Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 25

‫االستعداد لمباراة التوجيه التربوي‬

‫محاور العرض‬

‫مفهوم التوجيه التربوي‪،‬‬ ‫•‬


‫النظريات و المقاربات األساسية المتداولة في حقل التوجيه التربوي‪،‬‬ ‫•‬
‫المتدخلون وأدوارهم في عملية التوجيه‪،‬‬ ‫•‬
‫بنيات و آليات التوجيه التربوي‪.‬‬ ‫•‬
‫مفهوم التوجيه التربوي‬

‫التوجيه التربوي هو عملية منظمة تهدف إلى مساعدة الفرد على فهم ذاته و معرفة قدراته و‬
‫اكتشاف ميوالته لحل مشكالته و الوصول به إلى نوع من المالءمة بين تطلعاته و مؤهالته‬
‫من جهة و احتياجات المجتمع والفرص التعليمية والمهنية المتاحة من جهة أخرى‪.‬‬
‫النظريات و المقاربات األساسية المتداولة في حقل التوجيه التربوي‬

‫يمكن اختزال التيارات األساسية التي أطرت تطور حقل التوجيه التربوي في ثالثة تيارات‬
‫أساسية‪:‬‬
‫• التيار البسيكومتري‪ :‬يعتبر "بارسنز" من أهم مؤسسي هذا التيار حيث يرى أن االختيار‬
‫المهني هو توفيق بين قواسم و مؤهالت األفراد من جهة‪ ،‬و مميزات و متطلبات المهنة من‬
‫جهة أخرى؛ و يعتمد منظرو هذا التيار الروائز بشكل أساسي لحسم االختيار‪.‬‬
‫تعرض التيار البسيكومتري لعدة انتقادات أجمعت كلها على ضرورة استحضار الطابع‬
‫الدينامي لكل من المهنة والفرد على أساس أن ال شيء ثابت في مجتمع متحرك و متحول‬
‫باستمرار‪.‬‬
‫النظريات و المقاربات األساسية المتداولة في حقل التوجيه التربوي‬

‫• التيار السلوكي‪ :‬يرى أصحاب هذا التيار بأن سلوكات األفراد تظهر وتستمر بفعل مؤشرات‬
‫المحيط الذي يتواجدون فيه؛ وكما هو معلوم فالتيار السلوكي مبني على مبدإ مثير‪ /‬استجابة‬
‫وبالتالي فإن االختيار المهني و الدراسي ما هو إال استجابة لمثيرات الوسط والمجال الذي‬
‫يتحرك فيه الفرد سواء كان هذا الوسط دراسيا أو اجتماعيا أو طبيعيا‪.‬‬
‫وعليه فالمنظور السلوكي يدعو إلى تنظيم وتأطير وسط الفرد‪/‬المتعلم و فسح المجال أمامه‬
‫لتعديل سلوكاته بشكل عفوي‪.‬‬
‫فالتدخل إذن يكون على مستوى وسط ومحيط الفرد وليس الفرد بحد ذاته‪.‬‬
‫النظريات و المقاربات األساسية المتداولة في حقل التوجيه التربوي‬

‫• التيار اإلنسانوي‪ :‬حاول هذا التيار تجاوز السلبيات و االنتقادات التي وجهت للتيارين‬
‫السالفين‪ ،‬عبر طرح منظور فلسفي جديد يرى أن الفرد كائن اجتماعي عقالني وواقعي له‬
‫من القدرات و اإلمكانات ما يؤهله لحل المشاكل التي تعترضه إذا ما توفرت له الظروف‬
‫المناسبة‪.‬‬
‫و يعتبر التيار اإلنسانوي الفرد بكلياته (الفيزيولوجية‪ ،‬النفسية‪ ،‬الروحية) نسقا مفتوحا في‬
‫تفاعل مستمر مع محيطه‪ ،‬يتطور من خالل التجربة‪.‬‬
‫و تمثل التجربة اإلنسانية إضافة نوعية في هذا المنظور بكل ما تعنيه من فعل و ممارسة و‬
‫تدخل و محاولة للخطأ و الصواب‪.‬‬
‫النظريات و المقاربات األساسية المتداولة في حقل التوجيه التربوي‬

