Professional Documents
Culture Documents
نظم الانتاج واتخاذ القرارات
نظم الانتاج واتخاذ القرارات
نظم الانتاج واتخاذ القرارات
جامعة الزيتونة
ورقة بحثية بعنوان /نظم اإلنتاج واتخاذ القرارات اإلدارية المتعلقة باإلنتاج
1
فهرس احملتـــويــــات
1
مقدمة :
تواصل التطورات المستحدثة في مجال إدارة النظم والعمليات اإلنتاجية ،تقدمها السريع منذ بزوغ الثورة
الصناعية ،بفعل الجهود النظرية ،والتجارب التطبيقية ،التي قام بها المختصون في هذا المجال ،
حتى بلغت التطورات العلمية والتقنية في مجال الصناعة واإلنتاج مرحلة تكاد تكون أقرب من الذروة
في الوقت الراهن ،ولعل السبب الرئيسي في ذلك هو التطور التقني الذي شهدته صناعة األجهزة
واآلالت المستخدمة في اإلنتاج ،وما صاحب ذلك من تغيرات جذرية في أساليب ونظم العمل واإلنتاج
،ألحداث التوازن المناسب بين طاقات اإلنتاج ،وأساليب العمل ،في ظل التطورات العلمية والتقنية
المتعاقبة .
3
المبحث األول :نظم اإلنتاج
يتم إنشاء المنظمات لتوفير السلع والخدمات للمستهلكين فالسلع هي المواد المصنعة أو المجتمعة
أو المعالجة ،وهي ملموسة يمكن إنتاجها قبل استخدامها الفعلي ويمكن تخزينها .أما الخدمات
فهي أشياء غير ملموسة ال يمكن تخزينها ويتم توفيرها في الوقت الذي يحتاج إليها العمالء
والزبائن .لذا فإن دراسة العمليات يتم من أجل إيجاد السلع والخدمات .فمصطلحات التصنيع
أو اإلنتاج أو العمليات يتم استخدامها بشكل متبادل بالمعنى نفسه ولكن الغالب حالياً هو إدارة
()1
العمليات
وتعرف النظم اإلنتاجية :بأنها الوسائل التي يمكن من خاللها تحويل المدخالت من الموارد
لخلق سلع وخدمات مفيدة كمخرجات .وهذا يدل على أن نظام اإلنتاج والعمليات هو ذلك الجزء
من المنظمة الذي ينتج منتجاتها ،أي النشاط الذي يتم من خالله تجميع الموارد التي تتدفق
ضمن نظام محدد وتحويلها بطريقة خاضعة للرقابة إلى منتجات ذات قيمة وفقاً للسياسات التي
رسمتها إدارة المنظمة .
أ .اإلنتاج والعمليات نشاط منظم ،فكل نظام إنتاج له هدف .
ب .يقوم النظام بتحويل المدخالت المختلفة إلى مخرجات مفيدة .
جـ .ال يعمل نظام اإلنتاج والعمليات بمعزل عن المنظمة األخرى في المنظمة .
د .وجود تغذية عكسية من األنشطة وهي ضرورية لرقابة أداء النظام وتحسينه .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ
( )1رعد حسن ،إدارة النظم والعمليات اإلنتاجية ،جامعة الشام الخاصة ، 2121-2121 ،ص.، 25-24
4
مكونات النظام اإلنتاجي(: )1
.1المدخالت :
وهي الجزيئات المتعلقة التي تدخل في العمليات التحويلية للنظام ،فإذا أخذنا نظام اإلنتاج مثالً
بأي مصنع نجد أن مدخالته تتمثل في المواد الخام ومستلزمات اإلنتاج المختلفة والعمالة واألموال
التي تستخدم في توفير المدخالت .
وهي العمليات التي تتم لمزج مدخالت اإلنتاج وفق التوليفة المناسبة لذلك ونجد أن هذه العمليات
تتمثل في :الطاقة المحركة الالزمة لعمليات التحول ،وكل السلوك التي تمارسه المنظمة لتحويل
مدخالتها إلى مخرجات ،كما تشمل أيضاً األنشطة التحويلية اتخاذ الق اررات واالتصال والقيادة .
