Ali Abdel Razek Al Raziq, Islam and Foundation of Power, Arabic 1925

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 172

‫الإسلام وأصول الحكم‬

‫بحثفى‬
‫الخلافة والحكومة فى الإسلام‬
‫تأليف الشيخ‬
‫على عبد الرازق‬
‫من علماء الجامع الأزهرء وقضاة المحاكم الشرعية‬

‫«الطبعة الأولى؛‬
‫سنة ‪14١‬‏ ها ‪ -‬سنة ‪879١‬‏ م‬
‫©‬
‫دار الهلال‬
‫ينفرد كتاب الهلال بنشر مذكرات الشيخ‬
‫على عبدالرازق حول كتاب الإسلام وأصول‬
‫الحكم‪ .‬وهى المذكرات التى يقدمها ابن أخيه‬
‫السفير ممدوح عبدالرازق من خلال المقدمة‬
‫وفيها يقدم لنا المناخ السياسى والثقافى‬
‫والإجتماعى وقت صدور هذا الكتاب الذى‬
‫أحدث دويا مازالت اثاره حتى الآن‪.‬‬

‫الغلاف للفنان‬
‫محمد أبوطالب‬
‫نقديم‬ ‫هو مهو‬

‫بقلم‪ :‬السفيرممدوح عبدالرازق‬


‫منذ شرعت أخطهذه السطور لتقديم طبعة جديدة منكتاب‬

‫‪.‬سؤالان يلحان على من داخلى إلحاحا‬


‫«الإسلام وأصول الحكم» و‬
‫شديداء أولهما ذو طبيعةخاصة إذ ينبعمن صلة الأعصاب والأرحام‬
‫منشبهة‬ ‫لىا‬
‫لقىاول‬
‫ظتل‬
‫التى تربطنى بالمؤلف‪ .‬ويكون متأنثيرها أن‬
‫الانحياز على موقفى من الكتاب وتقييمى لقدره وقدر مؤلفه ؛ مهما كان‬
‫مبلغ حرصى على الالتزام بالموضوعية وتجنب الميل مع العواطف‬
‫ّْ‬ ‫والأهواء ؟‬
‫فموقعى من المؤلفيجمع بينموقع الابنمن أبيهوموقع الطالب من‬
‫أستاذه ومربيه فى الوقت نفسه » وتفصيل ذلك أن أبى رحمه اللهتوفى‬

‫ولمأجاوزمنالعمرخمسةعشر ربيعاء فكفلنىوأخوتى شقيقهعلىعبد‬


‫الرازق فنشأنا فى كنفه لا يفرق بيننا وبين أولاده ويناته شىء فى‬
‫المعاملةأو القربمنهأشدالاقتراب‪ ,‬حتىأننابلخايامطررنا إلىاليوم‬
‫ت إرلحامنا على‬
‫ورء‬
‫ذاكلروالدين طيب اللهثراهماء وما أكثر ما يم‬
‫‪6‬‬
‫فصطفى وعلىميعن فعلاهما وهدكانا أشفاء بالروحقوق رابطة‬
‫الأخوةء له فى تنشئتناء وفى أدق مراحل التكوين‪ :‬أثر ونصيب وفضل‬

‫لىك وحده مايرفعنى دونغيرى درجات إلى مرتبة‬


‫ولا أدعى أذنف‬
‫الأهلية لتقديم كتاب لا أحسبنى مبالغا إذا عددته من بين العلامات‬
‫البارزة على طريق تطور الفكر العربى والإسلامىء إلا أن يكون لدى‬
‫جديد ؛ فى المنهجوالمضمون جميعا يمكن أن يضيف إلىمغزى إعادة‬
‫عاما كاملة‬ ‫يةن‬
‫عمس‬
‫بور خ‬
‫سومر‬
‫واسب‬
‫يتن‬ ‫اج‬
‫رشكل‬
‫خفى‬
‫إتاب‬
‫وعالك‬
‫طب‬
‫‪.‬‬ ‫لى‬
‫وعته‬
‫أر طب‬
‫لدو‬
‫اىص‬
‫عل‬
‫أما التساؤل الآخرء فذو طبعة عامة؛ إينتعلق بمايستطيع مثلى أن‬

‫يقدمهممايعدجديدا بعد كل ماكتب ونشر وقيلعلى مدى هذه السنين‬


‫عن المؤلف والمؤلف ؟ وهلفقد الكتاب ذاتهجدتهبعد مضىكل هذه‬
‫السنين ويعد كل التغيرات والمستجدات التى طرأت» وقد سرنا اليوم فى‬
‫اثيلرتهطذهورات‬‫قرن آخرء على الواقعين المحلىوالعالمى ؟ وما تأ‬
‫والمستجدات فىقدرة االألجيمالعاصرة علىفهموتقديرهذا البحث‬
‫الذى يرجع بتاريخ تاليفه ونشره والأحداث التى أحاطت به إلى زمان‬

‫آخر ؟‬ ‫مى‬
‫لحلى‬
‫اع م‬
‫عواق‬
‫آوخرو‬
‫ملًا شدرهت أخطهذة‬
‫دحع‬
‫تيل‬
‫عال‬
‫واكللتعسنسالين كانينايز‬
‫السطور ‏ دون أن أجدلهفىداخلى إجابةشافية » فقدأسلمت قلمى‬
‫لتنذاغى"الكتواط القى يكيوة فى النفدن ذكتنعلىعنس الرارف الوالد‬
‫والمفكرء وذكر كتابه «الإسلام وأصول الحكم»» والمناخ الفكرى والثقافى‬
‫والسياسى والاجتماعى الذى كان سائدا فىمصر وقتصدور الكتاب‬
‫زوقت مضاكبة الؤلق‪ :‬ؤاغيا إلى أن التاتج النفائن قد لا يكون مطابقا‬
‫للمواصفات المتعارف عليهاكمقدمةلمثلهذا البحث الذى يتصلبالدين‬
‫ويتصل بالسياسة ويتصل بعد هذا بقضية حرية الفكر والاجتهاد‬
‫والبحث والنظر العقلى ‪.‬‬
‫وسأجتهد فى أن أبسط أمام القارىء مما توافر لدى وألقته المقادير‬
‫بينيدى ‪٠‬‏ بماقديسهمفى إنارة السبيل أمامهكىيقرأ الكتاب متحررا‬
‫من أيةانطباعات مسبقةبنفسه ويفهمهبنفسه ويقيمهفى النهايةمستقلا‬
‫عن أى تأثير خارجىء وقد أتوارى فى مواقع كثيرة وراء شهادات‬
‫المعاصرين عن قربللوقائع والأحداث والأشخاص ‪.‬‬
‫ولا أعد نفسى فى موقف الدفاع عن أحد ولا المواجهة مع أحدء فلم‬
‫لامبيؤنلف ويينأحدإلا الذين كان‬
‫يقة معركةأاصل‬
‫تاكنلهنحاكقفى‬
‫يهمهم لاعتبارات سياسية ودنيوية خالصة ‪ -‬كماسنبين فيمابعد ‪ -‬أن‬
‫يدعموا عروشهم بسلطان الدين تحسبا لتداعيات حركة التحرر الوطنى‬
‫والتى كانت نذرها قد بدأت تتجمع فى سماء مصر منذ النصف الثانى‬
‫من القرن التاسع عشر ويدايات القرن العشرينء ولجأوا فى سبيل ذلك‪,‬‬
‫وبالتحديد من أيام الخديى عباس حلمى الثانى إلى تشديد قبضتهم على‬
‫الأزهروخنذق أية حركة للإصلاح والتجديد داخله مثلتلك التىقادها‬
‫الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده وأبناءمدرسته من بعده ومنبينهم‬

‫الشقيقين مصطفى وعلىعبد الرازق ‪٠‬‏‬


‫وقد كان المؤلف ذاته واعيا منذ صدور كتابه إلى هذه النوعية من‬
‫شفكل عليها فحهقميقة أن هذا الكتاب المحدود فى‬
‫تىسو‬
‫سالت‬
‫يراء‬
‫الق‬
‫عدد صفحاته مثلالسهم النافذالموجهإلىهدفمعين فىتوقيتمعين‪,‬‬
‫ولهذا نجده يكتب فى مقدمة الكتاب «بل قد أكون اكتفيت أجيانا‬
‫بإشارات ريماخفيت على صنف من القارئين جهتهاء ويتلويحات قد‬
‫تفوتهم دلالاتهاء ويكنايات توشك أن تصير عليهم ألغازاء ويمجاز ريما‬
‫حسبوه حقيقة وحقيقة ربما حسبوها مجازا» ‪.‬‬
‫ولا أريد أن أوحى للقارىء منذ الآن بما أريده أن يستخلصه بنفسه‬
‫ولنفسه عنمرامى الحملة التىواجهت الكتاب والمؤلفوقتصدوره‪.‬‬
‫ركاانء هذا التدبيرء والذى‬
‫واه‬
‫وعما إذا كانت بتدبيرسياسىء ومن عس‬
‫ريما يتضح بشكل أكبر مماخطه المؤلف رحمه اللهبيده يعدمرور‬
‫السنين‪-‬فى وريقات ولمتكتمل ولمْتنشر ومن السهل حساب تاريخها من‬
‫مقدمتها ذاتها فيقول ‪:‬‬
‫«ظهر هذا الكتاب منذ نيفوثلاثين عاماء وكان الجزء الذىصدر‬
‫مه مختضا بالبخةفىالخلافةوالحكومة فىالإسلام'‪:‬‬
‫وذلك بحث يبدو لأكشر الناس أنهمتصل بالإسلام منقرب فى‬
‫عقيدته وشريعته؛ وهىمع ذلك يتصل اتصالا وثيقا بالسياسة ونظام‬
‫الحكم د‬

‫وككينمق الداسكنكلعضي وكلرولةكدتمليوا" اتقدي كدان‬


‫لنئك وأشباههم أنهم قد‬
‫وظ‬‫لسلطان السياسة وسلطان الدين» وأقد‬

‫وقعوا منهذا الكتاب على مكان دعوة تهدد كلا من الدين والسياسة‬
‫فهبوا يستصرخون المسلمين إلىمحاذر هذا‬ ‫ير‬
‫طشر‬
‫تر و‬
‫سبي‬
‫مطر ك‬
‫بخ‬
‫الكتاب وما بهمن دعوة ضد الدين ترمى إلىنسف بنائه وتضليل‬
‫أبنائه ‪.‬‬
‫وسارع إليهم أفواج شتى من رجال السياسة ورجال الدين ومن‬
‫»من آخرين لا ينتمون إلى هؤلاء ولا‬
‫محترفى السياسة ومحترفى الدين و‬
‫هؤلاءولكنيحملونالحطبيلقونهعلىكلنا ‪.‬ر‬
‫كانت معركة مشبوية السعير ضد ذلك الكتاب ومؤلفه تولى كيدها‬
‫أواقالحكموالسلطان فىميدا الشياية وميدان الدينمها‬
‫ولتفصيل ما أورده‪ :‬المؤلفمجملا فى الفقرة السابقة لجأت إلى‬
‫بعض ما قيده من مذكرات عن هذه الفترة ويتاريخ السبت‬
‫‪9‬‬
‫حيث يكتب‪ :‬كان الهجوم قويا يلتمرك مدبروه ثغرة يمكن‬
‫مدافعتهم منهاأبحلكموه إحكاما ونشطوا فإمىداده بكلأنواعالحيلة‬
‫ووسائل الرغبة والرهبة » حتىخشى معارفنا أن يزورونا فى البيت‬
‫تعناريا يحسبون الاقتراب منا أمون البيت عصيانا للملكوخروجا‬
‫عليه‪.‬‬
‫ثمهويضيفبتفصيل ووضوج أكثر «وما كان المهيجونليفعلوا‬
‫بعض الذىفعلوا لولا أن الملكفؤاد أراد ذفلأكمرهم عن طريق حسن‬
‫نشأت باشا ففعلوا» ‪.‬‬
‫لنماء بينهم‬
‫وكذلك أراد الملكأنتتحرك العامةضدى فاانلدسعم‬

‫من يحرضهم على كتابة التلغرافات للجرائد فظهرت المطالبات بمصادرة‬


‫الكتاب مكاكيتق ‪١‬‏‬
‫وسوف نحاول أن نوضح الصورة أكثر أمام القارىء المعاصر‬

‫وسسوف نلجأ فىسبيل ذلك إلىما لمينشر منقبل من مذكرات‬


‫ملطاأمننئانون إلىثقةهؤلاء‬
‫شخصية ء لانعتمد علىماجاءبهالو‬
‫الذين مازالوا يعرفون أقدار الرجال‪ :‬فى صدق ومصداقية من تركوها‬
‫وراءهم‪ :‬شاهدا على العصربوقائعه وأشخاصه ‪.‬‬
‫ويما أنشخصية الأميرأحمد فؤادء سلطان مصرمنذ ‪ 71912‬ثم‬
‫أولملوكها فى العصر الحديث ويعد صدور تصريح ‪ 85‬فبراير‬
‫‪٠١‬‬
‫الذى استردت به مصر أهليتها الدولية واستقلالها وإن كان‬

‫منقوصا يومئذء تيدو الشخصية المحورية فيما جرى حول كتاب «الإسلام‬

‫وأضئول الحكم سواء يماخطةقلم لوافنفسهتسجيلا لوقائعهذه‬


‫الفترة أى ماكتبهعنهاغيرهفىمراحل لاحقةوهومازالمتصلا وكثيراء‬
‫فسنحاول أن نتلمسملامح هذه الشخصية ودوافعهاوطموحاتها حتى‬
‫زة أن السقكلة‪ .‬وجدمة ف متجيل للهالى‬ ‫اعد‬
‫معش‬‫لنتافط‬
‫الَ‪:‬أ‬
‫قَي‬
‫المذكرات الشخسنية لشقيقعلى‪ :‬تصطفى عبد الرازقوالذئ كانت‬
‫تجمعه بالأميرعلاقةطيبةمنذعام‪٠14١‬‏ حيثورد بالمذكرات تسجيل‬
‫نن يكاريج ‪ 51‬ابزيل ‪ 0155‬فقول «لقياالأمين‬ ‫ثين‬‫للقااءب‬
‫ارل‬
‫لأ‬
‫انلوجإوصهلاح العلمىالذى تحتاجه البلاد‬
‫بحفاوة وأخذ يحدثنا ع‬
‫حديثا طويلاء ويظهر أنهميال إلىبعثتهضة علمية وبخاصة فى‬
‫تحرير المرأة» ‪.‬‬ ‫انر‬
‫صنهم‬
‫نت وأ‬
‫أدبيا‬
‫الأ‬
‫تكلممعنا أخى السلطان ساعة بلسان عربى تشوب لهجته‬
‫مهدةالاكانككل نيا لزسمةاسنعن امرائناء وقدلأريكون الشكر‬
‫على الأمير فؤاد ميسورا فى أول زيارة لأن الزائر مضطر بحكم‬
‫التقالى إلى ‪:‬أن شوقن المخاقسنات لان الكيف يقري الهارية معتارة‬
‫موضوعاتها‪.‬‬
‫لكن الذى وقعفى نفسى من أثرهذه الزيارة هوأنهرجل بسيط‬
‫‪1١‬‬
‫صريح فيه نشاط وعزيمة وإن كان ذكاء متوسط إلاأنهيفهم علىوجه‬
‫صحيح كثيرا منحاجاتنا الاجتماعية ‪.‬‬
‫أما الفقرتان التاليتان من المذكرات فهما اللتان تستحقان التوقف‬
‫عندهما والتأمل فى مدلولهماء بعد أن مهدنا لهما بالفقرة السابقة التى‬
‫تبين نشأة العلاقةبينمصطفى عبد الرازق والأمير أحمدفؤاد ‪.‬‬
‫وأولهما بتاريخ السيت ؟‪١‬‏ فبراير ‪ :7191‬أبىعد مرور مايقرب‬
‫من عامين من نشوء هذه العلاقة‪ ,‬ويرد بها «رجانى الأمير فؤاد من‬
‫مدة أن أعينهعلىجمع ملخص لما كان يدعىبهللملوك والسلاطين فى‬
‫خطبة الجمعة فى أدوار التاريخ الإسلامى ‪ ,‬وقد بحثت الموضوع‬
‫وجمعت خلاصة منه؛ ووددت لو أتىوفيت البحثبعد ذلك خدمة للتاريخ‬
‫والعلم» ‪.‬‬
‫ثملاتمضى سنوى أيام ثمنجدبتاريخ ‪١٠‬‏ فبراير ‪ 1191‬ما نصهء‬

‫الدعاء للملوك فىخطبة‬ ‫ضنوع‬


‫وم‬‫ممعت‬
‫«سلمت الأمير فؤاد ما ج‬
‫الجمعةوقدفهمت منحديثهمعى أنهيأخذأهبتهبمثلهذاالبحث '‬
‫للمفاوضة المنتظرة فى أمر الخلافة وكأنه يأمل أن تنال مصر استقلالها‬
‫فيكون واليها خليفة‪ :‬وأن إنجلترا سوف تساعدها على الاستقلال‬
‫نفةتثفمع (انجلترا) باستقلالها وخلافتها» ‪.‬‬
‫تخلا‬
‫فتصبح لها ال‬
‫ويعلق صاحب المذكرات «قد لا يهمنا أمر الخلافة بالقدر الذىيهم‬
‫الأمير» ولكن استقلال مصر أمنية يهمناأننسلك إليهاكلسبيل» ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫هذا الحديث جرى قبل شهور معدودات من وفاة السلطان حسين‬
‫كامل يوم ؟ اكتوير ‪.١5١1/‬ء‏ وتولى أخيه فؤاد خلفا لهفىمقعد السلطنة‪,‬‬
‫ولا أحسب إلا أنصاحب المذكرات كان صادقا فيما دونه» ورغم‬
‫تماننة إلى‬
‫سفة‬
‫آخلا‬
‫للال‬
‫اقا‬
‫إيجازه؛ إلا أنهيكفىلتوضيح أن فكرة انت‬
‫العرش‪»,‬‬ ‫نى‬
‫ل‬ ‫وأ‬
‫تبل‬
‫يىق‬
‫القاهرة كانت مختمرة فى ذهن أحمدفؤاد حت‬
‫أنهكانت ثمة مفاوضات منتظرة أى تجرى فى‬ ‫ا‬
‫ضذلك‬
‫يفى‬
‫أجديد‬
‫وال‬

‫الخفاء مع بريطانيا حول هذا الموضوع‪ .‬الذى لم يعد إليه صاحب‬


‫ل‬
‫بأى‬‫ق‪775‬‏‬
‫المذكرات مرة أخرى‪ ,‬وهىتتوقف على كلحالعندعام ‪1١2‬‬
‫يأأنخذ التحركحول موضع الخلافةشكلاحاسما ‪.‬‬
‫ورغم أن الأحداثفى دولةالخلافة العثمانية وقت كتابة هذه الفقرات‬
‫د‬
‫ت‬ ‫انق‬
‫بهكا‬
‫املنمذكرات‪ :‬عام !‪ :7391‬لمتكن قدبلغت ذروتهاء إلاأن‬
‫وخاصة‬ ‫ر»‬
‫ومام‬
‫مىز‬
‫أعل‬
‫لنية‬
‫اثما‬
‫الع‬ ‫مة‬
‫وبضة‬
‫كخل ق‬
‫حتخل‬
‫لضح‬
‫االوا‬
‫من‬
‫العالمية الأولى ‪5١19١‬‏ ‪( -8١95١‬وقد‬ ‫رب‬
‫حمن‬
‫لرة‬
‫اأخي‬
‫خلال السنة ال‬
‫انحازت تركيا فى هذه الحرب إلى جانب ألمانيا كما هومعروف) وقد‬
‫توالت خلالتلك السنة هزائم الجيوش العثمانية» مما دفع الانجليز إلى‬
‫التفكير فىالبحث عن بديل؛ بعد انتهاء الحربء للنظام الإقليمى السائد‬
‫فىمنطقة الشرق الأوسط والتى كانت الخلافة العثمانية حتى ذلكالوقت‬
‫قطبه ومركزه ‪.‬‬
‫كن‬
‫والخوض فى حقيقة وتفصيل الظروف السياسية التى كانت سائدة‬
‫فى منطقة الشرق الأوسط وعالمياء وتأثيراتها على سياسة بريطانيا‬
‫العظمى ومخططاتها لمستقبل المنطقة التىتقععلىتخومممتلكاتها‬
‫الأخرى شرق قناة السويس‪ ,‬بعد انتهاء الحرب يحتاج إلى جهد مستقل‬
‫تخصص له أضعاف المساحة المتاحةلمثلهذا التمهيد ‪.‬‬
‫وأعود مرة أخرى إلىمذكرات الشيخ مصطفى عبد الرازق لأستعين‬
‫ببعض ماوردفيهاعلىتصويرسياسة أحمد فؤاد الأول بعدأنصار‬
‫ملكا لمصر والأساليب التى كان يلجأ إليها لتشديد قبضته على الأزهر‬
‫من جانب؛ ولإجهاض أية محاولة لتقييد حقوقه وسلطانه المطلقة فى‬
‫الدستور الجديدء منجانب آخر ‪.‬‬
‫لدمفذىكرات بتاريخ مايى ‪١79١‬‏ فقرة تصور تدخلات‬ ‫فاتج‬
‫اخمع‬
‫لىجشي‬
‫اارن‬
‫القصر فىشئون الأزهر على النحو التالى» «ز‬
‫(الأزهر) الليلةفسألته عمايجرىعلى الألسن منتغيير فى بعض‬
‫رجال المعاهد‪ .‬وظهرلى أنهيجهل حتى أن هناك شائعات فى هذا‬
‫المعنى و»أخذ يفضى إلى بالامه لأن الأمور تصرف بهوى الباشا (ناظر‬
‫الخاصة الملكية) على يدإمام الملك ومدير المعاهد حتى أن مذكرات‬
‫المسائل التىتعرض على المجلس الأعلىللأزهر لاتحرر إلابإشراف‬
‫رجال القصر وأذنابه ‪.‬‬
‫واشتكى إلى الأستاذ الاأكلبرمألنك دعا إليه مدير المعاهد لمقابلة لا‬
‫يدرى ما الذى دار فيهاء إعلانا عن عدم رضائه عنشيخ الأزهر ‪ ..‬هذا‬

‫وشيوخ الأزهر لا ينصرونه إلا لمزا بالسنتهم فى المجالس ‪.‬‬


‫سيتاةورية لتضع حدا لهذا‬
‫دلح‬
‫ارلقبا‬
‫وختم الشيخ حديثه بت‬
‫الاضطراب الاستبدادى» ‪.‬‬
‫جنة التى‬
‫مع‬‫أما أامرلهل‬ ‫رعء‬
‫هكم‬
‫زلمل‬
‫أمرا‬
‫لنأ‬
‫انم‬
‫هذا ما كا‬
‫>> فبراير ‪779١‬‏ فإىعداد أولدستور‬ ‫يرح‬
‫رصدو‬
‫صنذ‬
‫تعت م‬
‫شر‬
‫لمصر المستقلة؛ فنجدفقرةفى المذكراتبتاريخ ؟ أكتوير‪ /7751‬نصها‬
‫«نشرت الجرائد الليلة تعديلا لبعض المواد فى قانون العقويات المصرى‬
‫كلها خاصةبعقاب منيعتدىعلى الملكأو يتعرض لهبنقد أى لومءوقبل‬
‫»يظهر أانلملك كان‬
‫و‬ ‫اسط‬
‫لمجل‬
‫بنون‬
‫لوقا‬
‫ااثة‬
‫هذا صدر قانونالور‬
‫مهتما بإصدار هذه القوانين توطيدا لمركزه ومركز ذريته واحتفاظا‬
‫لنفسه بكلمايستطيع الاحتفاظ بهمنالجلال والسلطان مخافة أن‬
‫‪.‬‬ ‫قه‬
‫قوروعلى‬
‫حدست‬
‫يحيف ال‬
‫وقدحاول القصر أن يحتفظفى الدستور الجديدبحقوقللعرش لا‬
‫يحتملها النظام الدستورىء فلميجد عونا من الوزارة» وعجز أعوانه فى‬
‫لجنةالدستورعنتحقيق ماسخروا له‪.‬ويقالإنالقصريعملبكلتا‬
‫يديهعلىتعويق مداولات اللجنة وإحباط عملها ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫ومنالغريبأن حجةدعاةجعلالسيطرة علىشئونالحكمللعرش‬
‫هى أن الأمةضعيفة عنفهممصالحها وحسن النظرفيهاء فى‪.‬حين‬
‫انصراف همة القصر إلى استصدار مثل هذه القوانين لايؤيد حجتهم '‬

‫ولكنهعلىالعكس ‪٠‬‏ يدلعلىأن القصريفهمكل الفهممصلحته ولا‬


‫ينإظرل إيلهاا ‪.‬‬
‫وأتمنى أن أكون قد نجحت بهذا القدر فى أن أوضح للقارىء‬
‫طموحات الجالس على عرش مصر يومئذ وأساليبه لتحقيق هذه‬
‫الطموحات؛ ولمتبقلىإلاإضافة منمذكرات مصطفى عبد الرازق‬
‫تكملالصورة منجانب المؤلففىمرحلة إعدادبحثه ؛ إن يردبهاذكر‬
‫منذ سنوات سابقة‪,‬‬ ‫البحث الذى كان على عبد الرازق عاكفا ‪05‬‬
‫فنجدفىالمذكرات بتاريخ الأحد ‪١‬‏ نوفمبر ‪١741‬‏ مانصه « قرأ لىأخى‬
‫علىالذى عاد مساء اليوم إلىالمنصورة فصولا من البحث الذى يدونه‬
‫فى الحكومة الإسلامية تمهيدا لدرس تاريخ القضاء فى الإسلام ‪.‬‬
‫فوجدت موضوعات طريفة تدل على حسن التفكير وحسن الدرس‬
‫وتدل على الجد العلمى من رجل لهمن مشاغل منصبه مايجعل وقت‬
‫فراغهخلسا ‪.‬‬
‫وقدأحيامثلأخىالصغير فىنفسىحسرة علىمايضيعمن‬
‫زمنى ومن قوتى هدرا ‪.‬‬
‫وكم بينيدى من موضوعات أريد درسها ثم تصرفنئ عنها صوارف‬
‫'لاتبررلامرىء مثتلىأن تكون حياته مجدية» ‪.‬‬
‫ولعله قد اتضح للقارىء الآن أنه لم يكن شىءممايجرى مصادفة‬
‫الحكم الدستورى‬ ‫ه‬
‫ج فى‬
‫واقيل‬
‫فقد استمر الملكفى محاولاته لوضع العر‬

‫طبقا للدستور الذىصدر عام ‪.7591‬ء ولا كانت مصادفة أن تبدآأ‬


‫م‬
‫ان‬‫عل م‬
‫الترتيبات لعقد مؤتمر للخلافة بالقاهرة عام ‪ 607512‬أبىعد أق‬
‫من إلغاء منصب الخليفة العثمانى فى تركيا ‪4791١.‬‏ ولا مصادفة إذن‬

‫فى أن يصدر كتاب «الإسلام وأصول الحكم» فى العام نفسه وترتيبات‬


‫عقدهذا المؤتمر قدبلغتمراحلها النهائية ‪.‬‬
‫وإذا كانت الأمور تقاس بنتائجها وتقاس فى الوقت نفسه بمعايير‬
‫' المجال الذى جرت داخله؛ فإن كتاب «الإسلام وأصول الحكم»؛ يعد‬
‫التوقيت والمضمون والأثر السياسىء فقد أدى‬ ‫ث‬
‫يمن‬
‫حق»‬
‫«ضرية حاذ‬

‫صدوره والتداعيات السياسية التى ترتبت عليه إلى تبديد حلم الملك قؤاد‬
‫الذى أمضى سنوات طويلة يخطط لتحقيقه ‪,‬ويعد الواقع السياسى‬
‫الرئيسية التىكانيعول‬ ‫ققة‬
‫رحر‬
‫ولى‬
‫ل وإ‬
‫ابله‬
‫الداخلى والخارجى لتق‬
‫الحياة الدستورية بالاحتماء بجلال منصب‬ ‫وند‬
‫يص م‬
‫قتخل‬
‫عليها فى ال‬
‫الخليفة وقدسيته ‪.‬‬
‫ققد تقديت‪ :‬أزمة وزارئة أذت إلى سقوط الوؤارة القباتتة وتقشفى‬
‫‪17‬‬
‫الائتلاف الذى كان قائما داخلها بين حزب الاتحاد (حزب القصر) وبين‬
‫حزب الأحرار الدستوريين‪ .‬ولسنا بحاجة هنا للخوض في مزيد من‬
‫تفصيلات الأزمة السياسية التىأدى إليها صدور الكتاب‪ :‬فما كتب‬
‫عنها تضيق بهمجلدات لمنشاء أن يرجع إليهاء ولكنهيبقىمن المفيد‬
‫الإشارة إلى أن بعض التداعيات المعاكسة لمخططات الملك وحزيه‪,‬‬
‫سببها الاندفاع والنزعة الاستبدادية التى صاحبت ردود فعل‬
‫السلطة‪ :‬وأولها الطريقة التى جرت بها محاكمة المؤلف الأزهرى‬
‫الشاب الذىلم‪.‬يكنقدبلغالثلاثينمنعمرهفىذلكالوقتء والطريقة‬
‫عتلىبينهىاء ثمالحملة الصاخبة‬
‫التى صدربها الحكموالأسباب ال‬
‫ضدالمؤلف والتىكانت يدالسلطةفى التدبير والتنفيذمن ورائها‬
‫‪.‬‬ ‫يىن‬
‫نل ذ‬
‫يلك‬
‫عضحة‬
‫وا‬
‫يكتب على عبدالرازق فى مذكراته وصفا مختصرا لمحاكمته بتاريخ‬
‫‏‪ ١‬ديسمبر ‪« .0791‬زهبت يوم ‪ 71‬أغسطس أمااملهيعئةلكبماراء‬
‫ايخمع بيان التهمالسبع وبعدمناقشة وجيزة فىأن‬
‫جىش‬
‫لعل‬
‫الا‬
‫فت‬
‫هيئةكبارالعلماءتملكمحاكمتى أمتلوتعليهممذكرة بالردعلىالتهم‬
‫ثم انصرفت أنا » وأصدروا هم قرارهم يومئذ بإخراجى من هيئة كبار‬
‫العلماء ‪,‬‬
‫كان لهذا الحكم دوى شديد فى مصر وفى الخارج وكان لتهأثير‬
‫‪14‬‬
‫جىيعى ‪٠‬‏ كماأنه‬
‫تفشعل‬
‫وعط‬
‫العام المتنور إلىال‬ ‫ألى‬
‫رتحو‬
‫ايرلفى‬
‫كب‬
‫»تواردت‬
‫جعل اسمى معروفا تتداوله الجرائد فىجميع جوانب العالم و‬
‫علىرسائل العطف من شتى البلادوكثر الطلبعلى الكتابحتى نفدت‬
‫نسخه فى الأسابيع الأولى فأعيد طبعه ثانيةفىأغسطسء طبعت ألفى‬
‫نسخة فنفدت فى أيام » ثمطبع ثالثمرة بعد ذلكفى أوائل سبتمبر‬
‫‪.‬‬ ‫رىى‬
‫خت ه‬
‫أنفد‬
‫لخة‬
‫افنس‬
‫ثلاثة آلا‬
‫بلوممايحسب لهذا الكتاب وتوقيت صدوره أنه نيه الحزبين‬
‫السياسيين الرئيسيين على الساحة السياسية المصرية يومئذ من‬
‫غفلتهما النابعة من الاستفراق فى جو المناورات السياسية‬
‫والحزبية الضيقة فى مناخ الديمقراطية الوليدة التى جاء بها‬
‫الدستور الجديد‪.‬‬
‫فمن جانب الأحرار الدستوريين أذت الأزمة إلى تنبههم إلى حقيقة‬
‫الدور الذى كان الملك قد استدرجهم إليه ليؤدوه بائتلافهم مع حزب‬
‫الاتحاد (حزب القصر) فى الوزارة القائمة التى كانت إجراءات عقد‬
‫مؤتمر الخلافة تجرى فى عهدها ‪.‬‬
‫ويكتبعلى عبد الرازقعن دورجريدة السياسة‪:‬؛ لسان حال‬
‫الأحرار الدستوريين ‪.‬مفنىاصرته بعد أن استقال الوزراء الدستوريون‬
‫من الوزارة وانفض الائتلاف‪ .‬وقامت جريدة السياسة تناضل معنا من‬
‫‪15‬‬
‫؛ارتفعت من هنا وهناك أصوات بمناصرتى وكان‬
‫غير حساب ولا وجل و‬
‫الجدل حادا والصدام شديدا ‪.‬‬
‫وظنوا أنهم قد وجدوا فرصة لينجدوا خيرا منها للقضاء على أولا‬
‫دىفاع عنى ثانياء وعلىحزب‬
‫وعلى جريدة السياسة التىأابللتف‬
‫ثالثا ‪.‬‬ ‫ومة‬
‫حمكفى‬
‫لقه‬
‫ااي‬
‫الأحرار الدستوريين الذى يض‬
‫‪ 05‬حزب الوفدء أاولسعديون كما كان يطلقعليهم أيضاء فقد‬
‫الكتاب والمؤلف باعتبار أن ذلك يحرج‬ ‫قىاد‬
‫تر ف‬
‫نلأم‬
‫الا‬
‫انطلقوا أو‬
‫الأمزار السحررين خصتزمهم السياسين المشاركين فىالحكوىة‬
‫القائمة‪ :‬ثملمتلبثاستقالة الأحرار الدستوريين منالوزارة» وارتفاع‬
‫الأصنوات الذاقمة عن المولف وعم حرية الفكز والتعبيورعنستو‬
‫'أنفتحت عيون الوفديين علىحقيقة مايجرى وخطورته‪ .‬فبدلوامن‬
‫مواقفهم ‏ وظهر ذلك واضحا بداية منعام ‪١17‬وانطلقت‏ صحافتهم‬
‫ل نزهات املك الاسستانية العلفيا‬
‫واقفجلت‬
‫تدعوإل تىوهيد المز‬
‫كتبه أحمد حافظ عوض فى جريدة «كوكب الشرق» الوفدية عام ‪5591‬‬
‫غل‬ ‫سيعتأن‬ ‫نتط‬
‫عغبير عنهذه الروح الجديدة ‪ ,‬إنيقول «كنانس‬
‫أتبل‬
‫ذلك الحادث كسعديين مخالفين لهم(الأحرار الدستوريين) عدا ما فى‬
‫هذا الاستغلال من الضربعلى وتر الدينالحساس وتنفير الأزهر‬
‫‪٠‬‏‬ ‫وعلمائه من الأحرار الدستوريين»‬
‫كنا نستطيع أن نستغل ذلكحزبياء ولكن ضمائرنا أبت هذا‬
‫الاستفلال ووطنيتنا تسامت على ذلك ومن أجل هذا رجونا الأدباء‬
‫والمفكرين أن يتخذوا من هذا الحادث موعظة يتعلمون منها أن الأحرار‬
‫من كل الأحزاب فى حاجة إلى التآزر أمام الأفكار الرجعية مما يمس‬
‫حنريات ‪.‬‬ ‫الدستور وماكافلل م‬
‫ويالرغم منهذا الإطارالسياسى الواضح الذى كانت الأحداث‬
‫تجرى داخله‪ .‬فلسنا نريد لهذا الإطار السياسى أينطفى على الصورة‬
‫بالكامل ولالعامل انتسابه إلىاسرة تنتمى إلىحزب الأحرار‬
‫الدستوريين» الذين كانوا يخاصمون الملك خصاما شديدا رغم كل‬
‫الظواهر التىقدتوحى بالعكس‪ ,‬لانريدلشئ من ذلك أن يحجب جانبا‬
‫انله وإلااختلت الصورة ؛ ألاوهى انتماء على عبد‬ ‫فيمك‬
‫لا‬‫آإخرغ‬
‫الرازق» إلى مدرسة الأستاذ الإمام الشيخ محمد عيده ‪.‬‬

‫الوقت بوصفه رجل‬ ‫ك‬


‫لفى‬
‫ذنشره‬
‫لمف كتابه وي‬
‫ؤل‬‫يازق‬
‫فعلىعبد الر‬
‫سياسة أو منتميا إلى حزب سياسى‪ :‬وإن كان تكوينه وظروف نشأته‬
‫جعلته لايخلوبالضرورة منحاسة سياسية مرهفة‪ .‬وإنما كأزهرى من‬
‫المنتمين بالروح والفعل إلى مدرسة الشيخ محمد عبده والمتأثرين‬
‫بمناهجه الإصلاحية ‪.‬‬
‫ىته‬
‫قهدفم‬
‫مرد‬
‫ولعلى عبد الرازق تعريف بمدرسة الأستاذ الإمام أو‬
‫‪"5‬‬
‫الأستاذ الإمام‬ ‫وهة‬
‫عفي‬
‫دقول‬
‫ف» ي‬
‫«ازق‬
‫لكتاب «‪.‬من آثار مصطفى عبد الر‬
‫كما ترى دعوة عامة ومدرسته كما ترى ليست مدرسة يحدها مكان ولا‬
‫زمان ولا أشخاصء ولكنها مدرسة تتلاقى فيها الأرواح جنودا مجندة‪,‬‬
‫لاف» ‪.‬‬
‫تنه‬
‫ااكخر م‬
‫فماتعارفمنها ائتلف وماتن‬
‫والنجاح فىهذه المدرسة لايكون بكثرة الدرس ولاطول التلقىعن‬
‫لاف‬
‫ارفئبرتوحه‬
‫لتعا‬
‫اال‬
‫وونب‬
‫الأستاذ الإمام ولابالقرب منه؛ وإنما يك‬
‫معه‪ .‬وعلى قدر ذلك يكون التلقى عنه والاستمداد منه ‪.‬‬
‫ولا ينطبق هذا القولعلى أحد قدر انطباقهعلى المؤلف ذاته‪ .‬إذ إنه‬
‫كان بعد مازال فى مقتيل العمر وأواسط سنوات دراسته عندما توفى‬
‫الأستان الإمام فلميتحلهالاتصال بهعنقرب والتلقىعنهمباشرة‬
‫قه الأكبير مصطفىء فصلته بانستاذه‬
‫شحاقليمع‬
‫لفترة طويلةكماكان ال‬
‫تلاف معه ‪.‬‬
‫ئحه‬
‫ارو‬
‫لف ب‬
‫اعار‬
‫ولت‬
‫هى تلك التى وصفها بأنها با‬
‫فىسنوات تكوينهمقول‬ ‫وها‬
‫ببد‬
‫رمدع‬
‫شمح‬
‫امام‬
‫وأبناء الاستاذ الإ‬
‫معلمهم «لقد علا صوت الإسلام وجهر بأن الإنسان لم يخلق ليقاد‬
‫بالزمام ولكنه فطر على أن يهتدى بالعلم‪ :‬ولذلك أطلق الإسلام سلطان‬
‫العقل منكل ماقيده وخلصه من كلتقليد كان استعبده ورده إلى‬
‫مملكته يقضى فيهابحكمهوحكمته‪ .‬معالخضوعللهوحده ‪.‬‬
‫ثم اشريوا بعد ذلك‪ ,‬فىجانب الفكر السياسى لأستاذهم الإمام‪,‬‬
‫؟"؟‬
‫مات منهجه فى الإصلاح‬
‫اكل‬
‫عتش‬
‫دتى‬
‫قوله وهىيعدد النقاط الثلاث ال‬
‫«وهناك أمر آخركنت من دعاته والناس جميعا فى عمى عنه ويعد عن‬

‫تعقله؛ ولاكنلهرهوكن الذى تقومعليهحياتهمالاجتماعية وماأصابهم‬


‫من الوهنوالضعف والذلإلابخلومجتمعهم منه ‪.‬‬
‫وذلك الأمر هو التمييزبينماللحكومة منحق الطاعةعلىالشعب‬
‫وما للشعب من حق العدالةعلىالحكومة ‪.‬‬
‫مأمعةإرلىفة حقها علىحاكمها ‪.‬ج‪.‬هرنا‬
‫نفعميكنمتن دعاال‬
‫بهذا القول والاستبداد فى عنفوانه والظلم قابض على صولجانه؛ ويد‬
‫والناس عبيد لهوأى عبيد» ‪.‬‬ ‫يند‬
‫دم م‬
‫حظال‬
‫ال‬
‫ايررعلىىء أنيستشفتأثيرهذه الروحعلى‬
‫قلعس‬
‫لنا‬
‫ايسم‬
‫ول‬
‫المؤلفمنذالسطور الأولى فى المقدمة ‪ ,‬والتى يعلنفيها المؤلف «أشهد‬
‫أن لاإلهإلا الله‪ .‬ولا أعبد إلا إياه ولاأخشى أحدا ساوالهقلهوة‬
‫والعزة وماسواه ضعيف ذليل»! ‪.‬‬
‫غير أنهقدلايكونمن الإنصاف نسبة التأثير الأكبرفىمراحل‬
‫التكوين إلى تأثير تعاليم الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده ومناهجه‬
‫الإصلاحية وحدهاء فلاشك أن على عبد الرازق وقت أنتعرض لهذا‬
‫منحيث الفطرة والنشأة والبيئة العائلية التى‬ ‫حاءا‬
‫لنوع‬
‫اكا‬
‫صأثير‬
‫الت‬
‫نشأ فيهاوترعرع ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫صية الأستاذ الإمام وتعاليمه وإنما‬
‫خقط‬
‫شف‬‫بآثر‬
‫ليسصالحا للت‬
‫التفاعل معها وتطويرها بما يناسب تطورات وتحديات الواقع المصرى‬
‫فى زمن غير زمن الأستاذ الإمام وواقعه وتحدياته‪« ,‬إذ كان المتلقى‬
‫أحسن استعدادا! ؛ وكان روحه أمكن تعارفا بروح أستاذه وائتلافا»»‬

‫فى‬ ‫يز‬
‫مروط‬
‫ته كش‬
‫لذات‬
‫لازق‬
‫وهى الخواص التى عبرعنهاعلىعبدالر‬
‫هزه المدرسة ‪.‬‬
‫فالمؤلف قد نشأ ولاشك فى بيئة عائلية وسياسية وثقافية واجتماعية‬
‫ونزعاته السياسة إلى‬ ‫يته‬
‫صره‬
‫خى فك‬
‫شف‬‫وضحة‬
‫مميزة تركت آثارها وا‬
‫آخر أيام حياته؛ بل وتركت آثارها فى أشقائه الآخرين بدرجات متفاوتة‬

‫من‬ ‫نىب‬
‫اكر ف‬
‫جروذ‬
‫منهم إلاوله أث‬ ‫دجدا‬
‫حات‬
‫افل‬
‫ورقة‬
‫وفى مناحى متف‬
‫جوانب الحياة العامة فىمصرفى القرن العشرين ‪.‬‬
‫وقدلمستبنفسى تأصل مقومات التميزفىهذهالشخصية دون‬
‫ف‪.‬ظت‬ ‫تاه‬
‫حهثر‬
‫الل‬
‫وبا‬
‫تكلف أو اصطناع بطولمعاشرتى لصاحبها طي‬
‫إلى اليوم بخطاب بعثه إلى وأنا غائب بحكم أقدار المهنة فى اليابان »‬
‫كتبهبتاريخ‪1‬؟ أغسطس ‪7591‬؛ ربمايلقىالضوء علىجوانب كثيرة‬
‫منمنطلقاته الدينية والفكرية والسياسية فيقول «وما أظن أن فىهذه‬
‫الحياة الدنيا عروة أوثقولاأبقى على الدهرمن الكفر بالطاغوت‬
‫تشبث‬
‫ثاملمن‬ ‫حص‪.‬‬
‫يم بن‬
‫رلكري‬
‫صآن ا‬
‫والإيمان باللهكما فى القر‬
‫‪"5‬‬
‫بغوووت الدينوالآن والفسيلة الذئطفحه النشريةكد أقدم ثارت‬
‫عرفناه لها جيلا عن جيل وأمة عن أمة وآباء عن أجداد» ‪.‬‬

