Professional Documents
Culture Documents
التصوف د.هبة
التصوف د.هبة
هذه القواعد عبارة عن نص ( مثل ألفية ابن مالك -وجوهرة التوحيد ) ويقوم بشرحها
قام بوضع هذه القواعد ( النص ) :أحمد زروق
قام بشرح هذه القواعد :طه حبيشي
مالحظات :
( )1س* :في االمتحان ممكن تقول ( :تجيب نص القاعدة ) وتقول :اشرح هذه القاعدة على
ضوء ما درست ( البد من فهم القواعد جيدًا )
( )4الكتاب في كثير من االسهاب والتطرق لبعض الفروع مثل المنطق والنحو وغيره ونحن
غير مطالبين به
( )3خالصة كل قاعدة مهمة جدًا
التصوف د /هبة
المحاضرة األولى
-اسم الكتاب :المرشد المعرف لمعاني وأسرار قواعد التصوف للشيخ أحمد زروق
(قواعد التصوف)
-المصنف ( المؤلف ) :الشيخ أحمد زروق
-شارحه :طه حبيشي
______________________________________
-معنى التصوف ( :خارج الكتاب)
ع ِّرف بحوالي ألفي تعريف ،وبعض هذه التعريفات:
والتصوف يشتق من عدة اشتقاقات ،وقد ُ
هو األخذ بالحقائق الدخول في كل هو عبارة عن الزهد في الدنيا واإلقبال على هللا سبحانه وتعالى ،
( حقيقة الدين ) خلق سني والخروج صفاء القلب واالنقطاع عن شهوات الدنيا وشهوات البدن
واليأس مما في من كل خلق دنئ ومشاهدة والملذات
أيدي الخالئق (أي
وهذه كانت السمة الغالبة على المسلمين في صدر
متاع الحياة الدنيا)
اإلسالم األول وهي اإلقبال على هللا والزهد في الدنيا
-والصوفية :هم قوم آثروا وفضلوا هللا على كل شيء فآثرهم هللا على كل شيء
-فغاية الصوفي :هي إرضاء هللا سبحانه وتعالى ،والفناء في هللا واالتصال باهلل سبحانه
وتعالى ،وهذا ال يكون إال عن طريق وحي معصوم ،وهذا يستلزم أن يكون اإلنسان مؤمنًا
باهلل ؛ حتى يكون قد صفا قلبه ،ويكون صادقًا في توجهه إلى هللا سبحانه وتعالى
وكان الرسول ملسو هيلع هللاىلص هو أول صوفي في اإلسالم ( حيث كان ً
مقبال على هللا ،تار ًكا لمتاع الحياة
الدنيا وكان مجاهدًا في سبيل هللا سبحانه وتعالى )
3
صفَّة ،وهم
أو مشتق من ال ُ إما أنها مأخوذة من الصوف إما أنها مأخوذة من الصف إما مأخوذة من
أهل الصفة الذين كانوا ألن الصوف كان لباس األول ألن الصوفية في الصفاء لصفاء
يجلسون في مسجد الرسول األنبياء وعباد هللا الصالحين الصف األول بين يدي هللا قلوب أهل
ملسو هيلع هللاىلص حيث كانوا يتخذون جز ًءا ،وهو أصح هذه االشتقاقات سبحانه وتعالى الصوفية صحيح
من المسجد ويجلسون فيه ألنه صحيح من الناحية صحيح من الناحية المعنوية من الناحية
وقد جاءوا مهاجرين اللغوية والمعنوية ال اللغوية المعنوية ال اللغوية
الخالصة :هناك من قال أن التصوف مشتق من الصوف ،وهناك من قال أنه مشتق من
الصف األول ،ومن الصفة ،ومنهم من قال أنها من الفيلوصوفيا (حبة الحكمة) [ ،احنا هنأخذ
األسماء ده فقط كده]
كل هذه األسماء وهذه االشتقاقات إن كانت تصح من الناحية المعنوية إال أنها ال تصح من
الناحية اللغوية عدا اشتقاق التصوف من الصوف
(الكتاب عبارة عن قواعد التصوف (كل ما يختص بالتصوف من موضوعات جمعها المؤلف الشيخ أحمد
زروق في قواعد عددها 24قاعدة )
هذه القواعد عبارة عن نص ( مثل ألفية ابن مالك -وجوهرة التوحيد ) ويقوم بشرحها بعد ذلك الدكتور
طه حبيشي)
____________________________________________________
[الحمد هلل كما يجب لعظيم مجده وجالله والصالة والسالم على سيدنا دمحم وآله]
الشرح :أجمع المسلمون على أن أي عمل ال يبدأ بالبسملة أو الحمد والثناء على هللا فهو عمل
ناقص
س* :ما هو غرض المصنف من تأليفه لقواعد التصوف ؟
[فالقصد بهذا المختصر وفصوله ،تمهيد قواعد التصوف وأصوله على وجه يجمع بين
الشريعة ] األحكام الشرعية المتمثلة في الكتاب والسنة [والحقيقة] حقيقة التصوف وهي صدق
4
التوجه إلى هللا تعالى [ويصل األصول والفقه بالطريقة] الطريقة الصوفية (الربط بين التصوف
والفقه)
وإنما بين أن غرضه (من تأليف هذا الكتاب) منحصر في بيان العالقة بين الحقيقة والشريعة
ووجوب مراعاة الفقه وأحكامه
أي أنه يربط بين التصوف وبين العلوم األخرى خاصة الفقه
ال يستطيع السائر أن يسلك طريقه إلى هللا وأن يغفل ولو طرفة عين عن أحكام الفقه (أحكام
الشريعة) أي العبادات
س* :اختر :غرض المؤلف من تأليف قواعد التصوف منحصر في ( بيان العالقة بين
الشريعة والحقيقة -بيان شطحات الصوفية )
س* :إن سالك الطريق إلى هللا سيجد على الطريق التي سيقطعها معالم وعالمات ،بها
يعرف السالك أن طريقه قد تميزت فيه المراحل باتضاح المعالم والعالمات .اشرح ذلك في
