Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 31

‫ت‬

‫بَيــَـانُ مَثَــــارَا ِ‬
‫ط يف األدِلــــَّة‬
‫الغَـلـَـ ِ‬

‫بقلم‬
‫اإلمام الفقيه األصولي‬
‫أبي عبد اهلل حممد بن أمحد احلسين‬
‫التِلمْسَاني‬
‫الشهري بالشَّريف ِّ‬
‫( ‪ 001 – 017‬هـ )‬

‫اعتنى به‬
‫جالل علي عامر اجلهاني‬
2
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم عىل سيدنا حممد وعىل آله وصحبه‪،‬‬
‫أما بعد‪،،‬‬
‫فإن من آفات عرصنا كثرة اجلهل بأصول العوولم واملعوار ‪ ،‬ومون للو‬
‫ابتعاد كثري من طوبة العوم عن العولم العقوية التي هي أساس لكول عووم‪ ،‬وضواب‬
‫لكل فهم‪ ،‬وهي التي يتم هبا نرصة اإلسالم وعقائده يف وجوه اصصولم‪ ،‬وهبوا نتبوني‬
‫بطالن وعلار املذاهب والفوسفات الكثرية املخالفة ألصل عقائد اإلسالم‪.‬‬
‫ومن ملضلعات عوم املنطق الذي هل اآللوة القانلنيوة لوفهوم‪ ،‬موا يسوم‬
‫بمثارات الغو ‪ ،‬ويقصد به أسباب حصل اصوول‪ ،‬سولا يف الفهوم والتصولر‪ ،‬أو‬
‫االستدال والتصديق‪.‬‬
‫وفهم هذا امللضلع هام ملن فتح اهلل بصريته وطووب العووم مون مصوادره‪،‬‬
‫لكي يميز بني أدعيا العوم وبوني العوو املخوصوني‪ ،‬ويتبوني لوه وجولد اصوول يف‬
‫دعاوى كثري من الناس‪ ،‬سلا يف الفقه واألحكام‪ ،‬أو يف املعتقد واألصل ‪.‬‬
‫وهذا املؤ َّلف الذي بني يودي ‪ ،‬لإلموام اليويف التومسواين‪ ،‬أفورده لبيوان‬
‫مثارات الغو يف الفهم‪ ،‬مستجيب ًا لطوب بعض الناس منه إفوراد للو بالتصونيف‪،‬‬
‫وحشاه باألمثوة الفقهية التي غالب ًا ما ختول عنها كتوب املنطوق‪ ،‬ليسوتفيد منهوا طوبوة‬
‫الفقه خاصة‪.‬‬
‫وهذا الكتاب قد ني من قبل‪ ،‬بتحقيق األستال مصوطف اللضويفي‪ ،‬عون‬
‫خمطلطتني مغربيتني‪ ،‬لكن وقع يف الكتاب مجوة من األخطا املطبعية‪ ،‬ك أن نيوها‬
‫باملغرب قد أبعدها عن متناو قرا امليق‪ ،‬بسبب أن حركة الطباعوة واملطبلعوات‬
‫تسري بني امليق واملغرب بسري السوحفاة !!‬

‫‪3‬‬
‫فقمت بمقابوة طبعة األستال اللضيفي بمخطلطوة لوكتواب مون مقتنيوات‬
‫مكتبة كلبرييل حتت رقم ‪ ،7/1061‬ومصلرهتا بمعهد املخطلطات بالقاهرة حتوت‬
‫رقم (‪ 38‬فوسفة ومنطق)‪.‬‬
‫كتبت هذه النسخة يف القرن التاسع بخ نسخ جيد‪.‬‬
‫مون األخطوا بقودر‬ ‫وجريت يف االعتنا هبا عوىل طريقوة تصوحيح الون‬
‫اإلمكان‪ ،‬مع إخراجه يف ح َّوة قشويبة‪ ،‬غواف ً‬
‫ال عون اإلاوارة إا األخطوا اللاضوحة‬
‫بوني معقولفتني [ ]‪،‬‬ ‫اللاقعة من ناسخ املخطلطة‪ ،‬مع وضع ما رأيتوه مقوي ً لوون‬
‫راجي ًا أن يكلن إخراجه عىل هذه الصفة مطابق ًا ملراد املصنف‪ ،‬واهلل من ورا القصد‪،‬‬
‫وهل سبحانه ويل التلفيق‪.‬‬

‫وكتب‪ :‬جال عيل اجلهاين‬


‫عفا اهلل عنه‬

‫‪4‬‬
‫ترمجة موجزة‬
‫التلِ ْمسَاني‬
‫لإلمام الشريف ِّ‬

‫هل اإلمام العامل العالمة املجتهد الفقيه الصدر الكبوري القودوة أبول عبود اهلل‬
‫حممد بن أمحد بن عيل بن حيي بن عيل‪ ،‬احلسني‪ ،‬املعرو بالييف التومساين‪.‬‬
‫ولد بتومسان سنة ‪ 716‬هو‪ ،‬وأخذ عن مشاخيها وغريهم مثول‪ :‬أيب زيود بون‬
‫يعقوولب‪ ،‬وابنووي اإلمووام التومسووانيني‪ ،‬وابوون عبوود السووالم التلن و‪ ،‬وأيب عمووران‬
‫املشذايل‪ ،‬والسطي‪ ،‬والقايض أيب عبد اهلل بن هدية‪ ،‬والزم اإلمام اآلبيل كثري ًا وانتفع‬
‫به‪.‬‬
‫كان من كبار العو املحققني‪ ،‬وترمجته حافوة بالثنوا والتعيويم مون عوو‬
‫عرصه وغريهم‪ ،‬انير عىل سبيل املثا كتاب نيل االبتهاج لوتنبكتي (‪.)004 - 086‬‬
‫مل يكن رمحه اهلل تعاا من املكثرين من التصنيف‪ ،‬له‪:‬‬
‫مفتاح الوصول إىل ابتناء الفروع عىل األصوول‪ ،‬وهول كتواب جويول جود ًا‪،‬‬
‫وفريد من نلعه‪ ،‬يعني الطالب عىل ختريج الفروع الفقهية عوىل القلاعود األصوللية‪،‬‬
‫وهل مطبلع مشهلر‪.‬‬
‫ورشح مجل اخلونجي‪ ،‬خمطلط مل يطبع بعد‪.‬‬
‫وهذا الكتاب‪.‬‬
‫تليف رمحه اهلل تعاا بتومسان سنة ‪ 777‬هو‪.‬‬

‫‪5‬‬
6
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫وصلى اهلل على سيدنا حممد وآله وصحبه وسلم تسليماً‬

‫قال الشيخ اإلمام الفقيه العامل العالمة‪ ،‬فريد عرصه وسيد أهول‬
‫ظهره‪ ،‬جامع أشتات العلوم وحمققها‪ ،‬السيد أبو عبد اهلل حممود‬
‫ابوون العوودل أع العبوواب أمحوود بوون عووي‪ ،‬احلسووني النسو ‪،‬‬
‫التلمساين الدار‪ ،‬املعروف بالرشيف فيها‪ ،‬رمحه اهلل وعفا عنوه‬
‫بو َمونِّه وكرمه‪:‬‬

‫‪0‬‬
‫احلمد هلل رب العاملني‬

‫سوووألت ‪ -‬و َّفووووقنا اهلل وإيووووَّاكم ‪ -‬عووون مثوووارات الغوووو يف األدلوووة‪،‬‬


‫ورغبووت منَّووا حرصووها باللجووه الصووناعي‪ ،‬ومتثيوهووا بالووومثل العقويووة والفقهيووة‪،‬‬
‫فأجبت إا لل ‪ ،‬مستعين ًا باهلل ومتلك ً‬
‫ال عويه‪ ،‬وأقل ‪ -‬واهلل امللفق ‪:-‬‬
‫الغو يف الربهوان وغوريه مون سوائر األدلوة واحلجواج إموا أن يكولن مون‬
‫جهة الوفظ‪ ،‬وإما أن يكلن من جهة املعن ‪.‬‬

