Professional Documents
Culture Documents
2 5395501293496177414
2 5395501293496177414
الكلمات المفتاحية :نهاية حكم المماليك_الدول العربية مصر والشام_ الدوله العثمانية _سليم
االول_ موقعة مرج دابق.
المقدمة
شهدت منطقة الشرق االدنى خاصة مصر وبالد الشام
عقب وفاة صالح الدين االيوبي سنة 1193ميالدية موجة من الفوضى فحرص كل حاكم انذاك
ان تكون له قوه يتكل عليها في دعم حكمه ورد االخطار عنها
فكان المماليك من وجهه نظرهم افضل من يعتمد عليهم في ذلك فتم شرائهم واعدادهم وتدريبهم
ومن هذا شهد القرنين الثاني عشر والثالث عشر زياده في اعداهم ومع الوقت اصبح قوة يحسب
حسابها في مختلف االمارات الدول اإلسالمية في منطقه الشرق االدنى وبفضل الظروف
الداخلية واال خطار الخارجية التي حاطت بالمنطقة خطر انتشار الصليبيين .سطع نجم المماليك
بعد ان تمكن من القضاء عليها جميعا في ضعف الدولة االيوبية وعقب سقوطها وفي منتصف
بداية القرن الثالث عشر اصبح المماليك حكام مصر وبالد الشام خاصته بعد ان نجحوا في احياء
الخالفة العباسية في مصر عقب سقوطها في بغداد على ايدي المغول سنه 1258اذا بداوا في
صوره الزعماء الحقيقيين للعالم االسالمي اجمع بوصفهم حماده الخالفة المتمتعين ببيعتها ومع
اوائل القرن السادس عشر بدء المماليك يشعرون بوجود العثمانيين كقوة جديدة دخلت البحر
المتوسط وهم قوه فيه ف كان البد من وقوع التصادم بينها وبالفعل حدث ما كان يخشه المماليك اذا
وقعت الحرب الفعليه بين الطرفين في عصر السلطان سليم االول من( 1512م ـ1520م) و
السلطان المملوكي فانصبوه الفوري من (1501م_1516م) وبذلك انتهت الدولة المماليك التي
ورثتها الدولة العثمانيه التي حملت على عاتقها مسؤوليةحماية المنطقة من
االخطار المحدقه بها.
(ظهور االتراك العثمانيين في الشرق االدنى)
شهد القرن الرابع عشر تضخم نفوذ قوة جديدة في الشرق االدنى ،هي قوه االتراك العثمانيين
الذين كانوا يعيشون في القرن الثالث عشر للميالد في اقاليم خراسان ثم اضظروا تحت الضغط
المغول الى التحرك غربا حتى استقروا في اسيا الصغرى ثم اتاح انهيار سلطنة السالجقة الروم
بقونيةعام 1367م مناسبه للعثمانيين فاخذوا يتوسعون على حساب االمارات والقبائل التركية
الكثيره التي وجدت باسيا الصغرى وعلى حساب الممتلكات واالراضي البيزنطينية فاستولوا
على عدة مناطق مثل بروستة سنة 1326م وبنقه سنة1330م.
اخذت الدولة العثمانية الناشئة تتربع توسعا امنا سريعا على حساب الدولة البيزنطينية من ناحية
وعلى حساب القوى االسالمية في اسيا .الصغرى_دوله فارس _من ناحية اخرى دون ان يعقد
تقدمها عائق حتى نهاية القرن الرابع عشر الميالدي.
غير ان الدولة العثمانية تعرضت لضربه خطيرة كان من الممكن ان تقضي عليها قضاء نهائيا
في اوائل القرن الخامس عشر الميالدي على يد تيمورلنك في موقعه انقرة عام 1402م ،والتي
وقع فيها السلطان العثماني بايزيد االول نفسه اسيرا حيث مات في االسر في العام الثاني.
