Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 18

‫كلية دراسات القرآن والسنة‬

‫اإلجازة العالية يف القرآن والسنة‬

‫)‪(QSS1112‬‬

‫‪١۲١١٤٨٧‬‬ ‫ربيعة احلمريا بنت حسني‬


‫‪١۲١١٤٨٦‬‬ ‫نورعني حسنة بنت النهاري‬
‫‪1211492‬‬ ‫حممد ذوالنون بن حممد نذير‬

‫محاضر ‪ :‬الدكتور نظام الدين بن زكريا‬

‫السمسرت األول ‪ /‬العام الدراسي ‪2021/2022‬‬

‫عنوان الورقة العمل للمجموعة ‪ :‬إسالم النجاشي وحبه للنيب‬


‫قائمة المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان‬
‫قائمة احملتويات‬
‫املقدمة‬
‫المبحث األول ‪ :‬شخصية النجاشي‬
‫املطلب األول ‪ :‬امسه كامل ومولده ونسبه ولقبه‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬صفته و وفاة النجاشي‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬قصة تحول الملك نجاشي إلى اإلسالم‬
‫املطلب األول ‪ :‬رسالة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إىل امللك جناشي‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬أمر النيب أصحابه باهلجرة إىل احلبشة‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬إسالم امللك النجاشي‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬حب الملك النجاشي للنبي محمد صلى اهلل عليه وسلم‬
‫املطلب األول ‪ :‬العالقة بني الرسول اهلل والنجاشي‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬هداية النجاشي للنيب‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬وكالة النجاشي عن النيب يف عقد النكاح‬
‫اخلامتة‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬
‫املالحق‬
‫المقدمة‪6‬‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫بسم اهلل الفاتح العليم ‪.‬‬

‫احلم‪qq‬د اهلل حنم‪qq‬ده ونس‪qq‬تعينه ونعوذب‪qq‬ه من ش‪qq‬رور أنفس‪qq‬نا ومن س‪qq‬يئات أعمالن‪qq‬ا من يه‪qq‬ده اهلل فال مض‪qq‬ل ل‪qq‬ه ومن يض‪qq‬لله‬

‫فال ه‪qq‬دي ل‪qq‬ه أش‪qq‬هد أن ال إل‪qq‬ه إال اهلل وأش‪qq‬هد أن حمم‪qq‬د عب‪qq‬ده ورس‪qq‬وله وعلى آل‪qq‬ه وص‪qq‬حبه ومن دع‪qq‬ا وإىل ي‪qq‬وم ال‪qq‬دين ‪.‬‬

‫ربن‪qq‬ا علي‪qq‬ك توكلن‪qq‬ا ‪ ,‬وإلي‪qq‬ك أنبن‪qq‬ا ‪ ,‬وإلي‪qq‬ك املص‪qq‬ري ‪ .‬اللهم ص‪qq‬لى على س‪qq‬يدنا حمم‪qq‬د الف‪qq‬اتح ملا أغل‪qq‬ق واخلامت ملا س‪qq‬بق‬

‫ناصر احلق باحلق واهلدى إىل صراتك املستقيم وعلى آله وصحبه أمجعني ‪.‬‬

‫إن املوض‪qq‬وع هلذه م‪qq‬ادة "س‪qq‬رية الرس‪qq‬ول اهلل ص‪qq‬لى اهلل علي‪qq‬ه وس‪qq‬لم" ه‪qq‬و البحث فيجب علين‪qq‬ا أن خنلص ك‪qq‬ل األنش‪qq‬طة‬

‫العم‪qq‬ل الدراس‪qq‬ية هبذه املوض‪qq‬وع " إس‪qq‬الم النجاش‪qq‬ي وحب‪qq‬ه للنيب " ‪ .‬فيجب علين‪qq‬ا أن نلخص ك‪qq‬ل فه‪qq‬رس املوض‪qq‬وعات‬

‫هبذه املادة س‪qq‬رية الرس‪qq‬ول اهلل ص‪qq‬لى اهلل علي‪qq‬ه وس‪qq‬لم ‪ .‬إم‪qq‬دادات للمق‪qq‬اتلني اإلس‪qq‬الميني‪ .‬بدراس‪qq‬ة الص‪qq‬رية س‪qq‬يكون ل‪qq‬دينا‬

‫إصرار قوي ودافع‪ ،‬ألن لديهم أمثلة وأسالف قدموا اجلهود العظيم (التضحية) على شكل قطرات من الدم للنج‪qq‬اح‬

‫يف اإلس‪qq‬الم‪ .‬من خالل دراس‪qq‬ة الص‪qq‬رية ‪ ،‬يع‪qq‬رف ال‪qq‬دعاة أك‪qq‬ثر ف‪qq‬أكثر كم ه‪qq‬و مكل‪qq‬ف اهلداي‪qq‬ة يف ه‪qq‬ذا ال‪qq‬دين ‪ ،‬وكي‪qq‬ف‬

‫يقاتل الداعون واجلهاد من أجله‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫من بني الفص ‪qq‬ول ال ‪qq‬يت سأص ‪qq‬فها يف ه ‪qq‬ذه البحث هي الشخص ‪qq‬ية أص ‪qq‬حمة بن أجبر (النجاش ‪qq‬ي)‪ ,‬وامسه كام ‪qq‬ل ومول ‪qq‬ده‬

‫ونس ‪qq‬به‪ ,‬ولقب ‪qq‬ه وص ‪qq‬فته و وف ‪qq‬اة النجاش ‪qq‬ي‪ ,‬وقص ‪qq‬ة حتول املل ‪qq‬ك جناش ‪qq‬ي إىل اإلس ‪qq‬الم‪ ,‬أم ‪qq‬ر الن ‪qq‬يب أص ‪qq‬حابه ب ‪qq‬اهلجرة إىل‬

‫احلبش‪qq‬ة‪ ,‬ورس‪qq‬الة رس‪qq‬ول اهلل ص‪qq‬لى اهلل علي‪qq‬ه وس‪qq‬لم إىل املل‪qq‬ك جناش‪qq‬ي‪ ,‬واعتن‪qq‬ق اإلس‪qq‬الم املل‪qq‬ك النجاش‪qq‬ي‪ ,‬وحب املل‪qq‬ك‬

‫النجاش‪qq‬ي للنيب حمم‪qq‬د ص‪qq‬لى اهلل علي‪qq‬ه وس‪qq‬لم‪ ,‬والعالق‪qq‬ة بني الرس‪qq‬ول اهلل والنجاش‪qq‬ي‪ ,‬وهداي‪qq‬ة النجاش‪qq‬ي للن‪qq‬يب‪ ,‬وكال‪qq‬ة‬

