي اهلل‪ ,‬يارسول اهلل ‪ ,‬يا ابا القاسم‪ . 179‬ألن رفع الصوت دليل قلة االحتشام وترك‬
‫ْص ْد ِفي َم ْ‬
‫ش ِي َك‬ ‫االحترام‪ ,‬وان المنع من رفع الصوت ال يكون االّ لالحترام واظهار االحتشام‪ . 180‬وفي قوله تعالى ‪ { :‬واق ِ‬
‫َ‬
‫ير }‪ 191‬معنى (( واغضض من صوتك )) وانقص منه وأقصر ‪ ,‬و((‬ ‫ت ا ْل َح ِم ِ‬
‫ص ْو ُ‬ ‫ض ِم ْن صوِت َك إِ َّن أَ ْن َكر ْاأل ِ‬
‫َص َوات لَ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ض ْ‬
‫َوا ْغ ُ‬
‫تشبيه الرافعين اصواتهم بالحمير وتمثيل أصواتهم بالنهاق ثم إخالء الكالم من لفظ التشبيه واخراجه مخرج االستعارة وأن‬
‫جعلوا حمي اًر وصوتهم نهاقاً مبالغة شديدة في الذم والتهجين وافراط في التثبيط عن رفع الصوت والترغيب عنه ‪ ,‬وتنبيه على‬
‫‪182‬‬
‫‪ .‬وذكر المانع من رفع الصوت وهو في قوله تعالى ‪ (( :‬ان انكر االصوات لصوت‬ ‫انه من كراهة اهلل بمكان ))‬
‫الحمير))‪ ,‬ولم يذكر المانع من سرعة المشي‪ ,‬الن رفع الصوت يؤذي السامع ويقرع الصماخ بقوة‪ ,‬وربما يخرق الغشاء‬
‫الذي داخل االذن‪ ,‬وان سرعة المشي تؤذي آلة المشي‪ ,‬والصوت يؤذي آلة السمع‪ ,‬وآلة السمع على باب القلب‪ ,‬ألن الكالم‬
‫ينتقل من السمع الى القلب‪ ,‬وال كذلك المشي‪.183‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫س ُك ْم‬ ‫ِ‬
‫‪ 6‬ـ النهي عن التنابز بااللقاب ‪ :‬نهى القرآن الكريم عن اللمز والتنابز بااللقاب كما في قوله تعالى ‪َ { :‬وَال تَلْمُزوا أَْنفُ َ‬
‫ِ‬ ‫َوَال تََن َاب ُزوا ِب ْاألَ ْلقَ ِ‬
‫ان }‪ 194‬واللمز يكون باللسان وبالعين وباإلشارة‪ ,‬والنبز‪ ,‬لقب السوء‪,‬‬ ‫يم ِ‬ ‫وق َب ْع َد ِْ‬
‫اإل َ‬ ‫س ُ‬
‫س ُم ا ْلفُ ُ‬ ‫اب ِب ْئ َ‬
‫س اال ْ‬
‫وينوه به فال‬ ‫المدعو به كراهة لكونه تقصي اًر به وذماً له وشيناً‪ ,‬فاما ما يحبه مما يزينه ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتلقيب المنهي عنه هو ما يتداخل‬
‫بأس به ‪ ,‬والتنابز (( تفاعل )) وتخاطب وتبادل الفاظ السوء من االلقاب ومغالبة بين طرفين بااللفاظ البذيئة مما يؤدي الى‬
‫العداوة والقطيعة والحقد ‪ ...‬وا ّن التخاطب بين الناس بأحب االسماء والتنادي بأجملها مما يدعو الى االلفة والمحبة‬
‫والتقارب وقد روي عن النبي ( ص ) ان (( من حق المؤمن على أخيه المؤمن أن يسميه بأحب اسمائه اليه )) ولهذا كانت‬
‫‪185‬‬
‫‪.‬‬ ‫التكنية من السنة واالدب الحسن‬
‫س َن ِم ْن َها أ َْو ُرد َ‬
‫ُّوها‬ ‫َح َ‬
‫‪ 7‬ـ آداب التحية ‪ :‬للتحية آداب لخصتها اآلية الكريمة في قوله تعالى ‪ { :‬وِا َذا ح ِّييتُم ِبتَ ِحي ٍ‬
‫َّة فَ َح ُّيوا ِبأ ْ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫ان علَى ُك ِّل َ ٍ ِ‬
‫يبا }‪ 196‬ذكرت اآلية (( بأحسن منها ))‪ ,‬واالحسن منها أن تقول‪ :‬وعليكم السالم ورحمة‬ ‫ش ْيء َحس ً‬ ‫إِ َّن اهللَ َك َ َ‬
‫اهلل‪ ,‬اذا قال‪ :‬السالم عليكم‪ ,‬وأن تزيد وبركاته اذا قال ‪ :‬ورحمة اهلل‪ ,‬وروي (( ان رجالً قال لرسول اهلل صلى اهلل عليه وآله‬
‫وسلم‪ :‬السالم عليك‪ ,‬فقال ‪ :‬وعليك السالم ورحمة اهلل‪ ,‬وقال آخر السالم عليك ورحمة اهلل‪ ,‬فقال‪ :‬وعليك السالم ورحمة اهلل‬
‫وبركاته‪ ,‬وقال آخر‪ :‬السالم عليك ورحمة اهلل وبركاته‪ ,‬فقال ‪ :‬وعليك ‪ ,‬فقال الرجل‪ :‬نقصتني فأين ما قال اهلل ؟ وتال اآلية‬
‫‪187‬‬
‫‪ ,‬وقوله (( أو ردوها )) أو اجيبوا بمثلها‪ ,‬وجواب التسليمة واجب‬ ‫فقال ‪ :‬إنك لم تترك لي فضالً فرددت عليك مثله ))‬
‫‪188‬‬
‫حييتم )) للمجهول وحذف فاعلهُ لغرض الشمول والتكثير‪ ,‬أي أيا‬‫وبني الفعل (( ّ‬ ‫والتخيير إنما وقع بين الزيادة وتركها ‪ُ ,‬‬
‫المحيي‪ ,‬مسلماً او غير مسلم‪ ,‬كبي اًر او صغي اًر‪ ,‬عالماً او جاهالً‪ ,‬رئيساً او مرؤوساً ‪ ...‬وهذا من سماحة االسالم‬
‫ّ‬ ‫كان‬
‫وقدم (( بأحسن منها )) على (( ردوها ))‬
‫وتسامحه‪ ,‬في قبول اآلخر‪ ,‬وعدم إلغائه أو رفضه أو تهميشه أو اقصائه ‪ّ ...‬‬
‫ألن االسالم يأمرنا باتباع االحسن من القول والفعل والعمل ويرشدنا اليه‪ ,‬و (( التحية ان يقال حياك اهلل ‪ ,‬اي جعل لك‬
‫حياة‪ ,‬وذلك إخبار و ثم يجعل ذلك دعاء ‪ ...‬واصل التحية من الحياة ثم جعل ذلك دعاء ٍ‬
‫تحية لكون جميعه غير خارج‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫‪189‬‬
‫عن حصول الحياة او سبب حياة ! إما في الدنيا واما في اآلخرة )) ‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬استراتيجيات الخطاب والتخاطب‬
‫* استراتيجيات الخطاب والتخاطب ‪ :‬إن استراتيجيات الخطاب والتخاطب ‪ :‬هي االسس والمعايير التي يتم على وفقها‬
‫الخطاب ‪ .‬وتصنف استراتيجيات الخطاب الى صنفين رئيسيين هما ‪:‬‬
‫ـ الصنف الثاني ‪ :‬االستراتيجية غير المباشرة ‪.‬‬ ‫ـ الصنف االول ‪ :‬االستراتيجية المباشرة ‪.‬‬
‫الصنف االول ‪ :‬االستراتيجية المباشرة وتقسم الى عدة اقسام حسب معايير محددة ‪:‬‬
‫ِ‬
‫المخاطب )) وتتأسس عليه ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ المعيار االجتماعي ‪ :‬ويتعلق بالعالقة بين طرفي الخطاب (( المخاطَب و‬
‫ـ االستراتيجية التوجيهية ‪.‬‬ ‫ـ االستراتيجية التضامنية ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ معيار هدف الخطاب ‪ :‬وتأسس عليه ‪ :‬استراتيجية االقناع ‪.‬‬
‫الصنف الثاني ‪ :‬االستراتيجية غير المباشرة ‪ :‬وتقوم على معيار شكل الخطاب اللغوي للداللة على قصد المرسل‬
‫‪190‬‬
‫‪ ,‬ويمكن توضيح ذلك بالترسيمة اآلتية ‪:‬‬ ‫وتتأسس عليه ‪ :‬االستراتيجية التلميحية‬
‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫ان استراتيجيات الخطاب تتنوع تبعاً لتنوع أطراف التخاطب ‪ ,‬وتستخدم كل استراتيجية في ضوء مجموعة من العناصر‬
‫المتوافرة في موقف تخاطبي محدد ‪ ,‬كزمان التخاطب ومكانه ‪ ,‬وطبيعة العالقة بين المتكلم والمخاطب ومدى التراتب‬
‫االجتماعي والوظيفي والعمري ‪ ....‬بينهما ‪ .‬وكل استراتيجية تخاطبية لها مفهومها وعناصرها ووسائلها ومسوغات‬
‫وسنستقري استراتيجيات الخطاب بما يوضح استعمالها ‪ ,‬ومسوغات هذا االستعمال‬ ‫استعمالها ‪.‬‬
‫اوالً ـ االستراتيجية المباشرة ‪ :‬وفيها يعمد المرسل للتعبير عن قصده ‪ ,‬طبقاً لشكل اللغة الداللي مباشرة ‪ ,‬بما يتطابق مع‬
‫‪191‬‬
‫وهي على ثالثة اقسام ‪:‬‬ ‫معنى الخطاب ظاهرياً ‪ ,‬دون غموض او تأويل ‪ ,‬ودون عمليات ذهنية لالستدالل عليه‬
‫أ ـ االستراتيجية التضامنية ‪ :‬او (( التضامن )) وهو التزام الشخص ذي المكانة االعلى (( اجتماعياً او وظيفياً او تربوياً‬
‫او مهنياً ‪ ....‬الخ )) التزامه بمخاطبة من هم ادنى درجة ‪ ,‬مخاطبة انسانية عاطفية ابوية‪ ,192‬والتضامن يختص بالمسافة‬
‫االجتماعية بين الناس ‪ ,‬وبتجاربهم وخصائصهم االجتماعية المشتركة (( مثل الديانة والجنس والسن ومسقط الرأس و ِ‬
‫العرق‬
‫والمهنة واالهتمامات ‪ ...‬الخ )) ومدى استعداداهم للمشاركة في مسائلهم الشخصية‪ ,193‬واالستراتيجية التضامنية تالئم‬
‫يجسد درجة عالقته بالمرسل اليه‪ ,‬ونوعها‪ ,‬ويعبر عن مدى‬
‫عملية التخاطب التراتبية‪ ,‬ألن المرسل يحاول من خاللها‪ ,‬أن ّ‬
‫احترامه لتلك العالقة‪ ,‬ورغبته في المحافظة عليها ‪ ,‬وتطويرها ‪ ,‬بازالة الفروق بينهما‪ ,‬أي السعي الى التقرب من المرسل‬
‫اليه ‪ ,‬وتقريبه وهذا يعكس مدى التعاون والتهذيب الذي يمتلكه المرسل ـ تجاه مخاطبه ـ على الرغم من امتالكه سلطة‬
‫ودرجة اعلى وهذا عين التأدب في الخطاب‪ ,‬وهذه المرتبة من التعامل تجعله حريصاً على حفظ عرى التواصل مع‬
‫المخاطَب ‪ .‬لجلب اقصى ما يمكن من عاجل المنفعة لنفسه ولمخاطبه ‪ .‬فيجتهد في التوسل بما يجلب إقبال المخاطب‬
‫على سماعه وفهم مراده‪ ,‬وتلقيه له بالقبول‪ ,‬طمعاً في ان يبادله نفس الحرص على التواصل ‪ ,‬للوصول الى المنفعة‬
‫المشتركة طارحاً ‪ ,‬السلطة والصبغة الرسمية وعلوه على اآلخر درجة ‪ ,‬جانباً ‪ .‬أي للتعامل االخالقي بالخطاب ‪ ,‬االولوية ‪,‬‬
‫‪194‬‬
‫الغناء ـ بفتح العين ـ‬
‫‪ .‬فقد (( ثبت ان التخلق يدعو المتكلم الى الخروج عن االغراض و َ‬ ‫ويسميه بعضهم (( التخلق ))‬
‫عن االعواض فقد لزم ان يكون الباعث عليه ‪ ,‬تحقيق مزيد االنسانية للمتكلم ‪ ,‬اذ ال انسانية بدون ان يزيد اعتبار الغير‬
‫‪195‬‬
‫‪.‬‬ ‫على اعتبار الذات ))‬
‫‪196‬‬
‫‪ :‬تعنى االستراتيجية التضامنية بالتعامل االخالقي اوالً دون اغفال‬ ‫* مسوغات استعمال االستراتيجية التضامنية‬
