تفسير الفاتحة وقصار المفصل مهمات العلم 1442

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 106

١١٥

١١٥
Abdellahdj ٢٤@gmail.com :
5

،ٍ ً ،ٍ َ
.ً ً ،

َ َ ،ٍ ٍ

َ ،ٍ ٍ ِ ،ٌ ٌ ،َ
.ٌ ٌ ،َ َ

ِ - ُ ٍ - ٌ
،- ٍ - َ ،ٍ ِ ،َ ْ َ ُ َ
:♀ : ¶ ِ

.« ِ َ ِ
ْ َ ْ ُ ْ َ ْ َ ،ِ ْ َ
ِ
ْ َ ُ َ ْ ُ َ ْ ُ ُ ُ َ َْ َ ُ
ِ »

، ، : َ ِ
. َ ِ
َ
، ، ُ : ِ
، َ َ ، ِ

. ِ
َ ، ُ َ
6

. ٍ ِ ِ ،«
ُ ُ
‫‪7‬‬

‫‪¢‬‬
‫نلذيرا‪،‬‬
‫ليمون للعلالمين ا‬ ‫تقلديرا‪ ،‬و َأنزَّ المُلا‬
‫ا‬ ‫َّلل شلل لي ٍ فقلدَّ ره‬
‫الحملد هلل َ لق َّ‬
‫منيرا‪ ،‬وعلم‬
‫وسلراجا ا‬
‫ا‬ ‫محم ٍد المبعود داع ايا إلم اهلل بإهنه‬‫وصل َّلم اهلل علم عبده ورسلوله َّ‬
‫َّثيرا‪.‬‬
‫تكليما ا‬
‫ا‬ ‫مله وأصحابه وس َّلم‬

‫وا؛شراف علم َممنون ه داه ي َأولم ما هأدمكن فيه النَّظر‪،‬‬


‫َ‬ ‫َّ‬
‫فإن معرف َة معاين َّالد اهلل‪،‬‬
‫ك‬
‫حوز القلو ه هطمأنينَُها‪.‬‬ ‫وح ِّرَّي نحوه الن َمر؛ َفبكه هت ِّ‬
‫حصل النينوس راحَُها‪ ،‬و َت ه‬ ‫ه‬
‫الشللري ‪ ،‬ي‬
‫محل‬ ‫َّ‬ ‫الضللحم إلم م ر المصللح‬ ‫منصلللكه ال َّلطي ‪ ،‬مكن ي‬‫قصللار َّ‬
‫َ‬ ‫َأًل َّ‬
‫وإن‬
‫ه‬
‫فضائل مخصوصةم‪،‬‬ ‫عناية جمهور المكلمين كحن اظا؛ كلق َصر مياتكها‪ ،‬و هعذوبة سياقكها‪ ،‬ولمل‬
‫َّنهم‪ ،‬وجدير مة بالَُّع يلم‪.‬‬
‫ومقاصده منصوصةم‪ ،‬فهي حقيق مة بالُ ي‬
‫قر تناو هله‪ ،‬و َيكلل هلهل تأ يمله‪ ،‬ق َّيد هته راج ايا‬
‫للكللور المذَّورة‪َ ،‬ي ه‬
‫مخُصلل مر ي‬
‫َ‬ ‫لير‬
‫و ذا تنكلل م‬
‫ٍ‬
‫عظيم‪،‬‬ ‫لُم اك لا برََُّه العا َّمة‪ ،‬مكللُنُ اَحا بُنكللير الناتحة؛ لكما لها من مقا ٍد‬
‫مننعَُه الَُّامة‪ ،‬وم ك‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫ٍ‬
‫َّريم‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ومنزَّ‬

‫الزلل‪ ،‬وا ِّتقا َ سو القوَّ والعمل‪.‬‬


‫الكالم َة من َّ‬ ‫واهلل ه‬
‫أسأَّ َّ‬ ‫َ‬
‫‪8‬‬

‫ثم َث َّلث بال َّصلالة وال َّكلالد‬


‫ثم َثنَّم بالحمدلة‪َّ ،‬‬
‫َُّابه بالبكلملة‪َّ ،‬‬ ‫ابُدأ المصلنِّ‬
‫علم مح َّمل ٍد ♀ وعلم ملله وأصلل لحلابله؛ و ًَّل ال َّثالد مكن مدا الَُّصللللني‬
‫ا ِّتنا اقا‪.‬‬
‫ك‬
‫ممنون هلداه) أي اًل ِّطالع علم‬ ‫ثم َهَّر َّ‬
‫أن معرفل َة معلاين َّالد اهلل‪ ،‬وا؛شللل َ‬
‫لراف علم‬ ‫َّ‬
‫َّظر) أي هأ كديم‬ ‫ك‬
‫الهدى ‪ -‬فأصل (الك َِّن)‪ :‬الخنا ‪ -‬ي َأولم ما هأدمن فيه الن ه‬
‫ك‬ ‫ك‬
‫ما ا يد ر فيه من ه‬
‫الن َمر)‪.‬‬‫و هأطكيل فيه النَّظر‪ ،‬وحرَّي نحوه ك‬
‫ه ِّ‬

‫المطل َبين بقولله‪َ :‬فبكله هت ِّ‬


‫حصللللل النينوس راح َُهلا‪ ،‬و َت هحوز القلو ه‬ ‫و َع َّللل هع َّ‬
‫لو لذين َ‬
‫هطمأنينَُها)‪.‬‬
‫ُبوأه العبلد مكن مقلا ٍد حمي ٍلد؛ ُيا ِ‬
‫رر‬ ‫ِ‬
‫رو َّوم من مةرفاا مةاام ال اه‪ :‬ملا َي َّ‬
‫الم ُ‬
‫فاالمفعةاا َ‬
‫فيه فضيلتين عظيمتين‪:‬‬

‫* إحارامماا‪ :‬الملذَّورة ت قولله‪َ :‬فبكله هت ِّ‬


‫حصللللل النينوس راحَُهلا) أي ه‬
‫تنلاَّ النينوس‬
‫راح َُهلا بمعرفلة معلاين َّالد اهلل ▐؛ رنلَّه َر يبهلا ا َّللذي َ لقهلا وذ َّلذا لا بلالنِّعم‪ ،‬و و‬

‫القرمن ‪ -‬و و َّالمله ‪-‬؛ فبكله َي ه‬


‫حصلل لل ذلذا أرواحهم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫▐ قلد أنزَّ علم عبلاده‬
‫وصال أحوالهم‪.‬‬

‫* واألخرى‪ :‬ت قولله‪ :‬و َت هحوز القلو ه هطملأنينَُهلا) أي تصللللي هبهلا؛ إ َه سلل لب ه‬
‫لب طملأنينلة‬

‫القلو و امُالؤ للا بل كلذَّر اهلل ▐؛ قللاَّ اهلل ‪ ﴿ :‬ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ‬


‫ُّ‬
‫وأول ذار اه‪ :‬قرا ة القرمن المريم‪.‬‬ ‫ﰓ﴾ َّ‬
‫[الرعد‪،]28:‬‬

‫الللشري ‪ ،‬ي‬
‫محل‬ ‫َّ‬ ‫منصلكه ال َّلطي ‪ ،‬مكن ي‬
‫الضحم إلم م ر المصح‬ ‫قصار َّ‬
‫َ‬ ‫ثم َهَّر َّ‬
‫أن‬ ‫َّ‬
‫‪9‬‬

‫عناية جمهور المكلمين)‪.‬‬

‫و َب َّين لذه العنلايلة بقولله‪ :‬كحن اظلا)؛ فدمهور النلَّاس مكن أ لل ا؛سللللالد يحنظون لذه‬
‫الك َور‪.‬‬
‫ي‬
‫و َع َّلل كحنظهم لها بقوله‪ :‬كلق َصللللللر مياتكها‪ ،‬و هعذوبة سلياقكها)؛ فآيا هتها قصلير مة‪ ،‬وسلياقها‬
‫َع َذ م ‪.‬‬

‫مع ما اقرتن بذل مكن فضللائلها المخصللوصللة‪ ،‬ومقاصللد ا المنصللوصللة؛ ا َّلُي أشللار‬
‫ه‬
‫فضائل مخصوصةم‪ ،‬ومقاصده منصوص مة)‪.‬‬ ‫إليها بقوله‪ :‬ولمل‬

‫َّنهم) أي ًلئقل مة ب َنهمهلا‪ ،‬وجلدير مة بلالَُّع يلم) أي أ ملل لققبلاَّ‬


‫ثم قلاَّ‪ :‬فهي حقيقل مة بلالُ ي‬
‫َّ‬
‫عليها بالَُّع يلم‪.‬‬

‫قر تناو هله‪ ،‬و َي ه‬


‫كهل تأ يمله‪ ،‬ق َّيد هته‬ ‫للكور المذَّورة‪َ ،‬ي ه‬‫مخُصلل ملر ي‬
‫َ‬ ‫تنكير‬
‫م‬ ‫ثم قاَّ‪ :‬و ذا‬ ‫َّ‬
‫راجيا مننعَُه الَُّامة‪ ،‬وم ك‬
‫لُم اكا برََُّه العا َّمة)‪.‬‬ ‫ه‬ ‫َّ‬ ‫ا‬
‫نصللل؛ فقاَّ‪ :‬همكللُنُ اَحا بُنكللير الناتحة؛ لكما‬
‫الم َّ‬
‫ك‬
‫ثم هَّر أنَّه زاد ما ًل هبدَّ منه من ذير ه‬
‫َّ‬
‫لمل ٍير فاتحة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫َّريم)؛ فالناتحة ِّ‬ ‫ٍ‬
‫ومنزَّ‬ ‫ٍ‬
‫عظيم‪،‬‬ ‫لها من مقا ٍد‬

‫الص لالة‬
‫حُاه إليه وًلز مد؛ رنَّها مََّد ما ت َّ‬
‫نص لل هم م‬ ‫فدع هلها بين يدي تنكللير قصللار ه‬
‫الم َّ‬ ‫َ‬
‫مكن القرمن المريم‪.‬‬

‫الزلل‪ ،‬وا ِّتقا َ سو القوَّ والعمل)‪.‬‬


‫الكالم َة من َّ‬ ‫واهلل ه‬
‫أسأَّ َّ‬ ‫َ‬ ‫ثم ُم بقوله‪:‬‬
‫َّ‬
‫‪10‬‬

‫َّبي ♀‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫فدعاين‬ ‫ي‬‫ل‬‫َّني أصل ِّ‬


‫ه‬ ‫قاَّ‪:‬‬ ‫َّه‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫◙‬ ‫م‬‫ل‬‫المع َّ‬ ‫بن‬ ‫عن أبي س ٍ‬
‫لعيد ا ك‬
‫ي‬ ‫ه‬
‫لي هأصلل ل ِّلي‪ ،‬قلاَّ‪َ « :‬أ َل ْم َي ُقا ِل اهُ‪ ﴿ :‬ﯞ ﯟ‬ ‫فلم هأ كج َبله‪ ،‬قل ه‬
‫لي‪ :‬يلا رسللللوَّ اهلل؛ إنِّي َّن ه‬
‫ورم فِي ال ُق ْر ِ‬
‫َن ََ ْأا َل َأ ْن‬ ‫َ َأ ْع َظ َم ُُااا َ‬ ‫ثم قلاَّ‪َ « :‬أ ََل ُأ َع ِّل ُما َ‬
‫ﯠ ﯡ ﯢ ﴾ [ارننلاَّ‪]24:‬؟»‪َّ ،‬‬
‫قلي‪:‬‬ ‫قلي‪ :‬يا رسللوَّ اهلل؛ إ َّن‬ ‫نخره ه‬ ‫فلما َأر َدنا أن‬ ‫تَخْ رج ِمن المسا ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫در؟»‪ ،‬فأ ذ بيدي‪َّ ،‬‬ ‫ُ َ َ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫رهعل ِّللم َّلن ل أعلظلم سللللورة ملن ا لقلرمن‪ ،‬قللاَّ‪﴿« :‬ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﴾ ما َي َّ‬
‫السااا ْأا ُ‬
‫البخاري‪.‬‬
‫ي‬ ‫يم ا َّل ِذي ُأوتِي ُت ُه»‪ .‬رواه‬‫ِ‬ ‫الم َثانِي‪َ ،‬وال ُق ْر ُ‬
‫َن ال َةظ ُ‬ ‫َ‬

‫سللمعي رسللوَّ اهلل ♀ يقوَّ‪َ ََ « :‬ال اهُ‬ ‫ه‬ ‫وعن أبي رير َة ◙ أنَّه قاَّ‪:‬‬
‫َّ ال َّ ااا َل َم َب ْيفِي َو َب ْي َن َع ْأا ِري نِ ْ ااا َع ْي ِن‪َ ،‬ولِ َة ْأا ِري َماا َُاا ا َأ َل؛ َفاِِ َذا ََا َال ال َة ْأارُ ‪:‬‬
‫َت َةاا َل‪َ ََ ::‬سااا ْما ُ‬
‫‪َ :‬ح ِمرَ نِي َع ْأ ِري‪َ ،‬وإِ َذا ََ َال‪﴿ :‬ﭛ ﭜ‬ ‫﴿ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭕ ﴾‪َ ََ ،‬ال اهُ‬
‫ﭚ ﴾‪ََ ،‬ا َال اهُ ‪َ :‬أ ْثفَ‪َ :‬ع َل َّي َع ْأا ِري‪َ ،‬وإِ َذا ََا َال‪﴿ :‬ﭞ ﭟ ﭠ ﭝ ﴾‪ََ ،‬ا َال‪َ :‬م َّدارَ نِي‬

‫لي َع ْأا ِري ‪َ ،-‬فاِِ َذا ََا َال‪﴿ :‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭡ﴾‪ََ ،‬ا َال‬ ‫َّ‬
‫مرةا‪َ :‬ف َّو َض إِ‬
‫َّ‬ ‫لاَّ‬
‫ق‬ ‫و‬ ‫‪-‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬‫عأا ِ‬
‫َْ‬
‫اهُ‪ :‬ما َذا َب ْيفِي َو َب ْي َن َع ْأا ِري‪َ ،‬ولِ َة ْأا ِري َماا َُاا ا َأ َل‪َ ،‬فاِِ َذا ََا َال‪﴿ :‬ﭧ ﭨ ﭩ ﭦﭫ‬

‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭪ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﴾‪ََ ،‬ا َال اهُ‪ :‬م َاذا لِ َة ْأا ِري‪َ ،‬ولِ َة ْأا ِري‬
‫مكلم‪.‬‬
‫م‬ ‫َما َُ َأ َل»‪ .‬رواه‬
‫‪11‬‬

‫جرى المصلنِّنون ت معاين تنكلير القرمن علم تقديم فضلائل ال يكل َور وا يات بين يدي‬
‫الش لي تحمله علم الَُّشل يلوف ‪ -‬أي الَُّط يلع ‪ -‬لمعانيه؛‬‫رن معرفة العبد فضللل َّ‬‫تنكللير ا؛ َّ‬
‫سورة أو ٍ‬
‫مية؛ ابُغم معرفة معانيها‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬
‫فضل‬ ‫فإها أدر‬

‫حريثين عظيمين يف بيان فضل العاتحا‪:‬‬ ‫وَر َذار الم فِّف‬

‫المع َّلم ◙ لَّأنله قللاَّ‪َّ :‬نل ه‬


‫لي‬ ‫بن ه‬‫األول‪ :‬حللديللث أبي سللللعيل ٍلد ا ك‬
‫‪ ‬فااالحاارياال َّ‬
‫البخاري)‪.‬‬
‫ي‬ ‫أص ِّلي‪ )...‬الحديث؛ رواه‬

‫الم َثانِي‪َ ،‬وال ُق ْر ُ‬


‫َن‬ ‫الساا ْأ ُ َ‬
‫ِ‬
‫الناتح َة بقوله‪« :‬م َي َّ‬ ‫َّبي ♀ َوصل ل‬ ‫َّ‬
‫وفيه‪ :‬أن الن َّ‬
‫يم»)؛ فعيه فضيلتان لسورم العاتحا‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ال َةظ ُ‬
‫ورم فِي‬
‫َ َأ ْع َظ َم ُُاا َ‬
‫ٍ‬
‫سللورة؛ لقوله ♀‪َ « :‬أ ََل ُأ َع ِّل ُم َ‬ ‫* إحرامما‪ :‬أنَّها أعظم‬
‫يم ا َّل ِذي ُأوتِي ُت ُه»)؛‬‫ِ‬ ‫أيضلل لا ‪َ « :-‬وال َق ْر ُ‬
‫َن ال َةظ ُ‬ ‫ثم َهَّر ا‪ ،‬ولقوله ♀ ‪ -‬ا‬ ‫ال ُق ْر ِ‬
‫َن») َّ‬
‫أصئ القولين؛ فتقرير الكل ‪ :‬ي المقرو العظيم‪.‬‬
‫و و وص م للناتحة ت ِّ‬
‫* واألخرى‪ :‬أنَّها الكبع المثاين؛ فهي سبع ٍ‬
‫ميات ا ِّتنا اقا‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ٍ‬
‫بعض و هي َثنَّم‪.‬‬ ‫وو كصني بمونكها مثاين) رنَّه هي َر يد ه‬
‫بعضها علم‬ ‫ه‬
‫(مثانِ َي) ِمن ووهين‪:‬‬‫واون العاتحا َ‬
‫ٍ‬
‫بعض؛‬ ‫❖ أحرمما‪ :‬ما فيها مكن َمثاين المباين؛ مكن َتُا هبع قرا ة مياتكها‪ ،‬ور ِّد بعضلها علم‬
‫ٍ‬ ‫ي‬
‫قرأ‬
‫الك ل َور‪ ،‬وقد هي َ‬
‫ي‬ ‫ذير الناتحة‪ :‬فُخُل‬‫قرأ فيها سللورة الناتحة َّاملةا‪ ،‬وأ َّما ه‬ ‫فمل صللالة هت َ‬
‫بعضها‪.‬‬
‫أنواع مخُلكنل مة مكن البيلان؛‬
‫م‬ ‫❖ واآلخر‪ :‬ملا فيهلا مكن مثلاين الحقلائق والمعلاين؛ فنيهلا‬
‫‪12‬‬

‫َّمقلا َبللة الخ بلا؛نشللللا ‪ ،‬ومقلا َبللة صلل لنلات الدالَّ بصلل لنلات الدملاَّ‪ ،‬ومقلا َبللة الوعلد‬
‫والعهد‪.‬‬

‫أيضا َمثاين) بكهذا اًلعُبار‪.‬‬


‫فلوجود ذه المقابلة بين حقائقها ومعانيها؛ صارت ا‬

‫لمعلي رسللللوَّ اهلل‬ ‫‪ ‬والحاريال َّ‬


‫الثاام‪ :‬حلديلث أبي رير َة ◙ أنلَّ ه قلاَّ‪ :‬سللل ه‬
‫♀ يقوَّ‪َ ََ « :‬ال اهُ َت َةا َل‪َ ََ ::‬س ْم ُ‬
‫َّ ال َّ َل َم‪ )»...‬الحديث‪.‬‬

‫فنيه مكن فضلائل سلورة الناتحة‪ :‬أنَّها هتك َّلمم ال َّصلالة)؛ فلداللة َقدَ ر ا‪ ،‬و هع هل ِّو هرتبُها؛‬
‫فد كعل جز ه ال َّصلالة باسلم ال َّصلالة)؛ فالناتحة جز م مكن‬ ‫ك‬
‫هأعطيي ي اسلم ال َّصلالة) َّ ِّلها؛ ه‬
‫الصالة تعري انا بمرتبُها‪.‬‬
‫َّل َّ‬ ‫الصالة‪ ،‬و هأ كعطيي اسم ِّ‬
‫َّ‬
‫‪13‬‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫﴿ﭖﭗﭘﭙﭕﭛﭜﭚﭞﭟﭠﭝ ﭢﭣﭤ‬

‫ﭥ ﭡﭧ ﭨ ﭩ ﭦﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭪ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ﭳ ﭴ﴾[الناتحة]‪.‬‬
‫قوله‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﴾ أقر هأ القرمن؛ فمقصود الم ك‬
‫بكمل ت فاتحة القرا ة و بكم اهلل‬ ‫ه‬
‫الرحيم أقر هأ)‪.‬‬
‫اللرحمن َّ‬
‫َّ‬
‫واًلسللللم ارحكللللن اهلل) َع َلم علم ربنا ‪ ،‬ومعناه‪ :‬المألوه المكللل ك‬
‫لُح يق ؛فراده‬ ‫ِّ‬ ‫م‬
‫بالعبادة‪.‬‬

‫فأولهما ٌّ‬
‫داَّ عليها‬ ‫و﴿ﭛ ﭜ ﴾‪ :‬اسمان مكن أسمائه ‪َّ ،‬‬
‫داًلن علم رحمُه؛ َّ‬
‫بالخلق ت وصولكها إليهم‪.‬‬
‫حاَّ تع يل كقها َ‬
‫داَّ عليها َ‬
‫حاَّ تع يلقها به ت َسعُها‪ ،‬وا َ ر ٌّ‬

‫أن‬ ‫ت ذه الدملة بيان معنم ﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ﴾)؛ ا‬


‫هاَّرا َّ‬ ‫هَّر المصل لنِّ‬
‫الدار‬ ‫الرحيم أقر هأ))؛ َّ‬
‫رن‬ ‫ك‬
‫َّ‬ ‫الرحمن َّ‬‫المبكللللمل ت فاتحة القرا ة و بكللللم اهلل َّ‬
‫مقصللللود ه‬
‫والمدرور ‪ -‬و ما البا ‪ ،‬واًلسم ارحكن ‪ -‬ت قوَّ‪ :‬بكم اهلل) ًل هبدَّ لهما مكن مَُع َّل ٍق‪.‬‬

‫ومذا المتة َّلق ُيقرَّ ر َوفق ثلثا أمور‪:‬‬


‫عال‪.‬‬
‫✓ أحرما‪َّ :‬ونه ف ا‬
‫‪14‬‬

‫✓ وثانيها‪َّ :‬ونه مُأ ِّ ارا‪.‬‬


‫للمقاد‪.‬‬
‫✓ وثالثها‪َّ :‬ونه مناس ابا َ‬
‫الرحيم أقر هأ)‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫والمقا المراد مفا‪ :‬مقاد قرا ة؛ فحينئذ هي َقدَّ ر بقولنا‪ :‬بكم اهلل َّ‬
‫الرحمن َّ‬
‫فقولنلا‪ :‬أقر هأ) و فع ملل‪ ،‬جلا مُلأ ِّ ارا بعلد البكللللمللة‪ ،‬ووقع منلاسلل ل ابلا للمقلاد؛ فلم هي َقلدَّ ر‬
‫بنع ٍل عاد؛ نحو‪ :‬أبدأ)‪ ،‬أو بنع ٍل اص ًل تع يلق له بالقرا ة؛ نحو‪ :‬أتم َّلم)‪.‬‬

‫و(الرحيم)؛ ومو‪:‬‬
‫َّ‬ ‫(الرحمن)‬
‫ثم ذار الم فِّف العرق بين اُم َّ‬
‫َّ‬
‫اسم هلل حاَّ تع يلق صنة َّ‬
‫الرحمة بذاته‪.‬‬ ‫(الرحمن)‪ :‬م‬
‫أن َّ‬‫■ َّ‬

‫اسم هلل حاَّ تع يلق صنة َّ‬


‫الرحمة َ‬
‫بالخلق المرحومين‪.‬‬ ‫(الرحيم)‪ :‬م‬
‫وأن َّ‬
‫■ َّ‬

‫كدًللُهما عليها باعُبار‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬


‫فهما اسللمان يُع َّلقان بصللنة واحدة؛ ي َّ‬
‫الرحمة)‪ ،‬وتخُل‬
‫ت «بدائع النوائد»‪.‬‬ ‫جهة الَُّع يلق علم ما َب َّيناه؛ و و قوَّ ابن الق ِّيم ؒ‬
‫‪15‬‬

‫الكلل لورة‪﴿ :‬ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﴾؛ فلللللل ل الحملد) و ا؛ بلار عن‬


