Professional Documents
Culture Documents
طائفة اليهود بمجتمع مدينة الجزائر (1700-1830) - طوبال
طائفة اليهود بمجتمع مدينة الجزائر (1700-1830) - طوبال
()0
-الهجرات و أماكن اإلقامة -
الممخص:
تتشكل الطائفة الييودية سكنت بمدينة الجزائر ،من الييود المياجرين من اسبانيا ،سنوات 1387و ،1391و خاصة سنة ،1494أي بعد
سقوط األندلس ،و تباعا توافدت إلى المدينة ىجرات أخرى من دول أوروبية مختمفة ،و خاصة من إيطاليا .و عمى مر السنوات بقي الييود
بمدينة الجزائر محتفظين بعاداتيم و قضائيم المستقل و مدارسيم العبرية ،و تمتعوا وسط السكان بحرية و تسامح كبيرين ،و ىم الذين استوطنوا
في عديد المواقع بمدينة الجزائر.
مما ال شك فيو أن البحث في وضعية الييود أثناء مرحمة حكم الدايات ،و ىي مرحمة ىامة جدا من
تاريخ الجزائر ،يثير الكثير من الفضول التاريخي ويطرح جممة من التساؤالت ،نظ ار لمخصوصية الدينية-العرقية
ليذه الطائفة من جية ،وانطالقا من الدور الحساس الذي لعبو الييود في تاريخ الجزائر من جية ثانية ،إذ
اعتبروا من بين األسباب التي نخرت جسدىا وزادتو ضعفا حتى سقطت تحت وطأة االحتالل الفرنسي سنة
.1830
فقد حرص الييود عمى استغالل ىذه األوضاع السياسية و اإلدارية اليشة لصالحيم ،فتفرغوا لتحقيق
المكاسب االقتصادية والمالية ،وعمموا عمى االحتكاك والتقرب من الفئة الحاكمة وموظفي الجياز اإلداري،
فاستحوذوا عمى احتكارات تجارية ،باستعمال وسائل مختمفة كالرشوة و القرب باليدايا ثمينة والقروض المالية
والتجسس في الداخل والخارج لحساب البعض...الخ ،فساىموا بذلك في نشر الفساد والرشوة بين موظفي اإلدارة.
كما نجحوا أيضا في تيميش المنافسين من التجار المسممين ،وبذلك سيطر الييود عمى مقاليد التجارة الخارجية،
التي تعتبر عصبا اقتصاديا حساسا.
( -)1يعود الفضل في اىتمامي بالدراسات االجتماعية في الجزائر في العيد العثماني ،لألستاذة المرحومة بإذن اهلل تعالى -الدكتورة
عائشة غطاس ،التي و بخبرتيا رأت أن الدارسين ،الجزائريين في ىذا الجانب قمة ،و أن ىذا الضعف يجب أن ُيغطى حتى يسد
الباب أمام المدرسة التاريخية الفرنسية ،التي عمل أصحابيا عمى تشويو تاريخ الجزائر عموما و الجزائر في العيد العثماني
خصوصا.
-0هجرات اليهود إلى مدينة الجزائر
وجدت بمدينة الجزائر -العيد العثماني( )2جماعات ييودية مختمفة ،فقد ُسجل منذ القديم توافد عناصر
ييودية إلى شمال إفريقيا ،بعدما لحق بيم من شتات ( )3واستقروا بالمراكز التجارية التي أنشأىا الفينيقيون عمى
سواحل الشمال اإلفريقي ،واستمر توافدىم إلى المنطقة لكن بصفة غير منتظمة ،ذلك خالل العيود الرومانية و
تيود بعض القبائل البربرية .ومع بدايـة الفتوحات اإلسالمية ذكرت الصادر
الوندالية والبيزنطية ،كما سجل وقتئذ ّ
توافد أعداد أخرى من الييود استقرت بمختمف المـدن الداخمية الواقعـة عمى الخطوط التجارية وبالمدن الجديدة
التي بنيت أو أعيـد بناؤىا بالمغرب اإلسالمي()3وشكل ىؤالء جميعا ما عرف بجماعة اليهود األهالي
()4
أو"التوشابيم
أما جماعة اليهود "الميغورشيم" فيم من أصول إسبانية وبرتغالية ،ىاجروا من شبو الجزيرة اإليبرية
واستقروا ببالد المغرب بعد صدور ق اررات الطرد في كل من -إسبانيا والبرتغال -خالل سنوات 1391م،
1492م1496 ،م ،ولم تتوقف حركة اليجرة الييودية بل تواصمت طيمة القرنين السابع عشر والثامن عشر
()5
الميالديين ،اثر وصول عناصر جديدة من الييود األوروبيين عرفوا بالييود الفرنجة ""Les Juifs Francs
وأبرزىم :الييود الميفورنيون (نسبة إلى مدينة ليفرونو اإليطالية) ،الذين تميزوا عن غيرىم بنفوذىم المادي
وتحكميم في التجارة ،وتقربيم من الفئة الحاكمة ،و تنضوي ىذه الجماعات الييودية ضمن طائفة كبرى ينتمي
()6
إلييا ييود حوض البحر المتوسط ،وىي طائفة الييود "السفرديم
ذكر "حنون" بأن حركة اليجرة الييودية من األراضي األوروبية إلى بالد المغرب األوسط خصوصا،
بدأت قبل عام 1391م ،حيث يشير إلى أواخر القرن الثالث عشر ميالدي ،حين تحدث عن وصول جماعة
صغيرة من الييود ،وفدت إلى مدينة الجزائر من جزر البميار ،وبالضبط من مدينة مايورقة بعد أن تعرضوا لمطرد
()7
من طرف الممك ألفونسو األراغوني
أما لوجي دي تاسي " "Laugier de Tassyفقد ذكر أنو في سنة 1342م ،وصل إلى مدينة الجزائر
()8
غير أن مياجرون ييود من إيطاليا ويضيف بأن عناصر أخرى وفدت من األراضي المنخفضة عام 1350م
ىذه اليجرة أصبحت أكثر أىمية بداية من سنة 1391م ،عمى إثر أعمال العنف التي لحقت بالييود في بعض
المناطق من إسبانيا وتحديدا في مممكتي قشتالة وأرغونة ثم في كتالونيا وجزر البميار( ،)9و قد اعتبر دي غرامون
" "De Grammontظاىرة لجوء الييود إلى بالد المغرب بالذات ،طيمة القرن الرابع عشر ميالدي من األمور
()10
الغريبة ،ولم يجد ليذا األمر تفسي ار مقنعا
استقبمت بالد المغرب أعدادا كبيرة من المياجرين المسممين والييود عمى السواء بعد سقوط األندلس عام
1492م ( ،)11والمالحظ أن عدد الييود ازداد بالمنطقة بعد إصدار الممك "فرديناد الكاثوليكي" لمرسوم ممكي في
()12
إذ تحدث أبيطبول " "Abitbolعن خروج 160 31مارس 1492م ،يقضي بطرد الييود نيائيا من إسبانيا
()13
في حين ذكر زعفراني " "Zafraniحوالي ألف ييودي -عمى األقل -من إسبانيا خالل صائفة عام 1492م
()14
200ألف ييودي في الفترة نفسيا
وبالرغم من اختالف التقديرات ،فإن الكثير من الييود استقروا باألراضي العثمانية فبمدينة اسطنبول
وحدىا تكونت أكبر جماعة ييودية في أوروبا ،كما استقبمت كل من مصر وسوريا وفمسطين أعدادا ىامة منيم،
()15
خاصة وأن ظروف إقامة الييود في األراضي العثمانية إضافة إلى الذين استقروا بمختمف مدن بالد المغرب
()116
نوه أندريو ريمون " Andréإذ ّ وقتئذ اختمفت كثي ار عن تمك التي عرفوىا في أجزاء مختمفة من أوروبا
"Raymondبسياسة التسامح الديني التي انتيجتيا الدولة العثمانية تجاه األقميات ويرى أنو كان ليذا األمر
تأثي ار إيجابيا عمى وضع جميع الجماعات الييودية ،سواء تمك التي استقرت منذ القديم في البالد العربية أو تمك
()17