.3المخرجات :
وهي المخرجات التي يحققها النظام من سلع وخدمات نتيجة قيامه بالعمليات التحويلية .
.4البيئة :
وتشمل البيئة الداخلية والخارجية وتتمثل البيئة الداخلية في مكونات النظام الداخلية وجزيئاته المختلفة
بينما تتمثل البيئة الخارجية كل المؤثرات الخارجية التي تؤثر وتتأثر بالنظام كالمجتمع والمناخ
السائد بالمنظمة ومن حولها كالظروف االقتصادية واالجتماعية والسياسية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سوار الدهب أحمد عيسى ،زكي مكي إسماعيل ،إدارة اإلنتاج والعمليات ،جامعة العلوم والتكنولوجيا ، 2119 ،ص141
9
مكونات نظام اإلنتاج
هذه االشتراطات واالعتبارات المتعلقة بهيكلية وظروف اإلنتاج ،تفرض استخدام نظام اإلنتاج المتقطع
( الغير متصل ) ،لتأمين التوازن المناسب بين الطلب على المنتجات المختلفة والعرض منها ،ومن
األمثلة البارزة على الصناعات التي تتبنى هذا النوع من النظم اإلنتاجية :
8
ورش إصالح وترميم اآلالت والمعدات .
شركات البناء والمقاوالت .
صناعة مواد ومستحضرات التجميل .
يتميز هذا النوع من النظم اإلنتاجية ،بمجموعة من المزايا والسمات ،يمكن تحديدها فيما يلي :
.1استخدام اآلالت واألجهزة ذات األغراض العامة ،لتحقيق المرونة المطلوبة في استغاللها ،
إلنتاج أنماط متباينة من المنتجات .
.2المراحل والعمليات اإلنتاجية تعتبر منفصلة وشبه مستقلة ،نظ اًر الختالف وتباين العمليات
الصناعية المطلوبة إلنتاج األجزاء المكونة للمنتج النهائي .
.3استخدام أجهزة ومعدات المناولة اليدوية ،وأجهزة المناولة والنقل في المسارات المتغيرة كالعربات
المختلفة ،حيث يتطلب اإلنتاج المتقطع ضرورة أداء مجموعة من العمليات المستقلة ،في مواقع
وأماكن متفرقة ،وبالتالي استخدام أجهزة ومعدات المناولة والنقل في المسالك والمسارات المتغيرة.
.4المخزون من المواد األولية ،واألجزاء تحت التشغيل ،عادة ما يكون ضخم نسبياً ،نظ اًر للبطء
في نقل ومناولة وتمرير هذه المواد والمستلزمات خالل المراحل والعمليات اإلنتاجية المتوالية .
.5يوائم هذا النظام اإلنتاجي تلك الصناعات التي تتطلب تحديثاً أو تعديالً مستم اًر في تصميم
منتجاتها ،لمواكبة الرغبات والميول المتجددة للمستهلكين والمستخدمين .
.6اإلنتاج عادة ما يكون بكميات محدودة ،وفقاً لطلبيات مسبقة ،وبالتالي يتحقق التوافق التام بين
الطلب والعرض من اإلنتاج في مثل هذه النظم .
هذه النظم ،تمثل النظم اإلنتاجية السائدة حالياً في الصناعة يتباين استخدامها من وحدة إنتاجية إلى
أخرى ،ومن بيئة إلى أخرى ،وفقاً لما تمليه ظروف وهيكلية اإلنتاج في الوحدات االقتصادية
المختلفة .ليكون استخدام احدهما على مدى توافقه ومالئمته لنوع النشاط اإلنتاجي وطبيعته(. )1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1محمود محمد المنصوري ،إدارة النظم والعلميات اإلنتاجية ،مركز البحوث االقتصادية ،الطبعة الثانية ، 1998 ،ص17-16
5
النظام اإلنتاجي كنظام لالتصاالت وتبادل املعلومات :
ينظر علماء اإلدارة ،وخاصة ذوي الخلفيات العلمية في مجال العلوم الطبيعية إلى نظام اإلنتاج
على أساس اعتباره نظاماً إدارياً ،تقبع في قلبه شبكة واسعة من االتصاالت لتبادل المعلومات
والبيانات ،التي بموجبها وعلى أساسها يمكن إرساء عملية اتخاذ الق اررات في مجال اإلنتاج على
أسس أكثر موضوعية ورشد(. )1
وفيما يلي وصفاً موج اًز لنوعية المعلومات المتبادلة بين إدارة النظم والعمليات اإلنتاجية وتلك
التقسيمات التنظيمية األخرى :
الميزانيات التقديرية لبنود المصروفات الالزمة لتغطية البرامج والمشروعات اإلنتاجية ،واإلي اردات
المتوقعة .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
( )1محمود محمد المنصوري ،مرجع سبق ذكره ،ص.17
12
نتائج األبحاث والدراسات المتخصصة في مجال التمويل ،والمواجهة لتحليل الفرص المتاحة
لالستثمارات في مجال اإلنتاج .
