Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 18

‫طائفة اليهود بمجتمع مدينة الجزائر (‪)0381-0011‬‬

‫(‪)0‬‬
‫‪-‬الهجرات و أماكن اإلقامة ‪-‬‬

‫األستاذة‪ :‬نجوى طوبال‬

‫قسم التاريخ ‪/‬جامعة الجزائر ‪02‬‬


‫‪Résume:‬‬
‫‪La communauté Juifs d’Alger, à été formaient: des Juifs originaires du pays ; les immigrants plus récent‬‬
‫‪venaient de l’Espagne en 1387, en 1391 et surtout en 1494 ; il y eut par la suite des juifs qui vinrent des‬‬
‫‪principaux pays européens et surtout d’Italie, pendant des nombreuse années restée fidèles à leurs coutumes,‬‬
‫‪avaient leurs propre justice, des écoles hébraïque ; ils jouissaient d’une très grande liberté et tolérance et ils‬‬
‫‪ont installé dans plusieurs cite à la ville d, Alger.‬‬

‫الممخص‪:‬‬
‫تتشكل الطائفة الييودية سكنت بمدينة الجزائر‪ ،‬من الييود المياجرين من اسبانيا‪ ،‬سنوات ‪ 1387‬و ‪ ،1391‬و خاصة سنة ‪ ،1494‬أي بعد‬
‫سقوط األندلس‪ ،‬و تباعا توافدت إلى المدينة ىجرات أخرى من دول أوروبية مختمفة‪ ،‬و خاصة من إيطاليا‪ .‬و عمى مر السنوات بقي الييود‬
‫بمدينة الجزائر محتفظين بعاداتيم و قضائيم المستقل و مدارسيم العبرية‪ ،‬و تمتعوا وسط السكان بحرية و تسامح كبيرين‪ ،‬و ىم الذين استوطنوا‬
‫في عديد المواقع بمدينة الجزائر‪.‬‬

‫مما ال شك فيو أن البحث في وضعية الييود أثناء مرحمة حكم الدايات‪ ،‬و ىي مرحمة ىامة جدا من‬
‫تاريخ الجزائر‪ ،‬يثير الكثير من الفضول التاريخي ويطرح جممة من التساؤالت‪ ،‬نظ ار لمخصوصية الدينية‪-‬العرقية‬
‫ليذه الطائفة من جية‪ ،‬وانطالقا من الدور الحساس الذي لعبو الييود في تاريخ الجزائر من جية ثانية‪ ،‬إذ‬
‫اعتبروا من بين األسباب التي نخرت جسدىا وزادتو ضعفا حتى سقطت تحت وطأة االحتالل الفرنسي سنة‬
‫‪.1830‬‬

‫فقد حرص الييود عمى استغالل ىذه األوضاع السياسية و اإلدارية اليشة لصالحيم‪ ،‬فتفرغوا لتحقيق‬
‫المكاسب االقتصادية والمالية‪ ،‬وعمموا عمى االحتكاك والتقرب من الفئة الحاكمة وموظفي الجياز اإلداري‪،‬‬
‫فاستحوذوا عمى احتكارات تجارية‪ ،‬باستعمال وسائل مختمفة كالرشوة و القرب باليدايا ثمينة والقروض المالية‬
‫والتجسس في الداخل والخارج لحساب البعض‪...‬الخ‪ ،‬فساىموا بذلك في نشر الفساد والرشوة بين موظفي اإلدارة‪.‬‬
‫كما نجحوا أيضا في تيميش المنافسين من التجار المسممين‪ ،‬وبذلك سيطر الييود عمى مقاليد التجارة الخارجية‪،‬‬
‫التي تعتبر عصبا اقتصاديا حساسا‪.‬‬

‫(‪ -)1‬يعود الفضل في اىتمامي بالدراسات االجتماعية في الجزائر في العيد العثماني ‪ ،‬لألستاذة المرحومة بإذن اهلل تعالى‪ -‬الدكتورة‬
‫عائشة غطاس‪ ،‬التي و بخبرتيا رأت أن الدارسين‪ ،‬الجزائريين في ىذا الجانب قمة‪ ،‬و أن ىذا الضعف يجب أن ُيغطى حتى يسد‬
‫الباب أمام المدرسة التاريخية الفرنسية‪ ،‬التي عمل أصحابيا عمى تشويو تاريخ الجزائر عموما و الجزائر في العيد العثماني‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫‪ -0‬هجرات اليهود إلى مدينة الجزائر‬

‫وجدت بمدينة الجزائر‪ -‬العيد العثماني(‪ )2‬جماعات ييودية مختمفة‪ ،‬فقد ُسجل منذ القديم توافد عناصر‬
‫ييودية إلى شمال إفريقيا‪ ،‬بعدما لحق بيم من شتات (‪ )3‬واستقروا بالمراكز التجارية التي أنشأىا الفينيقيون عمى‬
‫سواحل الشمال اإلفريقي‪ ،‬واستمر توافدىم إلى المنطقة لكن بصفة غير منتظمة‪ ،‬ذلك خالل العيود الرومانية و‬
‫تيود بعض القبائل البربرية‪ .‬ومع بدايـة الفتوحات اإلسالمية ذكرت الصادر‬
‫الوندالية والبيزنطية‪ ،‬كما سجل وقتئذ ّ‬
‫توافد أعداد أخرى من الييود استقرت بمختمف المـدن الداخمية الواقعـة عمى الخطوط التجارية وبالمدن الجديدة‬
‫التي بنيت أو أعيـد بناؤىا بالمغرب اإلسالمي(‪)3‬وشكل ىؤالء جميعا ما عرف بجماعة اليهود األهالي‬
‫(‪)4‬‬
‫أو"التوشابيم‬

‫أما جماعة اليهود "الميغورشيم" فيم من أصول إسبانية وبرتغالية‪ ،‬ىاجروا من شبو الجزيرة اإليبرية‬
‫واستقروا ببالد المغرب بعد صدور ق اررات الطرد في كل من ‪-‬إسبانيا والبرتغال‪ -‬خالل سنوات ‪1391‬م‪،‬‬
‫‪1492‬م‪1496 ،‬م‪ ،‬ولم تتوقف حركة اليجرة الييودية بل تواصمت طيمة القرنين السابع عشر والثامن عشر‬
‫(‪)5‬‬
‫الميالديين‪ ،‬اثر وصول عناصر جديدة من الييود األوروبيين عرفوا بالييود الفرنجة "‪"Les Juifs Francs‬‬
‫وأبرزىم‪ :‬الييود الميفورنيون (نسبة إلى مدينة ليفرونو اإليطالية)‪ ،‬الذين تميزوا عن غيرىم بنفوذىم المادي‬
‫وتحكميم في التجارة‪ ،‬وتقربيم من الفئة الحاكمة‪ ،‬و تنضوي ىذه الجماعات الييودية ضمن طائفة كبرى ينتمي‬
‫(‪)6‬‬
‫إلييا ييود حوض البحر المتوسط‪ ،‬وىي طائفة الييود "السفرديم‬

‫‪ -0-0‬هجرات اليهود خالل القرن الرابع عشر‬

‫ذكر "حنون" بأن حركة اليجرة الييودية من األراضي األوروبية إلى بالد المغرب األوسط خصوصا‪،‬‬
‫بدأت قبل عام ‪1391‬م‪ ،‬حيث يشير إلى أواخر القرن الثالث عشر ميالدي‪ ،‬حين تحدث عن وصول جماعة‬
‫صغيرة من الييود‪ ،‬وفدت إلى مدينة الجزائر من جزر البميار‪ ،‬وبالضبط من مدينة مايورقة بعد أن تعرضوا لمطرد‬
‫(‪)7‬‬
‫من طرف الممك ألفونسو األراغوني‬

‫أما لوجي دي تاسي "‪ "Laugier de Tassy‬فقد ذكر أنو في سنة ‪1342‬م‪ ،‬وصل إلى مدينة الجزائر‬
‫(‪)8‬‬
‫غير أن‬ ‫مياجرون ييود من إيطاليا ويضيف بأن عناصر أخرى وفدت من األراضي المنخفضة عام ‪1350‬م‬
‫ىذه اليجرة أصبحت أكثر أىمية بداية من سنة ‪1391‬م‪ ،‬عمى إثر أعمال العنف التي لحقت بالييود في بعض‬
‫المناطق من إسبانيا وتحديدا في مممكتي قشتالة وأرغونة ثم في كتالونيا وجزر البميار(‪ ،)9‬و قد اعتبر دي غرامون‬
‫"‪ "De Grammont‬ظاىرة لجوء الييود إلى بالد المغرب بالذات‪ ،‬طيمة القرن الرابع عشر ميالدي من األمور‬
‫(‪)10‬‬
‫الغريبة‪ ،‬ولم يجد ليذا األمر تفسي ار مقنعا‬

‫‪ -2-0‬الهجرة اليهودية بعد سقوط األندلس‪:‬‬

‫استقبمت بالد المغرب أعدادا كبيرة من المياجرين المسممين والييود عمى السواء بعد سقوط األندلس عام‬
‫‪1492‬م (‪ ،)11‬والمالحظ أن عدد الييود ازداد بالمنطقة بعد إصدار الممك "فرديناد الكاثوليكي" لمرسوم ممكي في‬
‫(‪)12‬‬
‫إذ تحدث أبيطبول "‪ "Abitbol‬عن خروج ‪160‬‬ ‫‪ 31‬مارس ‪1492‬م‪ ،‬يقضي بطرد الييود نيائيا من إسبانيا‬
‫(‪)13‬‬
‫في حين ذكر زعفراني "‪ "Zafrani‬حوالي‬ ‫ألف ييودي ‪-‬عمى األقل‪ -‬من إسبانيا خالل صائفة عام ‪1492‬م‬
‫(‪)14‬‬
‫‪ 200‬ألف ييودي في الفترة نفسيا‬

