‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬

‫‪46‬‬

‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬

‫د‪ .‬ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﺪر‬

‫‪89‬‬
‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫‪90‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬

‫اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ‬
‫ﻳﻌ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣﺼ ـ ـ ـ ــﻄﻠﺢ ﻣﺎﺑﻌ ـ ـ ـ ــﺪ اﳊﺪاﺛ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ أﻫ ـ ـ ـ ــﻢ اﳌﺼ ـ ـ ـ ــﻄﻠﺤﺎت اﻟ ـ ـ ـ ــﱵ ﺷ ـ ـ ـ ــﺎﻋﺖ ﰲ‬
‫اﳋﻤﺴـ ـ ــﻴﻨﻴﺎت ‪،‬وﻗـ ـ ــﺪ اﺧﺘﻠﻔ ـ ـ ـﻮا ﰲ ﲢﺪﻳـ ـ ــﺪ ﻣﺼـ ـ ــﺪر ﻫـ ـ ــﺬا اﳌﺼـ ـ ــﻄﻠﺢ ‪،‬ﻓﻬﻨـ ـ ــﺎك ﻣـ ـ ــﻦ ﻳﻨﺴـ ـ ــﺐ‬
‫ﻣﻔ ـ ـ ــﺮدة ﻫ ـ ـ ــﺬا اﳌﺼ ـ ـ ــﻄﻠﺢ اﱃ )ارﻧﻮﻟ ـ ـ ــﺪ ﺗ ـ ـ ــﻮﻳﺒﲏ ( ﰲ اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم ‪،١٩٥٤‬وﻫﻨ ـ ـ ــﺎك ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻳﺮﺑﻄﻬ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺎﻗ ـ ــﺪ اﻻﻣﺮﻳﻜ ـ ــﻲ )ﺗﺸ ـ ــﺎرﻟﺲ أوﻟﺴ ـ ــﻦ (ﰲ اﳋﻤﺴ ـ ــﻴﻨﻴﺎت ‪،‬وﻫﻨ ـ ــﺎك ﻣ ـ ــﻦ ﳛﻴﻠﻬ ـ ــﺎ اﱃ ﻧﺎﻗ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﺜﻘﺎﻓـ ـ ـ ــﺔ )ﻟﻴـ ـ ـ ــﺰﱄ ﻓﻴـ ـ ـ ــﺪﻟﺮ( ‪ ،‬ﰲ اﻟﻌـ ـ ـ ــﺎم ‪،١٩٦٥‬ﺑﻴـ ـ ـ ــﺪ أن اﻟﺒﺤـ ـ ـ ــﺚ اﻓﻀـ ـ ـ ــﻰ اﱃ اﻛﺘﺸـ ـ ـ ــﺎف‬
‫اﺳ ـ ــﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻗﺒ ـ ــﻞ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺘـ ـ ـﻮارﻳﺦ ‪،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ اﺳ ـ ــﺘﺨﺪم )ﺟـ ـ ـﻮن واﺗﻜﻨ ـ ــﺰ ﺗﺸ ـ ــﺎﲟﺎن ( ﻣﺼ ـ ــﻄﻠﺢ‬
‫اﻟﺮﺳـ ـ ـ ــﻢ ﻣﺎﺑﻌـ ـ ـ ــﺪ اﳊـ ـ ـ ــﺪاﺛﻲ ﰲ اﻟﻌـ ـ ـ ــﺎم ‪،١٨٧٠‬واﺳـ ـ ـ ــﺘﺨﺪم )رودوﻟـ ـ ـ ــﻒ ﺑـ ـ ـ ــﺎﻧﻔﺘﺰ (ﻣﺼـ ـ ـ ــﻄﻠﺢ‬
‫ﻣﺎﺑﻌﺪ اﳊﺪاﺛﺔ ﰲ اﻟﻌﺎم ‪. (١)١٩١٧‬‬
‫اﻣ ـ ــﺎ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ اﳌﺼ ـ ــﻄﻠﺢ ﻛﻤﻔﻬ ـ ــﻮم ﻧﻘ ـ ــﺪي ‪،‬وﻓﻜ ـ ــﺮي ﻓﻘ ـ ــﺪ ))اﻧﺘﻘ ـ ــﻞ ﻫ ـ ــﺬا اﳌﺼ ـ ــﻄﻠﺢ‬
‫اﱃ ﳎ ـ ــﺎل اﻟﻨﻘ ـ ــﺪ اﻻدﰊ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻳ ـ ــﺪ اﻟﻨﺎﻗ ـ ــﺪﻳﻦ )ﻓﻴﻠ ـ ــﺪر‪ ،‬واﻳﻬ ـ ــﺎب ﺣﺴ ـ ــﻦ( ﰲ اﻟﺴ ـ ــﺘﻴﻨﻴﺎت ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻛﺘﺴ ـ ـ ــﺐ اﳌﺼ ـ ـ ــﻄﻠﺢ ﺗ ـ ـ ــﺪاوﻻ ﰲ اﻟﺴ ـ ـ ــﺒﻌﻴﻨﻴﺎت ‪ ،‬وﴰ ـ ـ ــﻞ اﻟﻌﻤ ـ ـ ــﺎرة واﻟ ـ ـ ــﺮﻗﺺ ‪ ،‬واﻟﺴ ـ ـ ــﻴﻨﻤﺎ ‪،‬‬
‫واﻟﺘﺼ ـ ـ ـ ــﻮﻳﺮ ‪،‬واﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺮح ‪،‬واﳌﻮﺳ ـ ـ ـ ــﻴﻘﻰ (()‪ . (٢‬دﻋ ـ ـ ـ ــﺖ ﻫ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳊﺮﻛ ـ ـ ـ ــﺔ اﱃ ﺗﺎﺻ ـ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ‬
‫واﻧﻔﺘﺎﺣ ـ ــﻪ ‪،‬واﻧﻜ ـ ــﺎرﻩ ﻟﻠﺤ ـ ــﺪ واﳊ ـ ــﺪود ﳑﺎﳚﻌﻠ ـ ــﻪ ﻳﻘﺒ ـ ــﻞ اﻟﺘﺄوﻳ ـ ــﻞ اﳌﺴ ـ ــﺘﻤﺮ ‪،‬واﻟﺘ ـ ــﺄﻃﲑ اﳌﺘﺤ ـ ــﻮل‬
‫اﺑ ـ ــﺪا وﻳ ـ ــﻨﺠﻢ ﻋ ـ ــﻦ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻨﺼﻮﺻ ـ ــﻴﺔ ﻻ ﺎﺋﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﺺ ‪،‬وﻻﳏﺪودﻳ ـ ــﺔ اﳌﻌ ـ ــﲎ ‪،‬وﺗﻌ ـ ــﺪداﳊﻘﺎﺋﻖ‬
‫ﺑﺘﻌﺪداﻟﻘﺮاءات ‪،‬ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﻐﻴﺎب واﻟﺘﺸﺘﻴﺖ‪،‬وﲢﻄﻴﻢ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﳉﺎﻫﺰة ‪.‬‬
‫ﻧ ـ ــﺰع اﻟﻜﺘ ـ ــﺎب اﻟﻌ ـ ــﺮب اﱃ ﲡﺪﻳ ـ ــﺪ اﻟﺮواﻳ ـ ــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴ ـ ــﺔ وﲢ ـ ــﺪﻳﺜﻬﺎ)‪ (٣‬ﲢﺪﻳ ـ ــﺪا ﰲ ﻣﻨﺘﺼ ـ ــﻒ‬
‫اﻟﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻴﻨﻴﺎت ‪،‬ﺑﺘﺤﻄـ ـ ـ ـ ــﻴﻢ اﻟﻘﻮاﻋـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﻔﻨﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌﺄﻟﻮﻓـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﺘﺠـ ـ ـ ـ ــﺎوزة اﻟﺘﻨﻤـ ـ ـ ـ ــﻴﻂ واﻟﻨﻤﺬﺟـ ـ ـ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫أﺷﻜﺎﳍﺎ‪،‬وﺗﺸ ـ ـ ـﻜﻴﻞ ﺻـ ـ ــﻴﻎ ﺟﺪﻳـ ـ ــﺪة ﻟﺘﺘﺤـ ـ ــﺮر ﻣـ ـ ــﻦ ﻗﻴـ ـ ــﻮد اﻟﺮواﻳـ ـ ــﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳـ ـ ــﺔ ‪،‬وﻗـ ـ ــﺪ ﲰﻴـ ـ ــﺖ‬
‫ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺮواﻳـ ـ ـ ــﺔ ﲟﺴـ ـ ـ ــﻤﻴﺎت ﻋﺪﻳـ ـ ـ ــﺪة ﻣﺜـ ـ ـ ــﻞ ‪) :‬ﺟﻴـ ـ ـ ــﻞ اﻟﺴـ ـ ـ ــﺘﻴﻨﻴﺎت ‪،‬واﳊﺴﺎﺳـ ـ ـ ــﻴﺔ اﳉﺪﻳـ ـ ـ ــﺪة‬
‫‪،‬واﻟﺮواﻳـ ـ ـ ــﺔ اﳊﺪﻳﺜـ ـ ـ ــﺔ ‪،‬واﻟﺮواﻳـ ـ ـ ــﺔ اﳊﺪاﺛﻮﻳـ ـ ـ ــﺔ ‪،‬ورواﻳـ ـ ـ ــﺔ ﻣﺎﺑﻌـ ـ ـ ــﺪ اﳊﺪاﺛـ ـ ـ ــﺔ ‪،‬واﻟﺮواﻳـ ـ ـ ــﺔ اﳌﻌﺎﺻـ ـ ـ ــﺮة‬
‫‪،‬واﻟﺮواﻳ ـ ــﺔ اﳉﺪﻳ ـ ــﺪة ‪،‬و‪(....‬؛وﻗ ـ ــﺪ اﺳ ـ ــﺘﻨﺪت ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ـ ــﺎت ﺑﺮﻣﺘﻬ ـ ــﺎ اﱃ ﺗﻘﻨﻴ ـ ــﺎت ﺟﺪﻳ ـ ــﺪة‬
‫ﺳﻨﻮﺿ ـ ــﺢ ذﻟ ـ ــﻚ ﻻﺣﻘ ـ ــﺎ ‪.‬أﻣ ـ ــﺎ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ اﻟﺴ ـ ــﻘﻒ اﻟ ـ ــﺰﻣﲏ ﻟﺮواﻳ ـ ــﺎت ﻣﺎﺑﻌ ـ ــﺪ اﳊﺪاﺛ ـ ــﺔ ‪،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ‬
‫ﺣﺪدﺗ ـ ــﻪ )ﻧﺒﻴﻠ ـ ــﺔ اﺑ ـ ـﺮاﻫﻴﻢ ( ب)اﻟﻌﻘ ـ ــﻮد اﻟﺜﻼﺛ ـ ــﺔ اﻻﺧ ـ ــﲑة ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺮن اﻟﻌﺸ ـ ـﺮﻳﻦ( ‪.‬وﺣ ـ ــﺪدﻩ )‬
‫اﺑ ـ ــﻮ ﻫﻴ ـ ــﻒ( ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ)اﻟﻘﺼ ـ ــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴ ـ ــﺔ اﳊﺪﻳﺜ ـ ــﺔ واﻟﻐ ـ ــﺮب( ﻣﻨ ـ ــﺬ ﻋ ـ ــﺎم ‪ ١٩٤٠‬وﻗ ـ ــﺪ ﲤﻴ ـ ــﺰت‬

‫‪91‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫ﲞﺼـ ــﺎﺋﺺ ﲡﺮﻳﺒﻴـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺴـ ــﺘﻮى اﻟﺴـ ــﺮد ‪،‬ﻻن ﲰ ـ ــﺔ ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﺮواﻳـ ــﺎت ﺗﻨﺼـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ ﻫ ـ ــﺪم‬
‫اﻟﻌﻼﻗ ـ ـ ــﺎت ﺑﻜﺴ ـ ـ ــﺮ اﻟﺘﻤﺎﺳ ـ ـ ــﻚ واﺳ ـ ـ ــﺘﺒﺪاﻟﻪ ﲟﻨﻄ ـ ـ ــﻖ اﻟﺘﻔﻜﻴ ـ ـ ــﻚ واﻟﺘﺸ ـ ـ ــﺘﻴﺖ ‪،‬ﻓﻀ ـ ـ ــﻼ ﻋ ـ ـ ــﻦ‬
‫ذوﺑـ ــﺎن اﳊـ ــﺪود اﻟﻔﺎﺻـ ــﻠﺔ ﺑـ ــﲔ اﻟﻀـ ــﻤﺎﺋﺮ ‪،‬واﻧﺘﻘـ ــﺎل اﻟ ـ ـﺮاوي ﻣـ ــﻦ ﺿـ ــﻤﲑ اﻟﻐﺎﺋـ ــﺐ اﱃ ﺿـ ــﻤﲑ‬
‫اﳌ ـ ــﺘﻜﻠﻢ وﺑ ـ ــﺎﻟﻌﻜﺲ ‪،‬ﻟﻘ ـ ــﺪ اﻫﺘﻤ ـ ــﺖ اﻟﺮواﻳ ـ ــﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳ ـ ــﺔ ﺑﺘﺤﻠﻴ ـ ــﻞ اﻟﺴ ـ ــﺮد واﻟﻮﺻ ـ ــﻒ اﻟﻘ ـ ــﺎﺋﻢ‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﳊﺒﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌﺘﻤﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻜﺔ ‪،‬واﻻﻫﺘﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺑﺎﻟﺸﺨﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ ‪،‬واﻟﱰﻛﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻳﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم‬
‫اﻟﻘﺎرىءﺑﺘﺎرﳜﻴـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺸﺨﺼـ ـ ــﻴﺔ ‪،‬اﺻـ ـ ــﺒﺢ اﻻﻫﺘﻤـ ـ ــﺎم اﻟﻴـ ـ ــﻮم ب)ﻧﻔـ ـ ــﻲ اﻻﻳﻬـ ـ ــﺎم ( وﻫـ ـ ــﺬا‬
‫ﻳﻌ ـ ــﲏ ﻋﻄ ـ ــﺐ اﻟ ـ ــﺬاﻛﺮة واﻻﻟﺘﺒ ـ ــﺎس واﻟﺘﺼ ـ ــﺪع ‪،‬وﻋ ـ ــﺪم اﻟﻴﻘ ـ ــﲔ ‪،‬اذ ﻳﺸ ـ ــﻌﺮ ﻧ ـ ــﺎ اﻟـ ـ ـﺮاوي ﺑﺄﻧ ـ ــﻪ‬
‫ﻳﻌـ ــﺮف ﰒ ﻣﺎﻳﻠﺒـ ــﺚ أن ﻳﻌﻠـ ــﻦ أﻧـ ــﻪ ﻻﻳﻌـ ــﺮف ‪ ،‬ان ﺗﺄﻛﻴـ ــﺪ ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﺴـ ــﺄﻟﺔ ﳒـ ــﺪﻫﺎ ﰲ ﻣﻮاﺿـ ــﻊ‬
‫ﻛﺜ ـ ــﲑة ﰲ رواﻳ ـ ــﺎت ﲝﺜﻨ ـ ــﺎ ‪،‬وﻳﻄﻠ ـ ــﻖ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻨﻔ ـ ــﻲ ب)اﻻﻳﻬ ـ ــﺎم ﺑ ـ ــﺎﻟﻴﻘﲔ ()‪ (٤‬وﻳﻌﻤ ـ ــﻞ‬
‫ﻫ ـ ـ ــﺬا ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ))اﻟﺘﺸ ـ ـ ــﻜﻴﻚ ﰲ ﻗ ـ ـ ــﺪرة اﻟﻜ ـ ـ ــﻼم ‪،‬أو ﰲ ﻗ ـ ـ ــﺪرة اﳌﺘﺨﻴ ـ ـ ــﻞ اﳊﻜ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أن‬
‫ﻳﻜـ ـ ــﻮن ﺣﻘﻴﻘﻴـ ـ ــﺎ ﺑﺬاﺗـ ـ ــﻪ ‪،‬أو ﺑﻌﻼﻗﺘـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــﻊ اﻟ ـ ـ ـﻮاﻗﻌﻲ ‪،‬أو ﻣـ ـ ــﻊ ﻣﻌـ ـ ــﲎ واﺣـ ـ ــﺪ ﻟـ ـ ــﻴﺲ ﻫـ ـ ــﻮ ﰲ‬
‫)‪(٥‬‬
‫ﺣﻜﺎﻳﺘﻪ ﺳﻮى وﺟﻪ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻌﺪد وﺗﻌﺪد اﳌﺮاﻳﺎ واﻟﺮواة ((‬
‫ﲢـ ـ ـ ـ ــﻮل اﻟﺴـ ـ ـ ـ ــﺮد ﰲ رواﻳﺎت‪..‬ﻣﺎﺑﻌـ ـ ـ ـ ــﺪ اﳊﺪاﺛـ ـ ـ ـ ــﺔ واﺻـ ـ ـ ـ ــﺒﺢ ﺑﻨﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﺘﻌـ ـ ـ ـ ــﺪدة‬
‫اﳌﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺎرف‪ ،‬وﺑﺎﻧﻮراﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﲤ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻧﺎ ﲝﻘ ـ ـ ـ ـ ــﻮل اﺑﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪..‬ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﰲ اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺎد‬
‫‪،‬واﻟﺴﻴﺎﺳـ ــﺔ‪ ،‬واﻻﺟﺘﻤـ ــﺎع‪ ،‬واﻟﻔﻠﺴـ ــﻔﺔ‪ ،‬واﻟﻔـ ــﻦ‪ ،‬واﳌﺒـ ــﺎح واﶈـ ــﺮم‪ ،‬ﻟـ ــﺬا ﺑـ ــﺎت اﻟﻜﺎﺗـ ــﺐ ﻳﻨﻈـ ــﺮ‬
‫اﱃ اﻟﺘ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻧ ـ ـ ـ ــﻪ وﻗـ ـ ـ ـ ـﺎﺋﻊ ﺳ ـ ـ ـ ــﺮدﻳﺔ ‪،‬واﱃ اﻟﻔﻠﺴ ـ ـ ـ ــﻔﺔ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ا ـ ـ ـ ــﺎ ﺳﻔﺴ ـ ـ ـ ــﻄﺔ ‪،‬واﱃ‬
‫اﻻﻳـ ــﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ﻋﻠـ ــﻰ ا ـ ــﺎ ﻫﻠﻮﺳـ ــﺔ ‪،‬وﻗـ ــﺪ ﻳﺘﻌـ ــﺮض اﻟﻜﺎﺗـ ــﺐ اﱃ ﻫـ ــﺬا ﰲ اﻏﻠـ ــﺐ اﻻﺣﻴـ ــﺎن‬
‫ﻋـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ــﻖ اﶈﺎﻛـ ــﺎة اﻟﺴـ ــﺎﺧﺮة ‪ ،‬ﻓﻀـ ــﻼ ﻋـ ــﻦ اﻫﺘﻤـ ــﺎم اﻟﻜﺎﺗـ ــﺐ ﺑﺼـ ــﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪﻫﺸـ ــﺔ ‪،‬واﳌﺘﻌـ ــﺔ‬
‫‪ ،‬واﻻﻏ ـ ـ ـ ـ ـﺮاق ﰲ اﻟﺘﻔﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﻴﻞ ‪،‬وﻃـ ـ ـ ـ ــﺮح ﺗﻘﻨﻴـ ـ ـ ـ ــﺎت ﺟﺪﻳـ ـ ـ ـ ــﺪة ‪،‬واﻧﻔﺘـ ـ ـ ـ ــﺎح اﻟـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ ‪،‬وﲢﻄـ ـ ـ ـ ــﻴﻢ‬
‫اﻟﻘﻮاﻋ ـ ـ ــﺪاﳉﺎﻫﺰة ‪،‬واﻟﻌ ـ ـ ــﺐ ﺑﺎﻻﺳ ـ ـ ــﺎﻟﻴﺐ اﻟﻜﺘﺎﺑﻴ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓﻀ ـ ـ ــﻼﻋﻦ اﻻﻟﺘﺒ ـ ـ ــﺎس ‪،‬وأﺛﲑﻳ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﺰﻣﻦ‬
‫‪،‬واﻻﺣﺴـ ــﺎس ﺑـ ــﺎﻟﻼﻳﻘﲔ ‪،‬واﻧﻌـ ــﺪام اﳌﻌـ ــﺎﻳﲑ اﻟﺜﺎﺑﺘـ ــﺔ ﻟﻠﻘـ ــﻴﻢ وﳝﻜـ ــﻦ أن ﻧﻠﻤـ ــﺲ ﻫـ ــﺬا ﻇﺎﻫﺮﻳـ ــﺎ‬
‫ﻋﱪ رﺣﻼت اﻟﺒﺤﺚ اﳋﻴﺎﻟﻴﺔ ﰲ اﻏﻠﺐ اﻟﺮواﻳﺎت‪....‬‬
‫ان وﻋـ ـ ــﻲ اﻟﻜﺎﺗـ ـ ــﺐ ب اﻟﻜﻴﻔﻴـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﻳﻨﻄﻠـ ـ ــﻖ ﻣﻨﻬـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻮﺻـ ـ ــﻮل اﱃ ذاﺋﻘـ ـ ــﺔ اﻻﺧـ ـ ــﺮ‬
‫)اﻟﻘﺎرئ(‪،‬وﻗﺪرﺗ ـ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﺘ ـ ـ ــﺄﺛﲑ ﻓﻴ ـ ـ ــﻪ ‪،‬ﺟﻌﻠﺘ ـ ـ ــﻪ ﻳﺴ ـ ـ ــﺘﺤﻮذ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺳ ـ ـ ــﻠﻄﺔ ﺟﺪﻳ ـ ـ ــﺪة ﱂ ﺗﻜ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﻣﻌﺮوﻓ ــﺔ ‪،‬اذ ﺑ ــﺎت ﻻﻳ ــﺮى ﺑﻌﻴﻨ ــﻪ ﺑ ــﻞ ﺑﻌﻘﻠ ــﻪ اﻳﻀ ــﺎ ‪،‬ﻟ ــﺬا ﺻ ــﺐ ﺟ ــﻞ اﻫﺘﻤﺎﻣ ــﻪ ﺑﺎﺛ ــﺎرة اﻟﻘﻠ ــﻖ‬
‫واﻟﻔﻮﺿـ ــﻰ ‪،‬ﻟﺘﺤﻘﻴـ ــﻖ ﻧـ ــﻮع ﻣـ ــﻦ اﳌﺘﻌـ ــﺔ واﻟﺘﺸـ ــﻮﻳﻖ ﻟـ ــﺪى اﻟﻘـ ــﺎرئ ﻋـ ــﱪ اﻟﱰﻛﻴـ ــﺰ ﻋﻠـ ــﻰ ذﻫﻨﻴـ ــﺔ‬

‫‪92‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫اﻟﺒﻄ ـ ــﻞ ‪،‬وﻣﺎﻳﺸ ـ ــﻮ ﺎ ﻣ ـ ــﻦ ذﻫ ـ ــﻮل ‪،‬واﺧ ـ ــﺘﻼال ‪،‬وﻋﻄـ ـ ـﺐ ذاﻛ ـ ــﺮة ‪،‬وﻫ ـ ــﺬﻳﺎن ؛ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﻫ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﻟﺼ ـ ــﻴﻎ ﻛﻔﻴﻠ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺎن ﺗ ـ ــﺪﻋﻢ ﳐﻴﻠ ـ ــﺔ اﻟﻘ ـ ــﺎرئ وﲢﻔﺰﻫ ـ ــﺎ ﻻﻛﺘﺸ ـ ــﺎف اﳋﺼ ـ ــﺎﺋﺺ اﳉﻤﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫اﻟ ـ ـ ــﻨﺺ ‪،‬ﻣﺜ ـ ـ ــﻞ اﻻﳓﺮاﻓ ـ ـ ــﺎت ‪،‬واﻟﻐﻤ ـ ـ ــﻮض ‪،‬واﻟﻠ ـ ـ ــﺒﺲ ‪،‬واﶈﺎﻛ ـ ـ ــﺎة ‪،‬وﺧ ـ ـ ــﺮق ﻣﺒ ـ ـ ــﺪأ اﻟﺘﺤ ـ ـ ــﺪث‬
‫ﻟﺰﻋﺰﻋـ ــﺔ ﻋـ ــﺮى اﻟﺘﻮاﺻـ ــﻞ ﺑـ ــﲔ اﳌﺮﺳـ ــﻞ واﳌﺘﻠﻘـ ــﻲ ‪،‬ﻓﻀـ ــﻼ ﻋـ ــﻦ زﻋﺰﻋـ ــﺔ ﻃﻘـ ــﻮس اﻟﻘ ـ ـﺮاءة ‪،‬ﻟـ ــﺬا‬
‫ﻳﺘﻮﺟـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻘـ ــﺎرئ أن ﻳ ـ ـﺪﻋﻢ ﻋـ ــﺮى اﻟﺘﻮاﺻـ ــﻞ ﺑﻴﻨـ ــﻪ وﺑـ ــﲔ اﳌﺮﺳـ ــﻞ أن ﻳﻔﻬـ ــﻢ ﻣﻘﺼـ ــﺪﻳﺔ‬
‫ﻫﺬا اﻟﻠﺒﺲ ‪،‬وﺳﻨﺤﺎول ﰲ ﲝﺜﻨﺎ أن ﻧﻜﺸﻒ ﻫﺬﻩ اﳌﻘﺼﺪﻳﺔ ‪.‬‬
‫ﳑ ـ ــﺎ ﳚ ـ ــﺪراﻻﻧﺘﺒﺎﻩ اﻟﻴ ـ ــﻪ ‪،‬ان اﻟﺘﺤ ـ ــﻮﻻت اﻟﻜ ـ ــﱪى ﰲ اﻟﺮواﻳ ـ ــﺔ ‪،‬وﻣﺎﻳﺮاﻓﻘﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ذوﺑ ـ ــﺎن‬
‫اﻟﻨ ـ ـ ــﻮع ‪،‬واﻧﻔﺘ ـ ـ ــﺎح اﻟ ـ ـ ــﻨﺺ ‪،‬واﺳ ـ ـ ــﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﻈ ـ ـ ــﺮة ‪ ،‬ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺘﺤ ـ ـ ــﻮﻻت ﱂ ﺗﻜ ـ ـ ــﻦ اﻧﻘﻼﺑ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺷﻜﻠﻴﺎ ﻓﺤﺴﺐ ‪،‬اﳕﺎ ﻫﻲ رؤﻳﺔ وﻣﻮﻗﻒ‪.‬‬

‫ﻋﻴﻨﺔ اﻟﺒﺤﺚ ‪:‬‬

‫اﻋﺘﻤ ـ ـ ــﺪﻧﺎ ﰲ ﲝﺜﻨ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺳ ـ ـ ــﺒﻊ رواﻳ ـ ـ ــﺎت ﻫ ـ ـ ــﻲ‪) :‬اﻟﺘ ـ ـ ـﻮأم اﳌﻔﻘ ـ ـ ــﻮد(‪ ،‬ﻟﺴ ـ ـ ــﻠﻴﻢ ﻣﻄ ـ ـ ــﺮ‪،‬‬
‫و)ﺧـ ــﻮف ( ﳋﺎﻟـ ــﺪ ﺧﻀـ ــﺮ‪ ،‬و)ﻣـ ــﻦ ﻳـ ــﺮث اﻟﻔـ ــﺮدوس( ﻟﻠﻄﻔﻴـ ــﺔ اﻟـ ــﺪﻟﻴﻤﻲ‪ ،‬و)اﳌﻘﺎﻣـ ــﺔ اﻟﺮﻣﻠﻴـ ــﺔ‬
‫(ﳍﺎﺷ ـ ـ ــﻢ ﻏﺮاﻳﺒ ـ ـ ــﺔ ‪،‬و)ﺳ ـ ـ ــﻴﺪ اﻟﻌﺘﻤ ـ ـ ــﺔ (ﻟﺮﺑﻴ ـ ـ ــﻊ ﺟ ـ ـ ــﺎﺑﺮ ‪،‬و)رﺣﻠ ـ ـ ــﺔ ﻏﺎﻧ ـ ـ ــﺪي اﻟﺼ ـ ـ ــﻐﲑ(ﻻﻟﻴﺎس‬
‫ﺧ ـ ــﻮري ‪ ،‬و)ﻣـ ـ ـﻮاء( ﻟﻄ ـ ــﻪ ﺷ ـ ــﺒﻴﺐ ( ‪ .‬وﺟ ـ ــﺪﻧﺎ ﺗﻘ ـ ــﺎرب ﰲ اﻟ ـ ــﺮؤى واﻟﺘﺼ ـ ــﻮرات ﰲ اﻟﻐﺎﻟ ـ ــﺐ‬
‫ﻟـ ــﺪى ﻫـ ــﺆﻻء اﻟﻜﺘـ ــﺎب ‪،‬ﺑﻴـ ــﺪ أ ـ ــﻢ اﺧﺘﻠﻔ ـ ـﻮا ﰲ اﳉﺰﺋﻴـ ــﺎت ‪،‬وﻣﺎﻳﻬﻤﻨـ ــﺎ ﻫـ ــﻮ ﲢـ ــﻮﻻت اﻟﺴـ ــﺮد‬
‫ﰲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﳊﺪاﺛﺔ وﻗﺪ اﺧﺘﺰﻟﻨﺎﻫﺎ ﰲ ﻧﻘﻄﺘﲔ اﺛﻨﺘﲔ ﳘﺎ‪:‬‬
‫‪_١‬اﻟﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻮرة اﻟﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻮﺗﻴﺔ ‪_٢‬ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺪم اﳊﻜﺎﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ )اﳌﺨﺎﻟﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻨﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ وﻟﻌﺒ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺮد‬
‫(ﻟﻌﻼﻗﺘﻬﻤ ـ ــﺎ ﺑﺎﳌﻮﺿ ـ ــﻮع ‪ ،‬ﻓﻀ ـ ــﻼ ﻋ ـ ــﻦ اﳌﻘﺪﻣ ـ ــﺔ ‪،‬وﺧﺘﻤﻨ ـ ــﺎ ﲝﺜﻨ ـ ــﺎ ﺑﻨﺘ ـ ــﺎﺋﺞ ﺗﻀ ـ ــﻤﻨﺖ أﻫ ـ ــﻢ ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﺗﻮﺻﻞ اﻟﻴﻪ اﻟﺒﺤﺚ ‪،‬وﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ ‪.‬‬

