Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 24

‫جامعة االديان والمذاهب‬

‫قسم التاريخ االسالمي‬


‫الشعبة _‪١٢‬‬

‫نهاية الدولة المملوكية‬


‫في الشام و مصر‬
‫على يد العثمانيين‬

‫إعداد الطالبة‬ ‫بأشراف الدكتور‬


‫شيماء عالوي‬ ‫جديد بناب‬
‫ملخص البحث‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين وعلى‬
‫اصحابه المنتجبين‪.‬‬
‫لقد تعرضت منطقه الشرق االدنى لموجه من الفوضى وبعد ان اصبح المماليك حكام لشام‬
‫ومصر ونجحوا في احياء الخالفه العباسية في مصر عقب سقوطها في بغداد على يد المغول‬
‫بعدها ظهر العثمانيون بقياده سليم االول من سنه( ‪ 1512‬م‪1520-‬م) كقوة جديدة للسيطره على‬
‫الشرق االدنى خصوصا بالد الشام ومصر التي كانت تحت فتره حكم المماليك وبذلك سيطرت‬
‫الدولة العثمانيةعلى بالد الشام ومصر وانتهت دولة المماليك وبدات فترة الحكم العثماني‬
‫ساحاول التعرف في هذا البحث على احو ال البالد العربيه مصر والشام وتتبع ابرز االحداث‬
‫واالتجاهات السياسية المحلية والعالمية التي تعرضت لها المنطقة العربية خالل الفترة التي كان‬
‫المماليك يحكمون مصر والشام والتعرف على العوامل التي ساعدت العثمانيين في القضاء على‬
‫دوله المماليك من سنة(‪ 1516‬م_‪1517‬م) في مصر وبالد الشام‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬نهاية حكم المماليك_الدول العربية مصر والشام_ الدوله العثمانية _سليم‬
‫االول_ موقعة مرج دابق‪.‬‬
‫المقدمة‬
‫شهدت منطقة الشرق االدنى خاصة مصر وبالد الشام‬
‫عقب وفاة صالح الدين االيوبي سنة ‪ 1193‬ميالدية موجة من الفوضى فحرص كل حاكم انذاك‬
‫ان تكون له قوه يتكل عليها في دعم حكمه ورد االخطار عنها‬
‫فكان المماليك من وجهه نظرهم افضل من يعتمد عليهم في ذلك فتم شرائهم واعدادهم وتدريبهم‬
‫ومن هذا شهد القرنين الثاني عشر والثالث عشر زياده في اعداهم ومع الوقت اصبح قوة يحسب‬
‫حسابها في مختلف االمارات الدول اإلسالمية في منطقه الشرق االدنى وبفضل الظروف‬
‫الداخلية واال خطار الخارجية التي حاطت بالمنطقة خطر انتشار الصليبيين‪ .‬سطع نجم المماليك‬
‫بعد ان تمكن من القضاء عليها جميعا في ضعف الدولة االيوبية وعقب سقوطها وفي منتصف‬
‫بداية القرن الثالث عشر اصبح المماليك حكام مصر وبالد الشام خاصته بعد ان نجحوا في احياء‬
‫الخالفة العباسية في مصر عقب سقوطها في بغداد على ايدي المغول سنه ‪ 1258‬اذا بداوا في‬
‫صوره الزعماء الحقيقيين للعالم االسالمي اجمع بوصفهم حماده الخالفة المتمتعين ببيعتها ومع‬
‫اوائل القرن السادس عشر بدء المماليك يشعرون بوجود العثمانيين كقوة جديدة دخلت البحر‬
‫المتوسط وهم قوه فيه ف كان البد من وقوع التصادم بينها وبالفعل حدث ما كان يخشه المماليك اذا‬
‫وقعت الحرب الفعليه بين الطرفين في عصر السلطان سليم االول من( ‪1512‬م ـ‪1520‬م) و‬
‫السلطان المملوكي فانصبوه الفوري من (‪1501‬م_‪1516‬م) وبذلك انتهت الدولة المماليك التي‬
‫ورثتها الدولة العثمانيه التي حملت على عاتقها مسؤوليةحماية المنطقة من‬
‫االخطار المحدقه بها‪.‬‬
‫(ظهور االتراك العثمانيين في الشرق االدنى)‬
‫شهد القرن الرابع عشر تضخم نفوذ قوة جديدة في الشرق االدنى‪ ،‬هي قوه االتراك العثمانيين‬
‫الذين كانوا يعيشون في القرن الثالث عشر للميالد في اقاليم خراسان ثم اضظروا تحت الضغط‬
‫المغول الى التحرك غربا حتى استقروا في اسيا الصغرى ثم اتاح انهيار سلطنة السالجقة الروم‬
‫بقونيةعام ‪ 1367‬م مناسبه للعثمانيين فاخذوا يتوسعون على حساب االمارات والقبائل التركية‬
‫الكثيره التي وجدت باسيا الصغرى وعلى حساب الممتلكات واالراضي البيزنطينية فاستولوا‬
‫على عدة مناطق مثل بروستة سنة ‪ 1326‬م وبنقه سنة‪1330‬م‪.‬‬
‫اخذت الدولة العثمانية الناشئة تتربع توسعا امنا سريعا على حساب الدولة البيزنطينية من ناحية‬
‫وعلى حساب القوى االسالمية في اسيا‪ .‬الصغرى_دوله فارس _من ناحية اخرى دون ان يعقد‬
‫تقدمها عائق حتى نهاية القرن الرابع عشر الميالدي‪.‬‬
‫غير ان الدولة العثمانية تعرضت لضربه خطيرة كان من الممكن ان تقضي عليها قضاء نهائيا‬
‫في اوائل القرن الخامس عشر الميالدي على يد تيمورلنك في موقعه انقرة عام ‪1402‬م‪ ،‬والتي‬
‫وقع فيها السلطان العثماني بايزيد االول نفسه اسيرا حيث مات في االسر في العام الثاني‪.‬‬
‫وكان يبدو ان االمل ضعيفا في استطاعة الدولة العثمانيه النهوض من تلك الكبوة‪ ،‬ولكنها‬
‫نهضت بسرعة‪ ،‬و تمكنا سلطان محمد االول الفاتح من احياء الدولةوربط اجزائها واستئناف‬
‫سياسة التوسع من جديد ولم يستطع الغرب االوروبي وقف توسع العثمانيين في البلقان‪ ،‬حتى‬
‫سقطت القسطنطينية عام ‪ 1453‬م على يد السلطان محمد الفاتح(‪.)١‬‬

