Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 66

‫مقدمة‬

‫ينص مب دأ نس بية العق ود وهو مب دأ ش هير ومع روف على أن الق وة‬
‫الملزمة للعقد تقتصر على طرفيه وال تنص رف آث اره إلى الغ ير ويبقى‬
‫بمنأى من أي نفع أو ضرر من اآلثار المباشرة لهذا العقد‪.‬‬
‫وفي عقد النقل البح ري كما أجمع الفقه ب أن ط رفي العقد هما الناقل‬
‫ابتداء ويرتب آثاراً مباشرة‪.‬‬
‫ً‬ ‫والشاحن ويبرم فيما بينهما‬
‫أما المرسل إليه فهو ط رف غ ريب وليس ط رف أص يل في ه ذا‬
‫العق د‪ -‬فمن هنا اختلف الفقه في بي ان األس اس الق انوني لمركز المرسل‬
‫إليه بالنس بة لعقد النقل البح ري وفي محاولة تفس ير حقوقه والتزاماته‬
‫واألساس الذي تبنى عليه‪.‬‬
‫وس نعالج في ه ذا البحث ماهية عقد النقل البح ري وط رق إثباته‬
‫وأطرافه ومن ثم نح اول بإيج از توض يح األس اس الق انوني لمركز‬
‫المرسل إليه بالنس بة للعقد الم ذكور من خالل إيج از بعض أفك ار وآراء‬
‫ونظريات فقهية حاولت تبرير هذا المركز‪.‬‬
‫اء عليه فس نأتي على إب راز حق وق المرسل إليه بالنس بة له ذا العقد‬
‫وبن ً‬
‫كحقه في استالم البضاعة وحقه برفع دعوى المسؤولية والحصول على‬
‫التعويض في حال الهالك أو الضرر الظاهر أو الخفي وكيفية تقدير هذا‬
‫التعويض بموجب القانون‪.‬‬
‫وعليه أيض اً س نبين التزاماته تج اه الناقل كالتزامه ب دفع أج رة النقل‬
‫وتس ليم المس تندات وال تي توضح أنه ص احب الحق في اس تالم البض اعة‬

‫‪-1-‬‬
‫خطية يضمن بها حقوقه بالرجوع‬
‫وما يتوجب عليه من توجيه تحفظات ّ‬
‫على الناقل في حال الهالك أو الضرر ومهلها وشروطها وآثارها‪.‬‬
‫ه ذه الحق وق ال تي ت ترتب للمرسل إليه وااللتزام ات ال تي تقع على‬
‫عاتقه ال تي س نبرزها على ال رغم من أنه طرف اً غريب اً عن عقد النقل‬
‫البحري لكنه مرتبط مع الناقل والشاحن بمجموعة عقدية تضم أيضاً عقد‬
‫البيع البحري وعقد الضمان البحري‪.‬‬
‫واآلراء والنظري ات الفقهية في ت برير وتوض يح األس اس الق انوني‬
‫لمركز المرسل إليه بالنس بة له ذا العقد ه دفها محاولة التص دي لمش كالت‬
‫عملية قد تحصل من خالل الواقع العملي له ذه العالق ات وه ذا ما يعكس‬
‫وي برز أهمية موض وع بحثنا وعليه فإننا س نعالج ه ذا الموض وع وفق‬
‫المخطط التالي‪:‬‬

‫‪-2-‬‬
‫مخطط البحث‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫المبحث التمهيدي‪ :‬ماهية عقد النقل البحري ومركز المرسل إليه فيه‪.‬‬
‫تعريف عقد النقل البحري وخصائصه‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫تعريف عقد النقل البحري‪.‬‬ ‫الفرع األول‪:‬‬
‫إثبات عقد النقل البحري‪.‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أطراف العقد‪.‬‬
‫مركز المرسل إليه في عقد النقل البحري‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫حقوق المرسل إليه‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫حق المرسل إليه باستالم البضاعة‪.‬‬ ‫المبحث األول‪:‬‬


‫إخطار وضع البضاعة تحت تصرف المرسل إليه‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫مدى توجب اإلخطار‪.‬‬ ‫الفرع األول‪:‬‬
‫خصائص اإلخطار وشكله‪.‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫حق المرسل إليه في استالم البضاعة‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫أساس حق المرسل إليه في المطالبة باستالم البضاعة‪.‬‬ ‫الفرع األول‪:‬‬
‫إلى من يجب تسليم البضاعة وكيفية إثباته‪.‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫حق المرسل إليه برفع دع‪22222222222‬وى المس‪22222222222‬ؤولية وحقه‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬


‫بالتعويض‪.‬‬
‫دعوى المسؤولية على الناقل‪:‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫أوالً‪ -‬أطراف الدعوى‪.‬‬
‫ثانياً‪ -‬طرق إثبات الدعوى‪.‬‬

‫‪-3-‬‬
‫ثالثاً‪ -‬مهلة إقامة الدعوى‪.‬‬
‫رابعاً‪ -‬المحكمة المختصة بالنظر في الدعوى‪.‬‬
‫حق المرسل إليه في التعويض‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫مقدار التعويض‬ ‫الفرع األول‪:‬‬
‫الشروط االتفاقية للتعويض‪.‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫التزامات المرسل إليه‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التزام المرسل إليه بتسليم المستندات ودفع األجرة‪.‬‬ ‫المبحث األول‪:‬‬


‫التسليم مقابل المستندات‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫التسليم مقابل الوفاء باجرة النقل‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫الوفاء بأجرة النقل‪.‬‬ ‫الفرع األول‪:‬‬
‫أثر القوة القاهرة على الوفاء باألجرة‪.‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫التزام المرسل إليه بالتحفظات‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬


‫مدى توجب التحفظات وشروطها‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫مدى توجب التحفظات من قبل المرسل إليه‪.‬‬ ‫الفرع األول‪:‬‬
‫شروط هذه التحفظات‪.‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫مفاعيل التحفظات‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫مهلة توجيه التحفظات‪.‬‬ ‫الفرع األول‪:‬‬
‫آثار هذه التحفظات‪.‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫خاتمة‪.‬‬

‫‪-4-‬‬
‫المبحث التمهيدي‬
‫ماهية عقد النقل البحري ومركز المرسل إليه فيه‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يع رف عقد نقل البض اعة بأنه عقد بمقتض اه يل تزم ش خص‪ -‬مقابل‬
‫أجر معول‪ -‬توصيل بضاعة من مكان إلى مكان وتسليمها هناك‪.‬‬
‫ويرى بعض الفقه بأن العبرة باعتبار النقل بحري اً هي أداة النقل‪ ،‬فإذا‬
‫تم النقل كله من مين اء الش حن إلى مين اء الوص ول بواس طة س فينة في‬
‫رحلة في البحر يعد نقالً بحرياً(‪.)1‬‬
‫فما هو عقد النقل البحري وكيفية إثباته وأطرافه؟‬

‫المطلب األول‪:‬‬
‫تعريف عقد النقل البحري وخصائصه‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف عقد النقل البحري‬
‫يعرف عقد النقل البحري بأنه عقد رضائي يلتزم الناقل بمقتضاه بأن‬
‫يق وم بنقل البض اعة لحس اب الشاحن من مكان آلخر عن طريق البحر‪-‬‬
‫لقاء أجر محدد(‪.)2‬‬
‫وعق ود النقل على ن وعين‪ :‬عق ود نقل تتم بس ند إيج ار وج رى الع رف‬
‫على تسميتها (النقل بسند إيجار) وعقود تتم بمقتضى سند الشحن وجرى‬
‫العرف على تسميتها (النقل بسند الشحن)‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع علي مجال الدين عوض‪ -‬القانون البحري‪ -‬القاهرة‪ -‬دار النهضة العربية‪ -1969 -‬ص‪./646/‬‬
‫(‪ )2‬راجع د‪ .‬حممد السيد الفقي‪ ،‬د‪ .‬علي البارودي‪ ،‬د‪ .‬حممد فريد العريين‪ -‬القانون البحري واجلوي‪ -‬منشورات احلليب‬
‫احلقوقية‪ -‬بريوت‪ -‬لبنان‪ -‬الطبعة األوىل ‪ -2001‬ص‪.311/‬‬

‫‪-5-‬‬
‫النوع األول‪ :‬عقد سند اإليجار‬
‫يختص بالنقل الكب ير ال ذي تحتل فيه بض اعة الش احن كل الس فينة أو‬
‫نس بة مح ددة منها وعرفته الم ادة ‪ 174/1‬من ق انون التج ارة البحرية‬
‫الس وري بأن ه‪« :‬عقد يك ون فيه كامل السفينة أو بعضها م ؤجراً بالسفرة‬
‫أو لعدة سفرات معينة»‪.‬‬
‫ويتميز هذا النوع بأن التركيز فيه ال يكون على تحديد البضاعة التي‬
‫س وف يتم نقلها بمقتض اه وإ نما على تحديد الس فينة ال تي س تقوم بالنقل‬
‫ومقدار ما يخصص منها للبضاعة‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬عقد سند الشحن‬
‫وهو األك ثر ش يوعاً وانتش اراً في عق ود النقل البح ري وفيه يعهد‬
‫الشاحن ببضاعته إلى الناقل لينقلها بواسطة السفينة مع البضائع األخرى‬
‫إلى مين اء الوص ول مقابل أج رة مح ددة وقد عرفته الم ادة ‪ 174/2‬من‬
‫ق انون التج ارة البحرية الس وري بأن ه‪« :‬عقد يتعهد فيه الناقل لق اء أج رة‬
‫أن يوصل إلى مك ان معين أمتعة أو بض ائع على أن ينقلها بطريق البحر‬
‫في كل مدة السفرة أو بعضها»(‪.)1‬‬

‫خصائص عقد النقل البحري بنوعيه‪2‬‬

‫(‪ )1‬خيتلف إجيار السفينة سواء كن ملدة معينة أن بالسفرة عن عقد النقل البحري من أن األول يتميز بوضع سفينة معينة حتت‬
‫تصرف املستأجر يف حني أن الثاين ال يتضمن أي التزام بوضع سفينة معينة حتت تصرف‬
‫الشاحن يل يكفي فيه أن يسلم الشاحن بضاعته إىل الناقل على أن يتعهد األخري بنقلها وتسليمها يف ميناء الوصول‪.‬‬
‫راجع د‪ .‬مصطفى كمال طه‪ -‬القانون البحري اللبناين‪ -‬دار النهضة العربية‪ -‬بريوت‪ -‬الطبعة األوىل‪ -1968 -‬ص‪./195/‬‬

‫‪-6-‬‬
‫‪ -1‬عقد رض ائي ينعقد بتط ابق إرادتي المجهز أو الناقل والمس تأجر أو‬
‫الش احن فال يش ترط النعق اده ش كل خ اص والكتابة مش ترطة لإلثب ات‬
‫فحسب ال لالنعقاد(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬هو عقد مل زم لجانبيه (الناقل والش احن)‪ :‬يل تزم الناقل بالقي ام بنقل‬
‫البض اعة بح راً وبالمقابل يل تزم الش احن ب دفع األج رة المتفق عليها –‬
‫فعنصرا‪ -‬البضاعة واألجرة متقابالن في العقد‪ -‬أساسيان فيه‪.‬‬
‫‪ -3‬عقد النقل البحري هو عقداً تجاري اً دائم اً بالنسبة للناقل وتجاري اً بالتبعية‬
‫في أغلب األحي ان بالنس بة للش احن مع اإلش ارة إلى أن الكتابة الزمة‬
‫إلثباته في جميع األح وال وفق اً لما نصت عليه الم ادة ‪ /195/‬من ق انون‬
‫التج ارة البحرية الس وري‪« :‬يثبت عقد إيج ار الس فينة والنقل البح ري‬
‫بالبينة الخطية ويطلق على هذا المخطوط اسم سند إيجار السفينة أو اسم‬
‫وثيقة الشحن تبعاً لنوع النقل البحري»‪.‬‬
‫وبرأينا أهمية الكتابة واضحة نظراً لما يتض منه هذا العقد من بيانات‬
‫تفص يلية عن البض اعة ومواعيد وش روط عملية النقل ومق دار األج رة‬
‫المتفق عليها وغ ير ذلك من البيان ات ال تي ال يتص ور فيها إالّ اإلثب ات‬
‫بالكتابة وال يمكن االطمئنان فيها إلى الشهادة أو القرائن‪.‬‬
‫‪ -4‬يعتبر عقد النقل البحري في إحدى صوريته على األقل‪ -‬من قبيل عقود‬
‫اإلذغ ان‪ .‬وعقد اإلذغ ان هو كما عرفته الم ادة ‪ /101/‬من الق انون‬
‫الم دني الس وري‪« :‬هو ذلك العقد ال ذي يك ون القب ول فيه قاص راً على‬
‫مجرد التسليم بشروط مقررة يضعها الموجب وال يقبل المناقشة فيها»‪.‬‬

‫(‪( )1‬للربان إخراج أي بضاعة هو على غري علم هبا هو أو جمهز السفينة)‪.‬‬

‫‪-7-‬‬
‫وقد ال يصدق هذا الوصف على النوع األول من نوعي النقل وهو النقل‬
‫بص ورة إيج ار الس فينة بالس فرة حيث يقف الش احن هنا مع الناقل على‬
‫نفس المس توى من الق وة ويتم االتف اق بعد مفاوضة ح رة دون أن يتمكن‬
‫أحدهما من إمالء شروطه على اآلخر‪.‬‬
‫أما الن وع الث اني وهو النقل بس ند الش حن‪ -‬فإنه يص دق عليه وصف‬
‫عقد اإلذغ ان‪ -‬فهو ش حن بض اعة ل دى ناقل له خطوطه المنتظمة‬
‫وش روطه المح ددة الكاملة ال تي ال يقبل تع ديلها أو مناقش تها‪ -‬وتمتعه‬
‫باالحتكار الفعلي الذي يجعل الشاحن في وضع المغلوب على أمره ال ذي‬
‫ال يملك إالّ القبول(‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إثبات عقد النقل البحري‬


‫خ رج المش رع في إثب ات عقد النقل البح ري كما في كث ير من العق ود‬
‫البحرية(‪ )2‬على قواعد اإلثب ات في الم واد التجارية واس تلزم أن يك ون‬
‫بالكتابة فجاء في المادة ‪( /195/‬من قانون التجارة البحرية السوري)‪:‬‬
‫(يثبت عقد إيج ‪22 2‬ار الس ‪22 2‬فينة والنقل البح ‪22 2‬ري بالبينة الخطية ويطلق‬
‫على ه‪22‬ذا المخطط اسم س‪22‬ند إيج‪22‬ار الس‪22‬فينة أو اسم وثيقة الش‪22‬حن تبع ‪2‬اً‬
‫لنوع النقل البحري)‪.‬‬
‫واش تراط الكتابة هو لإلثب ات وليس لص حة انعق اد العق د‪ ،‬فالعقد كما‬
‫ذكرنا هو رضائي ال يشترط لصحته شكل خاص‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬حممد السيد الفقي‪ ،‬د‪ .‬علي البارودي‪ ،‬د‪ .‬حممد فريد العريين‪ -‬القانون البحري واجلوي‪ -2001 -‬مرجع سابق‪-‬‬
‫ص‪ /312/‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )2‬كما يف عقد الضمان البحري وعقد العمل البحري‪.‬‬

‫‪-8-‬‬
‫وي ترتب على ذلك أنه ال يج وز إثب ات عقد النقل البح ري بالش هادة أو‬
‫الق رائن وإ نما يج وز إثباته بأدلة ال تقل ق وة عن الكتابة ك اإلقرار أو‬
‫اليمين‪.‬‬
‫ومن نص الم ادة الس ابقة فهن اك ورقت ان هامت ان تس تخدمان في إثب ات‬
‫عقد النقل البحري‪.‬‬
‫األولى‪ :‬سند إيجار السفينة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬وثيقة أو سند الشحن‪.‬‬

‫أوالً‪ -‬سند إيجار السفينة‪:‬‬


‫ورقة تح رر إلثب ات اتف اق الط رفين في عقد النقل الض خم توضع فيه‬
‫الس فينة كلها أو بعض ها تحت تص رف الش احن وهي تح رر دون التقيد‬
‫بشكل مسبق‪.‬‬
‫وقد نصت الم ادة ‪ /196/‬من ق انون التج ارة البحرية الس ورية على‬
‫ضرورة تحرير سند اإليجار على نسختين وحدد البيانات التي بجب أن‬
‫تذكر فيه وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬اسم المتعاق‪22‬دين‪ :‬أي اسم الناقل والش احن بمقتضى س ند اإليج ار وهما‬
‫طرفا العقد‪.‬‬
‫‪ -2‬اسم الس‪22‬فينة وحمولته‪22‬ا‪ :‬وهو بي ان ج وهري بالنس بة له ذا الن وع من‬
‫الش كل الكب ير ال ذي ينصب على حمولة الس فينة كلها أو بعض ها بحيث‬
‫توضع الس فينة تحت تص رف الش احن أثن اء عملية الش حن‪ ،‬ومع ذلك قد‬
‫يكتفي بذكر أن السفينة تعين فيما بعد‪.‬‬
‫‪ -3‬اسم الربان‪ :‬قد يشترط الشاحن على الناقل رباناً معيناً يثق به‪.‬‬

‫‪-9-‬‬
‫‪ -4‬البضائع المطلوب شحنها محددة بنوعها وكميتها‪.‬‬
‫‪ -5‬أجرة النقل‪.‬‬
‫‪ -6‬الوقت والمكان المتفق عليهما للوسق (الشحن) والتفريغ(‪.)1‬‬

