Professional Documents
Culture Documents
2 5244844981897663827
2 5244844981897663827
المقدمة:
يع د النف ط من الم وارد االقتص ادية ال تي له ا أهمي ة كب يرة كون ه س لعة ذات ت أثير مباش ر في ص ياغة المش هد
االقتصادي العراقي ،المتالكه المقومات التي يمكن ان تساعد على التطور والنهوض باالقتصاد كونه يمثل
مصدرا مهما من مصادر العائدات المالية والنقدية لتمويل الميزانية العامة للبلد وتمارس فوائضه دور مهم في
تطوير المستوى التنموي وتحسين األداء االقتصادي لجميع قطاعاته اإلنتاجية والخدمية ،وهذا يؤكد إمكانية
الصناعة النفطية العراقية في التأثير مستقبال في السوق الدولية نظرا المتالكه مخزون مؤكد يقدر ب145.3
ملي ار برمي ل .وعليه ف ان النم و االقتص ادي والتنمية االقتص ادية واالجتماعي ة س ترتبط هيكلي ا بتط ور الصناعة
النفطي ة ،مم ا يق ود إلى نم و مش وه في االقتص اد الع راقي إذا م ا تم ت دارك الموق ف وتنوي ع مص ادر ال دخل في
تتجسد أهمية البحث في استثمار الموارد النفطية بشكل امثل بما يخدم عملية التنمية االقتصادية السيما انه
من الم وارد الناض بة وال تي يمكن له ا ان تحق ق ف وائض مالي ة ق ادرة على تحقي ق تراكم ات رأس مالية ض خمة،
تنعكس في زي ادة الن اتج المحلي اإلجم الي للبل د ،وخصوص ا ان الع راق يحت اج م وارد مالي ة ض خمة إلع ادة
تتجس د مش كلة البحث في ع دم وج ود سياس ات نفطي ة فاعل ة في مج ال اإلنت اج والتص دير ،وع دم تط وير الب نى
التحتي ة النفطي ة مم ا جع ل الص ناعة النفطي ة العراقي ة تت أرجح تحت وط أة األس عار ،ان نف ط الع راق لم يس تثمر
بشكل يخدم عمليات التنمية والنمو االقتصادي بسبب هيمنة السوق العالمية على األسعار وعدم وجود شركات
1
نفطية ذات تكنولوجيا عالية في اإلنتاج والتصدير قادرة على االرتقاء في الصناعة النفطية إلى مصاف الدول
المتقدم ة فض ال عن قص ور السياس ات النفطي ة في تط وير ه ذا الم ورد بش كل امث ل ،ناهي ك عن العملي ات
اإلرهابية التي تستهدف المصافي واألنابيب الناقلة له بشكل مستمر مما ادى الى تعطيل سير اإلنتاج وديمومة
التصدير.
ينطل ق البحث من فرض ية مفاده ا ان تقلب ات اس عار النف ط الخ ام تم ارس دور الس لعية م ع الن اتج المحلي
اإلجمالي.
التعرف على العالقة بين تقلبات أسعار النفط الخام وبعض متغيرات االقتصاد الكلي والناتج المحلي -1
اإلجمالي .
لغ رض اإلحاط ة بموض وع البحث قس م إلى مبح ثين األول تن اول العالق ة بين الن اتج المحلي اإلجم الي
2
المحور االول -:اطار المفاهيمي ألسواق النفط العالمية
النفط 1-1
لقد عرف النفط في العراق منذ وقت مبكر من خالل ظهوره على سطح األرض حيث استخدمه العراقيون القدامى
في البناء وطالء الزوارق ،فضال عن انبثاقه إلى سطح األرض واشتعاله كما في النار األزلية في كرك22وك .أطل22ق
البابليون اسم النفط على القير والذي وجد على شكل كتلة صلبه بجوانب نهر الفرات وعرفوا كيفي22ة االس22تفادة من22ه
في البناء وفي صناعة وسائل النقل المائي وتعبي22د الط2رق .وك2ذلك اس2تخدمه اآلش2وريون في ص2ناعاتهم المختلف2ة
( مؤتمر الطاقة .) 3: 2014 ،يعد العراق واحد من البلدان التي تمتلك العديد من الموارد االقتصادية المهمة ومنها
النف22ط ،اذ يطف22و على بح22يرة من النف22ط الخ22ام تبل22غ احتياطات22ه المؤك22دة أك22ثر من ( )200ملي22ار برمي22ل (الهي22تي ،
)324:2000والنفط يتكون من مكونات هيدروكربونية ذات تركيبات جزئية متنوعة وخواص كيميائي22ة متع22ددة،
والم22ادة النفطي22ة الخ22ام عب22ارة عن س22ائل ثقي22ل اس22ود الل22ون مائ22ل لل22ون االزرق مك22ون من مركب22ات الك22اربون
والهيدروجين ،وتكونت المادة في فترات زمنية طويلة ،ترجح اغلب المصادر إنها ناتجة من تحل22ل م22واد عض22وية
بفع22ل عوام22ل الح22رارة والض22غط في ب22اطن األرض (.الهي22تي )40: 1994 ،وفي ع22ام 1925حص22لت الش22ركة
التركية على حق االمتياز في البحث والتنقيب في جميع أنحاء العراق باستثناء محافظة البصرة مقاب22ل ( )4ش22لنات
من الذهب لكل طن من النفط الخام وفي عام 1927تم اكتشاف حقول (باب22ا كرك22ر) ش22مال مدين22ة كرك22وك ،لكن لم
يباشر بإنتاج النفط بشكل تجاري إال عام ( )1934بعد حصول االتفاق على مد خط أنبوب(كركوك -حيفا) وخ22ط
انبوب(كرك2وك – ط2رابلس) (الياس2ري ، )12 2: 2007 ،وتم التوس2ع الت2دريجي لش2ركة النف2ط التركي2ة باتج2اه
اكتشاف حقل نفط الزبير عام 1947وبعده حقل الرميلة العمالق في جنوب العراق عام 1954وال22ذي يع22بر عن
نهاية العمليات االستكشافية الفعلية لهذه الشركة .ويرى الباحث تلك بداية مهمة لتعافي االقتصاد العراقي وب22روزه
على الساحة الدولية واإلقليمية ،لكن بالمقابل بدأت رحلة طويلة لهذا البل22د من الص22راع م22ع الش22ركات االحتكاري22ة
التي تحاول ان تس22يطر على إنت22اج نفط22ه وتس22ويقه والتفك22ير بالس22يطرة علي22ه لكي يل22بي حاج22ة الماكن22ة الص22ناعية
الغربية وبأقل األسعار .مخلفة الصناعة النفطية بجمي22ع مراحله22ا وخاص22ة في الع22راق و منطق22ة الش22رق األوس22ط.
