Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 33

‫أثر تغيرات اسعار النفط الخام على بعض متغيرات االقتصاد الكلي في العراق‬

‫للمدة ‪٢٠٢٠ -٢٠٠٤‬‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫يع د النف ط من الم وارد االقتص ادية ال تي له ا أهمي ة كب يرة كون ه س لعة ذات ت أثير مباش ر في ص ياغة المش هد‬

‫االقتصادي العراقي‪ ،‬المتالكه المقومات التي يمكن ان تساعد على التطور والنهوض باالقتصاد كونه يمثل‬

‫مصدرا مهما من مصادر العائدات المالية والنقدية لتمويل الميزانية العامة للبلد وتمارس فوائضه دور مهم في‬

‫تطوير المستوى التنموي وتحسين األداء االقتصادي لجميع قطاعاته اإلنتاجية والخدمية‪ ،‬وهذا يؤكد إمكانية‬

‫الصناعة النفطية العراقية في التأثير مستقبال في السوق الدولية نظرا المتالكه مخزون مؤكد يقدر ب‪145.3‬‬

‫ملي ار برمي ل‪ .‬وعليه ف ان النم و االقتص ادي والتنمية االقتص ادية واالجتماعي ة س ترتبط هيكلي ا بتط ور الصناعة‬

‫النفطي ة‪ ،‬مم ا يق ود إلى نم و مش وه في االقتص اد الع راقي إذا م ا تم ت دارك الموق ف وتنوي ع مص ادر ال دخل في‬

‫العراق واالبتعاد عن أحادية الثروة والدخل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أهمية البحث‪:‬‬

‫تتجسد أهمية البحث في استثمار الموارد النفطية بشكل امثل بما يخدم عملية التنمية االقتصادية السيما انه‬

‫من الم وارد الناض بة وال تي يمكن له ا ان تحق ق ف وائض مالي ة ق ادرة على تحقي ق تراكم ات رأس مالية ض خمة‪،‬‬

‫تنعكس في زي ادة الن اتج المحلي اإلجم الي للبل د ‪ ،‬وخصوص ا ان الع راق يحت اج م وارد مالي ة ض خمة إلع ادة‬

‫األعمار وتطوير البنى التحتية‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬مشكلة البحث ‪:‬‬

‫تتجس د مش كلة البحث في ع دم وج ود سياس ات نفطي ة فاعل ة في مج ال اإلنت اج والتص دير‪ ،‬وع دم تط وير الب نى‬

‫التحتي ة النفطي ة مم ا جع ل الص ناعة النفطي ة العراقي ة تت أرجح تحت وط أة األس عار‪ ،‬ان نف ط الع راق لم يس تثمر‬

‫بشكل يخدم عمليات التنمية والنمو االقتصادي بسبب هيمنة السوق العالمية على األسعار وعدم وجود شركات‬

‫‪1‬‬
‫نفطية ذات تكنولوجيا عالية في اإلنتاج والتصدير قادرة على االرتقاء في الصناعة النفطية إلى مصاف الدول‬

‫المتقدم ة فض ال عن قص ور السياس ات النفطي ة في تط وير ه ذا الم ورد بش كل امث ل‪ ،‬ناهي ك عن العملي ات‬

‫اإلرهابية التي تستهدف المصافي واألنابيب الناقلة له بشكل مستمر مما ادى الى تعطيل سير اإلنتاج وديمومة‬

‫التصدير‪.‬‬

‫ثالثاَ‪ :‬فرضية البحث‪:‬‬

‫ينطل ق البحث من فرض ية مفاده ا ان تقلب ات اس عار النف ط الخ ام تم ارس دور الس لعية م ع الن اتج المحلي‬

‫اإلجمالي‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬هدف البحث‪:‬‬

‫يهدف البحث إلى‬

‫التعرف على العالقة بين تقلبات أسعار النفط الخام وبعض متغيرات االقتصاد الكلي والناتج المحلي‬ ‫‪-1‬‬

‫اإلجمالي ‪.‬‬

‫الناتج المحلي اإلجمالي ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫خامسا‪ :‬هيكلية البحث‪:‬‬

‫لغ رض اإلحاط ة بموض وع البحث قس م إلى مبح ثين األول تن اول العالق ة بين الن اتج المحلي اإلجم الي‬

‫والموازنة العامة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المحور االول ‪ -:‬اطار المفاهيمي ألسواق النفط العالمية‬

‫النفط‬ ‫‪1-1‬‬

‫لقد عرف النفط في العراق منذ وقت مبكر من خالل ظهوره على سطح األرض حيث استخدمه العراقيون القدامى‬
‫في البناء وطالء الزوارق‪ ،‬فضال عن انبثاقه إلى سطح األرض واشتعاله كما في النار األزلية في كرك‪22‬وك‪ .‬أطل‪22‬ق‬
‫البابليون اسم النفط على القير والذي وجد على شكل كتلة صلبه بجوانب نهر الفرات وعرفوا كيفي‪22‬ة االس‪22‬تفادة من‪22‬ه‬
‫في البناء وفي صناعة وسائل النقل المائي وتعبي‪22‬د الط‪2‬رق‪ .‬وك‪2‬ذلك اس‪2‬تخدمه اآلش‪2‬وريون في ص‪2‬ناعاتهم المختلف‪2‬ة‬
‫( مؤتمر الطاقة ‪.) 3: 2014 ،‬يعد العراق واحد من البلدان التي تمتلك العديد من الموارد االقتصادية المهمة ومنها‬
‫النف‪22‬ط‪ ،‬اذ يطف‪22‬و على بح‪22‬يرة من النف‪22‬ط الخ‪22‬ام تبل‪22‬غ احتياطات‪22‬ه المؤك‪22‬دة أك‪22‬ثر من (‪ )200‬ملي‪22‬ار برمي‪22‬ل (الهي‪22‬تي ‪،‬‬
‫‪ )324:2000‬والنفط يتكون من مكونات هيدروكربونية ذات تركيبات جزئية متنوعة وخواص كيميائي‪22‬ة متع‪22‬ددة‪،‬‬
‫والم‪22‬ادة النفطي‪22‬ة الخ‪22‬ام عب‪22‬ارة عن س‪22‬ائل ثقي‪22‬ل اس‪22‬ود الل‪22‬ون مائ‪22‬ل لل‪22‬ون االزرق مك‪22‬ون من مركب‪22‬ات الك‪22‬اربون‬
‫والهيدروجين‪ ،‬وتكونت المادة في فترات زمنية طويلة‪ ،‬ترجح اغلب المصادر إنها ناتجة من تحل‪22‬ل م‪22‬واد عض‪22‬وية‬
‫بفع‪22‬ل عوام‪22‬ل الح‪22‬رارة والض‪22‬غط في ب‪22‬اطن األرض‪ (.‬الهي‪22‬تي ‪ )40: 1994 ،‬وفي ع‪22‬ام ‪ 1925‬حص‪22‬لت الش‪22‬ركة‬
‫التركية على حق االمتياز في البحث والتنقيب في جميع أنحاء العراق باستثناء محافظة البصرة مقاب‪22‬ل (‪ )4‬ش‪22‬لنات‬
‫من الذهب لكل طن من النفط الخام وفي عام ‪1927‬تم اكتشاف حقول (باب‪22‬ا كرك‪22‬ر) ش‪22‬مال مدين‪22‬ة كرك‪22‬وك ‪،‬لكن لم‬
‫يباشر بإنتاج النفط بشكل تجاري إال عام (‪ )1934‬بعد حصول االتفاق على مد خط أنبوب(كركوك ‪ -‬حيفا) وخ‪22‬ط‬
‫انبوب(كرك‪2‬وك – ط‪2‬رابلس) (الياس‪2‬ري ‪ ، )12 2: 2007 ،‬وتم التوس‪2‬ع الت‪2‬دريجي لش‪2‬ركة النف‪2‬ط التركي‪2‬ة باتج‪2‬اه‬
‫اكتشاف حقل نفط الزبير عام ‪ 1947‬وبعده حقل الرميلة العمالق في جنوب العراق عام ‪ 1954‬وال‪22‬ذي يع‪22‬بر عن‬
‫نهاية العمليات االستكشافية الفعلية لهذه الشركة ‪.‬ويرى الباحث تلك بداية مهمة لتعافي االقتصاد العراقي وب‪22‬روزه‬
‫على الساحة الدولية واإلقليمية‪ ،‬لكن بالمقابل بدأت رحلة طويلة لهذا البل‪22‬د من الص‪22‬راع م‪22‬ع الش‪22‬ركات االحتكاري‪22‬ة‬
‫التي تحاول ان تس‪22‬يطر على إنت‪22‬اج نفط‪22‬ه وتس‪22‬ويقه والتفك‪22‬ير بالس‪22‬يطرة علي‪22‬ه لكي يل‪22‬بي حاج‪22‬ة الماكن‪22‬ة الص‪22‬ناعية‬
‫الغربية وبأقل األسعار‪ .‬مخلفة الصناعة النفطية بجمي‪22‬ع مراحله‪22‬ا وخاص‪22‬ة في الع‪22‬راق و منطق‪22‬ة الش‪22‬رق األوس‪22‬ط‪.‬‬
‫وبعد عام ‪ 1958‬طالبت الحكومة العراقية بضرورة تعديل حقوق االمتياز والحصول على جزء من حقوق العراق‬
‫النفطية التي تتعلق في احتساب كلفة اإلنتاج واألسعار والمشاركة في رأس المال وزيادة حصة العراق من العوائد‬
‫النفطي‪22‬ة‪ ،‬لكن إص‪22‬رار الش‪22‬ركات على تجاه‪22‬ل حق‪22‬وق الع‪22‬راق دف‪22‬ع بالحكوم‪22‬ة إلى إص‪22‬دار ق‪22‬انون (‪ )80‬في ع‪22‬ام‬
‫‪1961‬ال‪22‬ذي نص على اس‪22‬ترجاع األراض‪22‬ي غ‪22‬ير المس‪22‬تثمر فعال وال‪22‬تي تش‪22‬كل‪%99،5‬من مجم‪22‬وع األراض‪22‬ي‬
‫االمتيازات النفطية التابعة للشركات األجنبية‪ .‬الس‪22‬يما ان طبيع‪22‬ة النف‪22‬ط وظ‪22‬روف اس‪22‬تخراجه وتس‪22‬ويقه واس‪22‬تغالله‬
‫تفرض على البلدان المنتج‪22‬ة للنف‪2‬ط باألخ‪2‬ذ بمب‪2‬دأ‪ 2‬س‪2‬يادة الدول‪2‬ة في إدارة موارده‪22‬ا الطبيعي‪22‬ة والت‪22‬دخل المباش‪22‬ر في‬
‫أنشطة القطاع النفطي كافة من خالل امتالك القرارات الرئيسة والمهمة في الجوانب الفني‪22‬ة واالقتص‪22‬ادية والمالي‪22‬ة‬

‫‪3‬‬
‫لإلنتاج‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك ان أسعار النفط االسمية السائدة ال تعكس القيمة الحقيقية له بس‪22‬بب ان الس‪22‬وق الع‪22‬المي‬
‫يستبعد من حساباته كلفة استنزاف االحتياطي وتآكل القوة الشرائية لوحدة القياس(برميل نف‪22‬ط)‪(.‬القيس‪2‬ي ‪: 2005،‬‬
‫‪ )5‬وبعد سبعينيات الق‪2‬رن الماض‪2‬ي ش‪2‬هدت الص‪2‬ناعة النفطي‪2‬ة في الع‪2‬راق تط‪2‬ورات ملحوظ‪2‬ة في مج‪2‬ال تط‪2‬وير‬
‫الحقول وزيادة الطاقة اإلنتاجية و مد خطوط األنابيب سواء للتصدير أو النق‪22‬ل ال‪22‬داخلي للمش‪22‬تقات النفطي‪22‬ة والغ‪22‬از‬
‫السائل ‪،‬إضافة إلى موانئ التصدير والتصفية والخزن للمشتقات النفطية وصناعة الغاز‪( .‬الزبيدي ‪)23 : 2009 ،‬‬

