Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 38

‫‪1‬‬

‫المرشد المعرف بمعاني وأسرار قواعد التصوف‬


‫قواعد التصوف للشيخ أحمد زروق‬
‫شرحه وعلق عليه وحققه طه حبيشي‬
‫وهو عبارة عن قواعد التصوف (كل ما يختص بالتصوف من موضوعات جمعها المؤلف‬
‫الشيخ أحمد زروق في قواعد عددها ‪ 24‬قاعدة )‬

‫هذه القواعد عبارة عن نص ( مثل ألفية ابن مالك ‪ -‬وجوهرة التوحيد ) ويقوم بشرحها‬
‫قام بوضع هذه القواعد ( النص ) ‪ :‬أحمد زروق‬
‫قام بشرح هذه القواعد ‪ :‬طه حبيشي‬

‫مالحظات ‪:‬‬
‫(‪ )1‬س* ‪ :‬في االمتحان ممكن تقول ‪ ( :‬تجيب نص القاعدة ) وتقول ‪:‬اشرح هذه القاعدة على‬
‫ضوء ما درست ( البد من فهم القواعد جيدًا )‬
‫(‪ )4‬الكتاب في كثير من االسهاب والتطرق لبعض الفروع مثل المنطق والنحو وغيره ونحن‬
‫غير مطالبين به‬
‫(‪ )3‬خالصة كل قاعدة مهمة جدًا‬

‫(‪ )2‬ما بين القوسين [ ] هو نص الكتاب والباقي شرح الدكتور‬

‫(‪ )5‬بعض أجزاء الكتاب مصور وتحته شرح الدكتور‬

‫(‪ )6‬المنهج ‪:‬‬


‫‪ )1‬من ص‪ 2‬إلى ص‪ 98‬مقرر عدا القاعدة السابعة‬

‫‪ )4‬من ص‪ 431‬إلى ص‪ 451‬نأخذ من اشتقاقات التصوف األسماء فقط‬

‫‪ )3‬من ص‪ 191‬إلى ص‪181‬‬


‫‪2‬‬

‫التصوف د‪ /‬هبة‬
‫المحاضرة األولى‬
‫‪ -‬اسم الكتاب ‪ :‬المرشد المعرف لمعاني وأسرار قواعد التصوف للشيخ أحمد زروق‬
‫(قواعد التصوف)‬
‫‪ -‬المصنف ( المؤلف ) ‪ :‬الشيخ أحمد زروق‬
‫‪ -‬شارحه ‪ :‬طه حبيشي‬
‫______________________________________‬
‫‪ -‬معنى التصوف ‪( :‬خارج الكتاب)‬
‫ع ِّرف بحوالي ألفي تعريف ‪ ،‬وبعض هذه التعريفات‪:‬‬
‫والتصوف يشتق من عدة اشتقاقات ‪ ،‬وقد ُ‬

‫هو األخذ بالحقائق‬ ‫الدخول في كل‬ ‫هو عبارة عن‬ ‫الزهد في الدنيا واإلقبال على هللا سبحانه وتعالى ‪،‬‬
‫( حقيقة الدين )‬ ‫خلق سني والخروج‬ ‫صفاء القلب‬ ‫واالنقطاع عن شهوات الدنيا وشهوات البدن‬
‫واليأس مما في‬ ‫من كل خلق دنئ‬ ‫ومشاهدة‬ ‫والملذات‬
‫أيدي الخالئق (أي‬
‫وهذه كانت السمة الغالبة على المسلمين في صدر‬
‫متاع الحياة الدنيا)‬
‫اإلسالم األول وهي اإلقبال على هللا والزهد في الدنيا‬

‫‪ -‬والصوفية ‪ :‬هم قوم آثروا وفضلوا هللا على كل شيء فآثرهم هللا على كل شيء‬
‫‪ -‬فغاية الصوفي ‪ :‬هي إرضاء هللا سبحانه وتعالى ‪ ،‬والفناء في هللا واالتصال باهلل سبحانه‬
‫وتعالى ‪ ،‬وهذا ال يكون إال عن طريق وحي معصوم ‪ ،‬وهذا يستلزم أن يكون اإلنسان مؤمنًا‬
‫باهلل ؛ حتى يكون قد صفا قلبه ‪ ،‬ويكون صادقًا في توجهه إلى هللا سبحانه وتعالى‬
‫وكان الرسول ملسو هيلع هللاىلص هو أول صوفي في اإلسالم ( حيث كان ً‬
‫مقبال على هللا ‪ ،‬تار ًكا لمتاع الحياة‬
‫الدنيا وكان مجاهدًا في سبيل هللا سبحانه وتعالى )‬
‫‪3‬‬

‫‪ -‬اشتقاقات التصوف ‪( :‬الكتاب ص‪ 431‬إلى ‪)428‬‬

‫صفَّة ‪ ،‬وهم‬
‫أو مشتق من ال ُ‬ ‫إما أنها مأخوذة من الصوف‬ ‫إما أنها مأخوذة من الصف‬ ‫إما مأخوذة من‬
‫أهل الصفة الذين كانوا‬ ‫ألن الصوف كان لباس‬ ‫األول ألن الصوفية في‬ ‫الصفاء لصفاء‬
‫يجلسون في مسجد الرسول‬ ‫األنبياء وعباد هللا الصالحين‬ ‫الصف األول بين يدي هللا‬ ‫قلوب أهل‬
‫ملسو هيلع هللاىلص حيث كانوا يتخذون جز ًءا‬ ‫‪ ،‬وهو أصح هذه االشتقاقات‬ ‫سبحانه وتعالى‬ ‫الصوفية صحيح‬
‫من المسجد ويجلسون فيه‬ ‫ألنه صحيح من الناحية‬ ‫صحيح من الناحية المعنوية‬ ‫من الناحية‬
‫وقد جاءوا مهاجرين‬ ‫اللغوية والمعنوية‬ ‫ال اللغوية‬ ‫المعنوية ال اللغوية‬

‫الخالصة ‪ :‬هناك من قال أن التصوف مشتق من الصوف ‪ ،‬وهناك من قال أنه مشتق من‬
‫الصف األول ‪ ،‬ومن الصفة ‪ ،‬ومنهم من قال أنها من الفيلوصوفيا (حبة الحكمة) ‪ [ ،‬احنا هنأخذ‬
‫األسماء ده فقط كده]‬
‫كل هذه األسماء وهذه االشتقاقات إن كانت تصح من الناحية المعنوية إال أنها ال تصح من‬
‫الناحية اللغوية عدا اشتقاق التصوف من الصوف‬
‫(الكتاب عبارة عن قواعد التصوف (كل ما يختص بالتصوف من موضوعات جمعها المؤلف الشيخ أحمد‬
‫زروق في قواعد عددها ‪ 24‬قاعدة )‬

‫هذه القواعد عبارة عن نص ( مثل ألفية ابن مالك ‪ -‬وجوهرة التوحيد ) ويقوم بشرحها بعد ذلك الدكتور‬
‫طه حبيشي)‬

‫____________________________________________________‬

‫مقدمة الشيخ زروق ‪:‬‬


‫شرح مقدمة الكتاب ‪ :‬ص‪ ( 2‬هامة جدًا ‪ +‬موضع سؤال )‬

‫[الحمد هلل كما يجب لعظيم مجده وجالله والصالة والسالم على سيدنا دمحم وآله]‬
‫الشرح ‪ :‬أجمع المسلمون على أن أي عمل ال يبدأ بالبسملة أو الحمد والثناء على هللا فهو عمل‬
‫ناقص‬
‫س* ‪ :‬ما هو غرض المصنف من تأليفه لقواعد التصوف ؟‬
‫[فالقصد بهذا المختصر وفصوله ‪ ،‬تمهيد قواعد التصوف وأصوله على وجه يجمع بين‬
‫الشريعة ] األحكام الشرعية المتمثلة في الكتاب والسنة [والحقيقة] حقيقة التصوف وهي صدق‬
‫‪4‬‬

‫التوجه إلى هللا تعالى [ويصل األصول والفقه بالطريقة] الطريقة الصوفية (الربط بين التصوف‬
‫والفقه)‬
‫وإنما بين أن غرضه (من تأليف هذا الكتاب) منحصر في بيان العالقة بين الحقيقة والشريعة‬
‫ووجوب مراعاة الفقه وأحكامه‬
‫أي أنه يربط بين التصوف وبين العلوم األخرى خاصة الفقه‬
‫ال يستطيع السائر أن يسلك طريقه إلى هللا وأن يغفل ولو طرفة عين عن أحكام الفقه (أحكام‬
‫الشريعة) أي العبادات‬
‫س* ‪ :‬اختر ‪ :‬غرض المؤلف من تأليف قواعد التصوف منحصر في ( بيان العالقة بين‬
‫الشريعة والحقيقة ‪ -‬بيان شطحات الصوفية )‬
‫س*‪ :‬إن سالك الطريق إلى هللا سيجد على الطريق التي سيقطعها معالم وعالمات ‪ ،‬بها‬
‫يعرف السالك أن طريقه قد تميزت فيه المراحل باتضاح المعالم والعالمات ‪ .‬اشرح ذلك في‬
‫ضوء ما درست ‪ .‬وما هي هذه المراحل ؟‬
‫____________________________________________________‬

‫(الكتاب ص‪)9‬‬ ‫المراحل على طريق السالك تحصرها أربعة مراحل ‪:‬‬
‫الرابعة ‪ :‬المراقبة‬ ‫الثالثة ‪ :‬التصفية‬ ‫الثانية ‪:‬‬ ‫األولى ‪ :‬التقوى‬
‫االستقامة‬
‫عندما يتقي هللا ويستقيم ويتبع‬ ‫تصفية القلب من‬ ‫وهي مرحلة تعبر عن وجوب التزام‬
‫نهج الرسول ملسو هيلع هللاىلص ويتخذ الرسول‬ ‫الشهوات ومن‬ ‫االستقامة هي‬ ‫السالك بأوامر هللا ونواهيه رغبة في‬
‫قدوة حسنة ويصفي قلبه من كل‬ ‫عوالق الدنيا‬ ‫كالتقوى ‪،‬‬ ‫رضوانه وخوفًا من سخطه‬
‫الشهوات‬ ‫وعوالق البدن‬ ‫فيها وجوب‬
‫والسالك في هذه المرحلة البد له من معرفة‬
‫وتصفية القلب‬ ‫التزام المكلف‬
‫يجد السالك إلى هللا نفسه وقد‬ ‫الشريعة ‪ ،‬ويحتويها الفقه وسواء أخذ هذه‬
‫من كل ما يكدره‬ ‫بأمر ربه‬
‫أصبح رقيبًا على قلبه يأتيه‬ ‫األحكام وتعلمها على يد شيخ ‪ ،‬أم قرأها‬
‫ونهيه‬
‫الخاطر من الخواطر ‪ ،‬وتهجم‬ ‫من الكتب قراءة تعينه على مطلوبه منها‬
‫عليه بارقة العرفان فال يقبل من‬ ‫الفرق بينهما‬
‫ذلك شيئًا إال بعد أن يعرضه‬ ‫‪:‬‬
‫على صريح الشريعة فإن وافقها‬ ‫أما غاية االستقامة ‪ :‬هي النظر في‬ ‫وال يميزها من سابقتها إال أن‬
‫وإال اعتبرها لمة شيطان‬ ‫سيرة النبي ملسو هيلع هللاىلص وسنته ‪ ،‬والوقوف على‬ ‫التقوى غاية المكلف منها ‪ :‬معرفة‬
‫عاداته وطريقته ‪ ،‬يبتغي من ذلك كله‬ ‫األحكام الشرعية من كتب الفقه أو‬
‫تقليد هذا النبي الذي اعتبره قدوة له‬ ‫على يد شيخ معلم‬
‫‪5‬‬