‫نتجت عن هده التيارات الفكرية السالفة مجموعة من المقاربات كان همها األساسي بلورة و‬
‫صياغة نماذج تطبيقية عملية قابلة لألجرأة و االندماج في واقع المؤسسة التعليمية‪ ،‬أهم هده‬
‫المقاربات‪:‬‬
‫• مقاربة التربية على المهن‪:‬‬
‫تعتبر أن المهن عبارة عن مجموع المعارف و المهارات واالتجاهات الضرورية لكل فرد‬
‫ليصبح العمل منتجا وذا معنى‪ ،‬وجزءا من أسلوب حياته‪.‬‬
‫تبقى اإلشارة إلى أنه وجب التمييز بين مفاهيم‪ :‬التربية على المهن – التوجيه المهني – النمو‬
‫المهني‪ ،‬رغم أنها موضوعات متالحمة وليس ألحدها فائدة بدون اآلخر؛ فالتربية المهنية‬
‫تشجع النمو المهني و التوجيه المهني يوجه التربية المهنية‪.‬‬
‫والعتبارات أو ألخرى تبقى المؤسسة التعليمية المكان األنسب لتجسيد هذه المفاهيم كاملة‪.‬‬
‫النظريات و المقاربات األساسية المتداولة في حقل التوجيه التربوي‬
‫• مقاربة التربية على التوجيه‪:‬‬
‫إذا كانت التربية على المهن قد ركزت على إعداد وتأهيل الفرد لالندماج في سوق الشغل‬
‫حيث عملت على تسهيل االنتقال من عالم المدرسة إلى عالم الشغل فإن التحوالت االقتصادية‬
‫واالجتماعية والتكنولوجية‪.‬‬
‫وفي ظل تنامي الاليقين وعدم االستقرار وفي ظل ظهور مهن جديدة واختفاء أخرى‪ ،‬فرضت‬
‫مراجعة عامة ألنظمة التوجيه واعتماد مقاربات جديدة تمكن الفرد من مجابهة مشاكل الحياة‬
‫ومسايرة عالم التحوالت‪.‬‬
‫وفي هذا السياق برزت مقاربة التربية على التوجيه في فرنسا سنة ‪ 1989‬تقوم فلسفتها على‬
‫الجمع بين األهداف السوسيو اقتصادية و السوسيو سياسية المندمجة في إطار إرادة جماعية‬
‫منظمة لتغيير اإلطار البيداغوجي و التربوي الممارس من خالل‪ :‬أنشطة الحياة المدرسية‪،‬‬
‫وتحديد المسالك و المسارات الدراسية‪ .‬و تقوم هذه المقاربة على أربعة مبادئ أساسية‪:‬‬
‫النظريات و المقاربات األساسية المتداولة في حقل التوجيه التربوي‬

‫• مبدأ االستمرارية‪ :‬وذلك عبر جعل المشروع الشخصي للمعلم سيرورة مستمرة في تطور‬
‫ونمو دائمين مع قابلية التكيف المتواصل‪.‬‬
‫• مبدأ العمل الجماعي‪ :‬من خالل تدبير تشاركي بين مختلف أعضاء الفريق التربوي‬
‫والشركاء اآلخرين (التالميذ ‪ -‬األسر ‪ -‬اإلدارات ‪ -‬المقاوالت ‪ -‬الجمعيات‪ ) ..‬كل من موقعه‬
‫في أفق تحقيق تكامل األدوار والمهام والمساهمات‪.‬‬
‫• مبدأ االنسجام‪ :‬انسجاما مع روح العمل الجماعي من خالل برامج وأنشطة من لدن عدة‬
‫جهات تكون منسجمة و متناغمة فيما بينها وموحدة األهداف عوض االقتصار على شخص‬
‫معين تناط له مهمة التوجيه‪.‬‬
‫• مبدأ التوافق‪ :‬نظرا العتماد هذه المقاربة على عدة فاعلين في المجال يعمل هذا المبدأ على‬
‫نهج انخراط توافقي لهؤالء قصد تسهيل انفتاح التلميذ على محيطه االجتماعي و‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫النظريات و المقاربات األساسية المتداولة في حقل التوجيه التربوي‬

