Professional Documents
Culture Documents
حقيبة المقابلة الإرشادية
حقيبة المقابلة الإرشادية
تتنوع المسميات التي أطلقت علي المقابلة االبتدائية حيث يطلق عليها البعض
مسمي المقابلة األولي ويطلق عليها آخرون مسمي Bالمقابلة التمهيدية بينما وصفها
فريق ثالث بأنها مقابلة الستقبال العميل أو مقابلة التحاق العميل بالمؤسسةB
العالجية وقد يطلق عليها في بعض األحيان مسمي Bالمقابلة المختصرة ومهما
تنوعت المسميات ومهما اختلفت األسماء التي تناولتها فإنها ال تخرج عن كونها
مقابلة ابتدائية .
ذكر كورشين ان هذه المقابلة قد أعدت لتقديم المريض إلي العيادة النفسية من اجل
تحديد ما يمكن توفيره من وسائل عالجية تشبع حاجاته التي جاء من اجل
إشباعها .وتركز هذه المقابلة علي رغبات المريض ودوافعه للعالج وتوقعاته من
العيادة التي سعي إليها والبدائل المتاحة من الخطوات التنفيذية Bالتي تحقق مطالبة
وأشار هنا وهنا 1976إلي أنها تتضمن الحصول علي المعلومات الرئيسية Bالتي
تتعلق بحالة المريض وإمكانياته وظروف عالجه في الماضي و الحاضر وعرفها
فارس 1979بأنها إجراء مشترك بين المريض والعيادة النفسية Bيوفر المعلومات
المتبادلة بينهما من اجل التوصل إلي قرار سديد فيما يمكن عملة حول مشكالت
المريض .وكتب مليكه 1980ان االهتمام في هذه المقابلة يكون منصبا علي
اكتشاف مشكالت المريض التي جاء من اجلها وما تم في الماضي بخصوصها وما
يمكن ان يتم في الحاضر نحوها .ويري ياسين 1981أنة يمكن أن يتم تحديد حالة
المريض بصفة مبدئية خالل هذه المقابلة تحقق االختبار الذاتي للمرشد النفسي
حول أسلوبه المهني متضمنا مهاراته التي يمارسها وفنياته التي يستخدمها.
وبالرغم ان مفهوم المقابلة اإلرشادية االبتدائية ال يخرج عن مفهوم المقابلة
اإلرشادية الذي ذكر بوجه عام في الفصل األول من هذا الكتاب وفقا للتعاريف
المختلفة التي تناولته ,إال أنها تتميز عن غيرها من المقابالت اإلرشادية بكونها
مثل القاطرة التي تسحب وتجر بقية العربات األخرى من القطار ,أو مثل الواجهة
التي تظهر للجمهور معلنة عن المحتوى الذي يرغب فيه .فان كانت القاطرة غير
سليمة ,فان القطار قد يتعطل عن المسير ,إن لم ينقلب بمن فيه ,وان كانت
الواجهة غير جيدة ,فان الجمهور قد يزهد فيما تدل عليه من محتوى .ومن ثم
يمكن تعريف المقابلة اإلرشادية االبتدائية Bعلى أنها وسيلة استطالعية حول
المسترشد Bتبدأ عند استقباله ألول مرة في مركز اإلرشاد النفسي الذي اختاره
بمحض إرادته ,أو أحيل إليه من مؤسسة أخرى من اجل مساعدته على حل
مشكالته .وتتضمن المقابلة اإلرشادية االبتدائية Bطريقة استقبال المسترشد Bمن
السكرتير المهني الذي يساعده في تسجيل بعض المعلومات والبيانات المطلوبة منه
والالزمة عنه ,بوصفها جزءا ال يتجزأ من العملية اإلرشادية الكلية ,ومتضمنة
طريقة استقباله من المرشد النفسي الذي بصحبه من مكان االنتظار إلى مكتبهB
بوجه بشوش وابتسامة Bدافئة ,مبينا له أهمية الوقت وضرورة التسجيل بأنواعه
في المقابالت اإلرشادية .ومستطلعا منه الدوافع التي تكمن خلف حضوره للمركز
اإلرشادي .وتنتهي المقابلة اإلرشادية االبتدائية Bفي الغالب باتفاق ثنائي بين المرشد
والمسترشد Bعن استمرار تفاعلهما في مقابالت إرشادية أخري متتالية تليها
بصورة دورية قد تكون صورة او أكثر من كل أسبوع .وقد تنتهي المقابلة
اإلرشادية االبتدائية أحيانا بإحالة المسترشد إلي زميل مهني أخر يكون أكثر
تخصصا في حالته أن استدعي األمر كذلك .
هذه الممارسة الرديئة تجعل المسترشد في حيرة من امره ,مضطربا في فكره ,
باحثا في عقله حول االسباب التي دفعت المرشد الى استدعائه .وقد يستطيعB
المسترشد Bان يخمن ,وان يعرف السبب الذي استدعى من اجله لمقابلة المرشد
ولكنه يخشى مواجهته به او يخجل من ذكره له .وقد يتخذ المسترشد موقفا عدائيا
تجاه المرشد بناء على هذه الممارسة الرديئة في افتتاح المقابلة االبتدائية , Bفينقلب
الى شخص مقاوم ,او شخص مدافع بدال من شخص متعاون ,وبالتالي ال يرجى
خير من هذه المقابلة اذا استهلت بهذه الكيفية ,وال ينتظر ان تقام اية عالقة
ارشادية بين الطرفين ,المرشد والمسترشد .ومن ثم يجب على المرشد النفسي ان
يكون حذرا في افتتاح المقابلة االبتدائية Bاذا كان هو البادئ في الحديث والمبادر قي
المناقشة ,فكلما كان صريحا وواضحا ومباشرا سيكون المسترشد متجاوبا معه
البعد الحدود بنفس الكيفية التي استشعرها منه ,لذا ,ننصح Bبالممارسة Bاالتية :
لقد استدعيتك بناء على رغبة رئيسك المباشر في القسم التي تعمل فيه
بسبب قلة ادائك المهني وتأخرك في االنتاج هذا الشهر بالمقارنة مع وفرته
وتقدمك فيه الشهر الماضي .
لقد طلبت رؤيتك اليوم بسبب ما حدث منك امس مع اخواتك الصغار في
المنزل ,مما اقلق جميع افراد اسرتك بسبب Bهذا االسلوب غير المتوقع .
لقد اراد طبيبك الذي يعالجك ان اراك لتشخيص حالتك ,فربما تكون ناتجة
عن اسباب نفسية طالما اليوجد سبب عضوي وراء هذه الحالة.
(( لقد وصلني خطاب االحالة الخاص بك من المؤسسة التي كانت ترعاك
سابقا .لذلك استدعيتك اليوم حتي اذكرك بهذا االجراء .وحتي نتفق علي ما
سوف نفعله معا بخصوص حالتك مستقبال ان شاء هللا )).
-لقد انشغلت عليك كثيرا عندما هبت الستقبالك بعد ان اطلعت علي مستنداتك
التي حررتها بتفسك ولم اجدك لذا طلبت رؤيتك اليوم حتي اطمئن عليك ،
وحتي ارى ما اذا كان هناك شيئا يقلقك بسبب مقابلتك لي .
مما سبق من النماذج الجيدة للممارسة يتضح Bمدي دبلوماسية المرشد النفسي
الذي ال يريد ان يفقد مسترشده وكيفية معاملته بالرفق و اللين بال لوم وال
توبيخ. Bوباالضافة الي دخولة مباشرة في الموضوع بصراحة ووضوح ، Bاظهر
اهتماما بالمسترشد Bوخوفة علية وحرصة علي حل مشكلتة عالوة علي غرس مما
سبق من النماذج الجيدة للممارسة يتضح مدى دبلوماسية Bالمرشد النفسي روح
الثقة في العملية اإلرشادية باالرشارة إلي مبدأ التعاون بينهما من اجل صالح
المسترشدB
ممارسات رديئة:
(( ارجو آن تخبرني كيف يمكنني مساعدتك في الحالة التي طلبت مقابلتي من
اجلها ؟ )) .
-تري بأية طريقة يمكنني Bآن اكون مفيدا لك ،لمساعدتك في حالتك التي جئت
من اجلها ؟.
-تعتبر تلك العبارتان وما شابههما ( اكالشيه ) متعارفا عليه بين معظم
المرشدين النفسيين الممارسين التقلديين وتعتبر Bعالمة مسجلة في
مقابالتهم االبتدائية Bالتي تتصف بالنمطية مما يجعلها تفقد مضمونها وتذيب
جوهرها او توصمها بالبرود اكثر مما توصفها بالدفء .كما آن مبادرة
المرشد النفسي علي هذا النحو تتسبب Bفي اثارة نفس المسترشد Bبالسخرية
من االسلوب الذي يبدأ به عالقته االرشادية معه النه ال يعرف بالطبع مدي
ما يمكن ان يقدمة المرشد النفسي من مساعدة له كما انة ال يعرف كيف
يستفيد منه في حل مشكلتة.
-ممارسة جيدة :
(( من الممكن ان تخبرني بكل ما تفكر فيه االن وستجدني Bان شاء هللا
صاغيا لك ولكل كلمة تتفوه بها )).
من فضلك ارجو ان تخبرني Bعن االسباب التي دفعتك لمقابلتي وطلب
رؤيتي .
اذا بدء المرشد النفسي في المقابلة االولي علي هذا النحو من اجل دفع
المسترشد Bللمبادرة بالمناقشة وعرض حالته فانه يكون قد سهل مهمته Bبم
أوحي إليه من أهمية Bالمضمون ومن عمق الجوهر فيما تحتويه Bالمقابلة
االبتدائية Bوفيما تتسم به من دفء ودينامية .
-1الدوافع الحقيقية واألسباب الخفية التي جعلت المسترشد يعرض نفسه على
المرشد .
-2الظروف الحالية المحيطة به من جميع جوانب حياته المعيشية. B
-3األحداث واألسماء الهامة المؤثرة عليه ,والتي كان لها بصمات واضحة
على حياته ,والتي قد يكون لها دخل كبير في أزماته .
-4الخصائص العامة لشخصيته ممثلة Bفي القدرة العامة (الذكاء) (ومجموعة)
القدرات الخاصة مثل الميول واالهتمامات واالستعدادات ..وما شابهها .
-5االرتباطات المحتمل وجودها بين األزمات النفسية التي يعاني منها وبين
أعراض عضوية قد يشكو بسببها .
-6األزمنة Bالماضية التي شعر خاللها المسترشد Bبنفس األزمات النفسية التي
يعاني منها أالن ,أو ما يشابهها ,وكيفية التصدي لها والتغلب عليها .
-7الظروف الماضية Bالتي كانت تحيط به قبل مواجهته لتلك الصعوبات وقبل
إحساسه بتلك األزمات التي يعاني منها .
-8الفترة الزمنية التي قضاها المسترشد متأثرا بتلك الصعوبات وما تسببت Bفيه
من أزمات ,منذ بدايتها وحتى وقت مقابلته للمرشد النفسي .
-9الخبرات اإلرشادية والعالجية التي مر بها منذ مواجهته لتلك الصعوبات
ومنذ إحساسه بتلك األزمات وحتى وقت عرضه على المرشد النفسي .
مثل تلك المعلومات التي يسعى المرشد النفسي الى الحصول عليها من المسترشدB
سواء اكان ذلك بالمناقشة المبنية Bعلى االستفسارات واإلجابات عليها ,ام
بالمالحظة لما يسلكه خالل المقابلة ورد فعله على محتوياتها ,ام باستخدام
المقاييس واالختبارات النفسية .ام بدراسة الحالة ودراسة التقارير المكتوبة Bعنها ,
والتي يبدا في تجميعها في المرحلة الثانية Bمن المقابلة األولى ,ويستمر Bفي تجميع
محتوياتها وتفصيالتها وجزئياتها في المقابالت التشخيصية المتتالية والتالية عليها
,تمكنه من ربط الخيوط بعضها ببعض لتوضيح Bالرؤيا فيما اذا كان هناك صراعات
حقيقية Bبين خبرات الماضي وأزمات الحاضر ,بين ما هو مكبوت في الالشعور وما
هو متداع حر بين الشفاه ,وبين ما هو مختبئ في العقل وما يعلن على اللسان .
هذه المعلومات تسهل مهمة Bالمرشد النفسي في حل تلك الصراعات باستدعاء
المكبوت وإظهار الخفي ,وفي دراسة ما تم انجازه في الخبرات اإلرشادية
والعالجية السابقة وما لم يتم ,وما ينتظر آن يتم في الخبرات الحالية والمستقبلية .
ولن يكون سهال على المرشد النفسي آن يتعامل مع مسترشد ذي خبرات سابقة في
اإلرشاد والعالج النفسي ,الن المسترشد ذا الخبرات اإلرشادية والعالجية السابقة
يفرض على المرشد النفسي ضمنيا بال تصريح وبال تحديد الرؤية الثاقبة في كل ما
يتعلق بتلك الخبرات السابقة من حيث معرفة الزميل المهني الذي تعامل معه في
السابق ,وان تم ذلك التعامل ؟ ومتى بدا معه ومتى انتهى منه ومتى احاله اليه ؟
وكيف كان التعامل بين االثنين ؟ وما الفترة الزمنية Bالتي استغرقتها العملية
االرشادية ؟ التي احتوتها ؟ وما النتائج التي توصال اليها وما رؤية Bالمسترشد
الحقيقية حول تلك الخبرات ؟ وما مشاعره نحوها وما هي توقعاته الحلية من
العملية االرشادية ؟ آن المرشد النفسي مطالب باالستعداد لمواجهة التحديات التي
تفرضها عليه تلك االستفسارات التي تظهر واضحة جلية امام عينيه ,والتي ال
تغيب عن فكره لحظة واحدة منذ آن تبدا مالمحها في الظهور في المرحلة الثانيةB
من المقابلة االولى .
بناء على المعلومات المتجمعة حول المسترشد , Bوبناء على تلك التحديات التي
فرضت نفسها على المرشد نتيجة Bلخبرات المسترشد االرشادية والعالجية السابقة ,
يجد المرشد النفسي نفسه في مواجهة تحديات جديدة تتعلق بمعرفة خصائص
المسترشد Bاالدائية والوظيفية في العملية االرشادية والعالجية .فهناك مسترشدون
محترفون النهم زوار مترددون وزبائن منتظمون Bفي عمليات االرشاد والعالج
النفسي المقدمة في مختلف المراكز والعيادات والمستشفيات المختصة بتقديم
خدمات الصحة النفسية . Bهناك مسترشدون يشكون من الفرغ والوحدة ,والعزلة
االجتماعية مثل االرامل والمطلقين والعوانس من الجنسين .هؤالء بطبيعتهم
يبحثون عن المساعدة في ملئ فراغ حياتهم ,في مواساتهم في وحدتهم ,في
اخراجهم من عزلتهم ,لذلك تجدهم دائمي التردد على المؤسسات التي تقدم
الخدمات النفسية المتباينة .ومسترشدون اخرون من محبي الثرثرة ,ومن رواة
القصص والحكايات ,ومن هواة البحث عن مستمع جيد لما يثرثرون فيه ,وما
يرونه وما يحكون عنه .هؤالء النفر من المسترشدين مثل المسنين من الجنسين
يوصفون بانهم مدمنو االنتظام في عمليات االلرشاد والعالج النفسي بهدف تدعيم
وتعزيز وتنمية ما هم مقتنعون به ,وما هم عليه من سلوك ادائي ممارس على مر
الزمن.
ومجموعة أخرى من التحديات تنتظر المرشد النفسي على مشارف المرحلة الثانية1
من المقابلة األولى ,مرحلة البناء في المقابلة االبتدائية .هذه التحديات تتعلق
بتوقعات المسترشد 1من عمليات اإلرشاد والعالج النفسي والتي سوف يستشفها
ويتحقق من مدى إشباعها منذ أن يدخل في حوار مع المرشد النفسي في تلك
المرحلة من هذه المقابلة.عندما يقررا لمسترشد أن يزور ويقابل المرشد من تلقاء
نفسه,أو عندما يحال إليه من جهة أخرى ,فإنه يفكر في عدد من التوقعات التي
يعلم ويأمل أن تتحقق على يديه وكأنه رجل خارق يمسك عصاه سحريه بيده تمكنه
من تغيير ما بنفسه وتعدل من سلوكه وال سيما إذا كان المرشد النفسي ذا سمة
مهنية 1طيبة وشهرة كبيرة.لذلك فان المرشد النفسي الجديد والكفء في عمله يمكنه1
أن يتلمس توقعات المسترشد وما ينتظره من عمليات اإلرشاد والعالج النفسي التي
انتظم فيها وذلك فىمرحلة البناء من المقابلة االبتدائية.وبناء عليه,يمكن للمرشد
النفسي إن يقدر إمكانيته 1المهنية 1جيدا ,فان استطاع إن يحقق توقعات مسترشدة
فانه يستمر 1في التعامل ,وان يستطع عليه إن يخبره بذلك بصراحة وأمانة محاوال
معه دراسة ومناقشة عدد من البدائل والخيارات المتاحة والتي يمكن إن تحقق
توقعات شبيهة بما كان يأمل فيها أو قريبة 1منها.ونحن نحذر المرشد النفسي من
المغالطة والمكابرة,ومن ممارسة األوهام في إيهام المسترشد 1بما يمكن إن يتحقق
على يده,بينما يعلم انه فى الحقيقة عاجز تماما عن تحقيق ما يصبو 1إليه
المسترشد؟ألنه بذلك يكون قدم صورة مزيفة يجب إن يكون عليه اإلرشاد والعالج
النفسي.
ومن جهة أخرى فإننا نوصى وننصح المرشد النفسي بان يولى اهتمامه إلى اختبار
توقعات المسترشد واكتشافها منذ اللحظات األولى التي يمارس فيها المرشد مهارة
بناء المقابلة االبتدائية.ومن ثم فانه يتمكن ,بناء عليها من تحديد استراتيجياته
اإلرشادية والعالجية على أسس سليمة واقعية التحقق,وليست خيالية التنفيذ.وان
فشل المرشد النفسي في اكتشاف توقعات المسترشد 1والتعرف عليها في تلك
المرحلة,فانه كل منهما ينشغل عن األخر في تحقيق أهدافه وكأنهما مسافران في
قطارين متضادين في اتجاه المسير ولن يلتقيا أبدا.
ولما كان الهدف االساسى من اإلرشاد والعالج النفسي هو تنمية شخصية1
المسترشد 1من جميع جوانبها اإلرشادية,وتعديل سلوكه نحو األفضل بعد إزالة
الصعوبات التي تواجهه وتعرقل سلوكه تكيفه مع البيئة 1المحيطة به,فان مسئولية1
المرشد النفسي في مرحلة البناء في المقابلة األولى,بعد اكتشاف توقعات المسترشد
إن يركز على توضيح مفهوم اإلرشاد النفسي ومدى ما يمكن إن تحققه من مساعدة
في مواجهة تلك الصعوبات ,وفى تنمية شخصية 1وتعديل سلوكه.ويحاول المرشد
النفسي في هذه المرحلة أيضا إن يوضح 1للمسترشد بان اإلرشاد النفسي ليس
عملية سحرية تغير الجوهر وتبدل المظهر,وليس عملية فردية يستعرض فيها
المرشد النفسي عضالته المهنية بينما يتفرج 1عليه المسترشد 1مشجعا العرض
الممتع ومستاء من العرض الممل .إنما اإلرشاد النفسي عبارة عن عملية تعليمية
بين فردين متفاعلين,كل منهما له دوره فيها ,وكل منهما يتحمل مسؤولياته 1نحو
تحقيق الهدف الواحد المشترك بينهما الذي يمثل الهدف الرئيسي 1واالساسى لعملية
اإلرشاد النفسي الكلية.وبناء عليه,فان تركيز المرشد النفسي على مشاعر
المسترشد 1تجاه عملية اإلرشاد النفسي,وتصحيح مفهومه 1حولها,وتشجيعه على
المشاركة الفعالة في خطواتها خالل مقابالتها ,يسهم إلى حد كبير في تحقيق هدفها
االساسى.إن االعتماد على النفس والمشاركة الفعالة في خطوات العملية اإلرشادية
والعالجية يعتبر من أهم األهداف العامة للصحة النفسية,ومن اقصر الطرق التي
تحقق الهدف االساسى من اإلرشاد النفسي.
ولم ينته 1المرشد النفسي من التحديات التي تنتظره في هذه المرحلة البنائية 1من
المقابلة االبتدائية,فقد يفاجأ بعدم رغبة المسترشد 1في اإلرشاد النفسي وعدم
اقتناعه به بالرغم من حضوره إليه ومقابلته.إن الواقعة تكون أشد عندما يحال إليه
ومقابلته.إن الواقعة تكون أخف عندما يحضر المسترشد إليه من تلقاء
نفسه,ولكنها تكون أشد عندما يحاول إليه من جهة أخرى.أن كثيرا من هؤالء
المحالين لإلرشاد والعالج النفسي بواسطة أخصائيين يعملون في مهن متباينة مثل
الطب ,الخدمة االجتماعية,والتعليم....,وخالفها,يحأنضرون إلى مراكز اإلرشاد
والعالج النفسي وكأنهم يقادون إلى الجنة بسالسل.إن أصعب شيء عند أي منهم
إن يسمع عبارة تتضمن معنى اإلحالة إلى اخصائى نفسي ,أو اإلحالة إلى مركز
للصحة النفسية.إن أغلبهم يفضل أن يعيش في المرض وفى األزمات وفى مواجهة
الصعوبات على إن ينشد العالج والراحة واالتزان بمساعدة اخصائى نفسي أو عن
طريق مركز للصحة النفسية.وعندما يكون الحال على هذا المنوال,كيف يمكن
للمرشد النفسي أن يؤدى مهنته 1معه,وان يقوم بدوره تجاهه؟وان يتحمل
مسئوليته؟ونحن نعلم إن العرف في اإلرشاد والعالج النفسي يخبرنا بان ال أمل في
الشفاء إال عندما يساعد الفرد نفسه ويتحمل مسئوليته كاملة نحو تحقيق هذا
الشفاء ,ولن يتم هذا إال بالثقة الكاملة في العملية اإلرشادية؟والثقة الكاملة في
القائمين بها,وعدم ممارسة اى نوع من السلبية.ممثال في الدفاع,أو المقاومة,أو
العدوانية,أو االنسحابية.
لذلك تقع على المرشد النفسي مسئولية 1كبرى في تصحيح 1اتجاه المسترشد 1نحو
اإلرشاد والعالج النفسي ,وفى جعله يفكر بطريقة جديدة مختلفة عن ذي قبل فيما
يتعلق بحالته العقلية واالنفعالية,والسلوكية,وفى تشجيعه على ممارسة سلوكيات
مختلفة عما كان يمارسها في الماضي.ولن يتسنى هذا إال بعد أن يرى المسترشد1
نفسه في صورتها األولى المتصفة بالسلبية على اختالف أشكالها,ثم يرى بعضها
من نفسه في صورتها الجديدة المتميزة 1بالصبر والثقة,والمتميزة باألمل فيما يمكن
أن يحققه من االنتظام في اإلرشاد والعالج النفسي.ثم تزداد رؤيته 1لنفسه الجديدة
رويدا رويدا حتى تكتمل الصورة المشرقة في عينيه نحو ما يمكن أن يصل إليه كلما
ازدادت ثقته في نفسه وفى عملية اإلرشاد النفسي,وكلما صبر على وانتظم في
مقابالتها,وكلما كان أمله متجددا في تحقيق أهدافها.
ويتبع المرشد النفسي أساليب مختلفة نحو تحقيق هذه الغاية,تصحيح اتجاه
المسترشد 1نحو العملية اإلرشادية,تبعا لنوعية اإلفراد الذين يتعاملون معه.فمنهم
من يرضى بكلمات طيبة رقيقة ممزوجة بابتسامة 1دافعة,فيصبر على ما يطلب منه1
وينتظم في المقابالت اإلرشادية عبر فترة زمنية محددة حيث يتم تقويمها فى
نهايتها للوقوف على ما تم انجازه خاللها وما لم يتم,وما تم تحقيقه منها وما لم يتم
بعد.وبعد ذلك يمكن للمسترشد أن يقرر بنفسه إذا كان سيستمر في المقابالت
اإلرشادية أو يتوقف.وقد ال يقتنع غيرهم إال إذا استخدم المرشد النفسي شرائط
التسجيل السمعي والمرئي حتى يطلعهم على حاالت مماثلة لحاالتهم في بدايتها,وما
وصلت إليه تلك الحاالت في نهاية المقابالت من تنمية لشخصيات أصحابها ,ومن
تعديل لسلوكهم.ويفضل فريق ثالث منهم كتابة عقد اتفاق بينهم وبين المرشد
النفسي على أن يبذل جهده في مساعدتهم على التخلص من الصعوبات التي
تواجههم في التكيف مع بيئتهم خالل فترة زمنية 1محددة,وأن يستطع االلتزام بهذا
االتفاق في نهاية المدة المحددة يفسخ العقد بينهم وبينه ويصبحون في حل منه1
ومن االنتظام في أي مقابلة إرشادية جديدة.وقد تستلزم هذه األساليب مقابالت
إضافية للمقابلة االبتدائية 1حتى يطمئن المسترشد 1لعملية اإلرشاد النفسي وحتى
يستعد نفسيا ثم يشارك بعد ذلك في وضع األهداف العامة والخاصة للعملية
اإلرشادية ومقابالتها,والعمل مع المرشد النفسي نحو تحقيقها.
وبعد أن يطمئن المرشد النفسي إلى إن المسترشد 1قد أصبح مستعدا لالنتظام في
المقابالت اإلرشادية بصورة عامة,مقتنعا بها ومقبال عليها,يبدأ يتدرج في المرحلة
البنائية 1إلى نهايتها,تمهيدا للدخول في المرحلة الثالثة واألخيرة من المقابلة
االبتدائية,أال وهى مرحلة اإلقفال وتنتهي هذه المرحلة بوضع األهداف العامة
واألهداف الخاصة لكل مقابلة إرشادية تالية على المقابلة األولى على حدة,وذلك
باإلضافة إلى وضع أهداف عامة للعملية اإلرشادية العالجية الكلية.والمرشد
النفسي الجيد والكفء في عمله يفتح عقله الستقبال كل هدف يستنبط من
المعلومات التي حصل عليها حول المسترشد منذ إن افتتح المقابلة االبتدائية معه
وحتى إن وصل إلى القرب من نهاية البناء,سواء أكان هذا الهدف يخدم المقابالت
اإلرشادية كل على حدة,أم يضاف إلى مجموعة األهداف العامة اإلرشادية كل على
حدة,أم يضاف إلى مجموعة األهداف العامة لإلرشاد والعالج النفسي.
ان الصراعات بين خبرات الماضي وأزمات الحاضر التي يعانى منها المسترشد,إن
االنجازات التي تمت خالل خبراته اإلرشادية العالجية السابقة وما لم يتم,إن
خصائصه 1األدائية والوظيفية في العملية اإلرشادية العالجية,إن توقعاته فيها وما
يمكن إن يتحقق وما ال يمكن,إن إدراكه لمفهومها ومشاعره حولها واتجاهاته
نحوها,كفيل بان يكون مصدرا غنيا لألهداف ومنبتا خصبا لزراعتها,وأساسا متينا
لوضعها وإ قامتها.
ويقوم المرشد النفسي بوضع األهداف بمفرده,أو تشجيع مسترشد على المشاركة
فى وضعها,وذلك حسب اإلستراتيجية اإلرشادية التي سوف يتبعها في التعامل معه
وفى معالجته.وفى أي من الحالتين,فان المرشد النفسي الجيد والكفء في عمله
يراعى عدة اعتبارات هامة عند وضع األهداف,نذكر منها مثال:
)1تحديد السلوك العام الحالي للمسترشد Bبوضوح وال سيما عندما يتصف
بالعجز االدائى في أية وظيفة يختبر فيها.
)2تحديد السلوك العام المتوقع للمسترشد وال سيما عندما يتميز Bبالقدرة
األدائية في أية وظيفة ينتظر Bإن يمارسها.
)3توضح الرؤية إمام المسترشد Bحول أهمية Bتغيير وتعديل سلوكه الحالي
إلى سلوكه المتوقع,وتشجيعه Bعلى إحداث هذا التغيير باستقاللية عامة.
)4اختيار األهداف التي تتميز Bبكونها واقعية التحقيق والتي يمكن
للمسترشد إن يحققها دون تخمينات غير محتملة.
)5تدعيم تحقيق األهداف الواقعية واإلجرائية بما يمكن إن يشعر به
المسترشد Bمن تحسين سلوكه االدائى في حياته اليوميةB.
)6اختيار األهداف التي تتميز Bبكونها مرئية في شخصية Bاآلخرين
األسوياء بما فيهم المرشد النفسي كنموذج جيد,والتي تظهر على
سلوكهم العام.
)7اختيار األهداف التي يمكن تقويمها والحكم على مدى تحقيقها
بايجابية,أو مدى الفشل في تحقيق أي منها.
وبناء عليه يجب على المرشد النفسي إن يكون حاضر البديهة وقوى المالحظة
حتى يتمكن من التقاط األهداف التي يمكن إن تخدم حالة المسترشد بسرعة وبدون
تردد.لذلك فعليه إن يضع نصب عينيه تحديات يعمل على مواجهتها والتغلب عليها
في سبيل استثمار ما يمكن إن يضعه من أهداف مثل:
)1تحديد نوعية األهداف التي يمكن إن يساعد بها المسترشد لتحقيق النجاح
في سلوكه االدائى.
)2تحديد الكيفية التي يمكن إن يساعد بها المسترشد على وضع أهدافه بنفسهB
أو مشاركته الفعالة في وضعها على األقل.
)3تحديد كيفية استثمار المقابلة االبتدائية في تحقيق ولو هدف واحد على األقل
يشعر به المسترشد قبل إقفالها واالنتقال إلى المقابلة اإلرشادية التالية.
الخـــــــــــــــــــــالصة
تتنوع المسميات التي أطلقت على المقابلة االبتدائية,حيث Bيطلق عليها ص274
البعض مسمى المقابلة االرشادية ويطلق عليه اخرون مسمى المقابلة التمهديةB
بينما وصفها فريق تالث بانها مقابلة الستقبال العميل بامؤسسة العالجية .وقد
يطلق عليه البعض مسمى المقابلة المختصرة ومتى
الفصل العاشر
المقابالت التشخيصية والعالجية
ويرى هنا وهنا 1976 ،أن المقابلة التشخيصية عبارة عن موقف بين
األخصائي النفسي والحالة التي يدرسها ،محاوال التعرف على كل جوانبها
والظروف المحيطة بها مما يساعده على تفسير 1سلوك صاحبها (المريض)1،
متضمنا انفعاالته وحركاته وطريقة حديثة .وقد أضافا أن فهم األخصائي النفسي
لسلوك المريض أثناء المقابلة التشخيصية يعتبر جزءا من عملية التشخيص
نفسها ،تمهيدا لتكوين صورة صحيحة عنه وعن حالته مما يؤدي إلى اتخاذ
القرارات المناسبة بشأنه.
وبناء عليه ,يمكن القول بأن المقابالت التشخيصية 1والعالجية تتفق في الجوهر
والمضمون ,بينما تختلف في الهدف والشكل .إن المقابالت التشخيصية
والعالجية تتفق من حيث المهارات المستخدمة 1و الفنيات الممارسة في كل منها و
التي تسهل الحصول على المعلومات المتاحة و الممكنة حول الفرد من مصادرها
المختلفة و بوسائل متباينة فيما يتعلق بجوانب شخصيته 1اإلرشادية األساسية
(الجانب الشخصي والجانب االجتماعي والجانب التربوي والجانب المهني) ومن
ثم ,يمكن للمرشد النفسي أن يدرس سلوكياته بصورة عامة ,ويفسر أداءها خالل
المقابالت اإلرشادية ,تشخيصية كانت أو عالجية ,بصفة خاصة .ويتم ذلك في
إطار التفاعل اإليجابي المثمر بينهما من أجل التوصل إلى اتخاذ قرار سديد فيما
يتعلق بحالة المسترشد في المستقبل من حيث أقفالها ,إما ببلوغ أهدافها و إما
بإحالتها إلى جهة أخرى تستكمل عالجها.
مرحلــة االفتتـــاح
THE OPENING STAGE
يطلق على هذه المرحلة مسمى المرحلة األولى ( ,)First stageأو مرحلة
البدء(
,)Stage of initationأو مرحلة تقرير 1الموضوع (الحالة) (Stage of
)statement of materأو مرحلة األلفة ( .)rapport stageويمكن التعرف
على خصائص هذه المرحلة بسهولة من المسميات التي أطلقت عليها .فهي تعتبر
نقطة البداية التي يبدأ عندها المرشد النفسي مقابالته اإلرشادية ,تشخيصية 1كانت
أم عالجية ,والتي يمكن أن يتقرر 1خاللها ما يحتمل طرحه للمناقشة حول حالة
المسترشد , 1والتي ال يمكن لها أن تتم بالصورة المرضية 1إال إذا اتسم الجو المهني
الذي يحتويها في غرفة اإلرشاد النفسي بالدفء والتعاطف ,وكانت العالقة بينهما
تتصف باإلنسانية 1المتميزة 1باأللفة والمودة .وتبدأ هذه المرحلة غالبا.
وبالرغم أن المقابلة االبتدائية 1قد تمت وانتهت على أساس من األلفة التي حرص
المرشد النفسي على غرسها منذ اللحظة األولى لمقابلته مع المسترشد ,مما جعله
ينتق به الى المقابالت التالية ,إال أنه من الضروري تجديد هذه األلفة وتدعيمها
في افتتاح كل مقابلة تشخيصية 1أو عالجية حتى يتمكن المرشد من التحرك
بالمسترشد 1خالل مراحلها الثالث بصورة إيجابية وفعالة .وتعتبر األلفة بمثابة
الضوء األخضر إلشارات المرور الذي يسمح للمرشد النفسي أن يتحرك بمسترشده
من عبور منطقة االفتتاح الى مرحلتي البناء واإلقفال في كل مقابلة .وكلما تراكمت
األلفة وازدادت ,وكلما دعمت وقويت ,عبر المقابالت التشخيصية 1والعالجية
المتتالية ,كلما اقترب المرشد من تحقيق أهداف استراتيجياته 1اإلرشادية ,وكلما
اقترب المسترشد 1من عبور أزماته النفسية .
وبناء عليه يمكن القول بأن األلفة التي يغرس بذوره المرشد النفسي في
المقابلة االبتدائية ويرويها ويرعاها وينميها خالل المقابالت التالية لها ,كفيلة بأن
تزيل حالة التوتر النفسي التي قد يكون عليها المسترشد عند البدء في ا لعملية
اإلرشادية والتي قد تستمر 1معه عبر مقابالته االبتدائية المتتالية .أن القلق الذي
يعتري المسترشد 1والمخاوف التي تنتابه 1بسب ما يفكر فيه حول ما سوف عالقته
مع المرشد النفسي ,حول ما قد ينتظره في كل مقابلة ينتظم فيها ,حول ما سوف
تصل إليه حالته ,وحول رؤية 1اآلخرين له ولسمعته الشخصية والمهنية , 1في
حاجة ماسة لأللفة القوية التي تسهم في إزالتها من نفس المسترشد 1التي تعده
للمساهمة الفعالة اإليجابية في العمليات اإلرشادي والعالجية .