وبعد عام 1958طالبت الحكومة العراقية بضرورة تعديل حقوق االمتياز والحصول على جزء من حقوق العراق
النفطية التي تتعلق في احتساب كلفة اإلنتاج واألسعار والمشاركة في رأس المال وزيادة حصة العراق من العوائد
النفطي22ة ،لكن إص22رار الش22ركات على تجاه22ل حق22وق الع22راق دف22ع بالحكوم22ة إلى إص22دار ق22انون ( )80في ع22ام
1961ال22ذي نص على اس22ترجاع األراض22ي غ22ير المس22تثمر فعال وال22تي تش22كل%99،5من مجم22وع األراض22ي
االمتيازات النفطية التابعة للشركات األجنبية .الس22يما ان طبيع22ة النف22ط وظ22روف اس22تخراجه وتس22ويقه واس22تغالله
تفرض على البلدان المنتج22ة للنف2ط باألخ2ذ بمب2دأ 2س2يادة الدول2ة في إدارة موارده22ا الطبيعي22ة والت22دخل المباش22ر في
أنشطة القطاع النفطي كافة من خالل امتالك القرارات الرئيسة والمهمة في الجوانب الفني22ة واالقتص22ادية والمالي22ة
3
لإلنتاج ،باإلضافة إلى ذلك ان أسعار النفط االسمية السائدة ال تعكس القيمة الحقيقية له بس22بب ان الس22وق الع22المي
يستبعد من حساباته كلفة استنزاف االحتياطي وتآكل القوة الشرائية لوحدة القياس(برميل نف22ط)(.القيس2ي : 2005،
)5وبعد سبعينيات الق2رن الماض2ي ش2هدت الص2ناعة النفطي2ة في الع2راق تط2ورات ملحوظ2ة في مج2ال تط2وير
الحقول وزيادة الطاقة اإلنتاجية و مد خطوط األنابيب سواء للتصدير أو النق22ل ال22داخلي للمش22تقات النفطي22ة والغ22از
السائل ،إضافة إلى موانئ التصدير والتصفية والخزن للمشتقات النفطية وصناعة الغاز( .الزبيدي )23 : 2009 ،
هناك عوامل عدة لها أهمية كبيرة في التأثير على العرض العالمي النفطي تتجسد في مس22توى أس22عار النف22ط
وأسعار بدائل الطاقة ،ومستوى الخزين في ال22دول المس22تهلكة ،ك22ذلك يت22أثر ع22رض النف22ط بمس22توى التق22دم العلمي
والتكنولوجي فضال عن حاجة الدول المستهلكة للنفط المحلي وحاجاتها النقدية ،وتش22ير التق2ارير ان ع2رض النف2ط
ينم22و باس22تمرار ويش22كل متزاي22د بس22بب حاج22ة الع22الم الك22برى ل22ه خاص22ة في تش22غيل اآلالت الص22ناعية والمك22ائن
والمعدات الحديثة وتشغيل اآلالت العسكرية ناهيك إن عرض النفط يتأثر باألزمات االقتصادية العالمية والحروب
الدولية التي تؤثر على خطوط التصدير .وتشير التوقعات المستقبلية لعرض النفط حس2ب أوب2ك لع2ام 2030نح2و
43.6مليون برميل بينما تقديرات إدارة الطاقة األمريكية نحو 49،3مليون برمي22ل ،ك2ذلك نج22د إن ع22رض النف2ط
في مجموعة منظمة التنمية والتعاون(( OECDمستقرا بحدود 22 2-21ملي22ون برمي22ل للم22دة .2013 2-2012
وهذا يشير بوضوح إلى استقرارية النمو والتنمية في هذه البلدان فضال عن استقرار سياسات االقتصاد الكلي فيه22ا
وزيادة اإلنتاجية مقترنة بتحسين النوعية لتالفي انخفاض اإلنتاجية مستقبال ،بالمقابل نج2د الزي2ادة الكب2يرة في نم2و
المعروض النفطي من غير بلدان أوبك ،مما يعني ضمنا وجود تحديات كبيره وخطيرة للصناعة النفطي22ة العراقي22ة
خاصة ولمنظمة األوبك عامة ،وهذا في ح22د ذات22ه يع22ني وج22ود منافس22ة قوي22ة وحاج22ة في االس22تحواذ على الس22وق
لصالح البلدان خارج منظمة أوبك ،مما يضيف عبا جديد على الصناعة النفطية العراقية ،اذ البد من تنويع القاعدة
اإلنتاجية لالقتصاد العراقي واالستفادة من موارد الطاقة البديلة اذ يعد العراق أفضل بلد عالميا من الناحي22ة البيئي22ة
للم22وارد المتج22ددة(الطاق22ة الشمس22ية ،اله22واء ..)....،وتتوق22ع منظم22ة األوب22ك ان عرض22ها للنف22ط س22وف ي22زداد في
المستقبل .اذ تشير هذه التقديرات الى ان ع2رض النف2ط س22وف ي22زداد من 32.3ملي22ون برمي22ل في ع22ام 2015إلى
35.5مليون برميل في عام 2020ويستمر في الزيادة إلى 43.6مليون برميل في عام 2030في حين تتوق22ع إدارة
معلومات الطاقة األمريكي2ة ان ع2رض دول منظم2ة األوب2ك للنف2ط س2وف ي2زداد من 40.9ملي2ون برمي2ل قي ع2ام
2015الى 44.4مليون برميل في عام 2020ويواصل عرض هذه الدول للنفط ارتفاعه حتى يبل22غ 49.3ملي22ون
برميل في عام ( 2030للمزي22د من التوض22يح عن الع22رض الع22المي المتوق22ع للنف22ط خالل الف22ترة()2030 2-2015
انظر الجدول( )2ويشير الجدول السابق الى نسبة مساهمة دول األوبك في الع22رض الع22المي المتوق22ع خالل الم22دة
نفسها إلى ارتفاع هذه المساهمة كما تتوقع منظمة األوب22ك من %25.2في ع22ام 2015الى ،%30.2ام22ا توقع22ات
إدارة معلومات الطاقة األمريكية فتشير إلى ان حصة دول األوبك في العرض العالمي س22وف ترتف22ع من %30.9
4
في عام 2015الى %32،2في عام 2030وهذا يعني ان دول منظمة األوب22ك تحتف22ظ بخ22زين نفطي يع22ادل رب22ع
إلى ثلث االحتياطي العالمي خالل المدة أعاله.
ان تقلبات أسعار النفط الخام س2تترك اث2ار حقیقیة على االقتص2اد والسیاس2ة االنفاقیة لل2دول المص2درة ،ففي حال2ة
استقرار اسعار النفط الدولیة یتطلب من الدول المصدرة للنف22ط ،ب22ذل مزیدا من الجھد الس22تغالل عوائ22د تص22دیر
النفط االستغالل االمثل وذلك بتوجیه ھذه االم22وال نح22و االنش22طة االس22تهالكية واإلنتاجي22ة االك22ثر كف22اءة واالنف22اق
العقالني الرشید كتوجیھ نحو اقام22ة االس22تثمارات ال22تي تحق22ق عوائ22د كب22یرة والس22عي نح22و تنویع مص22ادر ال22دخل
وتطویر القطاعات االقتصادیة االخرى ،وذلك بھدف انھاء حالة االختالل في الھیك22ل االقتص2ادي وتحقیق التنمیة
االقتصادیة.
في عام 2004شھدت اسعار النفط الخام ارتفاعات حادة وقیاسیة لم تشھدھا االس2واق النفطیة من2ذ اكتش2اف النف2ط
فقد بلغ متوسط سعر سلة خامات اوبك ( ) 36.1دوالر للبرمیل وبمع22دل نم22و س22نوي بل22غ ( ) 28 %ویع2زى ھذا
االرتفاع الى زیادة الطلب العالمي على النفط من ( ) 73.2ملیون برمیل یومیا الى ( ) 76.6ملیون برمیل یومیا
وخاصة في الوالیات المتحدة االمریكیة والصین والھند وبعض الدول النامیة كما یع22زى ھذا االرتف22اع في اس22عار
النف22ط الى انخف22اض االم22دادات النفطیة من ( ) 78.9ملیون برمیل یومیا الى ( ) 70.5ملیون برمیل یومیا ,
والعوامل السیاسیة التي شھدتھا بعض الدول المصدرة للنفط منھا عدم اس22تقرار الوض22ع األم22ني في الع22راق ال22ذي
نتج عنھ تزاید في الھجمات والتفجیرات التي تعرضت لھا المنشأة النفطیة العراقیة ،واالزمة السیاسیة في فنزویال
وازمة شركة النفط الروسیة ،فضال عن المشاكل المرتبطة بتكریر النفط الخام ونوعیة المنتجات المكررة ،عالوة
على المضاربة في االسواق اآلجلة للنفط.
لقد سجلت اسعار النفط الخام ارتفاع قیاسي في عام 2005اذ بلغ متوس22ط س22عر س22لة خام22ات ، ،اوب22ك ( ) 50.6
دوالر للبرمیل وبمعدل نمو سنوي ( ) 40.1 %بعد ما كان ( ) 28.1 %في عام 2004مم22ا اوج22د حال22ة من القل22ق
في السوق بسبب المخاوف من اثارھا السلبیة على معدالت النمو االقتصادي العالمي وكان سبب ھذا االرتفاع ھو
زیادة الطلب العالمي على النفط بنسبة ()1.8%التي تفوق نسبة الزیادة في االمدادات النفطیة التي تبلغ (.) 1.4%
استمرت اسعار النفط الخام باالرتفاع الت22دریجي الح22اد اذ بل22غ متوس22ط س22عر خام22ات س22لة اوب22ك ( ،) 61.1دوالر
للبرمیل وبمعدل نمو مرتفع بلغ ( ) 20.7 %و ( ) 13.0 %للعامین ( 2006و )2007على التوالي.
اما في عام 2008شهدت اسواق النفط العالمية تقلبات في اسعار النفط لم يسبق له مثيل ،اذ 2وصلت اسعار
النفط الخام الى مستويات مرتفعة ،اذ 2بلغ متوسط سعر سلة خامات اوبك ( )94.5دوالر 2للبرميل 2وبمعدل نمو2
( )36.7%بعد 2ما كان يبلغ )13.0%( 2في عام .2007
لقد 2سجلت اسعار النفط في 2008/7/11اعلى مستوى لها لتبلغ )147( 2دوالر للبرميل وان سبب هذا 2االرتفاع
يعود 2الى ارتفاع معدل 2النمو 2االقتصادي 2العالمي الذي ادى الى زيادة الطلب العالمي على النفط ،كما أن اوبك
5
لم تنجز الزيادة 2في االنتاج كما كان متوقعا ،وانخفض الخزين 2االستراتيجي في الواليات المتحدة األمريكية 2دون
المستوى الذي كان يتوقعه 2الخبراء ،واعمال العنف 2،وستة 2أنابيب 2هوجمت في المكسيك ، 2مما اكد 2التوقعات
بزيادة المخاطر في جانب العرض 2،و التوترات في شرق تركيا 2وانخفاض قيمة 2الدوالر .اما متوسط سعر
خامات اوبك السنوي فبلغ )61.1( 2دوالر للبرميل بعد 2ما كان يبلغ ( )94.5دوالر 2للبرميل 2في عام 2، 2008
ويعزى ذلك 2بشكل اساس الى االزمة المالية العالمية التي عصفت باالقتصاديات العالمية 2لتشهد أسوء ركود2
عرفته منذ 2ثالثينيات 2القرن المنصرم.