‫‪_١‬اﻟﺼﻮرة اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ‪:‬‬

‫اﻟﺼ ـ ــﻮت ﺣﺎﺳ ـ ــﺔ ﻣﻮﺣ ـ ــﺪة ﳍ ـ ــﺎ ﺧﺼـ ـ ــﺎﺋﺺ وﲰ ـ ــﺎت ﺗﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺪﺧﻴﻠ ـ ــﺔ اﻻﻧﺴ ـ ــﺎن ﻋﻨـ ـ ــﺪ‬
‫ﻣﻘﺎرﻧﺘـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــﻊ ﺑﻘﻴـ ـ ــﺔ اﳊ ـ ـ ـﻮاس ﻻﻧـ ـ ــﻪ ﻳـ ـ ــﻮﺛﺮ ﰲ ﺣـ ـ ــﺲ اﻻﻧﺴـ ـ ــﺎن ﺑـ ـ ــﺎﻟﻜﻮن ‪،‬ﻻن ‪)) :‬اﻟﻨﻈـ ـ ــﺎم‬
‫اﻟﻠﻐ ـ ـ ــﻮي اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﺴ ـ ـ ــﻮد ﻓﻴ ـ ـ ــﻪ اﻟﺼ ـ ـ ــﻮت ﻳﺘﻔ ـ ـ ــﻖ ﻣ ـ ـ ــﻊ اﳌﻴ ـ ـ ــﻮل اﻟﺘﺠﻤﻴﻌﻴ ـ ـ ــﺔ اﳌﺴ ـ ـ ــﺎﻋﺪة ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫اﻻﺋ ـ ـ ــﺘﻼف أﻛﺜـ ـ ـ ــﺮ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﺗﻔﺎﻗـ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ــﻊ اﳌﻴـ ـ ـ ــﻮل اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠﺰﻳﺌﻴـ ـ ـ ــﺔ (()‪،(٦‬وﻻن اﻟﺼـ ـ ـ ــﻮت‬
‫ﻳﻨﺼ ـ ــﺐ ﰲ اﻟﺴ ـ ــﺎﻣﻊ ﻟ ـ ــﺬا ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ أﲰ ـ ــﻊ ﺷ ـ ــﻴﺌﺎ ﻣﺎ))اﺳ ـ ــﺘﺠﻤﻊ اﻟﺼ ـ ــﻮت ﻣ ـ ــﻦ ﻛ ـ ــﻞ اﲡ ـ ــﺎﻩ ﰲ‬

‫‪93‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫اﻟﻮﻗ ـ ــﺖ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ ‪،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ أﻛ ـ ــﻮن ﰲ ﺑ ـ ــﺆرة ﻋ ـ ــﺎﳌﻲ اﻟﺴ ـ ــﻤﻌﻲ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻐﻠﻔ ـ ــﲏ واﺿ ـ ــﻌﺎ اﻳ ـ ــﺎي ﰲ‬
‫ﻣﺮﻛ ــﺰ اﻻﺣﺴـ ــﺎس واﻟﻮﺟ ــﻮد ‪.‬وﻫـ ــﺬا اﻟﺘ ــﺄﺛﲑ اﳌﺮﻛـ ــﺰي ﻟﻠﺼ ــﻮت ﻫـ ــﻮ ﻣ ــﺎ ﺗﻌﺘﻤـ ــﺪ ﻋﻠﻴ ــﻪ ﺑﺼـ ــﻮرة‬
‫ﻣﻜﺜﻔـ ـ ــﺔ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ اﻋـ ـ ــﺎدة اﻧﺘـ ـ ــﺎج اﻟﺼـ ـ ــﻮت اﻟـ ـ ــﱵ ﲤﺘـ ـ ــﺎز ﺑﺎﻟﺪﻗـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴـ ـ ــﺔ ‪.‬اﻧـ ـ ــﻚ ﺗﺴـ ـ ــﺘﻄﻴﻊ أن‬
‫ﺗﻐﻤ ـ ـ ــﺮ ﻧﻔﺴ ـ ـ ــﻚ ﰲ اﻟﺴ ـ ـ ــﻤﻊ ‪،‬أو ﰲ اﻟﺼ ـ ـ ــﻮت ‪.‬وﻟﻜ ـ ـ ــﻦ ﻟ ـ ـ ــﻴﺲ ﲦ ـ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ــﺒﻴﻞ ﻷن ﺗﻐﻤ ـ ـ ــﺮ‬
‫ﻧﻔﺴﻚ ﰲ اﻟﺒﺼﺮ (()‪.(٧‬‬
‫أﻣ ــﺎ ﻧ ــﱪة اﻟﺼ ــﻮت ﻓﺘﻌ ــﺪ اﺣ ــﺪى اﻟﻮﺳ ــﺎﺋﻞ اﻟﻜﻮﻧﻴ ــﺔ اﻟﺪاﻟ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﻃﺒﻴﻌ ــﺔ اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺑ ــﲔ‬
‫اﳌﺮﺳ ـ ـ ــﻞ واﳌﺘﻠﻘ ـ ـ ــﻲ ‪،‬ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ ﺗﻜ ـ ـ ــﻮن ﲪﻴﻤﻴ ـ ـ ــﺔ ‪،‬أو ﻣ ـ ـ ــﻮﻗﺮة ‪،‬أو ﺳ ـ ـ ــﺎﺧﺮة ‪،‬أو آﻣ ـ ـ ــﺮة ‪،‬أوﻣﻨﺎﻓﻘ ـ ـ ــﺔ‬
‫‪،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ أن اﳌﺴ ـ ــﺎﻓﺔ اﻟﺪاﻟ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻔﺼ ـ ــﻞ ﺑ ـ ــﲔ اﳌﺘﺨ ـ ــﺎﻃﺒﲔ ﻛ ـ ــﺄن ﺗﻜ ـ ــﻮن ﺷ ـ ــﺪﻳﺪة اﻟﻘ ـ ــﺮب‬
‫)ﺻ ـ ــﻮت ﻣﻬﻤ ـ ــﻮس ﺧﺎﻓ ـ ــﺖ (‪،‬أو ﻗﺮﻳﺒ ـ ــﺔ ﻓﻴﻜ ـ ــﻮن اﳍﻤ ـ ــﺲ ﻣﺴ ـ ــﻤﻮﻋﺎ ‪ ،‬أو ﺻ ـ ــﻮت ﺧﻔ ـ ــﻴﺾ‬
‫وﺿ ـ ــﻌﻴﻒ ‪،‬ﻓﻴﻜ ـ ــﻮن داﻻ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع ﺷﺨﺼ ـ ــﻲ ‪،‬أو ﺻ ـ ــﻮت ﻗ ـ ــﻮي ﻓﻴﻜ ـ ــﻮن داﻻ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع ﻏ ـ ــﲑ ﺷﺨﺼ ـ ــﻲ ‪،‬أو ﺻ ـ ــﻮت ﻗ ـ ــﻮي ﻣﻔﺨ ـ ــﻢ ‪،‬ﻓﻴﻜ ـ ــﻮن داﻻ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺧ ـ ــﱪ ﻋﻤ ـ ــﻮﻣﻲ‬
‫ﻣﻮﺟ ـ ـ ــﻪ اﱃ اﻻﺧ ـ ـ ـﺮﻳﻦ ﻋ ـ ـ ــﻼوة ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﳌﺨﺎﻃ ـ ـ ــﺐ ‪،‬أو ﻋ ـ ـ ــﱪ اﳊﺠ ـ ـ ــﺮة ﺻ ـ ـ ــﻮت ﻣﺮﺗﻔ ـ ـ ــﻊ ﻛ ـ ـ ــﺄن‬
‫ﻳﻜ ـ ــﻮن ﳐﺎﻃﺒ ـ ــﺎ ﲨﺎﻋ ـ ــﺔ ‪،‬وأﺧ ـ ـﲑا ﳎ ـ ــﺎوزة ﻟﻠﺤ ـ ــﺪود وﻫ ـ ــﻮ ﺻ ـ ــﻮت ﻣﺮﺗﻔ ـ ــﻊ ﻛ ـ ــﺄن ﻳﻜ ـ ــﻮن ﲢﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﻣ ـ ـ ـﻦ ﺑﻌﻴ ـ ــﺪ)‪، (٨‬ﻓﻀ ـ ــﻼ ﻋ ـ ــﻦ ﳏ ـ ــﺪدات اﳌﻜ ـ ــﺎن اﻟﺴ ـ ــﻤﻌﻴﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗ ـ ــﺘﺤﻜﻢ ﰲ اﳌﺴ ـ ــﺎﻓﺔ ؛ﻷن‬
‫))اﳌﺴـ ــﺎﻓﺔ اﻟﻔﺎﺻـ ــﻠﺔ ﺑـ ــﲔ اﳌﺘﺨـ ــﺎﻃﺒﲔ ﺗﺸـ ــﻜﻞ ﻋﻼﻣـ ــﺔ داﻟـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﻃﺒﻴﻌـ ــﺔ اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤـ ــﺔ‬
‫ﺑﻴﻨﻬﻢ(()‪.(٩‬‬
‫اﻟﺼ ـ ــﻮرة اﻟﺼ ـ ــﻮﺗﻴﺔ أو اﻟﻨ ـ ــﺪاء اﳋﻔ ـ ــﻲ ﻻ ﻧﻌ ـ ــﲏ ﺑ ـ ــﻪ اﻟﻨﺎﺣﻴ ـ ــﺔ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎوﻳ ـ ــﺔ ﻟﻠﺼ ـ ــﻮت ‪،‬اﳕ ـ ــﺎ‬
‫اﻟﺼـ ـ ـ ـ ــﻮرة اﻟﺼـ ـ ـ ـ ــﻮﺗﻴﺔ اﻟﺴـ ـ ـ ـ ــﺎﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟـ ـ ـ ـ ــﱵ ﺗﻌـ ـ ـ ـ ــﲏ اﻻﻧﻄﺒـ ـ ـ ـ ــﺎع ‪،‬أو اﻷﺛـ ـ ـ ـ ــﺮ اﻟـ ـ ـ ـ ــﺬي ﺗﱰﻛـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﳊ ـ ـﻮاس(()‪ .(١٠‬وﻳﻄﻠـ ــﻖ ﻋﻠﻤـ ــﺎء اﻟـ ــﻨﻔﺲ ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻈـ ــﻞ‪ ،‬رﲟﺎﻻ ـ ــﺎ رﻣـ ــﺰ ﻟﻠﺠـ ــﺰء اﳋﻔـ ــﻲ ﻣـ ــﻦ‬
‫اﻟﺸﺨﺼ ـ ــﻴﺔ اﻻﻧﺴ ـ ــﺎﻧﻴﺔ ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻳﻘ ـ ــﻮل ﻳ ـ ــﻮﻧﺞ)‪ ، (١١‬وﺗﻨﺴ ـ ــﺞ ﺷ ـ ــﺒﻜﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳊﻤ ـ ــﻮﻻت اﻟﺪﻻﻟﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﰲ اﻟﺮواﻳﺔ‪.‬‬
‫ان اﻟﺼـ ـ ــﻮت أو اﻟﻨـ ـ ــﺪاء اﳋﻔ ـ ـ ــﻲ ‪،‬ﻧـ ـ ــﺪاء ﻣـ ـ ــﻮﺛﺮ ﻳﺜ ـ ـ ــﲑ اﻻﺳـ ـ ــﺘﻐﺮاب ‪،‬ﻳـ ـ ــﺎﰐ ﰲ رواﻳ ـ ـ ــﺎت‬
‫ﲝﺜﻨ ـ ـ ــﺎ أﻣ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺷ ـ ـ ــﻜﻞ رﺣ ـ ـ ــﻼت وﳘﻴ ـ ـ ــﺔ ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﰲ رواﻳ ـ ـ ــﱵ )ﺧﻮف(‪،‬و)اﳌﻘﺎﻣ ـ ـ ــﺔ اﻟﺮﻣﻠﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫(‪،‬أوﻳ ـ ــﺎﰐ ﰲ ﺎﻳ ـ ــﺔ اﻟﺮواﻳ ـ ــﺔ ﳛ ـ ــﺪث ﲢ ـ ــﻮل ﰲ ﻣﺴ ـ ــﺎر اﻟﺮواﻳ ـ ــﺔ أو اﻧﻘ ـ ــﻼب ﻛﻤ ـ ــﺎ ﰲ رواﻳ ـ ــﺔ‬
‫)ﻣﻦ ﻳﺮث اﻟﻔﺮدوس(‪،‬أو ﻳﻼزم اﻟﺮواﻳﺔ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﰲ رواﻳﺔ )اﻟﺘﻮأم اﳌﻔﻘﻮد(‪.‬‬

‫‪94‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫ﻳـ ـ ــﱪز اﻟﻨـ ـ ــﺪاء اﳋﻔـ ـ ــﻲ ﰲ رواﻳـ ـ ــﺔ) اﻟﺘ ـ ـ ـﻮأم اﳌﻔﻘـ ـ ــﻮد (ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻧﺴـ ـ ــﺎق ﺑﻘﻴـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻼﻣـ ـ ــﺎت‬
‫اﳌﺮﻛﺒ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ ‪،‬ﻟﻴﺤﺘ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣﺮﻛ ـ ـ ـ ـ ــﺰ اﻟﺒ ـ ـ ـ ـ ــﺆرة اﳌﻮﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺪة ﻟﻠﻤﻌ ـ ـ ـ ـ ــﲎ ﻳﻬ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻤﻦ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺒﻄ ـ ـ ـ ـ ــﻞ‬
‫)ﻏﺮﻳﺐ(اﻟﺼـ ـ ــﻮت أو اﻟﻨـ ـ ــﺪاء اﳋﻔـ ـ ــﻲ ﺑﻮﺻـ ـ ــﻔﻪ ﺷﺨﺼـ ـ ــﻴﺔ ﻣﺘﺄزﻣـ ـ ــﺔ ﳏﻤﻠـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘـ ـ ــﺪاﻋﻴﺎت اﺛـ ـ ــﺮ‬
‫ﺗﺼ ـ ـ ــﻌﻴﺪات اﳊ ـ ـ ــﺮب ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻌ ـ ـ ـﺮاق اﺑ ـ ـ ــﺎن اﻟﺘﺴ ـ ـ ــﻌﻴﻨﻴﺎت ‪،‬ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ــﺮﻏﻢ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﺳ ـ ـ ــﺘﻘﺮارﻩ ﰲ‬
‫)ﺟﻴﻨﻴ ــﻒ( ‪،‬وﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــﺮﻏﻢ ﻣـ ـﻦ ﺗﺎﻛﻴ ــﺪﻩ أﻛﺜ ــﺮ ﻣ ــﻦ ﻣ ــﺮة ﻧﻘﻤ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺎﺿ ــﻴﻪ ‪،‬وﻋﻠ ــﻰ ﺑ ــﻼدﻩ‬
‫‪،‬وﺳ ـ ــﺨﺮﻳﺘﻪ ﻣ ـ ــﻦ أن ﺗﺼ ـ ــﺒﺢ ﺑ ـ ــﻼدﻩ ﻫﺎﺟﺴ ـ ــﺎ ﻟﻜ ـ ــﻞ اﻟﻨ ـ ــﺎس ‪،‬ﻳﺘﺤ ـ ــﻮل ﻫ ـ ــﺬا اﳍ ـ ــﺎﺟﺲ اﻟﻴ ـ ــﻪ‬
‫؛ﻷن ﻋﻼﻗـ ــﺔ اﻻﻧﺴـ ــﺎن ﺑﻮﻃﻨـ ــﻪ ﻋﻼﻗـ ــﺔ ﺑﺎﻃﻨﻴـ ــﺔ ﲪﻴﻤﻴـ ــﺔ ﺗﺘﺠـ ــﺎوز ﻛـ ــﻞ اﳌﻌﺘﻘـ ــﺪات واﻟﺸـ ــﻌﺎﺋﺮ‬
‫ﻛﻤـ ـ ــﺎ ﻳﻘـ ـ ــﻮل ﺗﻮﻣـ ـ ــﺎ اﳊﻜـ ـ ــﻴﻢ ‪ ،‬وﻻن)) اﻟـ ـ ــﻮﻃﻦ ﻣﺜـ ـ ــﻞ اﷲ ﺣﺎﺿـ ـ ــﺮ ﰲ ﺿـ ـ ــﻤﺎﺋﺮﺣﱴ اﺑﻨﺎﺋـ ـ ــﻪ‬
‫اﳌﻠﺤﺪﻳﻦ ﺑﻪ(()‪.(١٢‬‬
‫وﲟـ ـ ـ ــﺎ أن اﻟﺒﻄـ ـ ـ ــﻞ ﺷﺨﺼـ ـ ـ ــﻴﺔ ﺗﻜـ ـ ـ ــﺘﻆ ﺑﺎﻟﺼ ـ ـ ـ ـﺮاﻋﺎت واﻻﺣـ ـ ـ ــﻼم واﻻﺳ ـ ـ ـ ـﺮار واﻟﺮﻏﺒـ ـ ـ ــﺎت‬
‫واﳍـ ـ ـ ـﻮاﺟﺲ ‪،‬وﻻن ﺗﻜﺘ ـ ـ ــﻴﻢ اﻻﺷ ـ ـ ــﻴﺎء ﺗﻄﻔ ـ ـ ــﻮ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺴ ـ ـ ــﻄﺢ داﺋﻤ ـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ـ ــﺬا ﻓ ـ ـ ــﺎن اﻟﺼ ـ ـ ــﻮت‬
‫ﻳﻼﺣﻖ اﻟﺒﻄﻞ اﻳﻨﻤﺎ ﺣﻞ‪.‬‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ ﺣ ـ ــﺎول اﻟﻜﺎﺗ ـ ــﺐ أن ﻳﻮﻇ ـ ــﻒ اﻟﺼ ـ ــﻮت ﻛ ـ ــﺪال رﻣ ـ ــﺰي ﻣﻌ ـ ــﺎدل ﻟﻨﻔﺴ ـ ــﻴﺔ اﻟﺒﻄ ـ ــﻞ‬
‫)ﻏﺮﻳﺐ(‪،‬ﳛ ـ ـ ـ ــﺎول اﻟﺒﻄ ـ ـ ـ ــﻞ ﻛﺒ ـ ـ ـ ــﺖ اﻟﺼـ ـ ـ ـ ـﺮاﻋﺎت اﻟﻨﻔﺴ ـ ـ ـ ــﻴﺔ ‪،‬ﻷﻧ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﻏ ـ ـ ـ ــﲑ اﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻌﺪاد‬
‫ﳌﻌﺎﻳﺸ ـ ـ ــﺘﻬﺎ ﺷ ـ ـ ــﻌﻮرﻳﺎ ‪،‬اﻷان ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻀ ـ ـ ــﻐﻮط اﻟﻨﻔﺴ ـ ـ ــﻴﺔ ﺗﺘﺤ ـ ـ ــﻮل اﱃ ﺻ ـ ـ ــﻮت ﻳﻨﺎدﻳ ـ ـ ــﻪ ﺑ ـ ـ ــﲔ‬
‫اﳊـ ــﲔ واﻻﺧ ـ ــﺮ ﻳﺴ ـ ــﺘﻔﺰﻩ وﳜﻨﻘـ ــﻪ ‪،‬وﳜ ـ ــﺮق اﻧﺴ ـ ــﺠﺎﻣﻪ ﻣ ـ ــﻊ اﳊﻴـ ــﺎة ‪،‬ﻳﺴ ـ ــﺘﺠﻴﺐ اﻟﺒﻄ ـ ــﻞ ﳍ ـ ــﺬا‬
‫اﳌﺜﲑ ﻓﺘﺘﺤﻮل ﺣﻴﺎﺗﻪ اﱃ ﻣﻌﺎﻧﺎة ﺑﻌﺪ أن ﻳﺘﻜﺮراﳊﺪث ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار وﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻳﻌـ ـ ـﺪ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺼ ـ ــﻮت )اﻟﻨ ـ ــﺪاء اﳋﻔ ـ ــﻲ( ﻧﻘﻄ ـ ــﺔ إﺛ ـ ــﺎرة اﳊ ـ ــﺪث ﰲ اﻟﺮواﻳ ـ ــﺔ ﻓﻀـ ـ ـﻼً ﻋ ـ ــﻦ‬
‫ﻛﻮﻧـ ــﻪ ﻣﻌﺎﳉـ ــﺔ دراﻣﻴـ ــﺔ ﺗﻜﺸـ ــﻒ ﻋـ ــﻦ ﺣﻘـ ــﺎﺋﻖ ﻣﻀـ ــﻤﺮة ﻳﻌـ ــﺎﱐ ﻣﻨﻬـ ــﺎ اﻟﺒﻄـ ــﻞ ‪ ،‬وﻫـ ــﺬا ﻳﻌـ ــﲏ‬
‫أن اﻟﻜﺎﺗ ـ ـ ــﺐ ﻻ ﻳﻜﺘﻔ ـ ـ ــﻲ ﺑﻌ ـ ـ ــﺮض ﻣ ـ ـ ــﺎ ﳚ ـ ـ ــﺮي ﰲ أﻋﻤ ـ ـ ــﺎق اﻟﺒﻄ ـ ـ ــﻞ ‪ ،‬إﳕ ـ ـ ــﺎ أراد أن ﻳﺴ ـ ـ ــﻤﻊ‬
‫اﳌﺘﻠﻘﻲ ﺻﺪى ﻣﺎ ﳚﺮي ﻫﻨﺎك ‪.‬‬
‫ان ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﺼـ ـ ــﻮت ﻫـ ـ ــﻮ أﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ــﻦ ﺻـ ـ ــﻮت اﻟﺒﻄـ ـ ــﻞ رﲟـ ـ ــﺎ ﻫـ ـ ــﻮ ﺻـ ـ ــﻮت اﻟﻀـ ـ ــﻤﲑ ‪ ،‬إذ إن‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ـﻮازع اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﲏ‪ ،‬واﻷﺧﻼﻗ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬واﻻﺟﺘﻤ ـ ـ ــﺎﻋﻲ ﳛ ـ ـ ــﺘﻢ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺒﻄ ـ ـ ــﻞ أن ﻳﺸ ـ ـ ــﺎرك أﺧ ـ ـ ــﺎﻩ ‪،‬‬
‫وﻳﻨﺠﺪﻩ ﺣﱴ وﻟﻮ ﻛﺎن ﺑﻌﻴﺪاً ﻋﻨﻪ‪.‬‬
‫ﻳﻘـ ــﻮل اﻟﺼـ ــﻮت‪" :‬ﻏﺮﻳـ ــﺐ أﳊﻘـ ــﲏ ﻳـ ــﺎ أﺧـ ــﻲ ﺗﻌـ ــﺎل ‪ ...‬أرﺟـ ــﻮك أﻧﻘـ ــﺬﱐ ﻣـ ــﻦ اﻟﻀـ ــﻴﺎع‬
‫واﳌﻮت أﻧﺎ أﺧﻮك ﻳﺎ ﻏﺮﻳﺐ ‪ ...‬أﻧﺎ ﺗﻮأﻣﻚ أرﺟﻮك ﺧﻠﺼﲏ ‪ ،‬أرﺟﻮك" )‪. (١٣‬‬