‫وبالرغم من اختالف التقديرات‪ ،‬فإن الكثير من الييود استقروا باألراضي العثمانية فبمدينة اسطنبول‬
‫وحدىا تكونت أكبر جماعة ييودية في أوروبا‪ ،‬كما استقبمت كل من مصر وسوريا وفمسطين أعدادا ىامة منيم‪،‬‬
‫(‪)15‬‬
‫خاصة وأن ظروف إقامة الييود في األراضي العثمانية‬ ‫إضافة إلى الذين استقروا بمختمف مدن بالد المغرب‬
‫(‪)116‬‬
‫نوه أندريو ريمون " ‪André‬‬‫إذ ّ‬ ‫وقتئذ اختمفت كثي ار عن تمك التي عرفوىا في أجزاء مختمفة من أوروبا‬
‫‪ "Raymond‬بسياسة التسامح الديني التي انتيجتيا الدولة العثمانية تجاه األقميات ويرى أنو كان ليذا األمر‬
‫تأثي ار إيجابيا عمى وضع جميع الجماعات الييودية‪ ،‬سواء تمك التي استقرت منذ القديم في البالد العربية أو تمك‬
‫(‪)17‬‬
‫بالرغم من‬ ‫التي وفدت الحقا من أوروبا‪ ،‬ىروبا من االضطياد الذي لحق بيا‪ ،‬خاصة في إسبانيا والبرتغال‬
‫أن العثمانيين لم يشجعوا اليجرة الييودية ولم يعرقموىا‪ ،‬وانما حرصوا عمى معاممتيم معاممة حسنة حسب ما‬
‫(‪)18‬‬
‫تقتضيو الشريعة اإلسالمية‬

‫لقد كانت مدينة الجزائر من المدن التي استقر بيا الييود‪ ،‬و عرف ىؤالء القادمون الجدد بـ "حاممي‬
‫القبعات" أو"الكابوسين" (‪ ،)19( )Porteurs de capuches‬وعاش الييود بين الجزائريين منذ نياية القرن‬
‫الخامس عشر و طيمة القرن السادس عشر في أمان‪ ،‬حيث مارسوا شعائرىم الدينية و حافظوا عمى عاداتيم‬
‫االجتماعية‪ ،‬و تعاطوا النشاط االقتصادي بكل حرية‪ ،‬خاصة بعدما سمح ليم "خير الدين بربروس" باإلقامة في‬
‫مكنيم من فتح عدد من الورشات و المحالت في كل سوق‪ ،‬لممارسة حرفيم اليدوية و نشاطاتيم‬ ‫المدينة و ّ‬
‫االقتصادية المختمفة(‪ ،)20‬و مما ساعد عمى اندماج الييود في الحياة العامة‪ ،‬ثقة الحكام األتراك بيم‪ ،‬وتفضيل‬
‫المسممين التعامل مع الييود الميغورشيم خاصـة‪ ،‬لتشابييم مع مسممي األندلس في طرق المعيشة وأسموب الحياة‬
‫وفي اشتغاليم بالحرف اليدوية(‪.)21‬‬
‫(‪)23‬‬
‫في المدينة‬ ‫‪ -8-0‬اليهود "الميفورنيون‬

‫إن بداية استقرار عناصر ييودية ليفورنية بمدينة الجزائر يعود إلى النصف الثاني من القرن السابع‬
‫عشر‪ ،‬عمى أن توافدىم استمر طيمة القرن الثامن عشر ميالدي وعرفوا بالييود الميفورنيين أو "الييود الفرنجة" وقد‬
‫تمتعوا بامتيازات خاصة‪ ،‬إذ شممتيم امتيازات حظي بيا الفرنسيون خصوصا واألوروبيون عموما لدى الدولة‬
‫(‪)24‬‬
‫من بينيا اإلعفاء من دفع أغمب الغرامات والمساىمات التي كان يدفعيا باقي الييود حيث أعتبر‬ ‫العثمانية‬
‫الييود الميفورنيين رعايا أوروبيين‪ ،‬شممتيم حماية القنصل الفرنسي مباشرة كما تميزوا عن باقي أبناء ممتيم حتّى‬
‫(‪)25‬‬
‫في المباس إذ ارتدوا األزياء األوروبية‬
‫(‪)26‬‬
‫أما عن سبب استقرارىم بالمدينة‪ ،‬فيبدو أن ذلك حدث بتشجيع كبير ومباشر من دوق توسكانيا‬
‫فتحولوا بفعل عالقاتيم العائمية مع ييود مدينة الجزائر‪ ،‬إلى وسطاء ىامين ما بين الواليات العثمانية (الجزائر‬
‫وتونس وطرابمس)‪ ،‬والمدن األوروبية والسيما في عممية افتداء األسرى وبيع الغنائم البحرية‪ ،‬فحققوا من وراء ىذه‬
‫التجارة أرباحا طائمة‪ ،‬ونتيجة ممارستيم لمثل ىذه األعمال تدعمت وتقوت صمتيم بالدول المسيحية(‪ ،)27‬كما دفع‬
‫ىذا النشاط بالكثير منيم في البداية إلى االستقرار المؤقت بالمدينة‪ ،‬ثم تحولوا إلى اإلقامة الدائمة‪ ،‬وكانت‬
‫(‪)28‬‬
‫االمتيازات التي حظيوا بيا حاف از لذلك‬

‫وقد تميزت األعمال التجارية لمييود الميفورنيين بطابعيا العائمي‪ ،‬فبعض العائالت رأت أنو من الحكمة‬
‫إنشاء فروع ووكاالت لشركاتيا في كل من الجزائر وتونس وطرابمس‪ ،‬وعينوا أقاربيم مشرفين ليذه الفروع‪ ،‬بيدف‬
‫(‪)29‬‬
‫ومن أبرز ىؤالء التجار الذين استقروا بمدينة الجزائر في أواخر القرن‪17‬م‪ ،‬نذكر‬ ‫تسييل الصفقات التجارية‬
‫كل من‪ :‬بن دحمان وساكوتو واسحاق وكوىين وصموئيل ىانريكان وموسى كوىين وباروخ لوصاد وموسى‬
‫( ‪)30‬‬
‫قابيسون وىارون ديباز…إلخ‬

‫واذا كانت معظم المصادر تشير إلى خط اليجرة المعروف من مدينة ليفورنو باتجاه مدينة الجزائر‪ ،‬فإن‬
‫فيميبيني "‪ "Phillipini‬يشير إلى وجود تيار ىجرة معاكس أي من مدينة الجزائر نحو مدينة ليفورنو‪ ،‬ابتداء من‬
‫منتصف القرن السابع عشر ميالدي واستمر طوال القرن الثامن عشر‪ ،‬وقدرت نسبة الييود الوافدين إلى ليفورنو‬
‫من مدينة الجزائر مع نياية القرن‪ ،‬بـ‪ %13‬من مجمل الييود المقيمين بميفورنو‪ .‬وتعود ىذه اليجرة بالدرجة‬
‫األولى إلى عوامل اقتصادية‪ ،‬ورغم أنيا شممت فئات اجتماعية مختمفة من الييود‪ ،‬إال أن الغالبية تشكمت من‬
‫الييود المغامرين والباحثين عن فرص العمل واالرتزاق في ميناء ليفورنو‪ ،‬ومن التجار الباحثين عن الثروة وعن‬
‫خصتيم بيا سمطات مدينة‬ ‫فضاء أوسع لمتجارة‪ ،‬ىذا باإلضافة لظروف اإلقامة المشجعة والمعاممة الحسنة التي ّ‬
‫(‪)31‬‬
‫نظر لممكاسب المادية التي كان يتحصل عمييا الحكام من جراء ازدىار تجارة الغنائم البحرية‬
‫ليفورنو‪ ،‬ا‬

‫وما يجب ذكره أن ىجرة الييود الميفورنيين إلى مدينة الجزائر قد اختمفت عن باقي اليجرات نظ ار لكونيا‬
‫ىجرة اختيارية فاستقرارىم كان ألسباب اقتصادية‪-‬تجارية بالدرجة األولى‪ ،‬عمى عكس اليجرات الييودية األخرى‬
‫والتي كانت اضط اررية (ألسباب دينية‪-‬سياسية)‪ .‬و قد شكل الييود الميفورنيون قوة اقتصادية بالمدينة ونشطوا‬
‫حركة التجارة بين موانئ ضفتي البحر المتوسط واستفادوا من عالقاتيم التجارية في أوروبا عموما‪ ،‬ومن صالتيم‬
‫العائمية مع الييود األوروبيين خصوصا‪ ،‬ىذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن االستقرار الييودي بمدينة الجزائر‬
‫قدروا ذلك االزدىار االقتصادي الذي عرفتو المدينة والمتأتي من عوائد النشاط البحري‪.‬‬
‫لم يكن عشوائيا‪ ،‬ألنيم ّ‬
‫ومن ثمة أضحت مدينة الجزائر نقطة جذب واستقطاب ليؤالء الييود الذين أصبحوا وسطاء ميمين في عممية‬
‫افتداء األسرى و تجارة الغنائم البحرية‪.‬‬

‫‪ -2‬أماكن االقامة‬

‫‪ -1-2‬انتشار اليهود في المدينة‬

‫لقد فضل الييود االقامة في المنطقة السفمى من مدينة الجزائر(‪ ،)32‬حسب ما ذكرتو المراجع الييودية‬
‫ونشير ىنا إلى "حنون"(‪ ،)33‬وما أكدتو الدراسات الحديثة‪ ،‬ونشير إلى الدراسة التي قام بيا "بن حموش"‪ ،‬والذي‬
‫حاول رصد مراكز تجمع الييود بالمدينة وتوصل إلى أن نسبة كبيرة من ممكيات الييود تركزت في القسم السفمي‬
‫منيا وبصفة خاصة حول قصر الداي بنسبة ‪ %6777‬واعتبر ىذه المنطقة من أىم المناطق التي أقام فييا‬
‫الييود أما المنطقة الثانية‪ ،‬فيي القريبة من باب الوادي حيث توجد بيعة الييود الكبرى‪ ،‬في حين جاءت المنطقة‬
‫(‪)34‬‬
‫الواقعة عمى طول شـارع البوزة والسوق الكبير في المرتبة الثالثة‪.‬‬

‫و مرد اختيار ىذا الموقع يعود لمخصائص والمميزات التي يتمتع بيا الجزء السفمي‪ ،‬وقد أتخذ الشارع‬
‫الرئيسي الرابط بين باب الوادي وباب عزون‪ ،‬معمما لمفصل بينو وبين الجزء العموي المعروف بالجبل‪ ،‬ويمتد ىذا‬
‫األخير إلى الغرب من الشارع المذكور‪ ،‬في حين يمتد الجزء السفمي إلى الشرق منو‪ .‬وىذا القسم يسميو طال‬
‫(‪)36‬‬ ‫(‪)35‬‬
‫بـ "المركز" و"القمب النابض" لممدينة حيث حدث بو‬ ‫ومن قبمو "اندريو ريمون"‬ ‫شوفال "‪"Tall Shuval‬‬
‫تمركز وتجمع المؤسسات الحيوية لمبالد‪.‬‬

