جريمة التسميم في التشريع المغربي

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

‫ﻣوﻗﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ‬ www.elkanounia.

com ‫ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌروض زوروا‬

fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
‫جريمة التسميم‬

‫يحتل الحق في الحياة مكانة الصدارة في سلم القيم المعترف بها عالميا‪ ،‬و قد شكل هذا الحق عبرر العصر ر‬
‫ن را في مشكاة القيم اإلنسانية و قبسا في محرابها‪ ،‬ضمنته التعاليم السرماوية‪ ،‬و ررسرته المرذاهل الفلسرفية‪،‬‬
‫اإلنسرا مرخ لرما مرا تهرمنته العديرد‬ ‫و أمسى حقا ر نيا‪ ،‬تصدى لحمايته التشريع الدولي المتعلرق بحقر‬
‫مخ العه د و األفا الدولية ‪ ،1‬و تبنته جميع دساتير العالم‪ ،‬و نصت عليه مختلف الق انيخ الجنائية‪.‬‬
‫و دليل ذلك ما جاء مخ آيات في القرآ الكريم تحرم القتل نذرر منها ق له تعرالى ( ق ل عالوا أ لعل لو‬

‫لميقمع و حنلو ع و ش‬ ‫حلم بكملع يكل مع لش عولمب أ كلا ل و و كوا أالين ححالو و و ش علوكل أ لوش بلع ل ح ل ن قل‬

‫امللع و للوبع كللا ااكمللع‬ ‫للو مللم ممللو و للو كا ل و ش علوك ل أ أاللمحق أاوللص حللم أل حش كللواق‬ ‫علمك ل أ الفررر اح‬

‫عاللك ن)‪.2‬‬

‫أما سرند تحريمره فري السرنة النب يرة الشرريفة فقرد رور عرخ الرسر ا عليره أفهرل الصرل ات و أزررى‬
‫التسليم أنه قاا "اجتنب ا السبع الم بقات‪ .‬قال ا يا رس ا هللا و ما هخ ؟ قاا الشرك باهلل‪ ،‬و السحر‪ ،‬و قتل‬
‫النفس التي حرم هللا إال بالحق‪ ،‬و أرل الربا‪ ،‬و أرل ماا اليتريم‪ ،‬و التر لي ير م ال‪،‬حرف‪ ،‬وقرذف المحصرنات‬
‫المؤمنات الغافمت"‪.3‬‬
‫إلرى نصر ت دسرت ر المملكرة لسررنة ‪ 2011‬نجرد أقررر هرذا الحرق فرري الفصرل ‪ 20‬منرره‬ ‫و برالرج‬
‫هذا الحق‪."4.‬‬ ‫لكل إنسا ‪ ،‬ويحمي القان‬ ‫"الحق في الحياة ه أوا الحق‬ ‫حيث جاء فيه أ‬
‫اإلنس ر ا ‪ 5‬فري‬ ‫أما على مست ى االتفاقيات و المعاهدات الدوليرة فقرد نرإل اإلعرم العرالمي لحقر‬
‫المادة ‪ 3‬منه "لكل فرد حق في الحيراة والح ر رية وف ر ى األمرا علرى شخصره"‪ ،‬و جراء فري العهرد الردولي‬
‫المدنية و السياسية‪ 6‬في المادة ‪ 6‬منه " الحق فري الحيراة حرق مرمزم لكرل إنسرا ‪ ،‬و علرى‬ ‫الخات بالحق‬
‫أ يحمي هذا الحق‪ ،‬و ال يج ز حرما أحد مرخ حياتره تعسرفا"‪ ،‬رمرا نرإل الميقرا العربري لحقر‬ ‫القان‬
‫هرذا الحرق‪ ،‬و ال‬ ‫اإلنسا في المادة ‪ 5‬منه "‪ -1‬الحق في الحياة حق ممزم لكل شرخإل‪ -2‬يحمري القران‬
‫يج ز حرما أحد مخ حياته تعسفا"‪.7‬‬

‫اإلنسا ‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪1‬محمد اإلدريسي العلمي المشيشي ‪ ،‬دراسة ح ا ممئمة مشرو القان الجنائي مع المبادئ و الق اعد المعتمدة في منظ مة حق‬
‫القالقة ‪ ،2014‬منش رات المجلس ال طني لحق اإلنسا ‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط‪ ،‬ت ‪.57‬‬
‫‪2‬س رة األنعام‪ ،‬اآلية ‪151‬‬
‫‪3‬روا البخارر برقم (‪ ،)2615‬و مسلم برقم (‪،)145‬‬
‫ال يج ز المس بالسممة الجسدية أو المعن ية ألر شخإل‪ ،‬في أر ظرف‪ ،‬ومخ قبل أر جهة رانت‪ ،‬لاصة أو عامة‪.‬‬
‫‪4‬أيها المادة ‪ 22‬في فقرتها األولى مخ الدست ر تنإل على أنه‬
‫‪ 5‬صادر عخ الجمعية العامة لألمم المتحدة في ‪ 10‬دجنبر ‪1948‬‬
‫‪ 6‬قام المغرب بإيدا أدوات التصديق في ‪ 3‬مار ‪ 1979‬حيث صاد عليه بظهير رقم ‪ 1-78-4‬الصادر في ‪ 27‬مارس ‪ ،1979‬و دلل حي‪ ،‬النفاذ‬
‫وطنيا في ‪ 03‬غشت ‪ 1979‬و صدر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 3525‬بتاريخ ‪1980‬‬
‫‪7‬الميقا العربي لحق اإلنسا ‪ ،‬اعتمد مخ قبل القمة العربية السادسة عشرة التي استهافتها ت نس ‪ 23‬مار ‪2004‬‬
‫الجنائي المغربي فالمشر را صريحا و متشددا في حماية حق اإلنسرا فري الحيراة‬ ‫أما في القان‬
‫منذ والدته إلى وفاته‪ ،‬و امتدت هذ الحماية أرقرر مرخ ذلرك لتشرمل الجنريخ فري بطرخ أمره‪،8‬فرتم تجرريم القترل‬
‫بمختلف أشكاله‪ ،‬و تعدد ص ر وأل انه‪ ،‬س اء ما ه ظاهر للعيا و منها ما ه لفي عخ العيا ‪ ،‬رجريمة‬
‫دراستنا في هذا العرض‪.‬‬ ‫التسميم م ض‬
‫و جدير بالذرر أ المشر المغربي نظم جريمة التسميم ضمخ الباب السابع المتعلق باالعترداء علرى‬
‫األشخات‪ ،9‬الذر استهله بجريمة القتل باعتبارها ألطر األفعاا التي يمكخ ارتكابهرا فري حرق األشرخات‪،‬‬
‫الروح تأتي في مقدمة القيم التي يسعى المشر إلى صيانتها و سممتها ‪.10‬‬ ‫لك‬
‫و الق ر انيخ الجنائيررة المعاصرررة لررم تتفررق علررى إيررراد تعريررف م حررد لجريمررة التسررميم‪ ،‬لهررذا التلف رت‬
‫التعريفات بالتمف الق انيخ‪ ،‬حيث نإل المشر الفرنسي على جريمة التسرميم فري المرادة (‪ )5-221‬مرخ‬
‫العق بات والتي جاء فيها (يعد تسمما ً رل اعتداء على حياة اإلنسا بتأثير ج اهر يتسبل عنها الم ت‬ ‫قان‬
‫عاجمً أم آجمً أيا ً رانت ريفية استعماا تلك الجر اهر ومهمرا رانرت نتائجهرا)‪ ،11‬أمرا المشرر المصررر فقرد‬
‫نإل في المادة ‪( 233‬مخ قتل أحدًا عمدًا بج اهر يتسبل عنها الم ت عاجم أو أجم يعد قراتم بالسرم أيرا‬
‫رانررت ريفيررة اسررتعماا تلررك الج ر اهر ويعاقررل باإلعرردام)‪ ،12‬فرري حرريخ نررإل المشررر الج‪،‬ائرررر فرري المررادة‬
‫‪( 260‬التسميم ه االعتداء على حياة إنسا بتأثير م اد يمكخ أ تؤدر إلى ال فاة عاجم أو آجم أيا را‬
‫استعماا أو إعطاء هذ الم اد و مهما رانرت النترائا التري ترؤدر إليهرا)‪ ،13‬أمرا المشرر المغربري فلرم ير رد‬
‫‪ :‬حيرث‬ ‫تعريف لجريمة التسميم و ارتفى بتحديرد األفعراا المك نرة لهرذ الجريمرة فري الفصرل ‪398‬مرخ‬
‫نإل على أنه (مخ اعتدى على حياة شخإل ب اسطة م اد مخ شأنها أ تسبل الم ت عاجم أو آجم‪ ،‬أيرا‬
‫رانت الطريقة التي استعملت أو أعطيت بها تلك الم اد و أيا رانت النتيجرة‪ ،‬يعرد مرتكبرا لجريمرة التسرميم و‬
‫يعاقل باإلعدام)‪.14‬‬
‫و يعتبر التسميم مخ الجررائم الدنيةرة التري تشرددت التشرريعات القديمرة و الحديقرة علرى حرد سر اء فري‬
‫هذ الجريمرة تنبنري علرى غردر وليانرة‪ ،‬فالتسرميم يرتم‬ ‫العقاب عنها‪ .‬وينبعث حرت الق انيخ على ذلك ر‬

