Professional Documents
Culture Documents
ج3 العمارة الاسلامية د حيدر ناجي
ج3 العمارة الاسلامية د حيدر ناجي
ج3 العمارة الاسلامية د حيدر ناجي
ان ﻤﻔﻬوم اﻷﺜر ﻟﻌﺎﻤﻞ اﻟمكﺎن ﻓﻲ ﻤجﺎل اﻟﻌمﺎرة واﻟﻌمران �ﻘسـ ــمﻬﺎ اﻟﻰ ﻗسـ ــمین :اﻻول� :مثﻞ اﻻﺜر اﻟطبیﻌﻲ وﺘشـ ــمﻞ اﻟﻌﺎﻤﻠین
اﻟجﻐراﻓﻲ واﻟمنﺎﺨﻲ ،و�ﻞ ﻤﺎ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ �خصـ ـ ــﺎﺌص اﻟموﻗﻊ ،واﻟثﺎﻨﻲ :اﻻﺜر اﻟحض ـ ـ ـﺎري و�شـ ـ ــمﻞ �ﻞ ﻤﺎﯿتﻌﻠق �ﺎﻟجواﻨب اﻟدﯿنیﺔ
واﻻﺠتمﺎﻋیﺔ واﻟثﻘﺎﻓیﺔ وﺤتﻰ اﻟجواﻨب اﻟسـ ــیﺎﺴـ ــیﺔ واﻻﻗتصـ ــﺎد�ﺔ ،وﻫذﯿن اﻟﻌﺎﻤﻠین ﻤرﺘبطین ﻤﻊ �ﻌضـ ــﻬمﺎ اﻟبﻌض ﺒروا�ط وﺜیﻘﺔ،
واﻟﻰ ذﻟك �ش ـ ـ ـ ـ ــیر اﺒن ﺨﻠدون اﻟﻰ اﻻﺨتﻼﻓﺎت اﻟتﻲ ﺘنش ـ ـ ـ ـ ــﺄ ﺒین ﺴ ـ ـ ـ ـ ــكﺎن اﻻﻗﺎﻟیم اﻟمختﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟجﺎﻨب اﻟمﺎدي �ﺎﻟخﻠﻘﺔ واﻟﻬیئﺔ
اﻟجســمﺎﻨیﺔ واﻟجﺎﻨب اﻟمﻌنوي ﻤن ﻨﺎﺤیﺔ اﻟطبﺎع واﻟتصــرﻓﺎت واﻟســﻠو�یﺎت اﻨمﺎ ﺘؤﺸــر اﻟﻰ ظﺎﻫرة اﻻرﺘبﺎط ﺒین ﺴــﻠو�یﺎت اﻟبشــر
واﻟبیئﺔ اﻟجﻐراﻓیﺔ اﻟمحیطﺔ ﺒﻬم� .مﺎ أن ﻟكﻞ أﻤﺔ ﻋﻘﻠیﺔ ﺨﺎﺼ ـ ــﺔ ﺒﻬﺎ �مﺎ أن ﻟكﻞ أﻤﺔ ﻨﻔس ـ ــیﺔ ﺘمیزﻫﺎ ﻋن ﺴ ـ ــمﺎت اﻻﻤم اﻻﺨرى
ﺘبﻌﺎ ﻟبیئتﻬﺎ وطبیﻌﺔ ﻤحیطﻬﺎ.