بالرغم من التي وفدت الحقا من أوروبا ،ىروبا من االضطياد الذي لحق بيا ،خاصة في إسبانيا والبرتغال
أن العثمانيين لم يشجعوا اليجرة الييودية ولم يعرقموىا ،وانما حرصوا عمى معاممتيم معاممة حسنة حسب ما
()18
تقتضيو الشريعة اإلسالمية
لقد كانت مدينة الجزائر من المدن التي استقر بيا الييود ،و عرف ىؤالء القادمون الجدد بـ "حاممي
القبعات" أو"الكابوسين" ( ،)19( )Porteurs de capuchesوعاش الييود بين الجزائريين منذ نياية القرن
الخامس عشر و طيمة القرن السادس عشر في أمان ،حيث مارسوا شعائرىم الدينية و حافظوا عمى عاداتيم
االجتماعية ،و تعاطوا النشاط االقتصادي بكل حرية ،خاصة بعدما سمح ليم "خير الدين بربروس" باإلقامة في
مكنيم من فتح عدد من الورشات و المحالت في كل سوق ،لممارسة حرفيم اليدوية و نشاطاتيم المدينة و ّ
االقتصادية المختمفة( ،)20و مما ساعد عمى اندماج الييود في الحياة العامة ،ثقة الحكام األتراك بيم ،وتفضيل
المسممين التعامل مع الييود الميغورشيم خاصـة ،لتشابييم مع مسممي األندلس في طرق المعيشة وأسموب الحياة
وفي اشتغاليم بالحرف اليدوية(.)21
()23
في المدينة -8-0اليهود "الميفورنيون
إن بداية استقرار عناصر ييودية ليفورنية بمدينة الجزائر يعود إلى النصف الثاني من القرن السابع
عشر ،عمى أن توافدىم استمر طيمة القرن الثامن عشر ميالدي وعرفوا بالييود الميفورنيين أو "الييود الفرنجة" وقد
تمتعوا بامتيازات خاصة ،إذ شممتيم امتيازات حظي بيا الفرنسيون خصوصا واألوروبيون عموما لدى الدولة
()24
من بينيا اإلعفاء من دفع أغمب الغرامات والمساىمات التي كان يدفعيا باقي الييود حيث أعتبر العثمانية
الييود الميفورنيين رعايا أوروبيين ،شممتيم حماية القنصل الفرنسي مباشرة كما تميزوا عن باقي أبناء ممتيم حتّى
()25
في المباس إذ ارتدوا األزياء األوروبية
()26
أما عن سبب استقرارىم بالمدينة ،فيبدو أن ذلك حدث بتشجيع كبير ومباشر من دوق توسكانيا
فتحولوا بفعل عالقاتيم العائمية مع ييود مدينة الجزائر ،إلى وسطاء ىامين ما بين الواليات العثمانية (الجزائر
وتونس وطرابمس) ،والمدن األوروبية والسيما في عممية افتداء األسرى وبيع الغنائم البحرية ،فحققوا من وراء ىذه
التجارة أرباحا طائمة ،ونتيجة ممارستيم لمثل ىذه األعمال تدعمت وتقوت صمتيم بالدول المسيحية( ،)27كما دفع
ىذا النشاط بالكثير منيم في البداية إلى االستقرار المؤقت بالمدينة ،ثم تحولوا إلى اإلقامة الدائمة ،وكانت
()28
االمتيازات التي حظيوا بيا حاف از لذلك
وقد تميزت األعمال التجارية لمييود الميفورنيين بطابعيا العائمي ،فبعض العائالت رأت أنو من الحكمة
إنشاء فروع ووكاالت لشركاتيا في كل من الجزائر وتونس وطرابمس ،وعينوا أقاربيم مشرفين ليذه الفروع ،بيدف
()29
ومن أبرز ىؤالء التجار الذين استقروا بمدينة الجزائر في أواخر القرن17م ،نذكر تسييل الصفقات التجارية
كل من :بن دحمان وساكوتو واسحاق وكوىين وصموئيل ىانريكان وموسى كوىين وباروخ لوصاد وموسى
( )30
قابيسون وىارون ديباز…إلخ
واذا كانت معظم المصادر تشير إلى خط اليجرة المعروف من مدينة ليفورنو باتجاه مدينة الجزائر ،فإن
فيميبيني " "Phillipiniيشير إلى وجود تيار ىجرة معاكس أي من مدينة الجزائر نحو مدينة ليفورنو ،ابتداء من
منتصف القرن السابع عشر ميالدي واستمر طوال القرن الثامن عشر ،وقدرت نسبة الييود الوافدين إلى ليفورنو
من مدينة الجزائر مع نياية القرن ،بـ %13من مجمل الييود المقيمين بميفورنو .وتعود ىذه اليجرة بالدرجة
األولى إلى عوامل اقتصادية ،ورغم أنيا شممت فئات اجتماعية مختمفة من الييود ،إال أن الغالبية تشكمت من
الييود المغامرين والباحثين عن فرص العمل واالرتزاق في ميناء ليفورنو ،ومن التجار الباحثين عن الثروة وعن
خصتيم بيا سمطات مدينة فضاء أوسع لمتجارة ،ىذا باإلضافة لظروف اإلقامة المشجعة والمعاممة الحسنة التي ّ
()31
نظر لممكاسب المادية التي كان يتحصل عمييا الحكام من جراء ازدىار تجارة الغنائم البحرية
ليفورنو ،ا
وما يجب ذكره أن ىجرة الييود الميفورنيين إلى مدينة الجزائر قد اختمفت عن باقي اليجرات نظ ار لكونيا
ىجرة اختيارية فاستقرارىم كان ألسباب اقتصادية-تجارية بالدرجة األولى ،عمى عكس اليجرات الييودية األخرى
والتي كانت اضط اررية (ألسباب دينية-سياسية) .و قد شكل الييود الميفورنيون قوة اقتصادية بالمدينة ونشطوا
حركة التجارة بين موانئ ضفتي البحر المتوسط واستفادوا من عالقاتيم التجارية في أوروبا عموما ،ومن صالتيم
العائمية مع الييود األوروبيين خصوصا ،ىذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن االستقرار الييودي بمدينة الجزائر
قدروا ذلك االزدىار االقتصادي الذي عرفتو المدينة والمتأتي من عوائد النشاط البحري.
لم يكن عشوائيا ،ألنيم ّ
ومن ثمة أضحت مدينة الجزائر نقطة جذب واستقطاب ليؤالء الييود الذين أصبحوا وسطاء ميمين في عممية
افتداء األسرى و تجارة الغنائم البحرية.
-2أماكن االقامة
لقد فضل الييود االقامة في المنطقة السفمى من مدينة الجزائر( ،)32حسب ما ذكرتو المراجع الييودية
ونشير ىنا إلى "حنون"( ،)33وما أكدتو الدراسات الحديثة ،ونشير إلى الدراسة التي قام بيا "بن حموش" ،والذي
حاول رصد مراكز تجمع الييود بالمدينة وتوصل إلى أن نسبة كبيرة من ممكيات الييود تركزت في القسم السفمي
منيا وبصفة خاصة حول قصر الداي بنسبة %6777واعتبر ىذه المنطقة من أىم المناطق التي أقام فييا
الييود أما المنطقة الثانية ،فيي القريبة من باب الوادي حيث توجد بيعة الييود الكبرى ،في حين جاءت المنطقة
()34
الواقعة عمى طول شـارع البوزة والسوق الكبير في المرتبة الثالثة.
و مرد اختيار ىذا الموقع يعود لمخصائص والمميزات التي يتمتع بيا الجزء السفمي ،وقد أتخذ الشارع
الرئيسي الرابط بين باب الوادي وباب عزون ،معمما لمفصل بينو وبين الجزء العموي المعروف بالجبل ،ويمتد ىذا
األخير إلى الغرب من الشارع المذكور ،في حين يمتد الجزء السفمي إلى الشرق منو .وىذا القسم يسميو طال
()36 ()35
بـ "المركز" و"القمب النابض" لممدينة حيث حدث بو ومن قبمو "اندريو ريمون" شوفال ""Tall Shuval
تمركز وتجمع المؤسسات الحيوية لمبالد.
