Talkhisan Muqoron

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 25

‫المطلب األول ‪ :‬التعرٌف بالمقارنة بٌن المذاهب الفقهٌة‪ ،‬والفائدة منها‪ ،‬وأهمٌتها‬

‫* تعرٌف المقارنة فً اللغة على عدة معان ‪:‬‬


‫ـ الجمع ‪ :‬تمول ‪ :‬لرن بٌن الحج والعمرة‪ ،‬أي ‪ :‬جمع بٌنهما‪.‬‬
‫ـ الممابلة ‪ :‬تمول ‪ :‬لارن بٌن الوجوه أو األلوال واآلراء‪ ،‬إذا لابل بٌنهما‪.‬‬
‫* تعرٌف المقارنة بٌن المذاهب الفقهٌة فً االصطالح ‪ :‬الجمع بٌن ألوال الفمهاء‬
‫وآرائهم الفمهٌة المختلفة والمساواة بٌنها فً مسألة معٌنة واالستدالل لكل رأي مع‬
‫تمٌٌم هذه اآلراء وترجٌح بعضها على بعض لبٌان األظهر منها عن طرٌك الممابلة‬
‫والموازنة بٌنها بالتماس أدلتها وتمحٌصها ومنالشتها حتى نصل إلى الحكم الراجح‬
‫المؤٌد بالدلٌل الصحٌح الخالً من التعصب بحٌث ٌعمل به لموته ولربه من داللة‬
‫الكتاب والسنة المحكمة وتحمٌك مصالح العباد فً الدنٌا واآلخرة‪.‬‬
‫* أهمٌة المقارنة بٌن المذاهب الفقهٌة والفائدة منها ‪:‬‬
‫ـ الولوؾ على مذاهب الفمهاء فً المسألة الفمهٌة محل الخالؾ وبٌان مسلن الفمهاء‬
‫فٌها‪ ،‬ومعرفة ما تطمئن إلٌه النفس من األحكام بما ٌترجح من هذه األلوال‪.‬‬
‫ـ االستفادة من األلوال الفمهٌة المتعددة باختٌار األصلح منها للناس فً الدنٌا واآلخرة‬
‫واألكثر مالئمة لروح العصر واألكثر لربا من مماصد الشرٌعة اإلسالمٌة‪.‬‬
‫ـ التوفٌك بٌن الرواٌات المختلفة واألفوال المتعددة وإبراز مماصد الشرٌعة اإلسالمٌة‬
‫الؽراء والمضاء على التعصب المذهبً الممٌت عند طالب العلم والمضاء على‬
‫الحٌرة والشن عند ؼٌر المتخصصٌن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬أسباب اختالب الفقهاء‬
‫من أهم األسباب التً أدت إلى وجود االختالؾ بٌن الفمهاء فً الفروع الفمهٌة ما‬
‫ٌأتً ‪:‬‬
‫ـ االختالؾ فً فهم نصوص المرآن الكرٌم واللؽة العربٌة بسبب اختالؾ معانً‬
‫االلفاظ لوجود االشتران وؼٌره وفهم المعنى المراد منها الحتمالها للتأوٌل‪.‬‬
‫ـ تردد اللفظ فً االستعمال بٌن المعنى اللؽوي والمعنى الشرعً‪.‬‬
‫ـ تردد اللفظ فً االستعمال بٌن الحمٌمة والمجاز‪.‬‬
‫ـ تردد اللفظ فً االستعمال بٌن العموم والخصوص‪.‬‬
‫ـ اختالفهم فً فهم السنة النبوٌة المطهرة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬مسائل فً الطهارة‬
‫* الطهارة فً اللغة ‪ :‬النظافة والنزاهة من األلذار واألوساخ واألدران سواء كانت‬
‫هذه األوساخ حسٌة أم معنوٌة‪.‬‬
‫لوله تعالى ‪ِ ":‬إنَّ ُه ْم أُن ٌ‬
‫َاس ٌَت َ َ‬
‫ط َّه ُر ْونَ "‬
‫* الطهارة فً االصطالح ‪ :‬إزالة ما ٌمنع الصالة من النجاسة الحمٌمٌة وهً الخبث‬
‫أو الحكمٌة وهً الحدث بما نص علٌه الشارع الحكٌم من ماء أو تراب‪.‬‬
‫* أنواع الطهارة ‪:‬‬
‫ـ الطهارة باعتبار ما تكون صفة له إلى لسمٌن ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الطهارة األصلٌة ‪ :‬هً المائمة باألشٌاء الطاهرة بأصل خلمتها‪ ،‬كالتراب‬
‫والحدٌد وؼٌر ذلن‪.‬‬
‫‪2‬ـ الطهارة العارضة ‪ :‬هً النظافة من النجاسة التً أصابت هذه األعٌان بطرٌمة‬
‫عرضٌة‪.‬‬
‫ـ الطهارة باعتبار ما تضاف إلٌه إلى لسمٌن ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الطهارة من الحدث ‪ :‬هً ما تسمى بالطهارة الحكمٌة وهً طهارة أعضاء‬
‫الوضوء‪ ،‬وطهارة جمٌع األعضاء عن الجنابة فهً تختص بالبدن‪.‬‬
‫‪2‬ـ الطهارة من الخبث ‪ :‬هً ما تسمى بالطهارة الحمٌمٌة أو العٌنٌة وتكون فً‬
‫البدن والثوب والمكان‪.‬‬
‫* أهمٌة الطهارة ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫للطهارة أهمٌة كبٌرة فً اإلسالم‪ ،‬سواء أكانت حمٌمٌة أم حكمٌة ألنها شرط دائم‬
‫لصحة الصالة التً تتكرر خمس مرات ٌومٌا‪ ،‬وبما أن الصالة لٌام بٌن ٌدي هللا‬
‫تعالى‪ ،‬فأداؤها بالطهارة تعظٌم هلل‪.‬‬
‫* مشروعٌة الطهارة ‪:‬‬
‫لمد أوجب الشرع على من ٌرٌد الصالة أن ٌكون بدنه وثوبه ومكانه طاهرا من‬
‫الحدث ومن الخبث فالطهارة تكون واجبة على اإلنسان‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫طهارة الجلد بالدباغ‬
‫* الدباغ لؽة ‪ :‬مصدر دبػ الجلد ٌدبؽه دبؽا ودباؼة‪ ،‬أي ‪ :‬معالجة الجلد وتلٌٌنه‬
‫بالمرظ ونحوه لٌزول ما به من نتن وفساد ورطوبة ‪.‬‬
‫* الدباغ اصطالح الفمهاء ‪ :‬وهً معالجة الجلد وتلٌٌنه بالمرظ ونحوه لٌزول ما به‬
‫من نتن وفساد ورطوبة ‪.‬‬
‫* اتفك الفمهاء على أن جلد الحٌوان الذي ٌؤكل لحمه ٌطهر بالذكاة الشرعٌة‪ ،‬ولكن‬
‫ولع الخالؾ بٌن الفمهاء فً طهارة الجلد النجس بالدباغ وذلن كجلد المٌتة أو جلد‬
‫نجس العٌن كالخنزٌر وؼٌره ‪ ،‬واختلؾ فً هذه المسالة إلى ثالثة ألوال ‪:‬‬
‫ـ القول األول ‪ :‬الحنفٌة والشافعٌة ‪ :‬أن الجلود النجسة تطهر بالدباغ‪ ،‬سواء أكانت‬
‫مأكولة اللحم أم ؼٌر مأكولة اللحم‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬عن ابن عباس رضً هللا عنه لال ‪ :‬لال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ‪ " :‬أٌما إهاب‬
‫دبػ فمد طهر " رواه مسلم‬
‫واستثنى الشافعٌة جلد الكلب‪ ،‬والحنفٌة جلد الخنزٌر‪.‬‬
‫ـ القول الثانً ‪ :‬المالكٌة والحنابلة ‪ :‬عدم طهارة جلد المٌتة بالدباغ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬لوله تعالى ‪ " :‬إنما حرم علٌكم المٌتة والدم ولحم الخنزٌر وما أهل به‬
‫لؽٌر هللا فمن اضطر ؼٌر باغ وال عاد فال إثم علٌه إن هللا ؼفور رحٌم "‪.‬‬
‫ـ القول الثالث ‪ :‬أبو ٌوسف وسحنون والظاهرٌة ‪ :‬أن جمٌع جلود المٌتة تطهر‬
‫بالدباغ بما فٌها جلد الكلب والخنزٌر وٌكون التطهٌر لظاهر الجلد وباطنه‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬عن ابن عباس رضً هللا عنه لال ‪ :‬لال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ‪ " :‬أٌما إهاب‬
‫دبػ فمد طهر " رواه مسلم‬