‫كما تجمعت فيو األجيزة والمؤسسات السياسية واالقتصادية والعسكرية و الثقافية‪ ،‬فباإلضافة إلى لقصر‬
‫الداي‪ ،‬وجد بيذا القسم أىم مساجد المدينة‪ ،‬كالجامع األعظم والجامع الجديد وجامع السيدة‪ ،‬كما وجدت بو‬
‫المقاىي الرئيسية واألسواق ودكاكين الحالقين‪)37( .‬وىو أيضا القسم الذي اختارتو الفئة الميسورة من السكان‬
‫لإلقامة‪ ،‬كرّياس البحر وكبار رجال الدولة والحكم‪ ،‬إذ أقام رّياس البحر بباب الجزيرة‪ ،‬وىناك وجد البادستان‬
‫(المستشفى)‪ .‬كما أقام الجند ىناك إذ وجدت ثكنات اإلنكشارية في ىذا الجزء‪ )38( .‬بل إن إحدى الوثائق التي‬
‫بحوزتنا تثبت مجاورة الييود لمقر إقامة اإلنكشارية‪ ،‬إذ أن المسكن السادس من دار الطفيل الواقع قرب دار‬
‫اإلنكشارية الخراطين‪ ،‬كان من أمالك الذميين‪ :‬فرايو القرداشي وحييم الخياط وقنون الحرداشي أوالد إبراىيم‬
‫(‪)39‬‬
‫سبورطيش‪.‬‬

‫كما أن ىذه المنطقة السفمية ربطت بين ثالثة من أىم أبواب المدينة أال وىي‪ :‬باب عزون وباب الوادي‬
‫وباب الجزيرة وبذلك اعتبرت مركز تجمع الفعاليات االقتصادية‪ ،‬حتى أن الرحالة "ىاينريش فون مالتسان" قال‬
‫بأن الشارع الممتد من باب عزون إلى باب الوادي ىو الشريان الرئيسي لتجارة المدينة(‪.)40‬‬

‫‪ -8‬معطيات جديـدة‬

‫لقد قام" بن حموش بإحصاء الييود بمدينة الجزائر"(‪ ،)41‬إال أن القيام بإحصائيات جديدة‪ ،‬ىو بيدف‬
‫التوصل إلى نتائج أخرى‪ ،‬قد تدعم أو تنفي النتائج األولية التي جاء بيا من سبقنا‪ .‬ليذا الغرض اخترنا عينة من‬
‫عقود الممكية‪ ،‬بمغت سبعون عقدا‪ ،‬توزعت ما بين القرن الثامن عشر ميالدي و حتى العقد الثالث من القرن‬
‫التاسع عشر ميالدي‪.‬و بناء عميو يمكن القول‪ ،‬أن الييود فضموا اإلقامة في نوعين من األماكن ىما‪ )1 :‬اإلقامة‬
‫عرفنا بأىم خصائصو‪ ،‬مشكمين بذلك نسبة‬
‫في األحياء السكنية الواقعة بالجزء السفمي لممدينة‪ ،‬والذي سبق وأن ّ‬
‫‪ )2.% 58757‬اإلقامة في األسواق باعتبارىا مراكز اقتصادية‪ ،‬إذ اتخذت بعض مباني السوق أو أجزاء منيا‬
‫كمحالت لإلقامة‪ ،‬مشكمين بذلك نسبة ‪.% 41742‬‬

‫‪ -0-8‬اإلقامة في األحياء السكنية‬


‫شاع بمدينة الجزائر‪ ،‬استعمال مصطمحي "الحارة" و"الحومة"‪ ،‬وعبارة الحومة لمتعبير عن األماكن‬
‫المخصصة لإلقامة و كانت تدل في بعض األحيان عمى الشارع (‪ ،)42‬أما األحياء السكنية فميا بوابات عرفت‬
‫بالدرب (‪ ،)43‬و قد وصفت مصادر أوروبية أحياء و شوارع المدينة‪ ،‬فيذه األخيرة كانت ضيقة لدرجة يتعذر‬
‫مرور ثالثة أشخاص بيا(‪ ،)44‬أما األحياء فقذرة و فييا رائحة كريية و مظممة‪ ،‬ألن القمامة كانت توضع أمام‬
‫المنازل‪ ،‬التي كانت قريبة بعضيا من بعض‪ ،‬فأصبحت تنبعث منيا روائح كريية(‪ ،)45‬و ىذا األمر يزداد حدة‬
‫في األحياء التي أقام فييا الييود حسب ما ذكره األسير "كاثكارت"(‪.)46‬‬

‫إال أن" غطاس" واعتمادا عمى وثائق من األرشيف‪ ،‬تؤكد بأن تنظيف شوارع المدينة خضع إلى تنظيم‬
‫محكم لمغاية‪ ،‬وكان تحت اإلشراف المباشر "لقائد الزبل"‪ ،‬وخضع رأسا لسمطة الداي ويساعده في ميمتو عدد‬
‫يمر الساىرون عمى ذلك في كل صباح بالبغال أو‬‫من الموظفين‪ .‬فقد كان تنظيف المدينة عممية يومية‪ ،‬إذ ّ‬
‫الحمير وعمى ظيرىا "الشواري"‪ ،‬ثم يحممون ما جمعوه من قمامات إلى خارج المدينة حيث يتم تفريغيا في‬
‫(‪)47‬‬
‫موضع عرف بـ "برج الزوبية" أو البرج الجديد الواقع شمال المدينة‪.‬‬

‫كما ذكرت الباحثة أن منازل المدينة مبنية عمى نفس الطراز لدرجة أنك إذا رأيت منزال واحدا منيا‪،‬‬
‫تكون فكرة عن باقي المنازل الصغيرة والكبيرة عمى السواء‪ ،‬إذ اشتمل أغمبيا عمى طابق أرضي وطابق‬
‫يمكنك أن ّ‬
‫عموي‪ .‬وقد بنيت المنازل بالحجارة من األسفل و باآلجر من األعمى (‪ ،)48‬أما "مالتسان" فقد ذكر أن المظير‬
‫الخارجي لمبيوت العربية معتما وبشعا‪ُ ،‬مق ار بأن المنظر الداخمي غالبا ما يكون لطيفا يروق لمعين التي تعجب‬
‫بالجمال المعماري‪ ،‬فكل إنسان لو نصيب ضئيل من الذوق‪ ،‬البد أن يعترف بأن ىذه الصور المعمارية البسيطة‬
‫(‪(49‬‬
‫المزخرفة أجمل وأكثر تناسقا من كل تمك البنايات األوروبية الخرقاء‪.‬‬

‫‪ -0-0-8‬حارة اليهود‬

‫ذىب "بن حموش" إلى القول بأنو‪ ،‬عمى خالف حالة الييود في تونس والقاىـرة حيث خصصت ليم‬
‫حارة‪ ،‬فإنو ال توجد في سجالت البايمك أية إشارة إلى وجود حي خاص بالييود بمدينة الجزائر باستثناء الشارع‬
‫الذي يطمق عميو زنقة الييود والذي يدعى أحيانا حومة الييود (‪ ،)50‬و ما يجب ذكره في ىذا الصدد‪ ،‬ىي اإلشارة‬
‫(‪)51‬‬
‫عرفيا الموثق بيذه التسمية التي‬
‫الصريحة التي وردت في أحد العقود‪ ،‬ودلت عمى وجود "حارة الييود" ‪ ،‬وقد ّ‬
‫ال تدع مجال ألي التباس أو شك في حين ورد في عقد آخر إشارة ضمنية إلييا بعبارة "…الدار الكاينة في‬
‫(‪)52‬‬
‫ونميل إلى االعتقاد أن الموثق يشير إلى حارة الييود‪.‬‬ ‫الحارة ‪"..‬‬

‫لكن وجود حي خاص‪ ،‬عرف بـ "حارة الييود" ال يدل عمى ظاىرة االنغالق االجتماعي التي أشارت إلييا‬
‫أغمب المصادر األوروبية المعتمدة في ىذه الدراسة‪ ،‬بل إن بعض المؤرخين الييود الميتمين بدراسة أوضاع‬
‫الجماعات الييودية المستقرة ببالد المغرب يرون بأن‪ ،‬تجمع الييود في أحياء خاصة في مدن المسممين‪ ،‬يدل‬
‫عمى مستوى الحرية الذي تمتعوا بو‪ ،‬فقد سمح ليم بالتجمع في مكان واحد‪ ،‬باعتبارىم مجموعة عرقية و إثنية‪،‬‬
‫وىذا شبيو بوضع الجماعات الحرفية التي كانت كل واحدة منيا تقطن بنفس الحي فاألمر ال يختمف كثيرا‪ ،‬وىذا‬
‫ال يعني االنعزال عن بقية السكان(‪.)53‬‬

‫‪ -2-0-8‬سبع لويات‬
‫(‪)54‬‬
‫إال أنيا عرفت كأكبر‬ ‫إن أقدم إشارة إلى "سبع لويات" في الوثائق الشرعية تعود إلى سنة ‪1742‬م‬
‫تجمع سكني لمييود بمدينة الجزائر قبل ىذا التاريخ وبوقت طويل‪ ،‬فقد أشار "شوفال" إلى ما قبل سنة ‪ 1575‬م‪.‬‬
‫(‪)55‬‬
‫ونعتقد أن تسمية "سبع لويات" ليا عالقة باإللتواءات والمنعرجات الموجودة بيا خصوصا وأنيا كانت تقع‬
‫عمى الشارع الكبير الذي يشبيو "سبنسر" في انعراجاتو العديدة بالشارع الكبير لمدينة القسطنطينية‪ ،‬التي تتداخل‬
‫فييا الممرات وتتكاثر فييا الدكاكين والحوانيت الصغيرة(‪.)56‬‬

‫وقد اختمفت الوثائق في التعريف بـ" سبع لويات"‪ ،‬فتارة تذكر بـ "مضيق سبع لويات" وتارة "درب سبع‬
‫لويات" وتارة أخرى "زنقة سبع لويات"‪ ،‬وفي كثير من الوثائق تذكر بدون أي وصف‪ ،‬وىذا ما يدفعنا لالفتراض‬
‫بأنيا لم تكن حيا مستقال بذاتو فالمضيق والدرب والزنقة ىي تسميات تطمق عمى الدروب الضيقة والصغيرة‪ ،‬التي‬
‫تنضوي تحت األحياء والحارات‪ .‬ويشير أحد العقود إلى أن سبع لويات كانت تقع بحارة الييود مثمما تبينو العبارة‬
‫(‪)57‬‬
‫عمى عكس ما جاء بو "شوفال" الذي يعتقد بأن سبع‬ ‫التالية‪…" :‬الدار قريبة من سبع لويات بحارة الييود…"‪.‬‬
‫(‪)58‬‬
‫لويات ىي نفسيا حارة الييود‪.‬‬