‫وأو هَّ لذه ي‬
‫َّ‬
‫محاسن المحمود مع ح ِّبه وتعظيمه‪.‬‬

‫والكل ِّيد‪،‬‬
‫الر ي ) ت َّالد العر ‪ :‬المال ‪َّ ،‬‬ ‫و﴿ ﭘ ﭙ ﴾‪ :‬ا م‬
‫سلم إالاتٌّ؛ فللللل َّ‬
‫والمصلكئ َّ‬
‫للشي ‪.‬‬ ‫ه‬

‫سم إاافك ٌّي) أي مكن ارسما ا؛له َّية المضافة‪.‬‬


‫‪ :‬ا م‬ ‫قوله‬

‫فا (األُماء اإللهيا) باعتأار اإلفراد واإلضافا نوعان‪:‬‬


‫والرحيم)‪.‬‬
‫والرحمن‪َّ ،‬‬
‫منرد مة؛ مثل‪ :‬اهلل‪َّ ،‬‬
‫‪ ‬أحرمما‪ :‬أسما م َ‬
‫‪ ‬واآلخر‪ :‬أسلل لملا م إله َّيل مة مضللللافلة؛ مثلل‪ :‬ر ِّ العلالمين‪ ،‬وملالل الملل ‪ ،‬وعلالم‬
‫الغيب)‪.‬‬
‫ك‬
‫«الح َّدة»‪ ،‬وابن تيم َّي َة الحنيده‬ ‫َّوع جماعةم؛ منهم‪َ :‬ق َّواد ي‬
‫الكنَّة ارصبهان يي ت ه‬ ‫هَّر ذا الن َ‬
‫ت «النُاوى المصر َّية»‪ ،‬وابن ٍ‬
‫باز ت بعض أجوبُه‪.‬‬

‫ونقل ابن تيم َّي َة إجماع المكلمين علم دعا اهلل بكها‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫المُدلانككللللة مكن المخلوقلات‪ ،‬فم يلل‬ ‫و العلا َلمين)‪ :‬جمع علا َل ٍم)؛ و و اسللل م‬
‫لم لدفراد ه‬
‫ٍ‬
‫جنس منها هيط َلق عليه عا َل مم)؛ ف هيقاَّ‪ :‬عا َلم ا؛نس‪ ،‬وعا َلم الد ِّن‪ ،‬وعا َلم المالئمة‪.‬‬

‫الم َُدلانكلللللة مكن‬ ‫‪ :‬و العلا َلمين)‪ :‬جمع علا َل ٍم)؛ و و اسللل م‬
‫لم لدفراد ه‬ ‫قولله‬
‫أن اُم (الةا َلم) يف لسان الةرب يدم أمرين‪:‬‬
‫المخلوقات)‪ :‬أي َّ‬
‫ٍ‬
‫مخلوقات‪.‬‬ ‫✓ أحرمما‪َّ :‬‬
‫أن أفراده‬
‫✓ واآلخر‪ :‬أنَّها تمون مش َُ كرَّ اة ت أص ٍل جام ٍع؛ فأصلها واحدم ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫جنس منهلا هيط َلق عليله علا َل مم)؛ ف هيقلاَّ‪ :‬علا َلم ا؛نس‪ ،‬وعلا َلم الد ِّن‪ ،‬وعلا َلم‬ ‫ي‬
‫فملل‬
‫المالئمة)‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫ك‬
‫َ‬
‫بلالخلق ورحمُههم؛ ولهلذا‬ ‫وربوب َّيُله ه ‪ ‬لم هتنُج هظ ا‬
‫لملا؛ بلل مضللللمو هنهلا العنلايل هة‬

‫رحيم‬
‫م‬ ‫ننك له بقوله‪﴿ :‬ﭛ ﭜ ﴾؛ فهو رحم من َو كس لعي رحمُهه جميع َ‬
‫الخلق‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َوص ل‬
‫ي ك‬
‫وصل رحمَُه إليهم‪.‬‬ ‫ه‬
‫ثم أََّّد ربوبيُه بقوله‪﴿ :‬ﭞ ﭟ ﭠ ﴾‪ ،‬و و يود ك‬
‫الحكا والدزا علم ارعماَّ؛‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫فيه‪﴿ :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ‬ ‫ا َّلذي قاَّ اهلل‬

‫ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ﴾ [اًلننطلار]‪ ،‬و و يود القيلاملة‪ ،‬و َّصلل له بلال ِّلذَّر رنلَّه‬
‫للخ َلق َّملاَّ هملل اهلل تملاد ال يظهور؛ ًلنقطلاع أمال الخالئق؛ َّ‬
‫وإًل فهو ملالل‬ ‫يظهر فيله َ‬
‫يود الدِّ ين وذيره مكن ار َّياد‪.‬‬

‫الحكللللا والدزا علم ارعملاَّ)؛ الحساااااب والد اء‪:‬‬‫‪ :‬و و يود ك‬ ‫قولله‬
‫حقيقُان همُالزمُان؛ هج كعلُا ا‬
‫دليال علم يود القيامة‪:‬‬
‫■ فا (الحساب) م‬
‫دليل عليه باعُبار مبدأه‪.‬‬
‫■ و(الد اء) م‬
‫دليل عليه باعُبار همنُهاه‪.‬‬

‫دزون انُها ا ‪.‬‬


‫ثم هي َ‬
‫حاسبون ابُدا ا ‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫فإن النَّاس هي َ‬
‫حاسبون؛ إ َه‬
‫الكبعون أل انا و َمن معهم؛ فهًَّل ًل هي َ‬
‫حاسب؛ و ه م َّ‬
‫ويمون فيهم َمن ًل هي َ‬
‫يد لون الدنَّة بال حكا ٍ وًل عذا ٍ ‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫بعض ارفراد ًل ينني الم ِّل َّية‪.‬‬ ‫و ذا ًل يرفع أصل الحكا ؛ فَُخ يل‬
‫‪19‬‬

‫وقولله‪﴿ :‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﴾ أي ي‬
‫نخصلل ل وحلد بلالعبلادة‪ ،‬ونكللللُعين بل‬
‫وحد ت جميع أمورنا‪.‬‬

‫والملأمور بله فيهلا امُثلاَّ طلا‬


‫ه‬ ‫بلالحلب والخضللللوع‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫وعبلاد هة اهلل‪ :‬ي‬
‫تلألله القللب لله‬
‫َّ‬
‫الشلرع‪.‬‬

‫َ‬
‫العون منه ت الوصوَّ إلم المقصود‪.‬‬ ‫واًلسُعانة به ي طلب ك‬
‫العبد‬ ‫ه‬

‫‪﴿ :‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﴾) ينيد أنَّنا ي‬


‫نخصله‬ ‫َّ‬
‫أن قوله‬ ‫هَّر المصلنِّ‬
‫وحده بالعبادة واًلسُعانة‪.‬‬

‫المننص لل ﴿ﭢ ﴾)؛ فأصاال الكل ‪:‬‬ ‫ك‬ ‫همكللُنا مد مكن تقديم َّ‬
‫الض لمير‬ ‫و ذا الَُّخصللي‬
‫ك‬
‫مننص اال و هقدِّ د علم النعل‪.‬‬ ‫ثم هج كعل َّ‬
‫الضمير‬ ‫نعبده ونكُعين ب )‪َّ ،‬‬
‫وتقلديم ملا ح يقله الُلَّأ هير مكن دًلئلل الَُّخصللللي عنلد علملا البالذلة؛ ا َّللذي هيكللل ِّلميله‬
‫حصرا)‪.‬‬
‫ا‬ ‫ارصول ييون‬
‫‪20‬‬

‫‪﴿ :‬ﭧ ﭨ ﭩ ﴾ أي د َّلنا و َأ ك‬


‫رشلدنا إليه‪ ،‬و َث ِّبُنا عليه حَُّم نلقا ‪،‬‬ ‫ثم قاَّ‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫و و ا؛سالد‪.‬‬

‫ك‬
‫﴿ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﴾ الم َُّبعين لقسالد الذي جا به الن ي‬
‫َّبي ♀‪.‬‬ ‫َّ‬

‫الحق ولم يعملوا به‪ ،‬و م اليهود‪،‬‬ ‫لراِ ﴿ﭰ ﭱ﴾ ا َّلذين عرفوا َّ‬ ‫﴿ﭯ ﴾ ص ك‬

‫الصلراِ المكُقيم من َ كذ كه ار َّمة عن عل ٍم فنيه َش َب مه منهم‪.‬‬


‫و َمن َعدَ َّ عن ِّ‬

‫ريق؛‬ ‫لراِ ﴿ﭳ﴾ ا َّلذين ترَّوا َّ‬


‫الحق عن جه ٍل فلم يهُدوا وال يلوا ال َّط َ‬ ‫﴿ ﭲ﴾ ص ك‬

‫الصلللراِ المكلللُقيم مكن ذه ار َّمة عن جه ٍل فنيه َشللل َب مه‬


‫و م النَّصلللارى‪ ،‬و َمن َعدَ َّ عن ِّ‬
‫منهم‪.‬‬

‫بأن الخَ لق بالفِّسأا إل‪ :‬ال ِّ راط المستقيم طائعتان‪:‬‬ ‫مذه الدملا ِمن الأيان فيها إعل ٌ َّ‬
‫ك‬ ‫ك‬
‫المن َعم عليهم‪.‬‬ ‫‪ ‬األول‪ ::‬طائن مة سالم مة له‪ ،‬سائر مة عليه؛ و م ه‬
‫‪ ‬واألخرى‪ :‬طلائنل مة ملائلل مة عنله‪ ،‬تلارَّل مة لله؛ وماذه ال ََّّاائعاا يفخااااأ خَّ ُؤماا وضااااللهاا ِمن‬
‫أحر أمرين‪:‬‬
‫‪ -‬األول‪ :‬تر العمل ك‬
‫بالعلم‪.‬‬ ‫َّ‬
‫‪ -‬وال َّثام‪ :‬العمل بغير ٍ‬
‫علم‪.‬‬
‫ك‬
‫ارولين ا َّلذين يرتَّون العمل ولهم م‬
‫علم‪ :‬اليهود‪.‬‬ ‫فمن َّ‬
‫‪21‬‬

‫ومكن ا َ رين ا َّلذين يعملون بال ٍ‬


‫علم‪ :‬النَّصارى‪.‬‬
‫فاليهود علموا ولم يعملوا‪ ،‬والنَّصارى عملوا بال ٍ‬
‫علم‪.‬‬
‫ِ‬
‫األما‪:‬‬
‫ويخأهه من مذه َّ‬ ‫ال من ال ََّّائعتين له َمن يتأةه ُ‬‫ثم ٌّ‬
‫َّ‬
‫بالعلم مكن ذه ار َّمة فله َش َب مه باليهود‪.‬‬‫○ فمن َتر العمل ك‬
‫َ‬
‫علم مكن ذه ار َّمة فله َش َب مه بالنَّصارى‪.‬‬‫○ و َمن عمل بال ٍ‬

‫لنيان بن هعيين َة‪َ « :‬من َتر العمل بالعلم مكن علمائنا فنيه َشل ل َب مه مكن اليهود‪ ،‬ومن‬ ‫قاَّ سلل ه‬
‫علم فنيه َش َب مه مكن النَّصارى»‪.‬‬
‫عمل مكن هع َّبادنا بال ٍ‬
‫‪22‬‬

‫لنيان ◙ أنَّه قاَّ‪ :‬اشللُمم رسللوَّ اهلل ♀‪ ،‬فلم َي هقم‬ ‫بن سل َ‬ ‫عن هجند ك ك‬
‫ك‬
‫ليلُين أو ثال اثا‪ ،‬فدا ت امرأ مة فقالي‪ :‬يا َّ‬
‫محمده ؛ إنِّي َررجو أن يمون شيطا هن قد تر ََّ ‪،‬‬

‫ثالثلة؛ فلأنزَّ اهلل ‪﴿ :‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬ ‫ٍ‬ ‫لم َأره َق َربل منلذ ليلُين أو‬

‫ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ﴾‪ .‬مُ م‬
‫َّنق عليه‪.‬‬

‫المعلارف ال هقرمن َّيلة ا َّلُي َد َأ‬ ‫ك‬


‫ت لذه الدمللة نو اعلا من أنواع َ‬ ‫هَّر المصلل لنِّ‬
‫نظير تقديمهم النض َلل؛ و و‬ ‫ك‬
‫المُم ِّلمون ت الَُّنكلير علم هَّر ا بين يدي ال يكلورة أو ا ية‪َ ،‬‬
‫مية مكن القرمن المريم‪.‬‬
‫سورة أو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫وجب َ‬
‫نزوَّ‬ ‫الخاص الم ك‬
‫ي ه‬ ‫سبب النيزوَّ؛ أي الحادد‬

‫وووه تقريمه عل‪ :‬تعسايرما‪ :‬أنَّه هيعين علم فهمها؛ هَّره ابن تيم َّي َة الحنيده ت «مقدِّ مة‬
‫أصوَّ الَُّنكير»‪ ،‬وأشار إليه ابن دقيق العيد ت «ا؛حماد ت شر عمدة ارحماد»‪.‬‬

‫وقوله‪ :‬فلم َي هقم ليلُين أو ثال اثا) أي انقطع عن قياد ال َّليل فيهما‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫ﭑ ﭒﭓﭔ‬
‫﴿ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬

‫ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬
‫ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬
‫ﮤ﴾ ي‬
‫[الضحم]‪.‬‬

‫بللل ل ال يضلحم)؛ و و اسلم الو ال َّشلمس إها َأش َلرق وارتنع‪ ،‬والمراد به‬ ‫أقكلم اهلل‬
‫نا‪ :‬النَّهار َّ يله‪.‬‬

‫المكلللُن َُئ بكها ت سلللورة‬


‫‪ :‬والمراد به نا‪ :‬النَّهار َّ يله) أي ت ذه ا ية ه‬ ‫قوله‬

‫[الضحم])‪.‬‬ ‫الضحم؛ رنَّه وقع همقابك اال ال َّل َ‬


‫يل) ت قوله‪﴿ :‬ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ﴾ ي‬ ‫ي‬

‫(الضح‪ ):‬يف القرَن له مةفيان‪:‬‬


‫ولعظ ُّ‬
‫‪ ‬أحارمماا‪ :‬النَّهلار َّ يلله؛ إها وقع مقلابك اال ال َّليلل)‪ ،‬ومنله لذه ا يلة‪ ،‬ومنله ا‬
‫أيضلل لا قولله‬

‫‪﴿ :‬ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ﴾ [النَّازعات] أي َنهار ا‪.‬‬


‫‪ ‬واآلخر‪َّ :‬أوَّ النَّهلار؛ إها لم يقع همقلابك اال ال َّليلل) ووقع همقلابك اال العشلل ل َّيلة)؛ ومنله قوله‬
‫اللملقل ك‬
‫لابللل‬ ‫الضللللحلم) ه‬ ‫‪﴿ :‬ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ﴾ َّ‬
‫[اللنللازعللات]‪ ،‬و ي‬
‫لل ال َع كش َّية) نا و َّأوَّ النَّهار‪ ،‬و العش َّية) م ك هره‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫بالخ َلق و َث َبي ظال همه علم اعُنائه برسوله ♀‪.‬‬


‫وبل ال َّليل) إها َسمن َ‬

‫فقلاَّ جوا ابلا للقكللللم‪﴿ :‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﴾ أي ملا َترَّل ر يبل ‪ ،‬وملا أبغضلل ل بلإبطلا‬
‫الوحي وتأ ي ره عن ‪.‬‬

‫و ذا له من ر ِّبه ت الدي نيا‪.‬‬

‫رة مير ل‬ ‫رة فقاَّ‪﴿ :‬ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ﴾؛ ف َللدَّ ار ا‬ ‫ثم ب َّشلره بما له ت ا‬
‫َّ‬
‫من دار الدي نيا‪.‬‬

‫رة‪.‬‬ ‫﴿ﮄ ﮅ ﮆ ﴾ من مظا ر ا؛نعاد ومقامات ا؛َّراد ت ا‬


‫﴿ ﮇ ﴾‪ ،‬وإلم نا تم جوا ال َقكم بم َثبُين بعد ك‬
‫منن َّيين‪.‬‬ ‫َ ه َ‬ ‫َّ‬

‫‪ :‬وإلم نلا تم جوا ال َقكللللم بم َثبُين بعلد ك‬


‫منن َّيين) أي بأمرين هأثبكُا بعد‬ ‫قوله‬
‫ه َ‬ ‫َّ‬
‫أمرين ن كهنيا‪.‬‬

‫‪﴿ :‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﴾[ال يضلحم]) أي ما َترَّ وما‬ ‫المفع َّيان‪ :‬فني قوله‬
‫فأما َ‬
‫َّ‬
‫أبغض ‪.‬‬

‫‪ ﴿ :‬ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ﴾ ي‬
‫[الضلللحم])‪ ،‬وقولله‬ ‫المث َأتاان‪ :‬فني قولله‬
‫وأ َّماا ُ‬
‫‪ ﴿ :‬ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ﴾ ي‬
‫[الضحم])‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫ثم َشرع يذَِّّره بما امُ َّن به عليه ت الدي نيا؛ فقاَّ‪:‬‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫تقرير؛ أي َوجد ‪.‬‬ ‫﴿ﮉ ﮊ ﴾ اسُنها َد‬

‫﴿ﮋ ﴾ ًل أ َّد لل وًل أ َ ؛ بلل ملات أبوه و و ح َمل مل‪ ،‬وملاتلي أ يمله و و صللل م‬
‫لغير ًل‬
‫ي َق كدر علم القياد بمصالئ ننكه‪.‬‬

‫﴿ ﮌ ﴾ بلأن الل ل َّمل إلم َمن يم هن هلل ‪ ،‬وجعلل لل م ا‬


‫لأوى تلأوي إليله؛ فم َّن َلله جلدَّ ه‬
‫ٍ‬
‫طالب‪ ،‬حَُّم أ َّيده بنصره وبالمَّمنين‪.‬‬ ‫لما مات َّ َّنله َّ‬
‫عمه أبا‬ ‫عبدَ الم َّطلب‪َّ ،‬‬
‫ثم َّ‬

‫ٍ‬
‫تقرير) أي اًلسلُنهاد المطلو إثبات‬ ‫‪ :‬فقاَّ‪﴿ :‬ﮉ ﮊ ﴾ اسلُنها َد‬ ‫قوله‬
‫المعنم المذَّور معه‪.‬‬

‫نني المعنم المذَّور‬


‫ه‬ ‫و هيقابكله‪ :‬اًلسلللُنهاد اًلسلل‬
‫لُنماري؛ و و اًلسلللُنهاد المطلو‬
‫ي‬
‫معه‪.‬‬
‫‪26‬‬

‫﴿ﮎ ﮏ﴾ ًل تلدري ملا المُلا وًل ا؛يملان‪ ﴿ ،‬ﮐ ﴾‪ :‬فلد َّلل وأرشللللد ‪،‬‬
‫و َأنزَّ علي المُا والحممة‪ ،‬وع َّلم ما لم تمن تعلم‪.‬‬

‫‪﴿ :‬ﮎ ﮏ﴾ ًل تدري ما المُا وًل ا؛يمان)؛ فلللل ل َّ‬


‫الض لالَّ)‬ ‫قوله‬

‫‪﴿ :‬ﭘﭙﭚﭛﭜ‬ ‫َّبي ♀ و الملذَّور ت قولله‬ ‫َّ‬


‫اللذي َّلان عليله الن ي‬
‫الرسالة‪.‬‬ ‫ك‬ ‫ﭝ ﭞ﴾ ي‬
‫عما هيراد ب من ِّ‬
‫ذافال َّ‬
‫[الشورى‪ ]52:‬أي ا‬

‫الرسللللوَّ ♀؛‬
‫الضلل لالَّ‪ ،‬وألصللل هلق بلارد مع َّ‬
‫و و أولم ملا هب ِّين بله لذا َّ‬
‫به عنه ر يبه ‪ ‬ت مية ي‬
‫الشورى‪.‬‬ ‫باًلقُصار علم ما أ‬
‫‪27‬‬

‫فقيرا ﴿ ﮔ ﴾ بما ساق إلي من ِّ‬


‫الرزق‪ ،‬وقنَّع به‪.‬‬ ‫﴿ﮒ ﮓ ﴾ ا‬

‫الرزق‪ ،‬وقنَّع به) فيه بيان ما يحصللللل به الغنم‬


‫‪ :‬بما سللللاق إلي من ِّ‬ ‫قوله‬
‫َّب من شيئين‪:‬‬
‫الَُّا يد‪ ،‬وأنَّه مرا ٌ‬
‫حصل به العبد مصالحه‪.‬‬ ‫✓ أحرمما‪ :‬م‬
‫رزق هي ِّ‬
‫✓ واآلخر‪ :‬قناع مة تقطع عن قلبه ال َّطمع فيما سواه‪.‬‬
‫‪28‬‬

‫و َمن موا و لدا وأذنلا فح يقله مقلا َبللة نعمُله ب ي‬


‫لالشلل لمر؛ ومنله ملا هَّره اهلل ‪ ‬ت‬
‫قولله‪﴿ :‬ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﴾ أي ًل تغلك َبله مكللللي ائلا معلاملُلَه‪﴿ ،‬ﮛ ﮜ ﴾ عن ٍ‬
‫دين أو دنيلا‬
‫لاجُله أو هر َّده ٍ‬
‫برفق‪﴿ ،‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﴾ مخبك ارا‬ ‫﴿ ﮝ ﮞ ﴾ أي تزجر؛ بللل ا ك‬
‫قض حل لَ‬
‫لمن أسلللدا ا؛ َّ‬
‫فإن‬ ‫َ‬ ‫لبب ت مح َّبة القلو‬ ‫لشلل ك‬
‫مر ا‪ ،‬وسلل م‬ ‫عنها؛ َّ‬
‫فإن الَُّحدي د بنعمة اهلل دا ٍع ه‬
‫القلو مدبول مة علم محبة الم ك‬
‫حكن إليها‪.‬‬ ‫َّ ه‬
‫│‬
‫‪29‬‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫﴿ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‬

‫]‪.‬‬ ‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ﴾ َّ‬
‫[الشر‬

‫‪ -‬هممُنًّا علم رسلوله ♀ ‪ ﴿ :-‬ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﴾ اسلُنها َد‬ ‫يقوَّ اهلل‬


‫لللللي‪ ،‬ا َّلذي وقع‬ ‫ٍ‬
‫الحكل ِّ‬
‫ِّ‬ ‫صلدر لقسلالد‪ ،‬و و ناشل م عن شلر صلدره‬
‫َ‬ ‫شلرحنا‬
‫تقرير؛ أي َ‬
‫مرتين‪:‬‬
‫َّ‬
‫مكرتاعا ت بني ٍ‬
‫سعد‪.‬‬ ‫لما َّان‬
‫َ ا‬ ‫أوًل ما‪ :‬ت صغره َّ‬
‫وال َّثانية‪ :‬ليل َة هأ ك‬
‫سري به ت م َّم َة بين يدي ا؛سرا ‪.‬‬

‫البخاري ت ال َّثانية‪.‬‬
‫ي‬ ‫مكلم‪ ،‬ووافقه‬
‫م‬ ‫روا ما‬

‫َّبي ♀ ت شللر‬
‫ت ذه الدملة ما هيب ِّين ما وقع للن ِّ‬ ‫هَّر المصللنِّ‬
‫َّأي ♀ نوعان‪:‬‬
‫فِن شرح صرر الف ِّ‬
‫صدره؛ َّ‬

‫َّبي ♀ مكن الدِّ ين؛ فشلر اهلل‬


‫ي‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫إليه‬ ‫ى‬ ‫‪ ‬أحرمما‪ :‬شلر روحانكي؛ بما ه ك‬
‫د‬ ‫ٌّ‬ ‫م‬
‫‪30‬‬