‫ثانياً‪ -‬وثيقة أو سند الشحن‪:‬‬


‫هي الورقة التي تكتب عند شحن البضاعة على السفينة بالفعل إلثبات‬
‫واقعة الش حن ذاته ا‪ ،‬وتظل وظيفة س ند الش حن قاص رة على أداء ه ذا‬
‫الدور إذا كان العقد قد سبق إثباته بسند إيجار‪.‬‬
‫أما في غ ير هذه الحالة فإن سند الشحن يتجاوز ذلك إلى إثبات العقد‬
‫نفسه على النحو الس ابق بيانه إض افة على دور خ اص في تمثيل‬
‫البض اعة المش حونة وه ذا تتم يز به ورقة س ند الش حن عن ورقة س ند‬
‫اإليجار تميزاً واضحاً‪.‬‬
‫فسند الشحن يمثل حيازة البضاعة التي تم نقلها على السفينة بمقتضاه‬
‫ول ذا ف إن تحويل س ند الش حن ه ذا إلى الغ ير فإنه يتض من نقل حي ازة‬
‫البض اعة إلي ه‪ ،‬إذ يحق له اس تالمها بمقتضى س ند الش حن في مين اء‬
‫الوص ول وب ذلك ف إن س ند الش حن يكتسب أهمية كب يرة في إط ار النقل‬
‫البحري(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬ال يرتتب على ذلك إهدار أو ترك بعض هذه البيانات أن تفقد الورقة قيمتها باعتبارها دليل إثبات على ما جاء هبا بالفعل من‬
‫بيانات فمثالً قد ال يرى الطرفان ضرورة للنص على حتديد زمان ومكان الشحن والتفريغ حتديداً قاطعاً فريجع يف ذلك إىل‬
‫العادات احمللية وهذا ما أكدته املادة ‪ /198/‬من قانون التجارة البحرية السوري‪« :‬إن كل نسخة من نسخ وثيقة الشحن خلت‬
‫من ذكر األمور السابق بياهنا ال تصلح إالّ كمبدأ ثبوت بالكتابة»‪.‬‬
‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬علي مجال الدين عوض‪ -‬القانون البحري‪ -‬القاهرة‪ -‬دار النهضة العربية‪ -1987 -‬ص‪.228-227‬‬
‫الوسق‪ :‬الشحن‪.‬‬
‫الواسق‪ :‬الشاحن‪.‬‬

‫‪-10-‬‬
‫والم ادة ‪ /197/‬من ق انون التج ارة البحرية الس وري نصت على‬
‫ض رورة تحريرها على ثالث نس خ‪ :‬نس خة للواسق وثانية للمرسل إليه‬
‫وثالثة للربان واشترطت البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬اسم المتعاقدين‪ :‬مجهز السفينة والشاحن‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد البضائع الموسوقة بنوعها ووزنها وحجمها عالماتها‪.‬‬
‫‪ -3‬اسم السفينة وتابعيتها‪.‬‬
‫‪ -4‬شروط النقل من أجرة السفينة ومحل السفر والمكان المقصود‪.‬‬
‫‪ -5‬تاريخ النسخ التي نظمها الربان‪.‬‬
‫‪ -6‬إمضاء الربان والواسق‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أطراف العقد‬


‫األصل أن لكل عقد ط‪22‬رفين‪ :‬هما الناقل والش احن فهما الل ذان يبرم ان‬
‫عقد النقل البح ري‪ -‬ومن المتص ور أن تقتصر آث ار ه ذا العقد عليهم ا‪-‬‬
‫كما لو ك ان الش احن ينقل البض اعة إلى أحد فروعه ع بر البحر أو إلى‬
‫مع رض يق ام في بلد أجن بي بحيث يتس لمها هو أو وكالؤه في مين اء‬
‫الوصول‪.‬‬
‫إالّ أن الغ الب أن يرسل الش احن البض اعة إلى ش خص ث الث هو‬
‫المرسل إليه‪ ،‬ويكون ذلك عادة في صورة البيع البحري حيث يبرم فيه‬
‫الب ائع عقد النقل مع الناقل ليتس لمها المرسل إليه (المش تري) في مين اء‬
‫الوص ول‪ -‬ويب نى على ذلك أن ي ترتب للمرسل إيه رغم أنه ليس طرف اً‬
‫متعاق داً مع الناقل حق خ اص في مواجهة ه ذا األخ ير هو حق في‬

‫‪-11-‬‬
‫المطالبة بالبض اعة عند وص ولها في الميع اد ومس اءلته عن تس ليم‬
‫البضاعة وفقاً لشروط العقد(‪.)1‬‬
‫إض افة لما ينشأ عن ه ذا الحق من آث ار وحق وق أخ رى للمرسل إليه‬
‫كحقه في فحص البض اعة وحقه في رفع دع وى المس ؤولية والمطالبة‬
‫ب التعويض في حالة أي ض رر أو تلف قد يلحق ه ذه البض اعة وما ينشأ‬
‫عن ه ذا العقد من التزام ات على ع اتق المرسل إلي ه‪ ،‬كالتزامه بوف اء‬
‫أج رة النقل والتزامه بالتحفظ ات ومواعي دها في ح ال الهالك الظ اهر أو‬
‫الخفي وهذا ما سنأتي على ذكره تباعاً فيما سيأتي‪.‬‬
‫وعليه فأطراف عقد النقل البحري تكون على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬الش‪22 2‬احن‪ :‬هو الش خص ال ذي يطلب نقل بض ائع خاصة به أو خاصة‬
‫بش خص آخ ر‪ ،‬من مك ان إلى آخ ر‪ .‬وليس من الض روري أن يتم التعاقد‬
‫مباشرة بين الشاحن والناقل‪.‬‬
‫فيح دث كث يراً أن يلجأ كل من ط رفي العقد إلى وس يط يق وم ب إبرام‬
‫العقد نيابة عنه كالربان أو أمين السفينة بالنسبة للناقل أو الوكيل بالعمولة‬
‫بالنس بة للش احن‪ .‬وعندئ ٍذ يتعاقد الوكيل بالعمولة مع الناقل باس مه‬
‫الشخصي لحس اب موكله الشاحن ويك ون ه ذا الوكيل مس ؤوالً أمامه عن‬
‫تنفيذ عق ده وقد يتوسط بين الناقل والش احن سمس اراً يس عى إلى تق ريب‬
‫(‪)1‬‬
‫وجهات النظر بينهما دون أن يكون مسؤوالً عن تنفيذ العقد‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬علي البارودي‪ -‬مبادئ القانون البحري‪ -‬القاهرة‪ -1983 -‬ص‪./142/‬‬
‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬حممد فريد العويين‪ ،‬د‪ .‬حممد السيد الفقي‪ -‬القانون البحري واجلوي‪ -‬منشورات احلليب احلقوقية‪ -‬بريوت‪ -‬طبعة‬
‫‪ -2002‬ص‪./302/‬‬

‫‪-12-‬‬
‫‪ -2‬الناقل‪ :‬هو الطرف اآلخر في العقد وهوا ل ذي يل تزم بم وجب العقد بان‬
‫ينقل البض اعة إلى مك ان آخ ر‪ -‬وقد يتعاقد مباش رة مع الش احن أو ممثالً‬
‫بوكيله الرب ان أو بم دير الف رع إذا ك ان للش ركة الناقلة ف رع أو بوكيل إذا‬
‫كانت الشركة الناقلة ممثلة بوكيل فحسب‪.‬‬

‫‪ -3‬المرسل إليه‪ :‬هو الشخص الذي ترسل إليه البضاعة‪ ،‬ويمكن أن يكون‬
‫طرف اً أص لياً في العقد ك أن يك ون الش احن هو نفسه المرسل إليه أو أن‬
‫يكون غريب اً عن العقد وهو الغالب واألكثر شيوعاً‪ ،‬والمرسل إليه يمكن‬
‫أن يكون معروفاً عند إجراء العقد كما يمكن أن يكون مجهوالً‪ .‬كأن ينشأ‬
‫عقد النقل لشخص معين أو ألمر شخص معين أو للحامل(‪.)2‬‬

‫(‪ )2‬راجع د‪ .‬هشام فرعون‪ †-‬القانون البحري‪ -‬مطبعة جامعة دمشق ‪ -1976‬ص‪./172/‬‬

‫‪-13-‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫مركز المرسل إليه بالنسبة لعقد النقل البحري‬
‫س بق وذكرنا أن عقد النقل البح ري في أساسه ينشأ وي رتب حق وق‬
‫والتزام ات بين ط رفين هما الش احن والناق ل‪ ،‬إالّ أنه في الغ الب أن يمتد‬
‫أثر هذا العقد إلى شخص ثالث فيعطيه حقوق اً ويرتب عليه التزامات هو‬
‫المرسل إليه‪.‬‬
‫وهن اك خالف نظ ري كب ير ح ول مركز المرسل إيه وهل هو ط رف‬
‫ث الث في عقد النقل ال ذي أبرمه الش احن والناقل أم هو من الغ ير‪،‬‬
‫وحاولت عدة نظريات بيان التكييف القانوني لمركز المرسل إليه بالنسبة‬
‫له ذه العالقة التعاقدية والكالم ال ذي يمكن أن يق ال في تأييد أو نقد ه ذه‬
‫النظريات كثير‪ .‬ومن أهم هذه النظريات‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نظرية االشتراط لمصلحة الغير‬


‫برأي هذا االتجاه أن الشاحن وقت إبرامه عقد النقل يشترط لمصلحة‬
‫المرسل إليه فيكتسب ه ذا األخ ير بم وجب االش تراط الحق في تس لم‬
‫البضاعة ويتحقق قبوله بالطبع عندما يتقدم الستالم هذه البضاعة‪ ،‬ومن‬
‫ناحية أخ رى ف إن قب ول ه ذا االش تراط من ج انب المرسل إليه يف ترض‬
‫قبوله تنفيذ االلتزام ات المرتبطة به ذا االش تراط ك االلتزام ب دفع أج رة‬
‫النقل وااللتزام بالشروط الواردة في سند الشحن وما إلى ذلك‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المرسل إليه يستمد حقه من سند الشحن ذاته‬

‫‪-14-‬‬
‫اعتنق ع دد كب ير من الفقه اء ه ذه النظرية مق ررين أن للمرسل إليه‬
‫ذا الحق من وثيقة‬ ‫تمد ه‬ ‫حق مباشر يمارسه في مواجهة الناقل ويس‬
‫الش حن ذاتها(‪ ،)1‬فس ند الش حن ي زود حامله الش رعي حق ذاتي ومس تقل‬
‫عن عقد النقل األص لي الم برم بين الش احن والناقل ففي س ند الش حن‬
‫أساس حقه وحدود التزاماته‪.‬‬
‫رف‬ ‫فالمرسل إليه يتمتع بحق مباشر في مواجهة الناقل وكأنه ط‬
‫أص لي في وثيقة الش احن فيط الب بتس ليمه البض اعة في المك ان والزم ان‬
‫المتفق عليهما‪.‬‬
‫ول ذا ف إن المرسل إليه اس تناداً له ذا المفه وم فال يحكم مرك زه إالّ س ند‬
‫الش حن وح ده ومنذ ت وافر علمه بالش روط المدرجة فيه عند اس تالمه‬
‫وليس قبل ذلك‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بالنس بة لعقد النقل‬ ‫‪ -‬وبرأينا أن المرسل إليه يعت بر بال شك هو غ ير‬
‫البحري (العالقة التعاقدية األصلية القائمة بين الناقل والشاحن) فهو ليس‬
‫طرف اً في ه ذه العالقة ألنه لم يش ارك في إبرامه ا‪ ،‬لكن الض رورات‬
‫العملية أوجبت قيام عالقات مباشرة بين المرسل إليه والناقل‪.‬‬
‫‪ -‬ومن النظريات األخرى ال تي حاولت ت برير مركز المرسل إليه بالنس بة‬
‫لعقد النقل البحري نظرية النيابة الناقصة مفادها وجود وكالة ضمنية بين‬

‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬هشام فرعون‪ †-‬مرجع سابع‪ -‬ص‪./212/‬‬


‫(‪ )2‬ينشأ هلذا الغري صاحب املصلحة حق خاص ومستقل يوفر له النفاذ داخل اجملموعة العقدية اليت هو عضو فيها أو يتيح له أن‬
‫يطلب من عضو آخر داخل ذات اجملموعة العقدية أن حيرتم مصلحته وأن ينفذ لصاحله أداء وهذا هو مفهوم نفاذ عقد ما يف‬
‫مواجهة الغري بصفته واقعة قانونية‪.‬‬
‫راجع د‪ .‬عباس مصطفى املصري‪ -‬املركز القانوين للمرسل إليه يف عقد النقل البحري‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪ /149/‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪-15-‬‬
‫الشاحن والمرسل إليه وعليه فإن الشاحن في تعاقده مع الناقل يعتبر نائب اً‬
‫عن المرسل إليه ولكن نيابة ناقصة بمع نى أن الش احن يظل ملتزم اً‬
‫بالوفاء بأجرة النقل شأنه شأن الموكل الذي تنصرف إليه آثار العقد ال ذي‬
‫أبرمه الوكيل وفق اً ألحك ام النيابة فال يمكن اف تراض أن الناقل قد تخلى‬
‫باختياره عن حقه الشخصي من قبل الشاحن‪.‬‬

‫‪-16-‬‬
‫الفصل األول‬
‫حقوق المرسل إليه‬
‫‪ -‬ينظم عقد النقل‪ -‬كما رأينا في البداية‪ -‬بين الشاحن والناقل ويرتب على‬
‫عاتقهما حقوق اً والتزام ات مقابل ة‪ ،‬إالّ أن آث ار ه ذا العقد تنص رف إلى‬
‫ش خص ث الث في حالة يك ون فيها الش احن هو غ ير المرسل إليه فهنا‬
‫يستفيد من هذه الحقوق شخص غريب في األصل عن العقد هو المرسل‬
‫إليه وتترتب عليه بالمقابل التزامات‪.‬‬
‫وعليه واس ‪22‬تناداً لما أوض ‪22‬حنا في بي ‪22‬ان مركز المرسل إليه بالنس ‪22‬بة‬
‫لعقد النقل البحري‪.‬‬
‫في ترتب له حقوق اً تج اه الناقل تتمثل في اس تالم البض اعة وما يس بقه‬
‫بحقه في اإلخط ار بوص ول ه ذه البض اعة وحقه في الرج وع على الناقل‬
‫بدعوى المسؤولية على الناقل لمطالبته بالتعويض عن التأخير أو الهالك‬
‫أو التلف الذي قد يلحق البضاعة أثناء تنفيذ عقد النقل‪.‬‬

‫‪-17-‬‬
‫المبحث األول‬
‫حق المرسل إليه باستالم البضاعة‬
‫تسليم البضاعة للمرسل إليه هو الهدف األساسي والجوهري للنقل بل‬
‫هو علة وجود النقل(‪.)1‬‬
‫وغالب اً ما يكون المرسل إليه على غير علم بالسفينة وال بالناقل الذي‬
‫يق وم بنقل البض اعة إلي ه‪ ،‬وه ذا ما يعطي إخط ار المرسل إليه بوضع‬
‫البض اعة تحت تص رفه أهمية خاصة تحقق اله دف األساسي من عقد‬
‫النقل البحري وهو تسليم البضاعة بالسرعة المطلوبة‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬‬
‫إخطار وضع البضاعة تحت تصرف المرسل إليه‬
‫على الناقل عندما يوصل البضاعة المطل وب نقلها بم وجب عقد النقل‬
‫إلى مك ان التس ليم أن يق وم بإخط ار المرسل إليه بوضع البض اعة تحت‬
‫تص رفه وذلك لي أتي ليتس لمها وذلك لتحقيق الغ رض األساسي من عقد‬
‫النقل‪.‬‬
‫ولكن هل يعطي هذا الحق للمرسل إليه في كل الحاالت والظروف‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مدى توجب اإلخطار‬

‫(‪ )1‬يقول األستاذ روديري‪« :‬عقد النقل هو التصرف الذي ينفذ من خالله أي ناقل التزامه األساسي واجلوهري بتسليم البضاعة‬
‫للمرسل إليه وهو الذي يضع النهاية الطبيعية لعقد النقل»‪.‬‬
‫نقالً عن د‪ .‬عباس مصطفى املصري‪ -‬املركز القانوين للمرسل إليه يف عقد النقل البحري‪ -‬املرجع السابق‪ -‬ص‪./167/‬‬

‫‪-18-‬‬
‫إذا كان المرسل إليه معروفاً ومحدداً وهذا على فرض أن سند الشحن‬
‫قد ص در أس مياً‪ ،‬فهنا على الناقل االل تزام بإخط ار المرسل إليه بوص ول‬
‫الس فينة ووضع البض اعة تحت تص رفه وه ذا االل تزام ناشئ عن اتف اق‬
‫األطراف بموجب سند الشحن‪.‬‬
‫وعليه فعلى الناقل في ه ذه الحالة االل تزام وفق اً للم ادة ‪ /135/‬م دني‬
‫فرنسي وتناظرها الم ادة ‪ /148/‬م دني س وري‪« :‬العقد ش ريعة‬
‫المتعاق دين فال يج وز نقضه وال تعديله إالّ باتف اق الط رفين أو لألس باب‬
‫التي يقررها القانون»‪.‬‬
‫فهنا يق وم العقد مق ام الق انون في تناوله لتنظيم عالقة المتعاق دين‬
‫وينبغي على القاضي تطبيق الشروط كما لو كان يطبق قانوناً‪.‬‬
‫وبالمقابل فليس هن اك ما يمنع من االتف اق في س ند الش حن على إعف اء‬
‫الناقل من القي ام بمثل ه ذا اإلج راء في ظل س كوت النص وص القانونية‬
‫في مجال النقل البحري‪.‬‬
‫أما إذا كان سند الشحن إذني اً أو لحامله فهنا من المستحيل على الناقل‬
‫أن يحدد بوضوح صاحب الحق في استالم البضاعة والذي يلزم بوضع‬
‫البض اعة تحت تص رفه وفي ه ذا الغ رض فعلى حامل س ند الش حن‬
‫ضرورة قيامه بتتبع وصول السفينة واالستعالم عنها وبرأينا فإن الناقل‬
‫وفق اً له ذا الغ رض ال يك ون ملزم اً بإخط ار المرسل إليه الغ ير مح دد‬
‫والغير معروف‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص اإلخطار وشكله‬