ويمكن للمرشد النفسي أن يغرس األلفة بينه وبين المسترشد 1بعد تبادل التحية
المعتادة في بداية أمثل:ء بين شخصين ,بالتعبير 1اللفظي المتميز بالبعد عن الجو
المهني للمقابلة اإلرشادية ,والسيما إذا الحظ نوعا من التوتر النفسي ينتابه 1في
بداية المقابلة.ان بعض العبارات اللفظية المستفسرة عن حالته الشخصية مثل :
(كيف حالك؟000كيف تسير األمور معك؟000هل كل شيء على ما يرام ؟ هل
هناك أخبار جديدة عن األسرة ؟ ) وبعض العبارات الشخصية المستفسرة عن
األحداث الخارجية البعيدة عن محتوى المقابلة اإلرشادية مثل( :ما رأيك في حالة
الطقس اليوم ؟ 000هل شاهدت مباراة األمس في التلوموضوعا 0.هل تتابع
المسلسل اليومي بعد نشرة األخبار المصورة ؟000هل كان الطريق مزدحما أثناء
حضورك الى هنا ؟) كفيلة بأن تدعم وجود األلفة بين المرشد والمسترشد 1والسيما
أذا ما كانت مصحوبة 1ببشاشة الوجه وحسن االستقبال المتميز بالرعاية والعناية
واالهتمام بالمسترشد شكال وموضوعا.ومما نؤكد عليه ,عدم االسترسال في
غرس األلفة وبناؤها طوال مرحلة االفتتاح وما يتعداها من فترة زمنية, 1حيث ينسى
المرشد نفسه بالكالم الطيب والحديث الممتع ذي الشجون مع المسترشد دون أن
ينتقل به الى مرحلة البناء ثم مرحلة اإلقفال .لذلك فعليه أن يعي تماما أهمية
الفترات الزمنية المقترحة في استثمار كل مرحلة من مراحل المقابلة اإلرشادية
ومن ثم ,يجب أال تتجاوز فترة زمنية على حساب أخرى ،ويجب أال يطغى مضمون
مرحلة على مضمون المرحلة األخرى قد اإلمكان.
ولن يتم غرس األلفة بين المرشد والمسترشد 1،ولن تنمو 1ولن تزدهر إذا كانت
ممارسة االفتتاح رديئة 1وسيئة 1مما يترك في نفس المسترشد أثار سلبية تجاه
المقابلة اإلرشادية فتثنيه 1عن عزمه االستمرار واالنتظام في المقابالت التشخيصية
والعالجية .وغنى عن القول ،أن الممارسة الجيدة لالفتتاح عليها المعول األول في
غرس هذه األلفة ،ومن ثم رعايتها وتنميتها في كل مرة تفتتح 1فيها المقابلة
اإلرشادية .وسوف نستعرض فيما يلي عددا من النماذج الرديئة وأخرى من
النماذج الجيدة الفتتاح المقابالت التشخيصية والعالجية .ونذكرها على النحو
التالي:
ممارسات رديئة:
" أرى أنك عابس اليوم !!"
" أالحظ عليك عالمات من التذمر والضيق !!".
لماذا كل هذا الحزن الذي يعلو وجهك؟!".
" لماذا تحمل هموم الدنيا كلها فوق رأسك؟!".
" يجب عليك أال تبدو بهذه الحالة المؤسفة!!".
" ال تنظر الى الدنيا من خالل منظار أسود!!".
" أرى أنك مرتبك أكثر من الالزم ،لماذا أنت مرتبك هكذا؟!".
لماذا ال تتكلم؟! ليس هناك ما يقلقك البتة!! تفضل تكلم أنا مصغي أليك!!".
" الجميل فيك أنك تفعل كذا وكذا ،...والذي ال يعجبني فيك هو أن كذا وكذا...
!!".
إن هذه النماذج من الممارسات الرديئة الفتتاح المقابلة اإلرشادية كفيلة بنزع
األلفة بين المرشد والمسترشد 1ال غرسها ،وكفيلة بجفاف حصادها ال نموها
وازدهارها .وقد تسبب هذه النماذج الرديئة في تحويل المسترشد 1الى شخص
سلبي ومقاوم ومدافع ومنكر ومنسحب وغير مقبل بالمرة على العملية
اإلرشادية ،وغير راغب بالمرة في االنتظام فيها وفي حضور مقبالتها .ال يجو
للمرشد النفسي أن يبدي مالحظاته على المسترشد 1مباشرة في بداية المقابلة
معه ،مما قد يحجر على فكره أو يعقل لسانه ،فيصدم فيه وفي مساعدته له .وال
يجوز للمرشد النفسي أن يلوم المسترشد 1أو يؤنبه 1على حالته التي هو عليها
ولو كان اللوم والتأنيب في صورة استفسار مهذب ،مما قد يضعف ثقته بنفسه
،وعلى إيمانه بقدرته 1على أن يكون كما يريد ان يكون .
ويجوز للمرشد النفسي أن يدفع المسترشد دفعا للتحدث والكالم وهو غير مستعد
لذلك ،وكأنه يحمل سوطا في يده يلهب به أفكاره فتتزاحم على لسانه مبعثرة بال
ترتيب وبال هدف ،مما قد يتسبب 1في قطع الخيوط التي تنسج الصورة الكاملة عن
حالته وال يجوز للمرشد النفسي أن يصدر أحكامه على المسترشد من وجهة نظره
الشخصية حول ما يعجبه فيه وما ال يعجبه ،ألن مهمته األساسية هي مساعدة
المسترشد 1على أن يرى نفسه بنفسه وأن يقوم نفسه بنفسه من خالل تنمية1
استبصار الداخلي لحالته التي يعاني منها .وما نؤكد عليه اآلن ،وما سوف نشير1
إليه بالتفصيل 1في فنيات التساؤل في فصل قادم أن شاء اهلل هو تجنب استخدام
األسئلة التي تبدأ يكلمه "لماذا؟" بقدر اإلمكان ألنها تتضمن معنى التحقيق مع
المسترشد 1ومحاكمته 1،وبفضل استبدالها بكلمة "كلمة؟" حيث أنها تتيح له الفرصة
للتعبير عما يكنه في نفسه من مشاعر وأحاسيس بطريقته 1الخاصة وبكلماته
المختارة.
ممارسات جيدة:
" كييف حالك اليوم؟ ...أرجو أن تكون على ما يرام".
" كيف تسير األمور معك؟ ...أرجو أن تكون في طريقها كما ترغب وتريد أن
شاء اهلل!!".
" هل كل شئ على ما يرام ..أرجو أال يكون هناك ما يعكر صفو مزاجك اليوم
أن شاء اهلل!!".
" هل هناك نفر من الناس ال يعبأون بما مضى 1،وال يفكرون فيما هو آت،
منهم يعيشون يومهم بحلوة ومره .وهناك من يؤمن بقول على أبن أبي
طالب كرم اهلل وجهه "أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ،وأعمل ألخرتك كأنك
تموت غداً " ...كيف ترى نفسك بين هؤالء ؟!".
بعض الناس يرى الدنيا على أنها عروس حسناء ،والبعض اآلخر يلعنها!!..
وترى كيف تراها أنت؟".
" أحيانا نجد أنفسنا مرتبكين عندما نكون في موضع ما ،وما نلبث حتى
نكتشف أننا مخطئين!! أليس كذلك؟!".
" أن مشكلة المواصالت أصبحت غير محتمله!! أال يوجد حل لها؟!".
" لقد تزايد عدد السكان بصورة مذهلة !! ترى ما هو الحل لمواجهة هذه
الزيادة المطردة؟!".
" لقد سمعت قوال بمعنى( 1أنا الخير والشر معا ألني إنسان!)...هل تظن فعال
أن فينا نزعات من الخير ،ونزعات من الشر ألننا بشر؟!".
أن هذه النماذج من الممارسات الجيدة الفتتاح المقابلة اإلرشادية كفيلة بأن
تغرس األلفة بين المرشد والمسترشد ،وكفيلة بان تنميها وتزهرها ،مما يمكن
للطرفين أن يجنيا ثمارها .وتتسبب هذه النماذج الجيدة الفتتاح المقابلة
اإلرشادية كفيلة بأن تغرس األلفة بين المرشد والمسترشد ،وكفيلة بأن تنميها
وتزهرها ،مما يمكن للطرفين أن يجنيا ثمارها .وتتسبب هذه النماذج الجيدة في
تشجيع المسترشد 1على االنطالق في الكالم ،وعلى التحدث بحرية 1،مما يجعله
منفتحا على نفسه بصراحة وموضوعية 1،ومقبال بحماس ورغبة على العملية
اإلرشادية .عندما يبدأ المرشد بسؤال المسترشد عن حاله وأحواله متمنيا له
التوفيق ،وراجيا أال يكون هناك ما يعكر صفو حباته ،وراجيا أن كل سيء يسير
على هواه وفق ما يتمناه ،يجد المسترشد 1الفرصة سانحة له لالنطالق فيما يريد
ان يتحدث عنه ويخبر به دون قيد على فكرة وال عقل للسانه.عندئذ يشعر
المسترشد 1باحترام المرشد له ولرأيه وقوله ،ماما ينعكس على احترامه لنفسه،
وعندما يضرب المرشد النفسي أمثلة على نفر من الناس ،موضحا صفات
مميزة لحاالتهم ،وظاهرة على سلوكهم ،التي تطبق صورة المسترشد 1مؤقتا
على حالته ،وكأن آالمه قد خفت حدتها بعقار مسكن موضعي وقتي .عندئذ
تزداد ثقته في نفسه ،ويزداد إيمانه بقدرته على أن يكون كما يريد أن يكون.
وعندما يتحدث المرشد النفسي في أمور بعيدة عما جاء من أجله المسترشد مثل
أمور المواصالت أو زيادة عدد السكان ،فإنه سوف يحس ويشعر بمدى تشجيع
المرشد له ،ومدى صبره واتساع صدره .وبالتالي سيعي المسترشد تماما بأن
تلك العبارات عبن المواصالت والسكان ليست هي بيت القصيد ،وليست هي
التي جاء من أجلها أو حضر .سوف يحدث المسترشد 1نفسه ويحاور فكره( :أنا
هنا من أجل التحدث عن حالتي ،وليس من أجل التحدث عن االزدحام وعد
السكان)( ،أظن أن المرشد النفسي يمهد لي الجو حتى أبادر بالحديث) ،و(أعتقد
أن الوقت قد حان اآلن للبدء في الكالم).
ممارسات رديئة:
" إن الهدف من هذه المقابلة هو مناقشة عدد من االختبارات النفسية حتى
نختار أفضلها لتطبيقه في المقابلة القادمة".
" لقد قابلت والديك وأخبروني عن كل شيء بخصوص حالتك وأعتقد أنك
محتاج لتفسير وجهة نظرهما حولها".
" إن الحالة التي تشكو منها واضحة جدا .إن الفروق الثقافية بينك وبين
زوجتك هي التي أدت الى هذه الحالة".
" أين انتهينا في المقابلة السابقة؟ هل هناك جديد تحب أن تضيفه 1في هذه
المقابلة؟".
" سوف نستكمل 1في هذه التي كنا نتناقش فيه في المقابالت السابقة..
تفضل تكلم!!".
إن الممارسات الرديئة الفتتاح المقابلة اإلرشادية ،تشخيصية 1أو عالجية،
تحمل في طياتها عدم االرتياح للمسترشد ،لكونها جافة في تعبيراته اللفظية
من ناحية ،وألنها توحي بمعنى الوصاية على المسترشد 1من ناحية أخرى ،لما
تنطوي عليه من إيحاء بالجبر واإللزام من جانب الشخصية على المسترشد1.
وقد تتسبب هذه الممارسات الرديئة ومثيالتها في تحويل المسترشد 1من الى
شخص عدواني( )aggressive personيهاجم المرشد النفسي بدال من أن
يتعاون معه ،وذلك عندما يحس ويشعر بقلة قيمته وضعف قدره في رؤية1
المسترشد 1،وعندما يحس ويشعر بأنه إنسان مسير 1وفق مشيئة 1المرشد
ورغبته ،وأنه ليس مخيرا وفق إرادته ،وعندما يحس ويشعر بأنه مدفوع الى
ومسحوب في طريق المرشد ،وأنه ليس متخيرا لطريقه الذي يهواه ويتمنى
أن يطلق فيه خطاه .وبناء عليه ،يفضل أال تذكر كلمة (هدف) صراحة على
لسان المرشد عند تطبيقه للوعي الفكري أثناء افتتاح المقابلة اإلرشادية ،بل
يفضل أن تبقى في ذهنه وهو يفسر مضمونها ومحتواها للمسترشد دون
ذكرها .ويخشى أن يذكرها ،أن يفاجأ المرشد بالمسترشد يرد عليه محتدا
بقوله :
" إن الهدف من المقابلة هي مساعدتي على عبور أزماتي ،وليس
مناقشة اختبارات نفسية".
" مالي أنا وهذه االختبارات!! إنك أنت المسئول وحدك عن اختيار
األفضل منها ما يتالءم مع حالتي!!".
" لماذا تحملني أنا مسئولية اختيار اختبار نفسي لي؟وإ ذا فشل هذا
االختبار ،من يكون المسئول في هذه الحالة؟".
" مالذا ال تختار أنت بنفسك هذا االختبار؟ لماذا تتهرب من المسئولية
وتلقي بها علي".
" إنك تريد أن تضيع 1وقتي هباء في مناقشة ما ليس لي به علم !! لما
ال توفر وقتي وتختار أنت األنسب لي من هذه االختبارات النفسية ؟".
ويفضل أال يفاجأ المسترشد بمصدر 1واحد فقط للمعلومات التي حصل
عليها المرشد حوله ،بل يجب أن يطرح أمامه عدد من المصادر المتباينة
التي جمع منها كافة المعلومات المتعلقة بحالته .كما أنه ال يجوز للمرشد
أن يستخدم عبارة( كل شيء) في تعبيراته 1اللفظية ألنه ال يدري حقيقة إذا
كان ما تحصل عليه من معلومات يمثل 1كل شيء عن الحالة التي يدرسها
أو بعضا منها ،كم ال يجوز أن تحمل عبارتهم اللفظية اإليحاء بضرورة أن
يستمع المسترشد إلى وجهة نظر اآلخرين حول حالته وكأنه مجبر على
ذلك وقد يفاجأ بالمسترشد 1يرد عليه ساخرا بقوله:
" هل والدي هما المصدر الوحيد الذي أمكنك االستفسار منهما عن
حالتي؟ فهم على علم تام بها!!".
" ما الذي يدريك أن والدي قد أخبرك عن كل شيء بخصوص
حالتي؟ ...ما الذي جعلك واثقاً من هذا؟!".
" أنا لست في حاجة لتفسير وجهه نظر والداي حول حالتي!! شكراً
جزيلي! أنا أعرف وجهه نظرهما جيداً ،وال أريد أن أسمع المزيد
عنها!!".
يفضل أال يفاجأ المسترشد بوجهه نظر المرشد النفسي حول حالته ،وأال يصدر
المرشد حكماً عليها ،بل يجب عليه أن يساعد المسترشد على أن يكتشفها بنفسه،
وأن يصوغها بعبارته هو وفقاً إحساسه بها ،وليس بعبارات المرشد وال من وجهة
نظره.وقد يفاجأ المرشد بالمسترشد 1يرد عليه طاعنا بقوله:
" ال!! عفواً ،ال أظن أن الفروق الثقافية بيني وبين زوجتي قد تسببت 1في هذه
األزمات النفسية التي أعاني منها .هناك زيجات متعددة تتصف 1بمثل ما
يتصف به زواجي وال يشكو أي طرف فيها من مثل هذه األزمات!! أري أنك
مخطئ في تشخيصك لحالتي!!".
يفضل أال يسأل المسترشد 1عما انتهى إليه الطرفان من مناقشات في مقابلة سابقة.
وال يجوز أن يحصر المرشد المسترشد 1في نطاق ضيق من التفكير يدفعه إلى
التحدث عن الجديد فقط في موضوعه دون التعرض مرة أخرى إلى ما أدلى به من
معلومات فيما سبق .كم ال يجوز للمرشد أن يدفع المسترشد إلى استكمال الحديث،
فقد ال يكون مستعداً له ،بل قد يحتاج إلى وقفة ولو قصيرة عما سبق أن أدلى به
من معلومات .وفي النهاية نحذر من صيغة األمر عندما نطلب من المسترشد أن
يتكلم .وقد يفاجئ المرشد برد المسترشد عليه مستنكراً بقوله:
" أنا ال أدري في الحقيقة أين انتهينا في المقابلة السابقة ،فقد تحدثنا في أمور
كثيرة ومتشعبة ،ولم تذكر النقطة التي توقفنا عندها .أال تدري أنت أين
انتهينا؟!!".
طال يمكني 1أن أتحدث في أي أمر جديد اآلن .إنني أشعر بأن النقاط التي
سبق أن عرضتها في المقابالت السابقة لم تستوف حقها!! إنني أرى أن
هناك أمورا لم تحسم بعد!!".
" كيف يمكنني أن أستكمل ما كنا نتناقش فيه وأنا غير مرتاح لما ناقشناه،
وغير مستعد لما يمكن أن نناقشه؟!".
" أنا ال أريد أن أتكلم؟! لم ال تتكلم أنت؟! ..لقد تكلمت كثيرا في المقابالت
تهدى من روعي!!".
ْ السابقة ولم أسمع منك كلمة واحدة تشفي غليلي ،أو
ممارسات جيدة:
" لعلنا نحصل على معلومات محددة ودقيقة بخصوص حالتك إذا أجرينا
اختبارا نفسيا محدد ،مما يوضح 1لنا األمور ويكشفها على أسس علمية
ومنطقية.سوف أعرض عليك عددا من هذه االختبارات النفسية المتعلقة
بحالتك خالل هذه المقابلة ثم أفسر لك محتواها ،والهدف من إجرائها وأهمية
النتائج المتحصل عليها ،حتى أوضح لك الصورة تماما بشأن كل منها.
وبناء عليه ،يمكننا أن نتشاور معا حولها فيما يتعلق باختيار األفضل لك
واألنسب لحالتك .هل لك وجهة نظر معينة 1بخصوص ذلك؟".
" لقد تجمع لدي كمية ال بأس بها من المعلومات حول حالتك ،حصلت عليها
من والديك ،إخوتك ،عدد من أقاربك ،عدد من زمالئك ورؤسائك في العمل،
عدد من جيرانك وأصدقائك ،عدد من مدرسيك ومديري 1المدارس التي كنت
ملتحقا بها أثناء حياتك الدراسية .إذا كنت ال تمانع في أن أعرض عليك هذه
المعلومات لنتناقش معا حول ما جاء فيها فيكون أفضل لك ولي من أجل
التوصل إلى حل لألزمات والصعوبات التي تعاني منها".
" بناء على ما تم مناقشته 1حتى اآلن ،ماذا تظن في رأيك األسباب والعوامل
المختلفة التي أدت بك الى هذه الحالة التي تعاني منها اآلن".
" هل ترى أن هناك عالقة بين أزماتك النفسية التي تعاني منها وبين الفروق
الثقافية التي بينك وبين زوجتك".
" هل تذكر أين توقفنا في حديثنا في المقابلة الماضية؟ لقد توقفنا عندما
ذكرت لي كذا وكذا ...أو ...عندما اتفقنا على كذا وكذا ...هل ترى أن هناك
ضرورة السترجاع ما ناقشناه من معلومات ،ولو بصورة عاجلة فبل أن نبدأ
باستعراض ما يمكن أن نحصل عليه من معلومات جديدة؟".
" هل أنت مطمئن تماما لما تم مناقشته في المقابالت السابقة؟ هل هناك أمر
من األمور التي ناقشناها تشعر بأنك غير مقتنع به وغير مرتاح إليه؟ هل
أنت مستعد اآلن لنستعرض معا أي معلومات جديدة تحب أن تخبرني بها؟".
" أرجو أال تتردد في أن تخبرني 1بأي شيء تريد أن تخبرني به هنا من أجل
مساعدتك لعبور أزماتك .لذلك ستجدني إنشاء هلل منصتا وصاغيا لك .وإ ذا
أردت أن تستفسر عن أي شيء ،أرجو أال تتردد في ذلك فسوف أجيبك
إنشاء اهلل عما أستطيعه وأقدر عليه ،وسوف أعتذر عما ال أجد اإلجابة عنه.
واآلن أنا منصت تماما غليك".
يتضح من الممارسات الجيدة المذكورة مدى إشعار المسترشد بقيمته وقدره،
ومدى احترامه وتقبله ،ومدى الحرية التي منحت له يقرر بمشيئته 1ما يريد أن
يقرره .إن المرشد النفسي الجيد والكفء في عمله يتعرض بطريق غير مباشر الى
الهدف من المقابلة مع المسترشد ،فال يذكر صراحة كلمة (الهدف) ولكنه يتضمنه
في عرض المسلسل البسيط في بداية تنفيذ طريقة الوعي الفكري عند افتتاح
المقابلة اإلرشادية .وبتسلسل 1منطقي يستطيع المرشد النفسي أن يحث المسترشد1
على وضع الهدف من المقابلة بنفسه ،أو على األقل الموافقة عليه عندما يتعرض
له بطريقة ضمنية 1في سرد تفسيري 1حول ما سوف يتم عمله في المقابلة اإلرشادية
عند افتتاحها وبعد االنتهاء من بناء األلفة بين الطرفين .ويتميز المرشد النفسي
الخبير في ممارساته المهنية بعرض المعلومات المختلفة المتجمعة لديه حول
المسترشد 1بطريقة لبقة ومقنعة مشيرا بوضوح 1الى مصادرها المتباينة .كما أنه ال
يفرض على المسترشد 1عرضها وال يجبره على االستماع الى محتوياتها ،ولكنه
يستمليه 1بمهارة ولباقة حتى يسمح بعرض ما تجمع لديه من معلومات حوله،
ومناقشتها معه للتوصل الى سبل إيجابية في اتخاذ القرارات بشأنه .وال يقع
المرشد النفسي المتمكن من عمله في منزلق إصدار األحكام ،وال في منحدر آرائه
الشخصية حول خالة المسترشد ،ألن هذا ليس من شأنه وال من اختصاصه ذلك ،
فهو يحرص كل الحرص على أن يساعده في التعرف على حالته واكتشافها بنفسه
وأن يحكي عنها ما يشعر به وما يحسه بشأنها .والمرشد النفسي الجيد ،بصورة
عامة يحاول أن ينعش ذاكرة المسترشد بطريق غير مباشر حول ما سبق مناقشته
في المقابالت السابقة عموما وفي المقابلة األخيرة على وجه الخصوص حتى
يؤهله ويعده الستكمال ما بدأ فيه من حديث على أساس منطقي ومتسلسل 1،وغير
مشتت لألحداث واألطراف .ويتم ذلك بواسطة تلخيص سريع لما دار بينهما في
الماضي مع التركيز على النقطة التي توقف عندها االثنان في المناقشة السابقة
على المقابلة الحالية .وال يحاول المرشد النفسي استرجاع أي معلومة سبق
مناقشتها إال بناء على اقتناع كامل من المسترشد بذلك أو إذا كان هناك هدف محدد
يستدعي ذلك .من ثم ،فال يدفعه المرشد الى استكمال حديث لم يكن مرتاح فيه ،وال
البدء في نقطة جديدة لم يكن مستعدا لها .وأخيرا إن تشجيع المسترشد على الكالم
واإلسترسال في الحديث أمر البد منه ،ولكنه لن يتسنى ذلك إذا شعر بأنه يتلقى
أوامر من المرشد بالبدء في الحديث .وبناء عليه ،إن المرشد النفسي الجيد يشجع
مسترشده على الكالم واالسترسال فيه ،موضحا دوره اإليجابي في اإلنصات إليه،
وأنه سوف يرد عليه إذا استفسر منه عن أي شيء يريده.
ويتدرج المرشد النفسي من مرحلة االفتتاح الى مرحلة البناء بعد أن
يطمئن تماما الى أن طريقتي بناء األلفة والوعي الفكري قد تم تنفيذهما
على الوجه األكمل ،وبعد أن يكون المسترشد مؤهال ومعدا لدخول في
المرحلة الثانية 1بحماس وتقبل .وقد سبق اإلشارة الى أنه ال توجد حدود
فاصلة بين مرحلة وأخرى من مراحل المقابلة اإلرشادية سواء أكانت
مقابلة ابتدائية ،أم مقابلة تشخيصية 1،أم مقابلة عالجية .غير أننا نؤكد
على أال ينتقل المرشد النفسي من مرحلة الى أخرى إال بعد أن تستوفي1
المرحلة حقها وتحقق غايتها ،مع مراعاة أال تطغي الفترة الزمنية1
المخصصة لمرحلة على الفترة الزمنية المخصصة لمرحلة أخرى ،وهناك
اتفاق ضمني 1بين الممارسين لمهنة اإلرشاد النفسي أن تكون الفترة
الزمنية 1المستغرقة في مرحلة االفتتاح في حدود عشر دقائق ،والفترة
الزمنية 1المستغرق في مرحلة البناء في حدود ثالثين دقيقة ،بينما الفترة
الزمنية 1المستغرقة في مرحلة اإلقفال ال تتجاوز الخمس دقائق ،مع
المرونة 1في تداخل دقائق معدودة لمرحلة مع مرحلة أخرى.
مرحلة البناء
STAGE OF STRUCTURE
ولما كانت مرحلة البناء تستغرق أكبر فترة زمنية ن الزمن الكلي للمقابلة
اإلرشادية ،ولما كانت تتطلب مجهودات كبيرة وعناية مركزة من المرشد النفسي
باعتبارها جسم المقابلة ،ولما كانت تتطلب مهارات فائقة وفنيات متباينة 1حتى
تكتشف حالة المسترشد 1وتنمي 1لصالحه ،لذلك فإن مقومات نجاحها وعوامل تحقيق
أهدافها تتوقف الى حد كبير على خبرة المرشد النفسي وكفاءته في ممارسة1
الميدانية 1باإلضافة الى تأهيله العلمي العالي وإ عداده المهني الراقي ،مما يمكنه 1من
وضع إستراتيجياته 1اإلرشادية على أسس سليمة وصحيحة ،وتنفيذها بعناية ودقة،
وتحقيق أهدافها في أقصر وقت ممكن .وللمرشد النفسي مطلق الحرية في التخطيط
لهذه اإلستراتيجيات بناء على ما اكتسبه 1من خبرات سابقة في معالجته للحاالت
التي مرت عليه منذ أن وضع نفسه في مجال الممارسة الميدانية لمهنة اإلرشاد
النفسي .وبالرغم أن لكل حالة ظروفها ومالبساتها ،ولكل مقابلة أهدافها
وإ ستراتيجياتها ،إال أن المرشد النفسي المتمرس في عمله والحاذق في مهنته1
يمكنه االستفادة منها جميعا في تحديد اإلطار العام الذي يمكن أن يتحرك خالله عند
التعامل مع كل مسترشد جديد يعرض نفسه عليه.
وقد يمارس المرشد النفسي مهنته على وتيرة واحدة ال يغيرها ،وبناء على
نمط معين ال يحيد عنه في تعامله مع كافة المسترشدين الذين يترددون عليه.وقد
يغير المرشد النفسي من طرقه وأساليب المهنية حسب الحالة التي يتعامل معها،
وحسب المسترشد 1الذي يعالجه ،فلكل طريقة خاصة في العالج وأسلوب متميز في
التعامل .وقد يتبع المرشد النفسي مدرسة 1معينة من مدارس اإلرشاد والعالج
النفسي يمارس خبراته المهنية وفق فلسفتها ونظرياتها ،فنجد المرشد النفسي
اإلنساني ( ) humanistic counselorوالمرشد النفسي السلوكي (
) behavioristic counselorوالمرشد النفسي االنفعالي العقالني (rational
،...) emotive counselorوهكذا دواليك .وقد يختار المرشد النفسي وينتقي
ما يعجبه ويرتاح إليه ،وما يؤمن به ويعتمد عليه من فلسفة ونظرية ،من طريقة
وأسلوب ،من مدارس اإلرشاد والعالج النفسي المختلفة لتشكل مالمح استيرتيجياته
التي يضعها عند معالجته للحاالت التي يتعامل معها ،وهذا ما يسمى 1بالمرشد
النفسي الخياري أو االنتقائي ( . )eclectic counselorوبالرغم أن هناك
انتقادات على الممارية الخيارية ( االنتقائية ) في اإلرشاد والعالج النفسي إال أن
نفرا كثيرا من المرشدين والمعالجين النفسيين ما زالوا يمارسون مهنتهم وفقا لهذه
الفلسفة االنتقائية ( .للمزيد من المعلومات حول هذا الخصوص ،راجع كتاب أسس
علم النفس اإلرشادي المؤلف ).
وبالرغم من أن كل مرشد نفسي يضع استيرتيجياته 1اإلرشادية ،وينفذها وفق
فلسفته التي يعتنقها ،ونظرياته التي يؤمن بها ،مما ينعكس على فنياته التي
يستخدمها أثناء ممارسته 1المهنية 1مع الحاالت التي يعالجها ،إال أن الخطوط
العريضة لبناء القابلة اإلرشادية تكاد تكون واحدة في أطار الممارسة العامة لمهنة
اإلرشاد النفسي .وسنتعرض فيما يلي لتلك الخطوط العريضة 1التي يتبعها معظم
المرشدين النفسيين في مقابالتهم اإلرشادية.
الخطوط العريضة لبناء المقابلة اإلرشادية:
أوال ـ اكتشاف النفسself_exploration :
تبدأ مرحلة البناء ألية مقابلة إرشادية ،تشخيصية كانت أو عالجية ،بمساعدة
المسترشد 1على أن يرتاد نفسه ويكتشفها ،وذلك بتشجيعه على مناقشة أموره كلها
بال خوف وال تردد ،بال خجل وال مداراة حتى ينفتح على نفسه فيحس بمشاعره
الدفينة وأفكاره المكبوتة المتعلقة بذاته .ومن ثم يمكن للمسترشد أن بعي ويدرك
االرتباطات القوية بين مفهومه لذاته وبين االتجاهات المختلفة والمؤثرة عليها،
وبالتالي ما يمكن أن تعكسه من آثار تشكل سلوكه بوجه عام .لذلك يطلق البعض
على هذه المرحلة مسمى 1مرحلة االكتشاف أو مرحلة االرتياد (stage of
.) explorationويرى هانسن ستيفك ،ووارنر (( Warner, 1977
& Hansen stevicأن المسترشد غالبا في بداية هذه المرحلة يرى صعوبات
تكيفه وأزماته بصورة منفصلة عن ذاته ،وخارجة عن كيانه ،وأنه ال دخل له فيها
إال بقدر ضئيل من المسئولية بتقبلها على مضض وبشيء 1من اإلنكار.
وبناء عليه ،تقع على المرشد النفسي مسئولية 1كبيرة في مساعدة المسترشد1
على أن يرى نفسه بوضوح ،وأن ينفتح عليها بإيجابية ،وأن يكتشف المكبوت فيها
بأمانة وموضوعية .ويحمل دينكماير ،بيو ،دينكماير االبن (Dinkmeyer, Bew
)& Dinkmeyer, Jr. 1979المرشد النفسي المسئولية في تشجيع المسترشد
وتدعيمه حتى يتغلب على مظاهر القلق الذي قد ينتابه 1في بداية هذه المرحلة .لذلك
يضع المرشد النفسي الجيد ،والكفء في عمله اسيراتيجياته 1اإلرشادية ،وينفذها
وفق نقاط محددة يستنير بها وبسير 1على هداها ،نذكرها على النحو التالي:
وحتى يتم تنفيذ هذه النقاط المذكورة ،على المرشد النفسي أن ينمي 1اتصاله
بالمسترشد 1جيدا ،وإ قناعه بإمكانية 1التغيير الى األفضل واردة ،ولكنه لن يتم إال
بمساهمته 1اإليجابية في تحمل المسئولية نحو إحداث هذا التغير .ومن ثم يجب على
المسترشد 1أن يظهر مشاعره نحو صعوبات تكيفه بصراحة ،ويحددها بوضوح حتى
يتمكن من التغلب عليها .وفيما يلي عدد من النماذج التي يمكن أن بها المرشد في
مساعدة المسترشد على ارتياد نفيه واكتشافها ،وفقا للنقاط المحددة سابقة الذكر،
وحسب تسلسلها الرقمي.
" أرجو أال تتردد في أن تخبرني 1بأي شيء يتعلق بالصعوبات التي
تواجهك ،أو األزمات التي تنتابك".
" أرجو أن تترك نفسك على سجيتها ،وأن تترك كل ما يتردد في فكرك
لينساب بين شفتيك دون أن تحسبه".
" يسعدني أن أقدم لك أي تفسير أو توضيح حول ما قدمته أنت من
معلومات تتعلق بحالتك".
" كيف رأيت نفسك وأنت في ذلك المأزق الذي تخبرني 1عنه اآلن؟ ليتك
تخبرني عما شعرت به وأحسسته 1عندما وجدت نفسك فيه".
" أرجو أن تعيد علي ما أخبرتني به اآلن ،مرتبا األحداث التي ذكرتها
حسب درجة تأثرك بها ،ورد فعلك عليها".
" ذكرت لي أنك أنفقت كل ما تملكه على مائدة القمار ليلة أمس .كيف
تشعر اآلن وأنت ال تملك ثمن الدواء البنتك المريضة؟".
" هل تعتقد أن زوجتك راضية عن إهمالك لها ،وعدم مساعدتها في
تصريف 1شؤون المنزل؟ كيف يكون شعورك نحوها إذا أهملتك هي
بدورها ولم تساعدك في أي عمل تطلبه منها؟".
أما التواصل غير اللفظي ،فيمكن للمرشد النفسي أن يحققه خالل ابتسامة
دافئة ،إيماءة بالرأس ،اتصال بصري 1،انحناء الجسم في اتجاه المسترشد 1،قرب
المسافة بينهما...وما شابه ذلك .ويرى عدد من الكتاب والمؤلفين أن التواصل
( االتصال) غير اللفظي يتضمن 1كل شيء ما عدا الكلمات التي يمكن أن تتبادل على
األلسنة بين األفراد (جالدستين ) Gladstein, 978ويرى مهرابيان (
) Mehrabian, 1972أن التواصل غير اللفظي يتضمن 1كل الحركات التي تصدر
عن أعضاء الجسم مثل العين ،الرأس ،الكتف ،اليد ،الرجل ،القدم ،دون أن
يصاحبها تعبير لفظي.
