Professional Documents
Culture Documents
مضار الجوار غير المألوفة في القانون الجزائري وتطبيقاتها المعاصرة
مضار الجوار غير المألوفة في القانون الجزائري وتطبيقاتها المعاصرة
*
لعشاش حممد
lachachemoh@gmail.com
اتريخ النشر2021/09/01 : اتريخ القبول2021/08/01 : اتريخ ارسال املقال2021/06/04 :
*املؤلف املرسل.
:امللخص
من القانون املدين اجلزائري أبال يتعسف يف استعمال حقه691 ألزم املشرع اجلزائري املالك مبوجب املادة
حتت طائلة حتمله املسئولية املدنية عن مضار اجلوار غري املألوفة تقدر على،يف امللكية العقارية حلد اإلضرار ابجلار
ولصعوبة حتديد التعسف من طرف قضاة املوضوع نص املشرع عن عناصر تقدير املسؤولية،أساس الضرر ال اخلطأ
والغرض الذي، وموقع كل عقار ابلنسبة لآلخر، وطبيعة العقارات،وهي عناصر موضوعية تتمثل يف العرف
وأما جزاء التعسف فهو يقتصر على التنفيذ العيين إبزالة مصدر الضرر أو التعويض،خصصت له هذه العقارات
.يف حالة استحالة التنفيذ العيين
. املسئولية املدنية ؛ املالك؛ القانون اجلزائري؛ التقادم؛ اجلزاء:الكلمات املفتاحية
Abstract :
there is no abuse in the use of his right to property to the extent of damage,
to rend under the penalty of carrying civil responsibility, for the harms of the
unaccounted neighborhood is estimate on the basis of damage, not Wong, and
the difficulty of determining arbitrariness by the judges subject to the
legislator’s provision of elements of the assessment of responsibility, with are
objection elements it, consists in the custom and the nature of real estate, and the
location of each property relative to another, and the. Pryose for with these
properties are allocated but the pencilty of
Pryose for with these properties are allocated but the pencilty of
arbitrariness is the implementations in kind by removing the source of damage
or compensation in the event of the impossibility of implementation in kind.
Keywords: civil responsibility; Owner; Algerian Law; Prescription; sanction
مق ّدمة:
ال شك أن اجلوار 1ضرورة اجتماعية وحتمية تقتضي التعاون والتسامح ورحابة الصدر بني اجلريان لتحقيق
التكافل االجتماعي الذي يقوم على أساس االلتزامات املتبادلة ، 2وهذا نظرا ملا للجار على جاره من حقوق تقرها
كل من الشريعة والقانون وحتميها ،بل وقد وضعت هلا قواعد ضابطة تنظم من خالهلا حقوق اجلار وهي حقوق
متقابلة ،وهذه القواعد تبىن على املبدأ الذي أقرته الشريعة اإلسالمية وهو ال ضرر وال ضرار ،3كما أهنا تعترب صورة
من صور الوظيفة االجتماعية للملكية اخلاصة طاملا أن حدود استعماهلا املشروع منوط مبراعاة املصلحة العامة
واخلاصة على حد سواء.
لذلك فإنه مراعاة حلقوق اجلوار يتعني على املالك عدم التعسف يف استعمال حقه يف امللكية العقارية حلد
اإلضرار ابجلار ضررا غري مألوف ،4وهو ما نصت عليه املادة 691من القانون املدين حمل الدراسة ،5ما مل تكن
هذه األضرار مألوفة قد جرت العادة على حتملها ابعتبارها نتيجة طبيعية حلالة اجلوار ،لعدم قدرة أي مالك على
حتاشيها مهما بلغت لديه درجة احلرص واحليطة.
ولصعوبة التمييز بني هذه املضار لرتتيب مسؤولية املالك من عدمها ،فقد وضع املشرع اجلزائري يف متناول
القاضي عناصر تقدير موضوعية نصت عليها املادة 691فقرة 2من القانون املدين ،ومىت ثبت حصول املضار
غري املألوفة للجار ،فإنه ميكنه الرجوع على املالك بطلب إزالتها أو تعويضه عنها يف حالة االستحالة وذلك حسب
ما يراه القاضي مناسبا.
وعليه فإن هذه الدراسة للمادة 691هتدف إىل حماولة إبراز مضار اجلوار سواء كانت مألوفة أو غري
مألوفة ،وأمهية التمييز بينهما من خالل االعتماد على عناصر التقدير املوضوعية اليت وضعها املشرع يف متناول
قاضي املوضوع للتأكد من طبيعة هذه املضار قبل النطق ابحلكم ،كما أن هلذه الدراسة هدف آخر يتعلق إببراز
احلاجة إلعادة النظر يف أحكام هذه املادة يف ظل تطور واتساع جمال مضار اجلوار حاليا.
لذلك نطرح اإلشكالية اآلتية:
إىل أي مدى وفّق املشرع اجلزائري يف حتقيق التوازن بني مصلحة املالك يف التمتع مبلكيته العقارية،
وبني مصلحة اجلار بعدم اإلضرار به ضررا غري مألوف حتت طائلة حتمله املسؤولية؟.
جنيب على هذه اإلشكالية يف مبحثني ،حيث نتناول مفهوم مضار اجلوار غري املألوفة (مبحث أول)،
مث املسؤولية عن املضار غري املألوفة ،واجلزاء املرتتب عنها طبقا للقانون (مبحث اثن) ،معتمدين يف ذلك على
املنهج الوصفي واملنهج التحليلي وذلك ألمهيتهما يف مثل هذه الدراسات.
نص املشرع اجلزائري مبوجب املادة 691من القانون املدين على نوعني من املضار اليت قد يلحقها املالك
جباره من جراء استعماله مللكيته العقارية ،مضار جوار مألوفة ومضار جوار غري مألوفة وهي األخطر على اجلار
دون التطرق إىل التعريف أو التمييز بينهما ،لذلك نتناول تعريف املضار غري املألوفة (الفرع األول) ،مث أنواع
املضار غري املألوفة (الفرع الثاين).
تعرف مضار اجلوار غري املألوفة على أهنا" :األذى الذي يلحق اجلار بسبب استعمال جاره حلقه على حنو
ّ
عرفها آخر 7أبهنا ":األذى الذي ال ميكن قبوله أو حتمله بني اجلريان ،وهو 6
يتجاىف مع وظيفته االجتماعية ،كما ّ
يكون كذلك إذا كان على قدر من األمهية ،كأن يسبب البناء اهنيارا حلائط اجلار ،أو حرمانه من ضوء الشمس،
أو حرمانه من دخول اهلواء والنور وغريها ،فهو كل ما خيرج عن االنتفاع العادي ابمللكية ومينع احلوائج األصلية
كسد الضوء" .