كما تجمعت فيو األجيزة والمؤسسات السياسية واالقتصادية والعسكرية و الثقافية ،فباإلضافة إلى لقصر
الداي ،وجد بيذا القسم أىم مساجد المدينة ،كالجامع األعظم والجامع الجديد وجامع السيدة ،كما وجدت بو
المقاىي الرئيسية واألسواق ودكاكين الحالقين)37( .وىو أيضا القسم الذي اختارتو الفئة الميسورة من السكان
لإلقامة ،كرّياس البحر وكبار رجال الدولة والحكم ،إذ أقام رّياس البحر بباب الجزيرة ،وىناك وجد البادستان
(المستشفى) .كما أقام الجند ىناك إذ وجدت ثكنات اإلنكشارية في ىذا الجزء )38( .بل إن إحدى الوثائق التي
بحوزتنا تثبت مجاورة الييود لمقر إقامة اإلنكشارية ،إذ أن المسكن السادس من دار الطفيل الواقع قرب دار
اإلنكشارية الخراطين ،كان من أمالك الذميين :فرايو القرداشي وحييم الخياط وقنون الحرداشي أوالد إبراىيم
()39
سبورطيش.
كما أن ىذه المنطقة السفمية ربطت بين ثالثة من أىم أبواب المدينة أال وىي :باب عزون وباب الوادي
وباب الجزيرة وبذلك اعتبرت مركز تجمع الفعاليات االقتصادية ،حتى أن الرحالة "ىاينريش فون مالتسان" قال
بأن الشارع الممتد من باب عزون إلى باب الوادي ىو الشريان الرئيسي لتجارة المدينة(.)40
-8معطيات جديـدة
لقد قام" بن حموش بإحصاء الييود بمدينة الجزائر"( ،)41إال أن القيام بإحصائيات جديدة ،ىو بيدف
التوصل إلى نتائج أخرى ،قد تدعم أو تنفي النتائج األولية التي جاء بيا من سبقنا .ليذا الغرض اخترنا عينة من
عقود الممكية ،بمغت سبعون عقدا ،توزعت ما بين القرن الثامن عشر ميالدي و حتى العقد الثالث من القرن
التاسع عشر ميالدي.و بناء عميو يمكن القول ،أن الييود فضموا اإلقامة في نوعين من األماكن ىما )1 :اإلقامة
عرفنا بأىم خصائصو ،مشكمين بذلك نسبة
في األحياء السكنية الواقعة بالجزء السفمي لممدينة ،والذي سبق وأن ّ
)2.% 58757اإلقامة في األسواق باعتبارىا مراكز اقتصادية ،إذ اتخذت بعض مباني السوق أو أجزاء منيا
كمحالت لإلقامة ،مشكمين بذلك نسبة .% 41742
إال أن" غطاس" واعتمادا عمى وثائق من األرشيف ،تؤكد بأن تنظيف شوارع المدينة خضع إلى تنظيم
محكم لمغاية ،وكان تحت اإلشراف المباشر "لقائد الزبل" ،وخضع رأسا لسمطة الداي ويساعده في ميمتو عدد
يمر الساىرون عمى ذلك في كل صباح بالبغال أومن الموظفين .فقد كان تنظيف المدينة عممية يومية ،إذ ّ
الحمير وعمى ظيرىا "الشواري" ،ثم يحممون ما جمعوه من قمامات إلى خارج المدينة حيث يتم تفريغيا في
()47
موضع عرف بـ "برج الزوبية" أو البرج الجديد الواقع شمال المدينة.
كما ذكرت الباحثة أن منازل المدينة مبنية عمى نفس الطراز لدرجة أنك إذا رأيت منزال واحدا منيا،
تكون فكرة عن باقي المنازل الصغيرة والكبيرة عمى السواء ،إذ اشتمل أغمبيا عمى طابق أرضي وطابق
يمكنك أن ّ
عموي .وقد بنيت المنازل بالحجارة من األسفل و باآلجر من األعمى ( ،)48أما "مالتسان" فقد ذكر أن المظير
الخارجي لمبيوت العربية معتما وبشعاُ ،مق ار بأن المنظر الداخمي غالبا ما يكون لطيفا يروق لمعين التي تعجب
بالجمال المعماري ،فكل إنسان لو نصيب ضئيل من الذوق ،البد أن يعترف بأن ىذه الصور المعمارية البسيطة
((49
المزخرفة أجمل وأكثر تناسقا من كل تمك البنايات األوروبية الخرقاء.
-0-0-8حارة اليهود
ذىب "بن حموش" إلى القول بأنو ،عمى خالف حالة الييود في تونس والقاىـرة حيث خصصت ليم
حارة ،فإنو ال توجد في سجالت البايمك أية إشارة إلى وجود حي خاص بالييود بمدينة الجزائر باستثناء الشارع
الذي يطمق عميو زنقة الييود والذي يدعى أحيانا حومة الييود ( ،)50و ما يجب ذكره في ىذا الصدد ،ىي اإلشارة
()51
عرفيا الموثق بيذه التسمية التي
الصريحة التي وردت في أحد العقود ،ودلت عمى وجود "حارة الييود" ،وقد ّ
ال تدع مجال ألي التباس أو شك في حين ورد في عقد آخر إشارة ضمنية إلييا بعبارة "…الدار الكاينة في
()52
ونميل إلى االعتقاد أن الموثق يشير إلى حارة الييود. الحارة "..
لكن وجود حي خاص ،عرف بـ "حارة الييود" ال يدل عمى ظاىرة االنغالق االجتماعي التي أشارت إلييا
أغمب المصادر األوروبية المعتمدة في ىذه الدراسة ،بل إن بعض المؤرخين الييود الميتمين بدراسة أوضاع
الجماعات الييودية المستقرة ببالد المغرب يرون بأن ،تجمع الييود في أحياء خاصة في مدن المسممين ،يدل
عمى مستوى الحرية الذي تمتعوا بو ،فقد سمح ليم بالتجمع في مكان واحد ،باعتبارىم مجموعة عرقية و إثنية،
وىذا شبيو بوضع الجماعات الحرفية التي كانت كل واحدة منيا تقطن بنفس الحي فاألمر ال يختمف كثيرا ،وىذا
ال يعني االنعزال عن بقية السكان(.)53
-2-0-8سبع لويات
()54
إال أنيا عرفت كأكبر إن أقدم إشارة إلى "سبع لويات" في الوثائق الشرعية تعود إلى سنة 1742م
تجمع سكني لمييود بمدينة الجزائر قبل ىذا التاريخ وبوقت طويل ،فقد أشار "شوفال" إلى ما قبل سنة 1575م.
()55
ونعتقد أن تسمية "سبع لويات" ليا عالقة باإللتواءات والمنعرجات الموجودة بيا خصوصا وأنيا كانت تقع
عمى الشارع الكبير الذي يشبيو "سبنسر" في انعراجاتو العديدة بالشارع الكبير لمدينة القسطنطينية ،التي تتداخل
فييا الممرات وتتكاثر فييا الدكاكين والحوانيت الصغيرة(.)56
وقد اختمفت الوثائق في التعريف بـ" سبع لويات" ،فتارة تذكر بـ "مضيق سبع لويات" وتارة "درب سبع
لويات" وتارة أخرى "زنقة سبع لويات" ،وفي كثير من الوثائق تذكر بدون أي وصف ،وىذا ما يدفعنا لالفتراض
بأنيا لم تكن حيا مستقال بذاتو فالمضيق والدرب والزنقة ىي تسميات تطمق عمى الدروب الضيقة والصغيرة ،التي
تنضوي تحت األحياء والحارات .ويشير أحد العقود إلى أن سبع لويات كانت تقع بحارة الييود مثمما تبينو العبارة
()57
عمى عكس ما جاء بو "شوفال" الذي يعتقد بأن سبع التالية…" :الدار قريبة من سبع لويات بحارة الييود…".
