Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 26

‫ِين َو َمن َي ۡف َع ۡل ٰ َذل َِك َف َل ۡي َ‬

‫س م َِن ٱهَّلل ِ فِي َش ۡي ٍء ِإٓاَّل َأن َت َّتقُو ْا‬ ‫ون ۡٱلم ُۡؤ ِمن ۖ َ‬ ‫ون ۡٱل ٰ َكف ِِر َ‬
‫ين َأ ۡولِ َيٓا َء مِن ُد ِ‬ ‫(ال َي َّت ِخ ِذ ۡٱلم ُۡؤ ِم ُن َ‬
‫ۗ‬
‫م ِۡنهُمۡ ُت َق ٰى ٗة َوي َُح ِّذ ُر ُك ُم ٱهَّلل ُ َن ۡف َس ُهۥۗ َوِإ َلى ٱهَّلل ِ ۡٱلمَصِ يرُ) آل عمران اآلية ‪28‬‬
‫سبب نزول اآلية‪:‬‬
‫‪ -‬نزلت في قوم من المؤمنين يوالون رجاال من اليهود‪ ،‬فقال لهم رفاعة بن المنذر وابن جبير‬
‫وسعيد بن خيثمة‪ :‬اجتنِبوا هؤالء اليهود واحذروا لزومهم ومباطنهم ال يفتِنونكم عن دينكم‪ ،‬فأبوا‬
‫النصيحة‪.‬‬
‫‪ -‬نزلت في عبادة بن الصامت كان له حلفاء من اليهود فلما خرج النبي صلى هللا عليه وسلم يوم‬
‫األحزاب قال‪ :‬يا رسول هللا إن معي خمسمائة من اليهود وقد رايت أن يخرجوا معي فأستظهر‬
‫بهم على العدو‪ ،‬فنزلت هذه اآلية‪.‬‬
‫‪ -‬نزلت في عمار بن ياسر حين تكلم ببعض ما أراد منه المشركون‪.‬‬
‫من هم الكافرون‪:‬‬
‫ون ِإ َل ۡي ِهم ِب ۡٱل َم َو َّد ِة َو َق ۡد َك َفرُو ْا ِب َما َجٓا َء ُكم م َِّن‬ ‫(( ٰ َٓيَأ ُّي َها ٱلَّذ َ‬
‫ِين َءا َم ُنو ْا اَل َت َّتخ ُِذو ْا َع ُدوِّ ي َو َع ُدوَّ ُكمۡ َأ ۡولِ َيٓا َء ُت ۡلقُ َ‬
‫ۡٱل َح ِّق))‬
‫ص َر ٰ ٓى َأ ۡولِ َيٓا ۘ َء َب ۡع ُ‬
‫ضهُمۡ َأ ۡولِ َيٓا ُء َب ۡع ٖ ۚ‬
‫ض َو َمن َي َت َولَّهُم مِّن ُكمۡ َفِإ َّنهُۥ‬ ‫(( ٰ َٓيَأ ُّي َها ٱلَّذ َ‬
‫ِين َءا َم ُنو ْا اَل َت َّتخ ُِذو ْا ۡٱل َيهُودَ َوٱل َّن ٰ َ‬
‫م ِۡنه ُۡۗم))‬
‫ٱس َت َحبُّو ْا ۡٱل ُك ۡف َر َع َلى ٱِإۡلي ٰ َم ۚ ِن َو َمن َي َت َولَّهُم مِّن ُكمۡ‬
‫ِين َءا َم ُنو ْا اَل َت َّتخ ُِذ ٓو ْا َءا َبٓا َء ُكمۡ َوِإ ۡخ ٰ َو َن ُكمۡ َأ ۡولِ َيٓا َء ِإ ِن ۡ‬ ‫(( ٰ َٓيَأ ُّي َها ٱلَّذ َ‬
‫ِئك ُه ُم ٰ َّ‬ ‫ٓ‬
‫ُون))‬‫ٱلظلِم َ‬ ‫َفُأ ْو ٰ َل َ‬
‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫األولياء‪ :‬جمع ولي‪ :‬كل من ولي أمرا أو قام به فهم األولياء أي األعوان واألنصار‪ :‬أن تحب وأن تنصر‬
‫وأن تطيع وأن تتبع‪.‬‬
‫فليس من هللا في شيئ‪:‬‬