‫مقاربة المدرسة الموجهة‪:‬‬


‫يرجع الفضل في الظهور األول لهذه المقاربة لمجموعة من مستشاري التوجيه بكندا و ذلك‬
‫سنة ‪ 1993‬من خالل إبراز الوظيفة التوجيهية في مهام المؤسسة التعليمية؛ إال أن تجريبها لم‬
‫يبدأ إال سنة ‪ 1997‬في إطار برنامج دعم المدرسة المونتريالية‪ ،‬لتجد تجسيدا لها في‬
‫المؤسسات التعليمية فيما بعد من خالل مجموعة من النصوص التنظيمية‪.‬‬
‫و الجديد والمثير في هذه المقاربة هو طابعها الشمولي و الكلي و اإلرادة الواضحة و القوية‬
‫إلقحام جميع الفاعلين التربويين و االجتماعيين و االقتصاديين‪ ...‬وتعبئتهم في انسجام و‬
‫تعاون تام حول المتعلم أو الطالب‪ .‬وهكذا نجد أن مقاربة المدرسة الموجهة أو المقاربة‬
‫الموجهة كما تسمى أيضا تعتمد على مجموعة من المبادئ أهمها‪:‬‬
‫النظريات و المقاربات األساسية المتداولة في حقل التوجيه التربوي‬
‫• مبدأ اإلدماج‪ :‬من خالل منظور مندمج لقضايا وانشغاالت التوجيه التربوي في المنهاج الدراسي بكل‬
‫مستوياته و مكوناته وفق سياسة موجهة تراهن على تنمية كفايات حسن التوجيه بالنسبة للمتعلم أو‬
‫الطالب ليجد له موقعا في المجتمع كإنسان و كمواطن و كعامل‪...‬‬
‫• مبدأ الشراكة والتعاون‪ :‬من خالل إرساء شراكة حقيقية سواء داخل المؤسسة أو خارجها وخاصة‬
‫مع أولئك الذين لهم دور أساسي في بلورة الهوية المهنية واالجتماعية والنفسية والصحية للمتعلم‪.‬‬
‫• مبدأ التعبئة‪ :‬من خالل تعبئة وتحفيز المتعلم لالنخراط بفعالية في سيرورة توجيهه باعتباره فردا‬
‫حامال لمشروع يستشرف المستقبل ويتفاعل بديناميكية مع المحيط الدراسي والتكويني والمهني‪.‬‬
‫وبهذا تصبح خدمات اإلرشاد و المساعدة على التوجيه حسب المقاربة الموجهة ناظمة لكل األنشطة و‬
‫التدخالت وتصرف وفق فريق موجه ممتد داخل المؤسسة وخارجها‪.‬‬
‫نظرا لكون هذه المقاربة تظل األكثر ارتباطا بالمدرسة أو المؤسسة التعليمية ولكونها تبرز الدور‬
‫الريادي لهذه األخيرة في التوجيه التربوي‪.‬‬
‫المتدخلون وأدوارهم في عملية التوجيه‬
‫يصعب حصر المتدخلين في عملية التوجيه التربوي نظرا لكون هذه العملية بات يتجاذبها عدد كبير من‬