‫قواعد) (الكتاب ص‪)11‬‬ ‫داعية التقعيد للتصوف‪(:‬السبب الذي جعله يضع التصوف في‬
‫[ لما كانت داللة التصوف بجملته] في أساسه [على التوجه إلى هللا من حيث يرضى كفت‬
‫أوائله مع التزام واتباع الفقه] اكتفى أوائل المسلمين بالجانب العملي عن الجانب العلمي ألنه‬
‫ال داعي لكتابة التصوف ؛ ألن السمة الغالبة على المسلمين هي الزهد في الدنيا [فكان االعتناء‬
‫بعمله أكثر من علمه ‪ ،‬ومن ثم لم تدون قواعده ‪ ،‬وإن أشار إليها أئمته كالسلمي في فصوله‬
‫‪ ،‬والقشيري في رسالته]‬
‫الشرح ‪ :‬لما كثر المنتسبين للتصوف وبعضهم ينتسب بالظاهر فقط دون الباطن ويكونون‬
‫أعداء للتصوف ‪ ،‬وقد كثر في ذلك الوقت اشقاقات التصوف وظهرت وجهات النظر المختلفة‬
‫في ذلك الوقت دعت الحاجة إلى تقعيد القواعد‬
‫__________________________________________________‬

‫القاعدة األولى ‪:‬‬


‫المنهج (الكتاب ص‪)15‬‬ ‫اسم القاعدة ‪ :‬في‬
‫نص القاعدة ‪[ :‬الكالم في الشيء فرع تصور ماهيته وفائدته ومادته ]‬
‫‪ #‬قعد الشيخ هذه القواعد لكي يجعل التصوف شيء معروف ومعلوم لدى الجميع‬
‫الشرح ‪ :‬أراد الشيخ وضع مجموعة من القواعد ليجعل التصوف شيء معلوم ومعروف ويبين‬
‫حقيقة وماهية التصوف ؛ ألن التصوف باعتباره فن وباعتباره علم سلوك له وجود في الذهن‬
‫وفي الخارج وهذا يدل على أنه شيء ‪ ،‬إذن طالما أنه شيء فيجب أن نحكم عليه أو نحكم له ‪،‬‬
‫فوضع هذه القواعد ليعرف حقيقة وماهية التصوف‬
‫* الماهية ‪ :‬هي ما كان واقعًا في جواب سؤال (ماهو؟)‬
‫مثل ‪ :‬ما هو اإلنسان ؟ = حيوان ناطق ‪ ،‬إذن ماهية اإلنسان حيوان ناطق‬
‫فما وقع جوابًا لسؤال ما هو ؟ ‪ ،‬يكون ماهية الشيء أي حقيقته ‪ ،‬ويصبح هوية عندما يمتاز ن‬
‫غيره (الهوية هي الشخصية) أي صفات معينة‬
‫‪6‬‬

‫القاعدة الثانية ‪: 1‬‬


‫تصورهما (الكتاب ص‪)452 ، 428‬‬ ‫اسم القاعدة ‪ :‬الماهية والحقيقة والسبيل إلى‬
‫نص القاعدة ‪[ :‬ماهية الشيء حقيقته ‪ ،‬وحقيقته هي ما دلت عليه جملته ‪ ،‬وتعريف ذلك بحد‬
‫‪ -‬وهو أجمع ‪ -‬وهو أوضح ‪ -‬أو تفسير ‪ -‬وهو أتم لبيانه وسرعة فهمه ‪ ،‬وقد ُحدَّ التصوف‬
‫ورسم وفُسر بوجوه تبلغ نحو األلفين ‪ ،‬مرجع كلها لصدق التوجه إلى هللا تعالى وإنما هي‬ ‫ُ‬
‫وجوه فيه ‪ .‬وهللا أعلم]‬
‫الشرح ‪ :‬ماهية الشيء حقيقته ‪ ،‬وحقيقة التصوف هي ما دلت عليه جملته ‪ ،‬فالتصوف له‬
‫حوالي ألفي تعريف ‪ ،‬فكل صوفي عرف التصوف حسب الحالة التي تطرأ عليه ‪ ،‬لكن الشيء‬
‫األساسي الذي يضم كل هذه التعريفات ( العامل المشترك الذي يجمع بين هذه التعريفات) هو‬
‫صدق التوجه هلل سبحانه وتعالى‬
‫بالتفسير‬ ‫أو‬ ‫بالرسم‬ ‫أو‬ ‫بالحد‬ ‫وهذه التعريفات إما أن تكون‬

‫أي باإلشارة أو المثال‬ ‫باآلثار واألعراض‬ ‫بذاتيات التعريف وهي لوازم التعريف أو أساسيات التعريف‬
‫والتفسير هو األتم واألوضح في البيان رغم قلة استعماله في العلوم‬
‫وهذه التعريفات في جملتها وأساسها ترجع لشيء واحد وهو صدق التوجه هلل سبحانه وتعالى‬
‫ف بألفي (‪ )4222‬تعريف منها ما هو بالحد‬
‫ع ِّر َ‬
‫الخالصة ‪ :‬المراد بالقاعدة الثانية ‪ :‬التصوف ُ‬
‫ومنها ما هو بالرسم ومنها ما هو بالتفسير وهذه التعريفات على جملتها تشترك في جامع بينها‬
‫وهو صدق التوجه إلى هللا تعالى‬
‫____________________________________________________‬

‫القاعدة الثانية ‪: 4‬‬


‫(الكتاب ص‪)42‬‬ ‫اسم القاعدة ‪ :‬في شرح تفعيل المنهج في مجال التصوف‬
‫نص القاعدة ‪ [ :‬االختالف في الحقيقة الواحدة إن كثر دل على بُعد إدراك جملتها ]‬
‫الشرح ‪ :‬على الرغم من كثرة تعريفات التصوف وبلوغها ألفي تعريف إال أن هذه التعريفات‬
‫كانت حسب الحالة الغالبة على الصوفي‬
‫‪7‬‬

‫فإن كان الغالب عليه الصفاء ‪ :‬عرف التصوف بأنه صفاء ومشاهدة‬
‫وإن كان الغالب عليه الخشوع ‪ :‬عرف التصوف بأنه خشوع وتذلل‬
‫وإن كان الغالب عليه الجانب الخلقي ‪ :‬عرف التصوف بأنه الدخول في كل خلق حسن‬
‫فحسب الحالة التي تغلب على الصوفي كان يعرف التصوف‬
‫لكن هذه التعريفات في جملتها كان لها عامل أساسي مشترك يجمعها جميعًا وهو صدق التوجه‬
‫إلى هللا تعالى ‪.‬‬
‫ويذكر في هذه القاعدة أن الحافظ أبو نعيم عليه رحمة هللا تعالى أشار إلى أن كل متصوف كان‬
‫يعرف التصوف بنا ًءا على الحالة الغالبة عليه لذلك تعددت التعريفات ‪ ،‬ولكن بالرغم من‬
‫تعددها إال أنها تشترك جميعًا في صدق التوجه إلى هللا تعالى ‪.‬‬
‫____________________________________________________‬

‫القاعدة الثالثة ‪:‬‬


‫(الكتاب ص‪)42‬‬ ‫اسم القاعدة ‪ :‬التصوف والظاهرة الدينية واإلنسانية‬
‫نص القاعدة ‪ [ :‬صدق التوجه مشروط بكونه من حيث يرضاه الحق تعالى وبما يرضاه وال‬
‫يصبح مشروط بدون شرطه ‪" ،‬وال يرضى لعباده الكفر" ‪ ،‬فلزم تحقيق اإليمان ‪" ،‬وإن‬
‫تشكروا يرضه لكم" ‪ ،‬فلزم العمل باإلسالم ]‬
‫الشرح ‪ :‬أول شيء ‪ :‬صدق التوجه إلى هللا تعالى البد أن يلزم عنه اإليمان ألن هللا عز وجل ال‬
‫يرضى لعباده الكفر ‪ ،‬وإذا كان هللا يرضى لعباده اإليمان ‪ ،‬إذن البد أن يكون اإلنسان مسلم‬
‫اإليمان هو التصديق القلبي ‪ ،‬أما العمل الظاهري (أعمال الجوارح) يكون عن طريق اإلسالم‬
‫‪ ،‬مثل ‪ :‬النطق بالشهادتين والصالة والصيام والزكاة والحج‬
‫[ فال تصوف إال بفقه ‪ ،‬إذ ال تعرف أحكام هللا الظاهرة إال منه ‪].‬‬
‫الشرح ‪ :‬البد من معرفة األحكام الشرعية ً‬
‫أوال حتى يكون اإلنسان متصوفًا ‪ ،‬ألننا ال نأخذ‬
‫األحكام الشرعية إال من الفقه‬
‫[ وال فقه إال بتصوف ‪ ،‬إذ ال عمل إال بصدق وتوجه ‪].‬‬
‫‪8‬‬

‫الشرح ‪ :‬ألنه ولكي يقوم اإلنسان بالعمل البد أن يكون صادقًا في التوجه إلى هللا‬
‫[وال هما إال بإيمان ‪ ،‬إذ ال يصح واحد منهما دونه ‪.‬‬
‫فلزم الجميع لتالزمهما في الحكم كتالزم األرواح لألجساد‬
‫وال وجود لها إال فيها ‪ ،‬كما ال حياة لها إال بها ‪ ،‬فافهم‬
‫ومنه قول مالك رحمه هللا ‪ " :‬من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ‪ ،‬ومن تفقه ولم يتصوف فقد‬
‫تفسق ‪ ،‬ومن جمع بينهما فقد تحقق " ]‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫س* ‪ " :‬من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ‪ ،‬ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ‪ ،‬ومن جمع‬
‫بينهما فقد تحقق " ‪ .‬من قائل هذه العبارة ؟‬
‫اختر ‪( :‬العبارة ) قائل هذه العبارة ‪ ( :‬الشيخ أحمد زروق ‪ -‬اإلمام مالك)‬
‫[ قلت ‪ :‬تزندق األول ‪ :‬ألنه قال بالجبر الموجب لنفي الحكمة واألحكام ‪.‬‬
‫وتفسق الثاني ‪ :‬لخلو عمله من التوجه الحاجب منهما عن معصية هللا ‪ ،‬ومن اإلخالص‬
‫المشترط في العمل هلل ‪.‬‬
‫وتحقق الثالث ‪ :‬لقيامه بالحقيقة في عين التمسك بالحق ‪ ،‬فاعرف ذلك ]‬
‫الخالصة ‪ :‬يريد أن يبين في هذه القاعدة أن التصوف ظاهرة دينية إنسانية فهي ترتبط بالعلوم‬
‫من أصول الدين والفقه ‪ ،‬فال تصوف بدون فقه وال فقه بدون تصوف ‪ ،‬ألن أساس التصوف‬
‫هو صدق التوجه إلى هللا تعالى ‪ ،‬وصدق التوجه هلل سبحانه وتعالى مشروط بشروط وهي ‪:‬‬