‫النجاشي عن النيب يف عقد النكاح ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬شخصية أصحمة بن أبجر (النجاشي)‬

‫المطلب األول ‪ :‬اسمه كامل ومولده ولقبه ونشأته‪.‬‬

‫َّ‬
‫إن امسه الكام ‪qq‬ل ه ‪qq‬و أص ‪qq‬حمة بن أجبر‪.‬ول ‪qq‬د ح ‪qq‬وايل ع ‪qq‬ام ‪ 560‬م‪.‬وه‪q q‬و‪ q‬مل ‪qq‬ك احلبش ‪qq‬ة وحكم تل ‪qq‬ك البل ‪qq‬د يف عه ‪qq‬د‬
‫رس ‪qq‬ول اهلل ص ‪qq‬ل اهلل ص ‪qq‬ل اهلل علي ‪qq‬ه وس ‪qq‬لم‪.‬أم ‪qq‬ا لقب ‪qq‬ه النجاش ‪qq‬ي‪.‬إن كلم ‪qq‬ة النجاش ‪qq‬ي هي اللفظ ‪qq‬ة للحبش ‪qq‬ية‪.‬وهي لقب‬
‫‪1‬‬
‫للملك أكسوم شرق احلبشة ‪ ,‬كلقب قيصر ملن ملك الروم ‪ ,‬ولقب فرعون ملن ملك مصر‪q.‬‬

‫كان والد النجاشي ملك للدولة احلبشة ‪ ،‬ومل يكن له أوالد سوى النجاشي‪.‬رأى الشخصيات احلبشية عن هذا‬

‫أمرا سيًئا للدولة احلبشة ألهنم يظنوا أنه سريث مجيع ممتلكات والده ويؤدي إىل اهلالك‪ .‬لذلك قُتل والده‪.2‬فيكون‬
‫ً‬
‫عمه ملك احلبشة‪.‬كان لديه ‪ 12‬ابناء الذين دافعوه وأصبحوا ورثته عندما مات‪.‬‬

‫مث نشأ النجاشي على يد عمه ‪ ،‬فهو شاب نشيط وشخصية نبيلة‪.‬فشعر الشخصيات احلبشية بالقلق من أن‬

‫يصبح جناشي امللك وينتقم ملوت والده‪ .‬مث توسلوا إىل امللك أن يقتل جناشي فغضب امللك جدا من الطلب‪.‬مث‬

‫طلبوا لطرد النجاشي من هذه البلد فخرجوا به‪ ،‬فباعوه ِمن ٍ‬


‫رجل تاج ٍر ّ‬
‫بست مائة درهم‪ ،3‬مث قذفه يف سفينة‪.‬بعد‬

‫ت سحابةٌ ِمن سح ِ‬
‫اب اخلَِريْ ِ‬
‫ف‪ ،‬فَ َخَر َج َع ُّمهُ يستمطر حتتها‪ ،‬فأصابته صاعقة‪،‬‬ ‫اج ْ َ َ َ ْ َ َ‬
‫وقت قصري من طرد جناشي ‪َ ،‬ه َ‬
‫فقتلْته‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أصحمة_النجاشي ‪/https://ar.wikipedia.org/wiki‬‬
‫‪ 2‬مشس الدين (‪1985‬م) سري أعالم النبالء‪ .‬مؤسس الرسالة ج(‪ )1‬ص(‪)429‬‬
‫‪ 3‬مشس الدين (‪1985‬م) سري أعالم النبالء‪ .‬مؤسس الرسالة ج(‪ )1‬ص(‪)430‬‬
‫‪3‬‬
‫تفاوض األحباش الختيار ملك جديد‪ .‬لقد توقعوا أن يكون أحد أبناء امللك االثين عشر ‪ ،‬لكن مل يكن أي‬

‫منهم أن يستحق العرش‪ .‬أصبحوا قلقني ومضطربني ‪ ،‬خاصة بعد أن اكتشفوا أن الدول اجملاورة كانت تنتظر‬

‫فرصة للهجوم‪ .‬مث قال أحدهم‪" :‬واهلل ال يقودك أحد إال الشاب الذي طردته‪ .‬إذا كنت هتتم ح ًقا بالبالد احلبشة ‪،‬‬

‫فاحبث عنه وأعده!"‪. 4‬فسارعوا إىل العثور على النجاشي وأعادوه إىل احلبشة‪ .‬مث وضعوا تاجا على رأسه وبايعوه‬

‫ملكا‪ .‬يسمونه النجاشي‪ .‬قاد البالد باجليد والعدل‪ .‬فبعدها ‪ ،‬يكون احلبشة البلد اخلري والعدل بعد أن عليها يف‬

‫السابق االستبداد والشر‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬صفته و وفاة النجاشي‬

‫من ص ‪qq‬فاته أن‪qq‬ه مل‪qq‬ك ع‪qq‬ادل يف حكم ‪qq‬ه ‪ ,‬ورج‪qq‬ل ع ‪qq‬امل يف دين‪qq‬ه وحس ‪qq‬ن اخلل‪qq‬ق‪ .‬لق ‪qq‬د س‪qq‬اعد املس‪qq‬لمني كث ‪qq‬ريا عن‪qq‬دما‬

‫ح‪qq‬ارب اإلس‪qq‬الم من قب‪qِ q‬ل الق‪qq‬ريش‪ .‬ت‪qq‬ويف يف الع‪qq‬ام التاس‪qq‬ع للهج‪qq‬رة يف ش‪qq‬هر رجب‪.‬وق‪qq‬ال الن‪qq‬يب ص‪qq‬لى اهلل علي‪qq‬ه وس‪qq‬لم‬