‫[ الغلط يف اللفظ املفرد ]‬

‫أموا الوذي موون جهووة اللفو ‪ :‬فوواعوم ‪ -‬وفقو اهلل ‪ -‬أن الوفووظ إلا طووابق‬
‫املعن مطابق ًة تاموة‪ ،‬بحيو ال حيتمول الوفوظ يف الداللوة غوري املعنو املقصولد‪ ،‬مل‬
‫يقع غو بسبب الوفظ الب َّتة‪.‬‬
‫يف الوفووظ‪ ،‬فووذل االحووت ‪ :‬إمووا أن‬ ‫وإلا ثبووت أنووه ال بوودَّ موون احووت‬
‫يكوولن يف الوفووظ بعوود حتقووق كلنووه مفوورد ًا‪ ،‬أو بعوود حتقووق كلنووه مركبو ًا‪ ،‬أو يكوولن‬
‫لدورانه وتردده بني اإلفراد والرتكيب‪.‬‬
‫أمووا إن كووان بعوود حتقووق كلنووه مفوورد ًا فووذل إمووا أن يكوولن االاوورتا يف‬
‫‪1‬‬
‫جوولهر الوفووظ ومادتووه‪ ،‬بووأي نوولع موون أنوولاع االاوورتا ‪ ،‬أعنووي يف اللضووع ‪ /‬أو‬
‫بكلنووه حقيقووة يف أحوود املعنيووني اوواز ًا يف اآلخوور أو منقوولالً أو نحوول للوو ‪ ،‬أو‬
‫يكوولن يف هي ووة الوفووظ وصوولرته دون مادتووه‪ ،‬أو يكوولن ألموور خووارج عوون الوفووظ‬
‫عارض له والحق من للاحقه‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫[ االشرتاك يف جوهر اللفظ ]‬

‫أما االارتا يف جوهر اللف فذل مثار الغو ‪.‬‬


‫ومثالوووه ل العقليوووات‪ :‬قووول السفسوووطائي‪ :‬واجوووب اللجووولد إموووا أن‬
‫يكلن ممكن ًا أن يكلن‪ ،‬أو ليس ممكن ًا أن يكلن‪.‬‬
‫فووإن مل يكوون ممكنوو ًا أن يكوولن فهوول ممتنووع أن يكوولن‪ ،‬فلاجووب اللجوولد‬
‫ممتنع أن يكلن !! هذا خوووف‪.‬‬
‫مم‬
‫وكوول ممكوون أن يكوولن ممكوون أن ال يكوولن‪،‬‬ ‫وإن كووان ممكنوو ًا أن يكوولن‪،‬‬
‫فلاجب اللجلد ممكن أن ال يكلن !! هذا خوووف‪.‬‬
‫ومثووار الغوو فيووه أن لفووظ (املمكوون) مشوورت بووني املمكوون العووام‪ ،‬وهوول‬
‫الذي معنواه ال يمتنوع‪ ،‬وبوني املمكون اصواه وهول الوذي معنواه جولاز اللجولد‬
‫والعدم‪.‬‬
‫فوواملمكن الووذي أخووذ وسووط ًا يف القيوواس املووذكلر إن كووان معنوواه املمكوون‬
‫العووام منعنووا قللووه‪( :‬فكوول ممكوون أن يكوولن ممكوون أال يكوولن)‪ ،‬وإن كووان معنوواه‬
‫املمكن اصواه منعنوا قللوه‪( :‬إن مل يكون ممكنو ًا أن يكولن فهول ممتنوع أن يكولن)‪،‬‬
‫فووال ينف و عوون أحوود املعنيووني إال أن خيتوووف املووراد بوفووظ املمكوون‪ ،‬وحين ووذ ال‬
‫يتحد اللس ‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫ومثالووه ل الفقهيووات‪ :‬قوول موون يوورى أن الزنوو يلجووب ‪ /‬حرمووة‬


‫املصاهرة يف مون وطأهوا األب بزنو ‪ :‬إهنوا حتورم عوىل االبون لقللوه تعواا‪(( :‬وال‬
‫تنكحوووا مووا نك و آبووامكم موون النس واء))‪ ،‬فيقوول يف املووزين هبووا‪ :‬إهنووا منكلحووة‬
‫األب‪ ،‬وكل منكلحة األب حترم عىل االبن‪ ،‬فهذه حترم عىل االبن‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫فيقل من يبويح للو ‪ :‬لفوظ النكوارت مشورت بوني الولط والعقود‪ ،‬فوإن‬
‫كووان املووراد باملنكلحووة يف احلوود اللسوو املعقوولد عويهووا كووذبت الصووغرى‪ ،‬وإن‬
‫كووان املووراد امللطوول ة كووذبت الكووربى‪ ،‬ألن لفووظ النكووارت يف القوورآن حمموول عووىل‬
‫العقد‪ ،‬وإن اختوف املراد فيه مل يتحد اللس ‪.‬‬
‫ومثوول كلوو ‪ :‬القوور يف قللووه تعوواا‪(( :‬واملطلقووات يصب وون بهنفسووهن‬
‫ثالثة قروء)) فإن لفظ القر مشرت بني الطهر واحليض‪.‬‬
‫َّ‬
‫صووىل‬ ‫وكووذل الشووفق يف احلوودي أن رسوول صووىل اهلل عويووه وسوووم‬
‫العشا بعد الشفق‪ ،‬فإنه مشرت بني البياض واحلمرة‪.‬‬
‫وكوووذل اإلغوووالق يف قللوووه صوووىل اهلل عويوووه وسووووم‪(( :‬ال طوووال ل‬
‫إغال )) فإنه مشرت بني اإلكراه واجلنلن‪.‬‬
‫ويمكن بس األمثوة اصالفية يف هذه األلفاظ الثالثة‪.‬‬

‫[ االشرتاك يف هيئة اللفظ ]‬

‫وأما االارتا يف هي ة الوفظ وصلرته فهل مثار الغو ‪.‬‬


‫ومثالووه‪ :‬قللووه تعوواا‪ (( :‬ال تضووار والوودل بولوودها )) وللوو أن أهوول‬
‫العوووم اختوفوولا هوول إرضوواع األم ولوودها حووق لووه فووويس لوو ب أن ينقوووه إا‬
‫غريها دون رضواها أو حوق عويهوا فوو ب ‪ /‬أن ربهوا عوىل للو ولويس وا‬
‫‪2‬‬ ‫أن متتنع‬
‫وكو ممول لل و بنووا عووىل أن صوويغة الفعوول مشوورتكة بووني الفعوول امل ووارع‬
‫املبني لوفاعل‪ ،‬وبني الفعل املبني لومفعل النائب عنه‪.‬‬
‫فووإلا اسووتد أحوود الفووريقني باآليووة عووىل مذهبووه‪ ،‬فووفريووق اآلخوور أن‬
‫يعرتض عويه باالارتا يف الصيغة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وأما املادة فال اارتا فيها‪.‬‬
‫ومثووال كل و قللووه تعوواا‪(( :‬وال يضووار كات و وال شووهيد)) قووا ابوون‬
‫عبوواس وعطووا ‪ :‬معنوواه ال يمتنووع كاتووب موون الكتووب وال اووهيد موون الشووهادة إلا‬
‫دعي إا لل ‪ ،‬فالفعل عندمها مبني لوفاعل‪.‬‬
‫و هب و يف وقووت اووغل‬ ‫وقووا عكرمووة ومجاعووة‪ :‬معنوواه أن الووداعي ال ي‬
‫أو عووذر‪ ،‬فالبنووا عنوودهم لومفعوول النائووب عوون الفاعوول‪ ،‬فووأي الفووريقني احووتج‬
‫باآليووة عووىل مذهبووه‪ ،‬فووفريووق اآلخوور أن يقوودرت يف احتجاجووه باالاوورتا يف‬
‫الصيغة‪.‬‬

‫[ االشرتاك من جهة األمور اخلارجة ]‬

‫وأما االارتا من جهة األملر اصارجة الالحقة ل َّوفظ فإموا أن تكولن مون‬
‫الولاحق النطقية أو من الولاحق اصطية‪.‬‬