‫ثميمضى فى خطابه ليفصل القول فيكتبء «ذلك هومنهجنا‬


‫السياسى منذ أيام عباس فؤاد وفاروق وهو منهجنا إلى اليوم لا نتأثر‬
‫باعتبارات شخصية ولا نبنى عليها منهجنا السياسى وإنما نريد سلامة‬
‫الحكم من شرور الاستبداد ومفاسد الطفيان ‪.‬‬

‫ولقد تعرضنا لغضب عباس (الخديى عباس حلمى الثانى) يوم قمنا‬
‫ندافع عن الأزهر الذى أراد أن يعبث بمصالحه ويوجهه توجيها سياسيا‬
‫لا خير فيه؛ ويومسلطعليناوزراءهومستخدميه يضريون الأزهريين‬
‫بالسياط ويوعدون ويتهددون ‪.‬‬
‫وكان فؤاد أشد بأسا وأشد تنكيلا من عباس وقد سلط علينا‬
‫وزاراته وكثيراأمشنياعه فمامنعنا ذلكمن أن نرفعصوتنا بمعارضة‬
‫أسالنيه فىالحكم والغريب اق هذا لوقف البياسى الذىسلكتاه‬
‫«فى عصرنا الحاضر هوبعينه الموقف السياسى الذىسلكه آباؤنا‬
‫‪.‬‬
‫وأجدادنا من قبلفى أيام إسماعيل ومنقبلهأيام محمد على ‪.‬‬
‫فالقضية التى يدور حولها النزاع اليوم هى بعينها القضية التى‬
‫واجهها آباؤنا وأجدادناء قضية الحاكم المعوج والحكومة المستقيمة‪ :‬وإن‬
‫فتككفلإن طداف فتهي النافامن اقدماباهياء أن من قاءقينا‬
‫حاكم ومحكوم وحكومة» ‪.‬‬
‫‪530‬‬
‫فإذا حق لى أن أستخدم فى هذا المقام الفكرى والسياسى الجاد‬

‫ينن‬ ‫ببي‬ ‫عاة‬


‫ابار‬
‫لبهم‬
‫فمحنات المخيلة؛ لأجملت الصورة فيمايش‬ ‫نحة‬
‫نف‬
‫صه فى لحظة‬ ‫خفى‬ ‫شمع‬
‫أساسيين‪ ,‬هما الملكوالشيخ‪ :‬وكلاهما تج‬
‫حاسمة متناريخ الأمة المصرية كل الروافد الاجتماعية والثقافية‬
‫والفكرية والسياسية بل والعرقية التى كانت تصب فى التيارين الرئيسين‬
‫الداخلية المصرية يومئذء وكانمصير الغلبة‬ ‫حة‬
‫الى‬
‫سن ع‬
‫لرضي‬
‫اتعا‬
‫الم‬
‫لظةتمانريخ بمهارة كل‬ ‫الح‬
‫ين التيارين باتمعلقافىتلك ال‬ ‫هىذمن‬
‫لأ‬
‫يت السليم والاتجاه السليم؛ وأمامن‬ ‫قفى‬‫وحركة‬
‫تىال‬‫لعل‬‫ارته‬
‫منهما وقد‬
‫الذى يعد مهزوما ومن يعد منتصرا منهما فمتروك لتقدير القارىء الذى‬
‫قد يخضعلتأثير الزاويةالتىينظرمنهاإلى الأموروالمدى الزمنى الذى‬
‫‪.‬‬ ‫اث‬
‫دور‬
‫حىتط‬
‫أهإل‬
‫لرت‬
‫ادنظ‬
‫يح‬
‫ولكن الذى لا شك فيهولا يمكن أن تتجاهله التقريرات مهما‬
‫يخ مصر‬ ‫رفى‬ ‫ايوم‬
‫تال‬
‫نكتاب ترك آثارا واضحة إلى‬ ‫اختلفت‪ ,‬أال‬
‫المعاصرة فى جوانبه السياسية والفكرية‪ ,‬لا يمكن أن يقارن به تأثير أى‬
‫كتاب آخر معاصر له مهما كانت قيمته فى الفرع العلمى أو المجال‬
‫الثقافى المحدد الذى تناوله ‪.‬‬
‫وإذا أذنتلمخيلتى مرة أخرى أن تجرفنى بعيدا عن السياق الأصلى‬

‫»نوع من التجرييح‬
‫إلى قضية فرعية أثارها خصوم علىعبد الرازق ك‬
‫بف‬
‫الشخصىء ألاوهى أنهلايعرفله نتاج فكرى آخرعلىمستوى كتاب‬
‫«الإسلام وأصول الحكم» وربما كان فى هذا الادعاء ما يؤيد ما ذهينا‬
‫إليه آنفا وتحفظنا مقدما بأنه من نتاج المخيلة فىتصوير الموقف‪ .‬وهى‬
‫لرف أن تقع مسئولية التحدث باسم دعاة الفكر‬ ‫نقد‬‫ؤ‬‫منم‬‫لكا‬
‫اهقد‬ ‫أن‬
‫الإصلاحى المستنيرء فى الدين والسياسة‪ :‬وفى الأزهر وخارجه؛ وفى‬
‫اةسمة من عمر الأمة المصرية على عاتقه وهى مازال بعد شابا‬
‫لححظ‬
‫فىمقتبل العمرء فلميكنأمامه مخرج مثلما كان أمام أقرانه من‬
‫مصصرلحيه؛ يسمح له بأن يودع الحقيقة على شكل‬
‫مفكرى اولع‬
‫جرعات محسوية مقدما فى أعمال فكرية وكتابات متفرقة على مدى‬
‫زمنى طويلء فلميكن أمامهمفرمن أن يضعمايعتقدء ويعتقدمعه أبناء‬
‫جيله من المصلحين المجددين‪ ,‬أنه اولاحلقحقيقة‪ ,‬كاملاوفىجرعة‬
‫واحدة‪:‬؛ ثم كان عليه تحمل التداعيات التى أثارتها الصدمة الفكرية‬
‫والسياسية والعواصف والأنواء التى أثارتها وكانت أمواجها مازالت‬
‫‪.‬‬ ‫معننا‬
‫لحل‬
‫انر‬
‫عىأ‬
‫تتجدد إل‬
‫وصدق الأستاذ الدكتور عثمان أمين أستان الفلسفة والمفكر المعروف‬
‫رحمه الله‪ .‬إن عرف كتاب على عبد الرازق وماأثاره بأنه«ثورةفكرية»‬
‫‪...‬وكفى ‪.‬‬
‫وإذا كانت الأمملاتحتمل إلاثورةفكريةواحدة كلمائة عام من‬
‫مل بشر إلاعبء ثورة فكريةواحدة على مدى العمر ؟!‬
‫تهل‬
‫حء ف‬
‫يرها‬
‫عم‬
‫‪7‬‬
‫من أجل هذا ومن أجل ألا أحجب الملامح الجوهرية والخطوط‬
‫الرئيسية للصورة‪ :‬ثم أتعرض فى هذه المقدمة إلى الوقائع والأصوات‬
‫والأشخاص الثانوية المصاحبة للحدث الرئيسىء ولا الاتهامات التى‬
‫العمقيدة‬ ‫ضىيات‬
‫قوجتعل‬
‫ملخر‬
‫وجهت إلى المؤلف بالإلحاد وا‬
‫والشريعة‪ :‬ولا إلى الجدل حول موضوغات الكتاب وها جاء به من مباحث‬
‫يلقسحدتيةية‪ :‬فقدكفاقى‪:‬الول ذانهمشنعةالكوكن‬
‫كما‬
‫ل تزقد‬
‫اسي‬
‫عر‬
‫فى كل ذلك إذ كتب فى مقدمة كتابه «وإنى لأرجو إن أراد لى الله‪,‬‬
‫من نقص‪,‬‬ ‫قات‬
‫رذه‬
‫وى ه‬
‫لف‬‫ارف‬
‫مواصلة ذلك البحثء أن أتدارك ماأع‬

‫لأبيداىحثين أثراعسى أن يجدوا فيهشيئا‬


‫وإلافقدتركتبهاباين‬
‫من جدة الرأى فى صراحة لا تشويها مماراة‪ .‬وعسى أن يجدوا فيه‬
‫أيضا أساسا لمن يريد البناءواعلاماواضحة ربما اهتدىبهاالسارى‬
‫إلى مواطن الحق» ‪:‬‬
‫“نل]ف رسي جزلاقرو لفدتهاعيذوها ارد الاتمنعمالونا‬
‫ينبغى لهمنإتقان؛ بيدأنهعلىكلحال أقصى ماوصل إليهتحثى‬
‫‪1‬‬ ‫وغاية ماوسعت نفسى» ‪.‬‬
‫وشتانبينهذاالاعتراف الراقى بنواحى القصورفى البحث التى‬
‫لا يخلومنهاجهد بشرى والترحيب الضعنى بالنقدوبالحوار الرشيد‬
‫حول بحث‪ .‬انعقدت نية صاحبه‪ .‬والأعمال بالنيات» على أن يخدم به‬
‫‪4‬‬
‫الإسلام والمسلمين‪ ,‬بقدر ما تهيأ له من الجهد وسلامة النظرء وبين‬
‫التكفير والتفسيق والرمىبتهم الإلحاد ‪.‬‬
‫وأرجو أن أكون قد بينت للقارىء؛ فيا أسلفتء ويما فيه الكفاية‬
‫عقفم الكدانةاط رسن لوقا‬ ‫مربال‬
‫كرفع كانت الصدلةسي‬
‫بالألكان حس رصم نهذ الأجزاناك السياسدة والتعائتة الى لذ‬
‫‪.‬إسكات صوت هذا العالم الأزهرى‬
‫إليها أصحاب السلطان والنفون ل‬
‫الشاب وإرهاب منتسول لهنفسه الوقوف إلى جانيه ‪.‬‬
‫قيةدفيىرى إذا عريناها منكل ماهثاونوى ومن‬ ‫تقض‬
‫وجوهر ال‬
‫كل التراكمات التى تجمعت حولها بفعل أزمان أخرى وأغراض أخرى‬
‫وعقليات أخرى‪ :‬يبقى صحيحا اليوم مثلما كان صحيحا بالأمس‪,‬‬
‫اصة التىختمبهاعلىعبد‬
‫للك‬
‫ختت‬
‫ا كللما‬
‫واضحا كالشمس فى‬
‫الرازق كتابه بأسلويه الواضح المباشر والذى يتميز بصراحة لا تشويها‬
‫مماراة؛ يتمشى فى الوقت نفسه مع فهمه لمنهج أستاذه الإمام الشيخ‬
‫محمد عبده والذى يصفه بأنه؛ «وهى فىمذاهبه الإصلاحية لا يفعل‬
‫شيئًا أكثر من أن يتجهوجهة الإصلاح كما يجب أن يكون الإصلاح»‬
‫فهو يدعو إلى الإصلاح بالعمل أولا ثم بالقول الصريح يصدع به أنى‬
‫كان ف اللعافل العامة وى مجاهي الخاسة وكيا مزاف بن كف‬
‫وأبحاث وفيما ينشر فى المجلات والجرائدء وفىرسائله العامة‬
‫والقاضة» ‪:‬‬
‫‪55‬‬
‫عة‬ ‫اوملمن‬
‫طالي‬
‫مرغ‬
‫ى القارىء ذهنه‪ ,‬بعدأن يف‬ ‫للو‬‫ختى‬‫أنه ح‬
‫فإ‬
‫صفحات هذا الكتابء من كل الظروف التاريخية والسياسية التى‬
‫أحاطت بهوقت صدورهء ومنكلمانشر حوله نقدا أتأىييداء ومضى‬
‫يتطلع بإمعان إلى واقع البلدان والشعوب الإسلامية فى مشارق الأرض‬
‫ومغاريها ‪,‬وما آلت إليه أحوالها والتحديات الجسمام التى تواجهها من‬
‫داخلها وخارجهاء فى عالم يخطو خطواته الأولى عبر بوابة القرن‬
‫الحادى والعشرينء وهويعتلى قمة الموجة الثالثة من موجات تطور‬
‫الحضارة البشرية؛ لوجد صيحة هذا المؤلف الأزهرى التى أطلقها من‬
‫خمسة وسبعين عاما نذيرا وتنويرا لأبناء أمته‪ .‬مازالت أصداؤها تتردد‬
‫سليمةواضحة كأنما أطلقها بالأمس القريب ‪.‬‬
‫لا شىء فى الدين يمنع المسلمينمنأن يسابقوا الأممالأخرى فى‬
‫علوم الاجتماع والسياسة كلهاء وأن يهدموا ذلك النظام العتيق الذى‬
‫‪.‬أن يبنوا قواعد ملكهم ونظام حكومتهم على‬
‫ذلوا له واستكانوا إليه و‬
‫أحدث ما أنتجت العقول البشرية ومادلت تجارب الأممعلى أنهخير‬
‫أصول الحكم ‪.‬‬
‫والحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله‪,‬‬
‫وصلى اللهعلىمحمد وآلهوصحبه ومنوالاد‪»..‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫نللاه إلاالله‪ .‬ولا أعبد إلا آياهء ولاأخشى أحدا سواه ‪.‬‬
‫أشهد اإ‬
‫لهالقوةوالعزة‪.‬وماسواهضعيف ذليل ‪ ,‬ولهالحمدفى الأولى والآخرة‪,‬‬
‫وهو حسبى ونعم الوكيل‪.‬‬
‫شاهدا ومبشرا ونذيرا »‬ ‫له‬
‫سه ‪.‬‬
‫رالل‬
‫أول‬
‫وأشهد أن محمدا رس‬
‫وداعيا إلى اللهبإذنهوسراجا منيرا‪ .‬صلى اللهوملائكته عليه وسلموا‬
‫تسليماكثيرا‪.‬‬
‫وليت القضاء بمحاكم مصر الشرعية‪ :‬منذ سنةثلاث وثلاثين‬
‫وثلشمانة وألف هجرية (‪١111١6‬م)‏ فحفزنى ذلك إلى البحث عن تاريخ‬
‫القضاء الشرعى‪ .‬والقضاء بجميع أنواعه فرع من فروع الحكومة‪,‬‬
‫وتاريخه يتصل بتاريخها اتصالا كبيراء وكذلك القضاء الشرعى ركن من‬
‫رنس‬
‫د لم‬
‫ينئذ‬
‫‪٠‬ف‏لابد حي‬ ‫ها‬
‫بمن‬
‫عبة‬
‫ششع‬
‫أركان الحكومة الإسلامية »و‬
‫بدراسة ركنه الأول » أعنى الحكومة فى‬ ‫أ‬‫دن‬
‫بء أ‬
‫يقضا‬
‫تاريخ ذلك ال‬
‫الإسلام‪.‬‬
‫وأساس كل حكم فى الإسلام هو الخلافة والإمامة العظمى ‪ -‬على‬
‫مايقولون ‪ -‬فكان لابدمنبحثها ‪.‬‬
‫شرعت فى بحث ذلككلهمنذ بضع سنين ‪ ,‬ولاأزالبعد عند‬
‫لضن‬
‫‪,‬قدمها‬
‫‪,‬لم أظفربعد الجهد إلا بهذه الورقات أ‬
‫مراحل البحث الأولى و‬
‫على استحياء؛ إيلىعمننيهم ذلك الموضوع ‪.‬‬
‫يخ القضاءء وضمنتها جملة مااهتديت‬
‫اثرفى‬
‫تبح‬
‫جعلتها تمهيدا لل‬
‫إليه فىشأن الخلافة ونظرية الحكمفى الإسلام‪ .‬وما أدعى أننى قد‬
‫مى شيئا‬
‫حعتاأن‬
‫تتط‬
‫أىاس‬
‫‪ ,‬ولاأنن‬ ‫حث‬
‫بلك‬
‫لب ذ‬
‫اوان‬
‫أحطت فيها بج‬
‫من الإجمال فىكثير من المواضع ‪ .‬بلقدأكون اكتفيت أحيانا‬
‫»يتلويحات قد‬
‫جهتها و‬ ‫ئنين‬
‫رم‬‫قىاصذف‬
‫لعل‬
‫افيت‬
‫بإشارات ريما خ‬
‫تفوتهم دلالتها و‪,‬يكنايات توشك أن تصير عليهم ألغازاء وبمجاز ريما‬
‫حسبوه حقيقة ‪ ,‬ويحقيقة ريماحسبوها مجازا ‪.‬‬
‫انرك ما‬
‫‪-‬أ‬‫تثد‬
‫أبح‬
‫ولاىصلة ذلك ال‬ ‫مله‬
‫ولإنأىرجو ‪ -‬إن أراد ال‬
‫أعصرف فى هذه الورقات من نقص‪ .‬وإلافقد تركت بها بين أيدى‬
‫الباحثين أثراعسى أن يجدوافيهشيئا منجدة الرأى » فىصراحة لا‬
‫‪.‬عسى أن يجدوا فيه أيضا أساسا صالحا لمن يريد‬
‫تشويها مماراة و‬
‫البناء‪ .‬وأعلاما واضحة ربما اهتدى بها السارى إلى مواطن الحق‪.‬‬
‫أمابعدفإنتلك الورقاتهىثمرة عملبذلت لهأقصى ما أملكمن‬
‫جهد ؛ وأنفقت فيهسنينكثيرة العدد‪ .‬كانتسنين متواصلة الشدائد »‬
‫متعاقبة الشواغلء مشوية بأنواع الهم‪ ,‬مترعة كاسها بالألم ‪ .‬أستطيع‬
‫العمل فيهايوما ثم تصرفنى الحوادث أياماء وأعود إليه شهرا ثم أنقطع‬
‫ف‬
‫املنء وماينبغى له‬
‫مله‬
‫كدت‬
‫أعواماءفلاغرى أن جاء عملادونماأر‬
‫منإتقان » بيدأنهعلىكلحال هوأقصىما وصل إليهبحثى؛ وغاية‬
‫ماوسعتنقسى دلايكلفاللهنفساالاوسعهاء لهاماكسبت وعليها‬
‫مال علينا‬ ‫حاول‬
‫تبن‬
‫نا ‪.‬ر‬ ‫طاأأو‬ ‫خين‬
‫مااكتسبت ‪.‬تربؤناالخاذنا إأننس‬
‫اصرا كماحملتهعلى الذينمنقبلنا ‪ .‬ربناولاتحملنامالاطاقةلنابه‬
‫واعفعنا ‪ ,‬واغفرلناوارحمنا ‪ .‬أنتمولانافانصرنا على القوم‬
‫الكافرين » ‪.‬‬

‫على عبد الرازق‬


‫المنصورة فييوم الأربعاء الموافق‬
‫‪ ٠‬رمضان سنة ‪١744‬ه‪ -.‬أول ابريل سنة‪ ١978 ‎‬م‪. ‎‬‬

‫‪1‬‬

‫ترد مث سطليجهستحهسحت‪:‬بخصمسخصيهعاججلوفقعلس ‪:‬مهس ‪...‬ددع اهادسم ع وج نا ن‪.‬دعع‬


‫اسيم‬
‫الكتاب الأول‬

‫الخلافة والإسلام‬
‫الباب الأول‬
‫الخلانة وطبيعتها‬
‫الخلافةفىاللغ ‪-‬ة قىالاصطلاح ‪ -‬معنىقولهمبنيابةالخليفةعن‬
‫الولصل اللغهلية‪:‬وسلم‪ -‬ستيبالتسنيةبالخليف>ة حقرقالطيفة‬
‫فى رأيهم‪ -‬الخليفة مقيد عندهم بالشرع ‪ -‬الخلافة والملك‪ -‬من أين‬
‫يستمد الخليفة ولايته ‪ -‬استمداده الولاية من الله ‪ -‬استمداده الولاية‬
‫منالآمة‪ -‬ظهورمقلذلكالغلاقٍبينعلماءالفرن‪:‬‬
‫عاب‬

‫‏(‪ )١‬الخلافةلغةمصدرتخلف فلانفلاناإذاتأخرعنه‪.‬وإذاجاء‬


‫افن فلاناإذا قامبالأمرعنه‪,‬‬
‫لخل‬ ‫فقال‬
‫خلف آخرء وإذا قام مقامه‪ .‬وي‬
‫نا همهوامابده قالتعالن)‪(١‬‏ ووو تناءتعنلامتك مفيكة فى‬
‫الأرض يخلفون» والخلافة النيابة عن الفيرء إما لغيبة المنوب عنه وإما‬
‫لوتةوهالشجزه الغوالعلائف معخليفة‪ :‬وخلفاء مممخليف ()‬
‫والخليفةالسلطان الأعظم (‪.)5‬‬
‫(‪ )1‬والخلافة فى لسان المسلمين‪ .‬وترادفها الإمامة‪ ,‬هى«رياسة‬
‫عامةفىامون النقق‪:‬والذما ‪:‬نيانة بذ النينسسلىالله حولستائم‪:)4( :‬‬
‫‪37‬‬
‫ويقرب من ذلك قول البيضاوى (‪0‬ه) «الإمامة عبارة عن خلافة‬
‫شخص من الاشخاص الرسول عليه السلام فى إقامة القوانين الشرعية‬
‫وحفظ حوزة الملة‪ .‬علىوجهيجب اتباعهعلى كافة الامة» (‪.)1‬‬
‫وتوضيع ذلك ما قال ابن خلدون «والخلافة هى حمل الكافة على‬
‫حىهم الأخروية‪ :‬والدنيوية الزاجمة‬ ‫لف‬‫اعي‪:‬‬‫سلشر‬
‫ملنا‬
‫تقتضئ الن‬
‫إليهاء إذ أحوال الدنيا ترجعكلهاعند الشرع إلى اعتبارها بمصالح‬
‫الدين‬ ‫سة‬
‫اى‬‫رع ف‬
‫حشر‬
‫الآخرة» فهىفىالحقيقةخلافةعنصاحب ال‬
‫وسياسة الدنيا به» (‪.)7‬‬
‫(؟) ويبان ذلك أن الخليفة عندهم يمقونمفصىبه مقامالرسول‬
‫صلى اللهعليهوسلم؛وقدكانصلى اللهعليهوسلمفىحياتهيقومعلى‬
‫أضر ذلك الفيق” الذع ظفاء منجاتب القت الأخلى‪ :‬ووعولى فتفيذة‬
‫والدفاع عنه‪ .‬كما تولى إبلاغه عن الله تعالى» ودعوة الناس إليه‪.‬‬
‫وعتدهو أن ]ل‪.‬لكهعيلان كنااختانمهمد ستلىاللهتال عليه‬
‫وسلم لدعوة الحقء وإبلاغ شريعته المقدسة إلى الخلق ‪٠‬ق‏د اختاره أيضا‬
‫لحفظ ذلك الدين وسياسة الدنيابه (‪.)4‬‬
‫دنه‬
‫عء م‬
‫بلفا‬
‫فلما لحقصلى اللهعليهوسلم بالرقيق الأعلىقامالخ‬
‫الدنيانيه‪:‬‬ ‫انسة‬
‫يطالدي‬
‫سيحق‬
‫وةافل‬
‫مقان‬
‫(‪ )4‬وسمى القائم بذلك «خليفة وإماماء فأما تسميته إماما‬
‫‪37/‬‬

‫بع حو ممستهاه رصح باس د جات د‬ ‫يي ب‬ ‫‪0075‬‬


‫فتشبيها بإمام الصلاة؛ فى اتباعه والاقتداء به‪,‬وأما تسميته خليفة‬
‫فلكونهيخلف النبىفىأمتهفيقالخليفةبإطلاق‪.‬وخليفة رسولالله‬
‫واختلف فى تسميته خليفة الله‪ ,‬فاجازه بعضهم‪ ..‬ومنع الجمهور منه‪..‬‬
‫وقدنهى أبىبكرعنهلمادعى به‪.‬وقال لستخليفة اللهولكنى خليفة‬
‫رسول اللهصلى اللهعليهوسلم(‪»)9‬‬
‫(‪ )9‬فالخليفة عندهم ينزلمنأمتهبمنزلةالرسول صلى اللهعليه‬
‫وسلم من المؤمنين‪ ,‬له عليهم الولاية العامة؛ والطاعة التامة‪ ,‬والسلطان‬
‫الشاملء ولهحق القيام علىدينهم؛ فيقيمفيهمحدوده؛ وينفذ شرائعه‪,‬‬
‫وله بالأولىحق القيامعلى شئون دنياهم أيضا‪ .‬وعليهم أن يحبوه‬
‫بالكرامةكلهاللأنهنائبومسول اللهصتلىاللهعليهوسلم‪:‬وليسنعتن‬
‫المسلمينمقام أشرف منمقام رسول اللهصلى اللهعليهوسلم‪ :‬فمن‬
‫اخللوقبمشنر‪.‬‬
‫سما إلىمقامه فقدبلغالغايةالتىلامجال فوقها لم‬
‫عليهمأن يحترموه لإضافته إلىرسول اللهولأنهالقائمعلىدينالله‪,‬‬
‫والمهيمن عليه؛ والأمين علىحفظه‪ .‬والدينعند المسلمين هوأعز ما‬
‫يعرفون فىهذا الكون؛ فمن ولى أمره فقد ولى أعزشئ فى الحياة‬
‫وأشرفه‪.‬‬
‫عوا لويهطيعوا دظاهرا وياطنا» )‪(١٠‬‏ لأنطاعة‬
‫سممأن‬
‫ييه‬
‫عل‬
‫‪1‬عص‪١‬يا‪١‬ن)‪.‬‏‬
‫ه(من‬
‫عنة الله واعصليالنهم‬
‫طائماة م‬
‫ال‬
‫‪1‬‬
‫»لا يتم إيمان‬
‫فنصح الإمام ولزوم طاعته فرض واجبء وأمر لازم و‬
‫إل به ولا يثبت إسلام إلا عليه (؟‪.)١‬‏‬
‫وجملة القول أن السلطان خليفة رسول اللهصلى اللهعليهوسلم»‬
‫وهى أيضا حمى (؟‪ )1‬الله فىبلاده» وظله الممدود على عبادهء ومن كان‬
‫ظل اللهفىأرضه وخليفةرسول اللهصلى اللهعليهوسلمفولايتهعامة‬
‫ومطلقة‪ .:‬كولاية الله تعالى وولاية رسوله الكريم؛ ولا غرىحيذئذ أن يكون‬
‫ةبحق التضيرف دق رقات الناينوآموالهدىا بعناعيهه )‪1‬‬
‫حدء الأمروالنهى» وبيده وده زمام الآمة‪.‬وتدبي نما‬‫ةيكوون‬
‫زلآن‬
‫منه؛ وكلوظيفة‬ ‫دة‬
‫مفهى‬
‫تونه‬
‫سة د‬
‫مولاي‬
‫جل منشئونها وما صغر ‪ .‬كل‬
‫عة‬
‫رهى‬
‫فف‬‫توية‬
‫مدني‬
‫وكلخطة دينيةأى‬ ‫ه؛‬
‫نفى‬
‫ارجة‬
‫طمند‬
‫لهى‬
‫سته ف‬
‫تح‬
‫عنمتصبه‪« .‬لاشتمال منصب الخلافة على الدين والدنيا» ‪(6١).‬‏ «فكانها‬
‫الإناع الكبين‪ :‬والاضل الجامع‪:‬وفةه كلهامتفرعة غنها؛ وداهلةفيها‪:‬‬
‫لعموم نظرالخلافة‪ .‬وتصرفها سفاىئر أحوال الملة الدينية والدنيوية‪,‬‬
‫قفي أحكاع الشرع يهاعلىالعفؤم )‪+‬‬
‫وليس للخليفة شريك فى ولايتهء ولا لغيره ولاية على المسلمين‪ ,‬إلا‬
‫»بطريق الوكالة عن الخليفة‪ ,‬فعمال‬
‫ولاية مستمدة من مقام الخلافة و‬

‫الدولة الإسلامية وكل منيلىشيئًا من أمر المسلمين فى دينهم أو‬


‫دنياهم منوزيرأو قاض أووال أمىحتسب أو غيرهم ؛ كأوللئك وكلاء‬
‫‪1‬‬
‫للسلطان ونواب عنه‪ .‬وهووحده صاحب الرأى‪ .‬فىاختيارهم وعزلهم‪,‬‬
‫وفق إفاسة الزلاية لتيب وعدانيد التلطة بالقدر الذئ يري وف‬
‫الحد الذىيختار‪.‬‬
‫(‪ )1‬قديظهرمنتعريفهمللخلافة ومنمباحثهمفيهاأنهميعتبرون‬
‫الخليفةمقيداسفلىطانه بحدود ايلشترخعطلاهاء وأنهمطالبحتما‬
‫بأنيسلك بالمسلمين سبيلاواحدة معينة منبينشتى السبل‪ :‬هىسبيل‬
‫واضحة من غير لبس» ومستقيمة من غير عوج‪ .‬قد كشف الشرع‬
‫الشريف عن مبادتها وغاياتهاء وأقام فيها أماراتهاء ومهد مدارجهاء‬
‫وأنار فجاجهاء ووضع فيها منازل للسالكين؛ وحدد الخطى للسائرين »‬
‫فماكان لأحدأنيضلفيها ولايشقى؛ وماكاالنخليفة أن يفرطفيها‬
‫التق أقاممحمد شيني الله‬ ‫تن‬
‫ايك‬
‫للالد‬
‫شيئي‬
‫اهننس‬
‫لئ‪:.‬‬
‫ايعتق‬
‫ولا أن‬
‫عليه وسلم يوضحها للناس حقبة من الدهر طويلة ‪ .‬هى السبيل التى‬
‫حدذها كان اللهالكريمؤسنةمحم وا تاجالمسلمين‪.‬‬
‫نعمهميعتبرون الخليفةمقيدا بقيود الشرعء؛ ويرون ذلككافيافى‬
‫ييفجأننح ‪.‬‬ ‫ضبطه يوماإأنراد أن يجمح‪ ,‬وفىتقويمميلهإذاخ‬
‫وقد ذهب قوم منهم إلىأانلخليفة إذا جار أو فجر انعزل عن‬
‫الخلافة‪.‬‬

‫والملك‪ :‬بأن «الملك الطبيعى‬ ‫انفة‬


‫لكبي‬
‫خذل‬
‫لجل‬
‫انأ‬
‫(‪ )1‬وقد فرقوا م‬
‫‪6‬‬
‫هوحمل الكافة علىمقتضى الغرض والشهوة‪:‬؛ والسياسى هوحمل‬
‫الكافة ان معتكي النظر المقلن'فن نهل العدالخ الرنسوية ‪:‬ردقم‬
‫المضارء والخلافةهىحمل الكافةعلىمقتضى النظر الشرعى الخ»‬
‫(‪ )1‬ولذلك يقرر ابن خلدون أن الخلافة الخالصة كانت فى الصدر‬
‫الأزل إن [حىعي على‪.:‬‬
‫مستا الامنإلىاللكويفية ماعلاخنلؤفة منتحر الدين‬
‫ومذاهبه؛ والجرى على منهاج الحقء ولم يظهر التغير إلا قى الوازع‬
‫الذى كان دينا كم اتقلب عصببيةوسيفا‪ :‬وهكذا كان الأمنلعهدمعاوية‬
‫فناء بنى العباسء إلى‬
‫خأولل م‬
‫ومروان وابنهعبد الملك‪ ,‬والصدر ال‬
‫الرشيد وبعض ولدهء ثم ذهبت معانى الخلافة ولميبقإلا اسمهاء وصار‬
‫الامرملكابحتا وجرت طبيعة التغلب إلىغايتهاء واستعملت فى‬
‫أغراضهاء من القهر والتقلب فى الشهوات والملاذء وهكذا كان الأمر لولد‬
‫عبد الملك؛ ولمن جاء بعد الرشيد منبنى العباسء واسم الخلافة باقيا‬
‫فيهملبقاءعصبية العرب‪ .‬والخلافة والملكفى الطورين ملتبس بعضهما‬
‫ببعض ‪ ,‬ثم ذهب رسم الخلافة وأثرها بذهاب عصبية العرب وفناء‬
‫‪,‬بقى الأمرملكابحتا كما كان الشأن فى‬ ‫جيلهم؛ وتلاشى أحوالهم و‬
‫يكع ألقابه‬ ‫ململ‬
‫ج وا‬
‫بكاء‬
‫ملوك العجم بالمشرقء يدينون بطاعة الخليفة تبر‬
‫ومتاحيهلهومليلسلخليفةمنهشئالغخ»(‪)1/‬‬
‫كك‬

‫ااا‬ ‫‪1‬‬
‫كل القوة »‬
‫لك‬‫تليفة‬
‫(‪ )8‬قد كانواجباعليهم؛ إذ أفاضوا على الخ‬
‫وخصموه بكل هذا السلطان؛ أينذكروا لنا‬ ‫مك؛‪.‬‬
‫اذل‬
‫قلى‬
‫مإ‬‫لوه‬
‫افع‬
‫ور‬
‫مصدر تلك القوة التىزعموها للخليفة» أنى جاعته؟ ومن الذى حباه بها‪,‬‬
‫وأفاضها عليه‪.‬‬
‫لكنهمأهملوا ذلك البحث ‪ ,‬شأنهم فىأمثالهمنمباحث السياسة‬
‫الاخرى‪ ,‬التى قديكون فيها شبه تعرض لمقام الخلافة ومحاولة البحث‬
‫فيهوالمناقشة‪.‬‬
‫‪.‬على أن الذى يستقرئ عبارات القوم المتصلة بهذا الموضوع يستطيع‬
‫أنيأخذمنهابطريق الاستنتاج أن للمسلمين فى ذلك مذهبين‪.‬‬
‫(‪ )9‬المذهب الأول أن الخليفة يستمد سلطانه من سلطان الله‬
‫تعالى وقوته منقوته‪.‬‬
‫ذلكرأى تجد روحه سارية بيت عامة العلماء وعامة المسلمين أيضا‪.‬‬
‫نلحكوء وتشير إلى‬
‫لذ‬‫احو‬
‫ومباحثهم فيها تن‬ ‫افة‬
‫خملعن‬
‫لته‬
‫اما‬
‫وكل كل‬
‫هذه العقيدة‪ .‬وقدرأيتفيما نقلنا آلنكفا(‪)١9‬‏ أنهمجعلوا الخليفة ظل‬
‫»أن أباجعفر المنصور زعم أنهإنماهوسلطان اللهفى‬ ‫اللهتعالى و‬
‫أرضه ‪.‬‬
‫منذالقرون‬ ‫راءاء‬
‫ععلم‬
‫شهال‬
‫لدثب‬
‫اتح‬
‫وأى و‬
‫وكذلك شاع هذا الر‬
‫الأولى» فتراهم يذهبون دائما إلى أن اللهجلشأنههوالذى يختار‬
‫الخليفةويسوق إلياهلخلافة ‏ علىنحوماتقرىولفىه‪:‬‬
‫ا‬
‫على قدر‬ ‫سى‬
‫وبه‬
‫مى ر‬
‫كما أت‬ ‫جاالءخلافة أوكانت لهقدرا‬
‫وقول الآخر‪:‬‬
‫منأمةإصلاحها ورشادها‬ ‫ولقدأراداللهإذ ولآاكها‬
‫وقال الفرزدق )‪(١٠‬‏‬
‫هضا‬ ‫مأر‬
‫انكل‬‫لى ع‬
‫ظنجل‬
‫هشاء(‪)1١‬‏ خيار اللهللناس والذى به ي‬
‫حول غمامها‬ ‫مجى‬‫لير‬‫لاء‬‫وأنتلهذا الناس بعد نبيهم سم‬
‫سلىنة مماسهلعلى‬
‫له ع‬
‫أيان‬
‫لوجر‬
‫اأى‬
‫ولقد كان شيوع هذا الر‬
‫العزة‬ ‫ضع‬
‫اى‬‫وء ف‬
‫ملفا‬
‫مفبىالغتهم إلىوضع الخ‬ ‫ونا‬
‫لأ‬‫صاء‬
‫يشعر‬
‫ال‬
‫منها حتى قالقائلهم‪:‬‬ ‫بوا‬
‫يأ‬‫رية‬
‫ققدس‬
‫ال‬
‫فاحكم فانت الواحد القهار‬ ‫ماشتت لا ماشاتت الأقدار‬
‫وقال طريح (‪ )0‬يمدح الوليد بن يزيد (‪)55‬‬
‫أنت(‪ )41‬ابنمسلنطح البطاح ولم تطرق عليك الحنى والولج‬
‫طويى لأعراقك التىتشج‬ ‫طوبى لفرعيك من هنا ؤهنا‬
‫والمى ج عليه كالهضب يعتلج‬ ‫قك‬
‫يل دع‬
‫رلسي‬
‫طلتل‬
‫لىق‬
‫أررض عنك منعرج‬
‫لائ‬
‫اس‬‫لسساخ وارتدا أولكان له فى‬
‫وإذا أنترجعت إلىكثير مما ألف العلماء خصوصا بعد القرن‬
‫الخامس الهجرى‪ .‬وجدتهم إذا ذكروا فى أولكتبهم أحد الملوك أو‬
‫السلاطين رفعوه فوق صف البشرء ووضعوه غير بعيد منقام العزة‬
‫الآلهية‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫ودونك مثالا لذلك ما جاء فى خطبة نجم الدين القزوينى (‪ )"5‬فى‬
‫أول «الرسالة الشمسية فى القواعد المنطقية» حيث قال«فاشار إلىمن‬
‫سعد بلطف الحقء وامتاز بتأييده من بين كافة الخلق‪ ,‬ومال إلى جنابه‬
‫الدانى والقاصىء وأفلح بمتابعته المطيع والعاصى ‪ ,‬الخ»‬
‫وقالشارحتلك الرسالةقطب الدين الرازى (‪8‬؟) فىخطبة شرحه‬
‫ى حضرة من خصه اللهتعالى بالنفس القدسية‪,‬‬ ‫له‬‫ات ب‬ ‫عخدم‬
‫«و‬
‫والرياسة الانسية‪ ..‬اللائح منغرتهالغراء لوائحالسعادة الابدية‪ ,‬الفائح‬
‫منهمته العلياء روائح العناية السرمدية‪ ....‬شرف الحق والدولةوالدين‪,‬‬
‫ْ‬ ‫رشيد الاسلام ومرشد المسلمين الخ»‬
‫ويقولعبدالحكيم السيالكوتى (ح‪1‬؟ا)فشىيته علىالشنرح‬
‫المذكور«جعلته عراضة لحضرة من خصه الله تعالى بالسلطة الابدية‪,‬‬
‫وأيده بالدولة السرمدية‪ ..‬مروج الملة الحنيفية البيضاء‪ .‬مؤسس قبواعد‬
‫الشريعة الغراءء ظل الله فى الارضينء غياث الاسلام والمسلمين‪ .‬عامر‬
‫بلاد الله » خليفة رسول الله‪ .‬المؤيد بالتأييد والنصر الربانى الخ»(‪8‬؟)‬
‫وجملة القول ان استمداد الخليفة لسلطانه من الله تعالى مذهب جار‬
‫على الالسنة؛ فاالشمبسينلمين‪.‬‬
‫‏(‪ )٠١‬وهنالك مذهب ثانقد نزع اليه بعض العلماء وتحدثوا به‪ ,‬ذلك‬
‫هوان الخليفة انمايستمد سلطانه من الامة‪ .‬فهىمصدر قوته‪ .‬وهى‬
‫التى تختاره لهذا المقام‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ذلك المنزع حينيقول لعمر بن‬ ‫ع‬
‫ن‪)9‬زقد‬
‫ولعلالحطيئة (‪1‬‬
‫الخطاب‪:‬‬
‫أنت الامام الذى من بعد صاحبه ألقى اليكمقاليد النهى البشر‬
‫لميؤشروك بها اذ قدموك لها للكاننفسهم كانت بكالاشر‬
‫وقد وجدنا ذلك المذهب صريحا فكىلام العلامة الكاسانى )‪(١٠‬‏ فى‬
‫كتابه البدائع ق‪.‬ال‪١( :‬؟)‏ «وكل مايخرج به الوكيل عنالوكالة يخرج به‬
‫القاضى عن القضاء‪ ..‬لا يختلفان الافى شئ واحد؛ وهو أن الموكل اذا‬
‫مات أوخلعينعزل الوكيل‪ ,‬والخليفة اذا مات أخولع لا تنعزل قضاته‬
‫وولاته ‪.‬‬

‫ووجه الفرق ان الوكيليعملبولاية الموكلوفىخالص حقه أيضاء‬


‫وقد بطلت أهلية الولاية فينعزل الوكيل‪ .‬والقاضى لا يعمل بولاية الخليفة‬
‫وفى حقه؛ ببوللاية المسلمين وفى حقوقهم‪ ,‬وإنما الخليفة بمنزلة الرسول‬
‫عنهم‪ ,‬لهذا لم تلحقه العهدة كالرسول فسىائر العقود‪ ,‬والوكيل فى‬
‫نلزهلة فعلعامة المسلمين وولايتهم‬
‫مفع‬
‫النكاح‪ .‬واذاكان رسولا كبان‬
‫بعد موت الخليفة باقية فيبقى القاضى على ولايته‪ .‬وهذا بخلاف العزلء‬
‫فان الخليفة اذا عزل القاضى أاولوالى ينعزل بعزله ولا ينعزل بموته‪.‬‬
‫مة لماذكرنا ان‬ ‫ازل‬‫غلبع‬‫لب‬‫ايقة‬
‫لانه لا ينعزلبعزل الخليفة ايضا حق‬
‫هم‬
‫تعلق‬
‫حة»لت‬
‫للال‬
‫صدال د‬
‫ماستب‬
‫توليتهبتوليةالعامة‪ .‬والعامة ولوهال‬
‫هه‬
‫زينل‬
‫عق ب‬
‫للفر‬
‫اهوا‬
‫بذلكفكانت ولايتهمنهممعنىفىالعزلأيضا‪.‬ف‬
‫وَألوت»‪:‬‬
‫ومن أوفى ما وجدنا فى بيان هذا المذهب والانتصار له رسالة‬
‫الخلافة وسلطة الامة التى نشرتها حكومة المجلس الكبير الوطنى بأنقرة‬
‫بمطبعة‬ ‫عكها‬
‫بى ب‬
‫طسن‬
‫وغنى‬
‫بىية عبد ال‬
‫عيةرإل‬
‫لترك‬
‫ونقلها مانال‬
‫ام‬ ‫الهلال بمصر سنة ‪74‬؟‪١‬‏ ه‪-‬‬

‫لمين فى مصدر سلطان الخليفة قد‬


‫مبسين‬
‫لاف‬
‫اخل‬
‫‏(‪ )١١‬مثل هذا ال‬

‫ظهر بين الاوروبيين وكانلهأثرفعلىكبير فىتطور التاريخ الاوروبى‪.‬‬


‫ويكاد المذهب الاوليكونموافقا لما اشتهر بهالفيلسوف «هبز (؟؟)»‬
‫من أن سلطان الملوك مقدس وحقهم سسماوى‪ .‬وأما المذهب الثانىفهو‬
‫يشبه أن يكوننفس المذهب الذى اشتهر به الفيلسوف «لك»(‪:2‬؟)‪.‬‬
‫اىفة عندعلماء‬
‫لمعن‬
‫خان‬
‫كأونن ماسبق كافيالاكفلىبي‬
‫يجى‬
‫نر‬
‫المسلمين ومعنى قولهم‪4( :‬؟) «أنها رياسة عامة فى الدين والدنيا خلافة‬
‫اعلننبى صلى اللهعليهوسلم»‬

‫هن‬
‫الباب الثاني‬
‫حكم الخلا فة‬
‫الموجبون لنصب الخليفة ‪ -‬المخالفون في ذلك ‪ -‬أدلة‬
‫القائلين بالوجوب ‪ -‬القرآن والخلافة ‪ -‬كشف الشبهة عن‬
‫بعض آيات ‪ -‬السنة والخلافة ‪ -‬كشف شبهة منيحسب في‬
‫السنة دليلا‪.‬‬