‫االهتمام بتبليغ القصد والتعبير عنه ومن مسوغاتها‬
‫‪ 1‬ـ تأسيس الصداقة وااللفة بين طرفي الخطاب‪ ,‬او اعادتها بين طرفين فرق بينهما الزمن او غيره فابتعدا كثي اًر عن‬
‫بعضهما البعض ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تحسين صورة (( المرسل )) أمام اآلخرين‪ ,‬اذا كان معروفاً بالتشدد في آرائه‪ ,‬او التسلط وتوخي الطريقة الرسمية‬
‫الجامدة ‪ ,‬والجفاء في خطابه ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ اشاعة التضامن في حياة الناس وتنميته بما ينعكس على التفاعل الخطابي ‪ ,‬وتطوير حقهم في ممارسة الحياة بحرية‬
‫مع تقليص دور السلطة ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ وجوب استعمال التضامن في الحقول التعليمية والتربوية‪ ,‬ألن التأدب والتخلق والتعاون في الخطاب مع الطلبة وسيلة‬
‫تيسر الفهم ‪ ,‬وتزرع الحب‪ ,‬فتصبح طريقاً للعلم‪ ,‬وسبيالً للمعرفة ‪.‬‬
‫ناجحة وناجعة‪ّ ,‬‬
‫‪ 5‬ـ كسب والء الناس في جميع المؤسسات‪ ,‬وفي مجاالت الحياة كافة ‪ :‬السياسية والدينية واالقتصادية والعلمية ‪...‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫‪ 6‬ـ استعمال االستراتيجية التضامنية عند االستعداد لخدمة اآلخرين‪ ,‬اذ يعزز المرسل‪ ,‬بذلك الصداقة الحميمة معهم ‪.‬‬
‫ولن يكون هناك اراقة لماء الوجه‪ ,‬عندما يتضامن المرسل مع المرسل اليه بقوله ‪ :‬أبشر‪ ,‬تفضل اجلس‪ ,‬اهالً وسهالً‪,‬‬
‫ارحب بكم اجمل ترحيب ‪ ...‬الى غير ذلك من عبارات الترحيب التي تنم عن روح التخلق والتهذيب والتلطف‪ ,‬بالتخلي عن‬
‫السلطة المكتسبة وروح التعالي على اآلخرين‪ ,‬وعندئذ يلمح المرسل للمرسل اليه الذي هو دونه مرتبة بان يستعمل‬
‫االستراتيجية التضامنية بدالً من االستراتيجية التبجيلية (( المذلة )) وفي ذلك تعليم وتهذيب لكال الطرفين بان الحياة‬
‫الكريمة ال تقوم اال على التعاون والتضامن والتواضع ‪ ,‬ونبذ سلوك الكبر والتعالي ‪.‬‬
‫‪197‬‬
‫* معوقات استعمال االستراتيجية التضامنية‪ :‬هناك معوقات وموانع تحول دون استعمال االستراتيجية التضامنية وهي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ اذا اخ ّل المرسل اليه بالعالقة التراتبية بينه وبين المرسل‪ ,‬او حاول المساس بمقتضياتها االصلية او اراد ان يمحو اثرها‬
‫‪ 2‬ـ عدم الحرص على انجاز االعمال في الوظائف الحكومية ‪ ,‬وغير الحكومية او التراخي في انجازها ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ اهمال للواجبات باستغالل روح التضامن ‪ ,‬وخاصة في مجال التربية والتعليم ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ عدم حفظ الحقوق الثابتة بين طرفي الخطاب‪ ,‬مثل ‪ :‬الحقوق بين الوالد وولده‪ ,‬او االستاذ وطالبه‪ ,‬او الضابط وجنوده‪,‬‬
‫او مدير الدائرة وموظفيه ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ فهم االستراتيجية التضامنية‪ ,‬خطأ‪,‬ـ بانها الحرية المطلقة‪ ,‬وعدم االلتزام ‪ ,‬ومزج الجد بالفكاهة والهزل والمزاح ‪ ...‬بما‬
‫يفضي الى التلكؤ في انجاز االعمال وشيوع الفوضى وغياب القانون والنظام ‪.‬‬
‫ب ـ االستراتيجية التوجيهية ‪ :‬وهي التي ال تنطوي على الخطابات المرنة لعدم حفظ حق المرسل في االحترام ‪ ,‬بعدم‬
‫اصغاء المرسل اليه ‪ ,‬بما يفضي الى عدم االنجاز واالهمال والتراخي فهناك سياقات ال تناسبها الخطابات المرنة التي تمنح‬
‫االولوية لمبدأ التهذيب والتضامن‪ ,‬وعندئذ يستخدم التوجيه‪ ,‬وتتدرج قوة أفعال التوجيه طبقاً لدرجة السلطة ووجودها من‬
‫عدمها‪ ,‬فقد تكون أم اًر أو نهياً او تحذي اًر او نصحاً ‪ ...‬لذا ُع ّد الخطاب ذو االستراتيجية التوجيهية ضغطاً وتدخالً على ـ‬
‫تحبذه نظريات التأدب‪. 198‬‬
‫المرسل اليه ـ ولو بدرجات متفاوتة ‪ ,‬وهذا ما ال ّ‬
‫‪199‬‬
‫هناك عدد من المسوغات التي ترجح استعمال االستراتيجية‬ ‫* مسوغات استعمال االستراتيجية التوجيهية ‪:‬‬
‫التوجيهية دون غيرها ‪ ,‬ومنها ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ عدم التشابه في عدد من السمات‪ ,‬بين المرسل والمرسل اليه‪ ,‬مثل ‪ :‬السمة المعرفية ‪ :‬الطالب ‪ /‬االستاذ‪ ,‬أو عند‬
‫الشعور بعدم تطابق االمزجة‪ ,‬أو اتحاد الهدف ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ عدم تكرار االتصال بين طرفي الخطاب‪ ,‬اذ تنحصر اللقاءات في اللقاءات الرسمية‪ ,‬عندئذ ال يكون هناك عمق في‬
‫المعرفة الشخصية ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الشعور بالتفاوت في مستوى التفكير بين طرفي الخطاب‪ ,‬فعندما يستعمل المرسل االستراتيجية التضامنية‪ ,‬فان المرسل‬
‫يؤول ذلك‪ ,‬بانه ضعف من المرسل‪ ,‬عندها يجد المرسل ان استعمال التوجيه بدءاً هو أسلم استراتيجية‪ ,‬وأضمنها‬
‫اليه قد ّ‬
‫نتيجة ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ تصحيح العالقة بين طرفي الخطاب‪ ,‬غير المتكافئين في المرتبة‪ ,‬واعادتها الى سيرتها االولى‪ ,‬عندما يشعر المرسل‬
‫ان التضامن قد يؤثر‪ ,‬سلباً‪ ,‬على سير العالقة بينهما‪ ,‬أو يقلل من هيبة المرسل أو شأنه ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ إصرار المرسل على تنفيذ قصده عند إنجاز الفعل‪ ,‬احت ار اًز من سوء الفهم‪ ,‬أو التأويل الخاطئ ‪.‬‬
‫تحد واضح للمرسل أو لتعليماته او االساءة اليه أو تحدي االنظمة والتعليمات العامة‪ ,‬أو عندما يشعر المرسل‬‫‪ 6‬ـ حصول ٍ‬
‫بان المرسل اليه‪ ,‬قد تجاوز حدوده في الخطاب‪ ,‬مما يدعو المرسل‪ ,‬مدير الدائرة‪ ,‬االستاذ‪ ,‬األب ‪ ...‬الخ ـ الى ابراز حقه‬
‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫السلطوي في خطابه ‪ ,‬ليجعل المرسل اليه يتراجع عما يقوله ويعيد حساباته ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ مناسبة السياق التفاعلي الستعمال االستراتيجية التوجيهية‪ ,‬الطبيب والمريض مثالً‪ ,‬عندما ال يلتفت الى التراتب‬
‫االجتماعي بينهما‪ ,‬فال يراعي كون المريض أمي اًر‪ ,‬أو وزي اًر ‪ , ....‬او غير ذلك مما يتميز به المرسل اليه‪ ,‬اذ ينصب‬
‫اهتمامه على التبليغ والمتابعة‪ ,‬كما يفعل طبيب االسنان إذ يخاطب المريض بصيغتي االمر والنهي (( افعل )) و ((‬
‫التفعل ))‪ ,‬افتح فمك‪ِ ,‬‬
‫أمل رأسك قليالً‪ ,‬ال تتحرك‪ ,‬اغلق فمك ‪ ...‬او مخاطبة غريق‪ ,‬إلنقاذه‪ ,‬مهما كانت مرتبته‪ ,‬فالمرسل‬
‫سيقول له ‪ :‬مد يدك‪ ,‬تنفس بقوة ‪ ,‬ال تترك حبل النجاة ‪...‬‬
‫جـ ـ استراتيجية االقناع ‪ :‬وهي االستراتيجية المشيدة على اخالقية المناقشة والحوار الهادئ باستخدام اساليب االقناع‬
‫واالقتناع والتفاهم للوصول الى نتائج مرضية واهداف مشتركة‪ ,‬يسعى المرسل الى تحقيقها من خالل خطابه‪ ,‬بإقناع‬
‫وتقبل اراء المرسل والرضا بها‬
‫المرسل اليه بما يراه‪ ,‬أي إحداث تغيير في الموقف الفكري أو العاطفي لدى المرسل اليه‪ّ ,‬‬
‫واالطمئنان اليها‪. 200‬‬
‫‪201‬‬
‫هناك مسوغات عدة ‪ ,‬ترجح استعمال االقناع هي ‪:‬‬ ‫* مسوغات استعمال استراتيجية االقناع ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إن تأثيرها التداولي في المرسل اليه أقوى‪ ,‬ونتائجها أثبت‪ ,‬وديمومتها أبقى ألنها تنبع من حصول االقناع واالقتناع‬
‫التقبل عند المرسل اليه‪ ,‬غالباً‪,‬ـ ال يشوبها فرض او قوة او إلزام وقد مارس الرسول محمد ( ص ) استراتيجية االقناع في‬
‫و ّ‬
‫الدعوة الى االسالم ‪ ,‬ومارسها كل االنبياء والرسل والمصلحون عبر التاريخ ‪.‬‬
‫المخاطب والمخاطًب‪ ,‬عن طريق استعمال ٍ‬
‫الحجاج الذي يفضي ـ في الغالب ـ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ 2‬ـ االخذ بتنامي الخطاب بين طرفيه‪,‬‬
‫الى االقناع ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الرغبة في تحصيل االقناع النه الهدف االعلى لكثير من انواع الخطاب‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ قبوله كسلطة ‪ :‬يعد االقناع سلطة عند المرسل في خطابه ‪ ,‬ولكنها سلطة مقبولة طالما يذعن لها المرسل اليه‬
‫ويصغي لصوتها‬
‫‪ 5‬ـ شمولية استراتيجية االقناع ‪ :‬اذ يستطيع أن يمارسها الجميع ‪ :‬الرجل والمرأة ‪ ,‬والصغير والكبير‪ ,‬واالستاذ والطالب‪,‬‬
‫وهذا يعزز انتماء استراتيجية االقناع الى الكفاءة التداولية عند االنسان السوي ‪ ,‬بوصفها دليالً على مهارته الخطابية ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ االقناع يقطع الطريق امام بعض االطراف التي تسعى الى الفرقة بين المرسل والمرسل اليه‪ ,‬او إلحداث فوضى في‬