‫‪8‬الفص ا مخ ‪ 449‬إلى ‪ 458‬مخ مجم عة القان الجنائي المغربي‬


‫‪9‬المعدا السن ر للجرائم ضد األشخات بيخ سنتي ‪ 2002‬و ‪ 2011‬ه ‪ 23%‬مخ القهايا المهمة (‪ 88308‬قهية)‪ ،‬تقرير صادر عخ المجلس‬
‫األعلى للسلطة القهائية تحت عن ا العدالة الجنائية مفاتيح و أرقام‪ ،‬منش ر بم قع‬
‫‪http://www.presidenceministerepublic.ma‬‬
‫‪ 10‬محمد اإلدريسي العلمي المشيشي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ت ‪157‬‬
‫‪11‬‬
‫‪221-5:"Le fait d'attenter à la vie d'autrui par l'emploi ou l'administration de substances de nature à entraîner la‬‬
‫‪mort constitue un empoisonnement", Loi n° 92-684 du 22 Juillet 1992 portant réforme des dispositions du code‬‬
‫‪pénal relatives à la répression des crimes et délits contre les personnes.‬‬
‫‪ 12‬قان العق بات المصرى طبقا ألحدث التعديمت بالقان ‪ 95‬لسنة ‪2003‬م القان رقم ‪ 58‬لسنة ‪ 1937‬بإصدار قان العق بات‬
‫‪ 13‬األمر رقم ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪ 1386‬الم افق ‪ 8‬ي ني سنة ‪، 1966‬الذر يتهمخ قان العق بات‪ ،‬المعدا والمتمم‬
‫‪14‬بالرج إلى مشرو القان الجنائي نجد أ المشر المغربي قد أعطى تعريفا لجريمة التسميم في المادة ‪( 396‬التسميم‪ ،‬ه االعتداء على حياة‬
‫شخإل ب اسطة م اد مخ شأنها أ تسبل الم ت عاجم أو آجم‪ ،‬أيا رانت الطريقة التي استعملت أو أعطيت بها تلك الم اد و أيا رانت النتيجة)‬
‫في الغالل مخ أرقر الناس اتصاال بالمجني عليه وقربا منره‪ ،15‬فهر ينطر ر علرى ليانرة ربررى تجررى فري‬
‫هدوء و رتما مما يصعل معه إسنادها إلى الجاني وإثباتها عليه و ذلك لسه لة تنفيذ هذ الجريمة‪ ،‬رما أ‬
‫مفع ا المادة السامة في بعض األحيا ال يظهر على الف ر بل يستغر األشهر و السن ات‪.‬‬
‫و لقد تم ارتشاف السرم فري العهر د الغرابرة مرخ الر‪،‬مخ‪ ،‬وقرد اسرتخدمته القبائرل والحهرارات القديمرة‬
‫رأداة للصيد لتسرريع إماترة الفريسرة ‪ -‬أو العردو‪ ،‬وهكرذا بردأ هرذا االسرتعماا برالتط ر‪ ،‬هرذا و ال تعرد جريمرة‬
‫التسميم مخ قبيل الجرائم المستحدثة بل مخ قبيل الجرائم ذات جذور و أص ا تاريخيرة‪ ،‬وفري فتررة مترألرة‬
‫مررررخ الترررراريخ وفرررري عهررررد اإلمبراط ريررررة الرومانيررررة لص صررررا ً ‪ -‬اسررررتعمل السررررم بشرررركل واسررررع لتنفيررررذ‬
‫عمليات االغتياا‪،‬‬
‫رما عرفت فرنسا و لما الحكم الملكي قبيل الق رة الفرنسية مجم عة مخ ح ادث القتل بالسم حترى‬
‫هرذ الطريقرة للرتخلإل مرخ غيرر المرغر ب بهرم‬ ‫أنها شملت طبقات راقية مخ المجتمع فقد ران ا يستخدم‬
‫مخ معارضيهم السياسييخ أو االقتصادر‪ ،‬األمر الذر ه‪ ،‬آنذاك الرأر العام في رل أرجاء البمد ‪.16‬‬
‫و لقد را العرب في الشر األوسط أوا مخ قام بتطر ير سرم الر‪،‬رنيخ الرذر هر سرم شرفاف وعرديم‬
‫الرائحة‪ ،‬األمر الذر صعّل ارتشاف السم رقيراً‪ .‬وال ي‪،‬اا هذا "السرم ال برائي" منتشرراً فري بعرض األجر‪،‬اء‬
‫مخ قارة آسيا إلى ي منا هذا‪.‬‬
‫و تنبع أهمية دراسة هذ الجريمة مخ لما تفريدها عخ جرائم القترل العاديرة و ذلرك برالترري‪ ،‬علرى‬
‫ال سريلة التري يسرتعملها الجراني فري سربيل إزهرا روح الهرحية‪ ،‬ممرا يجعرل هرذ الجريمرة اسرتقناء للقاعرردة‬
‫إلرى سره لة‬ ‫العامة التي ال تعير أهمية لل سيلة المستخدمة في ارتكاب الجرائم‪ ،‬رما ترجع أهمية الم ضر‬
‫الجريمة مخ حيث التنفيذ و صع بته مخ حيث اإلثبات‪ ،‬و اطمةنا المجني عليه و غدر الجاني‪.17‬‬
‫معالجة جريمة التسميم تدفعنا لمجابة عخ مجم عة مخ التساؤالت‬ ‫ا‬
‫الجنائي؟‬ ‫ما هي طبيعة الم اد التي أشار إليها المشر في الفصل ‪ 398‬مخ القان‬
‫مجرد م اد ضارة؟‬ ‫هذ الم اد سامة أم أ تك‬ ‫هل اشترط المشر أ تك‬
‫ما ه دافع المشر مخ لما عدم تحديد ال سيلة في جريمة التسميم؟‬
‫ريررف يمكررخ تكييررف وضررع السررم بنيررة قتررل المجنرري عليرره و لررم تحرردث ال فرراة؟ و هررل تتحقررق المحاولررة‬
‫بص رها في هاته الحالة؟‬
‫ما ه األثر الناجم عخ العدوا االلتيارر بعد تنفيذ الجاني لجريمته؟‬

‫‪15‬‬
‫‪Par Lhosni Sofia; Le crime d'empoisonnement entre la complexité intentionnelle et matérielle et la technicité‬‬
‫‪législatives et textuelle, publié sur le site http://juridika.net/‬‬
‫‪16‬نجيل محم د حسني‪ ،‬شرح قان العق بات الخات‪ ،1978 ،‬دار النههة العربية للطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ت ‪96‬‬
‫‪ 1317‬قهية تسميم برسم سنة ‪ 2017‬بمختلف محارم المملكة‪ ،‬مجلة الشؤو الجنائية‪ ،‬نشر مديرية الشؤو الجنائية و العف ب زارة العدا‪ ،‬العدد‬
‫القاني أرت بر ‪2012‬‬
‫مررا الحكمررة مررخ تشررديد عق بررة جريمررة التسررميم لص صررا مررع وج ر د فرضررية عرردم تحقررق النتيجررة‬
‫اإلجرامية؟‬
‫المبحث األول‪ :‬سياسة التجريم في جريمة التسميم‬
‫الجنائي على أنه "مخ اعتدى على حياة شرخإل ب اسرطة مر اد مرخ‬ ‫ينإل الفصل ‪ 398‬مخ القان‬
‫شأنها أ تسبل الم ت عراجم أو آجرم أيرا رانرت الطريقرة التري اسرتعملت أو أعطيرت بهرا تلرك المر اد و أيرا‬
‫رانت النتيجة‪ ،‬يعد مرتكبا لجريمة التسميم و يعاقل باإلعدام"‬
‫يستفاد مما تقدم أ جريمة التسميم تق م على ررنيخ (أو عنصريخ) و هما‬
‫الررخ المادر للجريمة و قد عبر عنه المشر في الفصل ‪ 398‬ب "مخ اعتدى علرى حيراة شرخإل‬
‫ب اسطة م اد"‪ ،‬و ه ما سنتناوله بالدرس و التحليل في المطلل األوا‪.‬‬
‫إتيرا الرررخ المرادر ‪ -‬أر االعترداء علرى حيراة شرخإل‬ ‫الررخ المعنر ر للجريمرة و مفراد أ يكر‬
‫ب اسطة م اد – جاء عخ قصد و نية إجرامية‪ ،‬و ه ما سنعرض له في المطلل القاني‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الركن المادي لجريمة التسميم‬
‫يتمقل الررخ المادر ألر جريمة رانت في المظهر الخارجي لنشاط الجاني‪ ،‬و بعبارة ألرى السرل ك‬
‫الجنرائي ال يعاقرل علرى‬ ‫و معاقبرا عليره بمقتهرا ‪ ،18‬ذلرك أ القران‬ ‫مخالفا للقران‬ ‫اإلجرامي الذر يك‬
‫الن ايا و األفكارمهمرا رانرت شراذة أو لطيررة إ هري ظلرت باطنيرة و لرم ينرتا عنهرا أر نشراط مرادر يسربل‬
‫اضطرابا في المجتمع‪ ،19‬و العلة في أ المشرر لرم يجررم الن ايرا و األفكرار هري واضرحة و جليرة و ذلرك‬
‫راجع إلى إفساح المجاا للشرخإل للعر دة إلرى جرادة الصر اب‪ ،‬و تشرجيعه بالعردوا عرخ أفكرار ‪ ،‬و فري هرذا‬
‫الجريمة بأية طريقة رانت ‪.20‬‬ ‫انسجام تام مع أهداف السياسة الجنائية التي تروم مكافحة وق‬
‫و يمكخ ال ق ا أ جريمة التسميم تختلف عخ جريمة القتل العمد‪ ،‬و مرد هذا االلتمف و التبرايخ هر‬
‫العناصر التك ينية للررخ المادر لهذ الجريمة و التي يمكخ إجمالها في طبيعة الفعل الذر يتمقرل فري تهديرد‬
‫الحياة عبر استعماا أو إعطاء ﴿الفقرة األولى﴾‪ ،‬ثم طبيعة المادة المستعملة ﴿الفقرة القانية﴾‪.21‬‬
‫و قبل التفصيل في الفقرتيخ ارتأينا تقديم بعض اإلحصائيات المتعلقة بعدد القهايا المسجلة بالمحارم‬
‫فيما يخإل قهايا القتل العمد و التسميم لما الفترة الممتدة بيخ سرنة ‪ 2007‬إلرى غايرة سرنة ‪،222016‬‬