‫‪-19-‬‬
‫إخطار وضع البضاعة تحت تصرف المرسل إليه لم يحظ بأي تنظيم‬
‫قانوني صريح(‪ )1‬بالنسبة لقانون التجارة البحرية السوري‪.‬‬
‫فهنا ال بد للرج وع إلى القواعد العامة المنص وص عليها في الق انون‬
‫المدني إلى نص المادة ‪ /148/‬المذكورة إضافة إلى نص المادة ‪/149/‬‬
‫مدني سوري يجب تنفيذ العقد طبق اً لما اشتمل عليه وبطريقة تتفق مع ما‬
‫يوجبه حسن النية وال يقتصر العقد على إل زام المتعاقد بما ورد فيه ولكن‬
‫يتناول أيضاً ما هو من مستلزماته وفق اً للقانون والعرف والعدالة بحسب‬
‫طبيعة االلتزام‪.‬‬
‫فإننا ن رى أن الناقل أو نائبة ملزم اً في ح ال وج ود اتف اق مع الش احن‬
‫بتنظيم إخط ار للمرسل إليه بوضع البض اعة تحت تص رفه لي أتي‬
‫وبتسلمها أن يلتزم بإرسال هذا اإلخطار وأن يلتزم باآلثار التي تترتب‬
‫على ذلك تطبيق اً لش روط س ند الش حن ال ذي يثبت عقد النقل البح ري‬
‫وبطريقة تتفق مع حسن النية كما تنص عليه القواعد العامة مع اإلش ارة‬
‫إلى مركز المرسل إليه بالنس بة لعقد النقل البح ري كما ذكرنا س ابقاً بأنه‬
‫طرف ثالث يستمد قوته وحقوقه من سند الشحن ذاته في إطار مجموعة‬
‫عقدية ينظمها وح دة الس بب تتض من عقد النقل البح ري وعقد ال بيع‬
‫البحري وعقد الشحن والتفريغ‪.‬‬

‫(‪ )1‬فال القانون البحري الفرنسي القدمي لعام ‪ 1936‬واجلديد لعام ‪ 1966‬وال اتفاقية بروكسل لسندات الشحن لعام ‪1924‬‬
‫وال اتفاقية ه††امبورع لنقل البض††اعة ب††البحر لع††ام ‪ -1978‬كله††ا‪ -‬مل تتع††رض لتنظيم إخط††ار وضع البض††اعة حتت تص††رف املرسل‬
‫إليه وذات املس††ألة تنطبق على الق††وانني البحرية املص††رية ق††دميها وح††ديثها على ال††رغم من أمهية ه††ذه املس††ألة وما ميكن أن تث††ريه من‬
‫مشكالت عملية‪.‬‬
‫راجع د‪ .‬عباس مصطفى املصري‪ -‬املركز القانوين للمرسل إليه يف عقد النقل البحري‪ -‬املرج السابق‪ -‬ص‪./174/‬‬

‫‪-20-‬‬
‫أما ش كل اإلخط ار فأيض اً ال يوجد أي نص في الق انون البح ري‬
‫الفرنسي وال السوري ينص أن يكون اإلخطار المرسل من قبل الناقل أو‬
‫نائبه إلى المرسل إليه بوضع البضاعة تحت تصرفه يتضمن شكالً معين اً‬
‫لكي ينبغي له ذا اإلخط ار على اف تراض تض مينه لعقد النقل البح ري أن‬
‫يتض من معلوم ات كافية عن المرسل إليه وعنوانه وس اعة وت اريخ‬
‫إرس اله والس اعة والت اريخ المطل وب حض ور المرسل إليه فيهما التخ اذ‬
‫إجراءات استالم البضاعة(‪.)1‬‬
‫وبرأينا أن أي وس يلة تك ون معقولة ومقبولة هي ص الحة الس تخدامها‬
‫وس يلة إلخط ار المرسل إليه بوضع البض اعة تحت تص رفه ما لم يتفق‬
‫في سند الشحن (المثبت لعقد النقل البحري) أي وسيلة معينة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫حق المرسل إليه في استالم البضاعة‬
‫كما س بق وأوض حنا أن عقد النقل البح ري ي برم في األصل فيما بين‬
‫الناقل والشاحن ويعطى كل منهما حقوقاً بموجب هذا العقد ويترتب علي‬
‫كل منهما التزامات بالمقابل‪ ،‬وأوضحنا أن المرسل إليه هو طرف ثالث‬
‫غ ريب بالنس بة له ذا العقد لكنه ص احب مص لحة فيعطي حقوق اً وي ترتب‬
‫عليه التزامات من هذا العقد‪.‬‬
‫وفقاً لهذا فللمرسل إليه حق مباشر في مواجهة الناقل ويطالبه بتسليمه‬
‫البض اعة في المك ان والزم ان المتفق عليهما في وثيقة أو س ند الش حن‪،‬‬

‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬عباس مصطفى املصري‪ -‬املركز القانوين للمرسل إليه يف عقد النقل البحري‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./182/‬‬

‫‪-21-‬‬
‫وإ ذا أخل الناقل بتنفيذ إح دى التزاماته لجهة التس ليم ا‪ ,‬لجهة إيص ال‬
‫البض اعة وهو التزامه الرئيسي (ال تزام بتحقيق نتيج ة)‪ ،‬ف إذا لم تتحقق‬
‫النتيجة ولم تصل البض اعة أو وص لت معيبة فللمرسل إليه كما سنوضح‬
‫وع على الناقل والمطالبة‬ ‫ؤولية والرج‬ ‫وى المس‬ ‫الحق برفع دع‬
‫بالتعويض‪.‬‬
‫تس ليم البض اعة هو العملية األخ يرة في تنفيذ عقد النقل وبها تنتهي‬
‫مس ؤولية الناق ل‪ -‬وتتلخص في وضع البض اعة تحت تص رف ص احب‬
‫الحق في اس تالمها في مين اء الوص ول وهي تختلف عن التفريغ من‬
‫(‪)1‬‬
‫ينهي عقد النقل أما التفريغ فهو العملية‬ ‫ناحية أن التس ليم عمل ق انوني‬
‫المادية التي تتخلص في إخراج البضاعة من السفينة‪.‬‬
‫واألصل أن يكون التسليم الحق اً على التفريغ وقد يكون التسليم سابقاً‬
‫على التفريع وذلك إذا ك ان التفريغ على ع اتق المرسل إليه ف إن تس ليم‬
‫البضاعة يتم على السفينة ويكون على األخير أن يفرغها بنفسه(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬يلتزم الناقل مبجرد رسو السفينة يف ميناء الوصول بتسليم البضاعة املشحونة عليها إىل املرسل إليه والتسلم عملية قانونية ينتهي‬
‫بتمامها تنفيذ عقد النقل البحري وتربز أمهيته يف أنه يرتتب عليه تغرياً جوهرياً يف مراكز أطراف عقد النقل‪ .‬إذ تنتقل به مس††ؤولية‬
‫احملافظة على البضاعة من الناقل إىل املرسل إليه‪.‬‬
‫راجع د‪ .‬حممد فريد العويني‪ ،‬د‪ .‬حممد السيد الفقي‪ -‬القانون البحري واجلوي‪ -‬منشورات احلليب احلقوقية طبعة ‪ -/2002/‬ص‪/‬‬
‫‪./334‬‬
‫(‪« )1‬إن تسليم البضاعة هو التدبري القانوين الذي يقوم مبوجبه الناقل بوضع البضاعة يف حيازة املرسل إليه وحتت تصرفه وال بد‬
‫من التم††يز بني عملية التفريغ وهي إن††زال البض††اعة يف الس††فينة وهي عملية مادية حبتة وبني عملية التس††ليم وهي عملية قانونية حبت††ة‪،‬‬
‫وذلك أن التسليم إما أن يكون قبل التفريغ ا‪ ,‬بعده‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كانت البضاعة مرسلة بشرط التسليم يف عنرب السفينة يتم االستالم والتسليم قبل التفريغ وعلى العكس ففي التسليم حتت‬
‫الروافع أو يف مستودعات املرفأ فإن عملية التسليم القانوين تتم يعد إجناز عملية التفريغ»‪.‬‬
‫اجتهاد حمكمة النقض السورية (غرفة أوىل‪ -‬قرار ‪ /633/‬أساس ‪ /5107/‬تاريخ ‪.)28/2/1994‬‬

‫‪-22-‬‬
‫الف‪JJ‬رع األول‪ :‬أس‪JJ‬اس ح‪JJ‬ق المرس‪JJ‬ل إلي‪JJ‬ه في المطالب‪JJ‬ة‬
‫باستالم البضاعة‬
‫إذا كانت البضاعة مرسلة للشاحن نفسه فال صعوبة في األمر إذ يغدو‬
‫المط الب بالتس ليم وكيالً عن الش احن وتتح دد حقوقه في مواجهة الرب ان‬
‫بالعقد الذي أبرمه الشاحن مع الناقل‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا كان المرسل إليه شخص اً مستقالً عن الشاحن فيصبح األمر أكثر‬
‫ص عوبة إذ ال يمكن الق ول أنه وكيل عن الش احن ول ذا يتعين البحث عن‬
‫األساس القانوني الذي يطالب بمقتضاه الربان بتسليمه البضاعة‪.‬‬
‫حق المرسل إليه في المطالبة باس تالم البض اعة إنما يس تند إلى س ند‬
‫الش حن وح ده وينشأ بال ذات من توقيع الرب ان أو الناقل على ه ذا الس ند‪،‬‬
‫فعقد النقل ينشئ رابطة عقدية بين الش احن والناق ل‪ ،‬ولكن العقد ال يحكم‬
‫العالقة بين المرسل إليه والناقل وبعب ارة أخ رى إن مش ارطة اإليج ار أو‬
‫عقد النقل ال يحكم إالّ العالق ات المباش رة بين الش احن والناقل وأما‬
‫العالقة بين الشاحن والمرسل إليه فيحكمها العقد ال ذي بينهما كعقد بيع أو‬
‫رهن مثالً‪ .‬وأما العالقة بين المرسل إليه والناقل فيحكمها س ند الش حن‬
‫وح ده إذ هو ال يع رف غ يره مع أنه غ ير بالنس بة له ذا الس ند كما س بق‬
‫وأوضحنا لكنه صاحب مصلحة ويتفرع عن ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬ال يحتج على المرسل إليه بما ي رد في مش ارطة اإليج ار مخالف اً ش روط‬
‫س ند الش حن إالّ أن يتض من الس ند إحالة المش ارطة فتعت بر المش ارطة‬
‫ٍ‬
‫حينئذ جزء ال يتجزأ من سند الشحن في حدود هذه اإلحالة‪.‬‬

‫‪-23-‬‬
‫‪ -2‬تتح دد حق وق المرسل إليه بالبيان ات ال واردة في س ند الش حن وقد ي ؤدي‬
‫ذلك إلى أن تكون له حقوق أكثر من حقوق الشاحن قبل الناقل فال يجوز‬
‫للرب ان مثالُ أن يثبت أن البض اعة ال وارد ذكرها في الس ند لم تش حن‬
‫فعالً‪ -‬بل يلتزم بتسليم البضاعة الواردة في سند الشحن‪.‬‬
‫‪ -3‬ال يلزم المرسل إليه إالّ بااللتزامات الواردة في سند الشحن وال يستطيع‬
‫أن يفلت منها م ادام يتمسك بما يثبته له الس ند من حق وق‪ ،‬إذ أن الس ند‬
‫يعت بر كالً ال يتج زأ والربان إذا حاز البضاعة لحساب المرسل إليه ف إن‬
‫هذا األخير ال يلتزم بتعويضه عن االلتزامات المتقدم ذكرها إالّ إذا تقدم‬
‫ٍ‬
‫فعندئذ يكون للربان أن يطالبه بما كلفته حيازته لها ف إذا‬ ‫مطالباً بالبضاعة‬
‫بقي المرسل إليه س اكتاً أو امتنع عن اس تالمها لم يكن للرب ان س وى‬
‫الرجوع على الشاحن بمقتضى عقد النقل المبرم بينهما(‪.)1‬‬
‫فالمرسل إليه إنما يتمتع بحق مباشر في واجهة الناقل وكأنه ط رف‬
‫أص لي في وثيقة الش حن فيط الب بتس ليمه البض اعة في المك ان والزم ان‬
‫المتفق عليهما وإ ذا أخل الناقل بالتزامه فإن من حق (المرسل إليه) طلب‬
‫التع ويض ومن جهة ثانية ف إن من حق الناقل أن ي دفع في مواجهة‬
‫المرسل إليه بالدفوع التي يستمدها من وثيقة الشحن‪ :‬كأن تشترط الوثيقة‬
‫ع دم تس ليم البض اعة إالّ بعد تحص يل القيمة أو أن تش ترط تس ديد أج رة‬
‫النقل قبل التسليم‪...‬إلخ(‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إلى من يجب تسليم البضاعة وكيفية إثباته‪:‬‬

‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬علي مجال الدين عوض‪ -‬القانون البحري‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./245/‬‬
‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬هشام فرعون‪ †-‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./212/‬‬

‫‪-24-‬‬
‫أوالً‪ -‬إلى من يجب تسليم البضاعة؟‬
‫وثيقة الشحن تقوم في أساسها على التزام يقع على عاتق الناقل بتسليم‬
‫بض اعة مح ددة أوص افها فيه ا‪ ،‬ل ذلك ف إن العبء ال ذي يقع على ع اتق‬
‫الناقل يقتصر على معرفة إلى من يجب أن تس لم هذه البضاعة‪ ،‬فال يبرأ‬
‫الناقل من التزامه بالتس ليم إال إذا ك ان الرب ان أو أمين الس فينة قد ق ام‬
‫بتسليم البضاعة إلى صاحب الحق فيها‪.‬‬
‫وهنا يواجه الناقل عدة حاالت أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا ك ان س ند الش حن أس مياً يتعين على الرب ان تس ليم البض اعة للش خص‬
‫المح دد في الس ند أو الش خص ال ذي إليه الحق الث ابت فيه بمقتضى‬
‫إجراءات حوالة الحق‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان سند الشحن لإلذن أو لألمر وجب على الربان أن يسلم البضاعة‬
‫إلى الحامل الشرعي للسند وفقاً للتظهير المدون عليه‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا ك ان س ند الش حن للحامل ج از للرب ان تس ليم البض اعة ألي ش خص‬
‫يتقدم إليه عند الوصول حامالً سند الشحن(‪.)1‬‬
‫وقد يتع رض الناقل لص عوبة في التس ليم خاصة حين يتق دم ع دة‬
‫أش خاص يطالبونه بتس ليمهم البض اعة حين تك ون وثيقة الش حن مح ررة‬
‫على أكثر من نسخة وانتقلت كل منهما إلى شخص آخر بالتظهير‪.‬‬
‫والمشرع السوري حدد حلوالً لمواجهة هذه المشاكل‪:‬‬
‫أ‪ -‬فإذا كانت قبل التسليم‪ :‬فإن الشخص الذي سيتم ألمره التسليم بموجب‬
‫الم ادة ‪ /202/‬من ق انون التج ارة البحرية الس وري في ح ال حصل‬

‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬جممد فريد العويين‪ ،‬د‪ .‬حممد السيد الفقي‪ -‬القانون البحري واجلوي‪ -2002 -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./335/‬‬

‫‪-25-‬‬
‫خالف بين حاملي نسخ شتى من وثيقة الشحن الواحدة القابلة للتداول فإن‬
‫النسخة التي تحمل أقدم تظهير تفضل على سواها‪.‬‬
‫الم ادة ‪ /202/‬من ق انون التج ارة البحرية الس وري‪« :‬إذا حصل قبل‬
‫تسليم الربان ألية بضاعة خالف بين جاملي نسخ شتى من وثيقة الشحن‬
‫الواح دة القابلة للت داول ف إن النس خة ال تي تحمل أق دم تظه ير تفضل على‬
‫سواها»‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإ ذا كانت بعد التسليم‪ :‬فإذا وقع خالف بعد تسليم البضاعة ألحد حاملي‬
‫إحدى النسخ القابلة للتداول فال يمكن أن يفضل عليه حامل نسخة أخرى‬
‫ولو كانت تحمل تاريخاً سابقاً‪.‬‬
‫الم ادة ‪ /202/‬من ق انون التج ارة البحرية الس وري‪« :‬أما بعد أن‬
‫يتس لم البض اعة حامل إح دى النسخ القابلة للت داول فال يمكن أن يفضل‬
‫عليه حامل نسخة أخرى ولو كانت تحمل تاريخاً سابقاً»‪.‬‬
‫ج‪ -‬وإ ذا لم يس تطع الناقل أن يح دد على وجه الدقة ص احب الحق ك ان من‬
‫واجبه أن يطلب إلى القض اء تع يين ح ارس قض ائي ت ودع لديه البض ائع‬
‫حتى يفصل في أساس الحق(‪.)1‬‬
‫‪ -4‬وفي ح ال ع دم تق دم أحد لتس لم البض اعة أو حضر المرسل إليه ورفض‬
‫استالم هذه البضاعة كأن يدعي أن البضاعة معيبة‪ ،‬ففي هذه الحالة منح‬
‫المش رع الرب ان بم وجب الم ادة ‪ /179/‬من ق انون التج ارة البحرية‬
‫الس وري أن يطلب من القض اء إعط اء األمر ب بيع البض اعة كلها أو‬
‫بعضها الستيفاء أجرة النقل من ثمنها وتقرير إيداع البضائع غير المبيعة‬

‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬هشام فرعون‪ †-‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./213/‬‬

‫‪-26-‬‬
‫لدى أمين‪ ،‬وإ ذا كانت حصيلة البيع ال تكفي للوفاء بمبلغ األجرة فللربان‬
‫حق مطالبة الشاحن بالفرق‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬إثبات التسليم‬


‫لم ينص قانون التجارة البحرية السوري صراحة على طريقة محددة‬
‫إلثب ات التس ليم ففي ه ذه الحالة برأينا نرجع إلى القواعد العامة فإثب ات‬
‫التس ليم هو عمل تج اري مفت وح لإلثب ات بكل ط رق اإلثب ات وأن توقيع‬
‫اإليص ال من المرسل إليه باس تالم البض اعة يك ون قرينة قاطعة على‬
‫استالمه البضاعة‪.‬‬
‫فيت وجب على الناقل أن يطلب من المرسل إليه عند تس ليمه البض اعة‬
‫إيص االً ب ذلك يش هد بموجبه األخ ير أو وكيله أو من له الحق بطلب‬
‫االس تالم بأنه اس تلم البض اعة كما هي مح ددة في وثيقة الش حن وعن دها‬
‫يكون قد نفذ التزامه المترتب عليه بموجب عقد النقل البحري‪.‬‬

‫‪-27-‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫حق المرسل إليه برفع دعوى المسؤولية وحقه بالتعويض‬