‫(‪ )4‬اإلسالم ‪ ،‬عن طريق القيام باألحكام‬ ‫(‪ )1‬االلتزام باإليمان باهلل سبحانه‬
‫الشرعية على أكمل وجه (العبادات) ‪،‬‬ ‫وتعالى ‪ ،‬وعندما يؤمن العبد يرضى‬
‫وهذه األحكام تؤخذ من علم الفقه‬ ‫عنه " وال يرضى لعباده الكفر "‬

‫فكل هذه األشياء ترتبط ببعضها البعض ‪ ،‬فالتصوف يرتبط باإليمان وباإلسالم وبالفقه ‪ ،‬فال‬
‫تصوف بدون فقه وال فقه بدون تصوف‬
‫‪9‬‬

‫المحاضرة الثانية‬
‫القاعدة الرابعة ‪:‬‬
‫اسم القاعدة ‪ :‬وسائل االستعصام بالحق في وجه المنكرين لحقيقة‬
‫التصوف (الكتاب ص‪)49‬‬

‫نص القاعدة ‪ [ :‬إسناد الشيء ألصله ‪ ،‬والقيام فيه بدليله الخاص به يدفع قول المنكر‬
‫لحقيقته ‪ ،‬ألن ظهور الحق في الحقيقة يمنع من ثبوت معارضتها‬
‫فأصل التصوف مقام اإلحسان الذي فسره رسول هللا ملسو هيلع هللاىلص ب " أن تعبد هللا كأنك تراه ‪ ،‬فإن لم‬
‫تكن تراه فإنه يراك " ‪ .‬ألن معاني صدق التوجه إلى لهذا األصل راجعة وعليه دائرة ‪ ،‬إذ‬
‫لفظه دال على طلب المراقبة الملزمة به ‪ ،‬فكان الحض عليها حضًا على عينه كما دار الفقه‬
‫على مقام اإلسالم ‪ ،‬واألصول على مقام اإليمان‬
‫فالتصوف أحد أجزاء الدين الذي علَّمه جبريل عليه السالم ليتعلمه الصحابة رضي هللا عنهم‬
‫أجمعين ]‬
‫حقيقة التصوف هي صدق التوجه إلى هللا تعالى ‪ :‬هناك مؤيدون لهذه الحقيقة وهناك من‬
‫ينكرونها‬
‫فالبد أن يكون لهذه الحقيقة سند شرعي ( دليل من الشرع يدل عليها ) فحقيقة التصوف لها‬
‫سئل عنه الرسول ملسو هيلع هللاىلص ‪ " :‬قال ‪ :‬فأخبرني عن اإلحسان‬ ‫دليل يدل عليها وهو مقام اإلحسان الذي ُ‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬أن تعبد هللا كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك "‬
‫فمقام اإلحسان هذا هو حقيقة التصوف ‪ ،‬فالتصوف هو الركن الثالث من أركان الدين‬
‫وقد أخذنا في التصوف سابقًا المقامات واألحوال ‪ ،‬والحال سمي بذلك لتحوله وتغيره ‪ ،‬وعندما‬
‫يصبح ثابتًا يتحول إلى مقام‬
‫فإذا اعتبرنا صدق التوجه إلى هللا هو حال للصوفي وهو متغير ‪ ،‬فعندما يستقر يتحقق مقام‬
‫اإلحسان‬
‫التصوف هو الركن الثالث من أركان الدين وهو من العلوم الشرعية وفي عصر الرسول لم‬
‫يكن هناك علم يسمى علم التفسير أو العقيدة أو غيره ومع بداية القرن الثاني أصبح كل علم له‬
‫‪10‬‬

‫اسم معين ‪ ،‬فالتصوف هو الركن الثالث من أركان الدين كما جاء في حديث جبريل ‪" :‬‬
‫أخبرني عن اإلسالم ‪ ..‬أخبرني عن اإليمان ‪ ..‬أخبرني عن اإلحسان"‬
‫فاإليمان هو ما يتعلق بالقلب ‪ ،‬واإلسالم هو ما يتعلق بأعمال الجوارح ‪ ،‬واإلحسان هو أن تعبد‬
‫هللا كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ‪ ،‬وهو مقام التصوف‬
‫‪11‬‬

‫المحاضرة الثالثة‬
‫القاعدة الخامسة ‪:‬‬
‫وأدعيائه (الكتاب ص‪)34‬‬ ‫اسم القاعدة ‪ :‬التصوف بين مريديه‬
‫ومعناه ‪ :‬التصوف بين مريديه (أهل التصوف) وأدعيائه (أعداء التصوف)‬
‫‪ -‬نص القاعدة ‪ [ :‬لكل شيء أهل ‪ ،‬ووجه ‪ ،‬ومحل ‪ ،‬وحقيقة‪.‬‬
‫وأهلية التصوف لذي توجه صادق ‪ ،‬أو عارف محقق ‪ ،‬أو محب مصدق ‪ ،‬أو طالب منصف ‪،‬‬
‫أو عالم تقييده الحقائق ‪ ،‬أو فقيه تقيده االتساعات ‪ ،‬ال متحامل بالجهل ‪ ،‬أو مستظهر‬
‫بالدعوى ‪ ،‬أو مجازف في النظر ‪ ،‬أو عامي غبي ‪ ،‬أو طالب معرض ‪ ،‬أو مصمم على تقليد‬
‫عرف في الجملة]‬ ‫أكابر من ُ‬
‫‪ #‬مريدي التصوف ( أهل التصوف )على ست درجات ‪:‬‬

‫‪ -6‬فقيه تقيده‬ ‫‪ -5‬عالم تقيده‬ ‫‪ -2‬طالب‬ ‫‪ -3‬محب‬ ‫‪ -4‬عارف‬ ‫‪ -1‬ذي توجه‬


‫االتساعات‬ ‫الحقائق‬ ‫منصف‬ ‫مصدق‬ ‫محقق‬ ‫صادق‬

‫‪ #‬أدعياء التصوف ( أعداء التصوف ) على ست درجات أخرى ‪:‬‬

‫‪ -6‬مصمم على تقليد‬ ‫‪ -5‬طالب‬ ‫‪ -2‬عامي‬ ‫‪ -3‬مجازف في‬ ‫‪ -4‬مستظهر‬ ‫‪ -1‬متحامل‬


‫أكابر من عرف الجملة‬ ‫معرض‬ ‫غبي‬ ‫النظر‬ ‫بالدعوى‬ ‫بالجهل‬

‫س* ‪ :‬اختر ‪ )1 :‬من مخالفي التصوف (طالب منصف ‪ -‬عالم تقيده الحقائق ‪ -‬طالب معرض)‬

‫‪ )4‬من مريدي التصوف (طالب معرض ‪ -‬مجازف في النظر ‪ -‬ذي توجه صادق)‬

‫‪ -‬شرح القاعدة ‪:‬‬


‫‪( #‬لكل شيء أهل) ‪ :‬تعريف األهلية ‪ :‬وهم يقولون ‪:‬‬

‫أهل القرآن هم‬ ‫وأهل المذهب ‪:‬‬ ‫أهل الحق ‪:‬‬ ‫أهل هللا ‪ ،‬أهل بيته ‪،‬‬
‫أهل هللا وخاصته‬ ‫من يدينون به‬ ‫اتباعه وأنصاره‬ ‫وأهل دينه وخاصته ‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫فاألهلية على العموم ‪ :‬عبارة عن صالحية لوجوب الحقوق المشروعة‬


‫‪( #‬ولكل شيء وجه) ‪ :‬فالوجه قد يكون في الشيء المادي ( مثل اإلنسان ) أو في شيء‬
‫معنوي ( مثل وجه الكون ) أي سنن الكون‬
‫‪( #‬ولكل شيء محل) ‪ :‬وهو المكان ‪ ،‬ولكن المصنف أراد بها ‪ :‬أن لكل شيء غاية ينتهي إليها‬
‫‪ ،‬فكذلك التصوف له غاية ينتهي إليها ( مثال الغاية ‪ :‬الثناء هلل سبحانه وتعالى واالتصال به )‬
‫‪( #‬ولكل شيء حقيقة ) ‪ :‬فحقيقة التصوف هي صدق التوجه إلى هللا تعالى ‪ ،‬لكن المنصف‬
‫أراد أن يحكم على أهل التصوف بأنه من أهل التصوف فجعل لكل شيء ‪ :‬أهل ‪ ،‬وجه ‪ ،‬محل‬
‫‪ ،‬حقيقة ‪ ،‬فأهل التصوف هم من يشغلوا ست مقامات ‪ ،‬وهذه المقامات بالنسبة لألشخاص‬
‫يتحققون في ست درجات‬
‫‪( #‬وأهلية التصوف لذي توجه صادق) ‪ :‬فالتوجه الصادق أحد هذه المقامات‬

‫مريدوا التصوف على درجات ‪:‬‬


‫كل متصوف أخذ على نفسه بصدق التوجه إلى هللا قد يغلب عليه حال أو مقام ‪ ،‬فيكون إشارة‬
‫له وعالمة ‪ ،‬ومنه ينطلق في تعريفه للتصوف‬
‫والشاغل لهذه الدرجات والمقيم في هذه‬ ‫والدرجات الست التي ذكرها المصنف‬
‫المقامات يحمل صفة مقامه‬

‫‪ )1‬المتوجه الصادق‬ ‫‪ )1‬التوجه الصادق‬


‫‪ )4‬العارف المحقق‬ ‫‪ )4‬العرفان المتحقق‬
‫‪ )3‬المحب المصدق‬ ‫‪ )3‬الحب مع التصديق‬
‫‪ )2‬الطالب المنصف‬ ‫‪ )2‬الطلب مع اإلنصاف‬
‫‪ )5‬العالم المقيد بالحقائق‬ ‫‪ )5‬العلم المقيد بالحقائق‬
‫‪ )6‬الفقيه الذي يأخذ على نفسه باتساع الحقيقة‬ ‫‪ )6‬الفقه غير المتعصب المتسع لجميع اآلراء‬
‫وشمولية األحكام‬ ‫الصحيحة‬