كما مت تعريف مضار اجلوار غري املألوفة أبهنا :األذى الذي يلحق اجلار بسبب غلو جاره يف استعمال
حقه على حنو جياوز احلد املألوف يف العالقات اجلوارية ،8فهو يشكل خروجا عن احلدود املوضوعية حلق امللكية.9
ويقصد هبا كذلك األضرار اليت جتاوزت احلد املتعارف عليه بني اجلريان حبسب طبيعة احلي الذي وقعت
فيه وما جرى عليه العرف".10
لذلك يتضح أن مضار اجلوار غري املألوفة هي مضار غري عادية ال ميكن حتملها بني اجلريان وال التسامح
حتمله كنتيجة طبيعية
فيها أو جتاوزها ،وأما ما عدا ذلك فهي مضار مألوفة واليت تعين األذى الذي ميكن للجار ّ
حلالة اجلوار وجيري التسامح فيه بني اجلريان ،11كما تعين املضار اليت ال ميكن أبي حال جتنبها ،12لذلك ينبغي
حتملها طاملا كانت يف حدود املألوف استنادا ملبدأ التضامن االجتماعي.13
الفرع الثاين :أنواع مضار اجلوار غري املألوفة
وهي نوعان :مضار جوار تلحق مبلك اجلار(أوال) ،ومضار جوار تلحق ابملنافع(اثنيا).
أوال :مضار اجلوار اليت تلحق ملك اجلار
وهي املضار اليت تضر بذات ملك اجلار بسبب غلو جاره يف استعماله مللكيته العقارية وعدم مراعاة
حدود االستعمال املشروعة ،فيتسبب يف إحداث الضرر املادي املباشر مبلك اجلار ،كأن يقوم املالك أبعمال البناء
أو الرتميم تؤدي إىل وهن بناء اجلار وهشاشته ،أو القيام ابحلفر على حافة ملك جاره لتمرير قنوات أو إقامة
أعمدة وحنو ذلك فتؤدي إىل هدم حائط اجلار كليا أو جزئيا ،أو كمن يسقي حديقته فتتسرب املياه إىل ملكية
جاره فتؤدي إىل إحلاق الضرر هبا ،أو كمن يستعمل آلة طحن أو آلة حدادة تؤدي إىل اهتزاز ملكية جاره من
جراء االستعمال املفرط ،فكل هذه املضار هي مضار غري مألوفة أو فاحشة جيب جتنبها.14
اثنيا :مضار تلحق املنافع
ويقصد هبا املضار اليت تصيب املنافع املقصودة من البناء دون البناء ذاته ،فتمنع اجلار من التمتع مبلكيته
العقارية حبسب طبيعتها يف ظروف عادية وهي على درجتني:
-1مضار جوار مألوفة :وهي املضار اليت تلحق ابملنافع وقد تعيق التمتع هبا على الوجه املألوف واملعتاد ،غري أنه
جيوز التسامح فيها بني اجلريان وحتملها فيما بينهم ،نظرا ألهنا مضار غري مؤثرة ميكن ردها لطبيعة استعمال حق
امللكية يف ذاته وهي مضار متبادلة ومتقابلة ،لذلك ال ميكن للجار الرجوع على جاره لطلب إزالتها أو التعويض
عنها ،ألن القول بذلك يؤدي إىل غل يد املالك على استعمال ملكيته العقارية ،وجعله يف غري مأمن مهما بلغت
لديه درجة احلرص واحليطة خوفا من أن يرتب هذا االستعمال قدرا معينا من الضرر للجريان فيسأل عنه ،15خاصة
وأن التمتع ابمللكية سوف ينتج عنه حتما ما يزعج الطرف اآلخر وهو اجلار.
كإقامة األعراس واألفراح وإحياء املناسبات الدينية والوطنية وتشييع اجلنائز...إخل ،وهذا ألنه جرى العرف على
وحتمل قدر من املضايقات ابت
التسامح فيها بني اجلريان ،فالتسامح بني اجلريان يف مقابل تفويت بعض منافعهم ّ
أمرا ضروراي إعماال ملبدأ التضامن االجتماعي.
-2مضار جوار غري مألوفة :وهي املضار اليت تتجاوز احلد املألوف واملتسامح فيه بني اجلريان نتيجة تعسف
املالك يف استعمال حقه يف امللكية متنع اجلار من التمتع مبزااي ومنافع ملكيته العقارية ،كمنعه من حق املرور املقرر
له قانوان للوصول إىل أرضه احملصورة الستغالهلا واالنتفاع هبا ،أو فتح مطل مواجه ابلقرب منه دون احرتام املسافة
القانونية ،أو تعلية بنائه للحد غري املسموح به فيحجب عن جاره الضوء وأشعة الشمس...إخل.
املطلب الثاين :الطبيعة القانونية ملضار اجلوار غري املألوفة
اختلفت اآلراء يف أتصيل معيار املضار غري املألوفة ،فمنهم من يعتربها تطبيقا لنظرية التعسف يف استعمال
احلق(الفرع األول) ،ومنهم من يعتربها تطبيقا لنظرية اخلطأ(الفرع الثاين) ،ومنهم من يرى أهنا نظرية مستقلة بذاهتا
تقوم على أساس معيار املضار غري املألوفة (الفرع الثالث).
الفرع األول :مضار اجلوار غري املألوفة هي تطبيق لنظرية التعسف يف استعمال احلق
ذهب أنصار هذا الرأي إىل أن مضار اجلوار غري املألوفة هي تطبيق لنظرية التعسف يف استعمال احلق،
على أساس أن املشرع الفرنسي أورد أحكام هذه النظرية يف الباب التمهيدي للقانون املدين على غرار التشريعات
العربية أو يف األحكام العامة) ،)16وذلك إشارة منه إىل اعتبارها قاعدة عامة تنصرف إىل كافة املوضوعات اليت
ينظمها هذا القانون ،سواء كانت متعلقة ابحلق الشخصي أم كانت متعلقة ابحلق العيين ،بل أكثر من ذلك فقد
ميتد أثرها ليشمل روابط األحوال الشخصية إىل جانب احلقوق املالية ،وهي ال تقف عند حدود القانون اخلاص بل
تتعداه إىل القانون العام.17
لذلك فإن هلذه النظرية مفهوم عام يشمل تطبيقها كل احلقوق ،18ودون أن تكون جمرد تطبيق لفكرة
العمل غري املشروع ،كما أن إرادة مشرع القانون املدين اجلزائري الذي أفسح مكاان ملعيار مضار اجلوار غري املألوفة
إىل جانب املعايري العامة للتعسف تتجه إىل هذا املعىن ،حىت وإن مل يظهر هذا املعيار ضمن معايري التعسف
املنصوص عليها مبوجب القانون املدين اجلزائري ،19فليس معىن هذا أن املشرع قد عدل عن اعتباره واحدا من
معايري هذه النظرية ،ولكن ألنه اكتفى بتطبيقه على حق امللكية العقارية ،لذلك يرى بعض الشراح أن معيار الضرر
غري املألوف يدخل يف معىن" املصلحة غري املشروعة".20
وهبذا يكون املشرع اجلزائري قد أضاف مبوجب املادة 691من القانون املدين حالة أخرى حلاالت
التعسف املنصوص عليها مبوجب املادة 124مكرر من القانون املدين اجلزائري سالفة الذكر ،حيث يقتصر تطبيق
معيار الضرر الفاحش على امللكية العقارية فحسب ،21كما فعل أيضا خبصوص األراضي الفالحية اخلاصة معتربا
عدم استغالهلا ملومسني فالحيني متعاقبني من طرف املالك أو احلائز تعسفا يف استعمال احلق ،من شأنه ترتيب
جزاءات خطرية ومتفاوتة قد تصل إىل حد جتريد املالك من ملكيته العقارية ،إلخالله بواجب قانوين يضر
ابملصلحة العامة ،22رغم أن معيار "اإلخالل ابملصلحة العامة" ليس من بني معايري التعسف املنصوص عليها
مبوجب أحكام املادة 124مكرر سالفة الذكر ،لذلك ال يوجد ما مينع املشرع من التدخل للنص على حاالت
1281 اجمللد السادس -العدد الثالث -السنة سبتمرب 2021
لعشاش حممد مضار اجلوار غري املألوفة يف القانون اجلزائري وتطبيقاهتا املعاصرة
تعسف أخرى طاملا أن التوسع يف تطبيق نظرية التعسف يستند إىل اإلرادة التشريعية ال إىل االجتهاد الفقهي أو
القضائي ،23كما أن اإلطار العام لنظرية التعسف هو القانون املدين ابعتباره الشريعة العامة.