‫المؤسسة أو الدائرة ‪ ,‬او الوحدة العسكرية أو الو ازرة أو المدرسة ‪ ...‬ببث سموم الشك والريبة بين صفوفها ‪.‬‬
‫طيبة وملموسة في كل البيئات ‪ :‬في البيت والمدرسة ‪ ,‬وفي الجامعة ‪ ,‬وفي الحوار بين‬
‫‪ 7‬ـ حققت استراتيجية االقناع نتائج ّ‬
‫االديان والمذاهب ‪...‬‬
‫* ثانياً ـ االستراتيجية غير المباشرة (( التلميحية )) ‪ :‬وهي التي تعتمد التعبير عن القصد أو المعنى المراد باطناً‪ ,‬دون‬
‫‪202‬‬
‫اي (( من غير أن يذكر المشار‬ ‫التصريح به‪ ,‬وهو من مصطلحات البالغيين‪ ,‬ويراد به االشارة الى شيء من غير ذكره‬
‫‪203‬‬
‫اليه بنفسه‪ ,‬ومن غير استقصائه‪ ,‬ولكن ُيشار اليه إشارة يفهم بها من قوة الكالم ومن القرائن المشتمل عليها الكالم ))‬
‫ومن التلميح ما يشبه اللغز‪ 204‬وهذا ال يدخل في باب االستراتيجية التلميحية ‪.‬‬
‫‪205‬‬
‫ان اختيار المرسل االستراتيجية غير المباشرة (( التلميحية )) ما هو االّ‬ ‫* مسوغات االستراتيجية التلميحية ‪:‬‬
‫استجابة لدواع سياقية ‪ ,‬وان اهم المسوغات التي ترجح استخدامها هي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ التأدب في الخطاب ‪ :‬وهو من اهم االسباب ‪ ,‬ويستعمله المرسل مراعاة لما تقتضيه أبعاد عدة ‪:‬‬
‫أ ـ البعد الشرعي ‪ :‬وما يمليه من إطراح فاحش القول ‪.‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫ب ـ البعد االجتماعي ‪ :‬باحترام أذواق اآلخرين ‪ ,‬واسماعهم بتجنب االلفاظ السوقية ‪.‬‬
‫جـ ـ البعد الذاتي ‪ :‬وهو صيانة الذات ـ ذات المرسل ـ بما يسيء اليها‪ ,‬أو بما قد يعكس دناءة المرسل وسوء خلقه في اذهان‬
‫االخرين ‪ .‬وقد يكون التأدب مع ‪:‬‬
‫أ ـ مع الذات ‪ :‬ان ينزه المرسل نفسه عن القول الفاحش‪ ,‬أو ذكر ما يستغرب منه من ساقط الكالم‪ ,‬للمحافظة على‬
‫صورته المعهودة لدى المرسل اليه ‪.‬‬
‫ب ـ مع المرسل اليه ‪ :‬باحترامه‪ ,‬فال يذكر أمامه ما يحط من قدرة ‪ ,‬أو ينال من كرامته ‪ ,‬او يقلل من شأنه ‪.‬‬
‫جـ ـ مع مكان الخطاب ‪ :‬بتنزيهه عن ذكر ما ال يليق بحرمته‪ ,‬كالمسجد أو المجلس أو مكان العمل في الدائرة ‪ ,‬او مكان‬
‫العلم كالكلية او المدرسة اوالصف ‪...‬‬
‫‪ 2‬ـ إعالء المرسل لذاته على حساب اآلخرين ‪ :‬بذكر معايبهم أو االنتقاص من أقدارهم بطريق غير مباشر‪ ,‬أي باستخدام‬
‫التلميح عند التعريض بهم ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ استخدام المرسل ‪ ,‬التلميح للتهرب من مسؤولية الخطاب‪ ,‬بجعل الخطاب يحتمل اكثر من تأويل‪ ,‬منها القريب ومنها‬
‫البعيد‪ ,‬فيختار المرسل اليه من التأويالت الممكنة ما يعتقد انه االنسب للسياق‪ ,‬مع استبقاء الفرصة لدى المرسل لينكر‬
‫ويخرج الخطاب على انه ذو قصد آخر ‪ .‬ويكون ذلك في مواطن عدة ‪:‬‬
‫القصد الذي قد يوقعه في ورطة ‪ ,‬وينفيه ّ‬
‫أ ـ عند ادارة االزمات ‪.‬‬
‫ب ـ وجود توتر بين اطراف الخطاب ‪.‬‬
‫جـ ـ عدم وجود سلطة للمرسل على المرسل اليه ‪.‬‬
‫د ـ إظهار المرسل قدرته في المناورة وادارة الخطاب ‪.‬‬
‫هـ ـ كسب المرسل لآلخرين من اطراف الخطاب ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ حفظ ماء وجه المرسل اليه ‪ :‬بالعدول عن إكراهه أواحراجه النجاز فعل قد يكون غير راغب في انجازه ‪ ,‬بمنحه فرصة‬
‫للرفض والمناورة باللغة‪ ,‬وهذا يحدث عندما يمتلك المرسل السلطة ‪ ,‬ويكثر ذلك في مجال النصح واالرشاد‪ ,‬وتوجيه المرسل‬
‫اليه الى الفعل االصلح ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ االستغناء عن انتاج عدد من الخطابات‪ ,‬واالكتفاء بإنتاج خطاب واحد‪ ,‬ليؤدي معنيين هما المعنى الحرفي والمعنى‬
‫المستلزم في اآلن نفسه ‪.‬‬
‫وان استراتيجيات التخاطب اذا اريد لها النجاح البد لها من ان تسير على هدي آداب الخطاب وهي كثيرة ومنها ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تبادل السالم والتحية ‪ :‬إن وظائف اللغة كثيرة‪ ,‬والمحدثون يفضلون ان يقصروا وظيفة اللغة على االتصال ((‬
‫‪ , )) Communication‬وان اولى الوظائف اللغوية او مظاهر السلوك اللغوي‪ ,‬هي استعمال اللغة للتحية بأنواعها‪,‬‬
‫إلظهار التأدب والتلطّف في جميع المناسبات االجتماعية والرسمية وفي البيت وفي مكان العمل ‪...‬‬
‫‪206‬‬
‫فعندما يلتقي الناس ويتبادلون تخاطباً ودياً ‪:‬‬
‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫عندئذ تسود المحبة بينهم وتتعزز‪ ,‬وتترسخ اسس التسامح والتعاون والمودة واالخاء ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تجنب الكالم المحظور اجتماعياً واستعمال االلفاظ المهذبة بدالً عنه ‪ :‬يعني مصطلح (( المحظور اللغوي )) الكلمات‬
‫التي يشعر المتكلم بالخوف أو الحرج أو الخجل من النطق بها‪ ,‬مثل الكلمات التي تعبر عن المرض والموت واالمور‬
‫الجنسية واالعضاء التناسلية‪ ,‬مثال قولهم ‪ :‬المرض الخبيث للسرطان‪ ,‬والمباشرة والمالمسة للجماع‪ ,‬وقولهم ‪ :‬انتقل الى‬
‫رحمة اهلل بدالً من مات ‪ ...‬كما ان هناك بعض الحيوانات‪ ,‬كالكلب والحمار والخنزير مثالً‪ ,‬بالنسبة لنا‪ ,‬يعد استعمالها‬
‫إهانة كبيرة اذا اشير بأسمائها الى االنسان‪ ,‬بينما ال ينطبق هذا على حيوانات اخرى كاالسد والفهد والذئب والجواد وان من‬
‫يخالف تلك القوانين واالعراف والقيم أو يكسرها بعض الشباب الطائش غير المنضبطين والمتحللين اجتماعياً وألغراض‬
‫متعددة منها ‪:‬‬
‫أ ـ إهانة المخاطب ‪ :‬ويحصل هذا كثي اًر عندما يحصل شجار بين طرفين (( اثنين أو اكثر )) ‪.‬‬
‫المرسل ))‪ ,‬وخاصة عندما يتوافر جمع غفير من الناس‪ ,‬ويريد المتكلم ان يشدهم اليه ـ‬‫ِ‬ ‫ب ـ لفت االنتباه الى المتكلم ((‬
‫كونه مهمالً اجتماعياً ـ ليستمعوا الى ما يقول‪ ,‬فهو يحاول هزهم هزة قوية باستعمال بعض الكالم المحظور ‪.‬‬
‫جـ ـ تحدي المفاهيم والقيم االجتماعية المتعارف عليها بسبب يأسه من النجاح وفشله وشعوره باإلحباط الشديد ‪ ,‬ونقمته‬
‫على ذلك المجتمع ‪.‬‬
‫د ـ محاولة الهزء من اولئك الذين يمثلون السلطة كالشرطة والجيش والنخب االجتماعية ورجال الدين واالساتذة والمدرسين‬
‫‪207‬‬
‫‪.‬‬ ‫والسياسيين ‪ ....‬بالتعرض لهم بالكلمات النابية المحظورة اجتماعياً‬
‫إن الكالم المحظور اجتماعياً (( ‪ )) Taboo‬قليل في جميع المجتمعات ‪ ,‬ولكنه يشيع في بعض المجتمعات (‬
‫المنفتحة والمتخلفة )‪ ,‬وفي بعض شرائح المجتمع غير المنضبطة وغير المتعلمة‪ ,‬فهم يستعملون الكلمات المحظورة‬
‫اجتماعياً دون حياء او خجل‪ ,‬داللة على نقص في التربية كبير‪ ,‬وفشل في التعاون بنجاح واخفاق في التعامل االجتماعي‬
‫وفي ذلك يقول (( جوفمان ‪ (( : )) Goffman‬فالشخص الذي يتسبب في عدم استراحة األخرين من كالمه ‪ ,‬ويقوم دائماً‬
‫بإفساد التواصل يعد فاشالً في قدرته على القيام باالتصال االجتماعي‪ ,‬وقد تكون لذلك نتائج وخيمة على حياته االجتماعية‬
‫‪208‬‬
‫‪ ,‬وان مثل هذا الفشل الذي يصفه‬ ‫والحياة االجتماعية من حوله‪ ,‬ويمكن ان نصفه بانه شخص فاشل او ناقص ))‬
‫‪209‬‬
‫‪ ,‬وان الكالم المحظور اجتماعياً ترفضه كل‬ ‫جوفمان ينتج عن نقص في المهارة أو فقدان الدافع للنجاح او عن كليهما‬
‫المجتمعات وتتجنبه كل اللغات اذ (( توجد في كل اللغات حساسية نحو الفاظ معينة ربما ارتبطت ببعض المعاني التي ال‬
‫يحسن التعبير عنها بصراحة‪ ,‬ولذا تتجنبها‪ ,‬وتستعمل بدلها الفاظاً اخرى أقل صراحة‪ ,‬ويوصف اللفظ المتروك أو المقيد‬
‫االستعمال بانه من الفاظ ( الالمساس ‪ ) Taboo‬ويوصف اللفظ المفضل بانه من باب التلطف في التعبير ((‬
‫‪210‬‬
‫وهي الكلمات البديلة التي يستعملها المتكلم بدالً من الكلمات غير المستحسنة أو المحظورة التي يجد‬ ‫‪)) Euphmisn‬‬
‫حرجاً في النطق بها ‪ .‬وقد قيل قديماً ‪ :‬واالصل في الكالم أن يسلم المتكلم من السقَط ‪ ,‬بالتحفظ ‪ ,‬ثم إن قدر على بارع‬
‫الصواب فهو أفضل‪.211‬‬
‫‪ 3‬ـ التناوب في الكالم (( ‪ : )) Turn – taxing‬ويراد به أن يقسم الخطاب الى أجزاء مفصلة من الكالم يتناوبها او‬
‫يوضح‬
‫ّ‬ ‫يشترك فيه كل المتحدثين وهنا البد من طرح بعض االسئلة الخاصة بنوعية هذه االدوار (( ‪ ,)) Turns‬كيف‬
‫المتحدث انه على وشك االنتهاء من الكالم ؟ وكيف يوضح المتلقون انهم على وشك أن يبدأوا في الكالم ؟ ومن يحدد من‬
‫الذي سيتكلّم في الدور التالي ؟ ومن يقوم بمعظم الكالم ؟ ومن يتحدث مع من ؟ ‪ ....‬الخ وقد اجرى علماء النفس‬