التقارير المالية الخاصة بتقييم المركز المالي للوحدة االقتصادية .
التقديرات المحتملة لالستثمارات المالية في حالة التوسعات في حجم النشاط اإلنتاجي .
معلومات وبيانات عن الموارد البشرية المتاحة وإمكانية تطويرها وتطويعها ،لمواكبة التطورات
التقنية في وسائل اإلنتاج .
معلومات مطلوبة لغرض التنسيق في األعمال واألنشطة ذات االهتمام المشترك ،كالتوظيف في
األعمال المرتبطة مباشرة بدائرة اإلنتاج ،وتصميم البرامج التدريبية على ضوء تحليل مشاكل
اإلنتاج .
نتائج الدراسات واألبحاث المتعلقة بتخطيط الموارد البشرية ،تحليل العمل الصناعي .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ
11
ه .األحباث والتطوير :
11
المبحث الثاني :عملية اتخاذ القرارات وأهميتها في مجال اإلنتاج :
تعتبر عملية اتخاذ الق اررات – كما يتفق عليها العديد من الكتاب في اإلدارة جوهر العملية اإلدارية
في كافة مؤسسات العمل واإلنتاج .
وقد أصبحت عملية اتخاذ الق اررات ،تشكل المحور المركزي لكافة األنشطة والممارسات اإلدارية
على كافة المستويات ،فالتنظيمات المعاصرة أصبحت تتسم بكبر حجمها ،وتعقد أنشطتها اإلدارية
والصناعية .األمر الذي أضحى معه وجود نظم وإجراءات قياسية مقننة ،لممارسة عملية اتخاذ
الق اررات ،يشكل أساساً لنجاح تلك التنظيمات ،في تنفيذ مخططاتها وأهدافها بكفاءة .
وهي تلك الق اررات الروتينية اليومية ،التي تتخذ لمواجهة مواقف وحاالت متكررة ،وتتطلب مثل هذه
الق اررات ،التفكير والتحليل المتعمق ،التخاذها ،فهي تعتمد على مجموعة من اإلجراءات واألسس
القياسية ،وبذلك فهي تتخذ بطريقة فورية وتلقائية بعض األمثلة على هذا النوع من الق اررات في
مجال العمليات والنظم اإلنتاجية ،يمكن تحديدها بإيجاز فيما يلي :
الرقابة على المحزون :تستخدم إجراءات روتينية قياسية إلحكام الرقابة على المخزون وتحديد
الكمية االقتصادية للطلب ،وتحديد نقطة إعادة الطلب ،في مثل هذه الحاالت يستخدم متخذ
القرار نماذج رياضية وقياسية ،الحتساب كمية الطلب وتحديد نقطة إعادة الطلب ،وهي إجراءات
روتينية متكررة يمكن اتخاذها من قبل أمناء المخازن أو الكتبة ،حيث ال يتطلب اتخاذ الق اررات
في هذه الحاالت إلى التحليل والدراسة المتعمقة لمسألة القرار .
الرقابة على الجودة :تعتمد الق اررات المبرمجة في مجال الرقابة على الجودة وتطبيق أسلوب
العينات اإلحصائية ،كإجراء قياسي في اتخاذ الق اررات المتعلقة بقبول أو رفض المواد والمنتجات
.واستخدام هذه اإلجراءات القياسية ،يسهل عملية اتخاذ الق اررات لدرجة أن مثل هذه الق اررات
13
الهامة أصبحت تتخذ بصورة تلقائية وفورية وفقاً لخطوات وإجراءات موضوعة ومتفق عليها ،
وفي إطار مسموحات محددة .