الفرع الثاين :مضار اجلوار غري املألوفة هي تطبيق لنظرية اخلطأ
ذهب فريق آخر إىل أن املسؤولية تقوم طبقا ألحكام القواعد العامة على فكرة اخلطأ ،24وهي تتعلق
ابلفعل وفاعله ،وليس على الضرر الذي أصاب املضرور إال إذا كان نتيجة خلطأ واجب اإلثبات طبقا للقواعد
العامة ،25لذلك ال يعد هذا النوع من املضار تطبيقا لنظرية التعسف يف استعمال احلق ،ألن هذه النظرية تقوم
على فكرة الضرر بغض النظر عن اخلطأ ،كما أهنا حددت على سبيل احلصر احلاالت واملعايري اليت يكون فيها
الشخص متعسفا.26
الفرع الثالث :مضار اجلوار غري املألوفة هي نظرية مستقلة بذاهتا
ذهب رأي آخر ،27وهو األرجح إىل أن مضار اجلوار غري املألوفة هي نظرية مستقلة بذاهتا ختص امللكية
العقارية فحسب ،وتشكل املادة 691من القانون املدين إطارها القانوين املستقل ،فهي بذلك ليست تطبيقا
لنظرية التعسف يف استعمال احلق ،على أساس أن املالك ال يعد متعسفا مبقتضى هذه النظرية ،إال إذا كان
استعماله حلقه استعماال غري مشروع وفقا ملعايري التعسف الواردة بنص قانوين وهي حمددة على سبيل احلصر ليس
من بينها غلو املالك يف استعمال حقه يف امللكية حلد اإلضرار ابجلار ،لذلك ال تعترب الشركة اليت تقيم مصنعا يف
منطقة يتضرر اجلريان من وجوده ال تقصد اإلضرار هبم ،وال ترمي إىل حتقيق مصلحة غري مشروعة ،ومع ذلك تعد
مسئولة عن هذه املضار ،وذلك مبقتضى معيار اجلوار غري املألوفة ال وفق معايري التعسف ،مما يدل على أن لكل
نظرية جماهلا اخلاص هبا ،ويف هذه احلالة يستوجب التعويض جلرب الضرر على هذا األساس ،ولو مل يصدر خطأ من
املالك بتصرفه ،ولو مل ينحرف عن السلوك املعتاد تطبيقا لنظرية التعسف ،إذ أن فكرة املسئولية عن مضار اجلوار
تقوم على فكرة جتاوز ما هو مألوف ال جتاوز ما هو مشروع ،فهي ليست جزاء لعدم املشروعية بل لكون الضرر
يف حد ذاته غري مألوف ).(28
وعليه مل خيضع الغلو يف استعمال احلق ألحكام املسؤولية عن الفعل الضار ،كما مل ختضع مضار اجلوار
غري املألوفة ألحكام نظرية التعسف نظرا لعدم حتقيق النتيجة املرجوة منها ،وإمنا ملضار اجلوار غري املألوفة أحكامها
اخلاصة هبا وهي تعد مبثابة قواعد حتكم العالقات اجلوارية ،مع منح القاضي سلطة تقديرية يف تقديره لطبيعة الفعل
الضار جلرب الضرر ،وما إذا كان الضرر مألوفا ميكن جتاوزه وحتمله أم أنه من مضار اجلوار اليت تتعدى احلد املألوف
فيسأل عنها الفاعل طبقا للقانون.
لذلك فإن الشخص الذي يستعمل حقه يف نطاق حدوده املوضوعية فهو ميارس حقه على الشيء
املخول له مبوجب القانون حىت وإن نتج عن استعماله هذا ضرر ابجلار ،فهو ال يعد يف هذه احلالة خمال لعدم
صدور منه فعل غري مشروع يرتب مسؤوليته على فعله الضار ،غري أنه يكون مسئوال إذا كان ذلك ميس ابحلقوق
املشروعة للجار وهذا تكريسا ملبدأ الوظيفة االجتماعية حلق امللكية.
تقوم املسؤولية املدنية يف مضار اجلوار غري املألوفة طبقا ألحكام املادة 691من القانون املدين على
أساس الضرر الناتج عن تعسف املالك يف استعماله حلقه يف امللكية حلد اإلضرار ابجلار ،والتعسف هو جتاوز
احلدود املوضوعية اليت رمسها املشرع ملمارسة سلطات امللكية ،كما يقصد ابلتعسف كل عمل أيتيه املالك وهو
يستعمل ملكيته حيدث به ضررا غري مألوف للجار ،رغم أنه مل يرتكب خطأ مبفهومه طبقا للقواعد العامة ،ومل
خيالف قاعدة قانونية ،ومع ذلك يعد مسئوال عن فعله الضار.29
لذلك فإن العربة بقيمة الضرر ال بكون حمدثه قد ارتكب خطأ بفعله أم ال ،فالضرر هو قوام املسؤولية
القانونية يف مضار اجلوار شرط أن يكون الضرر فاحشا وبيّنا وغري مألوف انتج عن تعسف املالك ،30إذ لو كان
الضرر مألوفا ملا كان املالك متعسفا ،وعليه فال مسؤولية عن الضرر الناجم عن االستعمال املشروع حلق امللكية
حىت وإن نتج عنه إحلاق الضرر ابجلار طاملا كان الضرر يف حدود املألوف ،وأما إذا كان املالك متعسفا وكشفه
القاضي كان الضرر حاصال دون أن يتحمل اجلار عبء إثباته كون حصول الضرر هو نتيجة طبيعية لفعل
التعسف.
ومن أمثلة ذلك قيام املالك بغرس أشجار أدت إىل حجب اهلواء والضوء عن اجلار فيعد املالك متعسفا
حىت ولو عادت عليه هذه األشجار ابلنفع ،وأما إذا كان يقصد منها اإلضرار ابجلار أو كانت فائدهتا ابلنسبة
ملقصده قليلة وعرضية ،فيكون قد ارتكب خطأ من جراء استعماله التعسفي للحق تطبق عليه أحكام املادة 124
مكرر وليس املادة 691من القانون املدين.