ضوء ما درست .وما هي هذه المراحل ؟
____________________________________________________
(الكتاب ص)9 المراحل على طريق السالك تحصرها أربعة مراحل :
الرابعة :المراقبة الثالثة :التصفية الثانية : األولى :التقوى
االستقامة
عندما يتقي هللا ويستقيم ويتبع تصفية القلب من وهي مرحلة تعبر عن وجوب التزام
نهج الرسول ملسو هيلع هللاىلص ويتخذ الرسول الشهوات ومن االستقامة هي السالك بأوامر هللا ونواهيه رغبة في
قدوة حسنة ويصفي قلبه من كل عوالق الدنيا كالتقوى ، رضوانه وخوفًا من سخطه
الشهوات وعوالق البدن فيها وجوب
والسالك في هذه المرحلة البد له من معرفة
وتصفية القلب التزام المكلف
يجد السالك إلى هللا نفسه وقد الشريعة ،ويحتويها الفقه وسواء أخذ هذه
من كل ما يكدره بأمر ربه
أصبح رقيبًا على قلبه يأتيه األحكام وتعلمها على يد شيخ ،أم قرأها
ونهيه
الخاطر من الخواطر ،وتهجم من الكتب قراءة تعينه على مطلوبه منها
عليه بارقة العرفان فال يقبل من الفرق بينهما
ذلك شيئًا إال بعد أن يعرضه :
على صريح الشريعة فإن وافقها أما غاية االستقامة :هي النظر في وال يميزها من سابقتها إال أن
وإال اعتبرها لمة شيطان سيرة النبي ملسو هيلع هللاىلص وسنته ،والوقوف على التقوى غاية المكلف منها :معرفة
عاداته وطريقته ،يبتغي من ذلك كله األحكام الشرعية من كتب الفقه أو
تقليد هذا النبي الذي اعتبره قدوة له على يد شيخ معلم
5
قواعد) (الكتاب ص)11 داعية التقعيد للتصوف(:السبب الذي جعله يضع التصوف في
[ لما كانت داللة التصوف بجملته] في أساسه [على التوجه إلى هللا من حيث يرضى كفت
أوائله مع التزام واتباع الفقه] اكتفى أوائل المسلمين بالجانب العملي عن الجانب العلمي ألنه
ال داعي لكتابة التصوف ؛ ألن السمة الغالبة على المسلمين هي الزهد في الدنيا [فكان االعتناء
بعمله أكثر من علمه ،ومن ثم لم تدون قواعده ،وإن أشار إليها أئمته كالسلمي في فصوله
،والقشيري في رسالته]
الشرح :لما كثر المنتسبين للتصوف وبعضهم ينتسب بالظاهر فقط دون الباطن ويكونون
أعداء للتصوف ،وقد كثر في ذلك الوقت اشقاقات التصوف وظهرت وجهات النظر المختلفة
في ذلك الوقت دعت الحاجة إلى تقعيد القواعد
__________________________________________________
أي باإلشارة أو المثال باآلثار واألعراض بذاتيات التعريف وهي لوازم التعريف أو أساسيات التعريف
والتفسير هو األتم واألوضح في البيان رغم قلة استعماله في العلوم
وهذه التعريفات في جملتها وأساسها ترجع لشيء واحد وهو صدق التوجه هلل سبحانه وتعالى
ف بألفي ( )4222تعريف منها ما هو بالحد
ع ِّر َ
الخالصة :المراد بالقاعدة الثانية :التصوف ُ
ومنها ما هو بالرسم ومنها ما هو بالتفسير وهذه التعريفات على جملتها تشترك في جامع بينها
وهو صدق التوجه إلى هللا تعالى
____________________________________________________
فإن كان الغالب عليه الصفاء :عرف التصوف بأنه صفاء ومشاهدة
وإن كان الغالب عليه الخشوع :عرف التصوف بأنه خشوع وتذلل
وإن كان الغالب عليه الجانب الخلقي :عرف التصوف بأنه الدخول في كل خلق حسن
فحسب الحالة التي تغلب على الصوفي كان يعرف التصوف
لكن هذه التعريفات في جملتها كان لها عامل أساسي مشترك يجمعها جميعًا وهو صدق التوجه
إلى هللا تعالى .
ويذكر في هذه القاعدة أن الحافظ أبو نعيم عليه رحمة هللا تعالى أشار إلى أن كل متصوف كان
يعرف التصوف بنا ًءا على الحالة الغالبة عليه لذلك تعددت التعريفات ،ولكن بالرغم من
تعددها إال أنها تشترك جميعًا في صدق التوجه إلى هللا تعالى .
____________________________________________________
الشرح :ألنه ولكي يقوم اإلنسان بالعمل البد أن يكون صادقًا في التوجه إلى هللا
[وال هما إال بإيمان ،إذ ال يصح واحد منهما دونه .
فلزم الجميع لتالزمهما في الحكم كتالزم األرواح لألجساد
وال وجود لها إال فيها ،كما ال حياة لها إال بها ،فافهم
ومنه قول مالك رحمه هللا " :من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ،ومن تفقه ولم يتصوف فقد
تفسق ،ومن جمع بينهما فقد تحقق " ]
الشرح :
س* " :من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ،ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ،ومن جمع
بينهما فقد تحقق " .من قائل هذه العبارة ؟
اختر ( :العبارة ) قائل هذه العبارة ( :الشيخ أحمد زروق -اإلمام مالك)
[ قلت :تزندق األول :ألنه قال بالجبر الموجب لنفي الحكمة واألحكام .