()58
لويات ىي نفسيا حارة الييود.
أما عن موقع سبع لويات داخل المدينة ،فيبدو أنيا كانت تحتل موقعا ىاما فوجودىا بحارة الييود جعميا
محاطة بأىم المراكز والتجمعات السكنية واإلدارية واالقتصادية ،فيي "المقابمة لسوق المالح ،وبمقربة من سوق
السمن"( ،)59إذ يعتبر سوق السمن أحد أىم المراكز االقتصادية بالمدينة ،في حين "...حومة حمام المالح بالرغم
من أنيا تبدو حيا سكنيا ذا حجم صغير ،إال أنيا تعد من الحومات الراقية ،فقد اتخذتيا الطبقة األرستقراطية مق ار
ليا ،إذ أقامت بيا أسرة "الشوييد" الشييرة وغدت دارىا من المعالم الحضرية وأقـام بيا األثرياء من الرّياس
وتميزت بحفاظيا عمى طابعيا األرستقراطي عبر سنوات عديدة ،كما كانت مق ار لمطبقة الحاكمة مثل الداي عبدي
باشا ،ولموظفي اإلدارة كأحمد شاوش ،ويوسف خوجة ،صير الحاج عمي ،ولمشاىير الرياس كعائمة طاطار"...
( .)60وتعرفنا الوثائق عمى أحد عشر منزال ييوديا بسبع لويات ،نذكرىم كالتالي:
-7دار مرباطي
-9دار إسحاق -4دار بن عزيزه -1دار البردي
-8دار النخمة
-10دار سرفاتي -5دار بن بويضو -2دار بن خمفون
لقد اشترك بعض أفراد من عائالت سماجة واألشقر وزرافة باإلقامة في دار بن عزيزه( ،)61وبعض أفراد
من عائمتي خياكو وبمخير ،أقاموا بدار بن خمفون( ،)62كما كانت منطقة سبع لويات مق ار إلقامة بعض أفراد
عائمة كوىين الشييرة( ،)63أما بعض العناصر من عائالت أزكان وأزيمو وساخو ،فقد اشتركوا كميم في إحدى
الدور الواقعة بسبع لويات دائما( ،)64كما أقام بيا أىل الحرف مثل الذمي إب ارىيم الصايغ بن يعقوب الذي كان
يقيم بدار مرباطي( ،)65لإلشارة أن سبع لويات" والتي تبدو حيا ييوديا لم تشكل في الواقع تجمعا ييوديا بحتا ،إذ
كشف استقراء سجل خاص بأوقاف الحرمين الشريفين أن شرائح أخرى أقامت بيا ،والبعض اآلخر تعاطى نشاطا
تجاريا ،فقد تم إحصاء سبعة عشر عقد ممكية أوقفيا أصحابيا لصالح الحرمين الشريفين…"(.)66
أما عن طبيعة المالكين من المسممين ،فنجد بعضيم من الصفوة الحاكمة وموظفي اإلدارة ،وعمى رأسيم
الداي حسن باشا بن المرحوم السيد حسين ،الذي اشترى في سنة 1797م"… جميع الربع الواحد شايعا من جميع
()67
و الداي مصطفى باشا الذي اشترى سنة 1799م ،نصف الدار المعروفة الدار المعروفة بدار بن عزره…"
بدار بن خمفون( …".)68وجميع الثمن الواحد من الدار المعروفة بدار النخمة ،وكانت من أمالك األخوين
الشقيقين الذميين إسحاق ويعقوب ولدى يونو(؟) كوىين…"( ،)69كما اشترى أيضا سنة 1802م"… ثالثة أثمان
من إحدى الدور…"(.)70
ومن الذين ممكوا بسبع لويات أيضا ،نجد وكيل الحرمين الشريفين السيد أحمد بن محمد( ،)71وشاوش
أوقاف الحرمين الشريفين السيد محمد بن المقفولجي ،الذي اشترى حظين اثنين من جممة اثنين وسبعين حظا من
جميع الدار المعروفة بدار مرباطي مشيدا مع ذلك السيد محمد المذكور ،أن ابتياعو لجميع ما ذكر ،ىو لصالح
()72
أما المعظم السيد الحاج الطاىر بن موسى ،فقد ممك الثمن الواحد من الدار أوقاف الحرمين الشريفين،
()73
المسماة بدار الفل.
-8-0-8زنقة الجرابة
احتمت زنقة الجرابة المرتبة الثانية بعد سبع لويات من حيث إقامة الييود بيا ،وىو أمر يدل عمى مدى
الحرية التي حظي بيا الييود باإلقامة بمختمف جيات المدينة .فقد عرفت ىذه الزنقة بكونيا أكبر تجمع
()74
والذين اشتغموا بالتجارة لمعناصر الوافدة من جزيرة جربة ،وىم من أىم العناصر المغاربية الوافدة إلى المدينة.
ولعل ىذا ما دفع بالييود إلى االحتكاك بيم واإلقامة بينيم،و من الدالالت عمى أىمية العنصر الجربي بمجتمع
مدينة الجزائر ،وجود نيج أشتير باسميم وىو "زنقة الجرابة" والموجود قبل سنة 1623م ،كما نسب إلييم أيضا
و"دار الجرابة" بالسوق الكبير( ،)76وىي كميا مؤشرات تدل عمى أىمية ()75
"سوق الجرابة" و"فندق الجرابة "
العنصر الجربي بالمدينة.
-دار اليهود
إن من أىم اإلشارات الدالة عمى إقامة الييود بزنقة الجرابة وجود دار بيذا الحي اشتيرت بـ "بدار الييود"
المعروفة لدينا قبل سنة 1694م ،وقد عرفت أيضا بـ "…دار بن ماني الموجودة بسباط بزنقة الجرابة مجاورة من
()77
إن شح األخبار في الوثائق حول دار الييود جية لدار مميمي ،ومن جية أخرى لدار بن لموش الصغيرة…".
لم يسمح بالتعرف عمى المقيمين بيا من الييود ،ما عدا بعض األفراد من عائمتي بن ماني وكوىين ،أما عن
()78
والسيد محمود االنكشاري الجقماقجي بن المالكين المسممين بيا ،فنجد كل من السيد مصطفى بن عمر خوجة
مصطفى آغا( ،)79ويخبرنا أحد العقود أن "…نصف دار الييود كانت حبسا (وقف) انحصر بعضو عمى الولية
()80
عمرىا من المحبس عمييم ،وبعضو اآلخر حبس عمى فقراء الحرمين الشريفين…".
آسيا بنت احمد ساقة ومن ّ
-دار لموش
()81
كما وجد بزنقة الجرابة أيضا دار ىي أشير المنازل التي سكنيا الييود ،و تذكر بدار "لموش الكبيرة"
عرفت بدار "بن لموش الصغيرة"( .)82و يبدو إنيا كانت مق ار لعائمة موحى الييودية ،بدليل أن ثالثة وثائق تشير
إلى ممكية أفراد من ىذه العائمة بيا ،وىم الذميين :موشي بن مسعود بن موحى( ،)83وموسى بن شوحة موحى،
()84
وحييم وانجر ليما حظ من الدار بالشراء الصحيح و الثمن المقبوض من الذميين يعقوب الييودي بن جميطو
بن سعدية موحى85( .ا و ممك الذمي أبراىام بن يعقوب الوىراني ثمثين اثنين من الدار ،بالشراء الصحيح من
الذميين دابيد مزغيش والذمي طوبوا سنة 1744م( ،)86وبعد خمس سنوات أي في 1749م باع نصيبو إلى السيد
الكواش وال ندري فيما إذا كان الذمي يعقوب الوىراني قد أقام باستمرار طيمة ىذه المدة بالدار ،أم انو
عبد الرحمن ّ
كان يتنقل بين مدينتي وىران والجزائر؟.