وكان يبدو ان االمل ضعيفا في استطاعة الدولة العثمانيه النهوض من تلك الكبوة ،ولكنها
نهضت بسرعة ،و تمكنا سلطان محمد االول الفاتح من احياء الدولةوربط اجزائها واستئناف
سياسة التوسع من جديد ولم يستطع الغرب االوروبي وقف توسع العثمانيين في البلقان ،حتى
سقطت القسطنطينية عام 1453م على يد السلطان محمد الفاتح(.)١
عاشور ،سعيد ،عبد الفتاح ،مصر والشام في عصر االيوبيين والمماليك ،د .ط ،دار ()1
( )٢نجم ،زين ،العابدين ،شمس ،دين ،تاريخ الدولة العثمانية ،ط ،2دار المسيرة ،عمان2010 ،م ،ص 143 ،141
(*) هي فرقه جديدة من المماليك اقبل على شرائها السلطان المنصور قالون فكانوا بمثابة الدعامة التي دافعت عن مصالح
ابنائه ومنذ قيام سلطنه المماليك في مصر و سالطين المماليك يبدون اهتماما خاصا بالحجاز وعنايه كبرى بشؤونه،
وخاصه االهتمام والعنايه بالحرم النبوي و ارسال الكسوه الى الحجاز ،وامتدت تلك العناية الى بسط نفوذ المماليك
السياسي على الحجاز وسبب تسميتهم بالبرجية النهم تم ترتيبهم في ابراج القلعة فطلق عليهم اسم البرجية .وللمزيد راجع،
الدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور ،مرجع سابق ،صفحه .360
الحضارة االسالمية حبا كبيرا من االزدهار في العصور الوسطى في مصر نتيجة لرواج
التجارة بين الشرق والغرب عبر الطرق التي تجتاز البالد العربية غير ان موارد البالد اخذت
في النضوب منذ اكتشاف طريق راس الرجاء الصالح للوصول الى الهند عام 1498م على يد
البرتغاليين الذين شرعوا في احتكار تجاره الشرق وانتزاعها من ايدي المسلمين من اجل تحطيم
قوتهم وتجارتهم في البحار الشرقية وقد بدلت مصر جهودا عسكرية كبيره اوقف هذا النشاط
البرتغالي في البحار الشرق ية ،ولكن لم يقدر لها النجاح لذلك استجابة الدولة العثمانية لطلب
المماليك لمساعدتهم العتبارات دينية واستراتيجية ،خاصه وان الدولة المملوكية كانت تمر بحالة
من الضعف و تدهور السياسي والعسكري واالقتصادي ،مما شجع ذلك العثمانيين للغزو
والتوسع على حساب الدولة المملوكية وقد اقتنع السلطان سليم االول بان عليه ان يحارب
المماليك قبل ان يعاود الحرب ضد الصفويين .انه كان يرى ان وجود المماليك في الشام خطر
عليهم مهما اظهروا له من الود(.)١
وبهذا الخصوص اي توجيه العثمانيين تركيزهم الى العالم العربي في هذا الوقت بالذات بدال
م ن مواصلة توسعهم في اوروبا بين الدولة العثمانية قد بلغت مرحله من التشبع في فتوحاتها
الغربية بنهاية القرن الخامس عشر بمعنى كان من المتعذر
ووصول البرتغاليين الى مياه الشرق االقصى وسيطرتهم على التجارةالعالمية على حساب مصر
حيث منع البرتغاليون تجاره الشرق االقصى من الوصول الى الشرق االدنى الى مصر والشام
وترتب عليه ايضا ان ضعفت امكانية مصر العسكرية وقله ورود التجارة اليها وحرمت من
موردا اساسي من موارد رزقها ولذلك خيم الفقر عليهم( ،)٣وفي تلك االثناء وجد السلطان سليم
تشج يعا من جانب علماء المسلمين السنين الذين رأوا في وحدة دار االسالم تحت راية سلطان
واحد.