‫ض احلَبَ َش ِة)‪. 5‬فخرج هبم إىل الصحراء‪ ،‬وصفهم صفوفا‪ ،‬مث صلى عليه‪.‬‬
‫ات بِ َْأر ِ‬
‫للناس‪ِ( :‬إ َّن َأخاً لَ ُكم قَ ْد َم َ‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ص‪ q‬لَّ ‪q‬ى‪ q‬ا‪q‬هللُ ‪َ q‬ع‪ q‬لَ‪ْ q‬ي‪ q‬ه‪qَ q‬و‪َ q‬س‪ q‬لَّ ‪َ q‬م‪َ q‬ن‪َ q‬ع‪ q‬ى‪ q‬ا‪q‬ل‪q‬نَّ ‪َ q‬ج‪ q‬ا‪q q‬ش‪َّ q‬ى‪ q‬ىِف ا‪q‬لْ‪qَ q‬ي‪qْ q‬و‪q q‬م‪ q‬ا‪q‬لَّ ‪q‬ذ‪ q‬ى‪َ q‬م‪ q‬ا‪َ q‬‬
‫ت‪q‬‬ ‫ويف احلديث األخرى َأ َّن‪َ q‬ر‪ُ q‬س‪ q‬و‪qَ q‬ل‪ q‬ا‪q‬ل‪q‬لَّ ‪q‬ه‪َ q‬‬
‫ف‪ q‬هِبِ‪ْ q‬م‪qَ q‬و‪َ q‬ك‪َّ q‬ب‪َ q‬ر‪َ q‬أ ْ‪q‬ر‪َ q‬ب‪ q‬عً‪ q‬ا‪q.6 q‬و‪q‬ه‪q‬ذ‪q‬ا‪ q‬ا‪q‬ل‪q‬د‪q‬ل‪q‬ي‪q‬ل‪ q‬ع‪q‬ل‪q‬ى‪ q‬ا‪q‬جل ‪q‬و‪q‬ا‪q‬ز‪ q‬ا‪q‬ل‪q‬ص‪q‬ال ‪q‬ة‪ q‬ا‪q‬ل‪q‬غ‪q‬ا‪q‬ئ‪q‬ب‪ q‬ع‪q‬ل‪q‬ى‪q‬‬ ‫ِِ‬
‫ف‪ q‬ي‪q‬ه‪َ q، q‬خ‪َ q‬ر‪َ q‬ج‪ِ q‬إ ىَل ا‪q‬لْ‪ُ q‬م‪َ q‬‬
‫ص‪ q‬لَّ ‪q‬ى‪ q،q‬فَ‪َ q‬‬
‫ص‪qَّ q‬‬

‫ا‪q‬مل ‪q‬ي‪q‬ت‪ q‬ا‪q‬ل‪q‬ذ‪q‬ي‪ q‬م‪q‬ا‪q‬ت‪ q‬ب‪q‬أ‪q‬ر‪q‬ض‪ q‬ل‪q‬ي‪q‬س‪ q‬ف‪q‬ي‪q‬ه‪q‬ا‪ q‬م‪q‬ن‪ q‬ي‪q‬ص‪q‬ل‪q‬ي‪ q‬ع‪q‬ل‪q‬ي‪q‬ه‪q.q‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬قصة تحول الملك نجاشي إلى اإلسالم‬

‫‪ 4‬مشس الدين (‪1985‬م) سري أعالم النبالء‪ .‬مؤسس الرسالة ج(‪ )1‬ص(‪)430‬‬
‫‪ 5‬مشس الدين (‪1985‬م) سري أعالم النبالء‪ .‬مؤسس الرسالة ج(‪ )1‬ص(‪)443‬‬
‫‪ 6‬البخاري‪( .‬ت ‪ ،)٢٥٦‬صحيح البخاري‪#١٢٤٥ .‬‬
‫‪4‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬رسالة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إلى الملك نجاشي‬

‫’’بسم اهلل الرمحن الرحيم‪ .‬من حممد رسول اهلل إىل النجاشي مل‪q‬ك احلبش‪q‬ة‪ :‬أس‪q‬لِم أنت‪ ،‬أم‪q‬ا بع‪q‬د ف‪q‬إين ُ‬
‫أمحد إلي‪q‬ك اهلل‬

‫ال‪qq‬ذي ال إل‪qq‬ه إال ه‪qq‬و املل‪qq‬ك الق‪qq‬دوس الس‪qq‬الم املؤمن املهيمن‪ .‬وأش‪qq‬هد أن عيس‪qq‬ى بن م‪qq‬رمي روح اهلل وكلمتُ‪qq‬ه ألقاه‪qq‬ا إىل‬

‫مرمي البتول… وإين أدعوك إىل اهلل وحده ال ش‪q‬ريك ل‪q‬ه واملواالة على طاعت‪q‬ه‪ ،‬وإن تتبع‪q‬ين وت‪q‬ؤمن بال‪q‬ذي ج‪q‬اءين ف‪q‬إين‬

‫رسول اهلل‪ ،‬وإين أدعوك وجنودك إىل اهلل تعاىل‪ ،‬وق‪qq‬د بلَّ ُ‬
‫غت ونص‪qq‬حت‪ ،‬ف‪q‬اقبلوا نص‪q‬يحيت‪ ،‬وق‪qq‬د بعثت إلي‪qq‬ك ابن عمي‬
‫‪7‬‬
‫نفر من املسلمني‪ .‬والسالم على من اتّبع اهلدى‪‘‘.‬‬
‫جعفرا ومعه ٌ‬
‫ً‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أمر النبي أصحابه بالهجرة إلى الحبشة‬

‫‪7‬رسالة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إىل امللك جناشي ‪ 3 ,‬نوفمرب ‪https://www.ahmadiyya 2021‬راجع ‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫بدأت االضطهادات واملضايقات تطال املسلمني منذ منتصف وهناي‪qq‬ة الس‪q‬نة الرابع‪q‬ة من النب‪qّ q‬وة‪ ،‬وبلغت ذروهتا أواس‪qq‬ط‬

‫الس‪q‬نة اخلامس‪q‬ة‪ ،‬فك‪q‬ان ال ب‪ّ q‬د للمس‪q‬لمني أن يتحرك‪q‬وا وأن جيدوا حاًّل للخالص من ه‪qq‬ذا الع‪q‬ذاب‪ ،‬وك‪qq‬ان ذل‪q‬ك موافقًا‬

‫‪q‬دد من القص‪q‬ص والع‪q‬رب‪ ،‬ومنه‪q‬ا أ ّن اع‪q‬تزال الك‪q‬افرين يقي من الفنت‪،‬‬


‫لفرتة نزول سورة الكه‪qq‬ف‪ ،‬وال‪q‬يت ق‪q‬د ورد فيه‪q‬ا ع ٌ‬

‫‪q‬ك ع‪qq‬ادل‪ ،‬ف‪qq‬أمر رس‪qq‬ول‬


‫النجاشي معروفًا بأنّ‪qq‬ه مل‪ٌ q‬‬
‫ّ‬ ‫كما أعقبها نزول سورة الزمر‪ ،‬واليت أشارت إىل اهلجرة‪ ،‬وقد كان‬

‫اهلل صلى اهلل عليه وسلّم املسلمني باهلجرة إىل احلبشة‪.‬‬

‫مكونًا من اث ‪qq‬ين عش ‪qq‬ر رجاًل وأرب ‪qq‬ع‬


‫وك ‪qq‬ان أول وف ‪qq‬د من امله ‪qq‬اجرين يف رجب من الس ‪q‬نّة اخلامس ‪qq‬ة من النب ‪qّ q‬وة‪ ،‬وك ‪qq‬ان ّ‬
‫نس ‪qq‬وة‪ ،‬وك ‪qq‬ان على رأس الوف ‪qq‬د عثم ‪qq‬ان بن عف ‪qq‬ان والس ‪qq‬يّدة رقيّ ‪qq‬ة بنت رس ‪qq‬ول اهلل ص ‪qq‬لى اهلل علي ‪qq‬ه وس ‪qq‬لم رض ‪qq‬ي اهلل‬
‫‪8‬‬
‫عنهما ‪.‬‬