‫‪95‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫ﺑ ـ ــﺪا اﻟﺒﻄ ـ ــﻞ اﺛ ـ ــﺮ اﻟﺘﺼ ـ ــﻌﻴﺪات ﻳﺘﺄﻣ ـ ــﻞ ذاﺗ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ اﻟ ـ ــﺪاﺧﻞ ‪ ،‬وﻳﻨﺼ ـ ــﺖ ﳍ ـ ــﺎ ‪ ،‬ﺑﻌ ـ ــﺪ أن‬
‫اﺗﺴـ ــﻘﺖ روﺣـ ــﻪ ﻣـ ــﻊ ذاﺗـ ــﻪ ‪ ،‬ﺑـ ــﺪا ﺿـ ــﻤﲑﻩ ﻳﻌـ ــﺎودﻩ ﺑـ ــﲔ اﳊـ ــﲔ واﻵﺧـ ــﺮ ‪ ،‬ﻟـ ــﺬا ﻧ ـ ـﺮاﻩ ﻳﺴـ ــﻤﻊ‬
‫ﻫﺬﻩ اﻷﺻﻮات اﻟﱵ رﲟﺎ ﺗﻜﻮن ﺟﻮاﺑﺎً ﻋﻦ أﺳﺌﻠﺔ ﻛﺎن ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ‪.‬‬
‫ﻳﻘـ ـ ــﻮل‪" :‬اﺳـ ـ ــﺘﻴﻘﻈﺖ ﻓﺰﻋ ـ ـ ـﺎً ُ◌ ﻋﻠـ ـ ــﻰ رﻧـ ـ ــﲔ اﳍـ ـ ــﺎﺗﻒ ‪ ...‬ﻗﻔـ ـ ــﺰت ﻣﺮﺗﻌﺒ ـ ـ ـﺎً ﻣﺘﻠﻬﻔ ـ ـ ـﺎً ‪...‬‬
‫رﻓﻌ ـ ـ ــﺖ اﻟﺴ ـ ـ ــﻤﺎﻋﺔ وأﻧ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻳﻘ ـ ـ ــﲔ اﻧ ـ ـ ــﻪ اﳌﺴﺘﺸ ـ ـ ــﻔﻰ ‪ ...‬ﲰﻌ ـ ـ ــﺖ اﺳ ـ ـ ــﺘﻐﺎﺛﺔ أرﻋﺒﺘ ـ ـ ــﲏ ‪،‬‬
‫وﲨﺪت دﻣﻲ ‪ ،‬ﻛﺎن ﺻﻮﺗﺎً ﳐﻨﻮﻗﺎً وﺻﺎرﺧﺎً" )‪.(١٤‬‬
‫ﻳﺼـ ــﻒ اﻟﺒﻄـ ــﻞ ﺻـ ــﻮت )اﻟﺘ ـ ـﻮأم( ﺑﺄﻧـ ــﻪ ﻛـ ــﺎن ﳐﻨﻮﻗ ـ ـﺎً وﺻـ ــﺎرﺧﺎً ‪ ،‬ﲟـ ــﺎ أن ﻧـ ــﱪة اﻟﺼـ ــﻮت‬
‫ﳍ ـ ــﺎ ﺗ ـ ــﺄﺛﲑ ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻻﺗﺼ ـ ــﺎل ﺑ ـ ــﲔ اﳌﺮﺳ ـ ــﻞ واﳌﺴ ـ ــﺘﻘﺒﻞ ‪ ،‬وﻣ ـ ــﻦ ﰒ ﲢ ـ ــﺪد ﻧ ـ ــﻮع‬
‫اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـ ــﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤـ ــﺎ ‪ ،‬ﻓـ ــﺎن ﻫـ ــﺬا اﳌﻠﻔـ ــﻮظ )اﻟﺼـ ــﻮت(‪ ،‬ووﻗﻌـ ــﻪ ﰲ اﻟـ ــﻨﻔﺲ ﻟـ ــﻪ اﺛـ ــﺮ‬
‫ﻛﺒـ ــﲑ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟﺒﻄ ـ ــﻞ اﻟﺴ ـ ــﺎﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ واﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴـ ــﺔ ‪ ،‬إذ ﻳﺘﻀ ـ ــﺢ ﻟﻨ ـ ــﺎ وإﺳ ـ ـﺘﻨﺎداً إﱃ ﻛ ـ ــﻞ‬
‫ﻫـ ـ ــﺬا إن اﻟﺼـ ـ ــﻮت ﻗـ ـ ــﺪ وﻟـ ـ ــﺪ ﻟـ ـ ــﺪى اﻟﺒﻄـ ـ ــﻞ اﻟﻔـ ـ ــﺰع واﻟﺮﻋـ ـ ــﺐ ‪ ،‬وﺧﻠـ ـ ــﻖ ﻧﻮﻋ ـ ـ ـﺎً ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﺘـ ـ ــﻮﺗﺮ‬
‫وأﻋﻄ ـ ـ ــﻰ ﺟـ ـ ـ ـﻮاً اﺳ ـ ـ ــﺘﻔﺰازﻳﺎً ‪ ،‬ﻷن رﻧ ـ ـ ــﲔ اﳍ ـ ـ ــﺎﺗﻒ ﰲ ﺳ ـ ـ ــﺎﻋﺔ ﻣﺘ ـ ـ ــﺄﺧﺮة ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻠﻴ ـ ـ ــﻞ ﻳﺒﻌ ـ ـ ــﺚ‬
‫اﳋ ـ ــﻮف واﻟﻔ ـ ــﺰع ‪ ،‬أﻣ ـ ــﺎ ﻗﻮﻟ ـ ــﻪ " ﻗﻔ ـ ــﺰت ﻣﺮﺗﻌﺒ ـ ـﺎً ﻣﺘﻠﻬﻔ ـ ـﺎً " ﻓﻘ ـ ــﺪ اﺟﺘﻤ ـ ــﻊ اﻟﺘﻀ ـ ــﺎدان اﳋ ـ ــﻮف‬
‫ﻣـ ـ ــﻦ ﺣـ ـ ــﺪوث ﻣﻜـ ـ ــﺮوﻩ ‪ ،‬واﻟﻠﻬﻔـ ـ ــﺔ ﳌﻌﺮﻓـ ـ ــﺔ ﺳـ ـ ــﺒﺐ رﻧـ ـ ــﲔ اﳍـ ـ ــﺎﺗﻒ‪ .‬رﲟـ ـ ــﺎ ﻷن اﻟﺒﻄـ ـ ــﻞ ﻛـ ـ ــﺎن‬
‫ﻣﻨﺘﻈﺮاً ﻫﺎﺗﻔﺎً ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ‪.‬‬
‫ﺗﺘﻌﻘ ـ ــﺪ اﳉﻤ ـ ــﻞ اﻟﻮﺻ ـ ــﻔﻴﺔ‪ ،‬وﺗﺴ ـ ــﺘﻄﻴﻞ ﻣ ـ ــﺮة أﺧ ـ ــﺮى ‪ ،‬إذ ﺗﺘ ـ ــﺪرج ﻫﻴﺌ ـ ــﺔ وﺻ ـ ــﻒ اﻟﺒﻄ ـ ــﻞ‬
‫ﻟﻨﻔﺴ ـ ــﻪ‪ ،‬إذ ﻳﻀ ـ ــﺎف إﱃ اﻟﻮﺻ ـ ــﻒ ﺑﻌ ـ ــﺪ اﻟﻔ ـ ــﺰع واﻟﺮﻋ ـ ــﺐ ﺻ ـ ــﺮﺧﺔ ﻏﻀ ـ ــﺐ ﻣﻜﺘﻮﻣ ـ ــﺔ وﻫ ـ ــﺬا‬
‫دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺎﺟﺞ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺒﻄﻞ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻳﻘ ـ ـ ــﻮل‪" :‬أﺗ ـ ـ ــﺎﱐ ﻟﲑﻋﺒ ـ ـ ــﲏ ﺑﺼ ـ ـ ــﻮﺗﻪ اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﻐﻴﺚ ‪ ...‬اﻧﺘﺒﻬ ـ ـ ــﺖ إﱃ اﻟﺴ ـ ـ ــﻤﺎﻋﺔ ﱂ ﺗﻜ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﺑﻴـ ــﺪي ﻓﻤـ ــﻦ أﻳـ ــﻦ أﺗـ ــﺎﱐ اﻟﺼـ ــﻮت إذن؟ ‪ ...‬رأﺳـ ــﻲ ﻛـ ــﺎن ﻣﺴـ ــﺘﻠﻘﻴﺎً ﲜﺎﻧـ ــﺐ اﻟﺴـ ــﻤﺎﻋﺔ ﺑﻌـ ــﺪ‬
‫أن أﺳ ـ ـ ــﻘﻄﺖ اﳍ ـ ـ ــﺎﺗﻒ ﻣﻌ ـ ـ ــﻲ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻷرض ‪ .‬ﺷ ـ ـ ــﻌﺮت ﺑﻨ ـ ـ ـ ـﲑان ﻗ ـ ـ ــﺪ ﺷ ـ ـ ــﺒﺖ ﰲ ﻋﻴ ـ ـ ــﲏ ‪،‬‬
‫)‪(١٥‬‬
‫اﻧﻄﻠﻘـ ــﺖ ﻣـ ــﲏ ﺻـ ــﺮﺧﺔ ﻏﻀـ ــﺐ ﻣﻜﺘﻮﻣـ ــﺔ ﻟﻜـ ــﻦ ﻧـ ــﺪاءات اﻻﺳـ ــﺘﻐﺎﺛﺔ ﺻـ ــﻤﺘﺖ ﻓﺠـ ــﺄة"‬
‫ﰒ ﻳﺼﺒﺢ ﻫﺬا اﻟﻨﺪاء ﻛﺎرﺛﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺒﻄﻞ‪.‬‬
‫ﻳﻘ ـ ــﻮل‪ " :‬إن ﻛ ـ ــﺎرﺛﱵ اﳊﻘﻴﻘﻴ ـ ــﺔ ﱂ ﺗﻜ ـ ــﻦ اﳊ ـ ــﺮب ‪ ،‬ﺑ ـ ــﻞ ﻫ ـ ــﺬا اﳍ ـ ــﺎﺗﻒ اﻟﻠﻌ ـ ــﲔ اﻟ ـ ــﺬي‬
‫ﱂ ﻳﺘﻮﻗﻒ" )‪.(١٦‬‬

‫‪96‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫وﺑـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻨـ ـ ـ ــﺪاء ﻳﻄ ـ ـ ـ ــﺎردﻩ ﺣـ ـ ـ ــﱴ ﰲ اﻷﺣ ـ ـ ـ ــﻼم‪" :‬ﻗـ ـ ـ ــﺮرت أن اﻗﻄ ـ ـ ـ ــﻊ اﳍـ ـ ـ ــﺎﺗﻒ ﻟﻜ ـ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﻨﺪاءات راﺣﺖ ﺗﺄﺗﻴﲏ ﰲ اﻷﺣﻼم" )‪.(١٧‬‬
‫ﻻ ﻳﺸ ــﻌﺮ اﻟﺒﻄ ــﻞ ﺑﻨﻔﺴ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ أﻧﱠ ــﻪ ﺷ ــﺨﺺ ﻛﻠ ــﻲ ‪ ،‬ﺑ ــﻞ أﻧﱠ ــﻪ ﺷ ــﺨﺺ ﻣﻨﻘﺴ ــﻢ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫ذاﺗ ــﻪ وﳑ ــﺰق ﻳﻌ ــﺎﱐ ﻣ ــﻦ اﻟﺘﻨﺎﻗﻀ ــﺎت‪ ،‬وﻫ ــﺬا ﻳ ــﺆﺛﺮ ﻋﻠ ــﻰ ﻧﺸ ــﺎط دﻣﺎﻏ ــﻪ وﻣ ــﻦ ﰒ ﻳ ــﺆﺛﺮ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫ﺳـ ــﻠﻮﻛﻪ ‪ ،‬ﻟـ ــﺬا ﻧ ـ ـﺮاﻩ ﳛـ ــﺲ ﺑﺘﺄﻧﻴـ ــﺐ اﻟﻀـ ــﻤﲑ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﺮﻏﻢ ﻣـ ــﻦ ﺷـ ــﻌﻮرﻩ ﺑﺎﻷﻟﻔـ ــﺔ واﳊﻤﻴﻤﻴـ ــﺔ‬
‫اﲡﺎﻩ ﻫﺬا اﻟﺼﻮت ‪.‬‬
‫ﻳﻘـ ـ ــﻮل‪" :‬ﻗﺒـ ـ ــﻞ أن أﺻ ـ ـ ــﺤﻮ ﲤﺘـ ـ ــﺪ اﺳ ـ ـ ــﺘﻐﺎﺛﺎت ﺗ ـ ـ ـﻮأﻣﻲ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺷ ـ ـ ــﻜﻞ أﺻـ ـ ــﺎﺑﻊ ﻃﻮﻳﻠ ـ ـ ــﺔ‬
‫ذات ﳐﺎﻟـ ـ ــﺐ ﻣـ ـ ــﻦ ورﻳﻘـ ـ ــﺎت اﻟﻘﺮﻧﻔـ ـ ــﻞ ‪ ،‬ﲢﺎﺻـ ـ ــﺮﱐ وﺗﻠﺘـ ـ ــﻒ ﻋﻠـ ـ ــﻰ رأﺳـ ـ ــﻲ رﻏـ ـ ــﻢ ﺷـ ـ ــﻌﻮري‬
‫ﺑﻠـ ــﺬة ﻋﻄﺮﻫـ ــﺎ‪ ،‬وﺷـ ــﻔﺎﻓﻴﺔ ﻟﻮ ـ ــﺎ إﻻ أﱐ أﺣﺴـ ــﻬﺎ ﲣﻨﻘـ ــﲏ ﻗﺒـ ــﻞ أن أﻓﻘـ ــﺪ أﻧﻔﺎﺳـ ــﻲ اﻷﺧـ ــﲑة ‪،‬‬
‫اﺳﺘﻴﻘﻆ ﻣﺒﻠﻼً ﺑﻌﺮق اﻹﰒ واﻟﻌﺎر" )‪.(١٨‬‬
‫ان اﻟﺸ ـ ــﻌﻮر ﺑﺎﻷﻟﻔ ـ ــﺔ واﳊﻤﻴﻤﻴ ـ ــﺔ دﻟﻴ ـ ــﻞ ﻋﻠ ـ ــﻰ أن اﻟﻜﺎﺗ ـ ــﺐ ﻛ ـ ــﺎن ﺣﺮﻳﺼ ـ ـﺎً ﻋﻠ ـ ــﻰ اﲣ ـ ــﺎذ‬
‫ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﺒﻄﻞ واﳌﺘﻜﻠﻢ ‪.‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ ﻃﺒﻴﻌ ـ ــﺔ اﻟﺼ ـ ــﻮت )ﻛ ـ ــﺎن ﳐﻨﻮﻗـ ـ ـﺎً و ﺻ ـ ــﺎرﺧﺎً( ﻓ ـ ــﺎن ﺳ ـ ــﻠﻄﺔ اﳋﻄ ـ ــﺎب ﻻ ﳝﻜﻨﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﺗﻌﻴـ ــﲔ ﺷـ ــﻲء آﺧـ ــﺮ ﺳـ ــﻮى إﺛـ ــﺎرة ﻣﺜـ ــﻞ ﻫـ ــﺬا اﻟﺼـ ــﻮت ‪ .‬ﻻن ﻃﺒﻴﻌـ ــﺔ اﳌﻮﺿ ـ ـﻮع ﲢـ ــﺘﻢ ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫اﳌﻨ ـ ــﺎدي أن ﻳﻜ ـ ــﻮن ﺻ ـ ــﻮﺗﻪ ﺻ ـ ــﺎرﺧﺎً ﻟﻠﺪﻻﻟ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧﱠـ ــﻪ ﰲ أزﻣ ـ ــﺔ ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ أن ﻳﺘﺨﻄﺎﻫ ـ ــﺎ‬
‫ﻛﻤـ ــﺎ إن ﻫـ ــﺬا اﻻﺗﺼـ ــﺎل ﻳﻌـ ــﺰز ﻣـ ــﺎ ﳝﺘﻠﻜـ ــﻪ اﻟﺼـ ــﻮت )اﻟﻀـ ــﻤﲑ( ﻣـ ــﻦ ﺳـ ــﻠﻄﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺒﻄـ ــﻞ‬
‫وﻫـ ــﺬا ﺑﻄﺒﻴﻌـ ــﺔ اﳊـ ــﺎل ﳛـ ــﺪد اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـ ــﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤـ ــﺎ‪ ،‬وﻛﻠﻤـ ــﺎ ﺗﻮﻏﻠﻨـ ــﺎ ﰲ ﻗ ـ ـﺮاءة اﻟﺮواﻳـ ــﺔ‬
‫ﻳﺰداد اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻷﻟﻔﺔ ﺑﲔ اﻟﺒﻄﻞ وﺗﻮأﻣﻪ اﳌﻔﻘﻮد ‪.‬‬
‫ﻳـ ـ ــﺆدي اﻟﺼـ ـ ــﻮت ﻣﻬﻤـ ـ ــﺔ اﻟﻮﺳـ ـ ــﻴﻂ ﺑـ ـ ــﲔ اﻟﺒﻄـ ـ ــﻞ وﻣﺎﺿـ ـ ــﻴﻪ وﻋﻼﻗﺘـ ـ ــﻪ ﺑﺎﳊﺎﺿـ ـ ــﺮ ﻓﻬـ ـ ــﻮ‬
‫ﻳﺮﺑﻂ ﺑﲔ وﻻدة زوﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬إﻋﻼن اﳊﺮب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮاق ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ‪.‬‬
‫ﻳﻘ ـ ــﻮل "اﻟﻠﻴ ـ ــﺎﱄ ﱂ ﺗﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎل وﻣ ـ ــﺎرﻟﲔ ﱂ ﺗﻠ ـ ــﺪ وأﺧﺒ ـ ــﺎر اﻟﻌ ـ ـﺮاق ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﲣ ـ ــﺮق أذﱐ‬
‫رﻏﻤﺎً ﻋﲏ‪ ،‬وﻧﺪاءات ﺗﻮأﻣﻲ ﱂ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺑﻞ ازدادت ﻋﺪداً وﺣﺪة" )‪. (١٩‬‬
‫رﲟـ ــﺎ أراد اﻟﻜﺎﺗـ ــﺐ ﻫﻨـ ــﺎ أن ﻳﻄـ ــﺮح ﻫـ ــﺬا اﻟﺸـ ــﻌﺎر‪" :‬اﳊـ ــﺮب ﻋﻨـ ــﺪ اﻟﺮﺟـ ــﻞ ﻛـ ــﺎﳌﺮأة ﻋﻨـ ــﺪ‬
‫اﳊﻤﻞ" ‪.‬‬
‫ﺗﺒـ ـ ــﺪأ ﰲ رواﻳـ ـ ــﺔ )ﺧـ ـ ــﻮف (رﺣـ ـ ــﻼت اﻟ ـ ـ ـﺮاوي اﱃ ﻓﻀـ ـ ــﺎء ﻋﺸـ ـ ــﺘﺎر ﺑﺼـ ـ ــﺤﺒﺔ ﻣﺮﺷ ـ ـ ــﺪﺗﻪ‬
‫)ﲰـ ــﺎء(اﺛﺮ ﺻـ ــﻮت ﺧﺎﻓـ ــﺖ ﺟـ ــﺎءﻩ ﻳﻘـ ــﻮل ﻛﻨـ ــﺖ ﰲ ﺗﻠـ ــﻚ اﻟﻠﻴﻠـ ــﺔ ﻧﺎﺋﻤـ ــﺎ ﰲ ﺳ ـ ـﺮﻳﺮي ﻋﻨـ ــﺪﻣﺎ‬

‫‪97‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫ﺟ ـ ــﺎ ءﱐ اﻟﺼ ـ ــﻮت ﺧﺎﻓﺘ ـ ــﺎ ﻳﻘ ـ ــﻮل ‪:‬ا ـ ــﺾ ﻳﺎﻫ ـ ــﺬا اﳌﺘﻜﺮرﻣﺜ ـ ــﻞ اﳌﻠ ـ ــﺢ ‪،‬ﻣﺜ ـ ــﻞ اﻟ ـ ــﺜﻠﺞ ‪،‬ا ـ ــﺾ‬
‫ﻳﺎﻫﺬا اﳌﺘﺪﺛﺮ ﺑﺎﻟﻐﺮﺑﺔ‬
‫ﻗﻢ واﻧﻔﺾ ﻋﻦ دﻣﻚ ﻏﺒﺎر اﻟﺪﻫﺮ‬
‫ﻗﻢ ﻳﺎﻣﺮآة اﻟﺸﺤﻮب اﱃ ﻣﱴ ﺳﺘﻈﻞ ﺗﻔﻄﺮ ﺻﻤﺘﺎ ؟‬
‫اﱃ أن ﺗـ ـ ــﺬوب ‪...‬اﻏﻤﻀـ ـ ــﺖ ﻋﻴـ ـ ــﲏ واﳋـ ـ ــﻮف ﻳـ ـ ــﺪﺛﺮﱐ ﺑـ ـ ــﺎﳋﻮف ‪،‬وﺟﺴـ ـ ــﺪي ﻳﻨـ ـ ــﺰف‬
‫ﺑﺮدا وﻋﺮﻗﺎ(()‪.(٢٠‬‬
‫ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻟﺼـ ـ ـ ــﻮت اﳋﺎﻓـ ـ ـ ــﺖ دﻟﻴـ ـ ـ ــﻞ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﳊﻤﻴﻤﻴـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺸـ ـ ـ ــﻌﻮر ﺑﺎﻻﻟﻔـ ـ ـ ــﺔ ‪،‬وﻳﺒـ ـ ـ ــﺪو أن‬
‫)‪(٢١‬‬
‫ارﺗﻌـ ـ ــﺎش اﳉﺴـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ــﻦ اﳋـ ـ ــﻮف ‪،‬وﻧﺰﻓـ ـ ــﻪ ﺑـ ـ ــﺮدا وﻋﺮﻗـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﻦ ﻋﻼﻣـ ـ ــﺎت اﻟﻄﻠـ ـ ــﻖ اﻟﺮوﺣـ ـ ــﻲ‬
‫‪،‬وﻳﺘﺤـ ــﻮل ﻫـ ــﺬا اﻟﺼـ ــﻮت اﳋﺎﻓـ ــﺖ اﱃ واﻗـ ــﻊ ﻳـ ــﺆﻣﻦ ﺑـ ــﻪ اﻟﺒﻄـ ــﻞ ﺑﻌـ ــﺪ أن اﻗﱰﺑـ ــﺖ ﻣﻨـ ــﻪ ﲰـ ــﺎء‬
‫ﻳﻘ ـ ـ ــﻮل ‪)) :‬وﺿ ـ ـ ــﻌﺖ ﻳ ـ ـ ــﺪﻫﺎ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻳ ـ ـ ــﺪي ‪،‬وﻗﺎﻟ ـ ـ ــﺖ ﻻﲣ ـ ـ ــﻒ ﺟﺌ ـ ـ ــﺖ ﻵﺧ ـ ـ ــﺬك اﱃ ﻋ ـ ـ ــﺎﱂ‬
‫اﻟﺴﺤﺮ ‪،‬ﺳﱰﺣﻞ ﻣﻌﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ اﱃ ﻋﺎﱂ ﻣﺪﻫﺶ و ﻲ (()‪. (٢٢‬‬
‫وﻳ ـ ـ ــﺮى ﻋﻠﻤ ـ ـ ــﺎء اﻟ ـ ـ ــﻨﻔﺲ أن اﻟ ـ ـ ــﺮﺣﻼت اﻟﻔﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ اﻟﻮﳘﻴ ـ ـ ــﺔ ﻫ ـ ـ ــﻲ ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺎت ﻻواﻋﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺗﻨﺸ ـ ــﺄﻣﻦ أوﺿ ـ ــﺎع ﺳ ـ ــﺎﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺿ ـ ــﺎﻏﻄﺔ ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ ﲢﻘﻴ ـ ــﻖ اﻻﺳ ـ ــﺘﻘﺮار اﻟﻨﻔﺴ ـ ــﻲ ‪،‬وﺣ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﺘ ــﻮﺗﺮ اﻻﺟﺘﻤ ــﺎﻋﻲ ‪،‬واﻟﺘﻨﻔ ــﻴﺲ ﻋ ــﻦ ﳐ ــﺎوف اﻟ ــﻨﻔﺲ ﻟﺘﺴ ــﺘﻌﻴﺪ ﺗﻮاز ــﺎ ﺑﻌ ــﺪ ﻣﻌﺎﻧ ــﺎة وﻗﻠ ــﻖ‬
‫ﻓﺘﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ وﻗﻮاﻧﻴﻨﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻳﺴـ ـ ـ ــﺘﻌﲔ ﻫﺎﺷـ ـ ـ ــﻢ ﻏﺮاﻳﺒـ ـ ـ ــﺔ ﰲ رواﻳﺘـ ـ ـ ــﻪ )اﳌﻘﺎﻣـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺮﻣﻠﻴـ ـ ـ ــﺔ ( ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟﺮﺣﻼت اﻻرﺿـ ـ ـ ــﻴﺔ ‪،‬اذ‬
‫ﺗﺘﻀ ـ ــﻤﻦ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ـ ــﺔ رﺣﻠﺘ ـ ــﲔ أرﺿ ـ ــﻴﺘﲔ ﻟﺒﻄ ـ ــﻞ اﻟﺮواﻳ ـ ــﺔ )اﳋﻤ ـ ــﻴﺲ ﺑ ـ ــﻦ اﻻﺣﻮص(وﺗﺒ ـ ــﺪأ‬
‫ﺑﻨـ ـ ــﺪاء ﻏﺎﻣﺾ‪،‬اﻟﺮﺣﻠ ـ ـ ــﺔ اﻻوﱃ رﺣﻠـ ـ ــﺔ اﻟﺒﺤ ـ ـ ــﺚ ﻋ ـ ـ ــﻦ اﻣـ ـ ــﻪ اﻟﺜﺮﻳ ـ ـ ــﺎ ‪،‬واﻟﺜﺎﻧﻴـ ـ ــﺔ رﺣﻠ ـ ـ ــﺔ اﻷﺧ ـ ـ ــﺬ‬
‫ﺑﺎﻟﺜ ـ ـ ــﺎﺋﺮ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻋﺒ ـ ـ ــﺎس اﻟ ـ ـ ــﺮواج ﻗﺎﺗ ـ ـ ــﻞ أﺑﻴ ـ ـ ــﻪ ‪،‬وﺳ ـ ـ ــﺎرق اﻣ ـ ـ ــﻪ وﳝﻜ ـ ـ ــﻦ أن ﻧﺴ ـ ـ ــﺘﻌﺮض ﻫ ـ ـ ــﺎﺗﲔ‬
‫اﻟﺮﺣﻠﺘﲔ ﻛﺎﻻﰐ‪:‬‬
‫ﰲ اﻟﺮﺣﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻوﱃ ﻳﺴـ ـ ـ ـ ــﻤﻊ اﻟﺒﻄـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻧﺪاءﻏﺎﻣﻀـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛﺄﻧـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺻـ ـ ـ ـ ــﻮت اﳋﻤـ ـ ـ ـ ــﻴﺲ ﺑـ ـ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻻﺣـ ــﻮص ﻳﻘـ ــﻮل ‪)) :‬ﺗﺴـ ــﻠﻞ اﱃ داﺧﻠـ ــﻲ ﺻـ ــﺪى ﻧـ ــﺪاء ﻏـ ــﺎﻣﺾ ﻋـ ــﱪ ﻇـ ــﻼم داﻣـ ــﺲ ﻛﺄﳕـ ــﺎ‬
‫ﻫ ـ ــﻮ ﺻ ـ ــﻮت اﳋﻤ ـ ــﻴﺲ ﺑ ـ ــﻦ اﻻﺣ ـ ــﻮص ﻳ ـ ــﱰدد داﺧﻠ ـ ــﻲ ﻣﻨﺎدﻳ ـ ــﺎ أﻣ ـ ــﺮ ﻛ ـ ــﺎن ‪..‬أﻣ ـ ــﺮ ﻳﻜ ـ ــﻮن‬
‫‪..‬أﻣ ـ ــﺮ ﻻﻳﻜ ـ ــﻮن اﺑ ـ ــﺪا(()‪ (٢٣‬ﻳﺘﺤ ـ ــﻮل ﺑﻌ ـ ــﺪ ذﻟ ـ ــﻚ اﱃ ﻫﻴﺌ ـ ــﺔ اﳋﻤ ـ ــﻴﺲ ﺑ ـ ــﻦ اﻻﺣ ـ ــﻮص ﻣ ـ ــﻦ‬
‫دون ﺻﻮﺗﻪ‬