واذا � ـﺎن ﻫــذا اﻷﺜر اﻟبــﺎﻟﻎ ﻟﻠجﻐراﻓیــﺎ واﻟبیئــﺔ اﻟطبیﻌیــﺔ ﻋﻠﻰ طبیﻌــﺔ اﻟمجتمﻊ ﻓمن اﻟطبیﻌﻲ ان �كون ﻟﻬمــﺎ اﻷﺜر ﻋﻠﻰ اﻟﻌمــﺎرة
وﻤخرﺠﺎﺘﻬﺎ �ﺎﻋتبﺎرﻫﺎ ﻤخرج ﻤن ﻤخرﺠﺎت اﻟمجتمﻊ وﻤﻌبرة ﻋن ﺤﺎﺠﺎﺘﻪ وﺘطﻠﻌﺎﺘﻪ وﺤضـ ــﺎرﺘﻪ .اذ أن ﻟﻠﻌمﺎرة اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ إظﻬﺎر
ﻗیم اﻟمجتمﻊ واﻹرث اﻟحضــﺎري وﺘشــكیﻞ اﻟحیﺎة اﻟیوﻤیﺔ وذﻟك ﻤن ﺨﻼل اﻋطﺎء اﻟترﻤیز اﻟحضــﺎري .ﻓﻠﻠﻌمﺎرة اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ إظﻬﺎر
اﻟحیﺎة اﻟیوﻤیﺔ وﺘجس ــید اﻟوﻀ ــﻊ اﻟذي �ش ــكﻞ ﺠزء ﻤن اﻟتواﺼ ــﻞ اﻟحض ــﺎري ،اﻻﻤر اﻟذي ﻻ ﯿتحﻘق ﻤﻊ �ﺎﻗﻲ اﻟﻔنون وذﻟك ﻟﻌدم
ارﺘبﺎطﻬﺎ �حیﺎة اﻻﻨسـ ـ ـ ــﺎن �صـ ـ ـ ــورة ﯿوﻤیﺔ وﻤسـ ـ ـ ــتمرة .ﻟذﻟك ﺘﻌتبر اﻟﻌمﺎرة ﻫﻲ أم اﻟﻔنون ﻟﻌﻼﻗتﻬﺎ اﻟوﺜیﻘﺔ �ﺎﻻﻨسـ ـ ـ ــﺎن واﺤتیﺎﺠﺎﺘﻪ
وﺘطﻠﻌﺎﺘﻪ.
ﻤن �ﻞ ﻤﺎ ﺘﻘدم ﻨﻌﻠم �ﺄن ﻟﻌﺎﻤﻞ اﻟمكﺎن اﻷﺜر اﻟذي ﻻ �مكن اﻨكﺎرﻩ ﻋﻠﻰ ا�ﺔ ﻋمﺎرة �ﺄﻋتبﺎرﻩ �مثﻞ ﻋﺎﻤﻞ اﻟثبﺎت ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒﻞ
ﻤتﻐیرات اﻟزﻤﺎن .وﻫﻲ ﺘتمثﻞ �جﺎﻨبین ﻫمﺎ :اﻟﻌﺎﻤﻞ اﻟمكﺎﻨﻲ اﻟحضﺎري و اﻟﻌﺎﻤﻞ اﻟمكﺎﻨﻲ اﻟبیئﻲ.
و�خﻼﺼﺔ:
ﻛﻞ ﻤﺎ ﺘﻘدم �ﺎن ﯿﻬدف ﻟتوﻀـ ــیﺢ أن �ﻞ ﺤضـــﺎرة ﻫﻲ ﺤصـ ــیﻠﺔ ﻟثﻼﺜﺔ ﻋنﺎﺼـ ــر :اﻟﻘیمﺔ واﻻدراك واﻟﻌﻠم� .حیث ﺘكون ﻤتﻘوﻤﺔ
�ﺎﻤتزاﺠﻬﺎ ﺒبﻌضـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ اﻟبﻌض ،وﺘﻌد ﻫذﻩ اﻟﻌنﺎﺼـ ـ ـ ـ ــر أ�ﻌﺎداً ﺜﻼﺜﺔ ﻟكﻞ ﺤضـ ـ ـ ـ ــﺎرة ،ووﺠودﻫﺎ ﻓﻲ اﻟمجتمﻊ اﻟذي ﯿوﻟد ﻓﻲ اطﺎر
ﺤضﺎرة ﻤﺎ ﻫو وﺠود ﻤشﺎع �مراﺘب ﻤتﻔﺎوﺘﺔ.