ويقع على المرشد النفسي الجيد ،والكفء في عمله مسئولية 1كبرى في
تحقيق التواصل المؤثر الفعال مع المسترشد 1حتى ينتقل 1آثاره الى مفهوم المسترشد
عن ذاته فيتواصل مع نفسه بالكيفية التي تكفل له التنمية 1الكاملة لشخصيته1
والتعديل الكامل لسلوكه .إن اختيار الكلمات المالئمة 1لوضع المسترشد 1وظروفه،
والتي يستعملها المرشد النفسي في التواصل اللفظي معه ،يعتبر أمراً هاماً جداً في
تدعيمه لذلك ،عليه أل يختار الكلمات التي قد تنبذ من المسترشد ،أو التي قد تؤثر
عليه تأثيراً نفسياً وسلوكياً سيئاً وإ ذا أخطا الرشد النفسي العبير في تواصله اللفظي
مع مسترشدة ،فيفضل إال يعتذر عن الكلمات التي ال تصادف قبوالً منه ،وأال يسهب
في شرح مدافع أو شخص مهاجم ،إنما يفضل أن يمر عليها وكأنها لم تكن ،ويعيد
صياغتها بما يتالءم مع المسترشد 1وحالته وفيما يلي نماذج للتواصل الردئ
والتواصل الجيد فيما يتعلق باختيار الكلمات المناسبة.
تواصل ردئ:
" أرى أنك خائف من الفشل في إنجاز هذا العمل الذي وكل إليك!!.
استجابات المسترشد:
(مدافع) " أنا لست خائفاً من شئ!!.
(مهاجم) " من قال لك إنني خائف؟!.
(مدافع) " أنا لم أفشل في أي عملا قمت به"
(مهاجم) " لماذا تحكم على بالفشل؟!.
تواصل ردئ:
" أنا آسف!! لم أقص بكلمة الخوف معنى الضعف ،وال أقصد بكلمة الفشل
معنى العجز ،إنما أردت فقط أن أستوضح 1منك األمر حول شعورك نحو
هذا العمل".
استجابات المسترشد:
" أن مجرد ذكر كلمة خوف أو كلمة فشل يجعلني أشعر بإحباط فال يمكنني
أن أمارس أي عمل يوكل إلى!!"( ...مدافع)
" أرجو أن تنفي كلماتك حتى تكون واضحة المعنى ومفهومه القصد أن
تلك الكلمات الخوف أو الفشل تزيد حالتي سواء!!"( ...مهاجم)
تواصل جيد:
" هل تظن أنك ال تستطيع 1إنجاز هذا العمل الذي وكل إليك بنجاح
ملحوظ!".
يجب أن يركز المرشد النفسي في تواصله اللفظي مع المسترشد على
شخصيته 1هو،وعلى حالته التي يعاني منها ،فال يتطرف عنها بإقحام أمثله
لحاالت أخري مشابهة 1لحالة المسترشد ،وال يتطرف بفرض أمثلة لتجارية1
الشخصية على وضع مسترشدة ،وال يقفز من موضوع في حالة المسترشد
إلى موضع آخر دون أن يستوفي الموضع األول حقه .ومن ثم ،فعلى
المرشد النفسي أن يتجنب التذبذب والتخبط بين حالة وأخرى ،وأن يتحاشى
التردد والترنح بين تجاربه 1الشخصية وخبرات المسترشد الذي يتعامل معه،
وأن يحرص على أال يضل طريقة بين موضع وآخر في حالة المسترشد
الذي يتواصل معه .فإذا راعى المرشد النفسي هذه االعتبارات يكون قد
خطى خطوات ثانية وناجحة في طريق التواصل الجيد مع المسترشد وقد
يفيد ضرب األمثلة لحاالت أخرى مشابهة ،أو عرض خبرات شخصية1
للمرشد على المسترشد ،أو التنقل من موضع إلى آخر في الحالة التي
تعالج ،ولكن ال ننصح 1بها في المستويات المبكرة من هذه المرحلة حيث
يفضل ممارستها بعد أن يتحقق تواصل الجيد بين المرشد والمسترشد ،وبعد
أن يستطيع 1المسترشد 1أن يتواصل 1مع نفسه ،كما أننا نؤكد على عدم اإلفراط
في ممارستها والتركيز عليها متجاهلين ومهملين الحالة األصلية وصاحبها
وأطرافها .وفيما يلي عرض للتواصل الردئ والتواصل الجيد فيما يتعلق
بهذه االعتبارات:
" أنني أتعامل اآلن مع حالة مشابهة لحالتك ،وقد تم تنفيذ كذا وكذا
بخصوصها!!".
" لقد مر على حاالت متشابهة مع حالتك ،ولم تكن مستعصية 1أبداً فقد
تمكنت من عبور أزماتها!!"
.
استجابات المرشد:
" أظن أن اهتمامات المرشد النفسي بالحالة األخرى تفوق اهتماماته
بحالتي .لذلك فهو يضرب بها المثل نتيجة لما أواله لها من عناية أكثر
من عنايته 1لي!!".
" أرى أن هذا المرشد يستعرض عضالته علي ،واهلل وحده يعلم إن كان
صادقا أو مخادعا".
تواصل جيد:
" دعنا نركز معا على األحداث األساسية التي مرت علينا أثناء مناقشتنا
لحالتك حتى نحاول ربطها مع بعض مما قد يفيد إضافة سيء جديد
نستفيد منه".
" أرجو أال تيأس من رحمة اهلل ،فهو وحده قادر على أن يزيل 1ما يصيبنا
من أزمات ،ولكن علينا أن نأخذ باألسباب ،وال ننسى 1قول اهلل تعالى :إن
اهلل ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .صدق اهلل العظيم".
تواصل رديء:
" إذا كنت أنا مكانك ،لكنت فعلت كذا وكذا ".
" عندما صادفتني نفس الصعوبات التي تصادفك اآلن ،أمكنني مواجهتها
بكذا وكذا ".
" من خبراتي السابقة في هذا الموضوع ،أي أنك البد أن تفعل كذا
وكذا".
استجابات المسترشد:
" ولكنك لست مكاني!! وإ ذا كنت مكاني فإنني واثق أنك لن تستطيع 1أن
تفعل ما تقول".
" لعل ظروفك غير ظروف ،لذلك أمكنك مواجهه صعوباتك ،ولكني لم
أتمكن أنا من موجهتها بالرغم أنها متشابهة!!".
" أن خبراتك السابقة كانت مع نفسك ولم تكن معي أنا ،كيف يمكن
االستفادة منها وأنا غير واثق إن كنت تمر بنفس األزمات التي تمر بها
اآلن أم ال!!".
تواصل جيد:
" أنك أنت أدرى بظروفك وأحوالك ،لذلك سوف نبحث معا عن عدد من
البدائل والخيرات حتى نتناقش حولها لتقرر أنت بنفسك أنسبها لك
وأفضلها لحالتك".
تواصل ردئ:
" لنترك اآلن ما أخبرتني به عن طالقك من زوجتك ،ولنتحدث قليالً عن
عالقاتك المهنية مع زمالئك في العمل".
" ترى أن الخيانة الزوجية شيء فظيع ،فما رأيك في الخيانة العظمى
للوطن ".
استجابات المسترشد:
" كيف أترك الحديث عن طالقي من زوجتي؟! إن هذا اآلمر هو الجوهر
األساسي في أزماتي .لماذا يسألني عن عالقاتي مع زمالئي في العمل؟ ما
عالقة هذا بذاك؟!!".
" سبحان اهلل !! مالي أنا والخيانة العظمى للوطن! أنا إنسان بسيط ليس لي
هم في الدنيا إال شكوكي في سلوك زوجتي!! إن نار الشك في إخالص
زوجتي لي تحرقني!! هل هذا وقت الكالم عن الوطن والخيانة العظمى؟!".
تواصل جيد:
" ليتك تخبرني 1أكثر مما أخبرتني 1به عن عالقتك بزوجتك من حيث التفاهم
والميول ،واالهتمامات والتعاون في المنزل ...وما شابه ذلك ،والسيما في
الفترة في الفترة األخيرة عن الطالق".
" أن األديان جميعاً تستنكر 1وتحرم الخيانة الزوجية ،ولكن الدين اإلسالمي
الحنيف يستنكر أيضاً بعض الظن ،ويحرم قذف المحصنات إال بعد بينه
وشهادة شهود حتى ال نصيبهن بجهالة .لذلك دعنا نناقش معا هذه
الشكوك التي تساورك حول سلوك زوجتك ،لعلنا نصل إلى منطق مقبول
يبرئها منها ويهدئ من روعك".
وفيما يتعلق بتقديم المعلومات للمسترشد ،وتفسيرها وتحليلها ،يجب أن تعطي له
جرعات قليل ،وبأسلوب متتابع مسلسل وسلس ،بحيث تكون غير معقدة وال مبهمة
حتى ال يضطرب تفكيره..........................
اكتشاف حالته ومتابعتها .هذا النمط من التواصل يتيح 1الفرصة للمسترشد أن
يتلقى المزيد من المعلومات ،ويتيح الفرصة للمرشد أن يتأكد من فهمه لها
واستيعابها ،ومدى إمكانية تقبله لغيرها .وننصح 1المرشد النفسي أن يبتعد بقدر
اإلمكان عن اإلسهاب في شرح أية معلومة كانت ,وأال يتشعب في تفسيرها
وتحليلها والخوض في جزئياتها مهما كانت نوعها حتى ال يضيع المسترشد في
زحام المعطيات بال مبرر .فمثال إذا كانت المعلومات المعطاة للمسترشد تتعلق
بتفسير 1اختبار نفسي ،فإن التواصل الجيد معه لتوصيل هذه المعلومات إليه يكمن
في المضمون والجوهر وال يتطلب التعرض للشكل وال المظهر .ومن ثم ،يفضل أن
تشرح له النتائج العامة التي حصل عليها من االختبار النفسي ،وتفسر له العوامل
التي تشير إليها دون التطرق الى إحصاءاتها ودرجاتها الخام ونسبها المئوية1.
ويمكن توضيح ما قصدنا إليه بعرض النماذج التالية للتواصل الرديء والتواصل
الجيد فيما يتعلق بهذا الخصوص على النحو التالي:
تواصل ردئ:
" أن الضعف الجنسي عند الرجل يشمل عدة مظاهر ،منها ،القذف السريع،
عدم انتصاب العضو نهائيا ،وارتخاء العضو الذكري قبل الجماع مباشرة أو
أثناءه ،وفيما يتعلق بالقذف فإن أعراضه كذا وكذا .وتكون أسبابه كذا
وكذا ،....أما عدم انتصابا العضو الذوعن ارتخاءفان األعراض المصاحبة
له تشمل كذا وكذا ،..وقد تكون دوافعه كذا وكذا وعن ارتخاء العضو
الذكري قبل الجماع مباشرة أو أثناءه فقد يكون ناتجا عن كذا وكذا."...
هذا النموذج من التواصل يعتبر رديئا جدا ألنه يحول المرشد النفسي من
وظيفته العالجية إلى وظيفة محاضر يلقي محاضرة عن الضعف الجنسي
عند الرجل ،ومظاهره وأسبابه ودوافعه .وقد يستغرق المرشد النفسي
الفترة الزمنية المخصصة للمقابلة اإلرشادية في إلقاء هذه المحاضرة على
فرض أنه يقد معلومات يعتقد أنها مفيدة للمسترشد ،بينما هي في حقيقة
األمر مملة ،وقد تتسبب في ازدياد حالة المسترشد 1فهمها كلها واستيعاب
محتوياتها.
تواصل جيد:
" لقد ذكرت لي أنك تشك في قدرتك على المباشرة الجنسية بالطريقة
الشرعية مع زوجتك ما الذي جعلك تظن هذا؟!!".
" هل لك أن تصارحني وتحدثني 1عن مظاهر الضعف الجنسي الذي تظن أنك
مصاب به ؟!".
" القذف السريع ظاهرة جنسية 1يعاني منها عدد غير قليل من الرجال ،تختلف
ظروف كل منهم عن ظروف اآلخر إذا تناقشنا حول ظروفك قد نصل إلى
األسباب والدوافع التي أدت إليه".
ليتك تخبرني أكثر عن كل الظروف التي تحيط بك أثناء مباشرتك للجماع مع
زوجتك
تواصل ردئ:
" لقد حصلت على 55درجة في القدرة اللغوية في االختبار النفسي
الذي أجرى لك ،وهذا يعني أن قدراتك اللغوية في مستوى عام لقدرة
55فرد في كل مجموعة تتكون من 100فرد تم مقارنتك بها .أما
الدرجة التي حصلت عليها في القدرة العددية فهي 10درجات فقط،
وهذا يعنى أن 10فرداً في كل مجموعة تقارب نفسك بها تكون
قدرتهم العدية أفضل من".
تواصل جيد:
" يتضح من نتائج االختبار النفسي الذي أجرى عليك أن قدرتك اللغوية
متوسطة وقدرتك العددية أقل بكثير من المتوسط".
يتضح من النموذجين سألفي الذكر بأن المسترشد قد يتشتت ذهنه عندما يعرض
عليه المرشد النفسي نتائج االختبار الذي أجراه له بتفصيالت اإلحصائية والرقمية
مما قد يصعب عليه فهم قدراته المراد قياسها وننصح المرشد النفسي أال يتطرق
لهذه التفصيالت إال إذا طلب منه المسترشد ذلك وبناء على طلبه .وفي هذه الحالة
فإن النموذج األول الذي يتصف 1بالرداءة في التواصل قد يصادف قبوال عند
المسترشد 1إذا كان فرداً ذا مستوى 1ثقافي معين وعلى مستوى 1من الوعي واإلدراك
يؤهله إلى أن يفهم ذلك .أما النموذج الثاني الذي يمثل 1التواصل الجيد فإنه يتميز1
بالكفاءة في تواصل ما يحتاجه المسترشد 1من معلومات حول قدراته اللغوية
والعدية في كلمات معدودة مركزة.
وأبدي تهربه 1من اإلجابة عنها وال تنصح المرشد النفسي أن يدفع المسترشد 1إلى
الخضوع في حديث عن تلك األمور المحرجة له ألنه سوف يتحول إلى شخص
مقاوم ،أو شخص مدافع ،أو شخص مهاجم.كما أن العالج قد يطول بسبب التعجل
في الحصول على المعلومات المتعلقة بتلك األمور المحرجة .وليكن معلوماً لدى
المرشد بأن المسترشد بنفسه 1وتلقائياً سوف يتعرض للحديث عنها في حينها وفي
وقتها المناسب عندما يكون مستعداً لطرقها بعد أن يثق في مرشده النفسي ثقة
كاملة وإ ذا شعر المسترشد بمحاولة دفعه للحديث عما ال يريد أن يتطرق إليه ،فإنه
سيحاول الهرب باستمرار وقد ال يعود إليه مطلق .وفيما يلي نموذجان من التواصل
الردئ والتواصل الجيد توضيحا لما ذكر.
تواصل ردئ:
" دعنا نعود اآلن إلى ما ذكرته عن زوجة أبيك ،أنك تظن أنها تستميله1
وتحرضه ضدك بوسائلها الخاصة .ماذا تعني بعبارة :وسائلها الخاصة؟".
" لماذا تعتقد بأن زوجة أبيك تستميله 1وتحرضه ضدك بأساليب إغرائية؟".
تواصل جيد:
"لقد ذكرت شيئا عن زوجة أبيك ،وعالقتها باستمالته وتحريضه ضدك.
إن كنت ال تمانع ،أرجو أن تزيدني إيضاحاً حول ما تقصده".
يتضح من النموذج الردئ للتواصل أن المرشد النفسي يدفع المسترشد 1دفعاً
للتحدث عن أمر قد فلت وتسرب على لسانه ،محاصراً له باستفسار عن الوسائل
الخاصة التي تتبعها زوجة أبيه الستمالته إليه وتحريضه ضده.
ويتضح 1من النموذج الجيد للتواصل أن المرشد النفسي يترك الحرية للمسترشد
في التطرق بالحديث إلى ذلك األمر ،مستذنا بعبارة (إن كنت ال تمانع).كما أنه قد
تجنب تماماً التعرض إلى ما شعر بأنه قد يكون مخجالً له ،فلم يذكر أية كلمة عن
(الوسائل الخاصة لزوجة أبيه).
بالرغم أن المؤشرات العضوية 1غير اللفظية مثل تركيز البصر على المسترشد،
االبتسامة 1الدافئة له،اإليماءة بالرأس ،اإلشارة باأليدي والجسم ،التقرب منه 1في
الجلوس ،الميل نحوه وفي اتجاهه تمثل كلها وغيرها التواصل غير اللفظي بين
المرشد والمسترشد 1،إال أننا ننصح 1بعدم المغاالة في هذه المؤثرات والسيما إذا كان
طرفي المقابلة اإلرشادية ،المرشد والمسترشد 1،من جنسين مختلفين (ذكر وأنثى)،
أو من فئتين عمريتين متباعدتين (كبير 1في السن وصغير في السن) ولو أنه مفهوم
ضمناً عدم الخلوة بين رجل وامرأة الشريعة اإلسالمية ،وأنه محرم خلو امرأة مع
رجل بدون محرم لها في مكان ما ،إال أننا نؤكد على أن يكون المرشد النفسي من
نفس جنس المسترشد بحيث يكون طرفا المقابلة اإلرشادية من جنس واحد ،إما
رجلين أو امرأتين وذلك الن المقابلة ستتم بينهما في غرفة يشترط في بابها أن
يكون مغلقاً باستمرار 1طوال فترة انعقادها ،وهذا ما يخالف الشريعة اإلسالمية التي
تصون العرض والسمعة لكل مسلم ومسلمة إذا كان الطرفان من جنسين مختلفين.
ومن ناحية أخرى ،فإننا نفضل أن يكون طرفا المقابلة اإلرشادية متقاربين في
السن نوعاً ما أو أن البعد العمري بينهما ال يشكل عائقاً في التواصل الجيد بينهم.
فقد يصعب على المرشد النفسي الذي يبلغ من العمر سبعين عاماً أن يفهم طفالً في
السابعة من عمره ،ولكن من السهل على المرشد النفسي الذي يحتل العقد الوسطى
من العمر ( )middle ageأن يفهم مسترشديه 1الذين يصغروه والذين يكبروه
عمراً .وليس معنا هذا أن نحكم على المرشدين النفسيين الراشدين بالتقاعد
المبكر ،وعلى المرشدين النفسيين المسنين بالفناء والنهاية ،ولكن ما قصد إليه أن
كل فئة عمرية توفر القدرة على الفهم المتبادل بين أعضائها بدرجة أكبر من
توفيرها لفئة عمرية أخرى متباعدة عنها كثيراً ،نظراً لتالشي فجوة األجيال بينهما
(.)generation gap
وفي ختام هذا المبحث ،يجدر بنا أن نشير 1إلى ما ذكره جوردون
( )Gordon, 1972من وصف
لعدد من البنود ،يرى أنها تحطم التواصل بين المرشد والمسترشد 1إذا تضمنتها أيه
مقابلة إرشادية ،ونذكر عدد من هذه البنود فيما يلي:
.2التوبيخ 1،التحذير ،التهديد. .1األمر ،النهي ،القيادة .
.4الوعد والنصح. .3التحكم واإللزام.
.5اإلغراء ،المجادلة ،المحاضرة .6 .النقد والحكم.
.8الخجل ورفع الكلفة. .7االقتراح وإ ثبات الوجود.
.10االنسحاب والتخريب. .9المواساة وندب الحظ.
ثم أضاف جوردون ( )Gordon, 1972إلى أن اإلنصات االيجابي من المرشد
للمسترشد يعتبر دعامة للتواصل الجيد بينهم ألنه يساعد المسترشد على اختبار
مشاعره والتعامل معها بانفتاح أكثر .ومن ناحية أخرى يقترح 1هاكني وكورمبير( 1
)Hackney, Cormier, 1979عدد من المؤشرات التي يجب أن يراعيها
المرشد النفسي الذي ينشد التواصل الجيد مع المسترشد ،نذكر بعضا منها على
النحو التالي:
( )1طالقة الوجه.
( )2اتصال بصري جيد.
( )3صوت دافئ ذو نغمة ثابتة.
( )4ابتسامة دافئة في مناسبتها.
( )5إشارات باليد في الوقت المناسب.
( )6نسبة مناسبة 1من الحديث ( عدم التحدث كثيرا).
( )7استجابة ألول مثير 1يدل على رغبة المسترشد في التواصل.
( )8تواصل لفظي مركز على المسترشد وصعوباته الحالية التي يعرضها.
( )9تدعيم مناسب لفظي وغير لفظي الستجابات المسترشد للتواصل.
وتصل هذه الفترة ( فترة تواصل النفس) الى نهايتها عندما يتغير اتجاه
المسترشد 1عن سلبية مطلقة الى فهم واع وإ دراك كامل للنفس .وتبدو مالمحها
واضحة عندما يبدأ المسترشد 1في تقديم مشاعره وانفعاالته ،وتقويم انعكاسه على
سلوكياته .وعندما يبدأ المسترشد بربط األحداث التي وقعت له ومرت عليه في
حياته ،بذاته ،وعندما ال يراها خارجة عن كيانه ،فإنه في هذه الحالة يشعر وكأنه
وجد نفسه فملكها ،ويصبح 1مسيطرا على انفعاالته واتجاهاته وسلوكياته .ثم بعد
ذلك يتحدث عن نفسه بطالقة دون خوف وال حذر ،دون تردد وال خجل ،مقوما
لسلبياتها قبل إيجابياتها ،متفهما ألخطائها فبل سالمتها .وينشط المرشد النفسي
في نهاية هذه الفترة مشجعا ومدعما للحالة الجيدة التي وصل إليها المسترشد1،
آخذا في الحسبان صعوبتها على كل منهما ،فهي فترة صعبة على المسترشد 1ألنها
تتضمن القيد التدريجي التجاهاته ومشاعره ،والتعديل الشامل لسلوكه .وهي فترة
حرجة للمرشد ألنها تتطلب منه الحذر والعناية في ممارسة 1فنيات التواصل مع
المسترشد 1والسيما فنياته المواجهة ((Confrontation Techniques
ويقترح إيدي ،التركس ،وبيتس (( Eddy.Altekruse, & Pitts, 1981أن
تركز المواجهة ( )Confrontationعلى بعض المظاهر السلوكية التي تبدو
على المسترشد مثل :حديث النفس المخادع ،التفكير في الماضي والمستقبل1،
والحيل الدفاعية غير السوية ،وإ نه يجب أن يواجه المسترشد بضرورة 1الحديث
الصادق مع النفس ،والتفكير في اآلن وهنا ،والعيش في الواقع .وسوف نستعرض
فنيات المقابلة اإلرشادية بصورة شاملة بما فيها فنيات المواجهة في الباب القادم
إنشاء اهلل.
ولن يستطيع 1المرشد النفسي مساعد المسترشد النفسي مساعد المسترشد 1على
تحقيق تطابق النفس أن لم يكن هو شخصيا متمتعاً بالتطابق النفسي أوال .ويوصف
روجرز ( )Rogers, 1976تطابق النفس بالنسبة للمرشد النفسي بأنه يكون قادراً
على معايشة وممارسة 1ما يشعر به في داخلة وما يدركه في أعماق ،معايشة1
واقعية وممارسة فعلية أثناء عالقته مع المسترشد 1في المقابلة اإلرشادية بمعنى أن
يكون سلوك المرشد مع المسترشد 1مطابقا لما يشعر به ويحسه وفقا لنظام القيم
الذي يؤمن به ،فال يساعد المسترشد على اختيار وممارسة سلوك جديد هو
شخصيا (المرشد) غير مقتنع به في أعماق نفسه وغير راض عنه .وبناء عليه
فان تطابق النفس سواء أكان ذلك بالنسبة 1للمرشد أو المسترشد 1يعني الصدق في
القول والعمل ،يعني ترجمة األحاسيس والمشاعر الى سلوك ممارس ،يعني خروج
ما في القلب لينساب على اللسان ،مما جعل اإلنسان صادقاً مع نفسه ،ال يفعل ما
يخجل منه وال منه 1وال يخجل مما يفعله أن سليما.
المسترشد1:
"لقد شربت كأسا من الخمر وأنا أعلم أنه حرام لذلك فإن ضميري1
يؤنبني"1.
ممارسات رديئة:
(لتأكيد االستجابة) هل تعتبر هذه أول مرة تشرب فيها الخمر؟
أما النموذج الثاني من الممارسة الرديئة فإنه يتضمن معنى النصح والوعظ،
ومعنى التأنيب والتحذير فينفس الوقت وهذا ما ننصح أن نبتعد عنه بقدر
اإلمكان في ممارستنا اإلرشادية لمستر شدينا ،ألننا كمرشدين نفسيين ال
نصنف أنفسنا ضمن فئة الوعاظ وال فئة الناصحين ،أنما مهمتنا األصلية
تنحصر في مساعدة المستضعفين من المرضى النفسيين على تحقيق
االتزان النفسي والثبات االنفعالي لكل منهما .كما أننا ال نملك الحق في
تأنيب البشر وال تحذيرهم ،فمن نحن حتى نعطي ألنفسنا ما ليس لنا به من
سلطان ،ونحن نتلو قول اهلل تعال في سورة الغاشية ،اآليات (:)26-21
"فذكر إنما أنت مذكر ،لست عليهم بمسيطر 1،إال من تولى وكفر ،فيعذبه اهلل
العذاب األكبر إن إلينا إيابهم ،ثم ان علينا حسابهم" ،ونحن نرى أنفسنا في
قول السيد المسيح 1عليه السالم" :من كان منكم بال خطيئة 1فليرجعها" وهو
يقصد السيدة مريم المجدلية .لذلك ،فإذا أردنا أن نساعد مشترشدينا
ونأمرهم بالمعروف فليكن بقول لين وإ ذا أردا أن ننهيهم عن المنكر فليكن
أيضا بقول لين ولنتذكر قول اهلل تعالى في هذا الخصوص( :ادع إلى سبيل1
ربك بالحكمة والموعظة وجادلهم بالتي هي أحسن) صدق اهلل العظيم
(النحل )125 ،وقوله تعالى" :فقل لهم قوال ميسورا" صدق اهلل العظيم
(اإلسراء )28 ،وقوله عز وجل "فقوال قوال ليننا لعله يتذكر أو يخشى"
صدق اهلل العظيم (طه .)44،وليكن القرآن الكريم والسنة المعطرة نورا
لربيع قلوبنا ونورا لممارستنا العملية لإلرشاد النفسي في إطار الشريعة
اإلسالمية السمحاء.
وال يمثل هذان النموذجان من الممارسة الرديئة أيه خطوه إيجابية من
المرشد النفسي نحو تحريك المسترشد 1من إطاره المرجعي الخارجي إلى
إطاره المرجعي الداخلي حتى تتطابق نفسه الواقعية مع نفسه المثالية،
وبالتالي ،فإن هذين النموذجين من الممارسة الرديئة ضرب من تضييع
الوقت لكل من المرشد والمسترشد على حد سواء ألنهم ال يحققان أي هدف،
غير الكالم من أجل الكالم ،فيصبحان هباء في الهواء.
ممارسة جيدة:
" لقد ذكرت لي أن ضميرك يؤنبك بعد أن شربت الخمر ،هل لك أن
(اكتشاف النفس) تفسر لي كيف كان هذا؟".
" هل تشعر أن تأنيب ضميرك لسبب شربك للخمر ،يدل على اعتقادك
(اكتشاف بأن هذا الفعل حرام ،ومخالف للشريعة اإلسالمية".
النفس)
" إذا سمحت لك الظروف بأن تشرب الخمر مرة ثانية ولم يرك أحد،
كيف تتصرف؟".
(تواصل النفس)
" إذا ضغط عليك جماعة الرفاق في أن تشاركهم تناول الخمر ولو
برشفه واحده ،كيف يكون موقفك منهم ومن نفسك؟".
(تواصل النفس)
" هل أنت على استعداد للتوبة إلى اهلل ،وأن تكون صادقا معه عز وجل
ومع نفسك ،بأن تعده سبحانه بأال تشرب الخمر مرة أخرى؟".
(تطابق النفس)
" قال اهلل تعالى سورة الحجر ،اآلية (( )49نبئ عبادي أني أنا الغفور
الرحيم) صدق اهلل العظيم .وهناك كثير من آيات اهلل البينات التي
تؤكد على رحمة اهلل وغفرانه بعبادة التائبين هل تحب أن نتناقش
حول معاني هذه اآليات الكريمات عسى اهلل أن يتقبل 1توبتنا خالصة
(تطابق النفس) لوجهه الكريم؟".
" يقول اهلل تعالى في حديث قدسي( :أنا عند ظن عبدي بي ،إن كان
ظنه خيرا فهو خير ،وإ ن كان ظنه شرا فهو شر) ...واآلن ماذا ترى
في أمر توبتك إلى اهلل سبحانه وتعالى)
(تطابق النفس)
يتضح من هذه الممارسات الجيدة مدى الكفاءة التي يتمتع بها المرشد النفسي
عندما تدرج بالمسترشد 1من فترة اكتشاف النفس الى فترة التواصل معها ،ثم انتهى
به الى فترة تطابقها .فقد استطاع المرشد أن يشجع المسترشد أن ينفتح على نفسه
ويكتشفها عندما طلب منه 1ان يشرح 1له كيف كان يؤنبه ضميره 1بسبب شربه
للخمر ،وعندما جعله أكثر وعيا بأن تأنيب الضمير يعتبر ظاهرة صحيحة تدل على
الشدة في تحريم الخمر ،وتدل على أن شربه 1يعتبر مخالفا لتعاليم الدين اإلسالمي
الحنيف .ثم بعد ذلك ،تدرج به المرشد النفسي الى فترة التواصل مع النفس حيث
حاول اختبار مشاعره حول إمكانية مواجهة نفسه إذا وضع في ظروف مشابهة1
للظروف األولى التي دفعته لشرب الخمر.وبعد ذلك .انتقل المرشد النفسي
بالمسترشد 1الى مرحلة تطابق النفس عندما واجهه بالتوبة كمصدر المتحدي
الختبار مشاعره نحو تقبله هذا التحدي ،واختبار قدراته على تقبل التغيير في
سلوكه ،متحركا به من الواقع الذي يعيش فيه بسلوك غير سوي مسببا له
االضطراب النفسي في صورة تأنيب الضمير الى نظام القيم الذي يؤمن به ،والذي
يريد أن يعدل سلوكه على هداه .وعندما آمن المسترشد في النهاية عن اقتناع
ويقين بأنه يمكن أن يصبح فردا آخرا غير الذي كان ،وأن يتميز سلوكه الجديد بما
يرضي اهلل بعد توبته النصوحة إليه ،وبما يرضي 1ضميره (النفس المثالية) ،فإنه
بذلك يكون قد حقق تطابق النفس الواقعية مع النفس المثالية.
مرحلة اإلقفال
STAGE OF CLOSING
تسمى مرحلة اإلقفال ( )stage of closingأحيانا بمرحلة النهاية (stage of
)terminationأو المرحلة األخيرة( )last stageويمكن أن يصل الطرفان
المرشد والمسترشد 1،الى قرار مشترك بإنهاء المقابلة اإلرشادية دون االلتزام
بالمرور على مراحلها التلقائية سالفة الذكر ،مرحلة االفتتاح ،ومرحلة البناء،أو قبل
أن تستوفي 1كل مرحلة حقها المهني ،إذا وجدا ال ضرورة الستكمال المقابلة ،وال
ضرورة االستمرار 1فيها .وقد تنتهي المقابلة بناء على رغبة أحد الطرفين وإ صراره
على ذلك نتيجة 1لطبيعة الظروف المحيطة بحالة المسترشد 1.وقد تنتهي العالقة
اإلرشادية عند نهاية المقابلة االبتدائية 1وال تكرر بعدها في صورة مقابالت
تشخيصية 1أو مقابالت عالجية ،وقد تنتهي 1العالقة اإلرشادية وتتوقف خالل الفترة
الزمنية 1التي تتم فيها المقابالت التشخيصية 1والعالجية ،وبعد أن يكون المسترشد
انتظم فيها لعدد من المرات .ولكل مقابلة ظروفها الخاصة بها وبإقفالها ،ولكل حالة
ظروفها الخاصة بها والخاصة بتوقف المقابالت اإلرشادية التي تناولتها .وعموما،
يقع على المرشد النفسي العبء األكبر في تحديد الوقت المناسب إلقفال المقابلة في
صورتها العادية أو في صورتها االستثنائية 1،وفي تحديد الفترة الزمنية التي تتوقف
بعدها العالقة اإلرشادية في األحوال العادية أو في األوضاع االستثنائية 1وبالرغم من
تنوع الدوافع واختالف األسباب التي تؤدي الى إقفال المقابلة ،أو التوقف في
استمرار العالقة اإلرشادية والعالجية ،وإ نهائها بشكل مفاجئ وبصورة 1استثنائية1،
إال أنه من الممكن تحديد عدد منها تم التعارف عليها في مجال اإلرشاد والعالج
النفسي ،على سبيل 1المثال وليس على سبيل الحصر نسردها من وجهة نظر كل من
المرشد والمسترشد 1على النحو التالي:
(الشعور بااللتزام).
(كثرة التغيب).
وعندما نتناول موضوع اإلقفال للمقابلة ،فإننا نتعرض الى خصائص مرحلة اإلقفال
في األحوال العادية التي تتم فيها لكل مقابلة إرشادية سواء أكانت ابتدائية أم
تشخيصية 1،أم عالجية ،وبعد أن تكون المقابلة قد مرت تلقائيا بمرحلتيها السابقتين،
مرحلة االفتتاح ومرحلة البناء ،حيث أن مرحلة اإلقفال ألية مقابلة إرشادية تعتبر
المرحلة الختامية لها ،والتي ال تنتهي المقابلة إال بها.
وقد يقع المرشد النفسي المبتدئ أو حديث التخرج غالبا في حيرة من أمره فيما
يتعلق بمرحلة اإلقفال في المقابلة اإلرشادية ،حيث قد يفلت منه 1الزمام وتطغى
مرحلة البناء عليها ،وتصل المقابلة الى وقت االنتهاء منها وهو لم يكن مستعدا
إلقفالها .ومن ثم ،يقف المرشد النفسي المبتدئ ()the beginning counselor
مكتوف األيدي ال يدري كيف يتدبر األمر ،والسيما إذا كان المسترشد 1نفسه لم يكن
مستعدا إلقفال المقابلة ألنه لم ينته 1من حديثه 1البنائي بعد .ويتذكر المؤلف في هذا
الصدد ما حدث له أثناء فترة تدريبه كمرشد نفسي على اإلرشادية مع إحدى
زميالته كمسترشدة تحت إشراف البروفسيرة األمريكية 1هيلين كين (Helen
)Keenفي مرحلة الماجستير في جامعة ديترويت 1األمريكية 1،حيث كان منهمكا
جدا بما عرضته عليه زميلته من صعوبات واجهتها في توافقها األسرى مع
زوجها ،فنسى نفسه وسرح بحديثة معها في مرحلة البناء حتى قارب وقت المقابلة
على االنتهاء وهو لم يكن مستعدا إلقفال المقابلة ،فذكرته زميلته مشيرة 1إلى
الساعة التي بمعصمها قائلة( :ماهر! الوقت انتهى !!_time is ) ,Maher
. upوانتهت المقابلة دون أن يقفلها باألساليب الفنية التي يجب أن يتبعها في
مرحلة اإلقفال .وهو كان يتدرب كمسترشد 1،حيث نسيت نفسها فسرحت بالحديث
حتى نهاية المقابلة ،وذكرها المؤلف بنفس العبارة التي ذكر بها سابقا بقوله( :ألن!