‫[ اللواحق النطقية ]‬

‫فأموا الولاحوق النطقيووة فمثول الم التعريووف بوني العهوود واجلونس‪ ،‬ومثوول‬
‫يووا التصووغري بووني التحقووري والتعيوويم‪ ،‬ومثوول تووا التأنيو بووني التأنيو الوفيووي‬
‫واملعنلي‪.‬‬
‫ومثووال كل و ‪ :‬أن يسووتد موون يوورى أن ال عووربة باملخالطووة إال بتغيووري ‪/‬‬

‫‪3‬‬ ‫املا بقلله صوىل اهلل عويوه وسووم‪(( :‬خلو اهلل املواء طهوور الا ال جي ج‬
‫نجسوه إال موا غو‬
‫لونه أو طعمه أو رحيه))‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫فيقل اصصم‪ :‬األلوف والوالم هنوا لوعهود‪ ،‬ألنوه وارد عوىل سوبب معوني‬
‫وهوول ب وور ب وواعة‪ ،‬فاسووم املووا ال ااوورتا فيووه‪ ،‬وإن و االاوورتا يف الحووق موون‬
‫للاحقه‪ ،‬وهي الم التعريف‪.‬‬
‫وكووذل قللووه صووىل اهلل عويووه وسوووم‪(( :‬أفطوور احلوواجم واملحجوووم))‬
‫لو َّ م َّر هب ‪.‬‬

‫[ اللواحق اخلطية ]‬

‫وأما الولاحق اصطية فمثل النق والتشكيل‪.‬‬


‫ومثالووه‪ :‬اسووتدال موون منووع بيووع طعووام وعوورض بطعووام‪ ،‬أو بيووع نقوود‬
‫وعوورض بنقوود‪ ،‬بحوودي ف ووالة بوون عبيوود أن رجووال سووأ النبووي صووىل اهلل عويووه‬
‫وسوم فقا ‪ :‬إين ابتعوت قوالدة فيهوا خورز ولهوب بوذهب‪ ،‬فقوا النبوي صوىل اهلل‬
‫عويه وسووم‪(( :‬ال حتو تف ول))‪ ،‬فيقول املخوالف‪ :‬إنو هول ((حتو تفضول))‬
‫بال وواد املعجمووة‪ ،‬ومعنوواه حت و يتبووني الف وول يف الووذهب ليجعوول لل و ثموون‬
‫العرض الذي هل اصرز‪.‬‬
‫ومثووا التشووكيل‪ :‬اسووتدال موون يمنووع بيووع احلنطووة يف السوونبل ب و روي‬
‫أن النبووي صووىل اهلل عويووه وسوووم هنوو عوون بيووع احلووب حتوو يفوور ‪ ،‬مبنيوو ًا‬
‫لومفعل ‪ ،‬فيقل املخوالف‪ :‬إنو هول (حتو يفور ) مبنيوا لوفاعول‪ ،‬ومعنواه حتو‬
‫يصري فريك ًا‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫وموون للوو ‪ :‬اسووتدال موون يوورى أن األمووة ‪ /‬تصووري فرااوو ًا بوواللط ‪،‬‬
‫فيوحووق الللوود بالسوويد وإن مل يسووتوحقه‪ ،‬حلوودي عبوود بوون زمعووة وسووعد بوون أيب‬
‫وقوواه إل اختصو لونبووي صووىل اهلل عويووه وسوووم فقووا عبوود‪ :‬يووا رسوول اهلل هوول‬
‫أخووي وابوون وليوودة أيب‪ ،‬ولوود عووىل فرااووه‪ ،‬وقووا سووعد‪ :‬يووا رسوول اهلل‪ ،‬هوول ابوون‬

‫‪12‬‬
‫أخي عتبة‪ ،‬قود كوان عهود إ َّيل فيوه‪ ،‬فقوا رسول اهلل صوىل اهلل عويوه وسووم لعبود‬
‫بوون زمعووة‪(( :‬هووو ل و يووا عبوود بوون معووة‪ ،‬الولوود للفوورال وللعوواهر احلجوور‪،‬‬
‫واحتجبي منه يا سودل))‪.‬‬
‫فقىض به البن زمعة‪.‬‬
‫فيقل مون ال يورى للو ‪ :‬الروايوة (هول لو عبود) بوالتنلين‪ ،‬و (ابون‬
‫زمعة) منادى م ا ‪ ،‬ولوذل أمور سولدة باالحتجواب منوه‪ ،‬ولول أحلقوه بزمعوة‬
‫ملا أمرها باالحتجاب من أخيها‪.‬‬
‫فهذه اللجله كوها مثارات األغالي الوفيية يف الوفظ املفرد‪.‬‬

‫[ اشرتاك التأليف ]‬

‫وأما االارتا الذي هول يف الوفوظ املركوب بعود حتقوق تركيبوه فهول مثوار‬
‫الغو ‪ ،‬ويسم اارتا التأليف‪.‬‬
‫ومثالووه ل العقليووات‪ :‬العووامل إمووا أن يكوولن ممكن و ًا أن يكوولن يف األز ‪ ،‬أو‬
‫ال ممكن ًا أن يكلن يف األز ‪.‬‬
‫فإن كان ممكن ًا أن يكلن يف األز أمكن أن يكلن قدي ً وهل حما ‪.‬‬
‫وإن مل يكوون ممكنوو ًا أن يكوولن يف األز فإلمكووان كلنووه بدايووة‪ ،‬ويوووزم ‪/‬‬
‫‪4‬‬
‫انقالبه من االمتناع الذايت إا اإلمكان الذايت وهل حما ‪.‬‬
‫ومثووار الغو و فيووه أن قللنووا‪( :‬يف األز ) إمووا أن يتعوووق بقللنووا‪( :‬ممكن و ًا)‬
‫أو بقللنا‪( :‬يكلن)‪ ،‬والرتكيب صالح لومعنيني‪.‬‬
‫فإن كان متعوقو ًا بوو (يكولن) اخرتنوا القسوم الثواين‪ ،‬وهول أن العوامل لويس‬
‫بممكن أن يكلن يف األز ‪ ،‬وحين ذ ال يوزم أن يكلن إلمكان كلنه بداية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وإن تعوووق بقللنووا‪( :‬ممكنوو ًا) اخرتنووا القسووم األو ‪ ،‬وحين ووذ ال يوووزم‬
‫إمكان كلنه قدي ً ‪.‬‬
‫ومثالووه ل الفقهيووات‪ :‬قللووه تعوواا‪(( :‬إال الووذين تووابوا)) فإنووه حيتموول أن‬
‫يكوولن اسووتثنا موون مجيووع اجلموول املتقدمووة‪ ،‬ويوووزم جوولاز قبوول اووهادة القووال‬
‫بعوود تلبتووه‪ ،‬وأن يكوولن اسووتثنا موون اجلموووة األخوورية فقو ‪ ،‬فووال تقبوول اووهادة‬
‫القال بعد تلبته‪ ،‬والرتكيب صالح لومعنيني‪.‬‬
‫فموون احووتج موون الفووريقني عووىل مذهبووه فوحخوور القوودرت يف اسووتدالله‬
‫باارتا التأليف‪.‬‬
‫ومثاله ل علوم األصوول‪ :‬قول مون منوع التكويوف بامليووط عنود عودم‬
‫رشطووه اليووعي‪ ،‬وتفوورض يف تكويووف الكفووار بووالفروع‪ :‬لوول أمكوون التكويووف‬
‫بفعوول امليوووط قبوول حصوول رشطووه اليووعي مل يك ون اليووط رشط و ًا‪ ،‬والثوواين‬
‫باطل باإلمجاع‪.‬‬
‫فيقل اصصوم‪ :‬قوللكم (قبول رشطوه) إموا أن يتعووق بفعول امليووط أو‬

