Professional Documents
Culture Documents
الجامد ولمتصرف
الجامد ولمتصرف
.الفعل –من حيث أداؤه معىن ال يتعلق بزمان ,أو يتعلق به – قسمان :جامد ومتصرف
ألنه ,إن تعلق بزمان ,كان ذالك داعيا إىل اختالف صوره ,الفادة حدوثه يف زمان خمصوص .وإن لن(
الفعل الجامد
,الفعل اجلامد :هو اشبه احلرف من حيث أداؤه معىن ,جمردا عن الزمان واحلث املتعربين يف العفعال
فلزم مثله طريقة واحدة يف التعبري ,فهو اليقبل حتول من صورة اىل صورة ,بل يلزم صورة واحدة اليزايلها
فا الفعل اجلامد – كما علمت – اليتعلق بزمان ,وليس مرادا به احلدث .فخرج بذلك عن األصل يف األفعال(
من الداللة على احلدث وازمان ,فأشبه احلرف من هذه اجلهةو فكان مثل يف مجوده ولزومه صيغة واحدة يف
التعبري .وإذا كان جمردا عن معىن حدث والزمان مل حيتج إىل التصرف ،ألنه معناه الخيتلف باختالف األزمنه
الداعي إىل تصريف الفعل على صورة املختلفة ،بأداء املعاين يف ازمنتها املختلفة ،فمعىن الرتجى املفهم من (عسى)
1
هب :فعل امر بمعنى احسب وافرض ,ولم يرد ماذته بهذا المعنى إال األمر ,فهو فعل ألمر خامد( .و أما هب المثتق من الهبة –فماضيه
*وهب* ومضارعه *يهب* فهو مشتق اى متصرف( .وكذلك *هب* -المشتق من الهيبة -فإنه فعل االمر متصرف فماضيا) هب
.ومضارعه يهاب
ومعىن الذم املفهم من (بئس) تامعىن املدح املفهم من ( نعم)و ومعىن اتعجب املفهم من (مت أشعر زيرا) ,ال
.خيتلف بإختالف الزمان .آلن احلدوث فيها غري مراد ليصح وقوعه يف أزمنة خمتلفة تدعو إىل تصرفه على حسبها
فشبه الفعل باحلروف مينه التصرف ولزمة اجلمودو كما أن شبه اإلسم باحلرف مينعه أن يتأثر ظاهرا
بعوامل ,ولزم اخره طريقة واحدة ال ينفك عنها ,إن اختلفت العوامل الداعية اىل تغري
وهو ,إما أن يالزم صيغة املاضى ,مثل ( :عسى وليس ونعم وبئس وتبارك اهلل)( .اى
تقدس وتنزه) •,أو صيغة املضارع ,مثل "يهيط" (مبعىن يصيح ويضج 43أو صيغة االمر ,مثل :هب وهت
هلم – يف لغة متيم – فعل امر ,ألنه عندهم يقبل عالمته ,فتلحقه الضمائر ,حنو ( :هلمي وهلما(
وهلموا وهلمني) .أما يف لغة احلجر فهي هسم فعل امر ألهنا تكون عندهم بلفظ واحد للجميع ,فال
تلحقها الضمائر ,فتقول ( :هلم) بلفظ واحد للواحد والواحدة واإلثنني وإلثنتني واجلمع املذكر واملؤنث.
2
سيأتك بحث ضاف عن شبه االسم بالحرف الموجب بناءه) في الجزء الثانى من هذا الكتاب
3
يقال #:ما زال منذ اليوم يهيط هيطا .#وهو مضارع ال ماضي له ,كما في لسان العرب = وشرح القاموس نقال عن ابن القطاع ويقال :ما زال في
هيط وميط (بفتح أولهما)) وفي هياط ومياط (بكسر أولهما) ,أى ,ضجاج وشر وجلبة .وقيل في هياط ومياط) :في دنو وتباعد :ولهياط االقبل .ولمياط
االدبار .ولهائط :الجائي ,والمائط :الذاهب .والمهايطة والهياط ,الصياح والجلبة .ويقال ( :بينهما مهايطة وممايطة ومعايطة ومشايطة) اي :الكالم
.مختلف
4
ومن األفعال اجلامدة (قَ َّل) –بصيغة املاضي – للنفى احملض ,فرتفع الفاعل متلوا بصفة
ذكر ذلك اسيؤطى يف (مهع عوامع) :غري أن الكثري يف استعماهلا للنفي إذا كانت ملحقة مبا )
قال سيبويه ( :كما يف القاموس وشرحه) ,يقال " :قل رجل (بضم القاف) وأقل رجل يقول
ومما حينئذ امسان مرفوعان باإلبتداء ,وال خرب هلما ,ملضارعتهما خرف النفي .واجلملة بعدمها(
وإذا حلقتة (ما) الزائذة كفته عن العمل ,فال يليه حينئذ اال فعل .وال فاعل له ,جلريانه جمرى حرف
النفي حنو ( :قلما فعلت هذا ,وقلما أفعاله) ,اي :ما فعلت ,وال أفعل ,ومنه
قوله الشاعر :قلما يربح اللبيب ,اىل ما يورث اجملد ,داعيا أو جميبا أي :ال يزال اللبيب داعيا .وقد
5
.يقال الشيء باالعالل على القياس :ويقال ,اطوله :بترك االعالل واالتيان به على األصل الشذوذا