‫‏(‪ )١‬نصب الخليفة عندهم واجب اذا تركه المسلمون اثموا كلهم‬
‫؛وذلك‬ ‫ى‬
‫عأو‬
‫رقلى‬
‫شجوب ع‬
‫أجمعون‪ .‬يختلفون بينهم فى ان ذلك الو‬
‫ن لنابههناء ولكنهم لايختلفون فى أنهواجب على‬ ‫شافألا‬‫خل‬
‫كلحال؛ حتى زعم ابنخلدون ان ذلكمما انعقد عليه الاجماع ‪.‬‬
‫قال (‪5‬؟)‪.‬‬
‫(؟) «وقد شذ بعض الناس فقال بعدم وجوب هذا النصب رأسا لا‬
‫بالعقل ولا بالشرع منهم الاصم (‪ )15‬من المعتزلة وبعض الخوارج (‪79‬؟)‬
‫‪.‬الواجب عند هؤلاء انما هوإمضاء احكام الشرع فاذا‬ ‫وغيرهم و‬
‫تواطأت الامة على العدل وتنفين احكام الله تعالى لميحتج إلى امام ولا‬
‫يجب نصبه‪ .‬وهؤلاء محجوجون بالاجماع»‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(؟) ودليلهم على ذلك الوجوب‪:‬‬
‫اولا ‪ :‬اجماع الصحابة والتابعين«لاناصحاب رسول الله صلى الله‬
‫عليهوسلمعندوفاتهبادرواإلىبيعة أبىبكررضى اللهعنه‪ .‬وتسليم‬
‫النظر اليه فى امورهمء وكذا فى كل عصر من بعد ذلكء ولم تترك الناس‬
‫فوضى فى عصر من الاعصارء واستقر ذلك اجماعا دالا علىوجوب‬
‫نصب الامامء(‪4‬؟)‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ان نصب الامام «يتوقف عليه اظهار الشعائر الدينية‪ ,‬وصلاح‬
‫الرعية؛ وذلك كالامر بالمعروف والنهى عن المنكرء اللذين هما فرضان‬
‫بلاشك‪ ....‬وبدون نصب الامام لا يمكن القيام بهما‪ .‬واذا لم يقم بهما‬
‫احد لا تنتظم امور الرعية‪ :‬يبقلوم التناهبفيمابينهم منقام التواهب‪.‬‬
‫ويكشر الظلمء وتعمالفوضىء ولا تفصل الخصومات التى هى من‬
‫فرض‪»:‬‬ ‫رض‬
‫فيه‬
‫لعل‬
‫اوقف‬
‫ولاشك أن مايت‬ ‫اعنى‪:‬‬
‫سجتم‬
‫نلم‬
‫ات ا‬
‫ليا‬
‫اور‬
‫ضر‬
‫فكان نصب الامام فرضا كذلك‪ ...‬ومثل الامروالنهىفى التوقف على‬
‫نصب الامام الكليات السث التى يجب المحافظة عليها بالزواجر والحدود‬
‫التى بينها الشارع لا بغير ذلك‪ .‬والكليات الست هى حفظ الدين‪...‬‬
‫وحفط النقس‪ ...‬وحفظ العقلوحفظ النسب ‪ ...‬وحفظ المال‪...‬وحفظ‬
‫العرض (‪95‬؟)‪ »2‬اا ه‪.‬‬
‫‪ 6‬لاعتلدفيمايهننا منميات اللكاء الاق يعمو اقنات‬
‫الامام فرض من حاول أنيقيم الدليلعلىفرضيته بآيةمنكتاب الله‬
‫‪1:4‬‬
‫اعللماتءنفوىيه‬
‫الكريم‪.‬ولعمرى لوكانفى الكتاب دليلواحدلماتردد ال‬
‫على‬ ‫لنا‬
‫يكو‬
‫لأني‬
‫دبه‬
‫والاشادة به؛ أى لىكانفى الكتاب الكريم مايش‬
‫صنار الخلافة المتكلفين‪ :‬وانهملكثير » من‬
‫نم‬‫اجد‬
‫وجوب الامامةلو‬
‫يحاول أن يتخذ منشبه الدليل دليلا‪ .‬ولكن المنصفين من العلماء‬
‫هم ايجندوا فىكتاب اللهتعالىحجةلرأيهم‬
‫زقد‬
‫جنهم‬
‫عين م‬
‫اتكلف‬
‫والم‬
‫فانصرفوا عنهإلىمارأيت‪ ,‬مندعوى الاجماع تارة» ومن الالتجاء إلى‬
‫أقيسة المنطق واحكام العقل تارة أخرى‪.‬‬
‫(‪ )5‬هنالك بعض أيات من القرآن كنانحسب من الحقعلينا ان‬
‫نبينلكحقيقة معناهاء حتى لايخيل اليكانهاتتصل بشئ من أمر‬
‫الامامة‪ ,‬مثلقولهتعالى (؛ ‪ 75 :‬ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله‬
‫وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) وقوله تعالى (‪ 5:06‬ولى ردوه إلى‬
‫مهمه الذينيستنبطونه منهم) الخ‪.‬ولكنا‬‫لمن‬
‫عأمر‬
‫لىال‬
‫الرسولوإلىأول‬
‫لمنجدمن يزعم أن يجدفىشئمنتلك الآيات دليلاءولامنيحاول أن‬
‫يتمسك بهاء لذلك لانريدأن نطيل القول فيهاء تجنباللغى البحث »‬
‫والجهاد مع غير خصم‪.‬‬
‫رمون فى الآية‬
‫سله‬
‫فدحم‬
‫مر ق‬
‫لام‬
‫اىال‬
‫واعلم علىكلحال أنأول‬
‫الاولىعلى (‪5١‬؛)‏«أمراء المسلمين فىعهد الرسولصلى اللهعليهوسلم‬
‫وبعده ويندرج فيهم الخلفاء والقضاة وأمراء السرية‪ ..‬وقيل علماء‬
‫الشرعء لقوله تعالى‪ :‬ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمرمنهم لعلمه‬
‫الذينيستنبطونه منهم»‪.‬‬
‫‪1.‬‬

‫مع صعدن ‪ 0‬حا نا ما تملحمع ستح ددهد تعدا ضامطططلاخ تمص‬ ‫و‬
‫هقدمع‬
‫مدهو متحت توح عم‬
‫ااءبة البصراء‬ ‫حبر‬
‫صم«ك‬‫لة فه‬
‫ااني‬‫يىة الش‬ ‫ار ف‬‫للام‬
‫الىا‬
‫وأما أو‬
‫بالامورء األىذين كانوا يؤمرون منهم» )‪(١4‬‏ وكيفما كان الامر فالآيتان‬
‫لاشئفيهما يصلح دليلاعلىالخلافة التىيتكلمونفيها‪.‬‬
‫وغاية ماقد يمكن أرهاق الآيتين بهأن يقال انهما تدلان على ان‬
‫للمسلمين قومامنهم ترجع اليهم الامور‪ ..‬وذلكمعنى أوسع كثيرا وأعم‬
‫منتلك الخلافة بالمعنى الذى يذكرون بل ذلكمعنىيغاير الآخرولايكاد‬
‫يتصل به‪.‬‬
‫وإذا أردت مزيدا فى هذا البحث فارجع إلى «كتاب الخلافة»‬
‫للعلامة(؟‪ )4‬الستيقتومس ارنلد‪ .‬ففى الباب الثانىوالثالثمنهبيان‬

‫المقامكلمةذكرها صاحب المواقف‬ ‫ا‬


‫ذفى‬
‫هسك‬
‫وقديكونممايؤن‬
‫بعد أن استدل علىوجوب تصب الامام بإجماع المسلمين‪ ,‬قال«فان قيل‬
‫تارا لتوفر الدواعى اليه‪,‬‬ ‫اقل‬‫منتلنوقلن‬
‫نندء ولىكا‬ ‫تم‬‫سماع‬
‫ماج‬
‫لابد لل‬
‫قلنا استغنىعننقلهبالاجماع فلاتوفرللدواعى ‪٠‬‏ أى نقولكان مستنده‬
‫منقبيل مالايمكننقلهمنقرائن الاحوال التىلايمكن معرفتها الا‬
‫بالمشاهدة والعيان ‪ ,‬لمنكان فى زمنهعليه السلام (؟‪»)4‬ا ه‪.‬‬
‫فهوكماترىيقول ‪ ,‬أن ذلك الاجماع لايعرف لهمستند »وماكان‬
‫صاحب المواقفليلجا إلىهذه القولةلووجدفىكتاب اللهتعالى ما‬
‫يساك لهم‬
‫انهلعجب عجيب أن تأخذ بيديك كتاب الله الكريم‪ :‬وتراجع النظر‬
‫فيما بينفاتحته وسورة الناس» فترى فيهتصريف كل مثل » وتفصيل‬
‫كلشئمنامرهذا الدين (‪ )44‬دمافرطنا افلىكتاب منشئ» ثم‬
‫لاتجدفيه ذكرالتلك الامامة العامة أو الخلافة ‪ .‬ان فى ذلكلمجالا‬
‫للمقال ‪.‬‬
‫(‪ )1‬ليس القرآن وحده هى الذى أهملتلك الخلافة ولم يتصد لها بل‬
‫اكلسانلةقرآن أيضاء قدتركتها ولمتتعرض لها‪ .‬يدلكعلىهذا ان‬
‫أن يستدلوا فىهذا الباب ياشلئحمدنيث؛ ولو‬ ‫يعوا‬
‫سماتءطلم‬
‫يعل‬
‫ال‬
‫وجدوا لهم فى الحديث دليلا لقدموه فىالاستدلال على الاجماع؛ وما‬
‫‪.‬‬
‫نلدله‬‫قااللصماحوباقف ان هذا الاجماع ممالسمينق‬
‫(‪ )0‬يريدالسيد محمد رشيد رضا أن يجدفى السنة دليلاعلى‬
‫وجوب الخلافة » فانه نقلعن سعد الدين (‪ )01‬التفتازانى فى المقاصد‬
‫ما استدل بهعلىوجوب الامامة‪ ,‬ولميكنمنبينتلكالادلةبالضرورة‬
‫شئ منكتاب اللهولامنسنةرسول اللهصلى اللهعليهوسلم فقام‬
‫موثاله عن‬
‫بانه«قد غوفأله‬ ‫عىد‪.‬‬
‫لضسعل‬
‫اتر‬
‫السيد رشيد يع‬
‫الاستدلال على نصب الامامبالاحاديث الصحيحة الواردة فى التزام‬
‫يتس فى‬ ‫لنما‬‫ونم‬ ‫جماعة المسلمين وإمامهم‪ :‬وفىبعضها التصريح با‬
‫عنقهبيعةماتميتةجاهلية؛ وسيأتى حديث حذيفة المتفقعليه وفيهقوله‬
‫(«صت)للزهم جماع اةلمسلميونإمامهم[”؛)‪.‬‬
‫اه‬
‫‪٠.‬‬

‫قبل أن نحدثك فى ذلك الاعتراض ذنلفتك الى انهيتضمن تأييد ما‬


‫قلناه لك؛ من أن العلماء لم يستدلوا فى هذا الباب بشىء من‬
‫‪"0‬‬ ‫الحديث‪.‬‬
‫وليس السيد رشيد بدعافىمايريدأن يحتج به؛فقدسبقه الىذلك‬
‫هرى بلقدزعمهذا ‪:‬‬ ‫ازم‬‫ظنح‬‫لاب‬‫ا‪)1‬‬
‫(‪5‬‬
‫أن القرآن والسنة قد وردا بايجاب الامامء منذلكقول الله تعالى‬
‫(‪- :‬؟‪ 5‬أطيعوا اللهوأطيعوا الرسول وأولى الأمرمنكم) معأحاديث‬
‫عىة الائمة وايجاب الامامة(‪. )45‬‬ ‫اف‬‫طحاح‬‫كثيرة ص‬
‫وأنت اذا تتبعت كل ما يريدون الرجوع اليه من أحاديث الرسول‬
‫صلى اللهعليهوسلم لمتجدفيهاشيئا اكثرمن انهاذكرت الامامة او‬
‫البيعة الىجماعة الخمثل ما روى «الائمة منقريش» ‪«.‬تلزم جماعة‬
‫المسلمين» «من مات وليس فى عنقه بيعة فقدمات ميتة جاهلية» «من‬
‫بايع إماما فأعطاه صفقةيده وثمرةقلبهفليطعه ان استطاعء فان جاء‬
‫آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر» « (‪ )44‬اقتدوا باللذين منبعدى ابى‬
‫بكروعمر» الخالخ(‪)00‬؛ وليسفىشىء منذلككلهمايصلح دليلا‬
‫على مازعموهء من أن الشريعة اغترفت بوجود الخلافة أالوامامة‬
‫العظمى؛ بمعنى النيابةعن النبىصلى اللهعليهوسلم والقياممقامه من‬
‫المسلمين ‪.‬‬
‫ىه‬
‫لانريدأننناقشهم فى صحة الاحاديث التىيسوقونها فى هذا‬

‫الباب» وقد كانلنامفنىاقشتهم فى ذلك مجال فسيح‪ ,.‬ولكنا نتنزل‬


‫جدلا الى افتراض صحتها كلهاء ثملانناقشهمفى المعنى الذىيريده‬
‫انت‪ :‬امامة وبيعة وجماعة ‪ .‬الخ ‪.‬‬
‫مم‬‫لرع‬
‫كشا‬
‫ال‬
‫قنشتهم فى ذلك‪ .‬ليعرفوا أنتلك العبارات‬
‫احس‬
‫نت ت‬
‫من‬‫وقد كا‬
‫التى‬ ‫انى‬
‫مءعمن‬
‫لاترمىاالىلشى‬ ‫شنرء‪.‬‬
‫لسا‬
‫وامشالها فاىل‬
‫ثعمموا أن يحملوا عليها لغة الاسلام‪.‬‬
‫استحدثوها بعدء ز‬

‫نتجاوز لهم عن كل تلك الابواب من الجدل؛ نقول ان الاحاديث كلها‬


‫ىن‬
‫سفا‬
‫لدت‬
‫ئمة واولى الامرونحوهما اذا ور‬
‫صحيحة‪ :‬ناقوللاان‬
‫‪.‬أن البيعة‬
‫الشرع فالمراد به اهل الخلافة واصحاب الامامة العظمى و‬
‫معناها بيعة الخليفة‪ ,‬وأن جماعة المسلمين معناها حكومة الخلافة‬
‫الاسلامية الخ ‪.‬‬
‫تفستفر ضرذلككلة ‪:‬ونتتزل كلذلكالتتزل‪:‬كملاته فىلك‬
‫الاحاديث‪ ,‬بعد كل ذلك‪ ,‬ما ينهض دليلا لأولئك الذين يتخذون الخلافة‬
‫عقيدة شرعية؛ وحكما من أحكام الدين ‪.‬‬

‫تكلم عيسى بن مريم عليه السلام عنحكومة القياصرة‪ :‬وأمربأن‬


‫كاونمة‬ ‫حىب‬
‫ليس‬‫انع‬‫يعطى مالقيصرلقيصرء فماكانهذااعترافا م‬
‫القيصرية من شريعة الله تعالى» ولا مما يعترف به دين المسيحية‪ :‬وما‬
‫‪0‬‬
‫كان لاحد ممنيفهملفة البشر فىتخاطبهم أن يتخذ منكلمة عيسى‬
‫عةللهى ذلك ‪.‬‬
‫حج‬
‫وكلماجرىفى أحاديث النبىعليهالصلاة والسلاممنذكر‬
‫الامامة والخلافة والبيعة الخ لايدلعلىشىء اكثرممادل عليه المسيح‬
‫حينما ذكربعض الاحكام الشرعية عنحكومةقيصر‪.‬‬
‫طيع‬
‫نن‬‫واذا كان صحيحا أن النبىعليه الصلاة والسلام قدأمرنا أ‬
‫اللهتعالىكذلك أن نفىبعهدنا لمشرك‬ ‫ندا‬
‫مه‪.‬رفق‬
‫أعنا‬
‫إماما باي‬
‫لهمااستقام لناءفماكان ذلك دثيلاعلى أن الله‬ ‫يم‬
‫قأن‬
‫تو‬‫ساه؛‬
‫نهدن‬
‫عا‬
‫تعالى رضى الشركء ولا كان أمره تعالى بالوفاء للمشركين مستلزما‬
‫لاشقراررهمكعهلىم‪.‬‬
‫أولسنا مأمورين شرعا بطاعة الوباغلاةعاصينء وتنفيذ أمرهم اذا‬
‫تغلبوا علينا وكانفىمخالفتهم فتنةتخشى» منغير إن يكون ذلك‬
‫ك عولىمة ‪.‬‬
‫حروج‬
‫اوالزالخ‬
‫مستلزما لمشروعية البغى‪ ,‬ولالج‬
‫لأسونا قد أمرنا شرعا باكرام السائلين‪ ,‬واحترام الفقراءء‪.‬‬
‫والاحسان اليهموالرحمة بهم؛فهليستطيع ذو عقلأن يقولأن ذلك‬
‫ين ‪.‬‬
‫كاء‬
‫اافقر‬
‫سنن‬
‫يوجب عليناشرعا أوننومجدبي‬
‫قباء‪ ,‬وامرنا‬
‫رقا‬
‫لفاكر‬
‫ولقدحدثنا اللهتعالى عنالرق؛ وأمرناأانن‬
‫أننعاملهم بالمسنىء وأمرنا بكثير غير ذلكفىشأن الارقاء‪ .‬فمادل‬
‫ذلكعلىأن الرقمأموربهفىالدين‪,‬ولاعلىانهمرغوبفي ‪.‬ه‬
‫هه‬
‫‪:‬دكن الله تمان الظلاقبوالاسكدانة والبوالرهن‪:‬‬ ‫وكيوا‬
‫منها‬ ‫ًنا‬
‫ئلىأ‬
‫يه ع‬
‫شجرد‬
‫وغيرهاء وشرع لها اخكاماء فما دل ذلكبم‬
‫واجبفى الدين‪,‬ولاعلىأنلهاعنداللهشأتاخاصا ‪.‬‬
‫فإذا كان النبىصلى اللهعليهوسلمقدذكر البيعة والحكم‬
‫‪.‬والحكومةوتكلمعنطاعة الامراء‪ .‬وشرعلناالاحكام فىذلكفوجهذلك‬
‫ماقد عرفت وفهمت ‪.‬‬

‫أما بعد فان دعوى الوجوب الشرعى دعوى كبيرةء وليس كلحديث‬
‫وإنمسيضام لموازتةفك الدعوى ‪+‬‬

‫‪66‬‬
‫الباب الثالث‬
‫الخلانة من الوجهة الاجتماعية‬
‫أعض ‪ 2‬ال ‪75‬‬

‫دعوي الاجماع ‪ -‬تمحيصها ‪ -‬انحطاط العلوم السياسية‬


‫عند المسلمين ‪ -‬عناية المسلمين بعلوم اليونان ‪ -‬ثورة‬
‫المسلمين علي الخلافة ‪ -‬اعتماد الخلافة علي القوة والقهر‬
‫‪ -‬الاسلام دين المساواة والعزة ‪ -‬الخلافة مقام عزيز وغيرة‬
‫صاحبه عليه شديدة ‪ -‬الخلافة والاستبداد والظلم ‪ -‬الضغط‬
‫الملوكي علي النهضة العلمية والسياسية ‪ -‬لاتقبل دعوي‬
‫الاجماع ‪ -‬آخر أدلتهم علي الخلافة ‪ -‬لابد للناس من نوع‬
‫‪-‬ومة غير الخلافة‬
‫حك‬‫لمة‬
‫اكو‬
‫من الحكم ‪ -‬الدين يعترف بح‬
‫‪ -‬لا حاجة بالدين ولا بالدنيا الي الخلافة ‪ -‬انقراض‬
‫الخلافة في الاسلام ‪ -‬الخلافة الاسمية في مصر‪-‬‬
‫النتيجة‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ا عاعجو‬
‫‏(‪ )١‬زعموا وقدفاتهمكتاب اللهتعالىوسنةرسوله صلى اللهعليه‬
‫وسلم «أنهتواتر اجماع المسلمين فى الصدر الاول؛ بعد وفاة النبى‬
‫لمك‬
‫صلى اللهعليهوسلم؛ على امتناع خلىالوقت منإمام؛‪ .‬حتى قال أبو‬
‫بكررضى اللهعنهفىخطبته المشهورة؛ حين وفاتهعليهالسلام‪ :‬ألا إن‬
‫محمدا قد مات‪ .‬ولابد لهذا الدينممنيقوم به» فبادر الكل الى قبوله‪,‬‬
‫وتركوا له اهم الاشياء؛ وهى دفن رسول اللهصلى اللهعليه وسلم؛ ولم‬
‫يزل الناسعلى ذلك؛ فى كلعصر الى زماننا هذاء مننصب إمام متبع‬
‫فى كل عصر» )‪(١0‬‏ أه ‪.‬‬
‫(‪)1‬نسلمأن الاجماع حجةشرعية‪ :‬ولانثيرخلافافذىلك مع‬
‫(‪ )50‬المغالفين ‪ .‬ث فمسلمأن الاجساع فىذاتهممكن(‪ )70‬الوتوع‬
‫والثبوت» ولانقولمع القائل(‪ :)45‬إن من ادعى الاجماع فهى كاذب ‪.‬‬
‫آنا تموى لامهاراقن خذء اللشالة"فلافجن اغا لشبولها على أ‬
‫حال‪ .‬ومحال اذا طالبناهم بالدليل أن يظفروا بدليل على أننا مثبتون لك‬
‫قيمانلى أن دعو الاننما ع هذاغتر‪:‬سخيحة ول مامتموعة‪ :‬يواه أزابوا‬
‫بها إجماع الصحابة وحدهم‪ ,‬أم الصحابة والتابعين‪ :‬أم علماء المسلمين‪,‬‬
‫األممسلمين كلهم بعدأن نمهدلهذا تمهيدا ‪.‬‬
‫(؟) من الملاحظ البينفىتاريخ الحركة العلميةعندالمسلمين أن‬
‫حظ العلوم السياسية فيهم كان بالنسبة لغيرها من العلوم الأخرى أسوأ‬
‫حظء وأن وجودها بينهم كان اضعف وجودء فلسنا نعرف لهممؤلفا فى‬
‫السياسة ولامترهماء‪:‬ولتزف ليوابهنا فىشوعقق أنه الحكمولا‬
‫‪/‬اه‬
‫اصول السياسة‪:‬؛ اللهم ال قاليلالايقاملهوزنإزاءحركتهم العلمية فى‬
‫غير السياسة من الفنون ‪.‬‬
‫ذلك وقد توافرت عندهم الدواعى التىتدفعهم الىالبحث الدقيقفى‬
‫علومالسياسة‪ ,‬وتظاهرت لديهم الاسباب التىتعدهمللتعمقفيها‪.‬‬
‫(‪ )5‬واقلتلكالاسباب انهم مع ذكائهم الفطرى؛ ونشاطهم العلمى‪,‬‬
‫كانوا مولعين بما عند اليونان منفلسفة وعلمء وقد كانت كتب اليونان‬
‫الى انكيؤا علىترجمتها ‪:‬ودوشها كافية فى أن تخريهم بعلم السيانة‬
‫وتحببه اليهم فانذلكالعلم قديم؛ وقدشغلكثيرا منقدماء الفلاسفة‬
‫اليونانيين» وكان لهفى فلسفة اليونان» بل فى حياتهم؛ شأن خطير‪.‬‬
‫(‪ )5‬وهناك سبب آخر أهم‪ ,‬ذلك أن مقام الخلافةالاسلامية كانمنذ‬
‫الخليفة الأولء أبىبكر الصديقء رضى الله تعالى عنه‪ .‬الى يومنا هذاء‬
‫رين له و‪.‬لا يكاد التاريخالاسلامى يعرف‬
‫اخالرجميننعلكيه‬
‫عرضة لل‬
‫خليفة الاعليهخارج‪ .‬ولاجيلامنالاجيالمضى دونأن يشاهد‬
‫مصرعا من مصارع الخلفاء‪.‬‬

‫نعمربماكانذلكغالباشأنالملوكفىكلأمةوكلملةوجيل؛ولكن‬
‫لانظن أن أمةمن الامم تضارع المسلمين فى ذلك‪ :‬فان معارضتهم‬
‫للخلافة نشأت ان نشأت الخلافةنفسهاء ويقيتببقائها ‪.‬‬
‫ولحركة المازضة هذه ‪#‬اريخ كبير جدير بالاعقيان ‪:‬وقد كانت‬
‫المعارضة احياناتتخذلهاشكلقوة كبيرة‪ :‬ذاتنظام بين؛ كمافعل‬
‫مه‬
‫الخوارج فى زمنعلى بن أبى طالب وكانت حينا تسير تحت ستار‬
‫الانظمة الباطنية‪ ,‬كما كان لجماعة الاتحاد والترقى مثلاء وكانت تضعف‬
‫احيانا حتى لا يكاد يحس لهاوجودء وتقوى احيانا حتى تزلزل عروش‬
‫الملوك‪ .‬وكانت ريما سلكت طريق العمل متى استطاعت‪:‬ء وربماسارت‬

‫علىطريقة الدعوة العلمية أى الدينية على حسبظروفها وأحوالها‪.‬‬


‫أتندفع القائمين بها الىالبحث‬ ‫هنا‬
‫نن م‬
‫أ كا‬
‫شركة‬
‫مثل هذه الح‬

‫فى الحكم» وتحليل مصادره ومذاهبه؛ ودرس الحكومات وكل ما يتصل‬


‫بهاء وقد الخلافة وا تقوم علية‪ :‬الى آخر ماتتكونمته عالوم التشياسة‪,‬‬
‫لاجرم أن العرب قد كانوا أحق بهذا العلم‪ :‬ويأوولىاملنيه‪.‬‬
‫‏(‪ )١‬فمالهم قدوقفوا حيارى أمام نلك العلم؛ وارتدوا دون مباحثه‬
‫حسيرين؟ مالهم أهملوا النظرفىكتاب الجمهورية ‪21‬انامع]‪1‬‬
‫لافلاطون وكتاب السياسة ‪ 56111107‬لارسطوء وهم الذين بلغ من‬
‫اعجابهم بارسطو أن لقبوه المعلم الاول؟ ومالهم رضوا أن يتركوا‬
‫الملمنق فى ‪:‬جبالة مظيفة يتاي السباسنة ونوا« «الخكويات عند‬
‫اليونان‪ .‬وهم الذين ارتضوا أن ينهجوا بالمسلمين مناهج السريان فى‬
‫علم النحوء وأن يروضوهم برياضة بيدبا الهندىفىكتابكليلةودمنة‪.‬‬
‫اىلفليسفوةنان من خير‬
‫بلرضوا بأن يمزجوا لهم علوم دينهم بماف‬
‫وشرء وايمان وكفر ؟‬
‫‪03‬‬
‫أهنتموا بعلوم‪ .‬السياسة اهتمامهم بغيرها غفلة‬
‫ليمترك علماؤنا ي‬
‫منهمعنتلك العلوم‪ :‬ولاجهلا بخطرهاء ولكنالسيب فى ذلك هو ما‬

‫() الأصل فى الخلافة عند المسلمين ان تكون «راجعة الى اختيار‬


‫اهل العقدوالحل (‪ »)00‬إن «الامامة عقدتحصل بالمبايعة منأهل الحل‬
‫والعقد لمن اختاروه إماما للامة» بعد التشاور بينهم(‪5‬ه) » ‪.‬‬
‫قديكون معنى ذلك أن الخلافة تقوم عند المسلمين على أساس‬
‫البيعة الاختيارية‪ ,‬وترتكز على رغبة اهل العقد والحل من المسلمين‬
‫ورضاهم‪ ,‬وقديكونمن المعقول أن توجد فى الدنيا خلافةعلى الحد‬
‫الذى ذكرواء غير أنناإذا رجعنا الى الواقع ونفس الامروجدنا أن‬
‫الخلافة فى الاسلام لمترتكز الاعلىاساس القوة الرهيبة؛ وأن تلك‬
‫القوةكانت‪ ,‬الافى النادرء قوة مادية مسلحة ‪ .‬فلميكنللخليفة ما‬
‫يحوط مقامه الا الرماح والسيوفء والجيش المدجج والبأس الشديد»‬
‫فبتلكدون غيرها يحنمئن مركزه؛ ويتمأمره ‪.‬‬
‫قد يسهل التردد فى أن الثلاثة الاولمن الخلفاء الراشدين مثلا‬
‫شادو! مقامهم على اساس القوة المادية‪ ,‬وبنوهعلىقواعد الغلبةوالقهر‪,‬‬
‫ولكنأيسهل الشكفىأنعلياومعاويةرضى اللهتعالىعنهمالميتبوءا‬
‫عرش الخلافة إلاتحت ظلال السيفء وعلى أسنة الرمح‪ ,‬وكذلك الخلفاء‬
‫‪.‬ما (‪ )15‬كان لامير المؤمنين محمد الخامس‬
‫منبعد الى يومنا هذا و‬
‫‪"١‬‬
‫سلطان تركياء أن يسكن اليوميلدز لولاتلكالجيوش التىتحرس‬
‫قصره؛ وتحمى عرشه؛ وتفنى دون الدفاع عنه ‪.‬‬
‫لاانشك مطلقا فى أن الغلبةكانت دائماعماد الخلافة؛ ولا‬
‫يذكر التاريخلناخليفة الا اقترن فى اذهاتنابتلكالرهبةالمسلحة التى‬
‫تحوطه‪ .‬والقوة القاهرة التىتظله‪ .‬والسيوف المصلتة التىتزود‬
‫عنه‪.‬‬
‫ولولا أن نرتكب شططا فى القول لعرضنا على القارىء سلسلة‬
‫طابع القهر‬ ‫ها‬
‫تمن‬
‫القة‬
‫قكلح‬
‫للى‬
‫حرىع‬
‫هذا لي‬ ‫نىا‬
‫قفةتال‬
‫وخلا‬
‫ال‬
‫الذى يسمى عرشا لا يرتفع الاعلىرؤوس‬ ‫كن‬
‫لأ‬‫ذتبين‬
‫والغلبة» ولي‬
‫البشرء ولايستقر إلافوقاعناقهم‪ .‬وانذلك الذىيسمى تاجاء لاحياة‬
‫لهالابمايأخذ منحياة البشرء ولاقوة الابمايفتال منقوتهمء ولا‬
‫عظمةلهولاكرامة إلابمايسلب من عظمتهم وكرامتهم ‪ -‬كالليل إن‬
‫طال غال الصبح بالقصر ‪-‬وان بريقه انما هىمن بريقالسيوف»‬
‫ولهيب الحروب‪.‬‬
‫قديلاحظ فى بعض سنى التاريخ أنتلك القوة المسلحة‪ :‬التىهى‬
‫داعلاخةلافة‪ ,‬لاتكونظاهرة الوجود‪ .‬محسوسة للعامة؛ فلاتحسين ‪٠‬‏‬
‫ذلكشذوذا عماقررناء فان القوةموجودة حتماء وعليها يرتكز مقام‬
‫الخليفة‪ .‬غير أنهقديمرزمن لاتستعمل فيهتلك القوة» لعدم الحاجة الى‬
‫‪511‬‬
‫استعمالهاء فاذاطال اختفاؤها عن الناسغفلوا عنهاء وريماحسب‬
‫بعضهم انها لمتكن موجودة ‪ .‬ولىكانت غير موجودة‪:‬؛ حقيقة لماكان‬
‫للخليفة بعدها وجود «وما الملك الا التغلب والحكم بالقهر» كما قال ابن‬
‫خلدون (‪« )85‬ومن كلام اشنرووان فىهذا المعنى بعينه؛ الملك بالجند‪.‬‬
‫وينسب إلىارسطى الملكنظام يعضده الجند(‪.٠ »)90‬‏ ‪7‬‬
‫(‪)4‬طبيعى ان الملكفىكلأمةل ياقومالاعلىالغلبوالقهر‪« .‬فان‬
‫املكمنصبشريفملذوذء يشتمل علىجميع الخيرات الدنيوية‪,‬‬
‫والشهوات البدنية‪ :‬والملاذ النفسانية» فيقع فيه التنافس غالباء وقل أن‬
‫مىم‬
‫أف‬‫ليعى‬
‫اطب‬
‫يسلمه أحد لصاحبه إلا إذا غلبعليه )‪(١٠‬‏ »و‬
‫الاسلامية بنوعخاص أنلا يقوم فيهم ملك‪ ,‬إلابحكم الغلب والقهر‬
‫أيضا ‪ .‬فان الاسلام هىالدين الذىلم يكتفبتعليم أتباعهفكرة الإخاء‬
‫والمساواة‪ ,‬وتلقينهم مذهب ان الناس سواسية كأسنان المشط؛ وأن‬
‫عبيدكم الذينهمملكيمينكم اخوانكمفى الدين» وأن المؤمنينبعضهم‬
‫أولياءبعض ‪ .‬لميكتف الاسلامبتعليم أتباعهذلك المذهبتعليما نظريا‬
‫عملياء وأديهم بهتأديباء ومرنهم‬ ‫ا‬
‫خينذبه‬
‫أسلم‬
‫مجرداء ولكنه أخذ الم‬
‫عليهتمريناء وشرع لهم الأحكام قائمة على الاخوة والمساواة» وأجرى‬
‫عليهم الواقعاتء وأراهم الحادثات‪ ,‬فأئحسوا بالاخوة إحساساء ولمسوا‬
‫المساواة لمسا ‪ .‬ولميتركهمرسولهم الأمينصلوات اللهعليهوسلامه إلا‬
‫‪3‬‬
‫منبعد ماطبعقلوبهم على ذلك الدينوأشريها ذاللكمذهب‪ ,‬ولمتقم‬

‫دولتهم إلاحينكان ينادى أحدهم خليفته فوق المنبر لووجدنا فيك‬


‫اعوجاجا لقومناه بسيوفنا‪.‬‬
‫منالطبيعى فى أولئك المسلمين الذينيدينون بالحرية رأياء‬
‫ويسلكون مذاهبها عملا و‪.‬يأنفون الخضوع إلا لله رب العالمين» ويناجون‬
‫ربهم بذلك الاعتقاد فىكل يومسبععشرة مرةعلى الاقلء فى خمسة‬
‫أوقاتهم للصلاة ‪ .‬املنطبيعى فى أولتك الاباة الاحررأينأنفوا‬
‫الخضوع لرجل منهم أو منغيرهم ذلكالخضوع الذى ياطاللبمبلهوك‬
‫عا للقوة» ونزولا علىحكم السيف القاهر ‪.‬‬‫ولا‬
‫ضء إ‬
‫ختهم‬
‫رعي‬
‫فذلك ما ذكرنا من أن الخلافة فى الاسلام لمترتكز إلاعلى‬
‫لفنىادر‪ ,‬قوة مادية‬
‫أساس القوة الرهيبة‪ .‬وأنتلك القوةكانت‪:‬ء إالا‬
‫مسلحة ‪.‬‬
‫إنهلايعنيناكثيراأننعرف السركلهفى ذلك ‪ .‬وقديكون السرهى‬
‫ما ذكرناء وريما كانت ثمت أسباب أخرى غير ما ذكرناء وائما‬
‫الذى يعنينا فىهذا المقام هو أن نقررلك أن ارتكاز الخلافة على‬
‫‪.‬سيان عندنا بعدذلك أن يكون هذا‬
‫القوة حقيقة واقعة‪ ,‬لاريبفيها و‬
‫الواقع المحسوس جاريا على نواميس العقل أملواموافقا لأحكام‬
‫‪1‬‬ ‫الدين أم لا‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫سيدسه‬ ‫ا‬
‫‪0‬ك‬ ‫ااال‬
‫لا معنىلقيام الخلافة علىالقوة والقهر إل ارصادهما لمنيخرج‬
‫ذلك‬ ‫ء‬
‫ومس‬
‫سمن ي‬
‫بيف ل‬
‫علىمقام الخلافة» أو يعتدى عليه؛ واعداد الس‬

‫العرش‪ ,‬ويعمل على زلزلةقوائمه ‪.‬‬


‫وأنت تستطيع أن تدرك مثلا لذلكفىقصة البيعة ليزيدء حين قام‬
‫أحد )‪(١1‬‏ الدعاة الىتلك البيعة خطيبا فى الحفلء فأوجز البيان فى‬
‫ير‬
‫مال‬
‫أ‪ -‬ق‬
‫«لا‬
‫بضع كلمات‪ ,‬لم تدع ‪ -‬لذى إربةفى القول جدا ولا هز‬

‫المؤمنين هذا» وأشار إلى معاوية «فإن هلك فهذا» وأشار إلى يزيد «فمن‬
‫أبىفهذا» وأشار الىسيفه ‪.‬‬
‫(‪ )9‬كلشىء يؤخذ بحد السيف ويحمى بحده يكون عزيزا على‬
‫‪.‬ناهيك‬
‫فيه‪ .‬ولا التنازل عنشىءمنه و‬ ‫امح‬
‫سهون‬
‫تاي‬
‫لء ل‬
‫انفس‬
‫ال‬
‫بمقام السيادة والسلطان فهو عزيزعلى النفس» حتى ولىجاء منغير‬
‫يق القوة والغلب كانت النفس بهأشد‬
‫عمل السيفء فاذا جطاءرمن‬
‫تعلقاء وفى الدفاع عنهأشد تفانياء وكانت غيرتها عليه أكثر من‬

‫الغيرة على المالوالحرم وولعها به فوق الولع بكل ما فى الدنيا من‬


‫خيرات ونعم ‪.‬‬
‫‏(‪ )٠١‬واذا كانفىهذه الحياة الدنيا شىء يدفع االملرءااسلتىبداد‬
‫وقد رأيت‬ ‫امفة»‬
‫لقا‬
‫خوم‬
‫له‬‫الك‬
‫والظلم»‪ .‬ويسهلعليه العدوان والبغىء فذ‬
‫لقنبفهوس» وأهمماتغارعليه و‪.‬اذا اجتمع الحب‬
‫أنه أشهى ماتتاعل‬
‫‪3‬‬
‫البالغ والغيرة الشديدة‪ ,‬وأمدتهما القوة الغالبة‪ ,‬فلا شىء الا العسف‪,‬‬
‫ولاحكمالالسيق‪.‬‬
‫دع عنك ذلك الحديث الذى نسوقه اليك قواعد عامة‪ ,‬ونظريات‬
‫مكرك ة‪ :‬ودوتك وفاكم التارّحع جابتة فلىوح محفوظة‪:‬‬
‫أفهل غير حب الخلافة والغيرة عليهاء ووفرة القوة‪ ,‬دفعت يزيد ابن‬
‫معارية أل استماحة ذلك الخ الذكى التريف‪:‬دم المشدية بن قاطمة‬
‫بنترسول اللهصلى اللهعليهوسلم‪ .‬وهلغيرتلكالعواملسلطت‬
‫ينان مغاوية طن عاضهة الخلاقة الاولن‪ :‬يتنوك حرمتها دوهن عداينة‬
‫الإبشول سان اللةعليهوسلم ‪:‬وهلاستتكلكين اللكيث منروان يت‬
‫الله الحرامء ووطىء حماه؛ الا حبا افلىخلافة‪ ,‬وغيرة عليهاء معتوافر‬
‫القوة ل ‪.‬ه‬
‫وهلبغيرتقكالاسبابصار أبوالعباسعبدالملهحيمند بنعلى‬
‫ابن عبد الله بن العباس‪ ,‬سفاحاء وماكانت الا دماء المسلمينء وما كان‬
‫بنى أمية الا من قومه ‪.‬‬

‫كذلكتناحربنىالعباس أيضاء وبغىبعضهمعلىبعض‪ ,‬وفعلبثو‬


‫سبكتكين مثلذلك‪:‬وحارب الصالح نجم الدين الايوبى أخاه العادل أبا‬
‫بكر بن الكامل ‪ .‬فخلعهوسجنه و‪.‬امتلات دولتا المماليك والجراكسة‬
‫افة والغيرة‬
‫لثخارلحب‬
‫انآ‬
‫بخلع الملوكوقتلهم‪ .‬كلذلكلميكنالأاثرا م‬
‫‪536‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪000‬‬
‫لىة بنى‬
‫وف‬‫دقول‬
‫عليهاء ومن وراء الحب والغيرة قوة قاهرة ‪.‬وكذلك ال‬
‫عثمان )‪(20١‬‏ ‪.‬‬
‫(‪ )11‬الغيرةعلى الملكتحمل الملكعلىأن يصون عرشه منكل‬
‫سمينته‪.‬‬
‫دلل‬
‫تنه‪ .‬أقويق‬
‫مم‬‫رقص‬
‫شىء قد يزلزل أركانه؛ أحىين‬
‫لذلك كانطبيعيا أنيستحيل الملكوحشاسفاحاء وشيطانا مارداء اذا‬
‫ظفرت يداه بمن يحاول الخروج عن طاعته‪ .‬وتقويض كرسيه ‪.‬وانه‬
‫هت ‪:‬ولئكان‬
‫لطبيعى كذلك ف اكلكأن يكتونعدوا لندودا لبكل‬
‫علميايتخيل انهقد يمسقواعد ملكه؛ أو يريح منتلقائه ريح الخطر‪,‬‬

‫ولىكانبعيدا ‪.‬‬
‫منهناااتلششتفط الملؤكنعلىتحريةالم واستشيؤان الملوك‬
‫سة‬
‫اعلم‬
‫يأن‬
‫ساشك‬
‫لول‬
‫الا‪:‬‬
‫بمعاهد التعليم‪ ,‬كلماوجدوا الىذلكسبي‬
‫ئكمصه‬
‫االح‬
‫صواع‬
‫خن أن‬
‫وشف م‬
‫هو من أخطر العلومعلى المك بمايك‬
‫وأنظمته الى آخره؛ لذلك كان حتماعلى الملوكأن يعادوه وان يسدوا‬
‫سبيلةعلي لقان"‬
‫ع‬
‫وفى‬
‫رمية‬
‫فسلا‬
‫ذلكتأويل مايلاحظ من قصور النهضة الا‬
‫هنا‪ :‬ونكوص العلماء‬
‫ثة م‬
‫حلمي‬‫الع‬
‫بين ا‬
‫مسلم‬‫السياسة‪ :‬وخلى حركةالم‬
‫هقم‪ :‬وعلى النحى الذى‬‫ئيلي‬‫اذى‬‫كو ال‬
‫ذنح‬‫بىال‬‫عن التعرض لهاء عل‬
‫تعرضوا بهلبقيةالعلوم ‪.‬‬
‫ك‪6‬‬
‫العلمية‬ ‫كة‬‫رعف‬
‫حن ض‬
‫لم‬‫افت‪,‬‬
‫‏(‪ )١1١‬لسنا نعجبء والامر ماقد عر‬
‫شأن السياسة عندهم‪ ,‬ولكن‬ ‫نمحنطاط‬
‫والا‬ ‫مين؛‬
‫لند‬
‫سع‬‫مية‬
‫لاس‬
‫اسي‬
‫ال‬
‫العجبهو انلايموتبينهم ذلك العلم؛ وأنلايقضىعليهالقضاء كله‪.‬‬
‫انل ذلك الضغط الخانق» والقوة‬ ‫لب م‬‫خسر‬‫العجب العجيب هو ان يت‬
‫السياسة الى مجالس العلم‪,‬‬ ‫حضث‬ ‫ا؛ بع‬‫بمحيط‬‫مأسال‬
‫المترصدة‪ :‬والب‬
‫وان يعرف لبعضقليلمن العلماء»‪ .‬رأىفىمسألة سياسية على غيرما‬
‫يهوى الخلفاء ‪.‬‬
‫لىوضعنا هذا الكتاب كلهفىبيان الضغط الملوكى الاسلامى على‬
‫كل علم سياسى ‪.‬وكل حركة سياسية‪ :‬أو نزعة سياسية‪ :‬لضاق هذا‬
‫عنبيانهعلى‬ ‫نما‬
‫زث‬‫جلكء‬
‫عفىذ‬
‫لول‬
‫الق‬ ‫اب‬‫عن‬
‫يه ع‬
‫تعاف‬
‫سوأض‬
‫اتاب‬
‫الك‬
‫با‬
‫رريبك‬
‫نيم‬
‫وجه كامل؛ فحسبنا الآنتلك الاشارة المجملة‪ .‬وعسى أق‬
‫بعض ما يتصل بهذا البحث ‪.‬‬
‫مدعت على‬
‫جق‬‫أامة‬
‫الىحيث كناعند قولهم «ان ال‬ ‫آكن‬
‫لب‬‫اعود‬
‫ون‬
‫نصب الامام؛ فكان ذلك اجماعا دالا علىوجويه» ‪.‬‬
‫لىثيتعندنا ان الامةفىكلعصر سكتت علىبيعة الامامة؛ فكان‬
‫ذلك اجماعا سكوتياء بللىثبت ان الامةبجملتها وتفصيلها قداشتركت‬
‫بالفعل فىكلعصرفىبيعة الامامةواعترفتبهاءفكان ذلك اجماعا‬
‫صريحاء لونقل اليناذلك لأنكرنا انيكون اجماعاحقيقياء ولرفضنا أن‬
‫نستخلص منه حكما شرعياء وأن نتخذه حجة فى الدين ‪.‬‬
‫‪3/‬‬
‫وقد عرفت من قصة (؟‪ )1‬يزيد كيف كانت تؤخذ البيعة‪ ,‬ويغتصب‬
‫الاقرار ‪ .‬وانتظر قليلافلدينا مزيد ‪.‬‬
‫تذكرنا قصة يزيدبنمعاويةبقصة فيصل بنحسين بن علىء كان‬
‫سهسين بنعلى أحد أمسراء العربء الذين انحازوا قى الحرب‬
‫أحبو‬

