LLKK

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 9

‫نبذه تعريفيه‬

‫َأبْو َحا ِمدْ ُم َح ّمد الغ َّزايِل ُالطويِس ْ النَي َْسابُ ْو ِر ْي ُالص ْويِف ْ الشَ افْ ِعي األ ْش َع ِر ْي‪ ،‬أحد أعالم عرصه‬
‫وأحد أشهر علامء املسلمني يف القرن اخلامس الهجري‪ 450 ،‬هـ ‪ 505 -‬هـ ‪1058 /‬م ‪1111 -‬م)‪ .‬اكن‬
‫شافعي الفق ِه إذ مل يكن للشافعية يف آخر عرصه‬ ‫فقهي ًا وأصولي ًا وفيلسوف ًا‪ ،‬واكن صو ّيف الطريق ِة‪ّ ،‬‬
‫مثهَل ‪.‬واكن عىل مذهب األشاعرة يف العقيدة‪ ،‬وقد عُرف أكحد مؤسيس املدرسة األشعرية يف عمل‬
‫والغزايل)‪.‬لُقّب‬
‫الالكم‪ ،‬وأحد أصولها الثالثة بعد أيب احلسن األشعري‪( ،‬واكنوا الباقالين واجلويين ّ‬
‫الغزايل بألقاب كثرية يف حياته‪ ،‬أشهرها لقب "جحّة اإلسالم"‪ ،‬وهل أيض ًا ألقاب مثل‪ :‬زين ادلين‪ ،‬وحم ّجة‬
‫ادلين‪ ،‬والعامل األوحد‪ ،‬ومفيت األ ّمة‪ ،‬وبركة األانم‪ ،‬وإ مام أمئة ادلين‪ ،‬ورشف األمئة‬

‫اكن هل أ ٌثر كبريٌ وبصم ٌة واحض ٌة يف عدّ ة علوم مثل الفلسفة‪ ،‬والفقه الشافعي‪ ،‬وعمل الالكم‪،‬‬
‫والتصوف‪ ،‬واملنطق‪ ،‬وترك عدد َا من الكتب يف تكل اجملاالت‪ ]9[.‬ودل وعاش يف طوس‪ ،‬مث انتقل إىل‬
‫نيسابور ليالزم أاب املعايل اجلويين (امللقّب إب مام احلرمني)‪ ،‬فأخذ عنه معظم العلوم‪ ،‬وملّا بلغ معره ‪34‬‬
‫مدرس ًا يف املدرسة النظامية يف عهد ادلوةل العباسية بطلب من الوزير‬‫سنة‪ ،‬رحل إىل بغداد ّ‬
‫السلجويق نظام املكل‪ .‬يف تكل الفرتةـ اشهُت ر شهر ًة واسع ًة‪ ،‬وصار مقصد ًا لطالب العمل الرشعي من‬
‫مجيع البدلان‪ ،‬حىت بلغ أنه اكن جيلس يف جملسه أكرث من ‪ 400‬من أفاضل الناس وعلامهئم يسمتعون هل‬
‫ويكتبون عنه العمل‪ ]10[.‬وبعد ‪ 4‬سنوات من التدريس قرر اعزتال الناس والتفرغ للعبادة وتربية‬
‫ابلصوفية وكتهبم‪ ،‬خفرج من بغداد خفي ًة يف رحةل طويةل بلغت ‪ 11‬سنة‪ ،‬تنقل‬ ‫نفسه‪ ،‬متأثر ًا بذكل ّ‬
‫خاللها بني دمشق والقدس واخلليل ومكة واملدينة املنورة‪ ،‬كتب خاللها كتابه املشهور إحياء علوم‬
‫ادلين خالص ًة لتجربته الروحية‪ ،‬عاد بعدها إىل بدله طوس متخذ ًا جبوار بيته مدرس ًة للفقهاء‪ ،‬وخانقاه‬
‫(ماكن للتع ّبد والعزةل) للصوفية‪.‬‬