‫سوق النفط والعوامل المؤثرة علية‬ ‫‪1-2‬‬

‫هناك عوامل عدة لها أهمية كبيرة في التأثير على العرض العالمي النفطي تتجسد في مس‪22‬توى أس‪22‬عار النف‪22‬ط‬
‫وأسعار بدائل الطاقة‪ ،‬ومستوى الخزين في ال‪22‬دول المس‪22‬تهلكة‪ ،‬ك‪22‬ذلك يت‪22‬أثر ع‪22‬رض النف‪22‬ط بمس‪22‬توى التق‪22‬دم العلمي‬
‫والتكنولوجي فضال عن حاجة الدول المستهلكة للنفط المحلي وحاجاتها النقدية‪ ،‬وتش‪22‬ير التق‪2‬ارير ان ع‪2‬رض النف‪2‬ط‬
‫ينم‪22‬و باس‪22‬تمرار ويش‪22‬كل متزاي‪22‬د بس‪22‬بب حاج‪22‬ة الع‪22‬الم الك‪22‬برى ل‪22‬ه خاص‪22‬ة في تش‪22‬غيل اآلالت الص‪22‬ناعية والمك‪22‬ائن‬
‫والمعدات الحديثة وتشغيل اآلالت العسكرية ناهيك إن عرض النفط يتأثر باألزمات االقتصادية العالمية والحروب‬
‫الدولية التي تؤثر على خطوط التصدير‪ .‬وتشير التوقعات المستقبلية لعرض النفط حس‪2‬ب أوب‪2‬ك لع‪2‬ام ‪ 2030‬نح‪2‬و‬
‫‪ 43.6‬مليون برميل بينما تقديرات إدارة الطاقة األمريكية نحو ‪ 49،3‬مليون برمي‪22‬ل ‪،‬ك‪2‬ذلك نج‪22‬د إن ع‪22‬رض النف‪2‬ط‬
‫في مجموعة منظمة التنمية والتعاون(( ‪ OECD‬مستقرا بحدود ‪ 22 2-21‬ملي‪22‬ون برمي‪22‬ل للم‪22‬دة ‪.2013 2-2012‬‬
‫وهذا يشير بوضوح إلى استقرارية النمو والتنمية في هذه البلدان فضال عن استقرار سياسات االقتصاد الكلي فيه‪22‬ا‬
‫وزيادة اإلنتاجية مقترنة بتحسين النوعية لتالفي انخفاض اإلنتاجية مستقبال‪ ،‬بالمقابل نج‪2‬د الزي‪2‬ادة الكب‪2‬يرة في نم‪2‬و‬
‫المعروض النفطي من غير بلدان أوبك‪ ،‬مما يعني ضمنا وجود تحديات كبيره وخطيرة للصناعة النفطي‪22‬ة العراقي‪22‬ة‬
‫خاصة ولمنظمة األوبك عامة‪ ،‬وهذا في ح‪22‬د ذات‪22‬ه يع‪22‬ني وج‪22‬ود منافس‪22‬ة قوي‪22‬ة وحاج‪22‬ة في االس‪22‬تحواذ على الس‪22‬وق‬
‫لصالح البلدان خارج منظمة أوبك‪ ،‬مما يضيف عبا جديد على الصناعة النفطية العراقية‪ ،‬اذ البد من تنويع القاعدة‬
‫اإلنتاجية لالقتصاد العراقي واالستفادة من موارد الطاقة البديلة اذ يعد العراق أفضل بلد عالميا من الناحي‪22‬ة البيئي‪22‬ة‬
‫للم‪22‬وارد المتج‪22‬ددة(الطاق‪22‬ة الشمس‪22‬ية‪ ،‬اله‪22‬واء‪ ..)....،‬وتتوق‪22‬ع منظم‪22‬ة األوب‪22‬ك ان عرض‪22‬ها للنف‪22‬ط س‪22‬وف ي‪22‬زداد في‬
‫المستقبل‪ .‬اذ تشير هذه التقديرات الى ان ع‪2‬رض النف‪2‬ط س‪22‬وف ي‪22‬زداد من ‪32.3‬ملي‪22‬ون برمي‪22‬ل في ع‪22‬ام ‪ 2015‬إلى‬
‫‪35.5‬مليون برميل في عام ‪2020‬ويستمر في الزيادة إلى ‪ 43.6‬مليون برميل في عام ‪2030‬في حين تتوق‪22‬ع إدارة‬
‫معلومات الطاقة األمريكي‪2‬ة ان ع‪2‬رض دول منظم‪2‬ة األوب‪2‬ك للنف‪2‬ط س‪2‬وف ي‪2‬زداد من ‪40.9‬ملي‪2‬ون برمي‪2‬ل قي ع‪2‬ام‬
‫‪ 2015‬الى‪ 44.4‬مليون برميل في عام ‪ 2020‬ويواصل عرض هذه الدول للنفط ارتفاعه حتى يبل‪22‬غ ‪ 49.3‬ملي‪22‬ون‬
‫برميل في عام ‪( 2030‬للمزي‪22‬د من التوض‪22‬يح عن الع‪22‬رض الع‪22‬المي المتوق‪22‬ع للنف‪22‬ط خالل الف‪22‬ترة(‪)2030 2-2015‬‬
‫انظر الجدول(‪ )2‬ويشير الجدول السابق الى نسبة مساهمة دول األوبك في الع‪22‬رض الع‪22‬المي المتوق‪22‬ع خالل الم‪22‬دة‬
‫نفسها إلى ارتفاع هذه المساهمة كما تتوقع منظمة األوب‪22‬ك من ‪ %25.2‬في ع‪22‬ام ‪ 2015‬الى ‪،%30.2‬ام‪22‬ا توقع‪22‬ات‬
‫إدارة معلومات الطاقة األمريكية فتشير إلى ان حصة دول األوبك في العرض العالمي س‪22‬وف ترتف‪22‬ع من ‪%30.9‬‬

‫‪4‬‬
‫في عام ‪ 2015‬الى ‪ %32،2‬في عام ‪ 2030‬وهذا يعني ان دول منظمة األوب‪22‬ك تحتف‪22‬ظ بخ‪22‬زين نفطي يع‪22‬ادل رب‪22‬ع‬
‫إلى ثلث االحتياطي العالمي خالل المدة أعاله‪.‬‬

‫تحليل تقلبات أسعار النفط الخام في األسواق العالمية‬ ‫‪3–1‬‬

‫ان تقلبات أسعار النفط الخام س‪2‬تترك اث‪2‬ار حقیقیة على االقتص‪2‬اد والسیاس‪2‬ة االنفاقیة لل‪2‬دول المص‪2‬درة ‪،‬ففي حال‪2‬ة‬
‫استقرار اسعار النفط الدولیة یتطلب من الدول المصدرة للنف‪22‬ط ‪ ،‬ب‪22‬ذل مزیدا من الجھد الس‪22‬تغالل عوائ‪22‬د تص‪22‬دیر‬
‫النفط االستغالل االمثل وذلك بتوجیه ھذه االم‪22‬وال نح‪22‬و االنش‪22‬طة االس‪22‬تهالكية واإلنتاجي‪22‬ة االك‪22‬ثر كف‪22‬اءة واالنف‪22‬اق‬
‫العقالني الرشید كتوجیھ نحو اقام‪22‬ة االس‪22‬تثمارات ال‪22‬تي تحق‪22‬ق عوائ‪22‬د كب‪22‬یرة والس‪22‬عي نح‪22‬و تنویع مص‪22‬ادر ال‪22‬دخل‬
‫وتطویر القطاعات االقتصادیة االخرى ‪،‬وذلك بھدف انھاء حالة االختالل في الھیك‪22‬ل االقتص‪2‬ادي وتحقیق التنمیة‬
‫االقتصادیة‪.‬‬

‫في عام ‪ 2004‬شھدت اسعار النفط الخام ارتفاعات حادة وقیاسیة لم تشھدھا االس‪2‬واق النفطیة من‪2‬ذ اكتش‪2‬اف النف‪2‬ط‬
‫فقد بلغ متوسط سعر سلة خامات اوبك ( ‪ ) 36.1‬دوالر للبرمیل وبمع‪22‬دل نم‪22‬و س‪22‬نوي بل‪22‬غ (‪ ) 28 %‬ویع‪2‬زى ھذا‬
‫االرتفاع الى زیادة الطلب العالمي على النفط من ( ‪ ) 73.2‬ملیون برمیل یومیا الى ( ‪ ) 76.6‬ملیون برمیل یومیا‬
‫وخاصة في الوالیات المتحدة االمریكیة والصین والھند وبعض الدول النامیة كما یع‪22‬زى ھذا االرتف‪22‬اع في اس‪22‬عار‬
‫النف‪22‬ط الى انخف‪22‬اض االم‪22‬دادات النفطیة من ( ‪ ) 78.9‬ملیون برمیل یومیا الى ( ‪ ) 70.5‬ملیون برمیل یومیا ‪,‬‬
‫والعوامل السیاسیة التي شھدتھا بعض الدول المصدرة للنفط منھا عدم اس‪22‬تقرار الوض‪22‬ع األم‪22‬ني في الع‪22‬راق ال‪22‬ذي‬
‫نتج عنھ تزاید في الھجمات والتفجیرات التي تعرضت لھا المنشأة النفطیة العراقیة ‪ ،‬واالزمة السیاسیة في فنزویال‬
‫وازمة شركة النفط الروسیة ‪ ،‬فضال عن المشاكل المرتبطة بتكریر النفط الخام ونوعیة المنتجات المكررة‪ ،‬عالوة‬
‫على المضاربة في االسواق اآلجلة للنفط‪.‬‬

‫لقد سجلت اسعار النفط الخام ارتفاع قیاسي في عام ‪ 2005‬اذ بلغ متوس‪22‬ط س‪22‬عر س‪22‬لة خام‪22‬ات‪ ، ،‬اوب‪22‬ك ( ‪) 50.6‬‬
‫دوالر للبرمیل وبمعدل نمو سنوي (‪ ) 40.1 %‬بعد ما كان (‪ ) 28.1 %‬في عام‪ 2004‬مم‪22‬ا اوج‪22‬د حال‪22‬ة من القل‪22‬ق‬
‫في السوق بسبب المخاوف من اثارھا السلبیة على معدالت النمو االقتصادي العالمي وكان سبب ھذا االرتفاع ھو‬
‫زیادة الطلب العالمي على النفط بنسبة (‪)1.8%‬التي تفوق نسبة الزیادة في االمدادات النفطیة التي تبلغ (‪.) 1.4%‬‬

‫استمرت اسعار النفط الخام باالرتفاع الت‪22‬دریجي الح‪22‬اد اذ بل‪22‬غ متوس‪22‬ط س‪22‬عر خام‪22‬ات س‪22‬لة اوب‪22‬ك ( ‪ ،) 61.1‬دوالر‬
‫للبرمیل وبمعدل نمو مرتفع بلغ (‪ ) 20.7 %‬و (‪ ) 13.0 %‬للعامین ( ‪ 2006‬و ‪ )2007‬على التوالي‪.‬‬

‫اما في عام ‪ 2008‬شهدت اسواق النفط العالمية تقلبات في اسعار النفط لم يسبق له مثيل ‪ ،‬اذ‪ 2‬وصلت اسعار‬
‫النفط الخام الى مستويات مرتفعة ‪ ،‬اذ‪ 2‬بلغ متوسط سعر سلة خامات اوبك (‪ )94.5‬دوالر‪ 2‬للبرميل‪ 2‬وبمعدل نمو‪2‬‬
‫(‪ )36.7%‬بعد‪ 2‬ما كان يبلغ‪ )13.0%( 2‬في عام ‪.2007‬‬
‫لقد‪ 2‬سجلت اسعار النفط في ‪ 2008/7/11‬اعلى مستوى لها لتبلغ‪ )147( 2‬دوالر للبرميل وان سبب هذا‪ 2‬االرتفاع‬
‫يعود‪ 2‬الى ارتفاع معدل‪ 2‬النمو‪ 2‬االقتصادي‪ 2‬العالمي الذي ادى الى زيادة الطلب العالمي على النفط ‪ ،‬كما أن اوبك‬

‫‪5‬‬
‫لم تنجز الزيادة‪ 2‬في االنتاج كما كان متوقعا‪ ،‬وانخفض الخزين‪ 2‬االستراتيجي في الواليات المتحدة األمريكية‪ 2‬دون‬
‫المستوى الذي كان يتوقعه‪ 2‬الخبراء ‪ ،‬واعمال العنف‪ 2،‬وستة‪ 2‬أنابيب‪ 2‬هوجمت في المكسيك‪ ، 2‬مما اكد‪ 2‬التوقعات‬
‫بزيادة المخاطر في جانب العرض‪ 2،‬و التوترات في شرق تركيا‪ 2‬وانخفاض قيمة‪ 2‬الدوالر‪ .‬اما متوسط سعر‬
‫خامات اوبك السنوي فبلغ‪ )61.1( 2‬دوالر للبرميل بعد‪ 2‬ما كان يبلغ (‪ )94.5‬دوالر‪ 2‬للبرميل‪ 2‬في عام ‪2، 2008‬‬
‫ويعزى ذلك‪ 2‬بشكل اساس الى االزمة المالية العالمية التي عصفت باالقتصاديات العالمية‪ 2‬لتشهد أسوء ركود‪2‬‬
‫عرفته منذ‪ 2‬ثالثينيات‪ 2‬القرن المنصرم‪.‬‬
‫اما في عام ‪ 2009‬انخفضت مستويات اسعار النفط الخام انخفاض كبير‪ 2‬جدا اذ بدأت االسعار اليومية‪ 2‬في‬
‫االنخفاض لتصل الى (‪ )32‬دوالر‪ 2‬للبرميل‪ 2‬ويعزى سبب هذ االنخفاض الى انخفاض الطلب العالمي على النفط‬
‫إلى مستوى (‪ )84.8‬مليون برميل يوميا‪ 2‬بعد‪ 2‬ما كان يبلغ‪ )86.1( 2‬مليون برميل يوميا‪ 2‬للعام السابق نتيجة‬
‫انكماش االقتصاد‪ 2‬العالمي الى (‪ )0.6%‬بعد‪ 2‬ما كان يبلغ‪ 2‬معدل‪ 2‬نموه (‪ )3%‬في عام ‪ ،2008‬لكون هناك عالقة‬
‫شديدة‪ 2‬ومترابطة بين معدل‪ 2‬نمو‪ 2‬االقتصاد‪ 2‬العالمي‪.‬‬

‫لقد‪ 2‬شه‪2‬دت‪ 2‬اس‪2‬عار‪ 2‬ال‪2‬نفط‪ 2‬ال‪2‬عا‪2‬لم‪2‬ية‪ 2‬ارتفا‪2‬ع‪ 2‬ك‪2‬بي‪2‬ر‪ 2‬و‪2‬ملح‪2‬وظ اذ‪ 2‬ارت‪2‬ف‪2‬ع‪ 2‬م‪2‬تو‪2‬س‪22‬ط س‪22‬عر‪ 2‬س‪2‬ل‪2‬ة خام‪22‬ات‪ 2‬ا‪2‬وب ‪2‬ك‪ 2‬م‪2‬ن (‪)61.1‬‬
‫دو‪2‬ال‪2‬ر‪ 2‬لل‪2‬بر‪2‬مي‪2‬ل‪ 2‬عام‪ 2009 2‬ال‪2‬ى (‪ )77.5‬دو‪2‬ال‪2‬ر‪ 2‬لل‪2‬بر‪2‬مي‪2‬ل‪ 2‬ع‪22‬ام‪ 2010 2‬و‪2‬بم‪2‬ع‪2‬د‪2‬ل‪ 2‬نم‪2‬و‪ 2‬ق‪22‬در‪2‬ه (‪ )2.92%‬وج‪22‬اء ه‪2‬ذ‪2‬ا‪2‬‬
‫اال‪2‬ر‪2‬تفاع‪ 2‬بفع‪2‬ل زيا‪2‬دة‪ 2‬الط‪2‬لب الع‪2‬الم‪2‬ي على‪ 2‬ال‪2‬نفط‪ 2‬ح‪2‬يث بل‪2‬غ‪ 2‬م‪2‬ست‪2‬وی (‪ )87.3‬مل‪2‬يو‪2‬ن‪ 2‬ب‪2‬رم‪2‬يل‪ 2‬ي‪2‬وم‪2‬يا‪ 2‬بع‪2‬د‪ 2‬ما‪ 2‬ك‪22‬ان‪ 2‬ي‪2‬بل ‪2‬غ‪2‬‬
‫(‪ )84.3‬مل‪2‬يو‪2‬ن‪ 2‬ب‪2‬رم‪2‬يل‪ 2‬ي‪2‬وم‪2‬يا‪ 2‬في ال‪2‬ع‪22‬ام الس‪2‬ا‪2‬بق‪ 2‬وا‪2‬ن‪ 2‬الز‪2‬ي‪2‬ا‪2‬دة‪ 2‬في الطل‪2‬ب ج‪22‬اءت ن‪2‬تي‪2‬ج‪2‬ة‪ 2‬ارت‪2‬ف‪22‬اع‪ 2‬ا‪2‬لن‪2‬م‪2‬و‪ 2‬ا‪2‬ال‪2‬قت‪2‬ص‪2‬ا‪2‬دي‪2‬‬
‫الع‪2‬ال‪2‬مي م‪2‬ن‪ 2)0.62%( 2‬عام ‪ 2009‬ال‪2‬ى (‪ )4.5%2‬عام‪ 2، 2010 2‬وقد‪ 2‬ش‪2‬هد‪2‬ت اس‪2‬عار‪ 2‬ال‪2‬نفط‪ 2‬استق‪2‬رار‪ 2‬نس‪2‬بي‪2‬ا خال‪2‬ل‪ 2‬هذ‪2‬ه‪2‬‬
‫الس‪2‬نة‪ 2‬و‪2‬يع‪2‬زى‪ 2‬ه‪2‬ذا‪ 2‬ا‪2‬ال‪2‬ست‪2‬قرار‪ 2‬الى‪ 2‬ع‪2‬وا‪2‬مل‪ 2‬م‪2‬تع‪2‬د‪2‬دة‪ 2‬و‪2‬مت‪2‬نو‪2‬عة‪ 2‬م‪2‬نه‪2‬ا ما‪ 2‬له‪ 2‬ع‪2‬ال‪2‬قة‪ 2‬بأساس‪2‬يات‪ 2‬ال‪2‬سوق‪2. 2‬‬