‫أما عن موقع سبع لويات داخل المدينة‪ ،‬فيبدو أنيا كانت تحتل موقعا ىاما فوجودىا بحارة الييود جعميا‬
‫محاطة بأىم المراكز والتجمعات السكنية واإلدارية واالقتصادية‪ ،‬فيي "المقابمة لسوق المالح‪ ،‬وبمقربة من سوق‬
‫السمن"(‪ ،)59‬إذ يعتبر سوق السمن أحد أىم المراكز االقتصادية بالمدينة‪ ،‬في حين "‪...‬حومة حمام المالح بالرغم‬
‫من أنيا تبدو حيا سكنيا ذا حجم صغير‪ ،‬إال أنيا تعد من الحومات الراقية‪ ،‬فقد اتخذتيا الطبقة األرستقراطية مق ار‬
‫ليا‪ ،‬إذ أقامت بيا أسرة "الشوييد" الشييرة وغدت دارىا من المعالم الحضرية وأقـام بيا األثرياء من الرّياس‬
‫وتميزت بحفاظيا عمى طابعيا األرستقراطي عبر سنوات عديدة‪ ،‬كما كانت مق ار لمطبقة الحاكمة مثل الداي عبدي‬
‫باشا‪ ،‬ولموظفي اإلدارة كأحمد شاوش‪ ،‬ويوسف خوجة‪ ،‬صير الحاج عمي‪ ،‬ولمشاىير الرياس كعائمة طاطار‪"...‬‬
‫(‪ .)60‬وتعرفنا الوثائق عمى أحد عشر منزال ييوديا بسبع لويات‪ ،‬نذكرىم كالتالي‪:‬‬

‫‪ -7‬دار مرباطي‬
‫‪ -9‬دار إسحاق‬ ‫‪ -4‬دار بن عزيزه‬ ‫‪ -1‬دار البردي‬

‫‪ -8‬دار النخمة‬
‫‪ -10‬دار سرفاتي‬ ‫‪ -5‬دار بن بويضو‬ ‫‪ -2‬دار بن خمفون‬

‫‪ -11‬دار الفل‬ ‫‪ -6‬دار حجحود‬ ‫‪ -3‬دار بن عزره‬

‫لقد اشترك بعض أفراد من عائالت سماجة واألشقر وزرافة باإلقامة في دار بن عزيزه(‪ ،)61‬وبعض أفراد‬
‫من عائمتي خياكو وبمخير‪ ،‬أقاموا بدار بن خمفون(‪ ،)62‬كما كانت منطقة سبع لويات مق ار إلقامة بعض أفراد‬
‫عائمة كوىين الشييرة(‪ ،)63‬أما بعض العناصر من عائالت أزكان وأزيمو وساخو‪ ،‬فقد اشتركوا كميم في إحدى‬
‫الدور الواقعة بسبع لويات دائما(‪ ،)64‬كما أقام بيا أىل الحرف مثل الذمي إب ارىيم الصايغ بن يعقوب الذي كان‬
‫يقيم بدار مرباطي(‪ ،)65‬لإلشارة أن سبع لويات" والتي تبدو حيا ييوديا لم تشكل في الواقع تجمعا ييوديا بحتا‪ ،‬إذ‬
‫كشف استقراء سجل خاص بأوقاف الحرمين الشريفين أن شرائح أخرى أقامت بيا‪ ،‬والبعض اآلخر تعاطى نشاطا‬
‫تجاريا‪ ،‬فقد تم إحصاء سبعة عشر عقد ممكية أوقفيا أصحابيا لصالح الحرمين الشريفين…"(‪.)66‬‬

‫أما عن طبيعة المالكين من المسممين‪ ،‬فنجد بعضيم من الصفوة الحاكمة وموظفي اإلدارة‪ ،‬وعمى رأسيم‬
‫الداي حسن باشا بن المرحوم السيد حسين‪ ،‬الذي اشترى في سنة ‪1797‬م"… جميع الربع الواحد شايعا من جميع‬
‫(‪)67‬‬
‫و الداي مصطفى باشا الذي اشترى سنة ‪1799‬م‪ ،‬نصف الدار المعروفة‬ ‫الدار المعروفة بدار بن عزره…"‬
‫بدار بن خمفون(‪ …".)68‬وجميع الثمن الواحد من الدار المعروفة بدار النخمة‪ ،‬وكانت من أمالك األخوين‬
‫الشقيقين الذميين إسحاق ويعقوب ولدى يونو(؟) كوىين…"(‪ ،)69‬كما اشترى أيضا سنة ‪1802‬م"… ثالثة أثمان‬
‫من إحدى الدور…"(‪.)70‬‬

‫ومن الذين ممكوا بسبع لويات أيضا‪ ،‬نجد وكيل الحرمين الشريفين السيد أحمد بن محمد(‪ ،)71‬وشاوش‬
‫أوقاف الحرمين الشريفين السيد محمد بن المقفولجي‪ ،‬الذي اشترى حظين اثنين من جممة اثنين وسبعين حظا من‬
‫جميع الدار المعروفة بدار مرباطي مشيدا مع ذلك السيد محمد المذكور‪ ،‬أن ابتياعو لجميع ما ذكر‪ ،‬ىو لصالح‬
‫(‪)72‬‬
‫أما المعظم السيد الحاج الطاىر بن موسى‪ ،‬فقد ممك الثمن الواحد من الدار‬ ‫أوقاف الحرمين الشريفين‪،‬‬
‫(‪)73‬‬
‫المسماة بدار الفل‪.‬‬

‫‪ -8-0-8‬زنقة الجرابة‬

‫احتمت زنقة الجرابة المرتبة الثانية بعد سبع لويات من حيث إقامة الييود بيا‪ ،‬وىو أمر يدل عمى مدى‬
‫الحرية التي حظي بيا الييود باإلقامة بمختمف جيات المدينة‪ .‬فقد عرفت ىذه الزنقة بكونيا أكبر تجمع‬
‫(‪)74‬‬
‫والذين اشتغموا بالتجارة‬ ‫لمعناصر الوافدة من جزيرة جربة‪ ،‬وىم من أىم العناصر المغاربية الوافدة إلى المدينة‪.‬‬
‫ولعل ىذا ما دفع بالييود إلى االحتكاك بيم واإلقامة بينيم‪،‬و من الدالالت عمى أىمية العنصر الجربي بمجتمع‬
‫مدينة الجزائر‪ ،‬وجود نيج أشتير باسميم وىو "زنقة الجرابة" والموجود قبل سنة ‪ 1623‬م‪ ،‬كما نسب إلييم أيضا‬
‫و"دار الجرابة" بالسوق الكبير(‪ ،)76‬وىي كميا مؤشرات تدل عمى أىمية‬ ‫(‪)75‬‬
‫"سوق الجرابة" و"فندق الجرابة "‬
‫العنصر الجربي بالمدينة‪.‬‬

‫‪ -‬دار اليهود‬

‫إن من أىم اإلشارات الدالة عمى إقامة الييود بزنقة الجرابة وجود دار بيذا الحي اشتيرت بـ "بدار الييود"‬
‫المعروفة لدينا قبل سنة ‪ 1694‬م‪ ،‬وقد عرفت أيضا بـ "…دار بن ماني الموجودة بسباط بزنقة الجرابة مجاورة من‬
‫(‪)77‬‬
‫إن شح األخبار في الوثائق حول دار الييود‬ ‫جية لدار مميمي‪ ،‬ومن جية أخرى لدار بن لموش الصغيرة…"‪.‬‬
‫لم يسمح بالتعرف عمى المقيمين بيا من الييود‪ ،‬ما عدا بعض األفراد من عائمتي بن ماني وكوىين‪ ،‬أما عن‬
‫(‪)78‬‬
‫والسيد محمود االنكشاري الجقماقجي بن‬ ‫المالكين المسممين بيا‪ ،‬فنجد كل من السيد مصطفى بن عمر خوجة‬
‫مصطفى آغا(‪ ،)79‬ويخبرنا أحد العقود أن "…نصف دار الييود كانت حبسا (وقف) انحصر بعضو عمى الولية‬
‫(‪)80‬‬
‫عمرىا من المحبس عمييم‪ ،‬وبعضو اآلخر حبس عمى فقراء الحرمين الشريفين…"‪.‬‬
‫آسيا بنت احمد ساقة ومن ّ‬
‫‪ -‬دار لموش‬
‫(‪)81‬‬
‫كما وجد بزنقة الجرابة أيضا دار‬ ‫ىي أشير المنازل التي سكنيا الييود‪ ،‬و تذكر بدار "لموش الكبيرة"‬
‫عرفت بدار "بن لموش الصغيرة"(‪ .)82‬و يبدو إنيا كانت مق ار لعائمة موحى الييودية‪ ،‬بدليل أن ثالثة وثائق تشير‬
‫إلى ممكية أفراد من ىذه العائمة بيا‪ ،‬وىم الذميين‪ :‬موشي بن مسعود بن موحى(‪ ،)83‬وموسى بن شوحة موحى‪،‬‬
‫(‪)84‬‬
‫وحييم‬ ‫وانجر ليما حظ من الدار بالشراء الصحيح و الثمن المقبوض من الذميين يعقوب الييودي بن جميطو‬
‫بن سعدية موحى‪85( .‬ا و ممك الذمي أبراىام بن يعقوب الوىراني ثمثين اثنين من الدار‪ ،‬بالشراء الصحيح من‬
‫الذميين دابيد مزغيش والذمي طوبوا سنة ‪1744‬م(‪ ،)86‬وبعد خمس سنوات أي في ‪1749‬م باع نصيبو إلى السيد‬
‫الكواش وال ندري فيما إذا كان الذمي يعقوب الوىراني قد أقام باستمرار طيمة ىذه المدة بالدار‪ ،‬أم انو‬
‫عبد الرحمن ّ‬
‫كان يتنقل بين مدينتي وىران والجزائر؟‪.‬‬