‫نسبته ‪:‬‬

‫الغزايل الطويس النيسابوري‪ ،‬يُكىّن بأيب حامد لودل‬


‫هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أمحد ّ‬
‫"الغزايل" نسبة إىل صناعة الغزل‪ ،‬حيث اكن أبوه يعمل يف تكل‬ ‫هل مات صغري ًا‪ ]9[،‬ويُ َعرف بـ ّ‬
‫الصناعة‪ ،‬ويُنسب أيض ًا إىل "الغ ََزايل" نسبة إىل بدلة غزاةل من قرى طوس‪ ،‬وقد قال عن نفسه‪:‬‬
‫منسوب إىل قرية يُقال لها غزاةل»‪،]11[.‬‬
‫ٌ‬ ‫الغزايل‪ ،‬وإ نّام أان الغ ََزايل‬
‫ولست ّ‬‫الغزايل‪ُ ،‬‬‫«النّاس يقولون يل ّ‬
‫"الغزايل" (بتشديد الزاي) هو املشهور‪ ،‬وهو أ ّ‬
‫حص من نسبته إىل‬ ‫وقد قال ابن خلاكن أن نسبته إىل ّ‬
‫"الغ ََزايل"‪ ]12[،‬ويؤكّد ذكل ما رواه الر ّحآةل ايقوت امحلوي بأن ّه مل يسمع ببدلة الغزاةل يف طوس‪]13[.‬‬
‫كام يُعرف بـ"الطويس" نسبة إىل بدلة طوس املوجودة يف خراسان‪ ،‬واليت تعرف اآلن ابمس مدينة‬
‫مشهد موجودة يف إيران‪ .‬وقد اختلف الباحثون يف أصل الغزايل أعريب أم فاريس‪ ،‬فهناك من ذهب‬
‫عىل أنه من سالةل العرب اذلين دخلوا بالد فارس منذ بداية الفتح اإلساليم‪ ،‬ومن الباحثني من ذهب‬
‫إىل أنه من أصل‬

‫والدته‬

‫الغزايل عام ‪ 450‬هـ املوافق ‪ ،1058‬يف "الطابران" من قصبة طوس‪ ،‬ويه أحد قسمي‬ ‫ودل ّ‬
‫طوس‪ ،‬وقيل بأن ّه ُودل عام ‪ 451‬هـ املوافق ‪ ]7[.1059‬وقد اكنت أرسته فقرية احلال‪ ،‬إذ اكن أابه يعمل‬
‫غري أيب حامد‪ ،‬وأخيه أمحد واذليـ اكن يصغره سنّ ًا‪.‬‬ ‫يف غزل الصوف وبيعه يف طوس‪ ،‬ومل يكن هل أبناء َ‬
‫[‪ ]15‬اكن أبوه مائ ًال للصوفية‪ ،‬ال يألك إال من كسب يده‪ ،‬واكن حيرض جمالس الفقهاء وجيالسهم‪ ،‬ويقوم‬
‫عىل خدمهتم‪ ،‬وينفق مبا أمكنه إنفاقه‪ ،‬واكن كثري ًا يدعو هللا أن يرزقه ابنا وجيعهل فقهي ًا‪ ،‬فاكن ابنه أبو‬
‫حامد‪ ،‬واكن ابنه أمحد واعظ ًا مؤثر ًا يف الناس‪ ]16[.‬وملا قربت وفاة أبهيام‪ ،‬وىّص هبام إىل صديق هل‬
‫متصوف‪ ،‬وقال هل‪ « :‬ن يل لتأسف ًا عظاميً عىل تعمل اخلط وأشهتي استدارك ما فاتين يف َودَل ّي َ‬
‫هذ ْين‬ ‫ّ‬
‫ِإ‬
‫فعلّمهام وال عليك أن تنفذ يف ذكل مجيع ما أخلّفه هلام»‪ ،‬فلام مات أقبل الصو ّيف عىل تعلميهام حىت نفد ما‬
‫خلّفهام هلام أبوهام من األموال‪ ،‬ومل يستطع الصو ّيف اإلنفاق علهيام‪ ،‬عند ذكل قال هلام‪« :‬اعلام أيّن قد أنفقت‬
‫عليكام ما اكن لكام وأان رجل من الفقر والتجريد حبيث ال مال يل فأواسيكام به وأصلح ما أرى لَمكَا أن‬
‫تلجئا ىَل مدرسة أكنكام من طلبة الْعمل فَيحصل لَمكَا قوت يعينكام عىل وقتكام»‪ ،‬ففعال ذكل واكن هو‬
‫ِإ‬
‫الغزايل حَي يك هذا وي ُقول‪« :‬طلبنا الْعمل لغري هللا فأىب أن يكون اّل هلل»‬
‫ّ‬ ‫السبب يف علو درجهتام‪ ،‬واكن‬
‫ِإ‬
‫تعلميه‬