‫حلاق املش‪qq‬ركني باملس‪qq‬لمني إىل احلبش‪qq‬ة ‪ .‬خ‪qq‬رج املس‪qq‬لمون حتت جنح الظّالم قاص‪qq‬دين احلبش‪qq‬ة‪ ،‬واخت‪qq‬اروا ذل‪qq‬ك ال‪qq‬وقت‬

‫كي ال تنتب ‪qq‬ه هلم ق ‪qq‬ريش‪ ،‬وخرج ‪qq‬وا إىل البح ‪qq‬ر‪ ،‬إىل مين ‪qq‬اء ش ‪qq‬عيبة‪ ،‬وش ‪qq‬اءت األق ‪qq‬دار أن جتمعهم م ‪qq‬ع س ‪qq‬فينتني جتاريتني‬

‫نقلتهم إىل احلبش ‪qq‬ة‪ ،‬فش ‪qq‬عرت ق ‪qq‬ريش مبح ‪qq‬اولتهم لل ‪qq‬ذهاب إىل احلبش ‪qq‬ة وح ‪qq‬اولت اللح ‪qq‬اق هبم‪ ،‬ولكن م ‪qq‬ا إن وص ‪qq‬لت‬

‫قريش إىل الشاطئ‪ ،‬كان املسلمون قد انطلقوا آمنني‪.‬‬

‫‪q‬رارا يف اللح‪qq‬اق باملس‪qq‬لمني إىل احلبش‪qq‬ة‪ ،‬ولكن‬


‫املشركون يطلبون من النجاشي تسليم املسلمني ‪ .‬وقد أخذت قريش ق‪ً q‬‬
‫احلبش‪q‬ة ك‪q‬انت مملك‪q‬ة قويّ‪q‬ة ال ميكن مهامجته‪qq‬ا‪ ،‬باإلض‪q‬افة إىل أ ّن هن‪q‬اك عالق‪q‬ات طيّب‪q‬ة بينم ّك‪q‬ة واحلبش‪q‬ة‪ ،‬فق‪q‬ررت ق‪qq‬ريش‬

‫‪q‬رد هلا املس‪qq‬لمني‪ ،‬وأل ّن مل‪qq‬ك احلبش‪qq‬ة ‪-‬النجاش‪qq‬ي‪ -‬معروفًا بعدل‪qq‬ه فال ب‪ّ q‬د‬
‫أن ترس‪qq‬ل وف‪qً q‬دا إىل احلبش‪qq‬ة تطلب منه‪qq‬ا أن ت‪ّ q‬‬

‫‪ 8‬صفي الرمحن املباركفوري‪1424‬م‪ ،‬كتاب الرحيق املختوم مع زيادات‪ ،‬صفحة ‪45-44‬‬


‫‪6‬‬
‫لقريش أن تستخدم أسلوب احليلة لتصل إىل مرادها‪ ،‬فبعثت أكثر رجاهلا حنك‪q‬ةً وأق‪q‬درهم على املك‪q‬ر ومها عم‪q‬رو بن‬

‫العاص وعبد اهلل بن أيب ربيعة ‪.‬‬

‫وك ‪qq‬ان عم ‪qq‬رو بن الع ‪qq‬اص ص ‪qq‬دي ًقا للنجاش ‪qq‬ي‪ ،‬باإلض ‪qq‬افة إىل أ ّن أخ ‪qq‬اه وأخ ‪qq‬ا عب ‪qq‬د اهلل كان ‪qq‬ا من امله ‪qq‬اجرين إىل احلبش ‪qq‬ة‪،‬‬

‫املهم‪q‬ة الرمسيّة‪ ،‬وق‪qq‬د بعثت ق‪qq‬ريش م‪qq‬ع الوف‪qq‬د الكث‪qq‬ري من اهلدايا الثمين‪qq‬ة مبثاب‪qq‬ة رش‪qq‬وة؛‬
‫ف‪qq‬اجتمعت القض‪qq‬ية الشخص‪qq‬ية م‪qq‬ع ّ‪q‬‬

‫‪q‬ذهب عم‪qq‬ر بن الع‪qq‬اص مباش‪qq‬ر ًة إىل النجاش‪qّ q‬ي‪ ،‬ب‪qq‬ل ذهب إىل البطارق‪qq‬ة وهم‬
‫ليقب‪qq‬ل النجاش‪qq‬ي أن يس‪q‬لّم املس‪qq‬لمني‪ ،‬ومل ي‪ْ q‬‬
‫كبار رجال الدين والسياسة هناك وأخذ هلم اهلدايا‪ ،‬وبذلك ضمن وقوفهم جبانبه ض ّد املسلمني‪.‬‬

‫مثّ دخ‪qq‬ل عم‪qq‬رو على النجاش‪qّ q‬ي وك‪qq‬ان لق‪qq‬اءً طيّبًا‪ ،‬وق‪qq‬دم عم‪qq‬رو ل‪qq‬ه اهلدايا‪ ،‬مثّ ب‪qq‬دأ ب‪qq‬الكالم‪ ،‬وحت ّدث ل‪qq‬ه عن املس‪qq‬لمني‪،‬‬

‫ووصفهم بأهنم جمموعة من السفهاء قد دخلوا بالده‪ ،‬وأهّن م خالفوا دين أهلهم كم‪qq‬ا أهّن م مل ي‪qq‬دخلوا يف دين قوم‪qq‬ك‪،‬‬

‫وبنّي ل‪qq‬ه أ ّن أش‪qq‬راف الق‪qq‬وم ق‪qq‬د ج‪qq‬اؤوا إلي‪qq‬ه ل‪qq‬ريدوهم‪ ،‬ووق‪qq‬ف إىل جانب‪qq‬ه البطارق‪qq‬ة وأيّ‪qq‬دوه بكالم‪qq‬ه‪ ،‬وك‪qq‬انت ك‪qّ q‬ل غاي‪qq‬ة‬