‫‪ #‬شرح المقامات الست ‪ ( :‬ست مقامات يشغلها ست درجات )‬


‫(‪ )1‬التوجه الصادق (المتوجه الصادق) ‪:‬‬
‫‪13‬‬

‫هو الذي يبتغي وجه هللا سبحانه وتعالى في كل ما يفعله ‪ ،‬فال يفعل شيئًا إال ابتغاء وجه هللا‬
‫سبحانه وتعالى ‪ ،‬من نفقة أو خدمة ألهله و تعليم لغيره فكله ابتغاء وجه هللا تعالى ‪ ،‬والدليل‬
‫على ذلك قوله سبحانه وتعالى ‪ " :‬وما ألحد عنده من نعمة تجزى إال ابتغاء وجه ربه األعلى‬
‫ولسوف يرضى "‬

‫(‪ )4‬العرفان المتحقق (العارف المحقق) ‪:‬‬


‫العرفان من المعرفة ‪ ،‬ومصادر المعرفة إما أن تكون عن طريق الحس أو العقل أو اإللهام‬
‫(هو أن يلقي هللا تعالى في قرار (نفس) العبد ما أراده من المعاني)‬
‫فقد أوحى هللا سبحانه وتعالى لسيدنا داود الزبور في قلبه جملة واحدة‬
‫فالصوفية ال يرتضون بالمعرفة ال عن طريق الحس وال العقل ‪ ،‬بل المعرفة عندهم تأتي عن‬
‫طريق اإللهام ؛ ألن اإلنسان الصادق في توجهه إلى هللا سبحانه وتعالى عندما يختلي بنفسه‬
‫وعندما يسلك الطريق إلى هللا سبحانه وتعالى ويبتعد عن شهوات الدنيا ويزهد في هللا ويتقرب‬
‫إلى هللا ويريد بكل فعل يفعله ابتغاء وجه هللا تعالى ‪ ،‬فهذا الشخص يفيض هللا عز وجل عليه‬
‫من المعارف اإللهامية (ولي من أولياء هللا الصالحين)‬
‫[ فهو نوع يقوم على التذوق واإللهام ‪ ،‬إذ يقصد بالمعرفة الذوقية في هذا المقام ‪ :‬تلك‬
‫المعرفة اإللهامية التي يتفضل بها هللا على من جاهدوا في سبيله فطهروا أنفسهم وقاوموا‬
‫شهواتهم‬
‫واإلمام الغزالي يشرح مقام العرفان بعبارته المعهودة فيقول ‪ " :‬فاعلم أن ميل أهل التصوف‬
‫إلى العلوم اإللهامية دون التعليمية " ]‬
‫س* ‪ " :‬فاعلم أن ميل أهل التصوف إلى العلوم اإللهامية دون التعليمية " ‪ .‬من قائل هذه‬
‫العبارة ؟‬

‫(‪ )3‬الحب مع التصديق (المحب المصدق) [المحبة والمحب] ‪:‬‬


‫فالمحبة هي نوع من العالق بين العبد وربه فهي عاطفة ملتهبة ودافئة ‪ ،‬تجعلك تحب كل ما‬
‫أمر هللا به وتفعل كل ما أمر به هللا عز وجل وأمر به الرسول ملسو هيلع هللاىلص ‪.‬‬
‫فالبد أن يكون المتصوف الذي يشغل هذا المقام صادقًا في حبه هلل ورسوله ملسو هيلع هللاىلص ‪ ،‬فيفعل كل ما‬
‫أمره هللا سبحانه وتعالى به حبًا في هللا وحبًا في رسول هللا ملسو هيلع هللاىلص ويكون حبه هذا صادقًا ‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫[ فوصف مقام الحب الذي يشغله المتصوف بالصدق ‪ ،‬وصاحبه المقيم فيه بالمصدق هلل‬
‫ورسوله ‪ ،‬والمتبع لهما الذي يدور هواه مع ما جاء به النبي ملسو هيلع هللاىلص حيث دار ]‬

‫(‪ )2‬الطلب مع اإلنصاف (الطالب المنصف) ‪:‬‬


‫الطالب المنصف ‪ :‬هو الطالب الذي يريد الحقيقة ‪ ،‬ويريد أن يصل إليها ‪ ،‬وهو الذي يستخدم‬
‫أدوات النظر واالستدالل ‪ ،‬ويكون منصفًا في استخدامه لألدلة ‪ ،‬ال يميز أدلة طبقًا أو تبعًا لهواه‬
‫‪ ،‬بل يكون منصفًا في اختيار األدلة والحكم على الشيء ‪ ،‬فعندما نطرح قضية مثل ‪( :‬التصوف‬
‫حقيقة إسالمية مشروعة) ‪ :‬فهذ قضية تحتاج إلى نظر وأدلة‬
‫فإذا كان هناك شخص غير مؤمن بالتصوف (أعداء التصوف) فإذا قلت لهم أن التصوف حقيقة‬
‫إسالمية مشروعة ‪ ،‬ولكوني متصفًا باإلنصاف وألكون طالبًا منصفًا البد من أن أقيم أدلة تثبت‬
‫متوصال إليها بعد بحث ونظر وتكون قضية منصفة ‪ ،‬ولذلك‬‫ً‬ ‫هذا المدعى ‪ ،‬فتكون هذه القضية‬
‫سمي بالطالب المنصف‬
‫[ وقد أصاب المصنف حين اشترط في الطالب الذي هو الناظر الباحث أن يكون منصفًا حين‬
‫ينظر في مقدمات الدليل ‪ ،‬وحين يستنتج من هذه المقدمات نتيجته التي هو طالب لها ‪،‬‬
‫واإلنصاف من غير شك هو فرع األمانة العلمية ]‬

‫(‪ )5‬العلم المقيد بالحقائق ( العالم المقيد بالحقائق ) ‪:‬‬


‫هذا الطالب أو الذي يبتغي الحقيقة (يصل إلى الحقيقة) البد أن يكون منصفًا وطالما هو كذلك‬
‫البد أن يكون ملتز ًما بالحقيقة وال يحيد عنها فال يقول إال الحق ‪.‬‬
‫فال يقول إال الحق‬ ‫يلتزم‬ ‫فالطالب المنصف ال يبتغي إال الحق ‪،‬‬
‫ويبتعد عن األهواء‬ ‫وطالما التزم بالحقيقة‬ ‫فبالتالي‬ ‫وهو منصف ألنه ينصف األدلة الصحيحة‬
‫بالحقيقة‬
‫وال يحيد عن الحقيقة‬ ‫ويبتعد عن األدلة غير الصحيحة‬

‫س* ‪( :‬نص القاعدة) ‪ :‬اشرح هذا النص ؟ هنتكلم عن كل فقرة في سطر مش هنكتب كل‬
‫الكالم الي في الكتاب زي ما الدكتور شرحت كده‬
‫س* ‪ :‬صح أو خطأ ‪ :‬من مريدي التصوف مستظهر بالدعوى ؟ ‪( :‬خطأ) من أعداء التصوف‬
‫* الفرق بين الطالب المنصف والعالم المقيد بالحقائق ‪ :‬أن الطالب المنصف الزال يبحث عن‬
‫الحقيقة ‪ ،‬أما العالم المقيد بالحقائق فهو وصل إلى الحقيقة وال يحيد عنها ‪ ،‬فهو أعلى درجة من‬
‫الطالب المنصف‬
‫‪15‬‬

‫[وما نقصد إليه هنا أن نبين ‪ :‬أن العالم الناظر في التصوف ومدى شرعيته سينتهي حت ًما‬
‫إلى نتيجة علمية وهي الحكم لصالح التصوف ألنه التزم بالحقيقة ]‬

‫(‪ )6‬الفقه المتسع ( الفقيه المقيد باالتساعات ) ‪:‬‬


‫[ والمصنف هنا يرضي بحكم الفقيه ‪ ،‬ولكن بشرط أن يكون هذا الفقيه على مذهب الفقهاء‬
‫الذين يعرفون طريقتهم في االستنباط ‪ ،‬وسنتهم في االستدالل ‪ ،‬ومنهجهم في الحكم على‬
‫األشياء ‪ ،‬وهذا ما جمعه المصنف في قوله (أو فقيه تقيده االتساعات) ]‬
‫البد أن يكون هذا الفقيه على مذهب من قبله من الفقهاء والبد أن يكون عقله واسعًا يستطيع أن‬
‫يستنبط ويستدل عليها‬

‫( يدعون أنهم من أهل التصوف وهم في الحقيقة ليسوا كذلك)‬ ‫مخالفوا التصوف ‪:‬‬
‫(‪ )1‬متحامل بالجهل ‪:‬‬
‫[ فمنهم هذا المتحامل بالجهل الذي لم يأخذ من العلم بطرف ‪ ،‬فانحاز إلى العاطفة والهوى ‪،‬‬
‫فحكم على التصوف وتابعيه بما يناسب هواه ]‬
‫ليس له نصيب من العلم ‪ ،‬ويحكم على التصوف بهواه دون سند علمي‬

‫(‪ )4‬مستظهر بالدعوى‪:‬‬


‫[ ومنهم هذا المستظهر بالدعوى ‪ :‬الذي يطلقها لتنصره في موقفه حيث ال ناصر له من علم‬
‫أو جاه أو مركز اجتماعي ]‬
‫يطلق دعوى مثل قضية ( التصوف قضية إسالمية مشروعة ) فيطلق الدعوى وهو متحامل‬
‫عليها بدون علم ‪ ،‬يطلقها لكي تنصره وهو في األساس جاهل ليس لديه علم‬

‫(‪ )3‬مجازف في النظر‪:‬‬


‫[ ومنهم هذا المجازف في النظر ‪ :‬وهو هذا اإلنسان الذي يوهمك أنه يقيم الدليل على صدق‬
‫أصوال ‪ ،‬فيكون مجازفًا في النظر ‪،‬‬
‫ً‬ ‫ما يقول ‪ ،‬وهو ال يعرف للدليل مبادئ ًا وال لالستدالل‬
‫فتورده المجازفة موارد الهالك في ميدان العلم ]‬
‫‪16‬‬

‫ليس لديه مبادئ للدليل وال لالستدالل ويوهمك أنه عندما يقدم قضية أو ً‬
‫دليال معينًا أن هذا هو‬
‫الدليل الصادق ولكنه يكون مجازف (يطرح الدليل بدون نظر أو علم) وهذه الدعوى تورده‬
‫موارد الهالك‬

‫(‪ )2‬عامي غبي ‪:‬‬


‫[ ومنهم هذا العامي الغبي ‪ :‬وهو هذا المرء من الناس لم يمنح بسطة في العلم ‪ ،‬وال قدرة‬
‫على االستيعاب ‪ ،‬وهو مع ذلك يفهم أنه قد تقدم على غيره ‪ ،‬فهو لهم متبوع وهم له تبع ]‬
‫فهو ليس لديه قدرة على االستيعاب وهو يعتقد أن دليله هو الحق‬
‫* ملحوظة ‪ :‬كل هؤالء يدورون حول نقطة واحدة وهي المتحامل بالجهل ألن كل واحد من‬
‫هؤالء يدعي أن لديه دليل ‪ ،‬وهو جاهل ليس لديه علم وال دليل يستند إليه ‪ ،‬حتى أن مبادئ‬
‫األدلة ليست عنده‬