‫ابتدأ طلبه للعمل يف صباه عام ‪ 465‬هـ‪،‬فأخذ الفقه يف طوس عىل يد الشيخ أمحد الراذاكين‪ ،‬مث‬
‫رحل إىل جرجان وطلب العمل عىل يد الشيخ اإلسامعييل (وهو أبو النرص اإلسامعييل حبسب اتج‬
‫ادلين السبيك‪ ،‬بيامن يرى الباحث فريد جرب أنه إسامعيل بن سعدة اإلسامعييل وليس أاب النرص ألنه تويف‬
‫سنة ‪ 428‬هـ قبل والدة الغزايل)‪،‬وقد علّق عليه التعليقة (أي ّدون علومه دون حفظ وتسميع)‪ ،‬ويف‬
‫طريق عودته من جرجان إىل طوس‪ ،‬واهجه ّقطاع طرق‪ ،‬حيث يروي الغزايل قائ ًال‪« :‬قطعت علينا‬
‫الط ِريق وأخذ الع ّيارون مجيع ما معي ومضوا فتبعهتم فالتفت ّإيل مقدّ همم وقال‪ :‬ارجع وحيك و ال هلكت!‬
‫فقلت هل‪ :‬أسأكل ابذلي ترجو السالمة منه أن ترد عيل تعليقيت فقط مفا يه بيشء تنتفعون ِإبه‪ .‬فقال يل‪:‬‬
‫وما يه تعليقتك‪ :‬فقلت‪ :‬كتبت يف تكل اخملالة هاجرت لسامعها وكتابهتا ومعرفة علمها‪ .‬فضحك وقال‪:‬‬
‫كيف تدّ عي أن ّك عرفت علمها وقد أخذانها منك فتجردت من معرفهتا وبقيت بال عمل؟ مث أمر بعض‬
‫أحصابه فسمّل ّيل اخملالة»‪.‬بعد ذكل ّقرر الغزايل الاشتغال هبذه التعليقة‪ ،‬وعكف عليه ‪ 3‬سنوات من‬
‫ِإ‬
‫‪ 470‬هـ إىل ‪ 473‬هـ حىت حفظها‪.‬‬

‫الغزايل إىل نيسابور والزم مام احلرمني أبو املعايل اجلويين (إمام‬
‫ويف عام ‪ 473‬هـ رحل ّ‬
‫ِإ‬
‫الشافعية يف وقته‪ ،‬ورئيس املدرسة النظامية)‪ ،‬فدرس عليه خمتلف العلوم‪ ،‬من فقه الشافعية‪ ،‬وفقه‬
‫اخلالف‪ ،‬وأصول الفقه‪ ،‬وعمل الالكم‪ ،‬واملنطق‪ ،‬والفلسفة‪ ،‬وجدّ واجهتد حىت برع وأحمك لك تكل‬
‫العلوم‪ ،‬ووصفه شيخه أبو املعايل اجلويين بأنه‪« :‬حبر مغ ِدق»‪.‬واكن اجلويين يُظهر اعزتازه ابلغزايل‪ ،‬حىت‬
‫جعهل مساعد ًا هل يف التدريس‪ ،‬وعندما ألف الغزايل كتابه "املنخول يف عمل األصول" قال هل اجلويين‪:‬‬
‫صربت حىت أموت؟‬ ‫َ‬ ‫يح‪ ،‬هاّل‬
‫«دفنتين وأان ّ‬

‫تدريسه ورحالته‬

‫عندما تُويف أبو املعايل اجلويين سنة ‪ 478‬هـ املوافق ‪ ،1085‬خرج الغزايل إىل "العسكر" أي‬
‫"عسكر نيسابور"‪ ،‬قاصد ًا للوزير نظام املكل (وزير ادلوةل السلجوقية)‪ ،‬واكن هل جملس جيمع العلامء‪،‬‬
‫فناظر الغزايل كبار العلامء يف جملسه وغلهبم‪ ،‬وظهر الكمه علهيم‪ ،‬واعرتفوا بفضهل‪ ،‬وتلقوه ابلتعظمي‬
‫والتبجيل‪.‬اكن الوزير نظام املكل زمي ًال للغزايل يف دراسته‪ ،‬واكن هل األثر الكبري يف نرش املذهب‬
‫الشافعي فقه والعقيدة األشعرية السنّية‪ ،‬وذكل عن طريق تأسيس املدارس النظامية املشهورة‪ .‬وقد‬
‫قبل الغزايل عرض نظام املكل ابلتدريس يف املدرسة النظامية يف بغداد‪ ،‬واكن ذكل يف جامدى األوىل‬
‫عام ‪ 484‬هـ املوافق ‪ ،1091‬ومل يتجاوز الرابعة والثالثني من معره‬