2
ﻗﺳم ھﻧدﺳﺔ اﻟﻌﻣﺎرة /ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛرﺑﻼء ﻣﺣﺎﺿرات اﻟﻌﻣﺎرة اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ
د .ﺣﯾدر ﻧﺎﺟﻲ ﻋطﯾﮫ ج3 اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟراﺑﻌﺔ
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
ﻋرﻓنﺎ ﻤن اﻟمحﺎﻀ ـرة اﻟســﺎ�ﻘﺔ وﻫنﺎ �ذﻟك أن اﻟحضــﺎرة �ســﺎط ﻨســجتﻪ وﺘنســجﻪ أﯿدي أﻤم �ثیرة؛ إذ أﻨﻬﺎ ﻤتواﺼــﻠﺔ اﻟﻌطﺎء ،و�ن
ﻗیمﺔ �ﻞ أﻤﺔ ﻓﻲ ﻤیزاﻨﻬﺎ �سـ ــﺎوي ﻤﺎ ﻗدﻤتﻪ ﻤطروﺤﺎ ﻤنﻪ ﻤﺎ أﺨذﺘﻪ ﻤن اﻟحضـ ــﺎرات اﻟتﻲ ﺴـ ــبﻘتﻬﺎ ،وﻻ �مكن إﻨكﺎر أن اﻟحضـ ــﺎرة
اﻟﻌر�یﺔ اﻹﺴﻼﻤیﺔ أﺨذت ﻤن ﺤضﺎرات ﺴبﻘتﻬﺎ ،ﻓﺈﻨﻪ أ�ضﺎ ﻻ ﯿنكر أﻨﻬﺎ واﺼﻠت اﻟﻌطﺎء.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟمضمﺎر ﻓیذ�ر ﻓﻲ اﻟمصﺎدر اﻟتﺎر�خیﺔ أن اﻟمسﻠمون ﻗد أﻗﺎﻤوا ﺼروﺤﻬم اﻟمﻌمﺎر�ﺔ �ﺎﻻﻋتمﺎد ﻓﻲ اﻟبدا�ﺎت ﻋﻠﻰ
اﻟمﻬندﺴــین واﻟبنﺎﺌین واﻟصــنﺎع اﻹﻏر�ق واﻟبیزﻨطیین واﻟﻔرس واﻟﻘبط وﻏیرﻫم ،ﻓﺈﻨﻬم ﻗد اﺴــتطﺎﻋوا �ﻌد ذﻟك أن �ﻘدﻤوا ﻟﻠبشـر�ﺔ ﻓنﺎ
ﻤتﻔردا أﺼیﻼ ﯿنطق ﺒبراﻋتﻬم اﻟمتمیزة وﻋبﻘر�تﻬم .
وﻤن اﻟجدﯿر �ﺎﻟذ�ر أن اﻟﻌمﺎرة ﻋند اﻟمس ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠمین اﻫتمت �جزء ﻤن أوﻟو�ﺎﺘﻬﺎ �ﺎﻟحﺎﺠﺔ اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ ﻟﻠمســـــــــﻠمین ﻓكﺎﻨت اﻟمبﺎﻨﻲ
اﻟمﻌمﺎر�ﺔ ﻨموذﺠﺎ ﻤبﺎﺸـ ار ﻟتﻠبیﺔ اﻟوظیﻔﺔ اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ ﺒتداﺨﻞ ﻤﻊ اﻟثﻘﺎﻓﺔ وﺤســب اﻹﻗﻠیم اﻟذي �ﻪ اﻹﺴــﻼم وﻟكن �مضــمون واﺤد،
ﻤمﺎ أدى إﻟﻰ ﺘﻼﺤم اﻹﻨسـ ــﺎن اﻟمسـ ــﻠم ﻤﻊ ﺒیئتﻪ وﺸـ ــﻌورﻩ �ﺎﻻﻨتمﺎء اﻟكﺎﻤﻞ إﻟﻰ ﻤحیطﻪ و�یئتﻪ اﻟمبنیﺔ .وﻟمﺎ اﺴـــتطﺎع اﻟمﻌمﺎري
اﻟمســـــــﻠم اﻟســـــــیطرة ﻋﻠﻰ اﻟﻔراغ واﻟحیز ،ﺨضـــــــﻌت اﻷﺒنیﺔ اﻟمﻌمﺎر�ﺔ إﻟﻰ ﻋدة ﻤراﺤﻞ ﻤن اﻟتطو�ر واﻟتﻲ �ﺎﻨت ﻤن اﻟمروﻨﺔ
اﻟكﺎﻓیﺔ ﻟتﻠﻘﻲ أي إﻀـــﺎﻓﺔ وظیﻔیﺔ أو ﺸـــكﻠیﺔ أو رﻤز�ﺔ ،وﻤثﺎل ذﻟك ﻤﺎ ﺘم إدﺨﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟمس ــجد ﻤن ﻓراﻏﺎت وﻋنﺎﺼ ــر ﻤﻌمﺎر�ﺔ
ﺘﻔصـ ـ ـ ـ ــیﻠیﺔ واﻻﻨدﻤﺎج اﻟتﺎم ﻤﺎ ﺒین اﻟسـ ـ ـ ـ ــﺎﺒق واﻟحﺎﻀـ ـ ـ ـ ــر وﻤﺎ ﺒین اﻟداﺨﻞ واﻟخﺎرج دون اﻟتﻘﻠیﻞ ﻤن أﻫمیﺔ اﻟرﻤز�ﺔ واﻟسـ ـ ـ ـ ــیمیﺎﺌیﺔ
)اﻟدﻻﻟیﺔ( اﻟتﻲ ﻋمﻘت اﻟمﻔﺎﻫیم اﻟروﺤﺎﻨیﺔ ﻋﻠﻰ ﻤر اﻟﻌصور.