لذلك فإن معيار الضرر غري املألوف هو معيار موضوعي يتسم ابملرونة وليس معيارا ذاتيا أو شخصيا،
كما أنه ليس بقاعدة جامدة ،لذلك فهو يتغري ويتكيف مع الظروف املختلفة وحسب احلاجات املتغرية ابستمرار
وحسب الزمان واملكان ،وعلى هذا فهو يدخل يف سلطة حمكمة املوضوع لتقدير ما إذا كانت مضايقات اجلوار
تنطوي على ضرر من عدمه ،وما إذا كانت تلك املضايقات قد جتاوزت القدر املألوف أم ال ،ومن مث فإن حتديد
املضار ومدى جتاوزها للحد املألوف هي مسألة نسبية يعود الفصل فيها لسلطة قضاة املوضوع.
الفرع الثاين :عناصر تقدير املسؤولية عن مضار اجلوار غري املألوفة
نص املشرع اجلزائري مبوجب أحكام املادة 691فقرة 2من القانون املدين على عناصر تقدير املسؤولية
عن مضار اجلوار وهي تتعلق ابلعرف (أوال) ،وطبيعة العقارات(اثنيا) وموقع كل عقار ابلنسبة للعقار اآلخر(اثلثا)،
والغرض املخصص له هذا العقار(رابعا).
أوال :العرف
العرف هو كل ما تعارف الناس عليه واعتقدوا إبلزاميته وهو خيتلف من منطقة ألخرى ،لذلك يتعني على
قاضي املوضوع للتحقق من طبيعة املضار مألوفة أو غري مألوفة ابلنسبة هلم مراعاة األعراف املتداولة بني الناس،
طاملا أن هذه األعراف والعادات والتقاليد تكتسي طابع اإللزام يف معامالهتم وأن التزامات اجلوار هي عبارة عن
شبه تعاقد بني اجلريان ،31لذلك فإذا كان الضرر احلاصل مما تعارف اجلريان على التسامح فيه وقد جرت العادة
على حتمله فيما بينهم فهو ضرر مألوف ،وأما إذا كان الضرر احلاصل يتجاوز احلد املألوف حسب أعرافهم فهو
ضرر غري مألوف يرتب مسؤولية املالك نتيجة تعسفه.
تعد طبيعة العقارات حمل اِعتبار يف تقدير فعل التعسف حلد اإلضرار ابجلار ،فإذا كان العقار حمال عاما،
أو مقهى ،أو فندقا ،أو متجرا ،أو قاعة سينما ،أو مسرحا أو حنو ذلك ،فإن كل هذه العقارات تكون مصدر
ضرر للجريان غري أنه يتعني عليهم حتملها نظرا لطبيعة خدمات هذه العقارات املوجودة يف املدينة ،فهي تعد
ابلنسبة هلم مضار مألوفة ،وهذا خالفا لو كان األمر يتعلق أبحياء موجودة يف مناطق سكنية تتميز ابهلدوء
والسكينة والطمأنينة.
اثلثا :موقع كل عقار ابلنسبة للعقار اآلخر
جيب األخذ بعني االعتبار يف حتديد مدى تعسف املالك من عدمه مواقع العقارات مصدر الضرر
السيما من حيث موقعها ،فاجلار الذي يقطن يف أسفل العمارة عليه أن يتحمل من العلو ما ال يتحمل العلو من
األسفل ،وصاحب العقار الذي جياور طريق عام أو السكك احلديدية أو مصنع أو مطار أو معمل أو حنو ذلك
عليه أن يتحمل ما ينتج عنها من مضار ألهنا ابلنسبة له مضار مألوفة ،خالفا لألماكن واملواقع اهلادئة ،لذلك فإن
سكان العقارات املوجودة يف أحياء راقية ال يتحملون ما يتحمله سكان األحياء الشعبية من مضار ،لذلك فما
يعد ضرر غري مألوف ابلنسبة لألول فهو ال يعد كذلك ابلنسبة للثاين ،وعليه فإنه يتعني على قاضي املوضوع
مراعاة مواقع العقارات ابلنسبة للعقارات األخرى يف حتديده لفعل التعسف وهل هي متباعدة أو متالصقة عمارات
أو فالت ...إخل.
رابعا :الغرض الذي خصص له العقار
يراعى أيضا يف حتديد طبيعة املضار مألوفة أو غري مألوفة تقدير الغرض الذي خصص له العقار،
فالعقارات املخصصة لغرض السكن واالستشفاء والدراسة واملطالعة فهي تتطلب بطبيعة احلال اهلدوء والسكينة،
خالفا للعقارات املعدة لألغراض الصناعية أو التجارية ،لذلك فما يعد ضرر غري مألوف ابلنسبة لألول فهو
ابلنسبة للثاين ضرر مألوف ،فالعقار الصناعي أو التجاري غري العقار السكين ،والعقار املوجود يف املدينة غري
العقار املوجود يف الريف) ،(32وعلى قضاة املوضوع مراعاة يف ذلك كل هذه العناصر التقديرية للتحقق من وجود
تعسف وهي كلها عناصر موضوعية تدخل يف جمال اختصاصهم .33
وجتدر اإلشارة يف هذه احلالة إىل أن هناك بعض احلاالت اثر بشأهنا جدل فقهي خبصوص مدى إمكانية
اإلعفاء من املسؤولية املدنية ،وهي تتمثل فيما يلي:
-1الرتخيص اإلداري السابق على ممارسة النشاط
قد حيصل صاحب املنشأة أو احملل املقلق للراحة ،أو املضر ابلصحة العمومية أو ابلبيئة ،أو املثري
للضوضاء والضجيج على رخصة إدارية ملباشرة نشاطه طبقا للقانون ،فهل هذه الرتاخيص اإلدارية حتول دون تقرير
مسؤولية صاحب النشاط عن مضار اجلوار حىت وإن جتاوزت احلد املألوف ،أم أن هذه الرتاخيص ليست قيدا على
حق رجوع اجلار على املالك إذا كانت األضرار الالحقة به غري مألوفة ،وإمنا أكثر ما تعنيه هو ممارسة النشاط يف
إطار القانون؟.
وعليه فإنه ابلرجوع ألحكام املادة 691من القانون املدين اجلزائري حمل الدراسة فإننا ال جندها تنص
على الرتخيص اإلداري ،وال على حاالت إعفاء أخرى من املسؤولية عن مضار اجلوار ،كما أن احملكمة العليا مل
يسبق هلا أن طرحت هذا اإلشكال ،وإمنا جاءت أحكامها كلها تطبيقا ألحكام هذه املادة اليت ال تستثين أحدا
بغض النظر عن وجود ترخيص إداري حبوزة املالك مصدر الضرر غري املألوف أم ال ،معتربة أن كل من يلحق ضررا
غري مألوف جباره وأتكد منه القاضي يتحمل املسؤولية إبزالته أو التعويض عنه ،وال يعد ذلك تعداي على
صالحيات اإلدارة ماحنة الرتخيص ،ذلك أن الرخصة متنح حتت التحفظ حلماية حقوق الغري وعدم إحلاق الضرر
ابجلوار ، 34فهو جمرد من أي أثر قانوين فيما يتعلق مبضار اجلوار ،وال يعفي املالك من املسؤولية عن مضار اجلوار
وإمنا إلثبات فقط ممارسة النشاط بصفة قانونية ومشروعة.
فالرخصة اإلدارية ال متثل سوى عمال تقنيا وقانونيا ،35فهي جمرد ضمان لتوفر شروط خاصة ملباشرة أنواع
معينة من االستغالل طبقا للقواعد العامة ،وليس املراد منها إعفاء املالك من املسؤولية اجتاه جاره ،ذلك أن
الرتخيص هو جمرد تدبري وقائي يهدف إىل محاية املصلحة العامة فحسب أما املصلحة اخلاصة فعلى املالك
مراعاهتا.