‫يعت بر عقد النقل البح ري من العق ود الملزمة لج انبين‪ :‬ي رتب على‬
‫تزام مح دداً (التزام بنتيجة أو غاي ة) هو إيصال البضاعة سالمة‬
‫الناقل ال ً‬
‫إلى المرسل إليه وتس ليمها له في ال وقت المح دد كما اتفق عليه أو كما‬
‫يح دده الع رف‪ .‬ف إذا لم يحقق ه ذه النتيجة ك أن تصل البض اعة معيبة أم‬
‫أنها لم تصل أب داً بس بب هالكها أو وص لت في وقت مت أخر اعت بر‬
‫مسؤوالً وتوجب عليه التعويض(‪.)1‬‬
‫وقد أكد على ذلك االجتهاد القضائي لدى محكمة النقض في سوريا إذ‬
‫أك دت في قرارها رقم ‪ /654/‬الص ادرة عن غرفتها األولى في القض ية‬
‫رقم ‪ /785/‬تاريخ ‪.10/10/1999‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تخضع ألحك ام القواعد العامة‬ ‫األصل أن مس ؤولية الناقل البح ري‬
‫في المسؤولية العقدية‪.‬‬
‫تقوم هذه المسؤولية على اإلخالل بالتزام تعاقدي‪ -‬والتزام الناقل هنا‬
‫هو ال تزام بتحقيق نتيجة معينة تتمثل في نقل البض اعة س ليمة إلى مين اء‬
‫الوصول في الميعاد المحدد‪.‬‬

‫(‪« )1‬إن التزام االناقل هو التزام بعمل ويلقي عليه التزام بغاية هو إيصال البضاعة إىل املكان املرسلة إليه ساملة وتسليمها يف الوقت‬
‫احملدد كما اتفق عليه أو كما حيدده العرف‪ ،‬فإذا مل تتحقق النتيجة كأن تصل البضاعة معيبة أو أهنا مل تصل بسبب هالكها أو‬
‫وصلت يف وقت متأخر اعترب مسؤوالً وتوجب عليه التعويض»‬
‫اجتهاد حمكمة النقض السورية (غرفة أوىل‪ -‬قرار ‪ 654‬أساس ‪ 875‬تاريخ ‪)10/10/1999‬‬
‫(‪ )2‬أخذ املشرع السوري أحكام مسؤولية الناقل يف معظمها من املبادئ اليت أقرهتا معاهدة بروكسل لعام ‪.1924‬‬

‫‪-28-‬‬
‫‪ -‬فمج رد ع دم تحقق ه ذه النتيجة يعت بر في ذاته خطأ موجب اً لمس ؤولية‬
‫(‪)1‬‬
‫بين الخطأ المتحقق‬ ‫الناقل ال تي ال ي درأها عنه إالّ بنفي العالقة الس ببية‬
‫وبين الضرر الذي أصاب الشاحن أو المرسل إليه‪.‬‬
‫كما يرى معظم الشراح بأن حق المرسل إليه في طلب التعويض من‬
‫الناقل يس تند إلى فك رة المس ؤولية العقدية ويس تمد حقه من وثيقة الش حن‬
‫ذاتها المظهرة إليه والتي تجعله خلفاً للشاحن(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فمن حق المرسل إليه باعتب اره من الغ ير ولكنه ص احب مص لحة‬
‫في عقد النقل البح ري أن يتس لم البض اعة س ليمة في ال وقت وال زمن‬
‫المح دد الس تالمه وه ذا يس تلزم حقه بفحص البض اعة ومراجعتها قبل‬
‫اس تالمها باعتب اره ص احب المص لحة األولى في ذل ك‪ ،‬وبعب ارة أخ رى‬
‫ف إن له الحق في التأكد من حسن تنفيذ الناقل اللتزاماته الناش ئة عن عقد‬
‫النقل ح تى يمكنه اتخ اذ اإلج راءات القانونية الالزمة في ال وقت المناسب‬
‫لحفظ حقوقه تج اه ه ذا الناق ل‪ .‬كتوجيه تحفظ ات للناقل أو وكيله في ح ال‬
‫الهالك الظ اهر أو الخفي ض من المواعيد المق ررة قانون اً لحفظ حقه في‬
‫الرج وع ب دعوى المس ؤولية على الناقل وإ الّ تع رض لخطر االحتج اج‬
‫عليه بقرينة التس ليم المط ابق في ح ال ع دم تق ديم التحفظ ات الم ذكورة‬

‫(‪ )1‬ال سبيل أمام الناقل لنفي تلك العالقة سوى إثبات السبب األجنيب الذي ال يد له فيه كقوة قاهرة أو خطأ يف الشاحن أو‬
‫خطأ الغري‪.‬‬
‫(‪ )2‬راجع د‪ .‬حممد فريد العريين‪ ،‬د‪ .‬حممد السيد الفقي‪ -‬القانون البحري واجلوي‪ -200 -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./246/‬‬
‫(‪ )3‬يرى البعض أنه ال عالقة عقدية يف الواقع تربط بني املرسل إليه والناقل إالّ إذا كان الشاحن هو نفسه املرسل إليه وهذا فرض‬
‫ن††ادر وإمنا يع††زى األس††اس الق††انوين يف رج††وع املرسل إليه على الناقل ب††دعوى مس††ؤولية وطلب التع††ويض عن األض††رار اليت حلقت‬
‫البضاعة إىل فكرة النفاذ وبأهنا تشكل مصدر جديد من مصادر االل†تزام مبا ينشأ عنها من واجب اح†رتام عق†ود اآلخ†رين وإن ك†ان‬
‫املشرع مل يتناول هذا املصدر بالتنظيم حىت اآلن‪.‬‬
‫راجع د‪ .‬عباس مصطفى املصري‪ -‬املركز القانوين للمرسل إليه يف عقد النقل البحري‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./248/‬‬

‫‪-29-‬‬
‫ض من األش كال والمواعيد المح ددة في ق انون التج ارة البحرية الس وري‬
‫وهذا ما سنأتي على ذكره في الفصل الثاني من هذا المبحث‪.‬‬
‫المطلب األول‪:‬‬
‫دعوى المسؤولية على الناقل‬
‫وعليه فإننا في ه ذا المطلب س نعالج دع وى المس ؤولية على الناقل‬
‫البح ري من ناحية موض وع بحثنا لجهة حق وق والتزام ات المرسل إليه‬
‫في عقد النقل البح ري ك ون موض وع المس ؤولية على الناقل يحت اج‬
‫لدراسات متخصصة كثيرة ومشبعة ومتعددة‪.‬‬

‫أوالً‪ -‬أطراف الدعوى‪:‬‬


‫س بق وأوض حنا أن المس ؤولية العقدية هي ال تي س تطبق على إخالل‬
‫الناقل بالتزامه وهنا نف ترض أن الم دعي والم دعى عليه مرتبط ان بعقد‬
‫ينشأ عن إخالل أحد الط رفين بالتزامه بأنه س يتحمل مس ؤوليته الناش ئة‬
‫عن ذل ك‪ ،‬فطرفا دع وى المس ؤولية من حيث األس اس هما الش احن‬
‫والناقل‪.‬‬

‫‪ -1‬المرسل إليه هو المدعي‪:‬‬


‫إن الحق في االدع اء يع ود إلى الش احن برفع دع وى المس ؤولية على‬
‫الناقل والمطالبة ب التعويض ه ذا في حالة ك ون الش احن هو نفسه من‬
‫سيستلم البضاعة في ميناء الوصول‪ ،‬أما لو لم يكن كذلك وكان الشاحن‬
‫هو غير المرسل إليه‪ ،‬وبأنه كما سبق وأوضحنا يكون األخ ير مرتبط مع‬
‫الشاحن بعقد بيع بحري ضمن مجموعة عقدية‪ ،‬فهنا يتحقق للمرسل إليه‬

‫‪-30-‬‬
‫ش رطي الص فة والمص لحة برفع دع وى المس ؤولية على الناقل مع‬
‫اختالف األساس القانوني لكل منهما‪:‬‬
‫‪ -‬فحق الشاحن بمداعاة الناقل بسبب األضرار الالحقة بالبضاعة أثناء النقل‬
‫البحري مستمد من عقد النقل‪.‬‬
‫‪ -‬أما المرسل إليه فيس تمر حقه بم داعاة الناق ل‪ -‬من وثيقة الش حن المظه رة‬
‫له والتي تجعله خلفاً للشاحن(‪.)1‬‬
‫‪ -‬وفي ه ذا الموضع قد ت برز ص عوبات في تحديد المرسل إليه ال ذي يمكنه‬
‫إقامة ال دعوى ضد الناقل وه ذا يتوقف على ش كل وثيقة الش حن ذاتها‬
‫وهذا التحديد يكون على النحو التالي‪:‬‬
‫آ‪ -‬ف إذا ك انت ألمر أو لحاملها فال تقبل ال دعوى إالّ من حامل ه ذه الوثيقة‬
‫بصورة قانونية‪.‬‬
‫ب‪ -‬أما إذا ك انت مح ررة باسم ش خص معين فال يك ون التس ليم إالّ للمرسل‬
‫إليه المبين في الوثيقة وحق االدعاء بالتالي ينحصر به‪.‬‬

‫‪ -2‬المدعى عليه‪:‬‬
‫تق ام ال دعوى ع ادةً ضد الناقل والناقل هو من يتعهد بنقل البض اعة‬
‫بح راً وقد يك ون مالك الس فينة أو مس تأجرها وقد تق ام ال دعوى ضد ممثل‬
‫الناقل وهو المؤتمن على السفينة وإ ن لم يكن األخير طرف اً في عقد النقل‬
‫وكيل عن مجهزها وبالتالي ممثالُ لربانها لذلك ال يمكن مقاضاته‬
‫ً‬ ‫إالّ أنه‬

‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬حممد السيد الفقي‪ ،‬د‪ .‬حممد فريد العريين‪ -‬القانون البحري واجلوي‪ -‬طبعة ‪ -2002‬ص‪./246/‬‬

‫‪-31-‬‬
‫بص فته الشخص ية بس بب األض رار الالحقة بالبض اعة أثن اء النقل بل‬
‫بوصفه وكيالً عن المجهز(‪.)1‬‬
‫ثانياً‪ -‬طرق إثبات الدعوى‪:‬‬
‫يتوجب على الناقل أن يسلم البضاعة المشحونة بكميتها التي تسلمها‬
‫من الش احن س ليمة من كل عيب‪ -‬فال ينسب إليه ض رر إالّ إذا أص اب‬
‫هذه البضاعة ضرراً وهي تحت حراسته أي أثناء مرحلة النقل البحري‬
‫وقبل تسليمها إلى المرسل إليه‪.‬‬
‫‪ -‬ف إذا لم تصل ه ذه البض اعة أو وص لت معيبة أو ك ان هن اك ت أخير في‬
‫تسليم هذه البضاعة فتحققت مسؤولية الناقل(‪.)2‬‬
‫فالمشرع قد وضع قواعداً لإلثبات هي على عاتق المرسل إليه ويجب‬
‫عليه مراعاتها إلثب ات أن الض رر س ابق على التس ليم وبالت الي ليثبت‬
‫مسؤولية الناقل‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬حممد السيد الفقي‪ ،‬د‪ .‬حممد فريد العريين‪ -‬القانون البحري واجلوي‪ -‬طبعة ‪ -2002‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./251/‬‬
‫(‪« )2‬إذا كانت اخلسارة املدعى هبا ناجتة عن التأخري يف تسليم البضاعة فإنه ال يعترب أي تأخري يف التسليم سبباً للتعويض وإمنا‬
‫جيب أن يك† ††ون الت† ††أخري غري ع† ††ادي ويتم حتديد الت† ††أخري بأنه غري ع ††ادي على ض† ††وءا لع† ††ادات البحرية وإن التع† ††ويض يف املس† ††ؤولية‬
‫العقدية ال يتع††دى إىل الض††رر غري املتوقع إالّ يف ح††ال ارتك††اب املدين غش†اً أو خطأ جس††يم ويك††ون الض††رر متوقع أم غري متوقع يف‬
‫تاريخ التعاقد»‪.‬‬
‫اجتهاد حمكمة النقض السورية (غرفة أوىل‪ -‬قرار ‪ /721/‬أساس ‪ /789/‬تاريخ ‪)21/11/1999‬‬
‫‪ -‬أخذ املش ††رع الس ††وري أحك††ام مس ††ؤولية الناقل يف معظمها من املب††ادئ اليت أقرهتا معاه ††دة بروكسل لع††ام ‪ 1924‬وتتم††يز ه††ذه‬
‫األحك††ام بأهنا قواعد آم††رة ال جيوز االتف††اق على خالفه††ا‪ .‬فقد نصت املادة ‪ /212/‬من ق††انون التج††ارة البحرية الس††وري على أنه‬
‫يعترب ملغى وال مفعول له كل شرط أدرج يف وثيقة الشحن أو يف أي وثيقة أخرى للنقل البحري إذا كانت غايته املباش††رة أو غري‬
‫املباشرة إبراء الناقل من املسؤولية اليت يلقيها عليه الق†انون أو حتويل عبء اإلثب†ات عن الط††رف ال†ذي تعينه الق††وانني ملرعية اإلج†راء‬
‫أو هذا القانون أو خمالفة قواعد االختصاص‪.‬‬
‫راجع د‪ .‬هشام فرعون‪ †-‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./216-215/‬‬

‫‪-32-‬‬
‫فالم ادة ‪ /215/‬من ق انون التج ارة البحرية الس وري نصت على‬
‫وج وب أن يرسل المرسل إليه تحفظ ات للناقل في ح ال الهالك أو‬
‫الضرر الظاهر وهي في وقت التسليم على أبعد حد‪.‬‬
‫أما في حالة الهالك أو الض رر غ ير الظ اهر فيجب عليه أن يرسل‬
‫تلك التحفظات في مدة ثالثة أيام بعد التسليم‪.‬‬
‫المادة ‪ /215/‬من قانون التجارة البحرية السوري‪:‬‬
‫«إذا هلكت البض اعة أو تض ررت فعلى مس تلمها أن يوجه للناقل أو‬
‫وكيله تحفظ ات خطية في مرفأ التفريغ وفي وقت التس ليم على أبد ح د‪.‬‬
‫وإ الّ فنفترض أنه تسلم البضاعة كنا هي مبينة في وثيقة الشحن‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا ك ان في األمر هالك أو ض رر غ ير ظ اهرين فيك ون إبالغ ه ذه‬
‫التحفظات قانونياً إذا جرى بمهلة ثالثة أيام بعد التسليم‪.‬‬
‫‪ -‬وال تدخل أيام التعطل في عداد هذه المهلة‪.‬‬
‫‪ -‬ويحق دائم اً للناقل أن يطلب كشف وجاهي اً عن حالة البض ائع ل دى‬
‫تسليمها»‪.‬‬
‫‪ -‬أما لجهة اإلثب ات فع دم إرس ال التحفظ ات في الم دة الم ذكورة فهو ينشئ‬
‫قرينة على أن المرسل إليه قد تس لم البض اعة كما هي مح ددة في وثيقة‬
‫الش حن مما يع ني باالس تنتاج المع اكس أن توجيه ه ذه التحفظ ات في‬
‫المهلة القانونية من ش أنه أن ينشئ لص الح المرسل إليه قرينة على أن‬
‫الناقل لم يسلم البضاعة كما هي مبينة في وثيقة الشحن فيبقى على الناقل‬
‫إثب ات عكس تلك القرينة أي أن يثبت أن الض رر حصل في المرحلة‬
‫راء من‬ ‫ود اإلب‬ ‫الالحقة للتفريغ تحت الروافع في وقت تطبق فيه بن‬

‫‪-33-‬‬
‫المس ؤولية(‪ ،)1‬أو أن الض رر ناش ئاً عن إح دى الح االت المبرئة من‬
‫المس ؤولية المنص وص عليها في الم ادة ‪ /210/‬من ق انون التج ارة‬
‫البحرية السورية(‪.)2‬‬

‫المادة ‪ /210/‬من قانون التجارة البحرية السوري‪:‬‬

‫«يض من الناقل كل ما يلحق البض اعة من هالك وتعيب وأض رار ما‬
‫لم يثبت أن هذا الهالك وهذا التعيب وهذه األضرار ناتجة عما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬عن أخط اء في المالحة تع زى للرب ان أو للمالحين أو للس واقين أو‬
‫لغيرهم من العمال‪.‬‬
‫‪ -2‬عن عيوب خفية في السفينة‪.‬‬
‫‪ -3‬عن إض راب أو ما يقابل به من أيص اد أب واب العمل أو ما يع ترض‬
‫العمل كلياً أو جزئياً وعن أي سبب كان من وقف أو عائق‪.‬‬
‫‪ -4‬عن أفعال تشكل حادثاً عرضياً أو قوةً قاهرةً‪.‬‬
‫‪ -5‬عن عيب خ اص في البض اعة أو عيب في حزمها أو تعليبها أو عن‬
‫نقصان في أثناء السفر بالحجم والوزن بقدر ما تجيزه العادة في المرافئ‬
‫المقصودة‪.‬‬
‫‪ -6‬عن القي ام بمس اعدة أو إس عاف بح ري أو بمحاولة ت رمي إلى ذلك أو إذا‬
‫حدث حادث للسفينة وهي تقوم بهذا العمل»‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬حممد فريد العريين‪ ،‬د‪ .‬حممد السيد الفقي‪ -‬القانون البحري واجلوي‪ -‬طبعة ‪ -2002‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./259/‬‬
‫(‪« )2‬إن مسؤولية الناقل البحري هي مسؤولية مفرتضة ما مل يثبت أن اهلالك أو التعيب ناتج عن احلاالت اليت عددهتا ملادة ‪/‬‬
‫‪ /210‬من قانون التجارة البحرية السوري»‪.‬‬
‫اجتهاد حمكمة النقض السورية (غرفة أوىل قرار ‪ /229/‬أساس ‪ /796/‬تاريخ ‪.)29/6/2000‬‬

‫‪-34-‬‬
‫ولكن للشاحن في كل الحاالت المستثناة أعاله أن يثبت أن الخسائر أو‬
‫األضرار ناجمة عن خطأ الناقل أو عماله إذا لم يستفيد هؤالء من الفقرة‬
‫األولى من هذه المادة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬مهلة إقامة الدعوى‪:‬‬