الوقت انتهى .) Ellen time is upوتكر هذا الحديث أكثر من مرة في أكثر من
مقابلة مع اثنين من ثالث مرشدات نفسيات .كن يتدربن على المقابلة اإلرشادية
تحت إشراف المؤلف في جامعة ميشيجان األمريكية 1عام 1981م حيث نسيت كل
منهما نفسها وسرحت بحديثها مع المسترشدين 1الذين كلفتا بالتعامل معهم ،وانتهت
كل منهما المقابلة دون أن تقفلها بالطرق الفنية 1المعتادة .وقد لفت المؤلف نظرهما
إلى ذلك خالل التغذية الرجعية ( )Feedbackالتي كان يمارسها معهن بعد كل
مقابلة مستخدما التسجيالت السمعية والمرئية 1المسجل عليها وقائع المقابالت التي
تمت بينهن وبين المسترشدين المكلفات بمعالجتهم ،حتى أصبحن جميعا يتمتعن
بكفاءة عالية في ممارسة مهارة إقفال المقابلة على أحسن وجه والحمد هلل .
وبناء علية ،فنحن ننصح المرشدين النفسيين المبتدئين ،أو حديثي التخرج بأن
يكونوا على وعي تام بهذه الزلة التي قد ينحدرون إليها دون أن يشعروا .وليكن
معلوما لديهم بأن أنسب فترات زمنية 1يمكن استغاللها في كل مرحلة من مراحل
المقابلة اإلرشادية ،تكون بواقع عشر دقائق لمرحلة االفتتاح ،وثالثون دقيقة
لمرحلة البناء ،وخمس دقائق لمرحلة اإلقفال .لذلك على المرشد النفسي أن يكون
يقظا باستمرار 1لعامل الوقت في المقابلة اإلرشادية ،فال ينخدع فيه فيفلت من
الزمام ومن ثم ،فعليه أن ينظر إلى ساعته خلسة دون أن يالحظه المسترشد حتى
يكون على بينة 1من أمره في كل مرحلة من مراحل المقابلة التي يمارس مهاراته
وفنياته فيها ،فال يطغى وقت مرحلة على األخرى ،مما يجعل المسترشد 1مدفوعا
خاللها دون تمهيد أو استعداد لها .ومع أننا نعيد ونؤكد على أنه ليس هناك حدود
فاصلة وواضحة بين كل مرحلة وأخرى محققا أهداف كل منها بما يعود بالنفع
والفائدة عليه ممثلة في إزالة األزمات النفسية التي ألمت به والتغلب على
الصعوبات التي واجهته مما يسهم في تنمية 1شخصية وتعديل سلوكه ،وهذا هو
الهدف العام الرئيسي من اإلرشادية والعالج النفسي ككل.
ويجب على المرشد النفسي أن يراعي عدة اعتبارات هامة عند إقفال المقابلة
اإلرشادية ،أهمها :أال يترك المسترشد 1يخرج من عنده وهو يحمل في نفسه أي أثر
سيء ،وأية خبرة مؤلمة للعالقة اإلرشادية بينهما ،بل يجب عليه أن يبذل قصارى
جهده ليرضيه 1ويطيب خاطره ويغرس األمل فيه ويشعره بأنه استفاد فعال من
المقابلة التي حضرها ،وأنه حقق فائدة منها مهما كان حجم هذه الفائدة أو كميتها
أو نوعها .كما أن المرشد النفسي يعمل على تشجيع المسترشد للمشاركة معه في
وضع الخطط المستقبلية 1فيما يتعلق بحالته حتى يشعر بأهميته ،وأهمية مساهمته1
في استراتيجيات اإلرشاد والعالج النفسي الذي سيتم معالجته على أساسها ويجب
على المرشد النفسي أن يمهد لمرحلة اإلقفال بحيث يجعل المسترشد مستعدا لها،
وأن يكون كل منهما على وعى تام بأنهما يتواصالن لفظيا وغير لفظي بما يتالءم
مع خصائص هذه المرحلة ،مما يحتم عليهما عدم بحث أية معلومة جديدة ،وعدم
مناقشة أي موضوع جديد يحاول المسترشد 1أن يتطرق إليه أو يطرحه .وإ ذا أصر
المسترشد 1على ذلك .فعلى المرشد النفسي أن يعده بمناقشته وبحثه في مقابلة
مستقلة في المستقبل 1القريب يحدد موعدها بناء على أتفاق سابق بينهما قبل
مغادرة المسترشد غرفة اإلرشاد النفسي.
وقد يلجأ المسترشد 1في أخر لحظة قرب اإلقفال إلى قذف معلومة جديدة بطريقة
سريعة ،مما يحرج موقف المرشد النفسي عن كيفية التعامل معها .ولكن المرشد
النفسي الجيد والكفء في عمله يستطيع 1أن يدرك الهدف من قذف هذه المعلومة
بهذه الكيفية من السرعة عندما قارب وقت المقابلة على االنتهاء ،وعندما استعد
الطرفان ،المرشد والمسترشد 1،لمصافحة الوداع ربما كان المسترشد 1يشعر بأن هذه
المعلومات تمثل حمال ثقيال على كتفيه وال يريد أن يدخل في مناقشات تفصيلية
حولها لذلك ألقى بها وهو في طريقة مغادرا غرفة اإلرشاد النفسي ،حيث كان
مترددا طول فترة المقابلة في أن يلقيها أو يبقيها .ربما ألنه يخشى أن ينساها
وينسى 1طرحها في المقابلة المقبلة .لذلك ألقاها على المرشد النفسي ليحمله
المسئولية 1في فتح باب المناقشة حولها مستقبال ربما ألنه يريد أن يمكث مع
المرشد أطول وقت ممكن مستمتعا بالحديث معه لما يشعر به من ارتياح في مقابلته
وعلى أية حال فإن المرشد النفسي الجيد والكفء في عمله يجب أن يكون مرنا في
تعامله مع مسترشديه 1،فال يتجمد عند وقت االنتهاء من المقابلة ويرفض االستماع
إلى كل جديد في آخر لحظة من المقابلة ،ولكنه يجب أن يستمع 1جيدا لما يطرح
عليه ،ومحاوال تأجيل الدخول في تفصيالته 1إلى مقابالت أخرى مقبلة بأسلوب
مهذب يبعث على االرتياح والثقة ،مما يترك أثرا طيبا في نفس المسترشد يحثه
على الحضور للمقابلة مرة أخرى ،وسوف نستعرض فيما يلي عددا من النماذج
التي تدل على اإلقفال الردئ ،واإلقفال الجيد للمقابلة اإلرشادية ،نوردها على النحو
التالي:
إقفال رديء:
" ماذا أفعل لك؟ لقد أنقضي الوقت كله وأنا أحاول أن استخلص منك معلومة
واحده تفيدني 1في مساعدتك ولكن بال جدوى األمر كله متروك بين يديك أنت
وليس بين يدي أنا".
" أنت السبب فيما نحن فه اآلن كلما أحاول أن أعبر بك طريق ما تسده أنت
في وجهي .لذلك فنحن دائما نسير في طريق مسدود".
" إذا استمر الحال على هذا المنوال ،أعتقد أنه ال أمل البتة في معالجتك ،بل
قد تزداد سوءا".
يتضح من هذا اإلقفال الردئ ان المرشد النفسي متحامل بشده على المسترشد،
ملقيا باللوم علية في تعثر المعالجة اإلرشادية وترديها في طريق مسدود .كما أنه
يحمله وحده المسئولية 1فيما وصلت إليه المقابالت اإلرشادية من حالة محلك سر!!.
وبهذا المفهوم المعكوس ،يجنب المرشد النفسي نفسه تحمل آية مسئولية تجاه
المسترشد 1الذي يعتبر شريكة فيما بحكم العالقة اإلرشادية التي تربطهما ،وتجاه
حالته التي تجمدت أمامه وهو يجلس على مقعد المتفرج عليها .عالوة على هذا،
فإن المرشد النفسي يهدد المسترشد بإنهاء العالقة اإلرشادية التي بينهما ،مؤكدا
على يأسه من حالته ،وفقدان األمل في أي تقدم بها نحو األفضل .وهذه النماذج
الرديئة لإلقفال ومثيالتها تترك انطباعا سيئا في نفس المسترشد ،وتترك جرحا
مؤثرا في شخصية ،مما يصعب بعد ذلك إزالة هذا االنطباع السىء ،أو التئام هذا
الجرح المؤثر .األمر الذي يجعل المسترشد 1يخرج من عند المرشد وهو مصر في
قراره نفسه أال يعود إليه مرة أخرى مهما بلغت األسباب ومهما كانت الحاجة إليه،
العنا اليوم الذي قابلة فيه ،فاقدا الثقة في العملية اإلرشادية والعالجية من أصلها.
إقفال جيد:
: قال تعال في سورة الرعد ،اآلية (( :)11إن اهلل ال يغير ما بقوم حتى
يغيروا ما بأنفسهم) .هذا يعنى أن مسئولية 1عبور أزماتك تقع على عاتقنا
نحن االثنين ،ولكنها على عاتقك أنت بدرجة أكبر مما تقع على عاتقي أنا.
لذلك ،أرجو أن تفكر جيدا في هذا األمر وأن تحاول أن تساعدني في المقابلة
القادمة أن شاء اهلل بأن تخبرني 1بكل ما يتعلق بحالتك حتى أتمكن أنا بدوري
من مساعدتك على مواجهة صعوباتك وعبور أزماتك بإذن اهلل".
" ال تعتقد أننا لم نحرز أي تقدم حتى اآلن بخصوص حالتك؟ ليتنا نعيد النظر
مرة أخرى في مناقشاتنا السابقة حتى نرى األسباب التي أدت إلى هذا
الجمود لحالتك ومن ثم نعمل على تالفيها مستقبال مما يمكننا من التحرك بها
نحو عبور أزماتها .سوف أتركك فيما عرضته عليك اآلن ،على أ ،نبدأ في
إعادة النظر في موقفنا اإلرشادي الكلي في المقابلة أن شاء اهلل".
" ال تيأس يا أخي من رحمة اهلل .أن األمل كبير في اهلل سبحانه وتعالى بأن
ينعم علينا بالشفاء ،وأن يساعدنا على عبور أزماتك التي تعاني منها.
ولنتذكر قول رسولنا الكريم صلى اهلل عليه وسلم فيما رواه مسلم حول هذا
الخصوص (عجبا ألمر المؤمن ،أن أمرة كله خير وليس ذلك ألحد إال
للمؤمن ،أن أصابه سراء شكر فكان خيرا له ،وإ ن أصابه ضراء صبر فكان
خيرا له) .نسأل اهلل يا أخي أن نكون من الصابرين إن شاء اهلل ،في المقابلة
القادمة سوف نستكمل 1ما كنا نتحدث فيه اآلن .أراك على خير بإذن اهلل".
ويتضح 1من هذا اإلقفال الجيد مدى تحمل المرشد النفسي المسئولية 1مع
المسترشد 1ومشاركته أعباءها ،فلم يلق باللوم على المسترشد 1،ولم يهدده ولم
يحمله المسئولية وحده .وكان هذا واضحا من أسلوبه الذي تميز 1بصيغة الجمع
في كالمه مثل( :عاتقنا نحن االثنين)( ،إننا لم نحرز) ،و (ينعم اهلل علينا
بالشفاء) ولم يكن المرشد النفسي متحامال على المسترشد ،بل كان يجادله
بالتي هي أحسن،مبينا له أهمية 1مساعدته ومساهمته 1اإليجابية في التغلب على
صعوباته بنفسه ،مشجعا له القيام بدور فعال في إعادة النظر حول حالته ،لعله
يدلي بأية معلومة جديدة تفيد في تطورها وتقدمها ،غارسا فيه األمل وفي نفسه
الثقة ،بأن اهلل عز وجل ال ينسى 1عبادة المؤمنين المخلصين ،فسبحانه وتعالى
دائما يأخذ بناصيتهم وينجيهم ويفرج كربهم مهما كان نوع هذا الكرب ألم يقل
عز من قائل في سورة األنبياء اآلية (" :)88ونجيناه من الغم وكذلك ننجي
المؤمنين" صدق اهلل العظيم .هذه النماذج الجيدة لإلقفال ومثيالتها نترك في
نفس المسترشد أطيب األثر وأعمقه مما يسهم في التئام الجراح التي يحس بها.
ومن ثم ،يخرج المسترشد 1من عند المرشد وهو متلهف للعودة إليه مرة أخرى.
منتظرا موعد المقابلة التالية ليسارع إليها ،حيث أنه قد أصبح مؤمنا بأن األمل
في اهلل وحده عز وجل وأن شفاءه بين يديه سبحانه وتعالى ،وما المرشد
النفسي إال سبب من األسباب التي يخصصها اهلل عز وعال لتنفيذ قضائه في
األرض بأذنه وأمره .ولعل هذا الشعور في حد ذاته ،عندما يحسه المسترشد1،
يعتبر كسبا كبيرا للعالقة اإلرشادية العالجية بين المرشد والمسترشد1.
إقفال ردئ:
" يجب أن أعد نفسي للمسترشد الذي بعدك ،لذلك أرجو أن تنتهي اآلن مما
نتحدث فيه .سوف أراك األسبوع القادم".
" أنا أسف لقد انتهي الوقت اآلن ،وال يمكنني 1أن أستمع إلى أية كلمة جديدة
حول هذا الموضوع ،فلنؤجل الكالم فيه إلى المقابلة القادمة".
" أال ترى أنك تجاوزت الوقت المحدد لك في هذه المقابلة؟ أرجو المعذرة! أن
أية دقيقة سوف أقضيها معك اآلن ستكون على حساب غيرك".
ويتضح 1من هذه النماذج الرديئة لإلقفال أن المرشد النفسي لم يمهد لمرحلة
اإلقفال نهائيا ،حيث فاجأ المسترشد 1بأنه يجب عليه أن يتركه فورا حتى بعد
نفسه الستقبال غيره ،أو أنه ليس على استعداد لالستماع إلى أية كلمة إضافية
منه ،بل تجاوز المرشد النفسي حد اللياقة المهنية عندما وبخ المسترشد
باالستنكار االستفهامي الذي وجهه إليه حتى يشعره بأنه تجاوز الوقت
المخصص له في المقابلة .بل تعدى المرشد ذلك إلى حد تحميله وزر وذنب ال
دخل له فيه ،عندما أخيره أنه سوف يستقطع من وقت غيرة لصالحة هو .وقد
تسبب هذه النماذج الرديئة من اإلقفال في حدوث اضطرابات في تفكير
المسترشد 1،ألنه توقف فجأة عما كان يتحدث فيه دون أن يكون مستعدا لذلك
نفسيا .مما يترك في نفسه خبرة غير سارة وأثرا غير جيد .وقد ينتج عن هذا
القطع المفاجئ الشعور بالذنب أو الشعور باإلحباط في بعض األحيان مما قد
يغير من نظرة المسترشد إلى اإلرشاد والعالج النفسي بصورة عامة ،وإ لى
المرشد النفسي بصفة خاصة.
إقفال جيد:
" أعتقد أنه تبقى من وقتنا لهذه المقابلة عدد محدود من الدقائق .إذا كان
لديك أية معلومة جديدة تحب أن تطرحها على في المقابلة القادمة إن
شاء اهلل ،يمكنك أن تعطيني فكرة سريعة عنها اآلن".
" لقد قارب وقت المقابلة على االنتهاء .إذا كان هناك أي شئ جديد تحب
أن تضيفه 1،فال مانع من أخذ فكرة سريعة عنه اآلن ،ثم نستكمل 1حديثنا
فيه في المقابلة القادمة إن شاء اهلل".
" إن جدولي اليوم مشحون بالمقابالت ،والسيما تلك التي تنتظرني بعد
هذه المقابلة .ولكن ال بأس ،أمامنا متسع من الوقت يمكننا خالله أن
نضع النقاط على الحروف بصورة عاجلة".
يتضح من هذا اإلقفال الجيد مدى اللياقة المهنية التي يتمتع 1بها المرشد
النفسي ،حيث أنه حرص على أال يجرح المسترشد ،وأال يقطع تفكيره ،وأال يتسبب
في توقفه عن الكالم بصورة مفاجئة .لقد مهد المرشد النفسي لمرحلة اإلقفال
بإشارة مهذبة موجها بها نظر المسترشد 1إلى أن المقابلة على مشارف االنتهاء،
وأن هناك دقائق معدودة تقفل بعدها المقابلة ،حتى يستعد لها وينهى ما تبقي من
حديثه 1خاللها .وبالرغم أنه مرفوض تماما مناقشة أية معلومة جديدة في مرحلة
اإلقفال ،إال أن المرشد النفسي ،من طابع الذوق المهني ،شجع المسترشد 1على أن
يلقي الضوء حول أية معلومة جديدة
يريد ان يطرحها ،ولكن بصورة عاجلة على ان تناقش تفصيالتها في مقابلة
مقبلة .ان مجرد إبداء الرغبة من المرشد في االستماع الى المسترشد 1لعرض أي
جديد حول حالته ولو بصورة عاجلة ،كفيل بان يجعله يستجيب له ولذوقه المهني
استجابة ايجابية فقد يخجل المسترشد من عرض أي جديد ،فيؤجل الكالم عنه
برمته 1إلى مقابلة أخرى .وقد يسرده في نطاق محددة مختصرة ،مقتنعا بأنه من
األفضل مناقشته جملة وتفصيال في مقابلة مستقلة.واستطاع المرشد النفسي بلياقة
أن يوجهه نظر المسترشد 1إلى أنه مرتبط بمواعيد أخرى في مقابالت تالية على
مقابلته معه ،ولكنه لم يفقده األمل في أن يستكمل 1حديثة 1معه على أال يسهب فيه،
مراعاة لشعور غيره من المسترشدين المنتظرين والالحقين علية .وكان ذلك
بطريقة غير مباشرة وبأسلوب مهذب بعيدا عن جرح أي شعور أو تحميال ألي ذنب
وال وزر.
الخــــالصة
يشترك كل من اإلرشاد النفسي والعالج النفسي في مقابالت أساسية تلى
المقابالت االبتدائية ، 1وباإلضافة إليها .تتصف 1هذه المقابالت بكونها مقابالت
تشخيصية 1وعالجية ،وال يختلف هذان النوعان من المقابالت في خصائصهما أو
مهارتهما أو فنياتهما ،ولكنهما يخافان في الهدف االساسى لكل منهما ويركز
الهدف االساسى للمقابلة الشخصية على التأكد من حالة المستر التي تم التعرف
عليا بصفة مبدئية 1في المقابلة االبتدائية حتى يكون التشخيص سليما وصحيحا،
بينما يركز الهدف االساسى للمقابلة العالجية على تنفيذ االستراتيجيات اإلرشادية
المعالجة التي رسمها المرشد النفسي بناء على تشخيصه 1لحالة مسترشدة سواء
أكنت على أسس وقائية ،أم إنمائية ،أم عالجية حتى يتغلب على ازماتة النفسية .
وينتظم المرضى النفسيون في عدد المقابالت التشخيصية والمقابالت العالج حسب
حالة كل منهم حتى يصل في النهاية آلة حالة االتزان النفسي التي ينشدونها
جميعا .
تعتبر مرحلة االفتتاح نقطة البداية التي يبدأ التي بيدا عندها المرشد النفسي
أية مقابلة إرشادية ،تشخيصية 1كانت أم عالجية ،حيث يتقرر خاللها ما يحتمل
طرحة للمناقشة حول حالة المسترشد . 1وتبدى هذه المرحلة عادة بمبادرة المرشد
النفسي في المناقشة ،استكماال لم دار بينهما وبين المسترشد 1في المقابالت
السابقة لذالك ،فان المرشد النفسي يتحمل المسؤولية كاملة في البدء بافتتاحها
بالممارسة 1الجيدة التي تدعم العالقة بيناهما ،والتي تحرك المقابلة بانسياب منطقي
للمر حلتين المتتاليتين ،البناء واإلقفال وتحدد خصائص مرحلة االفتتاح بطريقتين
أساسيتين ويتبعهما المرشد النفسي هما .طريقة بناء األلفة بينة وبين المسترشد1،
وطريقة الوعي الفكري الذي ينميه عند المسترشد ،مما يمكن المرشد من ممارسة
مهنة اإلرشاد النفسي بصورة جيدة وفعالة.
تتميز 1طريقة بناء األلفة بين المرشد والمسترشد بغرس الثقة في نفس
المسترشد 1حول طبيعة إلرشاد والعالج النفسي بصورة عامة وحول إمكانيات
المرشد النفسي المهني بصفة خاصة مما ينتج عنهما عالقة إنسانية مهنية 1تتسم
بالدفء والتعاطف ضمن إطار العام للمقابالت التشخيصية والعالجية التي ينتظم
فيها الطرفان .وبالرغم ان بناء األلفة قد بدا فيها المقابلة االبتدائية إال أنة يستلزم
تجديدها وكل مقابلة تالية لها ,حيث أنة كلما لتراكمت هذه األلفة وازدادت .وكلما
دعمت وقويت خالل المقابالت التشخيص والعالجية المتتالية ،وكلما اقترب المرشد
النفسي من تحقيق أهداف استرانيجياتة اإلرشادية المعالجة وكلما اقترب المسترشد1
من عبور ازكاتة النفسية ألتر يعانى منها وبالتالي ما األلفة التي تغرس بذورها
المرشد النفسي في المقابلة االبتدائية ثم رواها ورعاها في المقابالت التالية لها،
كفيلة بان تزيل 1حالة التوتر النفسي التي يكون عليها المسترشد عند البدء في
العملية اإلرشادية ن والتي قد تستمر 1معه مقابالت األولية المتتالية.
وفد تتداخل طريقة بناء األلفة مع الطريقة الثانية ن والوعي الفكري بحيث
يصعب فصلهما عن بعضهما عند افتتاح المقابل اإلرشادية وال صيما إذ كانت األلفة
موجودة فعال بين المرشد والمسترشد ،مما يجعل الرشد ال يحتاج الى أية فترة
زمنية 1كمستقلة لبنائها ،ولكنة عمل على تنميتها وتدعيمها خالل فترة تطبيق
الوعي الفكري وغرسه عند المسترشد .وعلى أية حال لئيمكن للطريقة الثانية
الوعي الفكري ،ان ترى النور األبعد ان يتأكد المرشد النفسي من نجاح تطبيق
الطريقة األولى ،بناء األلفة ،بصورة فعالة ومؤثرة. 1
وتتميز 1طريقة الوعي الفكري بالتعبير اللفظي عن مضمونها فيما بتعلق بالتوضيح
والتفسير ،
وأحيانا بالشرح والتحليل للهدف الرئيسي 1من المقابلة اإلرشادية ،مما يتفرع عنة
من أهداف تبصير المسترشد بحالته التي يعاني منها وتركز انتباهه على الصعوبات
التي واجهته عند
تكيفه مع البيئة التي يعيش فيها ،والتي تسبب غصة ازماتة النفسية وتختتم هذه
الطريقة ،بعد توضيح 1األهداف من المقابلة اإلرشادية وتفسيرها وبعد تبصير
المسترشد 1بحالته ،بتشجيعه على المساعدة في توضيح بعض األمور المتعلقة به،
واالسترسال في الحديث عما جاء بخصوصه 1،واالنفتاح عما يكنه في نفسه ويكتبه
في الالشعور عنده.
ويتدرج المرشد النفسي من مرحلة االفتتاح الى مرحلة البناء بعد ان يطمئن
تماما الى إتمام طريقتي بناء األلفة والوعي الفكري بالكيفية المرجوة منها ،وبعد
ان يكون المسترشد مستعدا للدخول في المرحلة البنائية بحماس وتقبل .وتبدى
مرحلة البناء عادة بمناقشة حالة المسترشد بالتفصيل من جميع جوانبها لمعرفة
الدوافع واألسباب التي أدت إليها حتى يمكن تشخيصها و عالجها على أسس
علمية سليمة .وبالرغم ان الشكل العام لحالة المسترشد 1يتحدد بصورة مبدئية في
المقابلة االبتدائية ،ويتضح مالكها ريدا رويدا في مرحلة االفتتاح لكل مقابلة ،إال
ان الهدف االساسى لمرحلة البناء هو تحديد هذه المالمح بصورة قاطعة مما يدعم
تشخيصها النهائي ويحدد عالجها على أساس مدروس ال يقبل الشك .ويتوقف
نجاح هذه المرحلة على خبرة المرشدة النفسي وكفائتة في ممارسته المهنية،
ووفقا لفلسفته اإلرشادية
وما يتضمنها من نظريات ومدارس تحدد وتشكل منهجه االرشادى المعالج للحاالت
التى يتعامل معها .وعموما ال يخرج معظم المرشدين النفسين في مقابالتهم
اإلرشادية عن إتباع خطوط عريضة في ممارساتهم لبناء المقابلة التشخيصية1
والعالجية .وتمثل هذه الخطوط العريضة 1اكتشاف النفس تواصل وتطابق النفس
ويحاول المرشد النفسي ان يساعد المسترشد 1على ان يرتاد نفسه ويكتشفها في
بداية مرحلة البناء والية مقابلة إرشادية وذالك بتشجيعه 1على مناقشة امورة كلها
بال خزف وال تردد وبال خجل وال مداراة حتى ينفتح 1على نفسه فيعي ويدرك
االرتباطات القوية بين مفهومة ولذاته وبين االتجاهات المختلفة المؤثرة عليها مما
تعكسه من اثأر تشكيل سلوكه العام .ولن يتحقق هذا إال بمساهمة المسترشد
االيجابية في تحمل المسؤولية نحو إحداث التغير في سلوكه وذالك خالل االتصال
(التواصل )الجيد بين المرشد والمسترشد مما يسهم في إمكانية أقناعة بقدراته على
إحداث التغير إذا رغب فيه.
ويحاول المرشد النفسي ان يساعد المسترشد 1بعد ذالك على ان يتواصل 1مع
نفسه فيتحدث عنها وكأنة ملكها وليس على اعتبار أنها تمكمثل 1جزاء منفصال عن
كيانه وعن ذاته ولن يستطيع المسترشد ان يتواصل مع نفسه قبل ان يتواصل مع
المرشد النفس أوال واجمع المشتغلون في مجال علم النفس االرشادى والعيار بان
التواصل يتكون من شقين أساسين هما
التواصل اللفظي والتواصل الغير اللفظي .ويمكن ان يتحقق التواصل اللفظي بين
المرشد المسترشد 1خالل التعبيرات اللغوية ألتر يتضمنها واألنصاب اإليضاح
واالنعكاس والمواجه والتفسير والتلخيص إما التواصل غير اللفظي فيمكن ان
يتحقق خالل االبتسامة 1واالماءة بالرأس البصري وانحناء جسم المرشد في اتجاه
المسترشد 1وقر المسافة بينهم.
وتجدر اإلشارة الى عدم المغاالة في االتصال الفظي وغير اللفظي وال صيما
إذا كان طرفا المقابلة اإلرشادية من جبس مختلفين أو من فئتين عمريتين
متباعدتين .ولو إننا نفضل ونؤكد على ان يكون الطرفان في نفس الجنس طبقا
للشرعية اإلسالمية الحنيفة ،وكذالك يفضل ان يكون لتقاربين في السن حتى
يستطيع كل منهما ان يفهم األخر نظرا لعدم وجود فجوة االجياال بينهما .وتصل1
هذه الفترة 0فترة تواصل النفس) الى نهايتها عندما يتغير اتجاه المسترشد كلية
من سلبية مطلقة الى فهم وإ دراك كامل للنفس.
ويحاول المرشد النفسي ان يصل بالمسترشد بعد ذالك الى الفترة النهائية
من مرحلة البناء التى تسمى تطابق النفس .وتتميز 1هذه الفترة بوعي المسترشد
وادراكة بمشاعره الداخلية وعالمة الخارجي ومحاولة تطبيقهما على بعضهما.
ويتضمن تطابق النفس معنى التحدي للنفسي ،ويتقبل 1المسترشد 1كل جديد في
سلوكه برضاء تام دون تردد وال خوف ولن يتحقق هذا ما لم يكن المسترشد1
مستعدا للتغير وملتزما بسلوكه الجديد وبممارسته 1ولن يستطيع 1المرشد النفسي ان
يساعد المسترشد على تحقيق هذا التطابق ان لم يكن هو شخص متمتعا به أوال
.ويعنى ما يقوله ،ال انفصال وال انفصام بين القول والعمل.وعرف روجرز تطابق
النفس بمعنى 1تحريك المسترشد من اإلطار المرجعي الخارجي الذي يمثل سلوكه
الى االطارالداخلى الذي يمثل قيمة حتى يتطابق اإلطاران ثم وصف روجرز اإلطار
المرجى الخارجي بأنة يمثل النفس الواقعية للفرد واإلطار المرجعي الداخلي بأنة
يمثل النفس المثالية للفرد وحث المرشد النفسي الجيد والكفء في عملة على ان
يساعد المسترشد حتى تنطبق نفسةالواقعية على نفسه المثالية ليحقق تطابق
النفس فيصبح 1الفرد بعد ذاك سليم ومعافى.
وتأتى لمرحلة اإلقفال عند نهاية المقابلة اإلرشادية وختامها وقد تقفل
المقابلة وتنتهي بناء على قرار شترك من المرشد والمسترشد 1دون االلتزام
بالموروث على مراحلها التلقائية ،مرحلة االفتتاح ومرحلة األبناء ،أو قبل ان
تستوفى كل مرحلة منها حقها المهني ،إذا وجدا ان ال ضرورة الستكمال المقابلة
وال ضرورة لالستمرار فيها .ويكون هذا اإلقفال المفاجئ للظروف المحيطة بحالة
المسترشد 1بصفة عاملة ،أو نتيجة 1أرغبة احد الطرفين ،الرشد أو المسترشد
وإ صراره على ذالك لعوامل شخصية أو مهنية .وقدتنتهى 1العالقة اإلرشادية بين
المرشد والمسترشد 1عقب المقابلة االبتدائية 1مباشرة أو بعد االنتظام غي عدد
المقابالت التشخيصية والعالجية .وعموما لكل مقابلة ظروفها الخاصة وبتوقف
المقابالت االرشادية التى تناولتها.
ويقع المرشد النفسي المبتدئ في حيرة عندما يدخل في مرحلة اإلقفال أو
يقترب منها ،حيث قد يفلت منه الزمام وتغطى مرحلة البناء عليها ،وينتهي 1الوقت
المخصص للمقابلة دون ان يكون مستعدا إلقفالها متنتها المقابلة دون ان تقفل وفقا
لألنماط الفنية المتعارف عليها في مرحلة اإلقفال .لذالك على المرشد النفسي حديث
التخرج ان يكون على تام بالفترات الزمنية 1المقترح تخصيصها لكل مرحلة من
المراحل بحيث ال تغطى فترة زمنية 1لمرحلة الفترة الزمنية المخصصة للمرحلة
األخرى .وهذا مع العلم أنة ليس هناك حدود فاصلة بين كل مرحلة وأخرى وإ نما
هذه الفواصل المصطنعة تكون في ذهن المرشد النفسي الجيد حتى يتمكن من
التحرك بالمسترشد 1من مرحلة الى أخرى محققا أهداف كل منها بما يعود بالفائدة
على المسترشد من تنمية لشخصيته 1وتعديل سلوكه.
تمارين للمناقشة
فنية التساؤل
QUESTIONING TECHNIQUE
يعتبر التساؤل االداه األساسية التي ال يستطيع المرشد النفسي أن يستغني عنها
نهائيا ,على اعتبار أنها الوسيلة الفعالة والمؤثرة في افتتاح المقابلة وبنائها
وإقفالها ,في تشخيص الحالة وعالجها وتقويمها ,وفي مساعدة المسترشد Bعلى
فهم نفسه وعبور أزماتها ,والتي بدونها يشعر المرشد النفسي أنة بال أجنحة يحلق
بها في جو المقابلة اإلرشادية ,وبال زورق يطفو به على سطحها ,وال غنى عن
التساؤل في أي مقابله مهما كانت ,وفي أي مجال تكون .فطالما أن هناك مقابلة
بين شخصين ,فال بد أ ،يكون هناك حديث بينهما ,ولن يخلو هذا الحديث من سؤال
موجة ألحدهما ,واستجابة صادرة له عن األخر.
ومن ثم ,فان فنية التساؤل ( )questioning techniqueتعتبر الجرعة
المنشطة للمقابلة في اإلرشاد والعالج النفسي لما تحدثه من فعل وحركة .
ونعتبر فنية التساؤل الوسيلة األساسية الرتياد المجهول واكتشاف الغامض فيها
يتعلق بحالة المسترشد من جميع جوانبها .وتفيد فنية التساؤل في الحصول على
كافة المعلومات الالزمة عن حالة المسترشد ,في تشجيعه على التعبير عن نفسه
بحرية وطالقة ,في مساعدته على اختيار مشاعره وأفكاره ,في األخذ بيديه ال بداء
راية وتقديم مقترحاته ,كما أنها تفيد المرشد النفسي في تحديد أسس تشخيصه
وعالجه ,في وضع استراتيجياته , Bوفي تحقيق أهدافه .
ويعتبر التساؤل الجيد نموذجا حسنا لتنمية Bالتواصل بين المرشد النفسي
الفصل الثاني عشر
فنيات المواجهة
تعتبر فنية المواجهة وسيلة فعالة يستخدمها المرشد النفسي عندما يريد ان
يضع المسترشد امام ما يخفيه من افكار او افعال محاوال تجنبها وتحاشيها دون
ان يجرح موقفه فيتعذر عليه الهروب منها وتسهم فنية المواجهة في مساعدة
الكسترشد على تحمل مسؤولياته Bنحو تخطي صعوبات تكيفهوعبور ازماته
بواسطة كشف التناقضات التي تكمن في سلوكياتهوالعمل على ازالتها ويفضل
استخدم هذه التقنية في المرحلة الوسيطية Bمن مراحل المقابلة االرشادية والتي
سبق االشارة اليه في فصل سابق تحت مسمى مرحلة البناء عندما تدعم الثقة
ويتبلور Bالتقبل بين طرفي المقابلة ,المرشد والمسترشد حيث يشعر االخير
بأهمية استخدامها من حيث تنشيطه Bوتحريكه الداء فعل اايجابي يسهم في
تحقيق األهداف العامة والخاصة للمقابلة واالرشاد وبشرط اال تسبب في جرح
مشاعره مما يجعله يعتقد بانها موجهة للنيل من شخصيته .
-المرشد :تقول انك سرقت هذا المبلغ ألنك محتاج إليه بينما تتهم األغنياء
بالسرقة وتلومهم على ما وصلوا اليه من مستوى Bمادي كبير .
-المرشد :تلوم الفتاة التي أغصبتها ألنها كانت السبب في إغرائك على
اغتصابها وال تلوم نفسك على مقاومة أغرائها ,وكتن العصفور يكون على
خطأ يحلق في الهواء فوق الصياد ,بينما يكون الصياد على صواب عندما
يوقع به ويصطاده .
التصنيف Bالثاني :
-المرشد :ترى انه ال لوم عليك عندما زنيت بتلك المرأة ألنك رجل بينما ال
يفرق اإلسالم بين الزاني والزانية في إقامة الحد على كل منهما .
وصنف كاركوف المواجهة الى ثالث تصنيفات عريضة هي :
-1مواجهة التناقضات بين تعبيرات المرشد النفسي فيما يرغب
ان يكون وفيما يمارسه من خبرات بمعنى مواجهة المناقضات
بين نفس المرشد المثالية ونفسو الواقعية .