‫االجتماعي المهتمون أساساً (( بدينامية الجماعة ‪ )) Group dynamics‬معظم دراساتهم في مجال االبحاث الخطابية‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫وقد اتضح من هذه االبحاث والدراسات‪ ,‬أن التناوب في الكالم (( ‪ )) Turn – taxing‬نوع من النشاط غاية في المهارة ‪.‬‬
‫وهذا النشاط يتطلب دراسة انواع عديدة من السلوك ‪ ,‬باإلضافة للكالم (( مثل حركة العينين ‪ )) Eye – movement‬وان‬
‫احد االسئلة التي يجب ان نطرحها عن التناوب عند الحديث‪ ,‬هو كيف يشير المتحدث الى أنه على استعداد للتوقف عن‬
‫الكالم والسماح لألخرين بالبدء في الكالم ومن أهم االشارات التلقينية في مثل هذه الحاالت (( حركة العينين )) وقد اتضح‬
‫من الدراسات‪ ,‬اننا عادة ما ننظر في عيني المتكلم‪ ,‬حين نستمع لفترات اطول‪ ,‬مما نفعل عندما نتكلم‪ ,‬ولذلك عندما نكون‬
‫على اهبة االستعداد لالنقطاع عن الكالم (( ونبدأ في االستماع )) ننظر في عيني المتلقي توقعاً لدورنا التالي كمتلقين ‪.‬‬
‫وعلى العكس ‪ ,‬فان المتلقي ينظر الى االسفل عندما يكون على وشك أن يبدأ كالمه‪ ,‬انتظا اًر لتغيير دوره من متلق الى‬
‫مخاطب ‪ ,‬وهذا ال يعني ان حركة العيون هي االشارة الوحيدة التي تدل على تغيير وشيك للدور ‪ ,‬ففي بعض المؤسسات ((‬
‫مثل المدارس والمؤتمرات والبرلمانات )) وانسجاماً مع أدب التخاطب والمناوبة في الكالم‪ ,‬توجد اشارات نمطية رسمية‬
‫لتغيير الدور‪ ,‬مثل رفع االيدي عندما نرغب في الكالم‪ ,‬وهناك ـ ايضاً ـ إشارات أقل درجة من حيث النمطية الرسمية‪ ,‬وذلك‬
‫‪212‬‬
‫حنح )) لتمهيد الحنجرة للكالم ‪...‬‬
‫مثل التحرك لألمام في المقعد‪ ,‬او التململ في الجلسة أو السعال (( التَّن ُ‬
‫‪ 4‬ـ اجتذاب السامع ولفت انتباهه ‪ :‬لكي تكون عملية التواصل ناجحة بين المرسل والمرسل اليه فينبغي للمتكلم ((‬
‫معنى ‪ .‬احدها ‪ :‬االبتداء‬ ‫اصح‬
‫المرسل)) ان يحسن في ثالثة مواضع من كالمه حتى تكون أعذب لفظاً‪ ,‬واحسن سبكاً‪ ,‬و ّ‬
‫ً‬
‫ويسمى براعة االستهالل ألنه اول ما يقرع السمع‪ ,‬فإن كان عذباً حسن السبك صحيح المعنى اقبل السامع على الكالم‬
‫فوعى جميعه واالّ اعرض عنه‪ ,‬ثانيها ‪ :‬التخلص اي الخروج ألن السامع يكون مترقباً لالنتقال الى المقصود كيف يكون‪,‬‬
‫فاذا كان حسناً متالئم الطرفين حرك من نشاط السامع‪ ,‬واعان على إصغاء ما بعده‪ ,‬وثالثها‪ :‬االنتهاء‪ ,‬ألنه آخر ما يعيه‬
‫‪213‬‬
‫والسامعون يزدادون التفاتاً الى االمور المهمة‪,‬‬ ‫السمع ويرتسم في النفس‪ ,‬فإن كان حسناً مختا اًر تلقاه السمع واستلذه ‪.‬‬
‫والتي تتناول مصالحهم‪ ,‬والتي تثير الدهشة‪ ,‬ولجعل الجميع يصغون بانتباه شديد ‪ ,‬ينبغي على الخطيب ان يقول ما يثير‬
‫دهشتهم مثل ( أعيروني انتباهكم‪ ,‬ألن االمر يهمكم بقدر ما يهمني ) وكذلك ( سأخبركم بشيء لم تسمعوا بمثله ابداً‪ ,‬شيء‬
‫‪214‬‬
‫‪.‬‬ ‫عجيب غريب ) الى غير ذلك من العبارات التي تشد السامع الى المتكلم ‪ ,‬وتعزز تواصله معه‬
‫‪ 5‬ـ تجنب المزاح المضر باْلخرين ‪ :‬والمزاح المضر هو الذي يستبطن سخرية باآلخرين‪ ,‬وحب التفوق عليهم والتعالي‬
‫والكبرياء عليهم واظهار االستهانة بأعمالهم وانجازاتهم ويصبح عندئذ وخ اًز يدمي حياء المخاطب ويخدش كرامته‪ ,‬قال‬
‫مج من عقله مجة ))‪ ,215‬ألن المزح والمزاحة والمراحة بمعنى المضاحكة‬
‫االمام على ( ع ) ‪ (( :‬ما مزح امرؤ مزحة االّ ّ‬
‫بقول او فعل واغلبه ال يخلو من سخرية‪ ,‬و ( مج من عقله مجة ) اي كأن المازح يرمي بعقله في مطارح الضياع‪. 216‬‬
‫وهذا يعني أن المزاح مذموم منهي عنه وسبب الذم فيه انه يسقط المهابة والوقار‪ ,‬ويؤدي الى الضغينة والوحشة والقطيعة‬
‫بين االصدقاء وفي ذلك قال رسول اهلل ( ص ) ‪ ( :‬ال تمار أخاك وال تمازحه ) وقال بعض االباء ألبنه ( يا بني ال تمازح‬
‫الشريف فيحقد عليك‪ ,‬وال الدنيء فيجترئ عليك ) وقال آخر ( المزاح مسلبة للبهاء‪ ,‬ومقطعة لألصدقاء ) وقيل ‪ (( :‬لكل‬
‫‪217‬‬
‫لذا يجب تجنبه بل االمتناع عنه عند التخاطب ‪.‬‬ ‫شيء بذر‪ ,‬وبذر العداوة المزاح ))‬
‫‪ 6‬ـ االختصار في مواطن االختصار والتفصيل في مواطن التفصيل ‪.‬‬
‫النتائج ‪:‬‬
‫توصل البحث الى نتائج كثيرة نذكرها بإيجاز ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ التخاطب صفة انسانية مالزمة لبني البشر لما له من وظيفة تداولية ‪ ,‬يتواصل بها االنسان ويتصل مع بني جنسه ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ للتخاطب خمسة مبادئ رئيسة‪ ,‬تتفرع عنها قواعد متعددة ‪:‬‬
‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫ب ـ‬ ‫أ ـ مبدأ التعاون ‪ :‬وتتفرع عنه ‪ :‬قاعدة الكم ‪ ,‬قاعدة الكيف ‪ ,‬قاعدة االضافة ‪ ,‬قاعدة الجهة ‪.‬‬
‫مبدأ التأدب ‪ :‬وتتفرع عنه ‪ :‬قاعدة اللباقة‪ ,‬قاعدة الكرم والسخاء‪ ,‬قاعدة االستحسان‪ ,‬قاعدة التواضع‪ ,‬قاعدة االتفاق‪ ,‬قاعدة‬
‫التعاطف ‪.‬‬
‫جـ ـ مبدأ التهذيب ‪ :‬وتتفرع عنه ‪ :‬قاعدة التعفف ‪ ,‬قاعدة التشكيك والتخيير ‪ ,‬قاعدة التودد ‪.‬‬
‫د ـ مبدأ التواجه ‪ :‬ويبنى على مفهومين ‪ :‬مفهوم الوجه ‪ ,‬ومفهوم التهديد ‪.‬‬
‫هـ ـ مبدأ التصديق ‪ :‬ويبنى على عنصرين ‪:‬‬
‫ـ والثاني ‪ :‬التهذيب ‪ ,‬ويرتبط بجانب التعامل ‪.‬‬ ‫ـ االول التبليغ ويرتبط بجانب التواصل ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ تتأثر العملية التخاطبية بعوامل كثيرة ‪ ,‬حصرها البحث بخمسة عوامل‪ ,‬هي السياق‪ ,‬والنبر والتنغيم ‪ ,‬والسلطة ‪,‬‬
‫وطبيعة العالقات بين اطراف التخاطب ‪ ,‬واالشارات وحركات الجسد ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ يعد الخطاب القرآني نصاً متعالياً (( نموذجياً )) ينطوي على (( مبادئ تخاطبية وقواعد تواصل )) نموذجية ‪ ,‬يهتدى‬
‫بها لتهذيب السلوك وتعديله ‪ ,‬وتوجيه الخطاب والتخاطب بين بني البشر ومنها ‪:‬‬
‫أ ـ الدعوة الى الكالم والحسن والطيب من القول ‪.‬‬
‫ب ـ خطاب االنبياء والرسل الى مجتمعاتهم الذي ينطوي على اللين والرفق والتلطف والدعوة الى عبادة اهلل وتوحيده ‪.‬‬
‫جـ ـ االعراض عن اللغو ‪.‬‬
‫د ـ استخدام االلفاظ المهذبة وتجنب االلفاظ القبيحة ‪.‬‬
‫هـ ـ النهي عن التنابز بااللقاب ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ للتخاطب آداب كثيرة‪ ,‬البد من مراعاتها‪ ,‬والسير على هديها ومنها ‪:‬‬
‫أ ـ تبادل السالم والتحية ‪.‬‬
‫ب ـ تجنب الكالم المحظور اجتماعياً واستعمال االلفاظ المهذبة ‪.‬‬
‫جـ ـ مراعاة التناوب في الكالم ‪.‬‬
‫د ـ الحرص على اجتذاب السامع ولفت انتباهه ‪.‬‬
‫هـ ـ االختصار في مواطن االختصار والتفصيل في مواطن التفصيل ‪.‬‬
‫و ـ تجنب المزاح الذي يستبطن السخرية باآلخرين والنيل من كرامتهم ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ للتخاطب استراتيجيات ‪ ,‬وهي ‪ :‬االسس والمعايير التي يتم على وفقها التخاطب وهي ‪ :‬االستراتيجية التضامنية ‪,‬‬
‫واالستراتيجية التوجيهية ‪ ,‬واالستراتيجية التلميحية ‪ ,‬واستراتيجية االقناع ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ اقترح الباحث اضافة مبدأين الى مبادئ التخاطب وهما ‪ :‬مبدأ التأهيل ومبدا االستنطاق لتصبح سبعة مبادئ ‪.‬‬
‫هذه اهم النتائج التي توصل اليها البحث والحمد هلل رب العالمين وسالم على عباده الذين اصطفى ‪.‬‬
‫الهوامش ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ ينظر اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ‪237 :‬‬


‫‪ 2‬ـ ينظر استراتيجيات الخطاب ‪ 86 :‬ـ ‪87‬‬
‫‪ 3‬ـ ينظر اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ‪ , 253 :‬وينظر لسانيات النص ‪56 :‬‬
‫‪ 4‬ـ ينظر مدخل الى دراسة التداولية ‪67 :‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫‪ 5‬ـ ينظر النص والخطاب االجراء ‪495 / 2 :‬‬


‫‪ 6‬ـ ينظر النص والخطاب واالجراء ‪ , 495 / 2 :‬وينظر لسانيات النص ‪57 :‬‬
‫‪ 7‬ـ ينظر مدخل الى دراسة التداولية ‪86 :‬‬
‫‪ 8‬ـ ينظر النص والخطاب واالجراء ‪ 496 / 2 :‬ـ ‪ , 497‬وينظر مدخل الى دراسة التداولية ‪89 :‬‬
‫‪ 9‬ـ النص والخطاب واالجراء ‪496 / 2 :‬‬
‫‪ 10‬ـ ينظر في التواصل التكاملي ‪143 :‬‬
‫‪ 11‬ـ ينظر التواصل التكاملي ‪ , 144 :‬والحوار االختالفي ‪120 :‬‬
‫‪ 12‬ـ ينظر اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ‪246 :‬‬
‫‪ 13‬ـ ينظر الحوار االختالفي ‪ , 122 :‬و في التواصل التكاملي ‪145 :‬‬
‫‪ 14‬ـ ينظر اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ‪247 :‬‬