‫‪4‬‬ ‫بووالتكويف‪ ،‬فووإن كووان األو سووومناه ‪ /‬وال يمووس حموول النوووزاع‪ ،‬ألنووا ال ندعيووه‪،‬‬
‫وإن كان الثاين منعنا املالزمة‪ ،‬والرتكيب صالح لومعنيني‪.‬‬

‫[ االشرتاك بني اإلفراد والرتكيب ]‬

‫وأما االارتا يف الوفظ بسبب تردده بني اإلفراد والرتكيوب‪ ،‬وهول القسوم‬
‫الثال ‪ ،‬فإما أن يكلن أخذ مركب ًا وهل مفرد أو بالعكس‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫[ تركيب املفصل ]‬

‫سم تركيب الومف َّصل‪ ،‬وهل مثار الغو ‪.‬‬


‫فإن كان األو في َّ‬
‫ومثالووه ل العقليووات‪ :‬قوول موون يوورى أن األرض أبوورد موون املووا ‪ ،‬ألن‬
‫الرتاب يابس مفرط‪ ،‬ثوم يفورد املفورط باحلمول وي وم إليوه أن الورتاب بوارد‪ ،‬ثوم‬
‫معها فيقل ‪ :‬الرتاب بارد مفرط‪ ،‬فقد ركب يف نتيجته ما هل بارد مفصل‪.‬‬
‫ومثالووه ل الفقهيووات‪ :‬اسووتدال موون يوورى أن املسووح عووىل الع مووة أو‬
‫مس الناصية وحدها ال وزي‪ ،‬بحودي مسووم أنوه صوىل اهلل عويوه وسووم مسوح‬
‫بناصيته وعىل الع مة‪.‬‬
‫ضم إليه اآلخر‪.‬‬
‫قا عياض‪ :‬فول أجزأ أحدمها ملا َّ‬
‫فيقل اصصم‪ :‬أنوت ركبوت موا هول مفصول‪ ،‬وللو أنوه صوىل اهلل عويوه‬
‫وسوم مسح عىل الع مة يف وضلئه مرة ومسح بناصيته مرة‪.‬‬

‫[ تفصيل املركب ]‬

‫وإن كووان الثوواين‪ ،‬وهوول أن يأخووذ مووا هوول مركووب فيفصوووه‪ ،‬فيسووم‬
‫تفصيل املركب‪.‬‬
‫ومثالووه ل العقليووات‪ :‬اجلسووم مووادة وصوولرة‪ ،‬واملووادة منفعوووة فقوو ‪/‬‬

‫‪5‬‬ ‫فاجلسم منفعل فق ‪.‬‬


‫والغو فيه كلنه أخذ املادة حمملالً وفصوه‪ ،‬وإن هل جز حممل ‪.‬‬
‫ومثالووه ل الفقهيووات‪ :‬قللووه صووىل اهلل عويووه وسوووم يف النبيووذ‪(( :‬ثموورل‬
‫طيبووة وموواء طهووور))‪ ،‬فيفصوووه موون حيووتج عووىل جوولاز اللضوول بالنبيووذ فيقوول ‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫النبيذ ما طهلر‪ ،‬واملوا الطهولر يتلضوأ بوه‪ ،‬فالنبيوذ يتلضوأ بوه‪ ،‬فيفصول موا هول‬
‫مركب‪.‬‬
‫بوول الصووحيح أن النبيووذ اموولع موون املووا والثموورة‪ ،‬وإنو للو كقللنووا‪:‬‬
‫الطني ما وتراب‪.‬‬
‫فهووذه مثووارات الغووو الوفيووي‪ ،‬وهووي سووتة ال أزيوود منهووا‪ :‬ااوورتا‬
‫اجلوولهر‪ ،‬وااوورتا الصوويغة‪ ،‬وااوورتا الولاحووق‪ ،‬وااوورتا التووأليف‪ ،‬وتركيووب‬
‫املفصل‪ ،‬وتفصيل املفصل‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫[ الغلط من جهة املعنى ]‬

‫وأما مثارات الغو الذي من جهة املعن ‪ ،‬فنقل فيه‪:‬‬


‫إن كل دليل وحجة فهل لو مادة وصلرة‪.‬‬
‫أما مادته فالقريبة املقدمات‪ ،‬والبعيدة أجزاؤها وهي احلدود‪.‬‬
‫وأما صلرته فالتأليف القيايس‪.‬‬
‫فإن سوكنا يف هوذا التعوويم أحود طريقيوه وهول طريوق الرتكيوب‪ ،‬فينبغوي‬
‫أن نبوودأ أوالً بووأجزا الق ووية‪ ،‬ثووم تووأليف األو وهوول التووأليف اجلزئووي‪ ،‬ثووم‬
‫بالتأليف الثاين‪ ،‬وهل التأليف القيايس‪.‬‬
‫فنقوول ‪ :‬جووز الق ووية سوولا كووان ملضوولع ًا أو حمموولالً ال خيووول إمووا أن‬
‫يكلن كثري ًا من كل وجه‪ ،‬أو واحد ًا من وجه‪.‬‬
‫ويندرج يف هذا القسم ما هل واحد من كل وجه‪.‬‬

‫[ الغلط يف التأليف اجلزئي ]‬

‫أمووا القسووم األو ‪ ،‬وهوول الكثووري موون كوول وجووه ‪ ،/‬فهووذا ال سووبيل معووه‬
‫‪5‬‬
‫إا احتاد الق وية‪ ،‬ألنوه ال بودَّ مون النسوبة احلكميوة بوني اجلوز األخوري وبوني كول‬
‫واحوود موون أجووزا الطوور اآلخوور‪ ،‬فهووي إل ًا لات نسووبتني حكميتووني‪ ،‬والنسووبة‬
‫احلكميووة هووي الصوولرة لوق ووية‪ ،‬فيووؤدي إا أن تكوولن الق ووية اللاحوودة لات‬
‫صلرتني‪ ،‬وهل حما ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫[ مجع املسائل يف مسألة واحدة ]‬

‫فووإلا أخووذت الق ووية املشووتموة عووىل هووذا الفوورض واحوودة‪ ،‬فهوول مثووار‬
‫الغو ‪ ،‬ويسم بجمع املسائل يف مسألة واحدة‪.‬‬
‫فقوود تصوودق إحوودى النسووبتني وتكووذب األخوورى‪ ،‬وقوود يكووذب يف هووذا‬
‫الرتكيب طر التقابل‪.‬‬
‫ومثالووه ل العقليووات‪ :‬قوول القائوول‪ :‬املووادة والصوولرة إمووا أن يكلنووا يف‬
‫اجلسم مبودأ الفعول أو مبودأ االنفعوا ‪ ،‬والتحقيوق فيوه التفصويل‪ ،‬أعنوي أن املوادة‬
‫مبدأ االنفعا ‪ ،‬والصلرة مبدأ الفعل‪.‬‬
‫وقوود يكوولن التعوودد موون جهووة املحموول كقوول القائوول‪ :‬اجلسووم إمووا أن‬
‫يفعوول وينفعوول ب دتووه أو ال يفعوول وينفعوول ب دتووه‪ ،‬واحلووق أنووه ينفعوول هبووا وال‬
‫يفعل هبا‪.‬‬
‫ومثالووه ل الفقيهووات‪ :‬قوول القائوول‪ :‬اللضوول والتوويمم إمووا أن يرفعووا‬
‫احلوودأ أو ال يرفعوواه‪ ،‬واحلووق التفصوويل‪ ،‬وهوول أن اللضوول يرفعووه والتوويمم ال‬
‫يرفعه‪.‬‬
‫وكذل إلا كان التعودد مون جهوة املحمول كقول القائول‪ :‬بيوع الرجول‬
‫عووىل بيووع أخيووه أو نكاحووه عووىل نكووارت أخيووه أا و أخووذناه مفوورد ًا إمووا أن حيوول‬
‫ويصح‪ ،‬أو ال حيل وال يصح‪ ،‬والتحقيق التفصيل‪ ،‬وهل أنه ال حيل ويصح‪.‬‬