‫فقد برئ من هللا وبرئ هللا منه‬ ‫‪-‬‬
‫‪. -‬فليس من حزب هللا وال من أوليائه في شيئ‪.‬‬
‫‪ -‬التقية‪ :‬أن يظهر اإلنسان خالف ما في قلبه‪.‬‬
‫‪ -‬أهل السنة‪ :‬األصل في التقية الحظر إال في الضرورة‪.‬‬
‫‪ -‬قال القرطبي‪ :‬التقية ال تحل إال مع خوف القتل أو القطع أو اإليذاء العظيم‪.‬‬
‫‪ -‬قال ابن عباس‪ :‬التقية‪ :‬أن يتكلم بلسانه وقلبه مطمئن باإليمان‪.‬‬
‫ويحذركم هللا نفسه‪:‬‬
‫أي ويحذركم هللا إياه‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ويحذركم هللا عقابه‬
‫الفوائد‪:‬‬
‫‪ .1‬المواالة بمعنى المعاشرة الجميلة في الدنيا بحسب الظاهر مع عدم الرضا عن حالهم غير منهي‬
‫عنه‪.‬‬
‫‪ .2‬المواالة بمعنى الرضا بكفرهم ومصاحبة لذلك ُكفرٌ؛ ألن الرضا بالكفر كفر‪.‬‬
‫‪( .3‬فليس من هللا في شيئ) أي (فليس من) والية (هللا في شيئ) أو من دين هللا‪.‬‬
‫‪.4‬‬
‫‪ .5‬حكم االستعانة بالكفار في الغزو‪:‬‬
‫‪ - .6‬عدم جواز االستعانة بالكفار في الغزو‪ :‬بعض المالكية‬
‫‪ -‬الجواز ويقسم الغنيمة بشرط أن تكون االستعانة على قتال المشركين ال البغاة‪ :‬الحنفية والشافعية‬
‫‪ -‬جواز االستعانة مشروط بالحاجة والوثوق‪ ،‬وهو الراجح‪ :‬بعض العلماء‪.‬‬
‫التقية قسمان‪:‬‬
‫‪ .1‬المؤمن سكن في مكان ال يقدر على إظهار دينه وجب الهجرة إلى مكان آخر يتيسر له إظهار‬
‫اإلسالم إال الصبيان أو النساء أو العجزة‪.‬‬
‫لو كان المس َت َ‬
‫ضعفون خوِّ فوا بالقتل جاز له السكن والموافقة ظاهرا بقدر الضرورة‪.‬‬
‫‪ .2‬من كانت العداوة للعدو بسبب المال‪:‬‬
‫‪ -‬البعض منهم المصنف‪ :‬تجب الهجرة‪.‬‬
‫‪ -‬آخرون‪ :‬ال تجب‪.‬‬

‫( َلن َت َنالُو ْا ۡٱل ِبرَّ َح َّت ٰى ُتن ِفقُو ْا ِممَّا ُت ِحب ۚ َ‬


‫ُّون َو َما ُتن ِفقُو ْا مِن َش ۡي ٖء َفِإنَّ ٱهَّلل َ ِبهِۦ َعل ‪ِٞ‬يم) آل عمران‪٩٢ :‬‬
‫قال أبو طلحة ‪ :‬يا رسول هللا إن هللا يقول ( لن تنالوالبر حتى تنفقوا مما تحبون ) وإن أحب أموالي إلي‬
‫فضعْ ها يا رسول هللا حيث أراك هللا‪ ،‬فقال‬
‫بيرحاء وإنها صدقة هلل أرجو ِبرّ ها وذخرها عند هللا تعالى‪َ ،‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬بخ ذاك مال رابح‪ ،‬ذاك مال رابح وقد سمعت‪ ،‬وأنا أرى أن تجعلها في األقربين‪.‬‬