اما في عام 2009انخفضت مستويات اسعار النفط الخام انخفاض كبير 2جدا اذ بدأت االسعار اليومية 2في
االنخفاض لتصل الى ( )32دوالر 2للبرميل 2ويعزى سبب هذ االنخفاض الى انخفاض الطلب العالمي على النفط
إلى مستوى ( )84.8مليون برميل يوميا 2بعد 2ما كان يبلغ )86.1( 2مليون برميل يوميا 2للعام السابق نتيجة
انكماش االقتصاد 2العالمي الى ( )0.6%بعد 2ما كان يبلغ 2معدل 2نموه ( )3%في عام ،2008لكون هناك عالقة
شديدة 2ومترابطة بين معدل 2نمو 2االقتصاد 2العالمي.
لقد 2شه2دت 2اس2عار 2ال2نفط 2ال2عا2لم2ية 2ارتفا2ع 2ك2بي2ر 2و2ملح2وظ اذ 2ارت2ف2ع 2م2تو2س22ط س22عر 2س2ل2ة خام22ات 2ا2وب 2ك 2م2ن ()61.1
دو2ال2ر 2لل2بر2مي2ل 2عام 2009 2ال2ى ( )77.5دو2ال2ر 2لل2بر2مي2ل 2ع22ام 2010 2و2بم2ع2د2ل 2نم2و 2ق22در2ه ( )2.92%وج22اء ه2ذ2ا2
اال2ر2تفاع 2بفع2ل زيا2دة 2الط2لب الع2الم2ي على 2ال2نفط 2ح2يث بل2غ 2م2ست2وی ( )87.3مل2يو2ن 2ب2رم2يل 2ي2وم2يا 2بع2د 2ما 2ك22ان 2ي2بل 2غ2
( )84.3مل2يو2ن 2ب2رم2يل 2ي2وم2يا 2في ال2ع22ام الس2ا2بق 2وا2ن 2الز2ي2ا2دة 2في الطل2ب ج22اءت ن2تي2ج2ة 2ارت2ف22اع 2ا2لن2م2و 2ا2ال2قت2ص2ا2دي2
الع2ال2مي م2ن 2)0.62%( 2عام 2009ال2ى ( )4.5%2عام 2، 2010 2وقد 2ش2هد2ت اس2عار 2ال2نفط 2استق2رار 2نس2بي2ا خال2ل 2هذ2ه2
الس2نة 2و2يع2زى 2ه2ذا 2ا2ال2ست2قرار 2الى 2ع2وا2مل 2م2تع2د2دة 2و2مت2نو2عة 2م2نه2ا ما 2له 2ع2ال2قة 2بأساس2يات 2ال2سوق2. 2
اما عام 2011شهدت أس22عار النف22ط ارتف22اع 2ملح22وظ ووص22ولها إلى مس22تويات قياس22ية غ22ير مس22بوقة 2،اذ بل22غ
متوس22ط س22عر س22لة خام22ات اوب22ك )107.5 ( 2دوالر 2للبرمي22ل مس22جل مع22دل 2نم22و مرتف22ع بل22غ (. 2)38.7%
استمرت أسعار النفط العالمية في االرتفاع عام 2012اذ 2بلغ متوسط سعر س22لة خام22ات اوب 2ك )109.5( 2دوالر2
للبرميل 2وكذلك ارتفاع الطلب العالمي على النفط اذ وصل الى مستوى ( )89.0مليون برمي22ل يومي2ا 2فض22ال عن
زيادة 2اإلمدادات النفطية 2و وصولها إلى مستوى ( )72.8مليون 2برميل يوميا وبمعدل 2نمو.)3.4%( 2
اما في عام 2013انخفض متوس22ط س22عر س22لة خام22ات اوب22ك ووص22وله إلى مس22توى ( )105.9دوالر للبرمي2ل2
وبمعدل 2نمو س22نوي منخفض ( ، )3.2%-إذ ش22هدت س22وق النف22ط حال22ة من االس22تقرار والت22وازن النس22بي ،وق22د
ارتفعت كل من مستويات الطلب على النفط الى ( )90.4مليون برميل يومي22ا و االم22دادات النفطي22ة إلى ()72.9
مليون برميل يوميا 2تتحدد 2مس22تويات اس22عار النف22ط العالمي22ة في الع22ادة على ض22وء جمل22ة من 2العوام22ل المتنوع2ة2
والمتداخل222ة 2وباتجاه222ات متفاوت222ة 2،فمنه222ا م222ا ي222دفع 2باألس222عار نح222و االرتف222اع واخ222رى نح222و االنخف222اض.
اما في عام 2014انخفضت اس22عار النف22ط العالمي2ة 2اذ س22جل س22عر س22لة خام22ات اوب2ك )96.3( 2دوالر 2للبرمي2ل2
وبمعدل 2نمو سنوي ( ،)8.7%-وان هذ االنخفاض جاء في بداية 2النصف الثاني من هذا 2العام.
ثم 2اس2تم2ر اال2ن2خفاض 2الى 2ا2ن بل2غ 2)49.52( 2د2وال2ر 2للب2رم2يل 2عام 2015وب2مع2دل 2و 2س2نوي (2.)48.5%2-
6
في ،2016بلغ فائض معروض النفط أعلى مستوياته منذ أكثر من 10سنوات ،بمتوسط 5ماليين برمي22ل يومي22ا،
فائضة عن حاجة المس2تهلكين .ودفعت اجتماع2ات بين "أوب22ك" ،وأخ2رى بين منتجين مس2تقلين في النص2ف األول
،2016إلى صعود برميل النفط من أدنى مستوياته في 12عاما ،إلى متوسط 38دوالر.
في نهاية النصف األول ،2017بلغ خام برنت 56دوالرا للبرميل ،وصعد إلى حدود 61دوالرا في نهاي22ة الرب22ع
الثالث من ذات العام ،مع إعالن لجنة مراقبة اإلنتاج المؤلفة من أعض22اء في "أوب22ك" ،وآخ22رين مس22تقلين ،تراج22ع
معروض النفط في السوق .ومع مواصلة "أوبك" اجتماعاتها لتحقيق أسعار عادل22ة لك22ل من المنتجين والمس22تقلين،
ظلت أسعار الخام تحوم حول 65دوالرا للبرميل حتى نهاية .2017
وشهدت أسعار برنت تذبذبات عدة ،لكنها بقيت قرب 66دوالرا للبرميل ،حتى مايو /أي22ار ،2018س22جلت بع22دها
ارتفاعات متتالية فوق 70دوالرا للبرميل ،بعد انسحاب الواليات المتحدة من االتفاق النووي مع إيران.
ارتفعت أسعار النفط نحو اثنين بالمئة ،االثنين 2،لتصل إلى مستويات جدي2دة هي األعلى من22ذ بداي2ة ،2019والمس
برنت 69دوالرا للبرميل.
وخالل أكثر من قرن ونصف ،شهدت أسعار النفط انخفاض2ا ً وارتفاع2ا ً نظ2يراً للمتغ2يرات ال2تي م2رت به2ا البل2دان
المنتجة له ،ليكون عام ،2020واح22داً من األع22وام الس22وداء في حي22اة إنت22اج النف22ط ،ال22ذي ش22هد تراجع2ا ً كب22يراً في
أسعاره ،بسبب خالفات سياسية ،وتفشي مرض كورونا المستجد.
تراجعت أسعار النفط بشكل حاد في مطلع تعامالت 9م22ارس ،2020ووص22لت إلى مس22تويات متدني2ة؛ 2بع2د 2فش22ل
"أوبك بلس" في التوصل إلى اتفاق تعميق خفض إنتاج النفط وانسحاب روسيا من التح22الف ،م22ع توقع22ات بهب22وط
حاد آخر .وت22داول خ2ام ب22رنت عن22د مس22تويات 32.5دوالراً ،بع22د تكب22ده خس22ائر بنس22بة .%28.5وانخفض الخ22ام
األمريكي الخفيف بنسبة تجاوزت %30إلى مستوى 28.77دوالراً.
آن اسعار النفط عندما 2ترتف22ع تك22ون 2له22ا تغذي2ة 2عكس22ية 2س22لبية على االس22عار ،ع22بر تخفيض الطلب على النف22ط
باألتجاه نحو البدائل 2،او عندما 2تعمد 2الحكومات الى رفع اسعار المنتجات النفطية 2مم22ا يث22ير توقع22ات تعم22ل على
7
خفض اسعار النفط الخام لكون ارتف22اع 2اس22عار المنتج22ات النفطي22ة ي22ؤدي 2الى تخفيض الطلب عليه22ا كم22ا حص22ل
عندما لجأت الصين 2إلى رفع اسعار الغازولين 2والديزل.
شكل( : )1اسعار النفط للمدة من 1984الى .2020المصدر :تم اعداده من قبل الباحثين باالعتماد على المصدر
وفي عام 2009استمر ارتفاع اإلنفاق الحكومي على الرغم من انخفاض اإليرادات النفطية؛ وذلك نتيجة
لزي ادة مع دالت الص رف على مش اريع القط اع الع ام ،باإلض افة إلى التزام ات اإلنف اق من ب رامج ومب ادرات
حكومي ة ك التوظيف واإلعان ات االجتماعي ة وغ يرة (ال دخيل .)2010 ،أم ا في الف ترة ( )2012-2010فق د
ارتفع اإليراد النفطي ،وانخفض في عامي ( )2014-2013مع استمرار االرتفاع باإلنفاق الحكومي.