‫يتوجب على المرسل إليه أن يرفع الدعوى على الناقل خالل سنة من‬
‫تاريخ استالمه البضاعة‪.‬‬
‫‪ -‬والمقص ود هنا التس ليم الفعلي إلى المرسل إليه ف إذا اس تمر تس ليم‬
‫البض اعة ع دة أي ام ف إن م دة الس نة تب دأ من الي وم ال ذي انتهى فيه وضع‬
‫البضاعة بأكملها في حيازة المرسل إليه‪.‬‬
‫‪ -‬وإ ذا لم يتم التس ليم إذا ك انت البض اعة قد هلكت هالك كلي فتب دأ مهلة‬
‫الس نة من الي وم ال ذي ك ان يجب أن يتم فيه التس ليم أو من ت اريخ نهاية‬
‫السفرة‪.‬‬
‫‪ -‬ومهلة التقادم هذه قد جاءت في قانون التجارة البحرية السوري بالم ادة ‪/‬‬
‫‪« :/216‬أية ك انت الحالة ف إن حق إقامة ال دعوى على الناقل بس بب‬
‫الهالك أو ض رر يس قط بالتق ادم بعد تس ليم البض اعة بس نة واح دة ف إذا لم‬
‫يقع التسليم فبعد سنة من اليوم الواجب تسليمها فيه»‪.‬‬
‫وه ذه المهلة تخضع لها ال دعاوى ال تي تق ام بمناس بة تنفيذ عقد النقل‬
‫بسب الهالك أو الض رر الالحق بالبض اعة أو بس بب ع دم التس ليم أو‬
‫بس بب الت أخير في التس ليم وقد حصل خالف اً في ال رأي إذا ك انت مهلة‬
‫التق ادم ه ذه تس ري في ح ال الت أخير في تس ليم البض اعة وفي التع ويض‬

‫‪-35-‬‬
‫عن الض رر الن اتج عن ذل ك‪ -‬فنحن ن رى أن ه ذه المهلة تش مل ه ذا‬
‫الضرر استنتاجاً من عبارة الهالك أو الضرر‪.‬‬
‫اش ترط المش رع تق ادم قص ير رغبة منه بس رعة الفصل ب دعاوى ال‬
‫يحتمل النقل البحري إطالة فيها(‪.)1‬‬
‫‪ -‬وه ذه المهلة ال تي تح دثنا عنها تش مل ح االت التع ويض عن الهالك أو‬
‫الض رر المتعلقة بتنفيذ عقد النقل البح ري وال تس ري على الح االت‬
‫الخارجة عن نطاقه فال تطبق إذن‪:‬‬
‫أ‪ -‬على عقد التفريغ فهو عقد وديعة للحراسة وليس بعقد نقل فيخضع‬
‫ألحكام خاصة بالوديعة‪.‬‬
‫ب‪ -‬على نقل البض اعة بواس طة الم واعين ف إذا س قطت البض اعة في البحر‬
‫أثناء تداولها من الرصيف حتى الباخرة بواسطة المواعين فال تطبق هنا‬
‫مهلة السنة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الحاصل بين ص احب البض اعة وش ركة الض مان‬ ‫ج‍ ‪ -‬على عقد الض مان‬
‫فلها أحكام خاصة بها‪.‬‬
‫وبرأينا تطبق أحك ام القواعد العامة في الق انون الم دني فيما يتعلق‬
‫بوقف التق ادم واالنقط اع ف إن إقامة دع وى أو توجيه إع ذار أو اع تراف‬
‫(‪)1‬‬
‫الناقل كتابة بفقد البضاعة فإنه يؤدي إلى انقطاع التقادم‪.‬‬

‫رابعاً‪ -‬المحكمة المختصة بالنظر في الدعوى‪:‬‬

‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬حممد السيد الفقي‪ ،‬د‪ .‬حممد فريد العريين‪ -‬القانون البحري واجلوي‪ -2002 -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./264/‬‬
‫(‪ )2‬راجع د‪ .‬هشام فرعون‪ †-‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./238/‬‬
‫(‬

‫‪-36-‬‬
‫لم ي أتي ق انون التج ارة البحرية الس وري على قواعد خاصة تتعلق‬
‫باالختص اص ل ذلك ف إن القواعد العامة في ق انون أص ول المحاكم ات‬
‫المدنية وفي قانون التجارة هي التي ستطبق في هذا الموضع وهي التي‬
‫تعني بتحديد المحكمة المختصة للنظر بالنزاع‪.‬‬
‫سبق وذكرنا أن عقد النقل البحري هو عمالً تجارياً بالنسبة للناقل كما‬
‫يعتبر تجاري اً بالنسبة للشاحن الذي أبرمه لحاجات تجارية وهذا ما جاء‬
‫في الم ادة ‪ /8/‬من ق انون التج ارة‪« :‬إن جميع األعم ال ال تي يق وم بها‬
‫التاجر لحاجات تجارية تعد تجارية أيضاً في نظر القانون»‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تنص على‬ ‫فأحك ام الم ادة ‪ /89/‬من ق انون أص ول محاكم ات مدنية‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫في الدعاوى المتعلقة بالعقد المدني أو التجاري يكون االختصاص‪:‬‬
‫‪ -1‬لمحكمة موطن المدعى عليه الحقيقي أو المختار‪.‬‬
‫‪ -2‬للمحكمة التي ُأبرم العقد في دائرتها وتسليم البضاعة‪.‬‬
‫‪ -3‬للمحكمة التي في دائرتها يجب الوفاء‪.‬‬
‫وفي ح ال حصل تن ازع بين ه ذه ال دوائر يك ون االختص اص لها‬
‫بالترتيب والتسلسل الذي ذكر‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫حق المرسل إليه في التعويض‬

‫(‪ )1‬راجع املادة ‪ 381 -380‬مدين سوري‪.‬‬


‫(‪ )2‬يكون االختصاص للمحاكم السورية عمالً بأحكام قانون أصول احملاكمات السوري بالنظر بالدعاوى املرفوعة على شركات‬
‫املالحة األجنبية املقيمة يف اخلارج إذا كان هلا فرع يف سورية عمالً بنظرية احملطات الرئيسية‪.‬‬

‫‪-37-‬‬
‫يس تند حق المرسل إليه في مس اءلة الناقل وطلب التع ويض من وثيقة‬
‫الش حن ذاتها كما س بق وأوض حنا باعتب اره طرف اً ثالث اً غ ريب عن عقد‬
‫النقل لكنه ص احب مص لحة داخل مجموعة عقدية تربطه بالش احن‬
‫والناقل وذلك عما يص يب البض ائع ال تي اس تلمها من عيب أو ض رر أو‬
‫تلف أو التي كان مفروض أن يستلمها‪.‬‬
‫س بق وبينا أن المش رع الس وري بق انون التج ارة البحرية ُأخذ عن‬
‫اتفاقية بروكسل لع ام ‪ 1924‬أحك ام تنظيم مس ؤولية الناقل وأنها ق ررت‬
‫قواعد آمرة بهذا الشأن‪ ،‬ويعتبر باطالً كل اتفاق قد يقضي بغير ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬وعليه ف إن أي اتف اق يقضي باإلعف اء أو التخفيف من مس ؤولية الناقل‬
‫اعت بر ذلك ب اطالً ولغ واً وال يمكن االحتج اج به من قبل ش ركة النقل في‬
‫مواجهة المرسل إليه‪.‬‬
‫‪ -‬يسأل الناقل عن كل ما يلحق البضاعة ما لم يثبت السبب األجنبي بسبب‬
‫حاالت عددتها المادة ‪ /210/‬من قانون التجارة البحرية السوري هي‪:‬‬
‫‪ -1‬أخط اء المالحة ال تي تع زى للرب ان أو للمالحين أو للس واقين أو غ يرهم‬
‫من العمال‪.‬‬
‫‪ -2‬عيوب خفية في السفينة‪.‬‬
‫‪ -3‬إضراب العمال‪.‬‬
‫‪ -4‬القوة القاهرة أو الحادث المفاجئ‪.‬‬
‫‪ -5‬خطأ الشاحن‪.‬‬
‫‪ -6‬عيب في البضاعة‪.‬‬

‫‪-38-‬‬
‫‪ -7‬األض رار ال تي تلحق البض اعة أثن اء قي ام الس فينة بمس اعدة أو إس عاف‬
‫خ يري إالّ أن المش رع في مقابل ذلك لم يجعل مس ؤولية الناقل ش املة‬
‫لجميع األض رار ال تي تلحق مالكيها ألن ذلك ي ؤدي إلى إره اق م ادي‬
‫كبير له وإ نما قصرها على مبلغ أقصى‪ ،‬يجب أالّ تتجاوزه‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مقدار التعويض‬


‫قد ح ددت اتفاقية بروكسل لع ام ‪ 1924‬مبلغ التع ويض بمائة جنيه‬
‫إسترليني ذهب أو ما يعادلها بالعملة الوطنية عن كل وحدة أو طرد‪.‬‬
‫يقصد بالطرد هنا الشكل الذي يتخذه تغليف البضاعة المشحونة على‬
‫السفينة كالصندوق أو البرميل أو كيس الورق أو الكرتون‪...‬إلخ‪.‬‬
‫أما الوح دة فيقصد بها وح دة ال وزن أو المق اس أو الحجم وفق اً لن وع‬
‫البضاعة (كالطن أو الكيلو غرام أو المتر المكعب)(‪.)1‬‬
‫‪ -‬أما المش رع الس وري فقد قيم مبلغ المئة جنيه إس ترليني إنكل يزي ذهب‬
‫ب الليرات الس ورية بالمرس وم رقم ‪ /1035/‬لع ام ‪ 1950‬بحيث أص بح‬
‫الناقل يس أل بمبلغ أقص اه ألف ل يرة س ورية لكل وح دة أو ط رد يص اب‬
‫بالضرر(‪.)2‬‬
‫وبمقتضى أحك ام الم ادة ‪ /211/‬من ق انون التج ارة البحرية الس وري‬
‫إذا كانت قيمة البضاعة التي لحق بها الضرر أثناء الرحلة البحرية غير‬
‫محددة في وثيقة الشحن فيتم التعويض وفق أحكام المرسوم التشريعي ‪/‬‬
‫‪ /1035‬لع ام ‪ 1950‬ال ذي ح ددت مس ؤولية الناقل البح ري عن الفق دان‬

‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬علي البادروي‪ -‬مبادئ القانون البحري‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./226/‬‬
‫(‪ )2‬راجع د‪ .‬هشام فرعون‪ †-‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./235/‬‬

‫‪-39-‬‬
‫والضرر بمبلغ ‪ /1000/‬ليرة سورية‪ -‬اجتهاد محكمة النقص السورية‬
‫(غرفة أولى قرار ‪ /814/‬أساس ‪ /5874/‬تاريخ ‪.)7/4/1993‬‬
‫ف إذا لم يكن الش احن قد نص ص راحةً في وثيقة الش حن أن قيمة ه ذه‬
‫الوح دة أو ه ذا الط رد تزيد عن ذل ك‪ ،‬ف إن الش احن أو المرسل إليه ال‬
‫يستطيع المطالبة بالتعويض إالّ في حدود هذا المبلغ‪.‬‬
‫ف إذا ك ان الط رد الواحد قد تض رر بأقل من ألف ل يرة س ورية حصل‬
‫الشاحن أو المرسل إليه على تعويضه كامالً‪.‬‬
‫أما إذا ك ان مبلغ الض رر يزيد على ألف ل يرة س ورية فحقه في‬
‫التع ويض يقتصر على مبلغ ألف ل يرة س ورية إذا لم ي ذكر قيمة الوح دة‬
‫في وثيقة الشحن صراحةً‪.‬‬
‫المادة ‪ /211/‬من قانون التجارة البحرية السوري‪:‬‬
‫«إن مسؤولية الناقل من جراء الخسائر واألضرار الالحقة بالبضائع‬
‫ال يجوز بحال من األحوال أن تتعدى عن كل طرد أو وحدة مبلغ اً يحدد‬
‫بمرسوم يصدر‪ ،‬بعد نشر هذا القانون ما لم يصرح الشاحن عن نوع هذه‬
‫البضاعة وقيمتها قبل تحميلها في السفينة»‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط االتفاقية للتعويض‪:‬‬


‫إن تحديد المش رع الس وري لمبلغ التع ويض عن الض رر ال ذي يلحق‬
‫البض اعة هو تق دير يه دف إلى ع دم إره اق الناقل عن بض ائع قد ال يعلم‬
‫قيمتها‪.‬‬

‫‪-40-‬‬
‫المقرر قانون اً من األحكام اآلمرة‬
‫ويعتبر هذا الحد األقصى للتعويض ّ‬
‫التي ال يجوز االتفاق على ما يخالفها‪ ،‬فتقضي المادة ‪ /211/‬من قانون‬
‫التج ارة البحرية الس وري ببطالن كل ش رط من ش أنه تحديد مس ؤولية‬
‫الناقل بمبلغ أقل من مبلغ الحد الق انوني وعلى العكس تعد ص حيحة أية‬
‫شروط أخرى تجعل مبلغ التعويض أعلى من هذا الحد(‪.)1‬‬
‫المادة ‪ /211/‬من قانون التجارة البحرية السوري‪:‬‬
‫«د‪ -‬كل ش رط يحصر فيه الناقل مس ؤوليته بمبلغ دون ال ذي نصت‬
‫عليه هذه المادة يعد ملغى‪ .‬ويمكن إعادة النظر بالمبلغ المنصوص عليه‬
‫أعاله بمرسوم يتخذ استناداً إلى تقلبات النقد الدولية»‪.‬‬
‫وعليه فيستثنى من هذا التحديد الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬حالة إذا ص رح الش احن عن ن وع البض اعة وقيمتها فال يس أل الناقل إالّ‬
‫في حدود سقف المبلغ المصرح به(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬ليس هن اك ما يمنع الناقل من زي ادة المبلغ المح دد للتع ويض ويزيد‬
‫مسؤوليته شريطة أن تكون قد نص عليها كتابة في وثيقة الشحن‪.‬‬
‫‪ -3‬كي يلتزم الناقل بمبلغ التعويض األقصى المقرر قانون اً وهو األلف ليرة‬
‫س ورية يجب ان يك ون قد ب ذل كل جهد في تنفيذ التزام ه‪ ،‬أما إذا ارتكب‬
‫خطأ جسيماً أو تدليس فهنا يكون الحق للشاحن أو المرسل إليه أن يطالبه‬
‫ب التعويض ك امالً وإ ن تج اوز مبلغ التع ويض األقصى الم ذكور‪ ،‬وعلى‬
‫الشاحن أو المرسل إليه أن يثبت ذلك‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬حممد فريد العريين‪ ،‬د‪ .‬حممد السيد الفقي‪ -‬القانون البحري واجلوي‪ -‬طبعة ‪ -2002‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./365/‬‬
‫(‪ )2‬راجع د‪ .‬هشام فرعون‪ †-‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./236/‬‬

‫‪-41-‬‬
‫ألن األس اس الق انوني للمطالبة ب التعويض عن ذلك الخطأ الجس يم أو‬
‫التدليس ليس نص المادة ‪ /211/‬من قانون التجارة البحرية السوري بل‬
‫القواعد العامة ال واردة في الق انون الم دني الس وري‪ .‬أما إذا ك ان الخطأ‬
‫الجسيم أو التدليس قد صدر عن تابعيه فال يسأل الناقل عنها بموجب أي‬
‫مرسوم‪.‬‬
‫وقد أخذت اتفاقية بروكسل بهذا االستثناء ألنها أرادت أن تضع الناقل‬
‫أمام مسؤولياته في البضائع ذات القيمة الكبيرة بعد أن يوضحه الشاحن‬
‫بجالء في وثيقة الشحن‪.‬‬
‫لكن الش احن يجب أالّ يس تغل ه ذا االس تثناء ويعطي تص ريحاً كاذب اً‬
‫عن قيمة البض ائع وهو على بينة من أمره ا‪ .‬فال يتع رض الناقل ألية‬
‫مس ؤولية من ج راء الخس ائر واألض رار الالحقة به ذه البض اعة ويفقد‬
‫الش احن حقه في التع ويض إذا أعطى بيان اً كاذب اً وهو ع ارف ب ذلك ويقع‬
‫على ع اتق الناقل أن يثبت تعمد الش احن الك ذب في قيمة البض اعة‬
‫المشحونة‪ ،‬المادة ‪ /213/‬من قانون التجارة البحرية السوري‪:‬‬
‫«إذا أعطى الش احن تص ريحاً كاذب اً عن قيمة البض ائع وهو على بينة‬
‫من أمره فال يتعرض الناقل ألية مسؤولية من جراء الخسائر واألضرار‬
‫الالحقة بهذه البضاعة»‪.‬‬

‫‪-42-‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫التزامات المرسل إليه‬
‫سبق وأوضحنا أن االلتزام األساسي والجوهري الذي يقع على عاتق‬
‫الناقل في عقد النقل البح ري هو تس ليم البض اعة للمرسل إليه في مين اء‬
‫الوصول كاملة وسليمة وفي المكان والزمان المحدد‪ ،‬وهذا االلتزام هو‬
‫التزام اً بتحقيق غاية ال ترتفع بموجبه المس ؤولية عن الناقل إالّ إذا أثبت‬
‫أنه قد س لم البض اعة بالحالة الموص وفة بها في س ند الش حن للمرسل إليه‬
‫الحامل الش رعي له ذا الس ند أو أن س بباً أجنبي اً قد أدى إلى اإلخالل بتنفيذ‬
‫هذا االلتزام‪.‬‬
‫فكما يك ون على الناقل االل تزام بالتس ليم على الوجه الم ذكور‪ ،‬ك ذلك‬
‫ف إن على ع اتق المرسل إليه بالمقابل التزام ات تج اه الناق ل‪ ،‬كالتزامه‬
‫بالوف اء ب أجرة النقل أو تس ليم المس تندات‪ ،‬كما يت وجب عليه توجيه‬
‫تحفظ ات الناقل كي يض من حقه في التع ويض عن الض رر الالحق‬
‫بالبضاعة في حال الهالك أو الضرر الظاهر أو الخفي‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التزام الرسل إليه بتسليم المستندات ودفع األجرة‪:‬‬
‫قد يق وم الش احن بداي ةً بأداء أج رة النقل في ميناء الشحن وقد يش ترط‬
‫صراحةً في سند الشحن أن يقوم المرسل إليه بالوفاء في ميناء الوصول‪.‬‬
‫وعليه يستطيع الناقل أن يرفض تسليم البضاعة للمرسل إليه إذا كان‬
‫هذا األخير عليه التزام اً بالوفاء بأجرة النقل في ميناء الوصول وفق ما‬