‫‪ ،‬جامعة الشر‬ ‫‪ ،‬رلية الحق‬ ‫‪18‬المساهمة الجنائية في جريمة القتل بالسم‪-‬دراسة مقارنة‪-‬أحمد محم د ع اد الرقاد‪ ،‬رسالة ماجستير في الحق‬
‫األوسط‪2014 ،‬‬
‫‪ 19‬عل ر جعفر‪ ،‬المعيخ في شرح القان الجنائي العام المغربي فقها و قهاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2010‬مطبعة دار القلم‪ -‬الرباط‪ ،‬الصفحة ‪137‬‬
‫‪20‬عبد ال احد العلمي‪ ،‬شرح القان الجنائي المغربي ‪ -‬القسم الخات‪ ،‬مطبعة النجاح‪ ،‬الطبعة القانية‪ ،2016-2015 ،‬ت ‪231‬‬
‫‪21‬النظام الخات لجريمة التسميم في القان المغربي قراءة جديدة للمادة ‪ 398‬مخ ‪ :‬على ض ء انتشار ظاهرة نقل فيروس السيدا إلى الغير‬
‫إراديا‪ ،‬مقاا الدرت ر عبد الحفيظ بلقاضي منش ر بم قع‬
‫‪https://ar.scribd.com‬‬
‫‪22‬إحصائيات صادرة عخ رئاسة النيابة العامة مأل ذة مخ م قع‬
‫‪http://www.presidenceministerepublic.ma‬‬
‫و التي يظهر مخ لما استقراء معطياتها و أرقامها أ عدد القهايا المسجلة بالنسبة لجررائم التسرميم قليلرة‬
.‫جدا بالمقارنة مع قهايا القتل العمد‬

‫عدد القهايا المسجلة‬


201 201 201 201 201 200 200 200 ‫الجرائم‬ ‫أن‬
2016 2015
4 3 2 1 0 9 8 7

461 435 431 472 704 441 451 432 426 517 ‫القتل العمد‬
36 14 12 21 55 10 15 15 14 24 ‫التسميم‬

800

600

400
‫القتل العمد‬
200 ‫التسميم‬

0
2007 2008
2009 2010
2011 2012
2013 2014
2015 2016

‫ نجرد‬،‫ و التي تعتبر مصدر إلهام للمشرر المغربري‬23301 ‫في مادتها‬ ‫إلى مدونة نابلي‬ ‫بالرج‬
‫الجنائي المغربي لم تكخ م فقة رقيرا في التعبير عخ المرراد‬ ‫ مخ القان‬398 ‫أ الصياغة العربية للفصل‬
‫ و مخ لما قرراءة متأنيرة للرنإل الفرنسري يمحرظ أ جريمرة التسرميم قرد تحصرل‬،‫الحقيقي للنإل األصلي‬
‫ " و لرريس باالعتررداء عليهررا فعررم‬Attentat à la vie" ‫بمجرررد تهديررد الحيرراة أو التررامر عليهررا‬
.24‫"رما ه الشأ بالنسبة لجريمة القتل العمد‬Atteinte à la vie"

23"Est qualifié empoisonnement tout attentat à la vie d'une personne, par les faits de substance qui peuvent donner la mort au moins promptement de
quelques manières que ces substances aient été employées ou administrées, et quelqu’un aient été les suites"
24 On doit bien être distingué de l’atteinte à la vie. En effet, d’un point de vue de la définition des termes, attenter signifie faire une tentative de nature
criminelle tandis que atteinte, provient du verbe atteindre qui signifie parvenir à un état(la mort). Par le biais de ces différentes définitions, on peut dire que
l’attentat à la vie ne suppose pas forcément la mort de la personne.
‫يتحقق فعل التهديد عبر إعطاء أو استعماا أر مادة تسبل الم ت عاجم أم آجم‪ ،‬أر بصرف النظرر‬
‫عخ النتيجة المترتبة عخ هذا الفعل‪ ،25‬و مفاد هذا أ تقديم المادة أمر ضرورر لقيام الجريمرة – أوال – و‬
‫لكنه ال يستل‪،‬م حدوث نتيجة إجرامية – ثانيا –‬
‫أوال استعماا أو إعطاء مادة تسبل الم ت عاجم أم آجم‬
‫تنصرف داللة استعماا أو إعطاء مادة إلى رل نشاط يمكرخ بره الجراني المرادة مرخ أ تباشرر تأثيرهرا‬
‫القاتل على وظائف الحياة في جسرم الهرحية‪ ،‬و ال أهميرة هنرا لكيفيرة و طريقرة حردوث ذلرك‪ ،26‬فقرد يقردمها‬
‫الجاني إلى الهحية فري الطعرام أو الشرراب أو برالحقخ أو االستنشرا أو بتقرديمها فري شركل دواء أو بمجررد‬
‫المممسة أو مخ لما وضع هذ المادة على جرح للهحية فتنفذ إلى دمه أو بطريقة غير مباشرة‪ ،‬رمخ قام‬
‫بسكل مادة سامة في بةر ماء‪ ،‬را المجني عليه يألذ منه ماء للشرب‪.27‬‬
‫تق رهنا بعض الصع بات فيما إذا سلم الجاني المادة السامة إلى الغير الذر يعهرد إليره بإعطائهرا إلرى‬
‫الهحية‪ ،‬رتسليم الدواء المسم م إلرى الممرضرة المكلفرة بالعنايرة برالمريض مرقم‪ ،‬فري هرذ الحالرة فرالراجح‬
‫حسل الفقه و القهاء وج ب التفرقة بيخ ما إذا را الغير حسخ النية أم ال‪ ،‬فإذا را هذا الغير حسخ النيرة‬
‫أو جاهم الطبيعة المميتة للمادة را بذلك مجرد أداة في يد مخ أعطا إياها‪ ،‬مما يجعل هرذا األليرر يتحمرل‬
‫بمفرد نتيجة نشاطه اإلجرامي بصفته فاعم معن يا‪ ،‬و يعتبر التسليم مخ قبله بدءا في تنفيذ جريمة التسميم‪،‬‬
‫أما إذا را ال سيط عالما بطبيعة المادة المميتة فيمكخ تكييف الغير و الفاعل رشرراء في الجريمة‪.‬‬
‫ثانيا انتفاء شرط حص ا النتيجة اإلجرامية‬
‫لم يشترط المشر المغربي في جريمة التسميم حص ا نتيجة إجرامية‪ ،‬و ه ما يمير‪ ،‬هرذ الجريمرة‬
‫عخ جريمة الق تل العم د‪،28‬مما يجعلها تنردر‪ :‬فري إطرار جررائم الخطرر أو الجررائم الشركلية‪ ،29‬و مرخ هنرا‬
‫يتهح أ علة التجريم و العقاب في هذ الجريمة ه في حد ذاته فعل التسميم و ليس النتائا المترتبة عليه‪،‬‬
‫فجريمة القتل مقم ال تق م لها قائمة إال ب فاة الهحية‪ ،‬أما جريمة التسرميم فتعتبرر تامرة بمجررد اسرتعماا أو‬
‫إعطاء مادة وأيا رانت النتيجة‪ ،‬بل إ التسميم يعد قائما و ل لم ينرتا عنره مررض أو ضررر رمرا لر أسرعف‬

‫‪Il s’agit d’une infraction formelle c’est-à-dire que celle-ci tient seulement à l’accomplissement d’un acte, abstraction faite du résultat.,‬‬
‫‪Article sur L'empoisonnement publié sur le site www.etudier.com‬‬
‫‪,‬‬

‫‪25‬جريمة التسميم تندر‪ :‬في إطار الجرائم الشكلية أو جرائم الخطر و التي ال تتطلل حدوث نتيجة إجرامية و مقاا ذلك أيها‬
‫دو استيفاء‬ ‫المنظم لجريمة استعماا أو ادعاء لقل متعلق بمهنة نظمها القان‬ ‫‪ :‬المتعلق بجريمة حمل السمح في ظروف مخ شأنها تهديد سممة األشخات و األم اا و الفصل ‪ 381‬مخ نفس القان‬ ‫الفصل ‪ 303‬مكرر مخ‬
‫الشروط المزمة لحمل اللقل‪.‬‬