‫فقال أبو طلحة ‪ :‬أفعل يا رسول هللا‪.‬‬
‫روي عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يشتري أعداال من سكر ويتصدق بها ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬هال تصدقت‬
‫بقيمتها ؟ فقال‪ :‬ألن السكر أحب إلي‪ ،‬فأردت أن أن أنفق مما أحب‪.‬‬
‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫‪ -‬البر ‪ :‬ابن مسعود وابن عباس وعطاء ومجاهد والسدي ‪ :‬الجنة‬
‫وقال عطية العوفي ‪ :‬الطاعة‬ ‫‪-‬‬
‫وقال مقاتل بن حيان ‪ :‬التقوى‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬وقال الحسن ‪ :‬لن تكونوا أبرارا‬
‫الفائدة‪:‬‬
‫‪ .1‬اآلية خارجة مخرج الحث والترغيب على اإلنفاق‪ ،‬وإنما لمن له مال فيبخل إن أنفقوا ال ينفقون‬
‫إال أسوأ ما يملك‪.‬‬

‫ان‬ ‫ِين) (فِي ِه َءا ٰ َي ۢ ُ‬


‫ت َب ِّي ٰ َن ‪ٞ‬ت َّم َقا ُم ِإ ۡب ٰ َرهِي ۖ َم َو َمن دَ َخ َلهُۥ َك َ‬ ‫ار ٗكا َوه ُٗدى لِّ ۡل ٰ َع َلم َ‬
‫اس َللَّذِي ِب َب َّك َة ُم َب َ‬ ‫(ِإنَّ َأوَّ َل َب ۡيتٖ وُ ضِ َع لِل َّن ِ‬
‫ِين) آل عمران‬ ‫اع ِإ َل ۡي ِه َس ِبياٗل ۚ َو َمن َك َف َر َفِإنَّ ٱهَّلل َ َغنِيٌّ َع ِن ۡٱل ٰ َع َلم َ‬ ‫ٱس َت َط َ‬ ‫ت َم ِن ۡ‬ ‫اس ِح ُّج ۡٱل َب ۡي ِ‬‫َءام ِٗن ۗا َوهَّلِل ِ َع َلى ٱل َّن ِ‬
‫‪97 - 96‬‬
‫سبب النزول‪ :‬عن مجاهد‪ :‬تفاخر المسلمون واليهود‪ ،‬فقالت اليهود‪ :‬بيت المقدس أفضل وأعظم من الكعبة‬
‫ألنه مهاجر األنبياء وفي األرض المقدسة‪ ،‬وقال المسلمون بل الكعبة أفضل‪ ،‬فأنزل هللا اآلية‪.‬‬
‫رد هللا شبهتين على اليهود‪:‬‬
‫‪ .1‬في اآلية (كل الطعام كان حال لبني إسرئيل) ر ّد هللا عليهم في اتهامهم للنبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫ار ٗكا َوه ُٗدى لِّ ۡل ٰ َع َلم َ‬
‫ِين) رد على قولهم أن‬ ‫‪ .2‬وفي هذه اآلية (ِإنَّ َأوَّ َل َب ۡيتٖ وُ ضِ َع لِل َّن ِ‬
‫اس َللَّذِي ِب َب َّك َة ُم َب َ‬
‫بيت المقدس أفضل وأولى‪.‬‬
‫اختلف العلماء في اَألوَّ لِيِّة‪ ،‬أهي أولية الزمن أو أولية الشرف‪:‬‬
‫ذهب بعض المفسرين‪ :‬الفرق في الوضع بين الكعبة وبيت المقدس أربعون سنة‪ ،‬كما ُذكر في الحديث‬