‫(‪ )5‬طالب معرض ‪:‬‬


‫[ ومنهم هذا الطالب المعرض ‪ :‬وهو الذي تكون أمامه القضية أو المطلوب ‪ ،‬وعليه أن‬
‫تأمال صادقًا قائ ًما على حقائق علمية ‪ ،‬فهو يعرض عن هذا كله وال يلتفت إليه ‪،‬‬
‫يتأمل فيها ً‬
‫مكتفيًا بحكم بال دليل ‪ ،‬ونتيجة بال مقدمات ]‬

‫(‪ )6‬مصمم على تقليد أكابر من عرف في الجملة ‪:‬‬


‫[ ومنهم هذا الغر الذي سمع ببعض األسماء ‪ ،‬أو تعرف على بعض الشخصيات اشتهرت‬
‫وذاع صيتها ‪ ،‬وقد نسب إليها حكم على التصوف تَصدُق هذه النسبة أو ال تصدق وهو يأخذ‬
‫نفسه باالنتساب إلى هذه األسماء الكبيرة ]‬
‫يدعي نفسه مثال متبع لمذهب واحد من أهل التصوف وأنه تلميذ له ‪ ،‬وهو ال ينتمي لهم ألنه ال‬
‫بيعلم عنهم شيئًا ولكن بمجرد معرفته لبعض األسماء المشهورة فينسب نفسه إليها ‪ [ .‬وهذه‬
‫النماذج في المجتمعات تضر باألمة ‪ ،‬وتوقع بينها الخالف ‪ ،‬وتبث فيها الصراعات ‪ ،‬وسبحان‬
‫المنجي من المهالك ]‬
‫‪17‬‬

‫المحاضرة الرابعة‬
‫القاعدة السادسة‪:‬‬
‫(الكتاب ص‪)25‬‬ ‫اسم القاعدة ‪ :‬علم التصوف بين نشره وقصره على أهله‬
‫الشرح ‪ :‬ما هو أصل التصوف ؟‬
‫التصوف هو علم على الحياة الصوفية التي كان يحياها النبي ملسو هيلع هللاىلص والصحابة من بعده من زهد‬
‫في الدنيا وبعد عن شهواتها واالنقطاع لعبادة هللا سبحانه وتعالى‬
‫فالتصوف هو الركن الثالث من أركان الدين (اإلحسان) لحديث جبريل السابق ذكره‬
‫فالصوفية ‪ :‬هم جماعة من المسلمين سعوا إلى هللا مجاهدين أنفسهم أعظم جهاد ‪ ،‬فسلكوا‬
‫الطريق إلى هللا سبحانه وتعالى ‪ ،‬ولكن هل هذا الطريق الذي يسلكه الصوفية يناسب الجميع ؟‬
‫‪ ،‬وهل يستطيع أي أحد أن يتحمل تبعات هذا الطريق ؟‬
‫بالطبع ال ؛ ألنه للخاصة ‪ ،‬وليس كل الناس قادرة على تحمل تبعات هذا الطريق ‪ ،‬ألن‬
‫الوصول لغاية التصوف وهي االتصال بالمأل األعلى ‪ ،‬فيحتاج للتشبث بالصفات اإللهية ‪ ،‬حتى‬
‫يصل لرضا هللا سبحانه وتعالى ‪ ،‬بمعنى أنه يفعل بكل ما يأمر هللا به ويتجنب كل ما ينهى هللا‬
‫عنه ‪ ،‬ويراقب هللا فيما يفعله ‪.‬‬
‫لكن اإلنسان الصوفي تحققت له جميع المقامات ‪ ،‬فهو ال يقطع الطريق ليقال عليه صوفي ‪ ،‬بل‬
‫هو يريد رضا هللا سبحانه وتعالى ‪ ،‬فهو يصل لمرحلة (الولي) ‪ ،‬فالصوفي تتحقق له جميع‬
‫المقامات ‪ ،‬مثل ‪ ( :‬مقام التوبة النصوح التي ال يرجع بعدها للذنب مرة أخرى ‪ ،‬ويتحقق له‬
‫الزهد ويتحقق له الورع ‪ )...‬فالصوفي في طريقه إلى هللا يحاول أن يصل لجميع المقامات ‪.‬‬
‫فال يستطيع أي إنسان عادي أن يصل لهذه المكانة ‪ ،‬ألن هذا الطريق خاص بأهله ؛ ألنهم هم‬
‫من يتحملون تبعات هذا الطريق ومشاقه‬
‫هل يجوز أن ينشر علم التصوف وينزل بغير أهله ؟ أم ينزل بأهله (الصوفية) فقط ؟‬
‫اختلف في ذلك الصوفية ‪ ،‬فهذه القاعدة تتحدث عن ذلك (علم التصوف بين نشره وقصره على‬
‫أهله )‬
‫‪18‬‬

‫موضع سؤال‬

‫هناك اختالف بين الصوفية في نشر العلم (علم التصوف) هل ينشر ألهله فقط ؟ أم ألهله‬
‫ولغير أهله ؟‬

‫المصنف (الشيخ أحمد زروق) ‪:‬‬ ‫اإلمام الجنيد ‪:‬‬ ‫اإلمام الثوري ‪:‬‬
‫كان له موقف وسط بين الحصر والمنع وبين‬ ‫قال هذا العلم ينزل ألهله ولغير أهله‬ ‫قال هذا العلم (علم‬
‫النشر‬ ‫التصوف) ال يُنزل إال‬
‫ألن الدعوة إلى الفضيلة عامة ‪ ،‬يمكن‬
‫بأهله‬
‫ألن الداعي إلى التصوف ينظر لحال القوم‬ ‫أن تصل إلى كل ذهن مثل الصدق أو‬
‫الذين يدعوهم ‪ ،‬فإذا وجد المادة التي يدعو‬ ‫الشجاعة وغيرها ‪ ،‬ولكن من شاء أن‬ ‫ألن أهل العلم هم الذين‬
‫إليها أو الحال يصلح ألن يبذل العلم ‪ ،‬ووجد‬ ‫يستفيد بها استفاد بها عن طريق‬ ‫يقدرونه حق قدره ‪،‬‬
‫من هو غيور على العلم ‪ ،‬ويريد معرفة هذا‬ ‫البرهان والحجة ‪ ،‬ومن شاء أن‬ ‫ألنه ال يصل لهذه‬
‫العلم فيبذله له ‪ ،‬فإذا وجد الحال غير مناسب‬ ‫يعرض عنها فليعرض ولكن تلزمه‬ ‫المكانة إال خواص‬
‫فال يبذله‬ ‫الحجة بعد أن وصله العلم‬ ‫الناس وليس عوام الناس‬

‫س* ‪ :‬اختر ‪ :‬الرأي القائل بأن علم التصوف يبذل ألهله ولغير أهله ‪....‬‬
‫( اإلمام الثوري ‪ -‬الجنيد ‪ -‬اإلمام الغزالي )‬
‫نص القاعدة ‪( :‬الكتاب ص‪)25‬‬
‫‪19‬‬

‫شرح القاعدة ‪( :‬الكتاب ص‪)29 ، 24‬‬


‫‪20‬‬

‫القاعدة الثامنة ‪:‬‬


‫(الكتاب‬ ‫اسم القاعدة ‪ :‬العمل للتصوف شرط كمال والتظاهر به بدونه تدليس‬
‫ص‪)52‬‬

‫نص القاعدة ‪:‬‬

‫الشرح ‪:‬‬
‫سالك الطريق إلى هللا (الصوفي) البد أن يتوج العلم بالعمل ‪ ،‬اإلنسان الصوفي لديه علم إذن‬
‫البد أن يبين هذا العلم بالعمل ‪ ،‬مثل المسلم لديه علم بالصالة والصوم والزكاة ولكنه ال يجوز‬
‫له أال يعمل بهم ؛ ألن العلم بدون العمل ال فائدة منه ‪ ،‬البد أن نتوج ونزين العلم بالعمل ‪.‬‬
‫إذا تظاهر إنسان أنه مسلم ً‬
‫مثال وأنه يصلي ويصوم وغير ذلك في الظاهر فقط ال في الباطن ‪،‬‬
‫ولكنه ال يعمل بما يقول فهذا تدليس وخداع ‪.‬‬
‫فالعمل شرط كمال لتحقيق التصوف ‪ ،‬فإذا كان اإلنسان يتظاهر بالعمل ‪ ،‬ال على سبيل الحقيقة‬
‫بل للتظاهر فقط ‪ ،‬فهذا تدليس وخداع ونفاق ‪.‬‬
‫فالبد للعلم أن يتبعه عمل ‪ ،‬البد للعمل أن يتوج ويزين بالعمل ‪ ،‬ألن الظاهر لنا هو حسن الخلق‬
‫‪ ،‬فإذا كان يظهر التصوف في الظاهر وهو في الباطن غير متصوف ‪ ،‬فهو هكذا يُضلل ‪،‬‬
‫وطالما هو يضلل فهذا ينافي األخالق ‪ ،‬واألخالق شرط كمال لإلنسان السوي ‪.‬‬
‫‪21‬‬

‫شرح القاعدة ‪( :‬الكتاب ص‪)59 ، 54‬‬


‫‪22‬‬

‫القاعدة التاسعة ‪:‬‬


‫(الكتاب ص ‪)58‬‬ ‫اسم القاعدة ‪ :‬أخذ العلم من مظانه في التصوف وغيره‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫مظانه ‪ :‬أي من موضعه الذي يُظن أنه موجود به ‪ ،‬أي أخذه من منبعه وأصله‬
‫نص القاعدة ‪:‬‬

‫مقولة مأثورة‬

‫الشرح ‪ :‬نحن نأخذ العلوم من مظانها ‪ ،‬أي من مكانها ومنبعها ‪.‬‬


‫فالتصوف منح إلهية ‪ ،‬ومواهب اختصاصية يهبها هللا عز وجل لمن يشاء ‪ ،‬فكيف تنال هذه‬
‫العلوم (التصوف) ؟ كيف أحصل عليها ؟‬
‫هناك ثالث مراحل لو تحققت يستطيع اإلنسان أن يحصل على هذه العلوم ؛ ألنها منح إليهة‬
‫يمنحها هللا لمن يشاء من عباده ‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫‪ )3‬إذا وجدت لديه المعارف ‪ ،‬يعرضها على‬ ‫‪ )4‬اللجوء إلى هللا ‪ :‬أن يقف‬ ‫‪ )1‬أن يتوج العلم بالعمل ‪:‬‬
‫الكتاب والسنة ‪ :‬إن وافقت الطريقة التي‬ ‫على باب هللا سبحانه وال يمل‬ ‫البد للعلم أن يتبعه عمل ‪،‬‬
‫جاء بها الرسول ملسو هيلع هللاىلص وأصحابه ‪ ،‬ازداد علمه‬ ‫إلى أن يفيض هللا عز وجل‬ ‫وأن يزين المعرفة بحسن‬
‫رسو ًخا ويقينًا ‪ ،‬وإال فيبتعد عنه ‪.‬‬ ‫عليه بالمعارف ‪.‬‬ ‫الخلق ‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫شرح القاعدة ‪( :‬الكتاب ص ‪)62 ، 63 ، 64‬‬