‫[ أخذ ما بالعرض مكان ما بالذات ]‬

‫‪6‬‬ ‫وأمووا القسووم الثوواين‪ :‬أن يكوولن كوول واحوود موون طووريف الق ووية ‪ /‬متحوود ًا‬
‫بلجه موا‪ ،‬فإموا أن تشوتمل الق وية عوىل اجلوزئني املسوتحقني لولضوع واحلمول أو‬

‫‪18‬‬
‫ال تشووتمل‪ ،‬فووإن مل تشووتمل فووال بوود أن يكوولن اجلووز املووأخلل بوودالً عوون الفائووت‬
‫مالبسوو ًا لوجووز الفائووت بلجووه موون وجووله‪ ،‬أعنووي أن تكوولن عارضوو ًا لووه أو‬
‫معروض و ًا أو مقارن و ًا يف ملضوولع أو حموول أو زمووان أو مكووان أو نحوول لل و موون‬
‫اللجله‪ ،‬ليمكن أخوذ أحودمها كأنوه اآلخور‪ ،‬وللو مثوار الغوو ‪ ،‬ويسوم أخوذ‬
‫ما بالعرض مكان ما بالذات‪.‬‬
‫ومثالووه ل العقليووات‪ :‬قوول القائوول‪ :‬اجلسووم متصوول‪ ،‬واملتصوول ال تبق و‬
‫لاته عند طريان االنفصا ‪ ،‬فاجلسم ال تبق لاته عند طريان االنفصا ‪.‬‬
‫فيقل اآلخور‪ :‬املتصول إنو حيمول بالوذات عوىل اجلسوم التعويموي الوذي‬
‫هل النلع من الكوم‪ ،‬وأموا اجلسوم الطبيعوي الوذي هول اجلولهر فوإن حيمول عويوه‬
‫املتصل بالعرض‪.‬‬
‫ومثالوووه يف طووور املحمووول قووول م‪ :‬السوووقملنيا موووربدة‪ ،‬وإنووو هوووي‬
‫بالووذات مسووهوة لوصووفرا ‪ ،‬وعنوود لل و يعوورض لوجسووم الووربد‪ ،‬فيحموول لل و‬
‫عىل السقملنيا بالعرض‪.‬‬
‫ومثالووه ل الفقهيووات‪ :‬قوول القائوول‪ :‬نكووارت األمووة اختيووار ًا حوورام‪ ،‬ألنووه‬
‫سووبب يف إرقوواق الللوود‪ ،‬ومووا يكوولن سووبب ًا يف إرقوواق الللوود حوورام‪ ،‬فنكووارت األمووة‬
‫حرام‪.‬‬
‫فيقوول اصصووم‪ :‬إنوو حتموول السووببية بالووذات عووىل إرقوواق األم‪ ،‬فإهنووا‬
‫السبب يف إرقاق الللد‪ ،‬لكن ملا قارنه النكارت محل عويه بالعرض‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫ومثالووه موون جهووة املحموول ‪ /‬قوول القائوول‪ :‬املووا مطهوور لوجسوود إلا‬
‫أصابته النجاسة‪.‬‬
‫فيقوول اصصووم‪ :‬إن و املووا مزيوول لونجاسووة‪ ،‬فووإلا زالووت النجاسووة ب و‬
‫فاملحوول طوواهر باألصووالة‪ ،‬فوو قارنووت هووذه الطهووارة املتجووددة إلزالووة النجاسووة‬
‫محوت عىل املا بالعرض‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وموون أمثووال امللضوولع أي و ًا‪ ،‬قوول القائوول‪ :‬الصووالة يف الوودار املغصوولبة‬
‫معصية‪ ،‬واملعصوية ال تقوع امتثواالً ل مور‪ ،‬وموا ال يقوع امتثواالً ل مور فوال وز‬
‫عن املأملر به‪.‬‬
‫فيقوول املخووالف‪ :‬املعصووية ثابتووة بالووذات لوغصووب ال لوصووالة‪ ،‬لكوونه‬
‫ملا اقرتنا حوموت املعصية عويها بالعرض‪.‬‬
‫هذا كوه إلا أخوذ يف الق وية موا ال يسوتحق اللضوع أو احلمول بودالً عو‬
‫يستحقه‪.‬‬

‫[ اإلطالق يف موضع التقييد ]‬

‫فأمووا إن ااووتموت الق ووية عووىل اجلووزئني فإمووا أن يشوورتط فوويه رشط يف‬
‫اللضع أو احلمل‪ ،‬أو ال يشرتط‪.‬‬
‫فإن مل يشرتط فوال غوو ‪ ،‬وإن ااورتط ولكور للو يف الق وية فوال غوو‬
‫موون هووذا اللجووه‪ ،‬وإن مل يووذكر فهوول مثووار الغو و ‪ ،‬ويسووم اإلطووالق يف ملضووع‬
‫التقييد‪ ،‬فقد يكلن من جهة امللضلع‪ ،‬وقد يكلن من جهة املحمل ‪.‬‬
‫ومثالووه موون جهووة املو وووع يف العقويووات قوول القائوول‪ :‬كو ممول جسووم فيووه‬
‫ميوول طبيعووي إا حيووزه الطبيعووي‪ ،‬وكوول مووا فيووه ميوول طبيعووي إا حيووزه الطبيعووي‬
‫فهل متحر حركو ًة طبيعيوة أو مقسولرة عنهوا‪ ،‬فكول جسوم فهول متحور حركوة‬
‫طبيعية ‪ /‬أو مقسلر عنها‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫فيقول اصصووم‪ :‬امليوول الطبيعوي إنو حيصوول لوجسوم اصووارج عوون حيووزه‬
‫الطبيعي‪ ،‬فأما وهل فيه فال ميل له‪ ،‬فقد أطوقت ما ب تقييده‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ومثالووه ل الفقهيووات‪ :‬قوول القائوول‪ :‬املووديان مال و لنصوواب حووا عويووه‬
‫احلوول ‪ ،‬وكو ممول مال و لنصوواب حووا عويووه احلوول فعويووه زكوواة نصووابه‪ ،‬فاملووديان‬
‫عويه زكاة نصابه‪.‬‬
‫فيقوول اصصووم‪ :‬ملضوولع الكووربى ال يصوودق عويووه حممل ووا إال مقيوود ًا‬
‫باملو و التووام‪ ،‬ولووذل ال ووب الزكوواة عووىل العبوود وإن كووان مالك و ًا لونصوواب‪،‬‬
‫ب تقييده‪.‬‬
‫فأنت قد أطوقت ما مم‬
‫ومثاله من جهوة املحموول ل العقليوات‪ :‬قول مون يورى أن اإلنسوان إنو‬
‫يوودر املعقوولالت بقوولة تتعوووق هبووا‪ ،‬ال بانطبوواع املعقوولالت يف جوولهر اإلنسووان‪:‬‬
‫كوول إنسووان لو وضووع حمسوولس‪ ،‬وكوول لي وضووع حمسوولس ال يعقوول املعقوولالت‬
‫مم‬
‫فكوول إنسووان ال يعقوول املعقوولالت املجووردة عوون‬ ‫املجووردة عوون األوضوواع‪،‬‬
‫األوضاع‪.‬‬
‫فيقوول اصصووم‪ :‬أنووت قوود أطوقووت املحموول ‪ ،‬وإنوو الصووادق أن َّ‬
‫كوول‬
‫لي وضع ال يقبل املعقولالت مون حيو هول لو وضوع‪ ،‬وال يووزم مون للو أال‬
‫تقبوهووا مطوق و ًا‪ ،‬فاإلنسووان موون جهووة مادتووه لو وضووع ال يقبوول املعقوولالت موون‬
‫جهة جسوميته ومادتوه‪ ،‬وأن ال يقبوهوا مون حيو صولرته وهوي الونفس الناطقوة‬
‫التي ال وضع ا ‪./‬‬
‫‪0‬‬
‫ومثالووه ل الفقهيووات‪ :‬قوول موون يوورى الصووالة عووىل جووود امليتووة املوودبل ‪:‬‬
‫جود امليتوة املودبل طواهر‪ ،‬وكول طواهر ولز الصوالة عويوه‪ ،‬فجوود امليتوة ولز‬
‫الصالة عويه‪.‬‬
‫فيقل اصصوم‪ :‬أنوت قود أطوقوت موا وب تقييوده‪ ،‬وهول أن جوود امليتوة‬
‫طاهر طهارة مقيدة باستع له يف اليابسات واملا وحده‪ ،‬ال مطوق ًا‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫[ إيهام العكس ]‬