‫الغزايل يف بغداد‬

‫وصل الغزايل إىل بغداد يف جامدى األوىل سنة ‪ 484‬هـ‪،‬يف أايم اخلليفة املقتدي بأمر هللا‬
‫ودرس ابملدرسة النظامية حىت ُأجعب به الناس حلسن الكمه وفصاحة لسانه وكامل أخالقه‪.‬‬ ‫العبايس‪ّ ،‬‬
‫وأقام عىل التدريس وتدريس العمل ونرشه ابلتعلمي والفتيا والتصنيف مدّة أربعة سنوات‪ ،‬حىت اتسعت‬
‫شهرته وصار يُش ّد هل ّالرحال‪ ،‬ولُقّب يومئ ٍذ بـ "اإلمام" ملاكنته العالية أثناء التدريس ابلنظامية يف‬
‫يدرس أكرث من ‪ 300‬من الطالب يف‬ ‫بغداد‪،‬ولقّبه نظام املكل بـ "زين ادلين" و"رشف األمئة"‪.‬واكن ّ‬
‫الفقه وعمل الالكم وأصول الفقه‪،‬وحرض جمالسه األمئة الكبارـ اكبن عقيل وأيب اخلطاب وعبد القادر‬
‫اجليالين وأيب بكر بن العريب‪،‬حيث قال أبو بكر بن العريب‪« :‬رأيت الغزايل ببغداد حيرض درسه أربعامئة‬
‫عاممة من أاكبر الناس وأفاضلهم يأخذون عنه العمل»‪،‬‬
‫اهنمك الغزايل يف البحث والاستقصاء والر ّد عىل الفرق اخملالفة جبانب تدريسه يف املدرسة‬
‫النظامية‪ ،‬فألّف كتابه "مقاصد الفالسفة" يبنّي فيه مهنج الفالسفة‪ّ ،‬مث نقده بكتابه "هتافت الفالسفة"‬
‫هماجامً الفلسفة ومب ّين ًا هتافت مهنجهم ّمث تص ّدى الغزايل للفكر الباطين (ومه اإلسامعيلية) اذلي اكن‬
‫منترش ًا يف وقته واذليـ أصبح الباطنيون ذوو ّقوة سياسية‪،‬حىت أهّن م قد اغتالوا الوزير نظام املكل عام‬
‫‪ 485‬هـ املوافق ‪ ،1091‬وتُويف بعده اخلليفة املقتدي بأمر هللا‪ ،‬فلام جاء اخلليفة املستظهر ابهلل طلب‬
‫من الغزايل أن حيارب الباطنية يف أفاكرمه‪ ،‬فألّف الغزايل يف الر ّد علهيم كتب "فضاحئ الباطنية" و"جحّة‬
‫احلق" و"قوامص الباطنية‬

‫رحةل الغزايل‬

‫بعد خوض الغزايل يف علوم الفلسفة والباطنية‪َ ،‬ع َكف عىل قراءة ودراسة علوم الصوفية‪،‬‬
‫وحصب الشيخ الفضل بن محمد الفارمذي (اذلي اكن مقصد ًا للصوفية يف عرصه يف نيسابور‪ ،‬وهو تلميذ‬
‫أبو القامس القشريي)‪.‬‬
‫فتأثر الغزايل بذكل‪ ،‬والحظ عىل نفسه بعده عن حقيقة اإلخالص هلل وعن العلوم احلقيقية‬
‫النافعة يف طريق اآلخرة‪ ،‬وشعر أن تدريسه يف النظامية ميلء حبب الشهرة وال ُع ُجب واملفاسد‪ ،‬عند‬
‫ذكل عقد العزم عىل اخلروج من بغداد‪ ،‬يقول عن نفسه‪:‬‬

‫مث الحظت أحوايل‪ ،‬فإذا أان منغمس يف العالئق‪ ،‬وقد أحدقت يب‬ ‫أبو حامد الغزايل‬
‫من اجلوانب‪ ،‬والحظت أعاميل ‪ -‬وأحسهنا التدريس والتعلمي ‪ -‬فإذا أان فهيا مقبل عىل علوم غري هممة‪،‬‬
‫وال انفعة يف طريق اآلخرة‪ .‬مث تفكرت يف نييت يف التدريس‪ ،‬فإذا يه غري خالصة لوجه هللا لكمة تعاىل‪.‬‬
‫‪ ،png‬بل ابعهثا وحمركها طلب اجلاه وانتشار الصيت‪ ،‬فتيقنت أين عىل شفا جرف هار‪ ،‬وأين قد‬
‫أشفيت عىل النار‪ ،‬إن مل أشتغل بتاليف األحوال‪ ..‬فمل أزل أتردد بني جتاذب شهوات ادلنيا‪ ،‬ودواعيـ‬
‫اآلخرة‪ ،‬قريب ًا من ستة أشهر أولها رجب سنة ‪ 488‬هـ‪ .‬ويف هذا الشهر جاوز األمر حد الاختيار إىل‬
‫الاضطرار‪ ،‬إذ أقفل هللا عىل لساين حىت اعتقل عن التدريس‪ ،‬فكنت أجاهد نفيس أن أدرس يوم ًا‬
‫واحد ًا تطييب ًا لقلوب اخملتلفة إيل‪ ،‬فاكن ال ينطق لساين بلكمة واحدة وال أستطيعها البتة‪ .‬مث ملا‬
‫أحسست بعجزي‪ ،‬وسقط ابللكية اختياري‪ ،‬التجأت إىل هللا التجاء املضطر اذلي ال حيةل هل‪ ،‬فأجابين‬
‫اذلي جييب املضطر إذا دعاه‪ ،‬وسهل عىل قليب اإلعراض عن اجلاه واملال واألهل والودل واألحصاب‬
‫أبو حامد الغزايل‬
‫‪.‬‬