‫‪24‬‬

‫الشرح ‪ [ :‬ما أخذنا التصوف عن القيل والقال ‪ : ]...‬أي لم نأخذ التصوف عن أحد ‪ ،‬ولكن‬
‫يؤخذ من مظانه‬
‫[ وإنما أخذناه عن الجوع والسهر ومالزمة األعمال ] ‪ :‬عن طريق مالزمة األعمال استطاع‬
‫أن يحصل على المنح اإللهية‬
‫س* ‪ [ :‬ما أخذنا التصوف عن القيل والقال والمراء والجدال ‪ ،‬وإنما أخذناه عن الجوع‬
‫ج ‪ :‬الجنيد‬ ‫والسهر ومالزمة األعمال ] ‪ ،‬وضح قول من هذا ؟‬

‫الشرح ‪ :‬هذا الحديث ليس منقوال عن النبي ‪ ،‬وربما يكون منقوال عن أحد الصحابة أو غيرهم‬
‫من العلماء ‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫المحاضرة الخامسة‬
‫القاعدة العاشرة ‪:‬‬
‫(الكتاب ص‪)64‬‬ ‫اسم القاعدة ‪ :‬صعوبات على طريق التصوف‬
‫نص القاعدة ‪ [ :‬ما ظهرت حقيقة قط في الوجود إال قوبلت بدعوى مثلها ‪ ،‬وإدخال ما ليس‬
‫منها عليها ‪ ،‬ووجود تكذيبها ]‬
‫الشرح ‪ :‬مثال ‪ :‬افترضنا أن هناك دعوى تقول أن التصوف هو الركن الثالث من أركان‬
‫الشرع ‪ ،‬فمن الممكن أن تظهر دعوى أخرى تقول أن التصوف مخالف للشرع ‪ ،‬فليس هناك‬
‫حقيقة ظهرت في هذا الوجود إال وقوبلت بحقيقة أخرى مثلها تعرضها وتكذبها‬
‫مثل ما قال أهل السنة أن رؤية هللا تعالى جائزة في الدنيا وواقعة ومحققة في اآلخرة ‪ ،‬قوبلت‬
‫بدعوى أخرى من المعتزلة قالوا فيها أن رؤية هللا تعالى مستحيلة في الدنيا واآلخرة‬
‫فأي دعوى أو حقيقة في الدنيا تجد لها دعوى أخرى تكذبها وترفضها إلى أن يظهر هللا أيهما‬
‫أحق‬
‫[ كل ذلك ليظهر فضل االستئثار بها وتتبين حقيقتها بانتفاء معارضها " فينسخ هللا ما يلقي‬
‫الشيطان ثم يحكم هللا آياته "]‬
‫الشرح ‪ :‬والسبب في وجود الدعوى المعارضة ‪ :‬تقابل دعوى أخرى مثلها تكذبها وتعارضها‬
‫ليظهر فضل االستئثار بها أي اإلفراد بها فهي المنفردة وهي الحقيقة‬
‫[وللوارث نسبة من الموروث ‪ ،‬وأشد الناس بالء األنبياء ‪ ،‬ثم األولياء ثم األمثل فاألمثل ‪،‬‬
‫إنما يبتلى الرجل على قدر دينه ]‬
‫دينارا وال‬
‫ً‬ ‫الشرح ‪ :‬األنبياء والرسل ورثوا العلم ‪ ،‬والعلماء ورثة األنبياء ‪ ،‬واألنبياء لم يرثوا‬
‫دره ًما وإنما ورثوا العلم ‪ ،‬واألنبياء هم أشد الناس ابتالء ‪ ،‬فالبد أن يرث الوارث شيئًا من هذا‬
‫الموروث ‪ ،‬وبما أن األنبياء أشد الناس ابتالء ‪ ،‬فكذلك العلماء ومنهم الصوفية أشد الناس ابتالء‬
‫بعد األنبياء‬
‫آخرا ‪،‬‬ ‫أوال ‪ ،‬وبإكرامهم وس ً‬
‫طا ‪ ،‬وبهما ً‬ ‫[ فمن ثم كان أهل هذا الطريق مبتلين بتسليط الخلق ً‬
‫قيل ‪ :‬لئال يفوتهم الشكر على المدح ‪ ،‬وال الصبر على الذم ]‬
‫‪26‬‬

‫الشرح ‪ :‬أهل هذا الطريق ‪ :‬الصوفية ‪ ،‬هناك ثالث حاالت أو ابتالءات يتعرض لها الصوفية ‪:‬‬
‫‪ )1‬تسليط الخلق ‪ :‬وهم أعداء التصوف ‪ ،‬تسليط الخلق عليهم بإيذائهم و التشكيك في منهجهم‬

‫‪ )4‬إكرامهم ‪ :‬أي مدحهم والثناء عليهم ‪ ،‬لكن ليس مد ًحا في شخص الصوفية ولكن لالفتتان بها‬
‫فيغتر الصوفي بنفسه‬
‫‪ )3‬وبهما (تسليط الخلق و إكرامهم) ‪ :‬يجمع بين اإليذاء والمدح ‪ ،‬وهي المراوحة ‪ :‬وهي‬
‫التداول بين شيئين (مرة يؤذي ومرة أخرى يمدح)‬
‫وفي هذه الحالة األخيرة يتدخل هللا سبحانه وتعالى ليدافع عن العبد ‪ " :‬إن هللا يدافع عن الذين‬
‫آمنوا " فيرزقهم هللا عزوجل الصبر على اإليذاء وشكر هللا على المدح‬
‫[ فمن أراده فليوطن نفسه على الشدة ‪ " ،‬إن هللا يدافع عن الذين آمنوا " ‪ " ،‬ومن يتوكل‬
‫على هللا فهو حسبه " ]‬
‫شرح القاعدة ‪( :‬الكتاب ص‪)68‬‬

‫ضابطة ‪:‬‬
‫[ قال المصنف ‪ ( :‬ما ظهرت حقيقة قط في الوجود إال قوبلت بدعوى مثلها ‪ ،‬وإدخال ما ليس‬
‫منها عليها ‪ ،‬ووجود تكذيبها )‬
‫لقد اتخذ المصنف له سنة وطريقة يلتزمها كلما أتيح له أن يلتزمها في قاعدة من قواعده‬
‫وهذه السنة وتلك الطريقة هي أنه ‪ :‬يفتتح قاعدته بضابطة عامة تجمع النظائر واألشباه‬
‫لموضوع قاعدته ‪ ،‬ولو كانت هذه النظائر وتلك األشباه مختلفة في الجنس أو في النوع ‪ ،‬ثم‬
‫ينطلق بعد هذه الضابطة إلى الحديث عن موضوع قاعدته ‪ ،‬وهو ال يخرج عن هذه الضابطة‬
‫‪ ،‬وإنما يكون واحدًأ من آحادها التي تنطبق عليهم ويندرجون تحتها‬
‫واألمر في هذه القاعدة على هذا النحو ؛ حيث افتتحها بهذه الضابطة ]‬
‫طريقة المصنف عندما يتحدث عن أي قاعدة من القواعد التي وضعها للتصوف فإنه يجمع كل‬
‫ضا ثم يخصص الحديث عن القاعدة المراد شرحها‬
‫الحقائق التي يخدم بعضها بع ً‬
‫‪27‬‬

‫[ ومؤداها في النوع اإلنساني وفي االجتماع البشري ‪ ،‬أنه ما ظهر نظام أو حقيقة من‬
‫الحقائق على يد إنسان ما أو مجموعة بعينها ‪ ،‬إال وظهر لهذا النظام أو هذه الحقيقة مناوئ‬
‫على يد جماعة أخرى ]‬
‫ونقصد بالمناوئ هنا هذه السنة األخرى وهذه الطريقة التي ابتدعها الغير من فرد أو جماعة‬
‫تساوي الحقيقة التي ظهرت في األركان والهدف ‪ ،‬ولكنها غيرها من حيث الماهية والهوية ‪،‬‬
‫وهي ما يسمى في عُرف المتدينين بدعة في مقابلة السنة ‪.‬‬
‫وهذه الطريقة المناوئة للحقيقة التي ظهرت هي أعلى درجات المقاومة للحقيقة ‪.‬‬
‫ويأتي بعدها محاولة أخرى ‪ ،‬وهي أن يقوم المناوئون بإدخال أشياء غريبة ‪ ،‬سواء في‬
‫األفكار رأوا السلوك على الحقيقة التي ظهرت فيتم التشويش عليها ‪ ،‬بحيث يصعب على‬
‫المحبين لها تمام إدراكها والعمل بمقتضاها ]‬
‫الشرح ‪ :‬ظهر لهذه الحقيقة مناوئات أخرى ‪ :‬والمناوئات األخرى هي طرق أخرى هي بدع‬
‫أو ضالل ‪ ،‬مثل ‪ :‬قول أهل السنة بأن رؤية هللا جائزة ‪ ،‬فهذه دعوة حقيقية ويستدلون عليها‬
‫بآيات من القرآن وأحاديث من السنة ‪،‬‬
‫فتأتي دعوة أخرى مناوئة لها ‪ :‬أي سنة أخرى أو طريقة أخرى مبتدعة فتنشأ ما ليس من‬
‫الحقيقة‬
‫[ ويأتي بعد هذا األسلوب أسلوب آخر ‪ ،‬وهو التصدي لهذه الحقيقة التي ظهرت بالتكذيب ‪،‬‬
‫ورميها بالضالل واالنتقاص من مكانتها ‪ ،‬وزلزلة الثقة بها ‪.‬‬
‫فهذه وسائل ثالث نجدها في الوجود موازيةة لكل حقيقة ‪ ،‬ونجدها في الوجود مصاحبة لكل‬
‫تجمع ‪.‬‬
‫وأنت تجدها فيما لفت القرآن النظر إليه وهو يتحدث عن بني إسرائيل ‪ ،‬حيث قال ‪ " :‬وال‬
‫تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون " ]‬

‫حكمة بالغة ‪ ( :‬الكتاب ص‪)42‬‬

‫[ هذه طرق الضالل الثالث تناوئ الحقيقة ‪ ،‬وتجهد اآلخذين بها المتسربلين بمنهجها ‪.‬‬
‫‪28‬‬

‫ولإلنسان أن يتساءل متطلعا لفهم الحكمة من وراء سنة هللا في االجتماع البشري ‪ :‬لماذا‬
‫ً‬
‫ضالال ‪ ،‬وإلى جوار كل سنة بدعة ؟‬ ‫هذه المناوئات ‪ ،‬ولماذا نجد جوار كل حقيقة‬
‫وفي اإلجابة على هذا كله يقول المصنف ‪ ( :‬كل ذلك ليظهر فضل االستئثار بها ‪ ،‬وتبين‬
‫حقيقتها بانتفاء معارضها ‪ " ،‬فينسخ هللا ما يلقي الشيطان ثم يحكم هللا آياته " ]‬
‫الشرح ‪ :‬ما الحكمة من ظهور مناوئات بجوار الحقيقة ؟‬
‫فأجاب المصنف على ذلك بقوله (ليظهر فضل االستئثار بها) أي فضل اإلنفراد بهذه الدعوى‬
‫(الحقيقة)‬
‫[ فما من نظام تجده ‪ ،‬وما من حقيقة يتحقق وجودها ‪ ،‬إال ويظهر لها ما يناوئها ‪ ،‬فيلتفت‬
‫الناس إليها ‪ ،‬وتكون النهاية في جالء الحق ‪ ،‬وفي قوته ‪ ،‬وفي أن هللا يقذف به الحق على‬
‫الباطل فيدمغه فيظهر الحق جليًا واض ًحا ]‬