‫صدره لقسالد‪.‬‬
‫فخااا َّق صااارره‬
‫َّبي ♀؛ ُ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫جكلللد‬ ‫ه‪:‬‬‫ل‬‫‪ ‬واآلخر‪ :‬شلللر م كجكلللمانكي؛ ومح ي‬
‫ي‬ ‫ٌّ‬
‫مرتين‪:‬‬ ‫َّ‬
‫الخريف ♀ َّ‬
‫مكرتاعا ت بني ٍ‬
‫سعد)‪.‬‬ ‫لما َّان‬
‫َ ا‬ ‫‪ -‬األول‪( ::‬ت صغره َّ‬
‫‪ -‬واألخرى‪ :‬ت َّك ه؛ ليل َة هأسري به) إلم بيي الم ك‬
‫قدس؛ أي ليلة ا؛سرا والمعراه‪.‬‬ ‫َ‬
‫المذاورين ل رره َّ‬
‫الخريف‪:‬‬ ‫َ‬ ‫الخ َّقين‬
‫والعرق بين َّ‬
‫فخ ِّل‬
‫الشليطان؛ ه‬ ‫هخره منه ي‬ ‫ٍ‬
‫سلعد اسلُ ك‬
‫لما َّان‬
‫قلبه منه َّ‬ ‫حُّ َّ‬ ‫الخا َّق َّ‬
‫األول ت بني‬ ‫أن َّ‬
‫■ َّ‬
‫صغيرا و و ابن أربع سنين‪ ،‬أو َّ‬
‫أقل من هل ‪.‬‬ ‫ا‬
‫بالهدى وا؛يمان‪.‬‬
‫صدره ♀ ه‬
‫ه‬ ‫الخ ُّق ال َّثام ليلة ا؛سرا به فقد هح كشي‬
‫وأما َّ‬
‫■ َّ‬
‫‪31‬‬

‫اللذنلب‪ ﴿ ،‬ﮮ ﮯ ﴾ أي أثقلل‬


‫﴿ ﮪ ﴾ أي َحططنلا ﴿ ﮫ ﮬ ﴾ و و َّ‬

‫﴿ ﮰ ﴾‪.‬‬

‫الحكلن؛ بما أشلاع اهلل مكن َمحاسلن‬ ‫وجع َلنا ل ال َّثنا َ‬ ‫﴿ﯓ ﯔ ﯕ ﴾ فأعلينا قدَ ر ‪َ ،‬‬
‫كهَّره بين النلَّاس‪ ،‬وبملا َّنزَّ مكن القرمن ثنلا ا عليله وَّرامل اة لله‪ ،‬وبلإلهلاد النلَّاس ال َُّحلدي د بملا‬
‫أن اهلل َق َرن كهَّره ب كلذَّره ت‬
‫َّ‬ ‫َجبلله اهلل عليله مكن الم َحلامكلد ت َّأوَّ نشللللأتله‪ ،‬ومن أعظم هلل‬
‫رحد سواه‪.‬‬‫ٍ‬ ‫الشهادتين‪ ،‬وله ت قلو أ َّمُه من المح َّبة والَُّعظيم بعد اهلل تعالم ما ليس‬ ‫َّ‬
‫الش لدَّ ة ﴿ ﯚ﴾ أي سللهول اة‪ ،‬والنا فيه فصلليحةم‪ ،‬هت ك‬
‫نص لئ‬ ‫وقوله‪ ﴿ :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﴾ و و ِّ‬
‫وتقرر؛ فلاعلم َّ‬
‫أن‬ ‫ك‬ ‫عن َّال ٍد همقلدَّ ٍر ي ي‬
‫َّقريري نلا؛ أي إها َعلملي لذا َّ‬
‫ي‬ ‫لدَّ عليله اًلسللللُنهلاد الُ‬
‫ك‬
‫ب لل هعكلر‪ ،‬فال هعكلر ا َّلذي َع كهد َّته وعلمَُه سيدعله اهلل ‪ ‬هي ا‬
‫كرا‪ ،‬والَُّنمير‬ ‫ال هيكلر همصاح م‬
‫] تأَّيدم لُحقيق‬ ‫ا بقوله‪﴿ :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ﴾ َّ‬
‫[الشر‬ ‫للَُّعظيم‪ ،‬وت َتمرار‬
‫ا ِّطراد ذا الوعد وعمومه‪.‬‬

‫لمره‪ ،‬والقيلاد بواجلب نكعمله؛ فقلاَّ‪ ﴿ :‬ﯡ ﯢ‬


‫ثم أمر اهلل رسللللو َله ♀ بشللل ك‬
‫َّ‬
‫عم َر أوقلاتل َّ َّلهلا‬ ‫فرذلي من عمل ٍل بلإتملامله ك‬
‫فلأقبلل علم عمل ٍل م ر؛ ل َُ ه‬ ‫َ‬ ‫ﯣ ﴾ أي إ َها‬
‫الصالحة‪.‬‬
‫بارعماَّ َّ‬

‫الرذب َة إليه ت همراداتك مقبك اال عليه‪.‬‬ ‫ك‬


‫﴿ ﯥ ﯦ ﯧ ﴾ ف َأعظم َّ‬
‫│‬
‫‪32‬‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬

‫ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ‬
‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ﴾[الُِّين]‪.‬‬
‫والز ك‬
‫يُون؛ فقلاَّ‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﴾ همريلدا ا‬ ‫لالشلل لدرتين المعروفُين الُ ك‬
‫ِّين َّ‬ ‫َأقكللللم اهلل ب َّ‬
‫َمنابَُهما؛ و ي أرض َّ‬
‫الشاد‪.‬‬

‫ثم أقكللم بدبل سللينا َ ؛ فقاَّ‪ ﴿ :‬ﭔ ﭕ ﴾؛ و و الدبل ا َّلذي َّ َّلم اهلل فيه موسللم‬
‫َّ‬
‫♥‪.‬‬

‫مصلر وبالد فلكطي َن‪.‬‬


‫َ‬ ‫و﴿ ﭕ ﴾‪ :‬لغ مة ت كسينا َ ؛ و ي صحرا ه بين‬

‫الممرم هة؛ كرمن النَّاس فيها‪،‬‬


‫َّ‬ ‫ثم َأقكللم أ رى؛ فقاَّ‪ ﴿ :‬ﭗ ﭘ ﭙ ﴾ و و م َّم هة‬
‫َّ‬
‫واقع فيه‪.‬‬
‫الكورة م‬ ‫َّ‬
‫ورن نزوَّ ي‬ ‫وا؛شارة إليه للَُّعظيم‪،‬‬

‫أرض الن َّيبوات و َمهبكط ِّ‬


‫الرساًلت‪.‬‬ ‫الموااع ي مواط هن ك‬
‫أَّثر ارنبيا ؛ فهي ه‬ ‫ه‬ ‫و ذه‬
‫‪33‬‬

‫أن اهلل َأقكلم) بال َّشلدرتين‬


‫ت فاتحة بيانه معاين ذه ال يكلورة َّ‬ ‫هَّر المصلنِّ‬
‫والز ك‬
‫يُون)؛ همريدا ا َمنابَُهما؛ و ي أرض َّ‬
‫الشاد)‪.‬‬ ‫المعروفُين الُ ك‬
‫ِّين َّ‬
‫لإن الملذَّور ت ا يلة ال َّثلانيلة ك‬
‫موالل ل مع‪،‬‬ ‫والارَّ ُّال عل‪ :‬إرادم مفاابتهماا‪ :‬سلل ليلاق ا يلات؛ ف َّ‬
‫الش لدرتين مقرونُين لقعالد بمواللعهما‬ ‫موا ل مع؛ فيمون كهَّر َّ‬
‫والمذَّور ت ا ية ال َّثالثة ك‬

‫أرض هج كمع فيها الُِّين‬


‫ٍ‬ ‫بالمحل اردنم فيهما؛ و ي أرض َّ‬
‫الشلللاد؛ فهي أحكلللن‬ ‫ِّ‬ ‫ا َّلذي و‬
‫والزيُون‪.‬‬
‫َّ‬

‫موااع؛ ي مواع أَّثر ن َّهبوات ارنبيا ‪.‬‬


‫َ‬ ‫الكورة كهَّر ثالثة‬
‫فانُظم ت صدر ي‬
‫رن مكن ارنبيلا َمن َّلان ت ذير لذه‬
‫وًل هيقلاَّ فيهلا‪ :‬ي أرض الن َّيبوات دون ذير لا)؛ َّ‬

‫بابل مكن جهة العراق‪.‬‬


‫يم ♥؛ فإنَّه َّان بك َ‬
‫اررض؛ َّإبرا َ‬
‫‪34‬‬

‫فكللواه اهلل و َعدَ له‪،‬‬


‫َّ‬ ‫ثم هَّر جوا القكللم ت قوله‪ ﴿ :‬ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﴾‪،‬‬
‫َّ‬
‫و َف َطره علم توحيده‪.‬‬

‫﴿ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ﴾ ت نار جهن ََّم إن َ‬


‫َّنر‪.‬‬

‫أن معنم‬ ‫‪﴿ :‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ﴾ ت نللار جهن ََّم إن َ‬


‫َّنر) فيلله بيللان َّ‬ ‫قوللله‬

‫لدَّ عليله‪ :‬همقلابللة اًلمُنلان ت قولله‪ ﴿ :‬ﭛ‬


‫الر َّد) ت ا يلة و َجع هلله ت نلار جهن ََّم إن ََّنر؛ ي ي‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫تموين‪ ،‬فلإها َعلدَ َّ عن‬ ‫م‬
‫مخلوق ت أحكللللن‬ ‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﴾)؛ أي َّ‬
‫أن ا؛نكللللان‬
‫الر يد إلم أسلل َ‬
‫لنل سلللافلين ت نار‬ ‫الَُّقويم ارحكلللن؛ َّ‬
‫فإن اهلل هيعاقبه بالدزا ارسلللنل؛ و و َّ‬
‫جهن ََّم ‪ -‬أعاهنا اهلل وإ َّياَّم منها‪.‬‬

‫والتَّقويم األحسن ا َّلذي ُخ ِلق عليه اإلنسان نوعان‪:‬‬


‫‪ ‬أحرمما‪ :‬الَُّقويم ارحكلللن له ت صلللورته ال َّظا رة؛ بما ج كعل عليه مكن صلل ٍ‬
‫لورة ت‬ ‫ه‬
‫ك لقُه‪.‬‬
‫‪ ‬واآلخر‪ :‬الَُّقويم ارحكللللن ت صللللورتله البلاطنلة؛ بملا هج كعلل عليله مكن النطرة؛ و ي‬
‫موافقة فطرتكه ا؛سال َد‪.‬‬
‫‪35‬‬

‫عنلله‬ ‫جزاؤ م مللا أ‬


‫ه‬ ‫﴿ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ﴾ فللإنَّهم ًل هي َر يدون إليهللا؛ بللل‬

‫اًلنقطلاع‪،‬‬
‫ه‬ ‫الم ِّن‪ ،‬وًل يلحقله‬ ‫بقولله‪ ﴿ :‬ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﴾ أي لهم م‬
‫أجر ًل َي هشلل لوبله ََّلدر َ‬
‫وهل ت جنَّات النَّعيم‪.‬‬

‫فأي شلي ٍ يدعل‬


‫﴿ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ﴾ و و الحكللا والدزا علم ارعماَّ‪ ،‬ي‬
‫الرسللل هلل من َّ‬
‫الشلللرائع والمنا ج‪ ،‬وما َّ‬
‫بشلللرت به‬ ‫‪ -‬أ ييها ا؛نكللللان ‪ِّ -‬‬
‫ممذ ابا بما جا ت به ي‬
‫ٍ‬
‫تقويم‪.‬‬ ‫وأنذرت من الدزا بالدنَّة والنَّار‪ ،‬وأني قد ه لكقي ت أحكن‬
‫َ‬
‫﴿ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﴾ ت النصل والقضا بين ك‬
‫عباده َمن م َمن منهم و َمن َّنر‪.‬‬

‫│‬
‫‪36‬‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫﴿ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬

‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬
‫ﮤﮥ ﮦﮧﮨ ﮩ ﮪﮫﮬ ﮭﮮﮯ ﮰ ﮱﯓﯔ ﯕﯖﯗ ﯘﯙ ﯚﯛ‬
‫ﯜﯝﯞﯟ ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ ﯧﯨﯩﯪ ﯫﯬﯭ ﯮ ﯯ‬
‫ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ﴾ [العلق]‪.‬‬

‫نزوًل علم‬‫الكل لورة إلم قوله ‪ ﴿ :‬ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ﴾ و َّأوَّ القرمن ا‬ ‫لدر ذه ي‬‫صلل ه‬
‫يالي‬‫ل‬‫رسللوَّ اهلل ♀؛ وَّان هل ت ذار جبل كحرا ٍ بم َّمةَ‪ ،‬فإنَّه َّان يُع َّبده فيه ال َّ‬
‫َ‬
‫ار »‪ ،‬فلأ لذه‬ ‫ك‬
‫هوات العلدد‪ ،‬فدلا ه ج ي هلل ♥ فقلاَّ لله‪ :‬اقرأ‪ ،‬فقلاَّ‪َ « :‬ماا َأناَا بِ َقا ِ‬
‫ثم أرسلله فقاَّ‪ :‬اقرأ‪ ،‬فقاَّ‪َ « :‬ما َأنَا بِ َق ِ‬
‫ار »‪ ،‬فأ ذه فغ َّط هه ال َّثاني َة‬ ‫فغ َّطه حَُّم ب َلغ منه َ‬
‫الدهد َّ‬
‫الدهد ث َّم أرسللله فقاَّ‪ :‬اقرأ‪ ،‬فقاَّ‪َ « :‬ما َأنَا بِ َق ِ‬
‫ار »‪ ،‬فأ ذه فغ َّط هه ال َّثالثة حَُّم‬ ‫حَُّم ب َلغ منه َ‬
‫ثم أرسله فقاَّ‪ ﴿ :‬ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﴾ إلم قوله‪﴿ :‬ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ﴾‪.‬‬ ‫ب َلغ منه َ‬
‫الدهد َّ‬
‫«الصحيحين» من حديث عائشة ▲‪.‬‬
‫ثبي ذا ت َّ‬
‫‪37‬‬

‫‪ :‬وَّلان ه ل ت ذلار جبلل كحرا ٍ بم َّمل َة) همعلك مم ب َّ‬


‫لأن اسللللم الدبلل و جبلل‬ ‫قولله‬
‫كحرا ٍ ‪َّ ،‬‬
‫وأن الغار هيضاف إليه‪.‬‬

‫ذار جب كل كحرا ٍ )‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ك ٍ‬


‫فقولهم‪ :‬ذار حرا ) علم تقدير محذوف؛ فأصل المالد‪ :‬ه‬
‫أن اسللم الدبل‪ :‬جبل النيور)‪ ،‬واسللم الغار‪ :‬ذار كحرا ٍ )؛ فُكللمية‬
‫ومن الغلط‪ :‬تو ي م َّ‬‫ِ‬

‫لم‬ ‫جبل النيور) تكلللمي مة حادث مة مُأ ِّ ر مة‪ ،‬وجعل كحرا ) اسلل الما للغار م‬
‫ذلط؛ فإنَّه اسلل م‬ ‫َ‬ ‫الدبل‬
‫للدبل َّما تعرفه العر ه ‪.‬‬
‫‪38‬‬

‫النهم ومالحظ َة جالله‪ ،‬مأهوناا له‪،‬‬ ‫فأمره ت فاتحُها أن يقرأ مكلُعيناا باهلل‪ ،‬مكلُص ك‬
‫لح ابا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الخ َلق جمي اعا‪ ،‬ومنهم ا؛نكللللللان؛ فإنَّه ﴿ ﮁ‬
‫وقيل له‪ ﴿ :‬ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﴾ أي لق َ‬

‫ﮂ ﮃ ﮄ ﴾‪ ،‬و ال َعلقة) ي القطعة من الدَّ د الغليُّ‪.‬‬

‫فمن َ لق ا؛نك َ‬
‫لان‬ ‫ك‬
‫وهَّر لق ا؛نكلان بعد ارمر بالقرا ة‪ :‬إشلار مة إلم ارمر بالعبادة؛ َ‬
‫الرسل‪ ،‬وإنزاَّ المُب‪.‬‬
‫لم يمن ليرتَّه هسدا ى؛ بل سيأمره وينهاه؛ وهل بإرساَّ ي‬

‫بغاية المرد‪ ،‬ومكن َّرمه ‪ ‬أنَّه و ﴿ ﮊ ﮋ‬ ‫ثم قاَّ‪ ﴿ :‬ﮆ ﮇ ﮈ ﴾ المَُّص‬


‫َّ‬
‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ﴾؛ ف َّ‬
‫لإن اهلل أ رجله من بطن أ ِّمله ًل يعلم شللللي ائلا‪ ،‬وجع َلل لله‬
‫والبصلل لر والنَّاد؛ ف َعلم ملا لم يمن يعلمله من قب هلل‪ ،‬ومن أعظم أسلل لبلا كعلمله‪:‬‬
‫َ‬ ‫الكلل لمع‬
‫َّ‬
‫ي‬
‫الخط والمُابة‪.‬‬ ‫القلم؛ و و‬
‫َ‬ ‫تعليمه‬
‫ه‬
‫عما هأمكر به ون كههي عنه‬ ‫مُداوزا حدَّ ه‪ ،‬و هي ك‬
‫عرض َّ‬ ‫ا‬ ‫ولم َّن ا؛نكلللان ال َّظلود َ‬
‫الدهوَّ يطغم‬

‫‪﴿ :‬ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬ ‫إها رأى ننكلل له َذن ك ًّيلا بملا أنعم اهلل عليله؛ قلاَّ اهلل‬

‫ﮜ﴾‪.‬‬
‫ك‬
‫والمرج هع‪ ،‬وس هيدازي‬ ‫ثم َتهدَّ ده وتو َّعده فقاَّ‪ ﴿ :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﴾ أي إلم اهلل المصيلر‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫إنكان بعملكه‪.‬‬ ‫َّ‬
‫َّل‬

‫َّمن‬ ‫ك‬ ‫جنس ا؛نكلان‪َ :‬من تكلو حا هله ف هي ك‬


‫عارض ارمر والنَّهي َ‬
‫فوق إعرااله عنه؛ َ‬ ‫ك‬ ‫ومكن‬

‫الصلللالة ا َّلُي ي مكن أفضلللل ارعماَّ؛ المذَّور ت قوله ‪ ﴿ :‬ﮢ ﮣ ﮤ‬ ‫ينهم عن َّ‬
‫ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﴾؛ فُو َّعده اهلل بقوله‪ ﴿ :‬ﮢ ﴾ أ َّيها النَّا ي ﴿ﮫ ﮬ ﴾ العبد المص ِّللي‬
‫‪39‬‬

‫أرأيي‬
‫َ‬ ‫ذيره ﴿ ﯓ ﯔ ﴾‪ ،‬أيكلل ه‬
‫ُقيم أن هينهم َمن ذا وصلل هنه؟!‬ ‫﴿ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﴾ َ‬
‫أعدب مكن طغيان ذا النَّا ي؟!‬
‫َ‬

‫لالحق‪ ﴿ ،‬ﯘ ﯙ﴾ فل َأ َ‬
‫عرض عن ارمر والنَّهي‪ ﴿ ،‬ﯚ ﯛ ﯜ‬ ‫﴿ﯕ ﯖ ﯗ ﴾ النلَّا ي ب ِّ‬

‫اهلل ويخشم عقابه؟!‬ ‫ﯝ ﯞ﴾ عمله؟ فهو م َّطلك مع عليه هم م‬


‫حيط به‪ ،‬أفال يخاف َ‬
‫و َلئكن لم ك‬
‫سلللُمر علم حاله‪ ﴿ :‬ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﴾ َّ‬
‫عما‬ ‫َّ‬ ‫ينزجر بالوعيد؛ ف َل َيكللل َعه الَُّهديد إن ا‬

‫ذن بناصللليُكه ‪ -‬و ي همقدَّ د شلللعره ‪ -‬أ اذا عني انا‪،‬‬


‫يقوَّ وينعل ﴿ ﯤ ﯥ ﴾ أي لنأ َّ‬
‫بدذ ٍ ‪.‬‬ ‫الك َنع‪ :‬القبض َّ‬
‫الشديد َ‬ ‫ف َّ‬

‫واسلُح َّقُه ناصليُهه ًل ِّتصلافها بوصلنين؛ ما المذَّوران ت قوله‪ ﴿ :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﴾‬


‫فهي َّاهب مة ت قولها‪ ،‬اطئ مة ت فعلها‪.‬‬

‫﴿ﯫ﴾ ذا ارثيم ﴿ ﯬ﴾ و م أ ل مدلكه؛ فإنَّنا ﴿ ﯮ ﯯ﴾ و م مالئمة‬


‫العذا ؛ ليأ ذوه ويعاقبوه؛ هس يموا زباني اة) رنَّهم َي َز هبنون أ ل النَّار؛ أي يدفعو َنهم بشدَّ ٍة‪.‬‬

‫الكل لابقة نزلي ت شلللأن أبي جه ٍل حين َنهم رسلللوَّ اهلل ♀ عن‬
‫وا يات َّ‬
‫الصالة و َتهدَّ ده‪.‬‬
‫َّ‬
‫روى الُِّرمذي والنَّكلللائي ت «الكل لنن الم ى» ‪ -‬بإسلل ٍ‬
‫لناد صلللحيئٍ ‪ -‬عن ابن ع َّب ٍ‬
‫اس‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫فمر به أبو جه ٍل بن‬ ‫¶ أنَّه قاَّ‪َّ :‬ان رسللوَّ اهلل ♀ يص ل ِّلي عند َ‬
‫المقاد‪َّ ،‬‬
‫محمده ؛ ألم َأ َنه عن ذا؟! وتو َّعده‪ ،‬فأذ َلُّ له رسلوَّ اهلل ♀‬ ‫شلا ٍد فقاَّ‪ :‬يا َّ‬
‫ٍ‬
‫بأي شلي هتهدِّ دين؟! أ َما واهلل إنِّي َر ه‬
‫َّثر ذا الوادي ناد ايا؛ فأنزَّ‬ ‫محمده ؛ ِّ‬
‫وا َنَُهره؛ فقاَّ‪ :‬يا َّ‬
‫لادي له‬ ‫عب ل ٍ‬
‫اس ¶‪ :‬لو دع لا نل َ‬ ‫اهلل‪ ﴿ :‬ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﴾‪ ،‬وقللاَّ ابن َّ‬
‫‪40‬‬

‫َر ذ َته مالئمة العذا من ساعُه‪.‬‬

‫مخُص ارا‪.‬‬
‫َ‬ ‫البخاري‬
‫ِّ‬ ‫وأص هله ت‬

‫المنهي ‪ -‬و و العبلد المصلل ل ِّلي ‪َّ -‬أًل‬ ‫لأمر‬


‫ب‬ ‫له‬
‫ع‬ ‫ب‬‫ت‬‫ول َّملا َفر مكن وعيلد النلَّا ي ويلديلده؛ َأ َ‬
‫ِّ‬
‫فالحله؛ فقلاَّ‪:‬‬
‫ه‬ ‫طيع نلا َيله؛ فقلاَّ‪ ﴿ :‬ﯱ ﯲ ﯳ﴾ فيملا ينهلا عنله ‪َّ ،‬‬
‫ثم أمره بملا فيله‬ ‫هي َ‬

‫﴿ﯴ ﴾ لر ِّب ﴿ﯵ﴾ منه َّ‬


‫بالصلالة؛ َّ‬
‫فإن العبد أقر ه ما يمون من ر ِّبه و و سللاجدم ؛‬
‫أن رسلوَّ اهلل ♀ قاَّ‪َ « :‬أ َْ َر ُب‬‫للم» عن أبي رير َة ◙؛ َّ‬ ‫فني «صلحيئ مك ٍ‬
‫اورٌ ؛ َف َأاْثِ ُروا الرُّ َعا َء»‪.‬‬
‫ُون ال َة ْأرُ ِم ْن َر ِّب ِه َو ُم َو َُ ِ‬
‫َما َيك ُ‬

‫│‬
‫‪41‬‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬

‫ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ﴾[القدر]‪.‬‬

‫َ‬
‫القرمن‬ ‫الكلللورة عن إنزاَّ القرمن؛ فيقوَّ‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ﴾ أي‬ ‫ك ك‬
‫يخ نا اهلل ‪ ‬ت َ ذه ي‬
‫ك‬ ‫ك‬
‫ا؛نزاَّ إلم اهلل تشللري م‬ ‫إسناد‬ ‫جمل اة واحدةا‪ ،‬من ال َّلو المحنوظ إلم َّ‬
‫الكما الدي نيا‪ ،‬وت‬
‫عظيم للقرمن‪.‬‬
‫م‬