‫‪ 15‬ـ ينظر استراتيجيات الخطاب ‪100 :‬‬
‫‪ 16‬ـ ينظر الحوار االختالفي ‪ , 125 :‬وينظر في التواصل التكاملي ‪146 :‬‬
‫‪ 17‬ـ ينظر اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ‪243 :‬‬
‫‪ 18‬ـ ينظر اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ‪243 :‬‬
‫‪ 19‬ـ ينظر اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ‪243 :‬‬
‫‪ 20‬ـ ينظر اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ‪244 :‬‬
‫‪ 21‬ـ ينظر اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ‪ , 249 :‬وينظر الحوار االختالفي ‪127 :‬‬
‫‪ 22‬ـ ينظر النص والخطاب واالجراء ‪496 / 2 :‬‬
‫‪ 23‬ـ ينظر ادب الدنيا والدين ‪ , 283 :‬واللسان والميزان أو التكوثر العقلي ‪250 :‬‬
‫‪ 24‬ـ ينظر نفسه ‪ 283 :‬وينظر نفسه ‪250 :‬‬
‫‪ 25‬ـ ينظر اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ‪ 250 :‬ـ ‪ , 251‬واستراتيجيات الخطاب ‪95 :‬‬
‫‪ 26‬ـ ينظر نفسه ‪ , 251 :‬وينظر نفسه ‪95 :‬‬
‫‪ 27‬ـ ينظر اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ‪ , 251 :‬و استراتيجيات الخطاب ‪95 :‬‬
‫‪ 28‬ـ ينظر اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ‪251 :‬‬
‫‪ 29‬ـ معجم مقاييس اللغة ‪117 / 3 :‬‬
‫‪ 30‬ـ اساس البالغة ‪225 :‬‬
‫‪ 31‬ـ المصدر نفسه ‪208 :‬‬
‫‪ 32‬ـ ينظر لسان العرب ‪ :‬مادة سوق‬
‫‪ 33‬ـ ينظر الحوار االختالفي ‪157 :‬‬
‫‪ 34‬ـ ينظر تداوليات التخاطب عند ميخائيل باختين ‪ , 13 :‬وينظر المقاربة التداولية ‪9 :‬‬
‫‪ 35‬ـ الماركسية وفلسفة اللغة ‪191 :‬‬
‫‪ 36‬ـ علم النص ونظرية الترجمة ‪29 :‬‬
‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫‪ 37‬ـ ينظر النص والخطاب واالجراء ‪ 91 / 1 :‬وينظر الهامش في الصفحة نفسها‬


‫‪ 38‬ـ ينظر علم الداللة ‪ :‬بالمر ‪74 , 69 , 141 :‬‬
‫‪ 39‬ـ ينظر دور الكلمة في اللغة ‪ , 57 :‬وينظر دراسة في االدوات النحوية ‪68 :‬‬
‫‪ 40‬ـ الوصائل في تحليل المحادثة ‪196 :‬‬
‫‪ 41‬ـ ينظر االسلوبية واالسلوب نحو بديل السني في نقد االدب ‪171 :‬‬
‫‪ 42‬ـ ينظر معجم اللسانيات الحديثة ‪ ,29 :‬وينظر التداوليات‪/‬علم استعمال اللغة ‪ ,65 :‬وينظر اللسانيات من خالل‬
‫النصوص ‪176 :‬‬
‫‪ 43‬ـ ينظر موسوعة الالند الفلسفية ‪219 / 1 :‬‬
‫‪ 44‬ـ ينظر لسانيات النص ‪ , 297 :‬وينظر الحوار االختالفي ‪ 161 :‬ـ ‪ , 162‬استراتيجيات الخطاب ‪44 :‬‬
‫‪ 45‬ـ استراتيجيات الخطاب ‪ , 45 :‬وينظر لسانيات النص ‪ 52 :‬ـ ‪ , 53‬وينظر التداوليات ‪ /‬علم استعمال اللغة ‪72 :‬‬
‫‪ 46‬ـ ينظر بدائع الفوائد ‪ 9 / 4 :‬ـ ‪10‬‬
‫‪ 47‬ـ ينظر اللغة ‪ :‬فندريس ‪ , 273 , 231 :‬و قضايا في اللغة واللسانيات وتحليل الخطاب ‪170 :‬‬
‫‪ 48‬ـ معجم مقاييس اللغة ‪380 / 5 :‬‬
‫‪ 49‬ـ اساس البالغة ‪443 :‬‬
‫‪ 50‬ـ الخصائص ‪ 372 / 2 :‬ـ ‪373‬‬
‫‪ 51‬ـ لحن العامة في ضوء الدراسات اللغوية الحديثة ‪247 :‬‬
‫‪ 52‬ـ ينظر معجم اللسانيات الحديثة ‪133 :‬‬
‫‪ 53‬ـ دروس علم اصوات العربية ‪194 :‬‬
‫‪ 54‬ـ ينظر علم اللغة العام ‪ ,‬القسم الثاني االصوات ‪197 , 162 :‬‬
‫‪ 55‬ـ اللغة فندريس ‪87 :‬‬
‫‪ 56‬ـ ينظر داللة االلفاظ ‪ 46 :‬ـ ‪47‬‬
‫‪ 57‬ـ ينظر االصوات اللغوية ‪ , 174‬ومعجم اللسانيات الحديثة ‪134 :‬‬
‫‪ 58‬ـ اسس علم اللغة ‪ /‬ماريو باي ‪93 :‬‬
‫‪ 59‬ـ المدخل الى علم اللغة‪ ,‬ومناهج البحث اللغوي‪106 :‬وينظر التحليل اللغوي في ضوء علم الداللة‪ ,49 :‬وينظر علم‬
‫الحديثة ‪374 :‬‬ ‫اللسانيات‬
‫‪ 60‬ـ معجم اللسانيات الحديثة ‪67 :‬‬
‫‪ 61‬ـ ينظر االصوات اللغوية ‪ 1751 :‬وعلم اللغة العام ‪ ,‬القسم الثاني االصوات ‪ , 163 :‬وعلم اللسانيات الحديثة ‪:‬‬
‫‪374‬‬
‫‪ 62‬ـ اللغة العربية معناها ومبناها ‪226 :‬‬
‫‪ 63‬ـ اللسانيات ‪ /‬سمير استيتكية ‪488 :‬‬
‫‪ 64‬ـ تاريخ آداب العرب للرافعي ‪226 / 2 :‬‬
‫‪ 65‬ـ ينظر اللغة ‪ /‬فندريس ‪ 196 , 183 :‬وينظر االسس الجمالية في النقد العربي ‪332 :‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫‪ 66‬ـ ينظر البحث الصوتي عند العرب ‪ /‬د ‪ .‬خليل العطية ‪63 :‬‬
‫‪ 67‬ـ ينظر معجم اللسانيات الحديثة ‪ 69 :‬ـ ‪70‬‬
‫‪ 68‬ـ ينظر استراتيجيات الخطاب ‪ 71 :‬ـ ‪72‬‬
‫‪ 69‬ـ مقدمة الحضارات االولى ‪ 42 :‬وينظر اصوات واشارات ‪ /‬دراسة في علم اللغة ‪196 :‬‬
‫‪ 70‬ـ ينظر اللغة ‪ /‬فندريس ‪185 :‬‬
‫‪ 71‬ـ داللة االلفاظ ‪47 :‬‬
‫‪ 72‬ـ علم اللغة العام ‪ ,‬القسم الثاني االصوات ‪ 196 :‬ـ ‪197‬‬
‫‪ 73‬ـ ينظر استراتيجيات الخطاب ‪220 :‬‬
‫‪ 74‬ـ ينظر الموسوعة السياسية ‪ 233 :‬ـ ‪ , 234‬وموسوعة الالند الفلسفية ‪1012 , 1011 , 966 / 2 :‬‬
‫‪ 75‬ـ منطق السلطة ‪7 :‬‬
‫‪ 76‬ـ ينظر استراتيجيات الخطاب ‪ 222 :‬ـ ‪ , 223‬ونظريات السلطة في الفكر السياسي الشيعي المعاصر ‪8 :‬‬
‫‪ 77‬ـ ينظر استراتيجيات الخطاب ‪223 :‬‬
‫‪ 78‬ـ ينظر استراتيجيات الخطاب ‪257 :‬‬
‫‪ 79‬ـ ينظر نفسه ‪222 :‬‬
‫‪ 80‬ـ ينظر استراتيجيات الخطاب ‪225 :‬‬
‫‪ 81‬ـ ينظر كليلة ودمنة ‪ 154 :‬ـ ‪ , 155‬ونصيحة الملوك ‪ 544 :‬ـ ‪ , 545‬وطبائع االستبداد ‪73 , 70 :‬‬
‫‪ 82‬ـ منطق السلطة ‪292 :‬‬
‫‪ 83‬ـ ينظر منطق السلطة ‪209 :‬‬
‫‪ 84‬ـ ينظر استراتيجيات الخطاب ‪ 89 :‬ـ ‪90‬‬
‫‪ 85‬ـ ينظر االقتضاب في شرح ادب الكتاب ‪69 :‬‬
‫‪ 86‬ـ ينظر استراتيجيات الخطاب ‪90 :‬‬
‫‪ 87‬ـ ينظر اللسانيات من خالل النصوص ‪175 :‬‬
‫‪ 88‬ـ ينظر اضواء على الدراسات اللغوية المعاصرة ‪232 :‬‬
‫‪ 89‬ـ ينظر معجم اللسانيات الحديثة ‪73 :‬‬
‫‪ 90‬ـ ينظر علم اللسانيات الحديثة نظم التحكم وقواعد البيانات‪ ,24:‬والمرجع االكيد في لغة الجسد‪ 165 :‬ـ ‪ ,171‬وطاقة‬
‫المكان‪189 :‬‬
‫‪ 91‬ـ البيان والتبيين ‪71 / 1 :‬‬
‫‪ 92‬ـ ينظر البيان والتبيين‪ ,71 /1 :‬وطوق الحمامة ‪ ,66 :‬وعلم اللغة االجتاعي‪ ,229 ,186 :‬اصوات واشارت دراسة‬
‫في علم اللغة‪ , 12 :‬واللغة والفكر ‪56 , 54 :‬‬
‫‪ 93‬ـ الوصائل في تحليل المحادثة ‪279 :‬‬
‫‪ 94‬ـ نظرية افعال الكالم العامة‪ ,93 :‬واللغة والمجتمع‪ ,121 :‬واللغة بين المعيارية والوصفية ‪ ,108 :‬واستراتيجيات‬
‫الخطاب ‪73 :‬‬
‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫‪ 95‬ـ ينظر علم اللغة االجتماعي ‪228 :‬‬


‫‪ 96‬ـ ينظر معجم اللسانيات الحديثة ‪73 :‬‬
‫‪ 97‬ـ ينظر اللغة والفكر ‪ , 54 :‬واللسانيات من خالل النصوص ‪26 :‬‬
‫‪ 98‬ـ ينظر اصوات واشارات ‪13 :‬‬
‫‪ 99‬ـ ينظر الكالم والخبر ‪ , 141 , 139 :‬وترويض الحكاية ‪ 26 :‬ـ ‪27‬‬
‫‪ 100‬ـ سورة البقرة ‪83‬‬
‫‪ 101‬ـ معجم مفردات الفاظ القرآن للراغب ‪118 :‬‬
‫‪ 102‬ـ ينظر الكشاف ‪ , 293 / 1 :‬والتفسير الكبير ‪163 / 3 :‬‬
‫‪ 103‬ـ ينظر مجمع البيان ‪150 / 1 :‬‬
‫‪ 104‬ـ سورة اإلسراء ‪53‬‬
‫‪ 105‬ـ ينظر الكشاف ‪453 / 2 :‬‬
‫‪ 106‬ـ سورة الزمر ‪18‬‬
‫‪ 107‬ـ سورة الحج ‪24‬‬
‫‪ 108‬ـ ينظر الكشاف ‪10 / 3 :‬‬
‫‪ 109‬ـ ينظر معجم مفردات الفاظ القرآن للراغب ‪321 :‬‬
‫‪ 110‬ـ ينظر الكشاف ‪302 / 3 :‬‬
‫‪ 111‬ـ سورة إِبراهيم ‪26 - 24‬‬
‫‪ 112‬ـ ينظر الكشاف ‪ , 376 / 2 :‬ومجمع البيان ‪312 / 6 :‬‬
‫‪ 113‬ـ ينظر التفسير الكبير ‪ 99 / 19 :‬ـ ‪100‬‬
‫‪ 114‬ـ سورة النور ‪26‬‬
‫‪ 115‬ـ ينظر الكشاف ‪58 / 3 :‬‬
‫‪ 116‬ـ سورة هود ‪26 - 25‬‬
‫‪ 117‬ـ سورة هود ‪27‬‬
‫‪ 118‬ـ ينظر الكشاف ‪ , 265 / 2 :‬ومجمع البيان ‪ , 155 / 5 :‬وقصص القرآن ‪ ,‬داللياً وجمالياً ‪225 / 1 :‬‬
‫‪ 119‬ـ سورة هود ‪32‬‬
‫‪ 120‬ـ سورة األَعراف ‪60‬‬
‫‪ 121‬ـ سورة األَعراف ‪62 - 61‬‬
‫‪ 122‬ـ سورة هود ‪52 - 50‬‬
‫‪ 123‬ـ سورة هود ‪53‬‬
‫‪ 124‬ـ سورة األَعراف ‪66‬‬
‫‪ 125‬ـ سورة األَعراف ‪68 - 67‬‬
‫‪ 126‬ـ سورة هود ‪61‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫‪ 127‬ـ سورة هود ‪62‬‬


‫‪ 128‬ـ ينظر مجمع البيان ‪174 / 5 :‬‬
‫‪ 129‬ـ سورة هود ‪84‬‬
‫‪ 130‬ـ سورة هود ‪87‬‬
‫‪ 131‬ـ ينظر الكشاف ‪287 / 2 :‬‬
‫‪ 132‬ـ ينظر مجمع البيان ‪188 / 5 :‬‬
‫‪ 133‬ـ سورة هود ‪90 - 89‬‬
‫‪ 134‬ـ سورة هود ‪91‬‬
‫‪ 135‬ـ ينظر مجمع البيان ‪ 188 / 5 :‬ـ ‪189‬‬
‫‪ 136‬ـ سورة طه ‪44 - 42‬‬
‫‪ 137‬ـ ينظر الكشاف ‪538 / 2 :‬‬
‫‪ 138‬ـ سورة طه ‪56‬‬
‫‪ 139‬ـ سورة طه ‪60 :‬‬