شهدت أسعار النفط كثير من التذبذبات والتقلبات نتيجة لعدة أسباب مختلفة قد تكون سياسية وعسكرية ،أو
اقتص ادية وغيره ا .فمن العوام ل السياس ية والعس كرية ،ق د ش هدت ف ترة الس بعينيات والثمانين ات ارتفاع اً في
أس عار النف ط نتيج ة لألح داث السياس ية الخارجي ة .وأيض اً ح دث تقلب ات في أس عار النف ط في الس وق الع المي،
عندما قررت البلدان العربية األعضاء المنتجة للنفط في منظمة أوبك ،استخدام النفط سالحاً ووسيلة للضغط
على الوالي ات المتح دة األمريكي ة وأوروب ا الغربي ة في الح رب العربي ة اإلس رائيلية .وك ذلك توق ف الص ادرات
النفطي ة اإليراني ة أح دثت تقلب ات ألس عار النف ط نتيج ة لث ورة الخمي ني ،وبالت الي ارتفعت أس عار النف ط وبلغت
مستويات عالية تجاوزت الحدود التي بلغتها أثناء غزو العراق إلى الكويت(الجلبي .)23 : 2001 ،باإلضافة
إلى استخدام الواليات المتحدة للنفط كسالح ضد العراق وإ يران وليبيا ،وأيض اً حدوث فجوة زمنية بين التوسع
في القدرة اإلنتاجية ونمو الطلب ،أدى إلى ارتفاع أسعار النفط (خيتاوي .)33: 2010 ،
أما العوامل االقتصادية لها دوراً مهم اً في التأثير على النفط وارتفاع أسعارها ،والتي من أهمها الزيادة
الكبيرة في الطلب على النفط للدول المستهلكة للنفط مثل الصين والواليات المتحدة األمريكية .وكذلك النقص
في إمدادات المشتقات النفطية ،بسبب انخفاض إنتاج المصافي األمريكية ،وعدم قدرتها على تلبية الطلب من
منتجاتها أدى إلى ارتفاع أسعار النفط .وأيضاً اإلضرابات العمالية في عدد من الدول المنتجة للنفط بهدف رفع
األج ور ،وتحس ين أوض اعهم االجتماعي ة .وك ذلك اس تمرار انخف اض س عر ص رف ال دوالر مقاب ل الي ورو
8
والعمالت األخرى ،بسبب تراجع أسعار الفائدة األمريكية وتباطؤ النمو االقتصادي نتج عنها ارتفاع في أسعار
وتوجد عديد من االنعكاسات االقتصادية الناتجة من التقلبات في أسعار النفط ،والتي من أبرزها اعتماد
اقتص اديات البل دان العربي ة الخليجي ة المنتج ة للنف ط واألعض اء في منظم ة أوب ك ،على إي رادات الص ادرات
النفطية في سد احتياجاتها من العمالت األجنبية ،مما أدى إلى تقلبات حادة في صادراتها النفطية بسبب أسعار
النفط(المزي ني .)88: 2013 ،باإلض افة إلى أن تقلب ات أس عار النف ط العالمي ة ،أدت إلى تغ يرات جذري ة في
ص ناعة الطاق ة والنف ط العالمي ة .وس اهم ذل ك إلى ح دوث تغ يرات هيكلي ة في ص ناعة الطاق ة وذل ك من خالل
التق دم التق ني ،ال ذي ت رك أث اراً واس ع على م يزان الع رض والطلب الع المي على النف ط .وأيض اً حق ق النش اط
الكب ير في إنت اج البل دان خ ارج أوب ك مرتفع ة التكلف ة ،إلى ارتف اع أسعار النف ط مم ا أدى إلى الزي ادة في أرب اح
ش ركات النف ط .وك ان ح افزاً له ا لالس تثمار في ص ناعة النف ط في المن اطق ال تي ك انت تعت بر غ ير مجدي ة
اقتصاديا(الجلبي .)32: 2001،وبما أن االستثمار يمثل أحد محددات مس توى التشغيل ،سوف نسلط الض وء
تصنف البلدان المصدرة للنفط(أوبك) من المنظمات االقتصادية الدولية التي يوجه فيها العم22ل الجم22اعي المش22ترك
نحو تحقيق أهداف ومنافع اقتصادية في ميدان العالقات االقتصادية الدولية ،تأسست هذه المنظم22ة ع22ام 1960في
بغ22داد من خمس دول هي الع22راق والس22عودية والك22ويت وإي22ران وف22نزويال ،وان أهم األه22داف ال22تي تس22عى ه22ذه
المنظمة الى تحقيقها (السماك )147 : 1980 ،
توحيد السياسات النفطية بين الدول األعضاء وخاصة اإلنتاجية والسعرية. -1
حماية مصالح الدول المنتجة والحد من التقلبات السعرية وضمان دخ22ل ث22ابت وت22امين تجه22يز النف22ط الى -2
الدول المستهلكة بطرق اقتصادية ومنتظمة وإتباع أفضل الوسائل لتي تضمن استقرار األس22عار العالمي22ة
للنفط.وفي الوقت الحاضر تضم منظم22ة األوب22ك( )11بل22دا منتج22ا و مص22درا لألس22واق العالمي22ة تح22اول
المنظمة التأثير على أسعار النفط من خالل تحديد 2حجم اإلنتاج اإلجمالي كما في الجدول(.)1
9
جدول رقم ()1
وتعد روسيا وكندا والنرويج والمكسيك أكبر الدول المصدرة للنفط الخام خارج منظمة األوبك بينما الوالي22ات
المتحدة ثالث منتج للنفط في العالم بعد السعودية وروسيا .لعبت األوبك ومن22ذ نش22أتها ع22ام 1960عن طري22ق
الشركات النفطية المملوكة للدول المنتجة الدور المح22وري في تلبي22ة احتياج22ات الع22الم من الطاق22ة ،بس22بب م22ا
تملكه من احتياط2ات نفطي2ة كب2يرة ،حيث ق2درت احتياطي2ات األوب2ك لع2ام 2010نح2و 1،193،172ملي2ون
برميل أي بنسبة %81،3من احتياطيات العالم المقدرة 1،467،012مليون برميل .كما حققت األوبك لنفس
العام نسبة %41،8من اإلنتاج العالمي أي بحدود 29،183برميل يوميا(.مخلفي )4 : 2008 ،
10
المحور الثاني :واقع االقتصاد العراقي في اثر تغيرات اسعار النفط
لقد ترتب على التذبذب في السوق العالمي للنفط تدهور في عوائد النفط والذي كان له أثر بالغ في انخفاض
حركة النشاط االقتصادي للبلدان المصدرة للنفط ومنها العراق ،وبعدها ارتفعت أسعار النفط منذ منتصف عام
،1999واستمرت أسعار النفط في تحسن حيث تجاوزت أسعار النفط 147دوالر للبرميل في منتصف عام
،2008ولكن بفعل األزمة المالية في ديسمبر 2008أخذت األسعار باالنخفاض وذلك نتيجة انخفاض الطلب
على النف ط في االس واق العالمي ة .فق د ش هد ع ام 2008العدي د من التط ورات ال س يما في م ا يتعل ق ب القفزات
الكبيرة ألسعار النفط واألزمة المالية العالمية التي عصفت باالقتصاد العالمي بشكل عام والسوق النفطية بشكل
خاص وما نتج عنها من ركود اقتصادي وانخفاض الطلب العالمي على النفط في حين اتسم عام 2009اتجاه
ص عودي لألس عار خالل ش هر تش رين الث اني 2009مس جال ارتف اع بم ا قيمت ه ( )6،3دوالر للبرمي ل مقارن ة
باألشهر السابقة وكمتوسط سنوي بلغ 61دوالر للبرميل وقد ساهمت كل من التوقعات االيجابية بشأن النمو
االقتصادي والطلب العالمي على النفط وكذلك انخفاض قيمة الدوالر األمريكي مقابل اليورو في تعزيز االتجاه
لتوض يح آلي ات ه ذه الت أثيرات الب د من تن اول األهمي ة االس تراتيجية للنف ط في االقتص اد الع راقي ،حيث للنف ط
أهمي ة أس تراتيجية في االقتص اد الع راقي ،من ذ اكتش افه تجاري ا في عش رينيات الق رن الماض ي ،من حيث
مس اهماته في الن اتج المحلي اإلجم الي و ال دخل الق ومي،وإ جم الي الص ادرت العام ة والموازن ه العام ه وبن اء
التنمي ة حيث تش كل عوائ د النف ط المص در االساس ي لتموي ل ب رامج التنمي ة الش املة في ه ،هك ذا يعتم د االقتص اد
الع راقي على النف ط بدرج ة كب يرة ،اذ تغ ذي العوائ د النفطي ة ميزاني ة الحكوم ة العراقي ة بقس ط كب ير من
مواردها ،وتساهم في بناء االحتياطي النقدي لالقتصاد الوطني ،ويمكن بيان أهمية النفط في االقتصاد العراقي
11
أ -نسبة مساهمة النفط في الناتج المحلي االجمالي :بلغت نسبة مساهة العوائد النفطية الى مجمل االيرادات
العام ة ( )%97،6ع ام 2003ثم ارتفعت لتص ل الى ( )%98،2لع ام 2016ام ا نس بة مس اهمة العوائ د
النفطية في اجمالي الناتج المحلي االجمالي في العراق فقد بلغت ( ) %14،9في العام 2003ثم وصلت الى
( )%32،9لع ام 2016وهي تع د نس بة مرتفع ة ،وكم ا ه و مع روف ف أن االهمي ة النس بية للقط اع النفطي في
الن اتج المحلي االجم الي هي أح دى مق اييس درج ة التنوي ع االقتص ادي ،فزي ادة ه ذه االهمي ة النس بية تعكس
انخف اض درج ة التنوي ع االقتص ادي وفي ال وقت ذات ه تع ني أنخف اض مس اهمة القطاع ات األخ رى في الن اتج
المحلي اإلجمالي .والجدول( )2يبين مقدار العوائد النفطية والناتج المحلي االجمالي.