-2مواجهة التناقضات بين تعبيرات المسترشد فينا يدركه عن
نفسه وفيما يالحظ ع سلوكه ,بمعى مواجهة التناقضات بين
استصار المسترشد الداخلي وفعله الواقعي .
-3مواجهة التناقضات بين ما يراه المرشد النفسي عن
مسترشده وما يراه المسترشد عن نفسه بمعنى مواجهة
التناقضات بين الحقية التي يعيها المرشد عن المسترشد وبين
الوهم الذي يعيش فيه االخير وفيما يلي ثالثة امثلة نسردها
لتوضيح تقسيمات كارنوف بالترتيب على النحو التالي :
-المرشد :انني اسعى جاهدا لكسب ثقة هذا المسترشد بينما تتباعد المسافة
بيني وبينه في كل مقابلة .
-المسترشد : Bاشعر انني صادق في مشاعري نحو زوجتي لما اكنه لها من
حب واحترام بينما اسئي معاملتها كل يوم .
-المرشد :تقول انك لست في حتجة الى مساعدة من احد على حل مشكالتك
بينما ال تتردد في ان تخبر أي فرد تقابله عما تعاني منه Bوكأنك تستجير Bبه
لينقذك منها .
صنف اوكن المواجهة الى تصنيفين اساسين حيث يركز احداهما على الشعور
الحقيقي تادفين في نفس المسترشد بينما يركز التصنيف Bالثاني على اظهار
التناقضات في اقوله وافعاله .ولعل االمثلة التوضحية Bالتي نسردها على النحو
التالي تدل على ما قصدته اوكن .
المرشد :أرى انك تحاول التهرب من االجابة على سؤالي هذا . -
المرشد :اظن انك تحاول ان تخفي امرا ما ال تريد ان تخبرني Bعنه . -
المرشد :اشعر انك ال تريد ان تتطرق بالحديث عن زوجة ابيك . -
تامرشد :كالمك يدل على عدم اقتناعك بالمقابالت االرشادية هذه . -
المرشد :يبدو لي انك تستعذب لوم نفسك وتتأنيبها . -
المرشد :ترى ان التدخين غير مبصحتك ,بينما ال تستطيع ان تفوز في -
سباق العدو هذا العام كما اعتدت في كل عام .
المرشد :تقول انك اقلعت على التدخين ,بينما وجد مدير المدرسة علبة -
سجائر في يدك اثناء الفسحة االولى اليوم .كيف تفسر ذلك .
المرشد :ما زالت تخبرني Bعن معانانتك من الشعور بالوحدة بينما تذكر االن -
انك كنت برفقة جماعة من االصدقاء ليلة امس .
المرشد :يبدو الحزن في عينك وفي نبرات صوتك بالرغم من قولك انك -
ارتحت من المشكالت التي كانت بينك وبين زوجتك بعد انفصالك عنها في
االسبوع الماضي .
المرشد :ارى ابتسامة على وجهك بالرغم من قولك االن انك حزنت كثيرا -
عندما تركت ابنك زوجتك المنزل لتعيش في السكن الجامعي .
المرشد :تريد ان تنقل االن الى عمل جديد بينما تنظر ترقية وعالوة -
اجتماعية في عملك الحالي .
المرشد :تظن ان ادمانك على المخدرات يزيد من قدرتك وطاقتك الجنسيةB -
وفي نفس الوقت تستكي من زوجتك النها تتهرب منك كلما طلبتها للجماع
الشرعي .
التصنيف الثاني :
المرشد :ارى انك تحتاج الى تفسير اكثر حول هذا االمر مرة اخرى النه يبدو
لي انك لم تفهمه Bجيدا في المرة السابقة .
المرشد :تريد ان تلتحق في كلية الهندسة بعد حصولك على الثانوية العامة في
هذا العام بيمنا لم تعد نفسك لهذا االلتحاق من حيث جمع المعلومات الالزمة
حوله اظن انه من االفضل ان تسعى لتوفير هذه المعلومات منذاالن .
المرشد :ارى انه تنقصك الخبرة الالزمة لاللتحاق بهذا العمل .لذلك من
االفضل ان تعد نفسك بالتمرين Bوالتدريب على ممارسته قبل االلتحاق به .دعنا
نرى كيف يتم ذلك ؟
-المرشد أظن انك في حاجة الى مزيد من المعلمومات حول العالقة الجنسية
الشرعية بين الزوجين وال سيما انك مقبل االن على عقد النكاح في الشهر
القادم ان شاء هللا .
-المرشد :اعتقد انه من االفضل ان نتناقش حول كيفية التعامل مع ابنك الذي
في سن المراهقة بدال من الشكوى المستمرة والدائمة من سلوكياته .
-المرشد :ما رايك في ان نرى حكم االسالم في تعليم الفتاة قبل ان تحكم على
ابنتك بالجلوس في المنزل وحرمانها منالتعليم ؟
-المرشد :افضل اال نسبق االحداث .لذا ارى انه يجب عليك ان تعرض نفسك
على طبيب امراض الباطنية لتحديد ما اذا كانت علتك عضوية ام نفسية .
اهمية المواجهة
يستدل على المعنى الولى لمفهوم المواجهة على مدى اهميتها في كونها وسيلة
فنية فعالة ومؤثرة يستخدمها المرشد النفسي من اجل مساعدة المسترشد على
كسر أي جدار قد يحول دون وصوله الى اعماق نفسه الستبصار ما بداخلها
وترجمته Bالى واقع عملي ينعكس على سلوكه بما يجعله مطابقا الفكاره ومشاعره
واقواله فيكون واضخا في رؤيته Bمثلما يكون واضحا في رؤية االخرين .عندما
يتواجه المسترشد مع نفسه في محاولة لكسر ذلك الجدار الذي يحجب الحقيقة
ويطمس معالمها ,واذي يزيف الواقع ويمزجه بالوهم فانه يكون قد وصل الى
وعي كامل بما يمكن ان يدركه من مختلف الطرق التي تمكنه Bمن ترجمة مرئياتهB
الداخلية الى سلوكيات واقعية وفقا لنظام القيم السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه,
فيرى نفسه كما يراها االخرون ,ليس منعزال عنهم في برج عاجي ,وال مداسا
باقدامهم في قاع وحلي .
وتسهم فنية المواجهة بدرجة كبيرة في تحقيق الهدف الرئيسي Bللفترة النهائية من
فترات مرحلة البناء الثالثة للمقابالت االرشادية ,والتشخيصية Bوالعالجية ,والتي
تسمى بتطابق النفس كما سبق االشارة اليها في الفصل العاشر من هذا المؤلف .
ومن ثم ,تعتبر المواجهة فنية بنائية لما تحققه من امن فوري للمسترشد وبناء
طلب لجوانب شخصيته عندما يدرك مدى االلم الذي الذي سببه Bلنفسه بسبب رؤيته
غير الواقعية لها وانعكاس هذه الرؤية على سلوكياته المنعزلة عنها وعندما يدرك
مدى اتساع الهوة السحيقة بين ما يكون عليه الناس من وضع عام متصل بالواقع
وبين ما يكون هو عليه من وضع خاص يتصف بانكاره ومن تم يعيد المسترشد
حسلبابته مع نفسه Bليصحح رؤيته Bلها محاوال مطابقة سلوكياته مع مرئياتهB
الداخلية ومحاوال تضييق الفخوة بينه Bوبين االخرين مما يكسبه ثقته في نفسهB
واحترامه Bلها ويكسبه ثقة الناس واحترامهم له .
وتخلق فنية المواجهة اسلوبا للتحدي بين المرشد والمسترشد من جهة وبين
المسترشد من جهة اخرى .فعندما يصر المرشد النفسي على مواجهة المسترشد
بالمتنتاقضات التي تبدو بين اقوله وافعاله فأنه بذلك يتحداه حتى يرده من عالم
الخيال الى عالم الواقع حتى يخرجه من الوهم الى الحقيقة حتى ينقله من اطاره
المرجعي الخارجي الى اطاره المرجعي الداخلي وحتى تتطابق نفسه الواقعية مع
نفسه المثالية فيصبح شخصا سويا وعندما يتقبل Bالمسترشد Bممارسة سلوكه الجيد
بعد ان يعي ويدري استبصاره الداخلي لنفسه مانه بذلك يتحدى نفسه حتى يحافظ
على كل جديد في سلوكه وحتى يدوام عليه ويستمر Bملقيا خلف ظره كل قديم فيه
دون النظر اليه وبال عودة فيصبح بذلك شخصا سويا .
مستويات المواجهة
يجب اال تستخدم فنية المواجهة اال في مرحاة البناء للمقابالت االرشادية تشخصية
كانت ام عالحية على ان تكون في الفترة النهائية منها حتى تكون االلفة بين
المرشد والمسترشد Bقد بنيت وحتى يكون التواصل بينهما قد دعم مما يجعل العالقة
االنسانية Bالمهنية Bبين االثنين على مستوى Bوثيق يسمح بتقبل Bكل منهما لالخر دون
حسابات تتسبب Bفي تحويل المسترشد الى فرد مهاجم ,فرد مدافع ,فرد مقوم ,فرد
منسحب على احسن تقدير .ومن تم فان المرشد النفسي الجبد والكف في عمله
يتدرج بالمواجهة تدرجا بالمواجهة تدرجا منطقيا على مستويات تصاعدية
ارتقلئية بحيث ال يشعر بها المسترشد Bوحتى ال يكون المواجهة مفأجاة له فتفقد
الغرض من استخدامها او قد تحقق عكس ما هو متوقع منها وذلك الن عنصر
المواجهة غير ملوب وغير مستحب اال في حاالت معينة تتطلبها الضرورة
القصوى مثلال االدمان على الخمور والمخدرات والقمار والعادة السرية
والممارسة الجنسية Bغير المشروعة .
وبناء عليه اجريت الدراسات والبحوث حول المستويات المثلى للمواجهة التي
يمكن ان ينتقل خلبالها المرشد النفسي متدرجا بمسترشده من مستوى Bارقي فيها
مبدئيا مما يكاد يوصف بكونه مستوى لالسترخاء ومنتبها الى ما قد يوصف بانه
مستوى Bالتحدي ولعل الدراسات والنحوث التي اجراها رواد علم النفس االكلنيكي
على اختالف مدراسهم الننفسية Bالتي ساهمت في تحديد خصائص هذه المستويات
ختى وا اختلفوا في تعدهدها ومسمياتها .ونذكر من هؤالء الرواد االرشاديين
واالكلينكيين :اندرسون ,دودز ,وكاركوف ,برنسون ,وميشل Bويسرد المؤلف
فيما يلي من هذه المستويات بناء على تلك الدراسات المذكورة بشئ من التصرف
يذكرها على النحو التالي :
المستوى االول :
يتميز Bهذا المستوى بان المرشد النفسي يتميز بالسلبية التامة في تعامله مع كل
المتناقضات التي تبدو بين اقوال المسترشد Bوافعاله والتي تبرز Bواضحة في كالمه
وسلوكه بحيث يتظاهر بتجاهلها تماما وال يعرها أي اهتمام على ان يعود اليها فيما
بعد .ومن ت يطمئن اليه المسترشد فيسترسل Bفي عرضها تلقائيا وعفويا دون
تحفظ عليها بال خوف وبال تردد وبدون خجل وبال استحياء مما يسهل االمر على
المرشد ان ينفذ ليستكشف ما يخفيه في قرارة نفسه ومقارنته Bبما يبدو على افعاله
الظاهرة وسلوكياته الحاضرة .
المستوى الثاني :
يتميز هذا المستوى بان المرشد النفسي يتصف Bبالسلبية بدرجة كبيرة في تعامله
مع اغلب اغلب التناقضات التي تبدو بين اقول المسترشد وافعة بحيث يتظاهر
بتجاهلها فال يعيرها أي اهتمام على
417
تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتB
احاول ان اوثق روابط الصلة بك ,تحاول انت ان تقطعها .انت بذلك تضر نفسك وال
تضرني Bانا .في الحقيقة انا متعجب من امرك .انت ال تريد ان تتعامل معي من اجل
مساعدتك .فلتتذكر قول هللا تعالي في سورة الرعد االية ( (( : ) 11ان هللا ال يغير
ما قوم حتي يغيروا ما بأنفسهم )) .صدق هللا العظيم .
اعتبارات هامة حول المواجهة
تتضمن المواجهة عادة معاني االحراج ,والتحدي ,والوم والتأنيب والتويخB
والتجريح ,مما يظهر الشعور بالغضب عند المسترشد فيضطرب التواصل بينه
وبين المرشد ,االمر الذي يؤدي الي نسف العالقة االنسانية بينهما من اساسها ,
والي هدم امقابلة االرشادية وردها الي بدايتها ان لم تتسبب Bفي فنائها نهائيا .ومن
ثم يجب ان تتميز امواجهه فعل تاكيدي وليس بسلوك عدواني وحتي يتحقق ذلك
فان المرشد النفسي مطالب بان يتجنب االعالن عن نفسه وان يتحاشي استعراض
عضالته المهنية امام المسترشد فال يبدو امامه وكانه عالم ببواطن االمور وبانه
المكتشف الوحيد اسرار االنسانيه Bبل يجب عليه ان يخفي مشاعره واحاسيسه نحو
المسترشدB
فيما توصل اليه من تعرف علي التناقضات التي تكمن في اقواله وافعاله .لذلك
يجب علي المرشد ان يسارع الي مساعدة المسترشد باقصي درجة ممكنه من
الصبر واالخالص وارقي درجة ممكنه Bمن الخبرة والمران حتي يدرك بنفسه Bهذه
التناقضات التي تختبئ خلف كلماته والتي تتواري في ثنايا افعاله فيحس بها ويعلن
بنفسه عنها وبناء عليه فان التزم المرشد بمساعدة امسترشد علي هذا النحو يعتبر
جزءا ال يتجزء من االستراتيجية Bاالرشادية ووسيلة فعالة من الوسائل العالجية
التي تسهم الي حد كبير في تحقيق االهداف العامة والخاصة من المقابالت
االرشادية سواء اكنت تشخيصية ام عالجية .
ويجدر بنا ونحن في ختام هذا الفصل ان نشير Bالي اعتبارات هامة يجب علي كل
مرشد نفسي ان ياخذها في الحسبان عندما يستخدم المواجهة حتي تحقق الهدف
منها وحتي ال يتسبب في نتائج Bعكسية نحن في غني عنها .
هذه االعتبارات نوردها علي النحو التالي :
.1يجب علي المرشد النفسي ان يكون نموذجا حسنا اما المسترشد فيواخهة
نفسه بنفسه اوال باول بحيث يكون حريصا في اال تبدر من اية تناقضات
تتارجح بين اقواله وافعاله .ومن ثم يجب عليه ان يحافظ باستمرار Bعلي
تطابق اطاره المرجعي الخارجي مع اطاره المرجعي الداخلي واال يكون هناك
واال يكون هناك أي انفصال بين نفسه الواقعية ونفسه Bالمثالية .
.2يجب علي المرشد النفسي اال يستخدم فنيه المواجهة اال بعد ان تبني العالقة
االنسانية Bالمهنية Bبينه وبين المسترشد في اطار من االلفة القوية والتي ال
يمكن الوصول اليها اال بعد االنتقال من مرحلة االفتتاح للمقابلة االرشادية .
ويتم ذلك من خالل تدرجه عبر الفترات الثلثة لمرحلة البناء االنتقال حتي
يستقر في الفترة النهائية منها محققا الهدافها باستخدام فنية المواجهة فيها
علي اوسع نطاق من االستخدام .
.3يجب علي المرشد النفسي ان يوفر الجو المالئم الستخدام فنية المواجهة
والذي يتميز باتعاطف الوجداني مع حالة المسترشد الذي يعاني منها علي
ان يحافظ باستمرار علي هذا الجو الذي يمكن بواسطته ان يستاثر بقلب
المسترشد Bوان يحوز علي مشاعره واحاسيسه فيلين له قلبه وينفتح Bعله
متقبال لكل ما يقوله ولكل ما يبديه من مالحظات او تلميحات حول تناقضه .
.4يجب على المرشد النفسي ان يكون حذرا في استخدام فنية المواجهة .لذلك
عليه ان يجس نبض المسترشد Bفيما يتعلق باستخدامها للتحقق من رد فعلها
عليه ,ومن اثارها المنعكسة على سلوكه .ويفضل استخدامها بطريقة
تجريبية Bغير مباشرة تتميز Bبالتلميح وال تتصف Bبالتجريح Bحتي يتمكن
المرشد النفسي من مراجعة حساباته حول الكيفية السليمة في استخدامها
من اجل تحقيق الهدف منها .
.5يجب علي المرشد النفسي ان يزيل أي حساسيات بينه وبين المسترشد Bقبل
استخدام فنية المواجهة حيث يقع عليه العبء االكبر في تقنية الجو بينهما
متأكد من خلوه من أي اضطرابات قد تؤثر علي المسترشد فتنعكس علي
سلوكه برد فعل مضاد يتمثل Bفي الهجوم ,المقاومة ,الدفاع ,او
االنسحاب .لذلك فعلية باستمرار Bان يعمل علي ازالة أي اضطراب نفسي
يالحظة علي المسترشد في كل خطوة يخطوها في استخدام فنية المواجهة
حتي تؤتي Bثمارها .
.6يجب علي المرشد النفسي ان يتدرج بالمسترشد عبر المستويات الخمسة
سالفة الذكر فال يفاجئة بالمواجهة دون تمهيد لها .لذلك عليه ان ينتقل من
مستوي ادني الي مستوي Bاعلي من مستويات المواجهة بلين ورفق ممهدا
لكل مستوي , Bدون ان يلحظ المسترشد Bذلك ودون ان يشعر به .
.7يجب على المرشد النفسي ان يستخدم المواجهة بصفة مستمرة وبصورة
مستمرة دائمة كلما الحظ اية تناقضات في سلوك المسترشد الللفظي وغير
اللفظي .فال يترك أي تناقض مهما كان صغيرا او تافها دون ان يساعد
المسترشد Bعلى اكتشافه اوالعمل على تالفيه بالصورة االيجابية الستخدام
هذه الفنية .ومن ثم فال يترك أي فرصة تحتاج الى مواجهة لتضيع سدى بل
يجب ان يسثمرها في تنمية Bشخصية المسترشد Bوتعديل سلوكه .
.8يجب على المرشد النفسي ا ينتهج المنهج الموضوعي في استحدام فنية
المواجهة سواء اكانت لفظية او غير لفظية بحيث تكون منزهة Bعن الهوى
الشخصي وبعيدة عن التطرف وخالية من أي تحيز فليس هناك مجاملة وال
تحامل في االرشاد والعالج النفسي الن صحة المسترشد النفسي اغلى
بكثيرمن اية مهاترات تتصف بالنزعات الشخصية او الودية .
.9يجب على المرشد النفسي أال يستخدم فنية المواجهة دون مبرر
الستخدامها .بل يجب علية أن يتوخى الدقة في استخدامها كلما دعت
الحاجة إليها ,وكلما كانت الضرورة تلح في ذلك الن اإلفراط في استخدامها
يفقدها أهميتها فال تحقق أهدافها ,بل قد تتسبب Bفي هدم كل ما بناة المرشد
النفسي على مدى المقابالت اإلرشادية المتتابعة عبر الفترة الزمنية Bالطويلة
.
يجب على المرشد النفسي ان يستخدم المواجهة اللفظية بكلمات .10
رقيقه دون أي انفعال وبال غضب .كما يجب علية أن يستخدم المواجهة
غير اللفظية بتركيز Bنظرة على وجهة المسترشد وكأنه موجة إلية رسالة
بصرية Bتوحي إليه بأن يعيد حساباته مع نفسه الكتشاف التناقضات فيها
ويخبر عنها بدال أن يتولى المرشد النفسي هذه المهمة .
يجب على المرشد النفسي أن يساعد المسترشد على تعلم كيفية تقبل .11
المواجهة وكيفية Bاالستجابة لها ,وتشجيعه على ممارستها بموضوعيةB
بدون حساسية Bالن االعتراف بالحق فضيلة ,والن النقد الذاتي يعتبر من
األسس الهامة التي تبني Bشخصية اإلنسان .ومن ثم ,يتمكن المسترشد من
تحدي نفسه وقهرها والتخلص من سلبياتها ,فينقيها وينميها .وبالتالي
يتحقق التطور الكلي لشخصيته Bمن جميع جوانبها .
يجب على المرشد النفسي ان يكون مقتنعا تماما بأهمية Bفنية .12
المواجهة ,وأن يكون الهدف األساسي والرئيسي منها هو ترجمة الرؤية
الداخلية للمسترشد الي فعل ممارس ,بمعنى أن يعكس سلوكه الخارجي
استبصاره الداخلي دون تطرف وبال انحراف ,مما يدل على تطابق نفسية
المثالية والواقعية بال انفصام .
الخالصة
تعتبر فنية المواجهة وسيلة فعالة يستخدمها المرشد النفسي في كشف التناقضات
بين ما يقوله المسترشد وما يفعله مما يجعله أكثر استبصارا لما بداخلة فيعكسه
على سلوكه الخارجي .وقد عرف كاركوف وبرنسون المواجهة بأنها تخلق نوعا
من التحدي للمسترشد مما يجعله يعترف بذاته فينقل اإلدراك الداخلي الي الفعل
الخارجي .وعرفت أوكن المواجهة بأنها تغذية رجعية فورية حول ما يظنه
المرشد النفسي حول سلوكيات المسترشد المقاومة التي تظهر تناقضاته الواضحة
بين ما يقوله وما يفعله .ووصف ايجان المواجهة بأنها دعوة من المرشد الي
المسترشد Bليختبر سلوكه وعواقبه بدرجة أكثر من الجدية .وعرف بيتروفسا
وآخرون المواجهة بأنها ارتباط نشط بين التعاطف والتفسير والفورية مما يساعد
المسترشدين Bعلى تجسيد التناقضات التي تكمن في تعبيراتهم وسلوكياتهم حتى
يتمكنوا من تحقيق التوافق السوي في حياتهم .
تعددت التصنيفات التي تناولت المواجهة وفقا لوجهات النظر التي سجلها الكتاب
والمؤلفين في كتاباتهم ومؤلفاتهم حيث صنفها كل منهم تصنيفا مخالفا لألخر .ولقد
صنف كرومبولتز وثور سن المواجهة من حيث حدوثها الي تصنيفين Bرئيسيين هما
)1( :تحدث المواجهة عندما ال يدرك المسترشد Bبان سلوكه غير مناسب ,وعندما
يعتقد بأن مشكالته كانت نتيجة لعوامل ر دخل له فيها )2( ,تحدث المواجهة عندما
يتجاهل المسترشد اإلدراك الحقيقي لعواقب سلوكه .وصنف كاركوف المواجهة الي
ثالثة تصنيفات عريضة Bهي )1( :مواجهة التناقضات بين ما يرغب أن يكونهB
المرشد النفسي وبين ما يمارسه Bفعال )2( ,مواجهة التناقضات بين ما يدركه
المسترشد Bعن نفسه وما يالحظ عن سلوكه )3( ,مواجهة التناقضات بين ما يراه
المرشد عن المسترشد Bوما يراه المسترشد Bعن نفسه وصنفت أوكن المواجهة الي
تصنيفين أساسيين حيث يركز أحدهما على ما يكبته المسترشد في نفسه ,ويركز
االخر على إظهار التناقضات بين أقوالة وأفعاله .وأخيرا صنف ميتشل وبرنسون
المواجهة الي خمسة تصنيفات هي )1( :مواجهة الخبرة )2( ,المواجهة التعليميةB
)3( ,مواجهة القوة )4( ,مواجهة الضعف )5( ,مواجهة التشجيع .
وتتمثل Bأهمية Bالمواجهة في كسر أي جدار قد يحول دون وصول المسترشد الي
أعماق نفسه لرؤية ما بداخلها ونقلة الي سلوكه الواقعي مما يجعله مطابقا
ألفكاره ومشاعره وأقواله فيكون واضحا في نظرة مثلما يكون واضحا في نظر
اآلخرين .وبذلك تتصف المواجهة بكونها فنية بنائية Bلما تحققه من أمن للمسترشد
,وتدعيم لجوانب شخصيته ,فيصبح شخصا سويا .ومن ثم يستطيع المسترشد أن
يتقبل التحدي الذي يفرضه عليه ممارسة سلوكه الجديد بعد التعديل من أجل
المحافظة علية من التطرف واالنحراف ,ومن أجل منعه من الردة والنكوص فيؤكد
بذلك ذاته الجديدة عن يقين بأنه فرد جديد ذو شخصية Bمتطورة .
ويفضل وينصح Bبأن تستخدم فنية المواجهة في الفترة النهائية Bمن الفترات الثالثة
لمرحلة البناء في المقابالت االرشاديه سواء أكانت تشخيصية Bأم عالجية بعد أن يتم
بناء األلفة بين المرشد والمسترشد , Bوبعد أن تصبح Bالعالقة االنسانيه المهنية التي
تربطهما على مستوى Bوثيق ومتماسك حتى يتقبل كل منهما االخر دون حساسيات
قد ينعكس أثارها على تحويل المسترشد الي شخص مهاجم ,شخص مدافع ,
شخص مقاوم ,أو شخص منسحب .وبناء عليه ,فان المرشد النفسي الجيد ,
والكفء في عمله يتدرج بالمسترشد تدرجا منطقيا عبر مستويات ارتقائية
للمواجهة ,وال يفاجئه بها دون أن يمهد لها .ويستخلص من الدراسات والبحوث
التي أجريت حول تحديد المستويات المثلى للمواجهة بأنها يمكن أن تحدد بخمسةB
مستويات تصاعدية ارتقائية Bمن مستوى أدنى الي مستوى Bأعلى .
يتميز Bالمستوى األولى للمواجهة بأن المرشد النفسي يتصف Bبالسلبية التامة في
تعامله مع كل التناقضات التي تبدو بين أقوال المسترشد وأفعاله .يتميز BالمستوىB
الثاني بأن المرشد النفسي يتصف Bبالسلبية بدرجة كبيرة في تعامله مع أغلب
التناقضات التي تبدو بين أقوال المسترشد وأفعاله .يتميز Bالمستوى الرابع بأن
المرشد النفسي يتصف بااليجابية المطلقة في تعامله مع كل التناقضات التي تبدو
بين أقوال المسترشد وأفعاله .وأخيرا ,يتميز Bالمستوى Bالخامس للمواجهة بأن
المرشد النفسي يتصف بالتحدي في تعامله مع أية تناقضات تظهر في أقوال
المسترشد Bوأفعاله مهما كانت بساطتها دون أن يواجهها بتحدي سافر وصريح قد
يصل الي حد التصادم .
واختتم هذا الفصل بعدد من االعتبارات الهامة التي يجب أن تؤخذ في الحسبان
عندما يستخدم المرشد النفسي فنية المواجهة حتى تحقق أهدافها وتؤتي Bثماره بال
آثار جانبية قد تنعكس في رد فعل مضاد علي سلوك المسترشد نحوه مما يتسبب
عنه نسف المقابالت اإلرشادية من أصلها وينصح بأن تتميز Bالمواجهة بفعل
تأكدي وليس بسلوك عدواني حيث يمكن أن يتحقق ذلك عندما يتجنب المرشد
النفسي اإلعالن عن نفسه واستعراض عضالته أمام المسترشد فال يشعره بأنه عالم
بخفايا
فنيات رد الفعل
فنية الصمت
الخالصة .
تتميز Bفنية رد الفعل بكونها فنيات استجابية بطبيعتها حيث انها تؤكد علي
مدي اهتمام المرشد بالمسترشد في كل ما يقول وكل ما يفعله خالل المقاالت
االرشادية سواء اكانت ابتدائية Bام تشخيصية ام عالجية .لذلك فهي تساعد
المرشد النفسي علي ان يكون مستقبال جيدا النفعاالت المسترشد وتعبيراتهB
اللفظية كما انها تسهل مهممته Bفي التدرج بالمقابلة االرشادية عبر مراحلها
الثالثة متخطيا اية صعوبات تعترضه ومزيال بها من طريقة اية عراقيل قد تحول
دون الوصول الي اقفالها وتحقيق اهدافها .وسوف نستعرض في هذا الفصل
خمس فنيات تتميز Bبكونها استجابية بطبيعتها .مما مما جعلها تنتمي الي فنيات
رد الفعل .
فنية الصمت -:
دأب كثير من الكتاب والمؤلفين علي تناول فنية الصمت والتفسير Bوالتحليل مع
فنية اإلنصات بالتبادل ،وتعريفهما بتعريف Bمشترك علي فرض أنهما مترادفتان
لمفهوم واحد .غير أننا نفصل بينهما في هذا الكتاب نظرا الختالفهما في الهدف
والمضمون .فقد يصمت المرشد عندما يتكلم المسترشد ولكنه ال ينصت إليه ألنه قد
يكون شارد الذهن عما يقول .وقد ينصت المرشد للمسترشد عندما يتكلم ولكنه ال
يصمت ألنه قد ينشغل عنه بسلوك حركي يخرجه من صمته Bوستتضح الفروق
الجوهرية بين الصمت و اإلنصات عندما نتناول كل منهما بالتفصيل Bعلي السطور
القادمة إن شاء هللا .
يصعب علي المرشد النفسي المتخرج حديثا و المبتدئ في مهنته Bأن يستخدم هذه
الفنية بالكفاءة المرجوة ألنه ال يطيق صبرا علي الصمت إذا كف المسترشد عن
حديثه Bوتوقف عن كالمه ليسترد أنفاسه ويعيد ترتيب Bأفكاره .وذلك لظن المرشد
الخاطئ بأن الصمت مضيعه للوقت وان المسترشد حضر إليه ليستفيد منه Bفيأخذ ما
عنده .ومن ثم نجد حديث المرشد يغلب علي المقابلة اإلرشادية في اغلب األحيان
عن ظن منه Bيعبر به الفجوة التي أحدثها الصمت بينه Bوبين المسترشد .وقد ينتجB
عن ذلك تخبط في حديث المسترشد وتضارب في أقواله مما بجعل المسترشد في
حيرة من أمره متسائال عمت إذا كان عليه أن يتكلم ويعرض ما عنده بينما يصمت
المرشد أو يصمت هو ليستعرض المرشد ما تعلمه وما اعد به ليساعده .
يجب علي المرشد النفسي أم بفرق بين األنماط المختلفة للصمت حتى يدرك كيفية
التعامل مع أي منها أو كيفية استخدامها في المواقف المتباينة Bبدرجة عالية من
الكفاءة مما يحقق الهدف منها .اقترح مايرز ومايرز عدد من األنماط المختلفة
للصمت نسرد بعضا منها علي النحو التالي :
.1قد يدل الصمت علي الكره حيث يعكس ما يخفيه المسترشد من غضب وعدم
الرغبة في حضور المقابالت اإلرشادية .
.2قد يدل الصمت علي الحيرة حيث يعكس عجز المسترشد Bعما يريد أن يقوله
أو يخبر عنه الفتقاره إليه .
.3قد يدل الصمت علي الجهل حيث يعكس عدم فهم المسترشد Bألسئلة المرشد
وبالتالي لم يتمكن من اإلجابة عنها واالستجابة له .
.4قد يدل الصمت علي تشبع الحديث حيث يعكس رفض المسترشد االستمرارB
في نفس الحديث العتقاده بأنه استوفي حقه أو هروبا من االسترسال فيه .
.5قد يدل الصمت علي الحزن حيث يعكس حزن المسترشد علي عزيز فقده
عندما يتطرق بالحديث عنه وعن ذكراه .
.6قد يدل الصمت علي التحدي حيث يعكس تشكك المسترشد غير اللفظي في
مقدرة المرشد علي مساعدته في عبور أزماته .
ويري المؤلف أن هناك ثالثة أنماط أساسية من الصمت يمكن التمييز بينها
بسهولة وفقا لمصدره .فهناك صمت يفرض نفسه علي كل من المرشد
والمسترشد Bعلي حد سواء حيث انه يعتبر Bضروري وال مفر منه Bألي منهما .
وهناك صمت من جانب المرشد النفسي يصدر عنه ليحقق أهدافا هامة تسهم
في تنفيذ خطته اإلرشادية والعالجية ،أما الصمت الثالث فيصدر عن المسترشد
العتبارات خاصة .وفيما يلي سرد تفصيلي لكل نمط.
قد يفرض الصمت نفسه علي كل من المرشد والمسترشد علي حد سواء دون
تدخل أي منهما ودون أن يصدر عن أي منهما .فقد يحدث أن يبدأ االثنان
المرشد والمسترشد Bبالحديث معا عفويا في نفس اللحظة مما يحرج موقف كل
منهما ،فيعتذر كل لآلخر ويقدمه علي نفسه ليبدأ الحديث .وغالبا ما يسمح
للمسترشد بالكالم أوال احتراما وتقبال له ورغبة في استخالص المزيد من
المعلومات منه .هذا األمر يتطلب وقفه قصيرة متميزة بالصمت من الطرفين ،
المرشد والمسترشد Bتمهيدا للمتكلم حتى يبدأ حديثه وتمهيدا لألخر حتى يستمعB
إليه .وقد يتم ذلك علي النحو التالي :
المرشد والمسترشد Bيبدأن الحديث معا عفويا في نفس اللحظة :
المسترشد : Bكنت أريد أن أقول ذلك ...
المرشد :ما رائك أن تخبرني Bعن .....؟
المسترشد : Bعفوا ...تفضل تقدم بسؤالك .
المرشد :ال شكرا ..تفضل أنت ،أنا أريد أن اسمع منك ما تريد أن تقوله
لي أوال .
(( وقفة قصيرة تمهيدية للطرفين ))
المسترشد : Bكنت أريد أن أقول لك ...
ويجب علي المرشد النفسي أن يلتزم الصمت عندما يتحدث المسترشد ,وال يقاطعه
أثناء حديثه Bحتى ال يخرجه عن إطار تفكيره .ويجب عليه أيضا أن يحترم صمت
المسترشد , Bفيصمت إذا صمت ,وان يكون صبورا علي صمته Bوأال يبدو عليه أية
عالمة للضيق والتبرم نتيجة لذلك وال يبادر بدفعة علي الكالم قبل أن يكون مستعدا
له ,وقبل أن يرتب أفكاره ويمهد لعرضها عليه .وإذا طالت فترة الصمت من جانب
المسترشد Bبناء علي تقدير المرشد لكمية الوقت المستنفذ فيه ,فيمكنه أن يتدخل
لتحريك المسترشد برقة نحو استكمال ما أدلي به من معلومات دون أن يتسبب Bفي
إحراجه .
