Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 5

‫ذا النون يونس يونان‬

‫_‪_2‬‬
‫جامع التفاسي‬
‫)مخترص(‬

‫* لطائف اإلشارات القشيي (ت ‪ 465‬ـه)‬


‫ٰ‬ ‫ً َ َ َّ َ َّ َّ ْ َ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َّ َ َ ُ َ‬ ‫َ َ ُّ‬
‫اضبا فظن أن لن نق ِدر علي ِه فنادى ِ يف‬ ‫ون ِإذ ذهب م َغ ِ‬‫ِ‬ ‫{ وذا ٱلن‬
‫َ‬ ‫َّ َ ٰ َ َّ َ ُ ْ َ َ َ ِ ُ ُ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ ُ‬
‫ات أن ال ِإلـه ِإال أنت سبحانك ِإ ين كنت ِمن ٱلظ ِال ِمي }‬ ‫ٱلظلم ِ‬

‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ َ‬
‫اضبا }‪ :‬عىل م ِل ِك وقته حيث اختاره للنبوة‪ ،‬وسأله‪:‬‬ ‫{ مغ ِ‬
‫ر‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ر َ‬
‫لفالن الم ِلك حن‬ ‫ِ‬ ‫ِلم اخيت ين؟ فقال‪ :‬لقد أوَح اَّلل إىل ن ِ ين‪ :‬أن قل‬
‫َ‬ ‫ََُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫يختار واحدا ِليسل إىل نينوى بالرسالة فثقل عىل ذي النون‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫الم ِلك‪ ،‬ألن علم أن النبوة مقرونة بالبالء‪،‬‬ ‫اختاره‬ ‫لما‬
‫غضبه عليه لذلك‬ ‫ُ‬ ‫فكان‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫ويقال مغاضبا عىل قومه لما امتنعوا عن اإليمان وخرج من بينهم‬
‫ً‬
‫ويقال مغاضبا عىل نفسه أي شديد المخالفة لهواه‪،‬‬
‫ُ َ‬ ‫ً‬
‫وشديدا عىل أعداء الدين من مخ ِالفيه‬
‫ُ َ ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َّ َ َّ َّ ْ َ َ َ‬
‫{ فظن أن لن نق ِدر علي ِه } أي أن لن نضيق عليه بطن الحوت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ َ َّ َ َ ْ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ ْ ْ َ‬
‫ومن قوله‪ {:‬وأمآ ِإذا ما ٱبتاله فقدر علي ِه ِرزقه } [الفجر‪]16 :‬‬
‫أي َّ‬
‫ضيق‬
‫ُ‬
‫ويقال ‪:‬ركب السفينة‪ ،‬واضطرب البحر‪ ،‬وتالطمت أمواجه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ر َ ْ‬
‫وأشفت السفينة عىل الغرق‪ ،‬وأخذ الناس يف إلقاء األمتعة‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يف البحر تخفيفا عن السفينة‪ ،‬وطلبا لسالمتها من الغ َر ِق‪،‬‬
‫ُْ ُ ْ َ َ‬
‫أطرحون فيه فأنا‬
‫ي‬ ‫فقال لهم يونس‪ :‬ال تلقوا أم ِتعتكم يف البحر بل‬
‫المجرم فيما بينكم لتخلصوا فنظروا إليه‬
‫َ‬
‫وقالوا‪ :‬نرى عليك سيماء الصالح‪،‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫نفوسنا بإلقائك يف البحر‪ ،‬فقال تعاىل مخيا عنه‪:‬‬ ‫وليست تسمح‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َ ْ ُ ْ‬
‫{ فساهم فكان ِمن ٱلمدح ِضي } [الصافات‪ ]141:‬أي فقارعهم‪،‬‬
‫ُْ َ ُ‬
‫فاستهموا‪ ،‬فوقعت القرعة عليه‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ر َ َ‬
‫وف القصة أنه أن ح ْرف السفينة‪ ،‬وكان الحوت فاغرا فاه‪ ،‬فجاء‬ ‫ي‬
‫حن جاز كل جانب‬ ‫إىل الجانب اآلخر فجاء الحوت إليه كذلك‪ ،‬ر‬
‫ر َْ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ َ‬
‫ألق نف َسه يف الماء فابتلعه الحوت "‬ ‫لما ع ِل َم أنه ُم َراد بالبالء‬ ‫ثم‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫وهو مليم "‪ :‬أي أن بما يالم عليه‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََْ َ ُ ْ ُ ُ َ ُ‬
‫قال تعاىل‪ {:‬فٱلتقمه ٱلحوت وهو م ِليم } [الصافات‪]142 :‬‬
‫َ ْ ً‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ ً‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫وأوَح هللا إىل السمك‪ :‬ال تخ ِدش منه لحما وال تك ِِس منه عظما‪،‬‬
‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ق يف بطنه ‪ -‬كما يف القصة‬ ‫فهو وديعة عندك وليس ِبطعم ٍة لك فب ِ ي‬
‫–‬
‫ُ‬
‫وقيل إن السمك الذي ابتلعه أ ِم َر بأن يطوف يف البحر‪،‬‬
‫وخلق هللا له إدراك ما يف البحر‪ ،‬وكان ينظر إىل ذلك‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ويقال إن يونس عليه السالم َصح َ‬
‫ب الحوت أياما قالئل فإىل‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫القيامة يقال له‪ :‬ذا النون‪ ،‬ولم تبطل عنه هذه النسبة فما ظنك‬
‫َ‬ ‫َْ َََ‬
‫ِبعب ٍد عبده ‪ -‬سبحانه ‪ -‬والزم قلبه محبته ومعرفته طول عمره‬
‫ترى أيبطل هذا؟‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ال ُيظ ُّن ِبك َر ِم ِه ذلك!‬
‫َ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫ٰ‬ ‫ََ َ‬
‫ات } يقال ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة‬ ‫{ فنادى ِ يف ٱلظلم ِ‬
‫بطن الحوت ‪ -‬هذا بيان التفسي‪ ،‬ويحتمل أن تكون الظلمات‬
‫ما التبس عليه من وقته واستبهم عليه من حاله‬
‫َ‬ ‫ْ ُ ْ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ َ ُ َ َ َّ ْ َ ُ َ ْ َ ِ َ َ ٰ َ ُ‬
‫نجـي ٱلمؤ ِم ِني {‬‫} فٱستجبنا له ونجيناه ِمن ٱلغم وكذ ِلك ن ِ‬
‫أكي من قوله‪:‬‬ ‫دعاء؛ ألنه لم يصدر عنه ر‬ ‫ٌ‬ ‫َ ْ‬
‫استجبنا له ولم يج ِر منه‬
‫َ‬ ‫َّ َ ٰ َ َّ َ َ ُ ْ َ َ َ ِ ُ ُ َ َّ‬
‫{ ال ِإلـه ِإال أنت سبحانك ِإ ين كنت ِمن ٱلظ ِال ِمي } ‪،‬‬
‫ولم يقر بالظلم إال وهو يستغفر منه‬
‫‪ْ َ ُّ ُ :‬‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َّ ْ َ ُ َ ْ َ‬
‫يعن كل من قال من المؤمني‬ ‫ثم قال‪ { :‬ونجيناه ِمن ٱلغم }‪ :‬ي‬
‫غم‪ ،‬أو استقبله ُم ِه ٌّم ‪ -‬مثلما قال ذو النون‬
‫‪ -‬إذا أصابه ٌّ‬

‫نجيناه كما نجينا ذا النون‬

‫***‬
‫إعداد‪:‬قدرى جاد الهرم مرص‬
‫‪2022‬‬

You might also like