‫العظمى الى جانب الحلفاء‪ .‬خروجا على الترك؛ وعلى سلطان الترك‬
‫خليفة المسلمين‪ :‬فقام أولاده فى بلاد العرب وفى جواتبها ينصرون‬
‫مكان‬ ‫لتر‬
‫لمانال‬‫اهم‬
‫وداء‬
‫جيوش الحلفاء نصرا مبيناء ويخذلون أع‬
‫وغيرهم‪ ,‬وامتاز فيصلء أحد أولئك الاولاد‪ .‬بالزلفى من الانجليز لحسن‬
‫‪.‬‬ ‫اىم‬
‫شاعل‬
‫لملك‬
‫انوه‬
‫افعىدتهمء واخلاصه فىخدمتهم‪ ,‬قعي‬
‫بملاسئه‬
‫ولميكديستقربهاحتى هاجمت ملكهجيوش الفرنسيين؛ فولى فيصل‬
‫هارباء تاركا مملكته وعرشه وغيرهماء حتى وصل الى انجلترا؛ ومن‬
‫‪.‬قد زعم‬
‫هناك حمله الانجليز الىبلادالعراقء ونصبوه عليها ملكا و‬
‫الانجلير ان اهل الحل والعقد من أمةالعراق انتخبوا فيصلا ليكون ملكا‬
‫عليهم بالاجماع‪ :‬اللهم الاانيكون قدخالف فى ذلكنفرقليل لايعتد‬
‫بهمء كأولتك الذيندعاهم ابنخلدون منقبل شواذ ‪.‬‬
‫هلر‬
‫اهك‬
‫ظء ل‬
‫مخابا‬
‫ولعمرك ماكاذلابنجليزء فانهمقدعملوا انت‬
‫الانتخاب الحر القانونى‪ :‬واخذوا يومئذ رأى الكثيرين من اهل الزعامة‬
‫فى العراق‪ :‬فكان رأيهم ان ينتخبوا فيصلاملكاعليهم ‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫ولكن مما لاشك عندك فيه ان «هذا» الذى أخذ بهخطيب معاوية‬
‫البيعة ليزيدء هىعينه«هذا» الذى ااخلذابنهجليز إجماع العراقيين‬
‫لأمامةفيصل ‪.‬أفهلتسمى ذلك اجماعا !‪.‬‬
‫لثىبت الاجماع الذى زعموا لما كان اجماعا يعتد به‪.‬فكيف وقد‬
‫قالت الخوارج لايجبنصب الإمام أصلا (‪ )41‬وكذلك قال الأصممن‬
‫‪,‬ما سبقت (‪ )01‬الاشارة إليه و‪.‬حسبنا‬
‫المعتزلة و»قاله غيرهم أيضا ك‬
‫فى هذا المقامنقضا لدعوى الاجماع أينثبت عندنا خلاف الأصم‬
‫والخوارج وغيرهم وإن قال ابن خلدون أنهم شواذ ‪.‬‬
‫والاشارة‬ ‫فة‬
‫اذكر‬‫لعن‬‫خنزه‬‫لقدت‬‫اريم‬
‫(‪ )71‬عرفت أانلكتاب الك‬
‫إليها ‪ .‬وكذلك السنة النبويةقدأهملتهاء وأن الإجماع لمينعقد عليها »‬
‫أفهلبقىلهممندليلفى الدينغير الكتاب أو السنة أو الاجماع ؟‬
‫نعمبقىلهم دليلآخر لانعرف غيره ‪ ,‬هو آخر مايلجأون إليه ‪,‬‬
‫وهى أهون أداتهم وأضعفها ‪.‬‬
‫قالوا اإلنخلافة تتوقفعليها إقامةالشعائر الدينية وصلاح الرعية‬
‫(‪ )51‬إل ‪.‬‬
‫‏(‪ )١5‬المعروف الذى ارتضاه علماء السياسة أنه لابد لاستقامة الأمر‬
‫فى أمة متدينة ‪ .‬سواء كانت ذات دين أم لادينلها ‪ :‬وسواء كانت‬
‫أميهودية أممختلطة الاديان ‪ -‬لابدلأمةمنظمة‬ ‫حية‬
‫سةيأم‬
‫ملم‬
‫مس‬
‫مهما كان معتقدها ‪,‬ومهما كان جنسها ولونها ولسانها » منحكومة‬
‫‪54‬‬
‫تباشر شئونهاء وتقوم بضبط الأمرفيها » قدتختلف أشكال الحكومة‬
‫وأوصافها بين دستورية واستبدادية» ويين جمهورية وبولشيفية وغير ذلك‪.‬‬
‫قدايازغ طلماءالشواسة هنتفضيل نوعهن الحكومة طلىنوعالكن‬
‫ولكنا لانعرف لأحدمنهم ولامنغيرهمنزاعا فى أن أمةمن الأمملابد‬
‫وقع مآمنأشواع العكم‪ :‬ولهدعلىذلكآدلةلبسعن رضتنا‬
‫ناه‬
‫له‬
‫هذاأن تعرض لهافليس ذلكبموشيفها‪:‬حلى اننا‪ 9‬تخنكفىأن ذلك‬
‫الرأى فىجملته صحيح‪ .‬وأن الناس لايصلحون فوضى لا سراة لهم‪,‬‬
‫ولغلآنايكورش اللهتعالنعن إنهاكانيشير إلنذلكالراىتشدثنا‬
‫قال فىخطبته التى سبقت الإشارة إليها «لابد لهذا الدينممن يقوم به»‬
‫ولغلالفحان لكريميخهى ذلكالمذهت أطيانا ‪:‬قالتعالىفىسسورة‬
‫الزخرف «أهميقسمون رحمت ربكنحن قسمنا بينهم معيشتهم فى‬
‫الحياة الدنياء ورفعنابعضهم فوقبعض درجات‪ ,‬ليتخذ بعضهم بعضا ‪-‬‬
‫سخرياء ورحمت ربكخيرممايجمعون »‪.‬‬
‫ية الماخدة اندع الفافييل لماانول الله‬
‫سالسىوفى‬
‫وقال ك‬
‫بما أنزل اللهفأولئك هم الفاسقون وأنزلنا إليك‬ ‫كم‬
‫ينحلم‬
‫فيه وم‬
‫الكتاب بالحق مصدقا لما بينيديهمن الكتاب ومهيمنا عليه‪ ,‬فاحكم‬
‫بينهمبما أنزل اللهولاتتبعأهواءهم عماجاءك من الحقء لكلجعلنا‬
‫منكم شرعة ومنهاجاء ولىشاء اللهلجعلكم أمةواحدة؛ ولكنليبلوكم فى‬
‫‪307‬‬
‫ما آتاكمفاستبقوا الخيرات» إلى اللهمرجعكمجميعا فينبئكم بماكنتم‬
‫فيه تختلفون‪ .‬وأن احكمبينهمبما أنزل الله»ولا تتبع أهواعهمء واحذرهم‬
‫يأفنتنوك عن بعضما أنزل اللهإليك‪ :‬فإنتولوا فاعلم أنما يريد الله‬
‫نيبوهميببهعضمء وإنكشيرا منالناس لفاسقون ‪ .‬أفحكم‬
‫أذنيص‬
‫‪.‬اأيها الذين‬‫الجاهلية يبغون؛ ومن أحسن من اللهحكما لقوم يوقنون ي‬
‫آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء‪ .‬بعضهم أولياء بعضء؛ ومن‬
‫يتولهم منكم فإنه منهم‪ ,‬إن الله لا يهدى القوم الظالمين» الخ ‪.‬‬
‫‏(‪ )1١‬يمكنحينئذأن ياقلالمبسحبقإلنمين‪ ,‬إذا اعتبرناهم جماعة‬
‫العالمكله‪.‬محتاجين إلى‬ ‫من‬
‫مم‬‫أيرهم‬
‫منفصلين وحدهم‪ :.‬كانوا كف‬
‫حكومة تضبط أمورهم؛ وترعى شئونهم ‪.‬‬
‫إن يكن الفقهاء أرادوا بالامامة والخلافة ذلك الذى يريده علماء‬
‫السياسة بالحكومة كان صحيحاً ما يقولون‪ ,‬من أن إقامة الشعائر‬
‫الدينية‪ ,‬وصلاح الرعية؛ يتوقفان علىالخلافة؛ بمعنى الحكومة؛ فى أى‬
‫فردية أو‬ ‫دوة‪,‬‬
‫يأ‬‫ققة‬
‫مطل‬
‫صورة كانت الحكومة‪:‬؛ ومن أى نوع ‪.‬م‬

‫جمهورية؛ استبدادية أو دستورية أو شورية؛ ديمقراطية أ اشتراكية أو‬


‫بلشفية ‪ .‬لاينتجلهمالدليلابعدمنذلك ‪ .‬أمااأرنادوا بالخلافة ذلك‬
‫النوع الخاص من الحكم الذى يعرفون فدليلهم أقصر من دعواهم‪,‬‬
‫وحجتهم غير ناهضة ‪.‬‬
‫الا‬
‫‏(‪ )١1‬الواقع المحسوس الذى يؤيده العقلء ويشهد بيه التاريخ قديما‬
‫قف على ذلك‬
‫تمولا‬
‫تكري‬
‫وحديثا؛ إنشعائر اللهتعالى ومظاهر دينه ال‬
‫النوعمنالحكومة يسميه الفقهاء خلافة ‪ .‬ولاعلىأولئكالذينيلقبهم‬
‫ا‪.‬قع ايضا أن صلاح المسلمين فىدنياهم لايتوقف‬
‫واء‬
‫للف‬
‫اسخ‬
‫ونا‬
‫ال‬
‫علىشىء من ذلك ‪ .‬فليسبنامنحاجة إلىتلك الخلافة لأمور دينناولا‬
‫لأموردنيانا‪ .‬ولوشئنالقلنا أكثرمنذلك؛فإنما كانت الخلافةولمتزل‬
‫نكبة على الاسلام وعلى المسلمين» وينبوع شر وفسادء وريما بسطنا لك‬
‫ننكشف لك عن الواقع المحسوس لتؤمن‬
‫ذلك بعد‪ ,‬أما الآنفحسبنا أ‬
‫بأن ديننا غنى عن تلك الخلافة الفقهية» ودنيانا كذلك ‪.‬‬
‫(‪ )01‬علمتممانقلنا (‪ )71‬لكعن ابنخلدون «أنهقد ذهب رسم‬

‫الخلافة وأثرها بذهاب عصبية العربء وفناء جيلهم‪ :‬وتلاشى أحوالهم‪,‬‬


‫وبقى الأمرملكابحتا ‪ ....‬وليسللخليفة منهشىء» أفهلعلمت أن شيئا‬
‫لةمين على وجه كان‬
‫سلح‬
‫ممص‬
‫لاع‬
‫أركان الدين» واأض‬ ‫ع‬
‫دقد‬
‫صذلك‬
‫من‬
‫يمكن للخلافة أتتنلافاه لووجدت ‪.‬‬
‫منذ منتصف القرن الثالث الهجرى أخذت الخلافة الاسلامية تنقص‬
‫أمطنرافهاء حتى لمتعدتتجاوز مابينلابتىدائرةضيقةحول بغداد‬
‫«وصارت(‪ )841‬خراسان وما وراءالنهرلابن سامان وذريته من بعده‪.‬‬
‫وبلاد البحرين للقرامطة؛ واليمن لابن طباطباء وأصفهان وفارس لبنى‬
‫نف‬
‫بويه‪ .‬والبحرين وعمان لفرع من عائلة القرامطة؛ قد أسس فيها دولة‬

‫لأحمد بن طولون‪ ,‬ومن بعده للملوك الذين تغلبوا عليها وامتلكوها‬


‫واستقلوا بأحكامهاء كالاخشيديين والفاطميين والايوبيين والمماليك‬
‫وغيرهم» ‪ .‬حصل ذلكفما كان الدين أيامئذفىبغداد مقر الخلافة خيراً‬
‫مغنهيفرىها مانلبلاد التىانسلخت عن الخلافة؛ ولاكانت شعائره‬
‫أظهرء ولا كان شأنه أكبرء ولا كانت الدنيا فى بفداد أحسنء ولا شأن‬
‫الرعية أصلح ‪.‬‬
‫(‪ )41‬هوت الخلافةعنبغداد فىمنتصف القرن السابع الهجرى‪,‬‬
‫حينهاجمها التترء وقتلوا الخليفة العباسى المستعصم بالله‪,‬وقتلوا معه‬
‫أهله وأكابر دولته «ويقى (‪ )91‬الاسلام ثلاث سنين بدون خليفة» ‪.‬‬
‫(‪ )91‬وكان الملكفىمصر يومئذ للظاهر بيبرس ‪.‬ولأمر ماأخذ ذلك‬

‫الداهية ينبش بين مصارع العباسيينء حتى أعثره الحظ برجل » زعموا‬
‫أنه من فلول الخلافة العباسية؛ ومن أنقاض بيتهاء وكذلك أراده الظاهر‬
‫يأخذ الظاهريجميع‬ ‫رىء‬
‫صة ف‬
‫ملاف‬
‫أن يكون؛ فأنشاًمنهبيتاللخ‬
‫مفاتيحه وأغلاقه‪ ,‬واتخذ هياكل سماهم خلفاء المسلمين وحمل المسلمين‬
‫على أن يدينوا لجلالتهمء وفى يديه وحده أزمة تلك الهياكل؛ وتصريف‬
‫ثمكانت تلك سنة الملوك‬ ‫سفنتهم‪,‬‬
‫لرا‬
‫حركاتهم وسكناتهم؛ وأأط‬
‫ا‬
‫لذافة الملوك‬
‫خأخ‬
‫اىلأن‬
‫الجراكسة فى مصر بعد الملكالظاهرء إل‬
‫العثمانيون سنة ؟‪ 79‬ه ‪.‬‬
‫هل كان فىشىء منمصلحة المسلمين لدينهمأو دنياهمتلك‬
‫التماثيل الشلآء‪ ,‬التى كانيقيمهامولويكلمقصبرونها خلفاء ‪ .‬بلتلك‬
‫الاصنام يحركونهاء والحيوانات يسخرونها ؟ثمما بالتلك البلاد‬
‫الاسلامية الواسعة غير مصر التىنزعتعنها ربقة الخلافة» وأنكرت‬
‫سلطانهاء وعاشت ومازال يعيش كثير منها بعيدا عنظل الخلفاء‪ .‬وعن‬
‫يت شعائر الدينفيها‬ ‫أ؟‬ ‫روم‬
‫أمزع‬
‫الخضوع الوثنى لجلالهم الدينى ال‬
‫دونغيرها أهملت‪ ,‬وشئون الرعية عطلت ‪ -‬أم هل أظلمت دنياهم لما‬
‫سقط عنها كوكب الخلافة» وهلجفتهم رحمة الارض والسماء‪ .‬لما بان‬
‫عنهم الخلفاء‪ .‬كلا ‪.‬‬

‫ولا تعطلت الاعياد والجمع‬ ‫بانوا فما بكت الدنيا لمصرعهم‬


‫‏(‪ )١‬معاذ اليلهرلياد اللهجلشأنهلهذا الدين‪ ,‬الذىكفلله‬
‫البقاءء أنيجعلعزه وذله منوطين بانولعحمكنومة‪ :‬ولابصنف من‬
‫هم‬
‫حون‬
‫انيك‬
‫لن أ‬
‫صسلمي‬
‫الامراءء‪ .‬ولايريداللهجل شأنه لعباده الم‬
‫خترلحمفةاء ‪.‬‬
‫لتح‬
‫وفسادهم رهن الخلافة‪ ,‬والا‬
‫‪.‬‬ ‫دمه‬
‫اأرح‬
‫ب؛ و‬
‫عدينه‬
‫بفظ ل‬
‫الله جل شأنه أح‬
‫عيسىكأونن فيما أسلفنا مقنعلكبأنتلك التىدعوها الخلافة‬
‫‪37‬‬
‫اً قامعلى أساس من الدين القويم؛ أى‬
‫ًكن‬
‫ئمت‬
‫يى ل‬
‫شعظم‬
‫األوإمامة ال‬
‫العقل السليم؛ ويأن ما زعموا أن يكونبرهانا لها هىإذا نظرت وجدته‬
‫غير برهان ‪.‬‬
‫لىافة‬
‫خف‬‫لاص‬
‫الخ‬
‫ولعل من حقك علينا أن تسأل الآن عن رأيناا‬

‫‪.‬ستمدين من الله‬
‫وفىمنشتها ‪ .‬وأن عليناأن نأخذ بكفىبيانذلك م‬
‫جلشأنهحسن المعونة والهدى والتوفيق ‪.‬‬

‫‪7‬ع‬

‫اك‬
‫الكتاب الشانى‬
‫الباب الأول‬
‫نظام الحكم فى عصر النبوة‬
‫قضاؤه (ع) ‪ -‬هل ولي (‪ )#‬قضاة ‪ -‬قضاء عمر‪-‬‬
‫قضاء على ‪ -‬قضاء معاذ وأبي موسي ‪ -‬صعوبة البحث عن‬
‫نظام القضاء فيعصرالنبوة ‪ -‬خلوالعصر النبوي من‬
‫مخايل الملك ‪ -‬إهمال عامة المؤرخين البحث في نظام‬
‫الحكم النبوي ‪ -‬هل كان (‪ )2‬ملكا ؟‬
‫ج‪7‬ا‪#‬ر عاو‬

‫‏(‪ )١‬لاحظنا إذا كنانبحث عن تاريخ القضاء زمن النبىصلى الله‬

‫عليهوسلم؛ أنحال القضاء فى ذلك الوقت لايخلى منغموض وابهام‬


‫يصعب معهما البحث‪ ,‬ولا يكاد يتيسرمعهماالوصول إلى رأى ناضج‪,‬‬
‫يقره العلم» وتطيب بهنفس الباحث ‪.‬‬
‫لاشك فى أن القضاء بمعنى الحكم فى المنازعات وفضهاء كان‬
‫موجودا فى زمن النبىصلى اللهعليه وسلمء كماكان موجودا عند‬
‫العرب وغيرهم‪,‬ء قبل أن يجىء الاسلام ‪ .‬وقدرفعت إلى النبى صلى الله‬
‫عخليصهوسولممات فقضىفيها‪ .‬وقالصلىاللعهليهوسلم(‪)1‬‬
‫‪78‬‬
‫فمن‬ ‫ضن؛‬
‫عم‬‫بجته‬
‫«تأنخكمتصمون إلى» ولعلبعضكم ألحن بح‬
‫قضيت له بحق اخيهشيئًابقولهء فانماأقطع لهقطعةمن النار؛ فلا‬
‫يأخذها» ‪.‬‬
‫وفى التاريخ الصحيح شىء منقضائه عليه السلام فيما كان‬
‫ن‪.‬نا إذاأردنا أننستنبط شيئًامننظامهصلى اللهعليه‬ ‫كيه‬
‫يورفلعإل‬
‫رء بلغير‬ ‫يير‬‫سك غ‬
‫يذل‬
‫وسلم فىالقضاء نجد أن استنباط شىء من‬
‫ممكن‪ .‬لأنالذىنقل الينامنأحاديث القضاء النبوىلايبلغأنيعطيك‬
‫م‪”.‬‬
‫اان‬
‫طنك‬
‫ف‪:‬إ‬
‫ضنورةبيئةلذلكالقضناء ولالماكانلهملننهظام‬
‫‏(‪ )١‬لاحظنا أن حال القضاء زمن النبىصلى الله عليهوسلم‬
‫غامضة ومبهمة منكل جانبء حتىلم يكنمنالسهل على الباحث أن‬
‫يعرف هل ولىصلىالله عليهوسلم أحدا غيره القضاء أم ل ‪.‬ا‬
‫هنالكثلاثةمن الصحابة يعدهمجمهور العلماءممنولىالقضاء‬
‫فىزمن رسول اللهصلى اللهعليهوسلم ‪.‬‬
‫قالبعضهم )"‪(١‬‏ «وقدقلدرسول اللهصلى اللهعليهوسلمالقضاء‬
‫لعمربنالخطابء وعلىبن أبىطالب؛ ومعاذ بنجبل رضى اللهعنهم»‬
‫اه وينبغى أن يضاف إليهم أبوموسى الأشعرى رضى اللهعنه‪ ,‬فقد‬
‫كان فىعملهعلى مايظهرء نظيراًلمعاذبنجبلسواء بسواء‪.‬‬
‫(؟) أماأن عمر رضىاللهعنهتقلدالقضاء فىزمن النبى صلى‬
‫ل‬
‫اللهعليهوسلمء فرواية غريبة من الجهة التاريخية ويظهر أنها أنما أخذت‬
‫بطريق الاستنساج(؟) ففى سان الترمذىء أن عثمان قاللعبد الله بن‬
‫عمر اذهب فاقضبين الناس ‪ .‬قال أى تعافينى ياأمير المؤمنين» قال وما‬
‫ك وقد كان أبوك يقضى ؟ قال إن أبىكان يقضى فإن‬ ‫لمن‬ ‫ذره‬
‫تك‬
‫أشكل عليهشىء سأل رسول اللهصلى اللهعليهوسلم؛ فإن أشكل على‬
‫رسول اللهصلى اللهعليهوسلم سال جبريل ‪ .‬وإنى لاأجد من أساله‬
‫الخ» ‪.‬‬
‫() وما على بن أبىطالب‪ .‬رضى الله عنه‪.‬فقد بعثه رسول الله‬
‫صلى اللهعليهوسلمء إلى اليمن‪ :‬وهو شابء ليقضى بينهم ‪ ...‬وروى أبو‬
‫داودء رحمه‪ -‬اللهتعالى» عنعلى بن أبىطالب»‪ :‬رضى اللهتعالى عنه‪,‬‬
‫قال بعثنى رسول الله‪ .‬صلى الله عليه وسلم‪ ,‬إلى اليمن قاضياء وأنا‬
‫وقال إن اللهسيهدى قلبكء ويثبت‬ ‫اءء‬
‫ضلى‬
‫قلم‬
‫للاع‬
‫او‬‫بمنء‬
‫حديث الس‬
‫لسانك؛ فهذاجلسبينيديكالخصمان فلاتقضين حتىتسمع من‬
‫‪ .‬فمازلت‬ ‫ضكاء‬
‫قن ل‬
‫لبي‬
‫ايت‬
‫فإنه أحرى أن‬ ‫لء‬
‫أعتومن‬
‫لسم‬
‫اما‬
‫الآخرء ك‬
‫قاضياء وما شككت فىقضاء بعد‪ ,‬كذا ذكره ابىعمرو بنعبد البرفى‬
‫الاستيعاب ‪ .‬وقال ايضا ‪ .‬قال رسول اللهصلى اللهعليهوسلم فى‬
‫أصحابه‪« :‬أقضاهم على بنأبىطالب» ‪١١‬‏ ه ‪.‬‬
‫والذى‪:‬فى البخارى (‪7‬؟) مما يتصل بهذا الموضوع ‪ .‬أن رسول الله ‪.‬‬
‫ع»‬
‫اجة‬
‫دلح‬
‫وقب‬
‫ليمن‬
‫اىال‬
‫صلى اللهعليهوسلمء بعث خالدبن الوليدإل‬
‫‪4‬‬
‫معجماعة منالصحابة؛ ثمبعثعليابعدذلكمكانه ليقبض الخمس‪,‬‬
‫وقدم على من اليمن بسعايته إلىمكة ‪ ,‬والنبىصلى اللهعليهوسلم‬
‫بها ‪.‬‬
‫ونقل علىبن برهان الدين الحلبى (‪ )4‬أنرسول اللهصلى الله‬
‫عليهوسلم‪ ,‬بعثعليا كرماوللجههه؛ فىسرية إلى اليمن» فأسلمت‬
‫همدان كلها فىيوم واحد ‪٠‬‏ فكتب بذلك إلىرسول اللهصلى اللهعليه‬
‫ان ‪.‬‬ ‫دلى‬ ‫مم ع‬
‫هسلا‬
‫وسلمء فلما رأى كستاابهجخدراً؛ ثمجلسء فقال ال‬
‫وتتابع أهل اليمن إلىالاسلام ‪ .‬وهذههى السسرية الأولى و‪.‬السرية‬
‫الثانيةبعثفيها رسول اللهصلى اللهعليهوسلم‪ ,‬علياكرم اللهوجهه‬
‫إلى بلاد مذحج من أرض اثليلمنافثىمائة فارسء» فغزاهم ‪ ...‬وجمع‬
‫الغنائم‪ ...‬ثمرجععلىكرم اللهوجهه؛ فوافى النبىصلى اللهعليه‬
‫وسلمبمكة؛ قدمها لحجة الوداع ‪ .‬الخ‪.‬‬
‫(‪« )5‬وأمامعاذ (‪ )/0‬بنجبلء فقدبعثهرسول اللهصلى اللهعليه‬
‫وسلم قاضياً إلى الجند من اليمن؛ يعلم الناس القرآن» وشرائع الاسلام»‬
‫ويقضى بينهم‪ ,‬وجعل له قبض الصدقات من العمال الذين باليمن‪ ,‬وذلك‬
‫عامفتحمكة‪ ,‬فى السنة الثامنةمنالهجرة» والجندبفتح الجيم والنون‬
‫معاء بلدة باليمن » ‪.‬‬
‫وقال البخارى (‪ )"7‬فىهذا الموضوع ‪ .‬بعثرسول اللهصلى الله‬
‫‪41‬‬
‫د‬
‫حكل‬
‫ايعث‬
‫ولوب‬
‫عليهوسلم أبا موسى ومعاذ بنجبل إلىاليمن؛ قا‬
‫منهما على مخلافء وأليمن مخلافان‪ :‬ثم قال» يسرا ولا تعسراء ويشرا‬
‫ولا تنفرا ‪.‬‬
‫وفى حديث آخر للبخارىء أنه قال لمعاذ بن جبلء انك ستأتى قوما‬
‫من أهل الكتابء فإذا جئتهم فادعهم إلىأن يشهدوا أن لا إله إلا الله‬

‫لك بذلك؛ فأخبرهم أن الله‬ ‫عموا‬


‫انه‬
‫طفإ‬
‫أال‬
‫ومأحنمداً رسول الله ق‬
‫امعوا لك‬
‫أإطن ه‬
‫قدفرض عليهم خمس صلوات فىكليوم وليلة ف‬
‫بذلك‪ :‬فأخبرهم أن اللهقدفرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد‬

‫على فقرائهم‪ :‬فإن هم أطاعوا لك بذلك فاياك وكرائم أموالهم‪ :‬واتق دعوة‬
‫المظلوم فإنهليسبينه وبيناللهحجاب ‪.‬‬
‫ذمان روايةالسيد أحمد زينىدحلانفى السيرة النبوية‬
‫هترب‬
‫ويق‬
‫(‪ )1‬قال«بعثصلى اللهعليهوسلمأبا موسى الاشعرى ومعاذ بن‬
‫جبل رض الله‪.‬عتيما إلىاليمنقبلحجة الوذابع‪ :‬فىالستةالفاشرة‪,‬‬
‫كيلف الخاشفة ‪ +‬وقيلعامالف ممنةتاق ركن ابحمتيينا تلن‬
‫مخلاف‪ ,‬وكان جهة معاذ العليا صوب عدن‪ ,‬وكان منعمله الجند‪,‬‬
‫|ه ‪.‬‬ ‫لىى‬
‫فوس‬
‫سأبىم‬
‫لهة‬
‫انتج‬
‫وكا‬
‫وأخرج (‪ )87‬أحمد وابو داود والترمذى وغيرهم؛ من حديث الحارس‬
‫حنابء‬
‫صم‬‫أاس‬
‫ة؛ قال حدثنا ن‬
‫عرةببن‬
‫شمغي‬
‫ابن عمرىء بأنخى ال‬
‫‪5‬م‬
‫معاذ عنمعاذء قاللمبعثهالنبىصلى اللهعليهوسلمإلىاليمن قال‬
‫كيفتقضى إذا عرضلك قضاء ؟ قال أقضىبكتاب الله‪.‬قالفإنلم‬
‫تجدفىكتاب الله؟ قالفبسنةرسول الله‪.‬قالفإنلمتجدفىسنة‬
‫وول اللةولافىكما الله قالأجكيهدزايئ‪:‬ولا الو قالفزن‬
‫رسول اللهصلى اللهعليهوسلم صدره؛ وقال الحمدللهالذىوفقرسول‬
‫رسولاللهلمايرضاه رسول الله| ه ‪.‬‬
‫(‪ )5‬تلك الزوايات المخلفة‪ ,‬التى قصصنا غليك نموتجا منهاء تريك‬
‫كيفيسوغ لناأننستنتجماقلناهلكقبل من أنهلاتتيسر الاحاطة‬
‫وشلمدوها‬ ‫يشو كتينمن أسيوال القضاءفى إننالتيقختلى اللهعليه‬
‫‪.‬بعث‬ ‫لفت الروايةعنحادثةواحدة بعينها ف‬ ‫خ كتيف‬
‫ايت‬
‫أنت ذا قد رأ‬
‫على إلىاليمنيرويهأحدهم أنهتوليةللقضاء‪ .‬ويروى الآخر أنهكان‬
‫لقبض الخمسمن الزكاةء ومعاذ بنجبلكذلك»ذهب إلى اليمن قاضيا‬
‫فرىأىء وغازيا رفأىىء ومعلما فىرأى ‪.‬‬
‫ونقل صاحب السيرة النبوية (‪ )51‬خلافا فى أن معاذا كان واليا أو‬
‫قاضيا «فقال ابن عبد البرانة كان قاضياء وقال الغسانى أنه كان أميراً‬
‫‪.‬ث ابنميمونفيهالتصريحبأنهكانأميراًعلىالصلاة‬
‫عولىاحلمادلي‬
‫ياان» | ه ‪.‬‬
‫وهذا يورجاحألنهك‬
‫(‪ )0‬وأن البحث العميق فيما كان عليه القضاء زمن النبى صلى‬
‫ع‪4‬‬

‫م جد‪.‬خسري سعد‬ ‫لساخ‬


‫لوعن عع دد‬ ‫ج تطصطتمتصصعد‪:‬حلشطبدو جاصعطنمعتل ‪2‬ص اج مدن ا عد‪.‬ديحمطي لصييدعه كا‬
‫بامهر دمتصمدد ع‬ ‫‪008 02‬‬
‫اللهعليهوسلمء وإطالة التفكيرفىذلك‪.‬وحسن التفهملماوصل إلينا‬
‫متصلا بهذا الموضوع من الأحاديث والأخبار‪ :‬كل أولئك يدفعنا إلى‬
‫البفتنوجة عامفىتطام الحكزية الاسلافية‪ :‬أياء النئى ستل اللهعليه‬
‫إن ساغلنابحقأننسمى‬ ‫مكى»‬
‫المل‬
‫للكا‬
‫سيرذ‬
‫اتدب‬
‫لفية‬
‫اىكي‬
‫وسلم؛ وف‬
‫مافتحاللهلنبيهمنالبلاددولةوملكا‪.‬‬
‫ذلكبأنناوجدنا عند البحث فىنظام القضاء فى عصر النبوة أن‬
‫غيرالقضاء أيضامن أعمال الحكومات ووظائفها الاساسية لميكنفى‬
‫أيامالرسالةموجوداًعلىوجهواضح لالبسفيه؛ حتىيستطيع باحث‬
‫منصف أنيذهب إلىأن النبىصلى اللهعليهوسلم لميعينفى البلاد‬
‫التى فتحها اللهلهولاةمثلالادارة شئونهاء وتدبير أحوالها وضبط الأمر‬
‫فيها‪ .‬ومايروىمنذلكفكلهعبارة عنتوليتهأميراًعلىالجيشء أو‬
‫عاملا على المال‪ .‬أو إماما للصلاة ؛ مأعولما للقرآن‪ :‬أداوعيا إلىكلمة‬
‫الاسلام ‪ .‬ولميكنشىء من ذلك مطرداً؛ وانما كان يحصل لوقت‬
‫محدودء كماترىفيمن كان يستعملهم صلى اللهعليهوسلمعلى البعوث‬
‫لوفهم على المدينةأذا خرجللغزى ‪.‬‬
‫تاءخ أ‬
‫يلسسراي‬
‫وا‬
‫]ذا تكن تجهازوناعومالاللنؤفالادية إلى عيرهاباملناعنال‪:‬‬
‫وال لانكيل عض الرولةالها كالكمالات ابلكالصالحوال‬
‫ومصارفها (المالية) وحراسة الانفس والأموال (البوليس) وغير ذلك مما‬
‫‪4‬‬
‫لايقوم بدونهأقلالحكومات وأعرقها فى البساطة‪ .‬فمن المؤكد أننا لا‬
‫الة شيئًا واضحا يمكننا‬
‫سزمن‬
‫انذللكرعن‬
‫نفجيدما وصل الينام‬
‫ونحن مقتنعون ومطمئنونء أننقول أنه كان نظام الحكومة النبوية ‪.‬‬
‫(‪ )4‬ومما قد‪.‬يستأنس به فىهذا الموضوع‪ .‬أننا لاحظنا أن عامة‬
‫المؤلفين» منرواة الاخبار يعنون فى الغالب‪ ,‬إذا ترجموا لخليفة من‬
‫وقضاة الخ‬ ‫ااةد‬
‫وول‬
‫ق من‬
‫واله‬
‫الخلفاء أى ملكدمن الملوك‪ ,‬بذكر عم‬

‫بكحث من‬
‫لذل‬
‫امة‬
‫وبيفحردثونال‪:‬هخاصاء يدلعلى أنهمعرفوا تماما قي‬
‫الجهة العلمية‪ .‬فصرفوا من الجهد فوياهلعناية بهما يناسبه‪ ,‬ولكنهم فى‬
‫تاريخ النبىصلى اللهعليهوسلم‪ ,‬إن عالجوا ذلك البحث رأيتهم‬
‫يزجون الحديث فيه مبعثرا غيرمتسق» ويخوضون غمار ذلك البحث على‬
‫نسق لايمائلطويقتهم فىبحث بقيةالعصور ‪ .‬مارأينامؤرخا شذ عن‬
‫ذلك‪ ,‬اللهمإلاماسننقله لكبعدعن رفاعة )‪(١6‬‏ بك رافعالطهطاوى‪,‬‬
‫فىكتابنهاالياةيجاز فىسيرة ساالكحنجان‪ :‬نقلا عن صاحب كتاب‬
‫تخريج الدلالات‪:‬السمعية ‪.٠‬‏‬
‫(‪ )9‬كلما أمعنا تفكيراً فىحال القضاء زمن النبىصلى اللهعليه‬
‫وسلم‪.‬ء وفىحال غير القضاء أيضاء منأعمال الحكمء وأنواع الولاية‪,‬‬
‫وجدنا ابهاما فئ‪,‬البحث يتزايدء وخفاء فى الأمر يشتدء ثم لا تزال حيرة‬
‫منبحث إلىبحثء إلىأن ينتهى‬ ‫نءا‬
‫دلبس‬
‫رلى‬
‫تسإ‬
‫ونلب‬
‫الفكرتنقلنا م‬
‫ه‪84‬‬
‫‪.‬إذا نحن إزاءعويصة‬
‫النظر بنا إلى غاية ذلك المجال المشتبه الحائر و‬
‫أخرى هى كبرى تلكم المعضلات‪ :‬وهىمنشا ما لقينا منحيرة‬
‫واضطراب هى الأصل وماعداها فروع؛ وهى الأموماعداها تبع ‪.‬‬
‫تلكمشكلة إذا وفق العقل لحلها فقد هانت منبعدها المشاكل‪,‬‬
‫‪.‬‬ ‫ام‬
‫هبس‬
‫بلل‬
‫إى ك‬
‫ونجل‬
‫وا‬
‫إننا لنقترب بك إلىهذه المشكلة ونحن نقدم رجلا ونؤخر أخرى‪:‬ء أما‬

‫أولافلأنحلهاعسيرء ومزالق الفكرفيهاكثيرة ‪.‬و‪.‬ما لميكنعون من‬


‫اللهتعالى أى عونفلاأملفى الوصول إلىوجه الصواب فيها ‪.‬‬
‫وأما ثانيا افلأمنغامرة فىبحث هذا الموضوع قدتكونمثاراً‬
‫لغارة يشب نارها أولئك الذين لا يعرفون الدين إلا صورة جامدة‪ :‬ليس‬
‫ولاللرأئى أن يتناولها ‪.‬‬ ‫اء‬
‫هوم‬
‫وألنيح‬
‫حعقل‬
‫لل‬
‫يق»‬
‫فسن‬
‫وه ح‬
‫تأن‬
‫لل ش‬
‫اه ج‬
‫ولكنا نستّعين باللهتعالى» ونرجى من‬
‫عسى أن نكشف لك ماغمض‪.‬ء ونفتحعليكمااستغلق» ونصل بإكلى‬
‫الحق أبلج الوجه‪ .‬واضح الغرة‪ ,‬إن شاء الله‪.‬‬
‫فاعلم أن المسالة الآن هى أن النبىصلى اللهتعالى عليه وسلم كان‬
‫صاحب دولة سياسية ورئيس حكومة كما كان رسول دعوة دينية وزعيم‬
‫وحدة دينية أمل‬

‫‪41‬‬
‫الباب الثانى‬
‫الرسالة والحكم‬
‫ام ‪-‬‬
‫لاأ‬
‫لاحرج في البحث عما إذا كان ‪١‬؛‏ ملك‬
‫الرسالة شيء والملك شيء آخر ‪ -‬القول بأنه «صلعم؛ كان‬
‫مضاء يشرح بالتفصيل الدقيق نظام‬ ‫لبع‬‫عا‪-‬‬
‫ليض‬
‫اكاأ‬‫مل‬
‫حكومة النبي‪#٠‬؛‏ ‪ -‬بعض ما يشبه أن يكون منمظاهر‬
‫الدولة زمن النبي ‪#+‬؛ ‪ -‬الجهاد ‪ -‬الأعمال المالية ‪-‬‬
‫أمراء قيل أن النبي ‪ :2+‬استعملهم علي البلاد ‪ -‬هل كان‬
‫تأسيس النبي لدولة سياسية جزءا من رسالة ؟ ‪ -‬الرسالة‬
‫والتنفيذ ‪ -‬ابن خلدون يري أن الاسلام شرع تبليسغي‬
‫وتنفيذي ‪ -‬اعتراض علي ذلك الرأي ‪ -‬القول بأن الحكم‬
‫النبوئ جمع كل دقائق الحكومة ‪ -‬احتمال جهلنا بنظام‬
‫الحكومة النبوية ‪ -‬مناقشة ذلك الوجه ‪ -‬احتمال أن تكون‬
‫البساطة الفطرية هي نظام الحكم النبوي ‪ -‬بساطة هذا‬
‫الدين ‪ -‬مناقشة ذلك الرأي ‪:‬‬
‫جارجاردجار‬
‫‪7‬ه‬
‫‏(‪ )١‬لايهولنك البحث فى أن الرسول صلى اللهعليهوسلم كان‬
‫ملكا أم لاءولاتحسبن أن ذلك البحث ذو خطر فى الدين قد يخشى‬
‫شره على ايمان الباحثء فالأمرء إن فطنت إليه؛ أهون من أن يخرج‬
‫ينرة‬ ‫ظى ع‬
‫حمتق‬
‫مؤمنا من حظيرة الايمان» بلوأهون من أن يزحزح ال‬
‫التقوى‪.‬‬
‫وإنما قديبدو لك الأمر خطيرا لأنه يتصل بمقام النبوة‪ .‬ويرتبط‬

‫بمركز الرسول صلى اللهعليهوسلم‪ ,‬ولكنهعلىذلكلايمسفى الحقيقة‬


‫شيئاً من جوهر الدين‪ ,‬ولا أركان الاسلام‪ .‬وربما كان ذلك البحث جديداً‬
‫فى الإسلام لميتناولهالمسلمون من قبل علىوجه صريح ولميستقر‬
‫اً فىالدين‪ ,‬ولاشذوذاً عن‬ ‫عيس‬‫دفل‬‫باً‬
‫حى‪ .‬واذ‬ ‫ضهرأ‬ ‫ا في‬‫ولماء‬
‫للع‬
‫مذاهب المسلمين؛ أن يذهب باحث إلى أن النبى عليه السلام كان رسولا‬
‫وملكاء وليس بدعاًولاشذوناً يأخنالف فى ذلكمخالفء فذلك بحث‬
‫رة العقائد الدينية التى تعارف العلماء بحثهاء واستقرلهم‬
‫ئن‬‫اع‬
‫درج‬
‫خا‬
‫مسذهب» وهو أدخل فى باب البحث العلمئى منه فى باب الدين‬ ‫فيها‬

‫فأقدم ولاتخف‪ ,‬إنكمن الآمنين‪.‬‬

‫التلازم بوجه من الوجوه‪ .‬وأن الرسالة مقام والملكمقام آخر‪ :‬فكم من‬

‫وما ملوكا‬
‫نلل‬
‫ورس‬
‫ينهكمن‬
‫ملكليسنبياًولارسولاًءوكمللهجل شأ‬
‫من الرسل انما كانوا رسلا فحسب‪.‬‬ ‫فننا‬
‫رم‬‫عثر‬
‫بإلن أك‬
‫‪44‬‬
‫ولقد كان عيسى بن مريم عليه السلام رسول الدعوة المسيحية‪,‬‬
‫وزعيم الممسيحيين‪ :‬وكان مع هذا يدعو إلى الإذعان لقيصرء ويؤمن‬
‫بسلطانه؛ وهو الذى أرسلبين أتباعه تلك الكلمة البالغة )‪(١4‬‏ «اعطوا‬
‫ا‬ ‫ما لقيصرلقيصرء وما للللههه‪.‬‬
‫ركانموقن تقر هليهاسلو عاملا من العمال‪ .‬فى دولة‬

‫الريان بن الوليدء فرعون مصر‪ .‬ومن بعده كان عاملا لقابوس بن‬
‫‪41‬‬
‫ولانعرففى تاريخالرسلمنجمع اللهلهبينالرسالة والملك؛ إلا‬

‫فهلكان محمد صلى اللهتعالىعليهوسلمممنجمع اللهلهبين‬


‫الرسالة والملك؛ أمكانرسولاغيرملك؟‬
‫رأياصريحاً فىذلك البحث ولانجد‬ ‫مناء‬
‫لدم‬
‫عأح‬
‫لف ل‬
‫انعر‬
‫‏(‪ )١‬لا‬
‫منتعرض للكلام فيه‪ .‬بحسب ما أتيحلنا‪ .‬ولكناقدنستطيع بطريق‬
‫الاستنتاج أن نقول‪ :‬إن المسلم العامى يجنح غالباً إلى اعتقاد أن النبى‬
‫صلى اللهعليه وسلم كانملكا رسولاء وأنهأسس بالإسلام دولة‬
‫سياسية مدنية» كان هىملكهاوسيدها لعل ذلك هو الرأى الذى يتلاعم‬
‫مع ذوق المسلمين العام؛ ومع ما يتبادر من أحوالهم فى الجملة‪ .‬ولعله‬
‫ينن‪ :‬فانكتراهم‪ ,‬اذا عرضلهم‬ ‫ماءم‬‫لعلم‬
‫سر ال‬
‫مهو‬‫لىجم‬‫ارأ‬‫أيضا هو‬
‫‪43‬‬