‫‪98‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫ﻳﻘ ـ ــﻮل ‪)) :‬اﻧﺴ ـ ــﺖ ﺻ ـ ــﻮﺗﺎ ‪،‬رأﻳ ـ ــﺖ اﳋﻤ ـ ــﻴﺲ ﺑ ـ ــﻦ اﻻﺣ ـ ــﻮص ﺑ ـ ــﻼ ﻣﻼﻣ ـ ــﺢ واﺿ ـ ــﺤﺔ‬
‫ﻓﺼﺮﺧﺖ ﻣﻦ أﻧﺖ ؟‬
‫اﻧﺘﺼـ ـ ــﺐ ﻋﻤـ ـ ــﻮد ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﺮﻣـ ـ ــﻞ ﻣﺎﻟﺒـ ـ ــﺚ أن أﺳـ ـ ــﻔﺮ ﻋـ ـ ــﻦ رﺟـ ـ ــﻞ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻫﻴﺌـ ـ ــﱵ ‪..‬ﻛﺄﳕـ ـ ــﺎ‬
‫اﻟﺮﻣﻞ ﻣﺮآة ﻟﻜﻦ ﺻﻮﺗﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺻﻮﰐ (()‪. (٢٤‬‬
‫ﰒ ﻳﻈﻬ ـ ـ ــﺮ اﳌﺮاﻓ ـ ـ ــﻖ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻫﻴﺌ ـ ـ ــﺔ ﺻ ـ ـ ــﻨﻢ اﲰﻬ ـ ـ ــﺎ اﻟ ـ ـ ــﻼس)‪ (٢٥‬ﺻ ـ ـ ــﻨﻌﻬﺎ اﳋﻤ ـ ـ ــﻴﺲ ﺑ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻻﺣ ــﻮص ﻣ ــﻦ اﻟﺘ ــﱪ اﻟ ــﺬي أﻋﻄﺘ ــﻪ ﻟ ــﻪ اﻣ ــﻪ وﺧﻠﻄﻬ ــﺎ ﺑﺎﻟﺮﻣ ــﻞ ‪،‬وﺻ ــﲑﻫﺎ ﺻ ــﻨﻤﺎ ﺗﺸ ــﺒﻪ اﻣ ــﻪ‬
‫اﻟﺜﺮﻳ ـ ــﺎ ﻳﻘ ـ ــﻮل ‪)) :‬ﺻـ ـ ـﲑﺗﻪ ﺻ ـ ــﻨﻤﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺷ ـ ــﻜﻞ أﻣ ـ ــﻲ اﻟﺜﺮﻳ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻸﻷ اﻟﺘﻤﺜ ـ ــﺎل ﲢ ـ ــﺖ ﺿ ـ ــﻮء‬
‫اﻟﻘﻤ ـ ـ ــﺮ ‪،‬واﻧﺘﺼ ـ ـ ــﺐ ﻣﺘﺒﺎﻫﻴ ـ ـ ــﺎ ﺑﺴ ـ ـ ــﻤﺘﻪ اﻷﻧﺜ ـ ـ ــﻮي ﻓ ـ ـ ــﺄﻧﺒﻬﺮ اﻟﻘ ـ ـ ــﻮم وﺧ ـ ـ ــﺮوا راﻛﻌ ـ ـ ــﲔ ﺳ ـ ـ ــﺄﻟﲏ‬
‫أﻓﺼ ـ ـ ــﺤﻬﻢ ﻣ ـ ـ ــﺎ اﲰﻬ ـ ـ ــﺎ ﻗﻠﺖ‪:‬اﻻس‪،‬ﻗ ـ ـ ــﺎل ﺷ ـ ـ ــﻴﺨﻬﻢ ‪:‬وﳌ ـ ـ ــﺎذ اﻻس ؟ ﻓﻄﺄﻃ ـ ـ ــﺄت وﱂ أﺟ ـ ـ ــﺪ‬
‫ﺟﻮاﺑﺎ (()‪.(٢٦‬‬
‫ﻳﺘﻤ ـ ــﺎﻫﻰ اﳋﻤ ـ ــﻴﺲ ﻣ ـ ــﻊ اﻻس وﻳﺼ ـ ــﺒﺢ ﻣ ـ ــﺄﺧﻮذا ـ ــﺎ ﻳﻘ ـ ــﻮل‪)) :‬أﻧ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺄﺧﻮذ ﲜ ـ ــﻼل‬
‫اﳌﻜـ ــﺎن ﻣﺴ ـ ــﺤﻮر ﻴﺒ ـ ــﺔ ﺻـ ــﺎﺣﺐ اﻟﺰﻣ ـ ــﺎن ﻣﺘﺴ ـ ــﻠﻢ وﻣﺴـ ــﻠﻢ ﻗﻴ ـ ــﺎدي ﻟ ـ ــﻼس (( ‪.‬وﻳﺮاﻓﻘ ـ ــﻪ ﰲ‬
‫ﻫﺬﻩ اﻟﺮﺣﻠﺔ ﺟﺤﺸﻪ )ﻓﺪﻋﻮس(وﺳﻴﻔﻪ )اﻟﻔﺮق(‬
‫أﻣـ ــﺎ ﰲ اﻟﺮﺣﻠـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـ ــﺔ ﻓﱰاﻓﻘـ ــﻪ ﺷﺨﺼـ ــﻴﺎت ﲪﻴﻤﻴـ ــﺔ ﻟـ ــﻪ ﺗـ ــﺄﰐ ﻋﻨـ ــﺪ ﻣﻨﺘﺼـ ــﻒ اﻟﺮﺣﻠـ ــﺔ‬
‫ﺗﺴ ـ ــﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻛﻤ ـ ــﺎل اﻟﺮﺣﻠ ـ ــﺔ وﺗﺮﺷ ـ ــﺪﻩ ﰲ رﺣﻠﺘ ـ ــﻪ ﻛ ـ ــﺄن ﻳﻜ ـ ــﻮن ﺻ ـ ــﻮﺗﺎ ﺷ ـ ــﺒﻴﻪ ﺑﺼ ـ ــﻮت‬
‫ﺷ ـ ـ ــﺎﻣﺦ اﻟﺮﻣﻠ ـ ـ ــﻲ ﻳﻘ ـ ـ ــﻮل ‪)) :‬ﲰﻌ ـ ـ ــﺖ وﺟﻴ ـ ـ ــﺐ ﻗﻠ ـ ـ ــﺐ ﻓﺤ ـ ـ ــﻞ اﻟﻨﺨ ـ ـ ــﻞ ‪،‬ﺑﺪأﺑﻌﻴ ـ ـ ــﺪا ﰒ ﺻ ـ ـ ــﺎر‬
‫ﻳﻘ ـ ــﱰب ‪..‬ﺻ ـ ــﺎر ﺟﺴ ـ ــﻤﻲ ﺛﻘ ـ ــﻴﻼ ‪،‬وﺟﻔ ـ ــﻮﱐ ﺗﻄﺒ ـ ــﻖ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺑﻌﻀ ـ ــﻬﺎ روﻳ ـ ــﺪا روﻳ ـ ــﺪا ‪..‬اﻧﻘ ـ ــﺎذ‬
‫ﺧﻠﻒ رﺟﻞ ﻳﺘﻮﻛﺄ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺎﻩ واﻟﺪم ﻳﺴﻴﻞ ﻣﻦ ﺧﺎﺻﺮﺗﻪ وﻳﺘﻘﻄﺮ ﻣﻠﻮﻧﺎ ﳎﺮى اﳌﺎء‬
‫دم ﺗﻚ ‪..‬دم ﺗﻚ‪..‬‬
‫ﻳﻔ ـ ـ ــﺢ ﺻ ـ ـ ــﻮﰐ واﻫﻨ ـ ـ ــﺎ ‪:‬أﰊ ﻳﻠﺘﻔ ـ ـ ــﺖ اﻟ ـ ـ ــﺰوال ‪..‬اﻧ ـ ـ ــﺎدي أﰊ ﻣ ـ ـ ــﺮة أﺧ ـ ـ ــﺮى ‪..‬ﳝ ـ ـ ــﺪ ﻳ ـ ـ ــﺪﻩ‬
‫‪..‬اﻣﺴ ـ ــﻜﻬﺎ ‪..‬ﻳﺴ ـ ــﺘﺤﻴﻞ اﻟ ـ ــﺰوال ﻇ ـ ــﻞ ﳔﻠ ـ ــﺔ ﻣﻌﺘﻤ ـ ــﺎ ‪..‬أﰊ ﻳ ـ ــﺄﰐ اﻟﺼ ـ ــﺪى ﻛﻘ ـ ــﺮع اﳊﺪﻳ ـ ــﺪ‬
‫‪..‬ﻳﻘﻮل ﺻﻮت ﻳﺸﺒﻪ ﺻﻮت اﻟﺸﻴﺦ ﺷﺎﻣﺦ اﻟﺮﻣﻠﻲ‬
‫اﻣﻀـ ـ ــﻲ ﻳـ ـ ــﺎﺑﲏ ‪،‬أن ﻛﻨـ ـ ــﺖ ﺳـ ـ ــﻴﺪا ﻓﺎﲡـ ـ ــﻪ ﻳﺴـ ـ ــﺎرا ‪،‬وأن ﻛﻨـ ـ ــﺖ ﺗﺎﺑﻌـ ـ ــﺎ ﻓﺎﲡـ ـ ــﻪ ﳝﻴﻨـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﰒ‬
‫اﺧﺘﻔﻰ ﻛﻞ أﺛﺮ ‪،‬وﱂ ﺗﺒﻖ ﺣﻮﱄ اﻻ اﻟﻌﺘﻤﺔ(( )‪.(٢٧‬‬
‫وﻳ ـ ــﺄﰐ ﺻ ـ ــﻮت أﻣ ـ ــﻪ اﻟﺜﺮﻳ ـ ــﺎ اﳌﺴ ـ ــﺎﻋﺪ اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ ﰲ رﺣﻠﺘ ـ ــﻪ ﻳﻘ ـ ــﻮل ‪)) :‬رأﻳ ـ ــﺖ اﻟﺜﺮﻳ ـ ــﺎ وﻗ ـ ــﺪ‬
‫ارﺗـ ـ ــﺪت ﺛﻴـ ـ ــﺎب اﳌﻠﻮﻛﻴـ ـ ــﺔ ‪،‬وﻋﻠﻘـ ـ ــﺖ ﻗﺮﻃﻬـ ـ ــﺎ اﻟﻔﻀـ ـ ــﻲ اﻟﺮﻧـ ـ ــﺎن اﱃ اذ ـ ـ ــﺎ اﻟﻴﺴـ ـ ــﺮى ‪،‬وزﻳﻨـ ـ ــﺖ‬

‫‪99‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫ﻋﻨﻘﻬ ـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻘﻼﺋ ـ ـ ــﺪ ‪،‬وﻣﻌﺼ ـ ـ ــﻤﻴﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳ ـ ـ ــﺎور ‪،‬ورأﺳ ـ ـ ــﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘ ـ ـ ــﺎج ‪..‬ﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺖ أﻣ ـ ـ ــﻲ ‪:‬ﻃﺮﻗ ـ ـ ــﺖ‬
‫اﻟﺴـ ـ ــﻴﺪة اﻻﺑ ـ ـ ـﻮاب ﻣﻨﺰﻟﻘـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﺴـ ـ ــﻤﺎء اﱃ اﻻرض ‪..‬ﻛﻠﻤـ ـ ــﺎ ﻋـ ـ ــﱪت ﺑﺎﺑـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﻦ أﺑ ـ ـ ـﻮاب‬
‫اﻟﺴ ـ ــﻤﺎء اﳋﻤ ـ ــﺲ ﺟﺮدﻫ ـ ــﺎ اﳊـ ـ ـﺮاس ﺷ ـ ــﻴﺌﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺣﻠﻴﻬ ـ ــﺎ وﻣﻼﺑﺴ ـ ــﻬﺎ ‪..‬ﺣ ـ ــﱴ وﺻ ـ ــﻠﺖ ﺳ ـ ــﺮة‬
‫اﻻرض ﻋﺎرﻳﺔ ‪...‬اﺷﺤﺖ ﺑﻨﻈﺮي ﺧﺠﻼ ‪،‬ﻓﺠﺎء ﺻﻮت أﻣﻲ اﻟﺜﺮﻳﺎ ﻣﺸﺮوﺧﺎ وﺟﻼ‬
‫أن ﻛﻨﺖ ﻏﻨﻴﺎ ﻓﺎﲡﻪ ﻳﺴﺎرا ‪،‬وأن ﻛﻨﺖ ﻓﻘﲑا ﻓﺎﲡﻪ ﳝﻴﻨﺎ‬
‫اﲡﻬـ ـ ــﺖ ﻳﺴـ ـ ــﺎرا ‪..‬ﻓﻤـ ـ ــﺎ وﺟـ ـ ــﺪت أﻣـ ـ ــﺎﻣﻲ اﻷ ﳔﻠـ ـ ــﺔ ﻳﺘﺴـ ـ ــﺎﻗﻂ ﻋﻨﻬـ ـ ــﺎ وﺑـ ـ ــﺮ اﻟﻌﻴﺴـ ـ ــﺎء‬
‫‪،‬ﻓﺴ ـ ــﻘﻄﺖ ﻋﻠ ـ ــﻰ وﺟﻬ ـ ــﻲ ﺑ ـ ــﲔ اﻟﻨﺨﻠﺘ ـ ــﲔ وﱂ أﻋ ـ ــﺪ أرى ﺷ ـ ــﻴﺌﺎ (()‪ .(٢٨‬ﺗﺮﺷ ـ ــﺪﻩ اﱃ اﻟﻄﺮﻳ ـ ــﻖ‬
‫اﻟﺴﻠﻴﻢ ﻟﺒﻠﻮغ ﻫﺪﻓﻪ ﺑﻌﺪ ﻫﺒﻮﻃﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء اﳋﺎﻣﺴﺔ ﻻﻧﻘﺎذ وﻟﺪﻫﺎ‬
‫أﻣـ ــﺎ اﻟﺼـ ــﻮت اﻟﺜﺎﻟـ ــﺚ ﻓﻜـ ــﺎن ﺻـ ــﻮت ﺷـ ــﺒﻴﺐ ﳚﻠﺠـ ــﻞ ﰲ اﻟ ـ ـﻮادي ‪ :‬ـ ــﺄن ﻛﻨـ ــﺖ رﻗﻴـ ــﻖ‬
‫اﳉﺴ ـ ــﻢ ‪،‬ﺷ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﺒﺼ ـ ــﺮ ‪،‬ﺿ ـ ــﻌﻴﻒ اﻟ ـ ــﻨﻔﺲ ‪،‬ﻓ ـ ــﻨﻢ ﻣﻜﺎﻧ ـ ــﻚ اﻧﺘﻔﻀ ـ ــﺖ ﺳ ـ ــﺤﺒﺖ ﺳ ـ ــﻴﻔﻲ‬
‫ﻣﺘﺤﺪﻳﺎ رﻋﺸﺔ ﺟﺴﺪي ‪،‬وﻗﻠﺖ‬
‫ـﺒﻞ ﻗﻮي اﻟﺒﻨﻴﺔ ‪،‬ﺣﺪﻳﺪ اﻟﺒﺼﺮ ‪،‬ﺣﺎزم اﻟﺮأي ‪،‬ﻳﺎرﻓﻴﻘﻲ‬
‫ﺗﻘـ ـ ــﺪﻣﺖ ﻓـ ـ ــﺎﻧﻔﺘﺢ أﻣـ ـ ــﺎﻣﻲ ﻣـ ـ ــﺎ ﺧﻠﺘـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــﺎء أو ﺳ ـ ـ ـﺮاﺑﺎ ‪..‬ﻟﻜـ ـ ــﲏ وﺟﺪﺗـ ـ ــﻪ ـ ـ ــﺮ دﻣـ ـ ــﺎء‪،‬‬
‫ﻓﺎرﺗﻌﺒ ـ ــﺖ ‪،‬ﻏﺎﻟﺒ ـ ــﺖ ﺧ ـ ــﻮﰲ ﻣﺘ ـ ــﺬﻛﺮا اﻟﺜﺮﻳ ـ ـ ـﺎ وﺷ ـ ــﺒﻴﺒﺎ وأﺧﺎﻧ ـ ــﺎ اﻟ ـ ــﺬﺋﺐ اﻻﺳ ـ ــﺤﻢ ‪،‬ﺗﻘ ـ ــﺪﻣﺖ‬
‫ﻓﻠ ـ ــﻢ أﻛ ـ ــﻦ أﲰ ـ ــﻊ اﻻ أﻧ ـ ــﲔ ‪.‬أدرﻛ ـ ــﺖ وﻧ ـ ــﺔ أﰊ ﻣ ـ ــﻦ ﺑ ـ ــﲔ اﻻﺻـ ـ ـﻮات وﻓﺼ ـ ــﺮﺧﺖ ـﺄﰊ‬
‫)‪(٢٩‬‬
‫!أﻓﻘﺖ ((‬
‫أﻣ ــﺎ رواﻳـ ــﺔ )ﻣ ــﻦ ﻳـ ــﺮث اﻟﻔ ــﺮدوس(ﻓﺘﻨﺺ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺒﺤ ــﺚ ﻋـ ــﻦ ﻣﻜ ــﺎن اﻣـ ــﻦ ‪،‬اذ ﻳﺸـ ــﺘﻐﻞ‬
‫اﳋﻄ ــﺎب ﻋﻠ ــﻰ ﺛﻨﺎﺋﻴ ــﺔ اﻟﺘﺤ ــﻮل ﻣ ــﻦ ﻋ ــﺎﱂ ﻣ ــﺪرارة ـﺎﳌﻜﺎن اﻻﺻ ــﻞ ـ اﱃ ﻋ ــﺎﱂ ﺣﺼ ــﻦ‬
‫اﳌﺴ ــﻬﺞ ـﺎﳌﻜﺎن اﻟﺒ ــﺪﻳﻞ ـﻮاﻟﺒﺤﺚ ﻋ ــﻦ أﺳ ــﻄﻮرة اﻟﺴ ــﻌﺎدة اﳌﻨﺸ ــﻮدة ‪.‬ﻳﺒ ــﺪو أن ﻫﻨ ــﺎك‬
‫اﺳ ـ ـ ــﺒﺎب اﻓﻀ ـ ـ ــﺖ ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺒﻄﻠﲔ )ﺳ ـ ـ ــﺤﺒﺎن وﻣﺰﻳﻨ ـ ـ ــﺔ (اﱃ اﻻﻧﺘﻘ ـ ـ ــﺎل اﱃ ﺣﺼ ـ ـ ــﻦ اﳌﺴ ـ ـ ــﻬﺞ ‪،‬اذ‬
‫ﳝﺘﻠﻜ ـ ـ ــﺎن ﳑﻴـ ـ ـ ـﺰات ﺗ ـ ـ ــﺪﻓﻌﻬﻤﺎ اﱃ ﻋ ـ ـ ــﺪم اﻟﺮﺿ ـ ـ ــﻮخ اﱃ ﻣﺘﻄﻠﺒ ـ ـ ــﺎت ﳎﺘﻤ ـ ـ ــﻊ ﻣ ـ ـ ــﺪرارة ‪.‬وﺑﻌ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻧﺘﻘـ ـ ــﺎﳍﻢ اﱃ ﻫـ ـ ــﺬا اﳌﻜـ ـ ــﺎن وﺟـ ـ ــﺪا اﻧـ ـ ــﻪ ﻻﳜﺘﻠـ ـ ــﻒ ﻋـ ـ ــﻦ ﺳـ ـ ــﺎﺑﻘﻪ‪ ،‬ﻳﺴـ ـ ــﻤﻊ ﺳـ ـ ــﺤﺒﺎن ﺻـ ـ ــﻮﺗﺎ‬
‫ﺧﻔﻴ ـ ـ ــﺎ ﻳﻄﻠ ـ ـ ــﺐ ﻣﻨ ـ ـ ــﻪ اﳋ ـ ـ ــﺮوج ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺣﺼ ـ ـ ــﻦ اﳌﺴ ـ ـ ــﻬﺞ ‪،‬وﻳﺮﺣ ـ ـ ــﻞ اﱃ ﻣﻜ ـ ـ ــﺎن أﻛﺜ ـ ـ ــﺮ اﻣﻨ ـ ـ ــﺎ‬
‫واﺳﺘﻘﺮارا‬

‫‪100‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫ﻳﻘـ ـ ــﻮل اﻟ ـ ـ ـﺮاوي ))اﺳـ ـ ــﺘﻨﺪ ﺳـ ـ ــﺤﺒﺎن اﱃ اﳉـ ـ ــﺪار اﳊﺠـ ـ ــﺮي ‪،‬واﻏﻤـ ـ ــﺾ ﻋﻴﻨﻴـ ـ ــﻪ ‪،‬وﻗـ ـ ــﺎل‬
‫ﻟﻨﻔﺴـ ــﻪ اﻓﻌـ ــﻞ أي ﺷـ ــﻲء ‪،‬وﺗﻌـ ــﺎﱃ ﻋﻮﻳـ ــﻞ اﻟﻨﺴـ ــﺎء ‪،‬واﺻـ ــﻔﻘﺖ اﻻﺑ ـ ـﻮاب ﻗـ ــﺎل ﻟـ ــﻪ اﻟﺼـ ــﻮت‪:‬‬
‫)‪(٣٠‬‬
‫ارﺣﻞ ﺑﻌﻴﺪا ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻚ أن ﺗﺒﻘﻰ ‪،‬وﻻأن ﺗﻌﻮد اﱃ ﻣﺪرارة ((‬
‫ﰲ ﻛـ ـ ــﻞ رواﻳـ ـ ــﺎت اﻟﺒﺤـ ـ ــﺚ ﺗﺸـ ـ ــﻜﻞ اﳌﺮأةاﳍـ ـ ــﺎﺟﺲ اﻟـ ـ ــﺬي ﻳﻘـ ـ ــﻮد اﻟﺒﻄـ ـ ــﻞ اﱃ ﻫﺪﻓـ ـ ــﻪ‪،‬‬
‫رﲟـ ــﺎ ﻷن اﳌ ـ ـﺮأة ﻫـ ــﻲ ﺳـ ــﺮ اﳊﻴـ ــﺎة ‪،‬أو ﻷ ـ ــﺎ رﻣـ ــﺰ ﻻﺳـ ــﺘﻤﺮارﻳﺘﻬﺎ ‪،‬وﻷن اﳌﻮﻗـ ــﻒ ﻣـ ــﻦ اﳌ ـ ـﺮأة‬
‫ﳛـ ــﺪد اﳌﻮﻗـ ــﻒ ﻣـ ــﻦ اﻟﻮﺟـ ــﻮد ﺑﺄﺳـ ــﺮﻩ ﻛﻤـ ــﺎ ﻳﻘـ ــﻮل ﻓﻮرﻳﻴـ ــﻪ)‪ (٣١‬؛ﻳﺼـ ــﺎدف ﻏﺮﻳـ ــﺐ ﺑﻄـ ــﻞ رواﻳـ ــﺔ‬
‫)اﻟﺘ ـ ـ ـﻮأم اﳌﻔﻘـ ـ ــﻮد (ﰲ ﻛـ ـ ــﻞ رﺣﻠـ ـ ــﺔ اﻣ ـ ـ ـﺮأة ﺗﻘـ ـ ــﻮدﻩ اﱃ ﻫﺪﻓـ ـ ــﻪ ‪ .‬وﺗﺴﺘﺤﻀـ ـ ــﺮ اﳌ ـ ـ ـﺮأة ﲟﻼﻣـ ـ ــﺢ‬
‫أﺳ ـ ـ ــﻄﻮرﻳﺔ ﻹﺿ ـ ـ ــﻔﺎء اﻟﻘﺪﺳ ـ ـ ــﻴﺔ اﻟﺮاﺳ ـ ـ ــﺨﺔ إﻧﺴ ـ ـ ــﺎﻧﻴﺎً وﻋﻘﺎﺋ ـ ـ ــﺪﻳﺎً ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻛﺴ ـ ـ ــﻴﺪة اﻟﻘ ـ ـ ــﺎرورة‪،‬‬
‫واﻷﺧ ـ ــﺖ ﺣ ـ ـ ـﻮاء‪ ،‬وإﳝ ـ ــﺎن ﻣﻌﺒ ـ ــﻮدة ﺻ ـ ــﺒﺎﻩ‪ ،‬وزوﺟﺘ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﺎرﻟﲔ‪ ،‬وﳜﺘﻠ ـ ــﻒ إﺣﺴ ـ ــﺎس ﻏﺮﻳ ـ ــﺐ‬
‫ﲡـ ــﺎﻩ ﻛـ ــﻞ اﻣ ـ ـﺮأة ﻳﻘﺎﺑﻠﻬـ ــﺎ ﻓﻨ ـ ـﺮاﻩ ﻣـ ــﻊ ﺳـ ــﻴﺪة اﻟﻘـ ــﺎرورة ﺑﺸـ ــﻜﻞ ﳐﺘﻠـ ــﻒ ‪،‬رﲟـ ــﺎ ﻻن اﻟﻜﺎﺗـ ــﺐ‬
‫ﻗـ ــﺪ ﲢـ ــﺪث ﻋﻨﻬ ـ ــﺎ ﰲ رواﻳﺘـ ــﻪ اﻻوﱃ اﻣ ـ ـﺮأة اﻟﻘ ـ ــﺎرورة وﻫـ ــﻲ ﻫﻨـ ــﺎ أﻣﺘ ـ ــﺪادا ﳍـ ــﺎ ‪،‬ﻓﻬـ ــﻲ اﻣ ـ ـﺮأة‬
‫ﺧﺎﻟ ـ ــﺪة ﰲ ﻗ ـ ــﺎرورة ﻣﻨ ـ ــﺬ ﲬﺴ ـ ــﺔ اﻻف اﻻﻋ ـ ـﻮام اﻣ ـ ـﺮأة أﺳ ـ ــﻄﻮرﻳﺔ ﻏ ـ ــﲑ ﺧﺎﺿ ـ ــﻌﺔ ﻟﻘ ـ ـﻮاﻧﲔ‬
‫اﳊﻴ ـ ـ ــﺎة ‪،‬وﻣﺘﻄﻠﺒ ـ ـ ــﺎت اﻟﺒ ـ ـ ــﺪن واﻟ ـ ـ ــﺮوح ‪،‬اﳍ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﺑﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﺳ ـ ـ ــﻘﻄﻬﺎ اﻟﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﻌﺼ ـ ـ ــﺮ‬
‫‪،‬وﻳﺸـ ــﺒﻬﻬﺎ ﺑـ ــﺎﻣﲑات اﻟﻌـ ــﺮب ﻣـ ــﺮة وﺑﻌﺎرﺿـ ــﺔ اﻻزﻳـ ــﺎء‪،‬ﲣﺘﺒﺊ ﺑـ ــﲔ زﻣـ ــﻦ واﺧـ ــﺮ ﺧﻠـ ــﻒ ﺳـ ــﺘﺎر‬
‫اﳌﻮت ‪.‬‬
‫ﻳﻘ ـ ــﻮل ‪ )):‬روﺣﻬ ـ ــﺎ ﺧﺎﻟ ـ ــﺪة ‪،‬وﺟﺴ ـ ــﺪﻫﺎ ﺧﺎﻟ ـ ــﺪ أﻳﻀ ـ ــﺎ ‪،‬ﲡ ـ ــﺪدﻩ وﺗﺮﺗﺪﻳ ـ ــﻪ ﻣﻨ ـ ــﺬ اﻻف‬
‫اﻻﻋ ـ ـ ـﻮام ‪،‬ﻋﻨـ ـ ــﺪﻣﺎ ﲣﺘﺒـ ـ ــﺊ ﰲ اﻟﻘـ ـ ــﺎرورة ﺗﺴ ـ ـ ـﱰﻳﺢ روﺣﻬـ ـ ــﺎ وﻳﻐﺘﺴـ ـ ــﻞ ﺑـ ـ ــﺪ ﺎ ﲟﻴـ ـ ــﺎﻩ اﻟﺸـ ـ ــﺒﺎب‬
‫واﻟﺪﳝﻮﻣ ـ ــﺔ ‪،‬ﰲ ﻛ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﺮة ﲣ ـ ــﺮج ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﺗﻮﻟ ـ ــﺪ ‪.‬اﳌ ـ ــﻮت ﱂ ﻳﻜ ـ ــﻦ ﺎﻳﺘﻬ ـ ــﺎ ‪،‬واﳌ ـ ــﻴﻼد ﱂ‬
‫ﻳﻜـ ـ ــﻦ ﺑـ ـ ــﺪاﻳﺘﻬﺎ ‪...‬ﻣﺎﳘـ ـ ــﺎ اﻻ ﻧﻘﻄﺘـ ـ ــﺎن ﰲ دور ـ ـ ــﺎ اﻻزﻟﻴـ ـ ــﺔ ‪،‬ﺗﻔـ ـ ــﲏ اﻟﻌﺘﻴـ ـ ــﻖ وﲢـ ـ ــﲕ اﳉﺪﻳـ ـ ــﺪ‬
‫‪،‬وﲡﻌﻞ اﻟﺮوح ﰲ اﻧﺴﺠﺎم أﻣﺜﻞ ﻣﻊ اﳉﺴﺪ(()‪.(٣٢‬‬
‫ﰲ رواﻳ ـ ــﺔ اﻟﺘـ ـ ـﻮأم اﳌﻔﻘ ـ ــﻮد ﻳﺼ ـ ــﻔﻬﺎ ﰲ اﻟﺒ ـ ــﺪء وﺻ ـ ــﻔﺎ أﺳ ـ ــﻄﻮرﻳﺎ اﻣـ ـ ـﺮأة ﺗﻨﺒﺜ ـ ــﻖ ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎء‬
‫ﻣﺜ ـ ــﻞ ﺣﻮرﻳ ـ ــﺔ ﻏﺎﻣﻀ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺟﻬﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺄﻟﻮف وﺻ ـ ــﻮ ﺎ ﳓﺎﺳ ـ ــﻲ‪ ،‬اﺑﺘﺴ ـ ــﺎﻣﺘﻬﺎ ﻣﻔﻌﻤ ـ ــﺔ ﺑﺎﳊﻴﻮﻳ ـ ــﺔ‬
‫ﺗﺬﻛﺮﻩ ﺑﺄﳝﺎن ﻣﻌﺒﻮدة ﺻﺒﺎﻩ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻓﺘﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻳﻘ ـ ــﻮل‪ )) :‬إﱐ ﻻ أﻋﺮﻓ ـ ــﻚ أﻳﺘﻬ ـ ــﺎ اﻟﺴ ـ ــﻴﺪة ‪ ..‬ﻟﻜ ـ ــﲏ أﺷ ـ ــﻌﺮ ﻛ ـ ــﺄﱐ أﻧﺘﻈ ـ ــﺮك ﻣﻨ ـ ــﺬ زﻣ ـ ــﻦ‬
‫)‪(٣٣‬‬
‫ﻃﻮﻳﻞ‪ ..‬ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻳﻦ ﻓﺄﱐ ﻣﺘﻌﺐ وﺣﺰﻳﻦ‪ ،‬أﲝﺚ ﻋﻤﻦ ﻳﻌﻴﻨﲏ ﰲ ﳏﻨﱵ((‬
‫)‪(٣٤‬‬
‫وﺗﻘﻮل ﻟﻪ‪ )) :‬ﻗﻢ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰي ﻏﺮﻳﺐ ﺳﺄدﻟﻚ ﻋﻦ ﺗﻮأﻣﻚ اﳌﻔﻘﻮد ((‬