لذلك فقد جاءت قرارات احملكمة العليا كلها يف هذا االجتاه تقضي مبسؤولية املالك عن املضار غري
املألوفة الالحقة ابجلار أو ابلبيئة ولو كان النشاط املمارس مصدر الضرر مرخصا من طرف اإلدارة ،كما لو شيّد
املالك جدارا تسب ب يف إحلاق ضرر ابلغ جبريانه أدى إىل حجب النور واهلواء عن مسكنهم ،وجعله غري الئق
للسكن ولو مت ذلك طبقا لرخصة البناء والتصاميم.36
أو إزالة حق مرور كان مقررا للجريان حبجة احلصول على ترخيص لغرس األشجار والزهور يف أرض اتبعة
لألمالك الوطنية ،37أو تربية احليواانت والدواجن رغم إضرارها ابلبيئة حبجة ممارسة النشاط الفالحي مبوجب
ترخيص إداري.38
األصل يف هذه احلالة إعفاء املالك من املسؤولية طاملا أن نشاطه سابق على حالة اجلوار ،وهو ما ذهب
إليه الفقه اإلسالمي بقوله :ال حق ملن تضرر من تنور أو طاحونة أو غريها سابقة على حالة اجلوار لعلمه.39
وأما الفقه القانوين فهو خمتلف يف هذه املسألة ،فمنهم من يرى أنه إذا كان النشاط سابقا على اجلار
املضرور ،فإنه ال حيق للجار الرجوع على صاحب النشاط بشيء ما دام نشاطه سابقا عليه ،حيث يعفى املالك
من املسؤولية يف هذه احلالة ولو كان الضرر غري مألوف.40
ومنهم من يرى أن األسبقية ال تؤثر على قيام املسؤولية عن مضار اجلوار غري املألوفة إال إذا كانت مجاعية
ال فردية حبيث يكون من شأهنا أن حتدد طبيعة املنطقة ،فالعربة بظروف املكان ال مبجرد األسبقية ،لذلك فإن
املالك صاحب النشاط يتحمل املسؤولية عن املضار غري املألوفة الناشئة عن غلوه يف االستعمال حىت لو كان ذلك
سابقا على متلك اجلار املتضرر حسب طبيعة نشاطه ،ألن القول بغري ذلك يؤدي إىل أن يتمكن املالك بفرض
إرادته على املالك اجملاورين ،وإجبارهم على التكيف مع االستغالل الذي اختاره هو ،وأن يتحملوا األضرار غري
.41
املألوفة دون أن يكون هلم احلق يف طلب التعويض
لذلك فمن يقوم بتشييد بنايته جبوار مصنع أو مطار أو مقهى وحنو ذلك ،وهي غري خفية عنه و يعلم
مسبقا أهنا مزعجة ،فإنه يفهم من ذلك قبوله بتلك املضار فال ميكنه املطالبة إبزالتها أو التعويض عنها ،غري أنه إذا
كانت هذه املضار غري ظاهرة للجار مسبقا ومل يستطع أن يعلم هبا ،أو أخفاها املالك تسرتا وتعمدا منه ،ففي
هذه احلالة يكون من حق اجلار الرجوع على جاره طبقا للقواعد العامة شرط أن تكون املضار غري مألوفة وشرط
حتقق الضرر.
-3الظروف الشخصية للجار املضرور
مل أيخذ املشرع اجلزائري ابلظروف الشخصية للجار املضرور يف حتديد طبيعة املضار مألوفة أو غري مألوفة،
كما لو ادعى الشخص املضرور أبنه مريض أو ضعيف األعصاب ال يتحمل ما يتحمله األصحاء العتبار الضرر
غري مألوف حىت ولو كان هذا الضرر مألوفا ابلنسبة لبقية اجلوار ،أو يدعى أبنه منشغل أبعمال تقتضي اهلدوء
والسكون فينزعج ألية حركة ولو كانت مألوفة ،42لذلك يرى الفقه على غرار القضاء أنه إذا كانت الظروف
املوضوعية تؤخذ يف االعتبار عند تقدير الضرر غري املألوف ،فعلى العكس من ذلك ال يعتد ابلظروف الشخصية
للجار املضرور.43
رتّب املشرع اجلزائري مسؤولية املالك عن مضار اجلوار غري املألوفة تطبيقا ألحكام املادة 691من
القانون املدين ،وأيخذ اجلزاء صورتني ،إما التعويض العيين أو احلكم ابإلزالة(الفرع األول) ،وإما التعويض النقدي
(الفرع الثاين) .كما ميكن احلكم ابلتعويض العيين والنقدي معا يف حالة عدم كفاية التعويض العيين حملو آاثر هذه
املضار وذلك حبسب ما يراه القاضي مالئما.
الفرع األول :التعويض العيين
األصل يف مضار اجلوار احلكم ابلتعويض العيين حني يطلبه اجلار املضرور ،وهو يتدرج من األمر بتعديل
طريقة االستغالل ،إىل حتديده نسبيا من حيث الزمان كوقف أعمال البناء ليال ،أو من حيث املكان كإجراء
تعديالت يف موقع البناء ،إىل احلكم بوقف جزء منه ،أو احلكم إبزالته كليا ،44لذلك فإن هذا النوع من التعويض
العيين أيخذ صورتني:
أوال :احلكم ابختاذ بعض التدابري واالحتياطات الالزمة
يتم ذلك إبلزام املالك ابختاذ بعض التدابري واالحتياطات الالزمة للحد من مضار اجلوار ،حبيث تعاد
األضرار الواقعة إىل احلد املألوف والذي ال ميكن جتنبه ومساءلة اجلار عنه ،أو مبنعه متاما وبصورة هنائية) ،(45ومن
ذلك ما قضت به احملكمة العليا إببعا د مصدر األخبرة السامة عن املناطق املأهولة ابلسكان أو ابجلار القريب ،أو
بتعديل على األقل استغالل املصنع من حيث الزمان كأن يتم تشغيله ليال دون النهار ،أو من حيث املكان كأن
يتم األمر بتغيري موضع ومكان مصدر الضرر.46
أو القضاء بوضع عوازل لألتربة والرمال املتسربة مللكية اجلار أو احلد من الضوضاء ،أو وضع مرشحات
ملنع الروائح الكريهة أو تلوث احمليط ،أو االمتناع عن أشغال البناء ليال أو يف أوقات معينة كأوقات النوم ،أو إبلزام
املالك بعمل الرتتيبات الالزمة لزايدة ارتفاع املدخنة لوضع حد هنائي لألدخنة الضارة ابلعقارات اجملاورة).(47
اثنيا :إزالة الضرر
يقصد إبزالة الضرر حموه متاما وإزالة سببه ،وهو ما يعد تنفيذا عينيا لاللتزام ابلنسبة للمستقبل وهذا هو
األصل مىت كان ذلك ممكنا ،فاحلكم برتميم أو إصالح العقار املتضرر هو حكم ابلتعويض ،أما احلكم إبزالة الوضع
املخالف للقانون فهو من قبيل التنفيذ العيين ،لذلك فإن اإلزالة هنا تعد من قبيل التنفيذ العيين ال التعويض
العيين ، 48وبعبارة أخرى فالتعويض ينصرف يف األساس إىل الضرر ذاته ال إىل جربه ،أما اإلزالة فتنصرف إىل سبب
هذا الضرر ،وهلذا جيوز ملن خيشى من وقوع ضرر غري مشروع أن يطلب من القضاء إزالة سببه قبل وقوعه.