‫‪0111111‬‬
‫الكلام فى شئ يتصل بذلك الموضوع‪ :‬يميلون إلى اعتبار الإسلام وحدة‬
‫سياسية؛ ودولة أسسها النبىصلى اللهعليهوسلم‪.‬‬
‫مىته يانحلومذلنكحى؛ فقدجعل الخلافة‬
‫دن ف‬
‫قلدو‬
‫منخ‬
‫وكلام اب‬
‫سة الدنياء‬ ‫الدين‬
‫يفظا‬
‫سى ح‬‫ورع ف‬
‫ب الش‬ ‫حعن‬ ‫ايابة‬
‫صىهىن‬‫الت‬
‫شاملةللملكوالملكامتدرجاً ححتها ا(ل‪0‬غ‪.)9‬‬
‫(‪ )4‬وقد نقل المرحوم رفاعة بك رافع عن كتاب تخريج الدلالات‬
‫السمعية ما يشبه أن يكون صريحاً فى ذلك الرأى‪ :‬بل الواقع أنه‬
‫سمخ افلىمعارف قدمه‪ .‬وليس‬
‫رنل‬
‫تن م‬
‫صريح‪ .‬قالملخصه (‪« )44‬إ‬
‫لديه من أدوات الطالب إلا يداه وقلمه‪ .‬يحسب كثيراً من الاعمال‬
‫السلطانية مبتدعاًلامتبعاً‪.‬وأن العاملعلىخطة دنيوية» ليس عاملافى‬
‫ك‬
‫لمن‬
‫تمته‬
‫عمالة سنية؛ ويظن أن عمالته دنية‪ .‬فلهذاجمعت ماعل‬
‫يوضح نشرهاء ويبين الامر لمنجهل أمرهاء فذكرت‬ ‫ب‬
‫تاتافى‬
‫كمال‬
‫الع‬
‫فعىمكالله من ولاهعليهاالرسولمنالصحابة‪ ,‬ليعلمذلكمنيليها‬
‫الآن» فيشكر اللهعلىأناستعمله فىعملشرعىء كان يتولاه من‬
‫أصحاب رسول اللهصلى اللهعليهوسلم منصلح‪.‬له‪ .‬وأقامه المولى‬
‫فى ذلك مقامه» اه‪.‬‬
‫ثم لخص رفاعة بك الكلام فى الوظائف والعمالات البلدية‪,‬‬
‫خصوصية وعمومية‪ ,:‬أهلية داخلية وجهادية‪ :‬التى هى عبارة عن نظام‬
‫‪5‬‬
‫السلظنة" الاستلامية وما يتغلقيهامن احرف والميناتم والعمالات‬
‫الشرعية‪:‬علىماكانفىعهدوسؤل اللهصل اللةغليةولع وجمع‬
‫فى ذلكبين الكلامعلى خدمه الخاصة بهصلى اللهعليه وسلم؛ وما‬
‫يضاف إلى الامامة العظمى من الاعمال الاولية كالوزارة والحجابة‬
‫وولاية البدن (‪ )94‬والسقاية )*‪(١‬‏ والكتابة وما يضاف إلى العمالات‬
‫الفقهية من معلم القرآن ومعلم الكتابةومعلمالفقه والمفتى وإمام الصلاة‬
‫والمؤذق‪ + :‬كمذكرالتزاينمة وكتابةالجيقن والحطاء والديواق والرتاء‪:‬‬
‫ارلسولفاطيه سل كم‬ ‫ضىهليك‬ ‫هةف‬ ‫لدل‬
‫لنام‬ ‫ايوا‬
‫فق أن للد‬
‫اعالمةن عولاىحى؛ والقضاء‬ ‫ذكر العمالات المتعلقة بالاحكام؛ كالامارة ال‬
‫وها يعفلق يمن إشنيناد السهود وكاية الشتروط والعقود والمزاوية‪:‬‬
‫والنفقات‪ :‬والقسام وناظر البناءللتحديد؛ وذكرالمحتسب والمنادى‪,‬‬
‫ومتولى حراسة المدينة؛ والجاسوس لاهل المدينة» والسجان ومقيمى‬
‫الحدود‪ :‬ثم ذهب يعدد الأعمال المكومية واحذاً بعد واحدء حتى لم يكد‬
‫يدعشيئاً‪.‬وحتى قالرفاعةبك‪:‬إن ذلكشئ لميفبهغالب مؤلفىكتب‬
‫احلسكينسبيلفهة‪:‬‬
‫(‪ )5‬لاشكفى أن الحكومة النبويةكانفيهابعض مايشبه أن يكون‬
‫منمظاهر الحكومة السياسية وآثار السلطنة والملك‪, .‬‬
‫(‪ )1‬وأول ما يبخاطلربال مثالافنأمثلةالشئون الملكية‪ :‬التى‬
‫‪١‎‬و‬
‫ظهرت أيام النبىصلى اللهعليهوسلم‪ :‬مسالة الجهادء فقدغزا صلى‬
‫الله عليه وسلم المخالفين لدينه من قومه العربء وفتح بلادهم؛ وغنم‬
‫أموالهم‪ .‬وسبى رجالهم ونسائهم‪ .‬ولاشك فى أنهصلى اللهعليهوسلم‬
‫قد امتد بصره إلى ما وراء جزيرة العرب» واستعد للانسياب بجيشه فى‬
‫أقطار الأرض‪ ,‬وبدأ (‪ )74‬فعلا يصارع دولة الرومان فى الغربء ويدعو‬
‫إلى الانقياد لدينه كسرى الفرس فى الشرقء ونجاشى الحبشة ومقوقس‬
‫فصن الك‬
‫وظاهر أولوهلةاألنجهاد لايكون لمجرد الدعوة إلىالدين‪ :‬ولا‬
‫لعمل الناس على الايمان بالله ورنسولة‪ :‬وإتمايكون الجهاد لتشبيت‬
‫السلطان‪ :‬وتوسيع الملك‪.‬‬

‫دعوة الدين دعوة إلىاللهتعالى؛ وقوام تلكالدعوة لايكون إلا‬


‫البيان‪ .‬وتحريك القلوب بوسائل التأثيروالاقناعفأماالقوة والاكراه فلا‬
‫يناسبان دعوة يكون الغرض منها هداية القلوب‪ :‬وتطهير العقائد؛ وما‬
‫سرتتاك تارم السك جيللةحسمل التاب عن الأنمبان باللاتيكه‬
‫السيفء ولا غزا قوماً فى سبيل الاقناع بدينه‪ ,‬وذلك هىنفس المبدأ الذى‬
‫قرره النبىصلى اللهعليهوسلمفيماكانيبلغمنكتاب الله‪.‬‬
‫قال تعالى (‪ )42‬دلا إكراه فى الدين» قد تبين الرشد من الغى»‬
‫وقال‪« )34( :‬أدع إلى سبيل ريك بالحكمة والموعظة الحسنة؛ وجادلهم‬
‫‪11‬‬
‫بالتى هى أحسنء‪ .‬وقال‪« )*'( :‬فذكر إنما أنت مذكرء لست عليهم‬
‫سكلفقملت وجهىللهومن اتيعن؛ وقل‬
‫أجو‬
‫بمصيطر»‪(١) ,‬‏ فإن حا‬
‫للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم؟ فإن أسلموا فقد اهتدواء وإن‬
‫عيبراد» «(") أفأنت تكره الناس‬
‫تولوا فانما عليكالبلاغ‪ :‬وبالالهلبص‬
‫حتىيكونوا مؤمنين»‪.‬‬
‫تلكمبادئ صريحة فىأن رسالة النبىصلىاللهعليهوسلم‪,‬‬
‫كرسالة إخوانه من قبلء انما تعتمد على الاقناع والوعظ وما كانلها‬
‫أنتعتمد على القوة والبطشء واذاكان صلىاللهعليهوسلمقدلجأ‬
‫إلى القوة والرهبة‪ ,‬فذلك لايكون فى سبيل الدعوة إلى الدين‪ ,‬وابلاغ‬
‫رسالته إلى العالمين؛ ومايكونلناأننفهم إل أانه كانفىسبيل الملك»‬
‫ولتكوين الحكومة الاسلامية ولا تقوم حكومة إلا على السيف‪ .‬وبحكم‬
‫القهر والغلبة» فذلك عندهم هاولسجرهاد النبوى ومعناه‪.‬‬
‫(‪ )1‬قلنا أن الجهاد كان آية من آيات الدولة الإسلامية‪ :‬ومثالا من‬
‫أمثلة اللشئمولنكية‪ ,‬وإليكمثلاآخر‪:‬‬
‫كانفىزمنالنبىصلى اللهعليهوسلمعملكبيرمتعلقبالشئون‬
‫المالية من حيث الايرادات والمصروفات؛ ومن حيث جمع المال منجهاته‬
‫العديدة‪« ,‬الزكاة والجزية والغنائم الخ»‪ .‬ومن حيث توزيع ذلك كله بين‬
‫مصارفه؛ وكان لهصلى اللهعليهوسلمسعاة وجباة‪ ,‬يتولون ذلكله‪,‬‬
‫‪0‬‬
‫ولاشك أن تدبير المالعململكى؛ بلهى أهممقومات الحكومات‪ :‬على‬
‫أنه خارج عن وظيفة الرسالة من حيث هى؛ ويعيد عن عمل الرسل‬
‫باعتبارهم رسلا فحسب‪.‬‬
‫(‪ )4‬وقد يكون من أقوى الأمثلة فى هذا الباب ماروى الطبرى‬

‫بإسنادهء أن النبى صلى الله عليهوسلموجه إمارة اليمن وفرقها بين‬


‫رجاله؛ وأفرد كل رجل بحيّزه واستعمل عمرى بنحزم على نجران‪,‬‬
‫وخالد بنسعيد بن العاص على مابين نجران ورمعوزبيد؛ وعامر بن‬
‫شكعرين‬
‫اى ع‬
‫لعل‬
‫ا؛ و‬
‫وام‬
‫شهر على همدان؛ وعلى صنعاء ابن باذ‬

‫الطاهر بن أبى هالة» وعلى مأرب أبا موسى الأشعرىء وعلى الجند يعلى‬
‫كل عامل باليمن‬ ‫لة‬
‫اى‬‫مل ف‬
‫عنق‬
‫ابنأبىأمية» وكان معاذ معلما يت‬
‫الخ‪.‬‬ ‫وحضرموت ‪3‬‬

‫ىرء؛ ممايمكن‬ ‫وعص‬


‫بال‬
‫نفى‬
‫لجد‬‫ادو‬
‫هنالك كثيرغير ماذكرنا ق‬
‫مة‪,‬‬ ‫وهر‬
‫كمظا‬
‫لاًحمن‬
‫اظهر‬
‫اعتباره أثراً من آثار الدولة» وم‬
‫ومخايل السلطنة‪ ,‬فمننظر إلىذلكمنهذه الجهة‪ :‬ساغله القول‬
‫بأن النبى صلى الله عليه وسلم كان رسول الله تعالى؛ وكان ملكا‬
‫سياسيا أيضاً‪.‬‬
‫(‪ )9‬إذا ترجح عند بعض الناظرين اعتبار تلكالأمثلة‪ ,‬واطمأن إلى‬
‫ضفه‬
‫رفسو‬
‫تلكا‪.‬‬
‫عا وم‬
‫يرسول‬
‫الحكم بأنهصلى اللهعليهوسلم كان‬
‫‪4‬‬
‫حينئذ بحث آخر جدير بالتفكير‪ .‬فهل كان تأسيسه صلى الله عليه‬
‫وسلم للمملكة الاسلامية؛ وتصرفه فى ذلك الجانب شيئًا خارجاً عن‬
‫حدود رسالته صلى اللهعليهوسلم‪ ,‬أمكان جزءاممابعثه اللهله‬
‫ه؟‬
‫لىيبه‬
‫اوح‬
‫وأ‬
‫عن دعوة الإسلام؛ وخارج عن‬ ‫صل‬
‫فمل‬
‫نة ع‬
‫مبوي‬
‫ألنمملكة الن‬
‫فأما ا‬
‫المسلمين مايشاكله‪,‬‬ ‫هب‬
‫فى‬‫ذفا‬
‫منعر‬
‫حدود الرسالة؛ فذلك رأى لا‬
‫ولانذكر فى كلامهم ما يدل عليهء وهىعلى ذلك رأى صالح لان يذهب‬
‫إليه» ولانرى القول بهيكونكفراًولا إلحاداً» وربما كان محمولا علىهذا‬
‫المذهب مايراه بعض الفرق الاسلامية من انكار الخلافة فى الاسلام مرة‬
‫واحدة‪.‬‬
‫ولايهولنك أن تسمع أنللنبىصلى اللهعليهوسلم عملا كهذا‬
‫خارجاً عنوظيفةالرسالة» وان ملكه الذى شيده هىمنقبيل ذلك العمل‬
‫الدنيوى الذى لاعلاقة له بالرسالة‪ ,‬فذلك قول إن أنكرته الأذن؛ لأن‬
‫التشدق بهغير مالوف فىلغة المسلمينء فقواعد الاسلام‪ ,‬ومعنى‬
‫الرسالة؛ وروح التشريع؛ وتاريخ النبىصلى اللهعليهوسلمء‪ :‬كلذلك‬
‫لايصادم رأيا كهذا ولايستفظعه بلربماوجد ما يصلح له دعامة وسندا ؛‬
‫ولكنه علىكلحال رأى تراه بعيداً‪.‬‬
‫‏(‪ )٠١‬وأما أن المملكة النبويةجزء منعمل الرسالة متمملهاء وداخل‬
‫فيهاء فذلك هو الرأى الذىتتلقاهنفوس المسلمينفيمايظهر بالرضاء‬
‫ه‪35‬‬
‫وهو الذى تشير اليه أساليبهمء وتؤيده مبادئهم ومذاهبهمء ومن البين أن‬
‫اللة أينقوم‬ ‫سنعم‬ ‫رنم‬‫لتأ‬‫ااثب‬‫مكن تعقله إلااذ‬ ‫يأى‬‫الر‬‫ذللكا‬
‫الرسولء بعد تبليغ الدعوة الالهية بتنفيذها على وجه عملىء أى أن‬
‫مرسبولليكغوناً ومنفذا معا‪.‬‬
‫ال‬
‫ينن بحثوا فىمعنى الرسالة» ووقفنا علىمباحثهم‪,‬‬ ‫ذرأ‬‫‏(‪)١1١‬لغي‬
‫ا‬
‫ينقة الرسالة‪ ,‬الا ابن‬ ‫قً م‬
‫حءا‬
‫أغفلوا دائما أن يعتبروا التنفيذ جز‬
‫خلدونء فقدجاء فىكلامهمايشير إلىأن الاسلام دون غايرلهمملنل‬
‫الأخرى قداختص بأنه جمعبين الدعوة الدينية وتنفيذها بالفعل؛ وذلك‬
‫التاريخية» وقدبينه بنوعمن‬ ‫مته‬
‫قعدمن‬
‫ماض‬
‫المعنى ظاهر فى عدة مو‬
‫مفلىة‬
‫لرك‬
‫البط‬
‫البيان فى الفصل الذىشرح فيه اسم الباباوا‬
‫النصرانية؛ واسم الكوهنعند اليهود‪ .‬فقال ‪:‬‬
‫«إعلم أن الملةلابدلهامن قائّم عندغيبة النبى» يحملهم على‬
‫أحكامها وشرائعهاء ويكون كالخليفة فيهمللنبىفيما جاء بهمن‬
‫التكاليف‪ .‬والنوع الانسانى أيضاً؛ بما تقدم منضرورة السياسة‬
‫فيهمللاجتماع البشرىء لابدلهممنشخص يحملهم علىمصالحهم‪,‬‬
‫ويزعهم عن مفاسدهم‪ ,.‬بالقهرء وهى المسمى بالملكء والملة الإسلامية‬
‫لما كانالجهاد فيها مشروعاء لعموم الدعوة؛ وحمل الكافةعلىدين‬
‫الإسلام طوعا أكروهاً‪ .‬اتحدت فيها الخلافة والملك؛ لتوجه الشوكة من‬
‫إلى‬
‫القائمين بهااليهما معاء وأماما سوى الامللاةسلامية فلمتكندعوتهم‬
‫فعة فقطء فصار القائم‬
‫افى‬
‫دلا‬
‫ما‬‫لعاء‬
‫ارو‬
‫عامة؛ ولا الجهاد عندهم مش‬
‫بأمر الدينفيها لايعنيهشئ منسياسة الملك؛ لأنهمغير مكلفين‬
‫بالتغلب على الأممالأخرى وانماهممطلويون باقامة دينهمفىخاصة‬

‫أنفسهم إلخ»‪.‬‬
‫فهوكما ترى يقولء أن الاسلام شرع تبليفى وتطبيقى‪ :‬وأن السلطة‬
‫الدينية اجتمعت فيه والسلطة السياسة‪:‬؛ دون سائر الاديان‪.‬‬
‫‏(‪ )١١‬لانرى لذلك القولدعامة‪ ,‬ولانجد لهسنداًء وهوعلى ذلك ينافى‬
‫معنى الرسالة؛ ولايتلاعم معماتقضى بهطبيعة الدعوة الدينيةكما‬
‫لآيخرهم أن‬
‫عكل‬
‫فقدبقى مش‬ ‫ًء‬
‫اقول‬
‫حكال‬
‫ينذل‬
‫حليك‬
‫صتء و‬
‫عرف‬
‫يجدوا لجوهاباء وأنيلتمسوا منهمخرجاء ذلك هو المشكل الذى بدأنا‬
‫عنده هذا البحثفدفعنا إلىبحث آخر‪.‬‬
‫اذا كان رسول اللهصلى اللهعليهوسلمقدأسس دولة سياسية‪,‬‬
‫يسهاء فلماذا خلت دولتهإذنمن كثير من أركان‬ ‫ترأعسفى‬
‫أى ش‬
‫الدولةودعائم الحكم؟ ولماذاليمعرف نظامه فىتعيين القضاة والولاة؟ ‪,‬‬
‫الملكوفىقواعد الشورى؟ ولماذا‬ ‫اىم‬
‫ظف‬‫نيته‬
‫ولماذا يلتمحدث إلى رع‬
‫ترك العلماء فى حيرة واضطراب من أمر النظام الحكومى فى زمنه؟‬
‫وللاذا ولماذا! نريد أن نعرف منشاً ذلك الذى يبدوللناظر كأنه ابهام أو‬
‫‪5‬‬
‫أيام النبى‬ ‫وءمة‬
‫كبنا‬
‫ل‪.‬حفى‬ ‫امه‬‫اضطراب أنوقصء أمواشئت فس‬
‫صلى الله عليه وسلمء وكيف كان ذلك؟ وما سره؟‬
‫ألوعللتك"الذين يصروة علىاعتقادهم أن مهمد “متلىاللهعليه‬
‫وسلم قام بدعوة إلى دين جديدء وإلى تأسيس دولة جديدة؛ ويصرون‬
‫على أن الدولة التى أنشاها النبىصلى الله عليهوسلمكانت توضع‬
‫هاء وتنظمأمورهاء بوحىاللهتعالىأحكم‬ ‫نار‬‫وتد‬‫أشسسسهائ‪ .‬و‬
‫الحاكمين‪ :‬ثيمضطرهم ذلك إلى أن نظام الدولةمن النبى صلى الله‬
‫غليهونلم!بلعغايةالكمال‪:‬الش حمجزمتهاعقولالبكيرةوود خوتهنا‬
‫تلك اذ سائلوا عنسرهذا الذىيبدى نقصافأنىظمة‬
‫وم‪,‬للع‬
‫أاره‬
‫أفك‬
‫الحكم؛ وابهاما فى قواعده‪ ,‬قد يلتمسون للجواب إحدى تلك الخطط التى‬
‫ىها‪.‬‬
‫سنأخذ ابلآينافن‬
‫(‪ )71‬أما صاحب كتابتخريج الدلائلالسمعية ‪ -‬ويوافقهرفاعةبك‬
‫ونمة كانت‬ ‫كمأ‬‫حزع‬‫لء ف‬
‫الا‬‫‪ -‬فقدوجد لهمن ذلك المأزقمخلصا سه‬
‫النبى صلى اللهعليه وسلمعلى كل مايلزم للدولة من‬ ‫ن‬
‫مفى‬
‫زتمل‬
‫تش‬
‫عمال وأعمالء وأنظمة مضبوطة‪ :‬وقواعد محدودة‪ .‬وسان مفصلة‬
‫صدي‪:‬ى أن ك‪ 3‬بك‬
‫وتتزي‬
‫تسيلو لجال يمه لفريد ولاراد الم‬
‫حاجة إلى إعادة هذا القولعليكبعد ما سبق‪.‬‬
‫‏(‪ )١8‬قديقول قائل يريد أن يؤيد ذلك المذهب بانولعتمأنييد»‬
‫على طريقة أخرى‪ :‬أنه لاشئ يمنعنا من أن نعتقد أن نظام الدولة زمن‬
‫‪38‬‬
‫النبى صلى اللهعليهوسلم كانمتيناومحكماء وكان مشتملا علىجميع‬
‫أوجه الكمالء التى تلزم لدولة يدبرها رسو من الله‪ .‬يؤيده‬
‫الوحى‪.‬وتؤازره ملائكة الله غير أننا لم نصل إلى علم التفاصيل‬
‫الحقيقية؛ ودقائق ماكانت عليه الحكومة النبوية» من نظام بالغ» وإحكام‬
‫سابغ‪ ,‬لانالرواة قدتركوا نقلذلكاليناءأى أنهمنقلوه‪ .‬ولكنغابعلمه‬
‫عناء أو لسبب آخرء (‪« )*5‬وما أوتيتممنالعلم إل قاليلا»‪.‬‬
‫اء‪ .‬فانهلا‬ ‫عللةعمقل‬ ‫لوه‬
‫‏(‪ )١6‬تلكخطة لاينبغى أن يرفضها لأاول‬
‫حرجعلىنفوسنا أن يخالطها الشكفى أننانجهلكثيراًمنشئون‬
‫التاريخ النبوىء؛ بل الواقع أننانجهلمنه ومنغيره أكثر مما نعرف‬

‫علىأهل العلميأؤنمنوا دائمأًبأنكثيراًمنالحقائق محجوبعنهم‪,‬‬


‫وعيليدهمأ أبنوا أبدافىكشفمغيبهاء واستنباط الجديد منهاء ففى‬
‫ذلك حياة العلم ونماؤه؛ غير أن احتمال جهلناببعض الحقائق لاينبغى‬

‫عليها الاحكام؛ ونقيم المذاهبء ونبين لها الأسبابء‪ .‬ونستخلص منها‬


‫النتائج» حتىيظهرلنامايخالفهاويثبتثبوتاًعلمياً‪.‬‬
‫لذلكنقول أنهمنالمحتملحقيقة أن يكوننظام الحكومة النبوية‬
‫قد خفى علينا خبره؛ وقدتكشف لنا الايامأنهكان المثل الأعلى فى‬
‫الحكم‪ :‬ولكن ذلكالاحتمال لايمنعناأن نعود ‪ -‬ولمايتكشفلنابالفعل‬
‫مايخالف معلؤمنا ‪ -‬فنسال منجديد عنمنشا ذلكالذى عرفنا إلى‬
‫‪18‬‬
‫الآنمنالابهام والاضطراب فىنظام الحكومة النبوية؛ وعنسره‬
‫ومعناه ‪.‬‬
‫ذلكأن كثيراًمما‬ ‫ال‬
‫ؤلك‬
‫سنذ‬
‫لب ع‬
‫اجوا‬
‫لل‬ ‫ى‬
‫رخطة‬
‫خالك‬
‫أ)هن‬
‫(‪71‬‬
‫نسميه اليوم أركان الحكومة؛ وأنظمة الدولة‪ :‬وأساس الحكم‪ ,‬إنما هى‬
‫اصطلاحات عارضة‪ :‬وأوضاع مصنوعة‪ ,‬وليست هى فى الواقع ضرورية‬

‫لنظام دولة تريد أن تكون دولة البساطة‪ .‬وحكومة الفطرة» التى ترفض‬
‫كلتكلف‪ .‬وكل مالاحاجةبالفطرة البسيطة اليهوكلمايمكنملاحظته‬
‫على الدولةالنبويةيرجععندالتأملإلىمعنىواحدء ذلكهىخلوهامن‬
‫تلك المظاهر التى صارت اليوم عند علماء السياسة من أركان الحكومة‬
‫المدنية» وهى فىحقيقة الأمرغيرواجبة‪ :‬ولايكون الاخلال بهاحتما‬
‫هءراً منمظاهر الفوضى والاختلال» فذلكتأويل‬
‫ظكم‬
‫ملح‬
‫لًافىا‬
‫وصا‬
‫نق‬
‫ية مماقديعداضطراباً‪.‬‬
‫وولة‬
‫بالد‬
‫نلى‬
‫لظ ع‬
‫الاح‬
‫ماي‬
‫‏‪ )١10‬كان محمد صلى اللهعليهوسلم يحب البساطة؛ ويكره‬
‫التكلفء وعلى البساطة الخالصة التى لا شائبة فيها قامت حياته‬
‫لء كمافى‬ ‫مول‬‫علق‬
‫اطةلفىا‬‫وبسا‬
‫الخاصة والعامة‪ ,‬كانيدعو إلىال‬
‫درابلنله البجلى (‪« )96‬يا جرير إذا قلت فأوجنء واذا‬
‫بري‬
‫ععج‬
‫حديثه م‬
‫ل ففلا»‪.‬‬
‫كجتك‬
‫تحا‬
‫تغت‬
‫بل‬
‫كان يعاشر الناس منغيرتكلف‪ .‬ويجرى معهمعلى منهج البساطة‪,‬‬
‫‪1‬‬
‫وقد «روى (‪ )11‬أنهصلىاللهعليهوسلمكان يمازح أصحابه‪ ...‬وعن‬
‫طاس وهس اللهعتيناء كانكتفي التي تصلى اللةعليهوسلم‬ ‫أمبن‬
‫دعابة» وكان يقول لاصحابه «("*) إنى أكره أن أتميز عليكم؛ فانالله‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫وب‬
‫ومنل (‪.551‬ها كيوبين أفريخ إل‪:‬ااكتان ل روهماايهاكن إثماء‬
‫وفى حديثه لأبى موسى الاشعرى ومعاذء وسبقت روايته «يسرا‬
‫ولاتعسراء ويشرا ولا تنقرا»‪.‬‬
‫جىة‬ ‫تف‬
‫حقول‬
‫تهكلف» وي‬ ‫ووسالعليكر‬ ‫‪#‬ية‬‫اهعل‬‫يلل‬‫لصرل ا‬‫كاان‬
‫الوداع (؟*) «اللهم اجعلهحجاً مبروراً؛ولالريااءسفيمهعة» وقالالله‬
‫تمعخالاىطباً لهعليهالسلام (' )‪١١‬‏ «قلماأسالكم عليهمنأجروما‬
‫أنا من المتكلفين» وكان فيما يبلغ عن شريعة الله تعالى يأمر الناس‬
‫بالقواعد البسيطة‪ ,‬وينهاهم عن التكلفء ويناديهم «إذا أمرتكم بأمر‬
‫فأتوا منه مااستطعتم» «وان هذا الدين متين فأوغل فيه برفق» )‪(١١١‬‏‬
‫«وما جعل عليكم فى الدينمن حرج»‪.‬‬

‫الاق هيما جاء يدامن الشرائع كا يرجم إلاتإلن المتارع‪ :‬الامية‬


‫‪.‬الساذجة‪ .‬فلميكلفهمفىأوقات الصلاةأن يحسبوا درج الشمس‪ ,‬ولا‬
‫مطالع تكوب‪:‬بلجتعل قاطولكامناحونككل اسانيتنسؤفة‬
‫اقء وجعل الصوة والمجومتاسيك العبادة‬ ‫نةف‬‫سناقد‬
‫لالمش‬
‫امين‬
‫الس‬
‫‪١.١‬‬
‫إلىحساب‬ ‫تاج‬
‫حوسة‬
‫تحس‬
‫ار م‬
‫لقم‬
‫وحركة ال‬ ‫ر؛‬
‫مكة‬
‫قحر‬
‫لة ب‬
‫ماتصل‬
‫ولارصدء ولم يكلفنا فى الصوم أتنحسب لهلال رمضان‪:‬ء بلجعل ذلك‬
‫منوطاًبرؤيةالهلالرؤيةبسيطة لاتكلف فيهاء وجاءفى ذلكالحديث‬
‫‏(‪« )١١‬نحن أمة أمية الخ» وحديث )‪(7١١‬‏ صوموا لرؤيته الخ؛ ولم‬
‫‪ .‬يكلفنا حساب اليوم بالساعات والدقائق‪ ,‬بلربطهكذلك بالشئ‬
‫المحسوسء الذى لإ«خفواءكفليهوا (''؟) واشربوا حتىيتبينلكم‬
‫الخيط الأبيضمن الخيط الأسود من الفجرثم أتموا الصيام إلى‬
‫الليل»‪.‬‬
‫كانعتاقاللا وطيسهلم اميا ورسولا إلى الاميين‪ :‬نما كان ينوج‬
‫الخاصة والعامة ولافىشريعته عنأصول الأمية‪ ,‬ولا‬ ‫ته‬
‫امن‬
‫يئ‬‫حى ش‬
‫ف‬
‫معقنتضيات السذاجة والفطرة السليمة التىفطر اللهالناس عليهاء‬
‫فلعل ذلك الذى رأينافىنظام الحكم أيامالنبىصلى اللهعليهوسلم‬
‫اهلونظام الذىتقضىبه البساطة الفطرية و‪.‬لاريب فىأن كثيراً من‬
‫نظم الحكم فى الوقت الحاضر إنما هى أوضاع وتكلفات‪ :‬وزخارف طال‬
‫بنا عهدها فالفناهاء حتىتخيلناها من أركان الحكم وأصول النظام»‬
‫وهى إذا تأملت ليست من ذلك فىشئ‪,‬إهنذا الى يبدىلناإبهاما أو‬
‫اضطراباً أونقصاً فىنظام الحكومة النبوية لميكنإل البساطة‬
‫بعينهاء والفطرة التى لاعيب فيها‪.‬‬
‫‪١.‬‬
‫خأتنار لنا طريقا من بين تلك الطرق التى‬
‫نيد‬
‫‏(‪ )1١4‬لىكنا نر‬
‫قصصنا عليكء لكان ذلك الرأى أدنى الى اختيارناء فانه بالدين أشبه‬
‫يره ولا‬ ‫جغي‬ ‫ودته‬‫ذنه لنارأياء لأنكإتأنملت وج‬ ‫خع أ‬
‫تطي‬
‫نانست‬
‫لكنا ل‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫حق أن كثيراً منأنظمة الحكومات الحديثة أوضاع وتكلفات‪ :‬وان‬
‫فيها ما لايدعى اليهطبعسليم؛ ولاترضاه فطرة صحيحة‪ :‬ولكنمن‬
‫مة‬ ‫ظفى‬‫ندث‬‫أتح‬
‫ثىير ممااس‬ ‫الاكيد اللذاىيقبل شكا أيضاأكنف‬
‫الحكمماليس متكلفا ولامصنوعاً‪ ,‬ولاهومماينافى الذوقالفطرى‬
‫البسيطء وهى مع ذلك ضرورى ونافعء ولاينبغى لحكومة ذات مدنية‬
‫وعمران أن تهمل الأخذ به‪.‬‬
‫وهل من سلامة الفطرة ويساطة الطبع مثلا أن لايكون لدولة من‬

‫الدول ميزانية تقيد إيرادها ومصروفاتهاء أو أن لايكون لها دواوين‬


‫تضبط مختلف شئونها الداخلية والخارجية» إلى غيرذلك‪ -‬وأنهلكثير‪-‬‬
‫ممالميوجدمنهشئ فى أيام النبوة؛ ولاأشار إليهالنبىصلى الله‬
‫عليهوسلم ‪ .‬إنهليكونتعسفاًغيرمقبول أنيعللذلكالذى يبدو من‬
‫نقص المظاهر الحكومية زمن النبىصلى اللهعليهوسلم بأنمنشأه‬
‫سلامة الفطرة‪ ,‬ومجانبة التكلف‪.‬‬
‫فنلتمس وجهاًآخرلحل ذلك الاشكال‪.‬‬
‫الباب الثالت‬
‫لة‬
‫و‪8‬‬‫دين‬
‫رسالةة حكم ‪ ,‬ود‬
‫كان ‪ #‬رسولا غير ملك ‪ -‬زعامة الرسالة وزعامة‬
‫الملك‪ - .‬كمال الرسل ‪ -‬كماله صلي الله عليه وسلم‬
‫الخاص بتهح‪-‬ديد المراد بكلمات ملك وحكومة الخ ‪-‬‬
‫القرآن ينفي أنه (‪ )2‬كان حاكما‪ -‬السنة كذلك ‪ -‬طبيعة‬
‫الاسلام تأبى ذلك أيضآ ‪ -‬تأويلبعض ما يشبه أن يكون‬
‫مظهرا من مظاهر الدولة ‪ -‬خاتمة البحث‪.‬‬
‫عارتدعا‬

‫‏(‪ )١‬رأيت إذن أن هنالك عقبات لايسهل أن يتخطاها أولتك الذين‬


‫يريدون أن يذهببهم الرأى إلى اعتقاد أن النبىصلى اللهعليهوسلم‬
‫أنه كان ملكاسياسياً‪ .‬ومؤسساءً‬ ‫لة‬
‫افة‬
‫سىص‬
‫رإل‬
‫لنمع‬
‫انيج‬
‫كا‬
‫لدولة سياسية‪ .‬رأيت أنهمكلماحاولوا أن يقوموا منعشرةلقيتهم‬
‫عاد ذلك المشكل عليهم‬ ‫كل‬
‫شلك‬
‫منذ‬
‫لص م‬
‫اخلا‬
‫عثراتء وكلما أرادوا ال‬
‫جذعاً‪.‬‬
‫لم يبق أمامك بعد الذى سبق إلا مذهب واحد؛ وعسى أن تجده‬
‫منهجأً واضحاًء لاتخشى فيه عشرات؛ ولا تلقى عقبات‪,‬؛ ولا تضل بك‬
‫‏‪1١٠.‬‬
‫شعابه؛ ولايفمرك ترابه‪ .‬مأمون الغوائل‪ .‬خالياً من المشاكل ‪ .‬ذلك هو‬
‫القول بأن محمداً صلى اللهعليهوسلمماكان إلا رسولالدعوة دينية‬
‫خالصة للدين؛ لاتشويها نزعةملك ولا دعوة لدولة؛ وانهلميكنللنبى‬
‫مكة؛ وأنهصلى اللهعليهوسلملميقم‬ ‫ومل‬‫كسلم‬‫حيهو‬‫اعل‬ ‫للله‬‫وىا‬‫صل‬
‫ييفاهمسة منهذه الكلمةومرادفاتها‬ ‫سذى‬
‫نى ال‬ ‫ع‪,‬‬
‫ملكة‬ ‫لمم‬‫ايس‬‫ببتأس‬
‫ما كان الارسولا كاخرانه الخالين منالرسل ‪ ,‬وما كانملكا ولا‬
‫مؤسس دولة ‪ ,‬ولاداعياًالىملك ‪.‬‬
‫رروف ‪ .‬وربما استكرهه سمع المسلم » بيد أن لهحظا‬
‫قمولعغي‬
‫كبيراً من النظروقوةالدليل ‪.‬‬
‫ذنرك منخطأ قد‬
‫حبأ‬
‫نيج‬
‫() وقبل أن نأخذبكفىبيان ذلك»‬
‫ياتعلرضنلاهظر اذاهولميحسن النظر ‏ ولميكنمنأمرهعلىحذر»‬
‫ذلك أن الرسالة لذاتهاتسطزم للرسول نوعامنالزعامة فىقومه ‪,‬‬
‫والسلطان عليهم ‪ ,‬ولكنذلكليس فىشىء منزعامة الملوكوسلطانهم‬
‫علىرعيتهم ‪ .‬فلاتخلطبينزعامة الرسالة وزعامة الملك؛ ولاحظ أن‬
‫نا ‪.‬‬ ‫بأانييكون‬
‫تشك‬
‫بينهما خلافا يو‬
‫لمتكنزعامة‬ ‫اىعهما‬
‫بف‬‫وقد رأيت أن زعامة موسى واعيتسى‬
‫‪,‬لا كانت كذلك زعامة أكثر المرسلين ‪.‬‬
‫ملوكية و‬
‫(؟) إن طبيعة الدعوة الدينيةالصادقة تستلزم لصاحبها نوعا من‬
‫الكمال الحسى أولا» فلايكونفىتركيب جسمه ولافىحواسه‬
‫‪ .‬ولابد له‪ -‬لانهزعيم ‪ -‬من‬ ‫ور‬
‫فلى‬
‫نوا‬
‫ليدع‬
‫اىء‬
‫ومشاعره نقص ‪ ٠‬و‏لا ش‬
‫‪‎‬م‪١‬‬
‫‪9‬‬
‫حكنعة كم لبد‪ 0‬رخنااشن الكمال‪:‬الزوض ‏ لذلكبولاسفن علية‪:.‬‬
‫ظاى ‪+‬‬ ‫لة نأامل‬
‫اال‬
‫شوى‪:‬ةاتس‬
‫مزاعى بين‬
‫تمي‬
‫جلت‬
‫منا‬
‫ايرلأًا‬
‫والرسالة تستلزم لصاحبها شيئًا كث‬
‫قومهكماورد ‪(9١١) :‬‏ أنهلايبعث اللهنبياًالافىعزمنقومه ‪ ,‬ومذعة‬
‫كن شيرته ‪.‬‬
‫كطويها تومايقالقوةالثىكد لانركركتاق‬ ‫تانح‬ ‫حالة‬
‫واللؤس‬
‫القزل سحا الدعوة ‪:‬كان اللاحللياه لامقفة الزرمنالةعيكا‪ ١‬ج‏ره‬
‫يبعثبالحقرسولا الا وقد أراد لدعوته تأتنم و‪,‬ان ترسخ أصولها فى‬
‫لوت العالم المعفوط ‪.‬وان تمتوع يحقاتق هذا العالم النعزانينة (‪)13‬‬
‫وما أزسلنافخرسول إللايطاع بإذناللهوحاشنا لل ل بارشلأله‬
‫يغوة العقلتهديم بول بيعترنشولا منعتدهال ا‪00‬‬
‫ولقأجنتهقهروسلكن قبل مساقبالادقشهوا‪:‬كيم‪:‬نأاكافو بيه‬
‫يرون فل يرا فىالأرض نازواكيفعا عافية‬
‫المكذبين»(‪)5١4‬‏ «ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين‬
‫ليحقالدقويبطلالباطلولىكرهالمجرمون» (" ‪”١‬‏ )ولقدسبقتكلمتنا‬
‫لهم‪:‬الفالنو ‪00‬‬ ‫ت ونانا‬
‫جروة‬
‫تتصو‬
‫لفياتةا المرسلي أنهلهمالم‬
‫‪,‬وم يفوم للشستهاد‬
‫آنا لتخضنوسظناوالذين أحنوا لان الحين ‪"#‬الاننا وي‬
‫اسونء» ‪.‬‬
‫دهم‬
‫لول‬
‫اعتة‬
‫تينهم وله الل‬
‫رظام‬
‫دفعال‬
‫عاين‬
‫مملا‬
‫يوَ‬
‫م‬
‫إن مقام الرسالةيقتضى لصاحبه سلطاناًأوسعممايكونبين‬
‫الحاكم والمحكومين ؛وبألوسع مما يكون بين الاب وأبنائه ‪.‬‬
‫قديتناولالرسول منسياسة الأمةمثل مايتناولهالملوك ؛ ولكن‬
‫‪.‬مظنيفته أيضاًأنيتصل‬ ‫للرسول وحده وظيفة لاشريك لهفيها و‬
‫بالارواح التىفى الاجساد ‪ ,‬وينزع الحجب ليطلععلى القلوب التى فى‬
‫الصدور ‪ .‬لهبلعليهأنيشق عنقلوب اتباعه » ليصل الىمجامع‬
‫‪.‬مجارى الخواطر ‏ ومكامن‬
‫الحب والضغينة؛ ومنابت الحسنة والسيئّة و‬
‫»مستودع الأخلاق ‪ .‬له عمل ظاهر فى‬
‫الوهساوس ‪.‬ومنابع النيات و‬
‫سياشة العامة وولهأيهناضبلكفن فى تددن السظلةالىتمع نك‬
‫الشريك والشريك ؛ والحليف والحليف ‪ ,‬والمولىوعبده ‪ ,‬والوألدوولده »‬
‫وفىتدبيرتلكالروابطالتىلايطلععليهاالا الحليلوحليلته ‪ .‬رلعهاية‬
‫»علاقاتنا الارضية‬
‫الظاهر والباطن »وتدبير أمور الجسم والروح و‬
‫والسماوية س‪.‬ليهاسة الدنيا والآخرة ‪.‬‬
‫الرسالة تقتضى لصاحيها ‪ :‬وهى كما ترى ؛ وفوق ماترى » حق‬
‫صقريف لكل قلب‬
‫توح‬
‫لر »‬
‫ادبي‬
‫الاتصال بكل نفس اتصال رعاية وت‬
‫‪.‬‬ ‫ورد‬
‫دغي‬
‫حاً‬
‫مريف‬
‫تص‬
‫(‪)1‬افذلك ‪#‬ولاخط أيك أن القنعلى اللةغليةوسلمهدالختضت‬
‫رسالتهبكثيرممالميكنلفيرهمنالمرسلين؛ فقدجاءصلى اللهعليه‬
‫‪١‬‬
‫وسلم بدعوة اختاره اللهتعالى لانيدعى اليها الناسكلهم أجمعين ‪,‬‬

‫» وتتم‬ ‫ين‬
‫دمل‬
‫ليك‬
‫اتى‬
‫كاملة » وأنيقوم عليها ح‬ ‫غنها‬
‫بللهأ‬
‫يدر‬
‫وق‬
‫النعمة‪ ,‬وحتى لاتكونفتنة ‪ .‬ويكون الدينكلهلل ‪.‬ه تلكرسالة توجب"‬
‫أقصى ماتسمو اليهالطبيعة البشرية » ومن القوة‬ ‫ال‬
‫من‬‫كا م‬
‫لبه‬
‫ااح‬
‫لص‬
‫النفسية منتهى ماقدراللهلرسلهالمصطفين الاخيار ‪ .‬ومنتأييدالله ما‬
‫يضاسن معهك الدعرة الكبيرة العامة‪.:‬‬
‫فذلكقولهتعالى« ))‪١‬ك'د‪(١‬‏ وكانفضل اللهعليكعظيماً» وقولهتعالى‬
‫ان)ه وامواء نكي الكريك ‪:7135١‬‏ وله واتضريك الله ابيا‬ ‫وه("‬
‫‏‪ 113/١‬كوو رك لمش وس ون قو‬
‫منأجل ذلك كان سلطان النبىصلى اللهعليهوسلمبمقتضى‬
‫رسالتهسلطاناً عاماً» وأمره فى المسلمينمطاعاً ‪ .‬وحكمهشاملا ؛ فلا‬
‫شىءمما تمتد اليهيدالحكم الاوقدشملهسلطان النبىصلى اللهعليه‬
‫خل تحت‬
‫اهى‬
‫داو‬
‫وسلم » ولانوعممايتصورمن الرياسة والسلطان ال‬
‫ولايةالنبىصلى اللهعليهوسلمعلى المؤمنين ‪.‬‬
‫واذا كان العقل يجوز أن تتفاوت درجات السلطان الذى يكون‬
‫لرسول على أمته ‪ ,‬فقد رأيتأن محمداً صلى اللهعليهوسلم أحق‬
‫الرسل عليهم السلام بأنيكون لهعلىأمته أقصى مايمكن من‬
‫‪4‬‬
‫السلطان ونفوذ القول ‪ .‬قوة النبوة و‪.‬سلطان الرسالة‪ ,‬ونفوذ الدعوة‬
‫الصادقة قدر اللهتعالى أن تعلو على دعوة الباطلء وأن تمكث فى‬
‫الارض ‪.‬‬