‫‪-43-‬‬
‫هو منص وص عليه من ش روط في س ند الش حن‪ ،‬إذا لم يقم المرسل إليه‬
‫بتنفيذ التزامه بدفع أجرة النقل‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬‬
‫التسليم مقابل المستندات‬
‫وبينا الذي يقع على عاتق‬
‫إن االلتزام األساسي والجوهري كما سبق ّ‬
‫الناقل في عقد النقل البح ري هو تس ليم البض اعة للمرسل إليه في مين اء‬
‫الوص ول وبالمقابل على المرسل إليه أيض اً التزام ات منها تق ديم‬
‫المستندات والوفاء بأجرة النقل‪.‬‬
‫فالمب دأ الع ام يقضى بض رورة تق ديم س ند الش حن للناقل في مين اء‬
‫الوصول حتى يمكن لألخير أن يسلم البضاعة بموجبه للمرسل إليه‪.‬‬
‫وقد يجد المرسل إليه نفسه في وضع ال يس تطيع أن يق دم س ند الش حن‬
‫للناقل بسبب تأخر الرسائل البريدية مثالً أو وجود اضطرابات في مواقع‬
‫العمل أو في حالة ضياع السند أو فقده(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬فنتيجة الصعوبات اليت يتعرض هلا املرسل إليه بتقدمي سند الشحن ونظ†راً ألن عقد النقل البح†ري يش†كل إط†اراً مركب†اً مع عقد‬
‫ال† ††بيع البح† ††ري فك† ††ان هنالك عرب ال† ††زمن حل† ††والً متبعة خالل اللج† ††وء لوس† ††يلة من وس† ††ائل البن† ††وك الس† ††تالم البض† ††اعة هبدف تبديد‬
‫الصعوبات املذكورة وهي أفرزهتا ضرورات التج†ارة الدولية نتيجة تش†عب عملياهتا‪ -‬أب†رز ه†ذه احلل†ول‪ -‬وأفض†لها وهو ما يناسب‬
‫ضمانة قيمة األموال املتعامل هبا هو ما يسمى باالعتم†اد املس†تندي‪...‬وص†ورته تتم بص†فة عامة يف الواقع العملي ب†أن يتفق املش†رتي‬
‫واملرسل إليه مع أحد البنوك على فتح اعتماد لصاحل البائع (الشاحن) وصورته تتم بصفة عامة يف الواقع العملي ب†أن يتفق املش††رتي‬
‫(املرسل إلي ††ه) مع أحد البن ††وك على فتح اعتم ††اد لص ††احل الب ††ائع (الش ††احن) بثمن البض ††اعة املتفق على ش ††رائها منه فريسل البنك إىل‬
‫الب††ائع ما يس††مى خبط††اب االعتم††اد حيظ ††ره فيه بأنه مت فتح اعتم††اد لص††احله بن††اءً على أمر املش††رتي يف ح††دود مبلغ معني ويتعهد فيه‬
‫بقب ††ول الكمبيالة املس ††تندية أو الوف ††اء هبا ل ††دى تق ††دميها إليه فيس ††تطيع الب ††ائع بن ††اءً على ذلك أن يس ††تويف مثن البض ††اعة من البنك بعد‬
‫تق††دمي مس††تندات البض††اعة إليه واليت جيب أن تك††ون مطابقة للمس††تندات املذكورة يف خط††اب االعتم††اد وحيتفظ البنك هك††ذا هبذه‬
‫املستندات ضماناً لقيام املشرتي بأداء قيمة هذا االعتماد ف†إذا ما ق††ام األخري ب†ذلك اس†تطاع اس†تلم ه†ذه املس†تندات وبالت†ايل = يتبع‬
‫= = يتب†ع= اس†تالم البض†اعة والغ†الب أن العتم†اد املس†تندي يتم فتحه لص†احل الب†ائع بص†ورة قطعية وهنائية «غري قابل لإللغ†اء» وهنا‬
‫يل†تزم البنك التزام†اً بات†اً قبل املس†تفيد فال يس†تطيع أن يرجع عن ه†ذا االعتم†اد أو يلغيه طاملا مت إخط†ار املس†تفيد خبط††اب االعتم†اد‪-‬‬
‫ويض†اف إىل ذلك من أح†وال كث†رية ص†فة التأييد أو التعزيز حيث يت†دخل بنك ث†ان يف بلد الب†ائع غالب†اً ليض†يف تعه††ده للبنك ف†اتح‬
‫االعتماد وكل ذلك ميزات وضمانات يوفرها أسلوب االعتم†اد املس†تندي مما أعطه أمهية كب†رية يف جمال التج†ارة الدولية يف ال†وقت‬
‫احلايل‪.‬‬

‫‪-44-‬‬
‫وقد يتع رض الناقل لص عوبة في تحديد ص احب الحق في االس تالم‬
‫وهو ما يحدث في حالة تكون وثيقة أو سند الشحن محررة على أكثر من‬
‫نسخة وانتقلت كل منها إلى شخص آخر بالتظهير‪.‬‬
‫على أي األح وال ف إن الناقل ال ينبغي أن يس لم البض اعة إالّ للح ائز‬
‫الشرعي لسند الشحن‪.‬‬
‫الحقيقة أن سند الشحن غالب اً ما يحرر من أربعة نماذج أحدها للربان‬
‫وهو الس ند األص لي والث اني مع المجهز والث الث والرابع تس لم لش احن‬
‫يحتفظ بإح داها ويرسل النس خة األخ رى للمرسل إليه ليتس لم بموجبه‬
‫البضاعة في ميناء الوصول‪.‬‬
‫ول ذا فمن المتص ور ح دوث ت زاحم في اس تالم البض اعة في مين اء‬
‫الوصول إذا ما تم تظهير إحدى النسخ إلى شخص واألخرى إلى شخص‬
‫آخر أو قد يح رر س ند الش حن على أك ثر من نس خة فيق وم الش احن‬
‫بتظهيرها إلى أكثر من شخص وهنا تظهر المشكلة‪.‬‬
‫ح دد المش رع الس وري الش خص ال ذي يجب في ه ذه الحالة ب أن يتم‬
‫التس ليم ألم ره فقد نصت الم ادة ‪ /202/‬من ق انون التج ارة البحرية‬
‫الس وري على أنه إذا حصل خالف اً بين ح املي نسخ ش تى من وثيقة‬
‫الش حن الواح دة القابلة للت داول فالبض اعة تس لم لص احب النس خة األق دم‬
‫تظهيراً وهي التي تفضل على سواها‪.‬‬
‫لكن إذا وقع الخالف بعد تس ليم البض اعة فال يفضل حامل نس خة‬
‫أخ رى ولو ك انت ذات ت اريخ أس بق وإ ذا لم يس تطع الناقل تحديد ص احب‬

‫راجع د‪ .‬عباس مصطفى‪ -‬املركز القانوين للمرسل إليه يف عقد النقل البحري‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./206/‬‬

‫‪-45-‬‬
‫الحق بدقة فله اللج وء إلى القض اء لتع يين ح ارس قض ائي ت ودع لديه‬
‫البضاعة حتى يفصل في أساس الحق(‪.)1‬‬
‫المادة ‪ /202/‬من قانون التجارة البحرية السوري‪:‬‬
‫«إذا حصل قبل تس ليم الرب ان ألية بض اعة خالف بين ح املي نسخ‬
‫شتى من وثيقة الشحن الواحدة القابلة للتداول فإن النسخة التي تحمل أقدم‬
‫تظهير تفضل على سواها‪.‬‬
‫أما بعد أن يتسلم البضاعة حامل إحدى النسخ القابلة للتداول فال يمكن‬
‫أن يفضل عليه حامل نسخة أخرى ولو كانت تحمل تاريخاً سابقاً»‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫التسليم مقابل الوفاء بأجرة النقل‬
‫يمكن تعريف األج رة بأنه ا‪ :‬المبلغ المتفق عليه في عقد النقل ال تي‬
‫ي دفعها الش احن مقابل قي ام الناقل بإيص ال البض اعة إلى المك ان وفي‬
‫الزمان المتفق عليهما(‪.)2‬‬
‫المب دأ أن الش احن هو الم دين األص لي بالوف اء ب أجرة النقل باعتبارها‬
‫أحد االلتزام ات الجوهرية الناش ئة عن عقد النقل ال ذي ق ام بإبرامه مع‬
‫الناقل‪ ،‬ومع ذلك فإن هذه القاعدة ال تقوم على إطالقها في الواقع العملي‪،‬‬
‫فالش احن يس تطيع أن يق رر ما إذا ك انت أج رة النقل مس تحقة في بداية‬
‫الرحلة أم في نهايتها وفق اً للش روط المتفق عليها مع الناقل في عقد النقل‬

‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬هشام فرعون‪ †-‬القانون البحري‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./213/‬‬


‫(‪ )2‬يتم حتديد األجرة باتفاق الطرفني املتعاقدين وجتدد إما حبسب وزن البضاعة أو حجمها واألكثر شيوعاً حبسب الوزن واحلجم‬
‫يف آن واحد ويف بعض أنواع اإلرساليات البحرية حتسب األجرة بالقطعة كما هو األمر يف شحن السيارات وبعض اآلليات‪.‬‬
‫راجع د‪ .‬هشام فرعون‪ †-‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./195/‬‬

‫‪-46-‬‬
‫األصلي التي يتضمنها سند الشحن المسلم للمرسل إليه الستالم البضاعة‬
‫بموجبه في ميناء الوصول‪.‬‬
‫وبمعنى آخر فإن هذا األمر يرجع أساس اً إلى شروط البيع القائمة في‬
‫العالقة ال تي تربط الب ائع والمش تري ففي ال بيع س يف مثالً ‪ C.I.F‬تمثل‬
‫أج رة النقل أحد العناصر األساس ية في ه ذا الن وع من ال بيوع البحرية‬
‫حيث يتحملها الب ائع في مين اء الش حن إالّ أن الغ الب في العمل أن تك ون‬
‫األج رة مس تقلة في مين اء الوص ول فيق وم ب دفعها المرسل إليه خاصة إذا‬
‫ما تم االتفاق بأن تحسب أجرة النقل وفقاً للكميات المس لمة فعالً وهو أمر‬
‫ال يمكن تحدي ده إالّ بعد اتخ اذ إج راءات وزن أو قي اس البض اعة بحسب‬
‫األحوال في ميناء الوصول(‪.)1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الوفاء بأجرة النقل‬
‫أوالً‪ -‬القاعدة العامة في استحقاق األجرة‪:‬‬
‫قد يقوم الشاحن في البداية بتسديد أجرة النقل(‪ )2‬في ميناء الشحن‪ ،‬وقد‬
‫يش ترط ص راحة في س ند الش حن أن تك ون على ع اتق المرسل إليه على‬
‫أن ي دفعها في مين اء الوص ول‪ ،‬وه ذه الحالة تس مى بالق انون الفرنسي «‬
‫‪.»EN PORTDU‬‬

‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬عباس مصطفى املصري‪ -‬املركز القانوين للمركز إليه يف عقد النقل البحري‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./216/‬‬
‫(‪ )2‬إذا مل حيدد االتفاق أجرة النقل فإن العقد يبقى صحيحاً ويتم حتديدها حبسب العرف احمللي وإذا مل يكن هناك عرف فتحدد‬
‫أجرة النقل من قبل احملكمة مبا يساوي أجر املثل‪.‬‬
‫راجع د‪ .‬هشام فرعون‪ †-‬القانون البحري‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./195/‬‬

‫‪-47-‬‬
‫األج رة ال تي تك ون واجبة ال دفع في مين اء الوص ول فإنها تقع على‬
‫ع اتق المرسل إليه ويك ون عليه التزام اً ب دفعها على ال رغم من أنه ليس‬
‫(‪)1‬‬
‫بالنسبة إليه كما سبق وأوضحنا‪.‬‬ ‫طرفاً في العقد لكنه صاحب مصلحة‬
‫وبالت الي يس تطيع الناقل أن ي رفض تس ليم البض اعة للمرسل إليه قبل‬
‫أن يق وم ه ذا األخ ير بالوف اء ب أجرة النقل إذا ك انت مس تحقة في مين اء‬
‫الوصول بمقتضى شروط سند الشحن‪.‬‬
‫فإذا ما اتفق على نظام استحقاق األجرة في ميناء الوصول فإن الناقل‬
‫يكون ملزماً بتنفيذ ما اتفق عليه وتقديم نفقات نقل البضاعة على أن يقوم‬
‫بتحص يلها من المرسل إليه في مين اء الوص ول فإذا تع ذر الحص ول على‬
‫األج رة من ه ذا األخ ير ف إن قيمة البض اعة تش كل ض ماناُ لحص وله على‬
‫هذه النفقات‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬حاالت خاصة في استحقاق األجرة‪:‬‬


‫ومع ذلك ف إن األج رة تس تحق على ال رغم من ع دم إيص ال البض اعة‬
‫إلى الجهة المرسل إليها أو عدم تسليمها إليه في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان ع دم وص ول البض اعة أو ع دم التس ليم قد جاء نتيجة إلهمال أو‬
‫تقص ير الش احن أو من انتقل إليهم الحق ك أن يمتنع المرسل إليه من‬
‫استالم البضاعة مما أدى إلى هالكها‪.‬‬

‫(‪ )1‬التزام املرسل إليه بدفع األجرة ال خيل حبق الناقل يف الرجوع على الشاحن إذا مل يدفعها املرسل إليه أو (حامل السند) ذلك‬
‫أن الشاحن هو الطرف امللزم أصالً بدفع األجرة مبوجب العقد املربم بينه وبني الناقل‪.‬‬
‫راجع د‪ .‬علي البارودي‪ -‬مبادئ القانون البحري‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./163/‬‬

‫‪-48-‬‬
‫‪ -2‬إذا تعيبت البض اعة أثن اء الس فر مما اض طر معه الناقل إلى أن يبيعه ا‪،‬‬
‫إنق اذاً لما قد يمكن إنق اذه وتس تحق األج رة هنا أي اً ك ان س بب التع ييب‪:‬‬
‫سواء كان عيباً خاصاً بالبضاعة أو بسبب خارج عنها‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا اعتبر هالك البضاعة من الخسارات البحرية المشتركة(‪.)1‬‬
‫‪ -4‬إذا هلكت البضاعة بسبب عيب خاص بها‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا كانت الشحنة تتألف من حيوانات ونفقت في السفينة ألي س بب كان‬
‫ما لم يكن ذلك بس بب خطأ الناق ل‪ ،‬الم ادة ‪ /181/‬من ق انون التج ارة‬
‫البحرية السوري‪:‬‬
‫«ال تس تلزم أية أج رة للس فينة عن البض ائع ال تي لم تس لم أو ال تي لم‬
‫توضع تحت تص رفه في المين اء المرس لة إلي ه‪ -‬على أن األج رة تك ون‬
‫الزمة‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان عدم التسليم ناتج اً عن إهمال أو خطأ من المستأجرين الواسقين‬
‫أو من خلفائهم في الحق‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا لج أت الض رورة في أثن اء الس فر في بيع البض ائع بس بب تعييبها أي اً‬
‫كان سبب التعييب‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا عد هالك البضائع من الخسائر البحرية المشتركة‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا هلكت البض ائع بس بب خ اص به ا‪ .‬وتك ون األج رة الزمة أيض اً عن‬
‫الحيوانات التي تنفق في السفينة ألي سبب كان ما عدا خطأ الناقل»‪.‬‬

‫(‪ )1‬قد ترغم القوة القاهرة ربان السفينة على إلقاء البضاعة يف البحر يف سبيل إنقاذ السفينة وما حتمله من البضائع األخرى وهذا‬
‫هو أحد تطبيقات اخلسائر املشرتكة يتحملها مجيع ذوي الشأن يف الرحلة البحرية على حنو عادل‪.‬‬
‫راجع د‪ .‬علي البارودي‪ -‬مبادئ القانون البحري‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./165/‬‬

‫‪-49-‬‬
‫‪ -6‬إذا طلب الواسق أن تس لم إليه البض اعة قبل وص ولها إلى بلد المقص ود‬
‫س واء ك ان قد طلب ذلك أنه يريد أن يبيعها في غ ير المك ان ال ذي ك انت‬
‫متجهة إليه في األصل أم ألن الناقل اض طر إلى إص الح الس فينة أثن اء‬
‫الس فر بس بب حادثة بحرية ق اهرة ولم ي رغب الش احن بانتظ ار انته اء‬
‫عمليات اإلصالح هذه‪ ،‬المادة ‪ /183/‬قانون التجارة البحرية السوري‪:‬‬
‫«على مس تأجر الس فينة أو الواسق ال ذي يريد أن تس لم إليه البض ائع‬
‫قبل وص ولها إلى المحل الموجهة إليه أن ي دفع األج رة بكاملها ح تى في‬
‫حالة االضطرار إلى إصالح السفينة في أثناء السفر بسبب حادثة بحرية‬
‫قاهرة»‪.‬‬
‫أما إذا لم تكن الحادثة قاهرة فال تستحق األجرة ألن الناقل ال يكون قد‬
‫نفذ التزامه الق انوني وهو إيص ال البض اعة إلى المك ان المح دد في وثيقة‬
‫الشحن‪ .‬المادة ‪ /183/‬قانون التجارة البحرية السوري‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أثر القوة القاهرة على الوفاء باألجرة‪:‬‬


‫بداية إذا ك انت األج رة قد دفعت في بداية الرحلة من قبل الش احن‬
‫وكانت البضاعة نقلت بشرط استحقاق األجرة في جميع األحوال‪ -‬فإذا‬
‫تعرضت الرحلة البحرية في الطريق ألخطار وأدى ذلك إلى قيام الربان‬
‫بإلق اء قسم من الحمولة في البحر ف إن مجهز الس فينة يحتفظ ب األجرة‬
‫كاملة‪.‬‬