‫عاشور‪ ،‬سعيد‪ ،‬عبد الفتاح‪ ،‬مصر والشام في عصر االيوبيين والمماليك‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬دار‬ ‫(‪)1‬‬

‫النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪ .‬ت‪ ،‬ص‪.273،274‬‬


‫وعندما اطل القرن السادس عشر واجهت الدولة العثمانية جهودها نحو الشرق االدنى‪ ،‬في عهد‬
‫السلطان سليم االول على سياسه اسالفه التي كانت قائمه على ضرورة استمرار الصراع على‬
‫جبهة الغرب‪ ،‬ولكن هذا ال يعني التوقف التام في خطة السلطان سليم التوسعية بل انه سيعاود‬
‫ذلك حين توفر الموارد المالية الالزمة والبشريةولمواجهة خطر الصفوي الذي اخذ يهدد الدولة‬
‫العثمانية خصوصا بعد ان تقاربت حدودهم الشرقية مع حدود الدولة الصفوية على اثر استيالء‬
‫الصفويين على العراق عام‪1508‬م(‪ ،)١‬خاصة وان الحدود في تلك المنطقة لم تكن محدده تحديدا‬
‫جيدا‪ ،‬بحيث تمنع االشتباك بين الدولتين و في الوقت نفسه كان يسكنها عناصر مختلفه من اكراد‬
‫وعرب واتراك وهؤالء كانوا يتارجحون في والئهم بين العثمانيين والصفويين فضال عن قيام‬
‫حاكمها اي دولةالصفوية الشاه اسماعيل الصفوي من (‪1524 _1500‬م)‪ ،‬بنشر المذهب الشيعي‬
‫هذا ليصبح المذهب الغالب في العالم االسالمي وبالفعل ذهب السلطان سليم االول للقاء الشاه‬
‫اسماعيل في موقعة فاصلة بينهما في سهولة جالديران في ‪ 23‬اغسطس‪1415‬م هزم فيها‬
‫الصفويين واحتل عاصمتهم تبريز لفتره من الوقت وقد تم استردادها من العثمانيين في ما بعد‪.‬‬
‫ورغم قضاء سليم على الخطر الصفوي الذي كان يتهدد دولته اال انه اال انه حربه مع فارس‬
‫اقنعته بان عليه ان يقضي على التمرد في شرق االناضول وان يحارب المماليك قبل مواصله‬
‫الحرب مع الصفويين(‪ ، )٢‬وكانت في ذلك الوقت دوله المماليك البرجية(*) تحكم مصر والشام‬
‫وله السياده على بالد الحجاز واليمن وقد حظت‬
‫(‪) ١‬ياغي‪ ،‬اسماعيل‪ ،‬احمد‪ ،‬العالم العربي في التاريخ الحديث‪ ،‬مكتبه العبيكان‪ ،‬الرياض‪1997 ،‬م‪ ،‬ج‪،1‬ص ‪.15‬‬

‫(‪ )٢‬نجم‪ ،‬زين‪ ،‬العابدين‪ ،‬شمس‪ ،‬دين‪ ،‬تاريخ الدولة العثمانية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪2010 ،‬م‪ ،‬ص ‪143 ،141‬‬

‫(*) هي فرقه جديدة من المماليك اقبل على شرائها السلطان المنصور قالون فكانوا بمثابة الدعامة التي دافعت عن مصالح‬
‫ابنائه ومنذ قيام سلطنه المماليك في مصر و سالطين المماليك يبدون اهتماما خاصا بالحجاز وعنايه كبرى بشؤونه‪،‬‬
‫وخاصه االهتمام والعنايه بالحرم النبوي و ارسال الكسوه الى الحجاز‪ ،‬وامتدت تلك العناية الى بسط نفوذ المماليك‬
‫السياسي على الحجاز وسبب تسميتهم بالبرجية النهم تم ترتيبهم في ابراج القلعة فطلق عليهم اسم البرجية‪ .‬وللمزيد راجع‪،‬‬
‫الدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحه ‪.360‬‬
‫الحضارة االسالمية حبا كبيرا من االزدهار في العصور الوسطى في مصر نتيجة لرواج‬
‫التجارة بين الشرق والغرب عبر الطرق التي تجتاز البالد العربية غير ان موارد البالد اخذت‬
‫في النضوب منذ اكتشاف طريق راس الرجاء الصالح للوصول الى الهند عام ‪1498‬م على يد‬
‫البرتغاليين الذين شرعوا في احتكار تجاره الشرق وانتزاعها من ايدي المسلمين من اجل تحطيم‬
‫قوتهم وتجارتهم في البحار الشرقية وقد بدلت مصر جهودا عسكرية كبيره اوقف هذا النشاط‬
‫البرتغالي في البحار الشرق ية‪ ،‬ولكن لم يقدر لها النجاح لذلك استجابة الدولة العثمانية لطلب‬
‫المماليك لمساعدتهم العتبارات دينية واستراتيجية‪ ،‬خاصه وان الدولة المملوكية كانت تمر بحالة‬
‫من الضعف و تدهور السياسي والعسكري واالقتصادي‪ ،‬مما شجع ذلك العثمانيين للغزو‬
‫والتوسع على حساب الدولة المملوكية وقد اقتنع السلطان سليم االول بان عليه ان يحارب‬
‫المماليك قبل ان يعاود الحرب ضد الصفويين‪ .‬انه كان يرى ان وجود المماليك في الشام خطر‬
‫عليهم مهما اظهروا له من الود(‪.)١‬‬
‫وبهذا الخصوص اي توجيه العثمانيين تركيزهم الى العالم العربي في هذا الوقت بالذات بدال‬
‫م ن مواصلة توسعهم في اوروبا بين الدولة العثمانية قد بلغت مرحله من التشبع في فتوحاتها‬
‫الغربية بنهاية القرن الخامس عشر بمعنى كان من المتعذر‬