‫‪5‬‬
‫* الرأي الراجح فً المسألة ‪ :‬أن الراجح هو المول األول المائل بطهارة جلود المٌتة‬
‫بالدباغ ألن لوة أدلتهم وسالمتها من المعارضة فضال عن ضعؾ أدلة المول‬
‫المخالؾ فلم تنهض لالستدالل بها‪.‬‬
‫* سبب االختالف العلماء بسببٌن ‪:‬‬
‫ـ تعارض ظاهر األحادٌث مروٌة بعضها بخٌر وبعضها ٌمنع‪.‬‬
‫ـ المٌاس العمل‪.‬‬
‫حكم المنً من حٌث طهارته أو نجاسته‬
‫* المنً هو الماء الؽلٌظ الدافك الذي ٌخرج عند اشتداد الشهوة‪.‬‬
‫* اختلؾ الفمهاء فً حكم طهارة المنً الخارج من اإلنسان من حٌث طهارته‬
‫ونجاسته‪ ،‬واختلفوا فً هذه المسألة على لولٌن ‪:‬‬
‫ـ القول األول ‪ :‬الحنفٌة والمالكٌة ‪ :‬أن المنً الخارج من الرجل أو المرأة نجس‬
‫تجب إزالته بؽسله إن كان رطبا أو بفركه إن كان جافا‪ ،‬وبه لال بعض الصحابة‬
‫والتابعٌن ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬ما روى عن السٌدة عائشة رضً هللا عنها أنها سئلت عن المنً ٌصٌب‬
‫الثوب فمالت ‪ :‬كنت أؼسله من ثوب رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص فٌخرج إلى الصالة وأثر الؽسل‬
‫فً ثوبه بمع الماء ‪.‬‬
‫ـ القول الثانً ‪ :‬الشافعٌة والحنابلة والظاهرٌة ‪ :‬أن منً الرجل والمرأة طاهر‬
‫مطلما سواء أكان رطبا أم ٌابسا فً البدن أم فً الثوب‪ ،‬ولكن ٌستحب ؼسله أو فركه‬
‫إن كان المنً من الرجل‪ ،‬وبه لال بعض فمهاء الصحابة والتابعٌن ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬ما روى عن السٌدة عائشة رضً هللا عنها لالت ‪ :‬ولمد رأٌتنً أفركه من‬
‫ثوب رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص فركا فٌصلً فٌه ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫* الرأي الراجح فً المسألة ‪:‬‬
‫ما ذهب إلٌه أصحاب المول الثانً المائل بطهارة المنً مطلما سواء كان رطبا أم‬
‫ٌابسا من الرجل أم من المرأة ‪.‬‬
‫* سبب الخالف العلماء أمرٌن ‪:‬‬
‫ـ اضطراب الرواٌة فً حدٌث السٌدة عائشة ألنه جاء فً بعضها أنها كانت تؽسل‬
‫ثوب النبً ملسو هيلع هللا ىلص من المنً وٌخرج إلى الصالة به وفٌه أثر الؽسل‪ ،‬وجاء فً بعضها‬
‫أنها كانت تفركه من ثوبه فٌصلً فٌه‪.‬‬
‫ـ تردد المنً بٌن أن ٌشبه األحداث الخارجة من البدن وبٌن تشبٌهه بالفضالت‬
‫الطاهرة الخارجة كاللبن وؼٌره‪.‬‬
‫الوضوء وفرائضه‬
‫* هل الوضوء من خصائص هذه األمة ؟‬
‫اختلؾ فً الوضوء هل هو من خصائص هذه األمة ؟‬
‫ـ الرأي األول ‪ :‬ذهب بعض الحنفٌة والمالكٌة فً قول والشافعٌة فً مقابل األصح‬
‫ورواٌة عند الحنابلة إلى أن الوضوء من خصائص األمة ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬عن أبً هرٌرة أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص لال ‪ " :‬إن حوضً أبعد من أٌلة من عدن‬
‫لهو أشد بٌاضا من الثلج‪ ،‬وأحلى من الؽسل باللبن‪ ،‬وآلنٌته أكثر من عدد النجوم‬
‫وإنً ألصد الناس عنه‪ ،‬كما ٌصد الرجل إبل الناس عن حوضه " لالوا ٌا رسول هللا‬
‫أتعرفنا ٌومئذ ؟ لال ‪ :‬نعم‪ ،‬لكم سٌما لٌست ألحد من األمم تردون علً ؼرا‪ ،‬محجلٌن‬
‫من أثر الوضوء "‪.‬‬
‫ـ الرأي الثانً ‪ :‬ذهب جمهور الفقهاء من الحنفٌة فً المختار والمالكٌة فً‬
‫الصحٌح والشافعٌة فً األصح والحنابلة فً الصحٌح إلى أن الوضوء لٌس مختصا‬
‫بهذه االمة‪ ،‬وإنما المخصوص بها الؽرة والتحجٌل فمط‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬عن أبً هرٌرة لال ‪ :‬لال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ‪ " :‬هاجر إبراهٌم بسارة دخل بها‬
‫لرٌة فٌها ملن من الملون أو جبار من الجبابرة‪ ،‬فأرسل إلٌه ‪ :‬أن أرسل إلً بها‬
‫فأرسل بها‪ ،‬فمام إلٌها فمامت توضأ وتصلً‪ ،‬فمالت ‪ :‬اللهم إن كنت آمنت بن‬
‫وبرسولن‪ ،‬فال تسلط علً الكافر‪ ،‬فؽط حتى ركض برجله ‪.‬‬
‫ـ الرأي الثالث ‪ :‬إن الوضوء من خصائص هذه األمة بالنسبة لبمٌة األمم ال ألنبٌائهم‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬ما روى عن معاوٌة بن لرة‪ ،‬عن ابن عمر أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص توضأ مرة‬
‫مرة‪ ،‬ولال ‪ " :‬هذا وظٌفة الوضوء الذي ال تحل الصالة إال به " ثم توضأ مرتٌن‬
‫مرتٌن‪ ،‬ولال ‪ " :‬هذا وضوء من أراد أن ٌضاعؾ له األجر مرتٌن " ثم توضأ ثالثا‬
‫ثالثا‪ ،‬ولال ‪ " :‬هذا وضوئً ووضوء األنبٌاء لبلً "‪.‬‬
‫* الرأي الراجح فً المسألة ‪:‬‬
‫رأي الراجح أن المائلٌن بأن هذا الوضوء كان فً شرٌعة من لبلنا ألن ألوى دلٌال‬
‫من ؼٌره‪.‬‬