و قد دلت العقود عمى مشاركة المسممين في ممكية ىذه الدار أيضا مثل وكيل الحرج بباب الجزيرة
المعظم السيد حسن بن حسين الذي ممك حظين اثنين منيا ،إذ ورد ذكره مشتريا لمرتين وفي وثيقتين منفصمتين
والثانية في العام الموالي ،أي في سنة 1786م)88( .كما اشتركت في ممكيتيا سنة ()87
المرة األولى سنة 1785م
1748م "… الولية يمونة بنت محمد السميعي والتي اشترت حظا واحدا من الدار من الذمية الييودية المسماة
[كذا] الجوىر بنت يوسف زوجة الذمي موشي ابن مسعود موحى…"(.)89
-4-0-8حومة البوزة
تميزت حومة البوزة -الواقعة بالقرب من السوق الكبير -بخاصية مميزة تمثمت في ىيمنة العنصر التركي
()90
والى جانب العنصر بيا ،كما غمب عمييا طابع النشاط التجاري بحكم موقعيا في قمب منطقة األسواق.
التركي ،أقام بزنقة البوزة الييود فمثال دلّت إحدى الوثائق عمى أن المكرم األجل السيد عمران االنكشاري الخياط
بن عمر خوجة اشترى نصف السدس من الدار المعروفة بدار السويسوا المجاورة من بعض جياتيا لدار الزواوة
()91
من الذمي إسحاق بن نسيم بن طيبي سنة 1770م.
و تخبرنا وثيقة أخرى بأن الحاج محمد بمكباشي بن بابا حاجي اشترى الربع الواحد شايعا من جميع الدار
التي كانت عمى ممك شموييل بن مخموف سرور سنة 1769م ،كما اشترى ربعا آخر من نفس الدار والذي كان
()92
و اكتسبت زنقة البوزة أىميتيا بالنسبة لمييود ،نتيجة لقربيا من السوق الكبير من أمالك شمعون ننوشي.
()93
و كانت بذلك من المراكز اليامة التي أقاموا بيا .و لم تقتصر ومن "زنقة القورنيين" المقابمة لمسوق المذكور
إقامة الييود المناطق التي أشرنا إلييا سابقا فحسب ،بل انتشروا بمختمف أحياء المدينة ،إذ ممك بعضيم بحومة
خيضر القريبة من باب الوادي( ،)94و بعضيم بدار النصارى الواقعة قرب حمام القدور والمجاورة لدار بن
الشتري ودار بن سمطان ودار زرافة( ،)95كما ممكوا بدار نجام الواقعة بحومة الكبابطية( ،)96وبدار ديدومة الواقعة
()98
وبزنقة عموى(؟) الواقعة بمقربة فندق [كذا] عمى يسار الذاىب لـباب بديار أقماد(؟)( ،)97وبزنقة بن قربار
()99
عزون.
-2-8اإلقامة باألسواق
-0-2-8السوق الكبير
إن المنطقة السفمى من مدينة الجزائر تميزت بتمركز أغمب األنشطة الحضرية بياو ما ساعد عمى ذلك
موقعيا اليام وقربيا من الميناء .وتتوزع تمك األنشطة عمى طول المحاور الثالثة التي تربط مركز المدينة،
والمسجد في السوق الكبير ودار اإلمارة –الجنبية– والجامع الكبير ،بأبواب المدينة :باب عزون وباب الوادي
وباب الجزيرة وال تختمف كثي ار مدينة الجزائر في تنظيميا الفضائي عن المدن اإلسالمية الكبرى مثل فاس وتونس
()100
والقاىرة وحمب ودمشق في كون األسواق تتوزع عمى محاورىا الرئيسية.
و التمييز بين المنطقتين :منطقة الفعاليات االقتصادية ومنطقة اإلقامة –األحياء -ال يعني أن األحياء
انعدمت فييا النشاطات االقتصادية .إذ نجد بالحومات نفسيا مجموعة من الحوانيت( ،)101كما وجدت منازل
باألسواق أيضا .وكان المنزل يتكون عادة من طابقين طابق أرضي يخصص كمقر لمعمل (حانوت أو ورشة)
وعموي قد يخصص لتخزين البضاعة أو لإلقامة وفي ذلك داللة عمى رغبة الحرفيين والتجار في الجمع بين
مقرات العمل واإلقامة.
تعد "دار المحم" من أشير الدور التي أقام بيا الييود .وشيرتيا تضاىي "دار النخمة" السابقة الذكر.
ولعل ىذا ما سمح بأن تتخذ كمعمم لتحديد موقع الكثير من الممكيات مثل الدور والعمويات والمحالت المجاورة
ليا .فمن بين تسعة عقود ممكية بالسوق الكبير ذكرت دار المحم كمعمم لتحديد سبعة منازل مجاورة ليا .والحقيقة
أن المعمومات شحيحة حول الدار ومالكييا من الييود ،إذ يشير أحد العقود سنة 1752م "… أن ربع العموي
الواقع بدار المحم والمجاور لعموي موسى كان عمى ممك موشي بن داود كوىين ،وعاد بعد وفاتو إلى زوجتو طبنة
بنت شمومو وولديو منيا شمومو وابراىيم الصغير المستقر إلى نظر والدتو…"( ،)102ويقدم لنا عقد آخر مؤرخ في
سنة 1761م ،وصفا أدق حين يذكر "…سقيفة دار المحم الواقعة قرب دار الجرابة مقابمة لمداخل لمدار المذكورة،
مجاورة من إحدى جياتيا لعموي موسى الييودي ومن جية أخرى لما وراء البوزة ومن أخرى لدار بن يعيش التي
()103
كانت عل ممك الذمي ىارون بن خمفون الييودي…".
ىذان العقدان ال يقدمان معمومات دقيقة عن المالكين المسممين في ىذه الدار ،إال أن أحد العقود المؤرخ
في سنة 1798م ،يدلنا عمى أن دار المحم كانت مجاورة لدار كانت عمى ممك السيد محمد بن الشيخ محمد
()105
كما الشريف الزىار(.)104و المعروف أن عائمة "الزىار" ىي من العائالت الشريفة كما ذكر حمدان خوجة
()106
أنيا من أبرز العائالت التي تولت نقابة األشراف إلى غاية 1830م.
إذ جاء في الوثيقة التي بحوزتنا ،أن مجموعة من الذميين "…اشتركوا في خمسة أثمان من جميع دار بن
يعيش الواقعة قرب دار المحم من سكة غير نافذة ىناك ،المجاورة من بعض جياتيا لحانوت الحالق والمجاورة
لدار المدينة الباقية عمى ممك السيد محمد بن الشيخ محمد الشريف الزىار ،وقد انتقل الحظ المذكور من الدار
بالشراء إلى الداي مصطفى باشا الذي شيد أن ابتياعو ىو لصالح السيد قدور بن محمد الشريف الزىار."...
()107
و ليذه الوثيقة أىمية بالغة ،إذ تؤكد بأن الييود لم يمنعوا من اإلقامة أو من مجاورة أشير العائالت
الجزائرية مثل عائمة الزىار التي ال يخفى مكانتيا وتأثيرىا بمجتمع المدينة ،حتّى أن الداي مصطفى باشا تقرب
من السيد قدور بن محمد الشريف الزىار بإىدائو خمسة أثمان من دار بن يعيش .فال شك أن الداي مصطفى
ود أفراد عائمة الزىار نظ ار لمكانتيا عند األىالي وألىمية منصب نقيب األشراف.