‫الذي رواه الشيخان‪ .‬والمالئكة أول من وضع الكعبة وبعد أربعين سنة وضع بيت المقدس ثم بنى إبراهيم‬
‫الكعبة وبعده بنى سليمان بيت المقدس بعدة قرون‪ ،‬فأولية الزمن يستلزم أولية الشرف‪.‬‬
‫قال مجاهد وقتادة ‪ :‬لم يوضع قبله بيت سوى هذا البيت‪.‬‬
‫وقال علي بن أبي طالب ‪ :‬أول بيت وضع للعبادة هو هذا البيت‪.‬‬
‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫بكة‪ :‬اسم لمكة‬
‫مباركا‪ :‬الزيادة والخير الكثير‪ :‬بيان لحا َل ْيهِ‪ :‬األولى الحسية الحسنة والمعنوية الشريفة‬
‫ت ُك ِّل َش ۡي ٖء‬ ‫وقد أشير إلى هاتين الحالتين في قوله تعالى‪َ( :‬أ َو َلمۡ ُن َم ِّكن لَّهُمۡ َح َرمًا َءام ِٗنا ي ُۡج َب ٰ ٓى ِإ َل ۡي ِه َث َم ٰ َر ُ‬
‫اس َت ۡه ِو ٓي ِإ َل ۡي ِهمۡ )‬ ‫ٱج َع ۡل َأۡ‍فِٔدَ ٗة م َِّن ٱل َّن ِ‬ ‫ُون) وأيضا في قوله تعالى ( َف ۡ‬ ‫رِّ ۡز ٗقا مِّن لَّ ُد َّنا َو ٰ َلكِنَّ َأ ۡك َث َرهُمۡ اَل َي ۡع َلم َ‬
‫هدى للعلمين‪:‬‬
‫‪ -‬مصدر الهداية والنور لجميع الخلق‪.‬‬
‫‪ -‬قبلة للعالمين يهتدون به إلى جهة صالتهم‪.‬‬
‫القول في‪ :‬فيه ءايات بينات‪ :‬قرأ أهل مكة وابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير (ءاية بينة) يعني مقام‬
‫إبراهيم وحده وقرأ الباقون بالجمع يعني مقام إبراهيم والحجر األسود وزمزم والمشاعر كلها‪.‬‬
‫القول في‪ :‬مقام إبراهيم‪:‬‬
‫‪ -‬الحجر الذي قام عليه إبراهيم حين ارتفع بناءه وكان فيه أثر قدميه‪.‬‬
‫‪ -‬موضع قيامه للصالة والعبادة‪.‬‬
‫‪ -‬وفسر مجاهد‪ :‬الحرم كله‪.‬‬
‫القول في‪ :‬ومن دخله كان ءامنا‪:‬‬
‫‪ -‬قال القاضي أبو يعلى ‪ :‬لفظه لفظ الخبر ومعناه األمر وتقديره‪ :‬ومن دخله فأمنوه‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أهل العلم ‪ :‬المراد باألمن‪ :‬األمن من عذاب هللا في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ -‬وال مانع من إرادة العموم يعني األمن في الدنيا واألمن من عذاب هللا‪.‬‬
‫(من استطاع إليه سبيال)‪ :‬الزاد والراحلة‪ ،‬وقد اتفق أكثر الفقهاء أن من شروط وجوب الحج الزاد‬
‫والراحلة‪.‬‬
‫األحكام‪:‬‬
‫‪ -‬حكم الجاني في الحرم‬
‫‪ -‬حكم حج الفقير والعبد‬
‫‪ -‬هل المحرم للمرأة شرط وجوب الحج؟‬
‫‪ -‬هل يجب الحج أكثر من مرة؟‬