‫و قد دلت العقود عمى مشاركة المسممين في ممكية ىذه الدار أيضا مثل وكيل الحرج بباب الجزيرة‬
‫المعظم السيد حسن بن حسين الذي ممك حظين اثنين منيا‪ ،‬إذ ورد ذكره مشتريا لمرتين وفي وثيقتين منفصمتين‬
‫والثانية في العام الموالي‪ ،‬أي في سنة ‪1786‬م‪)88( .‬كما اشتركت في ممكيتيا سنة‬ ‫(‪)87‬‬
‫المرة األولى سنة ‪1785‬م‬
‫‪ 1748‬م "… الولية يمونة بنت محمد السميعي والتي اشترت حظا واحدا من الدار من الذمية الييودية المسماة‬
‫[كذا] الجوىر بنت يوسف زوجة الذمي موشي ابن مسعود موحى…"(‪.)89‬‬

‫‪ -4-0-8‬حومة البوزة‬

‫تميزت حومة البوزة ‪-‬الواقعة بالقرب من السوق الكبير‪ -‬بخاصية مميزة تمثمت في ىيمنة العنصر التركي‬
‫(‪)90‬‬
‫والى جانب العنصر‬ ‫بيا‪ ،‬كما غمب عمييا طابع النشاط التجاري بحكم موقعيا في قمب منطقة األسواق‪.‬‬
‫التركي‪ ،‬أقام بزنقة البوزة الييود فمثال دلّت إحدى الوثائق عمى أن المكرم األجل السيد عمران االنكشاري الخياط‬
‫بن عمر خوجة اشترى نصف السدس من الدار المعروفة بدار السويسوا المجاورة من بعض جياتيا لدار الزواوة‬
‫(‪)91‬‬
‫من الذمي إسحاق بن نسيم بن طيبي سنة ‪1770‬م‪.‬‬

‫و تخبرنا وثيقة أخرى بأن الحاج محمد بمكباشي بن بابا حاجي اشترى الربع الواحد شايعا من جميع الدار‬
‫التي كانت عمى ممك شموييل بن مخموف سرور سنة ‪1769‬م‪ ،‬كما اشترى ربعا آخر من نفس الدار والذي كان‬
‫(‪)92‬‬
‫و اكتسبت زنقة البوزة أىميتيا بالنسبة لمييود‪ ،‬نتيجة لقربيا من السوق الكبير‬ ‫من أمالك شمعون ننوشي‪.‬‬
‫(‪)93‬‬
‫و كانت بذلك من المراكز اليامة التي أقاموا بيا‪ .‬و لم تقتصر‬ ‫ومن "زنقة القورنيين" المقابمة لمسوق المذكور‬
‫إقامة الييود المناطق التي أشرنا إلييا سابقا فحسب‪ ،‬بل انتشروا بمختمف أحياء المدينة‪ ،‬إذ ممك بعضيم بحومة‬
‫خيضر القريبة من باب الوادي(‪ ،)94‬و بعضيم بدار النصارى الواقعة قرب حمام القدور والمجاورة لدار بن‬
‫الشتري ودار بن سمطان ودار زرافة(‪ ،)95‬كما ممكوا بدار نجام الواقعة بحومة الكبابطية(‪ ،)96‬وبدار ديدومة الواقعة‬
‫(‪)98‬‬
‫وبزنقة عموى(؟) الواقعة بمقربة فندق [كذا] عمى يسار الذاىب لـباب‬ ‫بديار أقماد(؟)(‪ ،)97‬وبزنقة بن قربار‬
‫(‪)99‬‬
‫عزون‪.‬‬

‫‪ -2-8‬اإلقامة باألسواق‬

‫‪ -0-2-8‬السوق الكبير‬

‫إن المنطقة السفمى من مدينة الجزائر تميزت بتمركز أغمب األنشطة الحضرية بياو ما ساعد عمى ذلك‬
‫موقعيا اليام وقربيا من الميناء‪ .‬وتتوزع تمك األنشطة عمى طول المحاور الثالثة التي تربط مركز المدينة‪،‬‬
‫والمسجد في السوق الكبير ودار اإلمارة –الجنبية– والجامع الكبير‪ ،‬بأبواب المدينة‪ :‬باب عزون وباب الوادي‬
‫وباب الجزيرة وال تختمف كثي ار مدينة الجزائر في تنظيميا الفضائي عن المدن اإلسالمية الكبرى مثل فاس وتونس‬
‫(‪)100‬‬
‫والقاىرة وحمب ودمشق في كون األسواق تتوزع عمى محاورىا الرئيسية‪.‬‬

‫و التمييز بين المنطقتين‪ :‬منطقة الفعاليات االقتصادية ومنطقة اإلقامة –األحياء‪ -‬ال يعني أن األحياء‬
‫انعدمت فييا النشاطات االقتصادية‪ .‬إذ نجد بالحومات نفسيا مجموعة من الحوانيت(‪ ،)101‬كما وجدت منازل‬
‫باألسواق أيضا‪ .‬وكان المنزل يتكون عادة من طابقين طابق أرضي يخصص كمقر لمعمل (حانوت أو ورشة)‬
‫وعموي قد يخصص لتخزين البضاعة أو لإلقامة وفي ذلك داللة عمى رغبة الحرفيين والتجار في الجمع بين‬
‫مقرات العمل واإلقامة‪.‬‬

‫‪ -‬دار المحم‪ ،‬معمم لتحديد الجوار‬

‫تعد "دار المحم" من أشير الدور التي أقام بيا الييود‪ .‬وشيرتيا تضاىي "دار النخمة" السابقة الذكر‪.‬‬
‫ولعل ىذا ما سمح بأن تتخذ كمعمم لتحديد موقع الكثير من الممكيات مثل الدور والعمويات والمحالت المجاورة‬
‫ليا‪ .‬فمن بين تسعة عقود ممكية بالسوق الكبير ذكرت دار المحم كمعمم لتحديد سبعة منازل مجاورة ليا‪ .‬والحقيقة‬
‫أن المعمومات شحيحة حول الدار ومالكييا من الييود‪ ،‬إذ يشير أحد العقود سنة ‪1752‬م "… أن ربع العموي‬
‫الواقع بدار المحم والمجاور لعموي موسى كان عمى ممك موشي بن داود كوىين‪ ،‬وعاد بعد وفاتو إلى زوجتو طبنة‬
‫بنت شمومو وولديو منيا شمومو وابراىيم الصغير المستقر إلى نظر والدتو…"(‪ ،)102‬ويقدم لنا عقد آخر مؤرخ في‬
‫سنة ‪1761‬م‪ ،‬وصفا أدق حين يذكر "…سقيفة دار المحم الواقعة قرب دار الجرابة مقابمة لمداخل لمدار المذكورة‪،‬‬
‫مجاورة من إحدى جياتيا لعموي موسى الييودي ومن جية أخرى لما وراء البوزة ومن أخرى لدار بن يعيش التي‬
‫(‪)103‬‬
‫كانت عل ممك الذمي ىارون بن خمفون الييودي…"‪.‬‬

‫ىذان العقدان ال يقدمان معمومات دقيقة عن المالكين المسممين في ىذه الدار‪ ،‬إال أن أحد العقود المؤرخ‬
‫في سنة ‪1798‬م‪ ،‬يدلنا عمى أن دار المحم كانت مجاورة لدار كانت عمى ممك السيد محمد بن الشيخ محمد‬
‫(‪)105‬‬
‫كما‬ ‫الشريف الزىار(‪.)104‬و المعروف أن عائمة "الزىار" ىي من العائالت الشريفة كما ذكر حمدان خوجة‬
‫(‪)106‬‬
‫أنيا من أبرز العائالت التي تولت نقابة األشراف إلى غاية ‪1830‬م‪.‬‬
‫إذ جاء في الوثيقة التي بحوزتنا‪ ،‬أن مجموعة من الذميين "…اشتركوا في خمسة أثمان من جميع دار بن‬
‫يعيش الواقعة قرب دار المحم من سكة غير نافذة ىناك‪ ،‬المجاورة من بعض جياتيا لحانوت الحالق والمجاورة‬
‫لدار المدينة الباقية عمى ممك السيد محمد بن الشيخ محمد الشريف الزىار‪ ،‬وقد انتقل الحظ المذكور من الدار‬
‫بالشراء إلى الداي مصطفى باشا الذي شيد أن ابتياعو ىو لصالح السيد قدور بن محمد الشريف الزىار‪."...‬‬
‫(‪)107‬‬
‫و ليذه الوثيقة أىمية بالغة‪ ،‬إذ تؤكد بأن الييود لم يمنعوا من اإلقامة أو من مجاورة أشير العائالت‬
‫الجزائرية مثل عائمة الزىار التي ال يخفى مكانتيا وتأثيرىا بمجتمع المدينة‪ ،‬حتّى أن الداي مصطفى باشا تقرب‬
‫من السيد قدور بن محمد الشريف الزىار بإىدائو خمسة أثمان من دار بن يعيش‪ .‬فال شك أن الداي مصطفى‬
‫ود أفراد عائمة الزىار نظ ار لمكانتيا عند األىالي وألىمية منصب نقيب األشراف‪.‬‬
‫باشا كان حريصا عمى كسب ّ‬
‫‪ -‬دار بن بويضة‬

‫إن "دار بن بويضة" ىي الدار الوحيدة التي توصمنا إلى معرفة جميع مالكييا الحقيقيين في سنة ‪1767‬م‬
‫"…فقد تقرر االشتراك بين الوليـة الجميمة السيدة آمنة بنت المرحوم السيد عبـدي باشا [‪ ]...‬وبين جماعة من‬
‫الييود وىم دابيد شراخو وموشي بن مردخاي بن المقوس وموشي بن شموييل ليبي وموشي مزغيش وسمير بن‬
‫سخرية شراخو وشموييل بن حقون وموشي بن سخرية شراخو في جميع الدار الواقعة قرب دار المحم المعروفة‬
‫بدار بن بويضة‪ ،‬عمى نسبة أن لمولية آمنة المذكورة تسعة حظوظ و لمذمين دابيد شراخة المذكور أربعة حظوظ‬
‫ونصف ولمذمي موشي بن المقوس المذكور تسعة حظوظ ولمذمي موشي ليبي اثني عشر حظا ولمذمي موشي‬
‫مزغيش المذكور خمسة حظوظ ولمذمي سمير المذكور سبعة حظوظ ولمذمي سعد المذكور عشرة حظوظ ونصف‬
‫وأخيو موشي بن سخرية أحد عشر حظا في جميع الدار المذكورة بإقرار جميع الشركاء المذكورين عمى الشياع‬
‫(‪)108‬‬
‫بينيم…"‬