ويري روجرز أن الصمت الطويل من جانب المرشد النفسي وال سيما في المقابلة
اإلرشادية االبتدائية قد يحرج موقف المسترشد بدال من مساعدته علي ترتيب
أفكاره واسترداد أنفاسه .وأضاف أن المسترشد غالبا يصل إلي حافة الصمت إذا
انتهي من موضوع كان يستعرضه مع المرشد النفسي انتظارا ال ستفسار جديد منه
حتى يستكمل عرض حالته عليه .فإذا صمت المرشد النفسي عندما يصمت
المسترشد Bفي هذه الحالة شاردا عنه وغير مدرك بأنه انتهي من موضوع وينتظر
البدء في موضوع أخر ,فان العبء األكبر يقع علي المسترشد Bفي البحث عما يبدأ
به الحديث مرة أخري مما يحرج موقفه ويجعله يتخبط في كالمه بإدالء معلومات
متناثرة غير مترابطة Bوغير ذات فائدة ,وكأنه يستجير Bبه ويناشده بان يأخذ بيده
ليضعه علي بداية الموضوع الجديد يريد أن يستفسر عنه ويريده أن يسترسلB
بالحديث فيه .ويجب علي المرشد النفسي أن يكون واعيا ومتيقظا لما يدور في
مقابلته اإلرشادية ,فعندما يدرك ان المسترشد يبذل جهدا لملء المساحة الفارغة
بين ما انتهي إليه من كالم في موضوع سابق وبين تجمده هو عند نهايته دون أن
يتحرك بالمقابلة في اتجاه تحقيق أهدافها ,مستخدما فنية التساؤل في ذلك ,عليه
أن يسارع وان يلتقط المبادرة ليدير مقابلته اإلرشادية وفق اإلستراتيجيةB
المرسومةB.
ويؤكد بنجامين علي المثل السائد بمعني Bإذا كان الكالم من فضه ,فان السكوت من
ذهب ,موضحا قيمته الغالية في تعبيره االيجابي .ويضيف Bأن صمت المرشد
النفسي يعتبر تعبيرا نشطا عما يحس به من مشاعر دافئة نحو المسترشد , Bوكأنه
كان يقول له ( :أنا هنا موجود معك ,منتظر منك أن تتكلم وتعبر عن نفسك بحرية
دون تدخل مني ).
ويري المؤلف أن صمت المرشد النفسي ال يقل أهمية Bعن تواصله اللفظي عبر
الكلمات الدافئة مع المسترشد ,وال يختلف كثيرا عن التواصل غير اللفظي عبر
االتصال البصري معه في تحقيق الهدف الرئيسي Bمن المقابلة اإلرشادية علي أال
يفرط فيه فال يستخدمه Bبال غرض وال بدليل بال مبرر .كما أن الصمت يعتبر وسيلة
هامه وايجابية يستخدمها المرشد النفسي بفنية بمرحلة اإلقفال عندما يريد أن ينهي
المقابلة اإلرشادية .وبطريقة Bلبقة وذكيه عندما ينتقل Bالمرشد بالمسترشد Bمن
مرحلة البناء إلي مرحلة اإلقفال يتوقف المرشد عن استخدام فنية التساؤل ويبدأ
باستخدام فنية الصمت مباشرة .أن توقف المرشد النفسي عن الكالم في النهاية
مرحلة البناء وتوقفه عن طرح أسئلة جديدة علي المسترشد ,ودخوله في فترة
صمت مستقرا فيها بوقفة قصيرة يعتبر تعبيرا صريحا علي انه ليس هناك ما يقال
بعد ذلك وأنة يجب علي الطرفين المرشد والمسترشد Bأن يستعدا إلنهاء المقابلة
وإقفالها دون أن يكون هناك أي إحراج ألي منهما ,وال سيما عندما يبادر المرشد
بكسر هذا الصمت بعبارات اإلقفال التي سبق اإلشارة إليها .
بالرغم أن الصمت يعتبر فنية هامة من فنيات التي يجب علي المرشد النفسي
أن يستخدمها بذكاء ولباقة حتى تحقق الهدف منها ,أال إن المسترشد يلوذ في كثير
من األحيان بالصمت خالل المقابالت اإلرشادية مع المرشد النفسي .ولعل من أهم
األسباب التي تدفع المسترشد إلي االلتزام بالصمت شعوره بالخجل مما هو مطالب
بالتحدث عنه واالسترسال في عرضه أمام المرشد .وقد يجد المسترشد Bحرجا في
الكالم عن بعض األحداث التي وقعت له في حياته أو عن بعض األشخاص الذين
لهم بصمات واضحة عليها وال سيما فيما يتعلق باألمور الجنسية التي تتسم
بالحساسية في طبيعتها .وبناء عليه يجب علي المرشد النفسي ان يكون حساسا
لمثل هذه األمور ,فال يطرح عيه أسئلته عنها بطريقة مباشرة حتى ال يحرجه يدفعه
للصمت والكف عن الكالم فيها .وعليه أن يدرك األسباب الحقيقية والخفية خلف
صمت المسترشد وعدم اإلدالء بأي معلومات عما طرحه من أسئلة حولها .ومن ثم
يبلور المرشد النفسي أسئلته بحيث تمس الموضوع المراد االستعالم عنه عن
طريق بعيد ال يسبب ادني إحراج للمسترشد مما يشجعه علي االستجابة له واإلجابة
عنها دون خجل وبال صمت .
وقد يصاب المسترشد Bباضطراب ما عندما يواجهه المرشد النفسي بسؤال معين
فيعقل لسانه عن الحركة ويعرقل انسياب الكلمات عليه مما يجعله يسكت عن الكالم
ويلوذ بالصمت .ويشعر المسترشد Bبالتوتر واالضطراب عندما ال يجد من الكلمات
ما يعبر عن نفسه لمفاجئته بسؤال لم يكن يتوقعه ولم يكن يتوقع منه اإلجابة عنه
فيلوذ عندئذ بالصمت .وقد يصاب المسترشد أيضا بالتوتر واالضطراب عندما
ينشغل بالتفكير بالخطوة التالية التي سيخطوها المرشد النفسي في المقابلة
اإلرشادية أو فيما سيطرحه من أسئلة الحقة للسؤال الحالي الذي بذل جهدا كبيرا
في التخلص من اإلجابة عنه وكأنه يلقي بحمل ثقيل عن كاهله الذي أرهقه ,فيلوذ
بالصمت مريحا به نفسه مما أثقلها .وبناء عليه يجب علي المرشد النفسي أن
يتدارك الموقف عندما يشعر بان صمت المسترشد كان استجابة الضطراب وتوترB
جمد الكلمات بين شفتيه B,سواء كان هذا االضطراب والتوتر ناتجا عن سؤال غير
متوقع أو عن تفكير فيما سيكون من خطوة تالية أو استفسار الحق .ومن ثم فانه
يلجا إلي استخدام فنية إعادة صياغة العبارات ,فنية اإليضاح إلزالة حالة التوتر
واالضطراب من نفس المسترشد مما يطلق سراح الكلمات من عقلها فتنطلق
محطمه جدار الصمت .
و قد يدل الصمت على عدم فهم المسترشد لتساؤالت المرشد واستفساراته عن
أمرها ‘ فيعجز عن اإلجابة عنها الفتقاره إليها ‘ وبالتالي يلوذ بالصمت ‘ متحرجا
من طلب اإليضاح من المرشد حول ما يستفسر Bعنة ويسال .وقد يكون الصمت
نتيجة لعدم انتباه المسترشد لكالم المرشد‘ وعدم استماعه الستفساراته جيدا
وبصورة واضحة .وبالتالي لم يجد من الكلمات ما يرد به عما يفتقده فيلتزم
الصمت وبناء عليه يجب علي المرشد النفسي أن يدرك ما دفع المسترشد إلي
االلتزام بالصمت حتى يتأكد انه ناتج عن عدم فهم لما تفوه به أو شرود ذهنه وعدم
االستماع لم يقوله ومن ثم يمكن للمرشد النفسي أن يحطم جدار الصمت بان يعيد
صياغة عباراته بكلمات مختلفة أو إيضاحها للمسترشد حتى يتأكد من فهمه لها أو
يعيدها كما هي دون تعديل فيها ولكن بصوت مسموع حتى يتأكد من استقبالها من
قبل المسترشد واستماعها جيدا .
لعل أصعب أنماط الصمت التي يواجهها المرشد النفسي ويتعال معها بحذر ولباقة
ذلك الصمت الذي يلوذ به المسترشد معبرا به عن الرفض والمقاومة للمقابالت
اإلرشادية بصورة عامة للمرشد النفسي بصفة خاصة أو الستفسارات وتساؤالت
معينة طرحت علية وذلك الن المرشد النفسي يشعر بان هذا النمط من الصمت
موجه إليه شخصيا بما يمس كرامته المهنية Bوبناء عليه يجب على المرشد النفسي
أن يبذل قصارى جهده الكتشاف األسباب الحقيقية خلف هذا الصمت وان يسعى بكل
جهد إلزالتها حتى يعود بالمسترشد Bإلى جو من التقبل والثقة والتعاطف الوجداني
ومن ثم على المرشد النفسي أال يأخذ األمور بحساسية مرهفة وأال يشعر بأنة
المقصود بذاته من هذا الصمت الدال على الرفض والمقاومة وان المسترشد في
حالة ال تستدعي العتاب وال اللوم ألنه في اشد الحاجة للمساعدة ولمن يأخذ بيده
ولعل بعض العبارات التالية يمكن أن تزيل الحساسيات بين المرشد والمسترشد
وتضيق الثغرة بينهما حتى يتالشى الصمت نهائيا فيقبل المسترشد على المرشد
منفتحا باإلدالء عما يستفسر Bعنه منه0 B
المرشد النفسي :أظن انك تشاركني الرأي في إننا ،أنا وأنت ،غير
مرتاحين لهذا الصمت المطبق الذي تلوذ به أالن
:إذا كان هناك ما يجعلك ترفض المقابلة أو تقاوم وجودي معك أو تعترض
على ما طرحته عليك من أسئلة ليتك تخبرني Bبه حتى نتناقش فيه معا 0
:بال شك أنا احترم صمتك هذا ولكن إذا كان هناك ما يمكن أن نناقشه معا
لنخرج من هذا الصمت فأرجو أال تتردد في أن تخبرني عنه 0
فنية اإلنصات
Technique of listening
تعتبر فنية اإلنصات قرينة لفنية Bالصمت والتوأم المالزم لها في اغلب األحيان على
الرغم من أنها تختلف عنها في الهدف والمضمون وتعتبرها باربرا ( Barbara
)1958اإلدارة الرئيسية Bوالضرورية Bالتي يستخدمها المرشد لفهم المسترشد Bوعلى
الرغم مما قاله كثير من الكتاب والمؤلفين بأنها تستخدم أليا من قبل كثير من
المرشدين النفسيين بال حس مرهف غير أن ايكمان ( )ekman 1964أشار إلى
أهميتها مؤكدا استخدامها بإحساس مرهف من المرشدين النفسيين الن إنصاتهم
لمستر شديهم يكون بأعينهم وبعقولهم وبقلوبهم وحتى بجلودهم وان كان
استماعهم إليهم بأذانهم يبدو أليا في مظهره .
مما ال ريب فيه ,عندما يستخدم المرشد النفسي فنية اإلنصات بصورة جيدة
وبكفاءة علية فانه بذلك يحقق معني الفهم التعاطفي للمسترشد والفهم العميق لكل
ما يقوله وما يتفوه به وذلك من خالل ما يرد إليه وما استمعه منه في صورة كلمات
تعكس فهمه له واحساسة بة ‘ مما يوفر الشعور باالرتياح لدية فيقبل على المرشد
النفسي بلنفتاح بال حدود ‘ ويقبل على المقابالت االرشادية بانتظام بال تخلف 0
ويتبلور الفهم التعاطفي خالل مظاهر التقبل واالحترام والرعاية التي يتضمنها
مفهوم االنصات الجيد والتي يحس بها المسترشد عندما يستخدم فنية االنصات
بالصور االيجابية المطلوبة منها0
عندما يستخدم المرشد النفسي فنية االنصات بالكفاءة المرجوة منها فانة بذلك
يحقق الشعور بالرضا والسعادة لدى المسترشد النه يحس ويشعر بمدى تقبله من
المرشد وتقبل ما يرويه ويحكي عنه ومدى احترامه لشخصه واحترام ما يعرضه
عليه ،وما يفكر فيه ،ومدى رعايته لحالته ،ورعاية ما يبديه Bويحس به ان تحقق
معنى التقبل ( )acceptanceللمسترشد Bجعله يشعر بانه مرغوب فيه ،وانه غير
مهمل وال مرفوض من قبل المرشد النفسي وان كالمه وحديثه Bمعه بما يقابل به من
حسن اصغاء منه له اهمية خاصة اليغفلها المرشد ولم يتجاهلها ،مما يجعله ينفتح
على نفسه فيدلي بما يخفيه بال تحفظ ان تحقيق معنى االحترام ( )respect
للمسترشد بما يوفره االنصات الجيد له من فرصة مفتوحة يجعلة يعبر عن نفسه
وعما يحس به ويراه بحريه تامة دون مقاطعة وبال تدخل فيما يرويه ومن ثم
يشعره بكيانه االنساني يشعره بمدى اهمية وجودة في المقابالت الرشادية فيدعم
ذاته ويؤكد هويته Bان تحقيق معنى الرعاية ( )caringللمسترشد Bبما يوفره
االنصات الجيد من اهتمام بحالته يجعله يثق في اخالص المرشد النفسي وقدرته
على مساعدته في تخطي صعوبات تكيفه وعبور ازماته النفسية التي يعاني منها
وبناء عليه فان مظاهر التقبل واالحترام والرعاية التي تضمنها فنية االنصات اذا
استخدمت بصورتها االيجابية تحقق معنى الفهم التعاطفي للمسترشد 0
لما كانت األهمية األولى الستخدام فنية اإلنصات تكمن في تحقيق الفهم العميق لما
يقوله المسترشد ‘ولما يخفيه بين عبارته وخلف كلماته ‘ فان اإلنصات الجيد
الممزوج Bبالفهم العميق يجب تحقيق أهدافا هامة نذكر بعضها على سبيل المثال ‘
على النحو التالي :
أوال :فهم كل ما يفكر فيه المسترشد Bوما يشير به نحو نفسه والتعرف على طرق
تفكيرة وكيفية استبصاره الداخلي لذاته 0
ثانيا :فهم كل ما يفكر فيه المسترشد وما يشعر بة نحو اآلخرين والسيما هؤالء
الذين لهم بصمات واضحة على حياته .
ثالثا :فهم رؤية المسترشد لحالته وهى أحساسة بها وكيفية مشاعره نحوها
وطريقة مناقشته لعناصرها وبنودها .
رابعا :فهم رؤية المسترشد المستقبلية حول نفسه ونظرته Bالمستقبلية Bحول حياته
ومدى توقعاته وطموحاته المترقبة من المقابالت اإلرشادية .
يعتبر استخدام فنية اإلنصات بالنسبة للمرشد النفسي والسيما حديث التخرج
المبتدى في ممارسة Bمهنة اإلرشاد والعالج النفسي ألنها تتطلب كفاءة مهنة Bعالية
حتى يتم استخدامها بالجودة المرجوة منها.
يتطلب اإلنصات الجيد من المرشد النفسي ان يخلي ذهنه تماما مما يشغله عن
المسترشد، B
ومما يجعله شادا عما يقوله ويتحدث به لكي يكون حاضر الذهن باستمرار Bوحاضر
البديهه علي الفور الستقبال كل ما يرسله المسترشد من معلومات خالل المقابلة
االرشادية .ومن ثم فان المرشد النفسي مطالب بان ينسي نفسه تماما وان يلقي
خلف ظهره بمشاعره واحاسيسه حول نفسه وما يساوره من افكار تتعلق بها وان
يتجاهل كل ما ينتابه من مخاوف ومظاهر للخوف والقلق والغضب التي ال يخلو
منها أي فرد كان في أي لحظه من لحظات عمره لكي يصب كل انتباهه علي
المسترشد Bويوجه كل مشاعره واحاسيسه Bنحوه .وهذا بالطبع يصعب تحقيقه في
الحياة اليوميه العامة للبشر اجمعين بما فيهم المرشدين النفسيين ,وال سيما هؤالء
المتدبين الجدد في مهنتهم االرشادية الذين غالبا ما يمارسونها تحت مالحظة دقيقة
من مشرفيهم المدربين واساتذتهم التربوين من غرفة المالحظة مما يجعلهم في
قلق مستمر Bفينشغون عن االنصات بالتفكير في االختيار الجديد لالستجابات اللفظية
المسموعة التي يمكن ان يردوا بها علي المسترشدين خالل مقابلتهم اارشادية في
غرفة االرشاد النفسي .
يتطب االنصات الجيد الحساسية المرهفة طريق التي يصوغ بها المسترشد
عباراته ,ولنغمة التي ينطق بها كلماته ,ولالنفعاالت التي تصاحب تعبيراته .ومن
ثم فان المرشد النفسي مطالب بان يكون مرهف الحس كل ما يقوله المسترشد ولكل
ما يصاحب كالمه من انفعاالت منعكسه علي وجهه او علي بعض اعضاء جسمه .
ان الفهم الواضح للطريقة التي يصوغ بها المسترشد عباراته ,يمكن ان يستد ل
منه علي نوع التفكير الذي يتصف به لتحديد ما اذا كان عميقا او سطحيا ما اذا كان
مرتبا او مبعثرا ما اذا كان مصيبا او مخطئ .ان الفهم الواضح للنغمه التي ينطق
بها المسترشد Bكلماته يستدل منه علي مدي تاثيرها عليه لتحديد ما اذا كانت هامه
له ذا انطباع خاص منعكس عليه ام انها ال تمثل شيئا يذكر في حياته .ان الفهم
الواضح لالنفعاالت التي تصاحب تعيراته يستدل منه Bعلي مدي احساسه بمشكالتهB
ومشاعره نحوها لتحديد ما اذا كان متاثرا بها ومنفعال لها ام انها ال تمثل Bخطوره
علي سلوكياته .وهذا ما قد يصعب تحقيقه بالكفاءة المرجوه في االحوال العادية مع
المرشدين النفسيين المفتقرين الي الخبرة الطويلة في الممارسه المهنيه الجيدة .
ويتطلب االنصات الجيد المتميز Bبالعمق الشديد من المرشد النفسي ان يكون متسع
االفق وقادرا علي التنبؤ ،حيثان اتساع االق و القدرة عي التنبؤ Bمن جانب المرشد
النفسي يسهم الي حد كبير في استخدام فنية اإلنصات
بالكفاءة الموجودة ،و من ثم ،فان المرشد النفسي مطالب بان يكون متميزا
باتساع األفق حتى يمكنه ربط اإلحداث التي يدلي بها المسترشد مع بعضها لنسج
خلفية عريضة حول حالته ،متضمنة كل كبيرة و صغيرة فيها ،و حتى يكون ملما
بتفصيالتها و جزيئاتها ،ما ظهر منها و ما بطن ،كما انه مطالب أيضا بان يكون
متميزا بالقدرة علي التنبؤ بما يمكن ان ان يقوله المسترشد Bالنفسي له بل ان يتفوه
به ،و بما يحاول لن يخفيه خلف كلماته و بين عباراته ،و بما يعجز عن اإلفصاح
عنه النطوائه أو خجله ،و بالتالي يستجيب Bالمرشد النفسي له ،و بما يقوله ،و لما
يستشفه Bمن ثنايا حديثه Bعلي حد سواء ،مما يجعله ينفذه مما عجز عن لتعبير عن
نفسه بالكلمات و العبارات ،هذا األمر ليس سهال كما يظنه البعض ،و لكن صعوبتهB
تكمن في ضرورة تمتع المرشد النفسي له بحاسة سادسة ،و أذن ثالثة حتى
يستطيع أن ينتشل ما قد يغرق في نفس المرشد ن و حتى ينقذ ما تتقاذفه أمواج
العبارات و تالطم الكلمات من مشاعر و أحاسيس و أفكار تتصارع في أعماقه
لتري النور علي لسانه .
و يشير باركر ( )Barker,1971إلي عدد من الصعوبات التي قد تواجه المرشد
النفسي عندما يستخدم فنية اإلنصات بشكل جيد ،مما قد يضعف استخدامها و
يفقدها أهدافها،و تواجه المرشد أول صعوبات في استخدامه لفنية اإلنصات عندما
يتخلي عن استعداده العقلي و العضوي الذي يدعمها و يقويها،حيث ال يوجد شئ
اسؤا و ال أضل سبيال من جلوس المسترشد Bأمام المرشد الذي يفتح له قلبه و
يخبره بكل ما يحس به و يشعر ،ثم بعد ذلك يكتشف انه يناقشه في موضوع أخر
مغاير لما جاء من اجله ،أو أنه مصم إلذنيه فلم يستمع إلي حرف واحد مما قاله ،و
يؤكد باركر علي صعوبة أخرى تتمثل في مدي قدرة المرشد النفسي علي احترام
لغة المسترشد و لهجته إذا كانت متميزة بلكنة ريبة Bأو ير مفهومةB.
و يحذر باركر المرشد النفسي من إبداء أيه سخرية من حديث المسترشد مؤكدا
علي احترامه له مهما كانت لغته أو لهجته فيجب عليه ان ينصت إليه بعناية
ورعاية بال لمز وال همز .ومن ثم يجب علي المرشد النفسي أن يكون صبورا
ومتسامحا ليستقبل ما يدلي به المسترشد بإنصات مرهف حتى يفهم كل ما يتناقل
علي لسانه من كلمات شقت طريقها إليه بصعوبة وحتى ينقذه المرشد النفسي من
الجهد الشاق الذي يعانيه Bفي إخراج هذه الكلمات من فمه يجب عليه أن يركز علي
النقاط الهامة في الحديث فقط دون التطرق إلي تفرعاته وتفصيالته. B
انا دائما مصاب بالكوارث ،ال ادري لماذا يختارني القدر من بين الناس
جميعا ليصب فوق راسي كوارثه.
أري أنك سردت لي أحداثا كثيرة متناثرة حول حمل زوجتك،و رسوب ابن أختك
في الثانوية العامة ،خالفاتك مع رئيسك المباشر في العمل ،ارتفاع مستويB
المعيشة ،خروج النادي المفضل لك من دوري كرة القدم هذا العام .اظن أنه من
االفضل لنا أن نركز حديثنا حول ما تعاني منه فعال من صعوبات أدت بك الي
الحضور هنا.
المرشد :أشعر أنك عزمت علي التوبة،و لكنك تريد من يساعدك علي ان
تخاص فيها.
مما تجذر االشارة اليه ,ان جميع الفنيات االخرى التي تندرج تحت هذا الفعل
( فنيات رد الفعل ) تعتبر فنيات فرعية من فنيات االنصات ,النه بناء على االنصات
الجيد ,يمكن للمرشد النفسي ان يستخدم فنيات اعادة العبارات ,االنعكاس ,
االيضاح ,ثم التلخيص .واذا عجز المرشد النفسي عن ,او اذا فشل في استخدام
فنية االنصات بصورة جيدة فانه بالضروري سيعجز عن ,وسيفشل في استخدام
باقي الفنيات االخرى بالكفاءة المرجوة منها .وبناء عليه ,يجب على المرشد
النفسي ان يكرس جهده ,ويركز ذهنه على كل ما يقوله المسترشد وما يبدر منه
خالل انصات مرهف حتى يتمكن من استخدام بقية الفنيات بالجودة المطلوبة .
تتميز Bفنية اعادة العبارات بتكرارالمضمون االساسي لتواصل المسترشد Bاللفظي مع
المرشد النفسي ,متضمنة المعنى الكلي لعباراته ان لم تكن متضمنة Bنفس الكلمات
التي احتوتها تلك العبارات .وبالغم من امكانية استخدام فنية اعادة العبارات باكثر
من طريقة ,اال ان اهمها جميعا تلك التي تتميز بتكرار عبارات المسترشد كما هي ,
وترديد كلماتها بد تغير الي حرف فيها ,مما يجعلها مثل الصدى الذي يعكس ما
يقوله وما يبدر منه فيسمع باذنيه ما ينساب عللى لسانه ,وما يتسرب Bمن بين
شفتيه حتى يتشجع على االستمرار Bفي الكالم ,واالسترسال فيما يدلي به من
معلومات ,واختبار ما يصلح منه فيدعمه ,وما ال يصلح فيتحشاه .االمر الذي
يجعله ينظر الى نفسه برؤية Bثاقبة اكثر عمقا في محاولة ايجابية لمراجعة ما يقوله
وما يخبر عنه .كما ان استخدام فنية اعادة العبارات تعتبر تدعيما عمليا وتطبيقا
ناجحا الستخدام فنية االنصات حيث انها تؤكد للمسترشد مدى اهتمام المرشد به
وبما يفرضه Bعليه عندما يردد كلملته التي سردها ويكرر عباراته التي ذكرها دون
زيف وبال تحريف .ومن ثم ,ينصح Bباستخدام هذه الفنية بطريقتها هذه في بداية
المراحل االولى لتدعيم التواصل بين المرشد والمسترشد , Bحيث تفقد اهميتها كلما
ازدادت المناقشة عمقا بينهما .
المرشد :انا شعرت بخيبة امل عندما حصلت على مجموع قليل من -
الدرجات في االمتحان الثانوية العامة .
المرشد :انا شعرت بخيبة امل عندما حصلت على مجموع قليل من الدرجات -
في امتحان الثانوية Bالعامة .
المسترشد : Bانا يئست من حياتي كلها . -
المرشد :انا يئست م حياتي كلها . -
المسترشد : Bاظن اني احبها لدرجة تجعلني ال استطيع ان استغنى عنها . -
المرشد :اظن اني احبها لدرجة تجعلني ال استطيع ان استغنى عنها . -
ثانيا -اعادة االجزاء الهامة من عبارات المسترشد: B
قد يرى المرشد النفسي انه ال ضرورة العادة عبارات المسترشد كلها كما هي ,وال
ضرورة العادتها مع تغيير ضمير Bالمتكلم فيها ,وال سيما بعد ان يدعم التواصل
الجيد بينهما ,وتصل المقابلة االرشادية الى نهاية مرحلة البناء فيها ,ومن ثم ,
كان المرشد النفسي يركز على اهم ما تتضمنه Bعبارات المسترشد فيعيدها على
مسمع منه ,مؤكدا على ما يريد ان يلفت نظره اليه ,وما يريد ان يستثمره لصالح
المسترشد Bفي تمية شخصيته وتعديل سلوكه نحو االفضل .وتتميز هذه الطريقة بان
يتجاهل المرشد النفسي اغلب كلمات المسترشد Bالتي تتضمنها عباراته ,مع التركيز
فقط على اجزاء منها ,مؤكدا على اهمية ما تضمنتها م معاني .وسنسرد فيما يلي
عددا من االمثلة التي توضح هذا المعنى .
المسترشد : Bلقد استدعت زوجتي والدها ووالدتها بسبب الشجار الذي حدث -
بيننا ,وعندما طلبت الطالق في حضورهما ,نهرها والدها ,رفضا طلبها
للطالق ,اصرا على الصلح بيننا .
المرشد :رفض والداها طلبها للطالق ,واصرا على الصلح بينكما . -
-
المسترشد : Bلقد عرضت نفسي على اكثر من طبيب متخصص ,وكات -
تقاريرهم الطبية كلها تفيد انني معاف تماما من أي سبب عضوي يجعلني
عاجزا عن ممارسة واجباتي الجنسية Bالشرعية مع زوجتي .ونصحنيB
جميعهم بان اعراض حالتي على مرشد نفسي ,لعله يساعدنس في التغلب
على هذا العجز الذي ال اعرف سببا مباشرا له .
المرشد :نصحك االطباء جميعهم بان تعرض حالتك على مرشد نفسي -
ليساعدك في التغلب على عجزك الجنسي الذي ال تعرف سببا له .
وتركز فنية اعادة العبارات بدرجة كبيرة على ما يقوله المسترشد ,وما ينساب على
لسانه من عبارات ,وما يتسرب Bبين شفتيه Bمن كلمات .وتركز ايضا على ما يبديهB
المسترشد Bمن انفعاالت وحركات تصدر عن اى عضو من اعضاء جسمه اثناء
االدالء بحديثه . Bبمعنى ان تركيز فنية اعادة العبارات يكون منصبا بدرجة كبيرة
على الظاهر من قول المسترشد ومن فعله ,وهذا قد يكون مخالفا لما يخفيه من
مشاعر واحاسيس ,اى يكون التركيز على اطار المسترشد المرجعي الخارجي .
ومن ناحية اخرى ,تركز فنية االنعكاس بدرجة كبيرة على االطار المرجعي الداخلي
للمسترشد حيث ينصب اهتمام المرشد على ما يشعر به المسترشد Bوما يحسه في
اعماق نفسه ,مخاطبا المختبئ بين العبارات وخلف الكلمات التي يتضمنها حديثه ,
اكثر مما يخاطب تلك العبارات والكلمات نفسها .
وبينما تعبر فنية اعادة العبارات عما يقوله المسترشد ,تعبر فنية االنعكاس عما
يشعر به .لذلك يمكن وصف فنية اعادة العبارات بكونها الصدى الحقيقي لحالة
المسترشد ,ووصف فنية االنعكاس بكونها المراة الصادقة لها ,وحتى تتضح
الرؤية امام القارئ حول مفهوم فنية االنعكاس كمراة صادقة لحالة المسترشد
عاكسة لمشاعره واحاسيسه سواء عبر عنها لفظيا او غير لفظي ,وسنسرد هذين
المثالين على سبيل التوضيح Bليس اال .
*المرشد :عندما تكون مع الرجال ,انت تشعر بانك ال تميل Bكثيرا الى احاديثهم
وبالتالي ال تجد شيئا بداخلك تريد ان تستجيب به لهم ,بينما عندما تكون بين
جماعة من النساء ,تشعر انك منجذب اليهن وبالتالي تريد ان تتجاذب معهن
اطراف الحديث .
المسترشد ( : Bيجلس المسترشد على مقعده ,غارقا فيه ,متورد الوجنتين ,
غاضا من بصره ,خافضا لفراسه ,ومرتعش اليدين ) .
* المرشد :من الطريقة التي تبدو عليها االن ,يخيل لي انك تشعر بالخجل
واالرتباك بسبب وجودك هنا معي في غرفة االرشاد .
المرشد :هذا شئ ال يطاق وال يحتمل .انت تستجوبني منذ ثالثين دقيقة
وكانني متهم في قضية ال مفر منها .
المرشد :انت تشعر بالضيق والتبرم النني استفسر منك عن بعض االمور
التي تتعلق بحالتك .
المسترشد : Bانا ال ارى سببا واحدا يجعلهم يؤخرون ترقيتي في الوظيفة .انا
اتحدى ايا منهم ان كان يجرؤ على مواجهتي بسبب معقول .
المرشد انت تشعر بالغضب الشديد بسبب Bتاخر ترقيتك في الوظيفة .
المسترشد : Bان زوجتي ال تجرؤ على التفوه بمثل ما قالته لي اليوم .انه
ليس كالمها ,بل هو كالم والدتها التي دائما تغذيها بما ال تجرؤ ان تتفوه به
النها تسعى دائما الى ما يدمر حياتنا الزوجية .
المرشد :انت تعتقد بان والدة زوجتك هي التي اوحت اليها بدذا الكالم الذي
قالته لك اليوم .
فنية Bاإليضاح
تعتبر فنية اإليضاح بمثابة Bتغذية رجعية مباشرة من جانب المرشد للمسترشد
لتوضيح بعض النقاط التي قد تكون غامضة وغير مفهومة Bفي المناقشة التي تدور
بينهما خالل المقابلة اإلرشادية حيث ال يمكن أن تستمر الناقشة دون أن يفهم
احدهما اآلخر .وحتى تستخدم فنية اإليضاح بالكفاءة المرجوة منها ,يجب على
المرشد النفسي أن يلفت نظر المسترشد ويجذب انتباهه إلى ما يريد ا يستوضحه
منه ,مركزا على توضيح Bالمعاني المشتقة من تفاعله مع اآلخرين ومشاعره
نحوهم ,وال سيما تلك المعاني المشتقة من الصراعات التي يعاني منها ,
واالتجاهات التي يعتنقها ,والمقاومات التي يبديها .وحتى تحقق فنية اإليضاح
أهدافها ,يجب على المرشد النفسي أال يشوبها بما ليس فيها م تخمينات
وافتراضات ومزاعم حول ما يقوله المسترشد .وبناء عليه ,يجب على المرشد
النفسي أال يخجل وإال يتردد في أن يستفسر Bمن المرشد عما ال يفهمه Bوعما قد
يكون غامضا عليه من حديثه إليه .
يهدف استخدام فنية اإليضاح بالدرجة األولى تدعيم االستجابة التلقائية من المرشد
إلى المسترشد إذا حدث توترا في التواصل بينهما عندما ال يفهم احدهما ما يقوله
األخر ,وعندما يعجز الطرفان عن فهم ما يدور في المناقشة بينهما .ومن ثم يطلب
إعادة ما يقال مرة أخرى ,أو يستوضح المعنى بأسلوب ميسر مبسط .هذا األمر
يتطلب مساعدة المسترشد على التعبير عن نفسه بما يقدمه له المرشد من تيسير
للمعنى وتبسيط للمفهوم من جهة .ومن جهة أخرى مساعدة المسترشد Bعلى
االسترسال في اإلدالء بمعلوماته واالنفتاح على نفسه Bفي حديثه بما يقدمه له
المرشد من تشجيع على إعادة ما يقوله وتوضيحه Bوبناء عليه ,يحقق استخدام
فنية اإليضاح تحسين وتدعيم التواصل بين المرشد والمسترشد حتى يصل إلى
الجودة المرجوة .
يجب على المرشد النفسي أن يراعي عدة قواعد عامة عند استخدامه فنية اإليضاح
حتى تحقق أهدافها المرجوة منها .وفيما يلي سرد تفصيلي لهذه القواعد الهامة
التي نرجو أن تؤخذ في الحسبان وال سيما من جانب المرشدين النفسيين المبتدئين
والمتخرجين حديثا .
ثالثا:التسامح واالحترام:
يجب على المرشد النفسى ان يستخدم فنية االيضاح فى اطار من التسامح مع كل ما
قد يقع فيه المسترشد من اخطاء فى التعبير عن نفسه تعبيرا لفظيا كان او غير
لفظي وفى اطار من االحترام لكل ما يقوله ويتفوه به ان كان مخطئا أو مصيبا لذلك
يجب عليه اال ينهر Bوال يزجره اذا تعذر خروج العبارات من فمه بالطالقة المرجوة
او اذا تعثر مرور الكلمات الى اذنى المسترشد بمقطعها الواضحة ومن ثم يجب على
المرشد النفسى ان يطلب االيضاح من المسترشد عما لم يفهمه منه او يقدم له
ابضاحا عما تعذر فهمه دون اى تعليق وبال اى لوم حتى ال يحرج موقف المسترشد
وال يجرح شعوره.
رابعا:الثقة بالنفس:
يجب على المرشد النفسى ان يكون متمتعا بالثقة فى نفسه فيما يتعلق بقدرته على
استخدام فنية االيضاح وفقا للقواعد المحددة الطارها العام وبما ال يتسبب فى اى
خلل قد يصيب استخدامها مما ينتج Bعنه اثار عكسية ضارة تؤثر Bعلى التواصل بينه
وبين المسترشد وبناء عليه قبل ان يبدأ المرشد النفسى فى استخدام فنية االيضاح
يجب ان يثق فى نفسه وفىمقدرته على استخدامها بالكيفية الرجوة منها وفى صالبة
العالقة بينه وبين المسترشد وفى مدى ايجابيتها وعدم تفككها تحت أقصى
الظروف.