() 2004-2016
جدول رقم ( )2اإليرادات النفطية والناتج المحلي اإلجمالي في العراق للمدة 2016 – 2004
العوائد النفطية العوائد النفطية الناتج المحلي معل النمو العوائد النفطية السنوات
اإليرادات النفطية%
العامة
12
42.7 97.5 117.138 -19.2 50000 2009
28/78-aas2013-ar
(س DDنة -2 D D)2016ص DDندوق النق DDد الع DDربي ،التقري DDر االقتص DDادي الع DDربي الموح DDد ،اب DDو ظ DDبي ،االم DDارات ،
تحظى الصادرات النفطية بنسبة مرتفعة في أجمالي الصادرات العراقية مما يدل على انخفاض درجة التنويع
في هيكل الصادرات (خليفة )58 : 2009 ،اذ بلغت هذه النسبة حوالي ( )%99في العام
، 2008وهذا يجعل العراق يعتمد على الصادرات النفطية في توفير العمالت األجنبية ،وهذا المؤشر يترتب
عليه مشاكل اقتصادية أهمها ارتباط االقتصاد العراقي بالدخل النقدي للنفط فقط.
13
ب -حجم العوائد النفطية في الموازنة العامة:
تعتمد الموازنة العامة في العراق اعتمادا كليا على العوائد النفطية ،وكما يالحظ من بيانات الجدول ( )2
حيث بلغت نس بة مس اهمة العوائ د النفطي ة الى م وارد الدول ة للموازن ة العام ة م ا مق داره ( )%98،2لع ام
ج دول ( )3نس بة مس اهمة اي رادات النف ط الخ ام في تك وين م وارد الموازن ة العام ة للع راق خالل الس نوات(
1
14
98،5 92996 91678 2،653 2011
التاس DDع ،إحص DDاءات النف DDط والطاق DDة ،مت DDاح على الموق DDع http://cosit.gov.iq/ar/2014-01-08-
07-55-28/78-aas2013-ar
سDDنة( -2 DD) 2016ص DDندوق النق DDد الع DDربي ،التقري DDر االقتص DDادي الع DDربي الموح DDد ،اب DDو ظ DDبي ،االم DDارات ،
ومن بيانات الجدول ( )3يتضح تذبذب إجمالي العوائد النفطية في الموازنة العامة خالل المدة()2016-2003
حيث ازدادت نسبة مساهمة العوائد النفطية من )%) 77من موارد الميزانية العامة للعراق إلى ( )%92في
العام 2008وهو العام الذي بلغت فيه أسعار النفط في السوق العالمية حوالي ( ) 148د/ب) ) غير ان
األزم ة العالمي ة أدت الى ت دهور أس عار النف ط بش كل خط ير حتى وص لت الى ح والي 32د/ب في بداي ة الع ام
، 2009ان هذا االنخفاض أثر كثيراً في الموازنة العامة للعام 2009اذ انخفضت موارد الع راق النفطية
من ( ) 67مليار دوالر في العام 2008الى ( )59مليار دوالر في العام 2009أي انها انخفضت بمقدار
15
انعكاسات وتداعيات االزمة المالية العالمية على اسعار النفط الخام والتي ادت الى مراجعة اجمالي الموازنة
مليار دوالر في عام 2016وهذا االنخفاض في مقدار موارد الدولة هو بسبب انخفاض أسعار النفط ودخول
مما تقدم يتضح تأثيرات تقلبات أسعار النفط في أعداد الموازنة العامة في العراق خالل المدة( )2016-2003
وال تي أث رت على السياس ات االقتص ادية والمالي ة والنقدي ة للع راق مم ا أدى إلى إتب اع الع راق لسياس ة مالي ة
توسعية في العام 2008بعد االرتفاع الكبير في العوائد النفطية آنذاك حيث ازداد اإلنفاق العام بنسبة % 86
كما تمت زيادة اإلنفاق الرأسمالي بنسبة 140 %وازدادت األجور بشكل كبير .ومع تراجع اإليرادات العامة
ج راء انخف اض أس عار النف ط الخ ام من ذ ع ام 2014ولغاي ة ال وقت الحاض ر فق د اتب ع الع راق سياس ة مالي ة
انكماشية تمثلت في تخفيف اإلنفاق العام بنسبة %44.3لعام 2016مع تراجع اإلنفاق الجاري ،أما بالنسبة
للموازن ة العام ة للع راق ( )2016فق د أعدت ه وزارة المالي ة دائ رة الموازن ة العام ة وس ط توقع ات بزي ادة حجم
الصادرات العراقية من النفط الخام مع افتراض سعر البرميل المصدر ( ) 60د/ب إلى جانب توقع زيادة في
حجم اإليرادات المالية من القطاعات األخرى عدا النفط وكانت نسبة مساهمة إيرادات النفط في الموازنة لعام
إن نسبة مساهمة العوائد النفطية في العوائد العامة للعراق مرتفعة جدا فقد بلغت ( )%97في العام ، 2008ويرجع
السبب في ذلك إلى تفاقم المشاكل التي تعاني منها القطاعات االقتصادية األخرى ،كالقطاع الصناعي والقطاع الزراعي
وه ذا أدى إلى انخف اض نس بة مس اهمتها في تحقي ق اإلي رادات العام ة ،كم ا إن ارتف اع ص ادرات الع راق النفطي ة وال تي
بلغت حوالي ( ) 1.850مليون ب /في نفس العام كان له أثر كبير في ارتفاع األهمية النسبية ،السيما ارتفاع أسعار
النفط منذ العام 2004التي أدت إلى زيادة العوائد النفطية العراقية.
16
جدول( )4مساهمة حصيلة العوائد العامة غير النفطية خالل المدة ()2016-2004
مليون دوالر
نسبة مساهمة العوائد غيرنسبة مساهمة العوائد النفطية في العوائد غير النفطية ا سنة
موارد الموازنة العامة النفطية في موارد الموازنة
العامة
48.80 1.20 39583 2004
المصدر ( :للسنوات '-1 ')2016-2004وزارة التخطيDDط والتعDDاون االنمDDائي ،الجهDDاز المركDDزي لإلحصDDاء وتكنلوجيDDا
المعلومDDات ،المجموعDDة االحصDDائية لسDDنة ،2016البDDاب الثDDامن ،االحصDDاءات الماليDDة ،متاحDDة على الموقDDع)2016 (:
17
-2صDDندوق النقDDد العDDربي ،التقريDDر االقتصDDادي العDDربي الموحDDد ،ابDDو ظDDبي ،االمDDارات .354 D :2016 ،متDDاح على
الموقع . http://www.amf.org.ae/ar
أ -ضعف تأثير مساهمة العوائد غير النفطية في العراق في تمويل الموازنة العامة.
ب -اعتماد الموازنة بشكل اساس على العوائد النفطية وهي بذلك تعكس حقيقة االقتصاد العراقي كاقتصاد ريعي يعتمد
على أحادية النفط واختالل الهيكل االنتاجي الذي يعد اهم سمات التخلف االقتصادي .
ت -ان نسبة مساهمة العوائد غير النفطية في الموازنة العامة للعراق تعد نسبة منخفضة جدا اذا ما قورنت بكل من
تفعيل مصDDادر الDDدخل غDDير النفطيDDة لمواجهDDة مخDDاطر واشDDكاليات انخفDاض اسDDعار النفDط.
الخام في االقتصاد العراقي:
أوالً /تفعيل مصادر اإليرادات غير النفطية لغرض تمويل الموازنة العراقية
ضرورة تفعيل مصادر الدخل غير النفطية في تمويل موارد الميزانية العامة في العراق وخاصة الضرائب،
فضالً عن تطوير القطاعات اإلنتاجية والخدمية والتطورات المتعلقة بميزانية الدولة .فقد شهدت ميزانية العام
2016على غ رار الع امين الماض يين ،حيث ب دا ت أثير انخف اض أس عار النف ط واض حاً ق در بـ 326ملي ار دين ار
ع راقيِّ ،مول عن طري ق االق تراض المحلي والخ ارجي ،وك انت نس بة ال دين كب يره ج داً من الس حب من
االحتياطات النقدية ،والتي شهدت انخفاضا نهاية عام 2016إلى 8.5%من الناتج المحلي اإلجمالي مقارنة بـ
2.5%في ع ام 2015ونتيج ة للعج ز الم الي ال ذي فرض ه انخف اض أس عار النف ط ،ق امت الحكوم ة العراقي ة
بتطبيق عدة إجراءات تقشفية ،كان أهمها إلغاء عدد من المكافآت للموظفين الحكوميين ،إضافة إلى إلغاء منح
العديد من المخصصات ،كما خفضت رواتب الموظفين من ذوي الدرجات األولى والثانية بنسبة ، 2%وكذلك
تخفيض رواتب الم وظفين بنس بة %3على ال راتب االس مي وذل ك لغ رض تموي ل رواتب الحش د الش عبي
والن ازحين .إال أن ه ك ان من المف اجئ أن يتم زي ادة ه ذه النس بة لتص ل إلى %3،4لع ام 2017وأيض ا بحج ة
الحش د الش عبي وه ذه اإلج راءات على الم وظفين فق ط دون إن تش مل الم وظفين الكب ار من رئيس الجمهوري ة
18
ولغاية أعضاء مجلس المحافظة وإ نما االستقطاع على الموظفين في دوائر الدولة كافة دون أن يشمل الحكومة.