‫فووإن كانووت الق ووية مشووتموة عووىل اجلووزئني املسووتحقني لولضووع واحلموول‬
‫بيطه ‪ ،‬فوال غوو يوحقوه مون جهوة أجوزا الق وية‪ ،‬لكون إموا أن تكولن هي وة‬
‫وب‪ ،‬أعنوي أن يكولن موا يسوتحق اللضوع ملضولع ًا وموا‬ ‫الق ية موأخللة كو‬
‫ووب‪ ،‬وللوو بووأن‬ ‫يسووتحق احلموول حمموولالً أو ال تكوولن ا ي ووة مووأخللة كوو‬
‫يعكس الرتتيب يف الرتكيب‪.‬‬
‫فإن كان األو فوال غوو مون جهوة الق وية‪ ،‬وإن كوان الثواين فهول مثوار‬
‫الغو ‪ ،‬ويسم إاام العكس وأخذ الالزم وأخذ الالحق‪.‬‬
‫ومثالووه ل العقليووات‪ :‬قوول موون يوورى أن هيوولا اجلسووم هووي مكانووه‪:‬‬
‫فوإن ا يولا قابول لتعاقوب األجسوام عويوه‪ ،‬وكول قابول لتعاقوب األجسوام عويووه‬
‫فهل مكان‪ ،‬فا يلا مكان‪.‬‬
‫والغو يف الكوربى‪ ،‬فوإن احلوق العكوس‪ ،‬وهول أن املكوان قابول لتعاقوب‬
‫األجسام عويه‪ ،‬ولل ال ينعكس كوي ًا‪.‬‬
‫ومثالووه ل الفقيووات‪ :‬قوول موون يوورى أن العاريووة يف ضوو ن املسووتعري‬
‫مطوقو ًا‪ :‬إن املسووتعري ‪ /‬لووه اصووراج يف زموون العاريوة‪ ،‬وكو ممول موون لووه اصووراج فعويووه‬
‫‪8‬‬
‫ال و ن لقللووه صووىل اهلل عويووه وسوووم‪(( :‬اخلووراب بالضو ))‪ ،‬فينووتج أن املسووتعري‬
‫ن‪.‬‬ ‫عويه ال‬
‫َّ‬
‫أن مون عويوه ال و ن‬ ‫فيقل اصصوم‪ :‬الصوحيح الوذي يقت ويه احلودي‬
‫فوه اصراج‪ ،‬وهي ق ية كوية ملجبة ال تنعكس عىل نفسها‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫[ سوء اعتبار احلمل ]‬

‫ووب‪ ،‬وعووىل ا ي ووة ك و‬ ‫فووإن كانووت الق ووية مشووتمو ًة عووىل اجلووزأين ك و‬
‫وب كيفو ًا وجهو ًة فوال‬ ‫ب‪ ،‬نيرنوا بالنسوبة احلكميوة‪ ،‬فوإن كانوت موأخللة كو‬
‫وب فهول مثوار الغوو ‪ ،‬ويسوم سول اعتبوار‬ ‫غو يف الق ية وإن مل تلجود كو‬
‫احلمل‪ ،‬ويقا له أي ًا‪ :‬إغفا تلابع احلمل‪.‬‬
‫ومثالووه قوول القائوول‪ :‬لوول كووان اجلسووم ينقسووم إا مووا الهنايووة لووه لكووان‬
‫مركب ًا مما الهناية له‪ ،‬والتايل باطل فاملقدم مثوه‪.‬‬
‫فيقوول اصصووم‪ :‬إنوو تصووح املالزمووة إلا كووان املقوودم ق ووية فعويووة‪،‬‬
‫والصحيح فيه اإلمكان ال الفعل‪.‬‬
‫ومثالووه ل الفقهيووات‪ :‬قوول القائوول‪ :‬نكووارت األمووة موورق لوللوود‪ ،‬وكوول‬
‫مرق لوللد حرام‪ ،‬فنكارت األمة حرام‪.‬‬
‫فيقوول اصصووم‪ :‬الصووغرى ممكنووة ال مطوقوو ًة‪ ،‬فامللضوولع يف الكووربى إن‬
‫أخووذ ممكنوو ًا منعناهووا‪ ،‬وإن أخووذ بالفعوول مل يتحوود اللسوو ‪ ،‬ولوول سوووم إنتاجووه‬
‫فالنتيجة ممكنة ولل ال ننكره‪.‬‬
‫ومثاله أي ًا‪ :‬نكوارت املوريض مبطول حوق اللرثوة‪ ،‬وكول موا هول مبطول ‪/‬‬
‫‪8‬‬ ‫حلق اللرثة ممنلع‪ ،‬فنكارت املريض ممنلع‪.‬‬
‫فيقل املخالف ك تقدم‪.‬‬
‫فهوووذه مجووووة مثوووارات الغوووو يف الق وووية اللاحووودة‪ ،‬وهووول التوووأليف‬
‫اجلزئي‪ ،‬وهل التأليف األو يف القياس‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫[ الغلط يف التأليف القياسي ]‬

‫وأمووا التووأليف الثوواين وهوول التووأليف القيووايس فإمووا أن تكوولن صوولرته‬


‫صلرة استقامة أو صلرة خوووف‪.‬‬
‫فإن كان صلرة استقامة فيسم القياس املستقيم‪.‬‬

‫[ وضع ما ليس بعلة علةً ]‬

‫فإمووا أن يكوولن بينووه وبووني املطووولب اتصووا عقوويل‪ ،‬أعنووي أن يكوولن‬


‫بحيوو يسووتوزم موون وضووع املقوودمات املطووولب‪ ،‬أو ال يكوولن بيوونه اتصووا‬
‫عقيل‪ ،‬فإن مل يكن فهل مثار الغو ‪ ،‬ويسم وضع ما ليس بعوة عوة‪.‬‬
‫وللوو يشوومل قسوومني‪ :‬أحوودمها أن ال يكوولن التووأليف منتجوو ًا وللوو‬
‫باختال رشط من رشوط اإلنتاج‪.‬‬
‫ومثالووه ل العقليووات‪ :‬قوول القائوول‪ :‬املكووان تتعاقووب عويووه األجسووام‪،‬‬
‫وا يلا يتعاقب عويه األجسام‪ ،‬فاملكان هيلا‪.‬‬
‫فووإن هووذا موون الشووكل الثوواين موون موولجبتني‪ ،‬وقوود عوووم َّ‬
‫أن موون اليووط‬
‫إنتاجه اختال املقدمتني يف الكيف‪.‬‬
‫ومثالووه ل الفقهيووات‪ :‬قوول القائوول‪ :‬الوولتر يصووىل عووىل الراحوووة‪ ،‬والنفوول‬
‫يصىل عىل الراحوة‪ ،‬فاللتر نفل‪.‬‬
‫فإن كانوت املقودمات كالبوة موع فسواد الصولرة فيسوم عنودهم قيواس‬
‫العقم‪.‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬أن يكلن التأليف منتج ًا‪ ،‬ألنه ينتج عني املطولب ‪./‬‬

