.أستطيع اٱلن أن أرى مساره بوضوح .إن العالم يسير إلى الجنون وعلى كل التخصصات العلمية التي يكون اإلنسان موضوعا لدراساتها ،وعلى رأسها فلسفة األخالق وعلم النفس المعرفي/السلوكي ،عليها أن تتدخل بشكل مستعجل في توجيه المجتمع العلمي والمعرفي إلى نقد "-الميتافيرس" عبر الكشف عن المخاطر التي يحملها المشروع ويهدد بها الطبيعة البشرية والوجود اإلنساني في كل أبعاده ومستوياته ،ومحاولة كسب رهان .تأسيس مؤسسة دولية مراقبة وضبطية لمشروع الميتافيرس ،إن لم يكن منع المشروع ممكنا إن حجم التغييرات والتحوالت التي يحملها مفهوم/فكرة/مشروع الميتافيرس بالقوة التي ستحدث للوجود اإلنساني بالفعل في .المستقبل القريب ستكون أكبر مما يمكن أن يستوعبه العقل الطبيعي .إننا أمام مشروع عالم جديد شجاع .عالم دمج بين الواقعي واإلفتراضي بشكل يتيح لإلنسان إمكانية عيش الخيال/التمثل كواقع حي داخل األنترنيت .عالم سيفقد فيه الواقع و البعد البيولوجي (الجسد/الحس) لإلنسان تحديداته الكالسيكية (التمثالت عليه) و قيمته وإكراهه عالم يتيح لإلنسان عيش تجارب نفسية وعالئقية خيالية متحدية لحدود الواقع الفيزيائي الزمكانية والبيو-حسية/جسدية ،عبر تكنولوجيا الصورة المتطورة التي ستشتغل بتوجيه الذكاء اإلصطناعي ،ممتعة ومغرية ومشبعة للرغبات الحسية أكثر من إشباع .وإمتاع ممكنات الواقع المحدود الباهت والخافت والبارد والثقيل حد التباث .عالم متحرر من قيود مبادئ الواقع الحثمية المقيدة فيزيائيا وبيولوجيا لحدود الجسد وخفته .عالم الجسد الذي ال تستحمل خفته ! وال توزن سرعته .عالم مركب من الواقعي الحقيقي ،والخيالي الوهمي اإلفتراضي .عالم جديد يناديكم من مرجعية نظرية الكوانطم ،ومن داخل الذرة ،ومن خصائص مكونات اإللكترون في طبيعته المحيرة (طاقة/مادة؟)وفي .حركته األساسية الموضع،وتحركاته الصورية الوهمية يبدع مارك زوكربيرغ تطبيقا علميا تكنولوجيا سينقل البشرية من حالة المجتمع العالمي الواقعي إلى حالة المجتمع العالمي .اإلفتراضي وبذلك يكون أول هيغيلي معاصر يستطيع خلق ممكنات وجودية يركب فيها بين المتناقضين األساسيين في هوية اإلنسان :البعد .الحسي الواقعي الفيزيائي والبيولوجي التجريبي ،والبعد الفكري العقالني والخيالي الخالق حيث استطاع بتوظيف معارف حول أخر النظريات العلمية المعاصرة حول الذرة المتمثلة في نظرية الكوانطم ،التي انتهت إلى افتراض قوانين الالحثمية داخل المجال الفيزيائي داخل الذرة ،وإلى اكتشاف معرفي ثوري في قوانين الفيزياء داخل موضوعها ينقلنا من التصور الحتمي لقوانين الظواهر الطبيعية في العالم الكبير ،إلى تصور الالحثمية في قوانين الظواهر الطبيعية داخل !.العالم الصغير ،أي داخل الذرة وإلى تفسير حركة اإللكترون التي تسمح له بالحلول في أمكنة متعددة ومختلفة في نفس األن ،أي في نفس الزمن ،بالسرعة التي .تسمح لها بها الطاقة التي يحملها ،بل ذهبت النظرية إلى افتراض أن يكون االلكترون نفسه طاقة .أو طاقة مكثفة جدا لدرجة أخد صورة المادة استطاع بتوظيف هذه المعرفة المتعلقة بنظرية الكوانطم ،أي من دراسته لإلليكترون ،وبتخصصه في مجال تكنولوجيا اٱلنترنيت من إبداع تقنية تواصلية افتراضية يمكن فيها لإلنسان تعويض الغائب على مستوى الواقع في عالم تواصلي افتراضي ..فكان اإلبداع لمنصة التواصل فيسبوك أول تطبيق تقني-علمي لدراساته ومعارفه حول اإللكترون ،ونظرية الكوانطم تتيح هذا .