‫اما عام ‪ 2011‬شهدت أس‪22‬عار النف‪22‬ط ارتف‪22‬اع‪ 2‬ملح‪22‬وظ ووص‪22‬ولها إلى مس‪22‬تويات قياس‪22‬ية غ‪22‬ير مس‪22‬بوقة ‪ 2،‬اذ بل‪22‬غ‬
‫متوس‪22‬ط س‪22‬عر س‪22‬لة خام‪22‬ات اوب‪22‬ك‪ )107.5 ( 2‬دوالر‪ 2‬للبرمي‪22‬ل مس‪22‬جل مع‪22‬دل‪ 2‬نم‪22‬و مرتف‪22‬ع بل‪22‬غ (‪. 2)38.7%‬‬
‫استمرت أسعار النفط العالمية في االرتفاع عام ‪ 2012‬اذ‪ 2‬بلغ متوسط سعر س‪22‬لة خام‪22‬ات اوب ‪2‬ك‪ )109.5( 2‬دوالر‪2‬‬
‫للبرميل‪ 2‬وكذلك ارتفاع الطلب العالمي على النفط اذ وصل الى مستوى (‪ )89.0‬مليون برمي‪22‬ل يومي‪2‬ا‪ 2‬فض‪22‬ال عن‬
‫زيادة‪ 2‬اإلمدادات النفطية‪ 2‬و وصولها إلى مستوى (‪ )72.8‬مليون‪ 2‬برميل يوميا وبمعدل‪ 2‬نمو‪.)3.4%( 2‬‬

‫اما في عام ‪ 2013‬انخفض متوس‪22‬ط س‪22‬عر س‪22‬لة خام‪22‬ات اوب‪22‬ك ووص‪22‬وله إلى مس‪22‬توى ( ‪ )105.9‬دوالر للبرمي‪2‬ل‪2‬‬
‫وبمعدل‪ 2‬نمو س‪22‬نوي منخفض (‪ ، )3.2%-‬إذ ش‪22‬هدت س‪22‬وق النف‪22‬ط حال‪22‬ة من االس‪22‬تقرار والت‪22‬وازن النس‪22‬بي ‪ ،‬وق‪22‬د‬
‫ارتفعت كل من مستويات الطلب على النفط الى (‪ )90.4‬مليون برميل يومي‪22‬ا و االم‪22‬دادات النفطي‪22‬ة إلى (‪)72.9‬‬
‫مليون برميل يوميا‪ 2‬تتحدد‪ 2‬مس‪22‬تويات اس‪22‬عار النف‪22‬ط العالمي‪22‬ة في الع‪22‬ادة على ض‪22‬وء جمل‪22‬ة من‪ 2‬العوام‪22‬ل المتنوع‪2‬ة‪2‬‬
‫والمتداخل‪222‬ة‪ 2‬وباتجاه‪222‬ات متفاوت‪222‬ة‪ 2،‬فمنه‪222‬ا م‪222‬ا ي‪222‬دفع‪ 2‬باألس‪222‬عار نح‪222‬و االرتف‪222‬اع واخ‪222‬رى نح‪222‬و االنخف‪222‬اض‪.‬‬
‫اما في عام ‪ 2014‬انخفضت اس‪22‬عار النف‪22‬ط العالمي‪2‬ة‪ 2‬اذ س‪22‬جل س‪22‬عر س‪22‬لة خام‪22‬ات اوب‪2‬ك‪ )96.3( 2‬دوالر‪ 2‬للبرمي‪2‬ل‪2‬‬
‫وبمعدل‪ 2‬نمو سنوي (‪ ،)8.7%-‬وان هذ االنخفاض جاء في بداية‪ 2‬النصف الثاني من هذا‪ 2‬العام‪.‬‬

‫ثم‪ 2‬اس‪2‬تم‪2‬ر اال‪2‬ن‪2‬خفاض‪ 2‬الى‪ 2‬ا‪2‬ن بل‪2‬غ‪ 2)49.52( 2‬د‪2‬وال‪2‬ر‪ 2‬للب‪2‬رم‪2‬يل‪ 2‬عام ‪ 2015‬وب‪2‬مع‪2‬دل‪ 2‬و‪ 2‬س‪2‬نوي (‪2.)48.5%2-‬‬

‫‪6‬‬
‫في ‪ ،2016‬بلغ فائض معروض النفط أعلى مستوياته منذ أكثر من ‪ 10‬سنوات‪ ،‬بمتوسط ‪ 5‬ماليين برمي‪22‬ل يومي‪22‬ا‪،‬‬
‫فائضة عن حاجة المس‪2‬تهلكين‪ .‬ودفعت اجتماع‪2‬ات بين "أوب‪22‬ك"‪ ،‬وأخ‪2‬رى بين منتجين مس‪2‬تقلين في النص‪2‬ف األول‬
‫‪ ،2016‬إلى صعود برميل النفط من أدنى مستوياته في ‪ 12‬عاما‪ ،‬إلى متوسط ‪ 38‬دوالر‪.‬‬

‫في نهاية النصف األول ‪ ،2017‬بلغ خام برنت ‪ 56‬دوالرا للبرميل‪ ،‬وصعد إلى حدود ‪ 61‬دوالرا في نهاي‪22‬ة الرب‪22‬ع‬
‫الثالث من ذات العام‪ ،‬مع إعالن لجنة مراقبة اإلنتاج المؤلفة من أعض‪22‬اء في "أوب‪22‬ك"‪ ،‬وآخ‪22‬رين مس‪22‬تقلين‪ ،‬تراج‪22‬ع‬
‫معروض النفط في السوق‪ .‬ومع مواصلة "أوبك" اجتماعاتها لتحقيق أسعار عادل‪22‬ة لك‪22‬ل من المنتجين والمس‪22‬تقلين‪،‬‬
‫ظلت أسعار الخام تحوم حول ‪ 65‬دوالرا للبرميل حتى نهاية ‪.2017‬‬

‫وشهدت أسعار برنت تذبذبات عدة‪ ،‬لكنها بقيت قرب ‪ 66‬دوالرا للبرميل‪ ،‬حتى مايو‪ /‬أي‪22‬ار ‪ ،2018‬س‪22‬جلت بع‪22‬دها‬
‫ارتفاعات متتالية فوق ‪ 70‬دوالرا للبرميل‪ ،‬بعد انسحاب الواليات المتحدة من االتفاق النووي مع إيران‪.‬‬

‫ارتفعت أسعار النفط نحو اثنين بالمئة‪ ،‬االثنين‪ 2،‬لتصل إلى مستويات جدي‪2‬دة هي األعلى من‪22‬ذ بداي‪2‬ة ‪ ،2019‬والمس‬
‫برنت ‪ 69‬دوالرا للبرميل‪.‬‬

‫وخالل أكثر من قرن ونصف‪ ،‬شهدت أسعار النفط انخفاض‪2‬ا ً وارتفاع‪2‬ا ً نظ‪2‬يراً للمتغ‪2‬يرات ال‪2‬تي م‪2‬رت به‪2‬ا البل‪2‬دان‬
‫المنتجة له‪ ،‬ليكون عام ‪ ،2020‬واح‪22‬داً من األع‪22‬وام الس‪22‬وداء في حي‪22‬اة إنت‪22‬اج النف‪22‬ط‪ ،‬ال‪22‬ذي ش‪22‬هد تراجع‪2‬ا ً كب‪22‬يراً في‬
‫أسعاره‪ ،‬بسبب خالفات سياسية‪ ،‬وتفشي مرض كورونا المستجد‪.‬‬

‫تراجعت أسعار النفط بشكل حاد في مطلع تعامالت ‪ 9‬م‪22‬ارس ‪ ،2020‬ووص‪22‬لت إلى مس‪22‬تويات متدني‪2‬ة؛‪ 2‬بع‪2‬د‪ 2‬فش‪22‬ل‬
‫"أوبك بلس" في التوصل إلى اتفاق تعميق خفض إنتاج النفط وانسحاب روسيا من التح‪22‬الف‪ ،‬م‪22‬ع توقع‪22‬ات بهب‪22‬وط‬
‫حاد آخر‪ .‬وت‪22‬داول خ‪2‬ام ب‪22‬رنت عن‪22‬د مس‪22‬تويات ‪ 32.5‬دوالراً‪ ،‬بع‪22‬د تكب‪22‬ده خس‪22‬ائر بنس‪22‬بة ‪ .%28.5‬وانخفض الخ‪22‬ام‬
‫األمريكي الخفيف بنسبة تجاوزت ‪ %30‬إلى مستوى ‪ 28.77‬دوالراً‪.‬‬

‫آن اسعار النفط عندما‪ 2‬ترتف‪22‬ع تك‪22‬ون‪ 2‬له‪22‬ا تغذي‪2‬ة‪ 2‬عكس‪22‬ية‪ 2‬س‪22‬لبية على االس‪22‬عار ‪ ،‬ع‪22‬بر تخفيض الطلب على النف‪22‬ط‬
‫باألتجاه نحو البدائل‪ 2،‬او عندما‪ 2‬تعمد‪ 2‬الحكومات الى رفع اسعار المنتجات النفطية‪ 2‬مم‪22‬ا يث‪22‬ير توقع‪22‬ات تعم‪22‬ل على‬

‫‪7‬‬
‫خفض اسعار النفط الخام لكون ارتف‪22‬اع‪ 2‬اس‪22‬عار المنتج‪22‬ات النفطي‪22‬ة ي‪22‬ؤدي‪ 2‬الى تخفيض الطلب عليه‪22‬ا كم‪22‬ا حص‪22‬ل‬
‫عندما لجأت الصين‪ 2‬إلى رفع اسعار الغازولين‪ 2‬والديزل‪.‬‬

‫شكل( ‪ : )1‬اسعار النفط للمدة من ‪ 1984‬الى ‪ .2020‬المصدر‪ :‬تم اعداده من قبل الباحثين باالعتماد على المصدر‬

‫وفي عام ‪ 2009‬استمر ارتفاع اإلنفاق الحكومي على الرغم من انخفاض اإليرادات النفطية؛ وذلك نتيجة‬

‫لزي ادة مع دالت الص رف على مش اريع القط اع الع ام‪ ،‬باإلض افة إلى التزام ات اإلنف اق من ب رامج ومب ادرات‬

‫حكومي ة ك التوظيف واإلعان ات االجتماعي ة وغ يرة (ال دخيل ‪ .)2010 ،‬أم ا في الف ترة (‪ )2012-2010‬فق د‬

‫ارتفع اإليراد النفطي‪ ،‬وانخفض في عامي (‪ )2014-2013‬مع استمرار االرتفاع باإلنفاق الحكومي‪.‬‬

‫‪ 1-4‬اسباب تغيرات اسعار النفط الخام‬

‫شهدت أسعار النفط كثير من التذبذبات والتقلبات نتيجة لعدة أسباب مختلفة قد تكون سياسية وعسكرية‪ ،‬أو‬

‫اقتص ادية وغيره ا‪ .‬فمن العوام ل السياس ية والعس كرية‪ ،‬ق د ش هدت ف ترة الس بعينيات والثمانين ات ارتفاع اً في‬

‫أس عار النف ط نتيج ة لألح داث السياس ية الخارجي ة‪ .‬وأيض اً ح دث تقلب ات في أس عار النف ط في الس وق الع المي‪،‬‬

‫عندما قررت البلدان العربية األعضاء المنتجة للنفط في منظمة أوبك‪ ،‬استخدام النفط سالحاً ووسيلة للضغط‬

‫على الوالي ات المتح دة األمريكي ة وأوروب ا الغربي ة في الح رب العربي ة اإلس رائيلية‪ .‬وك ذلك توق ف الص ادرات‬

‫النفطي ة اإليراني ة أح دثت تقلب ات ألس عار النف ط نتيج ة لث ورة الخمي ني‪ ،‬وبالت الي ارتفعت أس عار النف ط وبلغت‬

‫مستويات عالية تجاوزت الحدود التي بلغتها أثناء غزو العراق إلى الكويت(الجلبي ‪ .)23 : 2001 ،‬باإلضافة‬

‫إلى استخدام الواليات المتحدة للنفط كسالح ضد العراق وإ يران وليبيا‪ ،‬وأيض اً حدوث فجوة زمنية بين التوسع‬

‫في القدرة اإلنتاجية ونمو الطلب‪ ،‬أدى إلى ارتفاع أسعار النفط (خيتاوي ‪.)33: 2010 ،‬‬

‫أما العوامل االقتصادية لها دوراً مهم اً في التأثير على النفط وارتفاع أسعارها‪ ،‬والتي من أهمها الزيادة‬

‫الكبيرة في الطلب على النفط للدول المستهلكة للنفط مثل الصين والواليات المتحدة األمريكية‪ .‬وكذلك النقص‬

‫في إمدادات المشتقات النفطية‪ ،‬بسبب انخفاض إنتاج المصافي األمريكية‪ ،‬وعدم قدرتها على تلبية الطلب من‬

