Professional Documents
Culture Documents
التخطيط
التخطيط
الفصل األول
تعريف اإلدارة :
هي العملية التي يُمكن من خاللها إتخاذ القرارات ووضعها موضع التنفيذ عن طريق اإلستخدام األمثل للموارد
البشرية والمادية المتاحة لمجموعة منتظمة من الناس بغرض تحقيق أهداف محددة ُمتفق عليها.
العناصر األساسية التي تقوم عليها العملية اإلدارية :
)1ان اإلدارة وسيلة وليست غاية في حد ذاتها ،وهي وسيلة لتحقيق أهداف معينة لجماعة من الناس.
)2ان اإلدارة ال تنشأ من فراغ ،بل تنشأ داخل مجموعة من الناس بغرض مساعدتهم في تحديد وتحقيق
األهداف المنشودة.
)3ان اإلدارة تعني اإلستخدام األمثل للموارد البشرية والمادية المتاحة ،وهذا يتطلب من اإلدارة ان تقوم
بعمليات أساسية كـ( التخطيط والتنظيم واإلشراف والمتابعة والتقويم).
)4ان عملية اتخاذ القرار السليم في اإلدارة عملية أساسية.
)5ان اإلدارة تعني بإشباع حاجات األفراد العاملين مثلما تعني بإنجاز العمل.
)6ان اإلدارة داخل مجموعة من الناس ترتبط بهم كما ترتبط بغيرها من ُمنظمات إجتماعية أخري داخل
البيئة والمجتمع الكبير أيضاً.
طبيعة اإلدارة ( اإلدارة علم وفن ومهنة: ) /
في دراسة العملية اإلدارية تطرق الجدل نحو تحديد ماهية اإلدارة ،هل هي علم أم فن أم مهنة؟ لكن اإلدارة ال
تتحدد في واحدة منهم بل هي تتضمنهم جميعاً.
فمن حيث النظر الي اإلدارة بإعتبارها علميا ً :فإن اإلدارة تُعتبر واحداً من مجموعة العلوم االجتماعية
تعتمد في تحديد أصولها ووظائفها علي أسلوب البحث العلمي التطبيقي ،وتعتمد في دراستها علي دراسة
الشخصية الفردية وديناميكية الجماعة وأسلوب إتخاذ القرارات والكفاءة اإلنتاجية.
وبذلك ينظر اليها كثي ٌر من الباحثين علي انها خليط من التخصصات األكاديمية وتتصل بالعلوم االجتماعية
كـ(السياسة واإلقتصاد وعلم النفس وعلم االجتماع ) اتصال وثيق.
اما من حيث النظر الي اإلدارة بإعتبارها فنا ً :فإن ذلك الجانب يُركز علي اإلدارة بإعتباره شخصية قيادية يتميز
عن غيره من الناس بسمات شخصية يولد بها ،وانه يمزج بين هذه السمات الشخصية وخبرات العمل فُيصبح قادر
علي تنظيم األفراد وقيادتهم.
اما من حيث النظر الي اإلدارة بإعتبارها مهنة : /فإنه يُمكن القول " انه البد وأن تتحقق في من يشغلها الكثير من
الخصائص التي تُميزها كمهنة عن غيرها من المهن األخري" ،ومن هذه الخصائص اآلتي :
)1انها تعتمد في تأدية وظائفها علي توافر مجموعة من جوانب المعرفة المتكاملة.
)2ان أصحاب المهنة في اإلدارة ال يستطيعون القيام بوظائفهم دون استخدام المعرفة ممتزجة بخبرة
الممارسة العملية.
)3ان مهنة اإلدارة علي اختالف مواقعها في التنظيمات االجتماعية ،يوجد بينها مجموعة من المبادئ
األخالقية ال ُمتفق عليها بين شاغليها ويجمعهم تنظيم واحدة وهو نقابة اإلداريين.
اإلدارة التعليمية :
هي فرع من فروع اإلدارة المختلفة مثل ( إدارة األعمال او المستشفيات ) ...وكل فرع من هذه الفروع يُمكن
النظر اليه بإعتباره علم تطبيقي لإلدارة يختص بالميدان الذي يعمل فيه.