لذلك فإن الضرر غري املألوف األصل فيه اإلزالة مبنع حدوثه أو إنقاصه إىل أقل حد مستطاع ال التعويض
الذي ال حيل املشكل بل يبقى قائما ،وهو ما قضت به احملكمة العليا تطبيقا للقانون ،فجاء يف أحد قراراهتا:
"حيث أنه يزال الضرر الناشئ من غلق املمر بفتحه جمددا" ،49ويف قرار آخر جاء فيه" :حيث فيما يتعلق
ابألشجار اليت حتجب على املطعون ضده اهلواء والشمس فإن هذه املسألة ختضع ملضار اجلوار طبقا للمادة
691من القانون املدين ،ويف هذا اجلانب فإن القضاة ألزموا الطاعن بقطع الشجرة اليت تسبب مضار للجار
يتجاوز احلد املألوف وذلك حسب السلطة التقديرية يف هذه العناصر اليت تعود لقضاة املوضوع".50
وعليه فإن لقاضي املوضوع السلطة التقديرية يف حتديد طريقة إزالة الضرر غري املألوف ،فهو إما أن يقضي
إبزالته متاما كهدم احلائط الفاصل اململوك ألحد اجلارين والذي حجب الضوء واهلواء عن اجلار ،أو األمر ببناء
جدار فاصل مينع النظر أو اإلطالل املباشر على اجلار ،أو بسد النافذة اليت تؤذّى اجلار يف حرمته ابعتبارها تشكل
مطال مباشرا على ملك اجلار ،أو تضليل الزجاج ،أو األمر إبيقاف حمركات تكييف اهلواء مىت جتاوزت احلد
املعقول ،أو على األقل اِستبداهلا أبقل منها ضجيجا ،أو تغيري موضعها ،أو منع نزع ممر تقرر ابحليازة لصاحل العقار
احملصور.51
يرتب احلكم القضائي الصادر يف القضية أثره القانوين للحاضر واملستقبل ،وإذا كان قد حلق اجلار من
ضرر يف املاضي فيعوض عنه تعويضا نقداي يتم تقديره بناء على خربة ،كما جيوز أن يقرتن احلكم ابلتعويض العيين
بفرض غرامة هتديدية ).(52
وجتدر اإلشارة يف هذه احلالة إىل أنه إذا كان التنفيذ العيين (اإلزالة) مرهقا للمدين ،أو أن إزالة الضرر
عينيا تكلف نفقات ابهظة ال يقدر عليها املدين ،فيكتفي ابلتعويض النقدي نظرا ملا لقاضي املوضوع من سلطة
تقديري ة يف املوازنة بني املصاحل القائمة ما مل يكن الضرر الالحق ابجلار جسيما ،فال ميكن مثال احلكم هبدم مصنع
منتج وتسريح العمال من أجل جتنيب اجلار املضار غري املألوفة الناجتة عنه ،وإّمنا يكتفي القاضي يف هذه احلالة
ابلتعويض النقدي مع إمكانية األمر ابِختاذ االحتياطا ت والتدابري املمكنة يف حدود املستطاع هبدف تقليل
األضرار ،ويف املقابل أيضا إذا كان التعويض العيين غري كاف إلزالة آاثر املضار ،جاز للقاضي احلكم لصاحل اجلار
فضال عن ذلك ابلتعويض النقدي ،وكذلك يف حالة استحالة احلكم ابلتنفيذ العيين.
املبدأ هو أنه ال تعويض عن مضايقات اجلوار ما مل يكن هناك ضرر غري مألوف ،وهذا هو األصل
والقاعدة يف ترتيب املسئولية التقصريية طبقا للقواعد العامة ،بشرط أن تتوفر الصفة يف اجلار املتضرر وقت وقوع
املضار ،وعليه فإنه إذا وقع ضرر غري مألوف للجار مث قام هذا اجلار ببيع عقاره ،ظل له احلق يف طلب تعويض
هذا الضرر دون املشرتي ،إذ ال ينتقل حق املالك السابق يف هذه الدعوى إىل املشرتي ما مل يتم االتفاق على
خالف ذلك.53
وجتدر اإلشارة إىل أن التعويض عن مضار اجلوار هو جزاء إخالل املالك ليس ابلتزام عقدي حيث ال
عقد بينه وبني اجلريان عقد ابملعىن احلقيقي إال إذا جاز تسميته ابلعقد املعنوي ،وإمنا لعدم التزامه حبدود االستعمال
املشروع حلق امللكية العقارية حلد اإلضرار ابجلار ضرر غري مألوف ،فااللتزام هنا هو التزام ابمتناع عن عمل ،فإن
أخل به املالك كان للجار أن يطلب إزالة املضار 54أبن يلزمه ابلتعويض الذي أصابه ،وهو ال ميكن تصوره إال بعد
وقوع هذا اإلخالل وبذلك تتحقق املسؤولية التقصريية طبقا للقواعد العامة.
ونشري هنا إىل أنه ميكن أن يكون التعويض عينيا ونقداي كما يف حال عدم كفاية اإلزالة لتعويض الضرر
احلاصل ،كما ميكن أن يكون التعويض عن التأخري يف تنفيذ االلتزام ،لذلك فإن األصل أن جيرب املدين يف مضار
اجلوار غري املألوفة ال على دفع التعويض النقدي فحسب وإمنا على تنفيذ التزامه عينا مىت كان ذلك ممكنا إبزالة ما
وقع منه من أضرار ،ويف حالة اِمتناعه عن التنفيذ بنفسه جاز للجار املتضرر الطلب من احملكمة إبزالة هذه
األضرار على نفقة املدين مىت كان ذلك ممكنا ،55وبدون إذن يف حالة االستعجال وعلى نفقته ،كما جيوز فرض
غرامات هتديديه على كل يوم أو وحدة زمنية ال يقوم فيها إبزالة الضرر أو األعمال املفروضة يف القرار الصادر يف
النزاع ،وأما إذا اِستمر الضرر فرتة زمنية جيـ ــوز احلكم ابلتعـويض عن كل وحدة زمنية يستمـر فيهــا الضرر ،ويشمل
التعويض اخلسارة الالحقة والكسب الفائت طبقا للقواعد العامة املقررة يف القانون املدين اجلزائري.
واملراد ابلضرر هنا اخلسارة احلاصلة حاال ،أما الكسب الفائت فهو حرمان اجلار من منافع العني أو
جرده الفعل الضار من االنتفاع هبا ،كمن يريد بيع عقاره ولكن بسبب كثرة حمالت
األعيان مقومة ابملال ،واليت ّ
احلدادة اجملاورة لعقاره أو كثرة املالهي واملقاهي وغريها مل يتحقق له ذلك ،أو أدى ذلك إىل نقص قيمة هذا العقار
بشكل كبري مقارنة بعقارات أخرى.