الرقابة على اإلنتاج :تستخدم اإلجراءات القياسية ،في مجال الرقابة على اإلنتاج لتخطيط
وجدولة اإلنتاج ،وما تتطلبه هذه األنشطة من ق اررات ،لتخصيص األفراد واآلالت المطلوبة
لتنفيذ طلبيات معينة .ومواعيد أوامر التشغيل إلنتاج الطلبيات ،وعادة ما تستخدم خرائط الرقابة
على اإلنتاج واآلراء كأسلوب قياسي في مثل هذه الحاالت .
ب .الق اررات غير المبرمجة :
هذه الق اررات ليست ق اررات روتينية أو متكررة وإنما تتخذ لمواجهة مواقف وحاالت عارضة وغير
متكررة ،وتتضمن مجموعة من الخيارات والبدائل التي قد يصعب تحليلها .باإلضافة إلى متغيرات
اقتصادية ،واجتماعية ،وبيئية ،يصعب التعامل معها كمياً .
ومن األمثلة على الق اررات غير المبرمجة تلك الق اررات التي تستخدم لمواجهة الحاالت التالية :
الق اررات االستراتيجية المرتبطة بكيان المنظمة :كتحليل الموقع الجغرافي للمشروع ،والترتيب
الداخلي لهذه الوحدات .
تطوير وإضافة خطوط عمليات إنتاجية .
إدخال تقنيات جديدة كالتحكم اآللي ،ونظم الحاسوب اإللكترونية .
شراء أو استبدال اآلالت والمعدات المستخدمة في اإلنتاج .
خالصة ما تقدم ،يبدو واضحاً أن الق اررات غير المبرمجة ،تنطوي على خيارات ومتغيرات ق اررية ،
يصعب تحليلها وتقييمها .وبذلك تتطلب عملية صنع واتخاذ مثل هذه الق اررات ضرورة الدراسة
والتحليل المتعمق للعوامل والمؤثرات ،التي قد تحكم اتخاذ مثل هذه الق اررات سعياً للوصول إلى
خيارات أكثر موضوعية ورشد .في المقابل تكون الق اررات المبرمجة في الغالب أكثر بساطة ،وأقل
صعوبة من تلك الق اررات غير المبرمجة ،نظ اًر لتوفر البيانات المطلوبة في صيغة كمية ،وسهولة
تحليل العوامل المؤثرة في صنعها واتخاذها ،باإلضافة إلى إمكانية التنبؤ بنتائج الخيارات والبدائل ،
بطريقة سهلة وواضحة .
14
طبيعة اختاذ القرارات يف النظام اإلنتاجي :
تعتبر وظيفة اتخاذ الق اررات من أولى وظائف اإلدارة وذلك لتحديد العمل المطلوب أداؤه سواء للفترات
القصيرة أو طويلة األجل ،حيث نجدها ق اررات تؤدي إلى المساعدة على تحقيق األهداف وتقوم
بتحويل الخطة إلى أوامر تؤدي إلى أداء سليم كما تكون وظيفة اتخاذ الق اررات معقدة وصعبة في
نظام اإلنتاج حيث إن هنالك اختالفاً في األهداف لألفراد والمنظمة ،فالمنظمة تريد األداء في أقل
تكلفة والحصول على أكبر إنتاج والعاملون يريدون تحقيق إشباع رغباتهم ،وبالتالي يتم قياس ودراسة
كل الحلول الختيار الحل األمثل وقد يكون القرار ما هو الهدف المطلوب ؟ هل هو تنظيم األرباح ؟
أم هو تقليل التكلفة ؟ وبالتالي البد من النظر لكل العناصر المؤثرة في القرار .