‫عمرو وعبد اهلل أاّل يسمع النجاشي كالم املسلمني فيقتنع به‪.‬‬

‫ولكن النجاش‪qq‬ي ك‪qq‬ان ملكًا ع‪qq‬اداًل ‪ ،‬فلم يقب‪qq‬ل أن يس‪qq‬مع من ط‪ٍ q‬‬
‫‪q‬رف واح‪qq‬د‪ ،‬وتش‪qq‬اور امليل‪qq‬ون فيم‪qq‬ا بينهم‪ ،‬واخت‪qq‬اروا أن‬ ‫ّ‬
‫الرمسي بامسهم مجيعًا‪ ،‬وذل‪qq‬ك ألنّ‪qq‬ه ق‪qq‬د حت ّدث م‪qq‬ع النجاش‪qq‬ي س‪qq‬اب ًقا وألِ‪qq‬ف‬
‫ّ‬ ‫يك‪qq‬ون جعف‪qq‬ر بن أيب ط‪qq‬الب هم املتح ‪ّ q‬دث‬
‫‪9‬‬
‫قرشي‪.‬‬
‫هامشي ّ‬
‫ّ‬ ‫قادر عللى الكالم حبكمة‪ ،‬وألنّه‬
‫خطيب ٌ‬
‫ٌ‬ ‫احلديث معه‪ q،‬كما أنّه‬

‫‪ 9‬راغب السرجاين‪ ،‬كتاب السرية النبوية راغب السرجاين‪ ،‬صفحة ‪5-4‬‬

‫‪7‬‬
‫وق‪qq‬وع املن‪qq‬اظرة أم‪qq‬ام النجاش‪qq‬ي ‪.‬اجتم‪qq‬ع األس‪qq‬اقفة والبطارق‪qq‬ة وكب‪qq‬ار رج‪qq‬ال الدول‪qq‬ة والنجاش‪qّ q‬ي وس‪qq‬ط االجتم‪qq‬اع‪ ،‬ومن‬
‫ٍ‬
‫طرف كان عمرو بن العاص وعبد اهلل بن أيب ربيعة‪ ،‬ومن ٍ‬
‫جهة أخرى املس‪qq‬لمني وعلى رأس‪qq‬هم جعف‪qq‬ربن أيب ط‪qq‬الب‪،‬‬

‫ومباش‪qq‬ر ًة س‪qq‬أل النجاش‪qq‬ي املس‪qq‬لمني عن دينهم‪ ،‬فتح ‪ّ q‬دث ل‪qq‬ه جعف‪qq‬ر عن الف‪qq‬رق بني اجلاهلي‪qq‬ة وعاداهتا من عب‪qq‬ادة أص‪ٍ q‬‬
‫‪q‬نام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وغريها‪ ،‬واإلسالم دين التوحيد وعاداته وآدابه السامية من ٍ‬
‫جهة أخرى‪ ،‬فع ّدد ل‪qq‬ه جعف‪q‬ر الكث‪q‬ري من فض‪q‬ائل اإلس‪qq‬الم‪،‬‬
‫‪10‬‬
‫تعرض له املسلمون من ظلم واضطهاد من قبل املشركني‪ ،‬وطلب منه أن يكون عاداًل معهم‪.‬‬
‫مثّ روى جعفر ما ّ‬

‫وأحس بالبش‪qq‬اعة‬
‫ّ‬ ‫النجاشي أقوال جعفر بن أيب طالب رضي اهلل عنه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫النجاشي يتأمل قول جعفر بن أيب طالب ‪.‬مسع‬

‫واجله‪q‬ل الل‪q‬ذان كان‪q‬ا يعيش‪q‬ان هبم‪q‬ا ك ّف‪q‬ار ق‪q‬ريش‪ ،‬وق‪q‬ارن بني حي‪q‬اة اجلاهليّ‪q‬ة وفض‪q‬ائل اإلس‪q‬الم ال‪q‬يت حت ّدث عنه‪q‬ا جعف‪q‬ر‪،‬‬
‫‪11‬‬
‫فص ّدقهم‪.‬‬

‫النجاشي يطلب من جعفر أن يتلو ش‪q‬يًئا من الق‪q‬رآن‪ q.‬بع‪q‬د أن مسع النجاش‪q‬ي أق‪q‬وال جعف‪q‬ر‪ ،‬طلب من‪qq‬ه أن يق‪qq‬رأ علي‪qq‬ه مما‬

‫أنزل‪qq‬ه اهلل عليهم‪ ،‬فق‪qq‬رأ جعف‪qq‬ر ل‪qq‬ه بداي‪qq‬ة كهيعص؛ فبكى النجاش‪qّ q‬ي وبكت أس‪qq‬اقفته‪ ،‬ورفض أن يس‪q‬لّم املس‪qq‬لمني لك ّف‪qq‬ار‬

‫ورد النجاش ‪qّ q‬ي ه ‪qq‬دايا‬ ‫ٍ‬


‫ق ‪qq‬ريش؛ حيث رأى أ ّن م ‪qq‬ا تاله جعف ‪qq‬ر خيرج ه ‪qq‬و وال ‪qq‬ذي ج ‪qq‬اء ب ‪qq‬ه عيس ‪qq‬ى من مش ‪qq‬كاة واح ‪qq‬دة‪ّ ،‬‬
‫‪12‬‬
‫املشركني هلم‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬إسالم امللك النجاشي‬

‫‪ 10‬صفي الرمحن املباركفوري‪1424‬م‪ ،‬كتاب الرحيق املختوم مع زيادات‪ ،‬صفحة ‪47‬‬


‫‪ 11‬راغب السرجاين‪ ،‬كتاب السرية النبوية راغب السرجاين‪ ،‬صفحة ‪6‬‬
‫‪ 12‬صفي الرمحن املباركفوري‪1424‬م‪ ،‬كتاب الرحيق املختوم مع زيادات‪ ،‬صفحة ‪48-47‬‬

‫‪8‬‬
‫عن‪qq‬دما س‪qq‬أل النجاش‪qّ q‬ي جعف‪qq‬ر عن ربّ‪qq‬ه أجاب‪qq‬ه أنّ‪qq‬ه ه‪qq‬و ال‪qq‬ذي بعث فيهم رس ‪q‬واًل ‪ ،‬وأنّ‪qq‬ه ه‪qq‬و الرس‪qq‬ول ال‪qq‬ذي ب ّش ‪q‬ر اهلل ب‪qq‬ه‬

‫عيسى الذي امسه أمحد‪ ،‬وعندما سأله النجاش‪qّ q‬ي عن ق‪q‬ول اهلل عن عيس‪q‬ى‪ ،‬فق‪qq‬ال أنّ‪qq‬ه روح اهلل وكلمت‪q‬ه أخرج‪qq‬ه منم‪q‬رمي‬

‫‪q‬ودا من األرض وق‪qq‬ال للقسيس‪qq‬ني ورج‪qq‬ال دولت‪qq‬ه أ ّن قول‪qq‬ه عن عيس‪qq‬ى وم‪qq‬رمي يط‪qq‬ابق م‪qq‬ا‬
‫الع‪qq‬ذراء‪ ،‬فمس‪qq‬ك النجاش‪qّ q‬ي ع‪ً q‬‬
‫‪13‬‬
‫يعرفونه ومل يزد فوق ذلك مقدار ذلك العود‪ ،‬مثّ نطق الشهادتني ‪.‬‬