‫‪9‬‬

‫‪24‬‬
‫ومثاله ل العقليات‪ :‬قول ابون مينودس‪ :‬مم‬
‫كول موا سولى امللجولد فهول ال‬
‫ملجلد‪ ،‬وما هل ال ملجلد فويس بيش ‪ ،‬فامللجلد واحد‪.‬‬
‫فووإن هووذا إنو ينوتووووج‪ :‬إنو سوولى امللجوولد فووويس بيشو ألن امللجوولد‬
‫واحد‪.‬‬
‫ومثالووه ل الفقهيووات‪ :‬قوول القائوول‪ :‬النكووارت أو البيووع وقووت النوودا إا‬
‫اجلمعة فاسد‪ ،‬ألنوه اواغل عون اجلمعوة‪ ،‬وكول اواغل عون اجلمعوة فهول حورام‪،‬‬
‫فالبيع أو النكارت فاسد‪.‬‬
‫فيقل اصصم‪ :‬هوذا ينوتج أنوه حورام ال أنوه فاسود‪ ،‬وكلنوه حرامو ًا لويس‬

‫هوول كلنووه فاسوود ًا وال يسووتوزمه‪ ،‬أال توورى أن بيووع الوووم َّ‬
‫رصاة حوورام وإن وقووع‬
‫صووح‪ ،‬ولووذل جعوول النبووي صووىل اهلل عويووه وسوووم اصيووار فيووه لومبتوواع ومل‬
‫يفسخه‪ ،‬فقد أنتج الدليل غري املطولب‪.‬‬

‫[ املصادرة على املطلوب ]‬

‫وأمووا إن كووان بووني التووأليف واملطووولب اتصووا عقوويل‪ ،‬فإمووا أن تكوولن‬


‫املقدمات أعر من املطولب أو ال تكلن‪.‬‬
‫فووإن كووان األو فووال خووول وال غووو ‪ ،‬وإن كووان الثوواين فهوول مثووار‬
‫الغو ‪ ،‬ويسم املصادرة عىل املطولب األو ‪.‬‬
‫وهي ثالثة أنواع‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬أن يؤخذ املطولب بعينه مقدم ًة يف الدليل‪.‬‬
‫وري‪ ،‬فإنووه‬ ‫ومثالووه ل العقليووات‪ :‬قوول القائوول‪ :‬العوووم ال حيوودمم ألنووه‬
‫ال حيدمم بنفسوه السوتحالة للو ‪ ،‬وال بغوريه ألن غوري العووم ال يعور إال بوالعوم‪،‬‬
‫فهذا قد أخذ املطولب مقدم ًة يف دليوه بعينه‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ومثالووه ل الفقهيووات‪ :‬قوول القائوول‪ :‬املكووره ال يوزمووه الطووالق ‪ /‬ألن‬
‫‪9‬‬
‫املكره مغوق عويه‪ ،‬واملغوق عويه ال يوزمه الطالق‪ ،‬فاملكره ال يوزمه الطالق‪.‬‬
‫أمووا الصووغرى ف و ن اإلكووراه واإلغووالق لفيووان مرتادفووان عنوود أربوواب‬
‫الوغة‪.‬‬
‫وأما الكربى فوقلله صىل اهلل عويه وسوم‪(( :‬ال طال ل إغال ))‪.‬‬
‫فيقوول اصصووم‪ :‬الكووربى التووي أخووذهتا يف هووذا القيوواس هووي عووني‬
‫املطولب‪.‬‬
‫وموون كل و ‪ :‬قوول القائوول يف بيووان أن النوولم حوودأ يلجووب اللضوول ‪:‬‬
‫قووا اهلل تعوواا‪(( :‬إكا قمووتم إىل ال ووالل فاغسوولوا))‪ ،‬وموون املعووولم أن اآليووة ال‬
‫تؤخووذ بياهرهووا‪ ،‬وإال لووزم اللضوول كوول قووائم متطهوور ًا أو غووري متطهوور‪ ،‬فووال بوود‬
‫من إض ر يف اآلية‪.‬‬
‫فإمووا أن ت وومر موون األحووداأ مووا لكوور يف اآليووة أو مل يووذكر فيهووا‪ ،‬وال‬
‫يصووح إض و ر مووا لكوور ملووا يوووزم يف لل و موون التكوورار‪ ،‬فتعووني أن امل وومر مووا مل‬
‫يذكر‪ ،‬ومل يبوق مموا مل يوذكر إال النولم‪ ،‬فكأنوه قوا ‪ :‬إلا قموتم مون النولم‪ ،‬فود َّ أن‬
‫النلم حدأ يلجب اللضل ‪.‬‬
‫فيقل اصصوم‪ :‬إنو يتعوني إضو ر النولم بعود تسوويم أنوه حودأ‪ ،‬فهوذه‬
‫مصادرة‪.‬‬
‫النوووع الثوواين‪ :‬أن يكوولن املطووولب مسوواوي ًا ملقدمووة الوودليل يف اصفووا‬
‫واملعرفة‪ ،‬كأخذ أحد املت ايفني يف بيان اآلخر‪.‬‬
‫ومثالووه ل العقليووات‪ :‬قوول القائوول‪ :‬الشوومس فوولق الزهوورة يف وضووع‬
‫األفال وهيأهتوا‪ ،‬والودليل عوىل للو أن الزهورة كاسوفة لوشومس‪ ،‬والكاسوف‬
‫حتووت ‪ /‬املكسوول ‪ ،‬فووالزهرة حتووت الشوومس‪ ،‬وكووو كانووت الزهوورة حتووت‬
‫‪17‬‬
‫الشمس كانت الشمس فلقها‪ ،‬فالشمس فلق الزهرة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫فيقل اصصم‪ :‬هوذه مصوادرة‪ ،‬فوإن كولن الزهورة حتوت الشومس وكولن‬
‫الشمس فلقها ق يتان متساويتان يف اصفا ‪.‬‬
‫ومثالووه ل الفقهيووات‪ :‬النكووارت أف وول موون الووتخيل لنلافوول العبووادات‪،‬‬
‫ألنه كو كانوت مصوالح الوتخيل قوانة عون مصوالح النكوارت كوان الوتخيل دون‬
‫النكارت‪ ،‬لكن املقدم حق‪ ،‬فالتايل حق‪.‬‬
‫ثووم نقوول ‪ :‬كو و كووان الووتخيل دون النكووارت كووان النكووارت فوولق الووتخيل‪،‬‬
‫حق فالتوايل حوق‪ ،‬ومون املعوولم أن كولن الوتخيل دون النكوارت وكولن‬
‫لكن املقدم ّ‬
‫النكارت فلق التخيل سيان يف اليهلر واصفا ‪.‬‬
‫النوووع الثالوو ‪ :‬أن يكوولن املطووولب أخفوو موون املقدمووة املووذكلرة يف‬
‫الدليل‪.‬‬
‫ومثاله ل العقليوات‪ :‬قول القائول‪ :‬لول كوان اجلسوم مؤلفو ًا مون أجوزا ال‬
‫تتجووزأ لكانووت مسووافة احلركووة مؤلفووة منهووا‪ ،‬فكووان الزمووان املسوواوي لوحركووة‬
‫مؤلف ًا من آنات بالفعل‪ ،‬فيوزم تتايل اآلنات‪ ،‬وتتايل اآلنات حما ‪.‬‬
‫فيقوول اصصووم‪ :‬إن و يسووتحيل تتووايل اآلنووات‪ ،‬ويعوور لل و باسووتحالة‬
‫تألف اجلسم من أجزا ال تتجزأ‪ ،‬فاستحالة اآلنات أخف من املطولب‪.‬‬
‫ومثالووه ل الفقهيووات‪ :‬قوول القائوول‪ :‬لوول صووح نكووارت اصيووار ملووا فسووخ إلا‬
‫وقع‪ ،‬لكنه يفسخ إلا وقع‪ ،‬فهل ليس بصحيح ‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫فيقوول اصصووم‪ :‬إنوو يعوووم أنووه ‪ /‬يفسووخ بعوود العوووم بعوودم صووحته‪،‬‬
‫فكيف يؤخذ يف بيانه‬
‫ومنووه قللووه يف املدونووة‪ :‬يف نكووارت اصيووار أنووه ال يصووح ألهن و لوول ماتووا مل‬
‫يتلارثا‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫[ تنبيه وإيقاظ يف موضو املصادرة على املطلوب ]‬