‫‏‪3 ٠١‬لكاسلطاق ترسلهالسلمناطمق عنداللهتفال علىمنقزلعليه‬


‫ملائكةالسماءبوحىاللتهعالى‪.‬قتلدكقسوةية يختصبهاعباد الله‬
‫المرسلون؛ ليستفىشىءمنمعنىالملوكية‪ .‬ول تاشابههاقوة الملوك»‬
‫ولا يدانيها سلطان السلاطين ‪,‬‬
‫تلك زعامة الدعوة الصادقة الى الله وابلاغ رسالته ‪ ,‬لا زعامة الملك‬
‫امطين ‪.‬‬ ‫لحك‬‫لةسلا‬
‫م الانبو‬ ‫كن‪,‬‬‫حودي‬‫والة‬
‫انها رس‬
‫ونعود ثانياًفنحذرك منأن تخلطبينالحكمين‪ ,‬وانيلتبس عليك‬
‫أشش الولايفية ‪::‬ولاية الرسحول هن عدي فىرستول‪:‬وولاية املك‬
‫والامراء‪.‬‬
‫وان ترمدو لي شوينه زلأنة رويظمة كفيوما اينات القليه‪:‬‬
‫وخضوعه خضوعاً صادقاً تامأ يتبعهخضوع الجسم ‪,‬وولاية الحاكم‬
‫ولايةمادية » تعتمد اخضاع الجسم منغير أنيكون لها بالقلوب‬
‫‪,‬هذه ولاية تدبير‬
‫اتصال ‪ .‬تلك ولايةهداية الىاللهوارشاد اليه و‬
‫لمصالح الحياة وعمار الأرض‪.‬لتللدكين ‏ وهذهللدنيا؛ تلكللهو؛هذه‬
‫‪١‬‬
‫للناسن‪:: .‬طكزعنامة ذينية ‪ :‬وهةه زغامنةسياسكينة »ويابعد منمين‬
‫السياسة والدين ‪.‬‬

‫(‪ )5‬نريد بعد ذلك أن نلفتك الى شىء آخر ؛ فان ثمت كلمسات‬
‫تستعمل أحياناً استعمال المترادفات و‪.‬تستعمل أحياناً استعمال '‬
‫المتغايرات ‪ .‬وينشأً عنذلكفىبعض الأحوال مشاحة واختلاف فى‬
‫النظر ‪ :‬واضطراب فى الحكم ‪ .‬فمن ذلككلمسات ‪٠‬‏ ملك ‪٠‬‏ وسلطان ‪.‬‬
‫وحاكم ‪٠‬‏ وأمير » وخليفة ‪ ,‬ودولة » ومملكة ‪ ,‬وحكومة » وخلافة » الخ ‪.‬‬
‫ونحنهنااذ ساالنا هلكان النبىصلى اللهعليهوسلمملكاأم لا‪",‬‬
‫فأئدا تزيدأن تبتال ‪,‬هلكانلهسبل اللهعليهوسلمصفة غيراضفة‬
‫الرسالة ؛ بهايصح أن يقال انه أسس فعلا ‪ ,‬أى شرع فىتأسيس‬
‫وحدة سياسية أملافالملكفىاستممالنا هنا‪ .‬ولاحرج إنسميته‬
‫خليفةأوسلطاناًأوأميراً‪ ,‬أوماشئت فسمه ؛ معناه الحاكمعلىأمة‬
‫»نريد بالحكومة والدولة والسلطنة والمملكة‬
‫ذات وحدة سياسية ومدنية و‬
‫سعليمااءسة بكلمات ‪.‬‬
‫ليد‬
‫مااير‬
‫مهملع !اأو ‪ 1815‬أى ‪42‬ع‪1212167‬ا‪0‬ع أو ما أشبه ذلك ‪.‬‬
‫بحي ل‬
‫لمانعزن‬ ‫توقلاانطكفىأن لابلاع وخدةويس لوا‬
‫جماعة واحدة ‪ ,‬والنبى صلى اللهعليهوسلمدعااالىلتولكحدة ‪,‬‬
‫واتمها بالفعلقبل وفاته » وأنهصلى اللهعليهوسلمكان على رأس هذه‬
‫‪1‬‬ ‫‪١‬‬
‫الوحدة الدينية ‪ .‬إمامها الأوحد و‪.‬مدبرها الفذ و‪.‬سيدها الذى لا يراجع‬
‫وفى سبيل هذه الوحدة الاسلامية ناضل‬ ‫‪..‬‬
‫وفلله‬
‫قخال‬
‫لأهمر ‪ .‬ولاي‬
‫» وأيدتهملائكة الله‬ ‫تهح‬
‫فلل‬
‫لصرا‬
‫اه ن‬
‫وجاء‬
‫عليهالسلام بلسانه وسنانه » و‬
‫وقوته» حتىبلغرسالته » وأدى أمانته ‪ .‬وكان لهصلى اللهعليهوسلم‬
‫مقالسلطاق غلىانتما لميكنللكقبل‪:‬ةولايعدو (‪ )'9‬الثتىأولى‬
‫يد ‪١1‬‏‪ ١١1‬ومااكان لؤمنول عاؤفقة اذا قطني الله‬
‫نمن‬‫امتن‬
‫بالؤ‬
‫ورسوله أمراً أنيكونلهمالخيرة منأمرهم ؛ ومنيعصاللهورسوله‬

‫من كان يريد أن يسمى تلك الوحدة الدينية دولة » ويدعو سلطان‬
‫النبىصلى اللهعليهوسلمذلكالسلطان النبوى المطلق ‪ ,‬ملكاأى خلافة‪,‬‬
‫والنبىعليهالسلام ملكاأىخليفة أو سلطاناًالخفهوفىحل منأن‬
‫‪,‬انما المهم كما‬
‫يفعل ‪ ,‬فانهى الاأسماء ‪ ,‬لاينبغى الوقوفعندها و‬
‫قلناهوالمعنى ‏ وقدحددناه لكتحديداً ‪.‬‬
‫المهمهوأن نعرف هلكانت زعامة النبىصلى اللهعليهوسلمفى‬
‫قومهزعامة رسالة ‪ ,‬أمزعامةملك ؟ وهلكانتمظاهر الولايةالتى‬
‫نراها أحياناً فىسيرة النبىعليهالسلاممظاهر دولةسياسية » أم‬
‫هىا‬‫سعل‬
‫أام‬‫رتىق‬
‫مظاهر رياسة دينية؟ وهل كانتتلك الوحدةال‬
‫النبىعليهالسلام وحدة حكومة ودولة» أموحدة دينية صرفة لا‬
‫اا‬
‫سياسية ؟ وأخيراً هلكان صلى اللهعليهوسلمرسولافقط أم كان‬
‫ملكا ورسولا ؟‪.‬‬

‫(‪ )5‬ظواهر القرآن المجيد تؤيد القول بأن النبى صلى الله عليه‬
‫مآتياضتهافرة على أن عمله‬
‫وسلم لميكن لهشأنفىالملك السياسى ‪,‬و‬
‫اهوة عدون البلاغالمجر منفكالتي السلطاق ؛‬
‫جل‬‫تتمتاوى‬
‫ال‬
‫«من يطع الرسول فقد أطاع الل ‪,‬ه ومن تولى فما أرسلناك عليهم‬
‫حفيغلاًء)‪("''١‬‏«وكذب يهقومكوهوالحق‪ ,‬قللستعليكمبوكيل‪ ,‬لكل‬
‫سر ولوف لوي (‪ 073‬ارقم ماارتم البندنهيريك اله‬
‫اوولأعمرضشعرنكين ؛ ولىشاءاللهم أاشركوا و‪,‬ما جعلتاك‬
‫إلا ه‬
‫عكير فامن تيد كل ‪1‬‬
‫«ولىشاءربكلآمن من فى الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس‬
‫حق كرد ودين (‪1١١-‬قلنياءانها‏ النانقدسانكم العوبين‬
‫‪0‬‬
‫ون ‪:‬اان اطيكمبوعلج (‪0‬؟ أأبيونا ارنالةاد عالدووكين (‪:)551‬‬
‫(‪.)01590‬‬ ‫اه»‬
‫للي‬
‫يونع‬
‫كتك‬
‫وأنت‬
‫«أفرأيت ماتنخذ إلهه هواه ‪ ,‬أف‬
‫«إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق ‪٠‬‏ فمن اهتدى فلنقسه ومن‬
‫«فإن أعرضوا‬ ‫ضلفإنمايضلعليهاوما أنتعليهمبوكيل» (‪5‬؟‪)١‬‏‬
‫«نحن أعلمبما‬ ‫واق ‪570‬‬
‫لك إل‬
‫الي‬
‫لفإعساتلتاك طبهم حفقطا ‪.‬و‬
‫‏‪1١1‬‬
‫يقولوق يمَاا أن تدهممعبنان فنكلسرن عنيشان رعيي ‪)351/‬‬
‫«فذكر إنماأنتمذكر لست عليهم بمصيطر إلامنتولىوكفر فيعذبه‬
‫اللهالعذاب الاكبر» (‪9‬؟‪.)١‬‏‬
‫القرآنكماترىيمنعصريحاً أنيكون النبىصلى اللهعليهوسلم»‬
‫اش ‪:‬ولاوكيا ولجبار) ‪) 117‬رولا نسيطرا قات‬ ‫دلى‬
‫افيلط ع‬
‫يكونلهحقاكراهالناسحتىيكونوا مؤمنين ‪ :‬ومنلميكنحفيظا ولا‬
‫مسيطرا فليسبملك ‪ ,‬لأنمنلوازم الملكالسيطرة العامةوالجبروت‬
‫سلطاناً غيرمحدود ‪.‬‬

‫ومنلميكنوكيلاعلىالأمةفليسبملكأيضاً‪.‬‬
‫وقالتعالى‪(5١)+:‬‏ ما كان‪:‬محمدايا اأحد رمجنالكم ولكنرشو‬
‫اللهوخاتم النبيينوكان اللهبكلشىءعليماً»‪.‬‬
‫القرآنصريح فىأنمحمداً صلى اللهعليهوسلملميكنلهمن‬
‫‪ .‬ولوكانصلى اللهعليهوسلمملكا‬ ‫ارحلقة‬
‫سغي‬
‫رمته‬
‫للىأ‬
‫احقع‬
‫ال‬
‫لكانلهعلى أمتهحق الملكأيضاً ‪ .‬وأنللملكحقاًغيرحق الرسالة ‪,‬‬
‫ها ؛ وأثراًغير أثرها«قل لاأملكلنفسى نفعا ولاضرا‬ ‫لير‬‫ضا غ‬
‫فضل‬
‫وف‬
‫إلاماشاء الل ‪.‬ه ولىكنتأعلمالغيبلاستكثرت من الخيرومامسنى‬
‫‪ 1:‬يفتكتاركبعض‬ ‫السوء إن أنا إلا نذيروبشير لقوم يون‬
‫أينقولوا لولا أعنزلليه كنزأو جاء‬ ‫ك‬‫به‬
‫داقر‬
‫صكوض‬
‫ما يوحى الي‬
‫‪11‬‬
‫معهملك‪ .‬إنما أنت نذير واللهعلىكلشىءوكيل»‪(١‬‏ ‪«) 1‬إنماأنت‬
‫ضي الىاننا‬
‫بدورتع‬
‫ه"ل اناانا ع‬
‫ا (‪1‬‬
‫يكذرولقلرماي‬
‫إلهكم إلهواحد » فمن كان يرجىلقاء ريهفليعمل عملاصالحا ولا‬
‫يغنؤك كلبانة ‪:‬رن لجا(" مل بايا الناسإنناآنا لكوهدير‬
‫ميزوة (ن‪1‬ان يوسن إلى الاااقنا‪:‬أنا شن يي (‪:)5710‬‬
‫السنة‬
‫«قلإنمأانا بشر مثلكميوحىإلى أنما إلوهكام إحلدهه‬
‫القرآن كمارأيتصريح فىأن محمداً صلى اللهعليهوسلم ؛ لم‬
‫يكن إلارسولا قدخلتمنقبله الرسل ‪ ,‬ثمهوبعدذلكصريح فى أنه‬
‫عليهالصلاة والسلاملميكنمنعملهشىءغيرإبلاغرسالة اللهتعالى‬
‫إلىالناس ‪ ,‬وانهلميكلفشيئاًغيرذلكالبلاغ ‪ :‬وليسعليهأن يأخذ‬
‫الناسبماجاءعهم به» ولا أنيحملهم عليه«فإن توليتمفاعلموا أنما على‬
‫م‪١‬ا‏ على الرستول اله البلا ونواللةتعلعما‬
‫رشولنا النلدغ المنيوه [ي" ‪1‬‬
‫تينو وم تاكتمون» «)‪(41١‬‏ أيتولفكمروا ما بصاحبهم منجنةإ‪,‬ن‬
‫هوإلناذير مبين» (‪« )"1‬أكان للناس عجباً أن أوحينا إلى رجلمتهم‬
‫أن آانلذناض ويشس الذينافنوا أن لهمقدعصدق عندربهي (‪:)95:‬‬
‫«وإن ما نرينك بعض الذى نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ‬
‫وعليذا المننات» دوقيلعلى الرسول" إلا البلوء لني (‪ )'74‬وزما اترلنا‬
‫عليك الكتاب إلالتبين لهم الذى اخنلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم‬
‫‪110‬‬
‫يؤمنون» ("‪« )'8‬فإنتولوا فإنما عليك البلاغ المبين » )‪(”5١‬‏ دوما‬
‫ارشلفاك إلا متكت وو الو("ف(ا)ها وسرئاة باستاتك لتشير نه‬
‫‪.‬ا أنزلنا عليكالقرآنلتشقى ‪:‬‬
‫المتقينوتنذربهقوماًلدأ (‪« )'2‬طهم‬
‫شي ‪791١‬‏ نوماغلن الرستول إلاللد البينه‬ ‫الا تكرةيفلو‬
‫‪ 181‬دون ازنلتاك الاامتيقرا ونايواء (‪ )'52‬وإنناامرك أن لغيه‬
‫‪.‬رب هذه البلدة الذى حرمها وله كل شىء وأمرت أن أكون من المسلمين‪,‬‬
‫وأن أتلىالقرأن فمن اهتدى فإنما يهتدى لنفسه » ومنضل فقل إنما‬
‫»ا على‬
‫أنا من المنذرين» (‪« )'5‬وإنيكذبوا فقد كذب أمم منقبلكموم‬
‫الرسول إلا البلاغ المبين» ‪(14١):‬‏‬
‫«ياأيها النبى إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله‬
‫بإذنه وسراجاً منيراً» )‪(١61١‬‏ «وما أرسلناك إل كاافة للناس بشيراً‬
‫ونذيراً ولكن أكشر الناس لا يعلمون» )‪(1١01‬‏ «ما بصاحبكم منجنةإن‬
‫هو إلانذير لكمبينيدىعذاب شديد» (؟‪)١01١7‬‏ «إن أنت إلا نذير إنا‬
‫أرسلتاك بالحق بشيرا ونذيزا وإن من آمة إلانخلا فيهنا نذيرة (‪)581‬‬
‫«وما علينا إلا البلاغ المبين» )‪(45١‬‏ «قلإنما أنا منذرومامن إلهإلا‬
‫سنل وماأدرى ما‬
‫رم‬‫لعاً‬
‫اتبد‬
‫اللهالواحد القهار» )‪(5١١‬‏ «قلماكن‬
‫يفعلبى ولابكمإن أتبعالامايوحى إلى ‪ ,‬وما أنا الانذيرمبين»‬
‫(‪.)361‬‬
‫‪‎‬ك‪١‬‬
‫فنا أرسلناككنافة ا ومضيرا زنير ‪) 0995‬ساطْيموا اللةواطيهوا‬
‫الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين )»‪(46١‬‏ «قل‬
‫إنماالعلمعنداللهوأنماأنا نذيرمبين» )‪(45١‬‏ «قلإنماأدعو ربىولا‬
‫يلرننى‬‫أشركبه أحداًقلإنىلاأملكلكمضرا ولارشداقيلإجنى‬
‫للهاته‬
‫اال‬
‫وإغراًسمن‬
‫إلا بل‬ ‫حهدا‬
‫تدون‬
‫مدلمن‬
‫من اللهأحد ولن أج‬
‫“‪.)1‬‬
‫‏‪ -٠‬اذا نحنتجاوزنا كتاب الله تعالى الىسنة النبىعليهالصلاة‬
‫»جدنا الأمرفيهاأصرح ‪,‬والحجة أقطع‪.‬‬
‫والسلام و‬
‫روىضاحب السيرة (‪ )111‬النبويةارنجلا جاء الىالنبى صلى‬
‫اللهعليهوسلم ‪ ,‬لحاجة يذكرها ؛ فقامبينيديهفأخذتهرعدة شديدة‬
‫سهان بتفقال‪ 0‬رهبلى(اللهاطليهاويزلة‪ +‬حونعلباكغات لبيكتمكولا‬
‫جبان دراه أنا ابنامزةةكن قريينتافلالفذيدجنك ‪٠‬‏ رقنعافن‬
‫الحديثانهلماخيرعلىلسان اسرافيلبينأن يكوننبياًملكان‪,‬بايواً‬
‫عبداً » نظرعليهالصلاةوالسلامالىجبريل ‪ ,‬عليهالسلام» كالمستشير‬
‫له » فنظرجبريل الى الارض ؛ يشير الى التواضع » وفىرواية فاشار‬
‫‪.‬ه‬
‫الىجبريلأن تواضع ؛ فقلتنبياًعبداا‬
‫»لم‬
‫فذلكصريح أيضافى انهصلى اللهعليهوسلملميكنملكا و‬
‫يطلب الملك ‪ ,‬ولاتوجهت نفسهعليه السلام إليه‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫التمسبيندفتىالمصحف الكريم أثراًظاهراًأوخفياًلمياريدون أن‬
‫اةسية للدين الاسلامى »اثلمتمس ذلك الأمرمبلغ‬ ‫سنيصف‬
‫يعتقدوا م‬
‫جهدك بين أحاديث النبىصلى اللهعليه وسلم ‪ .‬تلكمنابع الدين‬
‫الصافية متناول يديك ‪ .‬وعلى كثبمنك ‪ .‬فالتمس فيها دليلاأىشبه‬
‫دليل‪ .‬فاتك لنتجدعليها برهاناً‪ ,‬الاظنا؛ وأن الظن لايغنىمن الحق‬

‫»مذهب من مذاهب‬ ‫(‪ )4‬الاسلام دعوة دينية الى الله تعالى و‬


‫الاصلاح لهذا النوع البشرى وهدايته الى مايدنيهمن اللهجلشأنه »‬
‫‪.‬ى‬
‫ويفتح لهسبيل السعادة الابدية التى أعدها الله لعباده الصالحين ه‬
‫وحدة دينية أراد الله جلشأنه أن يريطبهاالبشر أجمعين ‪٠‬‏ وأن يحيط‬
‫بها أقطار الارض كلها ‪.‬‬
‫تلكدعوة قدسية طاهرة لهذا العالم» أحمره وأسوده ؛ أن يعتصموا‬
‫بةد‪.‬ون إلهاواحداً ‪,‬‬ ‫عاحد‬
‫يةو‬‫وا أم‬ ‫نأن‬
‫كدو‪,‬و‬‫يواح‬
‫بحبل اللهال‬
‫ويكونون فىعبادته إخوانا ت‪.‬لك دعوة الى المثل الاعلى لسلام هذا‬
‫العالم‪ ,‬وأخذه الىمايليق بهمنالكمال ‪ ,‬والىماأعد لاهلمسنعادة‪,‬‬
‫تلكرحمة السماء بالارض ؛ وفضل اللهعلى العالمين ‪.‬‬
‫دعوة العالمكلهالىالتآخىفى الديندعوة معقولة » وفىطبيعة‬
‫البشر استعداد لتحقيقها ‪.‬‬
‫بلى ‪ .‬ولقدوعد اللهجلشأنهلهذه الدعوة أنتتم ؛ ولاتحسين الله‬
‫‪١‬‬
‫الأرضكما استخلف الذينمنقبلهم وليمكننلهم دينهم الذى ارتضى‬
‫كاون بى شيئًاومن‬ ‫رل‬ ‫شننى‬
‫يبدو‬
‫لوهلميبدلنهم منبعد خوفهم أمنايع‬
‫امسقون» (؟‪)١77‬‏ «هى الذى أرسل رسوله‬ ‫فه‬‫لئك‬
‫اول‬
‫كفربعد ذلك فأ‬
‫بالهدى ودين الحق ليظهره على الدينكلهوكفى بالله شهيدا» )‪(51١١‬‏‬
‫؛الله لا‬‫«ومن أظلمممنافترىعلى اللهكذبا وهويدعى إلى الإسلام و‬
‫يهدى القوم الظالمين ‪ .‬يريدون ليطفئوا نور الله بأقواههم والله متمنوره‬
‫ولو كره الكافرون ‏ اهلوذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره‬
‫على الدينكلهولوكره المشركون(»‪. )151‬‬
‫شمرية كلها‬
‫بتظ‬
‫األنين‬
‫العالم كلهبدينواحد‪,‬و‬ ‫خنذ‬
‫ؤأ‬‫يقول‬
‫مع‬
‫»جمعه تحت وحدة‬
‫وحدة دينية » فأما أخذ العالم كلهبحكومة وأحدة و‬
‫سياسية مشتركة فذلكممايوشك أن يكون خارجاًعنطبيعة البشرية »‬
‫ولاتتعلق بهإرادة الله‪.‬‬
‫على أن ذلك انماهوغرض من الاغراض الدنيوية » التىخلى الله‬
‫سبحانه وتعالى بينها وبين عقولنا ‪ .‬وترك الناس أحراراً فى تدبيرها‬
‫على ماتهديهم إليهعقولهم ؛ وعلومهم ‪ ,‬ومصالحهم ‪ ,‬وأهواؤهم »‬
‫وتزعاتهم ‪ :‬حكمةللهفىذلكبالغةليبقى الناسمختلفين ‪« ,‬ولوشاء‬
‫ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك‬
‫خلقهم» نلدة "‬

‫‪1148‬‬
‫وليبقى بين الناس ذلك التدافع الذى أراده الله ليتم العمران «ولولا‬
‫دفع الله الناسبعضهم ببعضلفسدت الأرض ولكن الله ذوفضل على‬
‫العالمين» (‪. )51‬‬
‫‪:‬يتم أمر الله‬
‫وحتى يبلغ الكتاب أجله و‬

‫ذلكمنالاغراض الدنيوية التىأنكرالنبىصلى اللهعليهوسلم أن‬


‫يكون لهفيها حكم أى تدبير » فقال عليه السلام أنتمأعلمبشئّون‬
‫دنياكم‪.‬‬
‫»جميع مافيها‬
‫ذلكمنأغراض الدنيا و‪,‬الدنيا أمونلها لآخرها و‬
‫من أغراض وغايات ؛ أهونعند اللهتعالىمن أن يقيمعلى تدبيرها غير‬
‫ما ركبفينا من عقول » وحبانا منعواطف وشهوات » وعلمنا من‬
‫ماسءميات ؛ هى أهونعند اللهتعالىمن أن يبعثلهارسولا »‬
‫أوسم‬
‫وأهون عند رسل اللهتعالى من أن يشغلوا بهاوينصبوا لتدبيرها ‪.‬‬
‫(ي)رليابنك هذا الذى ترى أحياناًفىسيرة النبىصلى اللهعليه‬
‫وكلة » فانك اذا‬ ‫دمل‬
‫للل‬
‫اهر‬
‫ومظ‬
‫وسلم؛ فيبدى لككأنهعمل حكومى؛و‬
‫تأملتلمتجده كذلك ‪ ,‬بلهىلميكن الاوسيلةمنالوسائل التىكان‬
‫عليه صلى اللهعليهوسلم أن يلجا اليها ‪ .‬تثبيتاللدين ‪٠‬‏ وتأييداً‬
‫للدعوة‪.‬‬
‫وعلجيسيباً أنيكون الجهاد وسيلةمنتلكمالوسائل ‪ .‬هووسيلة‬
‫‪0‬‬
‫عنيفة وقاسية ‪ ,‬ولكن مايدريك ؛ فلعل الشر ضرورى للخير فىبعض‬
‫ان ‪.‬‬ ‫رتم‬‫م لي‬
‫عريب‬
‫للتخ‬
‫اجبا‬
‫»ا و‬ ‫بم‬‫واحريان‬
‫ال‬
‫«قالوا كان لايخلو من غلب «بالتحريك» ‪٠‬‏ قلنا تلكسنة اللهفى‬

‫؛مة فى‬
‫اىئ‬
‫قلغ‬
‫الخلق‪ :‬لاتزال المصارعة بين الحق والباطل ‪ ,‬والرشد وا‬
‫هذا العالمالىأن يقضى اللهبقضائه فيه ‪.‬‬

‫؛ينقع من‬
‫اذا ساق اللهربيعاًالىأرضجدبة ؛ ليحيىميتها و‬
‫غلتهاء وينمىالخصب فيها ‪ ,‬أفينقص منقدره أن أتىفىطريقه على‬
‫عقبةفعلاها » أو بيت رفيع العماد فهوى به» ‪(715١).‬‏‬

‫لقتلنقس ولاجاءعتلسفك دم‬ ‫قالوا غزوت ! ورسل اللهمابعثت‬

‫فتحت بالسيفبعد الفتحبالقلم‬ ‫جهلوتضليل أحلاموسفسفة‬


‫تكفلالسيف بالجهال والعمم‬ ‫كلذى حسب‬ ‫وكا‬
‫فىل‬
‫عاأت‬
‫لم‬

‫حتى القتال ومافايلهذممنم(‪)١41‬‏‬ ‫به‬ ‫ون‬


‫لىء‬
‫هلش‬
‫جم ك‬
‫يمته‬
‫عل‬
‫‏(‪ )٠١‬ترىمن هذا انهليس القرآن هو وحده الذىيمنعنامن‬
‫اعتقاد أن النبىصلى اللهغليهوسلمكانيدعومغوسالتةالدينيةالى‬
‫التىتمنعنامن ذلك‪٠‬و‏لكن مع‬ ‫ا‬‫هى‬
‫دنة ه‬
‫حالس‬
‫ويست‬
‫دولة سياسية ‪.‬ول‬
‫الكتابوالسنةحكم العقلومايقضى بهمعنى الرسالة وطبيعتها ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انما كانت ولايةمحمد صلى اللهعليهوسلم على المؤمنين ولاية‬
‫الرسالة غيرمشويةبشىء من الحكم ‪.‬‬
‫‪,.‬ولادولة » ولا شىء من‬ ‫مة‬
‫ومت‬
‫كن ث‬
‫حم يك‬
‫هيهات هيهات ؛ل‬
‫نزعات السياسة ‪ ,‬ولااغراض الملوك والامراء ‪.‬‬
‫لعلك الآن قد اهتديت إلى ماكنت تسأل عنهقبلا » من خلى العصر‬
‫النبوى منمظاهر الحكمواغراض الدولة » وعرفت كيفلميكنهتالك‬
‫ترتيب حكومى ؛ ولميكنتمت ولاة ولاقضاة ولاديوان الخ ‪.‬‬

‫‪.‬صارت‬
‫قداستحال نوراً و‬ ‫فىتك‬
‫دلت‬
‫اة ا‬
‫صحير‬
‫ولعلظلام تلك ال‬
‫‪.‬‬ ‫ما‬
‫اداً‬
‫لكبر‬
‫سعلي‬
‫وار‬
‫الذ‬

‫ا‬
‫الكتاب الثالت‬

‫الخلانة والحكومة فى التاريخ‬


‫الباب الأول‬
‫الوحدة الدينية والعرب‬
‫ليس الاسلام دينآ خاصآ بالعرب ‪ -‬العربية والدين ‪-‬‬
‫اتحاد العرب الديني مع اختلافهم السياسي ‪ -‬أنظمة الاسلام‬
‫دينية لا سياسية ‪ -‬ضعف التباين السياسي عند العرب‬
‫أيام النبي ‪ -‬انتهاء الزعامة بموت الرسول عليه السلام ‪-‬‬
‫لميسم النبي © خليفة من بعده ‪ -‬مذهب الشيعة في‬
‫استخلاف علي ‪ -‬مذهب جماعة في استخلاف أبي‬
‫بكر‪.‬‬
‫‏(‪)١‬اسلام كماعرفت دعوة سامية ‪ ,‬أرسلها اللهلخيرهذا العالم‬
‫ال‬
‫»جاله ونسائه ‪٠‬‏ أغنيائه وفقراته »‬
‫؛يه وغربيه ع»ربيه وأعجميه ر‬‫كشلهرق‬
‫عالميهوجهلائه ‪ .‬هىوحدة دينية ؛ أراد الله أن يربطبها البشر ‏ وأن‬
‫تشمل أقطار الأرض كلها»وما كاالناسلام دعوة عربية ‪ ,‬ولاوحدة‬
‫ا ديناعربيا و»ما كان الاسلامليعرف فضلا لأمةعلى أمة»‬ ‫ل‪,‬‬ ‫وبية‬
‫عر‬
‫ولاللغةعلىلغة ‪ .‬ولالقطر على قطر ء ولالزمن على زمن »ولالجيل‬
‫بى عليه‬ ‫نأن‬‫لمن‬‫اى»‬ ‫قاوى ‪ .‬ذلكعلى رغم ماتر‬ ‫ت‏إل‬
‫عبلىاجيلل ‪٠‬‬
‫»كان‬‫بع ‪٠‬‏ ويثنى عليهم و‬ ‫طعرب‬‫لب ال‬
‫ايح‬
‫بكان‬
‫السلام كان عربيا »و‬
‫كتاب اللهعربيامبينا‪.‬‬
‫عارعارعار‬

‫تفن‬
‫(‪ )1‬كان لابد لدعوة الاسلام أن تخرج إلى هذا الوجود » وأن تبرز‬
‫عنجانب القدس‬ ‫لنها‬
‫موأ‬
‫ح؛‬‫يكون‬
‫ئينق هذا ال‬
‫اةب‬
‫قثابت‬
‫حقة‬
‫حقي‬
‫‪:‬ها إلىالناس ‪.‬‬
‫يتعباللىغ‬
‫لله‬
‫الأعلىرسوليختاره ال‬
‫ولقد رضى اللهجل شأنه » وتعالى حكمه ؛ أن يختار رسوله لتلك‬
‫رب من‬ ‫لهعفى‬
‫اتار‬
‫انئل العربية دون غيرها ‪٠‬و‏أن يخ‬
‫ببي‬
‫ادعلوةقمن‬
‫ال‬
‫بينولداسماعيل ‪ ,‬وأن يختاره من بينولداسماعيل فى كنانة‪ :‬وأن‬
‫يختاره فىكنانةمنقريش » وأن يختاره فىقريش من بنى هاشم ‪,‬‬
‫وأن يختارهمنبنىهاشممحمد بنعبداللهع ‪.‬‬
‫لله جل شأنه حكمة فى ذلكبالغة » قدنعرفها وقد لانعرفها‪.‬‬
‫«وربك يخلق مايشاء ويختار ‪ .‬ماكانلهم الخيرة » سبحان‬
‫اللهوتعالى عما يشركون مرحي جا سار رد‬
‫يعلنون»(‪.)971‬‬
‫طبع من أنتبدأ دعوة '‬ ‫لاص‬
‫كتاب عربم‪ .‬و‪:‬رسول عربى ‪ ,‬فبلاامن‬
‫الاسلام بينالعرب ‪٠‬‏ قبل أن تصل إلىغهرهم ‪ ,‬ولامناص بالطبعمن‬
‫أنيكون العرب أولمنتشق آذانهم دعوة ذلك البشير النذير » وأولمن‬
‫يهيببهم ذلك الداعى إلى الله» وأولمنيحاول أن يجمعهم على‬
‫الهدى‪.‬‬
‫وكذلك بدأ رسول اللهمه الدعوة بينعشيرته الأقربين ؛ ثمبين‬
‫قومه العرب ‪ .‬ومازال بهم‪٠‬ي‏ؤيده نصسر الله‪ .‬حتى أتوا لدعوته‬
‫ليق‬
‫خاضعين‪ .‬وكانواتحت زعامة ذلك الرسول الأمين » أولداخل فىوحدة‬
‫الدين‪.‬‬
‫(؟) البلاد العربية ك‪.‬ما تعرفء‪ .‬كانتتحوى أصنافاً منالعرب‬
‫‪,‬كانت‬ ‫‪.‬تباينة اللهجات ‪ ,‬متنائية الجهات و‬
‫مختلفة الشعوب والقبائل م‬
‫‪.‬منها ما كان خاضعاً للدولة‬ ‫مختلفة أيضاً فىالوحدات السياسية ف‬
‫لتها‪.‬‬
‫قذا‬
‫تاً ب‬
‫سائم‬
‫منق‬
‫الروميةومنها ما كا‬
‫كلذلكيستتبع ؛ بالضرورة ‪٠‬‏ تبايناًكبيراًبينتلكالأممالعربية ‪,‬‬
‫فىمناهج الحكموأساليب الادارة ‏ وفى الآداب والعادات ؛ وفىكثير‬
‫منمرافق الحياة الاقتصادية والمادية‪.‬‬
‫هذه الأمم المتنافرة قداجتمعت كلها فى زمن النبىعله » حول دعوة‬
‫الاسلام ؛ وتحتلوائهف؛أصبحوا بنعمة اللهإخواناً؛ تربطهموشيجة‬
‫»من‬
‫‪,‬يضمهم سياج واحد ‪ ,‬من زعامة النبى ع و‬
‫واحدة من الدين و‬
‫‪.‬صاروا أمةواحدة ‪ ,‬ذات زعيم واحد ‪ ,‬هو النبىعليه‬
‫عطفه ورحمته و‬
‫السلام‪.‬‬
‫تلك الوحدة العربية التىوجدت زمن النبى عليه السلام لم تكن‬
‫اننى‬‫عم‬‫جنوه ‪.‬ولا كان فيها ممعنى‬‫اىلوجوه م‬
‫وحدة سياسية بأ‬
‫عمد أبداًأنتكون وحدة دينية خالصة من‬ ‫تلل‬‫الدولةوالحكومة ‪,‬ب‬
‫شوائب السياسة‪ .‬وحدة الايمان والمذهب الدينى ‪ ,‬لا وحدة الدولة‬
‫ومذاهبالملك‪.‬‬
‫‪١‬‬
‫(‪ ):‬يدلك على هذا سيرة النبى ه ‪ ,‬فما عرفنا أنهتعرض لشىء‬
‫منسياسة تلك الأهمالشتيتة ‪ ,‬ولاغيرشيئاًمنأساليب الحكمعندهم‪,‬‬
‫ولامماكانلكلقبيلةمنهممننظام إدارى أو قضائى ‪ ,‬ولاحاول أن‬
‫يمس ماكانبينتلكالأممبعضها معبعض ‪ .‬ولاماكانبينها وبين‬
‫غيرها ‏ من صلات اجتماعية أو اقتصادية ‪ ,‬ولاسمعنا أنهعزل والياً»‬
‫ولاعينقاضياً ‪ ,‬ولانظمفيهمعسساً ‪ ,‬ولاوضعقواعد لتجاراتهم ولا‬
‫لزراعاتهم ولالصناعاتهم ‪ .‬بلتركلهمعليهالسلام كلتلكالشئون‪,‬‬
‫وقال لهم أنتمأعلمبها فكانت كل أمة ومالها ‪ .‬من وحدة مدنية‬

‫؛ لايربطهم إلا ماقلنا لك ؛ من‬ ‫م‬


‫ظضىاأو‬
‫نفو‬
‫ن‬ ‫وسياسية‪ ,‬وماقيها م‬
‫وحدة الاسلام وقواعده وآدابه‪.‬‬
‫ربما أمكن أن يقال ‪ ,‬أن تلك القواعد والآدابوالشرائع ؛ التى جاء‬
‫بها النبىعليهالسلام » للأممالعربيةولغيرالأممالعربيةأيضاًء كانت‬
‫كةا؛ن فيهامايمس إلىحدكبير أكثرمظاهر الحياة فىالأمم‪,‬‬ ‫وير‬
‫كث‬
‫‪,‬للبيع والمداينة‬
‫‪:‬للجيش ‪٠‬و‏الجهاد و‬
‫فكان فيها بعض أنظمة للعقويات و‬
‫والرهن‪ :‬ولآداب الجلوس والمشى والحديث »وكثير غير ذلك ‪ .‬فمن جمع‬
‫اكعد الكثيرة ‪٠‬‏ ووحدبينمرافقهم وآدابهموشرائعهم‬ ‫وتل‬
‫قلى‬‫اعرلب ع‬
‫ال‬
‫لجااءسبلهام فقدوحد أنظمتهم المدنية‪,‬‬ ‫اذى‬
‫إلى ذلكالحدالواسع ال‬
‫وجعلهم بالضرورة وحدة سياسية‪:‬؛ فقد كانوا إذن دولة واحدة‪ .‬وكان‬

‫النبى عليهالسلام زعيمها وحاكمها‪.‬‬


‫لفن‬
‫بى‬
‫لذنبه‬
‫اأخ‬
‫ولكنك إذا تأملت‪ ,‬وجدت أن كلماشرعه الاسلام »و‬
‫المسلمين » من أنظمة وقواعد وآداب » لميكنفىشىءكثير ولاقليل من‬
‫أساليب الحكمالسياسى ‪,‬ولا من أنظمة الدولة المدنية ‪ ,‬وهىبعد إذا‬
‫جمعتهلميبلغأنيكونجزءاًيسيراً ممايلزملدولةمدنيةمنأصول ‪,‬‬
‫سياسية وقوانين‪.‬‬
‫؛آداب وعقويات »‬ ‫سلام منعقائد ومعاملات و‬ ‫اه‬‫إكنل ماجاالءب‬
‫فانما هوشرع دينىخالص للهتعالى ‪٠‬‏ ولصلحة البشر الدينية لاغير‪.‬‬
‫وسيان بعد ذلكأن تتضحلناتلكالمصالح الدينية أمتخفىعلينا »‬
‫ونن منهاللبشر مصلحة مدنية أم ل »ا فذلك مالا ينظر‬ ‫كأ‬ ‫ييان‬
‫وس‬
‫الشرع السماوى اليه‪ .‬ولاينظر اليهالرسول ‪.‬‬
‫وا يومئذ علىماعرفت‬
‫زلاامللم‬
‫ياس‬
‫مبعوإتنهم شريعة ال‬
‫جلعر‬
‫وا‬
‫اسة وفى غيرها منمظاهر الحياة المدنيةوالاجتماعية‬
‫سنيفى‬
‫لاي‬
‫مانتب‬
‫نوله‪,‬م كانوا دولا شتى علىقدر‬ ‫نتق‬
‫والاقتصادية و»يساوى ذلك أا‬
‫ماتسمح بهحياة العرب يومئذ منمعنى الدولةوالحكومة‪.‬‬
‫‪.‬حدة دينية‬
‫تلك حال العرب يوملحقعليه السلام بالرفيق الاعلى و‬
‫لتتامبةاين إلاقليلاذ‪.‬لك الحق لاريبفيه‪.‬‬‫تنها داول‬ ‫حم‬
‫تمة‬
‫عا‬
‫قدنخاف أن يخفى عليك أمر ذلك التباين ‪٠‬‏ الذى نقول أنهكان بين‬
‫جرةمة‬
‫سلصو‬
‫نلكا‬
‫مك ت‬
‫لخدع‬
‫اأنت‬
‫أمم العرب زمن النبىعليهالسلام»و‬
‫‪1‬‬
‫فنى فن‬
‫لذلك العصر ‪.‬فاعلم أولا‪ :‬أ‬ ‫هنا‬
‫وون أ‬
‫عمؤرخ‬
‫ضولال‬
‫يىيحا‬
‫الت‬
‫التاريخ خطأ كثيرا ؛ً وكميخطىء التاريخوكميكونضلالاكبيراً‪.‬‬
‫واعلمثانياً‪ :‬أنهفىالحقأن كثيراًمنتنافرالعرب وتباينهمقد‬
‫تلاشت آثاره ؛ بماربط الاسلام بينقلويهم ؛ وماجمعهم عليهمندين‬
‫واحد ‪ .‬ومن أنظمة وآدابمشتركة ؛ واذكر ء ثالثاً‪ :‬ماأسلفنا لك‬
‫املنأزثعرامة الدينية التى كانت للرسول عليهالسلام‪.‬‬
‫الاشارة اليه »‬
‫‪.‬خفيت‬
‫فلا عجب إذن أن يكونتباين الأمم العربية قد وهت آثاره و‬
‫حدته ؛ وذهبت شدته ‪«.‬واذكروا نعمة اللهعليكم إذ‬ ‫؛ت‬
‫خهف‬
‫واهر‬
‫مظ‬
‫كنت أعداء فالفبينقلوبكمفأصبحتم بنعمته إخواناًوكنتم علىشفا‬
‫حفرة من النارفأنقذكم منها»(‪.)١7.‬‏‬
‫ولكن العربعلى ذلك مابرحوا أمماًمتباينة ‏ ودولاشتى ‪ .‬كان ذلك‬
‫حدته ‪ ,‬وتقلل آثاره‪ .‬ولكن‬ ‫فنف‬
‫خكن أ‬
‫نديم‬
‫طبيعيا و»ما كانطبيعيا فق‬
‫لايمكن التخلصمنه بوجهمن الوجوه ‪.‬‬
‫لميكدعليهالسلام يلحق بالرفيق الأعلىحتى أخذت تبدى جلية‬
‫واضحة أسباب ذلكالتباينبينأممالعرب » وعادت كلأمةمنهمتشعر‬
‫»وأوشكت أن‬ ‫ها‬
‫يقلرعن‬
‫غمست‬
‫بشخصيتها المتميزة ‏ ووجودها ال‬
‫تنتقضتلك الوحدة العربية » التىتمتفىحياة الرسول عليه الصلاة‬
‫»وارتد أكثر العرب ‪ ,‬إلا أهل المدينة ومكة والطائف ‪ ,‬فانه لم‬
‫والسلام «‬
‫يدخلها ردة(‪١‬ل‪/‬ا‪.»)١‬‏‬
‫‪١4‬‬
‫‪2,‬‬ ‫ساية‬
‫ال‬‫يية‬
‫سلام‬
‫(‪ )1‬كانت وحدة العرب كما عرفت وحدة اس‬
‫وكانت زعامة الرسول فيهم زعامة دينية ل مادنية و»كان خضوعهم‬
‫له خضوع عقيدة وايمان ‪٠‬‏ لا خضوع حكومة وسلطان ‪.‬وكان‬
‫لهى ‪٠‬‏ يتلقونفيهخطرات الوحى‪:‬‬ ‫الل‬
‫عاً‬‫اجتماعهم حوله اجتماعاً ختالص‬
‫كهيهم ويعلمهم الكتاب‬ ‫ينوزاهي‬
‫وىو‬
‫ونفحات السماءء وأوامر الله ت«عال‬
‫والحكمة»‪.‬‬
‫تلك زعامة كانت لمحمد بن عبد اللهبن عبد المطلب الهاشمى‬
‫القرشىء ليست لشخصيته ولالنسبه ولكن لأنه رسول الله«وماينطق‬
‫‪.‬إذا ما‬
‫عن الهوى»(‪)١77‬‏ بعلن الله تعالى وبواسطة ملائكته المكرمين ف‬
‫عمدمنه ذلكالمقام‬ ‫لحقعليهالسلام بالملاالأعلىلميكنلأحدأبنيقو‬
‫الدينى ‪ ,‬لأنه كان عليه السلام «خاتم النبيين»(‪ )571‬وما كانت رسالة‬
‫ونل ‪,‬ولا لتؤخذ منهعطاءولاتوكيلا‪.‬‬
‫سثع‬
‫رتور‬
‫للىل‬
‫اهتعا‬
‫الل‬
‫(‪ )0‬وقدلحق صلى اللهعليه وسلم بالرفيق الأعلى من غير أن‬
‫يسمى أحدأ يخلفهمنبعده و‪,‬لا أنيشير إلىمنيقوم فىأمته‬
‫مقامه‪.‬‬