وال شكل أن لكل قرار عدة بدائل وبالتالي على المدير أن يقوم بدراسة كل بديل من هذه البدائل ومن
ثم اختيار أفضل هذه البدائل ،وتعتبر عملية اتخاذ الق اررات معقدة ألن القرار يرتبط بالمستقبل ويتخذ
باعتبار أن المستقبل ثابت ومستقر إالّ أن المستقبل عادة يكون متقيد بظروف البيئة الخارجية ،كما
نجد أن هناك تعارضا بين عناصره(. )1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سوار الدهب أحمد عيسى ،زكي مكي إسماعيل ،مرجع سبق ذكره ،ص. 147
19
املداخل والطرق العلمية يف جمال صنع واختاذ القرارات :
يعتمد المدخل أو الطريقة التي يتبناها متخذ القرار للفصل أو الحكم في حالة أو مشكلة معينة ،على
طبيعة المشكل المزمع حلها ،باإلضافة إلى كمية ونوعية البيانات والمعلومات المتوفرة ،لدعم وإسناد
عملية اتخاذ القرار .
على هذا األساس يمكن التمييز بين عدد من المداخل والطرق المستخدمة في عملية صنع واتخاذ
الق اررات :
أ .المدخل الوصفي :وهو المدخل المبني على االجتهاد والتفكير الخالق للوصول إلى أحكام صائبة
ويعتمد اتخاذ الق اررات وفقاً لهذا المنظور على الحكم والتقدير الشخصي المبني على الخبرة العملية
لمتخذ القرار ،ويستخدم هذا المدخل في الغالب ،عندما يتعذر تحديد وقياس المتغيرات والعوامل
المؤثرة في صنع واتخاذ مثل هذه الق اررات وبالتالي صعوبة التنبؤ بنتائج الخيارات المطروحة لعدم
توفر البيانات والمعلومات الكمية واإلحصائية المطلوبة كما هو الحال بالنسبة للق ار ارت غير
المبرمجة .في ظل هذه المعطيات ال يمكن التوصل إلى حلول مثلى للمشاكل قيد الحل والدراسة
،وأن كل ما يستطيع متخذ القرار القيام به هو تحكيم حدسه وتجربته ،سعياً للوصول إلى أكثر
الحلول مالئمة .
ب .المدخل الكمي :يرتكز المدخل الكمي في اتخاذ الق اررات ،على تقديم وقياس النتائج المحتملة
للبدائل والخيارات المطروحة ،في ضوء التحليل الكمي للبيانات والمعلومات ذات العالقة بمسألة
القرار ولذلك فإن المدخل الكمي يعتمد على تطبيق أساليب التحليل الرياضي واإلحصائي في
تقييم وقياس نتائج البدائل والخيارات المتاحة أمام متخذ القرار ،ومن أشهر األساليب المستخدمة
في التنبؤ المسبق بنتائج الخيارات ،ما يعرف بأسلوب المحاكاة ( ) Simulationالذي يتميز
بقدرته الفائقة على التنبؤ بالنتائج المحتملة لكل خيار أو بديل قبل تبنيه .وحيث أن عملية التنبؤ
هذه تتطلب إجراء عدد هائل من العمليات الحسابية والمنطقية ،التي تفوق قدرة وإمكانات العقل
البشري ،فإن تطبيق أسلوب المحاكاة يتطلب استخدام الحواسيب اآللية .وقد وصف أسلوب
المحاكاة بأنه يمثل التجارب العملية لتقييم واختيار كافة البدائل والخيارات المتاحة ،كما يستخدم
أسلوب المحاكاة ،باإلضافة إلى أساليب ونماذج بحوث العمليات ،كأحد المجاالت العملية
المتطورة في مجال اتخاذ الق اررات ،باستخدام المناهج واألساليب الرياضية واإلحصائية ومن
11
أبرز األدوات واألساليب الرياضية واإلحصائية المستخدمة في هذا المجال :البرمجة الخطية ،
البرمجة الديناميكية ،البرمجة العددية ،نظرية األلعاب ،نظرية صفوف االنتظار ،تحليل
ماركوف ،هذه األساليب واألدوات يقود استخدامها الوصول إلى أفضل الحلول والخيارات الممكنة.
اإلجراء أو
النموذج
معيار القياسي
القرار
قاعدة
المفاضلة المستخدم
في التنبؤ بينات
بنتائج
الخيارات
هذا ويمكن تنظيم المدخل الكمي في اتخاذ الق اررات وفقاً للخطوات اآلتية :
.1اإلحساس بضرورة اتخاذ موقف تجاه وضعية أو مشكلة قائمة تتطلب تصحيح أو تعديل .