‫قاعدة في االبتالء تدعمها النصوص ‪( :‬الكتاب ص‪)42‬‬

‫[ قال المصنف ‪( :‬وللوارث نسبة من الموروث ‪ ،‬وأشد الناس بالء األنبياء ‪ ،‬ثم األولياء ‪ ،‬ثم‬
‫األمثل فاألمثل ‪ ،‬إنما يبتلى الرجل على قدر دينه ) ]‬
‫ضا في االبتالء فكاننوا‬
‫الشرح ‪ :‬فاألولياء هم العلماء الذين ورثوا األنبياء في العلم وورثوهم أي ً‬
‫أشد الناس ابتال ًء بعد األنبياء عليهم السالم ؛ ألن هذه سنة هللا في الكون " أحسب الناس أن‬
‫يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ال يفتنون "‬
‫(الكتاب ص‪ : )44‬نقرأ هذا الجزء من الكتاب حتى نهاية القاعدة ص ‪42‬‬

‫[ أما السادة الصوفية أهل هللا وخاصته ‪ ،‬فهم آحاد من بني اإلنسان ‪ ،‬وجماعات من نوعه ‪،‬‬
‫يصدق عليهم ما يصدق على غيرهم من أفراد النوع وجماعاته ]‬
‫فهم أشد الناس ابتالء بعد األنبياء عليهم السالم ‪ ،‬وأعداؤهم لهم ثالث اتجاهات في عادات أهل‬
‫التصوف وهي ‪:‬‬

‫‪ )3‬االتجاه الثالث ‪ :‬قائم على المراوحة بين هذين االتجاهين‬ ‫‪ )4‬االتجاه الثاني ‪:‬‬ ‫‪ )1‬االتجاه األول ‪:‬‬
‫المدح والغرور‬ ‫الحقد الشديد الدافع‬
‫وإذا حصل هذا االتجاه الثالث فإن هللا سبحانه وتعالى يتدخل‬
‫بقصد الفتنة‬ ‫لإليذاء ‪ ،‬مثل ‪ :‬السب‬
‫في األمر فيرزقهم الصبر على اإليذاء والشكر عند المدح‬
‫وتشكيكهم في مذهبهم‬
‫‪29‬‬

‫القاعدة الحادية عشر ‪:‬‬


‫(الكتاب ص‪)45‬‬ ‫اسم القاعدة ‪ :‬العلم الشرعي مفتح العلوم والمعرفة الصوفية‬
‫مشرع العلوم هو هللا سبحانه وتعالى ‪ ،‬ووصل لنا هذا العلم عن طريق الرسل ‪ ،‬فالرسل هم‬
‫الذين أرسلهم هللا عز وجل لتبليغ أوامره ونواهيه للخلق ‪ ،‬فاهلل عز وجل هو الذي علمهم هذا‬
‫العلم ‪ ،‬والعلماء هم الذين ورثوا هذا العلم عن األنبياء ومنهم الصوفية ‪ ،‬وال يقتصر األمر في‬
‫تعلم هذا العلم على قراءة الكتب فقط ‪ ،‬بل البد من الدراسة على يد معلم أو شيخ ‪ ،‬فتحصيل‬
‫ذلك العلم على يد شيخ ومعلم أفضل من تحصيله من الكتب فقط‬
‫وهناك المعرفة اإللهامية التي تأتي للصوفي كمنح من هللا له ‪ ،‬فكيف يحصل عليها الصوفي ؟ ‪:‬‬
‫‪ )3‬إذا أفاض هللا عليه بالمعارف ‪ :‬عرض هذه المعرفة‬ ‫‪ )4‬الوقوف على باب هللا‬ ‫‪ )1‬بربط العلم‬
‫على الكتاب والسنة ‪ ،‬إذا كانت موافقة لهما تكون يقينًأ‬ ‫واللجوء إلى هللا إلى أن يفيض‬ ‫للعمل وتزيين‬
‫وإال فال ‪ ،‬فيزداد رسوخ العلم‬ ‫هللا عز وجل عليه بالمعارف‬ ‫العلم بالعمل‬
‫(تسديد العاملين ‪ :‬تحفيز العاملين) بمعنى أن هللا عز وجل يفتح عليهم فيزدادوا يقينًا‬
‫نص القاعدة ‪ [ :‬ال علم إال بتعلم عن الشارع ‪ ،‬أو من ناب منابه فيما أتى به ؛ إذ قال ( عليه‬
‫الصالة والسالم ) ‪ " :‬إنما العلم بالتعلم ‪ ،‬وإنما الحلم بالتحلم ‪ ،‬ومن يطلب الخير يؤته ‪ ،‬ومن‬
‫يتق الشر يوقه "‬
‫وما تفيده العبادة والتقوى إنما هو فهم يوافق األصول ‪ ،‬ويشرح الصدور ‪ ،‬ويوسع العقول ‪].‬‬
‫شرح القاعدة ‪:‬‬
‫التعليم وسيلة الرقي بالقوة النظرية ‪( :‬الكتاب ص‪)46‬‬

‫[ قال المصنف ‪( :‬ال علم إال بتعلم عن الشارع ‪ ،‬أو من ناب منابه فيما أتى به ؛ إذ قال (‬
‫عليه الصالة والسالم ) ‪ " :‬إنما العلم بالتعلم ‪) ..‬‬
‫والقوة النظرية في اإلنسان ترقى بالعلوم والتعليم على ما هو صريح كالم رسول هللا ملسو هيلع هللاىلص ‪،‬‬
‫وعلى ما هو مفهوم عبارة المصنف على العموم‪.‬‬
‫وتحصيل العلوم كلمة عامة ‪ ،‬تشمل علوم الكون والحياة كما تشمل علوم العقيدة والشريعة‬
‫التي يتضمنها منهج هللا ‪].‬‬
‫‪30‬‬

‫الشرح ‪ :‬تحصيل العلوم كلمة عامة ‪ :‬المشرع فيها وأساس التشريع فيها هو هللا وهذا بالنسبة‬
‫ألي علم من العلوم ‪ ،‬أساس التشريع فيه هو هللا‬
‫كما ذكرا في القاعدة السابقة فإن المصنف يذكر الكالم بشكل عام ويضم القاعدة التي يتحدث‬
‫عنها وقواعد أخرى ثم في النهاية يخصص الحديث عن القاعدة المراد الحديث عنها‬
‫وكثير من الناس يعتقدون أن التعليم له وسيلة واحدة هي القراءة واإلطالع على ما تمدنا به‬
‫الحواس على اختالف مجاالت الحواس ‪.‬‬
‫وهذا االعتقاد وإن كان فيه شيء من الصحة ‪ ،‬إال أنه ليس بأنجع الوسائل التعليمية على‬
‫اإلطالق ]‬
‫ليس بأفضل الوسائل والوسيلة األفضل هي التلقي على يد شيخ أو معلم‬
‫[ وأنجع الوسائل التعليمية وأفضلها على اإلطالق هو ما كان بواسطة نقل المعلمين إلى‬
‫المتعلمين ] (أنجع ‪ :‬أفضل)‬
‫الشرح ‪( :‬الكتاب ص‪)44‬‬

‫الشرح ‪ :‬أخذ العلم عن معلم أفضل ألن المعلومة عند المعلم يضيف عليها ما ينقحها وما يثبتها‬
‫ويجعلها ثابتة في ذهن المتعلم‬
‫‪31‬‬

‫الشرح ‪ [ :‬بهذا المنهج ] ‪ :‬التعلم عن طريق معلم أو شيخ أو مربي‬

‫الشرح ‪ :‬العلوم الشرعية واإلعتقادية البد من أخذها أو تلقيها من معلم أو شيخ وال نتلقها من‬
‫من الكتب واإلطالع فقط‬
‫اإللهام الصوفي ‪( :‬الكتاب ص‪)48‬‬
‫‪32‬‬

‫الشرح ‪ :‬عرفنا أن المعرفة نأخذها عن طريق معلم ‪ ،‬وال نقصد هنا المعرفة اإللهامية ‪ ،‬ألنها‬
‫ليست كالمعارف التي يحل عليها اإلنسان ‪ ،‬ألنها منح إلهية من هللا سبحانه وتعالى ‪ ،‬والمصنف‬
‫ينقل هذه المعرفة ال ينكرها‬
‫(الكتاب ص‪)91‬‬

‫المعرفة التي يحصل عليها الصوفي لها ثالث فوائد ‪:‬‬

‫‪ )3‬توسيع مدارك وعقول‬ ‫‪ )4‬شرح صدور أهل التقوى مما يزيدهم يقينًا ‪:‬‬ ‫‪ )1‬تسديد العاملين والفتح‬
‫أهل التقوى ‪ :‬من خالل‬ ‫يشرح صدورهم عن طريق إفاضة هذه‬ ‫عليهم ‪ :‬أي تشجيع وتحفيز‬
‫هذه اإللهامات التي ألهمهم‬ ‫المعارف عليهم ‪ ،‬وعرضهم إياها على الكتاب‬ ‫العاملين ويوفقهم (عندما يلهم‬
‫هللا بها ‪ ،‬فتتسع مداركهم‬ ‫والسنة وموافقتها لهم ‪ ،‬فيزداد يقينًا بهذا العلم‬ ‫هللا اإلنسان المعرفة فإنه يفتح‬
‫فيشرح هللا صدور أهل التقوى ‪ ،‬من خالل اليقين‬ ‫عليه ويسدد خطاهم)‬
‫الذي حصلوا عليه من هذه المعرفة‬
‫‪33‬‬

‫كيفيات اإللهام الصوفي ‪ ( :‬الكتاب ص‪)94‬‬

‫الشرح ‪ :‬ذكر نفس الكالم السابق عن اإللهام الذي يلقيه هللا في نفس صاحبه أو عن طريق‬
‫مدركات السر (والمقصود بها سر العناية اإللهية ‪ ،‬هللا عز وجل يصطفى بعض الخلق فيكونون‬
‫أهل الخصوصية الذين يفيض هللا عز وجل عليهم من المعارف)‬
‫____________________________________________________‬

‫القاعدة الثانية عشر ‪:‬‬


‫اسم القاعدة ‪ :‬بين الفقه والتصوف‬
‫(الكتاب ص‪)92‬‬ ‫الداللة والمرتبة‬
‫نص القاعدة ‪:‬‬
‫‪34‬‬