‫‪ .1‬حكم الجاني في الحرم‪ :‬اتفق الفقهاء على أن من جنى في الحرم فإنه يقتص منه‪ ،‬سواء كانت‬
‫الجناية في النفس أو غيرها لقوله تعالى ‪( :‬وال تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه‬
‫فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكفرين)‪.‬‬
‫اختلفوا فيمن جنى في غير الحرم ثم لجأ إلى الحرم‪ ،‬هل يقتص منه في الحرم ؟‬
‫‪ -‬مذهب الحنفية والحنابلة‪ :‬أن من اقترف ذنبا واستوجب به حدا ثم لجأ إلى الحرم‪ ،‬عصمه‬
‫(ومن دخله كان ءامنا وهذا القول ذهب إليه ابن عباس رضي هللا عنه‪ :‬لكنه ال يجالس‬
‫وال يبايع وال يكلم حتى يخرج من الحرم فيقتص منه‬
‫‪ -‬مذهب المالكية والشافعية‪ :‬أن من جنى في غير الحرم ثم لجأ إلى الحرم فإنه يقتص منه‪،‬‬
‫بدليل‪ :‬أمر النبي صلى هللا عليه وسلم بقتل ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة‪( :‬اقتلوه‬
‫ولو رأيتموه متعلقا بأستار الكعبة)‪.‬‬
‫‪ .2‬حكم حج الفقير والعبد‪ :‬الفقير ال يجب عليه عليه الحج‪ ،‬فلو حج سقط عنه الفرض وحج العبد‪:‬‬
‫‪ -‬مذهب الشافعية ‪ :‬إن العبد إذا أحرم بالحج ثم عتق قبل الوقوف بعرفة أجزأه ذلك عن‬
‫حجة اإلسالم‪.‬‬
‫‪ .3‬حكم حج المرأة من غير محرم‪ :‬قال صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬ال يحل المرأة تؤمن باهلل واليوم‬
‫اآلخر أن تسافر سفرا فوق ثالث إال مع ذي رحم محرم أو زوج‪.‬‬
‫‪ -‬مذهب الشافعية والحنابلة ‪ :‬بشرط أمن المرأة على نفسها‪.‬‬
‫‪ .4‬حكم الحج أكثر من مرة‪ :‬قال صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬الحج مرة فمن زاد فهو تطوع)‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬كيف بالمرء له تكمن من الزاد والراحلة ويؤخر الحج ؟ الجواب‪ :‬غالبا كل مسجل الحج‬
‫لديه الدور ال بد أن ينتظره فال بأس به حتى يأتيه دوره‪.‬‬
‫عن الضحاك قال‪ :‬لما نزلت آية الحج جمع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أهل األديان الستة المسلمين‬
‫واليهود والنصارى والصابئين والمشركين والمجوس وقال‪( :‬إن هللا كتب عليكم الحج فحجوا) فآمن به‬
‫المسلمون وكفر به الباقون وقالوا ال نؤمن به وال نصلي وال نحج فأنزل هللا اآلية (ومن كفر فإن هللا غني‬