‫‪ 140‬ـ ينظر المنهج البنائي في التفسير ‪38 :‬‬
‫‪ 141‬ـ سورة النجم ‪4 - 3‬‬
‫‪ 142‬ـ سورة األنبياء ‪107‬‬
‫‪ 143‬ـ سورة الشعراء ‪195 - 192‬‬
‫‪ 144‬ـ سورة الحجر ‪95 - 94‬‬
‫‪ 145‬ـ سورة المدثر ‪25 - 18‬‬
‫‪ 146‬ـ سورة األَنعام ‪7‬‬
‫‪ 147‬ـ ينظر االنبياء في القرآن الكريم ‪55 :‬‬
‫‪ 148‬ـ سورة الشورى ‪13‬‬
‫‪ 149‬ـ ينظر االنبياء في القرآن الكريم ‪55 :‬‬
‫‪ 150‬ـ سورة المؤمنون ‪3 - 1‬‬
‫‪ 151‬ت الكشاف ـ ‪ 25 / 3‬ـ ‪26‬‬
‫‪ 152‬ـ مجمع البيان ‪99 / 7 :‬‬
‫‪ 153‬ـ سورة الفرقان ‪63‬‬
‫‪ 154‬ـ ينظر الكشاف ‪ , 99 / 3 :‬و ينظر مجمع البيان ‪ , 179 / 7 :‬والتفسير الكبير ‪101 / 24 :‬‬
‫‪ 155‬ـ سورة الفرقان ‪72‬‬
‫‪ 156‬ـ ينظر الكشاف ‪101 / 3 :‬‬
‫‪ 157‬ـ ينظر معجم مفردات الفاظ القرآن للراغب ‪472 :‬‬
‫‪ 158‬ـ سورة النبأ ‪35‬‬
‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫‪ 159‬ـ سورة القصص ‪55‬‬


‫‪ 160‬ـ ينظر الكشاف ‪ , 185 / 3 :‬ومجمع البيان ‪258 / 7 :‬‬
‫‪ 161‬ـ داللة االلفاظ ‪142 :‬‬
‫‪ 162‬ـ سورة النساء ‪43‬‬
‫‪ 163‬ـ ينظر معجم مقاييس اللغة ‪210 / 5 :‬‬
‫‪ 164‬ـ ينظر مجمع البيان ‪ , 51 / 3 :‬ومعجم مفردات الفاظ القرآن للراغب ‪475 :‬‬
‫‪ 165‬ـ اصالح المنطق ‪267 :‬‬
‫‪ 166‬ـ ينظر معاني القرآن للفراء ‪155 / 1 :‬‬
‫‪ 167‬ـ سورة آل عمران ‪47‬‬
‫‪ 168‬ـ سورة البقرة ‪236‬‬
‫‪ 169‬ـ ينظر القاموس المحيط ‪387 / 1 :‬‬
‫‪ 170‬ـ سورة البقرة ‪187‬‬
‫‪ 171‬ـ سورة البقرة ‪223‬‬
‫‪ 172‬ـ الكشاف ‪362 / 1 :‬‬
‫‪ 173‬ـ سورة النساء ‪21‬‬
‫‪ 174‬ـ ينظر مجمع البيان ‪25 / 3 :‬‬
‫‪ 175‬ـ خزانة االدب للحموي ‪264 / 3 :‬‬
‫‪ 176‬ـ ينظر مجمع البيان ‪280 / 2 :‬‬
‫‪ 177‬ـ سورة الحجرات ‪2‬‬
‫‪ 178‬ـ ينظر الكشاف ‪554 / 3 :‬‬
‫‪ 179‬ـ ينظر معاني القرآن للفراء ‪ , 70 / 3 :‬ومجمع البيان ‪130 / 9 :‬‬
‫‪ 180‬ـ ينظر التفسير الكبير ‪102 / 28 :‬‬
‫‪ 181‬ـ سورة لقمان ‪19‬‬
‫‪ 182‬ـ الكشاف ‪234 / 3 :‬‬
‫‪ 183‬ـ ينظر التفسير الكبير ‪131 / 25 :‬‬
‫‪ 184‬ـ سورة الحجرات ‪11‬‬
‫‪ 185‬ـ ينظر الكشاف ‪ , 566 / 3 :‬ومجمع البيان ‪136 / 9 :‬‬
‫‪ 186‬ـ سورة النساء ‪86‬‬
‫‪ 187‬ـ الكشاف ‪ , 549 / 1 :‬وينظر مجمع البيان ‪85 / 3 :‬‬
‫‪ 188‬ـ ينظر الكشاف ‪ , 549 / 1‬ومجمع البيان ‪85 / 3 :‬‬
‫‪ 189‬ـ معجم مفردات الفاظ القرآن الراغب ‪140 :‬‬
‫‪ 190‬ـ ينظر استراتيجيات الخطاب ‪ 444 :‬ـ ‪445‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫‪ 191‬ـ ينظر استراتيجيات الخطاب ‪444 :‬‬


‫‪ 192‬ـ ينظر علم اللغة االجتماعي ‪ 213 :‬ـ ‪214‬‬
‫‪ 193‬ـ ينظر علم اللغة االجتماعي ‪209 :‬‬
‫‪ 194‬ـ ينظر استراتيجيات الخطاب ‪258 :‬‬
‫‪ 195‬ـ اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ‪224 :‬‬
‫‪ 196‬ـ ينظر استراتيجيات الخطاب ‪ 261 :‬ـ ‪262‬‬
‫‪ 197‬ـ ينظر استراتيجيات الخطاب ‪263 :‬‬
‫‪ 198‬ـ ينظر استراتيجيات الخطاب ‪323 :‬‬
‫‪ 199‬ـ ينظر استراتيجيات الخطاب ‪330 , 328 :‬‬
‫‪ 200‬ـ ينظر التداوليات ‪ /‬علم استعمال اللغة ‪435 :‬‬
‫‪ 201‬ـ ينظر استراتيجيات الخطاب ‪ 445 :‬ـ ‪447‬‬
‫‪ 202‬ـ ينظر المطول ‪ , 92 :‬والتلخيص ‪427 :‬‬
‫‪ 203‬ـ مواهب الفتاح ‪698 / 2 :‬‬
‫‪ 204‬ـ ينظر عروس االفراح ‪426 / 2 :‬‬
‫‪ 205‬ـ ينظر استراتيجيات الخطاب ‪373 , 371 :‬‬
‫‪ 206‬ـ ينظر علم اللغة االجتماعي ‪ , 220 :‬واضواء على الدراسات اللغوية المعاصرة ‪ 208 :‬ـ ‪209‬‬
‫‪ 207‬ـ ينظر اضواء على الدراسات اللغوية المعاصرة ‪ , 248 , 244 :‬ومعجم اللسانيات الحديثة ‪84 , 45 :‬‬
‫‪ 208‬ـ علم اللغة االجتماعي ‪198 :‬‬
‫‪ 209‬ـ ينظر علم اللغة االجتماعي ‪198 :‬‬
‫‪ 210‬ـ علم الداللة ‪ :‬الهامش ‪228 :‬‬
‫‪ 211‬ـ ينظر االدب الكبير والصغير ‪21 :‬‬
‫‪ 212‬ـ ينظر علم اللغة االجتماعي ‪ 230 , 222 :‬ـ ‪ , 231‬والنص واالخطاب واالجراء ‪ 505 / 2 :‬ـ ‪506‬‬
‫‪ 213‬ـ ينظر التلخيص في علوم البالغة ‪ ,434 ,432 ,429 :‬وشرح المختصر‪ ,512 ,510 ,508 :‬ومواهب الفتاح‪:‬‬
‫والمطول ‪730 :‬‬ ‫‪,706 / 2‬‬
‫‪ 214‬ـ ينظر الخطابة الرسطو ‪ 238 :‬ـ ‪239‬‬
‫‪ 215‬ـ نهج البالغة ‪ , 240 / 4 :‬وعيون االخبار ‪ :‬مج‪ / 1‬ج‪319 : 3‬‬
‫‪ 216‬ـ ينظر نهج البالغة ‪ 240 / 4 :‬الهامش‬
‫‪ 217‬ـ ينظر جامع السعادات ‪ 299 / 2 :‬ـ ‪300‬‬
‫المصادر والمراجع ‪:‬‬
‫* القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ .1‬ادب الدنيا والدين ‪ :‬للمارودي ‪ ,‬طبعة جديدة منقحة‪ 1985 ,‬م ‪ ,‬دار اق أر ‪ ,‬شرح وتعليق محمد كريم راجح ‪.‬‬
‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫‪ .2‬االدب الكبير والصغير البن المقفع ‪ :‬صححه وقدم له محمد مضر ابو المحاسن‪ ,‬مطبعة محمد علي واوالده في‬
‫مصر‪ 1960 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .3‬اساس البالغة ‪ :‬تأليف االمام الكبير جار اهلل ابي القاسم محمود بن عمر الزمخشري المتوفى ‪ 538‬هـ‪ ,‬تحقيق االستاذ‬
‫عبد الرحيم محمود‪ ,‬عرف به االستاذ امين الخولي‪ ,‬طبع بطريقة الفوتو اوفست من مطبعة دار الكتب المصرية‪1341 ,‬‬
‫هـ‪.‬‬
‫‪ .4‬استراتيجيات الخطاب ‪ ,‬مقاربة لغوية تداولية ‪ :‬د ‪ .‬عبد الهادي ظافر الشهري ‪ ,‬دار الكتاب الجديد ‪ ,‬بيروت ـ لبنان ‪,‬‬
‫الطبعة االولى ‪ 2004‬م ‪.‬‬
‫‪ .5‬االسس الجمالية في النقد العربي ‪ ,‬عرض وتفسير ومقارنة ـ د ‪ .‬عز الدين اسماعيل ـ دار الشؤون الثقافية العامة ـ‬
‫و ازرة الثقافة واالعالم ـ العراق ـ ط‪ 1986 3‬م ‪.‬‬
‫‪ .6‬اسس علم اللغة ـ ماريو باي ـ ترجمة وتعليق د ‪ .‬احمد مختار عمر ـ القاهرة ط‪ 1998 8‬م ‪.‬‬
‫‪ .7‬اسس لسانيات النص ‪ :‬تأليف مارغوت هاينمان وفولفغنغ هايمان ‪ ,‬ترجمه عن االلمانية ‪ :‬أ ‪ .‬د ‪ .‬موفق محمد جواد‬
‫المصلح ‪ ,‬دار المأمون للترجمة والنشر ‪ ,‬بغداد ‪ 2006 ,‬م ‪ ,‬ط‪. 1‬‬
‫‪ .8‬االسلوب واالسلوبية ‪ /‬نحو بديل السني في نقد االدب ‪ :‬د ‪ .‬عبد السالم المسدي ‪ ,‬الدار العربية للكتاب ‪ ,‬تونس ‪,‬‬
‫‪ 1977‬م ‪.‬‬
‫‪ .9‬اصطالح النطق البن السكيت ‪ :‬شرح وتحقيق احمد محمد شاكر وعبدالسالم هارون ‪ ,‬دار المعارف بمصر ‪.‬‬
‫‪ .10‬االصوات اللغوية ‪ :‬تأليف د ‪ .‬ابراهيم انيس ـ ط‪ 1979 5‬ـ مصر ‪.‬‬
‫‪ .11‬اصوات واشارات ـ دراسة في علم اللغة ـ تأليف أ ‪ .‬كوندراتوف ـ نقله عن االنكليزية ـ ادور يوجنا ـ المؤسسة العامة‬
‫للصحافة والطباعة ـ مطبعة الجمهورية ‪ 1971‬م ‪.‬‬
‫‪ .12‬االصول دارسة ابستيمولوجية ‪ /‬الفكر اللغوي عند العرب ‪ :‬د ‪ .‬تمام حسان ‪ ,‬دار الشؤون الثقافية ‪ ,‬بغداد ‪ 1988 ,‬م‪.‬‬
‫‪ .13‬اضواء على الدراسات اللغوية المعاصرة ‪ :‬الدكتور نايف خرما ‪ ,‬عالم المعرفة ‪ ,‬الكويت ‪ 1978 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .14‬االطول ‪ :‬شرح تلخيص مفتاح العلوم ‪ :‬للعالمة ابراهيم بن عربشاه الحنفي ‪,‬حققه وعلق عليه الدكتور عبد الحيد‬
‫هنداوي ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط‪ 2001 , 1‬م ‪.‬‬
‫‪ .15‬االقتضاب في شرح ادب الكتاب ‪ :‬البن السيد البطليوسي ‪ ,‬بيروت ـ لبنان ‪ 1973 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .16‬االنبياء في القرآن الكريم ‪ :‬محمود الشرقاوي ‪ ,‬القاهرة ‪ 1970 ,‬م‬
‫‪ .17‬البحث الصوتي عند العرب ـ د ‪ .‬خليل ابراهيم العطية ـ الموسوعة الصغيرة ـ بغداد ـ ‪ 1983‬م ‪.‬‬
‫‪ .18‬بدائع الفوائد ‪ :‬العالمة شيخ االسالم ابي عبد اهلل محمد بن ابي بكر الدمشقي المشتهر بابن قيم الجوزية (( ت ‪751‬‬
‫هـ )) بيروت ـ لبنان ‪.‬‬
‫‪ .19‬البيان والتبيين ‪ :‬ألبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ( ت ‪ 255‬هـ ) تح وشرح ـ عبد السالم هارون ـ ط‪ 1985 5‬م ‪.‬‬
‫‪ .20‬تاريخ آداب العرب ـ مصطفى صادق الرافعي ـ ضبط وتصحيح محمد سعيد العريان ـ مطبعة االستقامة بالقاهرة ـ ط‪ 3‬ـ‬
‫‪ 1953‬م ‪.‬‬
‫التحليل اللغوي في ضوء علم الداللة ـ د ‪ .‬محمود عكاشة ـ دار النشر للجامعات ـ مصر ـ ط ‪ 2005 , 1‬م ‪.‬‬ ‫‪.21‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫التداوليات ‪ ,‬علم استعمال اللغة ‪ :‬اعداد وتقديم ‪ :‬د ‪ .‬حافظ اسماعيلي علوي ‪ ,‬عالم الكتب الحديث ‪ ,‬اربد ـ االردن‪,‬‬ ‫‪.22‬‬
‫‪ 2011‬م ‪.‬‬
‫تداوليات التخاطب عند ميخائيل باختين ‪ :‬محمد الحرش ‪ ,‬مجلة كلية اآلداب والعلوم االنسانية تطوان ‪ 1990 ,‬م ‪.‬‬ ‫‪.23‬‬