‫‪101‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫ﻳﺘﻐ ـ ــﲑ اﺣﺴ ـ ــﺎس ﻏﺮﻳ ـ ــﺐ اﲡ ـ ــﺎﻩ ﺳ ـ ــﻴﺪة اﻟﻘ ـ ــﺎرورة ﺑﻌ ـ ــﺪ أن ﻳﺼ ـ ــﺒﺢ ﻣﻘﻴ ـ ــﺪاً وﳏﺎﺻـ ـ ـﺮاً وﻻ‬
‫ﳝﺘﻠﻚ ﺣﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر وﺗﺼﺒﺢ ﻫﻲ ﻣﺎﻟﻜﺔ ﻣﺼﲑﻩ وﻣﻦ ﰒ اﻣﺮﺗﻪ وﺳﺎﺧﺮة ﻣﻨﻪ‪.‬‬
‫)‪(٣٥‬‬
‫ﻳﻘﻮل‪ )) :‬ﲣﺎﻃﺒﲏ ﻛﺄ ﺎ ﺣﻘﺎً ﺳﻴﺪﰐ وﻣﺎﻟﻜﺔ ﻣﺼﲑي((‬
‫وﻳﻘﻮل‪)) :‬أﱐ أرﻓﺾ ﻟﻐﺘﻚ اﻵﻣﺮة واﻟﺴﺎﺧﺮة أﻳﺘﻬﺎ اﻟﺴﻴﺪة(()‪.(٣٦‬‬
‫ﺗﻘـ ــﺮ ﺳـ ــﻴﺪة اﻟﻘ ـ ـﺎرورة ﻟﻐﺮﻳـ ــﺐ ﺑﺄ ـ ــﺎ ﺳـ ــﺠﺎﻧﺘﻪ وﻣﻘﻴﺪﺗـ ــﻪ وﻳﺸـ ــﻜﻞ ﻫـ ــﺬا ﺑﻌـ ــﺪاً ﻣﻬﻤ ـ ـﺎً ﰲ‬
‫اﻟﻜﺸ ـ ـ ــﻒ ﻋ ـ ـ ــﻦ ﺧﺼ ـ ـ ــﺎﺋﺺ وﺣﻘ ـ ـ ــﺎﺋﻖ ﺟﺪﻳ ـ ـ ــﺪة ﻟﺸﺨﺼ ـ ـ ــﻴﺔ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺴ ـ ـ ــﻴﺪة‪ ،‬ﻓﻀـ ـ ـ ـﻼً ﻋ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﻜﺸ ـ ـ ــﻒ ﻋ ـ ـ ــﻦ ﻣﻜﻨﻮﻧ ـ ـ ــﺎت ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺸﺨﺼ ـ ـ ــﻴﺔ وﻳﺴ ـ ـ ــﺎﻫﻢ ﻫ ـ ـ ــﺬا ﰲ ﺗﻌﺠﻴ ـ ـ ــﺐ اﻷﺣ ـ ـ ــﺪاث‬
‫وﺗﻐﻴ ـ ــﲑ ﻣﺴ ـ ــﺎرﻫﺎ ﺑﻌ ـ ــﺪ أن ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﻟﻐ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺴ ـ ــﻴﺪة ﻣﺸ ـ ــﺤﻮﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﻃﻔ ـ ــﺔ واﻷﻟﻔ ـ ــﺔ ﲡ ـ ــﺎﻩ‬
‫ﻏﺮﻳ ـ ــﺐ ﻛﻤ ـ ــﺎ ان اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺔ اﻟﺘﻮاﺻ ـ ــﻠﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤ ـ ــﺎ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﻣﺒﻨﻴ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳊ ـ ــﺐ واﻟ ـ ــﻮد‪ ،‬اﺻ ـ ــﺒﺤﺖ‬
‫اﻵن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻠﻴﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ وﻣﺸﺘﺘﺔ‪.‬‬
‫ﻳﺘﺤ ـ ــﺪى ﻏﺮﻳ ـ ــﺐ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺴ ـ ــﻴﺪة وﳛ ـ ــﺎول ان ﻳﺜﺒ ـ ــﺖ وﺟ ـ ــﻮدﻩ ﺑﻘﻮﻟ ـ ــﻪ "أﻧ ـ ــﺎ ﻣﻮﺟ ـ ــﻮد وﱄ‬
‫ﻣـ ـ ــﺎض وﱄ زوﺟـ ـ ــﺔ" )‪ (٣٧‬ﺑﻌـ ـ ــﺪ ان ﻛـ ـ ــﺎن ﻳـ ـ ــﺮﻓﺾ ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﻮﺟـ ـ ــﻮد ﰒ ﺗﺘﺤـ ـ ــﻮل رؤﻳـ ـ ــﺔ ﻏﺮﻳـ ـ ــﺐ‬
‫وﺗﺼ ــﺒﺢ ﺣﺎﻣﻠ ــﺔ ﻟﺮؤﻳ ــﺔ اﻟﺴ ــﻴﺪة ﻋﻨ ــﺪﻣﺎ ﻳﻌ ــﱰف ﳍ ــﺎ ﺑﺎﻧ ــﻪ ﳏ ــﺾ وﻫ ــﻢ ﻳﻘ ــﻮل‪ " :‬أﻧ ــﺖ ﺑﻴ ــﱵ‬
‫‪ ..‬أﻧ ـ ــﺖ وﻃ ـ ــﲏ ‪ ..‬أﻧ ـ ــﺖ ﺣﻠﻤ ـ ــﻲ ‪ ..‬أﻧ ـ ــﺖ وﺟ ـ ــﻮدي وﺧﻠ ـ ــﻮدي ﺧ ـ ــﺬﻳﲏ أﻳﻨﻤ ـ ــﺎ ﺗﺸ ـ ــﺎﺋﲔ"‬
‫)‪(٣٨‬‬

‫وﻳﻌﻤـ ـ ــﻞ ﻫـ ـ ــﺬا ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗﻔﻜﻴـ ـ ــﻚ اﻟﺴـ ـ ــﺮد وﺧﻠﺨﻠﺘـ ـ ــﻪ ‪ ،‬وﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳊﻴﻠـ ـ ــﺔ ﺗﻀـ ـ ــﺎﻋﻒ ﺣـ ـ ــﲑة‬
‫اﻟﻘـ ــﺎرئ وﺗﻌﺮﻗـ ــﻞ ﻋﻤﻠﻴـ ــﺔ ﻓـ ــﻚ اﻟﺮﻣـ ــﻮز ﳑـ ــﺎ ﻳﻌـ ــﺰز اﻫﺘﻤﺎﻣـ ــﻪ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻌـ ــﺔ اﻟﺴـ ــﺮدﻳﺔ واﺛـ ــﺎرة ﻓﻀ ـ ـﻮﻟﻪ‬
‫ﰲ اﻟﻜﺸ ـ ــﻒ ﻋ ـ ــﻦ ﺧﻔﺎﻳـ ـ ــﺎ اﻟ ـ ــﻨﺺ ‪ ،‬وﺗﺴـ ـ ــﺘﻤﺮ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻠﻌﺒـ ـ ــﺔ اﻟﺴ ـ ــﺮدﻳﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻃ ـ ــﻮل ﻧﺴـ ـ ــﻖ‬
‫اﻟﺮواﻳ ـ ــﺔ اﻣﻌﺎﻧ ـ ـ ـﺎً ﰲ ﺧﻠﺨﻠ ـ ــﺔ اﳌﻜ ـ ــﻮن اﻟﺴ ـ ــﺮدي وزﻳ ـ ــﺎدة ﰲ اﺛ ـ ــﺎرة اﻻﻳﻬ ـ ــﺎم وﻧﻔﻴ ـ ــﻪ ﻻ ﺳـ ـ ــﻴﻤﺎ‬
‫ﺑﻌ ـ ــﺪ أن ﻳﺘ ـ ــﻮﻩ )ﻏﺮﻳ ـ ــﺐ( ﰲ اﻧﻔ ـ ــﺎق )اﻣ ـ ـﺮأة اﻟﻘ ـ ــﺎرورة( ‪ ،‬أي ﻳﻌ ـ ــﻴﺶ ﻏﺮﻳ ـ ــﺐ ﻋ ـ ــﺎﱂ ﺣﻠ ـ ــﻢ ﰲ‬
‫رأس ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺴ ـ ــﻴﺪة ﰒ ﻳﻨﺤ ـ ــﺪر ﰲ ﻧﻔ ـ ــﻖ ﻋﺠﻴ ـ ــﺐ ﳝﺘ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ ﺟ ـ ــﺬﻋﻬﺎ اﱃ اﻋﻤ ـ ــﺎق اﻻرض‬
‫ﻣﻨ ـ ــﺬ ﺗﻠ ـ ــﻚ اﻟﺴ ـ ــﺎﻋﺔ ﻏﺎﺑ ـ ــﻪ ﰲ ﻋ ـ ــﺎﱂ اﻧﻔﺎﻗﻬ ـ ــﺎ ; وﺗﻌ ـ ــﻴﺶ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺴ ـ ــﻴﺪة ﰲ ﻋ ـ ــﺎﱂ اﺧ ـ ــﺮ ﻫ ـ ــﻮ‬
‫اﻳﻀﺎ ﺧﻴﺎﱄ وﻟﻜﻦ ﰲ رأس ﻛﺎﺋﻦ أﻋﻈﻢ )‪. (٣٩‬‬
‫ﺗ ـ ــﺬﻛﺮﻧﺎ اﻣـ ـ ـﺮأة اﻻﻧﻔ ـ ــﺎق ﻫ ـ ــﺬﻩ ﺑ (اﳌـ ـ ـﺮأة اﻻﺷ ـ ــﻮرﻳﺔ( ﰲ رواﻳ ـ ــﺔ )ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ ﻳﺴ ـ ــﺨﻦ ﻇﻬ ـ ــﺮ‬
‫اﳊ ـ ـ ــﻮت( اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻮﺷ ـ ـ ــﻢ اﻟﺒﻄ ـ ـ ــﻞ ﺑﻌ ـ ـ ــﺪ ﻫﺒﻮﻃ ـ ـ ــﻪ اﱃ اﻟﻌ ـ ـ ــﺎﱂ اﻟﺴ ـ ـ ــﻔﻠﻲ )ﲢ ـ ـ ــﺖ اﻷرض( أﺛ ـ ـ ــﺮ‬

‫‪102‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫ﺣـ ـ ــﺪوث اﻟﺘﺸـ ـ ــﻘﻘﺎت واﻟﺘﻜﺴ ـ ـ ـﺮات ﰲ اﳌﻨﻄﻘـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌـ ـ ــﺔ ﻟﺒﻘﺎﻳـ ـ ــﺎ اﻟﺴـ ـ ــﻮر اﻻﺷـ ـ ــﻮري ﳌﺪﻳﻨـ ـ ــﺔ‬
‫ﻧﻴﻨﻮى اﻟﻘﺪﳝﺔ‪.‬‬
‫أﻣ ـ ـ ــﺎ ﺑﻘﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﻨﺴـ ـ ـ ـﺎء ﻓ ـ ـ ــﻴﺤﺲ ﻏﺮﻳ ـ ـ ــﺐ اﲡ ـ ـ ــﺎﻩ )اﻻﺧ ـ ـ ــﺖ ﺣـ ـ ـ ـﻮاء( ﺑﺎﻟﻘﺪﺳ ـ ـ ــﻴﺔ واﳊﻨ ـ ـ ــﺎن‬
‫واﳝـ ــﺎن ﻣﻌﺒـ ــﻮدة ﺻـ ــﺒﺎ اﺑﻨـ ــﺔ اﻟﺒﺎﺷ ـ ـﻮات ﻳﺘﻤـ ــﲎ ان ﳝﺘﻠـ ــﻚ ﻳﻮﻣـ ــﺎ ﻗﻠﺒﻬـ ــﺎ‪ ،‬أﻣـ ــﺎ زوﺟﺘـ ــﻪ ﻣـ ــﺎرﻟﲔ‬
‫ﻓﻴﺸـ ــﻌﺮ ازاﻫـ ــﺎ ﻣـ ــﺮة ﺑـ ــﺎﻻﰒ واﳋﺠـ ــﻞ وﻣـ ــﺮة ﻳﻨﺎﺟﻴﻬـ ــﺎ وﻣـ ــﺮة ﻳﻠﻌـ ــﻦ اﻟﺘ ـ ـﻮأم اﳌﻔﻘـ ــﻮد ﻻﻧـ ــﻪ ﺣﺮﻣـ ــﻪ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ‪.‬‬
‫ﰲ رواﻳ ـ ـ ــﺔ )ﺧ ـ ـ ــﻮف (ﺗﻘ ـ ـ ــﻮد )ﲰﺎء(اﻟﺒﻄ ـ ـ ــﻞ زﻳ ـ ـ ــﺎد ﻋ ـ ـ ــﱪ رﺣﻼ ـ ـ ــﺎ اﻟﻴﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ اﱃ ﻋ ـ ـ ــﺎﱂ‬
‫ﻋﺸـ ــﺘﺎر )ﻋـ ــﺎﱂ اﳌﻮﺗﻰ(‪،‬ﻟﻠـ ــﺪﺧﻮل ﰲ ﻋـ ــﺎﱂ ﻏـ ــﲑ ﻣـ ــﺄﻟﻮف ‪،‬ﳜـ ــﺘﻠﻂ ﻓﻴـ ــﻪ ﻋـ ــﺎﱂ اﳊﻠـ ــﻢ ﺑـ ــﺎﻟﻮاﻗﻊ‬
‫‪،‬ﺣﻴـ ـ ـ ــﺚ ﳊﻈـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻐﻴـ ـ ـ ــﺎب ‪،‬واﻟﺘﺠﻠـ ـ ـ ــﻲ ﻟﻠﺼـ ـ ـ ــﻌﻮد اﱃ ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻔﻀـ ـ ـ ــﺎء وﻫـ ـ ـ ــﻮ ‪)) :‬ﻣﻜـ ـ ـ ــﺎن‬
‫ﻟ ـ ــﻼرواح اﻟ ـ ــﱵ ﱂ ﺗﺴ ـ ــﺘﻜﻤﻞ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﺣﻴﺎ ـ ــﺎ ‪،‬ﻓﺎﻻﻧﺴ ـ ــﺎن ﻳﻌ ـ ــﻴﺶ ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳊﻴ ـ ـ ـﻮات ﻻ‬
‫ﻳﻌ ـ ـ ــﺮف ﻣﻘ ـ ـ ــﺪارﻫﺎ ‪،‬رﲟ ـ ـ ــﺎ ﺗﻜ ـ ـ ــﻮن ﻻﻻف اﻟﺴ ـ ـ ــﻨﲔ ‪،‬وﻟﻜﻨ ـ ـ ــﻪ ﰲ ﻛ ـ ـ ــﻞ ﺣﻴ ـ ـ ــﺎة ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻻرض‬
‫‪،‬ﻳﻘﻮم ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﺎ (( )‪.(٤٠‬‬
‫ﳛ ـ ــﺲ اﻟﺒﻄ ـ ــﻞ ازاء ﲰ ـ ــﺎء ﺑﺎﻻﻟﻔ ـ ــﺔ ﺑﻌ ـ ــﺪ أن ﺗﺄﺧ ـ ــﺬﻩ اﱃ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻌ ـ ــﺎﱂ اﻟﺒﻬ ـ ــﻲ اﳌ ـ ــﺪﻫﺶ‬
‫؛ﻟﺬا ﻳﺘﻤﲎ ﻟﻮﻛﺎﻧﺖ ﺻﺪﻳﻘﺘﻪ ﺳﺎرة ﻣﻌﻪ‬
‫)‪(٤١‬‬
‫ﻳﻘـ ــﻮل ))ﺗـ ــﺬﻛﺮت ﺳـ ــﺎرة ‪،‬ﻣـ ــﺎذا ﻟـ ــﻮ أ ـ ــﺎ اﻻن ﻣﻌـ ــﻲ ‪،‬ﺳﺘﺪﻫﺸـ ــﻬﺎ ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﺮﺣﻠـ ــﺔ((‬
‫ﻟﺬا ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻠﺤﻈﺎت ﻣﻦ اﻟﻔﺮح ﺣﻴﺚ ﻋﺎﱂ اﻟﺴﺤﺮ واﻟﺪﻫﺸﺔ ‪.‬‬
‫ﳒـ ــﺪ ﰲ رواﻳـ ــﺔ ) اﳌﻘﺎﻣـ ــﺔ اﻟﺮﻣﻠﻴـ ــﺔ ( ان ﺳـ ــﺒﺐ رﺣـ ــﻼت اﳋﻤـ ــﻴﺲ ﺑـ ــﻦ اﻻﺣـ ــﻮص ﻫـ ــﻮ‬
‫اﻟﺒﺤـ ــﺚ ﻋـ ــﻦ اﻣـ ــﻪ اﻟﺜﺮﻳـ ــﺎ وﻫﻨـ ــﺎك ﻳﻠﺘﻘـ ــﻲ ﻣﻌﻬـ ــﺎ ‪،‬وﺗﺴـ ــﺎﻋﺪﻩ ﰲ رﺣﻠﺘـ ــﻪ ﻟﻠﻮﺻـ ــﻮل اﱃ ﻫﺪﻓـ ــﻪ‬
‫ﺗﻘ ـ ــﻮل ﻟ ـ ــﻪ ‪)) :‬اﻣ ـ ــﻚ أﻧ ـ ــﺎ ‪..‬ﻗ ـ ــﺪرك أﻧ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﺄﺗﺒﻌﲏ ‪..‬ﻣﺴ ـ ــﺘﻘﺮي ﻋﻨ ـ ــﺪ اﻟ ـ ــﱪج اﻻﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋﻨ ـ ــﺪ‬
‫واﺣ ـ ــﺔ اﳌﻨﺘﻬ ـ ــﻰ (()‪. (٤٢‬وﻳﻠﺘﻘ ـ ــﻲ ﰲ رﺣﻠﺘﻴ ـ ــﻪ ﻋ ـ ــﺪدا ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻨﺴﺎء‪،‬ﻛﺎﻟﺸ ـ ــﻴﻤﺎء ﺑﻨ ـ ــﺖ ﺷ ـ ــﺎﻣﺦ‬
‫اﻟﺮﻣﻠ ــﻲ ‪،‬وﲰﻴ ــﺔ اﻟﻜ ــﺎوﻳﻦ ﻣ ــﻦ ﺑ ــﲏ اﳉ ــﻦ وﺳ ــﻠﻴﻠﺔ اﻟﻨ ــﺎر اﳍﺎﺑﻄ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﻟﺴ ــﻤﺎء ‪،‬وﰲ زواﺟﻬ ــﺎ‬
‫ﳜـ ـ ــﺎﻟﻒ ﺷ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ اﻟﺼـ ـ ــﺤﺮاء ‪،‬وﻧـ ـ ــﺎﻣﻮس اﻟﻘﺒﺎﺋـ ـ ــﻞ ‪،‬أﻣـ ـ ــﺎ ﳒﻤـ ـ ــﺔ ﻓﻬـ ـ ــﻲ ﺣﻔﻴـ ـ ــﺪة ﻗـ ـ ــﺎرع اﻟﻌﺼـ ـ ــﺎ‬
‫‪،‬ﻟﻜ ـ ــﻦ اﳋﻤ ـ ــﻴﺲ ﺑ ـ ــﻦ اﻻﺣ ـ ــﻮص ﻳﺒ ـ ــﺪو أﻧ ـ ــﻪ ﻣﺼ ـ ــﺎب ﺑﻠﻌﻨ ـ ــﺔ اﻟﻐ ـ ــﺪر واﳍﺠ ـ ـﺮان ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻨﺴ ـ ـﺎء‬
‫‪،‬اذ ﺗﻐﻴـ ـ ــﺐ ﳒﻤـ ـ ــﺔ ﻣﻌﻴـ ـ ــﺪة ﻟـ ـ ــﻪ ﺟـ ـ ــﺮح اﻟﻐـ ـ ــﺪر واﳍﺠ ـ ـ ـﺮان ﻣﺘـ ـ ــﺬﻛﺮا اﻣـ ـ ــﻪ ﻳﻘـ ـ ــﻮل ‪)) :‬ادرﻛـ ـ ــﺖ‬
‫ﻣﺘﺄﺧﺮا اﻟﻠﻌﻨﺔ اﻟﱵ رﻣﺘﲏ ﺎ اﻣﻲ ﻣﺒﻜﺮا(()‪.(٤٣‬‬

‫‪103‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫‪ .٢‬ﻫﺪم اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ )اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎت اﻟﻨﺼﻴﺔ وﻟﻌﺒﺔ اﻟﺴﺮد(‬

‫ﺗﻌﻤـ ـ ـ ــﻞ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ـ ــﺔ ﺗﻘﻄﻴـ ـ ـ ــﻊ اﻷﺣـ ـ ـ ــﺪاث ﺑﺎﻻﻧﺘﻘـ ـ ـ ــﺎل ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﻣﺸـ ـ ـ ــﻬﺪ واﻗﻌـ ـ ـ ــﻲ إﱃ ﻣﺸـ ـ ـ ــﻬﺪ‬
‫ﻣﺘﺨﻴـ ـ ـ ــﻞ ﻓﻨﻄـ ـ ـ ــﺎزي‪ ،‬ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﺗﺄﺟﻴـ ـ ـ ــﻞ اﳊـ ـ ـ ــﺪث اﻟﻔـ ـ ـ ــﻮق اﻟﻄﺒﻴﻌـ ـ ـ ــﻲ ‪ ،‬وﺗﻌـ ـ ـ ــﺎﻳﺶ اﳌﺸـ ـ ـ ــﻬﺪﻳﻦ‬
‫اﳌﺘﻨ ـ ــﺎﻓﺮﻳﻦ اﳌﺘﻀ ـ ــﺎدﻳﻦ اﳌﺘﻼﲪ ـ ــﲔ ﺟﻨﺒـ ـ ـﺎً إﱃ ﺟﻨ ـ ــﺐ ﻟﺘﺒ ـ ــﺪو اﻟﺮواﻳ ـ ــﺔ أﻛﺜ ـ ــﺮ أدﻫﺎﺷـ ـ ـﺎً وﺑﺮاﻋ ـ ــﺔ‬
‫ﺳـ ـ ـﻮاء ﰲ ﻣﻮﺿ ـ ــﻮﻋﺘﻬﺎ أم ﰲ ﺻ ـ ــﻴﺎﻏﺘﻬﺎ اﻟﺴ ـ ــﺮدﻳﺔ ‪ ،‬وﺗﻌﻤ ـ ــﻞ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺔ أﻳﻀـ ـ ـﺎً ﻋﻠ ـ ــﻰ رد‬
‫ﻓﻌ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ــﺎرئ وﺷ ـ ــﺪﻩ إﱃ اﻷﺣ ـ ــﺪاث ‪ ،‬ﻓﻀـ ـ ـﻼً ﻋ ـ ــﻦ ﺧﻠ ـ ــﻖ ﲨﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﺴ ـ ــﺮد ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ‬
‫اﻟﺘﻨﻮﻳـ ـ ـﻊ ﰲ اﻟﺼ ـ ــﻮر واﻹﳛ ـ ــﺎء واﳊﺮﻛ ـ ــﺔ ؛ وﻫ ـ ــﺬﻩ اﻹﺷ ـ ــﺎرات ﲡﺮﻧ ـ ــﺎ إﱃ اﻟﻘ ـ ــﻮل ﺑﺮواﻳ ـ ــﺔ ﺗﺒﻐ ـ ــﻲ‬
‫)ﻫـ ـ ـ ــﺪم اﳊﻜﺎﻳـ ـ ـ ــﺔ( ﻷن اﻟﺴـ ـ ـ ــﺮد ﻓﻴﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻀـ ـ ـ ــﻢ ﳎﻤﻮﻋـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﳊﻜﺎﻳـ ـ ـ ــﺎت اﳌﺘﻘﻄﻌـ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬إذ‬
‫ﻻﻳﺜﺒـ ــﺖ اﻟـ ــﻨﺺ ﻋﻠـ ــﻰ ﺣﺎﻟـ ــﺔ إﳕـ ــﺎ ﻳﺘﻜﺴـ ــﺮ اﶈﻜـ ــﻲ ﺑـ ــﺘﻼﻣﺢ ﻣـ ــﻦ اﺳـ ــﱰﺟﺎع واﺳـ ــﺘﺒﺎق ﲡﻨﺒ ـ ـﺎً‬
‫ﳋﻄﻴـ ــﻪ ﺗﻨـ ــﺎﻣﻲ اﳊـ ــﺪث ‪ ،‬واﻟﻐـ ــﺎء اﻟﺘﻨـ ــﺎﻣﻲ اﻟـ ــﺰﻣﲏ واﳌﻨﻄﻘـ ــﻲ اﳌﻌﺘـ ــﺎد ﰲ اﻟﺮواﻳـ ــﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳـ ــﺔ ‪،‬‬
‫وﻋ ـ ــﺪم اﻻﻛـ ـ ـﱰاث ﺑ ـ ــﺎﻟﱰاﺑﻂ اﻟ ـ ــﺪاﺧﻠﻲ ﺑ ـ ــﲔ اﳉﻤ ـ ــﻞ ‪،‬وﻫ ـ ــﺬا ﻳ ـ ــﺆدي اﱃ ارﺗﺒ ـ ــﻚ ﰲ اﻟﺴ ـ ــﻴﺎق‬
‫‪،‬ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ان ﺗﺮﻛﻴﺒ ـ ـ ــﺔ اﻟﺴ ـ ـ ــﺮد ﻻﺗﻨﻈﻤ ـ ـ ــﻪ ﺣﺒﻜ ـ ـ ــﺔ ﺻ ـ ـ ــﺎرﻣﺔ ﺗﺴ ـ ـ ــﻤﺢ ﺑﺮﺻ ـ ـ ــﺪ اﻻﺣ ـ ـ ــﺪاث ﺧﻄﻴ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺗﺘﺎﺑﻌﻴ ــﺎ ؛ﻟ ــﺬا ﳓﺼ ــﻞ ﻋﻠ ــﻰ أﻓﻌ ــﺎل ﻣﺒﺜﻮﺛـ ــﺔ ﻫﻨ ــﺎ وﻫﻨ ــﺎك؛ ﻻن ))اﺿ ــﻌﺎف اﳊﺒﻜ ــﺔ ﳚﻌـ ــﻞ‬
‫اﻟﺮواﻳ ـ ــﺔ ذات اﳌﺒ ـ ــﲎ اﳊﻜ ـ ــﺎﺋﻲ ﳎ ـ ــﺮد ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻮﻗ ـ ــﺎﺋﻊ(()‪، (٤٤‬ﻓﻀ ـ ــﻼ ﻋ ـ ــﻦ اﻻﻟﺘﺒ ـ ــﺎس‬
‫‪،‬وﻋـ ــﺪم اﻟﻴﻘـ ــﲔ ‪،‬وﺗﻜ ـ ـﺮار اﻟﻌﺒـ ــﺎرات أﻣـ ــﺎ ﺗﻜﺮارﻳـ ــﺔ اﳌﺸـ ــﻬﺪ اﳌﻮﺻـ ــﻮف أو ﻣـ ــﺎ ﻳﻄﻠـ ــﻖ ﻋﻠﻴـ ــﻪ‬
‫ﺑ ـ ـ ـ ــ)اﻟﺒﻨﺎء اﳍـ ـ ـ ــﺎرﻣﻮﱐ – اﻟﺴـ ـ ـ ــﻴﻤﻔﻮﱐ()‪ (٤٥‬اﻟـ ـ ـ ــﺬي ﻳﻔﻴـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺘﺄﻛﻴـ ـ ـ ــﺪ واﻟﱰﺳـ ـ ـ ــﻴﺦ واﻟﺜﺒـ ـ ـ ــﺎت ﰲ‬
‫اﻟـ ــﺰﻣﻦ ‪ ،‬إذ ﺗﻈﻬـ ــﺮ ﺣﺮﻛـ ــﺔ اﻟـ ــﺰﻣﻦ ﻓﻴـ ــﻪ ﺣﺮﻛـ ــﺔ داﺋﺮﻳـ ــﺔ ﻣﻐﻠﻘ ـ ـﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ذا ـ ــﺎ ﻳـ ــﺘﻢ ﺗﻜﺴـ ــﲑ زﻣـ ــﻦ‬
‫اﻟﻮاﻗﻌ ـ ــﺔ ﳏـ ـ ــﺪﺛﺎً ﰲ ذﻟـ ـ ــﻚ دﻻﻟـ ـ ــﺔ ﺗﻐﻴـ ـ ــﺐ اﻟـ ـ ــﺰﻣﻦ وﺗﺒﻌﺜـ ـ ــﺮﻩ وأﺣﻴﺎﻧ ـ ـ ـﺎً ﺗﻼﺷـ ـ ــﻴﻪ )ﳏـ ـ ــﻮ اﳊـ ـ ــﺪود‬
‫اﻟﻔﺎﺻـ ــﻠﺔ ﺑـ ــﲔ اﻷزﻣﻨـ ــﺔ( وﻫـ ــﺬا ﻣـ ــﺎ ﳚﻌﻠﻨـ ــﺎ ﳓـ ــﺲ أﻧﻨـ ــﺎ إزاء زﻣـ ــﻦ واﺣـ ــﺪ ﻣﻄﻠـ ــﻖ ؛ﻧﺴﺘﺸـ ــﻬﺪ‬
‫ﺑﺮواﻳ ـ ـ ــﺔ )ﺳ ـ ـ ــﻴﺪ اﻟﻌﺘﻤ ـ ـ ــﺔ( ﻟﺮﺑﻴ ـ ـ ــﻊ ﺟ ـ ـ ــﺎﺑﺮ ‪ ،‬و)رﺣﻠ ـ ـ ــﺔ ﻏﺎﻧ ـ ـ ــﺪي اﻟﺼ ـ ـ ــﻐﲑ( ﻟﻠﻴ ـ ـ ــﺎس ﺧ ـ ـ ــﻮري ‪،‬‬
‫و)ﻣ ـ ـ ـﻮاء( ﻟﻄـ ـ ــﻪ اﻟﺸـ ـ ــﺒﻴﺐ و )اﻟﺘ ـ ـ ـﻮأم اﳌﻔﻘـ ـ ــﻮد( ﻟﺴـ ـ ــﻠﻴﻢ ﻣﻄـ ـ ــﺮ و)اﳌﻘﺎﻣـ ـ ــﺔ اﻟﺮﻣﻠﻴـ ـ ــﺔ( ﳍﺎﺷـ ـ ــﻢ‬
‫ﻏﺮاﻳﺒ ــﻪ وﻳﻌ ــﺪ اﳌ ــﻮت ﰲ رواﻳ ـ ـﺔ )ﺳ ــﻴﺪ اﻟﻌﺘﻤ ــﺔ( و رواﻳ ــﺔ )رﺣﻠ ــﺔ ﻏﺎﻧ ــﺪي اﻟﺼ ــﻐﲑ ( ورواﻳ ــﺔ‬
‫)ﻣـ ـ ـﻮاء( )اﻟﻠﺤ ـ ــﻦ اﻟ ـ ــﺪوار اﻟﺴ ـ ــﻴﻤﻔﻮﱐ( اﻟ ـ ــﺬي ﻳ ـ ــﱰدد ﰲ ﻛ ـ ــﻞ ﻓﺼ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ ﻓﺼ ـ ــﻮل اﻟﺮواﻳ ـ ــﺔ‬
‫وﻫ ـ ــﺬا ﻳﻌ ـ ــﲏ ﺗﻮﻗ ـ ــﻒ ﺟﺮﻳ ـ ــﺎن اﻟ ـ ــﺰﻣﻦ وﻳﻨ ـ ــﺘﺞ ﻋ ـ ــﻦ ﻫ ـ ــﺬا ﻓﻘ ـ ــﺪان ﺗ ـ ــﺪرج اﳊ ـ ــﺪث ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ‬