‫منتجاتها أدى إلى ارتفاع أسعار النفط‪ .‬وأيضاً اإلضرابات العمالية في عدد من الدول المنتجة للنفط بهدف رفع‬

‫األج ور‪ ،‬وتحس ين أوض اعهم االجتماعي ة‪ .‬وك ذلك اس تمرار انخف اض س عر ص رف ال دوالر مقاب ل الي ورو‬

‫‪8‬‬
‫والعمالت األخرى‪ ،‬بسبب تراجع أسعار الفائدة األمريكية وتباطؤ النمو االقتصادي نتج عنها ارتفاع في أسعار‬

‫النفط (المزيني‪.)42: 2013 ،‬‬

‫وتوجد عديد من االنعكاسات االقتصادية الناتجة من التقلبات في أسعار النفط‪ ،‬والتي من أبرزها اعتماد‬

‫اقتص اديات البل دان العربي ة الخليجي ة المنتج ة للنف ط واألعض اء في منظم ة أوب ك‪ ،‬على إي رادات الص ادرات‬

‫النفطية في سد احتياجاتها من العمالت األجنبية‪ ،‬مما أدى إلى تقلبات حادة في صادراتها النفطية بسبب أسعار‬

‫النفط(المزي ني‪ .)88: 2013 ،‬باإلض افة إلى أن تقلب ات أس عار النف ط العالمي ة‪ ،‬أدت إلى تغ يرات جذري ة في‬

‫ص ناعة الطاق ة والنف ط العالمي ة‪ .‬وس اهم ذل ك إلى ح دوث تغ يرات هيكلي ة في ص ناعة الطاق ة وذل ك من خالل‬

‫التق دم التق ني‪ ،‬ال ذي ت رك أث اراً واس ع على م يزان الع رض والطلب الع المي على النف ط‪ .‬وأيض اً حق ق النش اط‬

‫الكب ير في إنت اج البل دان خ ارج أوب ك مرتفع ة التكلف ة‪ ،‬إلى ارتف اع أسعار النف ط مم ا أدى إلى الزي ادة في أرب اح‬

‫ش ركات النف ط‪ .‬وك ان ح افزاً له ا لالس تثمار في ص ناعة النف ط في المن اطق ال تي ك انت تعت بر غ ير مجدي ة‬

‫اقتصاديا(الجلبي‪ .)32: 2001،‬وبما أن االستثمار يمثل أحد محددات مس توى التشغيل‪ ،‬سوف نسلط الض وء‬

‫على مفهوم التشغيل ومحدداته‪.‬‬

‫‪ 1-5‬اتجاهات سوق النفط (اوبك)‬

‫تصنف البلدان المصدرة للنفط(أوبك) من المنظمات االقتصادية الدولية التي يوجه فيها العم‪22‬ل الجم‪22‬اعي المش‪22‬ترك‬
‫نحو تحقيق أهداف ومنافع اقتصادية في ميدان العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬تأسست هذه المنظم‪22‬ة ع‪22‬ام ‪ 1960‬في‬
‫بغ‪22‬داد من خمس دول هي الع‪22‬راق والس‪22‬عودية والك‪22‬ويت وإي‪22‬ران وف‪22‬نزويال‪ ،‬وان أهم األه‪22‬داف ال‪22‬تي تس‪22‬عى ه‪22‬ذه‬
‫المنظمة الى تحقيقها (السماك ‪)147 : 1980 ،‬‬

‫توحيد السياسات النفطية بين الدول األعضاء وخاصة اإلنتاجية والسعرية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫حماية مصالح الدول المنتجة والحد من التقلبات السعرية وضمان دخ‪22‬ل ث‪22‬ابت وت‪22‬امين تجه‪22‬يز النف‪22‬ط الى‬ ‫‪-2‬‬
‫الدول المستهلكة بطرق اقتصادية ومنتظمة وإتباع أفضل الوسائل لتي تضمن استقرار األس‪22‬عار العالمي‪22‬ة‬
‫للنفط‪.‬وفي الوقت الحاضر تضم منظم‪22‬ة األوب‪22‬ك( ‪ )11‬بل‪22‬دا منتج‪22‬ا و مص‪22‬درا لألس‪22‬واق العالمي‪22‬ة تح‪22‬اول‬
‫المنظمة التأثير على أسعار النفط من خالل تحديد‪ 2‬حجم اإلنتاج اإلجمالي كما في الجدول(‪.)1‬‬

‫‪9‬‬
‫جدول رقم (‪)1‬‬

‫وتعد روسيا وكندا والنرويج والمكسيك أكبر الدول المصدرة للنفط الخام خارج منظمة األوبك بينما الوالي‪22‬ات‬
‫المتحدة ثالث منتج للنفط في العالم بعد السعودية وروسيا‪ .‬لعبت األوبك ومن‪22‬ذ نش‪22‬أتها ع‪22‬ام ‪ 1960‬عن طري‪22‬ق‬
‫الشركات النفطية المملوكة للدول المنتجة الدور المح‪22‬وري في تلبي‪22‬ة احتياج‪22‬ات الع‪22‬الم من الطاق‪22‬ة‪ ،‬بس‪22‬بب م‪22‬ا‬
‫تملكه من احتياط‪2‬ات نفطي‪2‬ة كب‪2‬يرة‪ ،‬حيث ق‪2‬درت احتياطي‪2‬ات األوب‪2‬ك لع‪2‬ام ‪ 2010‬نح‪2‬و ‪ 1،193،172‬ملي‪2‬ون‬
‫برميل أي بنسبة ‪ %81،3‬من احتياطيات العالم المقدرة‪ 1،467،012‬مليون برميل‪ .‬كما حققت األوبك لنفس‬
‫العام نسبة ‪ %41،8‬من اإلنتاج العالمي أي بحدود ‪ 29،183‬برميل يوميا‪(.‬مخلفي ‪)4 : 2008 ،‬‬

‫‪10‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬واقع االقتصاد العراقي في اثر تغيرات اسعار النفط‬

‫‪ 2-1‬واقع االقتصاد العراقي في ضوء تغيرات أسعار النفط العالمية‬

‫لقد ترتب على التذبذب في السوق العالمي للنفط تدهور في عوائد النفط والذي كان له أثر بالغ في انخفاض‬

‫حركة النشاط االقتصادي للبلدان المصدرة للنفط ومنها العراق‪ ،‬وبعدها ارتفعت أسعار النفط منذ منتصف عام‬

‫‪ ،1999‬واستمرت أسعار النفط في تحسن حيث تجاوزت أسعار النفط ‪ 147‬دوالر للبرميل في منتصف عام‬

‫‪ ،2008‬ولكن بفعل األزمة المالية في ديسمبر ‪ 2008‬أخذت األسعار باالنخفاض وذلك نتيجة انخفاض الطلب‬

‫على النف ط في االس واق العالمي ة‪ .‬فق د ش هد ع ام ‪ 2008‬العدي د من التط ورات ال س يما في م ا يتعل ق ب القفزات‬

‫الكبيرة ألسعار النفط واألزمة المالية العالمية التي عصفت باالقتصاد العالمي بشكل عام والسوق النفطية بشكل‬

‫خاص وما نتج عنها من ركود اقتصادي وانخفاض الطلب العالمي على النفط في حين اتسم عام ‪ 2009‬اتجاه‬

‫ص عودي لألس عار خالل ش هر تش رين الث اني ‪ 2009‬مس جال ارتف اع بم ا قيمت ه ( ‪ )6،3‬دوالر للبرمي ل مقارن ة‬

‫باألشهر السابقة وكمتوسط سنوي بلغ ‪ 61‬دوالر للبرميل وقد ساهمت كل من التوقعات االيجابية بشأن النمو‬

‫االقتصادي والطلب العالمي على النفط وكذلك انخفاض قيمة الدوالر األمريكي مقابل اليورو في تعزيز االتجاه‬

‫الصعودي ألسعار النفط في ‪ 2010‬في جميع أنحاء العالم ‪.‬‬

‫لتوض يح آلي ات ه ذه الت أثيرات الب د من تن اول األهمي ة االس تراتيجية للنف ط في االقتص اد الع راقي‪ ،‬حيث للنف ط‬

‫أهمي ة أس تراتيجية في االقتص اد الع راقي ‪،‬من ذ اكتش افه تجاري ا في عش رينيات الق رن الماض ي‪ ،‬من حيث‬

‫مس اهماته في الن اتج المحلي اإلجم الي و ال دخل الق ومي‪،‬وإ جم الي الص ادرت العام ة والموازن ه العام ه وبن اء‬

‫التنمي ة حيث تش كل عوائ د النف ط المص در االساس ي لتموي ل ب رامج التنمي ة الش املة في ه ‪ ،‬هك ذا يعتم د االقتص اد‬

‫الع راقي على النف ط بدرج ة كب يرة ‪،‬اذ تغ ذي العوائ د النفطي ة ميزاني ة الحكوم ة العراقي ة بقس ط كب ير من‬

‫مواردها ‪،‬وتساهم في بناء االحتياطي النقدي لالقتصاد الوطني‪ ،‬ويمكن بيان أهمية النفط في االقتصاد العراقي‬

‫من خالل الجوانب االتية(هيثم ‪-:) 32 : 2007 ،‬‬

‫‪11‬‬
‫أ ‪ -‬نسبة مساهمة النفط في الناتج المحلي االجمالي ‪ :‬بلغت نسبة مساهة العوائد النفطية الى مجمل االيرادات‬

‫العام ة (‪ )%97،6‬ع ام ‪ 2003‬ثم ارتفعت لتص ل الى ( ‪ )%98،2‬لع ام ‪ 2016‬ام ا نس بة مس اهمة العوائ د‬

‫النفطية في اجمالي الناتج المحلي االجمالي في العراق فقد بلغت (‪ ) %14،9‬في العام ‪ 2003‬ثم وصلت الى‬

‫( ‪ )%32،9‬لع ام ‪ 2016‬وهي تع د نس بة مرتفع ة ‪ ،‬وكم ا ه و مع روف ف أن االهمي ة النس بية للقط اع النفطي في‬

‫الن اتج المحلي االجم الي هي أح دى مق اييس درج ة التنوي ع االقتص ادي ‪،‬فزي ادة ه ذه االهمي ة النس بية تعكس‬

‫انخف اض درج ة التنوي ع االقتص ادي وفي ال وقت ذات ه تع ني أنخف اض مس اهمة القطاع ات األخ رى في الن اتج‬

‫المحلي اإلجمالي‪ .‬والجدول(‪ )2‬يبين مقدار العوائد النفطية والناتج المحلي االجمالي‪.‬‬

‫جدول (‪ )2‬اإليرادات النفطية والناتج المحلي اإلجمالي في العراق للمدة‬

‫(‪) 2004-2016‬‬

‫جدول رقم (‪ )2‬اإليرادات النفطية والناتج المحلي اإلجمالي في العراق للمدة ‪2016 – 2004‬‬

‫مليون دوالر امريكي‬

‫العوائد النفطية‬ ‫العوائد النفطية‬ ‫الناتج المحلي‬ ‫معل النمو‬ ‫العوائد النفطية‬ ‫السنوات‬

‫إلى إجمالي الناتج‬ ‫إلى‬ ‫اإلجمالي‬ ‫السنوي‬

‫المحلي اإلجمالي‬ ‫إجمالي‬ ‫للعوائد‬

‫اإليرادات‬ ‫النفطية‪%‬‬

‫العامة‬

‫‪14.9‬‬ ‫‪97.6‬‬ ‫‪117.138‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪17456‬‬ ‫‪2004‬‬

‫‪14.7‬‬ ‫‪98.6‬‬ ‫‪157.454‬‬ ‫‪32.8‬‬ ‫‪23199‬‬ ‫‪2005‬‬

‫‪15.9‬‬ ‫‪97.6‬‬ ‫‪185.945‬‬ ‫‪28.05‬‬ ‫‪29708‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪18.4‬‬ ‫‪97.9‬‬ ‫‪205.186‬‬ ‫‪27.3‬‬ ‫‪37847‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪31.5‬‬ ‫‪97.4‬‬ ‫‪196.493‬‬ ‫‪63.5‬‬ ‫‪61884‬‬ ‫‪2008‬‬

‫‪12‬‬
‫‪42.7‬‬ ‫‪97.5‬‬ ‫‪117.138‬‬ ‫‪-19.2‬‬ ‫‪50000‬‬ ‫‪2009‬‬

‫‪58.2‬‬ ‫‪98.6‬‬ ‫‪157.454‬‬ ‫‪83.3‬‬ ‫‪91678‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪54.1‬‬ ‫‪97.6‬‬ ‫‪185.945‬‬ ‫‪9.7‬‬ ‫‪100604‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪46.4‬‬ ‫‪97.9‬‬ ‫‪205.186‬‬ ‫‪-5.3‬‬ ‫‪95248‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪44.8‬‬ ‫‪97.5‬‬ ‫‪196.493‬‬ ‫‪7.5-‬‬ ‫‪88112‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪32.9‬‬ ‫‪98.2‬‬ ‫‪198.345‬‬ ‫‪-25.9‬‬ ‫‪65234‬‬ ‫‪2016‬‬

‫المصدر‪(/‬السنوات ‪ -1 D) 20015-2003‬الجهاز المركزي لإلحصاء وتكنلوجيا المعلومات‪ ، ،‬الباب التاسع‬

‫‪،‬إحص‪DD‬اءات النف‪DD‬ط والطاق‪DD‬ة‪ ،‬مت‪DD‬اح على الموق‪DD‬ع ‪http://cosit.gov.iq/ar/2014-01-08-07-55-‬‬

‫‪28/78-aas2013-ar‬‬

‫(س ‪DD‬نة ‪ -2 D D)2016‬ص ‪DD‬ندوق النق ‪DD‬د الع ‪DD‬ربي‪ ،‬التقري ‪DD‬ر االقتص ‪DD‬ادي الع ‪DD‬ربي الموح ‪DD‬د‪ ،‬اب ‪DD‬و ظ ‪DD‬بي‪ ،‬االم ‪DD‬ارات ‪،‬‬

‫‪،2016‬ص‪.354‬متاح على الموقع ‪http://www.amf.org.ae/ar‬‬

‫‪ 2-2‬واقع الموازنة العامة‬

‫ا ‪-‬نسبة مساهمة الصادرات النفطية في إجمالي الصادرات‪:‬‬

‫تحظى الصادرات النفطية بنسبة مرتفعة في أجمالي الصادرات العراقية مما يدل على انخفاض درجة التنويع‬

‫في هيكل الصادرات (خليفة ‪ )58 : 2009 ،‬اذ بلغت هذه النسبة حوالي (‪ )%99‬في العام‬