يرى المؤرخين المؤيدين لهذا الراي ،ان السلطان سليم عملياوحكيما في قراره الذي اتخذه
بالقضاء على دوله المماليك وضم امبراطور) يتهم السلطان الى امالكه ،وان السلطان سليم قد
ادرك انه المسلم السني الوحيد القادر على حمايه الحرمين الشريفين. )٤
()١سلطان ،علي ،تاريخ العربي الحديث1516 ،م_ 1918م ،منشورات مكتبه طرابلس العلمية العالمية ،طرابلس ،صفحه
.88
( )٢ياغي ،العالم العربي في التاريخ الحديث ،مرجع سابق ،صفحه .29 ،28
يحيى ،جالل ،العالم العربي والحديث المعاصر ،الناشر المكتب الجامعي الحديث ،اإلسكندرية،1998 ،ج.28-27 ،١ () ٣
( )٤ياغي ،العالم العربي في التاريخ الحديث ،مرجع سابق ،ص.32 ،31
العالقات المملوكية العثمانية
لقد ثار مبحث العالقات العثمانية المملوكية بين التقارب والتباعد بحث اخر ولكن المالحظ انها
كانت في عهد السالطين العثمانيين االوائل تميزت في الغالب بالتقارب والتعاون فيما بينهم.
على سبيل المثال في عهد السلطان بايزيد االول 1402 ،1389م كانت عالقته بالمماليك غير
ثابتة حيث انه قام بمهاجمة بعض المناطق التابع للمماليك في جنوب االناضول ورغم ان
العالقات في عهد ابيه السلطان مراد كانت على افضل ما يرام اذا قام بارسال الرسائل الى
السلطان المملوكي برقوق لتحذيره من مخبئه تحرك تيمورلنك نحو الغرب وشره لهم جميعا.
خوف السلطان المملوكي برقوق من الخطر المغولي نحو بالده ،اال انه كان يخاف ولكن رغم ت ّ
اكثر من اطماع العثمانيين ،وبالفعل تاكدت مخاوفه في عهد السلطان بايزيد حيث قام االخر
بمهاجمه قنصرية عام 1391م.
وقبض على اميرها الذي كان مشموال بحماية المماليك ،ولكن بايزيد شعر بخطا تصرفه اتجاه
اخوتهم المماليك خاصة بعد اقتراب الخطر المغولي من بالده وقام باالعتذار للسلطان المملوكي
برقوق وارسل اليه هدية ثمينة وطلبوا منه ان يرسل اليها احد اطبائه المشهورين لعالجه
وبالفعل ارسل الى السلطان برقوق الطبيب شمس الدين بن محمد صغير ومعه بعض االدوية
والعقاقير،
وادى ذلك الى تحسن العالقات بينهما حيث اكد برقوق لبايزيد ان المملكتين كروحين في جسد
واحد وساعد في عضد كم كما اكد بايزيد له على صداقته واحترامه(.)١
كم ان السلطان بايزيد لجا الى الخليفة العباسي المقيم بالقاهره وهو المتوكل على هللا عندما
قضى على االمارات التركية االسالمية بواسطة القوات غير مسلمة من البلقان طالبا منه عام
1394م تشريفا وتقليدا باعتماده سلطان الروم فاستجاب الموكل الى طلبه ووافق السلطان برقوق
باعتباره حامي الخليفة العباسي على هذا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متولي ،احمد ،فؤاد ،تاريخ الدوله العثمانيه منذ نشاتها حتى نهايه العصر الذهبي ،القاهره،2005 ،ص .70،71 ()1
للمزيد راجع نجم مرجع سابق ص .66،65
الطلب وارسله الى بايزيد هذا التقليد وبذلك اصبح السلطان بايزيد سلطان للترك اي الروم كما
زادت هيبته في العالم االسالمي وجاءت موافقة السلطان برقوق على طلب السلطان بايزيد النه
كان يرى ان العاهل العثماني خليفة الوحيد ضد تيمورلنك الذي كانت قواته تهدد الطرفين (.)١
وبالفعل فقد استنجد امير سيواس باسيا الصغرى يطلب من السلطان المملوكي و السلطان
العثماني معا مساعدتهم ضد هذا الخطر ومن ثم تمكن السلطان المملوكي من تكوين جبهه تضم
الدولة المملوكية والدول العثمانية في مواجهه هذا الخطر المشترك كتب سلطان العباسي لبايزيد
مهنئا واصفه اياه يظل في الشرق العربي وسلطان المسلمين.