‫القرمن جملل اة واحلدةا‪ ،‬من ال َّلو المحنوظ‬


‫َ‬ ‫‪ :‬فيقوَّ‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ﴾ أي‬ ‫قولله‬
‫الكلل لورة و إنزاَّ القرمن مكن‬ ‫الكلل لملا اللدي نيلا) فيله إعال مد ب َّ‬
‫لأن ا؛نزاَّ الملذَّور ت لذه ي‬ ‫إلم َّ‬
‫َّبي ♀‪.‬‬ ‫ال َّلو المحنوظ إلم َّ‬
‫الكما الدي نيا‪ً ،‬ل إنزاله علم الن ِّ‬
‫فِن إن ال القرَن نوعان‪:‬‬
‫َّ‬
‫ٍ ك‬
‫‪ ‬أحرمما‪ :‬إنزاَّ َُّابة؛ من ال َّلو المحنوظ إلم َّ‬
‫الكما الدي نيا‪.‬‬
‫منر اق لا ت الحوادد‬
‫َّبي ♀ َّ‬ ‫يٍ‬
‫‪ ‬واآلخر‪ :‬إنزاَّ تملم؛ و و إنزاللله علم الن ِّ‬
‫‪42‬‬

‫والوقائع‪.‬‬
‫اروَّ‪ ،‬وسلل ليلأث حلديلث ابن ع َّبل ٍ‬
‫اس ¶‬ ‫الكلل لورة و َّ‬
‫والملذَّور منهملا ت لذه ي‬
‫موقو افا ت هل ‪.‬‬
‫‪43‬‬

‫سلم جعله اهلل ‪ ‬ل َّليلة ا َّلُي َأنزَّ فيها‬ ‫﴿ ﭓ ﭔ ﭕ ﴾ أي َّ‬


‫الشلرف العظيم؛ و و ا م‬
‫القرمن‪ ،‬ولم تمن معروف اة عند المكللمين‪ ،‬فذَّر ا هذا اًلسلم تشلوي اقا لمعرفُها‪ ،‬ولذل‬

‫وتعظيما لمقدار ا‪.‬‬


‫ا‬ ‫تنخيما لشأنكها‪،‬‬
‫ا‬ ‫أتب َعه بقوله‪ ﴿ :‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ﴾؛ فاس َُ َن َهم عنها‬

‫ثم‬ ‫الكلل لملا اللدي نيلا ت ليللة القل ك‬


‫در‪َّ ،‬‬ ‫اس ¶‪ « :‬هأ كنزَّ القرمن جملل اة إلم َّ‬
‫قلاَّ ابن ع َّبل ٍ‬

‫هأ كنزَّ بعد هل ت عشلرين سلن اة»‪ ،‬قاَّ‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬

‫ﭙ﴾ [النرقان]‪ ،‬وقرأ‪﴿ :‬ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ﴾ [ا؛سرا ]‪.‬‬

‫صحيئ‪.‬‬
‫م‬ ‫«الكنن الم ى»‪ ،‬وإسناده‬
‫َّكائي ت ي‬
‫رواه الن ي‬

‫السورم من وهتين‪:‬‬ ‫َّ‬


‫أن تةظيم القرَن وَ يف مذه ُّ‬ ‫هَّر المصنِّ‬

‫فلالم كنزَّ لله و اهلل‬


‫❖ إحارامماا‪ :‬إسللللنلاد إنزالله إلم اهلل؛ ت قولله‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ﴾)؛ ه‬
‫‪.‬‬

‫‪﴿ :‬ﭓ‬ ‫❖ واألخرى‪ :‬ت تشللللرينله بلا؛نزاَّ ت ٍ‬


‫زمن مع َّظ ٍم و ليللة القلدر؛ ت قولله‬

‫ﭔ ﭕ ﴾)‪.‬‬
‫‪44‬‬

‫‪﴿ :‬ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﴾‬ ‫َ‬


‫رمضللللان؛ قلاَّ اهلل‬ ‫و ي ليلل مة مبلارَّلة مكن ليلالي‬

‫ان‪ ،]3:‬وقاَّ‪﴿ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ﴾ [البقرة‪.]185:‬‬ ‫[الدي‬

‫و هسل ِّميي ليل َة القدر) لشلرفها؛ ورنَّه هيقدَّ ر فيها ما يمون بعدَ ا من المقادير َّا جاَّ‬
‫واررزاق‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫علو ك‬
‫قدره عند اهلل‬ ‫زمان إنزاله تشري م ٍ‬
‫ثان للقرمن هي ك‬ ‫ك‬
‫ظهر َّ‬ ‫وت تشري‬

‫اهلل عن فضلل للهلا بقولله‪ ﴿ :‬ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﴾؛ فلالقيلاد فيهلا إيملانلاا‬ ‫ثم أ‬


‫َّ‬
‫م‬
‫ثالد وثمانون‬ ‫ومدموع مدَّ تكها‬
‫ه‬ ‫شل ٍ‬
‫لهر ليس فيها ليلة القدر‪،‬‬ ‫واحُكللا ابا مير من عمل أل‬
‫ٍ‬
‫أشهر‪.‬‬ ‫سن اة وأربعة‬

‫شلل ٍ‬
‫لهر ليس فيها ليلة‬ ‫‪ :‬فالقياد فيها إيماناا واحُكلللا ابا مير من عمل أل‬ ‫قوله‬
‫القدر) يخمل تفأيهين‪:‬‬
‫ٍ‬
‫شللهور ليكللي فيها ليلة‬ ‫ٍ‬
‫شللهر و مع‬ ‫أن الخير َّية بين تل ال َّليلة وبين أل‬
‫أحرمما‪َّ :‬‬
‫القدر‪.‬‬

‫أن العمل ا َّلذي هع ِّلقي به ير َّي هُها و القياد فيها إيماناا واحُكلا ابا؛ أي صلالة‬
‫واآلخر‪َّ :‬‬

‫َّبي ♀‪.‬‬ ‫َّ‬


‫الليل فيها؛ َّما ورد ت ارحاديث عن الن ِّ‬
‫‪45‬‬

‫أوتار ا‪ ،‬و ي باقي مة‬


‫ه‬ ‫وتل ال َّليلة ي ت رمضل َ‬
‫لان‪ ،‬وت العشللر اروا ر منه‪ ،‬وأرجا ا‪:‬‬
‫الكاعة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ت ِّ‬
‫َّل سنة إلم قياد َّ‬

‫الكللما ‪ ﴿ ،‬ﭦ ﭧ ﴾‬
‫ثم هَّر اهلل فضلل الال م َر لها ت قوله‪ ﴿ :‬ﭤ ﭥ ﴾ من َّ‬
‫َّ‬
‫الرو ) و ج ي هلل ♠‪ ﴿ ،‬ﭨ ﭩ ﴾ أي بلأمره ﴿ ﭪ ﭫ ﭬ ﴾‬
‫أي ت تلل ال َّليللة‪ ،‬و ي‬
‫الكنة ا َّلُي بعد ا‪.‬‬
‫الكنة إلم َّ‬
‫َّ‬ ‫قضاه اهلل ت تل‬

‫َّل ٍير يَُّصل هلل‪ ﴿ ،‬ﭰ ﭱ‬ ‫وتل ال َّليلة ﴿ ﭮ ﭯ ﴾ أي سللالم مة‪َّ ،‬‬
‫والك لالمة تشللمل َّ‬

‫بمنُها ا ٌّ‬
‫حث‬ ‫ﭲ﴾؛ ه‬
‫فمبُدؤ ا‪ :‬ذرو ال َّشلمس‪ ،‬و همنُها ا‪ :‬طلوع الندر‪ ،‬وت الَُّعري‬
‫علم اذُناد فضلها قبل انُها وقُها‪.‬‬

‫│‬
‫‪46‬‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫﴿ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬

‫ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬
‫ﮗ ﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ‬
‫ﮨﮩ ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗﯘ ﯙﯚ‬
‫ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﭑﭒﭓ‬
‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ‬
‫ﭨ﴾ [البينة]‪.‬‬

‫َّان َّ َّنار أ ل المُا يقولون‪ :‬سل هيب َعث فينا رس م‬


‫لوَّ)‪ ،‬وَّان المشلرَّون يقولون لهم‬
‫اهلل ت ذه‬ ‫م‬
‫رسوَّ َّما أتاَّم)؛ فأ‬ ‫إها دعو م إلم ا ِّتباع اليهود َّية أو النَّصران َّية‪ :‬لم يأتنا‬

‫الكلل لورة عن قولهم مو ِّب اخ لا؛ فقللاَّ‪ ﴿ :‬ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ﴾ و م اليهود‬


‫ي‬

‫والنَّصلللللارى ﴿ ﭻ ﭼ﴾ عن َّنر م؛ أي زائلين َّ‬


‫عملا م عليلله‪ ،‬تلارَّين لله‪،‬‬

‫الح َّدلة الواالل لحلة ا َّلُي هوعد بكها اليهود والنَّصللللارى ت َّهُبهم‪،‬‬
‫﴿ ﭽ ﭾ ﭿ﴾ و ي ه‬
‫وتل َّقنها عنهم المشلرَّون‪.‬‬

‫فكر تل الب ِّينة؛ فقاَّ‪﴿ :‬ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ﴾ و و َّ‬


‫محمدم ♀‪،‬‬ ‫ثم َّ‬
‫َّ‬
‫‪47‬‬

‫منز ٍلة عن َّ ِّلل ملا ًل يليق‪ ،‬و ي صللللح ه‬ ‫ا َّللذي يُلو ملا و ممُو ت صللللح ٍ مطه ٍ‬
‫رة‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫م‬
‫َّبي ♀ منها و القرمن المريم‪.‬‬ ‫المُا الممنون ت ال َّلو المحنوظ‪ ،‬و َم ي‬
‫ُلو الن ِّ‬

‫‪﴿ :‬ﮁ ﮂ ﮃ‬ ‫الم َّطهرة المذَّورة ت قوله‬ ‫َّ‬


‫أن ال يصلح‬ ‫هَّر المصلنِّ‬

‫ال َّلو المحنوظ؛ فلإ َّنهلا الموصللللوفلة بلذلل ت طلا‬ ‫ﮄ ﮅ ﮆ﴾) ي صللللح‬
‫كمم صح انا طا ر اة)‪.‬‬
‫وذير ا هي َّ‬ ‫َّ‬
‫الشرع‪ ،‬ه‬
‫ك‬
‫المالزمة لل َّطهارة‪ ،‬ا َّلُي ًل تنن ي عنها‪.‬‬ ‫المطهرة ي‬
‫َّ‬ ‫فالصح‬
‫ي‬
‫مطهر مة ك‬
‫مالزم مة لل َّطهارة‪ً ،‬ل تن َن ي عنها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫القرمن صح م‬ ‫فصح‬
‫‪48‬‬

‫﴿ ﮈ ﮉ ﮊ ﴾ أي مكللللُقيمل مة؛ و ي المُلب ا َّلُي أنزلهلا اهلل مع‬ ‫الصلل لح‬


‫ي‬ ‫وتلل‬

‫النَّب ِّيين؛ قلاَّ اهلل ‪﴿ :‬ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬

‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ﴾ [البقرة‪.]213:‬‬

‫عن سللبب َّنر أ ل المُا ؛ فقاَّ‪ ﴿ :‬ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬ ‫ثم أ‬


‫َّ‬
‫ذير ارهولم؛ فلللل ل الب ِّينة) نا ه‬
‫الحدج وا يات‬ ‫ﮕ ﮖ﴾‪ ،‬و ذه الب ِّينة ي ب ِّين مة أ رى ه‬
‫‪﴿ :‬ﮦ ﮧ ﮨ‬ ‫ا َّلُي جلا َتهم من قب هلل‪ ،‬فلا ُلنوا فيهلا َّ‬
‫وتنرقوا عنهلا‪ ،‬فهي َّقولله‬

‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ﴾ [مَّ عمران]‪.‬‬

‫الرسلوَّ َّإًل بما هأمكروا به مكن ه‬


‫قبل ت َُّبهم‪ ﴿ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫ولم يأمر م ذا َّ‬
‫الص) و تصنية القلب مكن إرادة‬
‫ه‬
‫ك‬ ‫ك‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ﴾ أي قاصدين بعبادتهم َ‬
‫وجهه؛ فللل ا؛‬

‫عما سللواه‪ ﴿ ،‬ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ﴾؛‬ ‫ك‬


‫ذير اهلل‪ ﴿ ،‬ﮠ﴾ همقبلين علم اهلل‪ ،‬مائلين َّ‬
‫و َّصهما ِّ‬
‫بالذَّر لنضلهما وشرفهما‪.‬‬

‫‪ ﴿ :‬ﮠ﴾‪ :‬همقبلكين علم اهلل‪ ،‬ملائلين ع َّملا سلل لواه) أي بلاعُبلار المعنم‬ ‫قولله‬
‫المواوع لل الحني ) وًلزمكه‪.‬‬

‫المقبكل‪ ،‬وَلز (اإلَأال)‪ :‬ه‬


‫الميل‪.‬‬ ‫فِن (الحفيف) و ه‬
‫َّ‬
‫‪49‬‬

‫ك‬
‫جمع بين معنم‬
‫م‬ ‫فقوله ت تنكللير ﴿ ﮠ﴾)‪ :‬همقبلين علم اهلل‪ ،‬مائلين َّ‬
‫عما سللواه)‪:‬‬
‫الملمة ا َّلذي هو كاعي له وبين ًلزمكها؛ و ذا مكن أَّمل البيان‪.‬‬

‫وأ َّما اًلقُصلللار علم ًلزد الملمة وتر ما هو كال لعي له‪ :‬فهذا نق م ت البيان؛ َّا َّلذي‬
‫الح َن ؛ هَّره جماع مة‬
‫الح َن ) وليس و َ‬ ‫الميل ك‬
‫ًلزد َ‬ ‫فإن َ‬‫ينكلللر الحني ) بأنَّه المائل؛ َّ‬ ‫ِّ‬
‫المح ِّققين؛ منهم أبو عبد اهلل ابن الق ِّيم‪.‬‬ ‫ك‬
‫من ه‬
‫‪50‬‬

‫الزَّاة ‪ -‬و ﴿ﮧ‬ ‫﴿ﮦ﴾ المأمور به ‪ -‬من إ الص الدِّ ين وإقامة َّ‬
‫الصللالة وأدا َّ‬
‫ﮨ﴾ أي دين المُب المكُقيمة‪ ،‬و و ا؛سالد‪ ،‬فال هعذر لهم ت ا؛عراض عنه‪.‬‬

‫ثم هَّر جزا الملافرين بعلدملا جلا َتهم الب ِّينلة؛ فقلاَّ‪﴿ :‬ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬
‫َّ‬
‫ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﴾‪ ،‬و ال َّية)‪ :‬الخليقة‪.‬‬

‫و َأتبعله ب كلذَّر جزا مقلابلكهم؛ فقلاَّ‪﴿ :‬ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬


‫ٍ‬
‫ﯥ ﯦ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭨ﴾ أي جنَّات إقامة‪ً ،‬ل َّ‬
‫يُحولون عنها‪.‬‬

‫﴿ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ﴾ أي مكن تحلي أشلل لدلار ا و هذ َرفهلا‪ ،‬علم وجه أرالل لهلا ت ذير‬
‫شق‪.‬‬

‫‪ ﴿ :‬ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ﴾‪:‬‬ ‫مُمر ٍر ت القرمن عنلد قولله‬


‫ت بيلان معنام ِّ‬ ‫قولله‬
‫أي مكن تحي أشدار ا و هذرفها‪ ،‬علم وجه ك‬
‫أراها ت ذير شق) أي َّ‬
‫أن أهنار الدنَّة تدري‬ ‫َ‬
‫اررض‪.‬‬
‫ه‬ ‫ٍ‬
‫شقوق تكري فيها ت‬ ‫بال أ اديدَ ؛ أي بال‬

‫لئ منها‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬


‫أحاديث صلللريحة؛ ًل يصلل ي‬ ‫أهنار الدنَّة ت‬ ‫وقد هرويي ذه الدملة ت وصل ل‬
‫شي ‪.‬‬

‫رهنار الدنَّة؛ ومذا‬ ‫وحمل َالللع هنها َ‬


‫بعضلللهم علم القوَّ بعدد ثبوت ذا الوصللل‬ ‫َ‬
‫‪51‬‬

‫غلط ِمن وهتين‪:‬‬


‫ٌ‬

‫* إحرامما‪ :‬أ َّن تنكلللير معنم ﴿ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ﴾ أنَّه جريان ارهنار ت ذير َشلللق‪:‬‬

‫فنكره به جماع مة منهم‪ ،‬والَُّابعون أ ذوا الَُّنكير عن َّ‬


‫الصحابة‪.‬‬ ‫معروف عن الَُّابعين؛ َّ‬
‫م‬

‫بالكللنَّة ‪َّ -‬‬


‫فإن‬ ‫ك‬
‫فما فوقه ‪ -‬من تنكللير القرمن بالقرمن‪ ،‬أو ي‬ ‫الصللحابة َ‬ ‫فلما فقدنا تنكللير َّ‬ ‫َّ‬
‫المنزع مُع ِّي من إلم تنكللللير الُلَّابعين؛ و و مكن النَّوع ا َّللذي ًل هيع َلم أنَّهم ا ُ َلنوا فيله‪ ،‬و و‬
‫َ‬
‫ك‬
‫الحنيد‪.‬‬ ‫ريب؛ َّما تقدَّ د ت شر «مقدِّ مة أصوَّ الَُّنكير» ًلبن تيم َّي َة‬ ‫حد مة بال ٍ‬ ‫َّ‬
‫ٍ‬
‫دود؛‬ ‫َنهر الموثر؛ أنَّه يدري ت ذير هأ‬ ‫ت وصل‬ ‫الوصل‬
‫* واألخرى‪ :‬أنَّه ثبي ذا َ‬
‫كنده» مكن حديث ٍ‬
‫أنس‪.‬‬ ‫رواه أحمده ت «م ك‬
‫ه‬
‫تابع له ت وصنه‪.‬‬
‫و(الموثر) أعظم أهنار الدنَّة وأفضلها؛ فما دونه م‬

‫فلإن تنكللللير ﴿ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫و لذا من الموااللللع ا َّلُي هعملدتنلا فيهلا َّالد الُلَّ ابعين؛ َّ‬
‫ٍ‬
‫واحد منهم‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫دود‪ :‬معروف عن ذير‬ ‫ﭙ﴾‪ :‬مكن ذير أ‬
‫‪52‬‬

‫﴿ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ﴾‪ ،‬فراللللي عنهم بمللا عملوا مكن طللاعُلله‪،‬‬


‫وراوا عنه بما أثا َبهم به مكن النَّعيم المقيم‪.‬‬

‫حق ﴿ ﭥ ﭦ ﭧ ﴾؛ فال ينلالله َّإًل من َّلانلي لذه‬


‫وإن ﴿ ﭤ﴾ الدزا الحكللللن ٌّ‬
‫َّ‬
‫مقرون ٍ‬
‫بعلم‪.‬‬ ‫م‬ ‫وف‬
‫م‬ ‫صنُهه‪ ،‬و الخشي هة)‪:‬‬

‫│‬
‫‪53‬‬

‫عمرو ¶؛ قلاَّ‪ :‬نزللي ﴿ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﴾‪ ،‬وأبو ٍ‬


‫بمر‬ ‫عن عبلد اهلل بن ٍ‬

‫بمر‪ ،‬فقاَّ له رسللوَّ اهلل ♀‪َ « :‬ما ُي ْأكِ َ‬


‫يَ َيا‬ ‫ديق ◙ قاعدم ‪ ،‬فبمم أبو ٍ‬
‫الص ل ه‬
‫ِّ‬
‫الكلل لورة‪ ،‬فقلاَّ رسللللوَّ اهلل ♀‪َ « :‬ل ْو َأ َّنك ُْم ََل‬
‫َأ َباا َبكْر!»» فقلاَّ‪ :‬أبمُني لذه ي‬
‫ون؛ َف َيغ ِْع ُر َل ُه ْم»‪ .‬رواه‬
‫ُون َو ُيا ْذنِ ُأ َ‬
‫ُأ َّماا ِم ْن َب ْةا ِرا ُْم ُيخْ َِّئ َ‬ ‫ُون َو ََل ت ْاُذنِ ُأ َ‬
‫ون َلخَ َل َق اهُ‬ ‫تُخْ َِّئ َ‬
‫ال َّط انك يي ت «المعدم المبير»‪ ،‬وإسناده حك من‪.‬‬

‫ﭑ ﭒﭓﭔ‬
‫﴿ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ‬

‫ﭷﭸﭹﭺ ﭻﭼﭽﭾﭿ ﮀﮁﮂﮃﮄ‬


‫ﮅﮆ ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍ ﮎﮏﮐﮑ‬
‫ﮒ ﮓ ﮔ﴾[الزلزلة]‪.‬‬
‫ك‬
‫القيلاملة؛ فقلاَّ‪ ﴿ :‬ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﴾‪،‬‬ ‫ابُلدا حلاَّ اررض يود‬ ‫هَّر اهلل‬

‫هفر َّجلي ر ًّجلا شللللديلدا ا‪ ﴿ ،‬ﭮ ﭯ ﭰ﴾ و و َملا َتث هقلل بله م َّملا ت بطنهلا‪ ،‬فل َألقُله‬

‫‪﴿ :‬ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ﴾ [اًلنشقاق]‪.‬‬ ‫علم ظهر ا؛ َّما قاَّ‬

‫﴿ ﭲ ﭳ﴾ همكُعظك اما حالها‪ ﴿ :‬ﭴ ﭵ ﴾ أي ما ا َّلذي حدد لها؟ وما عاقب هُه؟‬

‫وًل تمون زلزلُهها َّ ِّلها َّإًل يود القيامة‪.‬‬


‫‪54‬‬

‫الزلزللة الملذَّورة ت صللللدر لذه‬ ‫ت الدمللة المُقلدِّ ملة َّ‬


‫أن َّ‬ ‫هَّر المصلل لنِّ‬
‫الكورة ي زلزل مة تمون يود القيامة‪ً ،‬ل قبل يود القيامة‪.‬‬
‫ي‬
‫فال ََّلزل التي تق يف األرض نوعان‪:‬‬
‫‪ ‬أحارمماا‪ :‬زلزلل مة ت اررض تمون ت جه ٍلة مكن جهلاتكهلا؛ و ي َّ يلل زلزل ٍلة قبلل يود‬
‫القيامة‪.‬‬
‫عم جهاتكها؛ و ي َّ‬
‫الزلزلة المائنة يود القيامة‪.‬‬ ‫‪ ‬واآلخر‪ :‬زلزلة اررض َّ ِّلها‪ ،‬و َت ي‬
‫ِ‬
‫الخرع يف الفِّذارم‪ :‬تقديم ما َص هغر قبل ما ََّ هبر؛ ف هين َّبه َّ‬
‫بالصغير علم المبير‪.‬‬ ‫ومن طرائق َّ‬

‫○ َّلاللدَّ جلاجللة الم َّلذابين ال َّثالثين ا َّللذين يمونون ت لذه ار َّملة؛ فلأولئل اللدَّ جلاجللة‬
‫الصغار مقدِّ م مة بين يدي الدَّ َّجاَّ ارَّ ‪.‬‬
‫ِّ‬
‫أعظم؛ و و‬
‫ه‬ ‫○ وَّوقوع المكللللوف والخكللللوف؛ فلإنَّهملا مقلدِّ مُلان قبلل وقوع ملا و‬
‫الكما يود القيامة بُنا هثر النيدود وه ابكها‪.‬‬
‫زواَّ نور ما وه ا أجراد َّ‬
‫‪55‬‬

‫﴿ ﭷ ﭸ﴾ اررض ﴿ ﭹ﴾؛ فُهخبكر بما هع كمل علم ظهر ا من ٍير وشللر‪،‬‬

‫هل ﴿ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ﴾ أي أمر ا أن هتخبكر به؛ فال تعصي أمره‪.‬‬