‫‪26‬عدم تحديد ال س يلة يجعل مخ النإل مطاطا و واسعا مخ جهة حيث يك للقاضي رل السلطة في تكييف أر وسيلة و جعلها تندر‪ :‬في هذا اإلطار‬
‫و في هذا لر لمبدأ ال جريمة و ال عق بة إال بنإل‪ ،‬و مخ جهة آلرى يجعل مخ النإل مرنا و يستجيل لتط رات العصر‬
‫‪27‬تشير حيقيات هذا القرار إلى عدم اشتراط الم شر و القهاء أ يك تقديم المادة السامة مباشرا للمجني عليه‪ ،‬بل يمكخ قيام المسؤولية الجنائية‬
‫حتى و ل را التقديم غير مباشر‪ ،‬و هذا ما أظهرته حيقيات هذ القهية التي قام فيها الجاني ب ضع مادة سامة في ميا البةر الذر را المجني عليه‬
‫يتناوا ميا الشرب منه‪ ،‬قرار صادر عخ محكمة النقض الفرنسية بتاريخ ‪ ،1958/02/05‬مأل ذ مخ مجلة جامعة النجاح لألبحاث‪ ،‬المجلد ‪،8‬‬
‫‪ ،2014‬ت ‪1355‬‬
‫‪ 28‬القتل العمد مخ الجرائم التي تتطلل أ يتخلف عخ نشاط الجاني فيها نتيجة إجرامية‪ ،‬و هذ األليرة هي إزها الروح المجني عليه‪ ،‬عبد ال احد‬
‫العلمي‪ ،‬مرجع سابق ت ‪230‬‬
‫‪29‬عبد ال احد العلمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ت ‪288‬‬
‫الهحية بالتريا أو المادة المهادة للسرم فري ال قرت المناسرل‪ ،‬ولهرذا أفررد المشرر المغربري نصرا لاصرا‬
‫لجريمررة التسررميم و جعلهررا جريمررة مسررتقلة عررخ جريمررة القتررل العررادر أو جريمررة القتررل المصررح بة بظررروف‬
‫مشددة‪ ،30‬لمفا لما ه عليره األمرر فري بعرض التشرريعات المقارنرة التري عاملتهرا رجريمرة قترل عمرد‪31‬أو‬
‫ظرف مشدد‪.32‬‬
‫الـفـقرة الــثانية‪ :‬المادة المستــعـملة في جريمة التسمـيــم‬
‫أمام غياب تعريف علمي و دقيق لمصطلح السم‪ ،‬لم يجد المشر مناصا مخ استبعاد هذا االصرطمح‬
‫مكتفيا باإلشارة في نإل الفصل ‪ 398‬إلى "م اد مخ شأنها أ تسبل الم ت عاجم أم آجم"‪ ،‬و عليره فرإ‬
‫تحليل الررخ المادر في جريمة التسميم يفرض علينا البحث في تعريف هذ الم اد "أوال" ثم طرح فرضية‬
‫فيها المادة المستعملة غير ذات فعالية‪ ،‬مما يقير إشكالية الجريمة المستحيلة و غيرهرا مرخ‬ ‫الحالة التي تك‬
‫ص ر المحاولة "ثانيا"‪.‬‬
‫أوال طبيعة المادة المستعملة‬
‫المشر المغربي لم يحردد صرراحة طبيعرة المر اد المسرتعملة فري هرذ الجريمرة‪ ،‬وذلرك لجعرل الرنإل‬
‫مرنا و قرابم للتطبيرق سر اء باسرتعماا مر اد معروفرة و م جر دة فعرم أو أر مر اد آلررى‪ ،‬رمرا لرم يشرترط‬
‫سامة‪ ،‬و لكخ يمكرخ اسرتنباط ذلرك ضرمنيا مرخ لرما االسرم االصرطمحي للجريمرة و هر‬ ‫صراحة أ تك‬
‫التسميم‪ ،‬و بغض النظر عخ شكلها س اء أرانت صلبة أو سائلة أو غازية‪ ،‬أو مهما را مصردرها نباتيرة أو‬
‫مرخ شرأنها إزهرا روح الهرحية ‪ ،33‬رمرا أ المردة‬ ‫عه ية أو معدنية‪ ،‬إذ رل ما ه مطل ب ه أ تكر‬
‫الجنائي‪ ،‬بحيث‬ ‫ال‪،‬منية التي تحدث فيها هذ الم اد مفع لها ال عبرة له في مفه م الفصل ‪ 398‬مخ القان‬
‫األثر ف ريا أو بطيةا‪ ،34‬رما أنه ال أهمية لمقدار المادة السامة التري اسرتخدمها الجراني فري‬ ‫يست ر أ يك‬
‫جريمته‪ ،‬أل الجرعة القاتلة تختلف بالتمف المادة السامة و درجة ترري‪،‬ها‪.‬‬
‫و يمكررخ القر ا أ وصررف المررادة بالسررامة يرجررع للمحكمررة الترري لهررا أ تسترشررد بررالخبرة المزمررة إذا‬
‫دعتها الهرورة لذلك‪ ،35‬رما لها أ ترجع إلى بيرا للمر اد السرامة الصرادرة فري اللر ائح الملحقرة برالظهير‬

‫‪30‬أيها التشريع الج‪،‬ائرر في المادة ‪ 260‬مخ قان العق بات و المادة ‪ 5-221‬مخ قان العق بات الفرنسي‬
‫‪31‬رالتشريع األلماني في المادة ‪ 366‬مخ قان العق بات‪ ،‬و المادة ‪ 1-223‬مخ قان العق بات اله لندر‪ ،‬و المادة ‪326‬مخ قان العق بات األردني‬
‫‪32‬رالمشر المصرر في المادة ‪ 233‬مخ قان العق بات‪ ،‬و المادة ‪ 333‬مخ قان العق بات البحريني الجديد‪ ،‬و المادة ‪ 300‬مخ قان العق بات‬
‫القطرر‪ ،‬و المادة ‪ 371‬مخ قان العق بات الليبي‬
‫‪33‬عبد ال احد العلمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ت ‪289‬‬
‫‪34‬عبد ال احد العلمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ت ‪289‬‬
‫‪35‬‬
‫‪« L’expertise médicale………. En effet, il intervient à toutes les phases du procès pénal, depuis les‬‬
‫‪constatations premières du médecin en passent par l’autopsie, les analyses, les constatations relatives à‬‬
‫‪l’identification de traces, »La médecine légale au Maroc – Etat actuel et perspectives d’avenir, Professeur‬‬
‫‪LOUAHLIA SAID, La politique pénale au Maroc – réalité et perspectives, Tome 2, 1ére Edition, publication de‬‬
‫‪l’association de diffusion de l’information juridique et judiciaire, 2005, p 49‬‬
‫للنظام المتعلق باستيراد المر اد السرامة و االتجرار فيهرا و‬ ‫الشريف المؤرخ في ‪ 02‬دجنبر ‪ 1922‬المك‬
‫حيازتها و استعمالها‪.36‬‬
‫و تجدر اإلشارة أ محكمرة الرنقض‪ -‬المجلرس األعلرى سرابقا‪ -‬قرد أصردر بتراريخ ‪2007/02/28‬‬
‫هرذ القررائخ‬ ‫قرارا أرد فيه أ اإلدانة مخ أجل جناية التسميم باالستناد إلى القررائخ وحردها ت جرل أ تكر‬
‫رافيررة‪ ،‬بحررث تررؤدر ال قررائع بالهرررورة إلررى النتيجررة المستخلصررة منهررا‪ ،37‬و فرري هررذا ذهبررت أيهررا غرفررة‬
‫الجنايررات االبتدائيررة بمحكمررة االسررتةناف بفرراس فرري قرررار لهررا صررادر بترراريخ ‪ 2016/06/06‬قهررت فيرره‬
‫جريمرة التسرميم فري نازلرة الحراا غيرر قائمرة األرررا و ال‬ ‫ببراءة المرتهم مرخ المنسر ب إليره‪ ،‬و ذلرك لكر‬
‫تنطبق وقائع القهية مع المقتهيات القان نية التي ت بع مخ أجلها المتهم في هذا الشأ ‪.38‬‬
‫الم اد المستعملة أو المعطاة تؤدر إلى المر ت عراجم أو‬ ‫و جدير بالذرر أنه يرتبط اشتراط أ تك‬
‫ضارة بالصحة فقط‪ ،‬ال بالحياة ذاتها‪ ،‬إذ ل رانت رذلك لطبقرت الفصر ا ‪ 413‬و ‪414‬‬ ‫آجم‪ ،‬أ ال تك‬
‫الجنائي‪ ،‬إذا سببت للهحية مرضا أو عج‪،‬ا أو عاهة أو نتا عنره المر ت‪ ،‬أمرا إذا رانرت المر اد‬ ‫مخ القان‬
‫الهارة بالصحة معدة على النطرا التجرارر للتغذيرة البشررية ‪ ،39‬طبقرت حينهرا المرادة األولرى مرخ ‪ 40‬مرخ‬
‫ظهير ‪ 29‬أرت بر ‪41 1959‬المتعلق ب‪،‬جر الجرائم الهرارة بصرحة األمرة ‪ ،42‬و فري هرذا ذهبرت محكمرة‬
‫النقض – المجلس األعلى سابقا – في حكرم لهرا إلرى اعتبرار أ الجررائم المعاقرل عليهرا بالفصرل ‪ 413‬فري‬
‫نطا تجارر‪ ،‬وجل تطبيق الظهيرر ‪ 1.59.380‬المرؤرخ فري ‪ 29‬أرتر بر ‪ 1959‬بشرأ العقراب علرى‬
‫الجنايات ضد صرحة األمرة‪ ،‬فيجرل مراعراة حتمرا العناصرر التري يرنإل عليهرا الفصرل ‪ 413‬و مرخ جملتهرا‬
‫حدوث الهرر نتيجة تعاطي مادة مهرة بالصحة العم مية‪.43‬‬
‫ثانيا‪ :‬المحاولة في جريمة التسميم‬