باشا كان حريصا عمى كسب ّ
-دار بن بويضة
إن "دار بن بويضة" ىي الدار الوحيدة التي توصمنا إلى معرفة جميع مالكييا الحقيقيين في سنة 1767م
"…فقد تقرر االشتراك بين الوليـة الجميمة السيدة آمنة بنت المرحوم السيد عبـدي باشا [ ]...وبين جماعة من
الييود وىم دابيد شراخو وموشي بن مردخاي بن المقوس وموشي بن شموييل ليبي وموشي مزغيش وسمير بن
سخرية شراخو وشموييل بن حقون وموشي بن سخرية شراخو في جميع الدار الواقعة قرب دار المحم المعروفة
بدار بن بويضة ،عمى نسبة أن لمولية آمنة المذكورة تسعة حظوظ و لمذمين دابيد شراخة المذكور أربعة حظوظ
ونصف ولمذمي موشي بن المقوس المذكور تسعة حظوظ ولمذمي موشي ليبي اثني عشر حظا ولمذمي موشي
مزغيش المذكور خمسة حظوظ ولمذمي سمير المذكور سبعة حظوظ ولمذمي سعد المذكور عشرة حظوظ ونصف
وأخيو موشي بن سخرية أحد عشر حظا في جميع الدار المذكورة بإقرار جميع الشركاء المذكورين عمى الشياع
()108
بينيم…"
ونستنتج مما سبق أن السيدة آمنة بنت عبدي باشا (حكم في الفترة ما بين 1724م1732-م) ،وىي من
الشخصيات النسائية المعروفة بمجتمع مدينة الجزائر ،قد اشتركت مع جماعة من الييود في ممكية دار بن
بويضة الواقعة بالسوق الكبيرة.
كما أقامت بالسوق الكبير شخصيات ييودية معروفة مثل مقدم طائفة الييود ،إذ يؤكد العقد المؤرخ في
سنة 1763م "…أن الذمي يعقوب المدعو عقيبات ،مقدم جماعة الييود في التاريخ بن الذمي إبراىيم الييودي
كان لو ماال من مالو وممكا صحيحا من جممة أمالكو جميع الدويرة بالسوق الكبير داخل محروسة الجزاير[…]
الواقعة بزقاق غير نافذ ىناك التي عمى ناحية الشمال لمداخل لمزقاق المذكور المجاورة من أحد جياتيا لدار
العربي الكاينة ىناك من ناحية بابيا لمزقاق المذكور ومن الناحيتين الباقيتين الحوانيت الفاصمة بينيا وبين السوق
()109
وباع نصيبو إلى الداي عمي المذكور انجرت لو الدويرة المذكورة باالبتياع الصحيح والثمن المقبوض…".
باشا ،كما أقامت بالسوق الكبير أيضا عائالت ييودية بارزة مثل عائالت :ليبي ،ومزغيش والمقوس…الخ.
و من ثمة فأن أىمية السوق الكبير تزداد ،مع معرفة مكانة الذين ممكوا بو سواء من الييود أو من
المسممين .فباإلضافة إلى السيدة آمنة بنت عبدي باشا والداي عمي باشا ،نجد أيضا الداي مصطفى باشا الذي
ممك بعقد شراء مؤرخ سنة 1798م ،سبعة أثمان من الدار الواقعة بالسوق الكبير قرب دار المحم من الذميين
موشي بن المقوس وموشي بن مزغيش ،وموشي ليبي بن يعقوب وشمومو بن شراخو ولياىو بن شراخو وشموب
()110
بن مرباطي القالب ويوسف بن سمطان ولياىو ماشطو.
ومن المالكين نجد أيضا ،الوجيو األفضل محمد بن مسطول قايد بني جعد الذي ممك ربع العموي بالسوق
الكبير سنة 1753م المجاور لدار المحم من جية ولدار بن بويضة من جية أخرى)111( .و بالتالي كان السوق
الكبير بالفعل ،مركز المدينة االقتصادي الذي استقطب الكثير من الشخصيات اليامة والمعروفة من المسممين
والييود عمى السواء.
()112
-2-2-8سوق العطارين اليهود
-دار بن معطي
من بين دور الييود الواقعة بيذا السوق ،نجد دار بن معطي ومما يدل عمى أن ىذه الدار ىي فعال
لعائمة بن معطي الييودية الشييرة ،أنيا كانت في سنة 1799م "…من أمالك الذمي جالذ بن معطي مقدم
طائفة الييود وابن أخيو الذمي شموييل بن دابيد معطي والمذان ممكا ثمنين ونصف الثمن إنصافا بينيما واعتداال،
وقد عاد إلييما ذلك بعضو باإلرث من آبائيما وبعضو بالشراء الصحيح والثمن المقبوض…"( ،)113وباعا
نصيبيما من الدار إلى الداي مصطفى باشا سنة 1798م.
كمـا اشترى المعظم السيـد الحاج محمد بن الحاج محمد "…جميع الثمن الواحد وثالثة أثمان الثمن من
جميع الدار المذكورة من الذمي يوسف بن جورنو…"( ،)114وما نالحظو أن الوثائق لم تذكر المنازل المجاورة
لدار بن معطي ،وتفسير ذلك أن شيرة الدار أغنت عن التعريف بيا.
وتخبرنا إحدى الوثائق عن ممكية بعض المسممين بسوق العطارين الييود مثال في عام 1723م ممك
"… السيد الحاج محمد الشريف الخياط بن السيد الحاج محمد بن ناصر التدلسي ،جميع الثمن الواحد شايعا من
جميع الدار الواقعة أسفل سوق السمن بسوق العطارين الييود المجاورة من بعض جياتيا لحانوت الحاج عمي بن
الحاج قاسم الجرموح بالشراء الصحيح والثمن المقبوض.)115( "...
ومن المالكين أيضا بسوق العطارين الييود ،السيد حسن باشا بن حسين ،الذي اشترى في سنة 1794م،
شطر الدار الواقعة بيذا السوق والتي كانت من أمالك "…الذمي يعقوب الييودي وشقيقو دابيـد والذمي يوسف بن
ليبي والذمي سخرية بن موشي شراخو وابن عمو موشي بن إبراىيم شراخو والذمي دابيد بن شمعون بن مزغيش
والذمية ريكة بنت موشي ليبي ،)116( "...أما المكرم األجل السيد عبد القادر الحرار بن عمر باشا فتذكر إحدى
الوثائق أنو "…اشترى من الذمي يعقوب الجدرني ثالثة أرباع الدار الواقعة أسفل سوق السمن بعطارين الييود
()117
المصيقة بسوق الدخان."..
هوامش واحاالت
( -)2مدينة الجزائر ،عرفت قديما بـ إيكوسيوم" "ICOSIUMوتعني جزيرة النوارس ،وىي كممة التينية مركبة تركيبا مزجيا من شقين
الشق األول" "Iوىو اختزال السم" "ISLAأي الجزيرة ،أما الشق الثاني" "KOSIMفيعني النوارس ،وىكذا تشكمت " "ICOSIUMأي
"جزيرة النوارس" .أنظر:
-حمادي ،عبد اهلل" .جزائر القرن السادس عشر من خالل وثائق بعض األسرى اإلسبان" ،المصادر ،عدد ،6منشورات المركز
الوطني لمدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر ،1954الجزائر ،2002 ،ص .256-255
( -)3بفعل استقرار الفينيقيين بقرطاجة دفع الفضول التجاري بالييود إلى االستقرار بسواحل البحر المتوسط وانشاء قواعد بحرية
نابضة عمى طول الساحل ،ويرجح بعض المؤرخين أن أول قدوم لمييود إلى شمال إفريقيا كان في ىذه الفترة فقد قدموا عمى قوارب
فينيقية حاممين ديانتيم الييودية وبضائعيم التجارية ،فاستقروا بالمراكز التجارية عمى السواحل المتوسطية التي أنشأىا الفينيقيون.
ويبدو أن حركة ىجرة الييود الفردية والجماعية من الشرق إلى شمال إفريقيا قد استمرت حتى في عيد الرومان ،وىذا نتيجة لما ح ّل
بالمنطقة من أحداث ألّمت بالييود فمجأت مجموعات منيم إلى شمال إفريقيا بعد تحطيم الييكل ثانية سنة 70م عمى يد الرومان.
وقد استفاد الييود من بعض الحقوق المدنية ،إذ يبدو عمى العموم أن السمطة الرومانية كانت متسامحة معيم إال حد ما ،أنظر:
- Chouraqui, A. Histoire des Juifs en Afrique du Nord, Edition du Rocher, T1, 1998, p 49.