‫فاكن خروجه من بغداد يف ذي القعدة سنة ‪ 488‬هـ‪ ،‬وقد ترك أخاه أمحد ّ‬
‫الغزايل ماكنه يف‬
‫التدريس يف النظامية يف بغداد‪ .‬وقد خرج إىل الشام قاصد ًا اإلقامة فهيا‪ُ ،‬مظه َِر ًا أنه متّجه إىل مكة ّ‬
‫للحج‬
‫حذر ًا أن يعرف اخلليفة فمينعه من السفر إىل الشام‪.‬فوصل دمشق يف نفس العام‪،‬ومكث فهيا قرابة‬
‫السنتني ال شغل هل إال العزةل واخللوة‪ ،‬واجملاهدة‪ ،‬اشتغا ًال بزتكية النفس‪ ،‬وهتذيب األخالق‪ .‬فاكن‬
‫يعتكف يف مسجد دمشق‪ ،‬يصعد منارة املسجد طول الهنار‪ ،‬ويغلق عىل نفسه الباب‪،‬واكن يكرث‬
‫اجللوس يف زاوية الشيخ نرص املقديس يف اجلامع األموي واملعروفة اليوم بـ "الزاوية الغزالية" نسب ًة‬
‫إليه‪.‬بعد ذكل رحل الغزايل إىل القدس واعتكف يف املسجد األقىص وقبة الصخرة‪ .‬مث ارحتل وزار‬
‫مدينة اخلليل يف فلسطني‪ ،‬وما لبث أن سافر إىل مكة واملدينة املنورة ألداء فريضة احلج‪ ،‬مث عاد إىل‬
‫بغداد‪ ،‬بعد أن قىض ‪ 11‬سنة يف رحلته‪،‬ألّف خاللها أعظم كتبه "إحياء علوم ادلين"‪ ،‬وقد استقر أمره‬
‫عىل الصوفية‪.‬‬

‫وحبسب اتج ادلين السبيك وابن اجلوزي وغريهام‪،‬ـ فإن الغزايل خرج أو ًال من بغداد إىل احلج‬
‫سنة ‪ 488‬هـ‪ ،‬مث عاد مهنا إىل دمشق فدخلها سنة ‪ 489‬هـ‪ ،‬فلبث فهيا أايم ًا‪ ،‬مث تو ّجه إىل القدس‪،‬‬
‫جفاور فهيا مدّ ة‪ ،‬مث عاد وبقي يف دمشق معتكف ًا يف جامعها‪ ،‬مث رحل وزار اإلسكندرية يف مرص‪،‬‬
‫واس ّمتر جيول يف البدلان ويزور املشَ اهد َويَطوف عىل املساجد حىت عاد إىل بغداد للتدريس فهيا‬

‫عودته اىل طوس‬

‫الغزايل عىل العودة إىل بغداد‪ ،‬فاكن ذكل يف ذي‬ ‫بعد قرابة ‪ 11‬سنة من العزةل والتنقّل‪ ،‬عزم ّ‬
‫القعدة سنة ‪ 499‬هـ‪،‬ومل يدم طوي ًال حىت أمكل رحلته إىل نيسابور ومن ّمث إىل بدله طوس‪ ،‬وهناك مل‬
‫فدرس فهيا مدة‬ ‫يلبث أن استجاب إىل رأيـ الوزير خفر املكل للتدريس يف نظامية نيسابور مكره ًا‪ّ ،‬‬
‫قليةل‪ ،‬وما لبث أن ُقتل خفر ادلين املكل عىل يد الباطنية‪ ،‬من مث ّ رحل الغزايل مرة أخرى إىل بدله‬
‫طابران يف طوس‪ ،‬وسكن فهيا‪ ،‬متخذ ًا جبوار بيته مدرسة للفقهاء وخانقاه (ماكن للتع ّبد والعزةل)‬
‫ووزع أوقاته عىل وظائف من خمت القرآن وجمالسة الصوفية والتدريس لطلبة العمل وإ دامة‬ ‫للصوفية‪ّ ،‬‬
‫الصالة والصيام وسائر ال ِع َبادات‪،‬كام حصّح قراءة أحاديث حصيح البخاري وحصيح مسمل عىل يد الشيخ‬
‫معر بن عبد الكرمي بن سعدويه الروايس‪ ]31[.‬يروي بعض الناس حال الغزايل عند دخوهل بغداد أول‬
‫مرة‪ ،‬وحال دخوهل إايها بعد رحلته‪ ،‬فعن أيب منصور الرزاز الفقيه‪ ،‬قال‪« :‬دخل أبو حامد بغداد‪،‬‬
‫فقومنا ملبوسه مخسة عرش‬ ‫فقومنا ملبوسه ومركوبه مخسامئة دينار‪ .‬فل ّما تزهد وسافر وعاد إىل بغداد‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫قرياط ًا» وعن أنورشوان (واكن وزير ًا للخليفة) أنه زار الغزايل فقال هل الغزايل‪« :‬زمانك حمسوب عليك‬
‫وأنت اكملستاجر فتوفرك عىل ذكل أوىل من زايريت» خفـرج أنورشوان وهو يقول‪« :‬ال إهل إال هللا‪ ،‬هذا‬
‫اذلي اكن يف أول معره يسزتيدين فضل لقب يف ألقابه‪ ،‬اكن يلبس اذلهب واحلرير»‬