التعويض ،وتجاوز هذا اإلكراه حيث أتاح فيسبوك مثال تعويض فراغ وغياب وحدود مبادئ الواقع وإكراهاته :الطبيعي :الفيزيائي،البيولوجي؛الجسدي/الثقافي : .األخالقي،السياسي،اإلقتصادي .بإمكان حضور وتحقق الممكن تخيله،وتمثله ورغبته وإرادته بحيث كان من إيجابية هذه التقنية تعويض غياب ساحة نضال الشعوب على حريتها وكرامتها التي حجرت عليها األنظمة الديكتاتورية والمستبدة ،بإمكان إنشاء ساحة افتراضية تمكن من التجمع داخل مجموعة فيسبوكية وصياغة برنامج النضال .والثورة .وهذا ما ال يجب أن ننكر مساهمته في حدث الربيع العربي كما عوضت غياب روح المسافر المغترب بجسده ،بإمكان الحضور مع األسرة واألهل واألحباب بالصورة والصوت عبر شاشة ،الشيء الذي يشبع لحد كبير حاجات الروح للحضور بجنب العزيز والحبيب والكالم معه واإلطمئنان عليه .وإمكان ذلك ال يكون إال بتقنية تسمح بإعطاء اإلنسان خصائص من اإللكترون .أن يكون اإلنسان كاإللكترون قادرا على الوجود بعدة أمكنة في نفس الزمن ،صوتا وصورة وهنا تجاوز اإلنسان في اتصاله شرط تحرك الجسد الطبيعي وإكراهات الواقع في ذلك ،وأصبح ممكنا التحرك في العالم عبر .االتصال بشبكة األنترنيت بصوت وصورة الجسد .وال يمكن ألحد نكران حجم التغيير الذي أحدثه ذلك على مستوى وجودنا في كل أبعاده ومستوياته وكيف تقلصت أدوار الواقع وإكراهاته وارتباطاتنا به ،وكيف أصبح العالم اإلفتراضي يسلب حضور اإلنسان والتجاءته من عالم ...الواقع المحسوس ،لما يتيحه من دينامية على المستوى الوجود والتواصل واإلقتصاد إن ميتافيرس هو الشكل المتطور جدا من فيسبوك ،جوهر تطوره إبداع إمكان تكنولوجي يسمح لإلنسان باإلنوجاد ك إلكترون ، في عالم متصل باٱلنترنيت مليئ بالصور المتحركة المتطورة يحركها ذكاء اصطناعي ،والتي تسمح بتركيبات ذاتية خيالية .جمعية وفردية .عالم يمكنك فيه خلق كل ما تريد .واإلنوجاد فيه بالشخصيات التي تريد .ومع الذي تريد .والسلوك فيها بالقيم واألفكار التي تريد عالم خيالي يمكنك فيه خلق واقع حقيقي لشخصيتك الحقيقية التي ترى بها نفسك أو تريد أن يراك عليها األخرين حقيقة ،والعيش !!!فيه واإلحساس بمتعة تفوق قوة متعة اإلحساس في الواقع الحقيقي الباهث،الناقص !.بما تتيحه من إمكانية تعويض الغائب في الواقع كعائق مرتبط بحدود الواقع الحسي ،بممكنات صورية افتراضية ذكية وشكل هذا التطور هو تعويض الحضور عبر الشاشة بالحضور في صورة متطورة للواقع المعزز أي للواقع كما هو ،مثال الحضور في صورة متطورة بثالثة أبعاد لجامع الفنا كما هو في الواقع والتحرك فيه مع شخصيات افتراضية أخرى سائحة مثلك في الصورة اإلفتراضية لجامع الفنا ،أو لشخصيات مبرمجة لمحاكاة واقعها الحي كما كان عبر تاريخ وجوده الفعلي ،بحيث يمكن خلق جميع المجموعات الغنائية والكوميدية وبرمجتها على أداء عرضها بشكل يحاكي الواقع ويضاهيه ،و اإلحساس بكل شيء فيه ،أو الحضور في مدرجات ملعب حاضن لمباراة كرة القدم بين فريقين وطنيين (الوداد-الرجاء) أو عالميتين (-البارصا- .لاير مدريد) ومشاهدتها عن قرب .أو في عالم افتراضي من نسج الخيال إن تجاوز التواصل بالصوت والصورة لحدود الشاشة وإمكانية التواصل باإلنوجاد بشخصية افتراضية معززة أو افتراضية داخل اٱلنترنيت في عالم افتراضي يدمج الواقعي واإلفتراضي في وحدة ممكنة ،وبضمان إمكان اإلحساس واإلنفعال داخل التجربة هو .جديد العالم الممكن بالقوة الجديد