‫الفاعلين من محيط التلميذ أو الطالب‪ .‬غير أن هذا ال يمنع من إبراز أدوار أهم هؤالء المتدخلين‪ ،‬وذلك‬
‫باعتماد المقاربة الموجهة كإطار للعملية؛ وهكذا نجد أن‪:‬‬
‫• المتعلم‪ :‬هو الفاعل األول في مشروعه الدراسي و المهني و بالتالي يتوجب عليه أن يكون نشيطا في‬
‫سيرورة التعلم وسيرورة تنمية مساره على حد سواء‪ ،‬وذلك من خالل المشاركة في أشغال اللجان التي‬
‫تبث في قضايا تهم مستقبله؛ و االنخراط بفعالية في مختلف أنشطة التوجيه التربوي سواء داخل الفصل‬
‫الدراسي أو خارجه‪ ،‬داخل المؤسسة التعليمية أو خارجها؛ باإلضافة إلى االستفادة من تجاربه و تعلماته‬
‫في تحديد نقاط قوته و ضعفه وقيمه وانتظاراته‪.‬‬
‫• المدرسين‪ :‬يسهرون من خالل طرق تدريسهم على إعطاء معنى للتعلمات و على جعل المواد الدراسية‬
‫منمية لمجموعة من الكفايات المستعرضة منها‪:‬‬
‫‪ -‬معرفة استعمال مصادر المعلومة‪،‬‬
‫‪ -‬القدرة على العمل في فريق‪،‬‬
‫‪ -‬القدرة على تقويم وضعية من خالل إيجابياتها و سلبياتها‪.‬‬
‫المتدخلون وأدوارهم في عملية التوجيه‬
‫كما يقوم المدرسون بمساعدة التالميذ على بلورة مشروع شخصي ناجح عبر رصد مختلف قدراتهم و‬
‫إمكاناتهم و محاولة نسج العالقة الالزمة بين التعلمات و سياقها المهني في عالم الشغل‪.‬‬
‫• األسرة‪ :‬تتدخل في الحياة المدرسية بصفتها معنية بتتبع المسار الدراسي ألبنائها‪ ،‬ويتم ذلك بكيفية‬
‫مباشرة وفي تكامل وانسجام مع المدرسة‪ .‬ويكون هذا التتبع مفيدا في تشخيص التعثرات في حينها و‬
‫اتخاذ التدابير المناسبة لتجاوزها؛ ومن جهة أخرى تساهم األسرة في توضيح اختيارات التلميذ‬
‫وتوجهاته الدراسية والمساهمة في بلورتها انطالقا من ميوالته و مؤهالته إلعداد مشروعه الشخصي‪.‬‬
‫• المستشار في اإلعالم و التوجيه‪ :‬يشارك في إعداد برنامج التوجيه المدرج ضمن مشروع المؤسسة؛‬
‫وبحكم درايته و تخصصه في المجال يقترح أنشطة خاصة مكملة لألنشطة الصفية كما يقوم بإجراء‬
‫المقابالت الفردية مع المتعلمين و بتلبية طلباتهم و طلبات أولياء أمورهم حول اإلعالم و اإلرشاد و‬
‫التوجيه‪ ،‬وبمساعدة المدرسين والتنسيق معهم في األنشطة المرتبطة باإلعالم المدرسي و المهني‪.‬‬
‫المتدخلون وأدوارهم في عملية التوجيه‬