‫وفاته‬
‫الغزايل إىل طوس‪ ،‬لبث فهيا بضع سنني‪ ،‬وما لبث أن تُويف يوم االثنني ‪14‬‬‫بعد أن عاد ّ‬
‫جامدى اآلخرة ‪ 505‬هـ‪ ،‬املوافق ‪ 19‬ديسمرب ‪1111‬م‪ ،‬يف "الطابران" يف مدينة طوس‪،‬ومل يعقب إال‬
‫البنات‪ .‬روى أبو الفرج بن اجلوزي يف كتابه "الثبات عند املامت"‪ ،‬عن أمحد (أخو الغزايل)‪« :‬ملا اكن‬
‫يوم اإلثنني وقت الصبح توضأ أيخ أبو حامد وصىّل ‪ ،‬وقال‪ّ :‬‬
‫"عيل ابلكفن"‪ ،‬فأخذه وقبّهل‪ ،‬ووضعه عىل‬
‫عينيه وقال‪" :‬مسع ًا وطاعة لدلخول عىل املكل"‪ ،‬مث م ّد رجليه واستقبل القبةل ومات قبل اإلسفار»‪.‬‬
‫وص‪ .‬فقال‪« :‬عليك ابإلخالص» فمل يزل يكررها حىت‬ ‫وقد سأهل قبيل املوت بعض أحصابه‪ ،:‬فقالوا هل‪ :‬أ ِ‬
‫مات‪]20[.‬‬

‫وأما عن تعيني قربه‪ ،‬فقد روى اتج ادلين السبيك بأن ّ‬


‫الغزايل دُفن يف مقربة "طابران"‪ ،‬وقربه‬
‫للغزايل‪ ،‬إال أنه حديث ًا مت اكتشاف ماكن يف‬
‫هناك ظاهر وبه مزار‪ .‬أ ّما حالي ًا فال يُعرف قرب ظاهر ّ‬
‫الغزايل‪[،‬ـ‪ ]33‬واذليـ أمر رئيس الوزراء الرتيك‬‫طوس قرب مدينة مشهد يف إيران حيث يُعتقد بأنه قرب ّ‬
‫رجب طيب أردوغان إبعادة إعامره خالل زايرته إىل إيران يف ديسمرب ‪.2009‬وقد ادّعى الشيخ فاضل‬
‫الربزجنيـ بأن قرب الغزايل موجود يف بغداد وليس يف طوس‪ ،‬بيامن يؤكد أستاذ التارخي جبامعة بغداد‬
‫ادلكتور محيد جميد هدو‪ ،‬ابإلضافة للوقف السين يف العراق بأن قربه يف طوس‪ ،‬وأن ما يتناقهل الناس‬
‫حول دفن الغزايل ببغداد‪ ،‬جمرد ومه شاع بني العراقيني‪،‬حيثـ أن املدفون يف بغداد هو خشص صويف‬
‫يلقب ابلغزايل وهو مؤلف كتاب "كشف الصدا وغسل الرام"‪ ،‬وجاء إىل بغداد قبل حنو ثالثة قرون‪،‬‬
‫وبعد فرتة من وفاته جاء من قال إن هذا قرب الغزايل‪ ،‬وهو ومه كبري وقع فيه الناس‪.‬‬

‫الغزايل حني مات أبو املظفر األبيوردي إذ قال‪:‬‬


‫وقد رىث ّ‬

‫من لك يَح ّ َع ِظمي الْقدر أرشفه‬ ‫بَىَك عىل جحَّة ا ْساَل م ِحني ثوى‬
‫عىل أيب َحا ِمد اَل َح يعنفه‬ ‫فَ َما ملن ميرتي يِفِإْل هللا عربته‬
‫فالطرف تسهره وادلمع تزنفه‬ ‫ِتكْل َ الرزية تستويه قوي جدلي‬
‫َو َما هَل ُ ُشهْب َة يِف الْعمل تعرفه‬ ‫فَ َماهل خهل يِف ّالزهْد تنكره‬
‫من اَل ن َِظري هَل ُ يِف النَّاس خيلفه‬ ‫مىض فأعظم َم ْف ُقود جفعت ِب ِه‬

‫وقال فيه أيض ًا القايض عبد املكل بن أمحد بن َحم ّمد بن امل َعاىف‪:‬‬

‫فَىت مل يوال الْحق من مل يواهل‬ ‫بَ َك ْيت بعيين وامج الْقلب واهل‬
‫َوقلت جلفين واهل َّمث واهل‬ ‫وسيبت دمعا َطال َما قد َحبسته‬
‫صدى ادلّ ين َوا ْساَل م وفْق مقاهل‬ ‫َأاَب َحا ِمد ُمحي الْ ُعلُوم َومن ب َ ِقي‬
‫ِإْل‬
‫كتبه و فلسفته ( تفاهة الفالسفه )‬