غير ان هذا الموقف تغير بعد وفاه السلطان برقوق حيث تولى السلطان بايزيد االول على ملطية
عام 1399م مما جعل السلطان فرج بن برقوق من 1412_ 1396م يعدل عن فكرة التحالف
الدائم بين الدولتين تراجعت العالقات العثمانية المملوكية من الصفا الى عداوه الشاه رخ بن
تيمور لنك لكل من السلطان المملوكي برسباي و السلطان العثماني مراد الثاني ،ففي عام
1423م
ارسل السلطان مراد الثاني الرسل الى السلطان المملوكي برسباي قبائل تهنئه بتولي العرش في
العام السابق ومعهم الهدايا الثمينة وقد رد السلطان المملوكي برسباي اجمل منها ورغم ان هذه
الهدايا وقعت في ايد القراصنة اال ان ذلك لم يمنع السلطان العثماني من ان يرسل في عام
1426م الى برسباي
بهدايا فخمة(.)٥
( ) ١طقوش ،محمد سهيل ،تاريخ الدوله العثمانيه من قيام الى االنقالب على الخالفة،ط ،٣دار األنفاس ،بيروت2013 ،م،
ج،2ص.66
( )٢ياغي ،العالم العربي في التاريخ الحديث ،مرجع سابق ،ص ،33للمزيد راجع متولي ،ص.73
( ) ٣المنصور ،ميمونة ،حمزه ،تاريخ الدولة العثمانية ،دار حامد للنشر والتوزيع ،عمان2008 ،م ،ص .25
( )٤ياغي ،العالم العربي في التاريخ الحديث مرجع سابق ،ص .33
كما انه من اسباب تدهور العالقات العثمانيه المملوكيه هو ان العثمانيين لم يتلقوا دعما من
المماليك اثناء صراعهم مع الصفويين.
كما تازم العالقات اكثر بسبب ايواء المماليك للثائرين على السالطين العثمانيين مثل االمير جم
المنافس الخيه بايزيد الثاني ولجوؤه للسلطان المملوكي قايتباي سنة 1485م الذي رفض تسليمه
وماطر بايزيد لشن حرب عليه لكنه انهزم امام المماليك وتدخل امير تونس عقد الصلح بينهما
سنه 1491م(.)٤
نفس الحال في عهد السلطان سليم حيث رفض المماليك تسليمه البن اخيه الثائر عليه حيث
اتخذوه اداة الثاره المتاعب والقالقل في وجه الدولة العثمانية( .)٥
()١نجم ،مرجع سابق ،ص.125
دارت المعركه فعال عند مرج دابق ،و حارب المماليك بشجاعه نادرةحتى لقد فكر السلطان سليم
في التقهقر العاده تنظيم صفوفه وفي تلك اللحظه الصعبه كشف خاير بك الخائن عن حقيقه
نفسه فاشاع بين صفوف الجند ان السلطان الغوري يامرهم بعدم التقدم لحين صدور اوامر
اخرى ثم شاع ان السلطان الغوري وضع قتيال وهكذا تفرقت صفوف المماليك وانهارت
مقاومتهم وعبثا حاول الغوري بعد فوات االوان ان يوقف تيار الفرار ،وكان لهذه الصدمة اثرها
على الغوري ثم اغمي ع ليه وسقط ميتا من فوق فرسه وضاعت جثته بين االالف من الجثث
وبذلك تم النصر للسلطان سليم(.)٣
وبذلك نهارت دولة المماليك في طرفة عين وتابع السلطان سليم طريقه الى حلب وكان يرافقه
الخليفه العباسي المتوكل على هللا بعد ذلك دخله سليم حلب و لقب بخادم الحرمين الشريفين وكان
اهل حلب راضيين بمجيء العثمانيين بسبب ما عانوه من المماليك وتابع السلطان سليم جولته
فاحتل حماه وحمص ودخل دمشق حيث هرب المماليك االخرون(.)٤
وفي دمشق التي قام بها قرابة الشهرين قدم اليه خاللها زعماء البلد فروض الطاعه والوالء
وكان على راسهم قضاةالمذاهب االربعة و نقيب االشراف ونائب قلعة دمشق المملوكي وقصده
امراء لبنان والقى نيابه عنهم االمير فخر الدين المعني االول خطبة وصف فيها السلطان سليم
بانه) ناصر الشريعه الغراء)(.)٥
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()١نجم ،المرجع نفسه ،ص.148
( ) ٢ياغي ،اسماعيل ،الدولة العثمانية في التاريخ االسالمي الحديث ،مكتبه العبيكان ،الرياض1995 ،م ج،٢ص.30
( )٣ياغي ،العالم العربي في التاريخ الحديث ،مرجع سابق ،ص .38
( )٥الزيدي ،مفيد ،موسوعة العصر العثماني ،دار اسامة ،عمان 2009 ،م،ص .30-29
السلطان سليم االول والقائد طومان باي المملوكي واللقاء في الريدانية سنة 1517م.