.2تحديد إطار المشكلة أو المعضلة الداعية التخاذ موقف ،وتحديد األسلوب المناسب الذي يجب
اتباعه إليجاد الحلول والبدائل وتقييمها .
.3تحديد وتعريف جميع المتغيرات الق اررية ذات العالقة بالمشكلة ،والعالقة بينها ،ثم صياغة
المشكلة في قالب كمي ،أو بمعنى آخر النموذج الرياضي المعبر عن العالقة بين المتغيرات
في صورة رياضية .
.4تجميع وتبويب البيانات والمعلومات المطلوبة الختبار وتنفيذ النموذج الرياضي .
.5استخراج واشتقاق الحلول والبدائل الممكنة ،وتحديد البديل األمثل ،وفقاً لمعيار أو مقياس
مفاضلة محدد .
.6اتخاذ القرار على ضوء النتائج الفعلية المستمدة من حل النموذج .
هذه الخطوات المتوالية ،تمثل اإلطار النظري االم لعملية اتخاذ الق اررات باستخدام المدخل الكمي .
17
على ضوء ما تقدم تجدر المالحظة هنا إلى أنه رغم اختالف المداخل اآلنفة الذكر في اتخاذ الق اررات
ومع ذلك تبقى لتلك المداخل أهميتها التطبيقية ،ليكون اعتماد أحدها قائماً على مدى مالئمته لطبيعة
المشكلة أو المعضلة المزمع حلها ،وال تعتقد بإمكانية الجزم مطلقاً بأن أحد هذه المداخل سيكون هو
األدق واألفضل في جميع الحاالت ،ألن ذلك سيكون بدون شك منطلقاً خاطئاً إذ أن طبيعة المشكلة
،ومدى توفر قابلية المعلومات للتحليل الكمي يشكالن األساس أو المعيار الصحيح في عملية اختيار
المدخل المناسب .
استخدام النماذج الرياضية يف ترشيد عملية اختاذ القرارات :
أدت التطورات الحديثة في تكنولوجيا الحواسيب اإللكترونية سواء كان في األجزاء اآللية أو األجزاء
غير اآللية إلى توجيه االهتمام بنظم كأحد دعم الق اررات ،التطورات المستحدثة في مجال نظم
المعلومات اإلدارية ،حيث اتجهت التنظيمات المعاصرة إلى بناء قواعد كبيرة للبيانات ،لالستفادة
القصوى من الموارد المتاحة للمعلومات وفي اتجاه موازي للتطورات في مجال تكنولوجيا المعلومات
،ظهرت إلى حيز الوجود العديد من التطبيقات لألساليب والنماذج الرياضية ،الوجهة أساساً لحل
مشكلة التخصيص للموارد المحدودة على أوجه استخداماتها المتنافسة ،وقد بلغت تطبيقات هذه
النماذج أفاقاً واسعة في مجاالت اإلنتاج والتخزين والتخطيط .
النموذج :
يعتبر النموذج بوجه عام تجسيد أو تمثيل للواقع ،في محاولة لفهمه وتصوره .وتنقسم النماذج وفقاً
لدرجة تشابهها مع النظم الفعلية إلى المجموعات الثالث الرئيسية اآلتية :
.1النماذج المادية :
وهي أقصى درجات تجسيد الواقع ،فهذه النماذج تمثل المواقع دقيقاً ،مع توافر الشبه الكامل ولكن
بمقاييس وأبعاد أصغر ومن األمثلة على هذا النوع من النماذج ألعاب األطفال كنماذج ألشياء فعلية
كالسيارات والقطارات والطائرات ،التصميمات والرسومات التي يصممها المهندسون والنحاتون ،
وهكذا .
.2النماذج القياسية :
تشمل هذه النماذج جميع أنواع الرسومات والخرائط البيانية ،التي تستخدم للتعبير والداللة على
العالقات أو التغيرات التي تط أر على النظم والمتغيرات قيد التحليل والدراسة ،ومن األمثلة على هذا
18
النوع من النماذج المنحنيات والخطوط البيانية التي تمثل اتجاهات متغيرات كاإليرادات والتكاليف .