هذا عن الضرر امل ادي الذي ميكن تقديره وتثمينه ،وأما عن الضرر األديب املتمثل يف اإلساءة لألخالق
والعادات والتقاليد والقيم االجتماعية وغريها ،واليت ختدش احلياء واحلشمة كدخول وخروج األشخاص واملنحرفني
من وإىل قاعات السينما والنوادي الليلية واحلاانت واملالهي يف وضع غري الئق خمال ابآلداب العامة وابلسكينة فهي
أضرار غري مألوفة ،لذلك فإن الجتهاد احملاكم الفرنسية واللبنانية دور كبريا يف احلكم ابلتعويض عن هذه األضرار
غري املألوفة ،بل إذا استمر الضرر األديب فقد يلجأ القاضي إىل احلكم إبزالة موقع الضرر غري املألوف كلية.56
اخلامتة
تشكل أحكام املادة 691من القانون املدين اجلزائري اإلطار القانوين العام واملستقل ملضار اجلوار غري
املألوفة ،فهي بذلك تعد نظرية مستقلة بذاهتا ختص امللكية العقارية فحسب ،لذلك فهي ليست تطبيقا لنظرية
التعسف مبفهوم املادة 124مكرر من القانون املدين واليت حددت معايري التعسف على سبيل احلصر ،كما أهنا
ليست تطبيقا لنظرية اخلطأ مبفهوم املادة 124من القانون املدين ،كما أن كالمها يقوم على أساس اخلطأ واجب
اإلثبات خالفا لنظرية مضار اجلوار.
تقوم املسؤولية يف مضار اجلوار غري املألوفة على أساس الضرر ،لذلك فهي مسؤولية موضوعية شرط أن
يكون الضرر غري مألوف ،حيث األصل فيها إزالة مصدر الضرر أي التنفيذ العيين مىت كان ذلك ممكنا ،أو احلكم
ابختاذ تدابري واحتياطات من شأهنا احلد من املضار على اجلوار ،كما ميكن احلكم ابلتعويض النقدي ،وهو أمر
يدخل يف جمال السلطة التقديرية لقاضي املوضوع.
كما أنه لكون معيار الضرر غري املألوف هو معيار مرن ،لذلك فقد وضع املشرع اجلزائري يف متناول
القاضي عناصر موضوعية لتقدير طبيعة الضرر ،ما إذا كان مألوفا ميكن التجاوز عنه ،أو غري مألوف يسأل عنه
املالك نصت عليها املادة 691فقرة 2من القانون املدين.
ومن خالل دراستنا هذه نستنتج أن املادة 691مل تراع بشكل أدق مصاحل السيما اجلار املضرور ،عندما
نصت على املالك ومل تنص على اجلار ،مما حيرم اجلار املضرور من حق طلب إزالة املضار ما مل يكن مالكا ،وأن
ترفع الدعوى على املالك فقط دون احلائز العرضي ،كما أن مضار اجلوار مل تعد تقتصر يف ظل التطور التكنولوجي
صح التعبري بني اجلار واجلار فحسب ،وإمنا توسعت بتوسع مفهوم
والعلمي واالقتصادي على املضار التقليدية إن ّ
حالة اجلوار يف حد ذاهتا واليت هي فكرة مرنة ،ما جيعل املادة 691عاجزة على حتقيق الغرض جتب مراجعتها
حرصا على توفري محاية أكرب للجوار.
لذلك نقرتح ما يلي:
-تعويض مصطلح "املالك" ابجلار ألن مضار اجلوار قد تكون من املالك وغري املالك كاحلائز العرضي.
-يستحسن النص صراحة ابستبعاد األخذ أبسبقية االستغالل ،والرتخيص اإلداري ،والظروف الشخصية
للمضرور كما فعل املشرع املصري.
-يستحسن استحداث إجراء املصاحلة حلل النزاع وداي قبل اللجوء إىل القضاء.
التوصيات :نوصي بتعديل املادة 691من القانون املدين لتتضمن أحكام أخرى تستجيب لالقرتاحات
واالستنتاجات.
اهلوامش:
-1يعرف اجلوار على أنه " :عالقة تقوم بني أشخاص تنشئ حقوقا والتزامات حتكمها قواعد املسئولية التقصريية ،لعدم وجود مثة اتفاق بينهم ينظم هذه
العالقة" ،انظر ،أشرف جابر سيد ،املسئولية عن مضار اجلوار غري املألوفة الناشئة عن أعمال البناء -دراسة مقارنة يف القانونني املصري والفرنسي،
رسالة دكتوراه ،كلية احلقوق جامعة حلوان ،2010 ،ص ،24
2
-Philippe le tourner el Loïc gradient, Droit de la responsabilité, éditions Dalloz, Paris 1997, p174.
-3ابن رجب احلنبلي البغدادي ،جامع العلوم واحلكم ،الراين للرتاث ،الطبعة األوىل ،القاهرة ،1987ص 376
-4سليمي اهلادي وشهيدة قادة ،أحكام الضرر ضمن آليات دفع املسؤولية عن مضار اجلوار غري املألوفة يف القانون اجلزائري ،جملة الواحات للبحوث
والدراسات ،اجمللد ،7العدد ،2كلية احلقوق ،جامعة أيب بكر بلقايد ،اجلزائر ،2014ص90
-5تنص املادة 691من األمر رقم 58-75مؤرخ يف 26سبتمرب ،1975يتضمن القانون املدين ،ج ر عدد ،78الصادر يف 30سبتمرب 1975
معدل ومتمم على أنه " :جيب على املالك أال يتعسف يف استعمال حقه إىل حد يضر مبلك اجلار.
وليس للجار أن يرجع على جاره يف مضار اجلوار املألوفة غري أنه جيوز له أن يطلب إزالة هذه املضار إذا جتاوزت احلد املألوف وعلى القاضي أن
يراعي يف ذلك العرف ،وطبيعة العقارات وموقع كل منها ابلنسبة إىل اآلخرين والغرض الذي خصصت له".