‫مسح الرأس‬
‫* المسح عبارة عن ‪ :‬إمرار الٌد على الممسوح خاصة‪.‬‬
‫وهو فً الوضوء عبارة عن ‪ :‬إٌصال الماء إلى اآللة الممسوح بها‪.‬‬
‫* الؽسل عبارة عن ‪ :‬إٌصال الماء إلى المؽسول‪.‬‬
‫* المسح معناه ‪ :‬االصابة بالبلل ‪.‬‬
‫* مسح الرأس ال خالف فً وجوبه‪ ،‬واختلؾ الفمهاء فً المدر المجزئ مسحه من‬
‫الرأس إلى ثالثة آراء ‪:‬‬
‫ـ الرأي األول ‪ :‬ذهب المالكٌة والحنابلة ‪ :‬أن الواجب مسح جمٌع الرأس‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬لوله تعالى ‪ " :‬وامسحوا برؤوسكم "‬

‫‪8‬‬
‫وجه الداللة من اآلٌة ‪ :‬أن الرأس فً االستعمال اللؽوي حمٌمة فً الكل ال مجاز‪،‬‬
‫وٌكون المسح المطلوب فً اآلٌة الكرٌمة مستوعبا لكل الرأس ال لبعض‪ ،‬والباء‬
‫زائدة لتأكٌد العموم فً المسح أو هً إللصاق المسح بكل الرأس‪.‬‬
‫ـ الرأي الثانً ‪ :‬وهو الظاهر عند اإلمام أحمد ‪ :‬وجوب مسح جمٌع الرأس فً حك‬
‫الرجال‪ ،‬وأن المرأة ٌجزئها مسح ممدم رأسها‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬استدل الحنابلة على وجوب مسح كل الرأس بالنسبة للرجال‪ ،‬لوله تعالى ‪" :‬‬
‫وامسحوا برؤوسكم " واستدل على أن المرأة أن تمسح ممدم رأسها بما روى عن‬
‫عائشة رضً هللا عنها أنها كانت تمسح ممدم رأسها ‪.‬‬
‫ـ الرأي الثالث ‪ٌ :‬رى االكتفاء بمسح بعض الرأس ذكرا كان أو أنثى من أي موضع‬
‫مسح أجزأه‪ ،‬واألفضل المسح من ممدم الرأس‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬عن أنس بن مالن لال ‪ :‬رأٌت رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص توضأ وعلٌه عمامة لطرٌة‪،‬‬
‫فأدخل ٌده من تحت العمامة‪ ،‬فمسح ممدم رأسه‪ ،‬ولم ٌنمض العمامة ‪.‬‬
‫وهؤالء اختلفوا فً تحدٌد هذا المدر على خمسة ألوال ‪:‬‬
‫القول األول ‪ :‬أن الواجب ما ٌنطلك علٌه اسم المسح ولو بعض شعرة‪ ،‬بشرط‬
‫أن ال ٌخرج عن الممسوح عن حد الرأس‪.‬‬
‫القول الثانً ‪ :‬أن الواجب مسح أكثر الشعر ‪.‬‬
‫القول الثالث ‪ :‬أن الواجب مسح ثلث الشعر‪.‬‬
‫القول الرابع ‪ :‬أن الواجب مسح ربع الرأس مما فوق األذن على أي جانب كان‪.‬‬
‫القول الخامس ‪ :‬أن الواجب مسح لدر ثالثة أصابع‪.‬‬
‫* سبب اختالف الفقهاء ‪:‬‬
‫أصل هذا االختالؾ ‪ :‬االشتران الذي فً الباء فً كالم العرب‪ ،‬وذلن أنها مرة تكون‬
‫زائدة ومرة تدل على التبعٌض‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫* الرأي الراجح فً المسالة ‪:‬‬
‫بعد عرض آراء الفمهاء وذكر أدلتهم وما ورد علٌها من منالشات فال شن فً أولوٌة‬
‫استٌعاب المسح لجمٌع الرأس وصحة أحادٌثه من حٌث األثر ومن حٌث النظروهو‬
‫أحوط بكل حال‪.‬‬