وقد صاحب سياسات التقشف المالي إقرار عدد من مسئولي الحكومة بوجود خلل في سياسات اإلنفاق العام
الس ابقة ،وه در هائ ل ومش اريع ض خمة ذات عوائ د مح دودة .إال أن ه ذه االعتراف ات الخجول ة لم تتط رق
بص راحة لمس ائل الفس اد الم الي وع دم وج ود جه از غ ير تنفي ذي يختص بالرقاب ة على المالي ة العام ة لمنظم ة
الشفافية الدولية فقد حققت العراق تقدما ووفقا لمقياس تصورات الفساد ،ففي عام 2014حصل العراق على
درج ة 49من ، 100وارتفعت إلى 52في ع ام . 2015أم ا من جه ة مقي اس الرش وة ،ال ذي يقيس احتمالي ة
دفع الشركات والمؤسسات الخاصة لرشاوى خالل فترة نشاطها في بلد معين ،فقد نال العراق درجة 3.7من
،10األمر الذي يشير لتفشي ظاهرة دفع الرشاوى ،وفيما يلي أهم الجوانب التي يجب تفعيلها لغرض تمويل
الموازنة العراقية من مصادر غير النفط ومنها تفعيل دور الضرائب في المرحلة الراهنة تحتل عملية تفعيل
دور الض رائب في الع راق المهم ة االولى وله ا االس بقية في تفعي ل مص ادر ال دخل غ ير النفطي ة ل دعم اع داد
الموازنة العامة وتنويع مصادر مواردها .وان هذا القطاع هو الذي يولد االيرادات الضريبية والتي تتألف من
-ضريبة الماكس
-دخل الفوائد
-اجور الخدمات
19
-الضرائب والرسوم
ومن خالل واقع الموازنة العامة ومدى مساهمة االيرادات الضريبية نرى ان الضرائب في العراق قد تميزت بضعف
تأثيرها في تمويل الموازنة العامة وذلك يمكن ان يعزى الى االسباب االتية:
أ -ان النظام الضريبي الحالي للعراق قد صمم القتصاد وطني داخلي كان مسيطر عليه مركزيا.
ب -أن النظام الضريبي وقوانينه اي التشريع الضريبي لم يحظ باي اهتمام في المجتمع او مؤسسات الدولة العراقية.
ت -أفتقار القوانين المالية التي ترسم االدارة الضريبية الى تشريعات لمتطلبات االلتزام بالقانون بشكل واضح.
ح -ضعف الوعي الضريبي لدى افراد المجتمع تجاه فهم دور الضريبة في تحقيق االهداف االقتصادية و االجتماعية.
ان ما ذكر من اسباب أدى الى ان تكون نسبة حصيلة مساهمة الضرائب ضعيفة جدا في اعداد الموازنة العامة للعراق
أ -ضرورة قيام الحكومة العراقية بإصالحات حقيقية في النظام الضريبي والنهوض به للمستوى الذي يحقق االهداف
ب -تفعيل دور الضرائب كمصدر غير نفطي في تمويل الموازنة العامة للدولة.
ت -القيام بإصالحات جذرية و جدية في النظام الضريبي من خالل اعادة النظر في قوانين الضرائب.
ج -رف ع مس توى ال وعي الض ريبي وترس يخ ك ون الض ريبية اداة مالي ة واقتص ادية واجتماعي ة مهم ة في ذهن الم واطن
وثقافته.
20
ح -االنفتاح على تجارب االنظمة الضريبية للدول المتقدمة والنامية واالفادة منها في مجاالت العمل الممكنة.
ان في العراق كل االمكانات التي يمكن ان تساهم في دفع وتعجيل تحقيق هذا الهدف .حيث يحظى العراق بثروات
كب يرة وم واد أولي ة من الن ادر وجوده ا وتوفره ا في دول ة ذات مس احة مقارب ة لمس احة الع راق،الى ج انب التن وع
الجغرافي (التضاريسي والمناخي) وجميعها تشكل المستلزمات الالزمة لتنمية هذه القطاعات وتنقلها من دورها المحدد
والض يق جدا الى نسبة ديناميكية تنم و بشكل مستمر وفيما ي أتي تحديد تلك اإلمكانيات مثل الموارد الطبيعية وتشمل
ال ثروة الهيدرروكاربوني ة (النف ط والغ از الط بيعي الح ر والمص احب) وال ثروة المعدني ة والزراع ة والم وارد المائي ة
والموارد البشرية.
ثالثاً /التداعيات االقتصادية لتذبذب أسعار النفط على الموازنة العامة في االقتصاد
العراقي
هنالك تأثيرات كبيرة رافقت هبوط أسعار النفط العالمية وإ مكانية زيادة التراجع في أسعار النفط عالميا ،وهو
م ا يمكن أن ي ؤدي إلى أرب اك الموازن ة وال تي تع اني كث يراً من تذب ذب أس عار النف ط فض الً عن األوض اع
األمني ة الغ ير مس تقرة في البالد س وف ي ؤدي إلى ت أثيرات س لبية على األوض اع االقتص ادية في البالد ،وان
عوائ د النف ط الحقيقي ة وس ط االنخف اض في األس عار اق ل بكث ير من التوقع ات الرس مية في الع راق ،األم ر ال ذي
سيؤدي إلى زيادة العجز في الموازنة ،وبالتالي االضطرار إلى البحث عن حلول سريعة والزمة ومنها تقليص
مجموع النفقات االستثمارية والتشغيلية ،أو االقتراض ،وكما حدث إبان األزمة المالية العالمية في العام 2008
أن االنخفاض في أسعار النفط العالمية سيقودنا إلى حرب األسعار للمحافظة على الحصة النفطية مع الدول
الخليجية ،وان هبوط النفط العراقي بقيمة دوالر واحد سوف يكلف العراق خسارة مليار دوالر من العوائد .أن
الهب وط الس ريع ألس عار النف ط العالمي ة ل ه آث ار س لبية على االقتص اد،حيث إن س عر النف ط ي تراوح بين (
21
)65،6دوالر/برمي ل وه و س عر متذب ذب في حين إن تس عيرة النف ط الع راقي تبل غ()62،60دوالر/برمي ل ك ون
ويمكن توضيح النسب بين العوائد من النفط ومبالغ إقرار الموازنة العامة للبالد لعام 2016وكما يلي :
يط رح من المبل غ حص ة إقليم كردس تان البالغ ة ( )%17من الموازن ة العام ة وذل ك بع د ط رح المص روفات
السيادية التي تساوي ( )11مليار وهنالك مبلغ مقداره (مليار) دوالر يستقطع لقوات البيشمركة يصبح الناتج (
)12ملي ار دوالر حص ة اإلقليم ،وهي ب ذلك تع ادل نس بة ( )18،5من الميزاني ة ،م ع العلم ان النفق ات الس يادية
تساوي ()%25_23
وحص ة ش ركات النف ط األجنبي ة تخمن بم ا ال يق ل عن ( )600إل ف برمي ل من حص ة اإلنت اج ،وتع ادل مبل غ
قدره...
9،219،900 = 42،10 × 365× 600مليار دوالر تدفع للشركات نقداً أو نفط خام.
= 39،77 = 12،94 – 12 – 64،71ملي ار دين ار ص افي اإلي رادات ،وإ ذا م ا تم مقارن ة ه ذا المبل غ
22
النفق ـ ـ ـ ــات الرأسماليـ ـ ـ ـ ـ ــة البالغة ( 47 = )%40مليار دوالر
وهذا سبب المخاوف الن المعادلة صعبة جداً وتتطلب من الجميع إيجاد حلول سريعة لمعالجة األزمة المالية
إن الهب وط الس ريع باألس عار س يدفع بالش ركات النفطي ة العامل ة للمطالب ة بمس تحقاتها المالي ة ،وس حب جمي ع
مستحقاتها وعلى رأس الشركات التي لها مستحقات في العراق شركة ( لوكويل الروسية) وتلك المستحقات بما
إن انخفاض أسعار النفط في األسواق العالمية سيؤثر تأثيرا كبيرا على تمويل الموازنة ،وسيحدث إرباكا كبيرا
في عمل جميع الوزارات والمحافظات خاصة في تنفيذ المشاريع وفترات اإلنجاز لها.
وأن التخصيصات المثبتة في ميزانية العام 2016البالغة 174.6تريليون دينار لم تكفي لتغطية المشاريع،
ولم تستطيع الوزارات والمؤسسات ومجالس المحافظات إكمال تمويلها وتغطية الفروقات الناتجة عن انخفاض
سعر النفط ،مما أدي إلى تراجع عجلة االستثمار في البالد عموماً.