‫‪-50-‬‬
‫أما إذا ك انت األج رة س تدفع من قبل المرسل إليه بحسب وضع‬
‫البضاعة أو وزنها أو مقاسها أو وكيلها في ميناء الوص ول بحسب ما هو‬
‫وارد في وثيقة الشحن فهنا نميز بين حالتين‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا ح الت ق وة ق اهرة دون تنفيذ الناقل بالتزامه بإيص ال البض اعة إلى‬
‫المكان المرسلة إليه والبضاعة لم تصل البتة كأن تكون قد هلكت هالك اً‬
‫كلي اً بس بب الق وة الق اهرة أو بس بب أجن بي عن الناقل له ش روط الق وة‬
‫القاهرة(‪ )1‬فينقضي التزام المرسل إليه بدفع األجرة كأن تصاب السفينة‬
‫بحادث يؤدي إلى إغراقها‪.‬‬
‫‪ -2‬أما إذا أدت الق وة الق اهرة إلى هالك ج زئي ك أن يتلف ج زء من‬
‫البضاعة‪ ،‬فالتزام المرسل إليه يقتصر بدفع األجرة على القسم الذي بقي‬
‫(‪)1‬‬
‫إذا‬ ‫سالماً وعلى العكس من ذلك فيلتزم المرسل إليه بدفع األجرة كامل ةً‬
‫ك انت الق وة الق اهرة قد س ببت تعييب اً للبض اعة دون أن تهلك ألن الناقل‬
‫يكون قد نفذ التزامه بإيصال البضاعة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أعطى املش††رع الس††وري احلق للرب††ان إذا ط††رأت حاجة ملحة أثن††اء الس††فر أن يس††تقرض بعد احلص††ول على ت††رخيص من قاضي‬
‫األم † ††ور املس † ††تعجلة يف القطر الع † ††ريب الس † ††وري ومن القنصل الس † ††وري يف اخلارج إن وج † ††د‪ ،‬وإالّ فمن قاضي احملل بض † ††مانة ج † ††رم‬
‫السفينة وأجرهتا‪ ،‬وإن مل يكفيا فبضمانة احلمولة أيضاً‪.‬‬
‫وإذا تع††ذر عليه االق††رتاض بعد حص††وله على اإلج††ازات الس††ابقة ذاهتا أن ي††بيع من البض††اعة املوس††وقة مبق††دار املبلغ الض††روري لت††أمني‬
‫تلك احلاجات امللحة ومن مث يقوم اجملهز بالتعويض عنها حسب السعر الرائج‪ ،‬أو املق†در للبض†اعة من الن†وع عينه والكمية ذاهتا يف‬
‫مك††ان االس††تالم ويف وقت وص††ول الس††فينة إالّ أنه حيق للواس††قني وأص††حاب احلق††وق أن يعارض††وا يف رهن بض††ائعهم أو بيعها وأن‬
‫يط††البوا بتفريغها على أن ي††دفعوا أجرهتا كاملة «املادة ‪ /120/‬من ق††انون التج††ارة البحرية الس††وري‪ :‬إذا ط††رأت حاجة ملحة أثن††اء‬
‫الس††فر فللرب††ان بعد حص††وله على إج††ازة يعطيها يف س††ورية قاضي األم††ور املس††تعجلة‪ ،‬ويف اخلارج القنصل الس††وري إذا وح††د‪ ،‬وإالّ‬
‫فبعد حص ††وهلا على موافقة قاضي احملل أن يق ††رتض بض ††مانة ج ††رم الس ††فينة وأجرهتا وإذا مل يكفيا فبض ††مانة احلمولة أيض† †اً»‪ .‬وه ††ذه‬
‫احلاالت اليت تستحق فيها األجرة قد أملتها طبيعة املالحة البحرية وما تواجهه السفينة من أخطار‪.‬‬
‫راجع د‪ .‬هشام فرعون‪ †-‬مرجع سابق‪ -‬ص‪.197-196‬‬
‫(‬
‫راجع د‪ .‬حممد فريد العريين‪ -‬د‪ .‬حممد السيد الفقي‪ -‬القانون البحري واجلوي‪ -2002 -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./328/‬‬

‫‪-51-‬‬
‫يتم الوف اء ع ادة بعملة بلد محل الوف اء وليس ما يمنع الطرف ان‬
‫المتعاق دان أن يتفق وا على تس ديد األج رة ب القطع األجن بي وللمتعاق دان‬
‫الحرية في تحديد نقد الوفاء‪.‬‬
‫يتمتع الناقل بعدة ضمانات الستيفاء أجرة النقل وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬خول المشرع له الحق في حبس البضائع لعدم دفع أجرة النقل ما لم تقدم‬
‫له كفالة تض من الوف اء به ا‪ ،‬الم ادة ‪ /194/‬ق انون التج ارة البحرية‬
‫السوري‪:‬‬
‫«لمؤجر السفينة حق حبس البضائع بسبب عدم دفع أجرتها ما لم تقدم‬
‫له كفالة وله أيض اً أن يطلب إي داعها بين ي دي الغ ير لغاية دفع أج رة‬
‫الس فينة وأن يطلب بيعها إن ك انت عرضة للتل ف»‪ .‬وفي ذلك توض يح‬
‫للقواعد العامة في القانون المدني السوري‪ ،‬المادة ‪ /247/‬ويجوز للناقل‬
‫أن يطلب من المحكمة إيداع البضاعة بين يدي شخص ثالث لحين الوفاء‬
‫له ب األجرة وإ ذا ك انت البض اعة قابلة للتلف يمكن للناقل استص دار أمر‬
‫من القاضي المختص بيعها واستيفاء األجر من ثمنها‪.‬‬
‫‪ -2‬ويك ون للناقل أيض اً حق امتياز على البضائع المش حونة الس تيفاء أج رة‬
‫النقل وملحقاتها ين درج من ه ذه الملحق ات التع ويض عن الت أخير في‬
‫الشحن والتفريغ المادة ‪ /179/‬من قانون التجارة البحرية السوري‪.‬‬
‫«إذا لم يحضر أحد لتس لم البض اعة أو إذا رفض تس لمها من ك انت‬
‫مرس لة إليه فللرب ان أن يط الب الس لطة القض ائية ب بيع كامل البض اعة أو‬
‫بعضها لغاية مبلغ أجرة السفينة وتقرير إيداع البضائع غير المبيعة‪ ،‬وإ ذا‬

‫‪-52-‬‬
‫ك ان محص ول ال بيع غ ير ك اف إليف اء مبلغ األج رة فيبقى للرب ان حق‬
‫االدعاء على الواسقين بالفرق»‪.‬‬
‫ويظل االمتي از قائم اً على البض اعة ح تى بعد تس ليمها للمرسل إليه‬
‫ولمدة خمسة عشر يوماً فيستوفي بمقتضى هذا الحق دينه قبل بقية دائني‬
‫البضاعة‪ -‬إضافة إلى أنه إذا لم يحضر أحد الستالم البضاعة أو رفض‬
‫المرسل إليه تس لمها فللرب ان أن يطلب من الس لطة القض ائية بيع كامل‬
‫البض اعة أو بعض ها لغاية مبلغ األج رة وتتق ادم دع وى أج رة النقل بعد‬
‫م رور س نة من انقض اء الس فرة‪ ،‬الم ادة ‪ 218/1‬من ق انون التج ارة‬
‫البحرية الس وري‪« :‬يس قط بالتق ادم‪ :‬بعد م رور س نة من انقض اء الس فرة‬
‫حق كل دعوى تتعلق بأجرة السفينة»‪.‬‬

‫‪-53-‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫التزام المرسل إليه بالتحفظات‬
‫ذكرنا س ابقاً ب أن تس ليم البض اعة للمرسل إليه هو أهم ال تزام ي ترتب‬
‫على الناقل بم وجب عقد النقل البح ري وتس ليم البض اعة س ليمة في‬
‫الميع اد المح دد يك ون قد أتم الناقل التزاماته الناش ئة عن العقد الم ذكور‬
‫وبه ينتهي تنفيذه‪.‬‬
‫وال يمكن أن ينسب الض رر إلى الناقل إالّ إذا أص اب البض اعة وهي‬
‫تحت حراسته أي أثناء مرحلة النقل البحري وقبل تسليمها للمرسل إليه‪.‬‬
‫وللتحقق أن الض رر س ابق للتس ليم وضع المش رع الس وري قواع داً‬
‫لإلثب ات يت وجب على المرسل إليه مراعاتها ليتمكن من إثب ات ذل ك‪،‬‬
‫فالمادة ‪ /215/‬من قانون التجارة البحرية السوري تنص على أن‪:‬‬
‫«إذا هلكت البض‪222‬ائع أو تض‪222‬ررت فعلى مس‪222‬تلمها أن يوجه للناقل أو‬
‫خطية في مرفأ التفريغ وفي وقت التس‪22‬ليم على أبعد حد‬
‫وكيله تحفظ‪22‬ات ّ‬
‫وإ الّ فيفترض أنه تسلم البضائع كما هي مبينة في وثيقة الشحن‪.‬‬
‫أما إذا كان في األمر هالك أو ض‪2‬رر غ‪2‬ير ظ‪2‬اهرين فيك‪2‬ون إبالغ ه‪2‬ذه‬
‫التحفظات قانونياً إذا جرى بمهلة ثالثة أيام بعد التسليم‪ ،‬وال ت‪22‬دخل أي‪22‬ام‬
‫التعطيل في عداد هذه المهلة ويحق دائماً للناقل أن يطلب كشفاً وجاهياً‬
‫عن البضائع لدى تسليمها»‪.‬‬
‫فما هو م دى ت وجب ه ذه التحفظ ات وهل من ش روط لها وما هي‬
‫آثارها في حالة الهالك الظاهر أو في حالة الهالك غير الظاهر‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬‬

‫‪-54-‬‬
‫مدى توجب التحفظات وشروطها‬
‫إذا تم تنفيذ عقد النقل البح ري بدقة ووص لت البض اعة إلى المين اء‬
‫المرسل إليه دون أضرار أو تلفيات فإن تسليمها لهذا األخير بهذه الحالة‬
‫ات المترتبة‬ ‫ودون تحفظ منه يضع بالتأكيد نهاية لعقد النقل ولاللتزام‬
‫على الناقل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مدى توجب التحفظات من قبل المرسل إليه‬


‫قد يح دث أن تلحق بالبض اعة أض راراً أثن اء رفعها وس حبها من على‬
‫أرص فة المين اء أو من المس تودعات المخزنة فيه ا‪ ،‬وك ذا قد يح دث ذلك‬
‫أثن اء نقلها وتفريغها في محل المرسل إليه ول ذا ف إن ع دم تحفظ األخ ير‬
‫أثن اء االس تالم يجعل من الص عب تحديد ما إذا ك انت األض رار ال تي‬
‫أص ابت البض اعة قد ح دثت أثن اء تنفيذ عقد النقل وح تى التس ليم أم أنها‬
‫حدثت بعد تمام التسليم الفعلي وهذا ما حدا بتشريعات النقل المختلفة إلى‬
‫تقرير قرينة لص الح الناقل مؤداها أن اس تالم المرسل إليه للبض اعة دون‬
‫تحفظات يفترض معه أنه تسلمها بالحالة الموصوفة بها في سند الشحن‬
‫وهي قرينة بس يطة يج وز إثب ات عكس ها بمع نى أن المرسل إليه يس تطيع‬
‫إثب ات أن النقص أو التلف ال ذي لحق بالبض اعة قد ح دث أثن اء تنفيذ عقد‬
‫النقل وليس بعد تمام التسليم(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬نص على هذه القرينة املادة ‪ 3/6‬معاهدة بروكسل لعام ‪ 1624‬لسندات الشحن «إذا مل حيصل إخطاراً كتابياً باهلالك أو‬
‫التلف ومباهية هذا اهلالك أو التلف للناقل أو وكيله يف ميناء التفريغ قبل أو وقت =يتبع= = يتبع= تسليم البضاعة ووضعها يف‬
‫عهدة املرسل إليه فإن التسليم يعترب‪ -‬إىل أن يثبت العكس‪ -‬قرينة على أن الناقل قد سلم البضاعة بالكيفية املوصوفة هبا يف سند‬
‫الشحن‪ -‬وإذا كان اهلالك أو التلف غري ظاهر فيجب أن حيصل اإلخطار خالل ثالثة أيام من التسليم وال حاجة إىل عمل إخطار‬
‫إذا كانت قد حصلت معاينة البضاعة يف مواجهة املستلم عند استالمها هلا»‪.‬‬

‫‪-55-‬‬
‫مما ذكر ومن نص الم ادة ‪ /215/‬ق انون التج ارة البحرية الس وري‬
‫الم ذكورة س ابقاً يتضح أن المش رع ف رض على المرسل إليه في ح ال‬
‫هالك البض اعة أو تلفها توجيه تحفظ ات خطية إلى الناقل في مواعيد‬
‫قص يرة األجل ومح ددة يمكن منها التحقق من الض رر في ال وقت‬
‫المناسب وذلك حتى يحفظ حقه بالتعويض عن الضرر‪.‬‬
‫والمقص ود بهالك البض اعة ال تي يت وجب على المرسل إليه توجبه‬
‫تحفظ ات على النحو ال ذي فرضه الق انون هو الهالك الج زئي أي إذا‬
‫ك انت الش حنة مؤلفة من ع دة ط رود وهلك ط رداً واح داً أو اك ثر منها‬
‫مثالً‪.‬‬
‫أما في ح ال الهالك الكلي أي عن دما تهلك الش حنة بكاملها فمن‬
‫الطبيعي أالّ يتطلب بشأنه أية تحفظات باعتبار أن هذا الهالك ال يتصور‬
‫فيه التس ليم أص الً ك ذلك ال محل للتحفظ ات في حالة الت أخير ألنه ال‬
‫يتض من تس ليماً‪ -‬ويمكن إثب ات ه ذا الت أخير بس هولة من خالل الوث ائق‬
‫الرسمية إلدارة ميناء الوصول التي ُيسجل فيها تاريخ وصول السفن(‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط هذه التحفظات‬


‫يشترط في التحفظ أن يتم بصورة خطية وفي مرفأ التفريغ وفي وقت‬
‫التس ليم على أبعد ح د‪ ،‬وه ذا ما حددته الم ادة ‪ /215/‬من ق انون التج ارة‬
‫البحرية الس وري‪ -‬إالّ أن المش رع لم يش ترط ش كالً مح دداً‪ -‬ل ذلك‪-‬‬

‫ورد نص مماثل يف فرنسا يف املادة ‪ /57/‬من مرسوم ‪ /31/‬لعام ‪ 1966‬وأيضاً يف نص مماثل باملادة ‪ 19/6‬من معاهدة هامبورع‬
‫لعام ‪ 1978‬راجع د‪ .‬عباس مصطفى املصري‪ -‬املركز القانوين للمرسل إليه يف عقد النقل البحري‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./308/‬‬
‫(‪ )1‬راجع حممد فريد العريين‪ ،‬د‪ .‬حممد السيد الفقي‪ -‬القانون البحري واجلوي‪ -2002 -‬مرجع سابق ص‪./372/‬‬

‫‪-56-‬‬
‫فممكن أن يتم عن طريق الك اتب بالع دل أو ببطاقة مكش وفة أو بمج رد‬
‫كتابة يسجلها على وثيقة الشحن‪ .‬بل إن التعامل التجاري يرى أن مجرد‬
‫رفض المرسل إليه استالم البضاعة يكفي للتعبير عن التحفظ(‪.)2‬‬

‫ويجب أن تكون هذه التحفظات صريحة واضحة محددة فال يؤخذ إالّ‬
‫بالتحفظ ات ال تي تش ير ص راحة إلى ن وع الض رر أما التحفظ ات ال تي لم‬
‫ف للبض اعة ولحالتها وال تي ص يغت بعب ارات عامة ومبهمة‬ ‫أت بوص ٍ‬ ‫ت ِ‬
‫فتعتبر غير مقبولة(‪.)3‬‬

‫(‪ )2‬راجع د‪ .‬هشام فرعون‪ †-‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./237/‬‬


‫(‪ )3‬راجع د‪ .‬حممد السيد الفقي‪ ،‬د‪ .‬علي الباردوي‪ ،‬د‪ .‬حممد فريد العريين‪ -‬منشورات احلليب احلقوقية‪ -‬بريوت‪ -‬الطبعة األوىل‬
‫‪ -2001‬ص‪./254/‬‬

‫‪-57-‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫مفاعيل التحفظات‬
‫اس تناداً إلى الفق رة األولى من الم ادة ‪ /215/‬من ق انون التج ارة‬
‫البحرية الس وري‪ -‬إذا لم يوجه المرسل إليه تحفظ ات إلى الناقل فإنه‬
‫يف ترض أن تس لم البض اعة كما هي مبينة في وثيقة الش حن‪ -‬فيت بين أن‬
‫ع دم توجيه التحفظ ات المنص وص عنها في الم ادة الم ذكورة في المهلة‬
‫القانونية ينتح عنها قرينة لمص لحة الناقل أنه ق ام بتس ليم البض اعة إلى‬
‫المرسل إليه بالحالة الموص وفة بها من وثيقة الش حن ولكن ع دم توجيه‬
‫تحفظ اً يعتبر قرينة بسيطة يجوز إثبات عكسها‪ ،‬بمعنى أن المرسل إليه‬
‫يس تطيع إثب ات أن النقض أو التلف ال ذي لحق بالبض اعة قد ح دث أثن اء‬
‫(‪)1‬‬
‫وبكافة ط رق اإلثب ات (أما‬ ‫تنفي ذه عقد النقل وليس بعد تم ام التس ليم‬
‫األساس القانوني لهذا الرأي «أال يوجد اجتهاد يؤكد عكس ذلك»)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مهلة توجيه التحفظات‬


‫جاءت المادة ‪ /215/‬من قانون التجارة البحرية السوري والمذكورة‬
‫لتح دد المهلة ال تي يجب على المرسل إليه خاللها توجيه ه ذه التحفظ ات‬
‫وعليه فقد م يز المش رع بين الهالك أو الض رر الظ اهر وبين الهالك أو‬
‫الضرر غير الظاهر على النحو التالي‪:‬‬

‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬عباس مصطفى املصري‪ -‬املركز القانوين للمرسل إليه يف عقد النقل البحري‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./308/‬‬