Hirschberg, H. A history of the Jews in North Africa, VII, Second revised edition translated from -
the Hebrew, Leaden, 1981, p 55-56.
()4
كونوا مجموعة دينية ىامة في سائر البالد العربية ،فإن ىذا ال يعني أنيم كانوا يشكمون وحدة عنصرية
-بالرغم من أن الييود قد ّ
عرقية .بل ىم جماعات ترتبط بالدين والتقاليد ،نظ ار الفتقارىم منذ القدم لكيان سياسي ،لذلك حرصوا عمى أن يكون الرابط بينيم
دينيا اثنيا في أي مكان من المعمورة.
(- Haëdo, D. D. "Topographie et histoire générale d’Alger", Revue africaine, N°15, 1871 p 19.)5
( -)6ينتمي الييود المستقرون في حوض البحر األبيض المتوسط إلى طائفة الييود "السفرديم" في حين ينتمي الييود المستقرون
بشمال وشرق أوروبا إلى طائفة الييود "اإلشكينازيم" ،أنظر:
-أتوكاريف ،سرغي .األديان في تاريخ شعوب العالم ،تعريب أحمد فاضل ،منشورات األىالي لمطباعة والنشر والتوزيع ،دمشق،
،1998ص .202
(7)- Hanoune. Op.Cit, p 7
(- Tassy, L. D. Histoire du royaume d’Alger, Loysel, Paris, 1992, p 55.)8
()9
-من أعمال العنف التي انطمقت ضد الييود ،تمك التي حدثت يوم 4جوان 1391م بمدينة سفيل " ،"Sévilleإذ تم إشعال النار
بالحي الييودي وقتل حوالي أربع آالف من الييود .ثم توسعت بعدىا إلى مدن عديدة من إسبانيا مثل :قرطبة وطميمطمة ومدريد
وسرقسطة وجزر البميار .أما في مدينة البندقية فقد قتل في 9جويمية 1391م ،حوالي 250ييودي ،لذا توجو اآلالف منيم إلى
سواحل بالد المغرب .أنظر:
Abitbol, M. Le passé d’une discorde, Juifs et arabe du VIIème siècle à nos jours, Perrin 1999, p -
72.
(10)- Grammont, H. D. Histoire d’Alger sous la domination turque (1515-1830), paris, 1887 pp
233.
Cahen, A. B. L’Afrique septentrional, Constantine, 1867, p53.-
(11) - Khiari, F. "Une communauté "résurgente": Les Andalous à Alger de 1570 à 1670" Revue
d’histoire maghrébine, N°69-70, 1995, p 122.
()12
-إن السبب المباشر في إصدار مرسوم الطرد يعود إلى احتدام الصراع بين رجال اإلكميروس المسيحيين والحاخامات الييود،
ييبوا لمحاربة الييودذ وايقاف الفتن التي كانوا يثيرونيا في كل مكان .فياجموىم في أحيائيم وبطشوا بيم
مما حدا باإلسبان ألن ّ
وقدم البعض منيم لمحاكم التفتيش وكادت الفوضى أن تعم البالد ،فأصدر الممك فيرديناد مرسوما ممكيا في 31مارس 1492م ّ
يقضي بطرد الييود خارج إسبانيا ،وأىم ما جاء فيو ما يمي..." :يعيش في مممكتنا عدد غير قميل من الييود ،ولقد أنشأنا محاكم
التفتيش منذ اثنتي عشرة سنة ،وىي تعمل دائما عمى توقيع العقوبة عمى المذنبين وبناء عمى التقارير التي رفعتيا لنا محاكم
التفتيش ،ثبت بأن الصدام الذي يقع بين المسيحيين والييود سيؤدي إلى ضرر عظيم وىو القضاء عمى المذىب الكاثوليكي ،ولذا
قررنا :نفي الييود ذكو ار واناثا خارج حدود مممكتنا والى األبد وعمى الييود جميعا الذين يعيشون في بالدنا ومممكتنا ومن غير تمييز
في الجنس أو العمر أن يغادروا البالد في غضون مدة أقصاىا نياية جويمية من نفس العام .وعمييم أال يحاولوا العودة تحت أي
ظرف أو أي سبب .ومن أجل أن يتدبروا أمورىم منحناىم حمايتنا الممكية ،وضمنا أرواحيم وأمالكيم حتى آخر جويمية القادم
ونسمح ليم بأن ينقموا معيم ب ار وبح ار ما يممكون باستثناء الذىب والفضة والعممة الذىبية ،واألشياء األخرى التي يشمميا قانون المنع
العام" ،أنظر -:حسين .سبق ذكره ،ص .13
.(13) - Abitbol. Op Cit, p 82.
)(14
P 214. - Zafrani, H. Juifs d’Andalousie et du Maghreb, Maisonneuve et Larousse, Paris, 1996
(15) - Franco. Op. Cit, p 25-27.
( -)16مظالم في بوىيميا والنمسا وبولندا والبرتغال ،وصمت أوجيا في إسبانيا .أنظر:
Lewis. Op. Cit, p, 135.-
(17) - Raymond, A. Grandes villes arabes à l’époque ottomane, Sindbad, paris, 1985, p 51.
-ونقال عن "ريموند" نورد ىذا المقطع من رسالة كتبيا أحد الييود ،إلى أحد أقاربو يصف فييا وضع الييود في ظل الدولة
العثمانية قائال:
"Ici, les portes de la liberté sont toujours largement ouvertes pour vous, afin que vous puissiez
pleinement pratiquer votre judaïsm-Ibid, p 11.
()18
-أصدر السمطان العثماني بايزيد الثاني (1481م1512-م) ،فرمانا يقض بالسماح لمييود بالمجوء إلى سائر األراضي التابعة
لإلمبراطورية ،وأوصى بحسن معاممتيم أنظر -:حالق ،حسن .موقف الدولة العثمانية من الحركة الصييونية ،ط ،3دار النيضة
العربية ،بيروت ،1999 ،ص .28
)(19
-ىذه التسمية تميي از ليم عن حاممي العمائم (الييود األىالي) ،أنظر:
- Mainz, E. "Les Juifs d’Alger sous la domination Turque", Journal Asiatique, N°240.1952, p202
(20) - Grammont. Op. Cit, p 233.
( -)21سعيدوني ،ناصر الدين؛ البوعبدلي ،الميدي .الجزائر في التاريخ–العيد العثماني -ج ،4المؤسسة الوطنية لمكتاب الجزائر،
،1984ص .103
(22) - Sotomayor, L. J. D. Brève relation de l’expulsion des Juifs d’Oran en 1669, Trad. jean
Fédéric Schaub, Bouchene, 1998, p 68.
()23
-نسبة إلى مدينة ليفورنو اإليطالية.
(24) - Hirschberg. OP. Cit, p 21-22.
(25) - Hanoune. Op. Cit, p 08.
()26
-سمح دوق توسكانيا لمييود بفتح المخازن لشراء الغنائم البحرية وشراء األسرى فقدم رئيس طريقة (سان إيتيتيان) شكوى لدى
جميع الحكام ومموك أوروبا لموقوف ضد دوق توسكانيا ،لكنيم لم يصغوا لندائو.
()27
-ألتر ،عزيز سامح .األتراك العثمانيون في إفريقيا الشمالية ،تعريب محمود عمي عامر ،دار النيضة العربية بيروت،1989 ،
ص .409
relations rive nord - rive sud", in -Ghettas, A et Guechi, F-Z. "La communauté juive dans les
parlez-moi d Alger, réunion des musées nationaux, paris, 2003, p69.
(28) - Belhamissi, M. Alger- L’Europe et la guerre secrète (1518-1830), Edition Dahleb, Alger,
1996, p 125.
(29) - Hierschberg. )Op.Cit, p 22
-Gettas, Guechi." La communauté…", Op. Cit, p 72
()30
-غطاس ،عائشة .الحرف والحرفيون بمدينة الجزائر (1700م1830-م) مقاربة اجتماعية -اقتصادية ،أطروحة لنيل شيادة
دكتوراه دولة في التاريخ الحديث ،ج 1جامعة الجزائر ،2001 ،ص .38
(31)- Phillipini, J. P. Juifs d’Afrique du Nord et Livourne dans le seconde moitié du XVIII siècle,
Revue des études juives, T CXLI, 1982, p 459-460.