‫ترويض الحكاية بصدد قراءة التراث السردي ‪ :‬د ‪ .‬شرف الدين ماجدولين‪ ,‬الدار العربية للعلوم‪ ,‬ناشرون‪ ,‬منشورات‬ ‫‪.24‬‬
‫االختالف‪ ,‬ط‪ , 1‬الجزائر العاصمة ‪ ,‬الجزائر ‪.‬‬
‫‪ .25‬التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب ‪ :‬لالمام فخر الدين الرازي ( ‪ 544‬ـ ‪ 604‬هـ ) ‪ ,‬قدم له هاني الحاج ‪ ,‬حققه وعلق‬
‫عليه عماد زكي البارودي ‪ .‬المكتبة التوفيقية ‪ ,‬القاهرة ـ مصر ‪ 2003 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .26‬التلخيص في علوم البالغة ‪ :‬للقزويني الخطيب ‪ ,‬ضبطه وشرحه عبد الرحمن البرقوقي ‪ ,‬ط‪ 1932 , 2‬م ‪.‬‬
‫‪ .27‬جامع السعادات ‪ :‬تأليف محمد مهدي النراقي ( ت ‪ 1209‬هت ) ‪ ,‬تعليق وتصحيح السيد محمد كالفتر ‪ ,‬ط‪, 4‬‬
‫مؤسسة االعلمي للمطبوعات بيروت ـ لبنان ‪.‬‬
‫‪ .28‬الحوار االختالفي او مسلك التناظر الكالمي ‪ ,‬مساهمة في اعادة بناء اصول التخاطب ‪ ,‬د ‪ .‬العياشي ادراوي ‪,‬‬
‫افريقيا الشرق ‪ ,‬المغرب ‪ 2012‬م ‪.‬‬
‫‪ .29‬خزانة االدب وغاية االرب ‪ :‬تأليف العالم االديب الشيخ تقي الدين ابي بكر الحموي ‪ ,‬شرح عصام شعيتو ‪ ,‬بيروت ‪,‬‬
‫الطبعة االولى ‪ 1987‬م ‪.‬‬
‫‪ .30‬الخصائص ‪ :‬صنعة أبي الفتح عثمان بن جني ( ت ‪ 392‬هـ ) تح محمد علي النجار ـ ط‪ 4‬ـ دار الشؤون الثقافية‬
‫العامة ـ بغداد ‪ 1990‬م ‪.‬‬
‫‪ .31‬الخطابة الرسطو ‪ :‬ترجمة الدكتور عبد الرحمن بدوي ‪ ,‬الجمهورية العراقية و ازرة االعالم ‪ 1980 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .32‬دراسة في االدوات النحوية ‪ :‬د ‪ .‬مصطفى النحاس ‪ ,‬ط‪ 1979 , 1‬م ‪ ,‬الكويت ‪.‬‬
‫‪ .33‬دروس في علم اصوات العربية ‪ :‬جان كانتينيو ‪ ,‬نقله الى العربية ‪ :‬صالح القرمادي ‪ ,‬تونس ‪ 1966‬م ‪.‬‬
‫‪ .34‬داللة االلفاظ ‪ :‬تأليف الدكتور ابراهيم انيس ‪ ,‬مكتبة االنجلو المصرية ‪ ,‬الطبعة الثانية ‪ 1963 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .35‬دور الكلمة في اللغة‪ :‬تأليف ستيفين اولمان ‪ ,‬ترجمه وقدم له وعلق عليه‪ ,‬د ‪ .‬كمال محمد بشر‪ ,‬مصر ‪ 1975 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .36‬رسائل اخوان الصفاء وخالن الوفاء ـ دار صادر ـ بيروت ‪.‬‬
‫‪ .37‬شرح المختصر لسعد الدين التفتازاني على تلخيص المفتاح للخطيب القزويني في المعاني والبيان والبديع ‪ ,‬الناشر‬
‫اسماعيليان ‪ ,‬الطبعة االولى ‪ 1425 ,‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .38‬طاقة المكان ‪ :‬الفينغ شوي ‪ ,‬تأليف نان سيلي وايد ار ‪ ,‬ترجمة د ‪ .‬رفيقة العبداهلل ‪ ,‬دار الطليعة الجديدة ‪ ,‬سوريا ـ‬
‫دمشق ‪ ,‬ط‪ 2015 , 2‬م ‪.‬‬
‫‪ .39‬طبائع االستبداد ومصارع االستعباد ‪ :‬عبد الرحمن الكواكبي ‪ ,‬تقديم الدكتور اسعد السحمراني ‪ ,‬دار االندلس ‪ ,‬ط‪, 3‬‬
‫‪ 2006‬م‬
‫‪ .40‬طوق الحمامة في االلفة واللآلف ‪ :‬ابن حزم االندلسي ‪ :‬حققه وقدم له صالح الدين القاسمي ‪ ,‬دار ابو سالمة‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ,‬تونس ‪.‬‬
‫‪ .41‬عروس االفراح في شرح تلخيص الفتاح ‪ :‬تأليف الشيخ بهاء الدين السبكي ‪ ,‬تحقيق الدكتور خليل ابراهيم خليل ‪,‬‬
‫بيروت ـ لبنان ‪ ,‬ط‪ 2001 , 1‬م ‪.‬‬
‫أ‪1‬م‪1‬د‪ 1‬هاتف بريهي شياع‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫‪ .42‬علم االصوات ـ د ‪ .‬كمال بشر ـ دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ـ القاهرة ‪ 2000‬م ‪ 25 .‬ـ علم الصوتيات ـ د ‪.‬‬
‫عبد العزيز احمد عالم ـ د ‪ ,‬عبداهلل ربيع محمود ـ مكتبة الرشيد ـ ناشرون ـ المملكة العربية السعودية ـ ‪ 2009‬م ‪.‬‬
‫‪ .43‬علم الداللة ‪ :‬بآلمر ‪ ,‬ترجمة مجيد الماشطة وصبري ابراهيم السيد‪ ,‬بغداد‪ ,‬الجامعة المستنصرية ‪ 1985‬الدوحة ‪ ,‬دار‬
‫قطري بن الفجاءة ‪ 1407‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .44‬علم الصوتيات ـ د ‪ .‬عبد العزيز احمد عالم ـ د‪ ,‬عبداهلل ربيع محمود ـ مكتبة الرشيد ـ ناشرون ـ المملكة العربية‬
‫السعودية ـ ‪ 2009‬م ‪.‬‬
‫‪ .45‬علم اللسانيات الحديثة ـ د ‪ .‬عبدالقادر عبدالجليل ـ دار صفاء للنشر والتوزيع ـ عمان ـ الطبعة االولى ـ ‪ 2002‬م ‪.‬‬
‫‪ .46‬علم اللغة االجتماعي ـ تأليف د ‪ .‬هدسون ـ ترجمة ‪ :‬د ‪ .‬محمود عبد الغني عياد ـ مراجعة ‪ :‬د ‪ .‬عبد االمير االعسم ـ‬
‫دار الشؤون الثقافية العامة ـ بغداد ـ ط‪ 1‬ـ ‪ 1987‬م ‪.‬‬
‫‪ .47‬علم اللغة العام ‪ ,‬القسم الثاني ( االصوات ) ـ تأليف د ‪ .‬كمال محمد بشر ـ دار المعارف بمصر ‪ 1975‬م ‪.‬‬
‫‪ .48‬علم النص ونظرية الترجمة ‪ :‬الدكتور يوسف نور عوض ‪ ,‬دار الثقة للنشر والتوزيع ‪ ,‬مكة المكرمة ‪ ,‬الطبعة االولى‪,‬‬
‫‪ 1410‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .49‬في التواصل التكاملي ‪ /‬فصول في التناظر بين الفكر العربي والفكر الغربي ‪ :‬د ‪ .‬العياشي ادراوي ‪ ,‬لبنان ـ بيروت ‪,‬‬
‫ط‪ 2014 , 1‬م ‪.‬‬
‫‪ .50‬القاموس المحيط ‪ :‬تأليف العالمة اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي ‪ 729 ( ,‬ـ ‪ 817‬هـ ) اعداد‬
‫وتقديم محمد عبد الرحمن المرعشلي‪ ,‬بيروت ـ لبنان ‪ ,‬ط‪1420 , 2‬هـ ـ ‪ 2000‬م ‪.‬‬
‫‪ .51‬قصص القرآن داللياً وجمالياً ‪ :‬تأليف الدكتور محمود البستاني ‪ ,‬مؤسسة السبطين ( ع ) العالمية ‪ ,‬ايران ـ قم‪,‬‬
‫‪1925‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .52‬قضايا في اللغة واللسانيات وتحليل الخطاب ‪ :‬تأليف الدكتور محمد محمد يونس‪ ,‬ط‪ 2013 , 1‬م‪ ,‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ .53‬كتاب عيون االخبار ‪ :‬تأليف ابي محمد عبداهلل بن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوفى سنة ( ‪ 276‬هـ )‪ ,‬مطبعة دار‬
‫الكتب المصرية بالقاهرة ‪ 1925 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .54‬الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون االقاويل في وجوه التأويل ‪ :‬تأليف ابي القاسم جار اهلل محمود بن عمر الزمخشري‬
‫الخوارزمي‪ ,‬دار الفكر للطباعة والنشر‪ ,‬الطبعة االولى ‪ 1977 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .55‬الكالم والخبر ‪ :‬مقدمة للسرد العربي‪ ,‬د ‪ .‬سعيد يقطين‪ ,‬المركز الثقافي العربي‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط‪ 1997 , 1‬م ‪.‬‬
‫‪ .56‬كليلة ودمنة ‪ :‬ابن المقفع ‪ ,‬تحقيق مصطفى لطفي المنفلوطي‪ ,‬دار الكتاب العربي ‪ ,‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ .57‬لحن العامة في ضوء الدراسات اللغوية الحديثة ‪ :‬تأليف د ‪ .‬عبد العزيز مطر‪ ,‬القاهرة ‪1967 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .58‬لسان العرب ‪ :‬لالمام العالمة ابي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور االفريقي المصري‪ ,‬دار صادر‪,‬‬
‫بيروت‪ ,‬د ‪ .‬ت ‪ ,‬د ‪ .‬ط ‪.‬‬
‫‪ .59‬اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ‪ :‬الدكتور طه عبد الرحمن‪ ,‬الناشر المركز الثقافي العربي المغرب‪ ,‬بيروت ـ لبنان‪,‬‬
‫ط‪ 2006 , 2‬م ‪.‬‬
‫‪ .60‬اللسانيات ‪ ,‬المجال‪ ,‬والوظيفة‪ ,‬والمنهج ـ د ‪ .‬سمير شريف استيتية ـ عالم الكتب الحديث ـ االردن ـ ‪ 2005‬ـ ط‪. 1‬‬
‫‪ .61‬لسانيات النص ‪ ,‬مدخل الى انسجام الخطاب ‪ :‬محمد خطابي ‪ ,‬بيروت ـ لبنان ‪ ,‬الطبعة الثالثة ‪ 2012 ,‬م ‪.‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‪/‬المجلد‪ /32‬العدد الثالث‪-‬ايلول‪3102/‬‬

‫‪ .62‬اللسانيات من خالل النصوص ‪ :‬الدكتور عبد السالم المسدي‪ ,‬تونس‪ ,‬الطبعة الثانية ‪ 1986 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .63‬اللغة العربية معناها ومبناها ‪ :‬د ‪ .‬تمام حسان‪ ,‬مصر‪ 1973 ,‬م‬
‫‪ .64‬اللغة بين المعيارية والوصفية ‪ :‬د ‪ .‬تمام حسان ‪ ,‬القاهرة ‪ 2000 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .65‬اللغة ج فندريس ‪ :‬تعريب عبد الحميد الدواخلي ومحمد القصاص ‪ ,‬الناشر مكتبة االنجلو المصرية ‪ 1950 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .66‬اللغة والفكر ‪ :‬د ‪ .‬نوري جعفر ‪ ,‬الرباط ‪ 1971 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .67‬اللغة والمجتمع ‪ :‬م ‪ .‬م ‪ .‬لويس ‪ ,‬ترجمة الدكتور تمام حسان ‪ ,‬القاهرة ‪ 2003 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .68‬اللغة والمعنى والسياق ‪ :‬جون الينز‪ ,‬ترجمة ‪ :‬د ‪ .‬عباس صادق الوهاب‪ ,‬مراجعة ‪ :‬د ‪ .‬يوئيل عزيز‪ ,‬دار الشؤون‬