وهن اك توقع ات اقتص ادية كث يرة تش ير إلى ع دم ق درة الحكوم ة العراقي ة على تموي ل مش اريعها أو الوف اء
بالتزاماته ا في غض ون األع وام الثالث ة المقبل ة ،بس بب ع دم الق درة على توف ير مص ادر دخ ل أخ رى لتموي ل
إن انخف اض أس عار النف ط دون السعر الذي أعدت ب ه الموازن ة س يزيد العجز ،مم ا ينعكس سلبا على اقتص اد
البالد بش كل ع ام ،وأن الع راق لم يس تفد من ارتف اع أس عار النف ط في الس نوات الماض ية في تط وير القطاع ات
23
لذا يجب االهتمام بالقطاع الزراعي لتحقيق االكتفاء الذاتي ،ألن مقومات النجاح متوفرة له من أرض خصبة
أن التخوف من انخفاض ايرادات النفط تأتي نتيجة اعتماد العراق على ايرادات النفط بنسبة ( )%93في دعم
االقتصاد وتمويل المشاريع والموازنات المالية ،وعلى الحكومة الحالية البحث عن الحلول الكفيلة بإيجاد بدائل
للموارد المالية كاالعتماد على الزراعة والصناعة الوطنية وتنشيط قطاعات السياحة واالستثمار ،والترشيد في
في ميزانية العام ،2016لم يتم إعداد الموازنة بشكل صحيح وبالشكل الذي يساهم بتطوير القطاعات اإلنتاجي ة
األخرى ،ان تخوف صندوق النقد الدولي من تأثر أسعار النفط لن يحدث خالل العام ،2016ألن المؤشرات
تؤكد على أن االقتصاد العالمي في تعاف من الركود وبعض االقتصاديات سيتجاوز النمو فيها .%2.5حيث
بلغت موازنة العراق لعام 140 2016مليار دوالر وبمستوى إنتاج 3.4مليون برميل يوميا أن هناك عجزا
في الموازنة بلغ 23تريليون دينار وهي نسبة كبيرة ،وحسبت على أساس تقديرات بأن يكون سعر برميل
النفط 65دوالرا ،وهو أقل من التوقعات العالمية ،وذلك من أجل تجنب هبوط األسعار المفاجئ .وأن العراق
بحاج ة إلى زي ادة إيرادات ه من خالل االهتم ام بالقط اع النفطي على حس اب القطاع ات اإلنتاجي ة األخ رى ويتم
أن قطاعي الزراعة والصناعة يساهمان في الناتج المحلي اإلجمالي وال يساهمان في إعداد الموازنة مباشرة،
وأن زيادة الفعاليات االقتصادية وتنويع االقتصاد ستزيد إيرادات الموازنة من خالل الرسوم والضرائب ،وأن
االختالل الهيكلي في االقتصاد العراقي سيبقى كما هو عليه وذلك الن الحكومة العراقية منذ سنين عدة تعد
الموازنة بطريقة غير صحيحة ،ألن النفقات التشغيلية وصلت إلى أكثر من %75منها ،وهذه كارثة كبيرة،
ألن أموال العراق تذهب على شكل رواتب ،بينما النفقات االستثمارية التي تبني االقتصاد العراقي من خالل
تط وير القطاع ات اإلنتاجي ة قليل ة ج دا ،ك ذلك يجب االهتم ام بالقط اع ال زراعي لتحقي ق االكتف اء ال ذاتي ،ألن
مقومات النجاح متوفرة له من أرض خصبة ووجود نهري دجلة والفرات وتوفر األيادي العاملة.
24
وذل ك الن انخف اض أس عار النف ط في األس واق العالمي ة س يؤثر ت أثيرا كب يرا على تموي ل الموازن ة ،وس يحدث
إرباك ا كب يرا في عم ل جمي ع ال وزارات والمحافظ ات خاص ة في تنفي ذ المش اريع وف ترات اإلنج از له ا ،وان
ميزانية العام 2016التي بلغت تخصيصاتها 174.6تريليون دينار لن تكفي لتغطية المشاريع ،لذا لن تستطيع
الوزارات والمؤسسات ومجالس المحافظات إكمال تمويلها وتغطية الفروقات الناتجة عن انخفاض سعر النفط،
وهن اك توقع ات اقتص ادية كث يرة تش ير إلى ع دم ق درة الحكوم ة العراقي ة على تموي ل مش اريعها أو الوف اء
بالتزاماته ا في غض ون األع وام الثالث ة المقبل ة ،بس بب ع دم الق درة على توف ير مص ادر دخ ل أخ رى لتموي ل
أن العراق يحتاج الى إنفاق نحو تريليون دوالر في السنوات العشر المقبلة لتطوير قطاعه النفطي وعدد من
المش اريع االس تراتيجية ،أهمه ا اإلس كان والص ناعة ،ولكن ه ذا ال رقم الفلكي يب دو بعي د المن ال ،خاص ة في ظ ل
الظروف الصعبة الستقطاب االستثمارات األجنبية وعدم مرونة النظام االقتصادي وتخلف البيئة المصرفية في
خاصةً وأن العراق لم ينجح بتقليص نفقاته الحكومية ،وإ صالح نظامه االقتصادي ومؤسساته التي تعاني من
ال روتين والبيروقراطي ة والفس اد الم الي واإلداري وتنوي ع مص ادر ال دخل ،وإ يج اد حل ول س ريعة لتوف ير األمن
واالستقرار ،فإن ذلك قد يضغط مستقبال لتشكيل أقاليم جديدة تعلن انفصالها عن المركز ،وهذا ما ال نتمناه ألنه
25
المحور الثالث
جدول ()5
أهمية اإليرادات النفطية في الموازنة العامة للعراق للمدة ()2020 – 2004
اإليرادات النفطية (مليون دينار) اإليرادات العامة (مليون دينار) السنوات
26
جدول رقم ( )6بيانات عن الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الجارية
27
2020-2004 سعر برميل النفط العراقي (اسعار اوبك) للمدة:)7( جدول
31.38 2004
45.66 2005
54.20 2006
66.36 2007
87.93 2008
59.40 2009
75.65 2010
105.05 2011
106.01 2012
102.26 2013
91.63 2014
44.73 2015
36.10 2016
49.31 2017
65.60 2018
62.8 2019
38.4 2020
Sources: International Energy Agency (IEA), 2020, OPEC Organization, Data and
.Statistics, Vienna, Austria
28
استنتاجات
إن 2ال2تح2دي 2ا2لحقيق2ي الن2اجم عن 2ا2نخفاض 2أس2عار 2ال2نف22ط يك2من 2في 2م2نطق22ة ال2ت2و2ازن 2ا2لص2ع2بة 2في2م2ا 2ب2ين 2ال22دخ2ل غ2ي2ر
الن2فطي 2و2مت2طل2بات 2ا2إل2نفاق 2ع2لى هذ2ا 2ال2دخ2ل 2،وفي 2ظروف 2غ2ياب 2أي 2ن2ظام 2ا2أل2دو2ات ال 2د2ين 2ال2ع22ام 2أ2و الض22رائ2ب أو
تس2عي2ر 2م2ناسب 2ل2لخد2مات 2ا2لعا2م22ة 2،ف2إ2ن 2ا2إلس2ت2هال2ك 2الخ22اص 2وا2إل2س22تث2ما2ر سي2واص2ال2ن 2إس2ت2نز2اف 2ج22انب 2ك2ب22ير 2من2
الن2ات2ج 2ال2مح2لي اإل2جم2الي غي2ر 2ال2نفطي 2،2و2علي2ه 2ن2ست2نت2ج 2اال2م2ور 2ا2ال2تي2ة2:
-١یعد النفط من المصادر المھمة والرئیسة للطاقة ولھ مس22اھمة كب22یرة في تولید الن22اتج المحلي االجم22الي لل22دول
وخاصة في المدیین القریب والمتوسط وھو من السلع الستراتجیة المھمة وأن أسعاره ال تخض22ع لعوام22ل الع22رض
والطلب فحسب وانما لعوامل اخرى قد تكون سیاسیة او اجتماعية و غيرها.
-٢إن االقتص2اد الع2راقي اقتص2اد ريعي يعتم22د بدرج22ة عالي22ة نس22بيا ً على القط2اع النفطي فيم22ا تش2كل القطاع2ات
اإلنتاجي2ة نس22با ً ض2ئيلة في تركيب22ة الن2اتج المحلي اإلجم22الي؛ مم22ا يجع2ل االقتص2اد معرض2ا للص2دمات الخارجي22ة
الحاصلة من التغيرات في أسعار النفط الخام في األسواق العالمية.
-٣تأ2ثر 2ال2نا2تج 2الم2حلي اإل2ج2مالي 2ب2ان2خف22اض أس2ع2ار الن2ف22ط الخ22ام 2،2حي2ث ش22كلت 2ن2س2ب2ة 2م2س22اه2مة 2ا2لنف22ط الخ22ام في2
تك2وي2ن 2الن2ات2ج 2ال2محلي 2ا2إل2جما2لي ( 2)%49لس2نة 2،2013 2وبا2لتا2لي ان2خفضت نس2بة 2الن2مو 2الس22نو2ي في ال2ن 2ا2تج 2الم2حلي2
اإل2جم2الي 2ل2تصل 2إلى )2%1,5 2( 2فقط 2ل2نفس الس2نة 2،2و2هي نس2بة 2من2خفضة 2ق2ياسا 2ب2الس2نو2ات السا2بقة.2
-٤تش 2ك2ل نس 2ب2ة 2الص22اد2رات 2ا2لنف2طي 2ة 2ح22وا2لي ( 2)%99م2ن 2إج2م 2ا2لي الص 2ا2در2ات ،2األ2م 2ر 2ال 2ذ2ي 2ي2عك2س ان2هي 2ا2ر
القد2را2ت الت2صد2ير2ية 2لقطا2ع الص2ناع2ة ال2تحو2يل2ية 2والق2طاع 2ا2لزرا2عي 2،نت2يج2ة 2ع2دم 2م2وا2كب2ة 2ا2لت2ط22ورا2ت الك2ب2ي2رة 2ال2ت2ي
شه2دت2ها 2القطا2عات الص2ناع2ية 2في 2ال2دو2ل اإل2ق2لي2مي2ة2.