-6عبد الرزاق أمحد السنهوري ،الوسيط يف شرح القانون املدين اجلديد ،اجلزء األول ،اجمللد الثاين ،منشورات حليب احلقوقية ،بريوت لبنان ،1998ص
696
7
-Gene vie Veriney et Patrice jour diane, Traité de droit civil ,Les conditions de responsabilité, 2èmme
éditions, Delta 1998, p 941
-8عبد احلميد عثمان حممد ،املفيد يف شرح القانون املدين البحريين ،كلية احلقوق ،جامعة البحرين ،2012ص 82
-9زرارة عواطف ،مسؤولية مالك العقار عن مضار اجلوار غري املألوفة يف التشريع اجلزائري ،أطروحة دكتوراه ،ختصص قانون عقاري ،كلية احلقوق،
جامعة احلاج خلضر ،بسكرة ،اجلزائر ،2013-2012ص55
-10حممد حميي الدين إبراهيم سليم ،الظروف اخلاصة ابجلار املضرور ومدى أتثريها على مبدأ املسؤولية أو مقدار التعويض -دراسة مقارنة يف إطار نظرية
اجلوار غري املألوفة -كلية احلقوق ،جامعة املنوفية ،العدد السادس ،السنة الثالثة ،أبريل ،1994ص 324
-11عبد احلميد عثمان حممد ،املرجع السابق ،ص 83
-12منصور مصطفى منصور ،حق امللكية يف القانون املدين املصري ،مكتبة وهبة القاهرة ،1965ص 55
13
- Philippe le tourner el Loïc gradient, op cit,P174
-14عبود عبد اللطيف ،دروس يف احلقوق العينية ،الطبعة األوىل ،القاهرة ،1975ص 268
-15رمضان أبو السعود ،الوجيز يف احلقوق العينية األصلية ،منشورات احلليب احلقوقية ،بريوت -لبنان ،2002ص499
16
- CHARBONNIER Jean, Droit civil, Les biens et les obligations, Tomme2, presses universitaires de France
1967, p192
-17عبد احلميد عثمان حممد ،املرجع السابق ،ص85
-18بلحاج العريب ،مفهوم التعسف يف استعمال احلق يف القانون املدين اجلزائري ،جملة الشرطة ،العدد ،04اجلزائر ،1990ص 238
-19واليت نصت عليها املادة 124مكرر من القانون املدين اجلزائري على سبيل احلصر جاء فيها " :يشكل االستعمال التعسفي للحق خطأ السيما
يف احلاالت اآلتية:
-إذا وقع بقصد اإلضرار ابلغري
-إذا كان يرمي للحصول على فائدة قليلة ابلنسبة إىل الضرر الناشئ للغري
-إذا كان الغرض منه احلصول على فائدة غري مشروعة".
-20حممد وحيد الدين سوار ،شرح القانون املدين ،احلقوق العينية األصلية ،مطابع األديب ،دمشق ،1968ص150
-21رابح سلمان ،القيود الواردة على امللكية العقارية اخلاصة يف ظل قانون التوجيه اجلزائري ،مذكرة ماجستري ،جامعة سعد دحلب ،كلية احلقوق،
البليدة ،2009ص44
-22انظر املواد 48و 49و 50و 51و 52من القانون رقم 25-90مؤرخ يف 18نوفمرب 1990يتضمن التوجيه العقاري ،ج ر عدد ،49صادر
يف 18نوفمرب 1990معدل ومتمم
-23أمحد سالمة ،امللكية اخلاصة يف القانون املصري ،الطبعة األوىل ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،1968ص190
-24عبد احلميد عثمان حممد ،املرجع السابق ،ص 81
-25انظر املادة 124من القانون املدين اجلزائري جاء فيها " :كل فعل أاي كان يرتكبه الشخص خبطئه ويسبب ضررا للغري ،يلزم من كان سببا يف
حدوثه ابلتعويض".
-26عبد احلميد عثمان حممد ،املرجع السابق ،ص 81
-27عبد الرزاق أمحد السنهوري ،املرجع السابق ،ص 694
28
- Mevoungou NASA(R), Le préjudice cause par un ove rage immobilier, réparation en nature ou par
équivalent, RTD civ, 1995, p760
-29وهو ما قضت به احملكمة العليا اجلزائرية يف قرار هلا رقم 345069مؤرخ يف ،2006/04/12جملة احملكمة العليا ،العدد ،02اجلزائر ،2006
ص ،383جاء فيه " :تقوم املسؤولية يف مضار اجلوار ،إذا جتاوزت احلد املألوف ،على أساس الضرر وليس على أساس إثبات اخلطأ مبفهوم املادة
124من القانون املدين".
30
-Patrice Ornain K, Les Biens, éditions Dalloz, Paris 1995, p344
-31سليمي اهلادي ،املسؤولية النامجة عن مضار اجلوار غري املألوفة -دراسة مقارنة -أطروحة لنيل شهادة دكتوراه يف القانون ،كلية احلقوق ،جامعة أيب
بكر بلقايد ،تلمسان ،اجلزائر ،2016ص52
32
- Mazeaud (H. et L) et Turc (A), Traité théorique et pratique de la responsabilité délictuelle, T.1,N° 600, Paris
1965, p 235
-33قرار احملكمة العليا رقم 506915مؤرخ يف ،2009/04/08جملة احملكمة العليا ،عدد خاص ،ج ،3اجلزائر ،2010ص 349
-34قرار احملكمة العليا رقم 410719مؤرخ يف ،2007/09/12جملة احملكمة العليا ،عدد خاص ،ج ،3اجلزائر ،2007ص 353
- Bernard Drobenko, Droit de L’urbanisme, éditions Giulio, Paris 2003, p190
35
-36قرار احملكمة العليا رقم 404069املؤرخ يف 2007/06/13جملة احملكمة العليا ،العدد ، 2008 ، 01ص 197
-37قرار احملكمة العليا رقم 148810مؤرخ يف ،1997/06/25اجمللة القضائية ،العدد ،1اجلزائر ،1997ص190
-38قرار احملكمة العليا رقم 443620مؤرخ يف ،2008/03/12اجمللة القضائية للمحكمة العليا ،العدد ،02اجلزائر ،2008ص 257جاء
فيه ":حيث أن املطعون ضده متسك بوجود ترخيص مينح له ممارسة نشاط تربية احليواانت والدواجن مع أن هذا الرتخيص مينح حتت التحفظ
محاية حلقوق الغري وبعدم إحداث مضار اجلوار ،ومبخالفة املادة 691من ق.م مل يعطوا لقرارهم أساسه القانوين".
-39عبد الرزاق السنهوري ،املرجع سابق ،ص 431
-40حممد وحيد الدين سوار ،املرجع سابق ،ص 153
-41منصور مصطفى منصور ،املرجع سابق ،ص 59
-42حممد وحيد الدين سوار ،املرجع السابق ،ص214
-43رمضان أبو السعود ،املرجع السابق ،ص500
-44حسن كرية ،املوجز يف أحكام القانون املدين ،احلقوق العينية األصلية ،أحكامها ومصادرها ،منشأة املعارف ،1975ص 30
45
- Mevoungou Nsana(R), op cit, p766
46 -قرار احملكمة العليا رقم 90943مؤرخ يف ،1992/6/16اجمللة القضائية للمحكمة العليا ،العدد ،4اجلزائر ،1993ص 214
47
- Joujou de Boudée (M-E), Essai sur la notion de réparation, LGDJ, 1974,p 161 et suivi
-48حممود مجال الدين زكي ،مشكالت املسؤولية املدنية ،اجلزء األول ،مطبعة جامعة القاهرة ،1978 ،ص 60
-49قرار للمحكمة العليا رقم 148810مؤرخ يف . 1997/06/اجمللة القضائية للمحكمة العليا ، 1997العدد ، 1ص190 ،
-50قرار احملكمة العليا رقم 584399مؤرخ يف ،2010/05/13جملة احملكمة العليا ،العدد األول ،اجلزائر ،2010ص 200
-51قرار احملكمة العليا رقم 86444مؤرخ يف ،1992/6/03اجمللة القضائية ،العدد ،4اجلزائر ،1993ص 46
52
- Mevoungou Nsana(R), op cit, p 767
-53أشرف جابر سيد ،املرجع السابق ،ص 62
-54سليمي اهلادي وشهيدة قادة ،املرجع السابق ،ص 99
-55انظر املادة 140فقرة 3من القانون املدين اجلزائري ،املرجع السابق
-56حسن كرية ،املرجع السابق ،ص214