‫والحكللا ‪ ﴿ ،‬ﮃ ﴾ أي أصللنا افا‬ ‫﴿ ﮀ ﮁ ﮂ﴾ هيقبكلون إلم الموق‬


‫مُنرقين‪.‬‬
‫ِّ‬

‫وملقصللللو هد َصلل لرفلهلم‪ ﴿ :‬ﮄ ﮅ﴾؛ فل هيلر َيلهلم اهلل مللا علملللوا ملن اللحكللللنللات‬
‫والك َّيئات‪ ،‬ويدازيهم عليها‪ ،‬فلكمحكنكهم النَّعيم المقيم‪ ،‬ولمكيئكهم العذا ارليم‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫الصلل لغيرة‪ ﴿ ،‬ﮋ ﮌ﴾ أي َي َره و َي َر‬


‫﴿ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ﴾ و ي النَّمللة َّ‬
‫رة‪﴿ ،‬ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ﴾ أي َي َره و َي َر عقابه فيها‪.‬‬ ‫ثوابه ت ا‬

‫َّبي‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫علم‬ ‫مي‬


‫ه‬ ‫د‬‫وروى النَّكللائي ت «الك لنن الم ى» عن ص لعص لع َة ◙ قاَّ‪َ :‬ق ك‬
‫ِّ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫♀ فكمعُهه يقوَّ‪ ﴿ :‬ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬

‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﴾‪ ،‬قاَّ‪ :‬ما هأبالي َّأًل أسلمع ذير ا‪ ،‬حكلبي حكلبي‪ .‬وإسلناده‬


‫صحيئ‪.‬‬
‫م‬

‫الصللغيرة)‪،‬‬ ‫ت الدملة المُقدِّ مة تنكللير َّ‬


‫الذ َّرة) أنَّها النَّملة َّ‬ ‫هَّر المصللنِّ‬
‫نكر بلكانكهم‪.‬‬‫و ذا المعنم و المراد ت لكان العر ‪ ،‬والقرمن هي َّ‬
‫‪56‬‬
‫الذرة) فغير م ٍ‬
‫راد ت ذه ا ية وًل ك‬
‫ذير ا‪.‬‬ ‫ه‬ ‫أ َّما المصطلئ الحادد المعروف اليود لل َّ َّ‬
‫نك لر بالمصللطلئ الحادد؛ هَّره جماعةم؛ منهم‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ومن َواعر التَّعسااير‪َّ :‬‬
‫أن القرمن ًل هي َّ‬
‫ابن تيم َّي َة‪ ،‬وابن الق ِّيم‪ ،‬وابن الوزير ‪.ô‬‬

‫ت تنكللللير النعلل ﴿ﮌ﴾) ت ا يُين قو َلله‪َ :‬ي َره و َي َر ثوا َبله ت‬ ‫ثم هَّر المصلل لنِّ‬
‫َّ‬
‫(الرؤيا) تخمل أمرين‪:‬‬ ‫رة)‪ ،‬وقوله‪ :‬يره وير عقابه فيها)؛ ومو م ِ‬
‫بأن ُّ‬
‫ةل ٌم َّ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ََ‬ ‫ا‬
‫✓ أحرمما‪ :‬رؤية العبد عم َله‪.‬‬
‫✓ واآلخر‪ :‬رؤيُه جزا عم َله‪.‬‬
‫مقيم أو عذا ٍ‬
‫ثم يرى جزا ه باد ايا ت نعيم ٍ‬ ‫ك‬
‫فيرى العبد عم َله فيما َّهُب ت ي‬
‫الص لح ‪َّ ،‬‬
‫ٍ‬
‫أليم‪.‬‬
‫‪57‬‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫﴿ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬

‫ﮣﮤﮥ ﮦﮧﮨﮩﮪ ﮫﮬﮭﮮﮯ ﮰﮱﯓ‬


‫ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬
‫ﭚ ﭛ﴾ [العاديات]‪.‬‬

‫أ َق َكل لم اهلل ‪ ‬بالخيل الداريات ت سلللبيل اهلل؛ فقاَّ‪ ﴿ :‬ﮕ ﮖ﴾ أي‬


‫الضل َبئ‪ ،‬و و صلوت َن َن ككلها ت َجوفها عند اشلُداد‬
‫العاديات عَدَ اوا بلي اغا قو ًّيا‪ ،‬يصلده ر عنه َّ‬
‫عَدَ كو َ ا‪.‬‬
‫ك‬
‫﴿ ﮘ﴾‪ :‬الموقلدات بحوافر َّن ملا َي َطل َأ َن عليله من ارحدلار‪ ﴿ ،‬ﮙ ﴾‪ :‬فُقلد ه‬
‫ويُو َّقد َش َر هر ا مكن ار حوافر َّن إها عَدَ َو َن‪.‬‬
‫الن هَّار َ‬

‫مره‪ ﴿ ،‬ﮜ ﴾؛ فلإنَّهم َّلانوا ًل هي كغيرون علم‬ ‫ك‬


‫﴿ ﮛ﴾‪ :‬ه‬
‫المبلاذُلات ارعلدا َ بملا هي َ‬
‫صباحا‪.‬‬
‫ا‬ ‫القود إها ذزوا َّإًل بعد الندر؛ فُمون الغارة‬

‫وأص َعدَ ن ب َعدَ و َّن وذارتكه َّن‪﴿ ،‬ﮠ﴾ و و الغبار‪.‬‬


‫﴿ ﮞ ﮟ﴾ أي َ َّي َدن َ‬

‫توسطن براَّبه َّن‪ ﴿ ،‬ﮤ ﴾ و ه م ارعدا ا َّلذين هأ كذير عليهم‪.‬‬


‫﴿ ﮢ ﮣ﴾ أي َّ‬
‫وال َق َكم بالخيل علم تل اروصاف رجل الَُّهويل‪ ،‬وترويع المشرَّين بما هأ كعدَّ لهم‬
‫‪58‬‬

‫من الدهاد وملُه‪.‬‬

‫ت صلدر تنكلير ذه ال يكلورة َّ‬


‫أن اهلل أقكلم بالخيل الداريات‬ ‫هَّر المصلنِّ‬
‫المرادة؛ فهي‬ ‫ك‬ ‫ت سللللبيلل اهلل)؛ َّ‬
‫أوصللللاف للخيلل؛ ف هعلم أنَّهلا ه‬
‫م‬ ‫رن اروصللللاف الملذَّورة‬
‫بحا‪.‬‬
‫غيرات هص ا‬
‫ه‬ ‫يات َقدَ احا‪ ،‬و ي ه‬
‫الم‬ ‫ور ه‬‫الم ك‬
‫العاديات َا َب احا‪ ،‬و ي ه‬
‫تعظيما لها‪.‬‬
‫ا‬ ‫ف هأهكم اسمها و ههَّكر وصنها؛‬
‫‪59‬‬

‫القكم و قو هله‪﴿ :‬ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﴾ أي َل م‬


‫منور لنعمة ر ِّبه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وجوا‬

‫﴿ﮫ﴾ أي ا؛نكان ﴿ ﮬ ﮭ﴾ ال همنر ﴿ ﮮ﴾ ت َف َلُات أقواله وأفعاله‪ ،‬فيبدو‬


‫الشهادة علم ننكه ب همنر نعمة ر ِّبه‪.‬‬
‫يُضمن َّ‬
‫َّ‬ ‫تصلرفاته ما‬
‫منه علم لكانه وت ي‬

‫﴿ ﮰ﴾ أي ا؛نكللللان ﴿ ﮱ ﯓ﴾ و و الملاَّ ﴿ﯔ﴾ أي َّثير الح ِّ‬


‫لب لله‪،‬‬

‫وح يبه إ َّياه َحمله علم البخل به‪ ،‬فص َّيره ََّ ا‬
‫نورا‪.‬‬

‫لذيرا لله وتخوي انلا‪﴿ :‬ﯗ ﯘ ﴾ لذا المنور عن عقلابله ﴿ ﯙ ﯚ ﯛ‬


‫ولهلذا قلاَّ اهلل تح ا‬
‫فد كمع‬
‫ﯜ ﯝ﴾ أي هأثير ملا فيهلا‪ ،‬و َأ ره اهلل ارموات منهلا‪ ﴿ ،‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﴾ ه‬
‫حصي ما فيها مكن َّمائن الخير َّ‬
‫والش ِّر‪.‬‬ ‫و هأ ك‬

‫﴿ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﴾ أي م َّطلك مع علم أعمالهم‪ ،‬و همدازيهم عليها‪.‬‬

‫بير‬
‫الصلل لدور‪ ،‬مع أنَّه م‬
‫حصلل لل ما ت ي‬ ‫القبور‪ ،‬و هي َّ‬
‫ه‬ ‫و َ َّ ه َب َره بيود القيامة حين هتبع َثر‬
‫رن المرا َد الدزا ه بارعماَّ النَّاش ه عن كعلم اهلل بكهم وا ِّطالعه عليهم‪.‬‬
‫وقي؛ َّ‬‫َّل ٍ‬ ‫بكهم ت ِّ‬

‫ت تنكللير ذه ا ية‪﴿ :‬ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﴾ أي م َّطلك مع‬ ‫هَّر المصللنِّ‬


‫علم أعمالكهم‪ ،‬و همدازيهم عليها)‪.‬‬

‫فخُ ْأره ▐ يدم أمرين‪:‬‬


‫‪60‬‬

‫✓ أحرمما‪ :‬اًل ِّطالع علم العمل‪.‬‬


‫✓ واآلخر‪ :‬الدزا عليه‪.‬‬
‫‪61‬‬

‫ﭑﭒ ﭓﭔ‬
‫﴿ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭧ ﭨ‬

‫ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬
‫ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ‬
‫ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ﴾ [القارعة]‪.‬‬

‫القلارعة مكن أسلل لملا يود القيلامة؛ ر َّنهلا َت َق َرع قلو َ النلَّاس و هتزعدهم بأ والهلا‪ ،‬ولهلذا‬

‫عل َّظلم شلللللأ َنلهللا و َّلوَّ أم َلر للا بلقلوللله‪﴿ :‬ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬

‫وأي شي ٍ َأ َع َلم ها؟‬ ‫ٍ‬


‫ﭤﭥ﴾؛ ي‬
‫فأي شي ي ذه القارعة؟ ي‬

‫والهوَّ‪ ﴿ ،‬ﭩ‬
‫عنها؛ فقاَّ‪ ﴿ :‬ﭦ ﭧ ﭨ﴾ من شدَّ ة ال َنزع َ‬ ‫ثم أ‬
‫َّ‬
‫بعضل له‬
‫َب ه‬ ‫ك‬ ‫ﭪ﴾ أي المنُ كَشل لر؛ و ال َنراش)‪َ :‬ف َر‬
‫خره من َبيضللله يرَّ ه‬
‫الدراد حين َي ه‬
‫َ‬
‫‪ ﴿ :‬ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﴾ [القمر‪.]7:‬‬ ‫بعضا‪ ،‬و و المذَّور ت قوله‬
‫ا‬

‫ُمزق ا َّلذي هف ِّرقي‬ ‫الصوف ﴿ ﭯ ﴾ ه‬


‫الم ِّ‬ ‫﴿ ﭬ ﭭ ﭮ﴾ أي ي‬
‫ٍ‬
‫بعض‪.‬‬ ‫بعض أجزائه عن‬

‫نصلللب الموازين؛ ﴿ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﴾ بك هرجحان حكلللناته‬


‫وت هل اليود هت َ‬
‫حياة َمرا َّي ٍة ت جنَّات النَّعيم‪.‬‬
‫علم سيئاته ﴿ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﴾ أي ٍ‬
‫ِّ‬
‫‪62‬‬

‫لات هتقل ك‬
‫لاود سلل ل ِّيئللاتلله ﴿ﮀ‬ ‫﴿ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ﴾ بللأن لم تمن للله حكللللنل م‬
‫ﮁ ﴾ أي َمأواه و َم َكمنه النَّار‪ ،‬تمون له بمنزلللللة ار ِّد ا َّلُي يأوي إليها ويلزمها؛ َّما‬

‫‪ ﴿ :‬ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﴾ [النرقان‪ ]65:‬أي همالز اما أ لها‪.‬‬ ‫قاَّ‬

‫نصللللب الموازين؛ ﴿ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﴾)‬ ‫‪ :‬وت هلل اليود هت َ‬ ‫قولله‬


‫إلم م ر َّالمه؛ ًل هيخال ك ما تقدَّ د تقريره ت شر «العقيدة الواسطك َّية» َّ‬
‫أن الميزان واحدم ؛‬
‫َّره مدمو اعا باعُبار تعدي د الموزون فيه‪.‬‬ ‫ك‬ ‫َّ‬
‫فإن الواقع ت القرمن ه ه‬
‫رة‬ ‫رجئ فيهلا بين أنواع العملل ‪ -‬و ي الميزان ‪ -‬تمون واحلد اة ت ا‬ ‫فلا للة ا َّلُي هي َّ‬
‫لع مكن القرمن ؛رادة َتعلدي د‬
‫وجم هعهلا الواقع ت موااللل َ‬
‫ك‬
‫بين َّ َّنلة الحكللللنلات َّ‬
‫والكلل ل ِّيئلات‪َ ،‬‬
‫الموزون فيه وَّثرته‪.‬‬

‫وزن فيه وا ُالف‬


‫فالميزان واحدم باعُبار هاته‪ ،‬و و له اسلللم الدمع باعُبار َّثرة ما هي َ‬
‫ٍ‬
‫َّثيرة‪.‬‬ ‫أنواعه؛ فمأنَّه ًل ُالف ارنواع وَّثرتكها بمنزلة موازي َن‬
‫‪63‬‬

‫أمر ا؛ فقاَّ‪ ﴿ :‬ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﴾‪.‬‬


‫وع َّظم َ‬
‫ك‬
‫فك لر ا بقوله‪ ﴿ :‬ﮈ ﮉ﴾ أي شللديدة الحرارة‪ ،‬من الوقود عليها‪ ،‬وصل َّ‬
‫لئ ت‬ ‫ثم َّ‬
‫َّ‬
‫أن حرار َتها تزيد علم حرارة نار الدي نيا سبعين كاع انا‪.‬‬
‫الحديث َّ‬

‫الوقود عليها) أي مكن ا؛يقاد عليها‪.‬‬ ‫ك‬


‫‪ :‬من ه‬ ‫قوله‬

‫بالض ِّم ‪ :-‬ا؛يقاد‪.‬‬


‫الوَود) ‪َّ -‬‬
‫■ فل ُ‬
‫الوَود) ‪ -‬بالنُئ ‪ :-‬ما هتش ل َعل به النَّار‪ ،‬ومنه إيقاد ك‬
‫نار جهن ََّم ‪ -‬أعاهنا اهلل وإ َّياَّم‬ ‫■و َ‬
‫‪﴿ :‬ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ﴾ [البقرة‪.]24:‬‬ ‫منها ‪ -‬بالنَّاس والحدارة؛ ت قوله‬
‫‪64‬‬

‫َّبي ♀ و و يقر هأ‪﴿ :‬ﮋ‬ ‫الش ِّخ كير ◙ قاَّ‪ :‬ه‬


‫أتيي الن َّ‬
‫عن عبد اهلل ك‬
‫بن ِّ‬

‫َ ‪َ -‬ياا ا ْب ْن َ َد َ ‪ِ -‬م ْن َماالِا َ‬


‫َ‬ ‫ول ا ْب ُن َ َد َ ‪َ :‬ماالِي» َماالِي!»‪ ،‬قلاَّ‪َ «:‬و َما ْل َلا َ‬
‫ﮌ ﴾‪ ،‬قلاَّ‪َ « :‬ي ُق ُ‬
‫مكلم‪.‬‬
‫م‬ ‫َّ َف َأ ْم َض ْي َ‬
‫َّ»‪ .‬رواه‬ ‫َّ َف َأ ْب َل ْي َ‬
‫َّ‪َ ،‬أ ْو َت َ رَّ َْ َ‬ ‫َّ َف َأ ْففَ ْي َ‬
‫َّ‪َ ،‬أ ْو َلأِ ْس َ‬ ‫إِ ََّل َما َأ َا ْل َ‬

‫وعن أبي رير َة ◙ قلاَّ‪ :‬قلاَّ رسللللوَّ اهلل ♀‪َ « :‬ماا َأ ْخ َخااا‪َ :‬ع َل ْيك ُُم‬
‫ال َع ْق َر‪َ ،‬و َلكِ ْن َأ ْخ َخااا‪َ :‬ع َل ْيك ُُم ال َّتكاَا ُث ُر‪َ ،‬و َما َأ ْخ َخااا‪َ :‬ع َل ْيك ُُم الخَ ََّا َأ‪َ ،‬و َلكِ ْن َأ ْخ َخااا‪َ :‬ع َل ْيك ُُم‬
‫صحيئ‪.‬‬
‫م‬ ‫ال َة ْمرَ »‪ .‬رواه أحمده ‪ ،‬وإسناده‬

‫ﭑﭒ ﭓﭔ‬
‫﴿ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬

‫ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ‬
‫ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ﴾[الُماثر]‪.‬‬

‫‪ -‬مو ِّب اخلا المشلل لرَّين ومحل ِّلذ ارا عبللاده المَّمنين ‪ ﴿ :-‬ﮋ ﴾ أي‬ ‫يقوَّ اهلل‬

‫َشلل لغلمم ع َّملا ه لكقُم لله ‪ -‬و و عبلادة اهلل ‪ ﴿ -‬ﮌ ﴾ بينمم؛ و و ال َُّنلا ر بلالمثرة فيملا‬
‫المقن َطرة من َّ‬
‫الذ ب والن َّضلة‪ ،‬والخيل‬ ‫هير َذب فيه من الدي نيا؛ َّالنِّكلا ‪ ،‬والبني َن‪ ،‬والقناطير ه‬
‫وحذف المُما َثر به ليشمل َّ‬
‫َّل ما هيما َثر به‪.‬‬ ‫كومة‪ ،‬وارنعاد‪ ،‬والحرد‪َ ،‬‬
‫الم َّ‬
‫ه‬
‫‪65‬‬

‫ت ذه الدملة معنم الَُّما هثر)؛ فقاَّ‪ :‬و و الَُّنا ر بالمثرة‬ ‫هَّر المص لنِّ‬
‫بعض بمثرة ما َي هحوزونه مكن ارشليا‬
‫ٍ‬ ‫الخ َلق َ‬
‫فخر بعضلهم علم‬ ‫طلب َ‬
‫فيما هير َذب فيه) أي ه‬
‫ا َّلُي هير َذب فيها‪ ،‬وعَدَّ ا سللًُّا ت قوله‪َّ :‬النِّكللا ‪ ،‬والبني َن‪ )...‬إلم م ره؛ و ي المذَّورة‬

‫ت ميللة مَّ عللمللران‪﴿ :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ﴾ [مَّ عللمللران‪ ]14:‬إلللم‬


‫م ره‪.‬‬

‫الرجاَّ‪ ،‬والنِّكا مث هلهم ت هل ‪.‬‬ ‫ك‬


‫وهَّر النَّاس) هيراد به‪ِّ :‬‬
‫وقولله‪ :‬و َحلذف المُملا َثر بله) أي لم هيب ِّين أي شللللي ٍ تملاثروا فيله؛ ل َي هع َّم َّ َّلل ملا هيملا َث هر‬
‫مندره ت ذه ا ية‪.‬‬
‫م‬ ‫بالمماثرة فهو‬ ‫به)؛ ي‬
‫فمل ما هي َعدي من النخر ه‬
‫‪66‬‬

‫ولم تزالوا علم تل الحاَّ ﴿ ﮎ ﮏ ﮐ ﴾ بأن مُيم فده فكنُهم فيها‪ ،‬ك‬
‫وصرتم إليها‪.‬‬ ‫ه‬
‫رة‪،‬‬ ‫المقلاد ت ال ز زيلار اة؛ َّ‬
‫رن المقصللللو َد منله‪ :‬النينوه إلم اللدَّ ار ا‬ ‫وإ َّنملا َجعلل ه‬
‫فدعلهم اهلل زائرين ًل مقيمين‪.‬‬

‫والبعلث والدزا يمونلان ت تلل اللدَّ ار؛ ولهلذا تو َّعلد م بقولله‪﴿ :‬ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫ك‬
‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ﴾ سللو عاقبة تماثرَّم و َتشللا هذلمم عن عبادة ر ِّبمم‪َّ ،‬‬
‫وَّرر‬
‫ٍ‬
‫تأَّيد ت تح يقق الوعيد‪.‬‬ ‫الدملة؛ مبالغ اة ت الَُّهديد‪ ،‬وزياد َة‬

‫مر اة أ رى؛ فقاَّ‪﴿ :‬ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ﴾ أ ي لو تعلمون‬


‫ثم َزجر م عن ذ ِّيهم َّ‬
‫َّ‬
‫كع َل اما ثابُاا ت القلب ما تكُقبلون بعد الموت َلما ألهاَّم الَُّماثر عن عبادة اهلل‪.‬‬
‫لم محل ٍ‬
‫لذوف؛‬ ‫قكللل ٍ‬ ‫ثم أقكللللم اهلل؛ فقللاَّ‪﴿ :‬ﮡ ﮢ ﴾‪ ،‬والدملللة جوا‬
‫َّ‬
‫ثم أََّّد ال َقكللم ب َق ٍ‬
‫كللم م َر؛ فقاَّ‪:‬‬ ‫تقديره‪ :‬واهلل لُ ََر هو َّن الدحيم ا َّلُي أعدَّ ا اهلل للمافرين‪َّ ،‬‬
‫‪﴿ :‬ﮐ ﮑ ﮒ‬ ‫﴿ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﴾ أي كعيلانلاا بلأبصللللارَّم؛ وه ل قوَّ اهلل‬
‫ٍ‬
‫حينئذ عن النَّعيم؛ و و‬ ‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ﴾ [مريم]‪ ،‬فإها رأي هُمو ا هس لئكلُم‬

‫‪ ﴿ :‬ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ﴾ أي ف َليك ل َألنَّمم اهلل َّ‬


‫عما تن َّعمُم به ت‬ ‫المذَّور ت قوله‬
‫دار الدي نيا‪َ ،‬أشمر هتم أد َّنر هتم؟‬

‫الكلل لورة هَّر مرتبُين مكن مراتلب ا؛درا الدلازد؛ ملا‪ :‬كعلم اليقين‪،‬‬
‫وقع ت لذه ي‬
‫‪67‬‬

‫‪﴿ :‬ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ﴾)‪ ،‬وقولله‪﴿ :‬ﮤ ﮥ‬ ‫وعين اليقين؛ ت قولله‬

‫ﮦ ﮧ ﮨ﴾)‪.‬‬

‫حق اليقين‪.‬‬ ‫نوع م‬


‫ثالث؛ و و ي‬ ‫ولهما م‬
‫ٌ‬
‫ثلث‪:‬‬ ‫فمراتب اإلدرا الداز ‪ -‬ا َّلذي و اليقين ‪ -‬يف القرَن‬
‫‪ ‬األول‪ ::‬كعلم اليقين؛ و و العلم ال َّثابي ت القلب‪.‬‬
‫بالحس‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫در‬
‫الم َ‬ ‫‪ ‬وال َّثانيا‪ :‬عين اليقين؛ و و العلم ه‬
‫المشا َ د ه‬
‫‪ ‬وال َّثالثا‪ :‬ي‬
‫حق اليقين؛ و و العلم النَّاش عن الوصوَّ إلم المعلود‪.‬‬
‫‪68‬‬