بعد انتصارات السلطان سليم على الصفويين والمماليك في الشام لم يكن يرغب كثيرا في تلك
االثناء باحتالل مصر ويرجع ذلك الى لعدة اسباب من وجهه نظره وهي بعد مصر عن قواعده
كما كان يرى حملته عليها سوف تعرضه لهجمات البدو فيها وامتداد خطوط مواصالت ،وهو
في الوقت نفسه تخوفه من عوده اسماعيل الصفوي الى محاربته من جديد مما يترتب عليها
مسؤوليات دفاعية كبيرة(.)١
وفي تلك االثناء كان المماليك في مصر قد ولوا طومان باي سلطان عليهم رغم انه لم تكن لديه
رغبه في ان يكون سلطان كما كان محبوبا من الجميع لكن الظروف وضعته في ذلك الموقف
الصعب وفي ذات الوقت ارسل اليه السلطان سليم وهو في دمشق يطلب منه االعتراف بالسياده
العثمانية على مصر بمعنى ان يكون السلطان على مصر هو سليم ويكون طومان تابع له و
تتمثل التبعيه ذكر اسم سلطان في الخطبة وسك اسمه على النقود غير ان طومان باي رفض
هذا العرض(.)٢
وفعال صمم السلطان سليم على غزو مصر باعتبارها القاعده االساسيه للمماليك وليس الشام
فاتجها الجيش العثماني جنوبا الى دمشق ومنها الى مصر ،عبر فلسطين صحراء سيناء ()٣
_________________________
( )١سلطان ،مرجع سابق ،ص .26
( )٣نخلة ،محمد عرابي ،تاريخ العرب الحديث ،ط ،١.الشركة العربيةالمتحدة للتوثيق والتوزيع ،القاهره2010 ،م ،ص.5
وقد حاول المماليك بقياده سلطانهم الجديد طومان باي التصدي للعثمانيين واستعراض قائدهم
قواته واسلحته ليستعيد ثقة االهالي في قوة المماليك اال ان هذه االستعدادات لم تفيد المماليك شيئا
وفي الثالث والعشرين سنه 1517م ودارت معركةحاسمة بين الطرفين على مشارف القاهره
عند الريدانية وانزلت المدفعية العثمانية بالمماليك هزيمة شديده و دخل العثمانيون مدينة القاهره
و خطب السلطان سليم على منابرها(.)١
وفي تلك االثناء عرض سلطان مجددا على طومان باي حكم الصعيد تحت السيادة العثمانية اال
ان طومان باي رفض ذلك اذا كان ال يزال لديه االمل في انقاذ البالد اال انه انت القتال بهزيمه
المماليك
(.)٢
ولما انتهى القتال بهزيمة المماليك لؤلؤه طومانباي الى الفرار للدلتا والتجا الى شيخ بدر البحيره
وهناك خانه حسن مرعي واخوه شكري و سلموا الى للسلطان سليم( )٣الذي فرح( و صاح االن
مالتنا مصر)(.)٤
وعاتبه السلطان سليم النه لم يطعه من اول االمر ورد عليه طومان باي االنفس التي ترتب في
العز ال تقبل الذل كل ذلك ولم ينوي السلطان سليم شنقه ولكن بالحاح خاير بيك الذي كان يطمع
فى حكم مصر فامر السلطان بشنقه(.)٥
________________________
( )١روجان ،يوجين ،العرب من الفتوحات العثمانية الى الحاضر ،ط،1مؤسسه الهنداوي للتعليم والثقافة ،القاهره2012 ،
م ،ص .30 ،29
( )٣شبلي ،احمد ،موسوعه التاريخ االسالمي والحضاره االسالمية،ط ،6مكتبة دار العلوم ،القاهرة1983 ،م،ص ،235
.236
وبعد ان تمكن العثمانيون من مصر وقتل قائدها طومان واصبحت تحت سيطرتهم استلموا
مفاتيح الكعبه من شريف مكة الذي قدمها بطيب خاطره للسلطان سليم وقد اطلق عليه بعد ذلك
خادم الحرمين الشريفين وخطب له على المساجد في القاهره على انه (سلطان ابن سلطان مالك
البرين والبحرين))٢ (.