‫عن العالمين)‪.‬‬

‫ِين َءا َم ُنو ْا اَل َت َّتخ ُِذو ْا ِب َطا َن ٗة مِّن ُدو ِن ُكمۡ اَل َي ۡألُو َن ُكمۡ َخ َبااٗل َو ُّدو ْا َما َع ِن ُّتمۡ َق ۡد َبدَ ِ‬
‫ت ۡٱل َب ۡغ َ‬
‫ضٓا ُء م ِۡن َأ ۡف ٰ َوه ِِهمۡ‬ ‫( ٰ َٓيَأ ُّي َها ٱلَّذ َ‬
‫ون) ‪118‬‬ ‫ت ِإن ُكن ُتمۡ َت ۡع ِقلُ َ‬ ‫ص ُدو ُرهُمۡ َأ ۡك َب ۚ ُر َق ۡد َب َّي َّنا َل ُك ُم ٱأۡل ٓ ٰ َي ۖ ِ‬
‫َو َما ُت ۡخفِي ُ‬
‫ب ُكلِّهِۦ َوِإ َذا َلقُو ُكمۡ َقالُ ٓو ْا َءا َم َّنا َوِإ َذا َخ َل ۡو ْا َعضُّو ْا َع َل ۡي ُك ُم‬ ‫( ٰ َٓهَأن ُتمۡ ُأ ْوٓاَل ِء ُت ِحبُّو َنهُمۡ َواَل ُي ِحبُّو َن ُكمۡ َو ُت ۡؤ ِم ُن َ‬
‫ون ِب ۡٱل ِك ٰ َت ِ‬
‫ور) ‪119‬‬ ‫ص ُد ِ‬ ‫ت ٱل ُّ‬ ‫ٱَأۡل َنا ِم َل م َِن ۡٱل َغ ۡي ۚظِ قُ ۡل مُو ُتو ْا ِب َغ ۡيظِ ُك ۡۗم ِإنَّ ٱهَّلل َ َعلِي ۢ ُم ِب َذا ِ‬
‫ًٔ‬ ‫(ِإن َت ۡم َس ۡس ُكمۡ َح َس َن ‪ٞ‬ة َتس ُۡؤهُمۡ َوِإن ُتصِ ۡب ُكمۡ َس ِّيَئ ‪ٞ‬ة َي ۡف َرحُو ْا ِب َه ۖا َوِإن َت ۡ‬
‫ص ِبرُو ْا َو َت َّتقُو ْا اَل َيضُرُّ ُكمۡ َك ۡي ُدهُمۡ َشۡ‍ي ۗا ِإنَّ ٱهَّلل َ‬
‫ِيط) ‪120‬‬ ‫ون ُمح ‪ٞ‬‬ ‫ِب َما َي ۡع َملُ َ‬
‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫‪ -‬البطانة‪ :‬الخاصة‪ ،‬بطانة الرجل أي خاصته الذي يستبطن أمره‪.‬‬
‫‪ -‬ال يألونكم‪ :‬ال يتركون أو ال يقصرون الجهد‪.‬‬
‫‪ -‬خباال‪ :‬فسادا‪.‬‬
‫‪ -‬ودوا ما عنتم‪ :‬أحبوا عنتكم أي ما يشق عليكم‪.‬‬
‫‪ -‬عضوا عليكم األنامل‪ :‬عضوا أطراف أصابعهم من شدة الغضب‪.‬‬
‫‪ -‬تمسسكم‪ :‬أصابكم‪.‬‬
‫‪ -‬الكيد‪ :‬المكر أو أن يحتال اإلنسان ليوقع غيره في مكروه‪.‬‬
‫‪ٓ ٰ -‬هأنتم أوالء تحبونهم‪ :‬أنتم المسلمون تحبونهم‪.‬‬
‫‪ -‬في قوله ٰ ٓهأنتم قوالن‪:‬‬
‫‪ .١‬المنافقو ‪ .٢‬اليهود‬
‫‪ -‬وتؤمنون بالكتاب كله‪ :‬المسلمون يؤمنون بجميع الكتب السموية وأما المناقون يؤمنون ببعض‬
‫الكتب ويكفرون ببعض‪.‬‬
‫كأن هذه الجملة مستأنفة جوابات عن سؤال مقدر‪ :‬ما سبب النهي عن اتخاذ البطانة من الكفار ؟‬
‫فالجواب‪ :‬ألنهم ال يألونكم إلخ‪.‬‬
‫‪{ -‬وتؤمنون بالكتاب كله} أي بجنس الكتاب كله‪ ،‬والمعنى أنهم ال يحبونكم والحال أنكم تؤمنون‬