‫• إدارة المؤسسة‪ :‬تسهر على جعل خدمات اإلعالم والتوجيه ضمن أولويات وانشغاالت‬
‫المؤسسة التربوية بالموازاة مع خدمات التربية والتعليم وذلك بإعداد وتسطير برنامج عمل‬
‫سنوي أو دوري يتضمن مكون التوجيه التربوي و خدمات اإلعالم و اإلرشاد‪ ،‬والعمل على‬
‫أجرأته بتوفير الموارد الخاصة و تحديد المهام والمسؤوليات واالنفتاح على الشركاء‬
‫االجتماعيين و االقتصاديين‪..‬‬
‫• الشركاء االجتماعيين و االقتصاديين‪ :‬يتم إشراكهم في سيرورة المقاربة الموجهة من خالل‬
‫حضورهم مجالس و اجتماعات المؤسسة و من خالل تدخالتهم التأطيرية ألنشطة اإلعالم‬
‫والتوجيه و تيسيرهم زيارات التالميذ و الطالب للمقاوالت و المؤسسات اإلنتاجية مع توفير‬
‫قاعدة بيانات عن المهن المرتبطة بهذه المؤسسات و شروط ولوجها و مساراتها المهنية‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد وجب التذكير بأن انفتاح المؤسسة التعليمية على شركائها االجتماعيين‬
‫واالقتصاديين يجب أن ال يفقدها استقالليتها و هويتها التربوية و االجتماعية كما ال يجوز إعطاء‬
‫األولوية لطرف على حساب آخر أو تمييز ألحدهم‪ ،‬فتنوع الشركاء و تعددهم يجعل الجهود‬
‫تتكامل و الطاقات تتساند‪.‬‬
‫بنيات و آليات التوجيه التربوي‬