وبذلك انتهت الدوله المماليك واصبحت مصر وسوريا خاضعه للحكم العثماني.
_________________________
()١عاشور ،مرجع سابق،ص .282
وقد قام السلطان سليم باصدار العفو عن بقيه المماليك و امر بعدم التعرض لهم واقرهم على
وظائفهم وممتلكاتهم ومن امثال ذلك جانم السيفي حاكم مصر الوسطى و اينال السيفي حاكم
كاشف الغربية الذين قاموا بالثورة فيما بعد في عهد الوالي مصطفى باشا زوج شقيقة السلطان
سليمان القانوني وتم القضاء على وضائفهم وممتلكاتهم كي يساعدوه في االداره الجديده ،كما
ابقى شيخ قبيلة هوارة في الصعيد وار سل عددا من اصحاب الحرف والصناعات الى استانبول
للمساهمه في انشطتها()٢و احسن استقبال سفراء البندقية وعقد معهم معاهدة تمتعهم نفس
االمتيازات التي تمتع بها في عهد المماليك(.)٣
( )١رافق ،العرب والعثمانيون ،1916_ 1516 ،مرجع سابق ،ص .63
و استمرت ادارة مصر في عهد خاير بيك كما كانت عليه في عهد المماليك اي تتكون من اثنتي
عشر صنج قيه* ،يحكم كل واحده منها صنجق بك ،اما المناطق الواقعة الوجه القبلي فقد ظلت
تحت مشايخ العرب شبه المستقلين(.)٢
وخالصه القول رغم ان العثمانيين استطاعوا القضاء على المماليك ككيان سياسي وضم مصر
الى ممتلكاتهم غير انهم لم يستطيعوا ان يصبغوا مصر بالصبغه العثمانية فظلت مصر على ما
هي عليه في عهد المماليك فيما عدا الجزية السنوية التي كانت ترسل الى الدوله العثمانية و
خطبة الجمعة التي كانت تدعو الى السلطان وفي تلك االثناء كان قد سبق السلطان سليم الى
استانبول الخليفة العباسي المتوكل على هللا بناء على اوامر من السلطان سليم االول وقد تأثر
الناس في مصر لذلك وظلوا يرددون قد انقطعت الخالفه من مصر وصارت باستنابول وبقي
هناك حتى وفاه السلطان سليم عام .)٣(1520
فعاد الى مصر وظل مقيما بها حتى وافته المنية عام 1550م(.)٤
(*) اهم السالطين المماليك فتره حكم دوله المماليك البراجية او الحراك برقوق ،وفرج ،وشيخ ،وبرسباي،وجقمق ،وا
ينال ،وخشقدم ،قايتباي ،و قانصوه الغوري وكان اولهم برقوق الي عرف بالسلطان الظاهر برقوق حكم عام
1382م_1399م.
( )٤ياغي ،الدوله العثمانيه فى التاريخ االسالمي ،مرجع سابق ،ص .41
اما بالنسبه للجهاز االداري العثماني الذي اتبع في مصر والشام فكان يتمثل في التالي_:
الجهاز االداري المركزي :كان الجهاز االداري المركزي يتكون من السلطان وحاشيته ،و
هؤالء جميعا يعرفون باسم ال عثمان ،ويعاونهم في الحكم ما يعرف باسم ال ديوان وهو جهاز
اداري مضمن يتكون من عناصر اعظم و افراد الطبقة الحاكمة.