‫الترتٌب‬
‫* الترتٌب بٌن أعضاء الوضوء مشروع‪ ،‬واختلؾ فً درجة هذه المشروعٌة هل‬
‫ترتمً إلى الوجوب أم تمؾ عند الندب ؟‬
‫اختلؾ الفمهاء فً هذه المسألة على رأٌٌن ‪:‬‬
‫ـ الرأي األول ‪ :‬الشافعٌة والصحٌح فً مذهب الحنابلة والظاهرٌة ‪ :‬أن الترتٌب‬
‫بٌن أعضاء الوضوء فرض من فرائض الوضوء ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬لوله تعالى ‪ " :‬فاؼسلوا وجوهكم وأٌدٌكم إلى المرافك وامسحوا برؤوسكم‬
‫وأرجلكم إلى الكعبٌن "‪.‬‬
‫ـ الرأي الثانً ‪ :‬الحنفٌة والمشهور فً مذهب المالكٌة ‪ :‬أن الترتٌب بٌن أعضاء‬
‫الوضوء سنة ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬عن عبد هللا بن عمرو بن هند لال ‪ :‬لال علً ‪ " :‬ما أبالً إذا أتممت‬
‫وضوئً بأي أعضائً بدأت "‬
‫* الرأي الراجح فً المسألة ‪:‬‬
‫الرأي الثانً هو األصح ألن األصل عدم الوجوب ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫* سبب اختالف شٌئان ‪:‬‬
‫ـ االشتران الذي فً واو العطؾ ‪.‬‬
‫ـ اختالفهم فً أفعاله ملسو هيلع هللا ىلص ‪.‬‬
‫الدلك‬
‫* الدلن ‪ :‬إمرار الٌد على العضو ولو بعد صب الماء لبل جفافه ‪.‬‬
‫* اختلؾ الفمهاء فً الدلن ‪:‬‬
‫ـ الرأي األول ‪ :‬المالكٌة ‪ :‬الدلن فرض من فرائض الوضوء ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬لوله ملسو هيلع هللا ىلص لعائشة رضً هللا عنها فً الؽسل " ادلكً جسدن بٌدن "‪.‬‬
‫ـ الرأي الثانً ‪ :‬ذهب جمهور الفقهاء ‪ :‬أن الدلن مستحب فً طهارة الحدث‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬عن المستورد بن شداد لال ‪ :‬رأٌت رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص إذا توضأ ٌدلن أصابع‬
‫رجلٌه بخنصره ‪.‬‬
‫* سبب اختالف الفقهاء ‪:‬‬
‫السبب فً اختالفهم ‪ :‬اشتران اسم الؽسل ومعارضة ظاهر األحادٌث الواردة فً‬
‫صفة الؽسل لمٌاس الؽسل على ذلن فً الوضوء ‪.‬‬
‫* الرأي الراجح فً المسألة ‪:‬‬
‫رأي جمهور الفمهاء المائل بأن الدلن سنة فً الوضوء ألن لوة أدلتهم وسالمتها من‬
‫المعارضة ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫نواقض الوضوء‬
‫* النوالض لؽة ‪ :‬المفسدات ‪.‬‬
‫* النوالض شرعا ‪ :‬هً كل ما خرج من سبٌلٌن اإلنسان أو من ؼٌر السبٌلٌن‬
‫بشروط خاصة‪.‬‬
‫* النوالض المتفك علٌها بٌن الفمهاء ‪:‬‬
‫ـ خروج المنً‬ ‫ـ رٌح الدبر‬ ‫ـ البول والؽائط‬
‫ـ خروج الهادي‬ ‫ـ خروج الودي‬ ‫ـ خروج المذي‬
‫ـ دم اإلستحاضة ‪.‬‬
‫* الخارج النجس من غٌر السبٌلٌن اختلؾ الفمهاء على لولٌن ‪:‬‬
‫ـ القول األول ‪ :‬ذهب أكثر الفقهاء من المالكٌة والشافعٌة والظاهرٌة ‪ :‬إلى أن‬
‫الوضوء ال ٌنتمض بالخارج النجس من ؼٌر السبٌلٌن وال ٌعتبر حدثا‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬عن همام بن منبه أنه سمع أبا هرٌرة ٌمول ‪ :‬لال رسول هللا صلى هللا علٌه‬
‫وسلم ‪ " :‬ال تمبل صالة من أحدث حتى ٌتوضأ "‪.‬‬
‫ـ القول الثانً ‪ :‬ذهب الحنفٌة والحنابلة ‪ :‬إلى أن الوضوء ٌنتمض بخروج النجس‬
‫من ؼٌر السبٌلٌن من النجاسة‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬حدٌث أبً الدرداء المتمدم أنه ملسو هيلع هللا ىلص لاء فتوضأ ‪.‬‬
‫* الرأي الراجح فً المسألة ‪:‬‬
‫المذهب األول المائل بأن الوضوء ال ٌنتمض بالخارج النجس من ؼٌر السبٌلٌن ألن‬
‫لوة أدلته التً استدل بها‪،‬وضعؾ أدلة الفرٌك األخر‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫لمس المرأة‬
‫* اللمس والمالمسة فً اللؽة ‪ :‬حمٌمة فً الجس والمس‪ ،‬والمباشرة بالٌد أو بشًء‬
‫من الجسد ‪.‬‬
‫* اللمس إن كان مع اتحاد النوع وخال عن الشهوة فال ٌنتقض به الوضوء‪ ،‬وإن‬
‫كان مع اتحاد النوع مع وجود الشهوة فمد اختلؾ الفمهاء على لولٌن ‪:‬‬
‫ـ القول األول ‪ :‬ذهب جمهور الفقهاء من الحنفٌة والشافعٌة والحنابلة والظاهرٌة‬
‫‪ :‬على أنه ال ٌنمض الوضوء ‪.‬‬
‫استدل الجمهور ‪ :‬بأن اللمس والحال هذه لٌس بداخل فٌما وردت به النصوص‬
‫الشرعٌة وال هو فً معنى ما وردت به النصوص فال ٌنمض به الوضوء ‪.‬‬
‫ـ القول الثانً ‪ :‬قال أكثر المالكٌة ‪ :‬على أنه ٌنمض الوضوء ‪.‬‬
‫استدل المالكٌة ‪ :‬بالمٌاس على اللمس مع اختالؾ النوع بجامع أن فً كل التمت‬
‫بشرتٌن على وجه اللذة فٌنتمض الوضوء ‪.‬‬
‫* الرأي الراجح فً المسألة ‪:‬‬
‫هو ما ذهب إلٌه الجمهور المائل بأن الوضوء ال ٌنتمض باللمس على هذا الحال ألن‬
‫لوة أدلته التً استدل بها‪ ،‬وضعؾ أدلة الفرٌك األخر ‪.‬‬