‫نجم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.145 ،144‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫عليها انت تتوغل في فتوحات في وسط اوروبا بعد الذي وصلت اليه من توسع عندما ارتقى‬
‫عرشها السلطان سليم االول (‪١٥١٢‬م‪١٥٢٠-‬م)‪.‬‬
‫وهذا اليعني من وجهة نظر المؤرخين ان الفتوحات العثمانية قد انقطعت تماما من الجهة‬
‫الغربية بل ان جل جهدهم تم تركيزه في تلك الفترة على الشرق اي منذ اوائل القرن السادس‬
‫عشر( ‪.)١‬‬

‫كما انه من ضمن االسباب التي جذبت العثمانية نحو الشرق‪.‬‬


‫كما ي رى البعض من المؤرخين هذا التحول سببه الزحف االستعمار االوروبي على جناحي‬
‫العالم العربي وتصدى العثمانية لهذا الزحف المتمثل في االعتداءات االسبانيةوالبرتغالية (‪.)٢‬‬

‫ووصول البرتغاليين الى مياه الشرق االقصى وسيطرتهم على التجارةالعالمية على حساب مصر‬
‫حيث منع البرتغاليون تجاره الشرق االقصى من الوصول الى الشرق االدنى الى مصر والشام‬
‫وترتب عليه ايضا ان ضعفت امكانية مصر العسكرية وقله ورود التجارة اليها وحرمت من‬
‫موردا اساسي من موارد رزقها ولذلك خيم الفقر عليهم(‪ ،)٣‬وفي تلك االثناء وجد السلطان سليم‬
‫تشج يعا من جانب علماء المسلمين السنين الذين رأوا في وحدة دار االسالم تحت راية سلطان‬
‫واحد‪.‬‬
‫يرى المؤرخين المؤيدين لهذا الراي‪ ،‬ان السلطان سليم عملياوحكيما في قراره الذي اتخذه‬
‫بالقضاء على دوله المماليك وضم امبراطور) يتهم السلطان الى امالكه‪ ،‬وان السلطان سليم قد‬
‫ادرك انه المسلم السني الوحيد القادر على حمايه الحرمين الشريفين‪. )٤‬‬
‫(‪)١‬سلطان‪ ،‬علي‪ ،‬تاريخ العربي الحديث‪1516 ،‬م_ ‪1918‬م‪ ،‬منشورات مكتبه طرابلس العلمية العالمية‪ ،‬طرابلس‪ ،‬صفحه‬
‫‪.88‬‬

‫(‪ )٢‬ياغي‪ ،‬العالم العربي في التاريخ الحديث‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحه ‪.29 ،28‬‬

‫يحيى‪ ،‬جالل‪ ،‬العالم العربي والحديث المعاصر‪ ،‬الناشر المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪،1998 ،‬ج‪.28-27 ،١‬‬ ‫(‪) ٣‬‬

‫(‪ )٤‬ياغي‪ ،‬العالم العربي في التاريخ الحديث‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32 ،31‬‬
‫العالقات المملوكية العثمانية‬

‫لقد ثار مبحث العالقات العثمانية المملوكية بين التقارب والتباعد بحث اخر ولكن المالحظ انها‬
‫كانت في عهد السالطين العثمانيين االوائل تميزت في الغالب بالتقارب والتعاون فيما بينهم‪.‬‬
‫على سبيل المثال في عهد السلطان بايزيد االول ‪1402 ،1389‬م كانت عالقته بالمماليك غير‬
‫ثابتة حيث انه قام بمهاجمة بعض المناطق التابع للمماليك في جنوب االناضول ورغم ان‬
‫العالقات في عهد ابيه السلطان مراد كانت على افضل ما يرام اذا قام بارسال الرسائل الى‬
‫السلطان المملوكي برقوق لتحذيره من مخبئه تحرك تيمورلنك نحو الغرب وشره لهم جميعا‪.‬‬
‫خوف السلطان المملوكي برقوق من الخطر المغولي نحو بالده‪ ،‬اال انه كان يخاف‬ ‫ولكن رغم ت ّ‬
‫اكثر من اطماع العثمانيين‪ ،‬وبالفعل تاكدت مخاوفه في عهد السلطان بايزيد حيث قام االخر‬
‫بمهاجمه قنصرية عام ‪1391‬م‪.‬‬
‫وقبض على اميرها الذي كان مشموال بحماية المماليك‪ ،‬ولكن بايزيد شعر بخطا تصرفه اتجاه‬
‫اخوتهم المماليك خاصة بعد اقتراب الخطر المغولي من بالده وقام باالعتذار للسلطان المملوكي‬
‫برقوق وارسل اليه هدية ثمينة وطلبوا منه ان يرسل اليها احد اطبائه المشهورين لعالجه‬
‫وبالفعل ارسل الى السلطان برقوق الطبيب شمس الدين بن محمد صغير ومعه بعض االدوية‬
‫والعقاقير‪،‬‬
‫وادى ذلك الى تحسن العالقات بينهما حيث اكد برقوق لبايزيد ان المملكتين كروحين في جسد‬
‫واحد وساعد في عضد كم كما اكد بايزيد له على صداقته واحترامه(‪.)١‬‬
‫كم ان السلطان بايزيد لجا الى الخليفة العباسي المقيم بالقاهره وهو المتوكل على هللا عندما‬
‫قضى على االمارات التركية االسالمية بواسطة القوات غير مسلمة من البلقان طالبا منه عام‬
‫‪ 1394‬م تشريفا وتقليدا باعتماده سلطان الروم فاستجاب الموكل الى طلبه ووافق السلطان برقوق‬
‫باعتباره حامي الخليفة العباسي على هذا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫متولي‪ ،‬احمد‪ ،‬فؤاد‪ ،‬تاريخ الدوله العثمانيه منذ نشاتها حتى نهايه العصر الذهبي‪ ،‬القاهره‪،2005 ،‬ص ‪.70،71‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫للمزيد راجع نجم مرجع سابق ص ‪.66،65‬‬

‫الطلب وارسله الى بايزيد هذا التقليد وبذلك اصبح السلطان بايزيد سلطان للترك اي الروم كما‬
‫زادت هيبته في العالم االسالمي وجاءت موافقة السلطان برقوق على طلب السلطان بايزيد النه‬
‫كان يرى ان العاهل العثماني خليفة الوحيد ضد تيمورلنك الذي كانت قواته تهدد الطرفين (‪.)١‬‬
‫وبالفعل فقد استنجد امير سيواس باسيا الصغرى يطلب من السلطان المملوكي و السلطان‬
‫العثماني معا مساعدتهم ضد هذا الخطر ومن ثم تمكن السلطان المملوكي من تكوين جبهه تضم‬