‫بكتابهم فما بالكم تحبونهم وهم ال يؤمنون بكتابكم‪.‬‬
‫‪{ -‬إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها}‪ :‬المس هنا واإلصابة بمعنى واحد‪،‬‬
‫والمراد بالحسنة النفع الدنيوي كالصحة واأللفة والفوز على األعداء‪ .‬والمراد بالسيئة المحنة‬
‫والبالء من الفقر واختالف أو تشتت جماعة المسلمين‪.‬‬
‫سبب النزول‪:‬‬
‫عن ابن عباس‪ :‬كان رجال من المسلمين يواصلون رجاال من اليهود لما كان بينهم من الجوار والحلف‬
‫في الجاهلية‪.‬‬
‫عن عبد بن حميد‪ :‬نزلت في المنافقين من أهل المدينة نهى المؤمنين أن يتولوهم‪.‬‬
‫الفوائد‪:‬‬
‫‪ -‬الحكم عام في كل كافر وإن كان سبب النزول خاصا‪.‬‬
‫‪ -‬هذه اآلية ونظائرها تدل على النهي عن مواالة الكفار‪.‬‬
‫‪ -‬منهم‪ :‬ال يجوز االستعانة بهم في الحروب‪.‬‬
‫الجمهور‪ :‬جواز االستعانة بهم بشرط الحاجة والوثوق‪ ،‬فقط في قتال الكفار ال البغاة‪.‬‬
‫بعض المحققين‪ :‬إن االستعانة المنهي عنها هي استعانة الذليل بالعزيز‪ ،‬وأما استعانة العزيز‬
‫بالذليل كاتخاذه خدما فال بأس بذلك‪.‬‬

‫ٰ ۖ‬ ‫ِين َءا َم ُنو ْا اَل َت ۡأ ُكلُو ْا ٱلرِّ َب ٰ ٓو ْا َأ ۡ‬


‫ُّض َع َف ٗة َوٱ َّتقُو ْا ٱهَّلل َ َل َعلَّ ُكمۡ ُت ۡفلِح َ‬
‫ُون) ‪130‬‬ ‫ض ٰ َع ٗفا م َ‬ ‫( ٰ َٓيَأ ُّي َها ٱلَّذ َ‬
‫مراحل تحريم الربا‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪َ :‬و َمٓا َءا َت ۡي ُتم مِّن رِّ ٗبا لِّ َي ۡرب َُو ْا ف ِٓي َأ ۡم ٰ َو ِل ٱل َّن ِ‬
‫اس َفاَل َي ۡربُو ْا عِ ندَ ٱهَّلل ۖ ِ َو َمٓا َءا َت ۡي ُتم مِّن َز َك ٰوةٖ ُت ِري ُد َ‬
‫ون‬
‫ٓ‬
‫ون ‪ 39‬سورة الروم‬ ‫ُض ِعفُ َ‬‫ِئك ُه ُم ۡٱلم ۡ‬ ‫َو ۡج َه ٱهَّلل ِ َفُأ ْو ٰ َل َ‬
‫يل ٱهَّلل ِ َكث ِٗيرا ‪160‬‬ ‫ص ِّد ِهمۡ َعن َس ِب ِ‬ ‫ت ُأ ِحلَّ ۡت َلهُمۡ َو ِب َ‬
‫ِين َها ُدو ْا َحرَّ ۡم َنا َع َل ۡي ِهمۡ َط ِّي ٰ َب ٍ‬ ‫ظ ۡل ٖم م َِّن ٱلَّذ َ‬
‫المرحلة الثانية‪َ :‬ف ِب ُ‬
‫سورة النساء‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬اآلية التي نحن بصددها‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة ‪َٓ ٰ :‬يَأ ُّي َها ٱلَّذ َ‬