ونصب الصدر االعظم هو اعلى مناصب الدولة بعد منصب السلطان ،وكان من يتبوا هذا
المنصب ويلعب دورا رئيس الوزراء ورئيس الديوان صالحياته تعين قادة الجيش وجمع
اصحاب المناصب اإلدارية والمركزية واالقليمية(.)١
اما الطبقه الحاكمه فكان يشار الى افرادها باسم العساكر او العسكر ومفردها عسكري وهي
تمثل الدفتردار وهو الشخص المكلف بالشؤون المالية وحساب موارد الدوله ومصاريفها،
والكاهية باشا و هو الموظف العسكري الذي يتكلف بتميز و الشؤون العسكريه للدوله الشاويش
باشا (لغة تركية عثمانية بالتركية العثمانية) وهو موظف ينفذ االحكام القضائية التي يقدرها
القضاة ،ورئيس الكتاب ،وشيخ االسالم ،وطبقة عالم اسالم العلماء(.)٢
وهؤالء يقومون باصالحات تعطي الدولة حيوية تمكنها من ادارة امورها لسنوات.
_________________________
( )١محمد مرجع سابق ص.85،86
( )٢كرد ،علي محمد ،خطط الشام ،ط ،3مكتبة النوري ،دمشق ،عام ،1983ج،6ص .30 ،23
الخاتمة
تبين لنا من خالل هذا البحث ان دولة المماليك التي استطاعت فرض سيطرتها على مصر في
منتصف القرن الثالث عشر وامتدت سيادتها لتشمل بالد الشام عقب موقعة عين جالوت التي
دارت بين المسلمين والمغول سنه( 1260م) التي تعد نقطة تحول خطيره في تاريخ الشرق
االدنى اذا انقذته من ذلك الخطر الذي طالما اقلق راحتها.
في الوقت نفسه الذي تزايد ت فيه قوة العثمانيين في كل من البلقان واسيا الصغرى ،وتمكن
االوربيون من تحويل طريق التجارة الدولية عن منطقة الشرق االدنى التي كانت المانيا انذاك
مسيطرين عليها حتى نهاية القرن الخامس عشر باكتشاف طريق راس سنة( 1498م) الذي ربط
منطقة الشرق االدنى خاصة مصر وبالد الشام فترة المماليك غرب اوروبا مباشرة بالهند عن
طريق االلتفاف حول افريقيا اهم مصادر داخلها وتم تدهور اوضاعها االقتصادية والعسكرية
فبرزت الدولة العثمانية التي غيرت سياستها استراتيجيتها من االتجاه غربا الى االتجاه جنوب
الشرق والقيام باعباء الدفاع عن الوطن العربي وصلت بذلك محل دولة المماليك واخذت سيادتها
تشمل باقي اقطار الوطن العربي في ما بعد وبعد تنظيم االحوال اصبحت تدار في مصر والشام
من قبل الواليات المماليك التابعين للدولة العثمانية وبذلك اصبح العثمانيون اكبر قوة موجودة في
العالم االسالمي واصبح العالم العربي في غالبيته يمثل جزء من االمالك العثمانية.
نتائج البحث
يمكن ايجاز اهم النتائج التي تمخضت عن الغزو العثماني لمصر والشام في العهد المملوكي ان
الحمله العثمانيه نجحت في تحقيق االهداف التي جاءت من اجلها وهي السيطره على مصر
والشام وكانت رغبةالسلطان سليم االول في الوقوف ضد قيام دولة التحالف بين المماليك
والصفويين في المنطقة ومن ثم توظيف هذا التحالف ضد التوسع العثماني وحققت الدولة
العثمانية رغبتها في ضم مصر وبالد الشام وفي ادخال الوطن العربي ضمن ممتلكاتها لما له
من اهميه استراتيجية بما في ذلك المقدسات االسالميه في الحجاز ضمتها الى حوزتها لما في
ذلك تدعيم لقوتها المعن ويةورفع شانها ومكانتها في العالم االسالمي ،وساعد الدولة العثمانية في
ذلك تفوقها العسكري واستخدامها للمدفعية في حربهم وارتفاع معنويات الجيش العثماني
وساعدهم في ذلك خيانة عدد من قاده امراء المماليك وانضمامهم للعثمانيين امثال خاير بك نائب
الغوري و جان بردي الغزالي نائبه في حماة.