وفروع اإلدارة المختلفة تجمع فيما بينها عناصر مشتركة تعتمد علي المبادئ األساسية التي أخذتها كل منهما من
تطور الفكر اإلداري بصفة عامة ،كما قد تتميز كل منها عن األخرى ببعض الصفات الخاصة التي استمدتها من
طبيعة الميدان الخاص التي تعمل فيه.
مفهوم اإلدارة التعليمية: /
هي تلك العمليات او األنشطة ال ُمنظمة والمقصودةـ داخل المنظمات التعليمية والتي يُمكن من خاللها إتخاذ
اإلجراءات ووضعها موضع التنفيذ بهدف تحقيق األغراض التربوية عن طريق اإلستخدام األمثل للموارد
البشرية والمادية المتاحة.
خصائص اإلدارة التعليمية :
ضرورتها الملحة للمجتمع : []1
الخدمات التعليمية تأتي في مقدمة الحاجات المطلوبة للمجتمع وال يستطيع المجتمع ان يتعايش بين غيره
دون مؤسسات تعليمية تُمده بمقومات النمو.
كما ان كل أسرة داخل المجتمع بحاجة الي المدرسة في إعداد وتربية أبنائها حتي يتمكنوا من مواجهة
الحياة والقيام بدورهم كمواطنين ُمنتجين.
الرؤية والحساسية الجماهيرية: / []2
تُعتبر المؤسسات التعليمية هي أقرب المؤسسات االجتماعية الي اهتمام الناس ومتابعتهم ألن المدرسة ليست
غريبة عن معظم أفراد الشعب كبار وصغار،
كما ان ارتباطهم بها ال ينفصل.
تعقد الوظائف : []3
من خصائص اإلدارة التعليمية أنها تتطلب مستوي فني ودرجة من تعقد العمليات بشكل يفوق بكثير عن
غيرها من المنظمات.
ويأتي التعقيد من أن عملية السيطرة الكاملة علي عملية التدريس تحتوي علي الكثير من الصعوبات جراء
عدم التأكد من استعداد الفرد للتعليم او عدم إستجابته.
ألفة العالقات الضرورية: / []4
يتميز المجتمع المدرسي بكثرة العالقات وتشابكها ،وتتضمن هذه العالقات المتشابكة عادة عالقات ضرورية
بين المدرس والتلميذ ،والتلميذ والتلميذ ،والمعلم والمعلم ،والمعلم وولي األمر ،وولي األمر والمدير.
هيئة عاملين مؤهلة فنيا ً : []5
تتطلب المؤسسات التعليمية توفير هيئة فنية من رجال اإلدارة والمعلمين الذين عادةً ما يكونوا حوالي 4/3
عدد العاملين في المدرسة او الكلية او الجامعة.
وهذه النسبة تفوق عادةً نسبة الفنيين المتخصصين الي نسبة عدد العمال داخل المصانع مثالً ،وعادة ما
يتطلب هذا التأهيل المهني الفني لإلداريين والمعلمين الحصول علي مؤهالت دراسية معينة مع تدريب
وإعداد مهني يُالئم طبيعة العمل.
[ ]6صعوبة التقييم :
عند تقييم إنتاجية مصنع او متجر يكون التقييم عادةً عادالً ودقيقا ً عكس المدرسة ألن مهمتها هو إحداث
تغيير في سلوك التالميذ وإستجاباتهم نتيجة توافر معلومات ومعارف ومهارات معينة ،وهذا الكم من
المعارف والمهارات والمعلومات يأتي من خالل عدة مصادر متنوعة يصعب تحديد دقتها.
باإلضافة الي وجود عوامل أخري خارج المدرسة كالمنزل والمؤسسات الدينية ووسائل اإلعالم وغيرها
تُشارك بطريقة غير مباشرة في تعديل سلوك التالميذ.
ويُضيف "ميلنر" بعض الخصائص األخرى التي قد تُميز اإلدارة التعليمية عن غيرها :
)1اإلفتقار الي أساليب تكنولوجية ُمحددة :
ما زالت اإلدارة التعليمية ومؤسسات التعليم داخلها تفتقر الي األساليب التكنولوجية الحديثة لُتناسب المدرسة
او الكلية او غيرها من مؤسسات التعليم.
كما ان استخدام األساليب التكنولوجية في مجال التعليم ما زال
محدوداً مقارنةً بغيره من المؤسسات كالبنوك مثالً.