‫‪ 13‬سعد املرصفي‪ ،‬كتاب اجلامع الصحيح للسرية النبوية‪ ،‬صفحة ‪277‬‬

‫‪9‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬حب الملك النجاشي للنبي محمد صلى اهلل عليه وسلم‬

‫المطلب األول ‪ :‬العالقة بين الرسول اهلل والنجاشي‬

‫وردا على رسالة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ذكره كتب النجاشي أصحمة إىل النيب صلى اهلل عليه وسلم ما‬

‫يأيت نصه‪:‬‬

‫‪q‬ك يَ‪qq‬ا نَيِب َّ اللَّ ِه ‪،‬‬ ‫" بِس ‪ِ q‬م اللَّ ِه ال‪qq‬رَّمْح َ ِن ال‪qَّ q‬ر ِحي ِم ‪ِ ،‬إىَل حُمَ َّم ٍد ‪ ،‬رس ‪ِ q‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ِ ،‬من الن ِ‬
‫ص ‪َ q‬ح ِم بْ ِن َأجْبَ‪qَ q‬ر ‪َ ،‬س ‪ٌ q‬‬
‫الم َعلَْي‪َ q‬‬ ‫َّجاش ‪ِّ q‬ي اَأل ْ‬
‫َ َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬
‫ول‬
‫‪q‬ك يَ‪qq‬ا َر ُس‪َ q‬‬ ‫ورمْح َةُ اللَّ ِه وبر َكاتُه ‪ِ ،‬من اللَّ ِه الَّ ِذي ال ِإلَه ِإال ُهو الَّ ِذي َه َدايِن ِإىَل اِإل س‪ِ q‬‬
‫الم ‪ََّ ،‬أما َب ْع‪qُ q‬د ‪َ ،‬ف َق‪ْ q‬د َبلَغَيِن كِتَابُ‪َ q‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ ُ َ‬ ‫ََ‬
‫ت ثُ ْفُروقًا ‪ِ ،‬إنَّهُ َك َم‪q‬ا‬ ‫السم ِاء واَألر ِ ِإ ِ‬ ‫اللَّ ِه ‪ ،‬فِيما ذَ َكر ِ ِ ِ‬
‫يسى َم‪q‬ا يَِزي ُ‪q‬د َعلَى َم‪q‬ا ذَ َك ْ‪q‬ر َ‬
‫ض ‪َّ ،‬ن ع َ‬ ‫ب َّ َ َ ْ‬ ‫يسى ‪َ ،‬ف َو َر ِّ‬
‫ت م ْن َْأمر ع َ‬
‫َ ْ َ‬
‫ول اللَّ ِه ِ‬
‫ص ِّدقًا ‪َ ،‬وقَ ْد‬
‫صادقًا ُم َ‬
‫َ‬ ‫َأص َحابَهُ ‪ ،‬فََأ ْش َه ُد َأن َ‬
‫َّك َر ُس ُ‬ ‫ت بِِه ِإلَْينَا ‪َ ،‬وقَ ْد َقَر ْينَا ابْ َن َع ِّم َ‬
‫ك َو ْ‬
‫ِ‬
‫ت ‪َ ،‬وقَ ْد َعَر ْفنَا َما بُعثْ َ‬
‫ُقْل َ‬
‫ص ‪َ q‬ح ِم بْ ِن‬ ‫‪q‬ك بِ‪qq‬ابْيِن َ‪q‬‬
‫إره‪q‬ا بْ ِن اَأل ْ‬ ‫ت ِإلَْي‪َ q‬‬
‫ني ‪َ ،‬وقَ ‪ْ q‬د َب َعثْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ت َعلَى يَ َديْ‪qِ q‬ه لِلَّ ِه َر ِّ‬
‫ب الْ َع‪qq‬الَم َ‬ ‫ك ‪َ ،‬وَأ ْس ‪q‬لَ ْم ُ‬
‫ت ابْ َن َع ِّم َ‬
‫‪q‬ك َوبَ‪qَ q‬اي ْع ُ‬
‫بَ َاي ْعتُ‪َ q‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ ،‬فَِإيِّن َأ ْش َه ُد َّ‬ ‫ِ‬
‫الم‬
‫‪q‬ق ‪َ ،‬وال َّس‪ُ q‬‬
‫‪q‬ول َ‪q‬ح ٌّ‬
‫َأن َم‪qq‬ا َت ُق‪ُ q‬‬ ‫ت يَا َر ُس َ‬ ‫ت َأ ْن آتِيَ َ‬
‫ك َف َع ْل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ِإال َن ْفسي ‪َ ،‬وِإ ْن شْئ َ‬
‫َأجْبََر ‪ ،‬فَِإيِّن ال َْأمل ُ‬
‫‪14‬‬
‫ول اللَّ ِه‪".‬‬
‫ك يَا َر ُس َ‬
‫َعلَْي َ‬

‫وذك‪qq‬ر العالم‪qq‬ة حمم‪qq‬د ابن س‪qq‬عد الزه‪qq‬رى أن رس‪qq‬ول اهلل ص‪qq‬لى اهلل علي‪qq‬ه وس‪qq‬لم بعث إلي‪qq‬ه م‪qq‬ع عم‪qq‬رو ابن أمي‪qq‬ة بكت‪qq‬ابني‬

‫ي‪qq‬دعوه يف أح‪qq‬دمها إىل اإلس‪qq‬الم‪ ،‬ويف الث‪qq‬اين أن يزوج‪qq‬ه أم حبيب‪qq‬ة‪ ،‬وأن يبعث من عن‪qq‬ده من الص‪qq‬حابة وحيملهم‪ ،‬فأس‪qq‬لم‬

‫وفعل ما أمر به وجاء حبق عاج فجعل فيه الكتابني وقال‪ :‬ال تزال احلبشة خبري ما كان هذان الكتابان بأظهرها‪.‬‬

‫‪ 14‬ابن قيم اجلوزية‪ ،‬زاد املعاد يف هدي خري العباد‪ ،‬اجلزء ‪ ،2‬صفحة ‪.689‬‬

‫‪10‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬هداية النجاشي للنبي‬
‫‪15‬‬
‫وق‪qq q‬د دارت بني النجاش‪qq q‬ي وبني الرس‪qq q‬ول ص‪qq q‬لى اهلل علي‪qq q‬ه وس‪qq q‬لم ع‪qq q‬دة أم‪qq q‬ور ودي‪qq q‬ة من الرس‪qq q‬ائل والكتب واهلدايا‬