‫الدولة المملوكية والدول العثمانية في مواجهه هذا الخطر المشترك كتب سلطان العباسي لبايزيد‬
‫مهنئا واصفه اياه يظل في الشرق العربي وسلطان المسلمين‪.‬‬
‫غير ان هذا الموقف تغير بعد وفاه السلطان برقوق حيث تولى السلطان بايزيد االول على ملطية‬
‫عام ‪1399‬م مما جعل السلطان فرج بن برقوق من ‪1412_ 1396‬م يعدل عن فكرة التحالف‬
‫الدائم بين الدولتين تراجعت العالقات العثمانية المملوكية من الصفا الى عداوه الشاه رخ بن‬
‫تيمور لنك لكل من السلطان المملوكي برسباي و السلطان العثماني مراد الثاني‪ ،‬ففي عام‬
‫‪1423‬م‬
‫ارسل السلطان مراد الثاني الرسل الى السلطان المملوكي برسباي قبائل تهنئه بتولي العرش في‬
‫العام السابق ومعهم الهدايا الثمينة وقد رد السلطان المملوكي برسباي اجمل منها ورغم ان هذه‬
‫الهدايا وقعت في ايد القراصنة اال ان ذلك لم يمنع السلطان العثماني من ان يرسل في عام‬
‫‪ 1426‬م الى برسباي‬
‫بهدايا فخمة(‪.)٥‬‬
‫(‪ ) ١‬طقوش‪ ،‬محمد سهيل‪ ،‬تاريخ الدوله العثمانيه من قيام الى االنقالب على الخالفة‪،‬ط‪ ،٣‬دار األنفاس‪ ،‬بيروت‪2013 ،‬م‪،‬‬
‫ج‪،2‬ص‪.66‬‬

‫(‪ )٢‬ياغي‪ ،‬العالم العربي في التاريخ الحديث‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪،33‬للمزيد راجع متولي‪ ،‬ص‪.73‬‬

‫(‪ ) ٣‬المنصور‪ ،‬ميمونة‪ ،‬حمزه‪ ،‬تاريخ الدولة العثمانية‪ ،‬دار حامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪2008 ،‬م‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫(‪ )٤‬ياغي‪ ،‬العالم العربي في التاريخ الحديث مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫(‪ )٥‬نجم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.88‬‬


‫و استمرت العالقات جيده الى عهد السلطان المملوكي خشقدم بدات العالقات تسوء بين الدولتين‬
‫بسبب تضارب مصالحهما في شرق وجنوب االناضول حيث قام العثمانيين بالتدخل في شؤون‬
‫بعض االمارات التي كانت مشموله بحمايه الممالي‬
‫ك امارتي القادر وفرمان(‪.)١‬‬
‫ولقد توفي خشقدم دون الرد على هذا التدخل‪،‬‬
‫وفي عهده خلفه قايتباي ظلت العالقات متوترة بين الدولتين بسبب المناقشة الشديده بينهما على‬
‫التدخل في شؤون االمارتين وان الدولة العثمانية قد قنعت في ذلك الوقت بما حققته من فتوح‬
‫في البلقان غير انها توجهت في ما بعد صوب امارات اسيا الصغرى(‪.)٢‬‬
‫تدخل المماليك والعثمانيين في شؤون هذه االمارات العازلة بين منطقتين نفوذهم فايد كل منهما‬
‫اميرا تركمانيا ومارسوا النفود من خالله ونتج عن هذا التصرف اقتتال افراد االسره الحاكمة في‬
‫امارة ذي القدر وتازم العالقات المملوكية العثمانية (‪)٣‬‬

‫كما انه من اسباب تدهور العالقات العثمانيه المملوكيه هو ان العثمانيين لم يتلقوا دعما من‬
‫المماليك اثناء صراعهم مع الصفويين‪.‬‬
‫كما تازم العالقات اكثر بسبب ايواء المماليك للثائرين على السالطين العثمانيين مثل االمير جم‬
‫المنافس الخيه بايزيد الثاني ولجوؤه للسلطان المملوكي قايتباي سنة ‪1485‬م الذي رفض تسليمه‬
‫وماطر بايزيد لشن حرب عليه لكنه انهزم امام المماليك وتدخل امير تونس عقد الصلح بينهما‬
‫سنه ‪1491‬م(‪.)٤‬‬
‫نفس الحال في عهد السلطان سليم حيث رفض المماليك تسليمه البن اخيه الثائر عليه حيث‬
‫اتخذوه اداة الثاره المتاعب والقالقل في وجه الدولة العثمانية( ‪.)٥‬‬
‫(‪)١‬نجم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.125‬‬

‫(‪)٢‬عاشور‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.275‬‬

‫(‪)٣‬ياغي‪ ،‬العالم العربي في التاريخ الحديث‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬

‫(‪ )٤‬السلطان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬


‫‪ )٥‬نجم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.141‬‬

‫المماليك والعثمانيين موقعه مرج دابق عام ‪ 1516‬م‬


‫بدايه الحرب‪_:‬‬
‫تقدم الجيش العثماني عبر االناضول في ربيع عام ‪ 1516‬م االمر الذي ادى الى زياده شكوك‬
‫السلطان الغوري تجاه السلطان سليم( ‪.)١‬‬
‫لذلك اسرع الغوري الى استرضاء المماليك الثائرين بسبب تاخر رواتبهم ثم اخذه يستعد للمعركة‬
‫القادمة‬
‫ومهما يكن من امر فان السلطان الغراوي عقد مجلسا حربيا لبحث االمر مع امرائه‪ ،‬واستقر‬
‫راي الجميع الى ضروره المبادره بارسال حملة كبيره الى حلب استعدادا للطوارئ(‪.)٢‬‬