تستخدم فنية االيضاح من قبل المرشد النفسى وفقا التجاهين اساسيين ال ثالث
لهنا:اتجاه ايضاحى للمرشد وسنتناول Bكل من هذين االتجاهين اليضاحيين بشىء
من التفصيل على النحو التالى:
ال يخلو االمر من احتياج المرشد النفسى الى ايضاح له فيما يتعلق بفهمه Bلحديث
المسترشد Bحيث يتعذر عليه احيانا متابعة وفهم ما يقوله بسبب اختالف فى اللغة او
فى اللهجة بينهما بسبب خجل المسترشد الشديد وانطوائه مما يجعل صوته
منخفضا وعباراته غير واضحة بسبب هروب المسترشد وانسحابه بهمهمة
مسموعة ولكنها غير مفهومة وبسبب Bتشتت افكار المسترشد وتناثر كلماته ومن ثم
فانه غير متوقع وال متلرقب من المرشد النفسى أن يفهم كل ما يقوله المسترشد
ولكنه مترقب منه ان يوقفه ليطلب منه ما قد يتعثر عليه فهمه من حديثه ولعل
بعض االمثلة التوضيحية التى نوردها على النحو التالى تدل على ما قصدنا اليه.
حـــــــالة(:)1
المسترشد:لقد غرر بى بعد ان وعدنى بالزواج ثم اخلف وعده وهرب.
المرشد:عفوا!!انا لم ألفهم قصدك من كلمتى غرر بى!
المسترشد:أقصد اننى سلمت له جسدى بعد ان صدقت وعده لى باننى ساكون
زوجة له ولكنه لم يحقق وعده بالزواج منى النه سافر الى بالده دون ان يترك لى
كلمة واحده.
حالـــــة(:)2
المسترشد:أنا غير راضى عن تصرفات والدى معى .
المرشد:معذرة!!أنا غير متأكد من أنىى اتابع كالمك ليتك تعيد على ما قلته االن
بطريقة أكثر وضوحا.
المسترشد:أنا غير راض عن تصرفات والدى معى.
حالـــــة(:)3
المسترشدB:أنىى اتحمل مسئولية االسرة كلها.هى أسرة كبيرة جدا.وألنىى االبنةB
الكبرى فيها وألننى لم استكمل دراستى الكل يلقى على بمسئولياته ان بيتنا كبير
وأنا أعمل كل شىء فيه واذا تكلمت نهرنى الجميع باللوم والتوبيخ Bالننى الكبيرة
والتى لم افلح فى دراستى ولكنى فى الحقيقة....
المرشد:اذا سمحت لى!ليتنا نبدأمن االول رويدا رويدا حتى يتضح Bلى بعض االمور
التى أظن أننى لم افهمها جيدا ماذا تعنى ان اسرتك كبيرة؟عدد أفرادها؟هل يقيم
الجميع معك فى المنزل بصفة دائمة؟وما هى نوعية المسئولية Bالتى تتحملينها؟وما
المقصود بان بيتكم كبيرة.
المرشد النفسى يحاول أن يحصل على ايضاح من المسترشد باعادة تنظيم افكارها
وترتيبها بوساطة تجزئتها الى معلومات قصيرة ومحددة وواضحة بناء على
استفساراته وتساؤالته التى تحدد استجابتها وأجوبتها.
حالـــــــــــة(:)2
المسترشد:انها انسة عظيمة جدا....قصدى أنها....أقصد أننى ....لقد وضعت لها
خطابا على مكتبها.....أننى أهتم بها كثيرا.....عندما مرضت سألت عنها
تليفونيا.....كنت فى منتهى السعادة عندما شفيت ورجعت الى العمل....انا قلت لها
ذلك....ال أحب أن أراها مرهقة ومجهدة بأعباء عملها فى المكتب,لذلك فاننى أتطوع
دائما لمساعدتها وتحمل األعباء عنها ال ادرى اذا كانت قرأت خطابى أم ال؟!....ترى
هل تفهم قصدى من كل هذا؟!أنا اريد أن أكلمها....ولكنى غير متأكد من شعورها.
المرشد:انت تريد أن تعبر عن مشاعرك نحو زميلتك هذه ولكنك غير قادر على ذلك
صراحة.
الخالصة
تتميز Bفنيات رد الفعل بكونها فنيات استجابة بطبيعتها حيث أنها تؤكد على مدى
اهتمام المرشد بالمسترشد ومدى مساعدته له فى كل ما يقوله وفى كل ما يفعله
خالل المقابالت االرشادية التى ينتظم فيها معه وهى تشمل فنية الصمت فنية
ٍ
النصات فنية اعادة العبارات فنية االنعكاس وفنية االيضاح.
وبالرغم من ازدواجية مفهومى فنيتى الصمت والنصات لدى كثير من الكتاب
والمؤلفين اال ان هذا الفصل فرق بينهما فى الهدف والمضمون حينما تناول كل
منهما بالتفصيل والتحليل مع انه يصعب ذلك على المرشد النفسى المبتدىء فى
مهنته والمتخرج Bحديثا اال انه بالخبرة والمران سيتمكن من استخدام اى منهما
بالكفاءة المرجوة منهما.
وسرد المؤلف فى هذا الفصل عددا من انماط الصمت وفقا لما اقترحه مايرز
ومايرز على اعتبار أنه يدل على الكره من جانب المسترشد للمرشد حيرته حول ما
يقوله ويعبر عنه جهله بأسئلة المرشد ورفضه االستمرار Bفى الحديث وحزنه على
عزيز تعرض الى ذكراه وتحديه لمقدرة المرشد على مساعدته.وعرض المؤلف
ثالثة أنماط للصمت تناولها بالتفصيل وهى)1(:صمت المرشد والمسترشد Bنتيجة
لبدأهما الحديث معا فى نفس اللحظة استردادا النفاس أيهما أثناء الحديث أو لم
تتميز Bبه شخصية اى منهما بكونها شخصية ذات كلمات قليلة ()2صمت المرشد
النفسى الذى يستخدمهبكفاءة مستثمرة فى تحقيق أهداف المقابلة االرشادية,
الفصل الرابع عشر
فنيات التفاعل
فطرت الطبيعة البشرية على كونها تميل الى التفاعل مع غيرها حيث تستمدB
وجودها,وتحفظ استمرارها,وتدعم اتزانها من خالل عمليات التفاعل المستمرة مع
االخرين.وال يعقل ان يعيش فرد ما فى عزلة تامة منفردا بنفسه Bفى برج عاجى
بعيدا عن البشر دون ان يتصل بهم عن قرب وال عن بعد,ودون ان يتفاعل معهم
على اى مستوى.وقد حث الدين االسالمى الحنيف على تفاعل الفرد المسلم مع
االخرين واال يبتعد عنهم اال اذا كان منهم اهل سوء ومفسدة.وخلق هللا تعالى الناس
على فطرة التفاعل الخير بينهم Bبما يفيدهم ويقوى الروابط الخلقية السليمة التى
تدعم تواصلهم الجيد مع بعضهم.وقال هللا تعالى فى سورة الحجرات وهو أصدق
القائلين,االية(":)13يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا
وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند هللا اتقاكم ان هللا عليم خبير"صدق هللا العظيم .وكان
كرما من هللا ومنة على الناس كافة وعلى المؤمنين خاصة اذ حدد سمات التفاعل
الجيد,التفاعل المثمر البناء بما يرضى هللا ورسوله صلى هللا عليه وسلم ويرضى
المؤمنين,حيث وصفها عزوجل فى نفس السورة الشريفة(الحجرات)فى االيات
البينات()12,11,10ممهدا بها التاكيد السماوى على ضرورة واهمية التفاعل
االيجابى بين البشر":انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا هللا لعلكم
ترحمون,يا ايها الذين امنوا ال يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم وال
نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن وال تلمزوا انفسكم وال تنابزوا بااللقاب
بئس االسم الفسوق بعد االيمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون,يا ايها الذين
امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم وال تجسسوا وال يغتب بعضكم
بعضا ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا هللا ان هللا تواب
رحيم"صدق هللا العظيم.وحث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على اال يتباغض
الناسواال ينقطعوا عن بعضهم,وان يكون تفاعلهم مع بعضهم من اجل الخير وفى
اطار من المصالحة والمحبة.قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ":ال تباغضوا,وال
تحاسدوا,وال تدابروا,وال تقاطعوا,وكونواعباد هللا اخوانا,وال يحل لمسلم ان يهجر
أخاه فوق ثالث"متفق عليه.وعن ابى هريرة رضى هللا عنه ان رسول هللا صلى هللا
عليه وسلم قال":تفتح ابواب الجنة يوم االثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد ال
يشرك باهلل شيئا,اال رجال كانت بينه Bوبين اخيه شحناء,فيقال:انظروا هذينحتى
يصطلحا!"رواه مسلم.وسرد االمام ابو ذكريا يحى بن شرف النووى سمات التفاعل
الجيد بين الناس على انه يتميز Bباجتماعهم من اجل الخير,ومن اجل زيارة
المريض,ومن اجل حضور جنائز بعضهم البعض,ومن اجل مواساة المحتاجين
من منهم,ومن اجل ارشاد جاهلهم,وغير ذلك من اجل مصالحهم بما فيها
امر بمعروف ونهى عن المنكر.
وعلى الرغم ان مشاعر الفرد تكمن فى اعماق نفسه اال انها تنعكس على انفعاالته
الموجهة نحو االخرين,فان كانت مشاعره ايجابية Bفانه يقبل عليهم متفاعال معهم
بما يرضيهم وبما ترتاح له نفسه وتستقر.وان كانت مشاعره سلبية فانه يعرض
عنهم غير متفاعل معهم مما ينفرهم منه,ومما تضطرب له نفسه فتهتز.وقد تنعكس
مشاعره السلبية على شكل تفاعل عدوانى موجه نحوهم مما يعقد التواصل
بينهم,فيتسبب فى رد فعل مماثل مضادا التجاهه فى تفاعلهم معه.وتلعب البيئة دورا
كبيرا فى تكون هذه المشاعر,ايجابية كانت ام سلبيةحيث ترتد خبرات الفرد السارة
او الضارة على تفاعله مع الناس.ومن ثم,فان عمل المرشد النفسى االساسى فى
المقابالت التشخيصية والعالجية يركز على هذه الفطرة التىتعتبر خيرة بطبيعتها فى
شخصية المسترشد بما تنصف Bبه من تفاعل ايجابيى يمارسه مع الناس ويبديه
نحوهم بصورة عامة ومع المرشد النفسى بصفه خاصة فيستثمرها بان يحررها من
كمونها فى اعماقه,وينقيها من سلبياتها وشوائبها التى وصمت تفاعالته,وذلك بما
يفيد فى تنمية Bشخصيته Bوتطويرها,وبما يفيد فى بلورة اتجاهاته وتصحيحها,وبما
يفيد تعدل سلوكياته وتدعيمها,حتى تسترد هذه الفطرة الخيرة فى النهاية سماتها
الطبيعية,وتعود الى تفاعلها االيجابيى مع الناس.
.1وبناء عليه,فان المرشد النفسى يستخدم فنيات التفاعل لما تتميز به من
صفات تجعلها فنيات وسيطة تعمل على تسهيل وتيسير مهمته Bفى تحرير
الطبيعة الخيرة للتفاعل من معقلها وتنقيتها وبلورتها واطالقها مما يعدم
التواصل الجيد بينه Bوبين المسترشد بصفة خاصة,وبين المسترشد Bوبين
الناس بصورة عامة.لذلك,فاننا ننصح بعدم استخدام هذه الفنيات فى المقابلة
االبتدائية وال فى المقابلة االولية التى تليها مباشرة وال سيما اذا كان المرشد
النفسى غير متمرس فى عمله,ويفتقر الى الخبرة الجيدة فى ادارة المقابالت
االرشادية اذا كانت هناك عالقة انسانية Bمسبقة بين المرشد والمسترشد Bمما
يجعل تعاملهما مع بعضهما على مستوى Bمن االستقرار المتبادل حيث يمكن
الى منهما ان ينفتح على نفسه فيدلى بما لديه من معلومات وهو مقتنعB
بتقبلها من االخر لتوفر الثقة الكبيرة والفهم العميق بينهما.ويتاثر التفاعل
بين المسترشد والمرشد بعدد من العوامل الهامة التى يجب ان تؤخذ فى
الحسبان خالل تعاملهما فى المقابلة االرشادية هى:
-1مفهوم الذات:
اذا كان المسترشد متاكد من قدرته على االستمرار Bفى المقابلة االرشادية,مدركا
لنفسه وابعادها,متفهما لذته وخصائصها,فان ذلك سيقلل من شعوره بالخوف
مما يدور بينه وبين المرشد وبالتالى سيكون أكثر انفتاحا على نفسه,وأكثر تقبال
الستفساراته مما يدعم تفاعلهما ويستثمر فى تنمية Bشخصية المسترشدB
وتطويرها.
-2مشاعر المسترشد:
عندما يشعر المسترشد باالرتياح فى التفاعل مع المرشد,وعندما يكتسب منه
خبرات ساره فى مقابلته االبتدائية,واالوليةلها,فانه سيحه ويقبل عليه دون اى
عائق يحول بين تجاذبهما الطراف الحديث,مما يجعله أكثر تفاعال معه واقباال
عليه.
-3الدافعية:
يجب ان يشعر المسترشد Bبان شيئا ما بداخله يحركه ويدفعه الى حضور
المقابالت االرشادية واالنتظام فيها,وانه يميل بمحض ارادته الى االدالء بما
لديه من معلومات دون ان تكون مجبرا على ذلك.لذلك فان المرشد النفسى الجيد
يعرف كيف ومتى ومع من,من المسترشدين يمكنه ان ينشط الدافعية حتى يدعم
التفاعل.
تنشيط التفاعل:
يمكن للمرشد النفسى ان ينشط التفاعل بينه Bوبين المسترشد خالل المقابالت
اإلرشادية التى ينتظم فيها الطرفان اذا راعى عددا من االعتبارات الهامة التي
يستطيع بها أن يجذب انتباه المسترشد ويستحوذ على مشاعره ويحول اتجاهاته
نحوه بما يمكن أن يدعم التفاعل بينهما وهذه االعتبارات سنردها على النحو
التالي:
أوال:يجب على المرشد النفسى ان يكون صادقا فيما يقوله امينا على ما يسمعه
مستقيما فيما يفعله وبشوشا ومهذبا فى تعامله مع المسترشد وأال يكون فظا غليظ
القلب معه حتى وأن قوبل منه بالفتور واالعراض بالمقاومة واالنسحاب او
بالهجوم والعدوان.
ثانيا:يجب على المرشد النفسى أن يكون لبقا فى حديثه رقيقا فى صوته جذابا فى
عرض استفساراته وتساؤالته على المسترشد وأن يدعوه الى االجابة عنها
بالحكمة واالبتسامة Bوأن يشجعه على المناقشة معه باللين والقول الطيب حتى يقبل
عليه وينفتح على نفسه ويخبره بكل ما لديهز
ثالثا:يجب على المرشد النفسى ان يكون واعيا تماما بالخصائص الشخصية لكل
مسترشد يتعامل معه النها تختلف من فرد الى اخر حتى يمكن التعامل مع كل
شخص على أساسها مدركا ما يفرحه وما يغضبه ما يرتضيه وما يرفضه ما يثيرهB
وما يمكن أن يهدئه.
رابعا:على المرشد النفسى أن يكون ملما الماما كامال بكيفية استخدام الفنيات
المختلفة التى تسهم الى حد كبير فى تنشيط التفاعل بينه Bوبين المسترشد وفى
تدعيمه لدرجة تدفعهما الى تحقيق التواصل الجيد بينهما مما يؤدى الى تنمية
شخصية المسترشد وتطويرها وتشمل هذه الفنيات على فنية التفسير فنية االيحاء
فنية الربط وفنية Bالتدعيم وسوف نكتفى فى هذا الفصل بعرض فنية التفسير فنية
االيحاء والتغذية الرجعية.
فنية التفسير
يستخدم المرشد النفسى فنيةالتفسير فى المراحل االخيرة من العملية االرشادية
الكلية بعد أن يثق فيه المسترشد ثقة كبيرة تجعله يتقبل Bمنه كل أفكاره ومرئياته
حول حالته وفيما يتعلق بسلوكياته وذلك من اطار المرشد المرجعى وليس من اطا
المسترشد Bالمرجعى كما هو الحال فى فنية االنعكاس حيث يرد المرشد للمسترشد
كل ما يفهمه منه من خالل رؤيته هو لحالته وليس من خالل رؤية المسترشد لذاته
ويلعب المرشد النفسى دورا رئيسيا بهذه الفنية الثبات وجوده فى المقابلة
االرشادية حيث يدلى بمرئياته Bوبنظريته الثاقبة حول ما يشعر به نحو المسترشد
وفيما يتعلق بحالته وسلوكه وينقلب الوضع بهذه الفنية حيث يتحدث المرشد بينما
يصمت المسترشد Bوينصت ويرى لويس ضرورة التحفظ عند استخدام هذه الفنية
النها قد تجرف المرشد بعيدا عما هو متوقع منه Bلذلك وصفت هذه الفنية بانها
جدلية.
اعتبارات هامة:
يجب على المرشد النفسى ان يراعى عدة اعتبارات هامة عند استخدام فنية التفسير
حتى يمكن لها ان تؤتى ثمارها وحتى يمكن لها ان تحقق أهدافها بالكفاءة المرجوة
منها ويقع على المرشد النفسى العبء االكبر فى مساعدة المسترشد على تقبله
لهذه الفنية واستجابيه Bلها مما يدعم استخدامها ويحقق نجاحها وفيما يلى عدد من
هذه االعتبارات نسردها على النحو التالى:
أوال:التدرج/
لما كانت فنية التفسير تساعد الفرد على ان يتعلم كل ما يتعلق بحالته وأن يفهم كل
ما يتصل بذاته لذلك يجب أن تستخدم هذه الفنية على خطوات تمهيدية حتى تهيئ
المسترشد Bألن يتقبل التفسير من المرشد حول ما قد يكون غامضا عليه تدريجيا
بحيث يبتدئ Bالمرشد بتفسير المعلومات البسيطة القريبة نوعا ما الى الذهن متدرجا
بالمسترشد Bالى تفسير المعلومات العميقة البعيدة عنه ومن ثم فان كل خطوة من
خطوات التفسير تؤدى الى تفسير الخطوة التالية وكل معلومة مفسرة تسهم فى
تسهيل تفسير Bالمعلومة األخرى.
ثانيا:التوقيت/
يتوقف التوقيت المناسب الستخدام فنية التفسير على مدى استعداد المسترشدB
لتقبلها النه سيرفضها ان فرضت عليه فى وقت لم يكن متهيئا الستقبالها لذلك يجب
أن يقدم التفسير المناسب للمسترشد عندما يريد أن يشبع به حاجة ملحة ومن ثم
يجب على المرشد النفسى ان يقدم التفسير الالزم ألية معلومة لم يستطع المسترشد
استيعابها ولم يستطع أن يتوصل Bالى معرفتها بنفسه مما يجعله فى حاجة ملحة الى
تفسيرها ليزيد من فهمه لذاته وبالتالى يجب أن ينسق توقيت التفسير مع مستوىB
الفهم الذاتى للمرشد الذى يدفعه لتقبله بارتياح وترحيب.
ثالثا:الدقة/
يجب أن يكون التفسير الذى يقدمه المرشد للمسترشد حول أيه معلومة يحتلج الى
تفسيرها متميزا بالصدق والصحة والدقة فال يعقل ان يقدم المرشد النفسى تفسيرا
زائفا او مغاليا فيه كما ال يعقل ان يقدم تفسيرا ال أساس له من الصحة لذلك يجب
على المرشد النفسى أال يقدم تفسيرا حول اية معلومة من نسج خياله وأال يكون
مبنيا على أحالم اليقظة وأال يكون تفسيره موضوعيا منزها عن الهوى الشخصى
غير متطرف به وغير منحاز بحيث يكون تفسيره صحيحا ومضبوطا ودقيقا فى
مضمونه ومحتواه.
رابعا:التوصيل/
ان لم يصل التفسير الى المسترشد لسبب ما فلن يكون هناك نفعا يرجى منه حتى لو
تدرج به المرشد فى الوقت المناسب وبالدقة المطلوبة فقد يتميز تفسير Bالمرشد
بالتدرج السليم وبالتوقيت المضبوط وبالدقة المتناهية ولكن المرشد قد يكون غير
قادر على أن يوصل هذا التفسير الى المسترشد وبالتالى لن يستفيد منه وكأنه
هشيم تذره الرياح قبل ان يجمعه ولعل رجال التربية Bوعلم النفس يدركون تماما أن
هناك نفرا من المدرسين يملكون من المعلومات ما يجعلهم يتفوقون بها على
غيرهم من زمالئهم ولكنهم عاجزون عن توصيل هذه المعلومات الى تالميذهم كما
أن هناك نفرا من المرشدين النفسين المؤهلين على أرقى المستويات ولكنهم
عاجزون على توصيل Bما تعلموه من فنيات ومهارات الى المسترشدينB.
ويتوقف التوصيل Bالجيد للتفسير على اللغة واللهجة والنغمة التى يستخدمها
المرشد فى نقل تفسيره الى المسترشد حيث يتطلب منه لغة سليمة لهجة واضحة
ونغمة متغيرة متميزة Bحتى ال يشرد عنه المسترشد وحتى ال ينام منه ان حديث
المرشد الشيق بما يمتاز به من رقة فى الصوت وسالمة فى النطق وتلون فى النبرة
يجذب المسترشد الى االستماع اليه ويجعله أكثر اهتماما بتلقى كل ما يصله من
المرشد وبالتالى يكون توصيله Bجيدا محققا ألهدافه.
خامسا:االتفاق/
يجب على المرشد النفسى أن يكون حذرا عندما يستخدم فنية التفسير فعليه أن
ينقيها من أية شوائب ممثلة فى لوم وتوبيخ Bأو نقد وتجريح لذلك يقع على عاتقه
قبل أن يشرع فى استخدام هذه الفنية Bأن يعقد اتفاقا مع المسترشد Bمتضمنا االهداف
االساسية للتفسير وموضحا له أنه ال يقصد به النيل من شخصيته Bوال المس
بكرامتهوأنه من االفضل للمسترشد أال يستجيب Bبأى نوع من االستجابات السلبية
الممثلة فى الهروب أو االنسحاب أو المقاومة أو الدفاع أو العدوان ألنه ليس محل
اتهام وال موضع نقد انما هو المستفيد األول واألخير من هذه الفنية بما يتلقاه من
معلومات مفسرة ميسرة حول حالته ومن ثم يجب على المسترشد أن يستجيب
ايجابيا للتفسير وأن يتخذ دورا فعاال فى الحوار والمناقشة الموضوعية Bحول حالته
سائال ومستوضحا ومستفسرا بال حساسيات قد تتسبب فى نتائج عكسية تؤثر على
تطور حالته ويستطيع المرشد النفسى عن طريق هذا االتفاق أن يأمن اى رد فعل
عكسى من المسترشد وأن يضمن الجو المالئم الذى يمكن أن يقدم فيه تفسير Bألية
معلومة يحتاج المسترشد Bالى تفسيرها بال تحديات وال عراقيل.
مالحظة هامة:
يجب على المرشد النفسى عند استخدام فنية التفسير ان يردد كلمات معينة Bفى بداية
كل عبارة يرد بها على المسترشد مما يدل على انه يفسر كالمه من وجهة نظر
المرشد ومن اطاره المرجعى مسبقة بالتاكد على ضمير المتكلم
مثل:أنا(أرى),أنا(أفهم),أنا(أظن),أو:تبدو Bلى ,يخيل لى.......,وهكذا.
فنية اإليحاء
يستخدم معظم المرشدين النفسيين فنية االيحاء بطريقة مكثفة للغاية مع أغلب
المسترشدين Bالذين يتعاملون معهم فى كثير من مقابالتهم االرشادية سواء عن قصد
أو بغير قصد حيث يستخدمها كل منهم بطريقة قد تختلف عن األخرى ولتحقيق
غاية قد تتباين عن غيرها وللحقيقة نذكر هنا أن بعضها منهم يستخدمها عن فهم
ودراية وبكفاءة عالية فى موضعها الصحيح بينما يستخدمها البعض االخر دون
علم بما هى وعن تقليد أعمى لآلخرين ان الحكمة من استخدمها تكمن فى الكيفية
التى يستخدم بها لتحقيق غاية محددة فى الوقت المناسب وليست فى الكثرة التى
تصف ممارستها دون أى غرض يذكر وال يمكن أن توصف فنية االيحاء بأنها
وسيلة أساسية وفعالة لتحريك المناقشة بينهما فى مسار سلس بال عائق يحول
دون الوصول الى غايتها مما ينشط التفاعل االيجابى المثمر البناء بين الطرفين
حتى تتحقق األهداف العامة والخاصة للمقابلة فى االرشاد والعالج النفسى.
تعريف اإليحاء:
لما كان المفهوم الرئيسى لعملية االرشاد النفسى يكمن فى مساعدة المسترشد على
فهم نفسه من خالل عالقة انسانية بينه وبين المرشد مما يستدعى ادارة مناقشة
مفتوحة وموجهة بينهما أثناء المقابلة االرشادية فان هذه المناقشة قد تصل فى
كثير من األحيان الى طريق مسدود فتصطدم به وتتهشم على مشارف نهايته Bومن
ثم فان المرشد النفسى اليقظ والمتمرس فى عمله والمتمكن من فنياته يمكن أن
يدرك بسرعة ما قد تصل اليه المناقشة بينه وبين المسترشد من نهاية محتومةB
غير مطمئنة Bقد تردهما االثنان الى حيثما بدأ من جديد وبناء عليه فان المرشد
النفسى الكفء فى عمله يسارع الى انقاذ الموقف وتحويل مجرى المناقشة لتسير
فى طريقها بال عائق تصطدم به متفاعال مع المسترشد بارشاده الى المسار الجديد
الذى يجب أن يسلكه فى مناقشته وعرض حالته دون أن يشعر بأنه مدفوع اليه ولن
يتسنى ذلك اال باستخدام فنية اإليحاء.
ويعرف البعض فنية االيحاء بأنها امتداد لما يتحمله المرشد النفسى من مسئوليات
تجاه المقابلة االرشادية فيما يتعلق بالمحتوى والطريقة ويعرفها اخرون بأنها
امتداد لما يجب ان يكون عليه تفكير المرشد فى موضع متقدم عن تفكير المسترشد
أو فى موضع متأخر عنه على أال يظن البعض بأنها وسيلة للتسابق بين األفكار أو
أنها نسبة وتناسب بين كمية الحديث الصادر عن كل منهما ولما كان المرشد
النفسى بصورة عامة يحتل مركز الصدارة فى المقابلة االرشادية حيث يتحرك بها
من منطلق خبراته وممارسته Bالمهنية Bفانه يتحمل المسئولية Bكاملة ولوحدة في
الحفاظ عليها من أي اصطدام مع عل مغلق أو فر متحجر او شعر متجمد او اى
راى متصلب قد تسبب في تحطيمها وانهيارها ألنه علي االقل يدرك ما هو صواب
وما هو خطأ فرق بين ما هو طيب وما هو خبيث وع ما يمكن أن يكون لصلح
المسرشد وما قد يصيبه Bمن أذى ويري فريق ثالث أن فنية االيحء تعنى العمل
لمثمر لفريق متعاون متكون من المرشد ولمسترشد حيث يمثل Bالمرشد مكز
االالسال الفكرى لما يبديه من مالحظات وتعيقات حول سلوك المسترشد Bويمثل
المسترشد Bمركز المستقبل لل ما يرد اليه منه تمهيدا لتخاذ الخطوة التالية فى
المناقشة التى يفترض أن تكون مقبولة من الطرفين أثناء المقابلة ويؤكد فريق اخر
بأن فنية االيحاء تستخدم من حيز الحياة الشخصي للمرشد النفسي حيث أنه يسثمر
اطاره المجعي في االيحاء لما يجب أن يقوله المسترشد وما يجب أن يفعله وفي
االيحاء لما يتوقعه منه كرد فعل عن استفساراته وتساؤالته الموجهة اليه
والمطروحة عليه.
أهمية االيحاء:
لما كانت االهمية القصوي من العملية االرشادية تتمثل Bفى مساعدة االفراد علي
تخطي صعوبات تكيقهم وعبور أزماتهم بوساطة اشباع حاجاتهم غير المشبعة فان
اسخدام فنية االيحاء من قبل المرشد النفسى بالكيفية السليمة وفي الوقت المناسب
تسهم الى حد كبير في مساعدتهم علي االرتقاء بافكارهم وارتياد المجهول فى
أنفسهم بعمق وفهم مما يحقق الغاية الكبري من المقابالت االرشادية لذلك فان فنة
االيحاء تساعد المسترشد على توضيح Bرؤيته Bلنفسه وتنقيتها من شوائبها وازدياد
استبصاره الداخلى ألعماقها مما يساعده علي التفكير المنطقي العقلنى فيما يتعلق
بحالته ويعتبرها البعض بمثابة دعوة مفتوحة لمسترشد للتفكير بعمق وروية Bحول
صعوباته وأزماته دون اخباره بصراحة عن امكانيات عبورها وتخطيها لذلك فهي
من وجهة نظر المؤلف وسيلة هامة وفعالة لمساعدة المسترشد على تنظيم افكاره
وتكوين ارائه وصياغة عاراته التى تعبر عن حالته دون وضع الكلمات في
فمه.عندما يتعرف المرشد النفسى على االجابات الصحيحة عن االسئلة التي تستهلB
بكلمات استفهامية محددة بمتي Bوكيف يمكنه Bاستخدام فنية االيحاء ومتي ال
يستخدمها علي االطالق فانه يدرك الكثير من فوائدها واهميتها وال سيما عندما
يستخدمها بذكاء استفهامي ولباقة لفظية في صورة تساؤالت واستفسارات مركز
علي جوهر الحالة بطريقة غير مباشرة وبالتالي فانه يتحرر من عبودية الفنيات
المحدودة التي ال تسهم وال تفيد اال في نطاق ضيق جدا والتي ال يستخدمها المرشد
النفسي المبتدئ والحديث في تخرجه.
ولما كان معظم المسترشدين قليلي الحيلة ومحدودي القدرة علي فهم أنفسهم وفهم
مجتمعهم الذى يحيط بهم فان احتياجاتهم للتعامل مع الواقع باساليب سوية تجعلهم
فى حاجة ملحة لتلقي أية مساعدة كانت من المرشد النفسي وللتعرف علي
مشاعرهم من أجل تحقيق االدراك األفضل الحترام ذواتهم ولكي تتحقق هذه الغاية
فان المرشد النفسي الجيد والكفء في عمله يستخدم هذه الفنية Bبلباقة تجعله فى
موضع الند للند مع المسترشد Bينصت اليه بتقبل يناقشه بموضوعية Bيحترم اراءه
وأفكاره التي يطرحها يشرح Bويفسر له ما قد يكون غامضا عليه وأخيرا يوحي
اليهبما يجب أن يقوله وما يجب أن يفعله ان وجده
ϧϤ
Ύρ ϹϳΤ Ύ˯
ϹϳΤ
Ύϟ
˯ ϤΒϜή: ϭϻ:
ϭϳόϨ ϲϣϔϬϮ
ϡ Θ ϟΒϜϴή ϟϤή
ΣϞ
ϞϣϨΘ μϔϬ
ΎϭϳόϨ ϲϣϔϬϮϡ
ϴϬΎϣϦϣϘΎΑ ϼ ΕϣΒΎηήΓ
ϣδΘϐήϗΔϋΪΩ Μ ϛϴή
ΎΫΝϋ Ϡ ϲ ϹϳΤΎϟ˯ ϤΒϜή
ϧϮέΩϩϋ
Ϡϲ ϟϨΤϮ
ΘϟΎϟ ϲ:
ϻϓΘΘ ΎΡ: 1-
ϣ
Ύϟά ϱΗϔό
ϠϪΣϴ
Ύϝϫά
ϩ ϟ μόϮΑ
ΎΕΫ
ϣϜϨϚ
ϻΧΘϴ
Ύέˮ ϟϤήηΪ
ϟϨϔ δ ϲ:
ϣ
ΎΫϳΪϭέ
ϵϥ
ϓ ϲΫϫϨϚˮ
ϣϦ
ϳϦΗήϳΪ
ϥϧΒ
Ϊ ˮϴ
ϟΘϚΗΨΒήϧ ϲϋϦ
ϱΟΪϳΪϣϨά
ΧήϣϘΎ
Α
ϠΔϟΎ
Ϩˮ
ϋή ϟΤ
ν ΎϟΔ: 2-
ϣ
Ύϟά ϱϳΒΪϭ
ϓ ϲϧψή ϙγΒΒ
Ύ
ϓ ϲϋΪ ϡ Η
έϴ
ΎΣϚˮ ϟϤήηΪϟϨϔ δ ϲ:
ϣ
Ύϟά ϱΗόΘϘΪΑ΄ϧϪϳδΒ ΐϟϚ
ϟΤϴήϓΓϲ ϣή ϙˮ
ϣ
ΎϟΤ
ΎϟΔΘ
ϟΗϲΎό ϧ ϲϣϨϬ
Ύˮ
ϴ
ϟΘϚΗΨΒήϧ
ϲ ΜήϋϦΣ
ϛ ΎΘϟ Ϛˮ
ϹϳΤ Ύ ˯ ϻέΗϴΎΩ ϱ Λ
Ύϧϴ
Ύ:
ϲϔ
ϧ δϪϭ
Θ ϛΎθ ϑϣϜϨϮϧϬ
Ύ
Ύ
γ σΔ ΘγΒ Ύ μ έ
ϩ ϟΪ
ΧϠϲ
ϳΤ
Ύ˯ ϻέΗϴΎΩ ϱϧϮέΩϩϋϠϲ
ϟϨΤϮ
Θ ϟΎϟ ϲ:
ΗϘΪϳή
ϟά Ε: 1-
ϣ
ΎΫ
Ηήϓ
ϱ ϲΘ
ϧΎ
Ξ
ϻΧΘΒ
ΎΕ
έ Θ
ϟ ΟήϳΖϋ
ϲ ϠϴϚˮ ϟϤήηΪϟϨϔ δ ϲ:
ϣ
ΎΫ
ΗθόήΣϮϝϣ
Ύ χϬήΗϪϫά ϩ ϟϨΘΎΞˮ
ϴ
ϛ ϒϳΒΪϭϟϚΗϔδϴήϫάϩ ϟϨΘΎΞˮ
ϣ
ΎΫΗόΘϘΪΑ΄ϧϪ
ϓϷ πϞϟϚˮ
ϻϓΘή
Ύ ο Ε: 2-
ϴ
ϛ ϒϳϤϜϦϔ
ϟ ήΩϣΎ
ϥϳΘϐϠ ΐϋ
Ϡ ϲϫά
ϩ ϟ μόϮΑ Ύ Εˮ ϟϤήηΪ
ϟϨϔ δ ϲ:
ϣ
Ύϟά ϱΗϔό
ϠϪΣϴ
Ύϝϫά
ϩ ϟ μόϮΑΎΕ Ϋ ϣϜϨϚ ϻΧΘΒ
Ύ έˮ
ϣΎΫ
γϴϜϮϥέΩϓόϠϚ ϓ ϲϣϮ ΟϬΔϫά ϩ Ϸϣί Δˮ
ϣ
Ύϟά ϱϳΠϠ
ό ϚΗόΘϘΪΑ΄ϧϪϻϳϮΟΪϣϦϳΤΒϚˮ
ϹϳΤ
Ύϟ
˯ ΘΎ
Ϝϣ
Ϡ ϲ: Λ
ΎΜ
ϟΎ:
ήΗϴΒϬ
Ύ
ϓ ϲ λϮέΓϣΘϜΎϣ
ϠΔ
Θ
γΒ Ύ
μ έϟά
ΗϪ
ΤϘϴϖϫά
ϩ ϟϐ
ΎϳΔϠ ϋϲ ϟϨΤϮ
ϟά ϱγϨϮέΩϓ
ϩϴϤ
ΎϠϳ ϲ :
ΘϟΎϜϣϞ: 1-
ϴϛ ϒϳϤϜϨϚΗϔδϴήΫϟϚΑϨϔ δϚˮ ϟϤήηΪ
ϟϨϔ δ ϲ:
ϜϨϚέΑ ςϣ
Ύϗ
ϠΘϪ
ϵϥΑ
ΎϷϓΎ
Ϝέ Θϟ ϲσήΣΘϬ Ύ
ϓ ϲ ϟϤϘΎ
ΑϠΔϟδΎΑϘΔˮ
ϴ
ϟΘϚΗό ϴ
τϨ ϲϣΎ
όϧ ϲϣΘϜ
ΎϣϠΔϟϤ
ΎΗ τήΣϪ ϵϥϣϦ ϓ ϷΎ
Ϝ έˮ
ϴ
ϟΘϚΗόϴΪϋϠ ϲϣ
Ύϗ
ϠΘϪ ϵϥΑ τήϳϘΔ ϭ ο.