‫بللميشرعليه السلام طولحياته إلىشىء يسمى دولة اسلامية‪,‬‬


‫أدىولة عربية‪.‬‬
‫وحاشا لله ‪ .‬مالحقصلى اللهعليهوسلمبالرفيق الأعلىإلابعدأن‬
‫أدىعن اللهتعالىرسالته كاملة ‪ ,‬وبينلأمتهقواعد الدين كله ‪ ,‬لالبس‬
‫كان منعمله أن ينشىء دولة‪ -‬يترك أمر‬ ‫ا‬
‫ذف ‪-‬‬
‫إكي‬
‫فيها ولا ابهام ‪.‬ف‬
‫‪1‬‬
‫ردهى‬
‫ابع‬
‫يمن‬
‫حعاً‬
‫تلكالدولةمبهماعلى المسلمين ‪ .‬ليرجعوا سري‬
‫يضرب بعضهم رقاب بعض! وكيف لا يتعرض لأمر منيقوم بالدولةمن‬
‫بعده ‪ .‬وذلك أولماينبغى أن يتعرضلهبناة الدولقديماًوحديثاً!كيف‬
‫لايتركللمسلمين مايهديهم فىذلك ! وكيفيتركهم عرضةلتلك الحياة‬
‫جونس؛د‬
‫واحر‬
‫القاتمةالسوداء التىغشيتهم وكادوا فىغسقها يتن‬
‫النبى بينهم لمايتمتجهيزه ودفنه!‪.‬‬
‫(‪ )8‬وأعلمأنالشيعةجميعاًمتفقون علىأن رسول اللهيهقدعين‬
‫عليارضى اللهتعالىعنهللخلافة على المسلمين منبعده ‪ .‬ولانريدأن‬
‫نقف بكعندمناقشة ذلك الرأى‪ ,‬فان حظهمن النظر العلمىقليل‬
‫اليه ‪.‬‬ ‫فت‬
‫لغىتأن‬
‫بينب‬
‫لا‬
‫قال ابنخلدون أن النصوص التى«ينقلونهاويؤولونها على مقتضى‬
‫مذهبهم لايعرفها جهابذة السنة والالنقشلرةيعة ‪ ,‬بلأكثرهاموضوع‬
‫قىه أبعويداً تعأونلاتهم الفاسدة» (‪.)4/71‬‬
‫يف‬‫رعون‬
‫أطومط‬
‫ابنحزم الظاهرى إلىرأى طائفة قالت أن‬ ‫مبام‬
‫اذه‬
‫لقد‬
‫ا‪)9‬و‬
‫(‬
‫رسول اللهتعالىنصعلى استخلاف أبىبكربعده علىأمور الناس‬
‫نصاً جلياً ‪ .‬لاجماع المهاجرين والانصار علىأن سموه خليفة رسول‬
‫اللهعله ‪ .‬ومعنى الخليفة فى اللفةهو الذى يستخلفه ‪ ,‬لاالذى يخلفه‬
‫دون أن يستخلفه هو ‪ ,‬ولايجوزغير هذا البتةفى اللغةبلاخلاف الخ‬
‫(‪ )1‬وقد أطال فى ذلك‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫والذهاب معهذا الرأىتعسف لانرى لهوجهاً صحيحاً ر‪.‬لقد‬
‫امم‬ ‫ملا‬
‫اصد ك‬
‫ليق‬
‫اهما‬
‫راجعنا ماتيسر لنامنكتب اللفةفماوجدنا في‬
‫تللىاف الصحابة فىبيعةأبى‬ ‫خة ع‬
‫اروا‬
‫ابنحزم » ثموجدنا اجماع ال‬
‫بكر وامتناع أجلةمنهمعنها ‪ .‬وقولعمربن الخطاب رضى اللهتعالى‬
‫ول ك«لأهيهاالناس إنى قد‬ ‫سقبض‬
‫ل‪)1‬ريوم‬ ‫اه(‪71‬‬
‫عنهمعتذراً عماقال‬
‫»ما وجدتها فى‬‫أممس مقالة ماكانت إلاعنرأيى و‬ ‫اللتلك‬ ‫كبنتق‬
‫‪,‬لكنى قدكنت أرى‬‫كتاب الله‪ .‬ولاكانتعهدا عهده إلى رسول اللهيله و‬
‫أنرسول اللهسيدبر أمرنا حتىيكون آخرنا‪ .‬وان اللهقدأبقىفيكم‬
‫الله لماكان‬ ‫م‬‫كبه‬‫اتم‬
‫دتصم‬
‫هن اع‬
‫كتابه الذى هدى بهرسول الله‪ .‬فا‬
‫هداهله ‪ ,‬وإن اللهقدجمع أمركم علىخيركم ‪ .‬صاحب رسول الله ‪,‬‬
‫وثانى اثنين إذهما فى الغار‪ ,‬فقوموا فبايعوا»(‪/‬ا‪.)١0/‬‏‬
‫وجدنا ذلكووجدنا كثيراً غيره فعلمنا أن الذهاب إلىأن النبى عه‬
‫قدبينأمر الخلافةمنبعده رأىغير وجيه ؛ بل الحق أنهمله ماتعرض‬
‫لشىء من أمر الحكومة بعده ولاجاء للمسلمين فيها بشرع يرجعون‬
‫إليه‪.‬‬
‫وما لحقعليه السلام بالرفيق الأعلى إلامنبعدماكمل الدين»‬
‫وتمت النعمةورسخت فىحقيقة الوجود دعوة الاسلام؛ ويومئذ ماتعليه‬
‫الصلاة والسلام و»انتهت رسالته ‪ ,‬وانقطعت تلك الصلة الخاصة التى‬
‫كانت بين السماء والأرض فى شخصه الكريم عليه السلام‪.‬‬
‫‪١١‬‬
‫الباب الشاتى ‏ !‬
‫الدولة العربية‬
‫الزعامة بعد النبى عليه السلام انما تكون زعامة‬
‫سياسية ‪ -‬أثر الاسلام فى العرب ‪ -‬نشأة الدولة‬
‫العربية ‪ -‬اختلاف العرب فاىلبيعة ‪: -‬‬
‫جرعر‬

‫‏(‪ )١‬زعامة النبىعليهالسلامكانت ‪ ,‬كماقلناء زعامة دينية» جاءعت‬


‫ريسقالة لاغير ‪ .‬وقدانتهت الرسالة بموته ‪ #‬فانتهت الزعامة‬ ‫انلطر‬
‫ع‬
‫أيضاً ‪ .‬وماكانلأحدأن يخلفه فىزعامته ؛ كما أنهلميكنلأحدأن‬
‫سهافلىته ‪.‬‬ ‫رلف‬
‫يخ‬
‫فان كانولابدمنزعامة بيناتباع النبىعليهالسلام بعدوفاته‪,‬‬
‫فانما تلكزعامة جديدة غير التىعرفناها لرسول اللهعله ‪.‬‬
‫طبيعى ومعقول إلى درجة البداهة أن لا توجد بعد النبى زعامة‬
‫دينية؛ وأما الذى يمكن أن يتصور وجوده بعد ذلك فائما هونوع من‬
‫الزعامة جديد ‪ .‬ليس متصلا بالرسالة ولا قائماً علىالدين ‪ .‬هواذن‬
‫نوع لادينى‪.‬‬
‫سىت شيئاًأقل ولاأاكثلرزمعنامة‬ ‫ي فه‬
‫لينية‬
‫وإذا كانت الزعامة لاد‬
‫المدنية األىسياسية ؛ زعامة الحكومة والسلطان ‪ .‬لا زعامة الدين‪ .‬وهذا‬
‫اقند‪.‬‬
‫كذى‬
‫ال‬

‫‪1‬‬
‫شتى»‬ ‫انت‬
‫هة م‬
‫جربي‬
‫(؟) رفعت الدعوة الاسلاميةشأن الشعوب الع‬
‫ادالعىاإسلىلام » حتىاستحالوا أمة‬
‫ولميكنإل رايثما أهاببهم ال‬
‫واحدة منخير الأممفىفى زمانهم » واستعدوا بمثل مايستعد به‬
‫شعوب البشر لان يكونوا سادة ومستعمرين‪.‬‬
‫عقيدة صافية من دنس الشرك ‪٠‬‏ وإيمانراسخ فى أعماق النفس»‬
‫»نشاط أمدتهم‬
‫وأخلاق هذبها رسول الله‪ .‬وذكاء أنمته الفطر السليمة و‬
‫به الطبيعة؛ ووحدة فى اللهقاربتمنهمماتباعد‪ ,‬ولاءمت ماتباين ‪,‬‬
‫وجعلتهم فى دين اللهاخواناً‪.‬ذلكشأن العرب يومماترسول اللهعليه‬
‫الصلاة والسلام‪.‬‬
‫أن‬ ‫وةة‬
‫بام‬
‫نه زع‬
‫لعن‬
‫احلت‬
‫شعب ناهفضكالعرب يومئذ لا يمكن إذاان‬
‫يعودراضياً ‪.‬كماكان ‪ ,‬أمماًجاهلية ‪ .‬وشعويا همجية ‪ ,‬وقبائل‬
‫متعادنة) ووحزات مشبتضعفة‪:‬‬
‫إذا هيأ الله لأمة أسباب القوة والغلبة فلابد أن تقوى ولابدأن تغلب»‬
‫ولابدأنتأخذ حظها من الوجود كاملا غيرمنقوص ‪٠‬‏ فلابد إذن أن‬
‫هنا دول‪.‬‬ ‫دت م‬‫عام‬
‫بل وق‬
‫ها دو‬ ‫من‬‫تقوم دولة العرب ‪ ,‬كما ققامبتل‬
‫(؟) لميكنخافياعلى العرب أن اللهتعالىقدهيألهمأسباب‬
‫ل أن‬
‫من‬‫قلكب‬
‫قددلمهماتها ‪٠‬‏ بلربماكانوا قد أحسوا بذ‬
‫الدولة» وممه‬
‫يفارقهم رسول الله © ‪ .‬ولكنهم حينقبض رسول الله‪ 2#‬أخذوا من‬
‫ن لهم‬
‫يتىكلم‬
‫غير شكيتشاورون فى أمرتلك الدولةالسياسية »ال‬
‫رفن‬
‫مناص من أن يبنوها على أساس وحدتهم الدينية التىخلفها فيهم النبى‬
‫عليه السلامدوماكانت نبوة إل تاناسخها ملكجبرية» ‪(47١).‬‏‬
‫كانوا يومئذ إنما يتشاورون فى أمرمملكة تقام » ودولة تشاد‪,‬‬
‫هم يومئذ ذكر الامارة‬
‫نلى‬
‫اىع‬
‫سجر‬
‫لذلك‬
‫وحكومة تنشاً إنشاء‪ .‬ول‬
‫والاسراء والوزارة والوزراء ‪ ,‬وتذاكروا القوة والسيفء والعز والثروة‪,‬‬
‫والعدد والمنعة ‪ ,‬والبأس والنجدة و‪.‬ما كانكلذلكإلاخوضا افلىملك»‬
‫وقياما بالدولة و‪.‬كان من أشر ذلك مسا كان من تنافس المهاجرين‬
‫والانصار وكبار الصحابة بعضهم معبعض ؛ حتى تمت البيعة لأبى‬
‫م‪.‬‬ ‫افى‬
‫لملك‬
‫سول‬‫اهوأ‬‫لكان‬
‫ارءف‬‫بك‬
‫وإذا أنت رأيت كيف تمت البيعة لأبىبكر ؛ واستقام لهالأمرء تبين‬
‫كولابع الدولةالمحدثة وانها‬ ‫ألنكها كانت بيعةسياسية ملكية‪:‬؛ عليها ط‬
‫يف ‪.‬‬ ‫سقوة‬
‫لس ال‬‫اسا‬‫ولىأ‬‫إنما قامتكماتقومالحكومات ؛ع‬
‫تلكدولةجديدة أنشأها العرب ؛ فهى دولةعربية وحكم عربى؛ ولكن‬
‫الاسلام كماعرفت دين البشرية كلهاء لاهوعربى ولاهىأعجمى‪.‬‬
‫كانت دولةعربية قامت على أساس دعوة دينية » وكان شعارها‬
‫اقع ذات أثر‬
‫عليها ‪ .‬أجلولعلهاكاانلتوفى‬ ‫ام‬
‫يوة‬
‫قلدع‬
‫اةتللكا‬
‫واي‬
‫حم‬
‫ام‬
‫لحول‬
‫سفىت‬
‫اكور‬
‫لر من‬
‫الغي‬
‫‪ .‬وكان لهاعم‬ ‫وكة‬
‫عتل‬
‫دمر‬
‫لفىأ‬
‫اير‬
‫كب‬
‫‪.‬ها على ذلكلاتخرج عن أن تكون دولةعربية » أيدت‬
‫كن‬‫لره‬
‫وطو‬
‫وت‬
‫ضر‪,‬‬
‫رقطا‬
‫أفىأ‬
‫للهم‬
‫اكنت‬
‫سلطان العرب ‪ .‬وروجت مصالح العرب ‪.‬وم‬
‫‪7‬‬
‫فاستعمروها استعمارا و‪.‬استفلوا خيرها استغلالا ش‪.‬أن الأمم القوية‬
‫‪.‬‬ ‫عحمار‬
‫تفت‬
‫امسنال‬
‫لكن‬
‫اتتم‬
‫وتى‬
‫ال‬
‫(‪ )5‬كان ذلك أمرأ مفهوماً للمسلمين حينما كانوا يتآمرون فى‬
‫نلصار للمهاجرين «مناأمير‬
‫لناقا‬
‫احي‬
‫نه أمرهم ‪.‬و‬
‫ومن‬
‫لع‬‫ويفة‬
‫يسق‬
‫ال‬
‫ومنكم أمير» وحين يجيبهم الصديق رضىاللهعنه«منا الأمراء ومنكم‬
‫الوزراءء(‪.)971‬‬
‫وحين ينادى أبوسفيان «والله أنى لأرى عجاجة لا يطفتها إلا الدم ‪.‬‬
‫رنكم؟ أايلنمستضعفان! أين‬
‫مكور م‬
‫أىب‬
‫ياآل عبد مناف ‪.‬فيما أب‬
‫الاذلان! على والعباس!‬
‫وقال ياأباحسن ‪ ,‬أبسط يدكحتى أبايعك ‪ .‬فأبىعلىعليه ‪ .‬فجعل‬
‫مشتعرلمس ‪.‬‬
‫امثلل ب‬
‫يت‬
‫ولنيقيم على ضيم يراد به‬
‫إلاالأذلانغير الحى والوتد‬
‫هذا علىالخسف معكوس برمته‬
‫‪4‬ل‪.‬ه‪.)١0‬‏‬
‫»ا(يب‪1‬كى‬
‫ححدفل‬
‫وذا يأشب‬
‫وحين سعد بن عبادة رضى اللهعنهيرفض البيعة لأبىبكروهى‬
‫كم بمافىكنانتى مننبلى ؛ واخضب سنان‬ ‫يتى‬‫مله ح‬
‫‪:‬وال‬
‫أولر‬‫يق‬
‫‪.‬من‬
‫رمحى؛ واضربكم بسيفى ماملكته يدى ‪ .‬وأقاتلكم بأهلبيتى و‬
‫أطاعنى من قومى‪ .‬فلاأفعل وأيمالحق ‪ .‬لو أن الجن اجتمعت لكم مع‬
‫الانس مابايعتكم حتى أعرض على ربى وأعلم ماحسابى ؛ فكان سعد‬
‫‪١‬‬
‫لايصلىبصلاتهم ولايجمعمعهم ؛ ويحج ولايفيضمعهم بإفاضتهم ‪.‬‬
‫فلميزلكذلكحتىهلك أبوبكررحمه الله»(‪.)141‬‬
‫مة حكومة‬ ‫الى‬‫قن ع‬
‫ادمو‬
‫كان معروفاللمسلمين يومئذ أنهمإنمايق‬
‫وا الخروج عليها ‪ .‬والخلاف لها‪.‬وهم‬ ‫للك‬
‫ح»لذ‬‫توية‬
‫سدني‬
‫اية‬‫مدن‬
‫يعلمون أنهم أنمايختلفون فى أمرمن أمور الدنيا ‪ .‬لامن أمور الدين ‪.‬‬
‫‪.‬لا يزعزع‬
‫سياسى‪ .‬لايمس دينهم و‬ ‫ن‬
‫أ فى‬‫شزعون‬
‫وإنهم إنما يتنا‬
‫إيمانهم‪.‬‬
‫ومازعم أبىبكرولاغيره منخاصة القوم أن أمارة المسلمين كانت‬
‫مقاما دينيا ‪ .‬ولاأنالخروج عليهاخروجعلى الدين ‪ .‬وانماكان يقول‬
‫أبىبكر«ياأيها الناس انماأنامئكم ‪ ,‬وأنى لاأدرى ‪ .‬لعلكمستكلفونى‬
‫ما كان رسول اللهصلى اللهعليهوسلميطيق ‪ .‬إن اللهاصطفى‬
‫محمداً على العالمين» وعصمه من الآفات ‪ .‬وانما أنا متبعولست‬
‫مبتدعا»(؟‪.)41‬‬
‫ولكناسباباًكثيرة وجدت يومئذقدألقتعلىأبىبكرشيئاًمن‬
‫الصبغة الدينية» وخيلت لبعض الناس أنهيقوم مقاما دينياء ينوب‬
‫فيه عن رسول اللهصلى اللهعليه وسلم ‪ .‬وكذلك وجد الزعم بأن‬
‫الامارة على المسلمين مركز دينى » ونيابةعنرسول اللهصلى اللهعليه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫معمسبلينمين‬‫للز‬
‫اكا‬
‫وأنمنأهمتلكالأسباب التىنشأ عنهاذل‬
‫مالقب بهأبوبكرمن أنه(خليفةرسول الله)‪.‬‬
‫هن‬
‫الساب الثالث‬
‫الخلافة الاسلامية‬
‫ظهور لقب (خليفة رسول الله) ‪ -‬المعنى الحقيقى‬
‫لخلافة أبى باكرلعرنسول ‪ -‬سبب اختيار هذا اللقب ‪-‬‬
‫تسميتهم الخوارج علي أبيبكر بالمرتدين ‪ -‬لم يكن‬
‫الخوارج كلهم ‪ -‬مرتدين ‪ -‬مانعو الزكاة ‪ -‬حروب سياسية‬
‫لا دينية ‪ -‬قدوجد حقيقة مرتدون ‪ -‬اخلاق أبيبكر‬
‫الدينية ‪ -‬شيوع الاعتقاد بان الخلافة مقام ديني ‪ -‬ترويج‬
‫الملوك لذلك الاعتقاد ‪ -‬لاخلافة في الدين‪.‬‬
‫عادجلا عاو‬

‫‏(‪ )١‬لمنستطع أن نعرفعلىوجهأكيد ذلك الذى اخترع لأبىبكر‬


‫زده‬
‫ارق‬
‫جابك‬
‫رضى اللهعنهلقبخليفةرسول الل ‪,‬ه ولكناعرفنا أأنأب‬
‫وارتضاه ‪.‬‬
‫ووجدنا أنه استهل به كتبه إلى قبائل العرب المرتدة ؛ وعهده إلى‬
‫‪.‬لعلهما أولماكتب أبوبكرء ولعلهما أول ماوصل الينا‬
‫أمراء الجنود و‬
‫محتويا علىذلكاللقب(‪. )581‬‬
‫(‪ )1‬لاشكفىأن رسول اللهصلى اللهعليهوسلمكانزعيماللعرب‬
‫بمأكبىر من‬
‫وومحنادطتهم ‪ .‬علىالوجهالذىشرحنامفنقإبلذ‪.‬ا قا‬
‫‪1‬‬
‫السياسى‬ ‫جىه‬
‫وعل‬
‫لم ؛‬
‫ادته‬
‫لوح‬ ‫ع؛ا‬
‫اعرب‬
‫مىال‬
‫جا عل‬
‫وه ملك‬
‫بعد‬
‫فة‬
‫ي‪,‬‬‫لبار‬
‫خاعت‬
‫الحادث‪ :‬فقد ساغ فىلغة العرب أنيقال أنه‪ ,‬بهذا ال‬
‫رسول الله‪.‬كمايسوغ أن يسمى خليفة باطلاقء لماعرفت فىمعنى‬
‫الخلافة » فأبىبكركان اذنبهذا المعنى ‪ ,‬خليفةرسول الله» لامعنى‬
‫لخلافته غيرذلك ‪.‬‬
‫(") ولهذا اللقبروعة ؛ وميه قوة ‪ ,‬وعليه جاذبية ‪ .‬فلاغروأن‬
‫يختاره الصديق ‪ ,‬وهو الناهضبدولةحادثة؛ يريد أنيضم أطرافها‬
‫»ويين‬ ‫قةضة‬
‫اعاصف‬
‫نء ال‬
‫تهوا‬
‫مالا‬
‫لعمن‬
‫اواب‬
‫‪,‬وز‬ ‫تنن‬
‫فر م‬
‫لاصي‬
‫انأع‬
‫بي‬
‫قوم حديثى العهد بجاهلية » وفيهم كثيرمنبقايا العصبية ‪ ,‬وشدة‬
‫البداوة‪ .‬وصعوية المراس ‪ .‬لكنهم كانوا حديثىعهد برسول اللهصلى‬
‫‪,‬الانقياد التاملكلمته » فهذا اللقبجدير‬
‫اللهعليهوسلم؛ والخضوع له و‬
‫بأنيكبحمنجماحهم؛ ويلينبعض مااستعصى منقيادهم ‪ .‬ولعلهقد‬
‫فعل‪.‬‬
‫ولقد حسب نفر منهم أن خلافة أبىبكرللرسول صلى اللهعليه‬
‫فة محمد ‪,‬‬ ‫يكر‬‫لاب‬
‫خأب‬
‫وسلم‪ .‬خلافة حقيقية‪:‬؛ بكلمعناها » فقالوا ان‬
‫وكان محمد خليفة الل »ه فذهبوا يدعون أن أبابكرخليفة اللهوماكانوا‬
‫يكونون مخطئين فى ذلكلو أن خلافة الصديقللنبىعليه السلام كانت‬
‫على المعنى الذى فهموه ولايزال يفهمهكثير غيرهم إلى الآن ؛ ولكن أبا‬
‫بكرغضبلهذا اللقب‪ ,‬وقال«لستخليفة الل ؛ه ولكنىخليفةرسول‬
‫الله» (‪.)681‬‬
‫‪118‬‬
‫(‪ )5‬حمل ذلك اللقب جماعة من العرب والمسلمين على أن ينقادوا‬
‫‪.‬نقيادهم لرسول اللهصلى الله عليه‬
‫لامارة أبىبكر انقياداً دينياً كا‬
‫وسلم؛ وأن يرعوا مقامه الملوكى بمايجب أن يرعوا به كلمايمس‬
‫دينهم‪ .‬لذلك كان الخروج على أبىبكر فى رأيهم خروجا على الدين ‪,‬‬

‫وارتداداً عن الإسلام‪.‬‬
‫والراجح عندنا أن ذلك هىمنشأ قولهم أن الذينرفضوا اطاعة‬
‫أبىبكركانوامرتدين » وتسميتهم حروب أبىبكر معهم حروب‬
‫الردة‪.‬‬

‫يلعهم لم يكونوا فى الواقع مرتدين » كفروا بالله‬


‫ملع‬
‫(ج‪)5‬و‬
‫ورسوله‪ .‬بل كان فيهم منبقىعلى اسلامه ‪ ,‬ولكنه رفض أن‬
‫ينضم إلىوحدة أبىبكر لسبب ما ‪٠‬‏ منغير أن يرىفىذلكحرجا‬
‫عليه ‪ .‬ولا غضاضة فى دينه ‪ .‬وما كان هفؤلاء من غيير شك‬

‫‪.‬ان كان ولابد من‬‫مرتدين ‪ ,‬وما كانت محاربتهم لتكون باسم الدين ف‬
‫فاع عنوحدة العرب ‪٠‬وا‏لذود عن‬ ‫حربهم فانما هى اولسايالسةد‪,‬‬
‫دولتهم‪.‬‬
‫وقدوجدنا أنبعضمن رفض بيعة أبىبكر » بعد أن تمت لهالسعة‬
‫املنمسلمين » كعلى بن أبىطالب ‪ .‬وسعد بن عبادة ‪ .‬لميعاملوا‬
‫معاملةالمرتدين ‪ ,‬ولاقيلذلكعنهم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(‪ )1‬ولعلبعض أولتكالذين حاربهم أبوبكرلانهمرفضوا أن يؤدوا‬
‫اليه الزكاة ؛ لميكونوايريدون بذلك أن يرفضوا الدين ‪,‬وأن يكفروا به ‪٠‬‏‬
‫الاذعان لحكومة أبىبكر » كمارفض غيرهم من‬ ‫ورا‬
‫ضغي‬
‫فلا‬
‫رنهم‬
‫ولك‬
‫جلة المسلمين ‪ ,‬فكان بديهياً أن يمنعوا الزكاةعنه‪.‬لانهم لايعترفون ب ‪,‬ه‬
‫ولايخضعون لسلطانه وحكومته ‪.‬‬
‫كمانشعربظلمة التاريخوظلمه؛ كلماحاولناأننبحثجيداًفيما‬
‫المرتدين ‪,‬‬ ‫‪,‬ا‬
‫برو‬
‫قبك‬
‫لبى‬
‫فىأ‬
‫رواهلناالتاريخ عنأولئكالذينخرجواعل‬
‫وعن حرويهم تلك التى لقبوها حروب الردة‪.‬‬
‫ولكنقبساًمننورالحقيقة لايزالينبعثمنبينظلمات التاريخ »‬
‫وسيتجه العلماءيومانحو ذلك القبس ‪ ,‬وعسى أنيجدوا علىتلك النار‬
‫شدى‪.‬‬
‫دونك حوار خالد بن الوليد » معمالك بننويرة ‪ :‬أحد أولئك الذين‬
‫سموهم مرتدين ‪ ,‬وهو الذى أمر خالد فضربت عنقه ؛ ثمأخذت رأسه‬
‫(ل‪1‬ت‪)١08‬‏ لقدر‪.‬‬
‫بأعثدذفليكفةجع‬
‫يعلن مالك ‪ .‬فى صراحة واضحة ‪ ,‬إلىخالد أنهلايزالعلى‬
‫الاسلام‪ :‬ولكنه لا يؤدى الزكاة إلىصاحب خالد (أبى بكر)‪.‬‬
‫يًغنيرى ‪ .‬كان نزاعاً بينمالك‪ ,‬المسلم الثابت‬
‫كان ذلك إذن نزداعا‬
‫على دينه » ولكنهمنتميم ‪ ,‬وبينأبىبكرالقرشى ‪ ,‬الناهض بدولة‬
‫‪1‬‬
‫عربيةأئمتها منقريش ‪ .‬كان نزاعافىملوكيةملك ‪٠‬‏ لافىقواعد دين‪,‬‬
‫ولافىأصول إيمان‪.‬‬
‫ليس مالك هووحده الذى يشهدلنفسه بالاسلام » بليشهدله به‬
‫أيضاًعمربنالخطاب ؛ إذ يقول لأبىبكر«إن خالداًقتلمسلماًفاقتله»‬
‫بليشهدلهبالإسلام أيضاًأبوبكرإذ يجيب «ماكنت أقتله» فانهتأول‬
‫فأخطاء (‪.)781‬‬
‫ودونك مثالاآخر‪ ,‬قولشاعر منهم‪(714١).‬‏‬
‫أطعنا رسول اللهماكان بيننا فيالعباد اللهمالابىبكر‬
‫مهة الظهر‬ ‫صلل‬
‫امرا‬
‫قكلع‬ ‫أيورثنا بكراًإذامات بعسده وتل‬
‫فأنت لاتجد فىهذا إلارجلا ثائراعلى أبىبكر منكراً لولايته‪.‬‬
‫رافضا لطاعته‪ :‬آبيالبيعته؛ ولكنه فى الوقت نفسه يؤمن برسول الله‬

‫صلى اللهعليهوسلمء ولايعلنإباءهلشىءمن الإسلام ‪.‬‬


‫ثلمسنا نقرأ فى التاريخ أيضاء إن عمر بن الخطاب رضى اللهعنه‬
‫أ‬
‫قد أنكرعلى أبىبكر قتاله المرتدين وقال «كيف تقاتل الناس وقد قال‬
‫سول اللةاصلى‪:‬اللهليهوعلم‪( :‬مرت أن قال الخاس ح تعرلن “ل‬
‫إلهإلا الله‪.‬فمنقالهاعصممنىمالهونفسه إلابحقه‪ .‬وحسابه على‬
‫الله‪.)481(.‬‬
‫ذلكقليل ممابقى فى الأخبار من صدق كاد يعفى التاريخ على‬
‫د‪.‬‬
‫يتم‬
‫زث ف‬
‫مبح‬
‫أثرهء ومن حق كاد يذهب بخبرهء وأ‬
‫() لسنانتردد لحظة فى القطع بأن كشيرا مما وسسوه حرب‬

‫المرتدين فى الأيام الأولى من خلافة أبى بكر لم يكن حربا دينية» وإنما‬
‫كان حربا سياسية صرفة‪ ,‬حسبها العامة ديناءوماكانتكلها للدين‬
‫اب الحقيقيةالتى‬
‫بتلك‬
‫سلك‬
‫ابين‬
‫لأنن‬
‫اقام‬
‫لعيمسملننا فىهذاالم‬
‫أنندعى‬ ‫طيع‬
‫تة‪:‬‬
‫سلرد‬
‫نرب ا‬
‫نح‬‫ا‬‫لم‬
‫وشثير‬
‫اقع مثارا لك‬
‫لتوفى‬
‫اان‬
‫ك‬

‫أضطلاعنا بهذا البحث؛ إحنانوحلنناه؛ ولكنيخيل اليناإنك قدتظفر‬


‫ببعض الأسباب الأساسية المهمة إذا أنت دققت النظر فى أنساب وقبائل‬
‫الثائرين على أبى بكرء وعرفت صلتهم من ريش جد البيت القائم‬
‫بالملك‪ :‬وإذا أنت فطنت إلى سنن الله تعالى فى الدول الناشئة‪,‬‬
‫والعصبيات المتغلبة على الملك‪ .‬وكنت مع ذلكبصيرا بطبائع العرب‬
‫فقتيق‬
‫لم؛تثومرز‬
‫اابه‬
‫وآد‬
‫مين‬
‫لمن‬
‫سعة‬
‫مما‬
‫لل ج‬
‫الفع‬
‫(‪ )4‬نحننميل إلى الاعتقاد بأنهقدارتدبا‬
‫بعد رسول اللهصلى اللهعليه وسلمفذلك شىء تكاد تقضى بهسنن‬
‫الطبيعة وانظمتها التىعرفناء وأسهل من ذلك أن نعتقد بأنهقد ادعى‬
‫النبوة» فىحياة محمد صلى اللهعليهوسلمويعدوفاته‪ ,‬متنبئون‬
‫كذابون‪ :‬وقد نمرشىافهىداتنا أن دعوى النبوة ليست بعيدة من ذهن‬
‫المضلل الغوى اذا هولقى من العامة انجذاياء واغوى منهم صحابا‬
‫واحبابا؛ ولاشىء أسهل عند العامة من الايمان بنبوة ذلك المضلل الغوى‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫إذا هوعرف كيف يغريهم بالضلال‪ ,‬ويمدهم فى الغى‪ .‬لذلك نرجح أنه‬
‫قد وجد بالفعل‪ ,‬فى أول عهد أبى بكرء جماعة ارتدوا عن الإسلامء بوفاة‬
‫ئل العرب ‪.‬‬ ‫بةافى‬
‫النبى عليه السلام؛ كما وجد من ادعى القنبو‬
‫وقد كان من أول ماعمل أبوبكر نهوضه لحرب أولتك المرتدين‬

‫هىم‪.‬‬
‫لعل‬
‫طضى‬
‫اوق‬
‫ببهم‬
‫الحقيقيين و‪,‬المتنبئين الكذابين‪ .‬حتى غل‬
‫لاترين البح قيما ذا كانت لانىيكنضقة زيئنة مترفةجتظلته‬
‫مسئولا عن أمرمن يرتد عن الإسلام أو لا؛ ولانريد البحث فيما إذا‬
‫كانتتح انان قيروينيةحقازب لثلكالهربعزيمةأبنبكر‬
‫أملا‪.‬‬
‫ومهما يكن الأمرفلاشك أن أبابكرقدبدأعملهفى الدولةالجديدة‬
‫بحرب أولئك المرتدين» وهنا نشأ لقب المرتدين» نشأ لقبا حقيقيا لمرتدين‬
‫حقيقيين‪ .‬ثمبقى لقبالكلمنحاريهم أبوبكرمن العرببعد ذلك‪ ,‬سواء‬
‫عتوا كهتوما ديس ومرضيق تعقيفة ‪:‬آمكانوااكتميوا لسري قير‬
‫مرتدين‪ .‬ومن أجل ذلك انطبعت حروب أبى بكر فى جملتها بطابع الدين»‬
‫ودخلت تحت اسم الاسلام وشعاره‪ :‬وكان الانضمام إلى أبى بكر دخولا‬
‫ا‪.‬‬
‫قدة‬
‫فوجسعلويهر‬
‫ولخر‬
‫تحتلواءالإسلام‪ :‬وا‬
‫(‪ )9‬ربما كانتثمتظروف أخرى خاصة بأبىبكرقد ساعدت على‬
‫خطاء العامة‪ .‬وسهلت عليهم أن بشريوا إمارة أبىبكر معنى دينيا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫فقد كانت للصديق رضى الله عنه منزلة رفيعة ممتازة عند رسول‬
‫اللهصلى اللهعليهوسلمء وذكرفى الدعوة الدينيةممتاز‪ .‬وكذلك كانت‬
‫لمين ‪.‬‬ ‫ازللتهمعسند‬
‫من‬
‫سوول؛ ويمشى على قدمه‪,‬‬ ‫وقد كان الصديق مع هذا ياحذلىرحذ‬
‫فىخاصة نفسه‪ .‬وفى عامة أموره‪ ,‬ولاشك فى أن ذلك كان شأنه أيضا‬
‫فىسياسة أمر الدولة‪ .‬فقدساربها‪ .‬مبلغجهده؛ فيطريق دينى‪,‬‬
‫ونهجبهاء على القدر الممكن‪ ,‬منهج رسول الله‪ ,‬فلاغرو أن أفاض أبو‬
‫بكرعلىمركزه فى الدولةالجديدة‪ ,‬التىكان هو أولملكعليهاء كل‬
‫‪1‬‬ ‫الدين‬ ‫هر‬
‫ظنامن‬
‫ميمك‬
‫ما‬
‫‏(‪)٠١‬ين لكمنهذا أن ذلك اللقب (خليفة رسول الله) معما‬
‫تب‬
‫تنبارات التىأشرنا إلىبعضها ولمنشر إلىباقيهاء‬
‫أاحلاطابعهم‬
‫كان سببامن اسبان القط الذىتسرب إلىغامةالمسامين فغيل‬
‫إليهم أن الخلافة مركز ديني» وأن من ولى أمر المسلمين فقدحل منهم‬
‫فىالمقامالذىكانيحله رسول اللهصلى اللهعليهوسلم ‪.‬‬
‫وكذلك فشا بين المسلمينمنذالصدر الأول؛ الزعم بأن الخلافة مقام‬
‫دينى» ونيابة عن صاحب الشريعة عليه السلام‬
‫‏(‪ )١١‬كان منمصلحة السلاطين أن يروجوا ذلك الخطأ بين الناس‪,‬‬
‫حتى يتخذوا من الدين دروعا تحمى عروشهم‪ ,‬وتذود الخارجين عليهم‪.‬‬
‫طكرق لوتنبه‬ ‫لتل‬
‫اثر‬‫ومازالوايعملونعلى ذلك؛ منطرق شتى ‪ -‬وماأك‬
‫‪14‬‬
‫الناس أنطاالعةأئمة منطاعة الله‪.‬‬ ‫وا‬
‫ه‪-‬محتى‬
‫قون‬
‫أاحث‬
‫لها الب‬
‫وعصيانهم من عصيان الله‪ ,‬ثم ما كان الخلفاء ليكتفوا بذلكء ولا‬
‫ولا‬ ‫ل؛ب‬ ‫عمنه‬ ‫جضب‬ ‫بلاوا مما غ‬ ‫ضء و‬
‫غبكر‬‫يبى‬
‫لى أ‬
‫ليرضوا بما رض‬
‫السلطان خليفة الله فى أرضه‪ .‬وظله الممدود على عباده‪ .‬سبحان الله‬
‫وتعالى عما يشركون ثمإذا الخلافة قد أصبحت تلصق بالمباحث الدينية‪,‬‬
‫وصارت جزءا من عقائد التوحيد‪ :‬يدرسه المسلم‪ .‬معصفات الله تعالى‬
‫وصفات رسله الكرام» ويلقنهكمايلقنشهادة أن لا إله إلا الله وأن‬
‫محمداً رسول الله ‪.‬‬
‫تلك جناية الملوك واستبدادهم بالمسلمينء أضلوهم عن الهدى؛ وعموا‬
‫عليهموجوه الحقء‪ .‬وحجبوا عنهم مسالك النور باسم الدين‪ ,‬وياسم الدين‬
‫ايضا استبدوا بهمء واذلوهم؛ وحرموا عليهم النظر فعىلوم السياسة‪,‬‬
‫وياسم الدين خدعوهم وضيقوا على عقولهم؛ فصاروا لايرون لهموراء‬
‫الضيرفة‪#‬والشاة القالضة‬ ‫ذلك الاينمرجفا حك فنمسائل الاوارة‬
‫ئر‬
‫ومافى‬
‫ديه‬
‫ذلك وقدضيقوا عليهم أيضا فى فهم الدين» وحجروا عل‬
‫عليهم كل أبواب العلم التىتمس حظائر‬ ‫حم؛رثمموا‬
‫عينوها له‬
‫الخلافة‪.‬‬
‫كل ذلك انتهى بموت قوى البحث؛ ونشاط الفكرء بين المسلمين‪,‬‬
‫تلصل بشاأن‬
‫يىك‬
‫ارف‬
‫منظ‬
‫فأصيبوا بشللء فى التفكير السياسىء وال‬
‫الخلافة والخلفاء ‪.‬‬
‫(‪ )71‬والحق أن الدينالإسلامى برىء منتلك الخلافة التى‬
‫‪‎‬ه‪1١‬‬

‫الل‬ ‫ا‬ ‫ا‬


‫ذ‪1 001‬‬
‫‪1‬‬ ‫ا‬
‫يتعارفها المسلمون؛ وبرىء من كل ماهيأوا حولها من رغبة ورهبة» ومن‬
‫و‬
‫والخلافة ليست فىشىءمن الخطط الدينية‪ ,‬كلاولاالقضاء‬
‫ولاغيرهما منوظائف الحكم ومراكز الدولة‪ ,‬وإنما تلك كلها خطط‬
‫سياسية صرفة‪ ,‬لاشأن للدين بهاء فهى لميعرفها ولم ينكرهاء ولا أمر‬
‫بها ولا نهى عنهاء وإنماتركها لناء لنرجع فيها إلى أحكام العقل‪,‬‬
‫وتجارب الأممء وقواعد السياسة ‪.‬‬
‫كما أن تدبير الجيوش الإسلامية‪ .‬وعمارة المدن والثغور‪ ,‬ونظام‬
‫الدواوين لاشأن للدين بهاء وإنما يرجع الأمر فيها إلى العقل والتجريب»‬
‫إألوى قواعد الحروب؛ هأنودسة المبانى وآراء العارفين‬
‫لاشىء فى الدين يمنع المسلمين أن يسابقوا الأمم الأخرى؛ فى علوم‬
‫الاجتماع والسياسة كلهاء وأن يهدموا ذلك النظام العتيق الذى ذلوا له‬
‫واستكانوا اليه‪ .‬وأن يبنوا قواعد ملكهم‪ :‬ونظام حكومتهم‪ :‬على أحدث ما‬
‫انتجت العقول البشرية» وأمتن مادلت تجارب الأمم على أنه خير أصول‬
‫الحكم ‪.‬‬
‫والحمد لله الذى هدانا لهذاء وماكنا لنهتدى لولا أن هدانا الله‪,‬‬
‫وصلى الله على محمد وآله وصحبه ومن والاه‪.‬‬

‫‪1١‬‬
‫العوامش‬
‫‏(‪ )١‬سورة الزخرف‪.‬‬
‫(‪ )1‬راجع المفردات فى غريب القرآن للأصفهانى‪.‬‬
‫(‪ )6‬القامومن والضيحاح وعززهما!‬
‫(‪ )4‬عبد السلام فى حاشيته على الجوهرة ص ”‪”71‬‬

‫(‪ )5‬ناصر الدينابوسعيدعبد اللهبنعمربنمحمد الشيرازى‬


‫البيضاوى توفىسنة‪/5١‬ا‏ ه‪.‬‬
‫(‪ )1‬مطالع الانظارعلىطوالعالانوار‪.‬‬
‫(‪ )1‬مقدمة ابن خلدون ص ‪١81.‬‏‬
‫(‪ )4‬مقدمة ابن خلدون ص ‪١41.‬‏‬
‫(‪ )9‬مقدمة ابنخلدونص ‪١41.‬‏‬
‫هرة‬ ‫ولى‬
‫لورجى ع‬
‫اياج‬
‫(‪ )1‬حاشية ال‬
‫رساجع الفتقيد‬ ‫نزةةرف‬ ‫عفوي‬
‫ا اىب‬‫لفاعن‬ ‫لي دل‬
‫اارو‬
‫(‪3‬‬
‫القريدلابنغيدوي ؛ه ج ‪١‬‏ نه طبعمطبعةالشنيخعثمانعبدالرادق‬
‫‪:‬‬ ‫بمصرسنة‪ 71071‬ه‪.‬‬
‫)‪ (١١‬منه أيضا‪. ‎‬‬
‫‏(‪ )١17‬وفىخطبةللمنصور بمكةقال ‪ :‬أيهاالناس انماأنا سلطان‬
‫‪1/‬‬
‫اللهفى ارضه اسوسكم بتوفيقه وتسديده وتأبيده‪ .‬وحارسه على ماله‪,‬‬

‫اعمل فيه بمشيئتهوارادته‪.‬واعطيه بإذنه فقد جعلنى الله عليه قفلا إن‬
‫شاء أن يفتحنى فتحنى لاعطائكم وقسم ارزاقكم وإن شاء أن يقفلنى‬
‫‪8‬‏‬ ‫"ص‬‫ج‪/‬‬ ‫‪١‬د‪7‬‬‫‪.‬فري‬
‫عليهاأقفلنى الخراجع العقدال‬
‫)‪ (5١‬طوالع الانواروشرحه مطالع الانظار ص‪.41١ ‎‬‬
‫دنون ص‪.7527 ‎‬‬ ‫لاب‬‫خ‪(١‬‬
‫)‪1‬‬
‫دنون ص ‪71١”.‬‏‬
‫لاب‬
‫خ‪)7‬‬
‫(‪1‬‬
‫(‪ )01‬مقدمة ابنخلدون ص ‪١٠81١.‬‏‬
‫لاب الخلافة إلىالملك) ص ‪١5١‬‏ وما‬
‫(‪ )41‬راجع (افصنلقفى‬
‫بعدها من مقدمة ابن خلدون ‪.‬‬