وتفسق الثاني :لخلو عمله من التوجه الحاجب منهما عن معصية هللا ،ومن اإلخالص
المشترط في العمل هلل .
وتحقق الثالث :لقيامه بالحقيقة في عين التمسك بالحق ،فاعرف ذلك ]
الخالصة :يريد أن يبين في هذه القاعدة أن التصوف ظاهرة دينية إنسانية فهي ترتبط بالعلوم
من أصول الدين والفقه ،فال تصوف بدون فقه وال فقه بدون تصوف ،ألن أساس التصوف
هو صدق التوجه إلى هللا تعالى ،وصدق التوجه هلل سبحانه وتعالى مشروط بشروط وهي :
( )4اإلسالم ،عن طريق القيام باألحكام ( )1االلتزام باإليمان باهلل سبحانه
الشرعية على أكمل وجه (العبادات) ، وتعالى ،وعندما يؤمن العبد يرضى
وهذه األحكام تؤخذ من علم الفقه عنه " وال يرضى لعباده الكفر "
فكل هذه األشياء ترتبط ببعضها البعض ،فالتصوف يرتبط باإليمان وباإلسالم وبالفقه ،فال
تصوف بدون فقه وال فقه بدون تصوف
9
المحاضرة الثانية
القاعدة الرابعة :
اسم القاعدة :وسائل االستعصام بالحق في وجه المنكرين لحقيقة
التصوف (الكتاب ص)49
نص القاعدة [ :إسناد الشيء ألصله ،والقيام فيه بدليله الخاص به يدفع قول المنكر
لحقيقته ،ألن ظهور الحق في الحقيقة يمنع من ثبوت معارضتها
فأصل التصوف مقام اإلحسان الذي فسره رسول هللا ملسو هيلع هللاىلص ب " أن تعبد هللا كأنك تراه ،فإن لم
تكن تراه فإنه يراك " .ألن معاني صدق التوجه إلى لهذا األصل راجعة وعليه دائرة ،إذ
لفظه دال على طلب المراقبة الملزمة به ،فكان الحض عليها حضًا على عينه كما دار الفقه
على مقام اإلسالم ،واألصول على مقام اإليمان
فالتصوف أحد أجزاء الدين الذي علَّمه جبريل عليه السالم ليتعلمه الصحابة رضي هللا عنهم
أجمعين ]
حقيقة التصوف هي صدق التوجه إلى هللا تعالى :هناك مؤيدون لهذه الحقيقة وهناك من
ينكرونها
فالبد أن يكون لهذه الحقيقة سند شرعي ( دليل من الشرع يدل عليها ) فحقيقة التصوف لها
سئل عنه الرسول ملسو هيلع هللاىلص " :قال :فأخبرني عن اإلحسان دليل يدل عليها وهو مقام اإلحسان الذي ُ
،قال :أن تعبد هللا كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك "
فمقام اإلحسان هذا هو حقيقة التصوف ،فالتصوف هو الركن الثالث من أركان الدين
وقد أخذنا في التصوف سابقًا المقامات واألحوال ،والحال سمي بذلك لتحوله وتغيره ،وعندما
يصبح ثابتًا يتحول إلى مقام
فإذا اعتبرنا صدق التوجه إلى هللا هو حال للصوفي وهو متغير ،فعندما يستقر يتحقق مقام
اإلحسان
التصوف هو الركن الثالث من أركان الدين وهو من العلوم الشرعية وفي عصر الرسول لم
يكن هناك علم يسمى علم التفسير أو العقيدة أو غيره ومع بداية القرن الثاني أصبح كل علم له
10
اسم معين ،فالتصوف هو الركن الثالث من أركان الدين كما جاء في حديث جبريل " :
أخبرني عن اإلسالم ..أخبرني عن اإليمان ..أخبرني عن اإلحسان"
فاإليمان هو ما يتعلق بالقلب ،واإلسالم هو ما يتعلق بأعمال الجوارح ،واإلحسان هو أن تعبد
هللا كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ،وهو مقام التصوف
11
المحاضرة الثالثة
القاعدة الخامسة :
وأدعيائه (الكتاب ص)34 اسم القاعدة :التصوف بين مريديه
ومعناه :التصوف بين مريديه (أهل التصوف) وأدعيائه (أعداء التصوف)
-نص القاعدة [ :لكل شيء أهل ،ووجه ،ومحل ،وحقيقة.
وأهلية التصوف لذي توجه صادق ،أو عارف محقق ،أو محب مصدق ،أو طالب منصف ،
أو عالم تقييده الحقائق ،أو فقيه تقيده االتساعات ،ال متحامل بالجهل ،أو مستظهر
بالدعوى ،أو مجازف في النظر ،أو عامي غبي ،أو طالب معرض ،أو مصمم على تقليد
عرف في الجملة] أكابر من ُ
#مريدي التصوف ( أهل التصوف )على ست درجات :
س* :اختر )1 :من مخالفي التصوف (طالب منصف -عالم تقيده الحقائق -طالب معرض)
)4من مريدي التصوف (طالب معرض -مجازف في النظر -ذي توجه صادق)
أهل القرآن هم وأهل المذهب : أهل الحق : أهل هللا ،أهل بيته ،
أهل هللا وخاصته من يدينون به اتباعه وأنصاره وأهل دينه وخاصته .