‫‪-58-‬‬
‫ففي ح ال الهالك أو الض رر الظ اهر يت وجب على مس تلم البض اعة‬
‫(المرسل إلي ه) أن يوجه للناقل أو وكيله تحفظات خطية في مرفأ التفريغ‬
‫وفي وقت التس ليم على أبعد ح د‪ .‬أما في ح ال الهالك أو الض رر غ ير‬
‫الظ اهرة ال ذي ال يمكن التع رف عليه إالّ بعد الكشف على البض اعة‪،‬‬
‫اعتبر المشرع التحفظ بشأنها صحيحاً إذا قام به المرسل إليه بمهلة ثالثة‬
‫وال تدخل أيام التعطيل في عداد هذه المهلة(‪.)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫أيام بعد التسليم‬
‫مع اإلشارة إلى أن التحفظات المشار إليها في المادة المذكورة والتي‬
‫على المرسل إليه ت وجب توجيهها ومن خالل لفظ في وقت التس ليم على‬
‫أبعد حد يع ني أنها أج ازت ض‪22‬مناً توجيهها قبل اس‪22‬تالم البض‪22‬اعة ش‪22‬رط‬
‫أن يكون المرسل إليه قد علم باألضرار الالحقة بها واطلع عليها‪.‬‬
‫وقد ث ار خالف اً ح ول تحديد ب دء س ريان مهلة توجيه التحفظ ات‪،‬‬
‫واالجتهاد السائد يعتبر أن التسليم المقصود في المادة السابقة هو التسليم‬
‫المادي الحاصل للمرسل إليه وإ ن مهلة إرسال التحفظات تبدأ من تاريخ‬
‫التسليم الفعلي‪.‬‬
‫وال يقبل االجته اد بتس ليم رم زي أو وهمي يق وم بتس ليم المرسل إليه‬
‫إذن التس ليم فقط بل ي وجب أن يتم التس ليم مادي اً للبض اعة وأن يقف على‬
‫حالتها(‪.)1‬‬
‫(‪ )1‬املادة ‪ /239/‬من الق††انون البح††ري املص††ري اجلديد تن††اول قرينة التس††ليم املط††ابق كما وردت يف اتفاقية ه††امبورغ حيث ج††اءت‬
‫يف حال اهلالك أو التلف الظاهر خالل م†دة ي†ومي العمل الت†اليني لي†وم تس†ليم البض†اعة ويف ح†ال اهلالك أو الض†رر غري الظ†اهر ج†از‬
‫تقدميه خالل مدة مخسة عشر يوماً التالية لتسليم البضاعة‪.‬‬
‫(‪ )2‬من حق الناقل أن يطلب إجراء كشف وجاهي عن حالة البضائع لدى تسليمها‪ ،‬املادة ‪ /215/‬قانون التجارة البحرية‬
‫السوري‪.‬‬
‫(‪ )1‬ذهب البعض إىل أن هذه املهلة تبدأ من تاريخ التفريغ حتت الروافع وهذا الرأي جمحف حبق††وق املرسل إليه ألنه ال ميكن عملي† ًا‬
‫بعض آخر أن املهلة املش ††ار إليها‬
‫له تس ††ليم بض ††ائعه حتت الروافع كما ال جيوز إلزامه بتوجيه حتفظ ††ات قبل فحص البض ††اعة وي ††رى ٌ‬

‫‪-59-‬‬
‫ينص اجته اد لمحكمة النقض الس ورية‪« :‬إن مس ؤولية الناقل تنتهي‬
‫بإيص ال البض اعة إلى المرسل إليه واس تالمه لها فعلي اً وتوقيعه على‬
‫االس تالم الفعلي دون تحفظ وإ ن أي دفع بوج ود عيب أو نقص يلي ذلك‬
‫ال يسأل عنه الناقل»‪.‬‬
‫(غرفة أولى قرار ‪ /264/‬أساس ‪ /259/‬تاريخ ‪.)28/5/1995‬‬
‫إذن التحفظات المسبقة جائزة شرط إرسالها بعد معاينة البضاعة(‪،)2‬‬
‫أما إذا أرسلت التحفظات بصورة متأخرة فتعتبر كأنها لم تكن ومع ذلك‬
‫ال يس قط حق المرسل إليه ويك ون عليه في ه ذه الحالة إثب ات عكس‬
‫القرينة الناتجة عن عدم إرسال التحفظات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬آثار هذه التحفظات‬


‫يت وجب على مس تلم البض اعة (المرسل إلي ه) وح تى يحفظ حقه‬
‫ب التعويض عن الضرر ال ذي لحق بالبض اعة أن يق وم بتوجيه التحفظات‬
‫للناقل أو وكيله والسابق ذكرها بموجب المادة ‪ /215/‬من قانون التجارة‬
‫البحرية السوري‪.‬‬

‫تبدأ من تاريخ تسليم إذن التسليم ألنه يص†بح بوسع املرسل إليه منذ ه†ذا ال†وقت معاينة بض†اعته وس†حبها‪ -‬وأيض†اً ه†ذا ال يفيد أن‬
‫املرسل إليه قد اس††تلم البض††اعة إذ يت††وجب عليه بعد اس††تالمه اإلذن القي††ام ببعض املع††امالت اليت تس††تغرق بعض ال††وقت قبل تس††لم‬
‫البضاعة بالفعل‪.‬‬
‫راجع د‪ .‬حممد السيد الفقي‪ ،‬د‪ .‬عل البارودي‪ ،‬د‪ .‬حممد فريد العري†ين‪ -‬الق†انوين البح†ري واجلوي‪ -2001 -‬مرجع س†ابق‪ -‬ص‪/‬‬
‫‪./258‬‬
‫(‪ )2‬راجع د‪ .‬علي الب††ارودي‪ ،‬د‪ .‬حممد الس††يد الفقي‪ ،‬د‪ .‬حممد فريد العري††ين‪ -‬الق††انون البح††ري واجلوي‪ -2001 -‬مرجع س††ابق‪-‬‬
‫ص‪./256/‬‬

‫‪-60-‬‬
‫وإ ن ع دم إرس ال التحفظ ات الم ذكورة ينشئ قرينة لمص لحة الناقل‬
‫مؤداها أن المرسل إليه قد تس لم البض اعة كما هي مح ددة في وثيقة‬
‫الش حن وه ذه القرينة بس يطة بوسع المرسل إليه إثب ات عكس ها بكافة‬
‫وس ائل اإلثب ات‪ ،‬مما يع ني أن توجيه ه ذه التحفظ ات في المهل القانونية‬
‫المنص وص عليها في الم ادة الم ذكورة من ش أنه أن ينشئ قرينة لص الح‬
‫المرسل إليه على أن الناقل لم يس لمه البض اعة كما هي مبينة في وثيقة‬
‫الش حن‪ ،‬فيبقى على الناقل إثب ات عكس تلك القرينة أي أن يثبت أن‬
‫الضرر حصل في المرحلة الالحقة للتفريغ تحت الروافع كي تطبق بن ود‬
‫اإلب راء من المس ؤولية أو أن يثبت أن الض رر ناشئ عن إح دى ح االت‬
‫اإلعف اء من المس ؤولية المنص وص عليها في الم ادة ‪ /210/‬ق انون‬
‫التجارة البحرية السوري السابقة الذكر‪.‬‬
‫كما يحق دائم اً للناقل عمالً ب الفقرة الثالثة من الم ادة ‪ /215/‬ق انون‬
‫التج ارة البحرية الس وري المش ار إليها أن يطلب كش فاً وجاهي اً على‬
‫البضائع لدى تسليمها(‪.)1‬‬
‫نخلص مما تق دم أن المرسل إليه إذا ق ام بتوجيه التحفظ ات في‬
‫المواعيد المقررة قانون اً فإن الناقل ال يمكن أن يحتج في مواجهته بقرينة‬
‫التسليم المطابق‪.‬‬
‫وأن المرسل إليه ال ذي ال يق وم بتوجيه التحفظ ات في المواعيد‬
‫المقررة قانوناً فإنه يواجه خطر قرينة التسليم المطابق حيث يفترض أنه‬
‫قد استلم البضاعة بالحالة الموصوفة بها في وثيقة الشحن(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬راجع د‪ .‬علي الب††ارودي‪ ،‬د‪ .‬حممد الس††يد الفقي‪ -‬د‪.‬حممد فريد العري††ين‪ -‬الق††انون البح††ري واجلوي‪ -2001 -‬مرجع س††ابق‪-‬‬
‫ص‪./259/‬‬
‫(‪ )1‬ه† ††ذه قرينة بس† ††يطة جيوز للمرسل إليه إثب† ††ات عكس† ††ها مع مراع† ††اة املواعيد املق† ††ررة قانون † †اً لتق† ††ادم دع† ††وى املس ††ؤولية ضد الناقل‬
‫البح ††ري وال يقع على املرسل إليه فقط عبء إثب ††ات وج ††ود نقض أو تلف بالبض ††اعة وإمنا ينبغي عليه أيض† †اً إثب ††ات أن ما أص ††اب‬
‫البض††اعة من أض††رر إمنا ح††دث أثن††اء تنفيذ عقد النقل البح††ري وميكن إثب††ات ذلك بكافة ط††رق اإلثب††ات مبا يف ذلك أوراق املراجعة‬

‫‪-61-‬‬
‫خاتمـة‬
‫مما س بق وذكرنا من خالل ع رض ه ذا البحث بداية من تعريف عقد‬
‫النقل البحري وأطرافه وموضوعه والمرور على بعض النظريات التي‬
‫حاولت تبرير مركز المرسل إليه بالنسبة لهذا العقد مع اختالف وجهات‬
‫نظر الفقه اء ح ول األس اس الق انوني ال ذي يب نى عليه مركز المرسل إليه‬
‫وح ول تحديد حقوقه والتزاماته ومن خالل اس تعراض الج وانب العملية‬
‫والتطبيقية لتوض يح وتحديد ه ذه الحق وق وااللتزام ات من خالل تن اول‬
‫عالقة المرسل إليه مع الناقل داخل مجموعة عقدية تضم أيض‪2222222222222222‬اً عقد‬
‫البيع البحري وتوض‪22‬يح عالق‪22‬ات مباش‪22‬رة كث‪22‬يرة ومتع‪22‬ددة وما نشأ عنها‬
‫من حقه باإلخط ار بوضع البض اعة تحت تص رفه وتس لمه للبض اعة‬
‫وحقه برفع دع وى المس ؤولية وب التعويض في ح ال ع دم اس تالمه‬
‫البضاعة كما هي مبينة في وثيقة الشحن أو في حال التأخير في تسليمها‬
‫عن الميعاد المحدد المتفق عليه وأيض اً أوضحنا من خالل هذه العالقات‬
‫المباش رة ما هو مت وجب على المرسل إليه من التزام ات داخل ه ذه‬
‫المجموعة العقدية كالتزامه ب دفع أج رة النقل وتس ليمه المس تندات مقابل‬
‫التس ليم وذلك في مواجهة الناقل ومن ثم عرض نا ما هو مت وجب على‬
‫المرسل إليه من توجيه تحفظ ات للناقل أو وكيله كي ال يتع رض لحظر‬

‫اليت يتم حتريرها عند ش††خن وتفريغ الس††فينة وكش††وف احلالة اليت يتم حتريرها ع††ادة يف املخ††ازن يف حالة وج††ود ف††روق بني البض†ائع‬
‫املقي††دة على جمم††وع أوراق املراجعة والبض††ائع الثابتة على املاينفس††تو وأيض †اً على تق††ارير اخلرباء س††واء خ††ربة ودية أو قض††ائية وفيما‬
‫ع ††دا اخلربة القض ††ائية ف ††إن املس ††تندات الس ††الفة ال ††ذكر ال يعتد هبا يف إثب ††ات النقص أو التلف ال ††ذي حلق بالبض ††اعة حض ††ورية أو أن‬
‫تكون موقعة من األطراف ذوي الشأن‪.‬‬
‫راجع د‪ .‬مصطفى املصري‪ -‬املركز القانوين للمرسل إليه يف عقد النقل البحري‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪./330/‬‬

‫‪-62-‬‬
‫قرينة التسليم المطابق وذلك كي يضمن حقه بالتعويض في حال الهالك‬
‫أو الض رر الظ اهر أو في ح ال الهالك أو الض رر غ ير الظ اهر وآث اره‬
‫ومهلها وشروطها‪.‬‬
‫ومن ذلك كله ح اولت توض يح مركز المرسل إليه بالنس بة لعقد النقل‬
‫البح ري وح اولت توض يح ما ب ني عليه لص الحه من حق وق وما ت رتب‬
‫عليه بموجبه من التزامات تجاه باقي األطراف داخل المجموعة العقدية‬
‫المذكورة مع اإلشارة إلى كونه طرفاً غريب اً عن عقد النقل البحري الذي‬
‫ي برم بداية بين طرفيه الش احن والناقل كما س بق وأوض حنا من خالل‬
‫وحاولت جاهدة أن أضفي‬
‫ُ‬ ‫بحثنا بأنه يعتبر من الغير بالنسبة لهذا العقد‪،‬‬
‫على ه ذا الغ ير من خالل تحديد وت برير مرك زه الص فة والمص لحة وما‬
‫ترتب على ذلك من تمتعه بحقوق وترتب التزامات‪.‬‬
‫آم‪ُ 2 2‬ل أن أك ‪22‬ون قد اق ‪22‬تربت من الص ‪22‬واب والمنطق من خالل ع ‪22‬رض‬
‫بح ‪22‬ثي في توض ‪22‬يح مركز المرسل إليه بالنس بة لعقد النقل البح ري كونه‬
‫في وضع اختلفت فيه وجه ات نظر الفقه اء ورج ال الق انون وتش عبت‬
‫اآلراء والنظري ات ال تي تن اولت محاولة ت بريره وتع دد النقد يتناولها‬
‫والي زال االجته اد والفقه ناش طاً به ذا الخص وص وخاص ةً في فرنسا‬
‫ومصر محاوالً إيجاد آراء جديدة حول األساس القانوني لمركز المرسل‬
‫ري وما يتبع ذلك من تحديد حقوقه‬ ‫بة لعقد النقل البح‬ ‫إليه بالنس‬
‫والتزاماته‪.‬‬
‫واهلل ولي التوفيق‬

‫‪-63-‬‬
‫مراجع البحث‬
‫‪ -1‬د‪ .‬عب اس مص طفى المص ري‪ -‬المركز الق انوني للمرسل إليه في عقد‬
‫النقل البحري‪ -‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ -‬االسكندرية‪.2002 -‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬علي الب ارودي‪ -‬مب ادئ الق انون البح ري‪ -‬الق اهرة (لم ي ذكر دار‬
‫النشر)‪.1983 -‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬علي جمال ال دين ع وض‪ -‬الق انون البح ري‪ -‬القاهرة‪ -‬دار النهضة‬
‫العربية‪ -‬طبعة (‪.1969 -)1‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬علي جمال الدين عوض‪ -‬القانون البحري‪ -‬القاهرة‪ -‬دار النهضة‪-‬‬
‫طبعة (‪.1987 -)2‬‬
‫‪ -5‬د‪ .‬محمد فريد العري ني‪ ،‬د‪ .‬علي الب ارودي‪ ،‬د‪ .‬محمد الس يد الفقي‪-‬‬
‫الق انون البح ري والج وي‪ -‬منش ورات الحل بي الحقوقي ة‪ -‬ب يروت‪-‬‬
‫الطبعة األولى‪.2001 -‬‬
‫‪ -6‬د‪ .‬محمد فريد العري ني‪ ،‬د‪ .‬محمد الس يد الفقي‪ -‬الق انون البح ري‬
‫والجوي‪ -‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ -‬بيروت‪ -‬طبعة ‪.2002‬‬
‫‪ -7‬د‪ .‬مص طفى كم ال طه‪ -‬الق انون البحري اللبن اني‪ -‬ب يروت‪( -‬لم ي ذكر‬
‫دار النشر)‪ -‬الطبعة األولى‪.1968 -‬‬
‫‪ -8‬د‪ .‬هشام فرعون‪ -‬القانون البحري‪ -‬مطبعة جامعة دمشق‪.1976 -‬‬
‫‪ -9‬المح امي محمد أديب الحس يني‪ -‬موس وعة القض اء الم دني‪ -‬دمش ق‪-‬‬
‫مكتبة دار النهضة العربية‪.2004 -‬‬

‫الفهرس‬

‫‪-64-‬‬
‫‪1‬‬ ‫مقدمة‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫المبحث التمهيدي‪ :‬ماهية عقد النقل البحري ومركز المرسل إليه فيه‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫تعريف عقد النقل البحري وخصائصه‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪5‬‬ ‫تعريف عقد النقل البحري‪.‬‬ ‫الفرع األول‪:‬‬
‫‪8‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إثبات عقد النقل البحري‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أطراف العقد‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫مركز المرسل إليه في عقد النقل البحري‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫‪17‬‬ ‫حقوق المرسل إليه‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪18‬‬ ‫حق المرسل إليه باستالم البضاعة‪.‬‬ ‫المبحث األول‪:‬‬


‫‪18‬‬ ‫إخطار وضع البضاعة تحت تصرف المرسل إليه‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪19‬‬ ‫مدى توجب اإلخطار‪.‬‬ ‫الفرع األول‪:‬‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص اإلخطار وشكله‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫حق المرسل إليه في استالم البضاعة‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪23‬‬ ‫أساس حق المرسل إليه في المطالبة باستالم البضاعة‪.‬‬ ‫الفرع األول‪:‬‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إلى من يجب تسليم البضاعة وكيفية إثباته‪.‬‬

‫حق المرسل إليه برفع دع‪22222222222‬وى المس‪22222222222‬ؤولية وحقه ‪29‬‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫بالتعويض‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫دعوى المسؤولية على الناقل‪:‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪31‬‬ ‫أوالً‪ -‬أطراف الدعوى‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫ثانياً‪ -‬طرق إثبات الدعوى‪.‬‬
‫‪36‬‬ ‫ثالثاً‪ -‬مهلة إقامة الدعوى‪.‬‬
‫‪38‬‬ ‫رابعاً‪ -‬المحكمة المختصة بالنظر في الدعوى‪.‬‬

‫‪-65-‬‬
‫‪39‬‬ ‫حق المرسل إليه في التعويض‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪40‬‬ ‫مقدار التعويض‬ ‫الفرع األول‪:‬‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط االتفاقية للتعويض‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫التزامات المرسل إليه‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪45‬‬ ‫التزام المرسل إليه بتسليم المستندات ودفع األجرة‪.‬‬ ‫المبحث األول‪:‬‬
‫‪46‬‬ ‫التسليم مقابل المستندات‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪48‬‬ ‫التسليم مقابل الوفاء باجرة النقل‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪49‬‬ ‫الوفاء بأجرة النقل‪.‬‬ ‫الفرع األول‪:‬‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أثر القوة القاهرة على الوفاء باألجرة‪.‬‬

‫‪56‬‬ ‫التزام المرسل إليه بالتحفظات‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬


‫‪57‬‬ ‫مدى توجب التحفظات وشروطها‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪57‬‬ ‫مدى توجب التحفظات من قبل المرسل إليه‪.‬‬ ‫الفرع األول‪:‬‬
‫‪59‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬شروط هذه التحفظات‪.‬‬
‫‪60‬‬ ‫مفاعيل التحفظات‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪60‬‬ ‫مهلة توجيه التحفظات‪.‬‬ ‫الفرع األول‪:‬‬
‫‪63‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬آثار هذه التحفظات‪.‬‬

‫‪65‬‬ ‫خاتمة‪.‬‬

‫‪67‬‬ ‫مراجع البحث‬

‫‪-66-‬‬

You might also like