‫الزبير بن ال َع َّواد ¶‪ ،‬عن أبيله ◙ قلاَّ‪ :‬ل َّملا َنزللي‪﴿ :‬ﮩ‬


‫عن عبلد اهلل بن ي‬
‫وأي النَّعيم نهكلل َأَّ عنه‪ ،‬وإنَّما ما‬ ‫َ‬
‫رسللوَّ اهلل؛ ي‬ ‫الزبير‪ :‬يا‬ ‫ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ﴾‪ ،‬قاَّ ي‬
‫ٍ‬
‫حكن‪.‬‬ ‫ُون»‪ .‬رواه الُِّرمذي ٍ‬
‫بكند‬ ‫َّمر والما ؟! قاَّ‪َ « :‬أ َما إِ َّن ُه َُ َيك ُ‬
‫ي‬ ‫ارسودان الُ ه‬
‫وعن أبي رير َة ◙ قاَّ‪ :‬ره رسللوَّ اهلل ♀ هات يو ٍد أو ٍ‬
‫ليلة‪ ،‬فإها‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدوع يلا‬
‫ه‬ ‫وعمر‪ ،‬فقلاَّ‪َ « :‬ماا َأ ْخ َر َو ُك َماا م ْن ُب ُيوت ُك َماا َماذه َّ‬
‫الساا اا َعا َا؟!»‪ ،‬قلاًل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫و بلأبي ٍ‬
‫بمر‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وموا»‪ ،‬فقاموا معه‬ ‫لوَّ اهلل‪ ،‬قاَّ‪َ « :‬و َأنَا َوا َّلذي َن ْعساي بِ َيره َألَ ْخ َر َوفي ا َّلذي َأ ْخ َر َوك َُما‪ُ َُ ،‬‬
‫رس َ‬
‫فلما رأته المرأ هة قالي‪ :‬مرح ابا وأ اال‪ ،‬فقاَّ‬ ‫ك‬
‫رجال من ارنصلار‪ ،‬فإها و ليس ت بيُه‪َّ ،‬‬ ‫فأتم ا‬
‫لُعذ لنا من الما ‪ ،‬إه جا‬ ‫لها رسللوَّ اهلل ♀‪َ « :‬أين ُف َل ٌن؟»‪ ،‬قالي‪ :‬ه ب يكل ك‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ثم قاَّ‪ :‬الحمد هلل‪ ،‬ما أحدم اليو َد‬ ‫ك‬
‫ارنصاري فنظر إلم رسوَّ اهلل ♀وصاحب َيه‪َّ ،‬‬ ‫ي‬
‫ور َطل م‬ ‫ك ٍ‬
‫ب‪ ،‬فقلاَّ‪ :‬هَّلوا من‬ ‫أَّر َد أالل ليلا افلا منِّي‪ ،‬قلاَّ‪ :‬فلانطلق فدلا م بعل َذق فيله هب َكلل ل مر م‬
‫وتمر ه‬
‫وب»‪ ،‬فلذبئ لهم‪،‬‬ ‫الح ُل َ‬ ‫لذه‪ ،‬وأ لذ ال هملدَ َيلةَ‪ ،‬فقلاَّ لله رسللللوَّ اهلل ♀‪« :‬إِ َّياا َ َو َ‬
‫ك‬
‫ورووا‪ ،‬قاَّ رسلللوَّ اهلل‬ ‫فلما أن َشلللبعوا َ‬ ‫الشلللاة‪ ،‬ومن هل الع َذق‪ ،‬وشلللربوا‪َّ ،‬‬ ‫فأَّلوا من َّ‬
‫الق َي َام ِا‪،‬‬
‫بمر وعمر‪« :‬وا َّل ِذي َن ْع ِس اي بِي ِر ِه؛ َلتُس ا َأ ُلن عن م َذا الف َِّةي ِم يو ِ‬
‫َْ َ‬ ‫ْ َّ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫♀ ربي ٍ‬
‫ِ‬ ‫وع‪ُ ،‬ث َّم َل ْم ت َْر ِو ُةوا َحتَّ‪َ :‬أ َصا َبك ُْم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مكلم‪.‬‬
‫م‬ ‫يم»‪ .‬رواه‬ ‫مذا الفَّة ُ‬ ‫َأ ْخ َر َوك ُْم م ْن ُب ُيوتك ُُم ُ‬
‫الد ُ‬

‫│‬
‫‪69‬‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫﴿ﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬

‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ﴾[العصر]‪.‬‬

‫الكلللورة بال َقكلللم؛ فقاَّ‪﴿ :‬ﭑ ﴾؛ و و الوقي المعروف م ر‬


‫اسلللُنُئ اهلل ذه ي‬
‫َّ‬
‫الشمس‪.‬‬ ‫النَّهار قبل ذرو‬
‫ٍ‬
‫قصان‪.‬‬‫فمل النَّاس ت ه َك ٍلر؛ أي َ َلم ٍة و هن‬
‫قكم عليه‪﴿ :‬ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﴾؛ ي‬
‫والم َ‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫صللنات؛ ي المذَّورة ت قوله‪ ﴿ :‬ﭘ‬ ‫ثم اسللُثنم مكن ه‬
‫الخكللر ا َّلذين ا َّتصللنوا بأربع‬ ‫َّ‬
‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﴾‪.‬‬

‫در أص هله وَّما هله بالعلم‪.‬‬


‫فالصنة ارولم‪ :‬ا؛يمان؛ وإنَّما هي َ‬
‫ِّ‬

‫وال َّثانية‪ :‬العمل َّ‬


‫الصالئ‪.‬‬

‫ننكه‪.‬‬ ‫وبكهما هي ِّ‬


‫ممل ا؛نكان َ‬
‫بعضا به‪.‬‬
‫بعضهم ا‬
‫بالحق؛ يأمر ه‬
‫ِّ‬ ‫وال َّثالثة‪ :‬الَُّواصي‬

‫بالص علم أمر اهلل‪.‬‬


‫والرابعة‪ :‬الَُّواصي َّ‬
‫َّ‬
‫ممل ا؛نكان ذيره‪.‬‬
‫وهما هي ِّ‬
‫‪70‬‬

‫قك لم به و‬
‫الم َ‬ ‫الك لورة َّ‬
‫أن العصللر) ه‬ ‫ت صللدر تنكللير ذه ي‬ ‫هَّر المص لنِّ‬
‫رن اسللللم العصللللر) إها هأطلكق ت‬
‫الشلل لمس)؛ َّ‬
‫َّ‬ ‫الوقلي المعروف م ر النَّهلار قبلل ذرو‬
‫الشرع وَّالد العر هأريد به ذا الوقي‪.‬‬
‫َّ‬ ‫طا‬

‫وإن َّان اسم العصر)‪:‬‬


‫○ يقع تار اة علم معنام واسعٍ؛ و الدَّ ر هَّ يله‪.‬‬
‫○ ويقع تار اة أ رى علم معنام أايق؛ و و صالة العصر‪.‬‬

‫فإن صلالة العصلر ي بعض العصلر ا َّلذي و الوقي‪ ،‬والعصر ا َّلذي و الدَّ ر يشمل‬
‫َّ‬
‫الوقي المائن م َر النَّهار وذيره‪.‬‬
‫َ‬

‫والحامل عل‪ :‬تعسااير (الة اار) ت ذه ا ية أنَّه الوقي المائن م ر النَّهار‪َّ :‬ون ذا‬
‫َّ‬
‫الشلللرع‬ ‫الشلللرع وَّالد العر ‪ ،‬وإراد هته ت طا‬
‫َّ‬ ‫المعنم همرا ادا عند ا؛طالق ت طا‬
‫ك‬ ‫ك‬
‫كمم لغة َّ‬
‫الشرع)‪.‬‬ ‫بين ذيره من المعاين تدع هله من النَّوع ا َّلذي هي َّ‬
‫لم ببعض تل المعاين؛‬ ‫رع اًلسل َ‬ ‫لع باعُبار معانيها‪ ،‬وقد َي هخ ي َّ‬
‫الش ل ه‬ ‫بحر واسل م‬
‫فالعرب َّية م‬
‫لع باعُبار ما فيه مكن اًلنبكعاد واًلنُشلار‬ ‫ك‬
‫فال هيطل هقه علم ذيره؛ َّللل ل النَّنير)؛ فهو اس م‬
‫لم واس م‬
‫الشرع ‪ -‬ا َّلُي ي هعر هفه ‪ -‬بالخروه إلم الدهاد‪.‬‬
‫واًلنطالق‪ ،‬و ه َّ ت لغة َّ‬
‫ومن َأبلغ ما يةين عل‪ :‬فهم القرَن والسا افَّا‪ :‬معرفة لغُهما؛ فني مواالللع مشلل ٍ‬
‫لملة ت‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫عملا هتو ِّ م مكن‬
‫خر اجلا للدفع ا؛شللللملاَّ َّ‬ ‫الم َن َزع إلم ال يلغلة ه‬
‫المعُ َبرة فيهملا َم َ‬ ‫فهمهلا يمون َ‬
‫المعاين‪.‬‬
‫‪71‬‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫﴿ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬

‫ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬
‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ﴾ [الهمزة]‪.‬‬
‫وعيد و َت ٍ‬
‫هديد؛ تُضللل َّلمن‬ ‫ٍ‬ ‫الكلللورة همكللللُنَُح مة بالوعيد‪ ،‬فناتحُهها‪ ﴿ :‬ﭢ﴾ َّلم هة‬
‫ذه ي‬
‫بلالالد ت قولله‪ ﴿ :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﴾‪ ،‬فُقلدير‬ ‫اللدي علا َ عليله بكللللو الحلاَّ؛ لُعلديُكهلا َّ‬
‫الهماز)‪َ :‬من يعيب‬ ‫يهمز النَّاس بنعله‪ ،‬ك‬
‫ويلمز م بقوله؛ فلللللل‬ ‫ويل له‪ ،‬و و ا َّلذي ك‬
‫المالد‪ :‬م‬
‫َّ‬
‫ك‬
‫بالعبارة‪.‬‬ ‫النَّاس‪ ،‬ويطعن عليهم با؛شارة‪ ،‬و ال َّل َّماز)‪َ :‬من يعي هبهم بقوله‪ ،‬ويطعن عليهم‬

‫والهماز وال َّل َّماز‪ :‬للمبالغة‪.‬‬


‫َّ‬ ‫واله َمزة وال يل َمزة‬
‫ه‬

‫أن ﴿ ﭢ﴾ َّلمل هة وعي ٍلد و َتهلدي ٍلد؛‬


‫الكلل لورة َّ‬
‫ت فلاتحلة لذه ي‬ ‫هَّر المصلل لنِّ‬
‫تُضمن الدي عا َ ) علم المذَّور فيها بكو الحاَّ)؛ فقيل له‪ :‬م‬
‫ويل‪.‬‬ ‫َّ‬
‫زة هلم ٍ‬
‫زة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫والمذَّور فيها‪ :‬ي‬
‫َّل ه َم َ‬
‫‪72‬‬

‫و َب َّين همُع َّلق الهمز وال َّلمز‪:‬‬


‫■ فل (الهم ) ُمتة َّلقه‪ :‬النعل‪.‬‬
‫■ و(ال َّلم ) ُمتة َّلقه‪ :‬القوَّ‪.‬‬

‫ويدُمعان ت َّونكهما يخرجان ؛رادة العيب واًلنُقاص‪.‬‬

‫الهملللاز)‪َ :‬من يعيب النَّاس‪ ،‬ويطعن عليهم با؛شارة) أي مكن فعله؛ َّنَ َنض يده‪،‬‬
‫َّ‬ ‫فل ل‬
‫أو تحري لكانه‪ ،‬أو ذير هل ‪.‬‬
‫ك‬
‫بالعبارة)‪.‬‬ ‫وأ َّما ال َّل َّملاز) فهو َمن يعي هبهم بقولكه ويطعن عليهم‬

‫والهملاز وال َّل َّملاز‪ :‬للمبللالغللة) أي‬


‫َّ‬ ‫اله َمزة وال يل َمزة‬ ‫ثم هَّر َّ‬
‫أن للذه اربنيللة ارربعللة ( ه‬ ‫َّ‬
‫للدِّ ًللة علم َّثرة وقوع النعل منه‪.‬‬
‫‪73‬‬

‫ومكن صلنُه‪ :‬حر هصله علم جمع الماَّ وتعديده؛ فذَّره اهلل به؛ فقاَّ‪ ﴿ :‬ﭧ ﭨ ﭩ‬

‫ﭪ﴾‪ ،‬و و لشلللدَّ ة َو َلعه بماله ﴿ ﭬ ﴾ لدهله ﴿ﭭ ﭮ ﭯ ﴾ فأبقاه ت الدي نيا؛‬


‫ٍ‬
‫بحياة أ رى‪.‬‬ ‫رن الخلود فيها أقصلم أمان ِّيه؛ إه ًل يَّمكن‬
‫َّ‬

‫لأن ارمر علم الف ظنلِّه‪ ،‬فملا ملا هلله بمخ ِّلل كده‪َّ ،‬‬
‫وإن اهلل معلاق هبله؛ فقلاَّ‪:‬‬ ‫ثم تو َّعلده اهلل ب َّ‬
‫َّ‬
‫لم ملحل ٍ‬
‫لذوف؛ أي واهلل ل هيلط َلرحل َّن ﴿ ﭴ ﭵ ﴾ ا َّلُلي‬ ‫قكللل ٍ‬ ‫﴿ ﭱ ﭲ ﭳ﴾ و لو جلوا‬

‫ثم َّوَّ شللأ َنها وع َّظ َمه ت قوله‪ ﴿ :‬ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﴾‪،‬‬ ‫ك‬ ‫ك‬
‫َت َحطم ما هيل َقم فيها و َتهش لمه‪َّ ،‬‬
‫المش ل َعلة بالنَّاس والحدارة ﴿ﮀ﴾‬ ‫فك لر ا بقوله‪ ﴿ :‬ﭼ ﭽ ﭾ﴾ أي ه‬
‫المك ل َّعرة ه‬ ‫ثم َّ‬
‫َّ‬
‫من شلل لدَّ تكهلا ﴿ ﮁ ﮂ ﮃ ﴾؛ فَُن هنلذ من ارجكللللاد إلم القلو فُ ك‬
‫هحر هقهلا‪ ،‬وألم حرق‬
‫ذير ا ل ك هلطنها‪.‬‬
‫القلو أشدي مكن ألم ك‬

‫أن كهَّر العقوبة بالنَّار نا هج كعل بالوصوَّ إلم القلو ؛ أي َّ‬


‫أن‬ ‫َّ‬ ‫هَّر المصنِّ‬
‫النَّار تصل إلم القلب ت العذا ‪.‬‬

‫ذير ا ل ك هلطنها)؛ فالفَّار فيما َل َُّف؛ أشاارُّ‬


‫أن ألم حرق القلو أشللدي من ألم ك‬ ‫وم ِ‬
‫ووأه‪َّ :‬‬ ‫ُ‬
‫مفها فيما َا ُثف‪.‬‬

‫لطينلا من ََس النلَّ ار بشللللدَّ ٍة‪ ،‬والملذَّور منله ت القرمن‪ :‬الدللد‬


‫رقيقلا ا‬
‫ا‬ ‫فلإها َّلان َّ‬
‫الشلل لي‬
‫‪َّ -‬العظم وال َّلحم ‪ -‬فألم النَّار فيه ي‬
‫أقل‪.‬‬ ‫والقلب‪ ،‬وأ َّما ما ََّ هث‬
‫‪74‬‬

‫اهلل عنه بقوله‪﴿ :‬ﮅ‬ ‫وأ لها محبوسللون فيها‪ ،‬قد َأيككللوا من الخروه منها؛ لكما أ‬
‫ٍ‬
‫طويلة ‪.)1‬‬ ‫ٍ‬
‫أعمدة‬ ‫عذبون فيها ﴿ ﮉ ﮊ ﮋ ﴾ أي‬
‫ﮆ ﮇ﴾ أي همغ َلق مة عليهم‪ ،‬و م هي َّ‬

‫│‬

‫الرابع والعشللللرين من جمادى ارولم‪،‬‬


‫اروَّ‪ ،‬وَّان بعد العصللللريود الدمعة َّ‬
‫‪ )1‬إلم نا تماد المدلس َّ‬
‫وسبع وعشرون دقيقةا‪.‬‬
‫م‬ ‫سنة اثنُين وأربعين بعد ارربعمائة وارل ‪ ،‬ومدَّ هته‪ :‬ساع مة‬
‫‪75‬‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫﴿ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬

‫ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ﴾[النيل]‪.‬‬
‫الرسلل َ‬
‫لوَّ‬ ‫وباشل لر بالمخا َطبة ها َّ‬
‫أصلللحا النيل‪َ ،‬‬ ‫الكل لورة‬
‫ت ذه ي‬ ‫هَّر اهلل‬

‫♀ تقوي اة له وتثبيُلاا؛ بإظهلار هقدرة ر ِّبه ا َّلذي أرسلل للله؛ فقلاَّ‪ ﴿ :‬ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬

‫تقريري‪ :‬أي َأ َملا‬


‫ٌّ‬ ‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﴾؛ و و اسللللُنهلا مد‬

‫فعل ر يب بأصللحا النيل؛ ا َّلذين َّادوا بيَُه وأرادوا د َمه‪َ ،‬‬


‫فدعل سللع َيهم‬ ‫َعلك َ‬
‫مي َّي‬
‫وما د َّبروه من شلر ت تضييعٍ؟!‬

‫و م الحبشلل هة ا َّلذين جاؤوا م َّم َة ذزا اة هم َضلل كمرين د َد المعبة؛ انُقا اما مكن العر ‪َّ ،‬‬
‫فإن‬
‫حج العر إليها‪،‬‬ ‫ملكمهم أبر َة بنم َّنيكل اة عظيم اة س َّلما ا ال هق َّل َي َس)‪ ،‬وأراد أن يصللللل كلر َ‬
‫ف َّ‬
‫ون عليهم‪ ،‬فغضلب‬ ‫تحقيرا لها؛ ليُكلامع العر بذل ف َُ هه َ‬
‫ا‬ ‫م‬
‫رجل منهم فأحدَ د فيها‬ ‫فدا‬
‫عظيم لا ًل قك َب لل للعر بلله‪،‬‬
‫ا‬ ‫فدهز ا‬
‫جيشللل لا‬ ‫أبر ل هة وعزد علم ذزو َّ‬
‫مم ل َة ليهللدد المعب ل َة‪َّ ،‬‬
‫فلما وصلللوا هقر م َّم َة‪ ،‬ره أ ل م َّم َة منها و افا علم‬ ‫واسللُصللحب معه َ‬
‫النيل لهدمها‪َّ ،‬‬
‫ٍ‬
‫اهلل الني َلل‪﴿ ،‬ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ﴾ أي جملاعلات مُُلابعل اة ِّ‬
‫مُنرقل اة‪،‬‬ ‫فحبس ه‬
‫أننكللللهم‪َ ،‬‬
‫لدي ل ٍل؛ و و ال ِّطين‬ ‫ٍ ك‬ ‫﴿ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ﴾‪ :‬تقل كلذفهم‬
‫بحصلل لم صللللغيرة من سللل ِّ‬
‫ا‬
‫‪76‬‬

‫لائم‬ ‫المُحدر‪﴿ ،‬ﮥ ﮦ ﮧ﴾ أي همح َّطمين َّبقلايلا َّ‬


‫الزرع ا َّللذي َد ل َُله البه ه‬ ‫ِّ‬
‫ضلر يان اعا‪.‬‬
‫َ‬ ‫بأرجلها‪ ،‬و َطرحَُه علم اررض‪ ،‬بعد أن َّان أ‬
‫وداسَُه ه‬
‫فأَّلَُه‪َ ،‬‬
‫َّبي ♀‪.‬‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫وَّان ذا عاد ك‬
‫مولد‬
‫ِّ‬ ‫َ‬

‫وقوع تلل‬ ‫لار َن‬ ‫قوللله ‪ :ø‬وَّللان للذا عللاد مولل ك‬


‫ه‬ ‫َّبي ♀) أي قل َ‬
‫ِّ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫لد‬ ‫َ‬
‫الكنة‪.‬‬ ‫َّبي ♀ ت تل‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫د‬‫الحادثة أن ول ك‬
‫ك‬
‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫عرف؛ َّ‬ ‫وج ك‬
‫فإن العر‬ ‫َّبي ♀ ل هيح َنُّ و هي َ‬
‫ِّ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫لميالد‬ ‫ا‬
‫ة‬ ‫توطئ‬ ‫الواقعة‬ ‫تل‬ ‫لي‬ ‫ع‬ ‫ه‬
‫َّر بل عاد النيل)‪.‬‬ ‫الكنين بالحوادد؛ فيحنظون َّ‬
‫أن ميالده ♀ هي َّ‬ ‫تحنُّ ِّ‬
‫‪77‬‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫﴿ﭑ ﭒﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬

‫ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ﴾[قريش]‪.‬‬

‫تعظيما له ولهم‪.‬‬
‫ا‬ ‫َّبي ♀‬
‫منرد مة ت قبيلة الن ِّ‬
‫الكورة َ‬
‫ذه ي‬

‫والمدرور ت صللللدر لا ﴿ ﭑ ﭒ﴾ مُع ِّل مق بقولله‪﴿ :‬ﭙ ﭚ‬


‫ه‬ ‫لار‬
‫والد ي‬
‫إن نك َعم اهلل‬ ‫ﭛ ﭜ﴾‪ ،‬و َد للي عليله النلا لكملا ت المالد من إرادة َّ‬
‫الشلل لرِ؛ إه معنلاه‪َّ :‬‬
‫ظهرة بنعمه فليعبدوه رجل إيالفهم؛‬ ‫عليهم ًل هتحصللم‪ ،‬فإن لم يعبدوه رجل ربوب َّيُه ه‬
‫الم َ‬
‫فك لره بقوله‪﴿ :‬ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ﴾‪:‬‬ ‫أي ما لزموه واعُادوه مع اره َنس به‪َّ ،‬‬
‫ثم َّ‬
‫َّ‬
‫للشاد‪.‬‬ ‫الصي‬
‫الشُا لليمن‪ ،‬وت َّ‬ ‫و ي رحل هة تدارتكهم ت ِّ‬

‫َّ‬
‫للشلل لاد)؛ رنَّهم َّلانوا‬ ‫الصلل لي‬ ‫قولله‪ :‬و ي رحلل هة تدلارتكهم ت ِّ‬
‫الشلل لُلا لليمن‪ ،‬وت َّ‬
‫الشلل لُا تمون‬‫يُخ َّيرون اًلرتحلاَّ إلم اتين الدهُين لمالئملة أ وائهملا حينئ ٍلذ لهم؛ فني ِّ‬
‫الشلل لاد لكملا فيله من‬
‫الرحللة إلم َّ‬
‫الصلل لي تمون ِّ‬
‫ك‬ ‫ك‬
‫الرحللة إلم اليمن لملا فيله من اللدِّ ف ‪ ،‬وت َّ‬
‫ِّ‬
‫‪78‬‬

‫هحكن الهوا و هلطنه‪.‬‬

‫واسع‪ ،‬مقكو مد اليود‬


‫م‬ ‫إقليم‬
‫م‬ ‫والمراد با (اليمن) مفا‪ :‬اليمن ارسنل؛ و و تكهامة)؛ و و‬
‫الكعود َّية وبين الدمهور َّية اليمن َّية‪.‬‬
‫بين المملمة العرب َّية ي‬
‫‪79‬‬

‫وأ َّ ر ملا َأمر م بله اعُنلا ا بملا قلدَّ د؛ فقلاَّ‪﴿ :‬ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﴾‪ ،‬و َّصلللله‬
‫بالربوب َّية لنضلكه وشرفكه‪.‬‬
‫ي‬
‫ك‬
‫الموجبة عباد َته؛ فقاَّ‪﴿ :‬ﭞ ﭟ‬ ‫قبل من نك َعمه عليهم‬
‫ثم َأبرز بعض ما طواه ه‬
‫َّ‬
‫ﭠ ﭡ﴾ فرزقهم من ال َّثمرات‪ ،‬و َّيلأ لهم أسللللبلا الُِّدلارات‪ ﴿ ،‬ﭢ ﭣ ﭤ ﴾‬
‫يُعرض لهم أحدم بكلللو ٍ ؛ رنَّهم‬ ‫فصل ل َّير بلدَ م َح َر اما ممناا‪ ،‬و َأع َظم َقدَ ر م عند َ‬
‫الخلق فال َّ‬
‫جيران المعبة المع َّظمة‪.‬‬

‫يش ر َّ ذا البيي؛ ل كما َأنعم عليهم‬


‫فانُظاد سلياق معانيها ت والع المالد‪ :‬لكُع هبد قر م‬
‫ٍ‬
‫وف‪.‬‬ ‫والصي ؛ فأطعمهم من جو ٍع وم َمنَهم من‬ ‫ت رحلة ِّ‬
‫الشُا‬
‫َّ‬

‫│‬
‫‪80‬‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫﴿ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ‬

‫ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ‬
‫ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ﴾[الماعون]‪.‬‬