‫اكنت الفلسفة يف عرص أيب حامد الغزايل قد أثرت يف تفكري الكثريين من أذكياء عرصه‬
‫وسلوكهم‪ ،‬وأدىـ ذكل إىل التشكيك يف ادلين اإلساليم والاحنالل يف األخالق‪ ،‬والاضطراب يف‬
‫السياسة‪ ،‬والفساد يف اجملمتع‪.‬فتصدّى أبو حامد الغزايل هلم بعد أن عكف عىل دراسة الفلسفة ألكرث من‬
‫سنتني‪ ،‬حىت استوعهبا وفهمها‪ ،‬وأصبح كواحد من كبار رجالها‪ ،‬يقول عن نفسه‪« :‬مث إين ابتدأت بعد‬
‫الفراغ من عمل الالكم بعمل الفلسفة‪ ،‬وعلمت يقين ًا أنه ال يقف عىل فساد نوع من العلوم‪ ،‬من ال يقف‬
‫عىل منهتى ذكل العمل‪ ،‬حىت يساوي أعلمهم يف أصل ذكل العمل‪ ..‬فشمرت عن ساق اجلد يف حتصيل‬
‫ذكل العمل من الكتب‪ ..‬مث مل أزل أواظب عىل التفكر فيه بعد فهمه قريب ًا من سنة أعاوده وأردده وأتفقد‬
‫غوائهل وأغواره‪ ،‬حىت َّاطلعت عىل ما فيه من خداع‪ ،‬وتلبيسـ وحتقيق وختييل‪ ،‬واطالع ًا مل أشك‬
‫فيه»‪،‬وألّفـ يف ذكل كتابه "مقاصد الفالسفة" مب ّين ًا مهنجهم‪ .‬مث بعد ذكل وصل إىل نتيجته قائ ًال‪« :‬فإين‬
‫رأيهتم أصناف ًا‪ ،‬ورأيت علوهمم أقسام ًا ومه ‪ -‬عىل كرثة أصنافهم ‪ -‬يلزهمم ومصة الكفر واإلحلاد‪ ،‬وإ ن اكن‬
‫بني القدماء مهنم واألقدمني‪ ،‬وبني األواخر مهنم واألوائل‪ ،‬تفاوت عظمي‪ ،‬يف البعد عن احلق والقرب‬
‫منه»‪.‬‬

‫تناول الغزايل الفلسفة ابلتحليل التفصييل‪ ،‬وذكر أصنافهم وأقساهمم‪ ،‬وما يستحقون به من‬
‫التكفري حبسب رأيه‪ ،‬وما ليس من ادلين‪ ،‬بذكل اع ُترب الغزايل أول عامل ديين يقوم هبذا التحليل العلمي‬
‫للفلسفة‪ ،‬وأول عامل ديين يصنّف يف علوهمم التجريبية النافعة‪ ،‬ويعرتف بصحة بعضها‪.‬إذ ّقسم الغزايل‬
‫علوم فالسفة اليوانن إىل العلوم الرايضية‪ ،‬واملنطقيات‪ ،‬والطبيعيات‪ ،‬واإللهيات‪ ،‬والسياسات‪،‬‬
‫واألخالقيات‪ ،‬واكن أكرث انتقاد الغزايل وجهومه عىل الفالسفة ما يتعلق ابإللهيات‪ ،‬إذ اكن فهيا أكرث‬
‫أغاليطهم حبسب الغزايل‪ ،‬وقد كفّر[؟] الغزايل فالسفة اإلسالم املتأثرين ابلفلسفة اليواننية يف ‪3‬‬
‫مسائل‪ ،‬وبدّعهم يف ‪ 17‬عرش مسأةل‪ ،‬وألّف كتا ًاب خمصوص ًا للرد علهيم يف هذه ال ‪ 20‬مسأةل ّمساه‬
‫"هتافت الفالسفة"‪،‬وفيه هامج الفالسفة بشلك عام والفالسفة املسلمون بشلك خاص‪ ،‬وخاصة ابن‬
‫سينا والفارايب[؟]ـ فقد هامجهم جهوم ًا شديد ًا‪ ،‬ويُقال إنه قىض عىل الفلسفة العقالنية يف العامل العريب‪،‬‬
‫منذ ذكل الوقت ولعدة قرون متواصةل‪.‬جفاء بعده ابن رشد فرد عىل الغزايل يف كتابني أساسيني هام‬
‫"فصل املقال فامي بني احلمكة والرشيعة من االتصال"‪ ،‬مث "هتافت الهتافت"‪.‬‬