‫دارت المعركه فعال عند مرج دابق‪ ،‬و حارب المماليك بشجاعه نادرةحتى لقد فكر السلطان سليم‬
‫في التقهقر العاده تنظيم صفوفه وفي تلك اللحظه الصعبه كشف خاير بك الخائن عن حقيقه‬
‫نفسه فاشاع بين صفوف الجند ان السلطان الغوري يامرهم بعدم التقدم لحين صدور اوامر‬
‫اخرى ثم شاع ان السلطان الغوري وضع قتيال وهكذا تفرقت صفوف المماليك وانهارت‬
‫مقاومتهم وعبثا حاول الغوري بعد فوات االوان ان يوقف تيار الفرار‪ ،‬وكان لهذه الصدمة اثرها‬
‫على الغوري ثم اغمي ع ليه وسقط ميتا من فوق فرسه وضاعت جثته بين االالف من الجثث‬
‫وبذلك تم النصر للسلطان سليم(‪.)٣‬‬

‫وبذلك نهارت دولة المماليك في طرفة عين وتابع السلطان سليم طريقه الى حلب وكان يرافقه‬
‫الخليفه العباسي المتوكل على هللا بعد ذلك دخله سليم حلب و لقب بخادم الحرمين الشريفين وكان‬
‫اهل حلب راضيين بمجيء العثمانيين بسبب ما عانوه من المماليك وتابع السلطان سليم جولته‬
‫فاحتل حماه وحمص ودخل دمشق حيث هرب المماليك االخرون(‪.)٤‬‬

‫وفي دمشق التي قام بها قرابة الشهرين قدم اليه خاللها زعماء البلد فروض الطاعه والوالء‬
‫وكان على راسهم قضاةالمذاهب االربعة و نقيب االشراف ونائب قلعة دمشق المملوكي وقصده‬
‫امراء لبنان والقى نيابه عنهم االمير فخر الدين المعني االول خطبة وصف فيها السلطان سليم‬
‫بانه) ناصر الشريعه الغراء)(‪.)٥‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)١‬نجم‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.148‬‬

‫(‪ ) ٢‬ياغي‪ ،‬اسماعيل‪ ،‬الدولة العثمانية في التاريخ االسالمي الحديث‪ ،‬مكتبه العبيكان‪ ،‬الرياض‪1995 ،‬م ج‪،٢‬ص‪.30‬‬

‫(‪ )٣‬ياغي‪ ،‬العالم العربي في التاريخ الحديث‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫(‪ )٤‬سلطان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫(‪ )٥‬الزيدي‪ ،‬مفيد‪ ،‬موسوعة العصر العثماني‪ ،‬دار اسامة‪ ،‬عمان‪ 2009 ،‬م‪،‬ص ‪.30-29‬‬
‫السلطان سليم االول والقائد طومان باي المملوكي واللقاء في الريدانية سنة ‪1517‬م‪.‬‬
‫بعد انتصارات السلطان سليم على الصفويين والمماليك في الشام لم يكن يرغب كثيرا في تلك‬
‫االثناء باحتالل مصر ويرجع ذلك الى لعدة اسباب من وجهه نظره وهي بعد مصر عن قواعده‬
‫كما كان يرى حملته عليها سوف تعرضه لهجمات البدو فيها وامتداد خطوط مواصالت‪ ،‬وهو‬
‫في الوقت نفسه تخوفه من عوده اسماعيل الصفوي الى محاربته من جديد مما يترتب عليها‬
‫مسؤوليات دفاعية كبيرة(‪.)١‬‬

‫وفي تلك االثناء كان المماليك في مصر قد ولوا طومان باي سلطان عليهم رغم انه لم تكن لديه‬
‫رغبه في ان يكون سلطان كما كان محبوبا من الجميع لكن الظروف وضعته في ذلك الموقف‬
‫الصعب وفي ذات الوقت ارسل اليه السلطان سليم وهو في دمشق يطلب منه االعتراف بالسياده‬
‫العثمانية على مصر بمعنى ان يكون السلطان على مصر هو سليم ويكون طومان تابع له و‬
‫تتمثل التبعيه ذكر اسم سلطان في الخطبة وسك اسمه على النقود غير ان طومان باي رفض‬
‫هذا العرض(‪.)٢‬‬

‫وفعال صمم السلطان سليم على غزو مصر باعتبارها القاعده االساسيه للمماليك وليس الشام‬
‫فاتجها الجيش العثماني جنوبا الى دمشق ومنها الى مصر‪ ،‬عبر فلسطين صحراء سيناء (‪)٣‬‬

‫_________________________‬
‫(‪ )١‬سلطان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫(‪ )٢‬الزايدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫(‪ )٣‬نخلة‪ ،‬محمد عرابي‪ ،‬تاريخ العرب الحديث‪ ،‬ط‪ ،١.‬الشركة العربيةالمتحدة للتوثيق والتوزيع‪ ،‬القاهره‪2010 ،‬م‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫وقد حاول المماليك بقياده سلطانهم الجديد طومان باي التصدي للعثمانيين واستعراض قائدهم‬
‫قواته واسلحته ليستعيد ثقة االهالي في قوة المماليك اال ان هذه االستعدادات لم تفيد المماليك شيئا‬
‫وفي الثالث والعشرين سنه ‪1517‬م ودارت معركةحاسمة بين الطرفين على مشارف القاهره‬
‫عند الريدانية وانزلت المدفعية العثمانية بالمماليك هزيمة شديده و دخل العثمانيون مدينة القاهره‬
‫و خطب السلطان سليم على منابرها(‪.)١‬‬

‫وفي تلك االثناء عرض سلطان مجددا على طومان باي حكم الصعيد تحت السيادة العثمانية اال‬
‫ان طومان باي رفض ذلك اذا كان ال يزال لديه االمل في انقاذ البالد اال انه انت القتال بهزيمه‬
‫المماليك‬
‫(‪.)٢‬‬

‫ولما انتهى القتال بهزيمة المماليك لؤلؤه طومانباي الى الفرار للدلتا والتجا الى شيخ بدر البحيره‬
‫وهناك خانه حسن مرعي واخوه شكري و سلموا الى للسلطان سليم( ‪)٣‬الذي فرح( و صاح االن‬
‫مالتنا مصر)(‪.)٤‬‬

‫وعاتبه السلطان سليم النه لم يطعه من اول االمر ورد عليه طومان باي االنفس التي ترتب في‬
‫العز ال تقبل الذل كل ذلك ولم ينوي السلطان سليم شنقه ولكن بالحاح خاير بيك الذي كان يطمع‬
‫فى حكم مصر فامر السلطان بشنقه(‪.)٥‬‬