‫كل قطاع يقدم مجموعة من الخدمات البد له من بنيات وأدوات عمل ضرورية للقيام بالعمليات‬
‫الخدماتية المطلوبة منه؛ وبما أن مجال التوجيه التربوي يدخل في خانة الخدمات بشكل أو‬
‫بآخر‪ ،‬كان البد من إرساء هياكل و بنيات أساسية و توفير أدوات و آليات مناسبة لكي يضطلع‬
‫بأدواره كاملة‪.‬‬
‫وإلبراز هذا كله سيتم اعتماد الدور الوظيفي و الخدماتي للتوجيه التربوي كمنطلق و كمدخل‬
‫استراتيجي و ذلك وفق مقاربة علمية و مؤسساتية وتنظيماتية‪.‬‬
‫بنيات و آليات التوجيه التربوي‬
‫بنيات التوجيه التربوي‪:‬‬
‫القطاع المدرسي‪ :‬يعتبر القطاع المدرسي من أهم البنيات التي تهدف إلى تقريب خدمات التوجيه التربوي‬
‫من الفئات المستهدفة من التالميذ و الطالب و الفاعلين التربويين و االجتماعيين وذلك بإدماج مستشار‬
‫اإلعالم و التوجيه ضمن الفريق التربوي و اإلداري للمؤسسة التعليمية‪،‬‬
‫مراكز اإلعالم و التوجيه‪ :‬هي بمثابة مؤسسات تربوية خدماتية محلية منفتحة على جميع المعنيين بقضايا‬
‫اإلعالم و التوجيه و التقويم؛ حيث تساهم ضمن مجال اختصاصاتها في تطوير تدخالت أطر التوجيه و‬
‫تقديم الدعم الالزم للمؤسسات التعليمية فيما يخص خدمات اإلعالم و اإلرشاد و التوجيه‪.‬‬
‫خاليا إنتاج وثائق اإلعالم‪ :‬تسهر على إنتاج المادة اإلعالمية الالزمة على شكل‪ :‬ملصقات ‪-‬مطويات –‬
‫كراسات ‪ -‬كتيبات – أشرطة سمعية بصرية‪ ...‬و جعلها رهن إشارة التالميذ و الفاعلين التربويين و‬
‫االجتماعيين حسب حاجياتهم و متطلباتهم األساسية؛ كما تقوم هذه الخاليا بدراسات و بحوث و تربط‬
‫االتصال بين كل الفاعلين و المتعاونين في مجال اإلعالم المدرسي و الجامعي و المهني‪.‬‬
‫مراكز إرشاد الطالب‪ :‬هي مراكز تابعة للتعليم العالي تقوم بتقديم إرشادات لطالب الجامعات و مدهم بكل‬
‫ما يلزم للمساعدة على التخصص الدراسي‪ ،‬كما تقوم بمواكبتهم طيلة مشوارهم الجامعي و إعالمهم‬
‫باآلفاق التكوينية و المهنية لكل مسلك أو تخصص‪.‬‬
‫بنيات و آليات التوجيه التربوي‬
‫آليات التوجيه التربوي‪:‬‬
‫تتعدد آليات التوجيه التربوي و تتنوع بتنوع المتدخلين في هذا المجال؛ و لهذا فقد ارتأينا تكثيفها في ثالثة‬
‫محاور أساسية و ذلك بحسب طبيعة ونوع التدخالت‪:‬‬
‫تدخالت إنمائية و تطويرية‪ :‬من خالل خدمات متمحورة حول تطوير و إنماء قدرات و كفايات سيكو‪-‬اجتماعية‬
‫للتلميذ وذلك عبر‪:‬‬
‫المقابلة الفردية والجماعية‪،‬‬
‫المقاييس النفسية والتربوية‪،‬‬
‫أنشطة المساعدة على التوجيه‪،‬‬
‫أنشطة الحياة المدرسية‪،‬‬
‫تحليل و استثمار النتائج المدرسية و المعطيات الشخصية‪،‬‬
‫استضافة أشخاص مصادر‪،‬‬
‫زيارات ميدانية‪،‬‬
‫هندسة المشاريع الشخصية و مشاريع المؤسسة‪...‬‬
‫بنيات و آليات التوجيه التربوي‬
‫تدخالت ذات طابع عالجي‪ :‬تتجسد في مساعدة التلميذ على تدبير مساره الدراسي و إعداده للمستقبل‬
‫بوعي و مسؤولية على ضوء معرفة نفسية‪ ،‬ومعرفة بواقع المدرسة و المجتمع الذي يعيش فيهما؛ و‬
‫تنمية قابليته لحل و معالجة مشكالته ذات الطابع البيداغوجي و االجتماعي و النفسي و الصحي و‬
‫التربوي‪.‬‬
‫و تتم هذه التدخالت من خالل‪:‬‬
‫• المقابالت‪،‬‬
‫• استثمار المعطيات و النتائج المدرسية‪،‬‬
‫• بلورة استراتيجيات للدعم‪،‬‬
‫• األنشطة الموازية‪،‬‬
‫• استبيانات الشخصية‪،‬‬
‫• هندسة المشاريع الشخصية و مشاريع المؤسسة‪...‬‬
‫بنيات و آليات التوجيه التربوي‬
‫تدخالت للوقاية‪ :‬تتمركز في تحييد كل المعيقات و اإلكراهات المعرقلة الندماج التلميذ و تكيفه مع‬
‫وسطه السوسيوتربوي؛ ولهذه الغاية يمكن توظيف‪:‬‬
‫التتبع الفردي للتلميذ أو الطالب‪،‬‬
‫المالحظة المنظمة‪،‬‬
‫جلسات االنصات و االستماع‪،‬‬
‫التواصل مع األسرة‪،‬‬
‫بحوث تربوية‪،‬‬
‫كشوفات التوجيه‪،‬‬
‫روائز بسيكوتقنية‪،‬‬
‫استثمار الملفات المدرسية‪.‬‬
‫بنيات و آليات التوجيه التربوي‬