‫وكث ‪qq‬ريا‪ .‬ومن ه ‪qq‬داياه للرس ‪qq‬ول ص ‪qq‬لى اهلل علي ‪qq‬ه أفض ‪qq‬ل الص ‪qq‬الة وأزكى التس ‪qq‬ليم خفني س ‪qq‬اذجني‪ ،‬لبس ‪qq‬هما الرس ‪qq‬ول مث‬

‫توض‪qq‬أ وص‪qq‬لى فيهم‪qq‬ا‪ .‬ومنه‪qq‬ا أن‪qq‬ه أه‪qq‬دى ل‪qq‬ه حل‪qq‬ة‪ ،‬ملا أخرج‪qq‬ه أب‪qq‬و داود وابن ماج‪qq‬ة عن عائش‪qq‬ة رض‪qq‬ي اهلل عنه‪qq‬ا ق‪qq‬الت‪:‬‬

‫قدمت إىل رسول اهلل صلى اهلل عليه وس‪q‬لم حل‪q‬ة من عن‪q‬د النجاش‪q‬ي أه‪q‬داها ل‪q‬ه‪ ،‬فيه‪q‬ا خ‪q‬امت من ذهب في‪q‬ه فص حبش‪q‬ي‬

‫فأخذه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بعود معرضا عنه مث دعا أمامة بنت أيب العاص فقال هلا حتلى هبذا يابنية‪.‬‬

‫وإض‪qq‬افة إىل ذل‪qq‬ك‪ ،‬أن‪qq‬ه أه‪qq‬دى ل‪qq‬ه ق‪qq‬ارورة غالي‪qq‬ة‪ ،‬وهي ن‪qq‬وع من الطيب م‪qq‬ركب من مس‪qq‬ك وعن‪qq‬رب وع‪qq‬ود ودهن‪ ،‬كم‪qq‬ا‬

‫أخرجه إبن عدي يف كتابه الكامل بسند ضعيف عن جابر ابن عبداهلل رضي اهلل عنه‪ ،‬ق‪q‬ال‪ :‬إن أول من عم‪q‬ل الغالي‪q‬ة‬

‫النجاشي‪.‬‬

‫ومنها أنه أه‪q‬دى ل‪q‬ه ص‪q‬لى اهلل علي‪q‬ه وس‪q‬لم ثالث ع‪q‬نزات‪ ،‬فأمس‪q‬ك واح‪q‬دة لنفس‪q‬ه وأعطى الثاني‪q‬ة لعلي ابن أيب ط‪q‬الب‪،‬‬

‫والثالث‪q‬ة لعم‪q‬ر ابن اخلط‪q‬اب‪ ،‬فك‪q‬ان بالل ابن أيب رب‪q‬اح رض‪q‬ي اهلل عن‪q‬ه ميش‪q‬ى بتل‪q‬ك الع‪q‬نزة ال‪q‬يت أمس‪q‬كها الرس‪q‬ول لنفس‪q‬ه‬

‫بني ي‪q‬دي رس‪q‬ول اهلل ص‪q‬لى اهلل علي‪q‬ه وس‪q‬لم يف العي‪q‬د ح‪q‬ىت ي‪q‬أيت املص‪q‬لى فريكزه‪q‬ا بني يدي‪q‬ه فيص‪q‬لي إليه‪q‬ا الن‪q‬يب ص‪q‬لى اهلل‬

‫عليه وسلم صالة العيد‪ ،‬مث ك‪q‬ان ميش‪qq‬ي هبا بني ي‪q‬دي أيب بك‪qq‬ر بع‪q‬د وف‪q‬اة الرس‪q‬ول ص‪qq‬لى اهلل علي‪qq‬ه وس‪q‬لم‪ ،‬مث ك‪q‬ان س‪q‬عد‬
‫‪16‬‬
‫القرظي ميشي هبا يف العيدين بني يدي عمر ابن اخلطاب وعثمان ابن عفان كما أخرج أبو داود وابن ماجة‪.‬‬
‫‪ 15‬الكتاب نصب الراية‪ ،‬عبداهلل ابن يوسف الزيلعي‪ ،‬اجلزء‪ ،1‬صفحة ‪239‬‬
‫‪ 16‬مقاالت‪ :‬يف ذكرى النجاشي‪ ،‬الشيح إبرهيم املختار أمحد‪ ،‬جريدة الوحدة‪ ،‬السبت ‪ 7‬حمرم ‪ 1385‬ه املوافق ‪ 8‬مايو ‪1965‬‬
‫‪https://mukhtar.ca‬راجع ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬وكالة النجاشي عن النبي في عقد النكاح‬

‫وق‪q‬د وك‪q‬ل الرس‪q‬ول ص‪q‬لى اهلل علي‪q‬ه وس‪q‬لم النجاش‪q‬ي لين‪q‬وب عن‪q‬ه يف قب‪q‬ول النك‪q‬اح على أم حبيب‪q‬ة رمل‪q‬ة بنت أيب س‪q‬فيان‬

‫يف مهجره ‪qq‬ا يف بالد النجاش ‪qq‬ي بع ‪qq‬د أن هل ‪qq‬ك عنه ‪qq‬ا زوجه ‪qq‬ا األول املتنص ‪qq‬ر عبي ‪qq‬د اهلل ابن جحش وق ‪qq‬د مت ذل ‪qq‬ك فعال‪،‬‬

‫فت‪qq‬وىل النجاش‪q‬ي العق‪qq‬د من ج‪q‬انب الرس‪q‬ول ص‪qq‬لى اهلل علي‪qq‬ه وس‪q‬لم‪ ،‬ومهره‪qq‬ا من عن‪q‬ده مببل‪q‬غ أربعمائ‪q‬ة دين‪q‬ار‪ ،‬كم‪q‬ا ت‪qq‬وىل‬

‫من جانب أم حبيبة خالد ابن سعيد ابن العاص فزوجها وقبض هلا مهرا‪ ،‬مث أقام النجاشي وليمة الزواج‪ ،‬وبعد ذلك‬

‫جهزه‪qq‬ا من عن‪qq‬ده ومعه‪qq‬ا هدي‪qq‬ة جامع‪qq‬ة من قميص وس‪qq‬روال وطيلس‪qq‬ان وخفني وأرس‪qq‬لها م‪qq‬ع ش‪qq‬رحبيل ابن حس‪qq‬نة إىل‬

‫املدينة وذلك كله يف عام ‪ 7‬من اهلجرة‪.‬‬

‫وأن يوجد يف شرح احلديث‪ ،‬أن زواج أم حبيبة رض‪q‬ي اهلل عنه‪q‬ا أخرج‪q‬ه أب‪qq‬و داود وأمحد والنس‪q‬ائي عن ع‪qq‬روة عن أم‬