12
هو الذي يبتغي وجه هللا سبحانه وتعالى في كل ما يفعله ،فال يفعل شيئًا إال ابتغاء وجه هللا
سبحانه وتعالى ،من نفقة أو خدمة ألهله و تعليم لغيره فكله ابتغاء وجه هللا تعالى ،والدليل
على ذلك قوله سبحانه وتعالى " :وما ألحد عنده من نعمة تجزى إال ابتغاء وجه ربه األعلى
ولسوف يرضى "
[ فوصف مقام الحب الذي يشغله المتصوف بالصدق ،وصاحبه المقيم فيه بالمصدق هلل
ورسوله ،والمتبع لهما الذي يدور هواه مع ما جاء به النبي ملسو هيلع هللاىلص حيث دار ]
س* ( :نص القاعدة) :اشرح هذا النص ؟ هنتكلم عن كل فقرة في سطر مش هنكتب كل
الكالم الي في الكتاب زي ما الدكتور شرحت كده
س* :صح أو خطأ :من مريدي التصوف مستظهر بالدعوى ؟ ( :خطأ) من أعداء التصوف
* الفرق بين الطالب المنصف والعالم المقيد بالحقائق :أن الطالب المنصف الزال يبحث عن
الحقيقة ،أما العالم المقيد بالحقائق فهو وصل إلى الحقيقة وال يحيد عنها ،فهو أعلى درجة من
الطالب المنصف
15
[وما نقصد إليه هنا أن نبين :أن العالم الناظر في التصوف ومدى شرعيته سينتهي حت ًما
إلى نتيجة علمية وهي الحكم لصالح التصوف ألنه التزم بالحقيقة ]
( يدعون أنهم من أهل التصوف وهم في الحقيقة ليسوا كذلك) مخالفوا التصوف :
( )1متحامل بالجهل :
[ فمنهم هذا المتحامل بالجهل الذي لم يأخذ من العلم بطرف ،فانحاز إلى العاطفة والهوى ،
فحكم على التصوف وتابعيه بما يناسب هواه ]
ليس له نصيب من العلم ،ويحكم على التصوف بهواه دون سند علمي
ليس لديه مبادئ للدليل وال لالستدالل ويوهمك أنه عندما يقدم قضية أو ً
دليال معينًا أن هذا هو
الدليل الصادق ولكنه يكون مجازف (يطرح الدليل بدون نظر أو علم) وهذه الدعوى تورده
موارد الهالك
المحاضرة الرابعة
القاعدة السادسة:
(الكتاب ص)25 اسم القاعدة :علم التصوف بين نشره وقصره على أهله
الشرح :ما هو أصل التصوف ؟
التصوف هو علم على الحياة الصوفية التي كان يحياها النبي ملسو هيلع هللاىلص والصحابة من بعده من زهد
في الدنيا وبعد عن شهواتها واالنقطاع لعبادة هللا سبحانه وتعالى
فالتصوف هو الركن الثالث من أركان الدين (اإلحسان) لحديث جبريل السابق ذكره
فالصوفية :هم جماعة من المسلمين سعوا إلى هللا مجاهدين أنفسهم أعظم جهاد ،فسلكوا
الطريق إلى هللا سبحانه وتعالى ،ولكن هل هذا الطريق الذي يسلكه الصوفية يناسب الجميع ؟
،وهل يستطيع أي أحد أن يتحمل تبعات هذا الطريق ؟
بالطبع ال ؛ ألنه للخاصة ،وليس كل الناس قادرة على تحمل تبعات هذا الطريق ،ألن
الوصول لغاية التصوف وهي االتصال بالمأل األعلى ،فيحتاج للتشبث بالصفات اإللهية ،حتى
يصل لرضا هللا سبحانه وتعالى ،بمعنى أنه يفعل بكل ما يأمر هللا به ويتجنب كل ما ينهى هللا
عنه ،ويراقب هللا فيما يفعله .
لكن اإلنسان الصوفي تحققت له جميع المقامات ،فهو ال يقطع الطريق ليقال عليه صوفي ،بل
هو يريد رضا هللا سبحانه وتعالى ،فهو يصل لمرحلة (الولي) ،فالصوفي تتحقق له جميع
المقامات ،مثل ( :مقام التوبة النصوح التي ال يرجع بعدها للذنب مرة أخرى ،ويتحقق له
الزهد ويتحقق له الورع )...فالصوفي في طريقه إلى هللا يحاول أن يصل لجميع المقامات .
فال يستطيع أي إنسان عادي أن يصل لهذه المكانة ،ألن هذا الطريق خاص بأهله ؛ ألنهم هم
من يتحملون تبعات هذا الطريق ومشاقه
هل يجوز أن ينشر علم التصوف وينزل بغير أهله ؟ أم ينزل بأهله (الصوفية) فقط ؟
اختلف في ذلك الصوفية ،فهذه القاعدة تتحدث عن ذلك (علم التصوف بين نشره وقصره على
أهله )
18
موضع سؤال
هناك اختالف بين الصوفية في نشر العلم (علم التصوف) هل ينشر ألهله فقط ؟ أم ألهله
ولغير أهله ؟
المصنف (الشيخ أحمد زروق) : اإلمام الجنيد : اإلمام الثوري :
كان له موقف وسط بين الحصر والمنع وبين قال هذا العلم ينزل ألهله ولغير أهله قال هذا العلم (علم
النشر التصوف) ال يُنزل إال
ألن الدعوة إلى الفضيلة عامة ،يمكن
بأهله
ألن الداعي إلى التصوف ينظر لحال القوم أن تصل إلى كل ذهن مثل الصدق أو
الذين يدعوهم ،فإذا وجد المادة التي يدعو الشجاعة وغيرها ،ولكن من شاء أن ألن أهل العلم هم الذين
إليها أو الحال يصلح ألن يبذل العلم ،ووجد يستفيد بها استفاد بها عن طريق يقدرونه حق قدره ،
من هو غيور على العلم ،ويريد معرفة هذا البرهان والحجة ،ومن شاء أن ألنه ال يصل لهذه
العلم فيبذله له ،فإذا وجد الحال غير مناسب يعرض عنها فليعرض ولكن تلزمه المكانة إال خواص
فال يبذله الحجة بعد أن وصله العلم الناس وليس عوام الناس
س* :اختر :الرأي القائل بأن علم التصوف يبذل ألهله ولغير أهله ....