‫خالصة‪ :‬إن التوظيف األمثل لهذه البنيات و اآلليات يبقى رهينا بأدوار المتدخلين و مدى‬
‫التزامهم بواجباتهم و إدراكهم ألهمية التوجيه التربوي؛ وهذا يفرض تحيينا و تطويرا‬
‫مستمرين لتدخالت جميع الفاعلين‪ ،‬واالشتغال ضمن منطق عقلنة و ترشيد القرارات التربوية‬
‫سواء الفردية منها أو المؤسساتية‪.‬‬
‫بنيات و آليات التوجيه التربوي‬
‫أهمية التوجيه التربوي في التغلب على هواجس االختيار‪:‬‬
‫ال تخفى على أحد أهمية التوجيه بالنسبة للتلميذ أو الطالب خصوصا عندما يصل إلى مراحل‬
‫حاسمة من مساره الدراسي أو يكون أمام عدة خيارات دراسية أو تكوينية أو مهنية‪.‬‬
‫وسنحاول في هذا المحور األخير أن نبرز كيف يمكن للتوجيه التربوي أن يبدد هواجس‬
‫االختيار لدى التلميذ أو الطالب و سنقتصر على مرحلة ما بعد الثانوي نموذجا؛ نظرا لكون‬
‫هذه المرحلة هي بدون شك أهم مرحلة في تجسيد وأجرأة االختيار وتحمل تبعاته و تكلفته‬
‫النفسية و المادية‪ .‬وفي هذا الصدد يمكن التمييز بين ثالثة أساليب في االختيار من طرف‬
‫التالميذ الذين يلجون الجامعات و المعاهد العليا‪:‬‬
‫بنيات و آليات التوجيه التربوي‬
‫‪ .1‬األسلوب األول في االختيار يتم بشكل متردد و عشوائي دون أية دراسة عميقة لمعطيات الذات‬
‫و مميزات المسار الجامعي المختار‪ ،‬و ينتهج هذا األسلوب التالميذ الحاصلين على نتائج‬
‫متواضعة و غالبا ما تعترضهم مشاكل تتعلق بسوء االختيار‪.‬‬
‫‪ .2‬األسلوب الثاني تتبناه فئة عريضة من التالميذ تلتصق اختياراتهم بنوعية الدراسة انطالقا من‬
‫نتائجهم و حصيلتهم الدراسية‪.‬‬
‫‪ .3‬أما األسلوب الثالث فيهم التالميذ الذين يمتلكون رؤية و تصورا تتداخل فيه الدراسة بمشروع‬
‫مهني متوسط أو بعيد المدى يكون حافزا على تنظيم دراستهم وربط عالقات مع المحيط عن‬
‫طريق البحث و التحليل و العمل‪ ،‬وغالبا ما تكون االختيارات المبنية على هذا األسلوب موفقة‪.‬‬
‫غالبا ما يكون االنتقال من المرحلة الثانوية إلى المرحلة الجامعية مشوبا بقلق و توتر شديدين بالنسبة‬
‫للتلميذ‪ ،‬خصوصا إذا غابت عنه إجراءات المصاحبة و الدعم النفسي واالجتماعي و المساعدة على‬
‫التوجيه‪ .‬ففي هذه المرحلة يطرح التلميذ مجموعة من التساؤالت وحده األستاذ أو المستشار الموجه‬
‫كفيل باإلجابة عنها‪ ،‬و تتخذ هذه التساؤالت عدة أشكال من قبيل‪:‬‬
‫بنيات و آليات التوجيه التربوي‬
‫أسئلة طلب معلومات‪ :‬تتعلق بالهندسة البيداغوجية المعتمدة في الجامعة أو المعهد‪ ،‬و شروط و صيغ الولوج‪ ،‬و‬
‫أنظمة الدراسة و التقويم‪ ،‬و مدة الدراسة‪ ،‬وآفاق الشعبة‪ ،‬و قيمة الدبلومات و الشواهد المحصل عليها‪ ،‬وفرص‬
‫الشغل المتاحة‪...‬‬
‫أسئلة االستشارة‪ :‬و تتعلق بمختلف المسالك و الشعب الجامعية التي تتالءم مع إمكانيات وميوالت واهتمامات‬
‫التلميذ‪.‬‬