‫‪ 36‬وقع تتميم هذا الظهير بقرار مشترك بيخ وزير الفمحة و اإلصمح ال‪،‬راعي ووزير الصناعة و المعاد و التجارة تحت رقم ‪ 66.701‬بتاريخ‬
‫‪1966/11/30‬‬
‫‪37‬قرارعدد ‪ 610/5‬في الملف عدد ‪ 2103/6/5/2006‬المنشور بمجلة الملف العدد ‪12‬‬
‫‪38‬قرار عدد ‪ 2016/382‬في الملف عدد ‪ 2016/2640/66‬صادر بتاريخ ‪ 2016/06/06‬عخ غرفة الجنايات االبتدائية بمحكمة االستةناف بفاس‪،‬‬
‫قرار غير منش ر‪ ،‬ملحق ‪1‬‬
‫‪ 39‬أحمد الخمليشي‪ ،‬شرح القان الجنائي الخات المغربي‪ ،‬الج‪،‬ء القاني‪ ،‬مجم عة دار الحا‪ :‬لإلعمم و الققافة – مكتبة المحيط‪ ،‬الطبعة القانية‬
‫‪ ،1986‬ت ‪99‬‬
‫‪40‬نإل هذا الفصل عل ى ما يلي "يعاقل باإلعدام األشخات الذر قام ا عخ تبصر قصد االتجار بصنع منت جات أو م اد معدة للتغذية البشرية و‬
‫لطيرة على الصحة العم مية أو باشروا مسكها أو عرضها للبيع أو بيعها"‬
‫‪41‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2453‬بتاريخ ‪ 1959/10/30‬الصفحة ‪3203‬‬
‫‪42‬طبق هذا الظهير بأثر رجعي على الجناة في حادثة ال‪،‬ي ت المسم مة و التي ترجع تفاصيلها إلى نهاية سنة ‪ 1959‬حيث قام تجار بالمدينة‬
‫االسماعيلية بخلط زيت معدني لات بتشحيم و تنظيف محررات الطائرات ب‪،‬يت المائدة و بيعها للمغاربة قصد تحقيق هام ربح أربر‪ ،‬نتا عنه‬
‫‪20‬ألف حالة تسمم مخ بينهم أطفاا‪ ،‬ما يناهر ‪ 18000‬شخإل منهم لحق ا حتفهم‪ .‬مأل ذ مخ م قع‬
‫‪https://www.maghress.com/almassae/136918‬‬
‫‪43‬قرار صادر عخ المجلس األعلى بتاريخ ‪ 1986/10/30‬تحت عدد ‪ 8595‬في الملف عدد ‪ 85/15554‬منش ر بمجلة قهاء المجلس األعلى‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،41‬الصفحة ‪ 212‬وما يليها‪.‬‬
‫" ررل محاولرة ارتكراب جنايرة بردت بالشررو فري‬ ‫الجنرائي علرى أ‬ ‫ينإل الفصل ‪ 114‬مخ القان‬
‫تنفيررذها أو بأعمرراا ال لرربس فيهررا‪ ،‬تهرردف مباشرررة إلررى ارتكابهررا‪ ،‬إذا لررم ي قررف تنفيررذها أو لررم يحصررل األثررر‬
‫المت لى منها إال لظروف لارجة عخ إرادة مرتكبها‪ ،‬تعتبر رالجناية التامة و يعاقل عليها بهذ الصفة"‪.‬‬
‫بحسل الفصل المرذر ر آنفرا فرإ المحاولرة تتحقرق بالبردء فري التنفيرذ أو بأعمراا ال لربس فيهرا تهردف‬
‫مباشرة إلى ارتكاب الجريمة‪ ،‬فكلما ت فر هذا ال صف في تصرف الجاني اعتبر مرتكبرا لمحاولرة التسرميم‪،‬‬
‫و هكذا فإ قيام الجاني بم‪ :،‬السم في الطعام أو الشراب الذر يراد تقديمه للهحية يعتبر و حسل الراجح‬
‫أمام محاولة جناية التسميم‪ ،‬بخمف إذا قام الجراني باقتنراء السرم أو إعرداد أو‬ ‫أنه بدء في التنفيذ و منه نك‬
‫الت‪،‬انرره انتظررارا لفرصررة تقديمرره أو اسررتعماله و الترري ال يمكررخ اعتبارهررا إال أعمرراال تحهرريرية ال تسررت جل‬
‫العقاب على أساس جريمة التسميم‪.‬‬
‫و رما سبق اإلشارة إلى ذلك فإ جريمة التسميم مخ الجرائم الشكلية و التي ال تتطلرل حردوث نتيجرة‬
‫إجرامية‪ ،‬فالمحاولة في ص رة الجريمة الم ق فة يمكخ أ تتحقق إذا أوقف الجراني عرخ إتمرام فعلتره بسربل‬
‫أجنبي عنه ال يد له فيه‪ ،‬أر لسبل لار‪ :‬عخ إرادته‪ ،‬رالحالة التي يق م فيها الجاني بإعرداد السرم و تجهير‪،‬‬
‫األمر قد رشف له‪ ،‬فيعد الجراني فري هرذ الحالرة‬ ‫ثم وضعه تحت تصرف المجني عليه الذر لم يتناوله لك‬
‫مرتكبا لمحاولة التسميم‪.‬‬
‫أما المحاولة في ص رة الجريمة الخائبة فيمكخ أ تتحقق في الحالة التي يخطأ فيها الجراني فري نر‬
‫المادة التي قدمها للهحية بأ قدم له مادة غير سامة معتقدا أنها سامة‪ ،‬فإ فعله هذا يعد محاولرة الرتكراب‬
‫جناية التسميم‪ ،‬أو رالحالة التي يقدم فيها الجاني المادة السامة للمجني عليه لكخ بمقدار و بكمية غير رافيرة‪،‬‬
‫و في هذا ذهبت محكمة النقض المصررية فري حكرم لهرا إلرى أنره "إذا ررا مقردار المرادة السرامة غيرر رراف‬
‫اعتبر العمل شروعا في هرذ الجريمرة"‪ ،44‬ذلرك أ الفصرل ‪ 117‬يقررر العقراب علرى المحاولرة حترى فري‬
‫فيها الغرض مخ الجريمة غير ممكخ بسبل ظروف واقعية يجهلها الفاعل‪.45‬‬ ‫األح اا التي يك‬
‫و جد ير بالذرر أ العدوا االلتيارر عخ تنفيذ الفعل تنتفي به المحاولة و مقراا ذلرك إذا قرام الجراني‬
‫بإتمف الطعام أو الشراب أو الدواء المسم م قبل وص له إلى المقص د بالتسميم‪ ،‬أما إذا تراجع الجاني عخ‬
‫الفعل بعد إعطاء المادة السامة للهحية فلخ يشكل إال ت بة إيجابية و لكنها متألرة مما يجعلها دو أثر في‬
‫قيام الجريمة ‪.46‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الركن المعنوي لجريمة التسميم‬
‫رغم أ المشر لم ينإل صراحة على القصد الجنائي في جريمة التسميم‪ ،‬إال أ ذلك يستفاد ضمنيا‬
‫‪ :‬و التي تنإل على أ ﴿الجنايات والجنح ال يعاقل عليهرا إال إذا‬ ‫مخ لما مقتهيات الفصل ‪ 133‬مخ‬

‫‪44‬محكمة النقإل المصرية‪ ،‬حكم بتاريخ ‪ ،1913/12/13‬عباس فهلي‪ ،‬عماد المراجع‪ ،‬ت ‪ ،31‬البند ‪8‬‬
‫‪45‬الفصل ‪ 449‬مخ القان الجنائي عاقل على محاولة إجهاض إمرأة يظخ أنها حبلى و التي يمكخ أ تك رذلك‬
‫‪46‬و تطبيقا لذلك را مرتكبا للجريمة مخ أعطى لشخإل سما ثم ندم على ذلك فتدارره بتريا أبذا مفع ا السم أو أجرى له غسيل معدة‪.‬‬
‫ارتكبت عمدا﴾‪ ،47‬و علة تشديد المشر في العقاب على جريمة التسميم ال عمقة لره بالقصرد و إنمرا ترجرع‬
‫إلى ال سيلة الدنيةة السهلة التي ال يتراح للهرحية أ يفطرخ إليهرا و ال يرتمكخ معهرا مرخ مقاومرة االعترداء‪ ،‬و‬
‫لذلك قيل‬
‫» ‪« Le poison est le couteau des lâches‬‬
‫و على هذا األساس يسأا الجاني عخ جريمة التسميم و ل رانت نيته غير محرددة‪ ،‬أر لرم يقصرد قترل‬
‫شخإل معيخ‪ ،‬و عليه يمكخ تفريع القصد الجنائي في جريمة التسميم إلى قصد عام و لات في فقرة أولرى‬
‫ثم قصد محدد و غير محدد في فقرة ثانية‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬القصد العام و الخاص‪:‬‬
‫‪-1‬القصد العام‬
‫يكمخ القصد الجنائي العام لدى الفاعل في علمه و إرادته المسبقيخ با المادة تسبل الم ت عاجم او‬
‫آجم‪ ،‬أما إذا قدم الفاعل مادة و ه يجهل طبيعتها أو قردمها لطرأ أو نتيجرة غلرط أو تردليس مرخ الغيرر الرذر‬
‫استعمله ر اسرطة فري تسرميم الهرحية‪ ،48‬فرإ القصرد الجنرائي فري هرذ الحالرة ينتفري و بالترالي يعاقرل عرخ‬
‫الجنرائي إ هري حردثت ال فراة‪،‬‬ ‫جريمة غير عمدية في ص رة القتل الخطأ حسل الفصل ‪ 432‬مخ القان‬
‫الجنرائي‪. 49‬و إذا ررا الفاعرل عالمرا بطبيعرة‬ ‫أو في ص رة اإليذاء الخطرأ حسرل الفصرل ‪433‬مرخ القران‬
‫المادة السامة التي يقدمها للهحية لكخ دو قصد القهراء علرى حياتره‪ ،‬رالطبيرل أو الممررض الرذر يعطري‬
‫لمريهرره رميررة مررخ الرردواء تحتر ر علررى مررادة سررامة قصررد عمجرره‪ ،‬لكنرره ألطررأ فرري مقرردار و رميررة الرردواء‬
‫فيتسبل في م ت الهحية‪ ،‬يصبح الطبيل أو الممرض مسؤوال عخ جريمة القتل الخطأ نتيجة عدم تبصرر‬
‫الجنائي‪.50‬‬ ‫أو إهماله أو عدم احتياط مخ جهته أو غيرها مخ ص ر الخطأ وفقا للمادة ‪ 432‬مخ القان‬
‫القصد الخات‬
‫لات مرخ القترل العمرد أو رظررف مشردد‬ ‫فيما يتعلق بالتشريعات التي تجعل مخ جريمة التسميم ن‬
‫في جريمة القتل‪ ،‬اشترط المشر لت افرها أ تتجه إرادة فاعلها عخ علم بالطبيعة المميتة للمادة المسرتعلمة‬
‫و دراية بالحق المعتدى عليه و إرادة و قب ا للنتيجة اإلجرامية المتمقلة في إزها روح المجني عليه‪.‬‬
‫أمررا بالنسرربة للتشررريعات الترري اعتبرررت التسررميم رجريمررة مسررتقلة فقررد التلررف الفقرره فيمررا إذا رررا مررخ‬
‫الهرورر أ تت جه فعم إرادة الفاعل نح ت قع و قب ا النتيجة المتمقلة في إزها روح المجنري عليره أم‬
‫ال‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪Lhosni Sofia, Référence précédente, publié sur le site http://juridika.net/‬‬