‫________________________‬
‫(‪ )١‬روجان‪ ،‬يوجين‪ ،‬العرب من الفتوحات العثمانية الى الحاضر‪ ،‬ط‪،1‬مؤسسه الهنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬القاهره‪2012 ،‬‬
‫م‪ ،‬ص ‪.30 ،29‬‬

‫(‪ )٢‬يحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32 ،31‬‬

‫(‪ )٣‬شبلي ‪ ،‬احمد‪ ،‬موسوعه التاريخ االسالمي والحضاره االسالمية‪،‬ط‪ ،6‬مكتبة دار العلوم‪ ،‬القاهرة‪1983 ،‬م‪،‬ص ‪،235‬‬
‫‪.236‬‬

‫(‪)٤‬عاشور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.282 ،281‬‬

‫(‪ )٥‬عاشور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.282‬‬


‫فلما شنقه وطلعت روحه صرخت عليه الناس صرخه عظيمة وكثر عليه الحزن واالسى فانه‬
‫كان شاب حسن الشكل وكان شجاعا وبطال تصدى لقتال ابن عثمان وقتل منهم ما ال يحصى‬
‫وكسرهم ثالث مرات في نفر قليل من عسكره ووقع منه في الحرب امور ما ال تقع اال من‬
‫االبطال(‪.)١‬‬

‫وبعد ان تمكن العثمانيون من مصر وقتل قائدها طومان واصبحت تحت سيطرتهم استلموا‬
‫مفاتيح الكعبه من شريف مكة الذي قدمها بطيب خاطره للسلطان سليم وقد اطلق عليه بعد ذلك‬
‫خادم الحرمين الشريفين وخطب له على المساجد في القاهره على انه (سلطان ابن سلطان مالك‬
‫البرين والبحرين)‪)٢ (.‬‬

‫وبذلك انتهت الدوله المماليك واصبحت مصر وسوريا خاضعه للحكم العثماني‪.‬‬
‫_________________________‬
‫(‪)١‬عاشور‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.282‬‬

‫(‪ )٢‬يحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33‬‬


‫وضع الشام ومصر بعد السيطرة العثمانية‬
‫مما يجدر االشاره اليه هنا هو ان العثمانيين في حربهم ضد المماليك لم يجدوا مقاومة تذكر من‬
‫جانبهم في الشام اوال والسبب في ذلك ان عدد المماليك في الشام اقل منه عن مصر وان عددا‬
‫كبيرا من المماليك قد فروا من الشام عقب الهزيمة في مرج دابق واما بالنسبه للحال في مصر‬
‫فهو مختلف فقد قاوم المماليك العثمانيين باعتبارهم اكثر عددا عما هو موجود بالشام وفي تلك‬
‫االثناء حاول كل من العثمانيين والمماليك كسب ود المماليك والسكان االصليين والتقرب اليهم‬
‫وقطع الوعد لهم فان العثمانيين وهم في طريقهم الى مصر اعلنوا انهم يعاملون السكان المحليين‬
‫بما في ذلك الفالحين باللين وفي المقابل اعلن المماليك اسقاط الضرائب عن كل الفالحين والبدو‬
‫لمدة ثالثة اعوام لكسب تاييدهم لهم غيران موقف البدو في المناطق اإلستراتيجية على طريق‬
‫الى البالد الشام وفي الدلتا والصعيد كان الى جانب العثمانيين والسبب في ذلك الدراكهم ان‬
‫المعركة محسومة لصالح العثمانيين(‪)١‬‬

‫وقد قام السلطان سليم باصدار العفو عن بقيه المماليك و امر بعدم التعرض لهم واقرهم على‬
‫وظائفهم وممتلكاتهم ومن امثال ذلك جانم السيفي حاكم مصر الوسطى و اينال السيفي حاكم‬
‫كاشف الغربية الذين قاموا بالثورة فيما بعد في عهد الوالي مصطفى باشا زوج شقيقة السلطان‬
‫سليمان القانوني وتم القضاء على وضائفهم وممتلكاتهم كي يساعدوه في االداره الجديده‪ ،‬كما‬
‫ابقى شيخ قبيلة هوارة في الصعيد وار سل عددا من اصحاب الحرف والصناعات الى استانبول‬
‫للمساهمه في انشطتها(‪)٢‬و احسن استقبال سفراء البندقية وعقد معهم معاهدة تمتعهم نفس‬
‫االمتيازات التي تمتع بها في عهد المماليك(‪.)٣‬‬

‫(‪ )١‬رافق‪ ،‬العرب والعثمانيون‪ ،1916_ 1516 ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬

‫(‪ )٢‬سلطان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.89‬‬

‫(‪ )٣‬نجم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬


‫غير ان العثمانيين لم يستمروا في سياستهم المسلمة تجاه السكان في مصر والشام والتي سبق ان‬
‫وعد بها حيث قاموا بابطال العملةالقديمة واصدار عملة جديدة كما شددوا قبضتهم لضمان االمن‬
‫وخفضوا سعر العملة العثمانية بمقدار النصف فتضرر الدمشقيون كثيرا‪ ،‬و لم يستطيعوا القيام‬
‫بثورة ضد هذه االجراءات الظالمة واتخذ العثمانيون اجراءات اكثر صرامة ضد الزعر وهم‬
‫العنصر المحلي الذي قاوم العثمانيين والمماليك على حد سواء في الشام واقام العثمانيون‬
‫الخواريف في الحارات لالرهاب االهلين‪ ،‬وطلب من الوالي القاضي والدفتر دار في دمشق‬
‫بتسجيل الممتلكات داخل المدينة وخارجها و بالتفتيش عن المستندات المتعلقة بها لمعرفة‬
‫التزوير فيه وتم التدقيق في مستندات االوقاف(‪.)١‬‬

‫و استمرت ادارة مصر في عهد خاير بيك كما كانت عليه في عهد المماليك اي تتكون من اثنتي‬
‫عشر صنج قيه*‪ ،‬يحكم كل واحده منها صنجق بك‪ ،‬اما المناطق الواقعة الوجه القبلي فقد ظلت‬
‫تحت مشايخ العرب شبه المستقلين(‪.)٢‬‬