‫أسئلة التقييم النسبي‪ :‬وهي أسئلة من قبيل‪ :‬لدي اهتمام بالرياضيات و أرغب في الحصول على شهادة عليا؛ أو‬
‫أحب ممارسة مهنة التدريس و أرغب في الحصول على دبلوم تخصص‪ ،‬كيف يمكن التوفيق بين كل ذلك؟‪...‬‬
‫أسئلة التقييم المطلق‪ :‬أنا ضعيف في اإلنجليزية و أرغب في دراسة االقتصاد‪ ،‬هل ذلك ممكن؟ و كيف يمكن أن‬
‫أنجح في ذلك؟‪...‬‬
‫إن الوعي بطبيعة هذه التساؤالت يعتبر خطوة أولية نحو مساعدة التلميذ على إيجاد أجوبة لها‪ ،‬ودفعه نحو تعميق‬
‫البحث من أجل الوصول إلى المعلومات المحينة والمضبوطة و الشاملة؛ وذلك عبر توظيف و استثمار مختلف‬
‫بنيات و آليات التوجيه وتعبئة مصادر اإلعالم و اإلرشاد من أطر التوجيه التربوي‪ ،‬وبنيات اإلعالم و التوثيق و‬
‫المساعدة على التوجيه‪ ،‬والجامعات‪ ،‬والمعاهد‪ ،‬والمواقع اإللكترونية‪ ،‬والزيارات الميدانية‪ ،‬والمنتديات اإلعالمية‪،‬‬
‫واألبواب المفتوحة‪ ،‬والمراكز الثقافية األجنبية‪ ...‬و ذلك حتى يتمكن التلميذ من معرفة موضوعية لذاته و محيطه و‬
‫ما يوفره من مؤسسات و كذلك المعاهد و المدارس المتاحة‪ ،‬باإلضافة إلى فرص االندماج في سوق الشغل‪.‬‬
‫بنيات و آليات التوجيه التربوي‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫إن أهمية التوجيه التربوي ال تكمن فقط في حسن االختيار و الحصول على مهنة المستقبل بالنسبة للتلميذ أو‬
‫الطالب‪ ،‬بل هو منظومة متكاملة العناصر واألبعاد يؤدي فشلها إلى فشل النظام التعليمي ككل‪ ،‬فال يمكن‬
‫ألي نظام تعليمي أن يساير تحوالت الحاضر و المستقبل دون تبني نظام للتوجيه يعتمد استراتيجية الرصد‬
‫المبكر والمقاربة االستباقية والتخطيط الناجع لتهييء انتقال األفراد بين أنظمة التربية و التكوين و عالم‬
‫الشغل‪ ،‬و تحقيق االنسجام و التفاعل االيجابي بين هذه األنظمة؛ ومساعدة األفراد على امتهان األعمال و‬
‫الوظائف والتأهيل لها و المحافظة عليها و االرتقاء فيها و استبدالها عند الضرورة‪.‬‬
‫لقد أصبح موضوع التوجيه التربوي ذا أولوية كبرى لدى صناع القرار في مختلف األقطار‪ ،‬نظرا لكون‬
‫السياسات العمومية أصبحت رهينة النظام التعليمي لكل بلد‪ ،‬و نظرا ألن نسق التوجيه التربوي بكل أبعاده‬
‫هو جزء أساسي من النظام التعليمي‪ ،‬فتجويد السياسات و المخططات الحكومية بتجويد القرار التربوي‪،‬‬
‫وتجويد القرار التربوي بتجويد التوجيه التربوي‪ .‬و كل فشل في التخطيط لبناء القرار هو تخطيط في نهاية‬
‫المطاف إلفشال هذا القرار‪.‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫شبكة االنترنيت‪،‬‬
‫• منظومة اإلعالم و المساعدة على التوجيه ‪ 2013‬ل‪ :‬عبد العزيز سنهاجي‪،‬‬
‫• مستلزمات إدماج مكون التوجيه التربوي في مشاريع المؤسسات الثانوية ‪ 2014‬ل‪ :‬السعيد تبرققايت‪.‬‬

You might also like