و�ﺎﻟرﻏم ﻤن ﺘنوع اﻷﻨمﺎط اﻟمﻌمﺎر�ﺔ ﻋند اﻟمسﻠمین ،إﻻ أن اﻟﻌمﺎرة ﻟم ﺘﻐﻔﻞ ﻋن إﻋطﺎء اﻟبیئﺔ واﻟمحیط اﻟحضري اﻟﻘدر اﻟكﺎف
ﻤن اﻟتمیز ﺤیث أﺼبﺢ اﻟنسیﺞ اﻟحضري �حد ذاﺘﻪ ﻟﻠمدﯿنﺔ اﻹﺴﻼﻤیﺔ �ﻌداً ﺠدﯿداً اﺸتق ﻤن ﻤﻌﺎﻨﻲ اﻟتكﺎﻓﻞ واﻟوﺤدة ﺒتﻠﻘﺎﺌیﺔ
وﺴﻼﺴﺔ ﻤمﺎ أﺘﺎح اﻟمز�د ﻤن اﻟتجسید اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟمﻌﺎﻨﻲ اﻹﺴﻼم ﺤتﻰ ﻋﻠﻰ ﻤستوى اﻟحﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟبیئﺔ ،ﻓتشكﻠت ﺒیئﺔ اﻟمسﻠم ﻤن
ﻤجموع ﻤﻌطیﺎت ﺤیﺎﺘﻪ اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ واﻟثﻘﺎﻓیﺔ واﻟسیﺎﺴیﺔ ﻤمﺎ اﻨﻌكس ﻋﻠﻰ اﻟﻌمران ﻟمدﯿنتﻪ وﻨسیجﻬﺎ اﻟحضري.
وﻟﻘد ﺘمیزت اﻟمدﯿنﺔ اﻹﺴ ـ ـ ــﻼﻤیﺔ �ﻌدد ﻤن اﻟخص ـ ـ ــﺎﺌص اﻟتﻲ ﻤكنتﻬﺎ ﻤن اﻻﺴ ـ ـ ــتم ارر�ﺔ واﻟتواﺼ ـ ـ ــﻞ ﻤﻊ اﻹﻨس ـ ـ ــﺎن ﻤحور اﻟحدث
اﻷﺴــﺎﺴــﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟمدﯿنﺔ ،ﺤیث اﻟخصــوﺼــیﺔ واﻟرﻤز�ﺔ وﻤنظوﻤﺔ اﻟﻔراغ اﻟداﺨﻠﻲ واﻟخﺎرﺠﻲ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟیوﻤیﺔ اﻟتﻲ ﻻ ﺘحصــﻰ
ﺠراء اﻟﻬیكﻠیﺔ اﻟﻌضو�ﺔ اﻟبنیو�ﺔ اﻟتﻲ ﺘتمتﻊ ﺒﻬﺎ ﻤﻌظم اﻟمدن اﻹﺴﻼﻤیﺔ وﻏیرﻫﺎ ﻤن اﻟخصﺎﺌص ،اﻟتﻲ ﻤكنتﻬﺎ ﻤن ﺘشكیﻞ ﺤﻠﻘﺔ
وﺼــﻞ ﻤﻊ اﻹﻨســﺎن وﺜﻘﺎﻓتﻪ� .ﻞ ذﻟك أدى إﻟﻰ ﺘمیز ﻫذﻩ اﻟمدن واﺴــتم ارر�تﻬﺎ ﻋبر اﻟحﻘب اﻟمختﻠﻔﺔ وﻤكنتﻬﺎ ﻤن اﻟمروﻨﺔ اﻟكﺎﻓیﺔ
ﻻﺴتﻘبﺎل اﻟثﻘﺎﻓﺎت اﻟمختﻠﻔﺔ واﻟتواﺼﻞ ﻤﻌﻬﺎ واﺤتواﺌﻬﺎ.