‫وخالصه القول رغم ان العثمانيين استطاعوا القضاء على المماليك ككيان سياسي وضم مصر‬
‫الى ممتلكاتهم غير انهم لم يستطيعوا ان يصبغوا مصر بالصبغه العثمانية فظلت مصر على ما‬
‫هي عليه في عهد المماليك فيما عدا الجزية السنوية التي كانت ترسل الى الدوله العثمانية و‬
‫خطبة الجمعة التي كانت تدعو الى السلطان وفي تلك االثناء كان قد سبق السلطان سليم الى‬
‫استانبول الخليفة العباسي المتوكل على هللا بناء على اوامر من السلطان سليم االول وقد تأثر‬
‫الناس في مصر لذلك وظلوا يرددون قد انقطعت الخالفه من مصر وصارت باستنابول وبقي‬
‫هناك حتى وفاه السلطان سليم عام ‪.)٣(1520‬‬
‫فعاد الى مصر وظل مقيما بها حتى وافته المنية عام ‪ 1550‬م(‪.)٤‬‬

‫(*) اهم السالطين المماليك فتره حكم دوله المماليك البراجية او الحراك برقوق‪ ،‬وفرج‪ ،‬وشيخ‪ ،‬وبرسباي‪،‬وجقمق‪ ،‬وا‬
‫ينال‪ ،‬وخشقدم‪ ،‬قايتباي‪ ،‬و قانصوه الغوري وكان اولهم برقوق الي عرف بالسلطان الظاهر برقوق حكم عام‬
‫‪1382‬م_‪1399‬م‪.‬‬

‫(‪ )١‬رافق‪ ،‬العرب والعثمانيون‪،1916_ 1516 ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.64‬‬

‫(‪ )٢‬نخلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52‬‬

‫(‪ )٣‬نجم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.163‬‬

‫(‪ )٤‬ياغي‪ ،‬الدوله العثمانيه فى التاريخ االسالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫اما بالنسبه للجهاز االداري العثماني الذي اتبع في مصر والشام فكان يتمثل في التالي‪_:‬‬
‫الجهاز االداري المركزي‪ :‬كان الجهاز االداري المركزي يتكون من السلطان وحاشيته‪ ،‬و‬
‫هؤالء جميعا يعرفون باسم ال عثمان‪ ،‬ويعاونهم في الحكم ما يعرف باسم ال ديوان وهو جهاز‬
‫اداري مضمن يتكون من عناصر اعظم و افراد الطبقة الحاكمة‪.‬‬
‫ونصب الصدر االعظم هو اعلى مناصب الدولة بعد منصب السلطان‪ ،‬وكان من يتبوا هذا‬
‫المنصب ويلعب دورا رئيس الوزراء ورئيس الديوان صالحياته تعين قادة الجيش وجمع‬
‫اصحاب المناصب اإلدارية والمركزية واالقليمية(‪.)١‬‬

‫اما الطبقه الحاكمه فكان يشار الى افرادها باسم العساكر او العسكر ومفردها عسكري وهي‬
‫تمثل الدفتردار وهو الشخص المكلف بالشؤون المالية وحساب موارد الدوله ومصاريفها‪،‬‬
‫والكاهية باشا و هو الموظف العسكري الذي يتكلف بتميز و الشؤون العسكريه للدوله الشاويش‬
‫باشا (لغة تركية عثمانية بالتركية العثمانية) وهو موظف ينفذ االحكام القضائية التي يقدرها‬
‫القضاة‪ ،‬ورئيس الكتاب‪ ،‬وشيخ االسالم‪ ،‬وطبقة عالم اسالم العلماء(‪.)٢‬‬

‫وهؤالء يقومون باصالحات تعطي الدولة حيوية تمكنها من ادارة امورها لسنوات‪.‬‬
‫_________________________‬
‫(‪ )١‬محمد مرجع سابق ص‪.85،86‬‬