ϟΒ ΪϞ: 2-
ϫϮ
ϧδ ϟΤ
ΐ ϠϮϝϟΤΎΘϟϚΘ ϟΗϲΎόϧ ϲϣϨϬ
ΎϣϦϭΟϬΔϧψή ϙˮ ϟϤήηΪ
ϟϨϔ δ ϲ:
ϣΎ
ϹϣϜΎϴϧΎ Ε
ϟϤΘΎΣΔΘ ϟ ϲϳϤϜϦ
ϥΗΘϐ
Ϡ ΑΐϬ
ΎϋϠ ϲ λόϮΑ
ΎΗϚˮ
ϥΗϔό
ϠϪΣϴΎϝϫά
ϩ Ϸϣ ί Δˮ
ή ϱϔ
ϟϨϴΔ
ϹϳΤ
Ύϟ˯ ϤΒϜήΫϛήϧϤΎΫΝΗΘόϠϖΑΎϟϮ λϒ .
فنية التغذية الراجعة
يرى بعض الكتاب والمؤلفين أن فنية التغذية الراجعة يجب أن يخصص لها
مكانة مميزة 1تتساوى مع ما احتلته مثيالتها من الفتيات المتباينة 1التي تندرج تحت
فنيات التفاعل .ويرى البعض أنه الحاجة لهذا التخصيص حيث أنها تستخدم ضمنا
في الممارسات التدريبية 1والمهنية 1بصورة تلقائية ومتداخلة مع بقية الفنيات
األخرى .وعلى الرغم أننا سنتعرض لها بصورة متكررة في أكثر من موضع عند
تناولنا فنيات المسئولية 1في الفصل القادم إن شاء اهلل إال أنه وجدنا من األهمية
بمكان أن نفرد لها مبحثا خاصا بها ضمن هذا الفصل متساوية 1مع غيرها من فنيات
التفاعل األخرى لكي نلقى الضوء على كل ما يتعلق بها من مفهومها ،وأهميتها ،
استخداماتها ،أنماطها ،و التوصيات المتعلقة بها ،بصورة مستقلة قد تسهم وتفيد
في استيعاب ما سنتعرض له مستقبال حول فنيات المسئولية 1بإذن اهلل.
يستخدم هذا النمط من التغذية الرجعية بصورة أساسية في مجال التدريب العملي
للمرشدين النفسين المتدربين ،ويستخدم بدرجة أقل نوعا ما في مجالي اإلرشاد
والفردي واإلرشاد النفسي الجماعي .ويستخدم الشرف اإلرشاد النمط السمعي
للتغذية الرجعية بصفة دائمة مع المرشدين النفسيين المتدربين الذين يشرف على
ممارستهم التدريبية ،كما يستخدم أيضا من قبل األستاذ مربي 1المرشد النفسي إذا
دعت الضرورة لذلك ويكون استخدام هذا النمط السمعي من قبل الشرف اإلرشادية
في اجتماع مغلق مع المرشدين النفسيين المتدربين الذين ضمن مجموعته التي
يشرف على تدريبها بناء على االستماع إلى تسجيالتهم السمعية لمقابالتهم
اإلرشادية مع مستر شديهم بعد االنتهاء منها كلها عند نهاية التدريب اليومي لهم.
يقدم كل مرشد نفسي متدرب إلى مشرفه اإلرشادي شريط تسجيل سمعي ألية
مقابلة يختارها هو بمحض إرادته يعتقد بأنها أفضلها جميعا خالل تدريبه 1اليومي .
ويستمع 1المشرف اإلرشادي إليه يرفقه زمالئه المتدربين وفي استمعوا إليه في
مقابلة زميلهم مع مسترشدة .ويمكن أن يعاد تشغيل بعض أجزاء من الشريط أكثر
من مرة إذا كانت محل نقاش وحوار واستفسار ودراسة من أجل تدعيم ممارسته
التدريبية على أكمل وجه.
ويمكن اإلشارة بصورة عاجلة إلى أهمية استخدام فنية التغذية الرجعية وفقا للنمط
السمعي في نقاط محددة على سبيل 1المثال وليس على سبيل الحصر في تقديم تدعيم
ايجابي لسلوك المرشد النفسي المتدرب الجيد ،تحليل األسباب التي دعت المسترشد
إلى ممارسة 1سلوك معين لفظي وغير لفظي في المقابلة إعادة صياغة استجابات
المرشد النفسي المتدرب للمسترشد فور االستماع إليه إن كانت غير صالحة ،
التقاط بعض الخيوط ما يخفيه المسترشد من معاني خلف كلماته ومن مشاعر خلف
كلماته ومن مشاعر خلف عباراته الحصول على المقارنات المفيدة بين الممارسات
التدريبية المختلفة للمرشدين النفسيين المتدربين وأخيرا تعتبر فنية التغذية
الرجعية بمثابة 1الجسر الذي يعبر عليه كل مرشد نفسي متدرب من مرحلة القصور
المعرفي الذي يتصف 1به في بدء ممارساته 1التدريبية إلى مستوى الخبرة المهنية1
التي بها مشرفه اإلرشادي.
وفيما يلي بعض األمثلة التي توضح 1أهمية 1استخدام النمط السمعي من التغذية
الرجعية عند االستماع إلى شريط تسجيل يدار في اجتماع يحضره المشرف
اإلرشادي وكل المرشدين النفسيين المتدربين الذين يمارسون تدريباتهم تحت
إشرافه .
المسترشدة :لقد اضطرتني 1الظروف أن أخرج للعمل بعد وفاة زوجي لكي أستطيع
أن أعول نفسي وأعول أوالدي إذا كان هذا التصرف سيرضي الناس أم أنهم سينتقد
ونى لخروجي من المنزل كل يوم.
المرشد النفسي :العمل ليس عيبا ،ولكنه شرف وواجب.
المشرف اإلرشادي :كان يجب عليك أن تؤكد على اإلشارة التي لمحت بها
المسترشدة فيما يتعلق بالناس ألنها تعمل حسابا لهم ،وتقلق بسبب ما قد بظنونه
بها لخروجها اليومي من المنزل .يبدو أن االهتمام بكالم الناس واالهتمام برأيهم
في سلوكها يشكل إحدى الصعوبات التي تواجهها في حياتها ،لذلك يجب عليك في
المقابلة القادمة إن شاء اهلل أن تركز على هذه النقطة حتى تصحح اتجاهاتها نحو
رؤيتهم لها.
المسترشدة :الناس ليس لهم إال الظاهر فقط ،أنا أخشى أن يلزمنني النى أعمل
بائعة في محل المالبس الجاهزة يملكه رجل أرمل توفيت زوجته حديثا.
المرشد النفسي :هل تحصلين على دخل معقول من عملك هذا يسد حاجتك المادية
وأوالدك.
المشرف اإلرشادي :استجابتك هذه جاءت متأخرة ،كان يجب أن تبادر بها بمجرد
أن أخبرتك المسترشدة بأنها عملت إلعالة نفسها وأوالدها .
كما أنك لم تستجب استجابة فورية لما أشارت إليه من لوم الناس لها ،ومن تلميحها
حول صاحب المحل األول .من المفروض أال تترك أشارات وتلميحات
المسترشدين 1والمسترشدات معلقة دون االستجابة إليها فورا وبسرعة ،كما أن
تكون استجابتك في وقتها دون تبكير وبال إبطاء.
رابعا -النمط المرئي :
يستخدم هذا النمط من التغذية الرجعية بصورة تكاد تكون متساوية في المجاالت
الثالث التي تستخدم فيها هذه الفنية حيث تسجل المقابلة اإلرشادية تسجيال مرئيا
سواء أكانت فردية أم جماعية أم في مجال الممارسة التدريبية ولكن التركيز على
استخدامها ال يكون بصورة أساسية كما هو الحال في النمط اللفظي أو النمط
السمعي اللذين يعتبران بمثابة العمود الفقري في المجاالت الثالث .يستخدم
التسجيل المرئي بقلة كلما دعت الضرورة إليه ،ووفقا لبعض الحاالت التي تتطلبه.
وبالتالي فان التغذية الرجعية المرئية 1تكون قليلة بالتبعية .ويستفاد من استخدام
النمط المرئي في أنه يقدم تغذية رجعية للسلوك اللفظي وغير اللفظي لطرفي
المقابلة أو ألعضاء الجماعة المشتركين فيها حيث يرى كل منهم نفسه بالصوت
والصورة على طبيعتها خاللها .ويمكن للنمط المرئي أن يدعم كل من النمط اللفظي
والنمط الكتابي في التغذية الرجعية ( كيف؟).
ويمكن للمرشد النفسي أنه يعيد عرض المقابلة المسجلة مرئيا على مسترشدة في
حالة اإلرشاد النفسي الفردي نظره حول بعض السلوكيات المعينة التي صدرت عنه
خالل المقابلة عنه خالل المقابلة اللفظية وغير اللفظية ،بغرض تدعيمها فيه إن
كانت ايجابية ،و تخليصه 1منها إن كانت سلبية .ويمكن لرائد الجماعة أن يعيد
عرض المقابلة المسجلة مرئيا على أعضاء جماعته لمناقشة بعض األمور التي
دارت خاللها كوسيلة عالجية تسهم في تنمية 1التفاعل الشخصي واالجتماعي بينهم
.ويمكن للمشرف اإلرشادي أن يعيد عرض المقابلة المسجلة مرئيا على
المرشدين النفسيين المتدربين الذين يشرف عليهم كوسيلة تعليمية 1تربوية 1تدعم
ممارستهم التدريبية بوساطة التركيز على االيجابيات والسلبيات التي بدرت عن كل
منهم خالل مقابلته مع مسترشديه لكي يطور نفسه من الناحية المهنية1.
ولعل من أهم الفوائد التي يمكن جنيها من استخدام فنية التغذية الرجعية المرئية
هو إمكانية تثبيت 1عرض الشريط المسجل مرئيا على موقف معين في المقابلة
اإلرشادية سواء أكانت فردية أم جماعية – أو في مجال الممارسة التدريبية ،
وإ مكانية إعادة عرض هذا الموقف أكثر من مرة لدراسته ومناقشة ما ظهر فيه.
ومن المشاهدات التي يمكن التركيز عليها عن تثبيت العرض وإ عادته لمواقف ما
في المقابلة اإلرشادية -1:االختالفات في التعبيرات االنفعالية أثناء التحدث
واإلنصات -2اتجاه االتصال البصري ومدة استمرار يته -3الفترة الزمنية
المستغرقة في االبتسامات والنظرات الجادة -4 ،تنوع االنفعاالت عبر المراحل
المختلفة للمقابلة ومالءمة كل انفعال لمعنى العبارات والكلمات المتداولة -5تغير
نبرات الصوت ومالءمتها لألحداث المطروحة -6المساحة المحصورة بين أطراف
المقابلة وحركات أعضاء الجسم لكل منهم واالستجابة لها .
وتطالب فنيات المسئولية المرشد النفسي بان يقدم كشف حساب عما أنجزه في
مقابالته اإلرشادية مع كل مسترشد تعامل معه مند بداية المقابلة األولي وحتى
نهاية المقابلة األخيرة حيث انه باستخدامها يضع نفسه تحت األضواء الكاشفة
,وفي بؤرة الروية الواضحة ,وفي موضع المسائلة اإللزامية ممن منحوه
ثقتهم لمزاولة مهنته وممارسة 1دورة في مجال اإلرشاد والعالج النفسي حول
النتائج المترقبة منه 1كفائدة مستردة من المهام المنوطة إليه .
ويمكن تعريف المسئولية علي أنها فنيات تستخدم لتحليل وتحديد األداء المهني
علي مختلف مستوياته 1للمرشدين النفسيين وللمشرفين علي تدريبهم ولالساتده
التربويين الدين يقومون بتأهيلهم العلمي وإ عدادهم المهني للتأكد من تحقيق
األهداف المرسومة لهم بالكفاءة المرجوة منهم ,وللتأكد من النتائج المترقبة
من ممارساتهم المهنية في مقابالتهم اإلرشادية بما يحقق التنمية 1الشخصية
للمسترشدين والتطور االيجابي لسلوكياتهم .ويعرف ليسنجر المسئولية 1بأنها
مسائلة لشخص ما عن انجاز عمل معين لتأكد من النتائج المترقبة 1من انجازه
وأدائه لهدا العمل .
تعبر فنيات المسئولية 1في اإلرشاد والعالج النفسي من األسس الهامة والوسائل
الفعالة التي يمكن االعتماد عليها في التأكد من تحقيق النتائج في التأكد من
تحقيق أهداف البرامج التدريبية 1بالكفاءة المرجوة للممارسات المهنية التي يتم
تنفيذها في مختبرات اإلرشاد والعالج النفسي بالكليات التي تؤهل وتعد
المرشدين النفسيين المتدربين تحت إشراف مباشر من المشرفين اإلرشاديين
الدين يشرفون عليهم وعلي ممارساتهم التدريبية العلمية في ظل إستراتيجية1
تعليمية تدريبية يخططها لهم جميعا ,ويشرف علي تنفيذها ويتابعها إستاد
تربوي متخصص من حملة دكتوراه الفلسفة في المجال اإلرشاد والعالج النفسي
.
وتشتمل فنيات المسئولية في العملية اإلرشادية العالجية على
عدد من التضمينات 1وهي
-1تحديد األهداف العامة والخاصة لها ولمقابالتها .
-2التخطيط السليم لبرامج الممارسات المهنية سواء أكانت تدريبية أم ميدانية
التي يمكن أن تحقق تلك األهداف على أعلى مستوى من الكفاءة األدائية. 1
-3تقويم هذه الممارسات للتأكد من مدى تحقيق األهداف بالكفاءة المترقبة1
منها.
-4التحقق من النتائج النهائية للعملية اإلرشادية العالجية بما يفيد في تنمية
شخصية المسترشدين وتعديل سلوكهم كعائد استثماري منها ومن
الممارسات المهنية للعاملين بها سواء أكانت تدريبية في المختبرات أم
ميدانية في الواقع العملي.
ويتطلب استخدام فنيات المسئولية من المرشدين النفسيين الممارسين منهم أو
المتدربين تسجيل أنشطتهم اإلرشادية العالجية التي يزاولونها أوال بأول ،
ويوما بيوم ،تجميع المعلومات الالزمة حول أثارها المنعكسة على المستفيدين
منها ،ثم طرح هذه المعلومات الالزمة حول آثارها المنعكسة على المستفيدين
منها ،ثم طرح هذه المعلومات مجتمعة على الجماهير لتعريفهم بمدى أهمية
أعمالهم ومدى االستفادة القصوى منها لصالحهم والسيما المحتاجين منهم
لخدماتهم اإلرشادية والعالجية على وجه الخصوص .ولن يكون يسيرا على
المرشدين النفسيين وال على من يشرف عليهم وعلى أعمالهم استخدام هذه
الفنيات بما يحقق أهدافها بالجودة المطلوبة ألنها تتطلب وقتا طويال وجهدا
كبيرا قد يشلهم عن مهامهم األصلية .ويقترح ستفلبيم نموذجا لممارسة فنيات
التساؤل يتمثل 1في تحديد األهداف القريبة لكل نشاط يقوم به أي متصل بالعملية
اإلرشادية تقويم كل نشاط يمارس من أجل تحقيق هذه األهداف للتأكد من مدى
الكفاءة في تحقيقها .
وحتى يمكن استخدام فنيات المسئولية المطلوب منها .يجب على
المرشد النفسي أن يراعي عدة اعتبارات هامة :
تحديد األهداف التي يمكن قياسها ومالحظتها بسهولة لكل مقابلةارشادية -
يجريها مع المسترشدين 1مما يسهل متابعتها وتقويمها دون تميز 1وبال
تطرف التقويم المستمر لكل خطوة من خطواته التنفيذية لإلستراتيجية
اإلرشادية التي يتبعها مع المسترشد لتحديد نقاط القوة فيدعمها ،وتحديد
نقاط الضعف فيتالفاها .ادراة حوار مفتوح ومناقشة علنية وممارسة
للتغذية الرجعية حول كل ما أنجز من أعماله خالل المقابالت اإلرشادية مع
رؤسائه والمشرفين عليه ومع مساعديه والمشرف عليهم للوصول إلى
أفضل السبل للتدعيم المهني لكل منهم.
ويقترح كرومبولتز 1وثروسون عددا من االعتبارات الهامة التي يجب أن تأخذ
في الحسبان عند استخدام فنيات المسئولية حتى تحقق أهدافها هي )1( :
اعتماد األهداف العامة للعملية اإلرشادية من األطراف المعنية )2( . ،تقويم
األداء المهني للمرشد النفسي بناء على مالحظة التغيرات في سلوك
المسترشدين )3( ، 1تطوير التأثير المهني للمرشد النفسي ،وتطوير نفسه بدال
من توجيه اللوم والتوبيخ لألداء غير الجيد )4(،إشراك كل األطراف المعنية
بالعملية اإلرشادية في استخدام فنيات المسئولية )5( ، 1مرونة فنيات المسئولية
بحيث يمكن استخدامها بما يتالءم مع ظروف كل مرشد نفسي.
تتضمن فنيات المسئولية بصفة أساسية نمطين هامين يمكن اعتبارهما بمثابة1
شقين مكملين لبعضهما وال انفصام بينهما بحيث يدعمان بعضهما البعض من
اجل تحقيق الهدف األساسي من استخدمهما .ويمكن عرض النمط األول ممثال
بفنية الممارسة التدريبية التي يقوم بها المرشدون النفسيون المتدربون تحت
أشراف مشرف أرشادي بناء علي خطة تعليمية 1تدريبية 1مرسومة 1من قبل إستاد
تربوي من حملة دكتوراه الفلسفة في مجال اإلرشاد والعالج النفسي بحيث
يكون مسئوال مسئولية مطلقة عن تأهيلهم العلمي وإ عدادهم المهني ,وتتطلب
هده الفنية 1التعرض إلي مسئوليات كل من األستاذ التربوي ,المشرف
اإلرشادي ,المرشد النفسي المتدرب ,مع التركيز علي التوصيات الالزمة لكل
منهما من يدعم مساهمتهم في فنية الممارسة التدريبية .ويتمثل النمط الثاني
من فنيات المسئولية 1في فنية التقويم لألنشطة المتباينة 1التي يزاولها كل من
األستاذ التربوي ,المشرف اإلرشادي ,المرشد النفسي المتدرب بما يحقق
األهداف المتعلقة بها للتأكد من مدي الكفاءة في تحقيقها .وهدا ما سنتناوله إن
شاء اهلل علي الصفحات القليلة القادمة كخاتمة لكل ما يتعلق بالمقابلة في
اإلرشاد والعالج النفسي علي نحو ما ذكر مند أول كلمة في الفصل األول وحتى
آخر كلمة ستذكر في هدا الفصل الخامس عشـــر.
ومما هو جدير بالذكر ,إن هذين النمطين من فنيات المسئولية 1يستخدمان أكثر
ما يكون بصفة أساسية في مختبرات اإلرشاد والعالج النفسي التابعة للكليات
التي تؤهل وتعد المرشدين النفسيين المتدربين تحت إشراف وتوجيه األساتذة
التربويين المتخصصين في والمختصين بتدريب وإ عداد المرشدين النفسيين
المتدربين ومشرفيهم المرشدين .وتستهدف 1هاتين الفنيتين مساعدة المرشدين
النفسيين المدربين ومشرفيهم اإلرشاديين علي تفهم مسئوليتهم الميدانية
وممارسة ادوراهم في حياتهم العملية الكفاءة المرجوة من مزولتهم المهنية .
ويمكن أيضا استخدام هاتين الفنيتين بصفة دورية في مراكز اإلرشاد والعالج
النفسي ,المستشفيات والعيادات النفسية ,والمؤسسات التربوية واالجتماعية
والمهنية 1ودلك بهدف التنمية 1الشاملة في جوانب الكلية لممارسة الميدانية .
ويكمن القول انه قليال ما تستخدم هاتين الفنيتين لخبرات الممارسات الخاصة
لمهنة اإلرشاد العالج النفسي .
وإ ذا فكر استخدامهما في مجال الممارسة الخصوصية ,فان ذالك يكون بهدف
التنمية الذاتية لشخصية الممارسين المهنية .
وحتى يمكن استخدام هذه الفنية بالكفاءة المرجوة يجب علي األستاذ مربي 1المرشد
النفسي إن ياخد في اعتباره ما يمكن إن ينجزه المرشدون النفسيون المتدربون
الذين يشرف علي تأهيلهم وإ عدادهم في األنشطة اآلتية :
( )1طرق وأساليب اإلرشاد والعالج النفسي .
( )2مهارات التسجيل بأنواعها .
( )3فنيات المقابلة المتباينة .
( )4اإللمام الكامل بالمصادر البيئية 1المتاحة في المجال التربوي والمهني .كما
يجب عليه أن يطلب منهم توفير ما يأتي :
( )1ثالثة شرائط للتسجيل السمعي بحيث يكون مدة كل شريط تسعين دقيقة ,
ويمكن أن يسجل علي كل جانب ما ال يزيد عن خمسة وأربعون دقيقة فقط .
(لماذا ؟) ,وذالك لتسجيل أفضل المقابالت اإلرشادية التي أتموها في بنجاح
من وجهة نظرهم علي أال تقل عن ثالث مقابالت وال تزيد عن ست مقابالت
,
( )2شريط واحد للتسجيل مرئي ( 1فيديو ) بحيث يكون مدته مائة وعشرين
دقيقة ,وذالك لتسجيل أفضل المقابالت اإلرشادية التي أجروها بنجاح من
وجهة نظرهم علي إال تقل من مقابلة واحدة وال تزيد عن ثالثة ,
( )3ملف (كالسير ) ذو ثالثة ثقوب لحفظ االرواق والمستندات والنشرات
والتعليمات المعطاة لهم من قبل مشرفهم اإلرشادي وأستاذهم التربوي ,كل
حسب تصنيفاتها المختلفة .
وعندما نتناول هذه الفنية 1بشئ من التفصيل يجب علينا أن نتعرض إلي المسئوليات
التي يتحملها كل من األستاذ مربي 1المرشد النفسي ,المشرف اإلرشادي ,
والمرشدين النفسيين المتدربين أنفسهم .كما يجب علينا أن نتعرض إلي التوصيات
الالزمة التي يجب أن يراعيها كل منهم عند استخدم لفنية الممارسة التدريبية 1حتي
تنجز بالكفاءة المرجوة .ومن ثم ,يتمكن المرشد النفسي المتدرب أن يزاول
مهنته 1في اإلرشاد والعالج النفسي بالجودة المترقبة منه 1على نطاق الممارسة
الميدانية 1بعد نجاحه في برامج التدريب المعدة له وبعد تخرجه منها .
يجب علي األستاذ مربي المرشد النفسي أن يدرك تماما مسئولياته 1نحو تأهيل
وإ عداد علي المشرفين اإلرشاديين المشرفين عليهم حتى يمكن أن يستخدم فنية
الممارسة التدريبية 1التي يستفاد منها اإلرشاد والعالج النفسي بالكلية التي يدرس
فيها بالكفاءة المرجوة منها .وبناء علي استخدامهم الجيد لهذه الفنية ,سينتقل1
أثارها إلي استخدام طالبه لها بالتبعية التعليمية 1ألنه سيكون بمثابة 1نموذج حـسن
ومثل جيــد في مزاولته لمهنة اإلرشاد والعالج النفسي التي تتم خالل مقابالته
اإلرشادية مع مستر شديه .وحتى يستخدم األستاذ مربي المرشد النفسي هذه
الفنية علي الوجه األمثل ,عليه أن يتحمل عددا من المسئوليات الهامة سنسردها
علي النحو التالي:
أوالً :تنظيم وإ دارة المقابالت اإلرشادية االبتدائية 1التدريبية كنموذج تدريبي 1أمام
طالبه المرشدين النفسيين المتدربين ,والمشرفين اإلرشاديين المشرفين عليهم .
ثانيا :تخصيص عدد من المرشدين النفسيين المتدربين لكل مشرف 1ارشادى
,وتكليفه باألشراف على تدربيهم على تنظيم و إدارة المقابالت اإلرشادية ,وفقا
للتعليمات والمهارات والفنيات التي رسمها لهم .
ثالثا :مساعدة المشرف االرشادى في حل اى مشكالت تواجهه في عمله االشرافى
على المرشدين النفسيين المتدربين مما يدعم إشرافه عليهم .
رابعا :مالحظة المرشدين النفسيين المتدربين من غرف المالحظة دوريا أثناء
مقابالتهم اإلرشادية مع مستر شديهم للتأكد من سالمة ممارساتهم التدريبي1ة.
خامسا :مراجعة بعض المهارات التسجيلية التي يقوم المرشدون النفسيون
المتدربون سواء كانت تسجيالت سمعية , 1أو تسجيالت مرئية 1للتأكد من كفاءتهم
التسجيلية.
سادسا :تقديم التغذية الرجعية لكل من المرشدين النفسيين المتدربين ,والمشرفين
اإلرشاديين عليهم فيما يتعلق بممارستهم التدريبية لتنمية 1قدراتهم علي ممارستهم
اإلرشادية .
ثانياً :توزيع المسترشدين الجدد الذين يزورون المركز اإلرشادي ألول مرة علي
المرشدين النفسيين المتدربين ,وتكليفهم بأعباء مسئولياتهم اإلرشادية نحوهم.
ثالثا :مالحظة المقابالت اإلرشادية الذين يجريها المرشدون النفسيون المتدربون
مع المسترشدين من غرفة المالحظة أثناء انعقادها في غرف اإلرشاد النفسي ,
ومدهم بالتغذية الرجعية المناسبة بما يفيد تطورهم التدريبي وتنمية 1شخصياتهم
المهنية. 1
رابعاً :مراجعة المسودات لكل األعمال التسجيلية الكتابية التي يقوم بها المرشدون
النفسيون المتدربون سواء كانت تتعلق بالتسجيل الكتابي للمقابالت ,أم التقارير
النفسية الختامية ,ذلك قبل عرضها علي المربي المرشد النفسي بهدف تصحيحها
واعتمادها بصورة مبدئية. 1
خامسا :عقد جلسات جماعية مع المرشدين النفسيين المتدربين دوريا لتقديم
التغذية الرجعية تتعلق في أعمالهم الكلية لتطويرهم ولتنمية 1ممارساتهم التدريبية1
فيها.
سادسا :مساعدة المرشدين النفسيين علي حل أية مشكالت تواجههم تتعلق
بممارستهم التدريبية 1واإلجابة عن استفساراتهم التعليمية والمهنية ,واالستعانة
بمربي 1المرشد النفسي لمساعدته فيما تعذر عليه من مساعدتهم .
سابعا :تنظيم وإ دارة بعض التدريبات التي تدعم ممارساتهم التدريبية 1مثل لعب
األدوار التي يتبادلون بها ادوار المرشد والمسترشد 1بالتناوب.
ثامنا :تقديم التقويم الخاص لممارسة التدريبية لمرشدين النفسيين المتدربين لهم
شخصيا ولألستاذ المربي المشرف العام عليهم مدعما بالمالحظات والتوصيات
والمقترحات التي يمكن أن ترفع من كفاءتهم التدريبية وذالك خالل منتصف 1الفصل
الدراسي .
تاسعاً :تقديم المقترحات المتعلقة بالتقدير النهائي لكل مرشد نفسي متدرب ,مبنية
علي انجازه الكتابي ,وممارسته التدريبية 1علي اختالف جوانبها ,باإلضافة إلي
خصائصه 1الشخصية التي تدعم عمله كمرشد نفسي بحيث تحفظ هذه المقترحات في
ملف خاص لكل مرشد متدرب علي حدة يقدم لألستاذ المربي المشرف العام علـــيهم
.
خامس عشر :يجب على كل مشرف إرشادي التأكد من صحة تفسير 1االختبارات
النفسية التي أعطيت للمسترشدين بوساطة مرشديهم النفسيين المتدربين الذين
في مجموعته وذلك قبل عرضها عليهم ومناقشتهم في نتائجها مع اإلشارة إلى
ضرورة مساعدته ألي منهم في تفسيرها وتحليل نتائجها إذا لزم األمر .
ما الذي يرغب في التحدث عنه؟! من أين يريد أن يبدأ كالمه ؟! ومن جهة
أخري يجب إن يكون واضحا في دهنه بعض اإلجابات عن تساؤالت تخصه هو
مثل ماذا سأفعل له كيف أتصرف معه كيف يمكني 1فهمه أخيرا يجب علي المرشد
النفسي المتدرب أن يكون أمينا في تعامله مع المسترشد فال يتصاهر بفهم ما
يقوله بينما هو يجهله تماما وال يتظاهر بتقبله بينما هو ينبذها نهائيا
مما ال شك فيه أن المالبس المناسبة التي يرتديها المرشد النفسي تعتبر ضرورة
منحة في بناء المقابلة اإلرشادية .البساطة مع الذوق في تناسق األلوان في
اإلطار المألوف للمالبس العادية هو ما نقصد إليه .فال ينتظر من المرشد
النفسي الذي وصل إلي درجة من العلم والخبرة تؤهله لتقدير ما يحيط به من
ظروف إن يرتدي حلة سهرة يستدعي اتدراءها حفل موسيقي 1راقص ,أو
(شورت) رياضي يبحث عن مكانه في ملعب لتنس أو في حلبة للمصارعة ,أو
زى يوحي بأنه من المخلفات العسكرية للحرب العالمية .كما إن األلوان التي
توصف بأنها سمك – لبن –تمر هندي .تعتبر مصدرا لالشمئزاز 1واالستنكار
وقلة االحترام .
وغنى عن القول ،إن ما يجب أن توصف به مالبس المرشد النفسي إذا كان من
الجنس األخر هو االحتشام العام .فال ينتظر من الزميلة التي تقوم بعملية
اإلرشاد النفسي في المقابلة التي تقدم عينات مجانية 1من مفاتنها للمسترشدين
الذين اعتادوا على زيارتها وال سيما الرجال منهم .إن مساعدة المسترشدين
على فهم أنفسهم وحل مشكالتهم هو الهدف األساسي من عملية اإلرشاد
والعالج النفسي ،وليس جذب الزبائن والسيما الرجال وزيادة عقدهم النفسية
هو ما نعمد إليه .وفي هذا المقام يذكر كاتب هذه السطور ما سلكته الدكتور
بوال كوندال األستاذة المربية 1التي كانت تشرف 1على تدريب وإ عداد المرشدين
النفسيين المتدربين في المختبر اإلرشادي بجامعة ميشيغان األمريكية عندما
منعت إحدى المرشدات النفسيات المتدربات من مقابلة أحد مستر 1شديها ألنها
كانت ترتدي شورطا رياضيا ،قائلة لها " نحن هنا في مكان لإلرشاد والعالج
النفسي ولسنا في ملعب للتنس .نحن هنا لنساعد مسترشد ينا على حل
مشكالتهم ال لنثير الرغبة الجنسية 1في نفوسهم " ثم نبهت المشرفين
اإلرشاديين ومن بينهم المؤلف بأال يسمح 1ألي مرشد نفسي متدرب ،أو هي
مرتدية 1مالبس غير الئقة للمهنة اإلرشادية .ووجهت كوندال تحذيرا لطالبها
وطالباتها بما معناه " احذروا أن تقابلوا المسترشدين بمالبس غير مناسبة
وغير الئقة .إن غرفة اإلرشاد النفسي مكان له قدسيته ،فهي ليست ناديا
رياضيا وال ملهى ليلى للرقص" .
التوصيات اإلجرائية:
أوال :يجب على المرشد النفسي المتدرب أن يعرف من المسترشد 1كيف حضر
للمختبر اإلرشادي ؟ ومن الذي أخبره عنه ؟ وهل حضر من تلقاء نفسه أو حول
من جهة أخرى ؟ وهل كان منتفعا به عندما علم عنه ألول مرة؟ وهل هو مقتنعا به
عندما علم عنه ألول مرة؟ وهل هو منتفع بمدى الفائدة التي سيجنيها من حضوره
إليه ؟ .يجب أن تكون اإلجابات عن هذه التساؤالت واضحة تماما أمام المرشد
النفسي المتدرب قبل البدء في افتتاح المناقشة .
ثانيا :يجب على المرشد النفسي المتدرب أن يتأكد من الغرض األساسي الذي دفع
المسترشد 1إلى الحضور إلى المختبر اإلرشادي لالنتظام في المقابالت اإلرشادية
التي تتم فيه كما يجب التأكد من نوع الحالة التي يعاني منها مع التأكيد من نوع
الحالة التي بعاني منها مع التأكيد علة كلمة < مشكلة> في بدء الحديث معه .
ثالثا :يجب على المرشد النفسي المتدرب أن يستكمل المعلومات التي يشعر بأنها
غير مكتملة في اإلقرارات واالستثمارات التي مألها المسترشد عند السكرتير1
المهني في مكان االنتظار قبل البدء في افتتاح المقابلة ،وذلك حتى تكتمل الصورة
أمامه ويتعرف على أبعاد حالته وما يكتنفها من صعوبات وما تمر به من أزمات.
رابعا :يجب على المرشد النفسي أال يقترح 1إجراء اى اختبار نفسي للمسترشد إال
إذا كان هناك ضرورة لذلك .
خامسا :يجب على المرشد النفسي المتدرب أن يمارس كل المهارات التي تعلمها ،
وأن يستخدم كل الفنيات التي تدرب عليها ,وأن يراعي كل المراحل التي يجب أن
تمر بها المقابلة اإلرشادية سواء كانت ابتدائية 1أو تشخيصية 1وعالجية مع التركيز
إقفال كل منها بتلخيص مادار فيها ,ومع مراعاة عامل الوقت المحدد .