‫‪، 2008‬وهذا يجعل العراق يعتمد على الصادرات النفطية في توفير العمالت األجنبية‪ ،‬وهذا المؤشر يترتب‬

‫عليه مشاكل اقتصادية أهمها ارتباط االقتصاد العراقي بالدخل النقدي للنفط فقط‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ب ‪ -‬حجم العوائد النفطية في الموازنة العامة‪:‬‬

‫تعتمد الموازنة العامة في العراق اعتمادا كليا على العوائد النفطية ‪ ،‬وكما يالحظ من بيانات الجدول ( ‪)2‬‬

‫حيث بلغت نس بة مس اهمة العوائ د النفطي ة الى م وارد الدول ة للموازن ة العام ة م ا مق داره ( ‪ )%98،2‬لع ام‬

‫‪ 2016‬بعد ان كانت (‪ )%77‬لعام ‪. 2004‬‬

‫ج دول (‪ )3‬نس بة مس اهمة اي رادات النف ط الخ ام في تك وين م وارد الموازن ة العام ة للع راق خالل الس نوات(‬

‫ألف برميل‪/‬يوم‬ ‫‪)2016-2004‬‬

‫‪2/3%‬‬ ‫االيرادات العامة‬ ‫العوائد‬ ‫أنتاج النفط‬ ‫السنوات‬

‫مليار دوالر‬ ‫النفطية‬ ‫الخام في‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫العراق‬

‫‪1‬‬

‫‪77‬‬ ‫‪22762‬‬ ‫‪17456‬‬ ‫‪76.6‬‬ ‫‪2004‬‬

‫‪84‬‬ ‫‪27516‬‬ ‫‪23199‬‬ ‫‪93.0‬‬ ‫‪2005‬‬

‫‪89‬‬ ‫‪33258‬‬ ‫‪29708‬‬ ‫‪98.6‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪88‬‬ ‫‪43093‬‬ ‫‪37847‬‬ ‫‪102.70‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪92‬‬ ‫‪67000‬‬ ‫‪61884‬‬ ‫‪115.40‬‬ ‫‪2008‬‬

‫‪85‬‬ ‫‪59000‬‬ ‫‪50000‬‬ ‫‪117.50‬‬ ‫‪2009‬‬

‫‪98‬‬ ‫‪90981‬‬ ‫‪89876‬‬ ‫‪118.50‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪14‬‬
‫‪98،5‬‬ ‫‪92996‬‬ ‫‪91678‬‬ ‫‪2،653‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪98.4‬‬ ‫‪102159‬‬ ‫‪100604‬‬ ‫‪2،942‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪103،9‬‬ ‫‪91633‬‬ ‫‪95248‬‬ ‫‪2،980‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪97،4‬‬ ‫‪90383‬‬ ‫‪88112‬‬ ‫‪3،110‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪98،2‬‬ ‫‪91876‬‬ ‫‪89342‬‬ ‫‪3،190‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪97،9‬‬ ‫‪92112‬‬ ‫‪90213‬‬ ‫‪3،481‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪ .‬المص‪DD‬در‪( :‬الس‪DD‬نوات ‪ -1 D ) 2016-2004‬الجه‪DD‬از المرك‪DD‬زي لإلحص‪DD‬اء وتكنلوجي‪DD‬ا المعلوم‪DD‬ات‪ ، ،‬الب‪DD‬اب‬

‫التاس ‪DD‬ع ‪،‬إحص ‪DD‬اءات النف ‪DD‬ط والطاق ‪DD‬ة‪ ،‬مت ‪DD‬اح على الموق ‪DD‬ع ‪http://cosit.gov.iq/ar/2014-01-08-‬‬

‫‪07-55-28/78-aas2013-ar‬‬

‫س‪DD‬نة( ‪ -2 DD) 2016‬ص ‪DD‬ندوق النق ‪DD‬د الع ‪DD‬ربي‪ ،‬التقري ‪DD‬ر االقتص ‪DD‬ادي الع ‪DD‬ربي الموح ‪DD‬د‪ ،‬اب ‪DD‬و ظ ‪DD‬بي‪ ،‬االم ‪DD‬ارات ‪،‬‬

‫‪،2016‬ص‪.354‬متاح على الموقع ‪http://www.amf.org.ae/ar‬‬

‫الحقل (‪ )4‬من احتساب الباحثين باالعتماد على المصادر اعاله‪.‬‬

‫ومن بيانات الجدول (‪ )3‬يتضح تذبذب إجمالي العوائد النفطية في الموازنة العامة خالل المدة(‪)2016-2003‬‬

‫حيث ازدادت نسبة مساهمة العوائد النفطية من ‪ )%) 77‬من موارد الميزانية العامة للعراق إلى (‪ )%92‬في‬

‫العام ‪ 2008‬وهو العام الذي بلغت فيه أسعار النفط في السوق العالمية حوالي ( ‪ ) 148‬د‪/‬ب) ) غير ان‬

‫األزم ة العالمي ة أدت الى ت دهور أس عار النف ط بش كل خط ير حتى وص لت الى ح والي ‪ 32‬د‪/‬ب في بداي ة الع ام‬

‫‪ ، 2009‬ان هذا االنخفاض أثر كثيراً في الموازنة العامة للعام ‪ 2009‬اذ انخفضت موارد الع راق النفطية‬

‫من ( ‪ ) 67‬مليار دوالر في العام ‪ 2008‬الى (‪ )59‬مليار دوالر في العام ‪ 2009‬أي انها انخفضت بمقدار‬

‫( ‪ ) 12‬ملي ار دوالر مم ا تس بب ذل ك ب إجراء تع ديالت على الموازن ة العام ة لع ام ‪،2009‬مم ا تق دم نالح ظ‬

‫‪15‬‬
‫انعكاسات وتداعيات االزمة المالية العالمية على اسعار النفط الخام والتي ادت الى مراجعة اجمالي الموازنة‬

‫العام ة لع ام ‪ ، 2009‬ثم ارتفعت الى( ‪ )90981‬ملي ار دوالر في ع ام ‪ 2010‬ح تى وص لت الى (‪)92112‬‬

‫مليار دوالر في عام ‪ 2016‬وهذا االنخفاض في مقدار موارد الدولة هو بسبب انخفاض أسعار النفط ودخول‬

‫داعش إلى األراضي العراقية واحتالل بعض المحافظات العراقية ‪.‬‬

‫مما تقدم يتضح تأثيرات تقلبات أسعار النفط في أعداد الموازنة العامة في العراق خالل المدة( ‪)2016-2003‬‬

‫وال تي أث رت على السياس ات االقتص ادية والمالي ة والنقدي ة للع راق مم ا أدى إلى إتب اع الع راق لسياس ة مالي ة‬

‫توسعية في العام ‪ 2008‬بعد االرتفاع الكبير في العوائد النفطية آنذاك حيث ازداد اإلنفاق العام بنسبة ‪% 86‬‬

‫كما تمت زيادة اإلنفاق الرأسمالي بنسبة ‪ 140 %‬وازدادت األجور بشكل كبير‪ .‬ومع تراجع اإليرادات العامة‬

‫ج راء انخف اض أس عار النف ط الخ ام من ذ ع ام ‪ 2014‬ولغاي ة ال وقت الحاض ر فق د اتب ع الع راق سياس ة مالي ة‬

‫انكماشية تمثلت في تخفيف اإلنفاق العام بنسبة ‪ %44.3‬لعام ‪ 2016‬مع تراجع اإلنفاق الجاري ‪ ،‬أما بالنسبة‬

‫للموازن ة العام ة للع راق ( ‪ )2016‬فق د أعدت ه وزارة المالي ة دائ رة الموازن ة العام ة وس ط توقع ات بزي ادة حجم‬

‫الصادرات العراقية من النفط الخام مع افتراض سعر البرميل المصدر ( ‪ ) 60‬د‪/‬ب إلى جانب توقع زيادة في‬

‫حجم اإليرادات المالية من القطاعات األخرى عدا النفط وكانت نسبة مساهمة إيرادات النفط في الموازنة لعام‬

‫‪. )%85( 2015‬‬

‫‪ : 2-3‬الناتج المحلي االجمالي‬

‫إن نسبة مساهمة العوائد النفطية في العوائد العامة للعراق مرتفعة جدا فقد بلغت ( ‪ )%97‬في العام ‪ ، 2008‬ويرجع‬

‫السبب في ذلك إلى تفاقم المشاكل التي تعاني منها القطاعات االقتصادية األخرى‪ ،‬كالقطاع الصناعي والقطاع الزراعي‬

‫وه ذا أدى إلى انخف اض نس بة مس اهمتها في تحقي ق اإلي رادات العام ة ‪،‬كم ا إن ارتف اع ص ادرات الع راق النفطي ة وال تي‬

‫بلغت حوالي ( ‪ ) 1.850‬مليون ب‪ /‬في نفس العام كان له أثر كبير في ارتفاع األهمية النسبية ‪،‬السيما ارتفاع أسعار‬

‫النفط منذ العام ‪ 2004‬التي أدت إلى زيادة العوائد النفطية العراقية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫جدول(‪ )4‬مساهمة حصيلة العوائد العامة غير النفطية خالل المدة (‪)2016-2004‬‬

‫مليون دوالر‬

‫نسبة مساهمة العوائد غيرنسبة مساهمة العوائد النفطية في‬ ‫العوائد غير النفطية‬ ‫ا سنة‬
‫موارد الموازنة العامة‬ ‫النفطية في موارد الموازنة‬
‫العامة‬
‫‪48.80‬‬ ‫‪1.20‬‬ ‫‪39583‬‬ ‫‪2004‬‬

‫‪47.6‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪98722‬‬ ‫‪2005‬‬

‫‪45.3‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪23590‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪45،6‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪45786‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪56،6‬‬ ‫‪5،8‬‬ ‫‪55987‬‬ ‫‪2008‬‬

‫‪67.8‬‬ ‫‪6،3‬‬ ‫‪58976‬‬ ‫‪2009‬‬

‫‪56،4‬‬ ‫‪6،8‬‬ ‫‪59981‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪47،4‬‬ ‫‪7،5‬‬ ‫‪92996‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪47،8‬‬ ‫‪7،9‬‬ ‫‪102759‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪38.3‬‬ ‫‪8،4‬‬ ‫‪97633‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪38،4‬‬ ‫‪8،8‬‬ ‫‪90383‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪39.3‬‬ ‫‪8،9‬‬ ‫‪92678‬‬ ‫‪2016‬‬

‫المصدر‪ ( :‬للسنوات ‪ '-1 ')2016-2004‬وزارة التخطي‪DD‬ط والتع‪DD‬اون االنم‪DD‬ائي‪ ،‬الجه‪DD‬از المرك‪DD‬زي لإلحص‪DD‬اء وتكنلوجي‪DD‬ا‬

‫المعلوم‪DD‬ات‪ ،‬المجموع‪DD‬ة االحص‪DD‬ائية لس‪DD‬نة ‪،2016‬الب‪DD‬اب الث‪DD‬امن‪ ،‬االحص‪DD‬اءات المالي‪DD‬ة‪ ،‬متاح‪DD‬ة على الموق‪DD‬ع‪)2016 (:‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -2‬ص‪DD‬ندوق النق‪DD‬د الع‪DD‬ربي‪ ،‬التقري‪DD‬ر االقتص‪DD‬ادي الع‪DD‬ربي الموح‪DD‬د‪ ،‬اب‪DD‬و ظ‪DD‬بي‪ ،‬االم‪DD‬ارات ‪.354 D :2016 ،‬مت‪DD‬اح على‬

‫الموقع ‪. http://www.amf.org.ae/ar‬‬

‫ومن بيانات الجدول اعاله نستنتج االتي‪:‬‬

‫أ ‪-‬ضعف تأثير مساهمة العوائد غير النفطية في العراق في تمويل الموازنة العامة‪.‬‬

‫ب ‪-‬اعتماد الموازنة بشكل اساس على العوائد النفطية وهي بذلك تعكس حقيقة االقتصاد العراقي كاقتصاد ريعي يعتمد‬

‫على أحادية النفط واختالل الهيكل االنتاجي الذي يعد اهم سمات التخلف االقتصادي ‪.‬‬

‫ت ‪-‬ان نسبة مساهمة العوائد غير النفطية في الموازنة العامة للعراق تعد نسبة منخفضة جدا اذا ما قورنت بكل من‬

‫الدول المتقدمة والنامية‪.‬‬

‫تفعيل مص‪DD‬ادر ال‪DD‬دخل غ‪DD‬ير النفطي‪DD‬ة لمواجه‪DD‬ة مخ‪DD‬اطر واش‪DD‬كاليات انخف‪D‬اض اس‪DD‬عار النف‪D‬ط‪.‬‬
‫الخام في االقتصاد العراقي‪:‬‬
‫أوالً‪ /‬تفعيل مصادر اإليرادات غير النفطية لغرض تمويل الموازنة العراقية‬
‫ضرورة تفعيل مصادر الدخل غير النفطية في تمويل موارد الميزانية العامة في العراق وخاصة الضرائب‪،‬‬

‫فضالً عن تطوير القطاعات اإلنتاجية والخدمية والتطورات المتعلقة بميزانية الدولة‪ .‬فقد شهدت ميزانية العام‬

‫‪2016‬على غ رار الع امين الماض يين‪ ،‬حيث ب دا ت أثير انخف اض أس عار النف ط واض حاً ق در بـ ‪ 326‬ملي ار دين ار‬

‫ع راقي‪ِّ ،‬مول عن طري ق االق تراض المحلي والخ ارجي‪ ،‬وك انت نس بة ال دين كب يره ج داً من الس حب من‬

‫االحتياطات النقدية‪ ،‬والتي شهدت انخفاضا نهاية عام ‪ 2016‬إلى ‪ 8.5%‬من الناتج المحلي اإلجمالي مقارنة بـ‬

‫‪ 2.5%‬في ع ام ‪ 2015‬ونتيج ة للعج ز الم الي ال ذي فرض ه انخف اض أس عار النف ط‪ ،‬ق امت الحكوم ة العراقي ة‬

‫بتطبيق عدة إجراءات تقشفية‪ ،‬كان أهمها إلغاء عدد من المكافآت للموظفين الحكوميين‪ ،‬إضافة إلى إلغاء منح‬

‫العديد من المخصصات ‪،‬كما خفضت رواتب الموظفين من ذوي الدرجات األولى والثانية بنسبة ‪، 2%‬وكذلك‬