‫‪104‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫ﻓﻘ ـ ــﺪان اﻟﺘﺸـ ـ ــﻮﻳﻖ ‪ ،‬وﺳـ ـ ــﻴﺎدة ﻃ ـ ــﺎﺑﻊ اﳌﻠـ ـ ــﻞ ‪ ،‬ﻛﻤـ ـ ــﺎ أن ﺗ ـ ــﺪﻣﲑ اﻟـ ـ ــﺰﻣﻦ ﻳـ ـ ــﺆدي إﱃ اﻧﻔﺠـ ـ ــﺎر‬
‫)‪(٤٦‬‬
‫زﻣﻦ اﻟﻘﺼﺔ اﳌﺘﺨﻴﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل رﻳﻜﺎردو‬
‫ﲢ ـ ــﺎﻛﻲ اﻟﺮواﻳ ـ ــﺎت اﻟ ـ ــﺜﻼث اﻟ ـ ــﻨﻤﻂ اﳌ ـ ــﺎرﻛﻴﺰي ﺳ ـ ــﻴﻤﺎ رواﻳ ـ ــﺔ )ﺧﺮﻳ ـ ــﻒ اﻟﺒﻄﺮﻳ ـ ــﺮك(‪ ،‬إذ‬
‫ﺗﻨﺴ ـ ـ ــﺦ اﻟﺮواﻳ ـ ـ ــﺎت ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ وﻓ ـ ـ ــﻖ ﻣﺒ ـ ـ ــﺪأ اﳌﻴﺘ ـ ـ ــﺎت اﻟﺰاﺋﻔ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﺗﻌـ ـ ـ ـ ّﺪ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻼزﻣ ـ ـ ــﺔ اﳌﺘﻜ ـ ـ ــﺮرة‬
‫ﺳ ـ ـ ـ ــﻴﻤﻔﻮﻧﻴﺔ ‪ ،‬أو ﳊﻨ ـ ـ ـ ـﺎً ﻫﺎرﻣﻮﻧﻴ ـ ـ ـ ـﺎً ﻳ ـ ـ ـ ــﱰدد ﰲ ﻛ ـ ـ ـ ــﻞ ﻓﺼ ـ ـ ـ ــﻞ ﰲ ﻛ ـ ـ ـ ــﻞ رواﻳ ـ ـ ـ ــﺎت ﲝﺜﻨ ـ ـ ـ ــﺎ ‪ ،‬ﰒ‬
‫ﺣﻲ‪.‬‬
‫ﻧﻜﺘﺸﻒ وﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﻟﺮواة أﻧﻪ ّ‬
‫ﰲ رواﻳـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺧﺮﻳـ ـ ـ ـ ــﻒ اﻟﺒﻄﺮﻳـ ـ ـ ـ ــﺮك ﻳﻘـ ـ ـ ـ ــﻮل ‪)) :‬ﻛـ ـ ـ ـ ــﺎن ذﻟـ ـ ـ ـ ــﻚ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـ ـ ــﺒﻂ ﺑﻌـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣﻴﺘﺘـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﺰاﺋﻔﺔ(()‪ (٤٧‬وﻳﻘﻮل ‪ )) :‬ﺻﺎر ﻣﻮﺗﻪ ﺷﺒﻴﻬﺎً ﲟﻴﺘﺎت أﺧﺮى ﻣﺎﺿﻴﺔ (()‪. (٤٨‬‬
‫ﰲ ﺳـ ـ ـ ــﻴﺪ اﻟﻌﺘﻤـ ـ ـ ــﺔ ﺗﺘﻜـ ـ ـ ــﺮر ﻣﻴﺘـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺒﻴـ ـ ـ ــﻚ اﻟﻐﺮﻳﺒـ ـ ـ ــﺔ واﳋﺎدﻋـ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬إذ ﻳﻈﻬـ ـ ـ ــﺮ اﻟﺒﻴـ ـ ـ ــﻚ ‪،‬‬
‫وأﺣﻴﺎﻧـ ـ ـﺎً ﳜﺘﻔ ـ ــﻲ ﻳﻘ ـ ــﻮل ‪ )) :‬ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﺗﻠ ـ ــﻚ اﳌﻴﺘ ـ ــﺎت اﳌﻌﻠ ـ ــﻦ ﻋﻨﻬ ـ ــﺎ ﰲ أﺿ ـ ــﺨﻢ اﳌﻨﺎﺳ ـ ــﺒﺎت‬
‫واﻷﻋﺮاس ﺧﺪﻋﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻟﺘﺠﺮﻳﺪﻩ ﻣﻦ اﳌﺆﻳﺪﻳﻦ وﺟﻌﻠﻬﻢ أﻋﺪاء ﻟﻪ (()‪. (٤٩‬‬
‫وﻳﻘـ ــﻮل ‪ )) :‬إن اﳌﻔﺘـ ــﺎح اﻟﻮﺣﻴـ ــﺪ ﻟﻘﻠﻌـ ــﺔ اﳌﻴﺘـ ــﺎت اﻟﻐﺮﻳﺒـ ــﺔ ﻛـ ــﺎن ﻗـ ــﺪ ﻇﻬـ ــﺮ ﻟﻴﻠـ ــﺔ ﻣـ ــﻮت‬
‫أﻣﻪ(()‪.(٥٠‬‬
‫وﰲ رﺣﻠ ـ ــﺔ ﻏﺎﻧ ـ ــﺪي اﻟﺼ ـ ــﻐﲑ ﺗ ـ ــﺮوي إﻟ ـ ــﻴﺲ ﻋ ـ ــﻦ ﻏﺎﻧ ـ ــﺪي اﻟﺼ ـ ــﻐﲑ وﻣﻮﺗ ـ ــﻪ ‪ ،‬وﺗﺴ ـ ــﺘﻌﻴﺪ‬
‫ﰲ ﻛ ـ ــﻞ ﻓﺼ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ ﻓﺼ ـ ــﻮل اﻟﺮواﻳ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﺬا اﳊ ـ ــﺪث ﺗﻘ ـ ــﻮل ‪)) :‬ﻛﻠﻬ ـ ــﻢ ﻣ ـ ــﺎﺗﻮا ﻻ أﻋ ـ ــﺮف إذ‬
‫ﻛﺎﻧـ ــﺖ ﳒـ ــﺎة ﻣﺎﺗـ ــﺖ ‪ ..‬ﺣـ ــﱴ ﻣـ ــﻮت ﻋﺒـ ــﺪ اﻟﻜـ ــﺮﱘ ‪ ،‬اﻟـ ــﺬي ﻳﻔـ ــﺘﺢ اﳊﻜﺎﻳـ ــﺔ ﻛﻠﻬـ ــﺎ ‪ ،‬ﻟـ ــﻴﺲ‬
‫ﻣﺆﻛﺪاً أﻧﺎﱂ أراﻩ ﳝﻮت ﰲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﱂ أﻛﻦ ﺣﲔ ﻣﺎت (()‪. (٥١‬‬
‫أﻣ ــﺎ رواﻳ ــﺔ )ﻣـ ـﻮاء( ﻓﻴﻌ ــﺪ ﻣﻘﺘ ــﻞ أوﻻد اﻟـ ـﺮاوي ﳊﻨـ ـﺎً رﺋﻴﺴـ ـﺎً ﻳ ــﱰدد ﰲ ﻛ ــﻞ ﻓﺼ ــﻞ ﻳﻘ ــﻮل‬
‫اﻟ ـ ـﺮاوي ‪)) :‬ﻛﻨ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺘﺔ ﰲ ﻣﻨ ـ ــﺰﱄ ‪ ،‬وأﻧ ـ ــﺎ اﻋﺘﻘ ـ ــﺪ ﺑ ـ ــﺬﻟﻚ ‪ ،‬واﻣﺴ ـ ــﻴﻨﺎ ﲬﺴ ـ ــﺔ ‪ ،‬وأﻧ ـ ــﺎ اﻋﺘﻘ ـ ــﺪ‬
‫ﺑـ ــﺬﻟﻚ وﻏـ ــﺪوﻧﺎ أرﺑﻌـ ــﺔ وأﻧ ـ ــﺎ اﻋﺘﻘـ ــﺪ ﺑـ ــﺬﻟﻚ ‪ ،‬وﻣـ ــﺎ ﻓ ـ ــﺎرﻗﺘﲏ ﻣـ ــﺜﻠﻜﻢ ذﻟـ ــﻚ اﻻﻋﺘﻘـ ــﺎد ﺣ ـ ــﱴ‬
‫وﳓ ـ ـ ـ ــﻦ ﻧﻨﺘﻬ ـ ـ ـ ــﻲ ﺛﻼﺛ ـ ـ ـ ــﺔ ‪ ..‬ﻣ ـ ـ ـ ــﺮﱘ اﻟﻌ ـ ـ ـ ــﲏ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﻴﻄﺎن وﻋ ـ ـ ـ ــﻮدي ﻣﻌ ـ ـ ـ ــﻲ ‪ ..‬أﻧ ـ ـ ـ ــﻪ أﻣ ـ ـ ـ ــﺮ اﷲ‬
‫أﺧﺮس(()‪. (٥٢‬‬
‫ﳒ ـ ـ ــﺪ اﻻﻟﺘﺒ ـ ـ ــﺎس ﰲ ﲨﻴ ـ ـ ــﻊ اﻟﺮواﻳ ـ ـ ــﺎت ‪ ،‬اذ ﺗﺴ ـ ـ ــﻮد رؤى اﻟﺒﻄ ـ ـ ــﻞ اﻟﺘﻬﻮﳝ ـ ـ ــﺎت اﻟﺬﻫﻨﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﺘﺨ ـ ــﻴﻼت اﳌﺸﻮﺷ ـ ــﺔ ﻻﺧ ـ ــﺘﻼط اﳊﻠ ـ ــﻢ ﺑﺎﳊﻘﻴﻘ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓﻨﺠ ـ ــﺪ ﰲ رواﻳ ـ ــﺔ )ﺧﺮﻳ ـ ــﻒ اﻟﺒﻄﺮﻳ ـ ــﺮك(‬
‫ﻫ ــﺬا اﻻﻟﺘﺒ ــﺎس ﻳﻘ ــﻮل ‪)) :‬ﻛ ــﻢ ﺷ ــﻌﺮ ﺑﻨﻔﺴ ــﻪ ﻣﻬﺎﻧ ـ ـﺎً ﻋﻨ ــﺪﻣﺎ اﻛﺘﺸ ــﻒ أﻣﺎﻣ ــﻪ ﺻ ــﻮرﺗﻪ ﲤﺎﻣ ـ ـﺎً‬

‫‪105‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫وﻧﻈ ــﲑﻩ ﰲ ﻛ ــﻞ ﺷ ــﻲء ‪ ،‬ﺳ ــﺤﻘﺎً ﻫ ــﺬا اﻟﺮﺟ ــﻞ ﻫ ــﻮ أﻧ ــﺎ ‪ ،‬ﻗ ــﺎل‪ ،‬وﰲ اﻟﻮاﻗ ــﻊ ﻛ ــﺎن اﻟﺸ ــﺒﻪ إﱃ‬
‫ﺣﺪ اﻻﻟﺘﺒﺎس (()‪. (٥٣‬‬
‫وﳒ ـ ــﺪ ﰲ رواﻳ ـ ــﺔ )رﺣﻠ ـ ــﺔ ﻏﺎﻧ ـ ــﺪي اﻟﺼ ـ ــﻐﲑ( ﻣﺼ ـ ــﺎﺋﺮ ﺷﺨﺼ ـ ــﻴﺎت ﻣﺸﻮﺷ ـ ــﺔ وﺿ ـ ــﺒﺎﺑﻴﺔ‬
‫ﻋﺎﺋﻤﺔ ﻳﺼﻮرﻫﺎ ﻟﻨﺎ اﻟﺮاوي اﳌﺮاﻗﺐ ‪.‬‬
‫ﻳﻘ ـ ـ ـ ــﻮل ‪)) :‬أرى ﺻ ـ ـ ـ ــﻮرﻫﻢ وﻫ ـ ـ ـ ــﻢ ﻳﺘﻼﺷ ـ ـ ـ ــﻮن ﻛﺎﳌ ـ ـ ـ ــﺎء ‪ ..‬اﳌ ـ ـ ـ ــﺎء ﻻ ﻳﺘﻼﺷ ـ ـ ـ ــﻰ ‪ ،‬اﳌ ـ ـ ـ ــﺎء‬
‫ﻳﺄﺧﺬك وﳝﻀﻲ(()‪. (٥٤‬‬
‫)‪(٥٥‬‬
‫وﻳﻘﻮل‪):‬رأت اﻟﻨﺎس ﺑﻼ وﺟﻮﻩ ‪ ،‬ﺻﺎر اﻟﻨﺎس ﺑﻼ وﺟﻮﻩ(‬
‫وﻳﻘ ـ ـ ـ ــﻮل ‪ )) :‬أرى أﻣ ـ ـ ـ ــﺎﻣﻲ ﺻ ـ ـ ـ ــﻮرﻫﻢ وﻫ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗﺘﻼﺷ ـ ـ ـ ــﻰ ﺧﻠ ـ ـ ـ ــﻒ ﻋﻴ ـ ـ ـ ــﻮ ﻢ ‪ ،‬ﻋﻴ ـ ـ ـ ــﻮن‬
‫ﺗﺘﻼﺷﻰ وﻣﺎء(()‪. (٥٦‬‬
‫وﰲ ﺳ ـ ــﻴﺪ اﻟﻌﺘﻤ ـ ــﺔ ﳒ ـ ــﺪ اﻻﻟﺘﺒ ـ ــﺎس ﰲ ﻗﻮﻟ ـ ــﻪ ‪ )) :‬ﻓﺎﻋ ـ ــﺪﻧﺎ ﰲ اﻻﻟﺘﺒ ـ ــﺎس ﻛﻼﻣﻨ ـ ــﺎ ﺣﻠﻘ ـ ــﺔ‬
‫ﲰﺎﻋﻨﺎ(()‪. (٥٧‬‬
‫)‪(٥٨‬‬
‫وﻳﻘﻮل‪ )) :‬ﺗﻮﳘﻨﺎ أﻧﻪ ﻋﺎد ﺑﺼﻮرة ﻣﻔﺮﻃﺔ ﰲ اﳋﻴﺎل ((‬
‫وﰲ رواﻳ ـ ــﺔ )ﻣـ ـ ـﻮاء( ﳒ ـ ــﺪ اﻟﺘ ـ ــﻮﻫﻢ واﻻﻟﺘﺒ ـ ــﺎس ﺣ ـ ــﱴ ﰲ اﻟﻮﻗ ـ ــﺖ ‪ ،‬ﻳﻘ ـ ــﻮل ‪)) :‬اﻵن‬
‫ﻣﱴ اﻻن ؟ ﻻ ﻳﻬﻢ (()‪. (٥٩‬‬
‫ﳒ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﺎﻧﻮﻳﻼ ﺳﺎﻧﺴ ـ ــﻴﺰ ﻫ ـ ــﻲ ﺳ ـ ــﺒﺐ ﺿ ـ ــﻴﺎع اﻟﺒﻄﺮﻳ ـ ــﺮك ﰲ رواﻳ ـ ــﺔ )ﺧﺮﻳ ـ ــﻒ اﻟﺒﻄﺮﻳ ـ ــﺮك(‬
‫وﻣﺮﱘ ﺳﺒﺐ ﺿﻴﺎع ﺑﻄﻞ رواﻳﺔ )ﻣﻮاء( ‪.‬‬
‫ﺗﺘﻤﺎﺛﻞ أﻏﻠﺐ اﻟﺼﻮر اﳉﻨﺴﻴﺔ واﻷﻟﻔﺎظ اﳌﺒﺘﺬﻟﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺎت ‪.‬‬
‫ﲢﺘﻔـ ـ ــﻞ رواﻳـ ـ ــﺔ )ﺧﺮﻳـ ـ ــﻒ اﻟﺒﻄﺮﻳـ ـ ــﺮك( ﲝـ ـ ــﺪث ﲰـ ـ ــﺎوي ﻛـ ـ ــﺎن ﻳﻨﺘﻈـ ـ ــﺮﻩ اﻟﺒﻄﺮﻳـ ـ ــﺮك ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫ﺷ ـ ــﺮﻓﺔ ﺑﻴ ـ ــﺖ )ﻣ ـ ــﺎﻧﻮﻳﻼ ﺳﺎﻧﺸ ـ ــﻴﺰ( ‪ ،‬أﻣ ـ ــﺎ ﰲ )رواﻳ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـﻮاء( ﻓﻨﺠ ـ ــﺪ اﻟﺴ ـ ــﺪﱘ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻠ ـ ــﻒ‬
‫اﻟﺒﻄﻞ وﻳﻐﻤﺮﻩ ﻫﻮ اﳊﺪث اﻟﻔﻨﻄﺎزي ‪.‬‬
‫ﳝﺸـ ــﻲ ﺑﻄـ ــﻞ رواﻳـ ــﺔ )ﺧﺮﻳـ ــﻒ اﻟﺒﻄﺮﻳـ ــﺮك( وﻳﻨﻄـ ــﻨﻂ ﻣﺜـ ــﻞ ﺣﻴ ـ ـﻮان ﻃ ـ ـﻮال ـ ــﺎرﻩ ﻳﻘـ ــﻮل‪:‬‬
‫))اﻻن اﻧﻈ ـ ــﺮ ﻛﻴ ـ ــﻒ اﻧﻄ ـ ــﻨﻂ ﻃ ـ ـ ـﻮال اﻟﻨﻬ ـ ــﺎر ‪ ،‬ﻛﻨ ـ ــﺖ ﻛﺴ ـ ــﻴﺤﺎً ‪ ،‬ﻳ ـ ــﺎ أﺑ ـ ــﺖ ﻛ ـ ــﺎن ﻋﻨ ـ ــﺪي‬
‫ﺣﻴﻮان ﺣﻲ ﰲ ﺑﻄﲏ(()‪.(٦٠‬‬
‫ﺑﻴﻨﻤـ ـ ــﺎ ﻳﺘﺤـ ـ ــﻮل ﺑﻄـ ـ ــﻞ رواﻳـ ـ ــﺔ )ﻣ ـ ـ ـﻮاء( أﻏﻠـ ـ ــﺐ اﻷﺣﻴـ ـ ــﺎن إﱃ ﻗﻄـ ـ ــﺔ وﻳـ ـ ــﺘﻘﻤﺺ دورﻫـ ـ ــﺎ‬
‫وﺗـ ــﺬوب ﺷﺨﺼـ ــﻴﺘﻪ اﳊﻘﻴﻘﻴـ ــﺔ ‪ ،‬وﻳﺒـ ــﺪأ ﻳﻌـ ــﻴﺶ وﻳﻔﻜـ ــﺮ وﻳﺘﺼـ ــﺮف ﻋﻠـ ــﻰ أﻧـ ــﻪ ﻗﻄـ ــﻪ ﻳﻘـ ــﻮل ‪:‬‬

‫‪106‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫))دﻓﻌ ـ ـ ــﺖ اﻷرض ﺑﻘ ـ ـ ـ ـﻮاﺋﻤﻲ اﻷرﺑﻌ ـ ـ ــﺔ ﻓﻨﻄﻄ ـ ـ ــﺖ وﺣﻄﻄ ـ ـ ــﺖ ﰒ ﺑﺪﻓﻌ ـ ـ ــﺔ أﺧ ـ ـ ــﺮى ﻟ ـ ـ ــﻸرض‬
‫ﻗﺬﻓﺘﲏ ﻗﻮاﺋﻤﻲ ﻣﻮﺑﺮة اﻟﻔﺮوة إﱃ ﻓﺘﺤﺔ اﻟﺴﻠﻢ(()‪. (٦١‬‬
‫)‪(٦٢‬‬
‫ﻋﻠﻲ أن أﻧﻂ ﻧﻄﺘﲔ ﻷﻛﻮن ﰲ أﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻢ(‬ ‫وﻳﻘﻮل ) ﻛﺎن ّ‬
‫ﺗﻌﻠ ـ ـ ـ ــﻖ اﻟﺒﻄﺮﻳ ـ ـ ـ ــﺮك ﺑ ـ ـ ـ ــ)ﺑﺎﺗﺮ ﻳﺴﻴﺴ ـ ـ ـ ــﻮ اراﻏ ـ ـ ـ ــﻮﻧﻴﺲ( ﻳﻘ ـ ـ ـ ــﻮل ‪)) :‬أﺧ ـ ـ ـ ــﺬ ﻳﺮﻏﻤ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﺸـ ـ ــﺎرﻛﺘﻪ ﰲ اﻟﻄﻌـ ـ ــﺎم ‪ ،‬وﻛـ ـ ــﺎن ﻳﻨﺎوﻟـ ـ ــﻪ ﻟﻴﺸـ ـ ــﺮب ﻣـ ـ ــﻦ ﻋﺴـ ـ ــﻠﻪ ﰲ ﻣﻠﻌﻘﺘـ ـ ــﻪ اﳋﺎﺻـ ـ ــﺔ ﻓﻜﺎﻧـ ـ ــﺎ‬
‫ﳚﺘ ـ ــﺎزان اﻟﻐ ـ ــﺮف اﳌﻨﺴ ـ ــﻴﺔ ﻣﺜ ـ ــﻞ ﻫ ـ ــﺎرﺑﲔ وﳝﺸ ـ ــﻴﺎن ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺴ ـ ــﺠﺎدات ﺣ ـ ــﱴ ﻻﻳﺴ ـ ــﻤﻊ أﺣ ـ ــﺪ‬
‫ﺧﻄﻮا ﻤـ ــﺎ اﻟﻀـ ــﺨﻤﺔ اﳋﻔﻴـ ــﺔ(()‪ ، (٦٣‬وﳒـ ــﺪ ﺗﻌﻠـ ــﻖ ﺑﻄـ ــﻞ رواﻳـ ــﺔ )ﻣ ـ ـﻮاء( ﺑﻘﻄﺘـ ــﻪ ﺣـ ــﱴ ﺑـ ــﺎت‬
‫ﻳﺮﺿﻊ ﻣﻦ ﺻﺪرﻫﺎ)‪. (٦٤‬‬
‫ﻳﺘﺼ ـ ــﺮف اﳉﻨ ـ ـ ـﺮال ﰲ اﻟﺒﻴ ـ ــﺖ اﻟﻀ ـ ــﺨﻢ ﺗﺼ ـ ــﺮﻓﺎً ﻳ ـ ــﻨﻢ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﺮﺟﻮﻟ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﺼ ـ ــﺮف‬
‫ﺗﺼ ـ ــﺮﻓﺎً ﻣﻐ ـ ــﺎﻳﺮ ﰲ اﳌﺴ ـ ــﺘﻨﻘﻊ اﻟﻜﺒ ـ ــﲑ إذ ﻳﺘﺤ ـ ــﲔ اﻟﻔ ـ ــﺮص ﻛ ـ ــﻲ ﳜﺘﻠ ـ ــﻲ ﺑﺈﺣ ـ ــﺪى اﳋﻼﺳ ـ ــﻴﺎت‬
‫اﳌﻄﻤﺌﻨﺎت وﻫﻦ ﻳﻜﻨﺴﻦ اﻟﺒﻴﺖ اﳌﺪﱐ ‪.‬‬
‫وﰲ )ﺳ ـ ــﻴﺪ اﻟﻌﺘﻤ ـ ــﺔ( ﻳﺘﺼ ـ ــﺮف اﻟﺒﻴ ـ ــﻚ ﰲ اﻟﺒﻴ ـ ــﺖ اﻟﻜﺒ ـ ــﲑ ﺗﺼ ـ ــﺮﻓﺎً ﻳ ـ ــﻨﻢ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﺮﺟﻮﻟ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫وﻳﺘﺼﺮف ﰲ اﻟﻘﺒﻮ ﺗﺼﺮﻓﺎً ﻳﻨﻢ ﻋﻦ ﻧﺘﻨﺎﺗﻪ وإﻏﺘﺼﺎﺑﻪ ﻟﻠﻤﺮأة ‪.‬‬
‫وﰲ رواﻳـ ــﺔ )ﻣ ـ ـﻮاء( ﻳﺘﺼـ ــﺮف اﻟﺒﻄـ ــﻞ ﰲ ﺑﻴﺘـ ــﻪ ﻣـ ــﻊ زوﺟﺘـ ــﻪ ﺗﺼـ ــﺮﻓﺎً ﻳـ ــﻨﻢ ﻋـ ــﻦ اﻟﺮﺟﻮﻟـ ــﺔ ‪،‬‬
‫اﻟﺴﻠﻢ ﻣﻊ ﻗﻄﺘﻪ ﺗﺼﺮﻓﺎً ﻳﻨﻢ ﻋﻦ ﻧﺘﻨﺎﺗﻪ وﻋﺠﺰﻩ ‪.‬‬ ‫وﻳﺘﺼﺮف ﲢﺖ ّ‬
‫ﻳﻬ ـ ـ ــﻴﻤﻦ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ رواﻳ ـ ـ ــﺔ )اﳌﻘﺎﻣ ـ ـ ــﺔ اﻟﺮﻣﻠﻴ ـ ـ ــﺔ (ﻃ ـ ـ ــﺎﺑﻊ اﻟﻼﻣﺘﺠ ـ ـ ــﺎﻧﺲ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳊﻜﺎﻳ ـ ـ ــﺎت ‪،‬اذ‬
‫ﺗﻨ ــﺪرج ﺿ ــﻤﻦ ﻧﺴ ــﻖ اﳌﻘﺎﻣ ــﺔ ‪،‬ﻳ ــﺘﻢ ﲢﺪﻳ ــﺪ اﻟﺒﻨﻴ ــﺔ اﳍﻜﻠﻴ ــﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﻣ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﺣﺼ ــﺎء اﻟﻨﺼ ــﻮص‬
‫اﳌﻜﻮﻧـ ــﺔ ﻟﻠﺤـ ــﺪث اﻟـ ــﺬي ﻳﻀـ ــﻢ اﺛـ ــﲏ ﻋﺸـ ــﺮ ﻧﺼـ ــﺎ ‪،‬ﳝﺜـ ــﻞ اﻟﻮﺣـ ــﺪات اﻟﻮﻇﻴﻔﻴـ ــﺔ اﻻﺳـ ــﺘﺒﺪاﻟﻴﺔ‬
‫‪،‬اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻘ ـ ــﻮم ﺑ ـ ــﺪور ﻓﻌ ـ ــﺎل ﰲ اﻟﺘﻄ ـ ــﻮر اﻟ ـ ــﺪاﺧﻠﻲ ﻟﻠﺤ ـ ــﺪث ‪،‬وﻫ ـ ــﻮ ﻛ ـ ــﺎﻻﰐ ‪) :‬ﻧ ـ ــﺺ اﻟﻌﺘﻤ ـ ــﺔ‬
‫واﳊـ ــﲑة ‪،‬ﻧـ ــﺺ اﻟﺘﻴـ ــﻪ واﻟﺴ ـ ـﺮاب ‪،‬ﻧـ ــﺺ ﺗﻘﻠﺒـ ــﺎت اﻟﺰﻣـ ــﺎن ‪،‬ﻧـ ــﺺ اﳋـ ــﻼف واﻻﻳـ ــﻼف ‪،‬ﻧـ ــﺺ‬
‫اﻟﺴ ـ ـ ــﻔﺮ واﻟـ ـ ـ ــﺪﻻﻻت ‪،‬ﻧـ ـ ـ ــﺺ اﻟﻄﻘـ ـ ـ ــﻮس واﻟﺘﺤـ ـ ـ ــﻮﻻت ‪،‬ﻧـ ـ ـ ــﺺ اﻟﻌﺒـ ـ ـ ــﺚ واﻟﺘﻼﺷـ ـ ـ ــﻲ ‪،‬ﻧـ ـ ـ ــﺺ‬
‫اﻟﺘﻮاﺑ ـ ــﻊ واﻟﺰواﺑ ـ ــﻊ ‪،‬ﻧ ـ ــﺺ اﳊـ ـ ـﻮار واﻟ ـ ــﺪوار ‪،‬ﻧ ـ ــﺺ اﻟﺴ ـ ــﺨﺮﻳﺔ واﻟﺘﻌﺮﻳ ـ ــﺔ ‪،‬ﻧ ـ ــﺺ اﻟﻠﻌﻨ ـ ــﺔ واﶈﻨ ـ ــﺔ‬
‫‪،‬وأﺧﲑا ﻧﺺ اﻻﻓﻮل(‪.‬‬
‫ﻳﻀ ــﻢ اﻟ ــﻨﺺ وﺣ ــﺪات ﺳ ــﺮدﻳﺔ ﺻ ــﻐﺮى ‪،‬ﳝﻜﻨﻨ ــﺎ أن ﳓﺼ ــﻴﻬﺎ ﻋ ــﻦ ﻃﺮﻳ ــﻖ ﺗﺘﺒ ــﻊ ﻣﺴ ــﺎر‬
‫ﺗﻄ ـ ـ ــﻮر ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻨﺼ ـ ـ ــﻮص ‪،‬اذ ﺗﻌ ـ ـ ــﲎ ﺑﺘﻔﺎﺻ ـ ـ ــﻴﻞ اﳊﻴ ـ ـ ــﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﺸﺨﺼ ـ ـ ــﻴﺔ اﳋﻤ ـ ـ ــﻴﺲ ﺑ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻻﺣ ـ ــﻮص ‪،‬ﻓﻀ ـ ــﻼ ﻋ ـ ــﻦ اﻻﻓﻌ ـ ــﺎل اﻟﻌﺠﺎﺋﺒﻴ ـ ــﺔ اﳌﺒﺜﻮﺛ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﲔ اﳊﻜﺎﻳ ـ ــﺎت ‪،‬وﻳ ـ ــﺘﻢ وﺻ ـ ــﻞ ﻫ ـ ــﺬﻩ‬