‫* إن كان اللمس مع اختالف النوع وخال من شهوة‪ ،‬فمد اختلؾ الفمهاء على لولٌن‪:‬‬
‫ـ القول األول ‪ :‬ذهب أكثر الفقهاء من الحنفٌة والمالكٌة والحنابلة ‪ :‬إلى أن اللمس‬
‫مع اختالؾ النوع وكان بدون شهوة ال ٌنمض الوضوء ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬عن عائشة رضً هللا عنها أن النبً ملسو هيلع هللا ىلص لبَّل امرأة من نسائه ثم خرج إلى‬
‫الصالة ولم ٌتوضأ ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫القول الثانً ‪ :‬ذهب الشافعٌة والظاهرٌة ‪ :‬إلى أن اللمس مع اختالؾ النوع وكان‬
‫بدون شهوة ٌنمض الوضوء ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬لوله تعالى ‪ " :‬وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الؽائط‬
‫أو المستم النساء فلم تجدوا ماء فتٌمموا صعٌدا طٌبا "‪.‬‬

‫* إن كان اللمس مع اختالف النوع وكان بشهوة‪ ،‬فمد اختلؾ الفمهاء على لولٌن ‪:‬‬
‫ـ القول األول ‪ :‬ذهب جمهور الفقهاء من المالكٌة والشافعٌة والحنابلة والظاهرٌة‬
‫‪ :‬إلى أن اللمس مع اختالؾ النوع وكان بشهوة ٌنمض الوضوء ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬لوله تعالى ‪ " :‬أو المستم النساء "‪.‬‬
‫ـ القول الثانً ‪ :‬ذهب الحنفٌة ‪ :‬إلى أن اللمس مع اختالؾ النوع وكان بشهوة ال‬
‫ٌنمض الوضوء ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬عن عائشة رضً هللا عنها أن النبً ملسو هيلع هللا ىلص لبَّل امرأة من نسائه ثم خرج إلى‬
‫الصالة ولم ٌتوضأ ‪.‬‬
‫* الرأي الراجح فً المسألة ‪:‬‬
‫هو المول األول المائل أن اللمس إذا كان بشهوة ٌنمض الوضوء‪ ،‬وإال فال وفى هذا‬
‫إعمال لآلٌة الكرٌمة وحمل لها على الحمٌمة وهً أولى من المجاز‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫مس القبل ( الفرج)‬
‫* الفرج ٌطلك على المبل والدبر من الذكر واألنثى‪.‬‬
‫* اتفك الفمهاء على أنه إذا ولع مس للفرج بحائل فال ٌنتمض به الوضوء‪،‬واتفك أٌضا‬
‫على أن مس الفرج إذا كان بؽٌر الٌد والذراع فال ٌنتمض به الوضوء ‪.‬‬
‫واختلفوا بعد هذا على مذاهب أشهرها أربعة ‪:‬‬
‫ـ القول األول ‪ :‬ذهب جمهور الصحابة رضً هللا عنهم‪ ،‬ومنهم عمر بن الخطاب‬
‫وبنه عبد هللا وسعد بن أبً وقاص وابن عباس وأبو هرٌرة وعائشة والشافعٌة‬
‫والحنابلة ‪ :‬إلى أن الوضوء ٌنتمض بمس الفرج سواء كان لبال أو دبرا ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬لوله ملسو هيلع هللا ىلص ‪ " :‬من مس ذكره فال ٌصلً حتى ٌتوضأ "‪.‬‬
‫ـ القول الثانً ‪ :‬ذهب الحنفٌة ‪ :‬إلى أن الوضوء ال ٌنمض بمس الفرج مطلما سواء‬
‫كان لبال أو دبرا‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬لٌس بن طلك بن علً الٌمانً لال ‪ :‬لدمنا علً رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص فجاءه رجل‬
‫كأنه بدوي فمال ‪ٌ :‬ا نبً هللا‪ ،‬ما ترى فً مس الرجل ذكره بعد ما توضأ ؟ فمال ملسو هيلع هللا ىلص ‪:‬‬
‫" وهل هو إال مضؽة منن أو بضعة منن ؟ "‪.‬‬
‫ـ القول الثالث ‪ :‬ذهب المالكٌة ‪ :‬إلى أن الوضوء ٌنتمض بمس الرجل ذكره خاصة‪،‬‬
‫وال ٌنمض بمس الدبرمن رجل أو امرأة‪ ،‬وال بمس المرأة فرجها‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬لول الرسول ملسو هيلع هللا ىلص " إذا مس أحدكم ذكره فلٌتوضأ " فمد خص الرسول ملسو هيلع هللا ىلص‬
‫مس الرجل لذكره فأمر بالوضوء منه دون مس الدبر وال لبل المرأة ‪.‬‬
‫ـ القول الرابع ‪ :‬ذهب ابن حزم ‪ٌ :‬نمض الوضوء بمس المبل من رجل أو امرأة‪ ،‬وال‬
‫ٌنتمض بمس الدبر‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬لول الرسول ملسو هيلع هللا ىلص " إذا مس أحدكم ذكره فلٌتوضأ " ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫القهقهة فً الصالة‬
‫* اختلؾ الفمهاء فً المهمهة فً الصالة ذات الركوع والسجود على لولٌن ‪:‬‬
‫ـ القول األول ‪ :‬ذهب جمهور الصحابة منهم ابن مسعود وجابر وسعٌد بن المسٌب‬
‫والمالكٌة والشافعٌة والحنابلة ‪ :‬إلى أن المهمهة فً الصالة ال تنمض الوضوء‪.‬‬
‫استدالل الجمهور أن األمور التً ال تنمض الوضوء ال تثبت إال تولٌفا‪ ،‬فهً‬
‫محصورة فً أمور وردت بها النصوص الشرعٌة‪ ،‬فمن ادعى زٌادة فعلٌه إثباتها‪،‬‬
‫ولم ٌثبت فً انتماض الوضوء بالمهمهة شًء ‪.‬‬
‫ـ القول الثانً ‪ :‬قال الحسن البصري وإبراهٌم النخعً وسفٌان الثوري والحنفٌة ‪:‬‬
‫إلى أن المهمهة فً الصالة ذات الركوع والسجود تنمض الوضوء ‪.‬‬
‫استدل الحنفٌة بما رواه الذهبً بسنده إلى أبً العالٌة ‪ :‬أن رجال أعمى جاء والنبً‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص فً الصالة فتردى فً بئر فضحن طوائؾ من أصحاب النبً ملسو هيلع هللا ىلص فأمر النبً‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص من ضحن أن ٌعٌد الوضوء والصالة ‪.‬‬