)- (32الجياللي ،عبد الرحمن .تاريخ المدن الثالث ،الجزائر المدية مميانة ،مطبعة صاري بدر الدين وأبنائو ،الجزائر 1972 .ص
.22
()33
- Hanoune. Op. Cit, p 08
(34)-
Ben Hamouche, M. "Les quartiers résidentiels et les organisations populaires à Alger à
l’époque Ottoman", Revue d’histoire Maghrébine, N°83-84, 1996, p 525-527.
(35) - Shuval. Op. Cit, p 63.
(36)-Raymand. Op. Cit, p 180.
(37)-Missoum, S. Alger à l’époque Ottomane la Médina et la-Maison traditionnelle INAS édition,
Alger, 2003, p38
( -)38كان ىناك سبع ثكنات لإلنكشارية ،وىي أوال دار المقرين تقع ما بين باب البحر وباب الوادي ،بنيت من طرف العمج عمي ما
بين 1569م1572-م ،ثانيا :دار اإلنكشارية بباب عزون وتعرف بدار المّبانجية ،بنيت من طرف حسن بن خير الدين سنة
1551م ثالثا :ثكنة الخراطين تقع بسوق الخراطين (عرف اإلنكشارية المقيمين بيا بحمايتيم لمييود) بنيت في سنة 1769م،
وىدمت عام 1869م ،رابعا :دار اإلنكشارية القديمة وتعرف أيضا بالفوقانية ،بنيت ما بين 1596م1597-م ،خامسا :دار
اإلنكشارية الجديدة وتعرف أيضا بالتحتانية ،بنيت من طرف حسن باشا ما بين 1627م1628-م سادسا دار اإلنكشارية المعروفة
بدار أوسطو موسى القريبة من باب الجزيرة ،وتنسب إلى الميندس األندلسي الشيير أوسطو موسى الذي أنشأ عدة منشآت عمرانية
بمدينة الجزائر ،سابعا دار الدروج تعتبر األقل أىمية من بين سابقييا ىدمت سنوات قميمة بعد الحممة الفرنسية أنظر:
"-- Devoulx. El Djazaïr", Histoire…., Op. Cit, p 261-273.
- Berbrugger, A." Les casernes des janissaires à . Alger", revue Africaine, T1, 1864
P 132-150.
( -)39م ،ش ،ع(9) .86-85-84 :
-ال بد من اإلشارة إلى أن بعض الييود تمكنوا من اإلقامة خارج المدينة أي بالفحص بل إن بعضيم ممك بفحص بوزريعة واألبيار
عمى وجو الخصوص مثمما ذكره "كاىين" .وزرعوا حول منازليم أشجار الفواكو والخض اروات المختمفة ،والقمح والشعير.
( -)40مالتسان ،ىاينريش فون .ثالث سنوات في شمال غربي إفريقيا ،تعريب أبو العيد دودو ،ج ،1الشركة الوطنية لمنشر والتوزيع،
الجزائر( ،بدون تاريخ) ،ص.25
(41) - Ben Hamouche. Op, Cit, PP 525-527.
()42
-غطاس .الحرف والحرفيون ،سبق ذكره ،ص .373
()43
-كانت بوابات المدن والحارات تترك مفتوحة أثناء النيار وتغمق بالميل بعد صالة العشاء مباشرة وبعضيا بعد صالة المغرب
في المدن اإلسالمية .أنظر -:عزب ،خالد مصطفى .تخطيط وعمارة المدن اإلسالمية ،منشورات و ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية،
الدوحة(بدون تاريخ) ،ص .92
( -)44غير أن "حميمي عبد القادر" قدم تفسي ار لوضعية ىذه األحياء بقولو" :إن األزقة الضيقة واألنيج الممتوية و الدروب المغطاة
تقي المارة من ح اررة قيض الصيف وتجمب ليم الدفء .ثم إن حاجة سكان القصبة في العيد العثماني لم تدعو إلى توسيع األنيج
ألن التنقالت كانت تقع أكثر ما تقع عمى األرجل وال تدخل دواب تكفييا األنيج الضيقة (الجمال والبغال) ،بل اقتصرت عمى
الحمير لنقل األوساخ ،وىذه األخيرة كانت تترك في إسطبالت بالقرب من أسوار المدينة" ،أنظر -:حميمي ،عبد القادر .مدينة
الجزائر نشأتيا وتطورىا قبل 1830م ،دار الفكر اإلسالمي ،الجزائر ،1972 ،ص .25
(45) - Paradis. Op. Cit, p 10.
( -)46العربي ،إسماعيل .مذكرات أسير الداي كاثكارت ،قنصل أمريكا في المغرب ،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ،1982
ص .93
()47
-غطاس .الحرف والحرفيون ،سبق ذكره ،ص .113
()48
- Paradis. Op. Cit, p 7-8.
()49
-مالتسان .سبق ذكره ،ص .26
()50
-بن حموش ،مصطفى أحمد .المدينة والسمطة في اإلسالم(نموذج الجزائر في العيد العثماني) ،دار البشائر ،دمشق ،1999
ص .160
()51
-م ،ش ،ع.)66( 51 :
()52
-م ،ش ،ع)8( 1473-142 :
(53)- Chouraqui. Op. Cit, p 11.- Raymond. Op. Cit, p283.
()54
-م ،ش ،ع.)66( 51 :
(55)- Shuval. Op. Cit, p205
( -)56سبنسر ،وليام .الجزائر في عيد رّياس البحر ،تعريب وتعميق عبد القادر زبادية الشركة الوطنية لمنشر والتوزيع الجزائر،
،1980ص .41
( -)57م ،ش ،ع.)66( 51 :
(58)- Shuval. Op. Cit, p205.
()59
-م ،ش ،ع.)19( 49 :
()60
-غطاس .الحرف والحرفيون ،سبق ذكره ،ص .402
( -)61م ،ش ،ع.)32( 121 :
( -)62م ،ش ،ع )57( 49 :رقم قديم.
( -)63م ،ش ،ع.)42( 45 :
( -)64م ،ش ،ع.)22( 49 :
( -)65م ،ش ،ع.)32( 121 :
()66
-غطاس .الحرف والحرفيون ،سبق ذكره ،ص.413
()67
-م ،ش ،ع.)30( 56 :
()68
-م ،ش ،ع )57( 49 :رقم قديم.
()69
-م ،ش ،ع.)42( 45 :
()70
-م ،ش ،ع.)14( 49 :
()71
-م ،ش ،ع.)66( 51 :
()72
-م ،ش ،ع.)14( 15 :
()73
-م ،ش ،ع.)48( 49 :
( -)74تنسب ىذه الزنقة إلى سكان جزيرة جربة الواقعة بالقرب من تونس ،وقد أقام بيذا الحي العنصر الجربي ،وكان أغمبيم من
التجار والوكالء نشطوا في التجارة ما بين موانئ ومدن عديدة أىميا :جربو واإلسكندرية وتونس وطرابمس.
( -)75غطاس ،الحرف والحرفيون ،سبق ذكره ،ص .47
( -)76م ،ش ،ع.)34( 120-119 :
( -)77م ،ش ،ع( 120-119 :؟) غير واضح.
( -)78م ،ش ،ع.)15( 120-119 :
( -)79م ،ش ،ع :نفسو.
( -)80م ،ش ،ع.)79( 101-100 :
( -)81م ،ش ،ع.)28( 57 :
( -)82م ،ش ،ع( 120-119 :؟) غير واضح .سبق ذكره.
( -)83م ،ش ،ع .)28( 57 :سبق ذكره.
( -)84م ،ش ،ع.)19( 86-85-84 :
(-)85
م ،ش ،ع.)27( 57 :
( -)86م ،ش ،ع.)28( 57 :
-م ،ش ،ع.)27(57 : ()87