( اإلمام الثوري -الجنيد -اإلمام الغزالي )
نص القاعدة ( :الكتاب ص)25
19
الشرح :
سالك الطريق إلى هللا (الصوفي) البد أن يتوج العلم بالعمل ،اإلنسان الصوفي لديه علم إذن
البد أن يبين هذا العلم بالعمل ،مثل المسلم لديه علم بالصالة والصوم والزكاة ولكنه ال يجوز
له أال يعمل بهم ؛ ألن العلم بدون العمل ال فائدة منه ،البد أن نتوج ونزين العلم بالعمل .
إذا تظاهر إنسان أنه مسلم ً
مثال وأنه يصلي ويصوم وغير ذلك في الظاهر فقط ال في الباطن ،
ولكنه ال يعمل بما يقول فهذا تدليس وخداع .
فالعمل شرط كمال لتحقيق التصوف ،فإذا كان اإلنسان يتظاهر بالعمل ،ال على سبيل الحقيقة
بل للتظاهر فقط ،فهذا تدليس وخداع ونفاق .
فالبد للعلم أن يتبعه عمل ،البد للعمل أن يتوج ويزين بالعمل ،ألن الظاهر لنا هو حسن الخلق
،فإذا كان يظهر التصوف في الظاهر وهو في الباطن غير متصوف ،فهو هكذا يُضلل ،
وطالما هو يضلل فهذا ينافي األخالق ،واألخالق شرط كمال لإلنسان السوي .
21
مقولة مأثورة
)3إذا وجدت لديه المعارف ،يعرضها على )4اللجوء إلى هللا :أن يقف )1أن يتوج العلم بالعمل :
الكتاب والسنة :إن وافقت الطريقة التي على باب هللا سبحانه وال يمل البد للعلم أن يتبعه عمل ،
جاء بها الرسول ملسو هيلع هللاىلص وأصحابه ،ازداد علمه إلى أن يفيض هللا عز وجل وأن يزين المعرفة بحسن
رسو ًخا ويقينًا ،وإال فيبتعد عنه . عليه بالمعارف . الخلق .
23
الشرح [ :ما أخذنا التصوف عن القيل والقال : ]...أي لم نأخذ التصوف عن أحد ،ولكن
يؤخذ من مظانه
[ وإنما أخذناه عن الجوع والسهر ومالزمة األعمال ] :عن طريق مالزمة األعمال استطاع
أن يحصل على المنح اإللهية
س* [ :ما أخذنا التصوف عن القيل والقال والمراء والجدال ،وإنما أخذناه عن الجوع
ج :الجنيد والسهر ومالزمة األعمال ] ،وضح قول من هذا ؟
الشرح :هذا الحديث ليس منقوال عن النبي ،وربما يكون منقوال عن أحد الصحابة أو غيرهم
من العلماء .
25
المحاضرة الخامسة
القاعدة العاشرة :
(الكتاب ص)64 اسم القاعدة :صعوبات على طريق التصوف
نص القاعدة [ :ما ظهرت حقيقة قط في الوجود إال قوبلت بدعوى مثلها ،وإدخال ما ليس
منها عليها ،ووجود تكذيبها ]
الشرح :مثال :افترضنا أن هناك دعوى تقول أن التصوف هو الركن الثالث من أركان
الشرع ،فمن الممكن أن تظهر دعوى أخرى تقول أن التصوف مخالف للشرع ،فليس هناك
حقيقة ظهرت في هذا الوجود إال وقوبلت بحقيقة أخرى مثلها تعرضها وتكذبها
مثل ما قال أهل السنة أن رؤية هللا تعالى جائزة في الدنيا وواقعة ومحققة في اآلخرة ،قوبلت
بدعوى أخرى من المعتزلة قالوا فيها أن رؤية هللا تعالى مستحيلة في الدنيا واآلخرة
فأي دعوى أو حقيقة في الدنيا تجد لها دعوى أخرى تكذبها وترفضها إلى أن يظهر هللا أيهما
أحق
[ كل ذلك ليظهر فضل االستئثار بها وتتبين حقيقتها بانتفاء معارضها " فينسخ هللا ما يلقي
الشيطان ثم يحكم هللا آياته "]
الشرح :والسبب في وجود الدعوى المعارضة :تقابل دعوى أخرى مثلها تكذبها وتعارضها
ليظهر فضل االستئثار بها أي اإلفراد بها فهي المنفردة وهي الحقيقة
[وللوارث نسبة من الموروث ،وأشد الناس بالء األنبياء ،ثم األولياء ثم األمثل فاألمثل ،
إنما يبتلى الرجل على قدر دينه ]
دينارا وال
ً الشرح :األنبياء والرسل ورثوا العلم ،والعلماء ورثة األنبياء ،واألنبياء لم يرثوا
دره ًما وإنما ورثوا العلم ،واألنبياء هم أشد الناس ابتالء ،فالبد أن يرث الوارث شيئًا من هذا
الموروث ،وبما أن األنبياء أشد الناس ابتالء ،فكذلك العلماء ومنهم الصوفية أشد الناس ابتالء
بعد األنبياء