)2العالقات اإلجبارية المتبادلة :
يُقصد "ميلنر"ـ بها ان التالميذ عادةً ال يختارون الذهاب او عدم الذهاب الي المدرسة ،بل عليهم ان يلتحقوا
بالمدرسة إلعدادهم للحياة العامة.
كما ان المدرسة غير ُمخيرة أيضا ً في قبول التالميذ او عدم قبولهم ،فقد تحاول تطبيق بعض معايير اإلنتقاء
اال انها في النهاية عليها ان تفتح أبوابها لجميع الطالب.
وتلك الطبيعة اإلجبارية /تفرض علي اإلدارة التعليمية أعباء متعددة ،فعليها ان توفر مكان لكل تلميذ داخل
المدرسة وان توفر لهم مناخ إجتماعي مريح يُحسون فيه بالمتع العقلية والراحة النفسية.
)3ميادين اإلدارة التعليمية :
تعمل اإلدارة التعليمية في تنفيذ واجباتها من خالل عدد من ميادين العمل وهم :
الخدمات الطالبية :
تقوم اإلدارة التعليمية بتوفير خدمات تعليمية وصحية وإجتماعية متنوعة ،فهي تقوم باإلشراف علي
تنظيم العمل المدرسي داخل الفصول ،واإلهتمام بتوجيه التالميذ الذين يُعانون من مشكالت التحصيل
عن طريق توفير برامج إشراف وتوجيه لهم ،كما تؤدي اإلدارة التعليمية خدمات أخري في مجال حل
مشكالت الطالب االجتماعية التي تواجههم ،باإلضافة الي توفير الخدمات العالجية للطالب.
شئون العاملين :
يُقصد بالعاملين في المؤسسات التعليمية :هيئة التدريسـ من المعلمين والهيئات المعاونة لها.
ويُعتبر مجال شئون العاملين من أهم ميادين العمل لإلدارة التعليمية حيث تقوم بتوفير العاملين للمؤسسة
واإلشراف علي عملية النمو المهني الالزم لهم وترقياتهم في السُلم الوظيفي.
كما تقوم اإلدارة بتوفير ما يلزم هؤالء العاملين من خدمات مختلفة صحية وإجتماعية.
المناهج والبرامج الدراسية :
تقوم اإلدارة التعليمية بالعمل في مجال تصميم وتنفيذ البرامج الدراسية وتطوير المناهج وتوفير الوسائل
التعليمية الالزمة كالكتاب المدرسي.
وعادةً ما يتم العمل في إقرار المناهج الدراسية علي مستويين :
)2المستوي المحلي او المدرسي. )1المستوي القومي.
المباني والتجهيزات المدرسية: /
تقوم اإلدارة التعليمية بمهمة اإلشراف وإدارة عملية إنشاء وصيانة المباني المدرسية وتوفير جميع
التجهيزات الالزمة لها من أثاث مناسب وأدوات تعليمية مختلفة حسب ما يتطلبه المستوي التعليمي
للمؤسسة التعليمية.
فاإلدارة التعليمية ُمطالبة بتوفير الشروط الالزمة من حيث اختيار موقع المدرسة بحيث يكون بعيد عن
الضوضاء او مصادر الخطر وان يكون قريب من مجمعاتهم السكنية.
التمويل /وإدارة األعمال :
تختص اإلدارة التعليمية بمجال العمل في الميزانية لتوفير األموال السائلة الالزم إلدارة المؤسسات
التعليمية.
ويتم تمويل التعليم في بعض الدول كدولة مصر مركزيا ً ( أي بتقرير األموال الالزمة لإلنفاق علي
مؤسسات التعليم من خالل السلطة المركزية للدولة ).
وفي بالد أخري كالواليات المتحدة األمريكية ،يتم تمويل المؤسسات التعليمية محليا ً عن طريق المجتمع
المحلي الذي تقع في دائرته المؤسسة التعليمية ،ويكون عادةً بدافع سيطرة األهالي علي مؤسساتهم
التعليمية دون تدخل الدولة.