‫‪107‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫اﻟﻮﺣـ ـ ــﺪات أو اﳌﺘﻮاﻟﻴـ ـ ــﺎت اﺣـ ـ ــﺪاﳘﺎ ﺑـ ـ ــﺎﻻﺧﺮى دون أن ﺗﻜـ ـ ــﻮن ﻣﺴـ ـ ــﺒﺒﻪ ﰲ وﺟـ ـ ــﻮد اﳌﺘﻮاﻟﻴـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﺎﺑﻌـ ــﺔ ﳍـ ــﺎ ‪،‬أي ﻋﻠـ ــﻰ اﺳـ ــﺎس اﻻﻧﻀـ ــﻤﺎم ‪،‬أﻣـ ــﺎ وﻇﻴﻔـ ــﺔ اﻻﻧﻀـ ــﻤﺎم)‪ (٦٥‬ﻓﻬـ ــﻲ ﺟﻌـ ــﻞ ﻫـ ــﺬﻩ‬
‫اﳌﺘﻮاﻟﻴ ـ ــﺎت ﻋﺒ ـ ــﺎرة ﻋ ـ ــﻦ ))ﻫﻴﺎﻛ ـ ــﻞ ﻣﻨﻔﺘﺤ ـ ــﺔ ﻗﺎﺑﻠ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﻀ ـ ــﺨﻴﻢ واﻻﳚ ـ ــﺎز(()‪. (٦٦‬أﻣ ـ ــﺎ رواﻳ ـ ــﺔ‬
‫)ﺧـ ـ ــﻮف( ﻓﺘﺘﻜـ ـ ــﻮن ﻣـ ـ ــﻦ ﳎﻤﻮﻋـ ـ ــﺔ وﺣـ ـ ــﺪات ﻳـ ـ ــﺘﻢ وﺻـ ـ ــﻞ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻮﺣـ ـ ــﺪات أو اﳌﺘﻮاﻟﻴـ ـ ــﺎت‬
‫اﺣـ ـ ــﺪاﳘﺎ ﺑـ ـ ــﺎﻻﺧﺮى ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﺳـ ـ ــﺎس اﻻﺳـ ـ ــﺘﺘﺒﺎع)‪ (٦٧‬أي ﺗﻜـ ـ ــﻮن اﳌﺘﻮاﻟﻴـ ـ ــﺔ اﻻوﱃ ﻣﺘﺴـ ـ ــﺒﺒﻪ ﰲ‬
‫وﺟﻮد اﳌﺘﻮاﻟﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﳍﺎ‪.‬‬
‫ﺧﻀ ـ ــﻌﺖ رواﻳ ـ ــﺔ )اﻟﺘ ـ ـ ـﻮأم اﳌﻔﻘ ـ ــﻮد( ﻟﻠﻌﺒ ـ ــﺔ ﺳ ـ ــﺮدﻳﺔ ‪ ،‬ﺗﻘ ـ ــﻮم ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺑﻨ ـ ــﺎء ﻣﻮﺿ ـ ــﻮﻋﻪ أو‬
‫ﻓﻜـ ـ ــﺮة ﺳـ ـ ــﺮدﻳﺔ ﰒ ﻣـ ـ ــﺎ ﻳﻠﺒـ ـ ــﺚ اﻟﻜﺎﺗـ ـ ــﺐ أن ﻳﻨﻘﻀـ ـ ــﻬﺎ ﲟﻮﺿـ ـ ــﻮﻋﺔ أو ﻓﻜـ ـ ــﺮة ﻣﻐ ـ ـ ـﺎﻳﺮة ﺗﺘﻘـ ـ ــﺎﻃﻊ‬
‫ﻣﻌﻬـ ــﺎ وﺗﻨﻔﻴﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﻳﺘﺒ ـ ــﲎ ﻣﻮﺿـ ــﻮﻋﺔ أﺧـ ــﺮى ﰒ ﻳﻌ ـ ــﻮد اﱃ اﳌﻮﺿـ ــﻮﻋﺔ اﻻوﱃ ﻳـ ــﺪﻋﻤﻬﺎ وﻳﺜﺒﺘﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﺄﻗﻮاﻟ ـ ــﻪ وأﻗ ـ ـ ـﻮال ﺷ ـ ــﻴﺨﻪ وﺷ ـ ــﻔﻴﻌﻪ )ﺗﻮﻣ ـ ــﺎ اﳊﻜ ـ ــﻴﻢ( وﻫﻜ ـ ــﺬا ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻃ ـ ــﻮل ﺧ ـ ــﻂ اﻟﺮواﻳ ـ ــﺔ ‪،‬‬
‫وﺑـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﳓﺼـ ـ ـ ــﻞ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﺳـ ـ ـ ــﺮد ﻣﺘﺬﺑـ ـ ـ ــﺬب ﻳﺴـ ـ ـ ــﻮدﻩ اﻟﺘﻨﺎﻗﻀـ ـ ـ ــﺎت واﳌﻔﺎرﻗـ ـ ـ ــﺎت ‪ ،‬وﻳﻌـ ـ ـ ــﻮزﻩ‬
‫ﻣﺼـ ــﺪاﻗﻴﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣ ـ ــﺎت وﻣﻮﺛﻮﻗﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـﺮاوي وﻫ ـ ــﺬا ﻳﻘﻮدﻧ ـ ــﺎ اﱃ ﻣﻌﺮﻓ ـ ــﺔ ﻣﻔ ـ ــﺎﻫﻴﻢ ﺟﺪﻳ ـ ــﺪة ﻟﻔﻬ ـ ــﻢ‬
‫ﺣﻴﺜﻴـ ـ ــﺎت اﻟـ ـ ــﻨﺺ وﻣـ ـ ــﺎ وراﺋﻴﺎﺗـ ـ ــﻪ إن ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﶈﻔ ـ ـ ـﺰات ﺗﺜـ ـ ــﲑ اﻟﻘـ ـ ــﺎرئ وﺗﻌﻤـ ـ ــﻞ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗﻔﻌﻴـ ـ ــﻞ‬
‫ﻃﺎﻗﺎﺗﻪ اﳋﻴﺎﻟﻴﺔ واﻟﺸﻌﻮرﻳﺔ واﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﻻن ﻣﻬﻤﺔ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل رﻳﻔﺎﺗﲑ ‪.‬‬
‫"ﺑﻮﺻ ـ ــﻔﻪ ﺳ ـ ــﻨﻨﺎ ﻟﻠﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ ﳚ ـ ــﺐ ان ﻳﻨﺘﺼ ـ ــﺮ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﲬ ـ ــﻮل اﳌﺘﻠﻘ ـ ــﻲ وﺷ ـ ــﺮودﻩ ‪ ..‬ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‬
‫)‪.(٦٨‬‬
‫ان ﻳﺆﻛﺪ وأن ﻳﻜﻮن ﺗﺄﻛﻴﺪﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﺎط اﻷﻛﺜﺮ أﳘﻴﺔ ﰲ اﳋﻄﺎب"‬
‫ﻳﻌ ـ ــﺪ اﻟﻜﺎﺗ ـ ــﺐ اﱃ ﺑ ـ ــﺚ ﻋﻨﺎﺻ ـ ــﺮ اﳌﻔﺎرﻗ ـ ــﺔ وﺧ ـ ــﺮق ﻣﺎﻟﻮﻓﻴ ـ ــﺔ اﳊﻜﺎﻳ ـ ــﺔ ﺑﺒ ـ ــﺚ ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ‬
‫أﺣ ـ ــﺪاث ﺗ ـ ــﺪور ﺣ ـ ــﻮل اﻟﺒﺤ ـ ــﺚ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﺘ ـ ـﻮأم اﳌﻔﻘ ـ ــﻮد ‪ ،‬ﻣﺜ ـ ــﻞ اﺗﺼ ـ ــﺎل اﻟﺘ ـ ـﻮأم ﺑ ـ ــﺎﻟﺮاوي ﻋ ـ ــﱪ‬
‫اﻟﻨـ ــﺪاء اﳋﻔـ ــﻲ ‪ ،‬واﻟﻔﻜـ ــﺮة اﳋﺮاﻓﻴـ ــﺔ ﻋﻨـ ــﺪ اﻟﺒﻄـ ــﻞ ‪ ،‬وﺣﻘﻴﻘـ ــﺔ اﻟﺘ ـ ـﻮأم واﻋﺘﻘـ ــﺎد أﻣـ ــﻪ ﺑﺄ ـ ــﺎ ﻗـ ــﺪ‬
‫وﻟـ ـ ــﺪت ﺗﻮأﻣـ ـ ــﺎ ﰲ ذﻟـ ـ ــﻚ اﻟﻄﻮﻓـ ـ ــﺎن اﻟـ ـ ــﺬي اﺟﺘـ ـ ــﺎح ﺑﻐـ ـ ــﺪاد ﻋـ ـ ــﺎم ‪ ، ١٩٥٦‬وﺿـ ـ ــﺎع أﺣـ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﺘ ـ ـﻮأﻣﲔ ﺑﻌـ ــﺪ ان ﺟﺮﻓﺘـ ــﻪ اﳌﻴـ ــﺎﻩ‪ ،‬أو ﻓﻜـ ــﺮة ﺑﻴـ ــﻊ أﺣـ ــﺪ اﻟﺘ ـ ـﻮأﻣﲔ إﱃ ﻋﺎﺋﻠـ ــﺔ ﻏﻨﻴـ ــﺔ ‪ ،‬وﺣﻘﻴﻘـ ــﺔ‬
‫وﺟ ـ ــﻮدﻩ وﺣﻘﻴﻘ ـ ــﺔ اﻣ ـ ـ ـﺮأة اﻟﻘ ـ ــﺎرورة ‪ ...‬ﻫ ـ ــﺬﻩ ﻫ ـ ــﻲ ﻣﻌﻄﻴ ـ ــﺎت ﻳﺮﺻ ـ ــﺪﻫﺎ اﻟﻘ ـ ــﺎرئ اﻟﻀ ـ ــﻤﲏ‬
‫ﺑﻮﺻـ ـ ــﻔﻬﺎ ﺑﻨﻴـ ـ ــﺔ ﻧﺼـ ـ ــﻴﺔ ﺗـ ـ ــﺆدي ﻣﻬﻤـ ـ ــﺔ ﲣﻄﻴﻄﻴـ ـ ــﺔ ﰲ ﺗﺸـ ـ ــﻜﻴﻞ ﻣﻮﺿـ ـ ــﻮع اﻟﺮواﻳـ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﺗﺮﺻـ ـ ــﺪ‬
‫ﻗﺼـ ـ ــﺪﻳﺔ اﻟـ ـ ــﻨﺺ ﻛﻤـ ـ ــﺎ إن ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳌﻌﻠﻮﻣـ ـ ــﺎت ﺗﻨﺒـ ـ ــﺊ ﲝـ ـ ــﺪوث ﺗﻮﻗﻌـ ـ ــﺎت ﳝﻜـ ـ ــﻦ ﺣـ ـ ــﺪوﺛﻬﺎ ‪،‬‬
‫وﻟﻜ ـ ــﻦ ﺗﺼ ـ ــﺪر ﻣﻌﻠﻮﻣ ـ ــﺎت ﲣ ـ ــﺎﻟﻒ أﻓ ـ ــﻖ ﺗﻮﻗ ـ ــﻊ اﻟﻘ ـ ــﺎرئ وﺑ ـ ــﺬﻟﻚ ﻳﺘﺤﻘ ـ ــﻖ ﻋﻨﺼ ـ ــﺮ اﳌﻔﺎﺟ ـ ــﺄة‬

‫‪108‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫واﻟﺼـ ــﺪﻣﺔ ‪ ،‬ﻟﻘـ ــﺪ ﻣـ ــﺎرس اﻟـ ــﻨﺺ ﻟﻌﺒـ ــﺔ أﻗـ ــﺮب اﱃ اﳋـ ــﺪاع ‪ ،‬ﻋﻨـ ــﺪﻣﺎ ﻳﻘـ ــﻮم اﻟﻜﺎﺗـ ــﺐ ﺑﻨﻈـ ــﺎم‬
‫اﻟﺘﻘﻄﻴﻊ أي ﺑﻨﺎء ﻓﻜﺮة ﰒ ﻫﺪﻣﻬﺎ ﻧﻘﺘﻄﻊ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﺼﻮص‪.‬‬
‫ﻣ ـ ــﺜﻼ ﻳﻘ ـ ــﻮل اﻟﺒﻄ ـ ــﻞ ﻏﺮﻳ ـ ــﺐ ﺑﻌ ـ ــﺪ أن ﻳﺴ ـ ــﻤﻊ ﻧ ـ ــﺪاء ﺗﻮأﻣ ـ ــﻪ اﳌﻔﻘ ـ ــﻮد "ﻋ ـ ــﻦ أي ﺗ ـ ـ ـﻮأم‬
‫ﻳﻜﻠﻤ ـ ــﲏ ‪ ،‬ﱂ أﻋ ـ ــﺮف أﺑ ـ ــﺪاً أﻧ ـ ــﲏ ﺗ ـ ـ ـﻮأم ﺻ ـ ــﺤﻴﺢ إن ﱄ اﻟﻌﺪﻳ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ اﻹﺧ ـ ــﻮة واﻷﺧ ـ ـ ـﻮات‬
‫وﻟﻜ ـ ــﻦ ﻟ ـ ــﻴﺲ ﻣ ـ ــﻨﻬﻢ أي ﺗ ـ ـﻮأم")‪ (٦٩‬وﳒ ـ ــﺪ ﰲ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﻟﺼ ـ ــﻔﺤﺔ ﻳﻨ ـ ــﺎﻗﺾ ﻗﻮﻟ ـ ــﻪ ﻫ ـ ــﺬا ﺑﻘ ـ ــﻮل‪:‬‬
‫"أﻧـ ــﺎ ﻣﻨـ ــﺬ أن وﻋﻴـ ــﺖ اﳊﻴـ ــﺎة ﻳﺘﻤﻠﻜـ ــﲏ إﺣﺴـ ــﺎس ﻣـ ــﺒﻬﻢ ﺑـ ــﺎن ﱄ ﻧﺼـ ــﻔﺎ آﺧـ ــﺮ ﻳﻨﺘﻈـ ــﺮﱐ ﰲ‬
‫ﻣﻜـ ـ ــﺎن ﻣـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻷرض ‪ ..‬ﻟﻘـ ـ ــﺪ أﻣﻀـ ـ ــﻴﺖ ﺣﻴـ ـ ــﺎﰐ وأﻧـ ـ ــﺎ أﺣـ ـ ــﺲ ﺑﺘ ـ ـ ـﻮأﻣﻲ ﻫـ ـ ــﺬا ﻳ ـ ـ ـﺮاﻗﺒﲏ‬
‫وﳛـ ــﺎورﱐ وﻳﺘﻔﻬﻤـ ــﲏ")‪ (٧٠‬وﰲ ﻧﻔـ ــﺲ اﻟﺼـ ــﻔﺤﺔ أﻳﻀـ ــﺎ ﻳﺘﺒـ ــﲎ ﻓﻜـ ــﺮة ﻣﻐـ ــﺎﻳﺮة ﻳﻘـ ــﻮل‪" :‬ﻛﻨـ ــﺖ‬
‫ﳑﺴﻮﺳـ ـ ـﺎً ﺑﻔﻜ ـ ــﺮة ﺧﺮاﻓﻴ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺄﻧﲏ ﰲ ﺣﻘﻴﻘ ـ ــﱵ ﻛ ـ ــﺎﺋﻦ ﻫ ـ ــﺎﺑﻂ ﻣ ـ ــﻦ ﲰ ـ ــﺎء أو ﻛﻮﻛ ـ ــﺐ ﺑﻌﻴ ـ ــﺪ ‪،‬‬
‫وﻻﺑ ـ ــﺪ أن ﻳ ـ ـ ـﺄﰐ اﻟﻴ ـ ــﻮم اﻟﻘﺮﻳ ـ ــﺐ اﻟ ـ ــﺬي ﺳ ـ ــﺘﺒﺰغ ﻓﻴ ـ ــﻪ ﻃﺎﻗ ـ ــﺎﰐ اﳉﺒ ـ ــﺎرة ﻳﻨ ـ ــﺘﻘﻢ ﳊﻴ ـ ــﺎﰐ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫إذﻻﳍـ ـ ــﺎ وﻓﻘﺮﻫـ ـ ــﺎ أﺳـ ـ ــﺎﻋﺪ اﻟﻀـ ـ ــﻌﻔﺎء ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﳋـ ـ ــﻼص ﻣـ ـ ــﻦ ﻇﻠـ ـ ــﻢ اﻷﻗﻮﻳـ ـ ــﺎء")‪ (٧١‬ﰒ ﻳـ ـ ــﺪﻋﻢ‬
‫اﻟﻔﻜ ــﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ ﺑﻘ ــﻮل ﺷ ــﻴﺨﻪ اﳊﻜ ــﻴﻢ "ﻳﻘ ــﻮل ﺷ ــﻴﺨﻪ‪ " :‬إن ﻟ ــﺪى ﲨﻴ ــﻊ اﻟﺒﺸ ــﺮ ﺛﻨﺎﺋﻴ ــﺔ ﰲ‬
‫ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﻢ ‪ ..‬واﻧﻘﺴﺎﻣﺎً ﺑﲔ ﻣﻴﻮل ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ" )‪.(٧٢‬‬
‫ﰒ ﻳ ـ ــﺪﻋﻢ اﻟﻔﻜ ـ ــﺮة اﻻوﱃ ﺑﻘﻮﻟ ـ ــﻪ‪ " :‬اﺗﺼ ـ ــﻠﺖ ﺑ ـ ــﺄﺧﱵ وﻃﻠﺒ ـ ــﺖ ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ أن ﺗﺒﺤ ـ ــﺚ ﻣ ـ ــﻊ‬
‫أﻣ ــﻲ وأﺧ ــﻮﰐ اﻟﻜﺒ ــﺎر ان ﻛ ــﺎﻧﻮا ﻳﻌﺮﻓ ــﻮن ﺷ ــﻴﺌﺎ ﻋ ــﻦ ﻇ ــﺮوف ﻣ ــﻴﻼدي ‪ .‬رﲟ ــﺎ ﻛ ــﺎن ﱄ ﺗﻮأﻣ ــﺎ‬
‫ـﺬﻩ اﻟﻠﻌ ــﺐ اﻹﻳﻬﺎﻣﻴ ــﺔ اﻟ ــﱵ‬ ‫واﻧﻔﺼ ــﻞ ﻋ ــﲏ ﻗ ــﻲ ﻇ ــﺮوف ﻏﺎﻣﻀ ــﺔ")‪ (٧٣‬وﻫﻜ ــﺬا ﳒ ــﺪ ﻣﺜ ــﻞ ﻫ ـ ِ‬
‫ـﺬﻩ ﻫ ــﻲ ﺳـ ـﺒﻞ إﻳﻬﺎﻣﻴ ــﺔ ﺗﻌ ــﺰز اﻫﺘﻤ ــﺎم‬ ‫ﺗﺘﻤﻴ ــﺰ ﺑ ــﻨﻘﺾ ﻣ ــﺎ ﻳﻘ ــﺎل وﲣ ــﺮق ﻣﺒ ــﺪأ اﻟﺘﺤ ــﺪث‪ ،‬وﻫ ـ ِ‬
‫اﻟﻘـ ـ ــﺎرئ ﺑـ ـ ــﺎﻟﻨﺺ اﻟﺴـ ـ ــﺮدي وﺗﺜـ ـ ــﲑ ﻓﻀ ـ ـ ـﻮﻟﻪ وﻳﺒﻠـ ـ ــﻎ اﻹﻳﻬـ ـ ــﺎم أﻗﺼـ ـ ــﺎﻩ ﻋﻨـ ـ ــﺪ ﻣﻐـ ـ ــﺎدرة اﻟﺒﻄـ ـ ــﻞ‬
‫ﻣﻨﻄﻘ ــﺔ اﻟﻠﻌﺒ ــﺔ ﻟ ــﻴﻤﻸ اﳋﺎﲤ ــﺔ ﺑﺒﻴﺎﻧ ــﺎت ﺟﺪﻳ ــﺪة ﺗﻀ ــﻲء اﻟﺴ ــﺮد‪ ،‬وﲡﻴ ــﺐ ﻋ ــﻦ ﻛ ــﻞ اﻷﺳ ــﺌﻠﺔ‬
‫إذ أﻧﻨ ـ ــﺎ ﻻ ﻧﺒﻘ ـ ــﻰ ﰲ ﺣ ـ ــﲑة اﻟﺘﻔﺴ ـ ــﲑ واﻟﻐﻤ ـ ــﻮض ﰲ ﻗﻀ ـ ــﻴﺔ )اﻟﺒﺤ ـ ــﺚ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﺘ ـ ـﻮأم اﳌﻔﻘ ـ ــﻮد(‬
‫ﻷﻧﻨـ ـ ــﺎ ﺘـ ـ ــﺪي اﱃ ﺣ ـ ـ ـﻞ أزﻣـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﻔﻌـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ــﻦ ﻗـ ـ ــﻮل )ﻏﺮﻳـ ـ ــﺐ( ﻋﻨـ ـ ــﺪﻣﺎ ﻳـ ـ ــﺮى ﻣﻮﻟـ ـ ــﻮدﻩ‬
‫اﳉﺪﻳﺪ‪.‬‬
‫‪ " :‬أﻫـ ـ ـﻼً ﺑ ـ ــﻚ ﻳ ـ ــﺎ ﺗـ ـ ـﻮأﻣﻲ اﳊﺒﻴ ـ ــﺐ‪ ،‬ﻫ ـ ــﺎ أﻧ ـ ــﺎ أﺧـ ـ ـﲑاً‪ ،‬أﻋﺜ ـ ــﺮ ﻋﻠﻴ ـ ــﻚ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﻛ ـ ــﻞ ﻫ ـ ــﺬا‬
‫اﱄ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﻐﻴﺎب")‪.(٧٤‬‬ ‫اﻟﱰﺣﺎل وﻫﺎ أﻧﺖ ﺗﻌﻮد ّ‬

‫اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ‬
‫أﻣﺎ أﻫﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﱵ ﺗﻮﺻﻞ اﻟﻴﻬﺎ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﺘﺘﻤﺜﻞ ﲟﺎ ﻫﻮ آت‪:‬‬