أو تلك الهياكل التنظيمية المرسومة لتوضيح مسالك السلطة والمسئولية في التنظيم .
تعتمد هذه النماذج على استخدام الرموز الحرفية والرقمية والرياضية في التعبير عن العالقة بين
المتغيرات والعوامل المؤثرة في اتخاذ القرار وتتم صياغة هذه النماذج على هيئة معادالت وأطر
رياضية ،لالستفادة من الطرق المستخدمة في حل هذه المعادالت .
وتعتبر هذه النماذج أدق النماذج وأكثرها شيوعاً واستخداماً ،حيث أمكن بواسطتها اخضاع نظم
وعالقات غاية في التعقيد إلى نظم قابلة للتحليل والدراسة ،وقد تكون النماذج الرياضية من النوع
القياسي المختبر ( التجاري ) الذي يستخدم في تنفيذ العديد من التطبيقات المتشابهة ،أو قد يتطلب
األمر صياغة النموذج وإعداده في حالة المسائل والحاالت غير القياسية كما قد تكون النماذج
الرياضية من النوع المحدد ،الذي يعتمد على بيانات ومعطيات فعلية ومحددة ،أو النوع العشوائي
،الذي يعتمد على استخدام االحتماالت للتنبؤ يقيم التغيرات الداخلة في التحليل(. )1
15
خالصة ما تقدم وباتجاه تأكيد أهمية استخدام النماذج واألساليب القياسية لترشيد ودعم عملية اتخاذ
الق اررات يبدو مفيداً اإلشارة إلى األسباب واالعتبارات التي تدعو إلى ضرورة استخدام هذه النماذج
واألساليب القياسية ،إضافة إلى ما تم اإلشارة إليه في سياق التحليل في هذا البند ،وهذه األساليب
واالعتبارات يمكن تحديدها فيما يلي :
يتيح استخدام النماذج الفرصة إلجراء التجارب واالختبارات على المسائل والنظم التي تعبر عنها
هذه النماذج دون المساس بالنظم الفعلية وما يترتب على ذلك من وفورات في الجهد والتكلفة .
اخضاع أنظمة وعالقات غاية في التداخل والتعقيد إلى نماذج رياضية يمكن معالجتها رياضياً .
زيادة القدرة على التنبؤ بالنتائج المحتملة لخيارات أو بدائل الق ار ارت ،قبل التنفيذ الفعلي لتلك
الخيارات .
ضمان الحصول على نتائج دقيقة وغير مضللة ،في حالة تأمين بيانات ومعطيات صحيحة
للنماذج واألساليب القياسية المستخدمة .
هذه االعتبارات واألسباب الموضوعية عززت قناعة المعنيين بعملية اتخاذ الق اررات ،بأهمية تطبيق
النماذج واألساليب القياسية ،وتفهم دورها في دعم وترشيد الق اررات المتخذة للفصل والحكم في مسائل
وقضايا ،تتطلب هذه النماذج واألساليب .
12
الخالصـــــــــة :
قد تناولنا في هذه الورقة البحثية من أهم الموضوعات وهو نظم اإلنتاج واتخاذ الق اررات اإلدارية
بإدارة اإلنتاج في مستوياتها المختلفة وأهمية تلك الق اررات في توجيه وتقويم النظام اإلنتاجي لبلوغ
أهداف التنظيم .
والمبحث الثاني :عملية اتخاذ الق اررات اإلدارية وأهميتها في مجال اإلنتاج
11
املــــراجــــع :
.1محمود محمد المنصوري ،إدارة النظم والعمليات اإلنتاجية ،الهيئة القومية للبحث العلمي
،الطبعة الثانية 1998 ،م .
.2إيثار عبدالهادي ،إدارة اإلنتاج والعمليات ،جامعة بغداد ،الطبعة األولى . 2111 ،
.3سوار الدهب أحمد عيسى ،زكي مكي إسماعيل ،إدارة اإلنتاج والعمليات ،جامعة العلوم
والتكنولوجيا . 2119 ،
.4منعم زمزير ،إدارة اإلنتاج والعمليات ،دار زهران للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى 2112 ،م
11