قائمة المصادر والمراجع
اوال :المصادر_:
_ 1محمد ابن اياس ،بدائع الزهور في وقائع الدهور ،تحقيق مصطفى ،مكتبة الباز،
مكةالمكرمة1961 ،م ،ج.2
ثانيا :المراجع_:
_ 1الزائدي ،مفيد ،موسوعة العصر العثماني ،د .ط ،دار اسامه للنشر والتوزيع ،عمان2009 ،
م.
_ 2الصالبي ،علي محمد ،الدولة العثمانية( عوامل النهوض واسباب السقوط) ،ط ،1دار
التوزيع والنشر االسالمية ،بورسعيد2001 ،م.
_ 3العثماني ،رفع محمود ،تاريخ الدولة العثمانية ،الطبعه االولى ،دار الفكر للدراسات والنشر
والتوزيع ،القاهرة1992 ،م.
_4المنصور ،ميمونة ،حمزة ،تاريخ الدولة العثمانية ،الطبعه االولى ،دار الحامد للنشر
والتوزيع ،عمان2010 ،م.
-٥دهمان ،محمد احمد ،العرابين والمماليك والعثمانيين ،الطبعه االولى ،دار الفكر للطباعة
والتوزيع والنشر ،دمشق 1986 ،م.
_6رافق ،عبد الكريم ،العرب والعثمانيون1516 ،م 1916م ،الطبعه االولى،د.ن ،دمشق،
1974م ،ج.1
_ 7روجان ،يوجين ،العرب من فتوحات العثمانية الى الحاضر ،الطبعه االولى ،مؤسسة
الهنداوي للتعليم والثقافه ،القاهرة2011 ،م.
_8سلطان ،علي ،تاريخ العرب الحديث ،1918 _1516منشورات مكتبة طرابلس العلمية
العالمية ،عمان2008 ،م.
_ 9شلبي ،احمد ،موسوعه التاريخ االسالمي والحضارة االسالمية ،الطبعة السادسة ،مكتبه دار
العلوم ،القاهرة1983 ،م.
_ 10طقوش ،محمد السهيل ،تاريخ الدولة العثمانية من قيام الى انقالب الخالفة ،الطبعة الثانية،
دار االنفاس ،بيروت ،عام 2013م ،ج.2
_11متولي ،احمد فؤاد ،تاريخ الدولة العثمانية من نشاتها حتى نهاية العصر الذهبي ،ايتراك
للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهره2005 ،م.
_ 12محمد ،نجاح ،كاميليا بوجبل ،تاريخ الوطن العربي الحديث(،بالد الشام والعراق)،
منشورات جامعه دمشق ،دمشق2016 ،م.
_13كرد ،محمد علي ،خطط الشام ،الطبعة الثالثة ،مؤسسة االعالمي للمطبوعات ،دمشق،
1983م ،ج.6
_ 14نجم ،زين العابدين شمس الدين ،تاريخ الدولة العثمانية ،الطبعة الثانية ،دار المسيرة للنشر
والتوسيع ،عمان2014 ،م.
_ 15نخلة ،محمد عمران ،تاريخ العرب الحديث ،الطبعة االولى ،الشركة العربية المتحدة
للتوثيق والتوزيع ،القاهرة2010 ،م.
_ 16ياغي ،اسماعيل احمد ،الدولة العثمانية في التاريخ االسالمي الحديث ،مكتبة العبيكان،
الرياض1995 ،م ،ج.2
_ 17ياغي ،اسماعيل احمد ،العالم العربي في التاريخ الحديث ،الناشر مكتبة العبيكان ،الرياض،
1997م ،ج.1
_18يحي ،جالل ،العالم العرب ي الحديث المعاصر ،الناشر المكتب الجامعي الحديث ،الرياض،
1998م ،ج.1
_ 19عاشور ،سعيد عبد الفتاح ،مصر والشام في عصر االيوبيين والمماليك ،دار النهضة
العربية ،بيروت ،د .ت.
_ 20عيسى ،احمد عبد العزيز ،في تاريخ الدوله العثمانيه والمشرق العربي في العصر
الحديث ،د.ط ،مكتبة بستان المعرفة ،اإلسكندرية2016 ،م.