‫تخفيض رواتب الم وظفين بنس بة ‪ %3‬على ال راتب االس مي وذل ك لغ رض تموي ل رواتب الحش د الش عبي‬

‫والن ازحين ‪.‬إال أن ه ك ان من المف اجئ أن يتم زي ادة ه ذه النس بة لتص ل إلى ‪ %3،4‬لع ام ‪ 2017‬وأيض ا بحج ة‬

‫الحش د الش عبي وه ذه اإلج راءات على الم وظفين فق ط دون إن تش مل الم وظفين الكب ار من رئيس الجمهوري ة‬

‫‪18‬‬
‫ولغاية أعضاء مجلس المحافظة وإ نما االستقطاع على الموظفين في دوائر الدولة كافة دون أن يشمل الحكومة‪.‬‬

‫وقد صاحب سياسات التقشف المالي إقرار عدد من مسئولي الحكومة بوجود خلل في سياسات اإلنفاق العام‬

‫الس ابقة‪ ،‬وه در هائ ل ومش اريع ض خمة ذات عوائ د مح دودة‪ .‬إال أن ه ذه االعتراف ات الخجول ة لم تتط رق‬

‫بص راحة لمس ائل الفس اد الم الي وع دم وج ود جه از غ ير تنفي ذي يختص بالرقاب ة على المالي ة العام ة لمنظم ة‬

‫الشفافية الدولية فقد حققت العراق تقدما ووفقا لمقياس تصورات الفساد‪ ،‬ففي عام ‪ 2014‬حصل العراق على‬

‫درج ة ‪ 49‬من ‪، 100‬وارتفعت إلى ‪ 52‬في ع ام ‪ . 2015‬أم ا من جه ة مقي اس الرش وة‪ ،‬ال ذي يقيس احتمالي ة‬

‫دفع الشركات والمؤسسات الخاصة لرشاوى خالل فترة نشاطها في بلد معين‪ ،‬فقد نال العراق درجة ‪ 3.7‬من‬

‫‪ ،10‬األمر الذي يشير لتفشي ظاهرة دفع الرشاوى‪ ،‬وفيما يلي أهم الجوانب التي يجب تفعيلها لغرض تمويل‬

‫الموازنة العراقية من مصادر غير النفط ومنها تفعيل دور الضرائب في المرحلة الراهنة تحتل عملية تفعيل‬

‫دور الض رائب في الع راق المهم ة االولى وله ا االس بقية في تفعي ل مص ادر ال دخل غ ير النفطي ة ل دعم اع داد‬

‫الموازنة العامة وتنويع مصادر مواردها‪ .‬وان هذا القطاع هو الذي يولد االيرادات الضريبية والتي تتألف من‬

‫عشرة اشكال وهي كاالتي‪:‬‬

‫‪ -‬رسم اعادة اعمار العراق‬

‫‪ -‬ضريبة دخل الشركات‬

‫‪ -‬ضريبة دخل الموظفين(‪– )max‬‬

‫‪ -‬ضريبة الماكس‬

‫‪ -‬دخل الفوائد‬

‫‪ -‬ضريبة ايرادات الشركات والمؤسسات العامة‬

‫‪ -‬اجور الخدمات‬

‫‪ -‬مساهمة االستقطاعات التقاعدية‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬الضرائب والرسوم‬

‫‪ -‬ضريبة دخل االفراد‬

‫ومن خالل واقع الموازنة العامة ومدى مساهمة االيرادات الضريبية نرى ان الضرائب في العراق قد تميزت بضعف‬

‫تأثيرها في تمويل الموازنة العامة وذلك يمكن ان يعزى الى االسباب االتية‪:‬‬

‫أ ‪ -‬ان النظام الضريبي الحالي للعراق قد صمم القتصاد وطني داخلي كان مسيطر عليه مركزيا‪.‬‬

‫ب ‪-‬أن النظام الضريبي وقوانينه اي التشريع الضريبي لم يحظ باي اهتمام في المجتمع او مؤسسات الدولة العراقية‪.‬‬

‫ت ‪-‬أفتقار القوانين المالية التي ترسم االدارة الضريبية الى تشريعات لمتطلبات االلتزام بالقانون بشكل واضح‪.‬‬

‫ث ‪-‬تعقيد االجراءت التي تصاحب عملية التحاسب الضريبي‬

‫ج ‪-‬عزوف المكلفين بدفع الضرائب ومحاولة التهرب من دفها‪.‬‬

‫ح ‪-‬ضعف الوعي الضريبي لدى افراد المجتمع تجاه فهم دور الضريبة في تحقيق االهداف االقتصادية و االجتماعية‪.‬‬

‫ان ما ذكر من اسباب أدى الى ان تكون نسبة حصيلة مساهمة الضرائب ضعيفة جدا في اعداد الموازنة العامة للعراق‬

‫‪،‬ولمعالجة ذلك البد من تحقيق المتطلبات االتية‪:‬‬

‫أ ‪ -‬ضرورة قيام الحكومة العراقية بإصالحات حقيقية في النظام الضريبي والنهوض به للمستوى الذي يحقق االهداف‬

‫المطلوبة منه وفي مقدمتها الهدف التمويلي للموازنة العامة‪.‬‬

‫ب‪ -‬تفعيل دور الضرائب كمصدر غير نفطي في تمويل الموازنة العامة للدولة‪.‬‬

‫ت ‪-‬القيام بإصالحات جذرية و جدية في النظام الضريبي من خالل اعادة النظر في قوانين الضرائب‪.‬‬

‫ث ‪-‬ادخال أوعية جديدة ضمن الهيكل الضريبي‪.‬‬

‫ج ‪-‬رف ع مس توى ال وعي الض ريبي وترس يخ ك ون الض ريبية اداة مالي ة واقتص ادية واجتماعي ة مهم ة في ذهن الم واطن‬

‫وثقافته‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ح ‪-‬االنفتاح على تجارب االنظمة الضريبية للدول المتقدمة والنامية واالفادة منها في مجاالت العمل الممكنة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬تفعيل دور القطاعات االنتاجية والخدمية‪:‬‬

‫ان في العراق كل االمكانات التي يمكن ان تساهم في دفع وتعجيل تحقيق هذا الهدف‪ .‬حيث يحظى العراق بثروات‬

‫كب يرة وم واد أولي ة من الن ادر وجوده ا وتوفره ا في دول ة ذات مس احة مقارب ة لمس احة الع راق‪،‬الى ج انب التن وع‬

‫الجغرافي (التضاريسي والمناخي) وجميعها تشكل المستلزمات الالزمة لتنمية هذه القطاعات وتنقلها من دورها المحدد‬

‫والض يق جدا الى نسبة ديناميكية تنم و بشكل مستمر وفيما ي أتي تحديد تلك اإلمكانيات مثل الموارد الطبيعية وتشمل‬

‫ال ثروة الهيدرروكاربوني ة (النف ط والغ از الط بيعي الح ر والمص احب) وال ثروة المعدني ة والزراع ة والم وارد المائي ة‬

‫والموارد البشرية‪.‬‬

‫ثالثاً‪ /‬التداعيات االقتصادية لتذبذب أسعار النفط على الموازنة العامة في االقتصاد‬

‫العراقي‬

‫هنالك تأثيرات كبيرة رافقت هبوط أسعار النفط العالمية وإ مكانية زيادة التراجع في أسعار النفط عالميا‪ ،‬وهو‬

‫م ا يمكن أن ي ؤدي إلى أرب اك الموازن ة وال تي تع اني كث يراً من تذب ذب أس عار النف ط فض الً عن األوض اع‬

‫األمني ة الغ ير مس تقرة في البالد س وف ي ؤدي إلى ت أثيرات س لبية على األوض اع االقتص ادية في البالد‪ ،‬وان‬

‫عوائ د النف ط الحقيقي ة وس ط االنخف اض في األس عار اق ل بكث ير من التوقع ات الرس مية في الع راق‪ ،‬األم ر ال ذي‬

‫سيؤدي إلى زيادة العجز في الموازنة‪ ،‬وبالتالي االضطرار إلى البحث عن حلول سريعة والزمة ومنها تقليص‬

‫مجموع النفقات االستثمارية والتشغيلية‪ ،‬أو االقتراض‪ ،‬وكما حدث إبان األزمة المالية العالمية في العام ‪2008‬‬

‫(كاظم ‪.)98: 2009 ،‬‬

‫أن االنخفاض في أسعار النفط العالمية سيقودنا إلى حرب األسعار للمحافظة على الحصة النفطية مع الدول‬

‫الخليجية‪ ،‬وان هبوط النفط العراقي بقيمة دوالر واحد سوف يكلف العراق خسارة مليار دوالر من العوائد‪ .‬أن‬

‫الهب وط الس ريع ألس عار النف ط العالمي ة ل ه آث ار س لبية على االقتص اد‪،‬حيث إن س عر النف ط ي تراوح بين (‬

‫‪21‬‬
‫‪)65،6‬دوالر‪/‬برمي ل وه و س عر متذب ذب في حين إن تس عيرة النف ط الع راقي تبل غ(‪)62،60‬دوالر‪/‬برمي ل ك ون‬

‫كثافة النفط العراقي من (‪ )34-27‬وهذا سبب الفارق في األسعار والمقدر بـ (‪)2،8‬دوالر‪.‬‬

‫ويمكن توضيح النسب بين العوائد من النفط ومبالغ إقرار الموازنة العامة للبالد لعام ‪ 2016‬وكما يلي ‪:‬‬

‫بما إن سعر النفط العراقي الرسمي (‪: )42.10‬‬

‫حجم العوائد = التصدير ( عدد البراميل× ايام السنة) × سعر النفط‬

‫‪42،10 ×  365 ×     3     =                 ‬‬

‫‪ 46،099،5   =                 ‬مليار دوالر في السنة‬

‫يط رح من المبل غ حص ة إقليم كردس تان البالغ ة (‪ )%17‬من الموازن ة العام ة وذل ك بع د ط رح المص روفات‬

‫السيادية التي تساوي (‪ )11‬مليار وهنالك مبلغ مقداره (مليار) دوالر يستقطع لقوات البيشمركة يصبح الناتج (‬

‫‪ )12‬ملي ار دوالر حص ة اإلقليم‪ ،‬وهي ب ذلك تع ادل نس بة (‪ )18،5‬من الميزاني ة ‪،‬م ع العلم ان النفق ات الس يادية‬

‫تساوي (‪)%25_23‬‬

‫وحص ة ش ركات النف ط األجنبي ة تخمن بم ا ال يق ل عن (‪ )600‬إل ف برمي ل من حص ة اإلنت اج ‪ ،‬وتع ادل مبل غ‬

‫قدره‪...‬‬

‫‪ 9،219،900 = 42،10 × 365× 600‬مليار دوالر تدفع للشركات نقداً أو نفط خام‪.‬‬

‫وبهذا فان صافي اإليرادات النفطية سيكون كاألتي‪:‬‬

‫= اإليرادات – حصة اإلقليم – حصة الشركات األجنبية العاملة‬

‫= ‪ 39،77 = 12،94 – 12 – 64،71‬ملي ار دين ار ص افي اإلي رادات‪ ،‬وإ ذا م ا تم مقارن ة ه ذا المبل غ‬

‫باإليرادات النفطية عام (‪ )2013‬والبالغة (‪ )118،3‬مليار فان العجز واضح وكبير‪.‬‬

‫إذا ما تم إضافة النفقات التشغيلية البالغة (‪ 71 = )%60‬مليار دوالر‬

‫‪22‬‬
‫النفق ـ ـ ـ ــات الرأسماليـ ـ ـ ـ ـ ــة البالغة (‪ 47 = )%40‬مليار دوالر‬

‫حصة قط ـ ـ ــاع األمن والدف ـ ـ ـ ــاع (‪ 32 = )%27‬مليون دوالر‬

‫حصة قطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاع الطاقـ ـ ـ ـ ـ ــة (‪ 25 = )%21‬مليون دوالر‬

‫وهذا سبب المخاوف الن المعادلة صعبة جداً وتتطلب من الجميع إيجاد حلول سريعة لمعالجة األزمة المالية‬

‫المرتقبة من خالل ترشيد اإلنفاق بشكل كبير للخروج من األزمة الحالية‪.‬‬

‫إن الهب وط الس ريع باألس عار س يدفع بالش ركات النفطي ة العامل ة للمطالب ة بمس تحقاتها المالي ة‪ ،‬وس حب جمي ع‬

‫مستحقاتها وعلى رأس الشركات التي لها مستحقات في العراق شركة ( لوكويل الروسية) وتلك المستحقات بما‬

‫يعادل مبلغ (‪ )20‬مليار‪ .‬‬

‫إن انخفاض أسعار النفط في األسواق العالمية سيؤثر تأثيرا كبيرا على تمويل الموازنة‪ ،‬وسيحدث إرباكا كبيرا‬

‫في عمل جميع الوزارات والمحافظات خاصة في تنفيذ المشاريع وفترات اإلنجاز لها‪.‬‬

‫وأن التخصيصات المثبتة في ميزانية العام ‪ 2016‬البالغة ‪ 174.6‬تريليون دينار لم تكفي لتغطية المشاريع‪،‬‬

‫ولم تستطيع الوزارات والمؤسسات ومجالس المحافظات إكمال تمويلها وتغطية الفروقات الناتجة عن انخفاض‬

‫سعر النفط‪ ،‬مما أدي إلى تراجع عجلة االستثمار في البالد عموماً‪.‬‬

‫وهن اك توقع ات اقتص ادية كث يرة تش ير إلى ع دم ق درة الحكوم ة العراقي ة على تموي ل مش اريعها أو الوف اء‬

‫بالتزاماته ا في غض ون األع وام الثالث ة المقبل ة‪ ،‬بس بب ع دم الق درة على توف ير مص ادر دخ ل أخ رى لتموي ل‬

‫الموازنة مع زيادة في نسبة اإلنفاق الحكومي تبلغ ‪ %75‬مقابل اإلنفاق االستثماري‪.‬‬

‫إن انخف اض أس عار النف ط دون السعر الذي أعدت ب ه الموازن ة س يزيد العجز‪ ،‬مم ا ينعكس سلبا على اقتص اد‬

‫البالد بش كل ع ام‪ ،‬وأن الع راق لم يس تفد من ارتف اع أس عار النف ط في الس نوات الماض ية في تط وير القطاع ات‬

‫اإلنتاجية وتنويع اإليرادات‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫لذا يجب االهتمام بالقطاع الزراعي لتحقيق االكتفاء الذاتي‪ ،‬ألن مقومات النجاح متوفرة له من أرض خصبة‬