‫وحبسب الباحثني أمثال يوسف القرضاوي وعباس محمود العقاد‪ ،‬فإن الغزايل يُع ّد يف كثري من‬
‫نظرايته النفس ّية والرتبوية والاجامتعية صاحب فلسفة ممتزّي ة‪ ،‬وهو يف بعض كتبه أقرب إىل متثيل‬
‫رصح به كثريون من العرب‬ ‫فلسفة إسالمية‪ ،‬وأنه فيلسوف ابلرمغ من عدم كونه يريد ذكل‪،‬وهذاـ ما ّ‬
‫والغربيني‪ ،‬حىت قال الفيلسوف املشهور رينان‪« :‬مل تنتج الفلسفة العربية فكر ًا مبتكر ًا اكلغزايل»‪،‬وقد‬
‫رأى كثري من علامء املسلمني قدمي ًا أن الغزايل رمغ حربه للفلسفة‪ ،‬مل يزل متأثر ًا هبا‪ ،‬حىت قال تلميذه أبو‬
‫بكر بن العريب‪« :‬شيخُنا أبو حامد‪ :‬بَلَ َع الفالسف َة‪ ،‬وأرادـ أن يتقيَّأمه مفا استطاع‬

‫هتافت الفالسفة‬
‫هو كتاب اإلمام الغزايل‪ .‬اعترب البعض هذا الكتاب رضبة ملا وصفه البعض ابستكبار الفالسفة‬
‫وادعاهئم التوصل إىل احلقيقة يف املسائل الغيبية بعقوهلم‪ ،‬أعلن الغزايل يف كتابه هتافت الفالسفة فشل‬
‫الفلسفة يف إجياد جواب لطبيعة اخلالق ورصح أنه جيب أن تبقى مواضيع اهامتمات الفلسفة يف املسائل‬
‫القابةل للقياس واملالحظة مثل الطب والرايضيات والفكل واعترب الغزايل حماوةل الفالسفة يف إدراك‬
‫يشء غري قابل لإل دراك حبواس اإلنسان منافيا ملفهوم الفلسفة أساسا‪ .‬خلص الغزايل يف كتاب هتافت‬
‫الفالسفة إىل فكرة أنه من املستحيل تطبيق قوانني اجلزء املريئ من اإلنسان لفهم طبيعة اجلزء املعنوي‬
‫وعليه فإن الوسيةل املثىل لفهم اجلانب الرويح جيب أن تمت بوسائل غري فزيايئية‬

‫اكن الغزايل أول الفالسفة املسلمني اذلين أقاموا صلحا بني املنطق والعلوم اإلسالمية حني بني أن‬
‫أساسيات املنطق اليوانين ميكن أن تكون حمايدة ومفصوةل عن التصورات امليتافزييقية اليواننية‪ .‬توسع‬
‫الغزايل يف هذا الكتاب يف رشح املنطق واستخدمه يف عمل أصول الفقه‪ ،‬لكنه شن جهوما عنيفا عىل‬
‫الرؤى الفلسفية للفالسفة املسلمني املشائني اذلين تبنوا الفلسفة اليواننية‪ .‬اعترب الغزايل حماوةل الفالسفة‬
‫يف إدراك يشء غري قابل لإل دراك حبواس اإلنسان منافيا ملفهوم الفلسفة من األساس‪ .‬رد عليه الحقا ابن‬
‫رشد يف كتابه هتافت الهتافت‪.‬‬

‫وبقول الغزايل يف بداية الكتاب‪:‬‬

‫ابتدأت لتحرير هذا الكتاب‪ ،‬ردًا عىل الفالسفة القدماء‪ ،‬مبينًا هتافت‬ ‫هتافت الفالسفة‬
‫عقيدهتم‪ ،‬وتناقض لكمهتم‪ ،‬فامي يتعلق ابإللهيات‪ ،‬واكش ًفا عن غوائل مذههبم‪ ،‬وعوراته اليت يه عىل‬
‫التحقيق مضاحك العقالء‪ ،‬وعربة عند األذكياء‪ .‬أعين‪ :‬ما اختصوا به عن امجلاهري وادلهامء‪ ،‬من فنون‬
‫العقائد واآلراء هتافت الفالسفة‬
‫كام و يُوحّض يف املقدمة الثالثة للكتاب أنه يتوجه به بشلك خاص إىل من ُأ ِهبر ابلفالسفة حىت ّ‬
‫ظن أن‬
‫أفاكرمه واستنباطاهتم نقية من التناقض‪ ،‬ف ُيظهر تناقض مسالكهم وأدلهتم عىل معتقداهتم وهيدهما‪ ،‬وهو‬
‫بذكل ال ي ّدعي تصحيح فلسفاهتم أو بناء فلسفة بديةل‪.‬‬

‫أان ال أدخل يف الاعرتاض علهيم إال دخول ُمطا ِل ٍب ُمن ِكر‪ ،‬ال دخول ُمدّ عٍ‬ ‫هتافت الفالسفة‬

You might also like