‫ومما ينبغي أن يتفطن له يف هذا البواب أن يكولن الون مم قود وجود يف أحود‬
‫املت ايفني‪ ،‬ويكلن املطولب قد ترجح بامل يف اآلخر‪ ،‬فيذكر املستدل لوووم أحود‬
‫املتضايفني لآلخر تنبيه الا‪ ،‬ال أنه مقدمة أجىل من املطولب‪.‬‬
‫ومثاله قل القائل‪ :‬بنت الزنو حورام عوىل الوزاين‪ ،‬ألن بنوت الزنو بنوت‬
‫لوزاين‪ ،‬فكانت حرام ًا لقلله تعاا‪(( :‬وبناتكم)) ثم بني أن بنت الزن بنت لوزاين بأن‬
‫الزاين أب ا‪ ،‬ويستد بحدي جريج حني قا لوللد‪ :‬من أبول يابوابلس‪ ،‬فقوا ‪:‬‬
‫فالن الراعي‪.‬‬
‫فد َّ احلدي عىل أن الزاين يسم أب ًا‪ ،‬وإلا كان الزاين أب ًا لبنت الزن كانوت‬
‫بنت الزن بنت ًا لوزاين وهل املطولب‪.‬‬
‫فمثل هذا ال ينبغي أن يعد مصادرة‪.‬‬
‫هذا كوه إلا كان التأليف القيايس تأليف استقامة‪.‬‬
‫وأما إلا كان التأليف تأليف خوف‪ ،‬وهل أن تثبت املطولب باستوزام نقي ه‬
‫الكذب واملحا ‪ ،‬فحكمه حكم القيواس املسوتقيم يف مجيوع موا تقودم مون مثوارات‬
‫الغو ‪.‬‬
‫واملحا الذي ينتجه قياس اصووف بمثابوة املطوولب يف القيواس املسوتقيم‪،‬‬
‫فيتحرز فيه من املصادرة ووضع ما ليس بعوة عوة‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫وإن يزيد اصوف عىل املستقيم بمثار واحد يف مثارات الغو ‪ /‬وهل إمهوا‬
‫املتقابالت‪.‬‬
‫ولل أن قياس اصوف هل إثبات املطولب بإبطا نقي ه‪ ،‬فإن أخذ فيه غري‬
‫النقي ني فال خول فيه‪ ،‬وإال فهل مثار لوغو ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ومثاله ل العقليات‪ :‬قل القائل‪ :‬التَّعوممني أمر عدمي‪ ،‬ألنه لل كان أمر ًا ثبلتي ًا‬
‫تعني آخر‪ ،‬وهل وجلدي‪ ،‬فيكلن له تعني آخر ويتسوسل‪.‬‬
‫لكان له مم‬
‫فيقل اصصم‪ :‬إن يتم لل لل كان هذا املحوا الزمو ًا لنفويض مطولبو ‪،‬‬
‫وإن مطولب أن كل تعني أمر عدمي‪ ،‬فنقي ها جزئية ال كوية‪ ،‬وإن يوزم املحا إلا‬
‫أخذت كوية‪.‬‬
‫ومثاله ل الفقهيات‪ :‬قل القائل‪ :‬اقتنا أواين الذهب والف ة مبارت‪ ،‬ألنه لل‬
‫كان حراما حلرم بيعها وملا صح‪.‬‬
‫فيقل املخالف‪ :‬إن نقيض كلنه مباح ًا أال يكلن مباح ًا ال أنه حرام‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫[ خامتة وتلخيص ]‬

‫فهووذه مثووارات الغووو املعنليووة‪ ،‬وهووي عووىل مووا لكرتووه ث نيووة‪ :‬ووس‬
‫تتعوق بالق ية‪ ،‬وثالأ تتعوق بالقياس‪.‬‬

‫أمووا التووي تتعوووق بالق ووية فجمووع املسووائل يف مسووألة واحوودة‪ ،‬وأخووذ مووا‬
‫بووالعرض مكووان مووا بالووذات‪ ،‬واإلطووالق يف ملضووع التقييوود‪ ،‬وإاووام العكووس‪،‬‬
‫وسل اعتبار احلمل‪.‬‬

‫والتووي تتعوووق بالقيوواس‪ :‬وضووع مووا لوويس بعوووة عوووة‪ ،‬واملصووادرة عووىل‬
‫املطولب‪ ،‬وإمها املتقابالت‪ ،‬ويقا فيه‪ :‬إمها رشوط التناقض‪.‬‬
‫لكن َأ ِرسوطو إموام هوذه الصوناعة ملوا لكور املغالطوات الوفييوة عودها سوت ًا‬
‫كو عووددناها‪ ،‬وملووا لكوور املغالطووات املعنليووة عوودها سووبع ًا‪ ،‬وأسوق سوول اعتبووار‬

‫‪11‬‬ ‫احلمول ‪ /‬ولعووه رآه راجعو ًا إا اإلطوالق والتقييوود‪ ،‬ألنوه يأخوذ اعتبوارات احلموول‬
‫قيلد ًا يف املحمل ‪.‬‬

‫وأمووا أبووو نرصو فووذكر السووبع التووي لكرهووا َأ ِرسووطو وزاد عويهووا ملضووع‬
‫النقوة واإلبودا ‪ ،‬وهول أن ينتقول الوذهن مون اليشو إا موا يقولم مقاموه غوطو ًا‪،‬‬
‫ومهووا يفرتقووان يف اصوولاه والوووزوم واملقارنووات واصيوواالت‪ ،‬وقوود ينتقوول إا‬
‫الشبيه ك يين با لا أنوه اصوال ‪ ،‬وإا الوالزم كو ينتقول مون تنواهي األجسوام‬
‫إا اكوها وإا املقابل ك ينتقل من أحد املتقابوني إا اآلخر‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫وأمووا اصيوواالت فإهنووا تثووري الغووو كثووري ًا موون قبوول أن كثووري ًا موون‬
‫املعقوولالت ال تسووتقر يف العقوول إال مقارنووة بخيوواالت جسوو نية‪ ،‬فيعرسوو عووىل‬
‫العقوول ريوود صوولرها اصاصووة موون اصيووا ‪ ،‬مثوول تصوولرنا مووا قبوول العووامل بأنووه‬
‫امتووداد زموواين وخووارج العووامل بأنووه خووال أو مووال ‪ ،‬وموون هنووا عوون بع ووهم أن‬
‫األاعة واليو ت واليال أجسام‪.‬‬

‫وأنووت تعوووم إلا تأموووت هووذا امللضووع‪ ،‬أعنووي ملضووع النقوووة واإلبوودا ‪،‬‬
‫أنووه راجووع إا مووا بووالعرض‪ ،‬ولووذل قووا أبووو عووي يف الشووفاء حووني عوود هووذه‬
‫امللاضووع‪ :‬انيووروا معيوو املتعومووني إا هووذا الرجوول العيوويم‪ ،‬يعنووي أرسووطو‪،‬‬
‫وتأمولا هل زاد أحود بعوده يف هوذه امللاضوع موا يسوتحق الزيوادة وبيننوا وبينوه املودة‬
‫التي هي قريب من ‪ /‬ألف وثالث ئة سنة‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫وكووان اوويخنا أبووو عبوود اهلل ا بووي يقوول ‪ :‬إن أبووا عووي إن و عوورض بووهع‬
‫نرص الفاراع حني زاد بزعمه ملضع النقوة املذكلر‪.‬‬

‫وأقووول‪ :‬أمووا نحوون فقوود نبهنووا عووىل ملاضووع الغو و حمصوولرة بووالطريق‬
‫الصناعي‪ ،‬ممثوة متثي ً‬
‫ال بتقريب يؤيد الفهم‪.‬‬
‫فهذه نبوذة إن أنوت حققتهوا سوهل عويو اللقول عوىل مثوارات الغوو‬
‫يف األدلة العقوية والفقهية عند االستقرا ‪.‬‬

‫واهلل ولي التوفيق والعصمة‬


‫وصلى اهلل على سيدنا حممد نيب الرمحة‬
‫وآله وصحبه خري األمة وسلم تسليماً‪.‬‬

‫‪31‬‬

You might also like