‫انتقاض الوضوء بالنوم‬


‫* اختلؾ الفمهاء فً انتماض الوضوء بزوال التمٌٌز بسبب استتار العمل بالنوم على‬
‫ثالثة ألوال ‪:‬‬
‫ـ القول األول ‪ :‬ذهب إسحاق بن راهوٌة والمزنً وابن المنذر وابن حزم ‪ :‬إلى أن‬
‫الوضوء ٌنتمض بالنوم مطلما ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬عن صفوان بن عسال رضً هللا عنه لال ‪ :‬كان رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص كان ٌأمرنا‬
‫إذا كنا سفرا أو مسافرٌن أن ال نخلع خفافنا ثالثة أٌام ولٌالٌهن إال من جنابة‪ ،‬لكن من‬
‫بول وؼائط ونوم ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ـ القول الثانً ‪ :‬ذهب أبو موسى األشعري وبعض الصحابة وسعٌد بن المسٌب ‪:‬‬
‫إلى أن الوضوء ال ٌنتمض بالنوم مطلما ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬عن أنس رضً هللا عنه لال ‪ :‬لمد رأٌت أصحاب النبً ملسو هيلع هللا ىلص ٌولظون للصالة‬
‫حتى إنً ألسمع ألحدهم ؼطٌطا ثم ٌمومون فٌصلون وال ٌتوضؤون ‪.‬‬
‫ـ القول الثالث ‪ :‬ذهب أكثر الفقهاء المذاهب ‪ :‬إلى أن الوضوء ٌنتمض بالنوم فً‬
‫بعض األحوال دون بعض ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ : :‬عن صفوان بن عسال رضً هللا عنه لال ‪ :‬كان رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص كان ٌأمرنا‬
‫إذا كنا سفرا أو مسافرٌن أن ال نخلع خفافنا ثالثة أٌام ولٌالٌهن إال من جنابة‪ ،‬لكن من‬
‫بول وؼائط ونوم ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬عن أنس رضً هللا عنه لال ‪ :‬كان أصحاب رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ٌنتظرون العشاء‬
‫اآلخرة حتى تخفك رؤوسهم ثم ٌصلون وال ٌتوضؤون ‪.‬‬

‫أكل لحم اإلبل‬


‫* اختلؾ الفمهاء فً أكل لحم اإلبل ٌنمض الوضوء أم ال ٌنمضه على لولٌن ‪:‬‬
‫ـ القول األول ‪ :‬ذهب جمهور الفقهاء من الحنفٌة والمالكٌة والشافعٌة ‪ :‬إلى أن‬
‫أكل لحم اإلبل ال ٌنمض الوضوء ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬عن جابر رضً هللا عنه لال ‪ :‬أكلت مع النبً ملسو هيلع هللا ىلص وأبً بكر وعمر خبزا‬
‫ولحما فصلوا ولم ٌتوضؤوا ‪.‬‬
‫القول الثانً ‪ :‬ذهب الحنابلة ‪ :‬إلى أن أكل لحم اإلبل ٌنمض الوضوء على كل حال‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬عن أسٌد بن حضٌر لال ‪ :‬إن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص لال ‪ " :‬توضؤوا من لحوم اإلبل‬
‫وال توضؤوا من لحوم الؽنم " ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫* الرأي الراجح فً المسألة ‪:‬‬
‫هو لول الجمهور المائل أن أكل لحم اإلبل ال ٌنمض الوضوء ألن لوة أدلته التً‬
‫استدل بها‪.‬‬

‫التٌمم‬
‫* التٌمم لغة ‪ :‬هو المصد والتوخى والتعمد‪.‬‬
‫* التٌمم اصطالحا ‪ :‬هو إٌصال التراب إلى الوجه والٌدٌن بدال عن الوضوء‬
‫والؽسل‪.‬‬
‫* أدلة مشروعٌة التٌمم ‪:‬‬
‫ـ لوله تعالى ‪ " :‬وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الؽائط أو‬
‫المستم النساء فلم تجدوا ماء فتٌمموا صعٌدا طٌبا فامسحوا بوجوهكم وأٌدٌكم إن هللا‬
‫كان عفوا ؼفورا "‪.‬‬
‫ـ عن جابر بن عبد هللا أن النبً ملسو هيلع هللا ىلص لال ‪ " :‬أعطٌت خمسا لم ٌعطهن أحد لبلً‬
‫نصرت بالرعب مسٌرة شهر وجعلت لً األرض مسجدا وطهورا فأٌما رجل من‬
‫أمتً أدركته الصالة فلٌصل‪ ،‬وأحلت لً المؽانم ولم تحل ألحد لبلً وأعطٌت‬
‫الشفاعة وكان النبً ٌبعث إلى لومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة "‪.‬‬
‫* حكمة مشروعٌة التٌمم ‪:‬‬
‫أن هللا تعالى لما علم من النفس الكسل والمٌل إلى ترن الطاعة شرع لها التٌمم عند‬
‫عدم الماء لئال تعتاد بترن العبادة فٌصعب علٌها معاودتها عند وجوده‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫* األسباب التً تبٌح التٌمم ‪:‬‬
‫ـ فمد الماء الكافً للوضوء أو الؽسل‪.‬‬
‫ـ شدة برودة الماء‪.‬‬
‫ـ زٌادة المرض وتباطؤ البرء‪.‬‬

‫* فقد الماء ٌكون إما فً الحضر وإما فً السفر ولهذا حالتان ‪:‬‬
‫الحالة األولى ‪:‬‬
‫~ إن كان فً الحضر وانمطع عنه الماء أو حبس فً مصر فهل ٌتٌمم أم ال ؟‬
‫اختلؾ الفمهاء فً هذه المسألة على مذهبٌن ‪:‬‬
‫ـ المذهب األول ‪ :‬رأي جمهورالفقهاء مالك والشافعً والحنابلة ‪ٌ :‬رون أنه ٌجوز‬
‫له التٌمم والصالة فً هذه الحالة‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬لوله تعالى ‪ " :‬فلم تجدوا ماء فتٌمموا صعٌدا طٌبا "‬
‫الدلٌل ‪ :‬لوله ملسو هيلع هللا ىلص ‪ " :‬الصعٌد الطٌب وضوء المسلم ولو إلى عشر سنٌن فإذا وجدت‬
‫الماء فأمسه جلدن فً ذلن خٌر "‪.‬‬
‫ـ المذهب الثانً ‪ :‬رأي اإلمام أبً حنٌفة ورواٌة عن اإلمام أحمد بن حنبل‬
‫والظاهرٌة ‪ٌ :‬رون أنه ال ٌجوز التٌمم للحاضر الصحٌح إذا عدم الماء‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬لوله تعالى ‪ " :‬وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الؽائط‬
‫أو المستم النساء فلم تجدوا ماء فتٌمموا صعٌدا طٌبا "‬