‫‪109‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫‪ .١‬ﲢ ـ ــﻮل اﻟﺴ ـ ــﺮد ﰲ رواﻳـ ـ ـﺎت ﻣﺎﺑﻌ ـ ــﺪ اﳊﺪاﺛ ـ ــﺔ ‪،‬و ﲤﻴ ـ ــﺰ ﲞﺼ ـ ــﺎﺋﺺ ﲡﺮﻳﺒﻴ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ــﺘﻮى‬
‫اﻟﺴـ ـ ــﺮد ؛ﻷن ﲰـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺮواﻳـ ـ ــﺎت ﺗﻨﺼـ ـ ــﺐ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻫـ ـ ــﺪم اﳊﻜﺎﻳـ ـ ــﺔ ‪،‬وﺗﻔﺘﻴـ ـ ــﺖ ﻣﻌﻨﺎﻫـ ـ ــﺎ‬
‫‪،‬ﻓﻀ ـ ـ ــﻼ ﻋ ـ ـ ــﻦ ﻛﺴ ـ ـ ــﺮ ﲤﺎﺳ ـ ـ ــﻚ اﻻﺣ ـ ـ ــﺪاث واﺳ ـ ـ ــﺘﺒﺪاﻟﻪ ﲟﻨﻄ ـ ـ ــﻖ اﻟﺘﺸ ـ ـ ــﺘﻴﺖ واﻟﺘﻔﻜﻴ ـ ـ ــﻚ‬
‫‪،‬واﻟﱰﻛﻴـ ـ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻳﻬ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﺎرىء‪ ،‬واﻻﻫﺘﻤـ ـ ـ ــﺎم ﺑﺎﻟﺼ ـ ـ ـ ــﻮرة اﻟﺼ ـ ـ ـ ــﻮﺗﻴﺔ اﻟﺴ ـ ـ ـ ــﺎﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﺒﻄﻞ‪.‬‬
‫‪ .٢‬وﺟـ ــﺪﻧﺎ ﰲ اﻟﺼـ ــﻮرة اﻟﺼ ـ ــﻮﺗﻴﺔ ﰲ رواﻳـ ــﺎت ﲝﺜﻨ ـ ــﺎ ان اﻟﺼـ ــﻮت ﻫـ ــﻮ ﻧﻘﻄ ـ ــﺔ اﺛـ ــﺎرة اﳊ ـ ــﺪث‬
‫‪ ،‬ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻌﺎﳉﺔ دراﻣﻴﺔ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻣﻀﻤﺮة‪.‬‬
‫‪ .٣‬ﻳﺼ ــﺒﺢ اﻟﺼ ــﻮت واﻗ ــﻊ ﻳ ــﺆﻣﻦ ﺑ ــﻪ اﻟﺒﻄ ــﻞ ﺑﻌ ــﺪ أن ﳛﻘ ــﻖ ﻟ ــﻪ اﻻﺳ ــﺘﻘﺮار اﻟﻨﻔﺴ ــﻲ ‪،‬وﺣ ــﻞ‬
‫اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﺗﺸﻜﻞ اﳌﺮأة اﳍﺎﺟﺲ اﻟﺬي ﻳﻘﻮد اﻟﺒﻄﻞ ﳓﻮ ﻫﺪﻓﻪ ‪،‬‬
‫‪ .٥‬أﻣ ـ ـ ــﺎ ﻓﻴﻤ ـ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ـ ـ ــﺪم اﳊﻜﺎﻳ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ــﺎن ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔﺗﻘﻄﻴﻊ اﻟﺴ ـ ـ ــﺮد اﻓﻀ ـ ـ ــﺖ اﱃ ﺗﺄﺟﻴ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﳊ ـ ـ ـ ــﺪث اﻟﻔ ـ ـ ـ ــﻮق اﻟﻄﺒﻴﻌ ـ ـ ـ ــﻲ ‪،‬وﻋﻤ ـ ـ ـ ــﻞ ﻫ ـ ـ ـ ــﺬا ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ رد ﻓﻌ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﺎرئ ‪ ،‬وﺷ ـ ـ ـ ــﺪﻩ اﱃ‬
‫اﻻﺣﺪاث ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﺧﻠﻖ ﲨﺎﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﺴﺮد ﻋﱪ اﻟﺘﻨﻮﻳﻊ ﰲ اﻟﺼﻮر واﻻﳛﺎء واﳊﺮﻛﺔ ‪.‬‬
‫‪ .٧‬ﺗ ـ ــﺬوﻳﺐ رواﻳ ـ ــﺔ ﺧﺮﻳ ـ ــﻒ اﻟﺒﻄﺮﻳ ـ ــﺮك داﺧ ـ ــﻞ ﺧﻄ ـ ــﺎب ﺛ ـ ــﻼث رواﻳ ـ ــﺎت ﻋﺮﺑﻴ ـ ــﺔ ‪ ،‬اﺳ ـ ــﺘﻄﺎع‬
‫اﻟﺒﺤـ ــﺚ رﺻـ ــﺪﻫﺎ _ﻳﻀـ ــﻔﻲ ﻋﻠـ ــﻰ ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﺮواﻳـ ــﺎت أﺳـ ــﻠﻮﺑﺎ ﺟﺪﻳـ ــﺪا ‪ ،‬وﻧﻐﻤـ ــﺔ ﺧﺎﺻـ ــﺔ ‪،‬‬
‫وﺗﻌﺒﲑات ﻣﺘﻤﻴﺰة ﻣﻨﻤﻘﺔ‪.‬‬
‫‪ .٨‬ان ﺗﻔﻜﻴـ ـ ــﻚ اﻟﺴـ ـ ــﺮد وﺧﻠﺨﻠﺘـ ـ ــﻪ ﺿـ ـ ــﺎﻋﻒ ﻣـ ـ ــﻦ ﺣـ ـ ــﲑة اﻟﻘـ ـ ــﺎرئ ‪ ،‬وﻋﺮﻗـ ـ ــﻞ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻚ‬
‫اﻟﺮﻣ ــﻮز ﳑ ــﺎ ﻋ ــﺰز اﻻﻫﺘﻤ ــﺎم ﺑﺎﻟﻮاﻗﻌ ــﺔ اﻟﺴ ــﺮدﻳﺔ ‪ ،‬واﺛ ــﺎرة ﻓﻀ ــﻮل اﻟﻘ ــﺎرئ ﻟﻜﺸ ــﻒ ﺧﻔﺎﻳ ــﺎ‬
‫اﻟﻨﺺ ‪.‬‬
‫‪ .٩‬ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ اﻟﺴﺮد ﻻﺗﻨﻈﻤﻪ ﺣﺒﻜﺔ ﺻﺎرﻣﺔ اﳕﺎ ﻫﻨﺎك ﺧﻴﻂ واﻩ ﻳﺮﺑﻂ اﻻﺣﺪاث ‪.‬‬
‫‪ .١٠‬ﻣ ـ ـ ــﺎرس ﺑﻌ ـ ـ ــﺾ اﻟﻜﺘ ـ ـ ــﺎب ﻟﻌﺒ ـ ـ ــﺔ أﻗ ـ ـ ــﺮب اﱃ اﳋ ـ ـ ــﺪاع ؛ﻋﻨ ـ ـ ــﺪﻣﺎ ﻳﻘ ـ ـ ــﻮم اﻟﻜﺎﺗ ـ ـ ــﺐ ﺑﻨﻈ ـ ـ ــﺎم‬
‫اﻟﺘﻘﻄﻴﻊ ‪ ،‬أي ﺑﻨﺎء ﻓﻜﺮة ﰒ ﻫﺪﻣﻬﺎ ‪.‬‬
‫اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ‪:‬‬
‫‪ .١‬اﻣﺮأة اﻟﻘﺎرورة ‪،‬ﺳﻠﻴﻢ ﻣﻄﺮ‪،‬اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﻨﺸﺮ‪،‬ط‪٢٠٠٤، ٢‬‬
‫‪ .٢‬اﻻﻧﺴﺎن ورﻣﻮزﻩ‪،‬ﻛﺎرل ﻳﻮﻧﺞ ‪،‬ﺗﺮ ﲰﲑ ﻋﻠﻲ ‪،‬دار اﻟﺸﺆون اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪،‬ﺑﻐﺪاد ‪. ١٩٨٤،‬‬

‫‪110‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫‪ .٣‬اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﻘﺼﺼـﻴﺔ وﻣـﺪﻟﻮﳍﺎ اﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ﰲ ﺣـﺪﻳﺚ ﻋﻴﺴـﻰ ﺑـﻦ ﻫﺸـﺎم ‪،‬ﳏﻤـﺪ رﺷـﻴﺪ ﺛﺎﺑـﺖ‬
‫‪،‬دار اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ‪،‬ﻟﻴﺒﻴﺎ ‪،‬ﺗﻮﻧﺲ ‪.‬‬
‫‪ .٤‬ﺑــﲔ اﻻدب واﳌﻮﺳــﻴﻘﻰ ‪،‬اﺳــﻌﺪ ﳏﻤــﺪ ﻋﻠــﻲ ‪،‬دار أﻓــﺎق ﻋﺮﺑﻴــﺔ ﻟﻠﺼــﺤﺎﻓﺔ واﻟﻨﺸــﺮ ‪،‬ﺑﻐــﺪاد‬
‫‪. ١٩٨٥،‬‬
‫‪ .٥‬اﻟﺘﻮأم اﳌﻔﻘﻮد ‪،‬ﺳﻠﻴﻢ ﻣﻄﺮ ‪،‬اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﻨﺸﺮ ‪،‬ط ‪،‬ت ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﺧﺮﻳﻒ اﻟﺒﻄﺮﻳﺮ ك ‪،‬ﻏﺎﺑﺮﻳﻴﻞ ﻏﺎرﺳﻴﺎ ﻣﺎرﻛﻴﺰ ‪،‬ﺗﺮ ﳏﻤﺪ ﻋﻠـﻲ اﻟﻴﻮﺳـﻔﻲ ‪،‬دار اﻟﻜﻠﻤـﺔ ﻟﻠﻨﺸـﺮ‬
‫‪،‬ط‪. ١٩٨٨، ٦‬‬
‫‪ .٧‬ﺧﻮف ‪،‬ﺧﺎﻟﺪ ﺧﻀﺮ ‪،‬ﻣﻨﺸﻮرات دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻻﻋﻼم ‪،‬اﻟﺸﺎرﻗﺔ ‪. ١٩٩٨،‬‬
‫‪ .٨‬دﻟﻴﻞ اﻟﻨﺎﻗـﺪاﻻدﰊ ‪،‬د‪ ٠‬ﻣﻴﺠـﺎن اﻟﺮوﻳﻠـﻲ ‪،‬د‪ ٠‬ﺳـﻌﺪ اﻟﺒـﺎزﻋﻲ ‪،‬اﳌﺮﻛـﺰ اﻟﺜﻘـﺎﰲ اﻟﻌـﺮﰊ ‪،‬اﻟـﺪار‬
‫اﻟﺒﻴﻀﺎء ‪.‬‬
‫‪ .٩‬رﺣﻠﺔ ﻏﺎﻧﺪي اﻟﺼﻐﲑ ‪،‬اﻟﻴﺎس ﺧﻮري ‪،‬دار اﻻداب ‪،‬ﺑﲑوت ‪،‬‬
‫‪ .١٠‬رﻣﺰﻳ ــﺔ اﳌـ ـﺮأة اﻟﻌﺮﺑﻴ ــﺔ ‪،‬ﺟ ــﻮرج ﻃﺮﺑﻴﺸ ــﻲ ‪،‬دار اﻟﻄﻠﻴﻌ ــﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋ ــﺔ واﻟﻨﺸ ــﺮ ‪،‬ﺑ ــﲑوت ‪،‬ط‪٢‬‬
‫‪. ١٩٨٥،‬‬
‫‪ .١١‬اﻟﺮوﺣﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﳏﲕ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﺮﰊ ‪،‬د‪ ٠‬ﻋﻠﻲ ﺟﻠﻴﻞ ‪،‬اﻟﻘﺎﻫﺮة وﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻨﻬﻀﺔ ‪.‬‬
‫‪ .١٢‬ﺳﻴﺪ اﻟﻌﺘﻤﺔ ‪،‬رﺑﻴﻊ ﺟﺎﺑﺮ ‪،‬دار رﻳﺎض اﻟﺮﻳﺲ ﻟﻠﻨﺸﺮ ‪،‬ﻟﻨﺪن ‪،‬ﻗﱪص‪. ١٩٩٢،‬‬
‫‪ .١٣‬اﻟﺸ ــﻔﺎﻫﻴﺔ واﻟﻜﺘﺎﺑ ــﺔ ‪،‬واﻟ ــﱰ ج‪.‬اوﻧﺞ‪،‬ﺗ ــﺮ د‪ ٠‬ﺣﺴ ــﻦ اﻟﺒﻨ ــﺎ ‪،‬ﻋ ــﺎﱂ اﳌﻌﺮﻓ ــﺔ ‪ ،‬ﻋ ــﺪد‪١٨٢‬‬
‫‪،‬اﻟﻜﻮﻳﺖ ‪. ١٩٩٤،‬‬
‫‪ .١٤‬ﻋﻠﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺎم ‪،‬ﻓﺮدﻳﻨﺎن دي ﺳﻮﺳﲑ ‪،‬ﺗﺮ ﻳﻮﺋﻴﻞ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺰﻳﺰ ‪،‬دار أﻓﺎق ﻋﺮﺑﻴﺔ ‪،‬ﺑﻐﺪاد‬
‫‪. ١٩٨٥،‬‬
‫‪ .١٥‬ﻓــﻦ اﻟﺮواﻳــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ اﳊﺪﻳﺜــﺔ ﺑــﲔ ﺧﺼﻮﺻــﻴﺔ اﳊﻜﺎﻳــﺔ وﲤﻴــﺰ اﳋﻄــﺎب ‪،‬ﳝــﲎ اﻟﻌﻴ ـﺪ ‪،‬دار‬
‫اﻻداب ‪ ،‬ﺑﲑوت‪ ،‬ط‪. ١٩٩٨، ١‬‬
‫‪ .١٦‬ﻗﻀ ــﺎﻳﺎ اﻟﺮواﻳ ــﺔ اﳊﺪﻳﺜ ــﺔ ‪ ،‬ﺟ ــﺎن رﻳﻜ ــﺎردو ‪،‬ﺗ ــﺮ ﺻ ــﺎﱀ اﳉﻬ ــﻴﻢ ‪،‬وزارة اﻟﺜﻘﺎﻓ ــﺔ واﻻرﺷ ــﺎد‬
‫اﻟﻘﻮﻣﻲ ‪ ،‬دﻣﺸﻖ ‪. ١٩٧٧،‬‬
‫‪ .١٧‬ﳎﻠﺔ ﻋﻼﻣﺎت ‪،‬ع‪، ١٢‬ﺳﻴﻤﺎﺋﻴﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ‪،‬ﺑﲑﺟـﲑوا ‪،‬ﺗـﺮ ﳏﻤـﺪ اﻟﻌﻤـﺎري‬
‫‪.‬‬

‫‪111‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫ﻣﻌﺎﻳﲑ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻻﺳﻠﻮﰊ ‪،‬ﻣﻴﻜﺎﺋﻴﻞ رﻳﻔﺎﺗﲑ ‪،‬ﺗـﺮ د‪.‬ﲪﻴـﺪ ﳊﻤـﺪاﱐ ‪،‬دار اﻟﻨﺠـﺎح اﳉﺪﻳـﺪ‬ ‫‪.١٨‬‬
‫‪،‬دار اﻟﺒﻴﻀﺎء ‪،‬اﳌﻐﺮب ‪،‬ط‪. ١٩٩٣، ١‬‬
‫‪– ١٩‬ﻣﻘﺎرﺑــﺎت ﰲ اﳊﺪاﺛــﺔ وﻣﺎﺑﻌــﺪ اﳊﺪاﺛــﺔ ‪ ،‬ﺗﻌﺮﻳــﺐ ﳏﻤــﺪ اﻟﺸــﻴﺦ ‪،‬ﻳﺎﺳــﺮ اﻟﻄــﺎﺋﺮي‬ ‫‪.١٩‬‬
‫‪،‬دار اﻟﻄﻠﻴﻌﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ ‪ ،‬ﺑﲑوت ‪ ،‬ﻟﺒﻨﺎن ‪.‬‬
‫اﳌﻘﺎﻣــﺔ اﻟﺮﻣﻠﻴــﺔ ‪،‬ﻫﺎﺷــﻢ ﻏﺮاﻳﺒــﺔ ‪،‬اﳌﺆﺳﺴــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ ﻟﻠﺪراﺳــﺎت واﻟﻨﺸــﺮ ‪،‬ﺑــﲑوت وﻟﺒﻨــﺎن ‪،‬‬ ‫‪.٢٠‬‬
‫ط‪. ١٩٩٨، ١‬‬
‫ﻣﻦ ﻳﺮث اﻟﻔﺮدوس ‪،‬ﻟﻄﻔﻴﺔ اﻟﺪﻟﻴﻤﻲ‪،‬اﳍﻴﺌﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ‪. ١٩٨٧،‬‬ ‫‪.٢١‬‬
‫ﻣﻮاء ‪،‬ﻃﻪ ﺣﺎﻣﺪ اﻟﺸﺒﻴﺐ ‪،‬ﺑﻐﺪاد ‪. ٢٠٠،‬‬ ‫‪.٢٢‬‬
‫ﻧﻈﺮﻳــﺔ اﻟﺮواﻳــﺔ ‪،‬ﲝــﺚ ﰲ ﺗﻘﻨﻴــﺎت اﻟﺴــﺮد ‪،‬ﻋﺒــﺪ اﳌﻠــﻚ ﻣﺮﺗــﺎض‪ ،‬ﺳﻠﺴــﻠﺔ ﻋــﺎﱂ اﳌﻌﺮﻓــﺔ ‪،‬‬ ‫‪.٢٣‬‬
‫اﻟﻜﻮﻳﺖ ‪.١٩٩٨ ،‬‬
‫ﻧﻈﺮﻳــﺔ اﳌــﻨﻬﺞ اﻟﺸــﻜﻠﻲ ‪،‬ﻧﺼــﻮص اﻟﺸــﻜﻼﻧﻴﲔ اﻟــﺮوس ‪ ،‬ﺗــﺮ اﺑـﺮاﻫﻴﻢ اﳋﻄﻴــﺐ ‪،‬ﻣﺆﺳﺴــﺔ‬ ‫‪.٢٤‬‬
‫اﻻﲝﺎث اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ‪،‬ﺑﲑوت ‪ ،‬ﻟﺒﻨﺎن ‪.‬‬

‫اﻟﻬﻮاﻣﺶ‬

‫)‪ (١‬ينظر دليل الناقد االدبي ‪،‬دميجان الرويلي ‪،‬دس عد الب ازعي ‪ ،١٤٢ ،٣١٧‬المرك ز‬
‫الثقافي العربي ‪ ،‬الدار البيضاء ‪.‬‬
‫)‪ (٢‬مقاربات ف ي الحداث ة ومابع د الحداث ة ‪ ،‬تعري ب محم د الش يخ ‪،‬وياس ر الط ائري‬
‫‪، ١١،‬دار الطليعة للطباعة والنشر ‪،‬بيروت ‪.‬‬
‫)‪ (٣‬ھن اك م ن ي رى أن الرواي ة الحديث ة ب دأت ب وادر التجدي د فيھ ا ف ي فرنس ا ف ي‬
‫النصف الث اني م ن الق رن العش رين ‪،‬وھن اك م ن ي رى أن مع الم الرواي ة الجدي دة‬
‫ابتدأمن ذ ع ام ‪١٩٦٤_١٩٥٤‬عل ى ي د طائف ة م ن الكت اب الفرنس ين أمث ال )االن‬
‫روب غريي ه ‪،‬نات الي س اروت ‪،‬كل ود س يمون ‪،‬ميش ال بيتور(أم ا تجدي د الرواي ة‬
‫االمريكي ة فق د ت م ف ي النص ف الث اني م ن الق رن العش رين عل ى ي د ) ارنس ت‬
‫ھمغواي ‪،‬وجون دوس باسوس( فقد شھدت ظھور التقنيات السينمائية في الرواية‬
‫كاالسترجاع ‪،‬أو مايعرف ب)الفالش باك(‪،‬فضال عن دخ ول التحلي ل النفس ي ف ي‬
‫الرواي ة أو م ايعرف ب)تي ار ال وعي (‪،‬وف ي االربعيني ات ش ھدت الرواي ة تط ور‬
‫عبر ظھور العناصر الريادية في االتجاه ال واقعي االجتم اعي ‪،‬وف ي الخمس ينيات‬
‫ظھر االتجاه الحداثي وھكذا ينظرنظرية الرواية ‪،‬بحث في تقنيات الس رد ‪،‬عب د‬
‫الملك مرتاض ‪،‬سلسلة عالم المعرفة ‪،٢٤٠،‬الكويت ‪. ٧٨ ،٧٧، ١٩٩٨،‬‬
‫)‪ (٤‬فن الرواية العربية الحديثة بين خصوصية الحكاية وتميز الخطاب‪ ،‬يمنى العيد‪،‬‬
‫‪ ،١٥٨‬دار االداب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.١٩٩٨ ،١‬‬
‫)‪ (٥‬م‪.‬ن‪.١٥٨ .‬‬
‫)‪ (٦‬الشفاھية والكتابة‪ ،‬والتر ج‪ .‬اونج‪ ،‬تر د‪ .‬حسن البنا‪ ،١٤٩ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،١٨٢‬الكويت ‪.١٩٩٤‬‬

‫‪112‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫)‪ (٧‬م‪.‬ن‪.١٤٩ ،‬‬

‫)‪ (٨‬م‪.‬ن‪.٤٩ ،‬‬
‫)‪ (٩‬م‪.‬ن‪.٤٩ ،‬‬
‫)‪ (١٠‬علم اللغة العام‪ ،‬فردينان دي سوسير‪ ،‬تر يوئيل يوسف عزيز‪ ،٨٥ ،٨٤ ،‬دار‬
‫افاق عربية بغداد‪.١٩٨٥ ،‬‬
‫)‪ (١١‬ينظر االنسان ورموزه‪ ،‬كارل يونج‪ ،‬تر سمير علي‪ ،٢٣٢ ،‬دار الشؤون‬
‫الثقافية العامة‪ ،‬بغداد‪.١٩٨٤ ،‬‬
‫)‪ (١٢‬رواية التوأم المفقود‪ ،‬سليم مطر‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪.٢٦ ،‬‬
‫م‪.‬ن ‪١٠ ،‬‬ ‫‪١٣.‬‬
‫م ن ‪١٠٥ ،‬‬ ‫‪١٤.‬‬
‫م ن ‪١٤٠ ،‬‬ ‫‪١٥.‬‬
‫م ن ‪٢٤ ،‬‬ ‫‪١٦.‬‬
‫م ن ‪٢٥ ،‬‬ ‫‪١٧.‬‬
‫م ن ‪٢٥-٢٤ ،‬‬ ‫‪١٨.‬‬
‫سيمائيات التواصل االجتماعي ‪ ،‬بيرجيروا ‪ ،‬ت محمد العماري ‪٤٩ ،‬‬ ‫‪١٩.‬‬
‫مجلة عالمات ع ‪١٢‬‬

‫)‪ (٢٠‬خوف ‪ ،‬خالد خضر‪ ،٦ ،‬منشورات دار الثقافة واالعالم‪ ،‬الشارقة‪.١٩٩٨ ،‬‬
‫)‪ (٢١‬الطلق الروحي‪ ،‬حالة من حاالت اخراج بعض مراتب الجسم النجمي من‬
‫الجسم الفيزيقي سواء كان اراديا او غير ارادي‪ ،‬ينظر الروحية عند محيى الدين‬
‫بن عربي‪ ،‬د‪ .‬علي عبد الجليل‪ .٢٩٩ ،‬القاھرة ‪،‬مكتبة النھضة ‪.‬‬
‫)‪ (٢٢‬خوف ‪.١٣ ،‬‬
‫)‪ (٢٣‬المقامة الرملية‪ ،‬ھاشم غرايبه‪ ،١٩٢ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.١٩٩٨ ،١‬‬
‫)‪ (٢٤‬م‪.‬ن‪.٢٨ .‬‬
‫)‪ (٢٥‬الالس تعني الھة الحكمة في المثيولوجية اليونانية القديمة‪.‬‬
‫)‪ (٢٦‬المقامة الرملية ‪. ١٨،‬‬
‫)‪ (٢٧‬م‪.‬ن‪.٣٦ ،‬‬
‫)‪ (٢٨‬م‪.‬ن‪.٣٤ ،‬‬
‫)‪ (٢٩‬م‪.‬ن‪.٣٧-٣٤ ،‬‬
‫)‪ (٣٠‬من يرث الفردوس‪ ،‬لطفية الدليمي‪ ،١٩٦ ،‬الھيئة المصرية العامة للكتاب‪،‬‬
‫‪.١٩٨٧‬‬
‫)‪ (٣١‬ينظر رمزية المرأة في الرواية العربية‪ ،‬جورج طرابيشي‪ ،٥٠ ،‬دار الطليعة‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.١٩٨٥ ،٢‬‬
‫)‪ (٣٢‬امرأة القارورة‪ ،‬سليم مطر‪ ، ،٧٩،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر ‪،‬‬
‫ط‪.،٢،٢٠٠٤‬‬
‫)‪ .(٣٣‬م ن ‪.٣٠ ،‬‬
‫)‪ .(٣٤‬م ن ‪.٣٠ ،‬‬
‫)‪ .(٣٥‬م ن ‪.٣٢ ،‬‬
‫)‪ . (٣٦‬م ن ‪.٣٤ ،‬‬
‫)‪ . (٣٧‬م ن ‪.٣٦ ،‬‬
‫)‪ . (٣٨‬م ن ‪.٣٧ ،‬‬
‫)‪ . (٣٩‬ينظر الرواية ‪.١١٩‬‬
‫)‪ (٤٠‬خوف‪.٦٠ ،‬‬

‫‪113‬‬
 ‫اﻻﻛﺎدﻳﻤﻲ‬ ‫ﺗﺤﻮﻻت اﻟﺴﺮد ﻓﻲ رواﻳﺎت ﻣﺎﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬
‫‪46‬‬

‫)‪ (٤١‬م‪.‬ن‪.١٦١-١٦٠ ،‬‬

‫)‪ (٤٢‬المقامة الرملية‪.٣٠ ،‬‬
‫)‪ (٤٣‬م‪.‬ن‪.٥٥ ،‬‬
‫)‪ (٤٤‬نظرية المنھج الشكلي‪ ،‬نصوص الشكالنيين الروس‪ ،١٨٠ ،‬تر ابراھيم‬
‫الخطيب ‪ ،‬مؤسسة االبحاث العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.١٩٨٢ ،١‬‬
‫)‪ (٤٥‬ينظر‪ ،‬بين االدب والموسيقى‪ ،‬اسعد محمد علي‪ ،٢١٤ ،‬دار افاق عربية‬
‫للصحافة والنشر‪ ،‬بغداد‪.١٩٨٥ ،‬‬
‫)‪ (٤٦‬قضايا الرواية الحديثة‪ ،‬جان ريكاردو‪ ،٧٠،‬تر صالح الجھيم‪ ،‬وزارة الثقافة‬
‫واالرشاد القومي‪ ،‬دمشق‪.١٩٧٧ ،‬‬
‫)‪ (٤٧‬خريف البطريرك ‪ ،‬غابرييل غارسيا ماركيز ‪ ،‬ت محمد علي اليوسفي ‪٦٠ ،‬‬
‫‪ ،‬دار الكلمة للنشر ‪ ،‬ط‪. ١٩٨٨ ، ٦‬‬
‫)‪ (٤٨‬م‪.‬ن‪.٣٣ ،‬‬
‫)‪ (٤٩‬س يد العتم ة ‪ ،‬ربي ع ج ابر ‪ ، ١٠ ،‬دار ري اض ال ريس للنش ر ‪ ،‬لن دن‬
‫قبرص ‪. ١٩٩٢ ،‬‬
‫)‪ (٥٠‬م‪.‬ن‪.٢٤ ،‬‬
‫)‪ (٥١‬رحلة غاندي الصغير ‪ ،‬الياس خوري ‪ ، ٧ ،‬دار اآلداب ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫)‪ (٥٢‬مواء‪ ،‬طه حامد شبيب‪ ،٢٦ ،‬بغداد‪.٢٠٠٠ ،‬‬
‫)‪ (٥٣‬خريف البطريرك‪.١٧ ،‬‬
‫)‪ (٥٤‬رحلة غاندي الصغير‪.٧ ،‬‬
‫)‪ (٥٥‬م‪.‬ن‪.٢٤ ،‬‬
‫)‪ (٥٦‬م‪.‬ن‪.٢٤ ،‬‬
‫)‪ (٥٧‬سيد العتمة‪.٢٤ ،‬‬
‫)‪ (٥٨‬م‪.‬ن‪.١٠ ،‬‬
‫)‪ (٥٩‬مواء‪.١٠٥ ،‬‬
‫)‪ (٦٠‬خريف البطريرك‪.١٢٧ ،‬‬
‫)‪ (٦١‬مواء‪.٢٦ ،‬‬
‫)‪ (٦٢‬م‪.‬ن‪.٢٧ ،‬‬
‫)‪ (٦٣‬خريف البطريرك‪.٢٥ ،‬‬
‫)‪ (٦٤‬مواء‪.١٧٠ ،‬‬
‫)‪ (٦٥‬البنية القصصية ومدلولھا االجتماعي في حديث عيسى بن ھشام‪ ،‬محمد رشيد‬
‫ثابت‪ ،٤٦ ،‬دار العربية للكتاب‪ ،‬ليبيا‪ ،‬تونس‪.‬‬
‫)‪ (٦٦‬م‪.‬ن‪.‬‬
‫)‪ (٦٧‬م‪.‬ن‪.‬‬
‫)‪ . (٦٨‬معايير التحليل األسلوبي‪،‬ميكائيل ريفاتير‪،‬ترد‪ .‬حميد لحمداني‪ ،٢٤ ،‬دار‬
‫النجاح الجديد‪ ،‬دار البيضاء‪ ،‬المغرب‪ ،‬ط‪.١٩٩٣ ،١‬‬
‫)‪ . (٦٩‬الرواية ‪.١١ ،‬‬
‫)‪ . (٧٠‬م ن‪.١١ ،‬‬
‫)‪ .(٧١‬م ن ‪.١١ ،‬‬
‫)‪ . (٧٢‬م ن ‪.١١ ،‬‬
‫)‪ . (٧٣‬م ن ‪.١٢ ،‬‬
‫)‪ . (٧٤‬م ن ‪.١٥٩ ،‬‬

‫‪114‬‬