‫ووجود نهري دجلة والفرات وتوفر األيدي العاملة‪.‬‬

‫أن التخوف من انخفاض ايرادات النفط تأتي نتيجة اعتماد العراق على ايرادات النفط بنسبة (‪ )%93‬في دعم‬

‫االقتصاد وتمويل المشاريع والموازنات المالية‪ ،‬وعلى الحكومة الحالية البحث عن الحلول الكفيلة بإيجاد بدائل‬

‫للموارد المالية كاالعتماد على الزراعة والصناعة الوطنية وتنشيط قطاعات السياحة واالستثمار‪ ،‬والترشيد في‬

‫الرواتب الخيالية التي يتقاضها المسؤولين العراقيين ‪.‬‬

‫في ميزانية العام ‪ ،2016‬لم يتم إعداد الموازنة بشكل صحيح وبالشكل الذي يساهم بتطوير القطاعات اإلنتاجي ة‬

‫األخرى ‪،‬ان تخوف صندوق النقد الدولي من تأثر أسعار النفط لن يحدث خالل العام ‪ ،2016‬ألن المؤشرات‬

‫تؤكد على أن االقتصاد العالمي في تعاف من الركود وبعض االقتصاديات سيتجاوز النمو فيها ‪ .%2.5‬حيث‬

‫بلغت موازنة العراق لعام ‪ 140 2016‬مليار دوالر وبمستوى إنتاج ‪ 3.4‬مليون برميل يوميا أن هناك عجزا‬

‫في الموازنة بلغ ‪ 23‬تريليون دينار وهي نسبة كبيرة ‪ ،‬وحسبت على أساس تقديرات بأن يكون سعر برميل‬

‫النفط ‪ 65‬دوالرا‪ ،‬وهو أقل من التوقعات العالمية‪ ،‬وذلك من أجل تجنب هبوط األسعار المفاجئ‪ .‬وأن العراق‬

‫بحاج ة إلى زي ادة إيرادات ه من خالل االهتم ام بالقط اع النفطي على حس اب القطاع ات اإلنتاجي ة األخ رى ويتم‬

‫ذلك بإقامة جوالت تراخيص النفط‪.‬‬

‫أن قطاعي الزراعة والصناعة يساهمان في الناتج المحلي اإلجمالي وال يساهمان في إعداد الموازنة مباشرة‪،‬‬

‫وأن زيادة الفعاليات االقتصادية وتنويع االقتصاد ستزيد إيرادات الموازنة من خالل الرسوم والضرائب‪ ،‬وأن‬

‫االختالل الهيكلي في االقتصاد العراقي سيبقى كما هو عليه وذلك الن الحكومة العراقية منذ سنين عدة تعد‬

‫الموازنة بطريقة غير صحيحة‪ ،‬ألن النفقات التشغيلية وصلت إلى أكثر من ‪ %75‬منها‪ ،‬وهذه كارثة كبيرة‪،‬‬

‫ألن أموال العراق تذهب على شكل رواتب‪ ،‬بينما النفقات االستثمارية التي تبني االقتصاد العراقي من خالل‬

‫تط وير القطاع ات اإلنتاجي ة قليل ة ج دا ‪،‬ك ذلك يجب االهتم ام بالقط اع ال زراعي لتحقي ق االكتف اء ال ذاتي‪ ،‬ألن‬

‫مقومات النجاح متوفرة له من أرض خصبة ووجود نهري دجلة والفرات وتوفر األيادي العاملة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫وذل ك الن انخف اض أس عار النف ط في األس واق العالمي ة س يؤثر ت أثيرا كب يرا على تموي ل الموازن ة‪ ،‬وس يحدث‬

‫إرباك ا كب يرا في عم ل جمي ع ال وزارات والمحافظ ات خاص ة في تنفي ذ المش اريع وف ترات اإلنج از له ا‪ ،‬وان‬

‫ميزانية العام ‪ 2016‬التي بلغت تخصيصاتها ‪ 174.6‬تريليون دينار لن تكفي لتغطية المشاريع‪ ،‬لذا لن تستطيع‬

‫الوزارات والمؤسسات ومجالس المحافظات إكمال تمويلها وتغطية الفروقات الناتجة عن انخفاض سعر النفط‪،‬‬

‫مما سيؤدي إلى تراجع عجلة االستثمار في البالد عموما‪.‬‬

‫وهن اك توقع ات اقتص ادية كث يرة تش ير إلى ع دم ق درة الحكوم ة العراقي ة على تموي ل مش اريعها أو الوف اء‬

‫بالتزاماته ا في غض ون األع وام الثالث ة المقبل ة‪ ،‬بس بب ع دم الق درة على توف ير مص ادر دخ ل أخ رى لتموي ل‬

‫الموازنة مع زيادة في نسبة اإلنفاق الحكومي تبلغ ‪ %75‬مقابل اإلنفاق االستثماري‪.‬‬

‫أن العراق يحتاج الى إنفاق نحو تريليون دوالر في السنوات العشر المقبلة لتطوير قطاعه النفطي وعدد من‬

‫المش اريع االس تراتيجية‪ ،‬أهمه ا اإلس كان والص ناعة‪ ،‬ولكن ه ذا ال رقم الفلكي يب دو بعي د المن ال‪ ،‬خاص ة في ظ ل‬

‫الظروف الصعبة الستقطاب االستثمارات األجنبية وعدم مرونة النظام االقتصادي وتخلف البيئة المصرفية في‬

‫العراق وهيمنة المصارف الحكومية‪.‬‬

‫خاصةً وأن العراق لم ينجح بتقليص نفقاته الحكومية‪ ،‬وإ صالح نظامه االقتصادي ومؤسساته التي تعاني من‬

‫ال روتين والبيروقراطي ة والفس اد الم الي واإلداري وتنوي ع مص ادر ال دخل‪ ،‬وإ يج اد حل ول س ريعة لتوف ير األمن‬

‫واالستقرار‪ ،‬فإن ذلك قد يضغط مستقبال لتشكيل أقاليم جديدة تعلن انفصالها عن المركز‪ ،‬وهذا ما ال نتمناه ألنه‬

‫سيساهم في تقسيم العراق ويضعفه‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫المحور الثالث‬
‫جدول (‪)5‬‬
‫أهمية اإليرادات النفطية في الموازنة العامة للعراق للمدة (‪)2020 – 2004‬‬
‫اإليرادات النفطية (مليون دينار)‬ ‫اإليرادات العامة (مليون دينار)‬ ‫السنوات‬

‫‪32,627,203‬‬ ‫‪32982739‬‬ ‫‪2004‬‬


‫‪39,480,069‬‬ ‫‪40502890‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪46,534,310‬‬ ‫‪49055545‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪51,701,300‬‬ ‫‪54599451‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪79.1316752‬‬ ‫‪80252182‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪516719059‬‬ ‫‪55209353‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪66819670‬‬ ‫‪70178223‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪98090214‬‬ ‫‪108807392‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪1165974076‬‬ ‫‪119817224‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪110677542‬‬ ‫‪113840076‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪97072410‬‬ ‫‪105386623‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪51312621‬‬ ‫‪66470252‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪44267000‬‬ ‫‪54409269‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪65071900‬‬ ‫‪77422172‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪95619800‬‬ ‫‪106569834‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪93741110400‬‬ ‫‪105599989870‬‬ ‫‪2019‬‬
‫‪58227094042‬‬ ‫‪67425220454‬‬ ‫‪2020‬‬

‫‪26‬‬
‫جدول رقم (‪ )6‬بيانات عن الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الجارية‬

‫الناتج المحلي االجمالي (مليون دينار)‬ ‫السنوات‬


‫‪53235358‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪73533598‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪95587954‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪111455813‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪157026061‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪130643200‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪162064565‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪217327107‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪254225490‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪273587529‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪266420384‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪199715699‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪203836832‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪225995179‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪245378241‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪266190232‬‬ ‫‪2019‬‬
‫‪19887478‬‬ ‫‪2020‬‬

‫‪27‬‬
2020-2004 ‫ سعر برميل النفط العراقي (اسعار اوبك) للمدة‬:)7( ‫جدول‬

)‫سعر البرميل (دوالر اميركي‬ ‫السنوات‬

31.38 2004
45.66 2005
54.20 2006
66.36 2007
87.93 2008
59.40 2009
75.65 2010
105.05 2011
106.01 2012
102.26 2013
91.63 2014
44.73 2015
36.10 2016
49.31 2017
65.60 2018
62.8 2019
38.4 2020

Sources: International Energy Agency (IEA), 2020, OPEC Organization, Data and
.Statistics, Vienna, Austria

28
‫استنتاجات‬
‫إن‪ 2‬ال‪2‬تح‪2‬دي‪ 2‬ا‪2‬لحقيق‪2‬ي الن‪2‬اجم عن‪ 2‬ا‪2‬نخفاض‪ 2‬أس‪2‬عار‪ 2‬ال‪2‬نف‪22‬ط يك‪2‬من‪ 2‬في‪ 2‬م‪2‬نطق‪22‬ة ال‪2‬ت‪2‬و‪2‬ازن‪ 2‬ا‪2‬لص‪2‬ع‪2‬بة‪ 2‬في‪2‬م‪2‬ا‪ 2‬ب‪2‬ين‪ 2‬ال‪22‬دخ‪2‬ل غ‪2‬ي‪2‬ر‬
‫الن‪2‬فطي‪ 2‬و‪2‬مت‪2‬طل‪2‬بات‪ 2‬ا‪2‬إل‪2‬نفاق‪ 2‬ع‪2‬لى هذ‪2‬ا‪ 2‬ال‪2‬دخ‪2‬ل‪ 2،‬وفي‪ 2‬ظروف‪ 2‬غ‪2‬ياب‪ 2‬أي‪ 2‬ن‪2‬ظام‪ 2‬ا‪2‬أل‪2‬دو‪2‬ات ال ‪2‬د‪2‬ين‪ 2‬ال‪2‬ع‪22‬ام‪ 2‬أ‪2‬و الض‪22‬رائ‪2‬ب أو‬
‫تس‪2‬عي‪2‬ر‪ 2‬م‪2‬ناسب‪ 2‬ل‪2‬لخد‪2‬مات‪ 2‬ا‪2‬لعا‪2‬م‪22‬ة‪ 2،‬ف‪2‬إ‪2‬ن‪ 2‬ا‪2‬إلس‪2‬ت‪2‬هال‪2‬ك‪ 2‬الخ‪22‬اص‪ 2‬وا‪2‬إل‪2‬س‪22‬تث‪2‬ما‪2‬ر سي‪2‬واص‪2‬ال‪2‬ن‪ 2‬إس‪2‬ت‪2‬نز‪2‬اف‪ 2‬ج‪22‬انب‪ 2‬ك‪2‬ب‪22‬ير‪ 2‬من‪2‬‬
‫الن‪2‬ات‪2‬ج‪ 2‬ال‪2‬مح‪2‬لي اإل‪2‬جم‪2‬الي غي‪2‬ر‪ 2‬ال‪2‬نفطي‪ 2،2‬و‪2‬علي‪2‬ه‪ 2‬ن‪2‬ست‪2‬نت‪2‬ج‪ 2‬اال‪2‬م‪2‬ور‪ 2‬ا‪2‬ال‪2‬تي‪2‬ة‪2:‬‬

‫‪ -١‬یعد النفط من المصادر المھمة والرئیسة للطاقة ولھ مس‪22‬اھمة كب‪22‬یرة في تولید الن‪22‬اتج المحلي االجم‪22‬الي لل‪22‬دول‬
‫وخاصة في المدیین القریب والمتوسط وھو من السلع الستراتجیة المھمة وأن أسعاره ال تخض‪22‬ع لعوام‪22‬ل الع‪22‬رض‬
‫والطلب فحسب وانما لعوامل اخرى قد تكون سیاسیة او اجتماعية و غيرها‪.‬‬

‫‪ -٢‬إن االقتص‪2‬اد الع‪2‬راقي اقتص‪2‬اد ريعي يعتم‪22‬د بدرج‪22‬ة عالي‪22‬ة نس‪22‬بيا ً على القط‪2‬اع النفطي فيم‪22‬ا تش‪2‬كل القطاع‪2‬ات‬
‫اإلنتاجي‪2‬ة نس‪22‬با ً ض‪2‬ئيلة في تركيب‪22‬ة الن‪2‬اتج المحلي اإلجم‪22‬الي؛ مم‪22‬ا يجع‪2‬ل االقتص‪2‬اد معرض‪2‬ا للص‪2‬دمات الخارجي‪22‬ة‬
‫الحاصلة من التغيرات في أسعار النفط الخام في األسواق العالمية‪.‬‬

‫‪ -٣‬تأ‪2‬ثر‪ 2‬ال‪2‬نا‪2‬تج‪ 2‬الم‪2‬حلي اإل‪2‬ج‪2‬مالي‪ 2‬ب‪2‬ان‪2‬خف‪22‬اض أس‪2‬ع‪2‬ار الن‪2‬ف‪22‬ط الخ‪22‬ام‪ 2،2‬حي‪2‬ث ش‪22‬كلت‪ 2‬ن‪2‬س‪2‬ب‪2‬ة‪ 2‬م‪2‬س‪22‬اه‪2‬مة‪ 2‬ا‪2‬لنف‪22‬ط الخ‪22‬ام في‪2‬‬
‫تك‪2‬وي‪2‬ن‪ 2‬الن‪2‬ات‪2‬ج‪ 2‬ال‪2‬محلي‪ 2‬ا‪2‬إل‪2‬جما‪2‬لي (‪ 2)%49‬لس‪2‬نة‪ 2،2013 2‬وبا‪2‬لتا‪2‬لي ان‪2‬خفضت نس‪2‬بة‪ 2‬الن‪2‬مو‪ 2‬الس‪22‬نو‪2‬ي في ال‪2‬ن ‪2‬ا‪2‬تج‪ 2‬الم‪2‬حلي‪2‬‬
‫اإل‪2‬جم‪2‬الي‪ 2‬ل‪2‬تصل‪ 2‬إلى‪ )2%1,5 2( 2‬فقط‪ 2‬ل‪2‬نفس الس‪2‬نة‪ 2،2‬و‪2‬هي نس‪2‬بة‪ 2‬من‪2‬خفضة‪ 2‬ق‪2‬ياسا‪ 2‬ب‪2‬الس‪2‬نو‪2‬ات السا‪2‬بقة‪.2‬‬