‫‪19‬‬
‫* الرأي الراجح فً المسألة ‪:‬‬
‫جمهور الفمهاء أصحاب المذهب األول المائل بأنه ٌجوز التٌمم ألنه هذا الشخص‬
‫عادم للماء فلزمه التٌمم للفرٌضة كالمسافر‪ ،‬وألنه عاجز عن استعمال الماء فلزمه‬
‫التٌمم كالمرٌض ولٌاسا على صالة الجنازة‪.‬‬
‫* سبب الخالف ‪:‬‬
‫وٌرجع سبب اختالفهم فً الحاضرالذي ٌعدم الماء إلى احتمال الضمٌر الذي فً‬
‫لوله تعالى ‪ " :‬فلم تجدوا ماء " أن ٌعود على أصناؾ المحدثٌن أعنً الحاضرٌن‬
‫والمسافرٌن أو علً المسافرٌن فمط ‪.‬‬
‫~ إذا تٌمم فً الحضر وصلً ثم لدر على الماء فهل ٌعٌد الصالة ؟‬
‫اختلؾ الفمهاء فً هذه المسألة على مذهبٌن ‪:‬‬
‫ـ المذهب األول ‪ :‬رأي اإلمام الشافعً ‪ٌ :‬رى أن الشخص إذا تٌمم فً الحضر ثم‬
‫صلى ثم لدر على الماء فعلٌه إعادة الصالة ‪.‬‬
‫استدل بالمعمول ‪ :‬ألن هذا عذر نادر ؼٌر متصل فأشبه من نسً بعض أعضاء‬
‫الطهارة فٌعٌد الوضوء ‪.‬‬
‫ـ المذهب الثانً ‪ :‬رأي اإلمام مالك واإلمام أحمد بن حنبل والثوري ‪ٌ :‬رون أن‬
‫الشخص إذا تٌمم فً الحضر ثم صلى ثم لدر على الماء فال ٌعٌد الصالة ‪.‬‬
‫استدلوا بالمعمول ‪ :‬ألنه أتى بما أمر به فخرج من عهدته‪ ،‬ألن صلى بالتٌمم‬
‫المشروع على الوجه المشروع فأشبه المرٌض والمسافر ‪.‬‬
‫* الرأي الراجح فً المسألة ‪:‬‬
‫أصحاب المذهب الثانً المائل أن الشخص إذا تٌمم فً الحضر وصلى ثم لدر على‬
‫الماء فال ٌعٌد الصالة ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الحالة الثانٌة ‪ :‬فقد الماء فً السفر‬
‫آراء الفمهاء فً الشخص الفالد للماء فً السفر إذا صلى بالتٌمم ثم وجد الماء‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬إن وجد الماء قبل الشروع فً الصالة‬
‫اختلؾ الفمهاء إلى مذهبٌن ‪:‬‬
‫ـ المذهب األول ‪ :‬رأي ذهب الحنفٌة ‪ :‬أن الشخص الفالد للماء إذا وجد الماء لبل‬
‫الشروع فً الصالة انتمض تٌممه ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬لوله ملسو هيلع هللا ىلص ‪ " :‬التٌمم وضوء المسلم ولو إلى عشر حجج ما لم ٌجد الماء أو‬
‫حدث " ‪.‬‬
‫ـ المذهب الثانً ‪ :‬رأي أبً سلمة بن عبد الرحمن ‪ :‬أنه ال ٌنتمض التٌمم بوجود‬
‫الماء أصال ‪.‬‬
‫دلٌل المعمول ‪ :‬ألن الطهارة بعد صحتها ال تنمض إال بالحدث ووجود الماء لٌس‬
‫بحدث ‪.‬‬
‫* الرأي الراجح فً المسألة ‪:‬‬
‫رأي األول المائل أنه إن وجد الماء لبل الشروع فً الصالة بطل تٌممه وعلٌه‬
‫بالوضوء ألن لوة أدلته وألن التٌمم خلؾ عن الوضوء ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬الشخص الفاقد للماء فً السفر إذا صلى بالتٌمم ثم وجد الماء فهل ٌعٌد‬
‫الصالة أم ال ؟‬
‫* أجمع أهل العلم على أن من تٌمم وصلى ثم وجد الماء بعد خروج ولت الصالة أن‬
‫ال إعادة علٌه‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫* أما إن وجد الماء فً وقت الصالة‪ ،‬اختلؾ الفمهاء إلى مذهبٌن ‪:‬‬
‫ـ المذهب األول ‪ :‬ذهب جمهور الفقهاء من الحنفٌة والمالكٌة والشافعٌة والحنابلة‬
‫وغٌرهم ‪ :‬إلى أن إن وجد الماء فً ولت الصالة لم ٌلزمه إعادة الصالة ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬عن ابن سعٌد الخدري لال ‪ :‬خرج رجالن فً سفر فحضرت الصالة ولٌس‬
‫معهما ماء فتٌمما صعٌدا طٌبا ثم وجد الماء فً الولت فأعاد أحدهما الصالة‬
‫والوضوء ولم ٌعد اآلخر ثم آتٌا رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص فذكرا ذلن‪ ،‬فمال للذي لم ٌعد ‪" :‬‬
‫أصبت السنة وأجزأتن صالتن‪ ،‬ولال للذي توضأ وأعاد لن األجر مرتٌن "‪.‬‬
‫ـ المذهب الثانً ‪ :‬هو قول للشافعً وعطاء وابن سٌرٌن والزهري وغٌرهم ‪ :‬أنه‬
‫بجب علٌه أن ٌتوضأ وٌعٌد الصالة إن كان الولت بالٌا ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬لول النبً ملسو هيلع هللا ىلص ‪ " :‬فإذا وجد الماء فلٌتك هللا ولٌمسه بشرته "‪.‬‬
‫* الرأي الراجح فً المسألة ‪:‬‬
‫هو المول األول المائل بأن من وجد الماء فً الولت الصالة لم ٌلزمه إعادة الصالة‬
‫ألن لوة أدلتهم ولمول النبً ملسو هيلع هللا ىلص للذي لم ٌعد ‪ " :‬أصبت السنة وأجزأتن ‪ ،‬ولال للذي‬
‫أعاد لن االجر مرتٌن " ‪.‬‬
‫* أما بالنسبة إلعادة الصالة لمن تٌمم لشدة برودة الماء‪ ،‬اختلؾ الفمهاء إلى‬
‫مذهبٌن ‪:‬‬
‫ـ المذهب األول ‪ :‬ذهب الحنفٌة ورواٌة للحنابلة وغٌرهما ‪ :‬أن ال تلزمه اإلعادة ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬عن عمرو بن العاص لال ‪ :‬احتملت فً لٌلة باردة فً ؼزوة ذات السالسل‬