‫الشرح ‪ :‬العالقة بين التصوف والفقه هي عالقة العموم والخصوص المطلق ‪ ،‬فالفقه عام‬
‫والتصوف خاص ‪ ،‬ألن كل األحكام من عبادات ومعامالت من الفقه فهو األساس ‪ ،‬أما‬
‫التصوف فهو مرتبة خاصة ‪ ،‬فالصوفي يرجع للفقه أما الفقيه ال يرجع للصوفي ‪ ،‬لكن الصوفي‬
‫تكون العالقة بينه وبين هللا سبحانه وتعالى ألن األساس فيه هو صدق التوجه هلل ‪ ،‬فهذه العبادة‬
‫البد أن تكون قائمة على األحكام الشرعية وهي أحكام الفقه ‪ ،‬فال يجوز تصوف بدون فقه لكن‬
‫يمكن فقه بدون تصوف‬
‫فالصوفي الذي يصل ألحكام الفقه وحققها وامتثل ألوامر هللا فيكون بذلك قد وصل ألعلى‬
‫مرتبة من الفقه ألن الفقه هو المقدم وله األولوية على التصوف‬
‫شرح القاعدة ‪( :‬الكتاب ص‪)95‬‬

‫الشرح ‪ :‬العالقة بين الفقه والتصوف هي العموم والخصوص المطلق‬


‫(الكتاب ص‪)96‬‬

‫الشرح ‪ :‬يمكن لإلنسان أن يجمع كل هذه األشياء ‪ ،‬ويكون له صدق توجه إلى هللا تعالى ‪،‬‬
‫ويمكن أن يقوم بكل العبادات وليس لديه صدق توجه هلل تعالى ‪ ،‬فلذلك يكون الصوفي هو‬
‫أعلى مرتبة‬
‫‪35‬‬

‫الشرح ‪ :‬فكان الفقه أولى من التصوف ‪ ،‬لكن التصوف يكون أعلى مرتبة من الفقه‬
‫(الكتاب ص‪)98‬‬

‫الشرح ‪ :‬التنبيه من الدكتور طه حبيشي ‪ :‬يقول ‪:‬‬


‫أن الفقه إن كان مقد ًما ألن له األولية إال أن التصوف هوأعلى مرتبة من الفقه ‪ ،‬فالمتصوف‬
‫الفقيه أعلى مرتبة من الفقيه فقط ‪ ،‬ألن المتصوف قد امتثل لكل أوامر هللا ونواهيه وكان صادقًا‬
‫في توجهه هلل إذن فهو أعلى مرتبة من الفقيه‬
‫‪36‬‬

‫المحاضرة السادسة‬
‫القاعدة السادسة والعشرون ‪:‬‬
‫هدفه(الكتاب‬ ‫اسم القاعدة‪:‬ضوابط سلوك السائر إلى هللا تقربه من بلوغ‬
‫ص‪)191‬‬

‫نص القاعدة ‪:‬‬

‫الشرح ‪ :‬من سعة كرم هللا سبحانه وتعالى أنه ال يتعاظمه ذنب فهو يغفر الذنوب جميعًا ‪ ،‬وفي‬
‫نفس الوقت بساط الجالل يقتضي بأن هللا يأخذ العاصي وال يمهله ‪ ،‬فهل ألن هللا عز جل كريم‬
‫مهما فعل اإلنسان من الذنوب وتاب معنى ذلك أنه يأمن مكر هللا ويفعل المعاصي ؟ ال ‪ ،‬حتى‬
‫إذا فعل الطاعات يعرف أن هللا سبحانه وتعالى ال يجب عليه إثابة المطيع وعقاب العاصي ‪ ،‬بل‬
‫هللا عز وجل كريم ‪ ،‬يرحم ويغفر ‪ ،‬فاإلنسان مهما فعل من الذنوب فاهلل عز وجل رحيم وغفور‬
‫‪ ،‬ولكن ليس معنى ذلك أن نفعل المعاصي كما نريد ثم نستغفر ‪ ،‬بل يجب على اإلنسان أن هللا‬
‫ال يجب عليه إثابة المطيع وعقاب العاصي‬
‫ضا من بساط الجالل أن هللا عز وجل يأخذ العاصي وال يمهله ‪ ،‬فهل هذا يعني أن نفعل‬‫وأي ً‬
‫الطاعات ونيأس من َروح هللا ؟ حتى لو بلغت معاصينا ذروتها ؟ ال ‪ ،‬ال نيأس من َروح هللا‬
‫فيجب على العبد أن يضع نصب عينييه هذين وهما بساط الكرم وبساط الجالل ‪ ،‬فالعبادة جزء‬
‫من الدين ؛ ألن العبادة هي عالقة بين العبد وربه ‪ ،‬وال أقدر على فهم هذه العالقة إال إذا آمنت‬
‫بالوجود المطلق (واجب الوجود سبحانه) ‪ ،‬وأنه يتصف بصفات الكما وصفات الجالل‬
‫‪37‬‬

‫فإذا آمنت بأن هللا سبحانه وتعالى واجب الوجود وأن هللا سبحانه وتعالى يتصف بكل كمال‬
‫وجالل ‪ ،‬ستعرف أن أقسام صفات هللا تعالى قسمين ‪:‬‬

‫‪ )4‬صفات جالل ‪ :‬تقتضي‬ ‫‪ )1‬صفات جمال ‪ :‬يشترك ويستفيد بها كل الخلق ‪ ،‬المؤمن والكافر ‪ ،‬وهي صفات‬
‫العدل ‪ ،‬كل إنسان يأخذ حقه‬ ‫الربوبية ‪ ،‬فإن هللا هو الخالق وهو الرازق والمحي والمميت ‪ ،‬فكل الخلق يستفيدون‬
‫ويجازى على عمله ‪ ،‬إن‬ ‫من هذه الصفات ؛ بدليل قول هللا عز وجل على لسان سيدنا إبراهيم عليه السالم ‪" :‬‬
‫شرا فشر‬
‫خيرا فخير ‪ ،‬وإن ً‬
‫ً‬ ‫وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلد آمنًا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم باهلل‬
‫قليال ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير"‬ ‫واليوم اآلخر قال ومن كفر فأمتعه ً‬
‫‪ ،‬فهذا دليل على المساواة في الرزق والخلق‪.‬‬

‫هللا سبحانه وتعالى كريم يغفر الذنوب وإن تعاظمت ‪ ،‬فهل معنى ذلك أن أهمل ألن هللا كريم ‪،‬‬
‫وأسعى للمعاصي على أني أستغفر في النهاية وأتوب ؟ ال‬
‫فيجب على اإلنسان أن يضع نُصب عينيه هاتين الصفتين ‪ ،‬سواء صفات الجمال أو صفات‬
‫سا إال وسعها "‬
‫الجالل ‪ ،‬فيفعل الخير ‪ ،‬ويفعل على قدر استطاعته " ال يكلف هللا نف ً‬
‫ً‬
‫كامال من الكتاب‬ ‫شرح القاعدة ‪( :‬الكتاب ص‪ : )195-194‬نأخذه‬
‫____________________________________________________‬

‫القاعدة السابعة والعشرون ‪:‬‬


‫(الكتاب ص‪)196‬‬ ‫اسم القاعدة ‪ :‬سبل التواصل بين الشيخ والمريد‬
‫نص القاعدة ‪:‬‬
‫‪38‬‬

‫الشرح ‪ :‬هل يمكن للمريد أن يستغنى عن الشيخ ويأخذ كل ما يريده من علوم التصوف من‬
‫خالل اإلطالع وقراءة الكتب فقط ؟ ال ‪ ،‬البد من الشيخ ليزداد علمه وألن الشيخ قد سلك‬
‫الطريق ووصل لنهايته ‪ ،‬فعرف ما الصحيح من الخاطئ ‪ ،‬فإذا تعلم منه المريد سيستفيد أكثر‬
‫وأكثر‬
‫بعض العلماء يقولون أنه يجوز للمريد أن يستغني عن الشيخ بالقراءة واإلطالع في الكتب ؛‬
‫ألن المراحل التي يمر بها السالك إلى هللا تعالى أربعة مراحل ‪( :‬نفس الكالم ذكر في ص‪ 9‬سابقًا)‬

‫المراقبة ‪ :‬مراقبة هللا في‬ ‫تصفية القلب ‪ :‬تصفية‬ ‫ضا‬


‫االستقامة ‪ :‬يقوم فيها أي ً‬ ‫التقوى ‪ :‬يلتزم فيها‬
‫كل أفعاله حتى ينزل هللا‬ ‫القلب من شهوات الدنيا‬ ‫بمعرفة األوامر والنواهي‬ ‫بمعرفة العلوم الشرعية‬
‫عليه من المعارف‬ ‫والتحلي باألخالق‬ ‫ويلتزم بها إال أنه البد أن يتبع‬ ‫‪ ،‬فيلتزم بأوامر هللا‬
‫اإللهامية‬ ‫الحميدة‬ ‫طريقة النبي ملسو هيلع هللاىلص ‪ ،‬فيأخذ النبي‬ ‫ونواهيه ‪ ،‬ومعرفتها من‬
‫قدوة حسنة له‬ ‫الكتب الشرعية‬

‫الفرق بينهما ‪ :‬في مرحلة االستقامة يأخذ النبي قدوة‬


‫حسنة له‬
‫بعض العلماء يقولون أن المريد ال يحتاج للشيخ في كل هذه المراحل ‪ ،‬ال في مرحلة التقوى‬
‫وال االستقامة وال تصفية القلب وال المراقبة ‪ ،‬بل يكفيه في هذه المراحل اإلطالع قراءة الكتب‬
‫فقط‬
‫لكن بعض العلماء ومنهم الدكتور طه الحبيشي والشيخ أحمد زروق أن متابعة الشيخ أفضل‬
‫للمريد ؛ ألن الشيخ قد سلك الطريق قبله وعرف زالته فتكون االستفادة أكثر من مطالعة الكتب‬
‫فقط ‪ ،‬ألن الشيخ هو الشيء الرئيسي في منظومة الصوفية والتصوف ؛ ألنه ‪:‬‬

‫كما أنه يأخذ عن الشيخ لباس الصفة ‪ ،‬مثلما كان‬ ‫ضا ‪ ،‬كأنها مثل‬
‫يكون متعل ًما من شيخ أي ً‬
‫الرسول ملسو هيلع هللاىلص يورث جلبابه للصحابة وكانوا يلبسونه من‬ ‫البيعة التي بايع السلمون فيها رسول هللا‬
‫بعده ملسو هيلع هللاىلص ‪ ،‬التي يكون فيها بعض األسرار اإللهية التي‬ ‫ملسو هيلع هللاىلص ‪ ،‬فكذلك المريد يبايع الشيخ ‪ ،‬فأول شي‬
‫يمكن أن يستفيد منها المريد عندما يرثه من الشيخ‬ ‫يلتزم به هو البيعة أمام الشيخ‬

‫س* ‪ :‬ما هي المراحل التي يسلكها السالك في طريقه إلى هللا ؟‬


‫س* ‪ :‬صح أم خطأ ‪ :‬من المراحل التي يسلكها السائر في طريقه إلى هللا التقوى واالستقامة‬
‫(صح)‬

You might also like