‫‪ -٤‬تش ‪2‬ك‪2‬ل نس ‪2‬ب‪2‬ة‪ 2‬الص‪22‬اد‪2‬رات‪ 2‬ا‪2‬لنف‪2‬طي ‪2‬ة‪ 2‬ح‪22‬وا‪2‬لي ( ‪ 2)%99‬م‪2‬ن‪ 2‬إج‪2‬م ‪2‬ا‪2‬لي الص ‪2‬ا‪2‬در‪2‬ات‪ ،2‬األ‪2‬م ‪2‬ر‪ 2‬ال ‪2‬ذ‪2‬ي‪ 2‬ي‪2‬عك‪2‬س ان‪2‬هي ‪2‬ا‪2‬ر‬
‫القد‪2‬را‪2‬ت الت‪2‬صد‪2‬ير‪2‬ية‪ 2‬لقطا‪2‬ع الص‪2‬ناع‪2‬ة ال‪2‬تحو‪2‬يل‪2‬ية‪ 2‬والق‪2‬طاع‪ 2‬ا‪2‬لزرا‪2‬عي‪ 2،‬نت‪2‬يج‪2‬ة‪ 2‬ع‪2‬دم‪ 2‬م‪2‬وا‪2‬كب‪2‬ة‪ 2‬ا‪2‬لت‪2‬ط‪22‬ورا‪2‬ت الك‪2‬ب‪2‬ي‪2‬رة‪ 2‬ال‪2‬ت‪2‬ي‬
‫شه‪2‬دت‪2‬ها‪ 2‬القطا‪2‬عات الص‪2‬ناع‪2‬ية‪ 2‬في‪ 2‬ال‪2‬دو‪2‬ل اإل‪2‬ق‪2‬لي‪2‬مي‪2‬ة‪2.‬‬

‫‪ -٥‬ان زیادة اعتماد االقتصاد العراقي والسیما الموازن‪22‬ة العام‪22‬ة على االیرادات النفطیة كمص‪22‬در رئیس لتمویل‬
‫النشاط االقتصادي اضعف دور واھمیة المصادر التمویلیة االخرى والسیما الضرائب ‪ ،‬مما جعل الموازنة العامة‬
‫سریعة التأثر بتقلبات اسعار النفط في السوق الدولیة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -٦‬يت‪2‬ضح‪ 2‬أن‪ 2‬حالة‪ 2‬ا‪2‬لم‪2‬واز‪2‬نة‪ 2‬العا‪2‬مة‪ 2‬في اال‪2‬ق‪2‬تصا‪2‬د‪ 2‬ا‪2‬لع‪2‬راق‪2‬ي مازا‪2‬لت مر‪2‬تب‪2‬طة‪ 2‬بش‪2‬كل‪ 2‬م‪2‬باشر‪ 2‬ب ‪2‬ا‪2‬ال‪2‬ير‪2‬اد‪2‬ات‪ 2‬ال‪2‬نف‪2‬طي ‪2‬ة‪ 2‬و‪2‬‬
‫الت‪2‬ي تح‪2‬دد‪ 2‬ا‪2‬عت‪2‬ما‪2‬دا‪ 2‬على‪ 2‬أس‪2‬عار‪ 2‬ال‪2‬نفط‪ 2‬ال‪2‬عا‪2‬لم‪2‬ية‪ 2،2‬و‪2‬كم‪2‬ية‪ 2‬ا‪2‬إل‪2‬نت‪2‬اج ال‪2‬محلي‪ 2‬لل‪2‬نف‪2‬ط لذ‪2‬ا فان‪ 2‬ت‪2‬غي‪2‬ر‪ 2‬ف‪2‬ي هذ‪2‬ه ال‪2‬عو‪2‬ام‪2‬ل س‪22‬وف‪2‬‬
‫ين‪2‬عك‪2‬س‪ 2‬مب‪2‬اشرا‪ 2‬ع‪2‬لى الم‪2‬وا‪2‬زن‪2‬ة ال‪2‬عام‪2‬ة‪2.‬‬

‫‪ -٧‬أن العقوب‪22‬ات االقتص‪22‬ادیة والح‪22‬روب العس‪22‬كریة ال‪22‬تي مربھا الع‪22‬راق وم‪22‬ا رافقھا من عملیات س‪22‬لب ونھب‬
‫للمنشآت الحیویة وخاصة في الربع االخیر من القرن الماضي وبدایة الق‪22‬رن الح‪22‬الي ‪ ,‬باإلض‪22‬افة الى س‪22‬وء االدارة‬
‫وما اعقبھا من فساد مالي واداري وانكشاف االقتصاد العراقي نح‪2‬وا الع‪22‬الم الخ‪2‬ارجي بس‪22‬بب اعتم‪22‬اده الكب‪22‬یر على‬
‫تصدیر النفط الخام جعل العراق اكثر تأثیرآ بتقلبات االسعار العالمیة مما ینعكس اثره سلبیآ على اقتصاده الوطني‪.‬‬

‫التوصيات‬
‫‪ -١‬العمل على تنويع مصادر الدخل في العراق‪ ،‬وتشجيع القطاعات االقتصادية األخرى؛ لم‪22‬ا يمتلك‪22‬ه الع‪22‬راق من‬
‫موارد طبيعية وبشرية ممكن أن تساعد في تك‪22‬وين الن‪22‬اتج المحلي اإلجم‪22‬الي ولتموي‪22‬ل الموازن‪22‬ة العام‪22‬ة فض‪22‬ال عن‬
‫الشروع بإنشاء بنية تحتية مالئمة لتعزيز القطاعات االقتصادية األخرى‪.‬‬

‫‪ -٢‬اتباع سياسات في المدى المتوسط والطويل لتصحيح االختالل في االقتصاد الع‪22‬راقي وتنوي‪22‬ع مص‪22‬ادر ال‪22‬دخل‬
‫واالنتاج واتباع عملية تنموية مخطط بدقة لها ليساهم بها القطاع الخاص والحكومة والمواطن والمستثمر االجن‪22‬بي‬
‫لتسريع وتائر النمو وخلق فرصا للعمل امام جيش العاطلين من شأنها ان تحسن مستويات المعيشة لفئ‪22‬ة كب‪22‬يرة من‬
‫المواطنين بعيدا عن خط الفقر‪.‬‬

‫‪ -٣‬ینبغي وضع مصلحة العراق فوق كل المصالح لألحزاب والكت‪22‬ل السیاس‪22‬یة والس‪22‬عي ألنھاء الخالف‪22‬ات وس‪22‬ن‬
‫قانون خاص للثروة النفطیة واضحا وص‪2‬ریحا في فق‪2‬رات‪ i‬لغ‪22‬رض اس‪2‬تثمار ھذه ال‪2‬ثروة لكونھا الم‪22‬ورد ال‪2‬رئیس‬
‫لإلیرادات العامة‪.‬‬

‫‪ -٤‬تطویر الصناعات البتروكیمیاویة وتطویر صناعة التكریر وتصدیر المنتجات النفطیة بدال من تصدیر النف‪22‬ط‬
‫الخام ‪ ،‬اذ من غیر المقبول اقتصادیا ان یصدر النف‪22‬ط الخ‪22‬ام دون مع‪22‬الجتھ ص‪22‬ناعیا ‪ ،‬فینبغي تحویل‪22‬ه الى مش‪22‬تقات‬
‫نفطیة وذلك بأنشاء مصافي جدیدة وتطویر البنى التحتیة للمصافي القائمة فنیا وتكنولوجیا‪.‬‬

‫‪ -٥‬ضرورة تبني اصالحات اقتصادیة جذریة لتفادي القلق واالرباك في تنفیذ السیاس‪22‬ات االقتص‪22‬ادیة عن‪22‬د ح‪22‬دوث‬
‫انخفاض اسعار النفط ‪ ،‬تتمحور حول دعم سیاسة تنویع االقتصاد العراقي الذي یعتم‪22‬د وبش‪22‬كل اساس‪22‬ي في ال‪22‬وقت‬
‫الحاضر على االیرادات النفطیة وخلق اقتصاد یتصف بالزیادة التدریجیة في نسبة مساھمة القطاع‪22‬ات االقتص‪22‬ادیة‬
‫االخرى في تكوین الناتج المحلي االجمالي والسیما قطاعات الصناعة والزراعة والسیاحة والخ‪22‬دمات و‪.......‬الخ‪،‬‬
‫التي تشكل مصادر تمویلیة متنوعة للموازنة العامة لجعلھا اكثر امنا واستقرار‪.‬‬

‫‪ -٦‬ينبغي على منتجي النفط كافة تكيف التع‪2‬اون فيم‪22‬ا بينهم من جه‪2‬ة وبين المس‪22‬تهلكين من جه‪22‬ة أخ‪2‬رى من اج‪2‬ل‬
‫استقرار سوق النفط العالمية‪.‬‬

‫‪ -٧‬ضرورة اعتماد سیاسة مالیة تعمل على تنویع ھیكل االیرادات العامة بھدف حمایة االقتصاد والموازنة العامة‬
‫من التقلبات الكبیرة والمفاجئة في االیرادات النفطیة تمھیدا للخ‪2‬روج من النم‪2‬ط ال‪2‬ریعي وتوجیه السیاس‪2‬ة المالیة‬
‫‪30‬‬
‫لزیادة االنفاق االستثماري الموجه لتوسیع الطاقات االنتاجیة والبنى االرتكازیة بما یكف‪2‬ل توف‪2‬یر حاج‪2‬ة الس‪2‬وق من‬
‫المنتجات السلعیة والخدمیة وبما یؤمن مس‪22‬تقبال الحص‪22‬ول على مص‪22‬ادر أخ‪22‬رى لل‪22‬دخل في حال‪22‬ة نض‪22‬وب ال‪22‬ثروة‬
‫النفطیة ‪،‬واعادة ھیكلة االنفاق االستھالكي بما یضمن الترشید والتخصیص االمثل والحد من االنفاق غیر المنتج‪.‬‬

‫‪ -٨‬ضرورة انشاء صندوق سیادي‪ ،‬لتعویض فشل سیاسات الحكومات المتعاقبة في ادارة الفوائض الكب‪22‬یرة ال‪22‬تي‬
‫تحققت نتیجة ارتفاع اسعار النفط والتي كان من الممكن ان تسھم في بناء االقتصاد وتنمیته‪2.‬‬

‫المصادر‬

‫‪ -1‬مؤتمر الطاقة العربي العاشر ‪ ،‬أبو ظبي ‪ ،‬دولة االمارات العربية المتحدة ‪ ، 23 – 21 ،‬كانون األول –‬

‫ديسمبر ‪ ، 2014 ،‬جمهورية العراق ‪ ،‬ص‪. 3‬‬

‫‪ -2‬الهي تي ‪ ،‬احم د حس ين ‪ ، 2000 ،‬اقتص اديات النف ط ‪ ،‬وزارة التعليم الع الي والبحث العلمي ‪ ،‬جامع ة‬

‫الموصل ‪ ،‬ص‪, 324‬‬

‫‪ -3‬الهيتي ‪ ،‬احمد حسين ‪ ، 1994 ،‬مقدمة في اقتصاد النفط ‪ ،‬وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ‪ ،‬جامعة‬

‫الموصل ‪ ،‬ص‪. 40‬‬

‫‪ -4‬الياس ري ‪ ،‬احم د جاس م ‪ ، 2009 ،‬النف ط ومس تقبل التنمي ة في الع راق ‪ ،‬رس الة ماجس تير ‪ ،‬كلي ة اإلدارة‬

‫واالقتصاد ‪ ،‬جامعة الكوفة ‪ ،‬ص‪. 12‬‬

‫‪ -5‬القيسي ‪ ،‬كمال القيسي ‪ ، 2005 ،‬حقائق عن النفط ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ ،‬ص‪. 5‬‬

‫‪ -6‬الزبيدي ‪ ،‬حسن لطيف ‪ ، 2009 ،‬النفط والسياسة النفطية في العراق ‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد ‪ ،‬جامعة‬

‫الكوفة ‪ ،‬ص‪. 23‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -7‬الس ماك ‪ ،‬محم د ازه ر ‪ ، 1980 ،‬اقتص اديات النف ط ‪ ،‬وزارة التعليم الع الي والبحث العلمي ‪ ،‬الطبع ة‬

‫األولى ‪ ،‬ص‪. 147‬‬

‫‪ -8‬المخلفي ‪ ،‬امينة المخلفة ‪ ، 2008 ،‬مدخل الى االقتصاد البترولي (اقتصاد النفط) ‪ ،‬ص‪.4‬‬

‫‪ -9‬الس باهي ‪ ،‬مظه ر منعم ‪ ، 2012 ،‬دلي ل ص ناعة النف ط واثاره ا االقتص ادي في الع راق ‪ ،‬المعه د الع راقي‬

‫لإلصالح االقتصادي ‪ ،‬ص‪.10‬‬

‫‪ -10‬المص در‪(/‬الس نوات ‪ -1 ) 2016-2004‬الجه از المرك زي لإلحص اء وتكنلوجي ا المعلوم ات‪ ، ،‬الب اب‬

‫التاسع ‪،‬إحصاءات النفط والطاقة‪ ،‬متاح على الموق ع ‪http://cosit.gov.iq/ar/2014-01-08-07-55-‬‬

‫‪28/78-aas2013-ar‬‬

‫(س نة ‪ -2 )2016‬ص ندوق النق د الع ربي‪ ،‬التقري ر االقتص ادي الع ربي الموح د‪ ،‬اب و ظ بي‪ ،‬االم ارات ‪،‬‬

‫‪،2016‬ص‪.354‬متاح على الموقع ‪http://www.amf.org.ae/ar‬‬

‫‪ ( -11‬للس نوات ‪ -1 )2016-2004‬وزارة التخطي ط والتع اون االنم ائي‪ ،‬الجه از المرك زي لإلحص اء وتكنلوجي ا‬

‫‪-2‬‬ ‫المعلومات‪ ،‬المجموعة االحصائية لسنة ‪،2016‬الباب الثامن‪ ،‬االحصاءات المالية‪ ،‬متاحة على الموقع‪)2016 (:‬‬

‫ص ندوق النق د الع ربي‪ ،‬التقري ر االقتص ادي الع ربي الموح د‪ ،‬اب و ظ بي‪ ،‬االم ارات ‪.354 :2016 ،‬مت اح على الموق ع‬

‫‪. http://www.amf.org.ae/ar‬‬

‫‪Sources: International Energy Agency (IEA), 2020, OPEC Organization, Data -12‬‬
‫‪.and Statistics, Vienna, Austria‬‬

‫‪32‬‬
33

You might also like