‫"‪ 48‬يعتبر فاعم أصليا مخ يهع السم في طعام ويعطيه لشخإل لتسليمه للمجني عليه‪ ،‬س اء را ال اسطة يعلم ب ج د السم أو ال يعلم"‬
‫حكم لمحكمة النقض المصرية بتاريخ ‪ ،1912/10/21‬مأل ذ مخ رتاب عماد المراجع‪ ،‬عباس فهلي‪ ،‬ت ‪ 431‬بند ‪10‬‬
‫‪49‬عبد ال احد العلمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ت ‪292‬‬
‫‪50‬أحمد الخمليشي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ت ‪101‬‬
‫حيث ذهل جانل مخ الفقه إلى الق ا بأ جريمة التسميم يكفي لقيامها مجرد علم و إرادة تقديم مرادة‬
‫سامة مع العلم بطبيعتها المميتة‪.‬‬
‫في حيخ رأى الجانل اآللر أ جريمة التسرميم تتطلرل باإلضرافة إلرى العلرم و اإلرادة بطبيعرة المرادة‬
‫المميتة‪ ،‬أ تتجه نية الفاعل إلى إزها روح المجني عليه و بالتالي ضرورة ت افر عنصر القصد الخرات‬
‫و ه نفس الم قف الرذر تبنرا القهراء الفرنسري فري قهرية الردم الملر ث بفيرروس السريدا الشرهيرة‪ 51‬حيرث‬
‫عللت المحكمة قرارها بأ جريمة التسميم مخ الجرائم العمدية التي ترتكل عرخ علرم و إرادة واعيرة بهردف‬
‫تحقيق نتيجة معينة يسعى إليها الجاني و هي م ت المجني عليه‪ ،‬فاإلرادة و النتيجة عنصرا مرخ عناصرر‬
‫الجريمة و شرطا مخ شروطها الهرورية‪ ،‬رما ع‪،‬ت المحكمرة قناعتهرا بأنره لر ررا المشرر ال يتطلرل‬
‫نية القتل في جريمة التسميم لنإل علرى ذلرك صرراحة‪ ،‬رمرا هر الشرأ فري جريمرة الهررب المفهري إلرى‬
‫العق بات الفرنسي‪ ،‬حيث نإل المشر صرراحة علرى‬ ‫الم ت المنص ت عليها في المادة ‪ 311‬مخ قان‬
‫فعل الهرب أو الجرح الذر أفهى إلى الم ت دو أ تتجه نيرة الجراني إلرى إحداثره‪ ،‬و بهرذا اسرتقر‬ ‫وق‬
‫حكم المحكمة إلى ضرورة ت افر نية القتل لدى الجاني في جريمة التسميم‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬القصد المحدد و غير محدد‬
‫القصد المحدد‬
‫القصد محددا عندما يريد الفاعل الجريمة و يريد النتيجة التي ت قعها مسبقا ‪ ،52‬و المتمقلة فري‬ ‫يك‬
‫إزها روح الهحية عبر إعطاء مادة سامة مخ شأنها إحداث الم ت عاجم أو آجم‪ ،‬و على هذا االسراس‬
‫إرادته محددة و متجهرة نحر القهراء علرى حيراة المجنرى‬ ‫عالما بطبيعة المادة السامة و تك‬ ‫فالجاني يك‬
‫عليه‪.‬‬
‫القصد غير المحدد‬
‫إذا ت افرت نية إزهرا الرروح عبرر اسرتعماا أو إعطراء مرادة سرامة‪ ،‬فرإ الجراني يسرأا عرخ جريمرة‬
‫التسميم و ل رانت نيته غير محددة‪ ،‬أر و ل لم يقصد قتل شرخإل معريخ‪ ،‬فمرخ يهرع سرما فري بةرر يسرتقي‬
‫منه عامة الناس يعد شارعا في جريمة التسميم‪ ،‬فإذا ترتل على فعلره مر ت شرخإل أو أرقرر اعتبرر مرتكبرا‬
‫لجريمة التسميم‪ ،‬و ال عبرة رذلك بالخطأ في شخإل المجنري عليره‪ ،‬فيعرد قراتم بالسرم مرخ وضرع الطعرام أو‬
‫الشراب المسم م‪ ،‬تحت تصرف شخإل معيخ‪ ،‬فتناوله آلر و مات‪.‬‬
‫فالقصد غير المحدد ه أ يأتي الجاني فعم قرد تترترل عنره عردة نترائا يت قعهرا و ال يعرفهرا‪ ،‬و مرع‬
‫ذلك يقبلها سلفا‪.‬‬

‫‪ 51‬هي القهية المعروفة في األدبيات القهائية الفرنسية بقهية "الدم المل ث بفيروس السيدا" و التي وجهت أصابع االتهام فيها إلى بعض رجاا‬
‫السياسة و ربار الم ظفيخ بسبل ت رطهم في السماح بدل ا دم مل ث يحمل فيروس اإليدز إلى البمد مما أدى إلى وفاة عدد مخ المرضى بعد نقل‬
‫الدم إليهم‪.‬‬
‫‪52‬الطاهر ررررر‪ ،‬محاضرات في القان الجنائي العام‪ ،‬مطبعة و وراقة بما‪ ،‬الطبعة القانية‪ ،2015 ،‬ت ‪115‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬السياسة العقابية في جريمة التسميم‬
‫المطلب األول ‪:‬العقوبة األصلية و اإلضافية لجريمة التسميم‬
‫تعتبر ر جريمررة التسررميم مررخ قبيررل الجرررائم الشرركلية‪ ،‬أر أنهررا تعتبررر تامررة بصرررف النظررر عررخ النتيجررة‬
‫المترتبة عليها‪ ،‬و بالتالي تعتبر هذ الجريمة تامة بمجرد استمم المجني عليه المرادة السرامة‪ ،‬سر اء تحققرت‬
‫ال فاة أم ال‪ ،‬و رغم احتماليرة حردوث النتيجرة اإلجراميرة مرخ عدمره‪ ،‬عاقرل المشرر الجنرائي المغربري هرذ‬
‫الجريمة باإلعدام رعق بة أصلية ‪ -‬الفقرة األولى‪ ،‬رما جعل لها عق بات إضافية‪ -‬الفقرة القانية‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬العقوبة األصلية لجريمة التسميم في القاانو الجناا ي المبرباي و معاروق القاانو‬
‫الجنا ي‬
‫عاقل المشر الجنائي المغربي الجاني في جريمة التسميم باإلعدام‪ ،53‬و التي تعتبرر عق برة قاسرية‬
‫لص صا إذا لم تتحقق النتيجة المت لاة منها و هي وفاة المجني عليره‪ ،54‬و قرد راعرى المشرر فري تشرديد‬
‫العق بة‪ ،‬سه لة تنفيذها و إلفاء آثارها‪ ،‬فهم عخ أ التيار الجاني هذ ال سيلة يدا علرى الغردر و الجربخ‬
‫و ال ضاعة ممخ يقق فيهم المجني عليه عادة‪ ،‬و التسميم ينط ر عرادة علرى سربق اإلصررار‪ ،55‬إذ يقتهري‬
‫إعداد السم وقتا يسمح فيه للجاني مخ الترور و التبصر‪.‬‬
‫الجنرائي نجرد أ المشرر احرتفظ برنفس العق برة المقرررة للتسرميم و‬ ‫إلى مشرو القران‬ ‫و بالرج‬
‫التي نإل عليها مخ لما الفصل ‪ 393‬مخ المشرو و التي جاء فيها‬
‫"يعاقل باإلعدام إذا ارتكل القتل العمد‬
‫مع سبق اإلصرار و الترصد‪.‬‬
‫في حق أحد األص ا أو في حق قاصر دو القامنة عشر‪.‬‬
‫عخ طريق التسميم"‪.‬‬
‫في حيخ أ المادة ‪ 396‬عرفت التسميم بأنه ه االعتداء على حياة شخإل ب اسطة م اد مخ شرأنها‬
‫أ تسبل الم ت عاجم أو آجم‪ ،‬أيا رانرت الطريقرة التري اسرتعملت أو أعطيرت بهرا تلرك المر اد و أيرا رانرت‬
‫النتيجة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬العقوبات اإلضافية لجريمة التسميم‬
‫إ الحكم باإلعدام في جريمة التسميم يتبعه حتما‬