آخرا ، أوال ،وبإكرامهم وس ً
طا ،وبهما ً [ فمن ثم كان أهل هذا الطريق مبتلين بتسليط الخلق ً
قيل :لئال يفوتهم الشكر على المدح ،وال الصبر على الذم ]
26
الشرح :أهل هذا الطريق :الصوفية ،هناك ثالث حاالت أو ابتالءات يتعرض لها الصوفية :
)1تسليط الخلق :وهم أعداء التصوف ،تسليط الخلق عليهم بإيذائهم و التشكيك في منهجهم
)4إكرامهم :أي مدحهم والثناء عليهم ،لكن ليس مد ًحا في شخص الصوفية ولكن لالفتتان بها
فيغتر الصوفي بنفسه
)3وبهما (تسليط الخلق و إكرامهم) :يجمع بين اإليذاء والمدح ،وهي المراوحة :وهي
التداول بين شيئين (مرة يؤذي ومرة أخرى يمدح)
وفي هذه الحالة األخيرة يتدخل هللا سبحانه وتعالى ليدافع عن العبد " :إن هللا يدافع عن الذين
آمنوا " فيرزقهم هللا عزوجل الصبر على اإليذاء وشكر هللا على المدح
[ فمن أراده فليوطن نفسه على الشدة " ،إن هللا يدافع عن الذين آمنوا " " ،ومن يتوكل
على هللا فهو حسبه " ]
شرح القاعدة ( :الكتاب ص)68
ضابطة :
[ قال المصنف ( :ما ظهرت حقيقة قط في الوجود إال قوبلت بدعوى مثلها ،وإدخال ما ليس
منها عليها ،ووجود تكذيبها )
لقد اتخذ المصنف له سنة وطريقة يلتزمها كلما أتيح له أن يلتزمها في قاعدة من قواعده
وهذه السنة وتلك الطريقة هي أنه :يفتتح قاعدته بضابطة عامة تجمع النظائر واألشباه
لموضوع قاعدته ،ولو كانت هذه النظائر وتلك األشباه مختلفة في الجنس أو في النوع ،ثم
ينطلق بعد هذه الضابطة إلى الحديث عن موضوع قاعدته ،وهو ال يخرج عن هذه الضابطة
،وإنما يكون واحدًأ من آحادها التي تنطبق عليهم ويندرجون تحتها
واألمر في هذه القاعدة على هذا النحو ؛ حيث افتتحها بهذه الضابطة ]
طريقة المصنف عندما يتحدث عن أي قاعدة من القواعد التي وضعها للتصوف فإنه يجمع كل
ضا ثم يخصص الحديث عن القاعدة المراد شرحها
الحقائق التي يخدم بعضها بع ً
27
[ ومؤداها في النوع اإلنساني وفي االجتماع البشري ،أنه ما ظهر نظام أو حقيقة من
الحقائق على يد إنسان ما أو مجموعة بعينها ،إال وظهر لهذا النظام أو هذه الحقيقة مناوئ
على يد جماعة أخرى ]
ونقصد بالمناوئ هنا هذه السنة األخرى وهذه الطريقة التي ابتدعها الغير من فرد أو جماعة
تساوي الحقيقة التي ظهرت في األركان والهدف ،ولكنها غيرها من حيث الماهية والهوية ،
وهي ما يسمى في عُرف المتدينين بدعة في مقابلة السنة .
وهذه الطريقة المناوئة للحقيقة التي ظهرت هي أعلى درجات المقاومة للحقيقة .
ويأتي بعدها محاولة أخرى ،وهي أن يقوم المناوئون بإدخال أشياء غريبة ،سواء في
األفكار رأوا السلوك على الحقيقة التي ظهرت فيتم التشويش عليها ،بحيث يصعب على
المحبين لها تمام إدراكها والعمل بمقتضاها ]
الشرح :ظهر لهذه الحقيقة مناوئات أخرى :والمناوئات األخرى هي طرق أخرى هي بدع
أو ضالل ،مثل :قول أهل السنة بأن رؤية هللا جائزة ،فهذه دعوة حقيقية ويستدلون عليها
بآيات من القرآن وأحاديث من السنة ،
فتأتي دعوة أخرى مناوئة لها :أي سنة أخرى أو طريقة أخرى مبتدعة فتنشأ ما ليس من
الحقيقة
[ ويأتي بعد هذا األسلوب أسلوب آخر ،وهو التصدي لهذه الحقيقة التي ظهرت بالتكذيب ،
ورميها بالضالل واالنتقاص من مكانتها ،وزلزلة الثقة بها .
فهذه وسائل ثالث نجدها في الوجود موازيةة لكل حقيقة ،ونجدها في الوجود مصاحبة لكل
تجمع .
وأنت تجدها فيما لفت القرآن النظر إليه وهو يتحدث عن بني إسرائيل ،حيث قال " :وال
تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون " ]
[ هذه طرق الضالل الثالث تناوئ الحقيقة ،وتجهد اآلخذين بها المتسربلين بمنهجها .