-٥ان زیادة اعتماد االقتصاد العراقي والسیما الموازن22ة العام22ة على االیرادات النفطیة كمص22در رئیس لتمویل
النشاط االقتصادي اضعف دور واھمیة المصادر التمویلیة االخرى والسیما الضرائب ،مما جعل الموازنة العامة
سریعة التأثر بتقلبات اسعار النفط في السوق الدولیة.
29
-٦يت2ضح 2أن 2حالة 2ا2لم2واز2نة 2العا2مة 2في اال2ق2تصا2د 2ا2لع2راق2ي مازا2لت مر2تب2طة 2بش2كل 2م2باشر 2ب 2ا2ال2ير2اد2ات 2ال2نف2طي 2ة 2و2
الت2ي تح2دد 2ا2عت2ما2دا 2على 2أس2عار 2ال2نفط 2ال2عا2لم2ية 2،2و2كم2ية 2ا2إل2نت2اج ال2محلي 2لل2نف2ط لذ2ا فان 2ت2غي2ر 2ف2ي هذ2ه ال2عو2ام2ل س22وف2
ين2عك2س 2مب2اشرا 2ع2لى الم2وا2زن2ة ال2عام2ة2.
-٧أن العقوب22ات االقتص22ادیة والح22روب العس22كریة ال22تي مربھا الع22راق وم22ا رافقھا من عملیات س22لب ونھب
للمنشآت الحیویة وخاصة في الربع االخیر من القرن الماضي وبدایة الق22رن الح22الي ,باإلض22افة الى س22وء االدارة
وما اعقبھا من فساد مالي واداري وانكشاف االقتصاد العراقي نح2وا الع22الم الخ2ارجي بس22بب اعتم22اده الكب22یر على
تصدیر النفط الخام جعل العراق اكثر تأثیرآ بتقلبات االسعار العالمیة مما ینعكس اثره سلبیآ على اقتصاده الوطني.
التوصيات
-١العمل على تنويع مصادر الدخل في العراق ،وتشجيع القطاعات االقتصادية األخرى؛ لم22ا يمتلك22ه الع22راق من
موارد طبيعية وبشرية ممكن أن تساعد في تك22وين الن22اتج المحلي اإلجم22الي ولتموي22ل الموازن22ة العام22ة فض22ال عن
الشروع بإنشاء بنية تحتية مالئمة لتعزيز القطاعات االقتصادية األخرى.
-٢اتباع سياسات في المدى المتوسط والطويل لتصحيح االختالل في االقتصاد الع22راقي وتنوي22ع مص22ادر ال22دخل
واالنتاج واتباع عملية تنموية مخطط بدقة لها ليساهم بها القطاع الخاص والحكومة والمواطن والمستثمر االجن22بي
لتسريع وتائر النمو وخلق فرصا للعمل امام جيش العاطلين من شأنها ان تحسن مستويات المعيشة لفئ22ة كب22يرة من
المواطنين بعيدا عن خط الفقر.
-٣ینبغي وضع مصلحة العراق فوق كل المصالح لألحزاب والكت22ل السیاس22یة والس22عي ألنھاء الخالف22ات وس22ن
قانون خاص للثروة النفطیة واضحا وص2ریحا في فق2رات iلغ22رض اس2تثمار ھذه ال2ثروة لكونھا الم22ورد ال2رئیس
لإلیرادات العامة.
-٤تطویر الصناعات البتروكیمیاویة وتطویر صناعة التكریر وتصدیر المنتجات النفطیة بدال من تصدیر النف22ط
الخام ،اذ من غیر المقبول اقتصادیا ان یصدر النف22ط الخ22ام دون مع22الجتھ ص22ناعیا ،فینبغي تحویل22ه الى مش22تقات
نفطیة وذلك بأنشاء مصافي جدیدة وتطویر البنى التحتیة للمصافي القائمة فنیا وتكنولوجیا.
-٥ضرورة تبني اصالحات اقتصادیة جذریة لتفادي القلق واالرباك في تنفیذ السیاس22ات االقتص22ادیة عن22د ح22دوث
انخفاض اسعار النفط ،تتمحور حول دعم سیاسة تنویع االقتصاد العراقي الذي یعتم22د وبش22كل اساس22ي في ال22وقت
الحاضر على االیرادات النفطیة وخلق اقتصاد یتصف بالزیادة التدریجیة في نسبة مساھمة القطاع22ات االقتص22ادیة
االخرى في تكوین الناتج المحلي االجمالي والسیما قطاعات الصناعة والزراعة والسیاحة والخ22دمات و.......الخ،
التي تشكل مصادر تمویلیة متنوعة للموازنة العامة لجعلھا اكثر امنا واستقرار.
-٦ينبغي على منتجي النفط كافة تكيف التع2اون فيم22ا بينهم من جه2ة وبين المس22تهلكين من جه22ة أخ2رى من اج2ل
استقرار سوق النفط العالمية.
-٧ضرورة اعتماد سیاسة مالیة تعمل على تنویع ھیكل االیرادات العامة بھدف حمایة االقتصاد والموازنة العامة
من التقلبات الكبیرة والمفاجئة في االیرادات النفطیة تمھیدا للخ2روج من النم2ط ال2ریعي وتوجیه السیاس2ة المالیة
30
لزیادة االنفاق االستثماري الموجه لتوسیع الطاقات االنتاجیة والبنى االرتكازیة بما یكف2ل توف2یر حاج2ة الس2وق من
المنتجات السلعیة والخدمیة وبما یؤمن مس22تقبال الحص22ول على مص22ادر أخ22رى لل22دخل في حال22ة نض22وب ال22ثروة
النفطیة ،واعادة ھیكلة االنفاق االستھالكي بما یضمن الترشید والتخصیص االمثل والحد من االنفاق غیر المنتج.
-٨ضرورة انشاء صندوق سیادي ،لتعویض فشل سیاسات الحكومات المتعاقبة في ادارة الفوائض الكب22یرة ال22تي
تحققت نتیجة ارتفاع اسعار النفط والتي كان من الممكن ان تسھم في بناء االقتصاد وتنمیته2.
المصادر
-1مؤتمر الطاقة العربي العاشر ،أبو ظبي ،دولة االمارات العربية المتحدة ، 23 – 21 ،كانون األول –
-2الهي تي ،احم د حس ين ، 2000 ،اقتص اديات النف ط ،وزارة التعليم الع الي والبحث العلمي ،جامع ة
-3الهيتي ،احمد حسين ، 1994 ،مقدمة في اقتصاد النفط ،وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ،جامعة
-4الياس ري ،احم د جاس م ، 2009 ،النف ط ومس تقبل التنمي ة في الع راق ،رس الة ماجس تير ،كلي ة اإلدارة
-5القيسي ،كمال القيسي ، 2005 ،حقائق عن النفط ،الطبعة األولى ،عمان ،األردن ،ص. 5
-6الزبيدي ،حسن لطيف ، 2009 ،النفط والسياسة النفطية في العراق ،كلية اإلدارة واالقتصاد ،جامعة
31
-7الس ماك ،محم د ازه ر ، 1980 ،اقتص اديات النف ط ،وزارة التعليم الع الي والبحث العلمي ،الطبع ة
-8المخلفي ،امينة المخلفة ، 2008 ،مدخل الى االقتصاد البترولي (اقتصاد النفط) ،ص.4
-9الس باهي ،مظه ر منعم ، 2012 ،دلي ل ص ناعة النف ط واثاره ا االقتص ادي في الع راق ،المعه د الع راقي
-10المص در(/الس نوات -1 ) 2016-2004الجه از المرك زي لإلحص اء وتكنلوجي ا المعلوم ات ، ،الب اب
28/78-aas2013-ar
(س نة -2 )2016ص ندوق النق د الع ربي ،التقري ر االقتص ادي الع ربي الموح د ،اب و ظ بي ،االم ارات ،
( -11للس نوات -1 )2016-2004وزارة التخطي ط والتع اون االنم ائي ،الجه از المرك زي لإلحص اء وتكنلوجي ا
-2 المعلومات ،المجموعة االحصائية لسنة ،2016الباب الثامن ،االحصاءات المالية ،متاحة على الموقع)2016 (:
ص ندوق النق د الع ربي ،التقري ر االقتص ادي الع ربي الموح د ،اب و ظ بي ،االم ارات .354 :2016 ،مت اح على الموق ع
. http://www.amf.org.ae/ar
Sources: International Energy Agency (IEA), 2020, OPEC Organization, Data -12
.and Statistics, Vienna, Austria
32
33