عالقة المدرسة بالمجتمع المحلي :
تعمل اإلدارة التعليمية في ميدان تنظيم العالقة بين المدرسة كمؤسسة إجتماعية وبين غيرها من
المؤسسات االجتماعية داخل المجتمع المحلي ،ويُطلق علي هذه الوظيفة ُمسمي العالقات العامة.
والمدرسة مرتبطة بشكل كبير بما يحدث بالمجتمع حولها ،فكثير من المشكالت التي تواجه العملية
التعليمية داخل المدرسة قد تكون الحلول الالزمة لها تقع خارج إطار المدرسة.
وظائف اإلدارة التعليمية ( العمليات اإلدارية ) :
تُمثل الوظائف اإلدارية سلسلة من األعمال ال ُمتشابكة التي تؤدي الي تحقيق أهداف بذاتها وتكشف صفة
اإلستمرار في تنوع المشكالت التي تقع علي عاتق اإلدارة والبحث عن حلول لها.
وتتحدد كفاءة وفعالية الوظائف اإلدارية بدرجة التكامل والترابطـ بينها وتنعكس علي بعضها البعض ،وال يُمكن
النظر الي كل وظيفة بصورة جزئية او منفصلة عن الوظائف األخرى ،كما ان النقص في أداء وظيفة يؤثر علي
كفاءة باقي الوظائف األخرى ،وتتضمن وظائف اإلدارة التعليمية ما يلي :
أوالً التخطيط :
يُعتبر التخطيط من أهم الوظائف اإلدارية التي تقوم بها المدرسة ،ويُعتبر مدير المدرسة المسئول عنها بالتعاون
مع األفراد العاملين.
وتتمثل أهمية التخطيط في كونه أمراً هاما ً وضروريا ً لمواجهة احتياجات ومتطلبات المدرسة المستقبلية ووضع
اإلستراتيجيات التي تُمكنه من تحقيق األهداف الموضوعة.
ويُعرف التخطيط بأنه :عملية جمع المعلومات وتحديد األهداف والسياسات واإلستراتيجيات التي يجب إتباعه.
ويُمثل التخطيط عملية دراسة واختيار وسائل تنظيم وتوجيه الموارد البشرية والمادية لتحقيق هدف معين.
ويتوقف نجاح التخطيط علي تحديد األهداف ووضوحها وطرق جمع البيانات الالزمة لدراسة الخطة والتنفيذ
والقدرة علي التنبؤ بظروف ال ُمستقبل ووضع الحلول ال ُمناسبة لما قد ينشأ من صعوبات أمام التنفيذ.
وتتمثل طبيعة التخطيط في نمطين هما ( التخطيط اإلستراتيجي – التخطيط النوعي ) وفي كالهما يكون التخطيط
عملية إجرائية وذهنية وتوجيهية.
ويتميز التخطيط الجيد ب ُمساعدته لإلدارة التعليمية كما يلي :
يفرض علي مدير المدرسة دراسة المستقبل والتفكير فيه.
يُعتبر وسيلة لإلدارة باألهداف ،حيث يفرض وضع أهداف ُمحددة لمدة التخطيط.
يُمكن مدير المدرسة من وضع معايير أداء للعمل الذي يُمارسه لقياس مستويات األداء.
يُساعد علي دراسة اإلمكانيات والظروف والمتغيراتـ الفعلية والحالية وتحليل آثارها.
يُساعد في ُحسن إستخدام الموارد واإلمكانيات المتاحة ورفع مستوي كفاءة المدرسة وفعاليتها.
يُساعد علي التنسيق الكامل بين األنشطة واألعمال التي تتم وضمان توجهها نحو األهداف ال ُمخططة.
يكفل للمدير ُحسن إدارة الوقت في تحقيق األهداف التي يسعي إليها.
يسهم في تحقيق التوازنـ بين األعمال ال ُمختلفة للمدرسة من جهة وبين وحداتها المتعددة من جهة أخري.
يسهم في تحقيق التنسيق في عملية إتخاذ القرارات داخل المدرسة.
وتمر عملية التخطيط بعدة مراحل هم :
-تحديد األهداف التفصيلية. -دراسة وتحليل الموقف القائم. -تحديد األهداف العامة.
-تحديد وسائل الخطة. -تقدير تكلفة الخطة. -تحديد التغييرات الهيكلية في النظام.
-مراقبة تنفيذ الخطة ومتابعتها.