‫حقله وحقوق عبلاده‪﴿ :‬ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ﴾‬ ‫ت ه ِّد َمن الل ل َّيع َّ‬ ‫يقوَّ‬
‫و و الحكللللا والدزا علم ارعملاَّ‪ ،‬واًلسللللُنهلاد للَُّع يدلب من حلالكهم‪ ،‬وملا َأور َثهم‬

‫الصل لنيع‪﴿ ،‬ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ﴾ أي فهو هل ا َّلذي يدفع‬


‫تمذي هبهم من سلللو َّ‬
‫ك‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اليُيم بعن وشللللدَّ ة‪ ،‬ويمنعله ح َّقله؛ لغلظلة قلبله‪ ،‬وتملذيبكله جزا َ ر ِّبله‪﴿ ،‬ﭰ ﭱ﴾ َ‬
‫ذيره‬ ‫َ‬
‫لث ‪ ﴿ -‬ﭲ ﭳ ﭴ﴾‪ ،‬وأحرى بله أنلَّه ًل هيطعمله بننكلللله لمح َّبُله‬
‫والحض‪ :‬الح ي‬
‫ي‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬
‫الماَّ و هبخله به‪.‬‬

‫ثم تو َّعد كصن انا مكن المص ِّلين م المنافقون؛ فقاَّ‪ ﴿ :‬ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬
‫َّ‬
‫ﭻ ﭼ ﭽ﴾ أي ًل ون؛ فال يَّ يدو َنها ت وقُها‪ ،‬وًل هيقيمونَها علم وجهها‪.‬‬

‫أنس بن ملالل ٍ ◙ أنلَّه قلاَّ‪ :‬سللللمع ه‬


‫لي رسللللوَّ اهلل‬ ‫للم» عن ك‬
‫وت «صللللحيئ مكللل ٍ‬
‫ِ‬ ‫♀ يقوَّ‪« :‬تِ ْل َ‬
‫الخااا ْم َس‪َ ،‬حتَّ‪ :‬إِ َذا اَان ْ‬
‫ََّ َب ْي َن‬ ‫ب َّ‬ ‫المفَاف ِق؛ َي ْد ِل ُس َي ْر َُ ُ‬
‫َ َصااا َل ُم ُ‬
‫ان؛ ََا َ َففَ َق َر َما َأر ْبةا‪ََ ،‬ل َي ْذا ُُر اهَ فِ َيها إِ ََّل ََ ِليل»‪.‬‬
‫الخ ْي ََّ ِ‬
‫ََ ْرن َِي َّ‬
‫‪81‬‬
‫َّل ٍ‬
‫أحد؛ رنَّه‬ ‫عن ال َّصلالة و المكلُشلنَع المذمو هد‪ ،‬وأ َّما ال َّكلهو فيها فيقع مكن ِّ‬
‫وال َّكلهو ك‬

‫ُيار للعبد فيه‪.‬‬


‫قلبي ًل ا َ‬
‫وار مد ٌّ‬

‫الك لهو عنها‪ً ،‬ل‬


‫الص لالة؛ و و َّ‬
‫الك لهو المكللُش لنَع ت َّ‬
‫‪ ø‬حقيقة َّ‬ ‫هَّر المص لنِّ‬
‫الكهو فيها‪.‬‬
‫َّ‬
‫فالسهو المتة ِّلق بال َّ لم نوعان‪:‬‬
‫َّ‬
‫الصالة؛ و و تأ ير ا حَُّم يخره وقُها‪.‬‬
‫سهو عن َّ‬
‫‪ ‬أحرمما‪ :‬م‬
‫ٍ‬
‫ُيار منه‪.‬‬ ‫الذ وَّ ا َّلذي يعرتي َ‬
‫قلب العبد بال ا‬ ‫الصالة؛ و و ي‬
‫سهو ت َّ‬
‫‪ ‬واآلخر‪ :‬م‬
‫ك‬
‫فاروَّ مكُشنَ مع مذمو مد‪ ،‬وا َ ر ًل لو َد علم العبد فيه؛ فإنَّه يغلبه وًل ا َ‬
‫ُيار له فيه‪.‬‬ ‫َّ‬
‫‪82‬‬

‫بالريا والحرص علم الدي نيا؛ فقاَّ‪﴿ :‬ﭿ ﮀ ﮁ ﴾‪ :‬ف هي ك‬


‫ظهرون‬ ‫ثم َوصلللنهم ِّ‬
‫َّ‬
‫الصل لالح َة ليرا ا النَّاس؛ فيحمده و م عليها‪﴿ ،‬ﮃ ﮄ ﴾‪ :‬أي يمنعون‬ ‫أعمالهم َّ‬
‫ه‬
‫مما هيكللُعان به علم عمل البيي مكن‬ ‫َّالزَّاة وما ًل تضل ير إعار هته‪َّ ،‬‬
‫منافع ما عند م؛ َّ‬‫َ‬ ‫َّاس‬
‫الن َ‬
‫جرت العادة ببذلكه؛ لشلدَّ ة كحرصلهم علم الدي نيا و هشل ِّحهم‬
‫ك‬ ‫وملة؛ ومنها ك‬
‫القدر والدَّ لو وما‬ ‫منية ٍ‬
‫ٍ‬

‫ها‪ ،‬فال م أحكنوا عبادة ر ِّبهم‪ ،‬وًل م أحكنوا معاملة َ لقه‪.‬‬

‫الصللللالحل َة ليرا لا النلَّاس؛ فيحملده و م عليهلا)‪:‬‬


‫لالهم َّ‬ ‫‪ :‬ف هي ك‬
‫ظهرون أعم ه‬ ‫قولله‬
‫(الرياء) و إظهار العبد عم َله ليراه النَّاس فيحمده وه عليه‪.‬‬
‫فِن ِّ‬
‫الريا )؛ َّ‬
‫تنكير لحقيقة ِّ‬
‫م‬
‫تضللر إعار هته‪،‬‬
‫ي‬ ‫َّالزَّاة وما ًل‬
‫َّ‬ ‫ثم هَّر ت تنكللير (الماعون)‪ :‬أنَّه ما هيمنَع مكن المننعة؛‬
‫َّ‬
‫مما يكُعان به) عاد اة مكن ٍ‬
‫منية ٍ‬
‫ودلو‪.‬‬ ‫َّ ه‬
‫فا (الماعون) نوعان‪:‬‬
‫وج كعللي ماعوناا ر َّنهلا ي‬
‫حق‬ ‫عاَّ ‪ -‬أي هو ننلاسللل ٍلة ‪-‬؛ و و َّ‬
‫الزَّاة‪ ،‬ه‬ ‫ماعون ٍ‬
‫م‬ ‫‪ ‬أحرمماا‪:‬‬
‫اهلل فال هتمنَع؛ فهي هت َ‬
‫بذَّ ر لها‪.‬‬
‫ملاعون علادي؛ و و َّاللذي ًل يمُنع النلَّاس ت العلادة مكن بلذلله؛ َّلاللدَّ لو‪،‬‬
‫م‬ ‫‪ ‬واآلخر‪:‬‬
‫ك‬
‫والقدر وذير ما‪.‬‬
‫‪83‬‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫ﮑ‬ ‫﴿ﮆﮇ ﮈﮉﮊ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬

‫ﮒ﴾[الموثر]‪.‬‬

‫محمل ٍد ♀ فقلاَّ لله‪﴿ :‬ﮆ ﮇ ﮈ‬


‫َّ‬ ‫نبيله‬
‫امُ َّن اهلل ‪ ‬علم ِّ‬
‫َّبي ♀‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫حوض‬ ‫ت‬ ‫ان‬‫ب‬ ‫ل‬ ‫صل‬ ‫ي‬ ‫يزابان‬‫ﮉ﴾؛ و و َنهر ت الدنَّة‪ ،‬ومنه ي َشل ل هخب مك‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َم‬
‫ت َع َرصات يود القيامة‪.‬‬
‫مكللم» عن ٍ‬
‫أنس ◙ قاَّ‪ :‬بينا رسلوَّ اهلل ♀ هات يو ٍد‬ ‫ٍ‬ ‫وت «صلحيئ‬
‫مُبكلل اما‪ ،‬فقلنا‪ :‬ما أاللحم يا رسللوَّ اهلل؟‬
‫رأسلله ِّ‬
‫ثم رفع َ‬ ‫بين َأ ه‬
‫ظهرنا؛ إه أذنم إذنا ةا‪َّ ،‬‬

‫ور ٌم»‪ ،‬فقرأ‪« :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﴿ﮆ ﮇ ﮈ‬ ‫ِ‬ ‫قلاَّ‪ُ « :‬أ ْن ِ َلا ْ‬


‫َّ َع َل َّي َنعاا ُُااا َ‬
‫ثم قلاَّ‪َ « :‬أتاَ رْ ُر َ‬
‫ون‬ ‫ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ﴾[الموثر]»‪َّ ،‬‬
‫يه َر ِّبي ‪َ ،‬ع َل ْي ِه َخ ْي ُر اَثِ ٌير‪،‬‬ ‫ما الكَو َثر؟» فقلنا‪ :‬اهلل ورسلوله أعلم‪ ،‬قاَّ‪َ « :‬فِِ َّنه ن َْهر وعرَ نِ ِ‬
‫ُ ٌ َ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ول‪َ :‬ر ِّب‬ ‫الق َياا َما ِا‪َ ،‬نِ َي ُتا ُه َعارَ ُد الف ُُّدو ِ‪َ ،‬ف ُيخْ َت َل ُج ال َة ْأارُ ِمف ُْه ْم َفا َأ َُ ُ‬
‫مو حو ٌض َترِد ع َليا ِه ُأمتِي يو ِ‬
‫ُ َ ْ َّ َ ْ َ‬ ‫ُ َ َ ْ‬
‫إِ َّن ُه ِم ْن ُأ َّمتِي» َف َي ُق ُ‬
‫ول‪َ :‬ما تَرْ ِري َما َأ ْحرَ َث ْ‬
‫َّ َب ْةرَ َ »‪.‬‬
‫‪84‬‬

‫َّبي‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫حوض‬ ‫ت‬ ‫ان‬ ‫ل‬


‫ب‬ ‫ل‬ ‫صلل‬ ‫ي‬ ‫لان‬
‫ب‬ ‫يزا‬‫‪ :‬و و َنهر ت الدنلَّة‪ ،‬ومنله ي َشلل ل هخلب مك‬ ‫قولله‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َم‬
‫َّبي ♀ ت‬ ‫لئ ذا الوص ل عن الن ِّ‬ ‫♀ ت َع َرصللات يود القيامة)؛ صل َّ‬
‫«صحيئ مكلم»‪.‬‬

‫بانحباس وشدَّ ٍة‪ ،‬ومنه َش َخب الحليب؛ إها هأ كريد‬


‫ٍ‬ ‫الدري‬
‫الخخْ ب‪َ :‬‬ ‫يشخب)‪َّ :‬‬‫ه‬ ‫وقوله‪:‬‬
‫بانحباس وشدَّ ٍة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫خره َش َخ ابا؛ أي‬ ‫ك‬
‫إ راجه من َا َرع َبهيمة ارنعاد؛ فإنَّه هي َ‬
‫الصحيحة ت هل ‪.‬‬
‫تنكير الموثر) أنَّه َن َه مر ت الدنَّة)؛ لدحاديث َّ‬ ‫وهَّر المصنِّ‬

‫ر ‪ -‬أنَّه الخير المثير ‪-‬؛ ألمرين‪:‬‬ ‫و و أحكن مكن القوَّ ا‬


‫َّل أ لها؛ ي‬
‫فمل دا ٍل الدنَّ َة‬ ‫الخير المثير ت الدنَّة و فضلل اهلل علم ِّ‬
‫َ‬ ‫* أحرمما‪َّ :‬‬
‫أن‬
‫لائز بلالخير المثير؛ فال يخ َُ ي بله النَّبي ♀ َ‬
‫وإن‬ ‫‪ -‬جعلنلا اهلل وإ َّيلاَّم منهم ‪ -‬ف م‬
‫ي‬
‫َّان ما له أَّثر مك َّما لغيره‪.‬‬
‫وأظهر ت اًلمُنان عليه ♀ أنَّه يمون له ما ليس لغيره‪.‬‬
‫ه‬ ‫* واآلخر‪ :‬أنَّه َأبي هن‬
‫‪85‬‬

‫صلال َت‬ ‫ولما هَّر مكنَُّه عليه أمره ب هشلمر ا؛ فقاَّ‪﴿ :‬ﮊ ﮋ ﮌ ﴾ أي أ لك‬
‫َّ‬
‫َّ َّلها لر ِّب ‪ ،‬واجعل َ‬
‫هبح له وعلم اسمه وحده‪.‬‬

‫فلالصلل لالة تُضللل َّلمن ضللللوع القللب‬ ‫و َّ لاتين العبلادتين ِّ‬


‫بلاللذَّر لنضلللللهملا؛ َّ‬
‫َّقر إليله بكلل لنل اللدَّ د من النَّحلائر المشلل لُ كملل علم‬
‫َّحر يُضللل َّلمن الُ ي‬
‫والدوار هلل‪ ،‬والن ه‬
‫سماحة النَّنس بالماَّ‪.‬‬
‫أيضللا‪ َ :‬كللار شللانئكه؛ فقاَّ‪ ﴿ :‬ﮎ ﮏ﴾ أي م ك‬
‫بغضلل‬ ‫ثم هَّر مكن مكنَُّه عليه ا‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫المقطوع مكن ِّ‬
‫َّل ٍير‪.‬‬ ‫ه‬ ‫﴿ ﮐ ﮑ﴾‬
‫ك‬ ‫«الكلنن الم ى» عن ابن ع َّب ٍ‬
‫لما َقدد ه‬
‫َّعب بن‬ ‫اس ¶‪ ،‬قاَّ‪َّ :‬‬ ‫َّكلائي ت ي‬
‫وروى الن ي‬
‫قريش‪ :‬أني هير أ ل المدينة وسل ِّيد م؟ قاَّ‪ :‬نعم‪ ،‬قالوا‪َ :‬أ ًَل ترى‬ ‫رف م َّم َة قالي له م‬ ‫ارشل ك‬

‫من لا ونحن ‪ -‬يعني ‪ -‬أ ل هلل الحديج‪ ،‬وأ للل‬ ‫إلم للذا ال همنَ َبُكر مكن قوملله يزعم َّأن له مير َّ‬

‫دانة! قاَّ‪ :‬أنُم مير منه؛ فنَزلي‪ ﴿ :‬ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﴾‪ ،‬ونزلي‪﴿ :‬ﯵ ﯶ ﯷ‬ ‫الكل ك‬
‫ِّ‬
‫ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ﴾ [ إلم قولله‪ ﴿ :‬ﭙ ﭚ ﭛ‬

‫صحيئ‪.‬‬
‫م‬ ‫ﭜ ﭝ﴾ [النِّكا ]؛ وإسناده‬

‫│‬
‫‪86‬‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬

‫ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ﴾[المافرون]‪.‬‬

‫عظيما؛ فقاَّ‪:‬‬
‫ا‬ ‫الكلل لورة أن هيب ِّلغ الملافرين ا‬
‫أمرا‬ ‫أمر اهلل رسللللوله ♀ ت ذه ي‬
‫﴿ﭑ ﭒ ﭓ﴾ البللاقون عللم َّنلرَّم ﴿ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﴾ من ا له لة ت‬
‫المكُق َبل‪َّ ،‬ما أنِّي ًل َأعبد ا ا ن‪.‬‬

‫عن حلالهم؛ فقلاَّ‪ ﴿ :‬ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﴾؛ و و اهلل المكللل ي‬


‫لُحق وحلدَ ه‬ ‫ثم أ‬
‫َّ‬
‫للعبادة‪ ،‬فعبادتمم إ َّياه وأنُم هتشرَّون به ًل هت َّ‬
‫كمم عباد اة‪.‬‬

‫َّرر برا تلله مكن ملهُكهم؛ فقللاَّ‪﴿ :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﴾؛ للللدِّ ًللللة علم ال َّثبللات‪،‬‬
‫ثم َّ‬
‫َّ‬
‫وتأيكيكهم من عبادته لها‪.‬‬

‫عن تح يقق تمذيبهم؛ فقاَّ‪﴿ :‬ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﴾؛ للدِّ ًللة علم َّ‬


‫أن هل‬ ‫وأ‬
‫صار وص انا ًلز اما لهم‪ :‬أنَّهم ًل يَّمنون‪.‬‬

‫‪﴿ :‬ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ﴾ أي لمم دينمم َّاللذي‬ ‫فلملل دينله ه َّاللذي رالللليله؛ قلاَّ‬
‫ولي ديني ا َّلذي رايه لي ر ِّبي و و ا؛سالد‪.‬‬ ‫رايُموه و و ِّ‬
‫الشلر ‪َ ،‬‬
‫‪87‬‬

‫‪﴿ :‬ﭕ‬ ‫ت الدمللة المُقلدِّ ملة َّ‬


‫أن النَّني الملذَّور ت قولله‬ ‫هَّر المصلل لنِّ‬

‫‪﴿ :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﴾)؛ فإن الن َّ‬ ‫ﭖ ﭗ ﭘ ﴾) ذير النَّني المذَّور ت قوله‬
‫َّبي‬ ‫َّ‬

‫♀ َقصللللد َّأو اًل ال ا ة من معبودايم؛ ت قولله‪﴿ :‬ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﴾)‪َّ ،‬‬


‫ثم‬

‫قصد ثان ايا َقطع ممالهم؛ ت قوله‪﴿ :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﴾)؛ فلن هيوافقهم أبدا ا‪.‬‬

‫مدر ٍد‪ ،‬وال َّثاين تأَّيد النَّني‪.‬‬ ‫اروَّ بمنزلة ٍ‬


‫نني َّ‬ ‫َّ‬
‫فمأن َّ‬
‫‪88‬‬

‫ﭑﭒ ﭓﭔ‬
‫﴿ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬

‫ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ﴾[النصر]‪.‬‬

‫الكورة بكشار اة لرسوَّ اهلل ♀‪ ،‬وإشار اة عند حصولها ا‬


‫وأمرا‪.‬‬ ‫تضمني ذه ي‬
‫َّ‬
‫فالبكشارة ي البشارة بنصر اهلل له علم المافرين‪ ،‬ووقو كع فُئ م َّمةَ‪ ،‬ود ك‬
‫وَّ النَّاس ت‬

‫ت قوللله‪ ﴿ :‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬ ‫لات تلو جمللاعل ٍ‬


‫لات؛ وهل ل‬ ‫دين اهلل أفواج لا؛ أي جمللاعل ٍ‬
‫ا‬
‫ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ﴾‪.‬‬

‫أجلله ♀؛ وهلل ت قولله‪:‬‬


‫وأ َّملا ا؛شللللارة وارمر فهي ا؛شللللارة إلم هد ِّنو َ‬
‫﴿ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ﴾‪ ،‬ف َّ‬
‫لإن هع هم َره ♀ هع هم مر فلااللل ملل أقكللللم اهلل بله‪،‬‬
‫فأمر اهلل رسلو َله ♀ أن‬
‫والحج‪ ،‬ه‬
‫ِّ‬ ‫وارمور النااللة هتخَُم باًلسلُغنار؛ َّال َّصلالة‬
‫ويكُغنره فيه إشار مة إلم انقضا هع همره‪ ،‬ليُه َّيأ للقا ر ِّبه‪.‬‬
‫َ‬ ‫هيك ِّبحه مع حمده‬

‫َّ‬
‫الك لورة مشللُمل مة علم ا؛شللارة إلم هد ِّنو) أجل الن ِّ‬
‫َّبي‬ ‫أن ذه ي‬ ‫هَّر المص لنِّ‬
‫‪89‬‬

‫اس ¶ ت حلدي ٍ‬
‫لث‬ ‫♀؛ اسللللُنبط لذا المعنم عمر بن الخ َّطلا وابن ع َّبل ٍ‬

‫طوي ٍل ت َّ‬
‫«الصحيحين»‪.‬‬

‫المنصل‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َّبي ♀ ووفاته وقعا ت سورتين من قصار‬
‫فيمون ميالد الن ِّ‬
‫○ فميلده‪ :‬ت سورة النيل‪.‬‬
‫○ ووفاته‪ :‬ت سورة النَّصر‪.‬‬
‫‪90‬‬

‫الخلق للَُّوبللة ويق َبلهللا منهم‪ ،‬فمللان ♀‬ ‫َ‬ ‫﴿ ﮄ ﮅ ﮆ ﴾ أي هيو ِّفق‬


‫ََ ال َّل ُه َّم َر َّبفَا َوبِ َح ْم ِر َ ‪ ،‬ال َّل ُه َّم‬
‫القرمن‪ ،‬و هيمثكر أن يقوَّ ت رَّوعه وسلدوده‪ُُ « :‬ا ْأ َحان َ‬
‫َ‬ ‫يُأوَّ‬
‫َّ‬
‫َّنق عليه‪.‬‬‫ا ْغ ِع ْر لِي»‪ .‬مُ م‬

‫الخلق للَُّوبلة ويق َبلهلا‬


‫َ‬ ‫ت تنكللللير ﴿ﮆ ﴾) قولله‪ :‬هيو ِّفق‬ ‫هَّر المصلل لنِّ‬
‫منهم)‪.‬‬

‫تتضمن أمرين‪:‬‬
‫َّ‬ ‫فتوبا اه عل‪:‬‬
‫✓ أحرمما‪ :‬دايُهم إلم الَُّوبة ابُدا ا ‪.‬‬
‫✓ واآلخر‪ :‬قبولها منهم انُها ا ‪.‬‬

‫ُنضلل عليهم ثان ايا فيق َبلها‬ ‫فهو ا َّلذي هيز ِّين لهم ت ننوسلهم الَُّوبة‪ ،‬و هيح ِّببهم فيها‪َّ ،‬‬
‫ثم َي َّ‬
‫المنلَّ ة الملامللة عليهم ت الَُّوبلة ابُلدا ا وانُهلا ا ؛ فهو َّثير الَُّوبلة علم‬ ‫منهم؛ فلله‬
‫عبلاده؛ أشللللار إلم ذا المعنم ابن تيم َّيل َة الحنيلده ت «قاعدة الَُّوبة»‪ ،‬وابن الق ِّيم ت «مداره‬
‫الكالمين»‪ ،‬وابن سعدي ت «تنكيره»‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪91‬‬

‫ﭑﭒ ﭓﭔ‬
‫﴿ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ‬

‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ﴾ [المكد]‪.‬‬

‫اس ¶ قلاَّ‪ :‬ل َّملا َنزللي‪﴿ :‬ﭿ ﮀ‬ ‫للم عن ا ك‬


‫بن ع َّبل ٍ‬ ‫لاري ومكللل م‬
‫أ ره البخ ي‬
‫فدعل ينادي‪َ « :‬يا َبفِي‬
‫الصللنا َ‬
‫َّبي ♀ علم َّ‬ ‫ﮁ ﮂ﴾ ي‬
‫[الشللعرا ]‪َ ،‬صللعد الن ي‬
‫يخره‬
‫َ‬ ‫الرجلل إها لم يكللللُطع أن‬
‫فدعلل َّ‬ ‫ٍ‬
‫قريش‪ ،‬حَُّم اجُمعوا‪َ ،‬‬ ‫فِ ْهر؛ َياا َبفِي َعا ِري» لبطون‬
‫وقريش‪ ،‬فقاَّ‪َ « :‬أ َر َأ ْي َتك ُْم َل ْو َأ ْخ َأ ْر ُتك ُْم َأ َّن َخ ْيل‬
‫م‬ ‫رسلوًل لينظر ما و‪ ،‬فدا أبو له ٍ‬
‫ب‬ ‫ا‬ ‫أرسلل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِ ِ‬
‫جربنا علي َّإًل صلللد اقا‪،‬‬ ‫الوادي ُترِيرُ َأ ْن تُغ َير َع َل ْيك ُْم؛ َأ ُافْت ُْم ُم َ ا ارِّ َ َّي!»» قالوا‪ :‬نعم؛ ما َّ‬ ‫َ‬
‫لائر اليود‪ ،‬ألهذا‬ ‫لهب‪ :‬ت ًّبا ل سلل َ‬ ‫ي َع َذاب َشا ا ِرير»‪ ،‬فقاَّ أبو ٍ‬ ‫ِ‬
‫قاَّ‪َ « :‬فِِنِّي نَذ ٌير َلك ُْم َب ْي َن َيرَ ْ‬
‫جلللملل َلعل ل َُل لنلللا؟! فلل َلنل لزللللي‪﴿ :‬ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬

‫ﮓﮔ ﴾ [المكد]‪.‬‬

‫َّبي ♀‪ ،‬وَّلان شلل لديلد العلداوة واره َّيلة لله‪ ،‬فهلل‬ ‫ٍ‬
‫وأبو لهلب من أعملاد الن ِّ‬
‫الكلل لورة؛ فقلاَّ‪ ﴿ :‬ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﴾‬
‫اهلل ‪ ‬عنله وعن امرأته ت ذه ي‬ ‫بلذل ‪ ،‬وأ‬

‫م عنله‪،‬‬ ‫أي كللللرت يلداه‪﴿ ،‬ﮌ ﴾ فلم َيربئ‪ ،‬والدمللة ارولم دعلا م عليله‪ ،‬وال َّثلانيلة‬

‫و﴿ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ﴾؛ وَّك ل هبه‪ :‬ولده ه؛ فلن َير َّد عنه ما هله وولده ه شللي ائا من‬
‫‪92‬‬

‫عذا اهلل إها نزَّ به‪.‬‬

‫تُوقلده‬ ‫توعلده اهلل بقولله‪﴿ :‬ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﴾ أي سلل ليلد لل ا‬


‫نلارا عظيمل اة َّ‬ ‫وقلد َّ‬
‫ف َي َصلل لال لا‪﴿ ،‬ﮚ ﮛ ﮜ﴾؛ و ي أ يد جميل ٍل ا َّلُي َّلانلي تحملل أذصللللان‬
‫الشلو ك ‪ ،‬فُهلقيها ت طريق رسلوَّ اهلل ♀ أه َّي اة له‪ ،‬فأعدَّ اهلل‬ ‫هات َّ‬ ‫َّ‬
‫الشلدر المبير َة َ‬
‫مكد؛ لقوله همخبك ارا‪ ﴿ :‬ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﴾‪ ،‬والمكد‪ :‬ال ِّلي‬ ‫حبال من ٍ‬ ‫لها ت عنقها ا‬
‫وج كدَّ؛ َّضنائر َّ‬
‫الش َعر‪.‬‬ ‫ك‬ ‫ك‬
‫الشديده الخشونة إها هفُل ه‬‫َّ‬

‫اهلل أنَّهما سللل هي َّ‬


‫عذبان ت‬ ‫لهب وامرأته‪ ،‬وأ‬ ‫قبل ك‬
‫موت أبي ٍ‬ ‫الكلللورة َ‬ ‫وَّان ه‬
‫نزوَّ ذه ي‬
‫▐‪.‬‬ ‫النَّار‪ ،‬فلن هيكلكما‪ ،‬فوقع ارمر َّما أ‬

‫│‬
‫‪93‬‬

‫د ُ َأ َحارُ ا ُْم َأ ْن َي ْق َر َأ فِي‬


‫عن أبي اللدَّ ردا ◙ عن النَّبي ♀ قلاَّ‪َ « :‬أ َي ْة ِ‬
‫ِّ‬
‫يقرأ هثللث القرمن؟ قلاَّ‪﴿« :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﴾ ت َْةا ِر ُل‬ ‫ل ال ُق ْر ِ‬
‫َن»‪ ،‬قلالوا‪ :‬وَّي‬ ‫َل ْي َلاا ُث ُلا َ‬
‫مكلم‪.‬‬
‫م‬ ‫ُث ُل َ‬
‫ل القرَن»‪ .‬رواه‬
‫ٍ‬
‫َّعب ◙ َّ‬
‫أن المشرَّين قالوا لرسوَّ اهلل ♀‪ :‬ان هَكب لنا‬ ‫بي بن‬ ‫ه‬
‫وعن أ ِّ‬
‫ر َّبل ؟ فل َأنزَّ ه‬
‫اهلل‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﴾‪ .‬رواه الُِّرم ي‬
‫لذي وذيره‪،‬‬
‫م‬
‫حديث حك من‪.‬‬ ‫و و‬

‫حريثين يف فضل ُورم اإلخلص‪:‬‬ ‫هَّر المصنِّ‬

‫األول‪ :‬فيله بيلان أ َّنهلا تعلدَّ هثللث القرمن؛ وأحساااان ماا َيال يف ماذا َّ‬
‫أن‬ ‫‪ ‬فاالحاريال َّ‬
‫القرَن ثلثا أثلث‪:‬‬
‫✓ أحرما‪َ :‬ب مر عن الخالق‪.‬‬
‫✓ وثانيها‪َ :‬ب مر عن المخلوق‪.‬‬
‫عما يدب علم المخلوق للخالق‪ ،‬وما يمون له جزا ا ‪.‬‬
‫✓ وثالثها‪َ :‬ب مر َّ‬
‫‪94‬‬

‫اروَّ؛ فهي فيه الصلةم؛ فم يلها َب مر عن اهلل؛ فصللارت هث َ‬


‫لث‬ ‫الكلورة ت َّ‬ ‫و هأ ك‬
‫فردت ذه ي‬
‫ممزوجا بغيره‪.‬‬
‫ا‬ ‫القرمن بكهذا اًلعُبار‪ ،‬وذير ا هيذََّر‬

‫َّبي ♀ نكب اة لر ِّبه‪.‬‬ ‫‪ ‬والحريل ال َّثام‪ :‬فيه بيان َّ‬


‫الكورة هَّر ا الن ي‬
‫أن ذه ي‬
‫َّبي ♀ عن َر ِّبله ا َّللذي‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫لألوا‬‫ل‬ ‫فكلل‬ ‫‪،‬‬‫لا‬
‫ه‬ ‫لا‬‫ل‬ ‫لأنكلل‬
‫ب‬ ‫لا‬ ‫فخر‬ ‫لا‪:‬‬
‫ي‬ ‫لاد‬
‫ع‬ ‫ن‬‫فلالعر مك‬
‫َّ‬ ‫ه‬
‫يُو َّ مونه مكن أنكللاهم‪ ،‬وهَّر وحدان َّيُه؛ فأنزَّ علم‬ ‫يعبده‪ :‬ما ن ََك ل هبه؟ فأبطل اهلل ‪ ‬ما َ‬
‫رسوله ♀‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ﴾)‪.‬‬

‫وبوحدان َّيُه ▐ ت ربوب َّيُه وألو َّيُه وأسلمائه وصلناته َّاني له العبادة دون‬
‫ذيره‪.‬‬
‫‪95‬‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ‬

‫الص]‪.‬‬ ‫ﭡ ﭢﭣ﴾ [ا؛‬

‫الكلللور َة لننكللله‪ ،‬ممك ارا رسلللوله‬


‫اهلل ذه ي‬ ‫لما َّان الدِّ ين مبن ًّيا علم ا؛ الص؛ أ َل‬
‫َّ‬
‫♀ أن هيب ِّلغ عنله؛ فقلاَّ لله‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ﴾ أي قلل ‪ -‬أ ييهلا الرسللللوَّ ‪-‬‬
‫بوبي لة وارسللللمللا‬
‫والر َّ‬
‫المُنرد بللارلو َّي لة ي‬
‫ِّ‬ ‫ك‬
‫المننرد بللالممللاَّ‪،‬‬ ‫مب ِّل اغ لا‪َّ :‬‬
‫إن اهلل و ارحللد‬
‫والصنات؛ فال يشارَّه أحدم فيها‪.‬‬
‫ِّ‬

‫ه‬
‫المامل المقصللو هد ت قضللا الحوائج‪َ ،‬‬
‫فالخلق‬ ‫وأنَّه و ﴿ ﭖ ﭗ ﴾ أي َّ‬
‫الك ل ِّيد‬

‫لُغن عنهم‪ ،‬ومن َّمالكه ﴿ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﴾ فليس له ولدم وًل‬ ‫ك‬


‫منُقرون إليه و و مك ٍ‬

‫واللدم ‪﴿ ،‬ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﴾ فال هيملافئله أحلدم ت هاتله‪ ،‬وًل ت أسلل لملائله‪ ،‬وًل ت‬
‫صناته‪ ،‬وًل ت أفعاله ‪.‬‬

‫ت تنكللير الص لمد) أنَّه الك ليده المامل المقصللود ت قضللا ك‬ ‫هَّر المص لنِّ‬
‫َّ ِّ‬ ‫َّ‬
‫(صمريا اه) تدم مةفيين‪:‬‬
‫َّ‬ ‫أن‬
‫الحوائج)؛ مأ ِّيفا َّ‬
‫الكيد ا َّلذي َّ هَمل هسَّ َد هده‪.‬‬
‫✓ أحرمما‪َّ :‬ماله ت ننكه؛ فهو َّ‬
‫✓ واآلخر‪ :‬افُقار َ‬
‫الخلق إليه؛ فهم يقصدونه ت قضا الحوائج‪.‬‬
‫‪96‬‬

‫عامر ◙ قاَّ‪ :‬قاَّ رسللوَّ اهلل ♀‪َ « :‬أ َلم تَر َيات ُأ ْن ِ َل ِ‬
‫َّ‬ ‫بن ٍ‬ ‫عن عقب َة ك‬
‫ْ َ َ‬
‫الا َّلا ْيا َل ا َا؛ َلا ْم ُيا َر ِما ْثا ُلا ُها َّن ََا ُّط‪﴿ :‬ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﴾‪ ،‬و﴿ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﴾»‪ .‬رواه‬
‫مكلم‪.‬‬
‫م‬
‫ومعنم « َل ْم ُي َر ِم ْث ُل ُه َّن ََ ُّط»‪ :‬ت اًلسُعاهة بكه َّن‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫الرسللوَّ ♀ إها أوى إلم فراشلله َّ‬
‫َّل ليلة َجمع َّ َّنيه‪َّ ،‬‬
‫ثم ننث فيهما‬ ‫وَّان َّ‬
‫ثم يمكلللئ بكهما ما اسلللُطاع من جكلللده؛ يبدأ بكهما علم رأسللله‬
‫والمعوهتين‪َّ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫با؛ الص‬
‫البخاري‪.‬‬ ‫أقبل مكن جكده‪ ،‬ينعل هل ثالد مر ٍ‬
‫ات‪ .‬رواه‬ ‫ووجهه‪ ،‬وما َ‬
‫ي‬ ‫َّ‬
‫ه‬
‫ويننث‪ ،‬ويمكللئ بيده‪،‬‬ ‫بالمعوهات‬
‫ِّ‬ ‫وَّان ♀ إها اشللُمم يقرأ علم ننكلله‬
‫وإها مرض أحدم من أ له َننث عليه بكها‪ .‬مُ م‬
‫َّنق عليه‪.‬‬

‫ﭑﭒ ﭓﭔ‬
‫﴿ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ‬

‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ﴾[النلق]‪.‬‬

‫يقوَّ مب ِّل اغا‪ ،‬وأمره ت سللورة‬


‫لوَّ ♀ ت سللورة ا؛ الص أن َ‬
‫الرسل َ‬ ‫َأمر ه‬
‫اهلل َّ‬
‫ك‬
‫وأعُصلل لم ﴿ ﭦ‬ ‫مُعو اها؛ فقلاَّ لله نلا‪ ﴿ :‬ﭤ ﭥ ﴾ أي ألدلأ‬
‫النلق والنلَّاس أن يقوَّ ِّ‬
‫الصلللبئ‪﴿ ،‬ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ﴾ اهلل من المخلوقات‪ ،‬و هأريد به ه‬
‫بعضلللها‪ ،‬و و‬ ‫ﭧ﴾ و و ي‬
‫‪97‬‬

‫شر‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬


‫َّل مخلوق فيه ٌّ‬

‫ثم هَّر بعض أفراد المخلوقلات المشللللُمللة علم شللللر؛ فقلاَّ‪﴿ :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬
‫َّ‬
‫ِّ‬
‫الشلل ل ِّريرة‪،‬‬ ‫ظالم له؛ لمللا فيلله مكن انُشلللللار ارروا‬
‫ه‬ ‫ﭲ﴾؛ و و ال َّليللل إها اسلل ل َُحمم‬
‫والحيوانات المَّهية‪.‬‬

‫َّبي ♀ َنظر إلم‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫حكلللن عن عائشللل َة ▲ َّ‬


‫أن‬ ‫ٍ‬ ‫وعند الُِّرمذي بكللل ٍ‬
‫ند‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬
‫فدعل‬ ‫ب»‪،‬‬ ‫ِ‬
‫مذا ُم َو الغَاُا ُق إِ َذا َو ََ َ‬‫يذي بِاه ِ ِم ْن َشا ِّر َم َذا؛ َفِِ َّن َ‬
‫القمر فقاَّ‪« :‬يا عائِ َخااُ؛ اُات َِة ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫القمر عالم اة له‪.‬‬
‫َ‬

‫ت ذه الدملة معنم الحديث ا َّلذي ساقه ت الغاسق)‪.‬‬ ‫هَّر المصنِّ‬

‫وفيه ا؛شلللارة إلم القمر علم إرادة َّونه عالم اة علم ال َّليل؛ ا َّلذي و ي‬
‫محل انُشلللار‬
‫ارروا ِّ‬
‫الشريرة والحيوانات المَّهية)‪.‬‬

‫فا (الغاُق) و ال َّليل‪ ،‬و القمر) عالمُه‪.‬‬

‫و(وَوبه)‪ :‬اسُكحماد ظالمه‪.‬‬


‫ُ‬
‫‪98‬‬

‫ك‬
‫الرجاَّ والنِّكللا‬ ‫﴿ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﴾؛ و ي ارن هنس َّ‬
‫الكللواحر من ِّ‬
‫ٍ‬
‫لطينة ت ال هع َقد المشدودة عليه‪.‬‬ ‫ريق‬ ‫ك‬
‫يكُع َّن علم سحر َّن بالنَّنخ مع ٍ‬ ‫ال َّلواث‬

‫أن اسلم النَّ َّناثات) ًل يخُ ي بالنِّكلا ؛‬


‫ت ذه الدملة ما يب ِّين َّ‬ ‫هَّر المصلنِّ‬
‫م‬
‫رجاَّ‪ ،‬ومنها نكا ‪.‬‬ ‫فالَُّأنيث بالنَّظر إلم ارن هنس ا َّلُي تنعل ِّ‬
‫الكحر وتُعاطاه؛ ومنها‬

‫ريق لطين ٍلة) بي م‬


‫لان لحقيقلة النَّنلث)؛ وأنلَّه‬ ‫وقولله‪ :‬يكللل ك‬
‫لُع َّن علم سللللحر َّن بلالنَّنخ مع ٍ‬
‫ننخا)‪ ،‬فإها ص ل ك‬
‫ا‬ ‫م‬
‫حب‬ ‫ه‬ ‫الص لا؛ فالهوا الخال هيكل َّلمم‬ ‫ا‬ ‫ريق لطين مة؛ فليس وا ا‬ ‫ننخ معه م‬
‫ٍ‬
‫لطينة هس ِّمي نن اثا)‪.‬‬ ‫كبر ٍ‬
‫يق‬
‫‪99‬‬

‫﴿ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﴾؛ و و َمن َيمره وصللوَّ النِّعمة إلم محكللوده‪ ،‬اسللُعاه‬


‫منه إها ثار حكده ه و َبرز‪.‬‬

‫الشلل لرور عمو اما‪ ،‬ومكن أصللللولكها‬


‫الكلل لورة اًلسللللُعاه َة من أنواع ي‬
‫وقد تضللل َّلمني ذه ي‬
‫صوصا‪.‬‬
‫ا‬

‫‪﴿ :‬ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﴾)‬ ‫مكن تنكللللير قولله‬ ‫ملا هَّره المصلل لنِّ‬
‫بقوله‪ :‬و و َمن يمره وصللوَّ النِّعمة إلم محكللوده)‪ :‬فيه بيان حقيقة الحكللد)؛ وأنَّه ًل‬
‫يلزد فيه اقرتانه بُمنِّي زواَّ النِّعمة‪.‬‬

‫أحد مكن َ‬
‫الخلق‪ ،‬ولو لم َيُم َّن زوالها؛‬ ‫فاااااا (الحساار) و َّرا ية وصللوَّ النِّعمة إلم ٍ‬

‫َهَّره ابن تيم َّي َة الحنيده ‪ ،‬وصاحبه أبو عبد اهلل ابن الق ِّيم‪.‬‬

‫فإها هق كرني بُمنِّي َّ‬


‫الزواَّ) صار حكدا ا أشدَّ وأشنع وأبشع‪.‬‬
‫‪100‬‬

‫ﭑﭒ ﭓﭔ‬
‫﴿ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ‬

‫ﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕ ﮖﮗﮘ‬
‫ﮙ﴾[الناس]‪.‬‬

‫فإن اهلل أمر رسللو َله ♀ أن يقوَّ ِّ‬


‫مُعو اها‪،‬‬ ‫لُه يل ذه ي‬
‫الك لورة َّكللابقُها؛ َّ‬ ‫همكل َ‬
‫وأعُصلل لم ﴿ ﮂ ﮃ﴾؛ و و سللل ِّلي لده م المللال ل ه‬ ‫ك‬ ‫فقللاَّ للله‪ ﴿ :‬ﮀ ﮁ﴾ أي ألدللأ‬

‫فرد لداللللة موقعلله‪،‬‬ ‫وملم له مكن ربوب َّيُلله‪ ،‬لمكن هأ ك‬


‫ه‬ ‫والمصلللللكئ لهم‪﴿ ،‬ﮅ ﮆ﴾‪،‬‬ ‫ه‬
‫لود لم بلحلق‪﴿ ،‬ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ﴾؛ و لو َّ‬
‫الشلل ليلطللان‪،‬‬ ‫﴿ﮈ ﮉ ﴾‪ :‬ملعلب ك‬

‫قوي إراد َتهم له‪ ،‬و هيق ِّبئ‬ ‫﴿ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﴾ ف هي ِّ‬


‫حكلن لهم َّ‬
‫الشل َّر‪ ،‬و هي ِّ‬
‫لهم الخير و هيث ِّبطهم عنله‪ ،‬فلإها اسللللُعلاه منله العبلد تلأ َّ ر وانلدفع عنله؛ فلللللل ل الخنلَّاس) و‬
‫صلدور الخلق‬ ‫ي‬
‫ومحل وسلوسلُه‪:‬‬ ‫المُأ ِّ ر المندفكع إها َهَّر العبد ربه واسلُعاه به ت ك‬
‫دفعه‪،‬‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫﴿ ﮖ ﮗ ﮘ﴾‪.‬‬

‫وحكن توفيقه‬‫تم المُا بعون اهلل ه‬


‫َّ‬
‫لننكه‪ ،‬ولمن شا اهلل مكن َ لقه‬
‫علم يد جامعه ك‬

‫صيمي‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫صالئك بن عبد اهلل بن ٍ‬


‫حمد‬
‫ِّ‬ ‫ه‬
‫‪101‬‬

‫ذنر اهلل له‪ ،‬ولوالديه ولمشايخه‪ ،‬وللمكلمين‬


‫شو ٍ‬ ‫ك‬
‫اَّ‪ ،‬سنة ثالثين بعد ارربعمائة وارل‬ ‫ت ال َّثامن من َّ‬
‫والكنَّة‬
‫دارا لقسالد ي‬
‫الرياض حنظها اهلل ا‬
‫بمدينة ِّ‬

‫ُضللم َن بيان حقيقا‬


‫ِّ‬ ‫الم‬
‫تنكللير سللورة النَّاس؛ ه‬
‫َ‬ ‫ت ذه الدملة‬ ‫َهََّر المصللنِّ‬
‫(الوُاوُاا)‪ :‬أنَّها تحكلين ال َّشل ِّر وتقوية إرادته‪ ،‬وتقبيئ الخير والَُّثبيط عنه‪ ،‬و(التَّثأيط) و‬
‫الحبس والمنع‪.‬‬

‫والمذَّور ت ذه ال يكلورة مكن المأمور به ت دفع َّيد ال َّشليطان و اًلسلُعاهة منه؛ فإها‬
‫اسُهعيذ منه اندَ فع َّيده ه‪.‬‬

‫والداري عل‪ :‬ألسفا الفَّاس عفر ذار َّ‬


‫الخيَّان عادم يرو إل‪ :‬ثلثا أصول‪:‬‬
‫‪َّ -‬أولها‪ :‬اًلسُعاهة منه؛ و ذه سنَّ مة‪.‬‬
‫‪ -‬وال َّثام‪ :‬لعنهه؛ و ذا م‬
‫جائز‪.‬‬
‫‪ -‬وال َّثالل‪ :‬الدي عا عليه بغير اًلسُعاهة وال َّلعن؛ و ذا ممرو مه َّرا ي اة شديد اة‪.‬‬

‫الن لاس مكن قولهم‪ :‬اهلل يقطع شلللليطللان ل )‪ ،‬أو اهلل يقلع‬ ‫َّللالدللاري علم ألكللللنللة َّ‬
‫َّل ٍ‬
‫بلد مُع ِّل اقا‬ ‫مما يدري علم ألكللنة النَّاس بحكللب ما ينشللو ت ِّ‬ ‫شلليطان )‪ ،‬أو ذير ذا َّ‬
‫لعن؛ فهذا ممرو مه َّرا اة شديد اة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫اسُعاهة وًل ٍ‬ ‫بالدي عا علم َّ‬
‫الشيطان بغير‬

‫َّبي ♀ علم دا َّبُه ف َعثرت‬ ‫ن‬‫لل‬ ‫ا‬‫ن‬‫لما َّان ردي ا‬ ‫أبيه‬ ‫عن‬ ‫يئ‬‫فني حديث أبي الملك‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫‪102‬‬

‫ان‪،‬‬ ‫َّبي ♀‪ََ « :‬ل َت ُق ْل‪ :‬ت َِة َس َّ‬


‫الخاا ْي ََّ ُ‬ ‫ي‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫له‬ ‫فقاَّ‬ ‫؛‬ ‫ل‬ ‫أي‬ ‫؛‬ ‫يطان‬ ‫َّ‬
‫الشلل‬ ‫س‬ ‫فقاَّ‪َ :‬ت ك‬
‫ع‬
‫ُون ِم ْث َل الأي ِ‬
‫َّ»‪.‬‬ ‫َّ َذلِ َ‬
‫َ َت َةا َظ َم َحتَّ‪َ :‬يك َ‬ ‫ََّ إِ َذا َُ ْل َ‬
‫َفِِن َ‬
‫َْ‬
‫وإنَّما يقع ذا مكن ال َّشليطان لد وَّ ي‬
‫الز ه ِّو والغرور ت ننكله أنَّه أا َّلر بالعبد؛ فيُعاظم‬
‫رجل َّ‬
‫أن العبد دعا عليه؛ فلم يدفع عنه َّيده بما و هسنَّة و و اًلسُعاهة‪.‬‬

‫الشللليطان؛ و و أن‬ ‫ننكللله ت العمل بكهذه ي‬


‫الكلللنَّة عند هَّر َّ‬ ‫فعلم ا؛نكلللان أن يُعا د َ‬
‫يكُعيذ منه‪.‬‬

‫و ذا م ر البيان لمعاين ذا المُا بما يناسب المقاد ‪.)1‬‬

‫‪ )1‬إلم نا تماد المدلس ال َّثاين و و ار ير)‪ ،‬وَّان بعد المغر ليلة َّ‬
‫الكللبي الخامس والعشللرين من‬
‫الرسللللوَّ‬
‫َّبوي بمللدينللة َّ‬
‫جمللادى ارولم‪ ،‬سللللنللة اثنُين وأربعين بعللد ارربعمللائللة وارل ‪ ،‬ت المكللللدللد الن ِّ‬
‫م‬
‫ثالد وثالثون دقيقةا‪.‬‬ ‫♀‪ ،‬ومدَّ ته‪:‬‬
............................................................................................................................... ............................................................................................................................................................................................. ............................................................................................................................... ........................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................


.......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................


............................................................................................................................... ............................................................................................................................................................................................. ............................................................................................................................... ........................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................


............................................................................................................................... ............................................................................................................................................................................................. ............................................................................................................................... ........................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................


............................................................................................................................... ............................................................................................................................................................................................. ............................................................................................................................... ........................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... ............................................................................................................................... .......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

You might also like