‫‪53‬بلغ عدد المحك م عليهم باإلعدام سنة ‪ 64 2002‬حالة و هي تمقل ‪ ٪0,2‬مخ عدد األحكام باإلدانة الجنائية‪ ،‬و ي ز العدد المذر ر بيخ ‪ 8‬حاالت‬
‫إناث و ‪ 56‬حالة مخ الذر ر‪ ،‬و قد أصبح هذا العدد سنة ‪ 2003‬محدد في ‪ 78‬حالة‪ ،‬منها ‪ 8‬مخ اإلناث و ‪ 70‬مخ الذر ر‪ ،‬أر ب‪،‬يادة ‪ 14‬حالة في‬
‫جانل الذر ر‪ ،‬و ذلك راجع لألحداث اإلرهابية بتاريخ ‪ 16‬مار ‪ 2003‬التي عرفتها مدينة الدار البيهاء و ما أعقباها مخ أحكام‪ ،‬عق بة اإلعدام بيخ‬
‫الحد و اإللغاء‪ ،‬الحبيل بيهي‪ ،‬السياسة الجنائية بالمغرب واقع و آفا ‪ ،‬المجلد القاني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منش رات جمعية نشر المعل مة القان نية و‬
‫القهائية‪ ،‬العدد ‪ ،2005 ،4‬ت ‪274‬‬
‫‪54‬عبد ال احد العلمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ت ‪288‬‬
‫‪55‬في حكم لمحكمة النقض المصرية جاء فيه "ال يشترط في جريمة القتل بالسم وج د سبق إصرار أل تحهير السم بقصد القتل في ذاته داا على‬
‫اإلصرار" نقض بتاريخ ‪ ،1912/10/21‬عباس فهلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ت ‪ 431‬بند ‪7‬‬
‫بحرما المحك م عليه مخ مباشرة حق قره الماليرة طر اا مردة تنفيرذ العق برة‬ ‫الحجر القان ني و يك‬
‫طبقا للفصل ‪ 38‬مخ القران‬ ‫األصلية‪ ،‬و للمحك م عليه أ يختار وريم ين ب عنه في مباشرة تلك الحق‬
‫الجنائي‪.56‬‬
‫الجنائي‪.‬‬ ‫ال طنية حسل الفصل ‪37‬مخ القان‬ ‫التجريد مخ الحق‬
‫الحرما النهائي مخ الحق في المعاش الذر تصرفه الدولة و يطبق هذا الحرمرا بقر ة القران ‪ ،‬أر‬
‫الجنائي‪.‬‬ ‫دو حاجة أل ينطق به القاضي أو أ ينإل الحكم عليها‪ ،‬و ذلك بمقتهى المادة ‪ 41‬مخ القان‬
‫للقاضرري أ يحكررم بمصررادرة المررنح و غيرهررا مررخ الف ائررد الترري رر ف بهررا‬ ‫المصررادرة أجرراز القرران‬
‫الجنائي‪.‬‬ ‫مرتكل الجريمة أو التي رانت معدة لمكافأته طبقا للفصل ‪ 43‬مخ القان‬
‫و تجدر اإلشارة إلرى أ القاضري غيرر ملر‪،‬م بالمصرادرة رغرم تر افر شرروطها‪ ،‬فلره إعفراء المحكر م‬
‫عليه منها‪ ،‬و االرتفاء بالعق بة األصلية‪ ،‬و علة تخ يل القاضي هذ السلطة التقديرية هي تمكينه مخ حصرر‬
‫نطا المصادرة في الحاالت التي تقبت فيها ممئمتها و يرجح تحقيقها أغراض العق بة‪ ،‬و أيها استبعادها‬
‫قاسية أو مهدرة مصلحة ذات أهمية‪.‬‬ ‫حيث تك‬
‫فالمصرادرة رعق برة هري إيرمم‪ ،‬و ركرل عق برة يجرل أ يتحقرق التناسرل بينهرا و بريخ جسرامة ضرررر‬
‫الجريمة‪ ،‬و لط رة الجاني‪ ،‬فإ بدا للقاضي أ إيممها ربير بالقياس مع ضرر الجريمة القليرل‪ ،‬فرإ عليره‬
‫أ يمتنررع عررخ النطررق بهررا اسررتعماال لسررلطته علررى ال جرره المتفررق مررع المبررادئ القان نيررة العامررة‪ ،‬مقرراا ذلررك‬
‫مصادرة سفينة قامت بتهريل رمية قليلة مخ البهائع ‪.57‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ظروف التخفيف في جريمة التسميم‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬ظروف التخفيف في التعريع المبربي‬
‫نظرا لصيغة عق بة اإلعدام الخاصة و الخطيرة فإ المشر رغم إقرار لتلك العق بة قد نإل على‬
‫ظروف التخفيف منها ‪ .58‬وعكس األعذار القان نية المخففة التي تتسم باإلل‪،‬ام‪ ،59‬تعتبر األعذار القهرائية‬
‫المخففة التيارية‪ ،‬يبقى أمر األلذ بها متروك للسلطة القهائية للمحكمة‪ ،‬غير أنه متى ألذ بها يجل تعليرل‬

‫‪ " 56‬إ المحك م عليه بعق بة جنائية مخ أجل جناي ة يحرم مخ مباشرة حق قه المالية ط اا مدة تنفيذ العق بة األصلية‪ ،‬و أ له أ يختار وريم عنه‬
‫لمباشرة أعماله‪ ،‬إال أ جميع تصرفات هذا ال ريل تك لاضعة لقاضي القاصريخ‪ ،‬و مخالفة هذا األلير تؤدر حتما إلى إبطاا هذ التصرفات"‬
‫القرار عدد ‪ 84/890‬الصادر عخ استةنافية بني مما بتاريخ ‪ 84/5/30‬ملف مدني عدد ‪ ،84/219‬منش ر بمجلة رابطة القهاة‪ ،‬عدد ‪ ،17-16‬ت‬
‫‪126‬‬
‫‪ 57‬سمير صبحي‪ ،‬إيهاب عبد المطلل‪ ،‬الم س عة الجنائية في شرح القان الجنائي المغربي‪ ،‬المجلد األوا‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2011-2010 ،‬مكتبة‬
‫الرشاد – سطات‪ ،‬ت ‪127‬‬
‫‪58‬وائل رماا محمد الخهر ر‪ ،‬بدائل عق بة اإلعدام في السياسة الجنائية المعاصرة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2010‬دار السمم للطباعة و النشر و الت زيع‪،‬‬
‫ت ‪354‬‬
‫‪" 59‬إ األعذار القان نية المعفية واردة في القان على سبيل الحصر‪ ،‬و ال تنطبق إال على جرائم معينة بنإل القان ‪ ،‬إذ ليس للمحكمة أ تقرر عذرا‬
‫قان نيا بدو نإل قان ني‪ ،‬على لمف ظروف التخفيف التي يرجع النظر فيها إلى السلطة التقديرية للمحكمة" قرار عدد ‪ 7563‬صادر عخ المجلس‬
‫األعلى بتاريخ ‪ ،1985/7/11‬ملف جنائي عدد ‪ ،84-19115‬منش ر بمجلة المحارم المغربية‪ ،‬العدد ‪ ،44‬ت ‪85‬‬
‫ذلك في صدر المقرر القهائي ‪ .60‬فللمحكمة صمحية اسرتعماا هرذ الظرروف المخففرة مترى تبريخ لهرا أ‬
‫قاس بالنسبة لخط رة األفعاا المرتكبة‪ ،‬أو باعتبار درجة إجرام المتهم‪،‬‬ ‫الج‪،‬اء المقرر للجريمة في القان‬
‫الجنرائي‪ ،61‬و تمتيرع الجراني برالظروف المخففرة ينرتا عنره‬ ‫و هذا ما نإل عليره الفصرل ‪ 146‬مرخ القران‬
‫تخفيف العق برة و ذلرك باسرتبداا عق برة اإلعردام بالسرجخ المؤبرد أو السرجخ مرخ ‪ 20‬إلرى ‪ 30‬سرنة‪ ،‬حسرل‬
‫الجنائي‪ 62‬بالنسبة للرشداء‪ ،‬أما األحداث فقد ل ا المشر للمحكمة استبداا هذ‬ ‫الفصل ‪ 147‬مخ القان‬
‫العق بة ‪ -‬اإلعردام‪ -‬بعق برة تترراوح بريخ عشرر سرن ات و لمرس عشررة سرنة سرجنا طبقرا للمرادة ‪ 493‬مرخ‬
‫المسطرة الجنائية ‪.63‬‬
‫و جدير بالبيا أ تمتيع الجاني بظرف مخفف تراعى فيها نقطتيخ أساسيتخ‬
‫أوال ول أ المشر قد ترك أمر استنباط الظروف المخففة للقاضي – أو المحكمرة بردو قيرد‪ ،‬فهر‬
‫الجنائي‪.‬‬ ‫قد حصر نطا هذا التخفيف‪ ،‬بحيث ال يج ز له تخطيه طبقا للفصل ‪ 147‬مخ القان‬
‫نإل صريح يمنع منح الظروف القهائية المخففة‪.‬‬ ‫ثانيا أ ال ي جد في القان‬
‫و رمقاا على ظروف التخفيف التي قد يستفيد منها الجاني في جريمة التسميم‪ ،‬هر الحالرة التري يقردم‬
‫فيها الجاني على دس السم للهحية في الطعام مقم‪ ،‬و بعد أ تناولته هذ األليرة بالفعل يسر بها الجاني‬
‫إلررى المستشررفى قصررد إنقاذهررا س ر اء بررإجراء غسرريل المعرردة أو مررا شررابه ذلررك‪ ،‬و يررتم فعررم إسررعاف و إنقرراذ‬
‫الهحية‪ ،‬فهذ الحالة و بم ريل تعتبر ت بة مخ الجاني بالفعل و دليم على ندمه‪ ،‬حيث أنها تعتبر سرببا فري‬
‫منحه لظروف التخفيف مخ طرف المحكمرة‪ ،‬رغرم أ فعلره المتمقرل فري العردوا االلتيرارر أو الطر عي‪64‬‬