‫فأشفمت أن أؼتسل أن أهلن‪ ،‬فتٌممت ثم صلٌت بأصحابً الصبح‪ ،‬فذكروا ذلن للنبً‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص فمال ‪ٌ " :‬ا عمرو أصلٌت بأصحابن وأنت جنب؟ فأخبرته بالذي منعنً من‬
‫االؼتسال‪ ،‬وللت ‪ :‬إنً سمعت هللا عزوجل ٌمول ‪ " :‬وال تمتلوا أنفسكم إن هللا كان‬
‫بكم رحٌما " فضحن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ولم ٌمل شٌئا‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ـ المذهب الثانً ‪ :‬ذهب الشافعً فً األظهر ورواٌة ثانٌة للحنابلة ‪ :‬تلزمه إعادة‬
‫الصالة ‪.‬‬
‫الدلٌل من المعمول‪ :‬بأن هذا عذر نادر ؼٌر متصل فلم ٌمنع اإلعادة كنسٌان الطهارة‪.‬‬
‫* الرأي الراجح فً المسألة ‪:‬‬
‫هو مذهب األول المائل ال تلزمه اإلعادة الصالة ألنه خائؾ على نفسه فاشبه‬
‫المرٌض ‪.‬‬
‫* هل ٌجوز التٌمم لمن خاف باستعمال الماء على نفسه أو منفعة عضو حدوث‬
‫مرض أو تأخر برئه ؟‬
‫اختلؾ الفمهأء على مذهبٌن ‪:‬‬
‫ـ المذهب األول ‪ :‬جمهور الفقهاء من الحنفٌة والشافعٌة والحنابلة وغٌرهم ‪:‬‬
‫ٌرون أنه ٌجوز التٌمم لمن خاؾ باستعمال الماء على نفسه أو خاؾ زٌادة مرض أو‬
‫طوله أو تأخر برئه وال ٌلزمه إعادة الصالة ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬لوله نعالى ‪ " :‬وال تلموا بأٌدٌكم إلى التهلكة "‬
‫ـ المذهب الثانً ‪ :‬رأي ابن رباح والحسن البصري ‪ :‬ال ٌجوز التٌمم إال عند عدم‬
‫وجود الماء ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ " :‬فلم تجدوا ماء فتٌمم صعٌدا طٌبا "‬
‫* الرأي الراجح فً المسألة ‪:‬‬
‫هو مذهب األول المائل من خاؾ استعمال الماء على نفسه رٌادة مرض أو ؼٌره‬
‫جاز له التٌمم ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫* إذا تٌمم المحدث لصالة فرضا كانت أو نفال فهل له أن ٌصلً بهذا التٌمم عٌرها؟‬
‫اختلؾ الفمهاء على أربعة ألوال ‪:‬‬
‫ـ القول األول ‪ :‬راي الحنفٌة ‪ :‬له أن ٌصلً بالتٌمم ما شاء من الفرائض والنوافل ما‬
‫لم ٌجد الماء أو ٌحدث وذلن ألن التٌمم طهارة مطلمة حال عدم الماء ٌصح بها النفل‬
‫فٌصح بها الفرض‪.‬‬
‫ـ القول الثانً ‪ :‬رأي المالكٌة ‪ :‬أنه ال ٌصلً بالتٌمم صالتٌن مفروضتٌن أبدا‪ ،‬وله‬
‫أن ٌصلً الفرٌضة ثم ٌتنفل بعدها‪ ،‬فإن صلى نافلة ٌتٌمم للفرٌضة‪.‬‬
‫ـ القول الثالث ‪ :‬رأي الشافعٌة ‪ :‬أن التٌمم ٌستباح به ما ٌستباح بالوضوء والؽسل‪،‬‬
‫ؼٌر أن المتٌمم ال ٌجوز له أن ٌجمع بٌن صالتً فرض بتٌمم واحد‪ ،‬وال بٌن طوافى‬
‫فرض‪ ،‬وال بٌن صالة فرض وطواؾ فرض وال بٌن منذورٌن‪ ،‬وال بٌن منذورة‬
‫ومكتوبة‪.‬‬
‫ـ القول الرابع ‪ :‬رأي الحنابلة ‪ :‬أنه إن تٌمم لنافلة لم ٌصل به فرض ألن التٌمم ال‬
‫ٌرفع الحدث فال ٌباح الفرض حتى ٌنوٌه لموله علٌه السالم ‪ " :‬إنما األعمال بالنٌات‬
‫"أما إن تٌمم لفرٌضة فله فعلها ألنه نواها‪ ،‬وله فعل ما شاء من الفرائض والنوافل‬
‫حتى ٌخرج ولتها‪ ،‬ألن طهارة أباحت فرضا فكذلن تبٌح النوافل‪.‬‬
‫* الراي الراجح فً المسالة ‪:‬‬
‫هو رأي الحنفٌة من أنه إذا تٌمم فً الولت فله أن ٌؤدي ما شاء من الفرائض‬
‫والنوافل ما لم ٌحدث أو ٌجد الماء ألن هذه الطهارة رافعة للحدث ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫* هل التٌمم رافع للحدث أم مبٌح للصالة ؟‬
‫اختلؾ الفمهاء على لولٌن ‪:‬‬
‫ـ القول األول ‪ :‬ذهب المالكٌة والشافعٌة ‪ :‬إلى أن التٌمم مبٌح الصالة مع لٌام‬
‫الحدث حمبمة ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬بأن التٌمم لو رأى الماء تعود الجنابة والحدث مع أن رؤٌة الماء لٌست‬
‫بحدث‪ ،‬فعلم أن الحدث لم ٌرتفع لكن أبٌح له أداء الصالة مع لٌام الحدث للضرورة ‪.‬‬
‫القول الثانً ‪ :‬ذهب الحنفٌة والمالكٌة فً قول لهم ‪ :‬إلى أن الحدث ٌرتفع بالتٌمم‬
‫إلى ولت وجود الماء ‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬لوله ملسو هيلع هللا ىلص ‪ " :‬جعلت لً األرض مسجدا وطهورا "‬
‫* الرأي الراجح فً المسألة ‪:‬‬
‫هو ما ذهب إلٌه أصحاب المول الثانً وهم الحنفٌة ولول للمالكٌة من أن التٌمم رافع‬
‫للحدث إلى وجود الماء ألن هللا لد سماه طهارة فً لوله تعالى ‪ " :‬وإن كنتم جنبا‬
‫فاطهروا " ‪.‬‬

‫‪25‬‬

You might also like