3
ﻗﺳم ھﻧدﺳﺔ اﻟﻌﻣﺎرة /ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛرﺑﻼء ﻣﺣﺎﺿرات اﻟﻌﻣﺎرة اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ
د .ﺣﯾدر ﻧﺎﺟﻲ ﻋطﯾﮫ ج3 اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟراﺑﻌﺔ
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
ﺤمﻠ ـ ـ ــت اﻟﻌم ـ ـ ــﺎرة اﻻﺴ ـ ـ ــﻼﻤیﺔ اﻟﻌدﯿ ـ ـ ــد ﻤ ـ ـ ــن اﻟﻘـ ـ ـ ـراءات و اﻟﻌدﯿ ـ ـ ــد ﻤ ـ ـ ــن اﻟﻘ ـ ـ ــیم و اﻟمب ـ ـ ــﺎدئ اﻟمﻌمﺎر� ـ ـ ــﺔ و اﻟزﺨرﻓی ـ ـ ــﺔ ﻟك ـ ـ ــﻞ
اﻟﻌصـ ــور و اﻟﻔت ـ ـرات اﻟزﻤنیـ ــﺔ اﻟتـ ــﻲ ﻤـ ـ ّـرت ﺒﻬـ ــﺎ ﻓس ـ ـ ّـجﻠت ﺘﺎر�خﻬـ ــﺎ ﺒنﻔسـ ــﻬﺎ و�ﺴـ ــتوﻋبت ﺠمیـ ــﻊ اﻷﻨمـ ــﺎط اﻟمﻌمﺎر�ـ ــﺔ واﻟزﺨرﻓی ـ ــﺔ
ﻗدﻤت ﻟنﺎ ﻫو�تنﺎ اﻹﺴﻼﻤیﺔ اﻟمستﻘﻠﺔ ﺒذاﺘﻬﺎ . وﻤﻌظم ﻀروب اﻟﻔن اﻟتشكیﻠﻲ و ﻫضمﻬﺎ ّ
إن اﻟتنــــوع اﻟمﻌمــــﺎري أﻋطــــﻰ إﺒــــداﻋﺎ ﻓّنیــــﺎ �ﻌبــــر ﻓــــﻲ اﻟحﻘیﻘــــﺔ و�مختﻠــــﻒ اﻻﻤــــﺎﻛن ﻋــــن ﺘجّﻠــــﻲ اﻟمﻘــــدس وﺘســــﺎﻤﻲ
اﻟـــــدﻨیوي ،ﻓﻬ ـ ــذﻩ اﻟخص ـ ــﺎﺌص �مختﻠ ـ ــﻒ أﻨمﺎطﻬ ـ ــﺎ اﻟتش ـ ــكیﻠیﺔ )اﻟمﻌمﺎر� ـ ــﺔ و اﻟزﺨرﻓی ـ ــﺔ ( أﻨش ـ ــﺄ أﺴ ـ ــﻠو�ﺎ ﻤﻌمﺎر� ـ ــﺎ ﺤ ـ ـ ّـدد ﻫو�تن ـ ــﺎ
اﻟمﻌمﺎر�ﺔ اﻹﺴﻼﻤیﺔ.
ﻓصـ ـ ــیﺎﻏﺔ اﻟخصـ ـ ــﺎﺌص اﻟمﻌمﺎر�ـ ـ ــﺔ و اﻟزﺨرﻓیـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻌمـ ـ ــﺎرة اﻻﺴـ ـ ــﻼﻤیﺔ أﻨشـ ـ ــﺄت ﺼـ ـ ــیﻎ ﺠدﯿـ ـ ــدة ذات أ�ﻌـ ـ ــﺎد ﺠمﺎﻟیـ ـ ــﺔ ﻟﻬـ ـ ــﺎ
ﺨص ـ ــﺎﺌص ﺠمﺎﻟی ـ ــﺔ ،ﻓﻠس ـ ــﻔیﺔ ) اﻟتوﺤیـــــد – اﻟوﺤـــــدة – اﻟجمـــــﺎل – اﻹﻟتـــــزام ( وﺨص ـ ــﺎﺌص ﺘش ـ ــكیﻠیﺔ )ﺘكـــــرار /ﺘنـــــﺎظر /
ﺘــــوازي /اﻟمــــﻞء و اﻟﻔـــــراغ /اﻹ�ﻘــــﺎع و اﻟﻠــــون ( وﺨصـ ــﺎﺌص دﯿنیـ ــﺔ ﻤـ ــن ﺤیـ ــث اﺴـ ــتﻌمﺎل اﻟرﻤـ ــوز اﻟتـ ــﻲ ﺘـ ــوﺤﻲ ﺒتسـ ــﺎﻤﻲ
اﻟخﺎﻟق و ﻗدﺴیتﻪ و وﺤداﻨیتﻪ...