‫ونستنتج مما سبق أن السيدة آمنة بنت عبدي باشا (حكم في الفترة ما بين ‪1724‬م‪1732-‬م)‪ ،‬وىي من‬
‫الشخصيات النسائية المعروفة بمجتمع مدينة الجزائر‪ ،‬قد اشتركت مع جماعة من الييود في ممكية دار بن‬
‫بويضة الواقعة بالسوق الكبيرة‪.‬‬

‫كما أقامت بالسوق الكبير شخصيات ييودية معروفة مثل مقدم طائفة الييود‪ ،‬إذ يؤكد العقد المؤرخ في‬
‫سنة ‪1763‬م "…أن الذمي يعقوب المدعو عقيبات‪ ،‬مقدم جماعة الييود في التاريخ بن الذمي إبراىيم الييودي‬
‫كان لو ماال من مالو وممكا صحيحا من جممة أمالكو جميع الدويرة بالسوق الكبير داخل محروسة الجزاير[…]‬
‫الواقعة بزقاق غير نافذ ىناك التي عمى ناحية الشمال لمداخل لمزقاق المذكور المجاورة من أحد جياتيا لدار‬
‫العربي الكاينة ىناك من ناحية بابيا لمزقاق المذكور ومن الناحيتين الباقيتين الحوانيت الفاصمة بينيا وبين السوق‬
‫(‪)109‬‬
‫وباع نصيبو إلى الداي عمي‬ ‫المذكور انجرت لو الدويرة المذكورة باالبتياع الصحيح والثمن المقبوض…"‪.‬‬
‫باشا‪ ،‬كما أقامت بالسوق الكبير أيضا عائالت ييودية بارزة مثل عائالت‪ :‬ليبي‪ ،‬ومزغيش والمقوس…الخ‪.‬‬
‫و من ثمة فأن أىمية السوق الكبير تزداد‪ ،‬مع معرفة مكانة الذين ممكوا بو سواء من الييود أو من‬
‫المسممين‪ .‬فباإلضافة إلى السيدة آمنة بنت عبدي باشا والداي عمي باشا‪ ،‬نجد أيضا الداي مصطفى باشا الذي‬
‫ممك بعقد شراء مؤرخ سنة ‪1798‬م‪ ،‬سبعة أثمان من الدار الواقعة بالسوق الكبير قرب دار المحم من الذميين‬
‫موشي بن المقوس وموشي بن مزغيش‪ ،‬وموشي ليبي بن يعقوب وشمومو بن شراخو ولياىو بن شراخو وشموب‬
‫(‪)110‬‬
‫بن مرباطي القالب ويوسف بن سمطان ولياىو ماشطو‪.‬‬

‫ومن المالكين نجد أيضا‪ ،‬الوجيو األفضل محمد بن مسطول قايد بني جعد الذي ممك ربع العموي بالسوق‬
‫الكبير سنة ‪1753‬م المجاور لدار المحم من جية ولدار بن بويضة من جية أخرى‪)111( .‬و بالتالي كان السوق‬
‫الكبير بالفعل‪ ،‬مركز المدينة االقتصادي الذي استقطب الكثير من الشخصيات اليامة والمعروفة من المسممين‬
‫والييود عمى السواء‪.‬‬
‫(‪)112‬‬
‫‪ -2-2-8‬سوق العطارين اليهود‬

‫‪ -‬دار بن معطي‬

‫من بين دور الييود الواقعة بيذا السوق‪ ،‬نجد دار بن معطي ومما يدل عمى أن ىذه الدار ىي فعال‬
‫لعائمة بن معطي الييودية الشييرة‪ ،‬أنيا كانت في سنة ‪1799‬م "…من أمالك الذمي جالذ بن معطي مقدم‬
‫طائفة الييود وابن أخيو الذمي شموييل بن دابيد معطي والمذان ممكا ثمنين ونصف الثمن إنصافا بينيما واعتداال‪،‬‬
‫وقد عاد إلييما ذلك بعضو باإلرث من آبائيما وبعضو بالشراء الصحيح والثمن المقبوض…"(‪ ،)113‬وباعا‬
‫نصيبيما من الدار إلى الداي مصطفى باشا سنة ‪1798‬م‪.‬‬

‫كمـا اشترى المعظم السيـد الحاج محمد بن الحاج محمد "…جميع الثمن الواحد وثالثة أثمان الثمن من‬
‫جميع الدار المذكورة من الذمي يوسف بن جورنو…"(‪ ،)114‬وما نالحظو أن الوثائق لم تذكر المنازل المجاورة‬
‫لدار بن معطي‪ ،‬وتفسير ذلك أن شيرة الدار أغنت عن التعريف بيا‪.‬‬

‫وتخبرنا إحدى الوثائق عن ممكية بعض المسممين بسوق العطارين الييود مثال في عام ‪1723‬م ممك‬
‫"… السيد الحاج محمد الشريف الخياط بن السيد الحاج محمد بن ناصر التدلسي‪ ،‬جميع الثمن الواحد شايعا من‬
‫جميع الدار الواقعة أسفل سوق السمن بسوق العطارين الييود المجاورة من بعض جياتيا لحانوت الحاج عمي بن‬
‫الحاج قاسم الجرموح بالشراء الصحيح والثمن المقبوض‪.)115( "...‬‬

‫ومن المالكين أيضا بسوق العطارين الييود‪ ،‬السيد حسن باشا بن حسين‪ ،‬الذي اشترى في سنة ‪1794‬م‪،‬‬
‫شطر الدار الواقعة بيذا السوق والتي كانت من أمالك "…الذمي يعقوب الييودي وشقيقو دابيـد والذمي يوسف بن‬
‫ليبي والذمي سخرية بن موشي شراخو وابن عمو موشي بن إبراىيم شراخو والذمي دابيد بن شمعون بن مزغيش‬
‫والذمية ريكة بنت موشي ليبي‪ ،)116( "...‬أما المكرم األجل السيد عبد القادر الحرار بن عمر باشا فتذكر إحدى‬
‫الوثائق أنو "…اشترى من الذمي يعقوب الجدرني ثالثة أرباع الدار الواقعة أسفل سوق السمن بعطارين الييود‬
‫(‪)117‬‬
‫المصيقة بسوق الدخان‪."..‬‬
‫هوامش واحاالت‬