‫(‪ )51‬ص‪6‬‬
‫‏(‪ )٠١‬اب فراس همام بنغالببن صعصعة قيل انهتجاوز المائة‬
‫رة سنة ‪١١٠‬‏ وقيل ؟‪١١‬‏ وقيل ‪4١١‬‏ راجع‬‫صفى‬‫بوتو‬
‫لمره‬‫اىع‬‫ب سن‬‫من‬
‫ديوان الفرزدق طبع المكتبة الاهلية ببيروت‪.‬‬
‫وءيين توفى سنة ‪07١‬‏‬
‫ملفا‬
‫االخ‬
‫الملك عااشلر ا‬ ‫د‬
‫ببن‬
‫عام‬
‫(‪١‬؟)‏ هش‬
‫بالرصافة وكان عمره خمسا وخمسين سنة‪ :‬راجع تاريخ ابى الفداء ‪١‬‏‬
‫ص ‪"١2‬‏ ‪ ١2 4 ,‬الطبعة الأولىبالمطبعةالحسينية بمصر‪.‬‬
‫(‪ )1‬طريحبناسماعيل الثقفى مدح الوليد بنيزيدث‪:‬م مدح ابا‬
‫‪١4‬‬
‫جعفر المنصورء راجع الاغانى ج ؛ ص ‪ 4‬ومابعدها طبعمطبعة‬
‫التقدمبمصر‪.‬‬
‫(؟‪ )1‬هوحادى عشرخلفاء بنىأميةقتلسنة‪77١‬‏ ه راجع ابى‬
‫الفداء ج ‪١‬‏ ص ‪.005‬‬
‫(‪4‬؟) المسلنطح من اليطاح مااتسع واستوى سطحه‪ .‬وتطرقعليك‪.‬‬
‫تطبق عليك وتغطك وتضيق مكانك‪ .‬يقال طرقت الحادثة بكذا وكذا اذا‬
‫أتت بامر ضيق معضلء والحنى كالعصى جمع حذا كعصاء ماانخفض‬
‫من الارض‪ .‬والولج كل متسع فى الوادى الواحدة ولجة ‪ -‬ويقال الولجات‬
‫بين الجبال مثل الرحبات أىلمتكنبين الحنى والولج فيخفى مكانك‪,‬‬
‫أىلست فىموضع خفى من الحسب والوشيج اصول النبتيقال‬
‫أعراقك واشجة فى الكرم أى نابتة فيهء يعنى انه كريم الابوين من‬
‫قريش وثقيف‪ .‬الاغانى ج ‪ 4‬ص ‪١8‬‏ معتصرف‪.‬‬
‫(‪)51‬نجم الدينعمر بنعلى القزوينى المعروف بالكاتبى توفى سنة‬
‫؟'‪ 5‬ه‪.‬‬

‫(‪ )05‬قطب الدينمحمود بنمحمد الرازى توفىسنة‪55/1‬ه‪.‬‬


‫(‪ )03‬القاضى عبد الحكيم السيالكوتى المتوفى سنة ‪15١١‬‏ ه‬
‫المدفون بسيالكوت | ه من كتاب اكتفاء القنوع بماهىمطبوع‪.‬‬
‫(‪)41‬راجعفىذل كلهالمجموعة التىطبعهاالشيخ فرج الله زكى‬
‫‪6051‬ام‪.‬‬ ‫ة‬
‫ن‏ و‬
‫س‪١77‬ه‬
‫الكردى بالمطبعة الأميريةسنة ‪771‬‬
‫‪1.‬‬
‫الثلاثين للهجرة ا ه‬ ‫حفىدفوىد‬ ‫(‪9‬؟) جرولبن اوس بنمالك تو‬
‫من فوات الوفيات ج ‪١‬‏ ص ‪27١‬‏ وما بعدها‪.‬‬
‫بن احمد علاء الدينملك العلماء‬ ‫ود‬
‫عبن‬
‫سر ي‬
‫مىيك‬
‫‏(‪ )1١‬اب‬
‫الكاسانى مات سنة ‪ 7140‬ودفنبظاهر حلب | اهلمقنوائد البهية فى‬
‫تراجم الحنفية‪.‬‬
‫(‪١‬؟)‏ بدائع ج ‪/‬اا ص ‪١١‬‏‬
‫(‪١0‬؟)‏ تومس هبز ‪ 521210111 5600011‬ولد سنة ‪8/86١‬‏ م راجع‬
‫كتاب تعطامة نزط زتتطمهده لنطط غ‪ 0‬نوده)‪*5 5111‬أمء‪00:5‬م‬
‫‪. 0-2422‬م واعع‪ 01 8‬ممنزمعكا‪.‬‬
‫(؟؟) جن لك ‪ 21801 661001‬ولد سنة ‪5715١.‬‏‬
‫‪. 223 - 6.‬م ‪.‬ك‪100‬ط عتركة عط‪'1‬‬
‫‏(‪ )١4‬مقاصد الطالبينلسعد الدين التفتازانى‪.‬‬
‫(‪5‬؟) مقدمة ابن خلدون ص ‪١81.‬‏‬
‫‏(‪ )١1‬حاتم الاصم الزاهد المشهور البلخى توفى سنة ‪7171‬ه ابو‬
‫الفداء ج ‪ 7‬ص ‪.85‬‬
‫(‪01‬؟) واعلم أن الخوارج لم يوجبوا نصب الامام لكن طائفة منهم‬
‫أوجبته عند الفتنة وطائفة اخرى عند الامن‪١ .‬‏ خهاشية الكستلانى على‬
‫العقائدالنسفية‪.‬‬
‫‪١‬‬
‫(‪ )47‬مقدمة ابن خلدون ص ‪١81.‬‏‬
‫(‪ )95‬القول المفيد على الرسالة المسماة وسيلة العبيد فى علم‬
‫التوحيد للشيخ محمد بخيت ص ‪١٠٠.‬‏‬
‫(‪ )04‬شرح البيضاوى‬
‫(‪ )11‬الكشاف للزمخشرى‬
‫عذذ لإ‪ : 6‬عأقطملله‪ 0‬عط‪)1‬‬ ‫(‪- )054‬نث ‪.‬ا ‪0‬‬
‫‪ 0:101:0: 491‬وو‪5‬ع‪5‬م مهلمع هك عط )‪06121 2‬هم ‪0102:‬م‬
‫‪0‬‬ ‫(؟‪ )4‬المواقف ؟ ص‪.454.‬‬
‫(‪ )44‬سورة الانعام‪.‬‬
‫(‪ )08‬سعد الدين التفتازانى اسمه مسعود بن عمرء وقيل عمر بن‬
‫مسعود ولد فى تفتازان بلدة بخراسان سنة "‪ 27‬وهتوفى سنة ‪749/٠‬‏‬
‫جم‬
‫رةافى‬
‫تبهي‬
‫بسمرقند ‪ .‬ثمنقلإلىسرخس | ه راجع الفوائد ال‬
‫الحنفية ص ‪5١١‬‏ وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )74‬الخلاقة األىإمامة العظمىللسيدمحمد رشيد رضا ص‪.١١‬‏‬
‫(‪ )14‬أبومحمد على بن احمد بنسعيد ولد بقرطبة سنة ‪487‬‬
‫بناجة كتاب الفصل ‪.‬‬ ‫دلياع‬
‫وتوفى سنة‪ 704‬نق‬
‫(‪ )41‬الفصلفى المللوالاهواء والنحل ج ؟ ص ‪. 78‬‬
‫ذحنا الله من‬ ‫ييص‬‫لم‬‫يثع‬‫وحدي‬‫(‪)95‬قسال ابن حزم ان هذا ال‬
‫الامتفاج بمالاايضة‪ :‬القصل ع نش ‪1 4‬‬
‫‪١‬‬
‫الخلافة أالىامامة‬ ‫لة‬
‫اى‬‫سة ف‬
‫ررق‬
‫مف‬ ‫ديث‬
‫اهذه‬
‫كل‬‫اتح‬
‫لذكر‬
‫ا‪)0‬‬
‫(‪5‬‬

‫العظمى للسيد محمد رشيد رضا وغالبهامخرج ‪.‬‬


‫)‪ (١0‬المواقف وشرحه‪. ‎‬‬
‫(‪ )00‬الاجماع حجة مقطوع بها عند عامة المسلمين؛ ومن أهل‬
‫الاهواء منلميجعله حجة مثل ابراهيم النظام والقاشانى من المعتزلة‬
‫والخوارج وأكثر الروافض الخ ‪ .‬كشف الاسرار ‪.‬‬
‫(‪ )70‬انكربعض الروافض والنظام من المعتزلة تصور انعقاد‬
‫هر‬
‫اهل‬
‫ظنأ‬
‫له م‬
‫ايعت‬
‫الاجماع على أمرغيرضرورى ‪ ...‬وذهب داود وش‬
‫وأحمد بن حنبل فىاحدى الروايتين عنه الىأنه لا اجماع الا‬
‫للصحابة‪ ..‬وقال الزيدية والامامية من الروافض لا يصح الاجماع الا من‬
‫عترة الرسولعليهالسلام أى قرابته‪ ..‬ونقلعن مالك رحمه اللهانهقال‬
‫لا اجماع الا لاهل المدينةاه راجع كتاب كشف الاسرار لعبد العزيز‬
‫البخارى على اصول الامام فخر الاسلام ابى الحسين علىبن محمد بن‬
‫حسين البزدوى طبع دار الخلافة سنة ‪١1.7/‬ه‏ ج ‪ 7‬ص ‪ 381‬وما‬
‫بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )40‬روى ذلكعن الامام احمد بنحنبل ‪ .‬راجع تاريخالتشريع‬
‫الاسلامى لمؤلفه محمد الخضرى ص ‪"١5‬‏ ‪.‬‬
‫(‪ )05‬مقدمة اخبلندون ص ‪58١‬‏ ‪.‬‬
‫ذل‬
‫(‪ )10‬الخلافة للسيد محمد رشيد رضا ص ؟»؟ ‪. 5 -‬‬
‫افة فى تركيا ‪ .‬وكان الخليفة محمد‬
‫لنت‬
‫خكا‬
‫لوم‬
‫اكي‬
‫(‪)00/‬كتبناذل‬
‫الخامسء وقد ذهبت بعد ذلك الخلافة من تركياء وذهب محمد الخامس‬
‫وغير محمد الخامس من الخلفاءء لماذهبتتلك القوة التىقلناإنها‬
‫أساس الخلافة ‪.‬‬
‫(ا‪5‬ل‪8‬م)قدمة ص ‪. 777‬‬
‫(‪ )90‬مقدمة ابن خلدون ص ‪. 83‬‬
‫(‪ )٠١‬ةمدقم نبا نودلخ ‪‎‬ص ‪. ١85‬‬
‫(‪ )11‬فى الجزء الثانى من العقد الفريد لابنعبدربهص ‪7١7‬‏ أن‬
‫معاوية بنأبىسفيان » لماأراد أخذ البيعةليزيد‪ .‬كتبفىسنة خمس‬
‫وخمسين الىسائرالامصار ان يفدواعلي »ه فوفدعليهمنكلمصر‬
‫قوم‪ ,‬فجلسفى اصحابه ‪ ,‬واذنللوفود‪ ,‬فدخلواعليه‪ ,‬وقدتقدمالى‬
‫أصحابه انيقولوا فىيزيد» فتكلمجماعة منهم » ثمقاميزيدبن المقفع‬
‫فقال «امير المؤمنين هذا» الىآخر الجملة المذكورة فوق» فقال معاوية‬
‫«اجلس فانك سيد الخطباء» اه ملخصا ‪.‬‬
‫(‪ )01‬راجعفىهذا البحث أيضا كتاب الخلافةللسير ارنلد ‪.‬‬
‫(‪ )073‬ص‪ 6‬؟ ‪.‬‬
‫‪4‬المواقف ص ‪. 735‬‬
‫‪-‬‬
‫؟‪١‬‏‬ ‫مداص‬

‫الخلافة ‪-‬ه‬ ‫‏‬


‫‪١‬ص‬‫‪١‬ليل‬
‫بق نقلهذا الد‬
‫س‪-‬‬‫‪5‬‬
‫‪ - 713‬سبق ذلك ص "‪١‬‏‬
‫‪ - 4‬تاريخ الخلفاء ترجممن اللفةالفرنساوية بقلمنخلة بكصالح‬
‫شفوات ص‪ "4‬وما بعدها‬
‫‪6‬ا‪-‬ريخ الخلفاء ص لال ‪.‬‬
‫ت‬
‫ا‬
‫‪٠‬ل‪-‬بخارى فىكتاب الشهادات ص‪ ١8٠١ ‎‬ج؟‪. ‎‬‬
‫‏‪ - ١‬هروفاعة بكرافعفىكتابهناهلاايةيجاز فىسيرة ساكن‬
‫نقلاعنكتابتخريج الدلالات السمعية ‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪5‬ص‬‫‪1‬جاز‬
‫الح‬
‫‪-‬نإهاييةجاز ص ‪. 974‬‬
‫"ا‪7‬ل‬
‫را‪-‬جع الجزء الخامس ص”‪ 471 - 771‬بعث علىبن أبى‬ ‫*‬
‫طالبعليهالسلاموخالدبنالوليدرضى اللهعنهإلىاليمنقبلحجة‬
‫الوداع ‪ -‬صحيح البخارى‬
‫‪ - 47‬راجع السيرة الحلبيةج ” ص ‪١1/‬؟‏ ‪485-‬؟‪. 37‬‬
‫د ‪ -‬نهايةالايجاز‬
‫‪ -‬صحيع البخارى ج ه ص ‪١5١1-751‬‏ ‪.‬‬
‫‪ -‬المطبوعة علىهامش السيرة الحلبيةج ؟"ص ‪. 4817- 18‬‬
‫‪ - 8‬منقول من«كتاب ارشاد الفحول إلىتحقيق الحقمنعلم‬
‫‪1‬‬
‫مند‬
‫حب‬‫معلى‬
‫الاصول» للشوكانى ص ‪ 881‬وقال المؤلف «محمد بن‬

‫الشوكانى المتوفى سنة ‪507١‬‏ ه »عن هذا الحديث ؛ أن الكلام فى‬


‫إسناده يطول ‪ ,‬وقدقيل أنهمماتلقى بالقبول‪.‬‬
‫‪ - 9‬راجع السيرة النبويةلدحلان المطبوعة علىهامش السيرة‬
‫الحلبية ص ‪4١5‬‏ ج ؟ ‪.‬‬
‫‏‪ - ٠‬رفاعة بنبدوى بنعلى بن محمد بن على بن رافع ويتصل‬
‫نسبة بمحمد الياقر بنعلى بن زين العابدين توفى سنة ‪١1١١‬‏ ه من‬

‫كتاب اكتقاء القنوع‪.‬‬


‫انلىعشرين أية‪١١ ‎‬؟»‪.‬‬
‫الوثا‬ ‫اح‬‫حن‬
‫صتى م‬
‫ال م‬
‫لنجي‬
‫ا‪ -‬ا‬
‫‪١‬‬
‫‪ - 4‬راجع تاريخ أبىالفداج ‪١‬‏ ص ‪7١‬‏‬
‫‪ -7*4‬راجع المقدمة‪ :‬فصل فى الخطط الدينيةالخلافية ص ‪50٠5‬‏‬
‫وغيره‪.‬‬
‫‪ - 5‬نهاية الايجاز فىسيرة ساكن الحجاز ص ‪١55‬‏ طبع‬
‫بمطبعة المعارف الملكية تحت نظارة قلم الروضة والمطبوعات سنة‬
‫اككاه‪.‬‬

‫‏‪ - ٠‬البدن واحدتها بدنةوهىناقة أوبقرة تنحربمكة‪ .‬اه منه‪.‬‬


‫سق‪-‬اية الحاج‪.‬‬
‫‪ - 74‬اشارة إلىغزوة مؤتة وسرية أسامة بن زيد إلى أبى‪.‬‬
‫ه‪61‬‬
‫‪ - 4‬سورة البقرة‪.‬‬
‫‪ - 5‬سورة النحل‪.‬‬
‫‏‪ - ٠‬سورة الغاشية‪.‬‬
‫ن‪.‬‬
‫رةاآل‬
‫ع‪-‬مسور‬
‫‏‪١‬‬
‫‪ -7‬سورة يونس‪.‬‬
‫‪ 7‬تاريخالطبرى ج ؟ ص ‪45١7.‬‏‬
‫‪ - 8‬سورة الاسراء‪.‬‬
‫للمبرد ج‪١‬‏ ص ؛المطبعة العلمية‪.‬‬ ‫ال‪-‬كامل‬
‫‪5‬‬
‫‪.‬‬
‫‪5‬ص‬‫‪5‬ج؟‬
‫؟بية‬
‫ل‪-‬سيرة الحل‬
‫ا‪19‬‬
‫‪1/‬ة‪ -‬السيرة النبويةعلىهامش السيرة الحلبيةج ' ص ‪١"5.‬‏‬
‫‪,‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪/‬ص‬‫‪7‬نه‬
‫‪ -7‬م‬
‫‪ - 9‬السيرة الحلبيةج‪١‬‏ ص ‪.485‬‬
‫‏‪ -٠‬سورة ص )‪(١١٠‬‏ سورة الحج‪.‬‬

‫‪ -‬فتح البارى ج ؟ ص ‪ 44‬المطبعةالخيرية‪ :‬بروايةاناءبدل‬

‫‪ -‬شرح العسقلانى للبخارى ج‪4‬؛ص ‪ 84‬المطبعة الخيرية‪.‬‬


‫‪ -‬سورة البقرة‪.‬‬

‫‏‪٠‬ح‪-‬رواه الشيخان بلفظ‪ :‬كذلكالرسلتبعثفىحسابقومها‬


‫ك‪1‬‬
‫منحديث طويل ‪ ,‬راجعتيسيرالوصول الىجامعالاصولج ” ص‬
‫‏‪١‬‬

‫‪ -‬سورة النساء ‪.‬‬


‫‪/‬‏‪ - ٠‬سورة الانعام ‪.‬‬

‫‪ -‬سورة الانفال‪.‬‬

‫‪ - 86‬سورة الصافات‪.‬‬

‫‏‪ -٠‬سورة المؤمن‬


‫سورة النساء‪. ‎‬‬ ‫‪١١-‬‬
‫‪ -‬سورة الطور‪.‬‬
‫»ه‬
‫ج‬ ‫رحى‬
‫خالو‬
‫أبدء‬
‫‏‪ - ٠‬من حديث عائشة رضى اللهعنها فى‬
‫الشيخان‪.‬‬

‫ذى‬
‫مواه‬
‫رنس ر‬
‫تلا‬
‫لديث‬
‫ان ح‬
‫‪ - 41‬م‬

‫‏‪ - ١٠6‬سورة الاحزاب‪.‬‬

‫‪- 7‬سورة الاحزاب‪.‬‬

‫‪- 7١‬سورة النساء‪. ‎‬‬

‫‪ - 411‬الانعام‪.‬‬

‫‪/‎‬ا‪١6‬‬
‫نس‪,‬‬
‫يو‪-‬‬
‫‪6‬‬
‫‏‪ - ٠‬سورة يونس‪.‬‬
‫‏‪ - ١‬سورة يونس‪.‬‬
‫‪ -‬سورة الاسراء ؛‬
‫‪ - 7١13‬سورة الفرقان‪. ‎‬‬

‫‪ - 4‬سورة الزمر‪ْ .‬‬


‫‪ - "2‬سورة الشورى‪.‬‬

‫سو‪-‬رة قى ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ - 73‬سورة الغاشية‪,‬‬
‫‪ - 4‬يخيل الى اننىقرأت فى كتاب ‪ .‬لمأستطع الآن أن أتذكره‬
‫اوللهى (وماأنت‬ ‫عه ق‬
‫تعلي‬
‫ان الجبار اسمللملكعندبعض العرب‪.‬و‬
‫عليهمبجبار) ولكنالذىوجدتهفيمابينيدىمنكتب اللغةأن الملك‬
‫‪.‬ولهجىوزاء ‪ .‬لانهاعلىصورة ملك‬
‫يسمى جبرا و‪.‬قالوا طلعالجبار ا‬
‫؛قالوا هوكذاذراعا بذراع الجبار ‪ .‬أى بذراع الملك‬
‫متوج علىكرسى و‬
‫‪ .‬واللهأعلم ‪.‬‬

‫‪ - 9‬سورة الاحزاب‬
‫‏‪ - ٠‬سورة الاعراف‪.‬‬
‫‪1١14‬‬
‫‪ -‬سورة هود‪. ‎‬‬ ‫‪١‬‬

‫‪ -‬سورة الرعد‪.‬‬

‫‪ - 1,3‬سورة الكهف‪.‬‬

‫‏‪ - ١4‬سورة الحج‪.‬‬

‫‪ -‬سورة ص‪.‬‬

‫‪ -‬سورة السجدة‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫سورة المائدة‪. ‎‬‬


‫‪- 71١‬‬

‫‏‪ - ١‬سورة المائدة‬

‫‪ - 9١‬سورة الأعراف‪. ‎‬‬

‫‪ -‬سورة يونس ‪.‬‬


‫‪- 5‬سورة الرعد‪.‬‬

‫‪- 7‬سورة النحل‪.‬‬

‫‪ - 18‬سورة الاسراء ‪.‬‬

‫‪ -‬سورة مريم‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫ه‪ - 65‬سورة طه‪.‬‬

‫‪ - 5‬سورة النور‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫‏‪ - ٠417‬سورة الفرقان‪.‬‬

‫‪ - 4‬سورة النمل‪.‬‬
‫‪ -‬سورة العنكبوت‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ -‬سورة الاحزاب‪٠ ‎‬‬ ‫‪٠‬‬

‫‪ -‬سورة سباً‪.‬‬ ‫‏‪0١‬‬

‫‪ -‬سورة سباً‬ ‫‪0‬‬

‫‏‪ - ٠٠‬سورة قاطر‪.‬‬

‫يس ‪.‬‬ ‫سو‪-‬رة‬


‫‪5‬‬

‫ص‪.‬‬ ‫سورة‬
‫‏‪- ٠‬‬

‫‪ -‬سورة الاحقاف‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫‪/‬ه‪١٠‬‏ ‪ -‬سورة الفتح ‪.‬‬

‫‪ -‬سورة التفابن‪.‬‬

‫‪ -‬سورة الملك‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‏‪ - ٠‬سورة الجن‪.‬‬


‫لنبويةلاحمد بنزينىدحلان المتوفىسنة‪١١5 ‎‬‬
‫‪ - ١1‬السيرة ا‬
‫‪‎.‬‬‫عاء‬
‫وكتف‬
‫نب ا‬
‫قتا‬
‫لنك‬
‫ا‪.‬م‬
‫ه‬
‫‪ -‬سورة النور)‪(77١‬‏ سورة الفتح‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ - 41‬سورة الصف‪.‬‬
‫‪ -‬سورة هود‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ -‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫‪- ١١7‬ةلاسر ديحوتلا خيشلل دمحم هدبع ‪‎‬ص ‪-‎ ١١2‬؟‪,١1١‬‬
‫ىك‪‎.‬‬
‫قب‬‫ومد‬
‫شاح‬
‫‪ - 46‬ل‬
‫‪ -‬سورة القصص‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪.‬‬ ‫ألن‪‎‬‬
‫رأ‬‫مرة‬
‫‪- ٠٠‬عسو‬
‫‪ - ١3‬أبو القداءج‪ ١ ‎‬ص‪.١62 ‎‬‬
‫‪ - "7١‬سورة النجم‪. ‎‬‬
‫‏‪ - ١/9‬سورة الأحزاب‬
‫لدون ص ‪١1797١.‬‏‬
‫‪- 4‬مقدمة اخبن‬
‫‪7١٠١‬‏ وما بعدها‪.‬‬ ‫الفصل فى المللوالاهواء والنحل ج ‪ 0‬ص‬ ‫م‪/‬ا‪-1‬‬

‫‪-‬لما توفىرسول اللهعلهقامعمربن الخطاب فقال «أن‬


‫رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفى » وان رسول الله والله‬
‫رنان فغاب عن قومه‬
‫مب‬‫عسى‬
‫ما ماتء ولكنه ذهب إلى ربه‪ .‬كما ذهب مو‬
‫يلرهجعن رسول الله‬
‫أربعين ليلةثمرجعبعد أن قيلقدمات ءولال‬
‫فليقطعن ايدى رجال وأرجلهم يزعمون أن رسول الله مات اه تاريخ‬
‫الطبرى ج «لاحا»‪.‬‬

‫؟‪,”0‬‬ ‫و‪١‬‏ ‪ -‬تاريخ الطبرى ج " ص‬

‫ك‪1‬‬
‫‪ - 4‬أى الا تجبر الملوك بعدها اه أساس البلاغة‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ الطبرى ج ‪"7‬ص ‪4891١.‬‏‬
‫‏‪ - ٠‬منه ص ‪7١٠7‬‏ ومابعدها‪.‬‬
‫‪ - 0‬منه ص ‪١١57‬‏ ‪.‬‬
‫‪ - 58‬تاريخ الطبرى ج ‪ 7‬ص ‪١١3‬‏ ‪.‬‬
‫‪ - ١47‬عجار خيرات ىربطلا ج ‪‎ 7‬ص ‪,.5717 , 777‬‬
‫ص‪(١1‬‏‬
‫‪ - 5‬مقدمة ابنخ‪.‬ل)دو‪1‬ن‪48‬‬
‫يقن‬
‫رفو‬
‫جطبخ‬
‫حارلل‬
‫‪ - 6‬توضع القدرعندما توقدعليها الن‬
‫متقابلين‪ :‬ومنخلفهما حجر ثالث‪ .‬فإذا ليجمدوا حجرا ثالثا أسندوا‬
‫القدر إلى الجبل و‪.‬الاثفية بضم الهمزة وكسرها وكسر الفاء ‏ الحجر‬
‫‪.‬رماه الله بشالثة الاثافىأى‬
‫توضععليه القدر والجمع أثافى وأثاف و‬
‫بالجبل‬
‫‪ - 7‬راجع ذلك الحديث فى الجزء الأولمن تاريخ أبى الفداء ص‬
‫ل‪/‬اواءلكلوه‪.١‬‏‬

‫‪- 714‬اهلوخطيل بنأوسأاخلوحصين بن أوس ‪ .‬تاريخ الطبرى‬


‫ج ”اص ‪,777‬‬
‫‪-‬خارى ج ‪ 7‬ص ‪١١٠١.‬‏‬
‫‪4‬لب‬
‫ا‬
‫‪1‬‬
‫الفهرس‬

‫تقديم بقلم السفير ممدوح عبدالرازق ‪0‬‬


‫الكتاب الأول ‪ -‬الخلافة والإسلام اام او‬
‫الباب الأول ‪ -‬الخلافة وطبيعتها ‪0‬‬
‫وا‬ ‫الخلافة فى اللغة‬
‫‪1‬‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫الخلافة فى الاصطلاح ولامة اوطا لخو‬
‫سين‬ ‫معنى قولهم بنيابة الخليفة عنالرسول صلى اللهعليهوسلم‬
‫‪0‬‬ ‫سبب التسمية بالخليفة السو‬
‫و‬ ‫الأ سام‬ ‫حاقلوخقليفة فىرأيهم‬
‫ا‬ ‫اا‬ ‫الخليفةمقيد عنهمبالشرع ا م‬
‫ا‬ ‫الخلافة والملك ل‬
‫‪736‬‬ ‫من أينيستمد الخليفة ولايته اح وا لوأك لوط لال‬
‫‪2‬‬ ‫اسماسواد اط‬ ‫استمداده الولاية من الله مقن ا‬
‫ليةاممنة ‪1‬‬ ‫اولا‬
‫استمداده ال‬
‫ظهورمثلذلكالخلاف عندعلماء الغرب اك‬
‫‪0700‬‬
‫الباب الثانى ‪ -‬حكم الخلافة ‪0 01‬‬
‫ا‬ ‫الموجبون لنصب الخليفة‬
‫اا‬ ‫المخالفون فى ذلك بق ودح الموج الموبتجل اللحة ج السا‬
‫‪11‬‬ ‫أدلة القائلين بالوجوب‬
‫الس‬ ‫ه‬‫عا‬
‫ا‬ ‫القرآن والخلافة ا‬
‫‪00000‬‬ ‫كاشلفشبهة عن بعض آيات‬
‫ان‬ ‫السنة والخلافة‬
‫‪00‬‬ ‫كشف شبهة من يحسب فى السنة دليلا‬
‫الساب الثالت ‏ الخلافة من الوجهة الاجتماعية تتمة البحث ‪15 .‬‬
‫‪00012‬‬ ‫[‬
‫‪1[1[1 1‬ذ[ذ[‪[1‬ز[ز[ز[ز[ [ [ [‬ ‫دعوى الاجماع‬
‫‪715‬‬ ‫ا‬
‫س مس دواس‬
‫سمط سطع ادا‬ ‫تمحيصها‬
‫‪6‬‬ ‫انحطاط العلوم السياسية عند المسلمين‬
‫عناية المسلمين بعلوم اليوتان ‪0‬‬
‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ثورة المسلمين على الخلافة‬
‫سيب اهمالهم مباحث السياسة ‪0 000‬‬
‫وا‬ ‫اعتماد الخلافةعلى القوة والقهر م‬
‫الاسلام دين المساواة والعزة ‪1‬‬
‫الخلافة مقام عزيز وغيرة صاحبه عليه شديدة ل و ونمو دل ولوأ ‪610‬‬
‫‪00‬‬ ‫الخلافة والاستبداد والظلم ‪6111111711‬‬
‫الضغط الملوكى على النهضة العلمية والسياسية ‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫كزب دزززدز زد‬ ‫لا تقبل دعوى الاجماع‬
‫‪1‬‬
‫الج‬ ‫و‬ ‫لاحاجة بالدين ولا بالدنيا الى الخلافة مر‬
‫ا‬ ‫و ‪ 51‬مدو‬ ‫ا‬ ‫انقراض الخلاقفة فى الاسلام‬
‫‪0‬‬ ‫ر‬
‫صفى‬
‫مسمية‬
‫الخلافة الا‬

‫فمماييةل ةر موت رقة‬ ‫البحث عن نظام القضاء فى عصر النبوة‬ ‫صعوية‬

‫خلو العصر النبوى منمخايل الملك‪61111111121‬‬


‫الحكم النبوى ‪1‬‬ ‫اىم‬
‫ظف‬‫نبحث‬
‫إهمال عامة المؤرخين ال‬
‫وكا‬
‫ا‬ ‫هل كان صلى اللهعليه وسلمملكا ؟‬

‫الباب الثانى ‪ -‬الرسالة والحكم ‪2‬‬


‫لاحرج فىالبحثعمااذاكان(‪)64‬ملكاأملا‪0‬‬
‫‪01‬‬ ‫الرسالة شىء والملك شىء آخر‬
‫‪32‬‬ ‫القول بانه (ه) كان ملكا أنْضا‬
‫مه‬ ‫بعض العلماءيشرح بالتفصيل الدقيقنظامحكومةالنبى‪6‬‬
‫بعصمايشبهأن يكونمنمظاهن الدولةومنالنبى‪5 #‬‬
‫و‬ ‫الجهان‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ة >< < زز<<ز<ز<ز ز ز ز ز ذ د‬
‫>>‬ ‫الأعمال المالية‬
‫‪3‬‬ ‫بملعلاىد‬
‫لله‬
‫اتعم‬
‫أمراء قيل أن النبى (عله) اس‬
‫‪15‬‬ ‫هل كان تأسيس النبىلدولةسياسية جزءا من رسالته ‪...‬‬
‫ل‬ ‫د ول‬ ‫الرسالة والتنفيذ قال‬
‫ابن خلدون يرىأانلاسلام شرع تبليغى وتنفيذى ‪5‬‬
‫اعتراض على ذلك الرأى ‪5‬‬
‫القول بأن الحكم النبوى جمع كل دقائق الحكؤمة ‪000000‬‬
‫احتمال جهلنا بنظام الحكومة النبوية ا‬
‫ا‬ ‫‪0101‬‬
‫مناقشة ذلك الوجه ‪01170711‬‬
‫ا‬ ‫احتمال أن تكون البساطة الفطرية هىنظام الحكم النبوى ا‬
‫كك‬
‫وا‬
‫ا‬ ‫ا الولو ال‬
‫بساطة هذا الدين ل لالس‬
‫‪00001‬‬ ‫مناقشة ذلك الرأى‬
‫‪0000‬‬ ‫الباب الثالث ‪ -‬رسالة لاحكم ‪ -‬ودين لادولة‬
‫ا‬ ‫)لا غير ملك ع واس اتاو الخصدوه الرطام م‬
‫رنس(و‬
‫كا‬
‫‪[0501311111‬‬ ‫‪000000‬‬ ‫زعامة الرسالة وزعامة الملك‬
‫ا ا‬ ‫وال‬
‫كمال الرسل عام‬
‫‪1000‬‬ ‫كاله سلىاللعهليهوبطلمالقاض ب ‪:‬بب‬
‫الخ سوه ارو ‪1‬‬ ‫وكمة‬
‫حاتكمل‬
‫ولم‬
‫تحديد المراد بك‬
‫‏‬‫‪١‬ل‬‫القرآن ينفى أنه(عل) كان حاكما مما‬
‫السنة كذلك ‪1‬‬
‫طبيعة الاسلام تأبى ذلك أيضا ماسوو‬
‫‪1‬‬ ‫تون سكو‪.‬مابشن أكون تطيراع طاشن النولة‬
‫‪000000‬‬ ‫‪0‬‬ ‫خاتمة البيحث‬
‫الكتاب الثالت ‪ -‬الخلافة والحكومة فى التاريخ ‪1‬‬
‫‪00‬‬ ‫الباب الأول ‪ -‬الوحدة الدينية والعرب‬
‫ليس الاسلام ديناخاصا بالعرب ‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫ا‬ ‫الح لجان اوسا اال‬ ‫العربيةوالدين ما‬
‫اتحاد لعيالدينى مع اختلافهم السياسى ا‬
‫‪1‬‬

‫مالا‬ ‫ذذ‪1‬ذ‪1‬ذ‪1‬ذ‬
‫‪00‬‬ ‫اساقم ديئية لاستاشنة‬
‫اتظمة لا‬
‫ضعف التباين السياسى عند العرب أيام النبى (‪1 )2‬‬
‫انتهاء الزعامةيموت الرسولعليه السلام ‪1‬‬
‫الس‬ ‫سس وخ‬ ‫لميسم النبى (عَله) خليفة منبعده اما‬
‫‪0000‬‬ ‫سعةتفخىلاف على‬
‫اشي‬
‫مذهب ال‬
‫طاو‬
‫سةتفخىلاف أبىبكر د ا‬
‫ااع‬
‫مذهب جم‬
‫ا‬
‫الباب الثانى ‪ -‬الدولة العربية ا امك وا‬
‫الزعامة بعد النبى عليه السلام انما تكون زعامة سياسية ‪ 7000‬اضل‬
‫‪7701‬‬ ‫‪1‬‬ ‫لالطو وجا ملح مق‬ ‫بعد اط‬ ‫رىب‬
‫عم ف‬
‫لسلا‬
‫ارالا‬
‫أث‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫ام‬ ‫نشأة الدولة العربية‬
‫اختلاف العربفى البيعة ‪00‬‬
‫اا‬ ‫البابه الثالث ‪ -‬الخلافة الإسلامية‬
‫ظهور لقب (خليقةرسول الله) ا‬
‫ا‬‫المعنى الحقيقى لخلافة أبىبكرعن الرسول م‬
‫‪1‬‬ ‫‪8‬ج انق امف ا اش‬ ‫سبب اختيار هذا اللقب ون ملو‬
‫‪1‬‬ ‫درين‬
‫تبك‬
‫ربى‬
‫مى وأ‬
‫ارجلعل‬
‫بخوا‬
‫تسميتهم ال‬
‫‪1‬‬ ‫ال‬ ‫لامليخكنوارج كلهم مرتدين‬
‫‪0‬‬
‫اا‬ ‫مانعو الزكاة‬
‫‪114‬‬
‫‪0000‬‬ ‫دز‬
‫زد‬
‫د‬
‫ةبزد‬ ‫أخلاق أبى بكر الدينية‬

‫شيوع الاعتقاد بأن الخلافة مقام دينى‬


‫‪00002‬‬ ‫ترويج الملوك لذلك الاعتقاد‬
‫لا خلافة فى الدين ا‬

‫‪5‬‬
‫(‬
‫المراجع التى وتفناعليها‬
‫‏(‪ )١‬المفردات فى غريب القرآن‬
‫(؟) جوهرة التوحيد وشروحها ‪.‬‬
‫(‪/)9‬وسالة التوجيف للشدث مسمد عيده ‪:‬‬
‫(‪ )5‬طوالعالاثواروشروحها ‪.‬‬
‫(‪ )5‬مقاصد الطالبين ‪.‬‬
‫(‪ )1‬العقائد النسفية وشروحها ‪.‬‬
‫(‪ )1‬القول المفيد على الرسالة المسماةوسيلةالعبيد عفلىم التوحيد‬
‫(‪ )4‬المواقفوشروحها ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ها‬
‫حنطق‬
‫ومالم‬
‫رىعل‬
‫شة ف‬
‫ومسي‬
‫(‪ )4‬الرسالةالش‬
‫‪.‬‬ ‫ن‪‎‬‬
‫وبن‬
‫دمة‬
‫لمقد‬
‫خ‪(١‬‬
‫)‪٠‬‬
‫)‪ (١١‬تاريخ ابىالقداء‪. ‎‬‬
‫)‪١١‬؟(‪ ‎‬الفوائد البهية فىتراجم الحنفية‪. ‎‬‬
‫)‪١١‬؟(‪ ‎‬فوات الوفيات‪. ‎‬‬

‫‪08‬‬
‫)‪ (5١‬تاريخ الخلقاء‪. ‎‬‬
‫رىة ساكن الحجاز ‪.‬‬
‫يز ف‬
‫سيجا‬
‫(‪ )71‬نهاية الا‬
‫(‪ )1‬السيرة النبوية ‪.‬‬
‫)‪ (81١‬السيرة الحلبية‪. ‎‬‬
‫(‪ )91‬تاريخ الطبرى ‪.‬‬
‫)‪ (١2‬اكتفاء القنوع بماهومطبوع‪. ‎‬‬
‫(‪ )11‬البدائع فىأصول الشرائع ‪.‬‬
‫(‪ )91‬الفصل فى المللوالاهوا والتحل ‪.‬‬
‫(‪9‬؟) كشف الاسرار للبزدوى ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫صمول‬
‫اعل‬
‫لمن‬
‫احق‬
‫يق ال‬
‫قلى‬
‫حل ا‬
‫تفحو‬
‫(‪4‬؟) ارشاد ال‬
‫(‪ )62‬تيسير الوصول الى جامع الاصول ‪.‬‬
‫(‪1‬؟) العقد الفريد لابنعبد ربه ‪.‬‬
‫(‪ )07‬ديوان الفرزدق ‪.‬‬
‫(؟) الاغانى ‪,‬‬
‫(‪ )91‬الكاملللميرد ‪.‬‬
‫(‪ )0‬الخلافة األىامامة العظمىللسيد محمد رشيد رضا ‪.‬‬
‫)‪ (١5‬الخلافة وسلطة الامةتعريب عبد الغنى سنى بك‪, ‎‬‬
‫(‪5‬؟) ممعكا تنطاعة نإ لإطمهدهاتط‪1 2‬ه إناهأك] ت‪5‬أمعلنا‪ 5‬ل‬
‫‪ 1680.‬ملا‬
‫‪1‬‬

‫سكبم حاصسحلامطح بوبه‬ ‫طهس تعض صطتمحصممهسس‬


‫عد‬‫ويجاو‬
‫(؟؟) ‪ .‬أعتة الا ع‪1‬‬
‫نر‬ ‫ل‪0‬قت‪7‬تتستقطه‪ 48‬رمووع‪102‬‬ ‫همد‬ ‫‪( 50‬عالثةانتقص) طذلا‬
‫‪ 31021‬بلوممطظ‬
‫(؟) ‪ .‬ل[ممعكث كمسمط‪ '1‬عزد نزط عند اهط] ع‪1‬‬

‫(‪5‬؟) غير ما ذكر من كتب التفسير والحديث والفقه والاصول‬


‫والتوحيد والاحكام السلطانية والخطب والمقالات التى ظهر كثير منها فى‬
‫الجرائد العربية والانجليزية‪.‬‬

‫رقم الإيداع‬
‫‪"0‬‬
‫‪5.1.‬‬ ‫‪11.8‬‬
‫‪779 - 70 - 7-7090‬‬

‫‪1‬‬
‫هدا العنات‬

‫بمناسبة مرور خمسة وسبعين عاما على صدور أهمكتاب فى‬


‫القرن العشرين «الإسلام وأصول الحكم؛ للشيخ على عبد الرازق‬
‫نعيد طبعه بمقدمة هامة يخطها‪ .‬السفير ممدوح عبد الرازق الذى‬
‫يعتمدفيهاعلى مذكرات خاصةلمتنشر منقبلللشيخ مصطفى‬
‫عبد الرازق حيث يلقى الضوء على ظروف تاليف هذا الكتاب‬
‫الهام الذى أحدث معركة مشبوية السعير ضد الكتاب ومؤلفه ‪.‬‬
‫تولى كيدها أولو الحكم والسلطان فى ميدانى السياسة والدين‬
‫معا‪.‬‬
‫ولم يحدث ان أثار كتاب من اللغط والصراع والضجيج ما‬
‫أثاره كتاب «الإسلام وأصول الحكم»فالكاتب هو الشيخ على عبد‬
‫الرازق ولد عام ‪8١6١‬‏ بقرية ابوجرج احدى قرى محافظة المنيا‬
‫بصعيد جمهورية مصر العربية بعد أن أتم تعليمه بالأزهر‬
‫وحصوله على العالميه سافر الى لندن‬
‫وأسرة على عبد الرازق لعبت دورآ ثقافيا مهما بمالها‬
‫ونفوذها فى المجتمع المصرى فى اواخر القرن التاسع عشر ‪.‬‬
‫وكانت أسرته على صلة وثيقة بالإمام محمد عبده ومدرسته‬
‫الفكرية ‪ .‬وكانوا ذوى شأن فى حزب الأمة » ثم حزب الأحرار‬
‫الدستوريين ‪.‬‬
‫وقصة هذا الكتاب مرتبطة بالظروف الاجتماعية والفكرية‬
‫والسياسية ‪ ,‬التى كانت تجتازها مصر وما يحيط بها من ظروف‬

‫‪«4‬‬ ‫‪1‬‬
‫عالمية ‪ ..‬ففى خارج مصرهناك حدث شغل العالم الإسلامى‬
‫بأسره وهو اعلان أتاتورك إلغاء الخلافة الاسلامية بتركيا عام‬
‫ء وكان لهذا الحدث رد فعل فى العالم الإسلامى » حيث‬ ‫‪4‬‬
‫بدأ التفكير فى إعادة الخلافة فى عدد من دول العالم‬
‫الإسلامى‪ ..‬وفى مصر سعى الملك فؤاد عام ‪5‬؟‪١5‬‏ الى تنصيب‬

‫وفى وسط هذه الأجواء اصدر الشيخ على عبه الرازق كتابه‬
‫«الاسلام واصول الحكم‪ :‬بحث فى الخلافة والحكومة فى الاسلام‬
‫ليكون صدمة للملك فؤاد ‪»٠‬‏فالكتاب يعلن ان الخلافة ليست أصلا‬
‫من أصول الحكم فى الإسلام وبالتالى فقد الملك الشرعية التى‬
‫يريد ان يستند اليها ‪..‬‬
‫ومن هنا فقد اعلن الحرب على الكتاب وصاحب الكتاب‬
‫فتكونت لجنة من كبار العلماء لمحاكمة الشيخ على عبد الرازق‬
‫وعزله من القضاء وتجريده من شهادة العالمية » وقد تسبب هذا‬
‫الكتاب ايضا فى ردود افعال كثيرة مع وضد الشيخ على عبد‬
‫‪202‬‬ ‫الرازق ‪+‬‬
‫هذا هو الكتاب المثير الذى حرك الناس معه أو ضده ولكنه‬
‫واخمد‬ ‫لفك‬ ‫مى صل‬‫لتحد‬ ‫اره‬‫كان كتابا جريئا سابقا لعص‬
‫تطلعاته» ورسم صورة لاخطر المعارك الثقافية والسياسية‬
‫والاجتماعية فى القرن العشرين‬
‫وما زالت آثاره قائمة حتى اليوم ‪..‬‬

‫‪1١/4‬‬

You might also like