‫الثقافية العامة ـ بغداد‪ 1987 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .69‬الماركسية وفلسفة اللغة ‪ :‬ميخائيل باختين‪ ,‬ترجمة ‪ :‬يمنى العيد ومحمد البكري‪ ,‬افريقيا الشرق ‪ 1986 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .70‬مجمع البيان في تفسير القرآن ‪ :‬لمؤلفه الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي‪ ,‬دار إحياء التراث العربي‪,‬‬
‫بيروت‪ ,‬لبنان‪ 1979 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .71‬مدخل الى دراسة التداولية ‪ /‬مبدأ التعاون ونظرية المالءمة والتأويل‪ :‬فرانثيسكويوس‪ ,‬راموس‪ ,‬ترجمة وتقديم يحيى‬
‫حمداي ‪ ,‬دار نيبور للطباعة والنشر ‪ ,‬العراق ـ الديوانية ‪ ,‬ط‪2014 , 1‬م‬
‫‪ .72‬المدخل الى علم اللغة ـ تأليف كارل دينز بونتنج ـ ترجمة د ‪ .‬سعيد حسن بحيري ـ القاهرة ط‪ 2003 1‬م ‪.‬‬
‫‪ .73‬المدخل الى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي ـ د ‪ .‬رمضان عبدالتواب ـ القاهرة ـ ط ‪ 1985 2‬م ‪.‬‬
‫‪ .74‬مدخل الى نظرية الفعل الكالمي ‪ :‬جوتس هنده الج ‪ ,‬ترجمه الى العربية الدكتور سعيد حسن بحيري‪ ,‬ط‪2012 , 1‬‬
‫م‪.‬‬
‫‪ .75‬المرجع االكيد في لغة الجسد ‪ :‬تأليف آآلن وباربا ار بيير‪ ,‬مكتبة جرير ‪.‬‬
‫‪ .76‬ا لمطول ‪ :‬شرح تلخيص المفتاح ‪ :‬لسعد الدين التفتازاني‪ ,‬صححه وعلق عليه احمد عزو عناية‪ ,‬دار كوخ للطباعة‬
‫والنشر ‪ ,‬ط‪ 1387 , 1‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .77‬معاني القرآن ‪ :‬تأليف ابي زكريا يحيي بن زياد الفراء المتوفى سنة ‪ 207‬هـ ‪ ,‬عالم الكتب‪ ,‬بيروت‪ ,‬الطبعة الثانية‬
‫‪ 1980‬م ‪.‬‬
‫‪ .78‬معجم اللسانيات الحديثة ‪ :‬انكليزي عربي‪ ,‬الدكتور سامي عياد حنا‪ ,‬والدكتور كريم زكي‪ ,‬والدكتور نجيب جرجيس‪,‬‬
‫مكتبة لبنان ‪ ,‬ناشرون ‪.‬‬
‫‪ .79‬المعجم المفهرس أللفاظ القرآن الكريم ‪ :‬وضعه محمد فؤاد عبد الباقي‪ ,‬دار الحديث ‪ 1988 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .80‬معجم مقاييس اللغة ‪ :‬البي الحسين احمد بن فارس بن زكريا‪ ,‬بتحقيق وضبط عبد السالم محمد هارون‪ ,‬دار الفكر‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع ‪ 1979 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .81‬مفتاح العلوم ‪ :‬تأليف ابي يعقوب السكاكي‪ ,‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي‪ ,‬مصر‪ ,‬الطبعة االولى‪ 1937 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ .82‬مفردات ال ارغب االصفهاني مع مالحظات العاملي‪ ,‬دار المعروف للطباعة والنشر ‪.‬‬
‫‪ .83‬المقاربة التداولية ‪ :‬تأليف فرانسواز أرمينكو‪ ,‬ترجمة ‪ :‬د‪ .‬سعيد علوش ‪ ,‬مركز االنماء القومي ‪.‬‬
‫عربه عن الفرنسية محمد صادق رستم ـ القاهرة ـ ‪ 1341‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .84‬مقدمة الحضارات االولى ـ تأليف غوستاف لوبون ـ ّ‬
‫ هاتف بريهي شياع‬1‫د‬1‫م‬1‫أ‬ ‫أدب التخاطب مبادؤه وقواعده واستراتيجياته‬

‫ مطبعة‬,‫ الرباط‬,‫ دار االمان‬,‫ احمد المتوكل‬. ‫ د‬: ‫ االصول واالمتداد‬/ ‫ المنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي‬.85
. ‫ م‬2006 ‫ الطبعة االولى‬,‫الكرامة‬
. ‫ بيروت ـ لبنان‬, ‫ م‬2001 , 2‫ ط‬,‫ ناصيف نصار‬. ‫ د‬: ‫ مدخل الى فلسفة االمر‬/ ‫ منطق السلطة‬.86
. ‫ دار الهادي‬, ‫ م‬2001 , 1‫ ط‬: ‫ الدكتور محمود البستاني‬: ‫ المنهج البنائي في التفسير‬.87
‫ تحقيق الدكتور خليل‬,‫هـ‬1128 ‫ تأليف ابي العباس يعقوب المغربي المتوفى‬: ‫ مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح‬.88
. ‫ م‬2003 , 1‫ ط‬, ‫ بيروت ـ لبنان‬,‫ابراهيم خليل‬
. ‫ بيروت‬, ‫ مجموعة من العلماء السوفيت‬: ‫ الموسوعة السياسية‬.89
, ‫ دار عويدات‬,‫ تعريب االستاذ خليل أحمد خليل‬,‫ معجم مصطلحات الفلسفة النقدية والتقنية‬: ‫ موسوعة الالند الفلسفية‬.90
. ‫ م‬2008 ,‫بيروت ـ لبنان‬
‫ الطبعة االولى‬,‫ القاهرة‬,‫ عالم الكتب‬,‫ تمام حسان‬. ‫ د‬: ‫ ترجمة‬,‫ تأليف روبرت بوجراند‬: ‫ النص والخطاب واالجراء‬.91
. ‫ م‬1998
. ‫ م‬1986 , ‫ العراق‬, ‫ تحقيق محمد جاسم الحديثي‬,‫ للمارودي‬: ‫ نصيحة الملوك‬.92
. ‫ م‬2008 , ‫ بيروت‬, ‫ الطبعة االولى‬, ‫ الدكتور علي فياض‬: ‫ نظريات السلطة في الفكر الساسي الشيعي المعاصر‬.93
, ‫ دار افريقيا الشرق‬,‫ ترجمة عبد القادر قنيبي‬,‫ اوستين‬:‫ كيف ننجز االشياء بالكالم‬/ ‫ نظرية افعال الكالم العامة‬.94
. 1991
. ‫ بيروت ـ لبنان‬,‫ منشورات مؤسسة االعلمي للمطبوعات‬, ‫ شرح االستاذ المرحوم الشيخ محمد عبده‬: ‫ نهج البالغة‬.95
. ‫ م‬2012 , 1‫ ط‬,‫ االردن‬,‫ اربد‬,‫ خليفة الميساوي‬. ‫ د‬:‫ دراسة في استراتيجيات الخطاب‬/‫ الوصائل في تحليل المحادثة‬.96
Abstract
The researcher found many results to mention them briefly:
1 conversational recipe humanitarian inherent to human beings communicate with the
children of sex.
2 to address the five key principles, subdivided by multiple rule a - principle of cooperation:
forks with him: quantum rule, qualitative base, added the base, the bas .B - principle of
politeness: and branching out with him: tact base, base generosity and generosity, the base
plaudits, humility base, the base agreement, base empathy. C - principle of civility: forks with
him: abstinence base, questioning the absence of constraints base, base courtship. Dr.
principle Altusband: and built on two concepts: the concept of the face, and the concept of
threat. Its principle ratification: and built on two elements: the first notification and associated
next communication. The second: polite, and associated next
3 - Altakatabah process is affected by many factors, confined Find five factors, it is the
context, and Naber and toning, and power, and the nature of the relations between the parties
to communicate, and the signals and movements of the body.
4 - is a discourse Quranic text condescending ((typically)) involves ((principles Takatabah
rules continue)) model, to guide to fine tune the behavior and modify it, and directing the
speech and communication between human beings, including:
a - call for a speech, Hassan and good to say.
B - speech prophets and apostles to their communities, which involves the soft and the
kindness and courtesy call to the worship of God and unification.
3102/‫ايلول‬-‫ العدد الثالث‬/32‫المجلد‬/‫ كلية التربية للعلوم االنسانية‬/ ‫مجلة العلوم االنسانية‬

C - symptoms from the blahs.


D - use wordy polite and avoid wordy ugly.
E - Prevention of name-calling.
5 - to address the many etiquette, has to be taken into account, and Sir guiding including:
a - greeting of peace and sharing.
B - avoid talking socially and outlawed the use wordy polite.
C - taking into account the rotation of the speech.
D - care to attract the listener and caught his eye.
E - shortcut in the shortcut citizen and a citizen of detail in detail. And avoid joking that
embraces the irony of others and undermine their dignity.
6 - to communicate strategies, namely: foundations and standards that are fabricated on a
conversational, namely: corporate strategy, and strategic guidelines, and associative strategy,
and a strategy of persuasion.
7 - Add the researcher suggested two principles to the principles of communication, namely:
the principle of rehabilitation and the principle of interrogation to become the seven
principles.
This most important findings of the research and Praise be to Allah, and peace on the slaves
who have chosen.

You might also like