‫(‪ -)2‬مدينة الجزائر‪ ،‬عرفت قديما بـ إيكوسيوم"‪ "ICOSIUM‬وتعني جزيرة النوارس‪ ،‬وىي كممة التينية مركبة تركيبا مزجيا من شقين‬
‫الشق األول"‪ "I‬وىو اختزال السم"‪ "ISLA‬أي الجزيرة‪ ،‬أما الشق الثاني"‪ "KOSIM‬فيعني النوارس‪ ،‬وىكذا تشكمت "‪ "ICOSIUM‬أي‬
‫"جزيرة النوارس"‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬حمادي‪ ،‬عبد اهلل‪" .‬جزائر القرن السادس عشر من خالل وثائق بعض األسرى اإلسبان"‪ ،‬المصادر‪ ،‬عدد ‪ ،6‬منشورات المركز‬
‫الوطني لمدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر ‪ ،1954‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص ‪.256-255‬‬
‫(‪ -)3‬بفعل استقرار الفينيقيين بقرطاجة دفع الفضول التجاري بالييود إلى االستقرار بسواحل البحر المتوسط وانشاء قواعد بحرية‬
‫نابضة عمى طول الساحل‪ ،‬ويرجح بعض المؤرخين أن أول قدوم لمييود إلى شمال إفريقيا كان في ىذه الفترة فقد قدموا عمى قوارب‬
‫فينيقية حاممين ديانتيم الييودية وبضائعيم التجارية‪ ،‬فاستقروا بالمراكز التجارية عمى السواحل المتوسطية التي أنشأىا الفينيقيون‪.‬‬
‫ويبدو أن حركة ىجرة الييود الفردية والجماعية من الشرق إلى شمال إفريقيا قد استمرت حتى في عيد الرومان‪ ،‬وىذا نتيجة لما ح ّل‬
‫بالمنطقة من أحداث ألّمت بالييود فمجأت مجموعات منيم إلى شمال إفريقيا بعد تحطيم الييكل ثانية سنة ‪70‬م عمى يد الرومان‪.‬‬
‫وقد استفاد الييود من بعض الحقوق المدنية‪ ،‬إذ يبدو عمى العموم أن السمطة الرومانية كانت متسامحة معيم إال حد ما‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Chouraqui, A. Histoire des Juifs en Afrique du Nord, Edition du Rocher, T1, 1998, p 49.‬‬
‫‪Hirschberg, H. A history of the Jews in North Africa, VII, Second revised edition translated from -‬‬
‫‪the Hebrew, Leaden, 1981, p 55-56.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫كونوا مجموعة دينية ىامة في سائر البالد العربية‪ ،‬فإن ىذا ال يعني أنيم كانوا يشكمون وحدة عنصرية‬
‫‪ -‬بالرغم من أن الييود قد ّ‬
‫عرقية‪ .‬بل ىم جماعات ترتبط بالدين والتقاليد‪ ،‬نظ ار الفتقارىم منذ القدم لكيان سياسي‪ ،‬لذلك حرصوا عمى أن يكون الرابط بينيم‬
‫دينيا اثنيا في أي مكان من المعمورة‪.‬‬
‫(‪- Haëdo, D. D. "Topographie et histoire générale d’Alger", Revue africaine, N°15, 1871 p 19.)5‬‬
‫(‪ -)6‬ينتمي الييود المستقرون في حوض البحر األبيض المتوسط إلى طائفة الييود "السفرديم" في حين ينتمي الييود المستقرون‬
‫بشمال وشرق أوروبا إلى طائفة الييود "اإلشكينازيم"‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬أتوكاريف‪ ،‬سرغي‪ .‬األديان في تاريخ شعوب العالم‪ ،‬تعريب أحمد فاضل‪ ،‬منشورات األىالي لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪ ،1998‬ص ‪.202‬‬
‫‪(7)- Hanoune. Op.Cit, p 7‬‬
‫(‪- Tassy, L. D. Histoire du royaume d’Alger, Loysel, Paris, 1992, p 55.)8‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪-‬من أعمال العنف التي انطمقت ضد الييود‪ ،‬تمك التي حدثت يوم ‪ 4‬جوان ‪1391‬م بمدينة سفيل "‪ ،"Séville‬إذ تم إشعال النار‬
‫بالحي الييودي وقتل حوالي أربع آالف من الييود‪ .‬ثم توسعت بعدىا إلى مدن عديدة من إسبانيا مثل‪ :‬قرطبة وطميمطمة ومدريد‬
‫وسرقسطة وجزر البميار‪ .‬أما في مدينة البندقية فقد قتل في ‪ 9‬جويمية ‪1391‬م‪ ،‬حوالي ‪ 250‬ييودي‪ ،‬لذا توجو اآلالف منيم إلى‬
‫سواحل بالد المغرب‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫‪Abitbol, M. Le passé d’une discorde, Juifs et arabe du VIIème siècle à nos jours, Perrin 1999, p -‬‬
‫‪72.‬‬
‫‪(10)- Grammont, H. D. Histoire d’Alger sous la domination turque (1515-1830), paris, 1887 pp‬‬
‫‪233.‬‬
‫‪Cahen, A. B. L’Afrique septentrional, Constantine, 1867, p53.-‬‬
‫‪(11) - Khiari, F. "Une communauté "résurgente": Les Andalous à Alger de 1570 à 1670" Revue‬‬
‫‪d’histoire maghrébine, N°69-70, 1995, p 122.‬‬
‫(‪)12‬‬
‫‪ -‬إن السبب المباشر في إصدار مرسوم الطرد يعود إلى احتدام الصراع بين رجال اإلكميروس المسيحيين والحاخامات الييود‪،‬‬
‫ييبوا لمحاربة الييودذ وايقاف الفتن التي كانوا يثيرونيا في كل مكان‪ .‬فياجموىم في أحيائيم وبطشوا بيم‬
‫مما حدا باإلسبان ألن ّ‬
‫وقدم البعض منيم لمحاكم التفتيش وكادت الفوضى أن تعم البالد‪ ،‬فأصدر الممك فيرديناد مرسوما ممكيا في ‪ 31‬مارس ‪1492‬م‬ ‫ّ‬
‫يقضي بطرد الييود خارج إسبانيا‪ ،‬وأىم ما جاء فيو ما يمي‪..." :‬يعيش في مممكتنا عدد غير قميل من الييود‪ ،‬ولقد أنشأنا محاكم‬
‫التفتيش منذ اثنتي عشرة سنة‪ ،‬وىي تعمل دائما عمى توقيع العقوبة عمى المذنبين وبناء عمى التقارير التي رفعتيا لنا محاكم‬
‫التفتيش‪ ،‬ثبت بأن الصدام الذي يقع بين المسيحيين والييود سيؤدي إلى ضرر عظيم وىو القضاء عمى المذىب الكاثوليكي‪ ،‬ولذا‬
‫قررنا‪ :‬نفي الييود ذكو ار واناثا خارج حدود مممكتنا والى األبد وعمى الييود جميعا الذين يعيشون في بالدنا ومممكتنا ومن غير تمييز‬
‫في الجنس أو العمر أن يغادروا البالد في غضون مدة أقصاىا نياية جويمية من نفس العام‪ .‬وعمييم أال يحاولوا العودة تحت أي‬
‫ظرف أو أي سبب‪ .‬ومن أجل أن يتدبروا أمورىم منحناىم حمايتنا الممكية‪ ،‬وضمنا أرواحيم وأمالكيم حتى آخر جويمية القادم‬
‫ونسمح ليم بأن ينقموا معيم ب ار وبح ار ما يممكون باستثناء الذىب والفضة والعممة الذىبية‪ ،‬واألشياء األخرى التي يشمميا قانون المنع‬
‫العام"‪ ،‬أنظر‪ -:‬حسين‪ .‬سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪.(13) - Abitbol. Op Cit, p 82.‬‬
‫)‪(14‬‬
‫‪P 214.‬‬ ‫‪- Zafrani, H. Juifs d’Andalousie et du Maghreb, Maisonneuve et Larousse, Paris, 1996‬‬
‫‪(15) - Franco. Op. Cit, p 25-27.‬‬
‫(‪ -)16‬مظالم في بوىيميا والنمسا وبولندا والبرتغال‪ ،‬وصمت أوجيا في إسبانيا‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫‪Lewis. Op. Cit, p, 135.-‬‬
‫‪(17) - Raymond, A. Grandes villes arabes à l’époque ottomane, Sindbad, paris, 1985, p 51.‬‬
‫‪ -‬ونقال عن "ريموند" نورد ىذا المقطع من رسالة كتبيا أحد الييود‪ ،‬إلى أحد أقاربو يصف فييا وضع الييود في ظل الدولة‬
‫العثمانية قائال‪:‬‬
‫‪"Ici, les portes de la liberté sont toujours largement ouvertes pour vous, afin que vous puissiez‬‬
‫‪pleinement pratiquer votre judaïsm-Ibid, p 11.‬‬
‫(‪)18‬‬
‫‪ -‬أصدر السمطان العثماني بايزيد الثاني (‪1481‬م‪1512-‬م)‪ ،‬فرمانا يقض بالسماح لمييود بالمجوء إلى سائر األراضي التابعة‬
‫لإلمبراطورية‪ ،‬وأوصى بحسن معاممتيم أنظر‪ -:‬حالق‪ ،‬حسن‪ .‬موقف الدولة العثمانية من الحركة الصييونية‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار النيضة‬
‫العربية‪ ،‬بيروت‪ ،1999 ،‬ص ‪.28‬‬
‫)‪(19‬‬
‫‪-‬ىذه التسمية تميي از ليم عن حاممي العمائم (الييود األىالي) ‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Mainz, E. "Les Juifs d’Alger sous la domination Turque", Journal Asiatique, N°240.1952, p202‬‬
‫‪(20) - Grammont. Op. Cit, p 233.‬‬
‫(‪ -)21‬سعيدوني‪ ،‬ناصر الدين؛ البوعبدلي‪ ،‬الميدي‪ .‬الجزائر في التاريخ–العيد العثماني‪ -‬ج ‪ ،4‬المؤسسة الوطنية لمكتاب الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،1984‬ص ‪.103‬‬
‫‪(22) - Sotomayor, L. J. D. Brève relation de l’expulsion des Juifs d’Oran en 1669, Trad. jean‬‬
‫‪Fédéric Schaub, Bouchene, 1998, p 68.‬‬
‫(‪)23‬‬
‫‪ -‬نسبة إلى مدينة ليفورنو اإليطالية‪.‬‬
‫‪(24) - Hirschberg. OP. Cit, p 21-22.‬‬
‫‪(25) - Hanoune. Op. Cit, p 08.‬‬
‫(‪)26‬‬
‫‪ -‬سمح دوق توسكانيا لمييود بفتح المخازن لشراء الغنائم البحرية وشراء األسرى فقدم رئيس طريقة (سان إيتيتيان) شكوى لدى‬
‫جميع الحكام ومموك أوروبا لموقوف ضد دوق توسكانيا‪ ،‬لكنيم لم يصغوا لندائو‪.‬‬
‫(‪)27‬‬
‫‪ -‬ألتر‪ ،‬عزيز سامح‪ .‬األتراك العثمانيون في إفريقيا الشمالية‪ ،‬تعريب محمود عمي عامر‪ ،‬دار النيضة العربية بيروت‪،1989 ،‬‬
‫ص ‪.409‬‬
‫‪relations rive nord - rive sud", in -Ghettas, A et Guechi, F-Z. "La communauté juive dans les‬‬
‫‪parlez-moi d Alger, réunion des musées nationaux, paris, 2003, p69.‬‬
‫‪(28) - Belhamissi, M. Alger- L’Europe et la guerre secrète (1518-1830), Edition Dahleb, Alger,‬‬
‫‪1996, p 125.‬‬
‫‪(29) - Hierschberg. )Op.Cit, p 22‬‬
‫‪-Gettas, Guechi." La communauté…", Op. Cit, p 72‬‬
‫(‪)30‬‬
‫‪ -‬غطاس‪ ،‬عائشة‪ .‬الحرف والحرفيون بمدينة الجزائر (‪1700‬م‪1830-‬م) مقاربة اجتماعية‪ -‬اقتصادية‪ ،‬أطروحة لنيل شيادة‬
‫دكتوراه دولة في التاريخ الحديث‪ ،‬ج ‪ 1‬جامعة الجزائر‪ ،2001 ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪(31)- Phillipini, J. P. Juifs d’Afrique du Nord et Livourne dans le seconde moitié du XVIII siècle,‬‬
‫‪Revue des études juives, T CXLI, 1982, p 459-460.‬‬
‫)‪- (32‬الجياللي‪ ،‬عبد الرحمن‪ .‬تاريخ المدن الثالث‪ ،‬الجزائر المدية مميانة‪ ،‬مطبعة صاري بدر الدين وأبنائو‪ ،‬الجزائر‪ 1972 .‬ص‬
‫‪.22‬‬
‫(‪)33‬‬
‫‪- Hanoune. Op. Cit, p 08‬‬
‫‪(34)-‬‬
‫‪Ben Hamouche, M. "Les quartiers résidentiels et les organisations populaires à Alger à‬‬
‫‪l’époque Ottoman", Revue d’histoire Maghrébine, N°83-84, 1996, p 525-527.‬‬
‫‪(35) - Shuval. Op. Cit, p 63.‬‬
‫‪(36)-Raymand. Op. Cit, p 180.‬‬
‫‪(37)-Missoum, S. Alger à l’époque Ottomane la Médina et la-Maison traditionnelle INAS édition,‬‬
‫‪Alger, 2003, p38‬‬
‫(‪ -)38‬كان ىناك سبع ثكنات لإلنكشارية‪ ،‬وىي أوال دار المقرين تقع ما بين باب البحر وباب الوادي‪ ،‬بنيت من طرف العمج عمي ما‬
‫بين ‪1569‬م‪1572-‬م‪ ،‬ثانيا‪ :‬دار اإلنكشارية بباب عزون وتعرف بدار المّبانجية‪ ،‬بنيت من طرف حسن بن خير الدين سنة‬
‫‪1551‬م ثالثا‪ :‬ثكنة الخراطين تقع بسوق الخراطين (عرف اإلنكشارية المقيمين بيا بحمايتيم لمييود) بنيت في سنة ‪1769‬م‪،‬‬
‫وىدمت عام ‪1869‬م‪ ،‬رابعا‪ :‬دار اإلنكشارية القديمة وتعرف أيضا بالفوقانية‪ ،‬بنيت ما بين ‪1596‬م‪1597-‬م‪ ،‬خامسا‪ :‬دار‬
‫اإلنكشارية الجديدة وتعرف أيضا بالتحتانية‪ ،‬بنيت من طرف حسن باشا ما بين ‪1627‬م‪1628-‬م سادسا دار اإلنكشارية المعروفة‬
‫بدار أوسطو موسى القريبة من باب الجزيرة‪ ،‬وتنسب إلى الميندس األندلسي الشيير أوسطو موسى الذي أنشأ عدة منشآت عمرانية‬
‫بمدينة الجزائر‪ ،‬سابعا دار الدروج تعتبر األقل أىمية من بين سابقييا ىدمت سنوات قميمة بعد الحممة الفرنسية أنظر‪:‬‬
‫‪"-- Devoulx. El Djazaïr", Histoire…., Op. Cit, p 261-273.‬‬
‫‪- Berbrugger, A." Les casernes des janissaires à . Alger", revue Africaine, T1, 1864‬‬
‫‪P 132-150.‬‬
‫(‪ -)39‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪(9) .86-85-84 :‬‬
‫‪ -‬ال بد من اإلشارة إلى أن بعض الييود تمكنوا من اإلقامة خارج المدينة أي بالفحص بل إن بعضيم ممك بفحص بوزريعة واألبيار‬
‫عمى وجو الخصوص مثمما ذكره "كاىين"‪ .‬وزرعوا حول منازليم أشجار الفواكو والخض اروات المختمفة‪ ،‬والقمح والشعير‪.‬‬
‫(‪ -)40‬مالتسان‪ ،‬ىاينريش فون‪ .‬ثالث سنوات في شمال غربي إفريقيا‪ ،‬تعريب أبو العيد دودو‪ ،‬ج‪ ،1‬الشركة الوطنية لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪( ،‬بدون تاريخ)‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪(41) - Ben Hamouche. Op, Cit, PP 525-527.‬‬
‫(‪)42‬‬
‫‪ -‬غطاس‪ .‬الحرف والحرفيون‪ ،‬سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.373‬‬
‫(‪)43‬‬
‫‪ -‬كانت بوابات المدن والحارات تترك مفتوحة أثناء النيار وتغمق بالميل بعد صالة العشاء مباشرة وبعضيا بعد صالة المغرب‬
‫في المدن اإلسالمية‪ .‬أنظر‪ -:‬عزب‪ ،‬خالد مصطفى‪ .‬تخطيط وعمارة المدن اإلسالمية‪ ،‬منشورات و ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪،‬‬
‫الدوحة(بدون تاريخ)‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫(‪ -)44‬غير أن "حميمي عبد القادر" قدم تفسي ار لوضعية ىذه األحياء بقولو‪" :‬إن األزقة الضيقة واألنيج الممتوية و الدروب المغطاة‬
‫تقي المارة من ح اررة قيض الصيف وتجمب ليم الدفء‪ .‬ثم إن حاجة سكان القصبة في العيد العثماني لم تدعو إلى توسيع األنيج‬
‫ألن التنقالت كانت تقع أكثر ما تقع عمى األرجل وال تدخل دواب تكفييا األنيج الضيقة (الجمال والبغال)‪ ،‬بل اقتصرت عمى‬
‫الحمير لنقل األوساخ‪ ،‬وىذه األخيرة كانت تترك في إسطبالت بالقرب من أسوار المدينة"‪ ،‬أنظر‪ -:‬حميمي‪ ،‬عبد القادر‪ .‬مدينة‬
‫الجزائر نشأتيا وتطورىا قبل ‪1830‬م‪ ،‬دار الفكر اإلسالمي‪ ،‬الجزائر‪ ،1972 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪(45) - Paradis. Op. Cit, p 10.‬‬
‫(‪ -)46‬العربي‪ ،‬إسماعيل‪ .‬مذكرات أسير الداي كاثكارت‪ ،‬قنصل أمريكا في المغرب‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ‪،1982‬‬
‫ص ‪.93‬‬
‫(‪)47‬‬
‫‪-‬غطاس‪ .‬الحرف والحرفيون‪ ،‬سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫(‪)48‬‬
‫‪- Paradis. Op. Cit, p 7-8.‬‬
‫(‪)49‬‬
‫‪ -‬مالتسان‪ .‬سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫(‪)50‬‬
‫‪ -‬بن حموش‪ ،‬مصطفى أحمد‪ .‬المدينة والسمطة في اإلسالم(نموذج الجزائر في العيد العثماني)‪ ،‬دار البشائر‪ ،‬دمشق ‪،1999‬‬
‫ص ‪.160‬‬
‫(‪)51‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)66( 51 :‬‬
‫(‪)52‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪)8( 1473-142 :‬‬
‫‪(53)- Chouraqui. Op. Cit, p 11.- Raymond. Op. Cit, p283.‬‬
‫(‪)54‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)66( 51 :‬‬
‫‪(55)- Shuval. Op. Cit, p205‬‬
‫(‪ -)56‬سبنسر‪ ،‬وليام‪ .‬الجزائر في عيد رّياس البحر‪ ،‬تعريب وتعميق عبد القادر زبادية الشركة الوطنية لمنشر والتوزيع الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،1980‬ص ‪.41‬‬
‫(‪ -)57‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)66( 51 :‬‬
‫‪(58)- Shuval. Op. Cit, p205.‬‬
‫(‪)59‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)19( 49 :‬‬
‫(‪)60‬‬
‫‪ -‬غطاس‪ .‬الحرف والحرفيون‪ ،‬سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.402‬‬
‫(‪ -)61‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)32( 121 :‬‬
‫(‪ -)62‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪ )57( 49 :‬رقم قديم‪.‬‬
‫(‪ -)63‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)42( 45 :‬‬
‫(‪ -)64‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)22( 49 :‬‬
‫(‪ -)65‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)32( 121 :‬‬
‫(‪)66‬‬
‫‪-‬غطاس‪ .‬الحرف والحرفيون‪ ،‬سبق ذكره‪ ،‬ص‪.413‬‬
‫(‪)67‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)30( 56 :‬‬
‫(‪)68‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪ )57( 49 :‬رقم قديم‪.‬‬
‫(‪)69‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)42( 45 :‬‬
‫(‪)70‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)14( 49 :‬‬
‫(‪)71‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)66( 51 :‬‬
‫(‪)72‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)14( 15 :‬‬
‫(‪)73‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)48( 49 :‬‬
‫(‪ -)74‬تنسب ىذه الزنقة إلى سكان جزيرة جربة الواقعة بالقرب من تونس‪ ،‬وقد أقام بيذا الحي العنصر الجربي‪ ،‬وكان أغمبيم من‬
‫التجار والوكالء نشطوا في التجارة ما بين موانئ ومدن عديدة أىميا‪ :‬جربو واإلسكندرية وتونس وطرابمس‪.‬‬
‫(‪ -)75‬غطاس‪ ،‬الحرف والحرفيون‪ ،‬سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫(‪ -)76‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)34( 120-119 :‬‬
‫(‪ -)77‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪( 120-119 :‬؟) غير واضح‪.‬‬
‫(‪ -)78‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)15( 120-119 :‬‬
‫(‪ -)79‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪ :‬نفسو‪.‬‬
‫(‪ -)80‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)79( 101-100 :‬‬
‫(‪ -)81‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)28( 57 :‬‬
‫(‪ -)82‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪( 120-119 :‬؟) غير واضح‪ .‬سبق ذكره‪.‬‬
‫(‪ -)83‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪ .)28( 57 :‬سبق ذكره‪.‬‬
‫(‪ -)84‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)19( 86-85-84 :‬‬
‫(‪-)85‬‬
‫م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)27( 57 :‬‬
‫(‪ -)86‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)28( 57 :‬‬
‫‪-‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)27(57 :‬‬ ‫(‪)87‬‬

‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)14(86-85-84 :‬‬ ‫(‪)88‬‬

‫(‪ -)89‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)42(141 :‬‬


‫(‪ -)90‬غطاس‪ .‬الحرف والحرفيون‪ ،‬سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.403‬‬
‫(‪ -)91‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)7( 170 :‬‬
‫(‪ -)92‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)16( 140 :‬‬
‫(‪)93‬‬
‫‪-‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪ -.16 :‬نقال عن‪ - :‬غطاس‪ .‬الحرف والحرفيون‪ ،‬سبق ذكره‪ ،‬ص‪.414‬‬
‫(‪)94‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)17( 140 :‬‬
‫(‪)95‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)34( 101-100 :‬‬
‫(‪)96‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)90( 63 :‬‬
‫(‪)97‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)6( 2-45 :‬‬
‫(‪)98‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪( 6 :‬؟) غير واضح‪.‬‬
‫(‪)99‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)29( 1-10 :‬‬
‫(‪- Raymond. Op, Cit, p 238-239.)100‬‬
‫(‪ -)101‬غطاس‪ .‬الحرف والحرفيون‪ ،‬سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.375‬‬
‫(‪ -)102‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)10( 120-119 :‬‬
‫(‪)103‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)34( 120-119 :‬‬
‫(‪ -)104‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)14( 10 :‬‬
‫(‪ -)105‬خوجة‪ ،‬حمدان بن عثمان‪ .‬المرآة‪ ،‬تعريب وتحقيق الزبيري محمد العربي‪ ،‬الشركة الوطنية لمنشر والتوزيع الجزائر‪،1982 ،‬‬
‫ص‪.125‬‬
‫(‪)106‬‬
‫‪-‬غطاس‪ .‬الحرف والحرفيون‪ ،‬سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫(‪)107‬‬
‫– م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)14(10 :‬‬
‫(‪ -)108‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪ .)10( 28 :‬أنظر ممحق رقم‪.48 :‬‬
‫(‪)109‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪( :‬؟) ‪.28‬‬
‫(‪)110‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪( 2-9 :‬غير واضح)‪.‬‬
‫(‪)111‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)1( 10 :‬‬
‫(‪)112‬‬
‫‪ -‬وثائق المحاكم الشرعية تذكر أن سوق العطارين الييود يقع أسفل سوق السمن أنظر‪ -:‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)2( 49 :‬‬
‫(‪)113‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)22( 41 :‬‬
‫(‪)114‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)27( 2-9 :‬‬
‫(‪)115‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)2( 49 :‬‬
‫(‪)116‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪،‬ع‪.)3(152-151 :‬‬
‫(‪)117‬‬
‫‪ -‬م‪ ،‬ش‪ ،‬ع‪.)15( 72-71 :‬‬

You might also like