28
ولإلنسان أن يتساءل متطلعا لفهم الحكمة من وراء سنة هللا في االجتماع البشري :لماذا
ً
ضالال ،وإلى جوار كل سنة بدعة ؟ هذه المناوئات ،ولماذا نجد جوار كل حقيقة
وفي اإلجابة على هذا كله يقول المصنف ( :كل ذلك ليظهر فضل االستئثار بها ،وتبين
حقيقتها بانتفاء معارضها " ،فينسخ هللا ما يلقي الشيطان ثم يحكم هللا آياته " ]
الشرح :ما الحكمة من ظهور مناوئات بجوار الحقيقة ؟
فأجاب المصنف على ذلك بقوله (ليظهر فضل االستئثار بها) أي فضل اإلنفراد بهذه الدعوى
(الحقيقة)
[ فما من نظام تجده ،وما من حقيقة يتحقق وجودها ،إال ويظهر لها ما يناوئها ،فيلتفت
الناس إليها ،وتكون النهاية في جالء الحق ،وفي قوته ،وفي أن هللا يقذف به الحق على
الباطل فيدمغه فيظهر الحق جليًا واض ًحا ]
[ قال المصنف ( :وللوارث نسبة من الموروث ،وأشد الناس بالء األنبياء ،ثم األولياء ،ثم
األمثل فاألمثل ،إنما يبتلى الرجل على قدر دينه ) ]
ضا في االبتالء فكاننوا
الشرح :فاألولياء هم العلماء الذين ورثوا األنبياء في العلم وورثوهم أي ً
أشد الناس ابتال ًء بعد األنبياء عليهم السالم ؛ ألن هذه سنة هللا في الكون " أحسب الناس أن
يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ال يفتنون "
(الكتاب ص : )44نقرأ هذا الجزء من الكتاب حتى نهاية القاعدة ص 42
[ أما السادة الصوفية أهل هللا وخاصته ،فهم آحاد من بني اإلنسان ،وجماعات من نوعه ،
يصدق عليهم ما يصدق على غيرهم من أفراد النوع وجماعاته ]
فهم أشد الناس ابتالء بعد األنبياء عليهم السالم ،وأعداؤهم لهم ثالث اتجاهات في عادات أهل
التصوف وهي :
)3االتجاه الثالث :قائم على المراوحة بين هذين االتجاهين )4االتجاه الثاني : )1االتجاه األول :
المدح والغرور الحقد الشديد الدافع
وإذا حصل هذا االتجاه الثالث فإن هللا سبحانه وتعالى يتدخل
بقصد الفتنة لإليذاء ،مثل :السب
في األمر فيرزقهم الصبر على اإليذاء والشكر عند المدح
وتشكيكهم في مذهبهم
29
[ قال المصنف ( :ال علم إال بتعلم عن الشارع ،أو من ناب منابه فيما أتى به ؛ إذ قال (
عليه الصالة والسالم ) " :إنما العلم بالتعلم ) ..
والقوة النظرية في اإلنسان ترقى بالعلوم والتعليم على ما هو صريح كالم رسول هللا ملسو هيلع هللاىلص ،
وعلى ما هو مفهوم عبارة المصنف على العموم.
وتحصيل العلوم كلمة عامة ،تشمل علوم الكون والحياة كما تشمل علوم العقيدة والشريعة
التي يتضمنها منهج هللا ].
30
الشرح :تحصيل العلوم كلمة عامة :المشرع فيها وأساس التشريع فيها هو هللا وهذا بالنسبة
ألي علم من العلوم ،أساس التشريع فيه هو هللا
كما ذكرا في القاعدة السابقة فإن المصنف يذكر الكالم بشكل عام ويضم القاعدة التي يتحدث
عنها وقواعد أخرى ثم في النهاية يخصص الحديث عن القاعدة المراد الحديث عنها
وكثير من الناس يعتقدون أن التعليم له وسيلة واحدة هي القراءة واإلطالع على ما تمدنا به
الحواس على اختالف مجاالت الحواس .
وهذا االعتقاد وإن كان فيه شيء من الصحة ،إال أنه ليس بأنجع الوسائل التعليمية على
اإلطالق ]
ليس بأفضل الوسائل والوسيلة األفضل هي التلقي على يد شيخ أو معلم
[ وأنجع الوسائل التعليمية وأفضلها على اإلطالق هو ما كان بواسطة نقل المعلمين إلى
المتعلمين ] (أنجع :أفضل)
الشرح ( :الكتاب ص)44
الشرح :أخذ العلم عن معلم أفضل ألن المعلومة عند المعلم يضيف عليها ما ينقحها وما يثبتها
ويجعلها ثابتة في ذهن المتعلم
31
الشرح :العلوم الشرعية واإلعتقادية البد من أخذها أو تلقيها من معلم أو شيخ وال نتلقها من
من الكتب واإلطالع فقط
اإللهام الصوفي ( :الكتاب ص)48
32
الشرح :عرفنا أن المعرفة نأخذها عن طريق معلم ،وال نقصد هنا المعرفة اإللهامية ،ألنها
ليست كالمعارف التي يحل عليها اإلنسان ،ألنها منح إلهية من هللا سبحانه وتعالى ،والمصنف
ينقل هذه المعرفة ال ينكرها
(الكتاب ص)91
)3توسيع مدارك وعقول )4شرح صدور أهل التقوى مما يزيدهم يقينًا : )1تسديد العاملين والفتح
أهل التقوى :من خالل يشرح صدورهم عن طريق إفاضة هذه عليهم :أي تشجيع وتحفيز
هذه اإللهامات التي ألهمهم المعارف عليهم ،وعرضهم إياها على الكتاب العاملين ويوفقهم (عندما يلهم
هللا بها ،فتتسع مداركهم والسنة وموافقتها لهم ،فيزداد يقينًا بهذا العلم هللا اإلنسان المعرفة فإنه يفتح
فيشرح هللا صدور أهل التقوى ،من خالل اليقين عليه ويسدد خطاهم)
الذي حصلوا عليه من هذه المعرفة
33
الشرح :ذكر نفس الكالم السابق عن اإللهام الذي يلقيه هللا في نفس صاحبه أو عن طريق
مدركات السر (والمقصود بها سر العناية اإللهية ،هللا عز وجل يصطفى بعض الخلق فيكونون
أهل الخصوصية الذين يفيض هللا عز وجل عليهم من المعارف)