ﻛﻞ ﻫذﻩ اﻟخصـ ـ ـ ــﺎﺌص أﻋطت ﻟﻠﻌمﺎرة اﻻﺴـ ـ ـ ــﻼﻤیﺔ أ�ﻌﺎدا ﺠمﺎﻟیﺔ ﺒوظیﻔﺔ رﻤز�ﺔ و أ�ﻌﺎدا ﻓكر�ﺔ ﺒوظیﻔﺔ ﻤﻌرﻓیﺔ و أ�ﻌﺎدا ﺘﺎر�خیﺔ
ّ
ﺒوظیﻔﺔ ﺘسجیﻠیﺔ و ﺘوﺜیﻘیﺔ.
�ﺄن اﻟﻌمﺎرة اﻻﺴــﻼﻤیﺔ �مختﻠﻒ ﺘوﺠﻬﺎﺘﻬﺎ و ﻤدارﺴــﻬﺎ �مثﺎ�ﺔ ﻫمزة اﻟوﺼــﻞ ﺒین اﻟمﺎﻀــﻲ
ﻤن ﻫذا اﻟمنطﻠق �مكن أن ﻨســتخﻠص ّ
ﻤرتواﻟحﺎﻀــر اﻹﺴــﻼﻤﻲ اﻟذي ﻫضــم �ﻞ اﻷﻨمﺎط اﻟمﻌمﺎر�ﺔ و إﺴــتخﻠص �ﻞ اﻟﻘیم وﻤبﺎدئ اﻟﻌمﺎرة ﻟكﻞ اﻟﻔترات اﻟزﻤنیﺔ اﻟتﻲ ّ
ﻓن اﻟﻌمﺎرة و اﻟزﺨرﻓﺔ اﻟتﻲ ﺸ ـ ـ ــﻬدت ﻤظﺎﻫر اﻟتجدﯿد ﻟﻔنون اﻟﻌص ـ ـ ــور اﻹﺴ ـ ـ ــﻼﻤیﺔ و أﺒرزت
اﻟتنوع �ش ـ ـ ــﻬد ﻋﻠﻰ ﻋراﻗﺔ ّ
ﺒﻬﺎ ﻫذا ّ
اﻟمستوى اﻹﺒداﻋﻲ اﻟذي وﺼﻠت إﻟیﻪ اﻟﻌمﺎرة اﻻﺴﻼﻤیﺔ.
اﻟمﻌبر ﻋن
ّ وﺘطورﻩ ﻋبر اﻟﻌصور ﻓیمّثﻞ اﻟشكﻞ
ّ اﻟﻌمﺎرة اﻻﺴﻼﻤیﺔ ﺘمتﻌت ﺒنظرة ﺸموﻟیﺔ ﻤثﻠت ﻤختﻠﻒ ﺠواﻨب اﻟﻔن اﻟمﻌمﺎري
ﺤد ذاﺘﻪ.
ﺸخصیﺔ ﻤجتمﻌﺎﺘنﺎ و ﻋن ﻫو�تنﺎ اﻟثﻘﺎﻓیﺔ و ﺠﻌﻠت ﻤن ﺸكﻠﻪ اﻟﻔّنﻲ ﻤضموﻨﺎ ﻓﻲ ﻓكر�ﺎ ﻓﻲ ّ
و ﻤن ﻫنﺎ �مكن إﻋتبﺎر اﻟﻌمﺎرة اﻻﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼﻤیﺔ ﺤﺎﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻤحوري ﻟمختﻠﻒ اﻷﻨمﺎط اﻟمﻌمﺎر�ﺔ و واﻟزﺨرﻓیﺔ ﻤﺎ أﻋطﻰ ﺘنوﻋﺎ ﻓﻲ
اﻷﻨمﺎط اﻟﻔنیﺔ وﻫذا اﻟتنوع أﻋطﻰ ﺘنوﻋﺎ ﻓﻲ اﻟجمﺎﻟیﺔ اﻟمﻌمﺎر�ﺔ ووﺤدة ﻓﻲ اﻟمضمون اﻟتﻲ �ﺎﻨت ﻤیزﺘﻪ و ﺨصوﺼیتﻪ .
4