‫يدا داللة واضحة على انتفاء الخطر رة اإلجراميرة التري رانرت سرببا فري تشرديد عقراب جريمرة التسرميم مرخ‬
‫طرف المشر ‪.65‬‬
‫و فررري هرررذا اإلطرررار قهرررت محكمرررة الجنايرررات فررري جبرررل لبنرررا فررري قررررار ‪ 66‬صرررادر لهرررا بتررراريخ‬
‫‪ 1997/10/27‬بإدانة المتهمة التي تعمل لادمة بمن‪،‬ا الهحية على إثرر دسرها السرم فري دواء السرعاا‬
‫الخات بمشغلتها مما نرتا عنره نقرل هرذ االليررة إلرى المستشرفى و أجريرت لهرا إسرعافات أوليرة فكتبرت لهرا‬
‫النجرراة‪ ،‬و أمررام اعتررراف المتهمررة فرري رافررة أط ر ار المحارمررة‪ ،‬قررررت المحكمررة منحهررا األسررباب التخفيفيررة‬

‫‪60‬أحمد قلي ‪ ،‬عبد الرحيم بنب عيدة‪ ،‬سعاد حميدر‪ ،‬محمد زن ‪ ،‬علم اإلجرام و علم العقل‪ ،‬مرر‪ ،‬الدراسات القان نية و االقتصادية و االجتماعية‬
‫بشرارة مع مكتبة فهاء آدم للنشر و الت زيع‪ ،‬الطبعة القانية‪ ،2017/2016 ،‬ت ‪148‬‬
‫‪"61‬منح ظروف التخفيف في إطار الفصل ‪ 146‬مخ القان الجنائي ه أمر يرجع إلى السلطة التقديرية لقهاة الم ض ‪ ،‬و ال يخهع لرقابة‬
‫المجلس األعلى" قرار عدد ‪ 2/1355‬بتاريخ ‪ ،96/7/28‬الملف الجنائي عدد ‪ ،90/10637-39‬منش ر بمجلة قهاء المجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪،54-53‬‬
‫ت ‪372‬‬
‫‪62‬محمد اإلدريسي العلمي المشيشي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ت ‪60‬‬
‫‪63‬المادة ‪ 493‬مخ المسطرة الجنائية في فقرته القالقة غير أنه إذا رانت العق بة االصلية المقررة للجريمة هي اإلعدام أو السجخ المؤبد أو السجخ لمدة‬
‫ثمثيخ سنة‪ ،‬فإ الغرفة تستبدلها بعق بة تتراوح بيخ عشر سن ات و لمس عشرة سنة سجنا‪.‬‬
‫‪ 64‬حسل الدرت ر الخمليشي فإ التراجع اإلرادر يك قبل إتمام الجريمة‪ ،‬أما إذا تمت الجريمة فم يبقى بعد ذلك إال الندم الذر ال يؤثر على‬
‫المسؤولية مخ الناحية القان نية‪ .‬مرجع سابق‪ ،‬ت ‪102‬‬
‫‪65‬عبد ال احد العلمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ت ‪294‬‬
‫‪66‬وائل رماا محمد الخهرر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ت ‪ 469‬و ‪470‬‬
‫التقديرية طبقا للمادة ‪ 253‬عق بات‪ ،‬فقهرت المحكمرة باسرتبداا عق برة اإلعردام و إنر‪،‬اا هرذ العق برة إلرى‬
‫األشغاا الشاقة المؤقتة مدة عشر سن ات‪.‬‬
‫بعررد رررل حكررم‬ ‫تجرردر اإلشررارة أيهررا إلرى أ العفر الملكرري الررذر يررتم التماسرره مباشرررة و بقر ة القرران‬
‫باإلعدام‪ ،‬و في حالة منحه تطبق المحكمة العق بة المحددة في ظهير العف ‪.67‬‬
‫– فرنسا و مصر نموذجا‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬عقوبة جريمة التسميم في القانو المقار‬
‫العق بات الفرنسي‬ ‫أوال قان‬
‫العق بررات الفرنسرري يعاقررل علررى هررذ الجريمررة باإلعرردام‪ ،‬إبررا إلغرراء هررذ العق بررة سررنة‬ ‫رررا قرران‬
‫العق بررات الفرنسرري الجديررد‪ ،‬فقررد أضررحت العق بررة هرري السررجخ المؤقررت لمرردة ‪30‬‬ ‫‪ ،1981‬أمررا فرري قرران‬
‫سنة‪ ،68‬إضافة إلى فترة األمخ المنص ت عليهرا فري المرادة ‪ 23-132‬فري فقرتيهرا األولرى و القانيرة ‪،69‬‬
‫رمرا تخ هررع جريمررة التسرميم لجميررع العق بررات التكميليرة المطبقررة علررى القترل‪ ،‬رمررا يمكررخ تشرديدها فرري نفررس‬
‫الظروف المشددة لجريمة القتل‪.‬‬
‫و إذا اقترنت الجريمة بأحد الظروف المشددة رسبق اإلصرار أو صفة المجني عليه أو تمهيدا لجناية‬
‫أو جنحة‪ ،‬فترفع العق بة إلى السجخ المؤبد ‪.70‬‬
‫و تجدر اإلشارة أليرا إلى أ المشر الفرنسي قد نإل على جريمة ملحقة بالقتل العمرد أو التسرميم‪،‬‬
‫أال و هي جريمة "التحريض على االغتياا بالقتل العمد أو التسميم"‪ ،‬و قد نإل عليها في المادة ‪-5-221‬‬
‫العق بات الفرنسي الجديد‪ ،‬و قد اعتبرها جناية معاقرل عليهرا بالسرجخ ‪ 10‬سرن ات و الغرامرة‬ ‫‪ 1‬مخ قان‬
‫الررخ المادر فيها مخ ثمثة عناصر و هي‬ ‫‪ 150.000‬ي رو‪ ،‬و يتك‬
‫تقديم عروض أو وع د‪،‬‬
‫رض هبات‪ ،‬أو هدايا أو أية امتيازات آلرى‪.‬‬
‫ت جيه السل ك إلى شخإل ري يرتكل قتم مقص دا أو تسميما‪.‬‬
‫ال يتطلل أ يعقل هذا التحريض أر أثر‪.‬‬
‫أما الررخ المعن ر فيها فيق م على القصد الجرمي‪ ،‬أر أ الشخإل اآلمر يجل أ تتجه إرادته نح‬
‫االعتداء على حياة المجني عليه‪.‬‬
‫العق بات المصرر‬ ‫ثانيا قان‬

‫‪67‬محمد اإلدريسي العلمي المشيشي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ت ‪103‬‬


‫‪68‬‬
‫‪L'article N° 221-5‬‬
‫‪69‬يقصد بفترة األمخ تلك الفترة التي ال يج ز أ يستفيد المحك م لملها مخ تطبيق بعض اإلجراءات المقررة لتفريد العق بة مقل نظام شبه الحرية‪،‬‬
‫و تج‪،‬ئة تنفيذ العق بة‪ ،‬و التصريح بالخرو‪ :‬مخ المنشأة العقابية‪ ،‬و اإلفرا‪ :‬الشرطي‬
‫‪70‬وفق المادة ‪ 5-221‬مخ قان العق بات الفرنسي الجديد‬
‫أما في مصر و باعتبار التسميم ص رة مخ ص ر القتل العمرد‪ ،‬إال أ المشرر مير‪ ،‬القترل بالسرم عرخ‬
‫الص ر العادية األلرى للقتل بجعل ال سيلة التي تسرتخدم فيهرا إلحرداث المر ت ظرفرا مشرددا للجريمرة‪ ،‬لمرا‬
‫تنط ر عليه هذ الجريمة مخ غدر و ليانرة ال مقيرل لهمرا فري صر ر القترل األلررى‪ ،‬ولرذلك أفررد المشرر‬
‫العق بات المصررر‪ ،‬و عاقرل عليهرا باإلعردام و لر لرم‬ ‫المصرر التسميم بالذرر في المادة ‪ 233‬مخ قان‬
‫يقتر فيه العمد بسبق اإلصرار‪ ،‬إذ ال يشترط في جريمة القتل بالسم وج د سبق إصرار أل تحهير السم‬
‫في جريمة القتل بالسم في ذاته داا على اإلصرار‪.‬‬
‫و في هذا االتجا ذهبت محكمة الرنقض المصررية فري حكرم لهرا إلرى أنره "لريس مرخ الهررورر أ‬
‫يبيخ الحكم في جريمة القتل بالسم أنه را لدى الفاعرل سربق إصررار‪ ،‬أل إعطراء السرم فري ذاتره و تجهير‪،‬‬
‫يدا على وج د سبق اإلصرار‪"71‬‬

‫‪71‬محكمة النقض المصرية بتاريخ ‪ ،1921/10/21‬عباس فهلي‪ ،‬عماد المراجع‪ ،‬ت ‪ ،431‬بند ‪5‬‬

You might also like