‫(‪ )٢‬كرد‪ ،‬علي محمد‪ ،‬خطط الشام‪ ،‬ط‪ ،3‬مكتبة النوري‪ ،‬دمشق‪ ،‬عام ‪،1983‬ج‪،6‬ص ‪.30 ،23‬‬
‫الخاتمة‬
‫تبين لنا من خالل هذا البحث ان دولة المماليك التي استطاعت فرض سيطرتها على مصر في‬
‫منتصف القرن الثالث عشر وامتدت سيادتها لتشمل بالد الشام عقب موقعة عين جالوت التي‬
‫دارت بين المسلمين والمغول سنه( ‪ 1260‬م) التي تعد نقطة تحول خطيره في تاريخ الشرق‬
‫االدنى اذا انقذته من ذلك الخطر الذي طالما اقلق راحتها‪.‬‬
‫في الوقت نفسه الذي تزايد ت فيه قوة العثمانيين في كل من البلقان واسيا الصغرى‪ ،‬وتمكن‬
‫االوربيون من تحويل طريق التجارة الدولية عن منطقة الشرق االدنى التي كانت المانيا انذاك‬
‫مسيطرين عليها حتى نهاية القرن الخامس عشر باكتشاف طريق راس سنة( ‪1498‬م) الذي ربط‬
‫منطقة الشرق االدنى خاصة مصر وبالد الشام فترة المماليك غرب اوروبا مباشرة بالهند عن‬
‫طريق االلتفاف حول افريقيا اهم مصادر داخلها وتم تدهور اوضاعها االقتصادية والعسكرية‬
‫فبرزت الدولة العثمانية التي غيرت سياستها استراتيجيتها من االتجاه غربا الى االتجاه جنوب‬
‫الشرق والقيام باعباء الدفاع عن الوطن العربي وصلت بذلك محل دولة المماليك واخذت سيادتها‬
‫تشمل باقي اقطار الوطن العربي في ما بعد وبعد تنظيم االحوال اصبحت تدار في مصر والشام‬
‫من قبل الواليات المماليك التابعين للدولة العثمانية وبذلك اصبح العثمانيون اكبر قوة موجودة في‬
‫العالم االسالمي واصبح العالم العربي في غالبيته يمثل جزء من االمالك العثمانية‪.‬‬
‫نتائج البحث‬
‫يمكن ايجاز اهم النتائج التي تمخضت عن الغزو العثماني لمصر والشام في العهد المملوكي ان‬
‫الحمله العثمانيه نجحت في تحقيق االهداف التي جاءت من اجلها وهي السيطره على مصر‬
‫والشام وكانت رغبةالسلطان سليم االول في الوقوف ضد قيام دولة التحالف بين المماليك‬
‫والصفويين في المنطقة ومن ثم توظيف هذا التحالف ضد التوسع العثماني وحققت الدولة‬
‫العثمانية رغبتها في ضم مصر وبالد الشام وفي ادخال الوطن العربي ضمن ممتلكاتها لما له‬
‫من اهميه استراتيجية بما في ذلك المقدسات االسالميه في الحجاز ضمتها الى حوزتها لما في‬
‫ذلك تدعيم لقوتها المعن ويةورفع شانها ومكانتها في العالم االسالمي‪ ،‬وساعد الدولة العثمانية في‬
‫ذلك تفوقها العسكري واستخدامها للمدفعية في حربهم وارتفاع معنويات الجيش العثماني‬
‫وساعدهم في ذلك خيانة عدد من قاده امراء المماليك وانضمامهم للعثمانيين امثال خاير بك نائب‬
‫الغوري و جان بردي الغزالي نائبه في حماة‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫اوال‪ :‬المصادر‪_:‬‬
‫‪ _ 1‬محمد ابن اياس‪ ،‬بدائع الزهور في وقائع الدهور‪ ،‬تحقيق مصطفى‪ ،‬مكتبة الباز‪،‬‬
‫مكةالمكرمة‪1961 ،‬م‪ ،‬ج‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬المراجع‪_:‬‬
‫‪ _ 1‬الزائدي‪ ،‬مفيد‪ ،‬موسوعة العصر العثماني‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬دار اسامه للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪2009 ،‬‬
‫م‪.‬‬
‫‪ _ 2‬الصالبي‪ ،‬علي محمد‪ ،‬الدولة العثمانية( عوامل النهوض واسباب السقوط)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫التوزيع والنشر االسالمية‪ ،‬بورسعيد‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪ _ 3‬العثماني‪ ،‬رفع محمود‪ ،‬تاريخ الدولة العثمانية‪ ،‬الطبعه االولى‪ ،‬دار الفكر للدراسات والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫‪ _4‬المنصور‪ ،‬ميمونة‪ ،‬حمزة‪ ،‬تاريخ الدولة العثمانية‪ ،‬الطبعه االولى‪ ،‬دار الحامد للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪2010 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -٥‬دهمان‪ ،‬محمد احمد‪ ،‬العرابين والمماليك والعثمانيين‪ ،‬الطبعه االولى‪ ،‬دار الفكر للطباعة‬
‫والتوزيع والنشر‪ ،‬دمشق‪ 1986 ،‬م‪.‬‬
‫‪ _6‬رافق‪ ،‬عبد الكريم‪ ،‬العرب والعثمانيون‪1516 ،‬م ‪1916‬م‪ ،‬الطبعه االولى‪،‬د‪.‬ن‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪1974‬م‪ ،‬ج‪.1‬‬
‫‪ _ 7‬روجان‪ ،‬يوجين‪ ،‬العرب من فتوحات العثمانية الى الحاضر‪ ،‬الطبعه االولى‪ ،‬مؤسسة‬
‫الهنداوي للتعليم والثقافه‪ ،‬القاهرة‪2011 ،‬م‪.‬‬
‫‪ _8‬سلطان‪ ،‬علي‪ ،‬تاريخ العرب الحديث ‪،1918 _1516‬منشورات مكتبة طرابلس العلمية‬
‫العالمية‪ ،‬عمان‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫‪ _ 9‬شلبي‪ ،‬احمد‪ ،‬موسوعه التاريخ االسالمي والحضارة االسالمية‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬مكتبه دار‬
‫العلوم‪ ،‬القاهرة‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫‪ _ 10‬طقوش‪ ،‬محمد السهيل‪ ،‬تاريخ الدولة العثمانية من قيام الى انقالب الخالفة‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫دار االنفاس‪ ،‬بيروت‪ ،‬عام ‪2013‬م‪ ،‬ج‪.2‬‬
‫‪ _11‬متولي‪ ،‬احمد فؤاد‪ ،‬تاريخ الدولة العثمانية من نشاتها حتى نهاية العصر الذهبي‪ ،‬ايتراك‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهره‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪ _ 12‬محمد‪ ،‬نجاح‪ ،‬كاميليا بوجبل‪ ،‬تاريخ الوطن العربي الحديث‪(،‬بالد الشام والعراق)‪،‬‬
‫منشورات جامعه دمشق‪ ،‬دمشق‪2016 ،‬م‪.‬‬
‫‪ _13‬كرد‪ ،‬محمد علي‪ ،‬خطط الشام‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬مؤسسة االعالمي للمطبوعات‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪1983‬م‪ ،‬ج‪.6‬‬
‫‪ _ 14‬نجم‪ ،‬زين العابدين شمس الدين‪ ،‬تاريخ الدولة العثمانية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار المسيرة للنشر‬
‫والتوسيع‪ ،‬عمان‪2014 ،‬م‪.‬‬
‫‪ _ 15‬نخلة‪ ،‬محمد عمران‪ ،‬تاريخ العرب الحديث‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬الشركة العربية المتحدة‬
‫للتوثيق والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪2010 ،‬م‪.‬‬
‫‪ _ 16‬ياغي‪ ،‬اسماعيل احمد‪ ،‬الدولة العثمانية في التاريخ االسالمي الحديث‪ ،‬مكتبة العبيكان‪،‬‬
‫الرياض‪1995 ،‬م‪ ،‬ج‪.2‬‬
‫‪ _ 17‬ياغي‪ ،‬اسماعيل احمد‪ ،‬العالم العربي في التاريخ الحديث‪ ،‬الناشر مكتبة العبيكان‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪1997‬م‪ ،‬ج‪.1‬‬
‫‪ _18‬يحي‪ ،‬جالل‪ ،‬العالم العرب ي الحديث المعاصر‪ ،‬الناشر المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪1998‬م‪ ،‬ج‪.1‬‬
‫‪ _ 19‬عاشور‪ ،‬سعيد عبد الفتاح‪ ،‬مصر والشام في عصر االيوبيين والمماليك‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ _ 20‬عيسى‪ ،‬احمد عبد العزيز‪ ،‬في تاريخ الدوله العثمانيه والمشرق العربي في العصر‬
‫الحديث‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬مكتبة بستان المعرفة‪ ،‬اإلسكندرية‪2016 ،‬م‪.‬‬

You might also like