____________________________________________________
الشرح :العالقة بين التصوف والفقه هي عالقة العموم والخصوص المطلق ،فالفقه عام
والتصوف خاص ،ألن كل األحكام من عبادات ومعامالت من الفقه فهو األساس ،أما
التصوف فهو مرتبة خاصة ،فالصوفي يرجع للفقه أما الفقيه ال يرجع للصوفي ،لكن الصوفي
تكون العالقة بينه وبين هللا سبحانه وتعالى ألن األساس فيه هو صدق التوجه هلل ،فهذه العبادة
البد أن تكون قائمة على األحكام الشرعية وهي أحكام الفقه ،فال يجوز تصوف بدون فقه لكن
يمكن فقه بدون تصوف
فالصوفي الذي يصل ألحكام الفقه وحققها وامتثل ألوامر هللا فيكون بذلك قد وصل ألعلى
مرتبة من الفقه ألن الفقه هو المقدم وله األولوية على التصوف
شرح القاعدة ( :الكتاب ص)95
الشرح :يمكن لإلنسان أن يجمع كل هذه األشياء ،ويكون له صدق توجه إلى هللا تعالى ،
ويمكن أن يقوم بكل العبادات وليس لديه صدق توجه هلل تعالى ،فلذلك يكون الصوفي هو
أعلى مرتبة
35
الشرح :فكان الفقه أولى من التصوف ،لكن التصوف يكون أعلى مرتبة من الفقه
(الكتاب ص)98
المحاضرة السادسة
القاعدة السادسة والعشرون :
هدفه(الكتاب اسم القاعدة:ضوابط سلوك السائر إلى هللا تقربه من بلوغ
ص)191
الشرح :من سعة كرم هللا سبحانه وتعالى أنه ال يتعاظمه ذنب فهو يغفر الذنوب جميعًا ،وفي
نفس الوقت بساط الجالل يقتضي بأن هللا يأخذ العاصي وال يمهله ،فهل ألن هللا عز جل كريم
مهما فعل اإلنسان من الذنوب وتاب معنى ذلك أنه يأمن مكر هللا ويفعل المعاصي ؟ ال ،حتى
إذا فعل الطاعات يعرف أن هللا سبحانه وتعالى ال يجب عليه إثابة المطيع وعقاب العاصي ،بل
هللا عز وجل كريم ،يرحم ويغفر ،فاإلنسان مهما فعل من الذنوب فاهلل عز وجل رحيم وغفور
،ولكن ليس معنى ذلك أن نفعل المعاصي كما نريد ثم نستغفر ،بل يجب على اإلنسان أن هللا
ال يجب عليه إثابة المطيع وعقاب العاصي
ضا من بساط الجالل أن هللا عز وجل يأخذ العاصي وال يمهله ،فهل هذا يعني أن نفعلوأي ً
الطاعات ونيأس من َروح هللا ؟ حتى لو بلغت معاصينا ذروتها ؟ ال ،ال نيأس من َروح هللا
فيجب على العبد أن يضع نصب عينييه هذين وهما بساط الكرم وبساط الجالل ،فالعبادة جزء
من الدين ؛ ألن العبادة هي عالقة بين العبد وربه ،وال أقدر على فهم هذه العالقة إال إذا آمنت
بالوجود المطلق (واجب الوجود سبحانه) ،وأنه يتصف بصفات الكما وصفات الجالل
37
فإذا آمنت بأن هللا سبحانه وتعالى واجب الوجود وأن هللا سبحانه وتعالى يتصف بكل كمال
وجالل ،ستعرف أن أقسام صفات هللا تعالى قسمين :
)4صفات جالل :تقتضي )1صفات جمال :يشترك ويستفيد بها كل الخلق ،المؤمن والكافر ،وهي صفات
العدل ،كل إنسان يأخذ حقه الربوبية ،فإن هللا هو الخالق وهو الرازق والمحي والمميت ،فكل الخلق يستفيدون
ويجازى على عمله ،إن من هذه الصفات ؛ بدليل قول هللا عز وجل على لسان سيدنا إبراهيم عليه السالم " :
شرا فشر
خيرا فخير ،وإن ً
ً وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلد آمنًا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم باهلل
قليال ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير" واليوم اآلخر قال ومن كفر فأمتعه ً
،فهذا دليل على المساواة في الرزق والخلق.
هللا سبحانه وتعالى كريم يغفر الذنوب وإن تعاظمت ،فهل معنى ذلك أن أهمل ألن هللا كريم ،
وأسعى للمعاصي على أني أستغفر في النهاية وأتوب ؟ ال
فيجب على اإلنسان أن يضع نُصب عينيه هاتين الصفتين ،سواء صفات الجمال أو صفات
سا إال وسعها "
الجالل ،فيفعل الخير ،ويفعل على قدر استطاعته " ال يكلف هللا نف ً
ً
كامال من الكتاب شرح القاعدة ( :الكتاب ص : )195-194نأخذه
____________________________________________________
الشرح :هل يمكن للمريد أن يستغنى عن الشيخ ويأخذ كل ما يريده من علوم التصوف من
خالل اإلطالع وقراءة الكتب فقط ؟ ال ،البد من الشيخ ليزداد علمه وألن الشيخ قد سلك
الطريق ووصل لنهايته ،فعرف ما الصحيح من الخاطئ ،فإذا تعلم منه المريد سيستفيد أكثر
وأكثر
بعض العلماء يقولون أنه يجوز للمريد أن يستغني عن الشيخ بالقراءة واإلطالع في الكتب ؛
ألن المراحل التي يمر بها السالك إلى هللا تعالى أربعة مراحل ( :نفس الكالم ذكر في ص 9سابقًا)
كما أنه يأخذ عن الشيخ لباس الصفة ،مثلما كان ضا ،كأنها مثل
يكون متعل ًما من شيخ أي ً
الرسول ملسو هيلع هللاىلص يورث جلبابه للصحابة وكانوا يلبسونه من البيعة التي بايع السلمون فيها رسول هللا
بعده ملسو هيلع هللاىلص ،التي يكون فيها بعض األسرار اإللهية التي ملسو هيلع هللاىلص ،فكذلك المريد يبايع الشيخ ،فأول شي
يمكن أن يستفيد منها المريد عندما يرثه من الشيخ يلتزم به هو البيعة أمام الشيخ