وقد يراد بقولك " :قلما أفعال" إثبات الفعل القليل (كما يف كليات أليب البقاء) غري أن(
. . .ومما يدل على أهنا للنفي احملض أداؤها املعىن (ال) النافية يف البيت السابق ( :قلما يربح اللبيب
ألن برح وأخواهتا ال تعمل عمل (كان) الناقصة إال إذا تقدمها نفي او شبهه ,كما هو معروف .ومما يدل على
ذلك ايضا أهنا سبقت فاء السببية أو املعانية نصب الفعل بعدمها ,كقولك :قل رجل يهمل فينجح ,ومما يذل على
ما ذكر صحة االستثناء بعدمها كما يستثىن من املنفي حنو " :قلما يفعل هذا إال كرمي" – كما تقول ":ال يفعله إال
كرمي" .وهذا اللفظ كما يف النهاية-مستعمال يف نفي أصل الفعل ,كقوله تعاىل ( :قليال ما يؤمنون) .أي :فهم ال
,ومثل ":قلما" يف عدم التصرف "طاملا وكثر ما ,وقصر ما ,وشد ما" فإن (ما) فيهن زائدة للتوكيد
:كافة هلن عن العمل ,فال فاعل هلن .وال يليهن إال فعل ,يهن كقلما
قال يف لسان العرب " :فارقت" (طل وقل) بالركيباحلادث فيهماما كانتا عليه منطلبهما األمساء إال(
ترى أن لو قلت :طاملا زيدا عندنا ,أو قلما حممد يف الدار مل جيز .والرتكيب حيدث فب املركبني
معىن مل يكون قبل فيهما" ا.ه .وقال ابو علي الفاري :طلما وقلما حنومها أفعال ال فاعل هلا مضمرا وال مظهر
ألن الكالم ملا كان حمموال على النفي سوغ ذلك ان ال حيتاج اليه .و (ما) ذخلتعوضا عن الفاعل" ا ه .وقال
بعض العلماء :إن (ما) مثل ذلك مصدريه فما بعدهايف تأويل مصدرا فاعل .فإن فلت ":طلما فعلت" كان
تأويل" :طال فعلي" .ولو كان األمر كما قال لوجب فصلها عن الفعل يف اخلط ,ألهنا ال توصل باسم وال فعل وال
حرف اال إذا كانت زائدة ,إال ما اصطلحوا عليه من وصلها ببعض حروف اجلر .ومل نرهم كتبوها موصولة هبذا
).األفعال قط .فدل ذلك على ما أن قوله ال خيلو من رائحة الصحة ,ألن ما بعدها صاحل للتأويل باملصدر
ومن األفعال اجلامدة قوهلم " :سقط يف يده" مبعىن ":ندم ,وحتري ,وزل,وأخطأ" .وهو مالزم صورة اجملهول,
.قال تعاىل ( :وملا سقط يف أيدهم) .وقد يقال ":سقط يف يده" باملعلوم
وهذا من باب الكناية ال احلقيقة .ويقال لكل من ندم أو حتري أو عجز أو حزن أو حتسر(
).الكالم مل يسمع قبل القان الكرمي ,ول عرفة العرب .كما يف شرح القاموس نقال عن هذا الباب
ومنها "هد" يف قوهلم ( :هذا رجل من هدك رجل) أي :كفك من رجل .وقيل معناه :
رجل) .إذا وصف جبلد وشدة ,أي ":غلبك وكسرك" .وهو يثىن وجيمع ويذكر ويؤنثو ,إذا كان ما هو
له كذلك ,تقول ( :هذا رجل هدك من رجل .وهذا إمرأة من هدتك إمرأة) ,كما تقول ( :كفاك
ومن العرب من جيريه جمر املصدر املوصوفة به ,فيجعل مصدرا هلد يهد هدا .وإذا كان(
ذلك بقي بلفظ واحدة للجمع .ويتبع ما قبله يف إعربه على أنه نعت له-
تقول ":هذا رجل هدك من رجل" (بالرفع) و "مررت• بامرأة هدك من امرأة" (باجلر) و "أكرمرتجلني
هدك من رجلني" (بالنصب) كما تقول " :هذا رجل من حسبك من رجل" (بالرفع) و "مررت بامرأة
ويقال ":هلدك رجل" و للمدح ,مبعىن "نعم" وذلك إذا أثين عليه جبلد وشدة .ويقال " :هلد
رجل!" •,للتعجب ,مبعىن " ما أجلده!" ويف احلديث ":إن أبا هلب قال :هلد ما سحركم
ويف (الفائق) لزخمشري عند شرح هذا احلديث :إن ملعناه لنعم مسحركم ,ويف (النهية) البن(
األثري :إن معنا التعجوب .قال ":هلد" كلمة تعحب هبا يقال :هلد رجل! أي :ما أجلده .مث
ذكر أهنا تكون ايضا مبعىن "نعم" ويف لسان العرب وتاح العروس حنو ذلك .وكوهنا هنا للتعجب
أقرب اىل واقعة احلال .ألن أبا هلب (تبت يده) إمنا يتعجبه من املصريهم وجلدهم على
التصديقهم النيب صلى اهلل علية وسلم يف كل ما جبءهم به ,حىت زعم أنه قد سحرهم ,فكأنه