‫حبيب‪q‬ة ولف‪qq‬ظ أىب داود " أن‪q‬ه زوجه‪q‬ا النجاش‪qq‬ي الن‪q‬يب ص‪q‬لى اهلل علي‪q‬ه وس‪q‬لم وأمهره‪qq‬ا عن‪qq‬ه أربع‪q‬ة آالف درهم وبعث هبا‬

‫إىل الن‪qq‬يب ص‪qq‬لى اهلل علي‪qq‬ه وس‪qq‬لم م‪qq‬ع ش‪qq‬رحبيل بن حس‪qq‬نة‪ ،‬وأخ‪qq‬رج أب‪qq‬و داود أيض‪qq‬ا من ح‪qq‬ديث الزه‪qq‬ري مرس‪qq‬ال " أن‬

‫النجاشي زوج أم حبيبة بنت أيب سفيان من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على ص‪qq‬داق أربع‪qq‬ة آالف درهم وكتب‬

‫ب‪qq‬ذلك إىل رس‪qq‬ول اهلل ص‪qq‬لى اهلل علي‪qq‬ه وس‪qq‬لم " وك‪qq‬انت أم حبيب‪qq‬ه مه‪qq‬اجرة إىل أرض احلبش‪qq‬ة م‪qq‬ع زوجه‪qq‬ا عب‪qq‬د اهلل بن‬

‫جحش فم‪q‬ات بتل‪q‬ك األرض فزوجه‪q‬ا النجاش‪q‬ي للن‪q‬يب ص‪q‬لى اهلل علي‪q‬ه وس‪q‬لم وق‪q‬د وك‪q‬ل الن‪q‬يب ص‪q‬لى اهلل علي‪q‬ه وس‪q‬لم أب‪q‬ا‬
‫‪17‬‬
‫رافع يف نكاح ميمونة وقد مضى خترجيه يف كتاب احلج يف أحكام نكاح احملرم ووجه الصواب يف ذلك‪.‬‬

‫‪ 17‬االمام أيب زكريا حميي الدين بن شرف النووي‪ ،‬اجملموع شرح املهذب‪ ،‬اجلزء ‪ ،14‬الصفحة ‪97‬‬
‫‪12‬‬
‫الخاتمة‬

‫احلمد هلل الذي هدانا هلذا فما كنا لنهتدي لو ال أن هدانا اهلل‪ ،‬اللهم صلى سيدنا حممد وعلى آله حمم‪q‬د كم‪q‬ا ص‪q‬ليت‬

‫على سيدنا إبرهيم وعلى آل إبراهيم إنك محيد جميد‪ .‬أما بعد‪.‬‬

‫ملا كانت اخلامتة جزءا مهما من كل حبث‪ ,‬ملا حتتوية من نتائج تلفت انتباه القارئ يف ه‪qq‬ذه اخلامتة أورد م‪qq‬ا ذكرت‪q‬ه يف‬

‫ه‪qq‬ذا البحث الشخص‪qq‬ية أص‪qq‬حمة بن أجبر (النجاش‪qq‬ي)‪ ,‬وامسه كام‪qq‬ل ومول‪qq‬ده ونس‪qq‬به‪ ,‬ولقب‪qq‬ه وص‪qq‬فته و وف‪qq‬اة النجاش‪qq‬ي‪,‬‬

‫وقص‪qq‬ة حتول املل‪qq‬ك جناش‪qq‬ي إىل اإلس‪qq‬الم‪ ,‬أم‪qq‬ر الن‪qq‬يب أص‪qq‬حابه ب‪qq‬اهلجرة إىل احلبش‪qq‬ة‪ ,‬ورس‪qq‬الة رس‪qq‬ول اهلل ص‪qq‬لى اهلل علي‪qq‬ه‬

‫وسلم إىل املل‪q‬ك جناش‪q‬ي‪ ,‬واعتن‪q‬ق اإلس‪q‬الم املل‪q‬ك النجاش‪q‬ي‪ ,‬وحب املل‪q‬ك النجاش‪q‬ي للنيب حمم‪q‬د ص‪q‬لى اهلل علي‪q‬ه وس‪q‬لم‪,‬‬

‫والعالقة بني الرسول اهلل والنجاشي‪ ,‬وهداية النجاشي للنيب‪ ,‬وكالة النجاشي عن النيب يف عقد النكاح ‪.‬‬

‫فقد سلكنايف كتابة هذا البحث مستعينا بالكتاب من اإلنرتنيت ومبس ـ ــاعدة أساتذ الطيبة و األعزاء ‪.‬‬

‫وهذا‪ ,‬واهلل أسأل أن يوفقين يف مثابريت وجه‪q‬دي املتواض‪q‬ع‪ ,‬ويتقب‪qq‬ل منن‪q‬ا ومنكم ك‪qq‬ل أعمالن‪q‬ا‪ ,‬وص‪q‬لى اهلل وس‪q‬لم على‬

‫نبينا حممد وآله وأصحابه أمجعني ‪ .‬آ ميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن‬

‫جزاكم اهلل خريا جزاء‬

‫‪13‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ت‬ ‫‪‬‬

‫ابن قيم اجلوزية‪ ،‬زاد املعاد يف هدي خري العباد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫االمام أيب زكريا حميي الدين بن شرف النووي ‪ ،1980‬اجملموع شرح املهذب اجلزء الرابع عشر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عبداهلل ابن يوسف الزيلعي‪ ،‬الكتاب نصب الراية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫صفي الرمحن املباركفوري‪1424q‬م‪ ،‬كتاب الرحيق املختوم مع زيادات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫راغب السرجاين‪ ،‬كتاب السرية النبوية راغب السرجاين ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫سعد املرصفي‪ ،‬كتاب اجلامع الصحيح للسرية النبوية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مشس الدين (‪1985‬م) سري أعالم النبالء‪ .‬مؤسس الرسالة‬ ‫‪‬‬


‫البخاري‪( .‬ت ‪ ،)٢٥٦‬صحيح البخاري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أصحمة_النجاشي ‪/https://ar.wikipedia.org/wiki‬‬ ‫‪‬‬
‫راجع ‪ https://www.ahmadiyya :‬رسالة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إىل امللك جناشي ‪ 3 ,‬نوفمرب‬ ‫‪‬‬

‫‪2021‬‬

‫راجع ‪ https://mukhtar.ca :‬مقاالت‪ :‬يف ذكرى النجاشي ‪ 8 ،‬مايو ‪1965‬‬ ‫‪‬‬

‫‪14‬‬
‫المالحق‬

‫رسالة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إىل امللك النجاشي‬

‫خريطة توضح طريق الهجرة إلى الحبشة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫املبحث‬

‫‪16‬‬

You might also like