‫ِين َءا َم ُنو ْا ٱ َّتقُو ْا ٱهَّلل َ َو َذرُو ْا َما َبق َِي م َِن ٱلرِّ َب ٰ ٓو ْا ِإن ُكن ُتم م ُّۡؤ ِمن َ‬
‫ِين ‪ 278‬سورة‬
‫البقرة‪.‬‬
‫الفوائد‪:‬‬
‫‪ -‬مفهوم المخالفة لهذه اآلية‪ :‬الربا المحرم الربا الفاحش فال بأس أن تأكل الربا ما لم يكن أضعافا‬
‫مضاعفة وليس كذلك‪.‬‬
‫‪ -‬األضعاف جمع ضعف‪ :‬ضعف الشيئ مثله معه‪.‬‬
‫‪ -‬هذه صورة الربا كان في الجاهلية‪.‬‬
‫‪ -‬المراد من {أضعافا مضاعفة} هذه الحال ليست لتقييد المنهي عنه بل لمراعاة الواقع في ذاك‬
‫الزمن‪ .‬وأجيب بأن من شرط مفهوم المخالفة أال يكون للمذكور فائدة غير التخصيص بالحكم أي‬
‫ما دام هناك فائدة أخرى سوى التخصيص فال يصح مفهوم المخالفة‪.‬‬
‫‪ -‬الربا من كبائر وال من الصغائر‪.‬‬
‫‪ -‬اآلية تدل على أن النار مخلوقة اآلن‪.‬‬
‫‪ -‬هذه اآلية أخوف آية في القرآن عند اإلمام أبو حنيفة‪.‬‬

‫ٱعفُ َع ۡنهُمۡ َو ۡ‬
‫ٱس َت ۡغف ِۡر َلهُمۡ‬ ‫ب ٱَلن َفضُّو ْا م ِۡن َح ۡول ۖ َِك َف ۡ‬ ‫ِيظ ۡٱل َق ۡل ِ‬
‫ظا َغل َ‬ ‫نت َف ًّ‬ ‫( َف ِب َما َر ۡح َمةٖ م َِّن ٱهَّلل ِ ل َ‬
‫ِنت َله ُۡۖم َو َل ۡو ُك َ‬
‫ِين) ‪159‬‬ ‫ت َف َت َو َّك ۡل َع َلى ٱهَّلل ِۚ ِإنَّ ٱهَّلل َ ُيحِبُّ ۡٱل ُم َت َو ِّكل َ‬
‫او ۡرهُمۡ فِي ٱَأۡل ۡم ۖ ِر َفِإ َذا َع َز ۡم َ‬
‫َو َش ِ‬
‫المعنى اإلجمالي‪:‬‬
‫فيرحمة من هللا لك وألصحابك أيها النبي فكنت رفيقا بهم‪ ،‬ولو كنت سيئ الخلق وقاسي القلب النصرف‬
‫أصحابك من حولك‪ ،‬وسامحْ هم واسأل هللا أن يغفر لهم وشاورهم في األمور التي تحتاج إلى مشورة‪ ،‬فإذا‬
‫عزمت على أمر من األمور بعد المشاورة فأمضه معتمدا على هللا وحده إن هللا يحب المتوكلين عليه‪.‬‬
‫المفردات‪:‬‬
‫‪ -‬لِ ْن َ‬
‫ت‪ :‬من الن يلين لينا وليانا‬
‫ّ‬
‫فظا‪ :‬الخشب الجانب‪ ،‬ال َش ِرس األخالق‪ ،‬الجافي في المعاشرة‪ ،‬الغليظ الجافي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬غليظ القلب‪ :‬قاسيه‪.‬‬
‫‪ -‬انفضوا‪ :‬تفرقوا‪.‬‬
‫(ما)‪ :‬صلة للتأكيد ذهب إليه جمهور المفسرين وقيل‪( :‬ما) استفهام للتعجب واألول مختار‪.‬‬
‫ما يستفاد من اآلية‪:‬‬
‫‪ -‬سبب رحمة هللا‬
‫‪ -‬صفات الداعية والرفق في أسلوب الدعوة‬
‫‪ -‬فضل المشاورة واالستشارة‬
‫‪ -‬تفويض األمر إلى هللا عز وجل عند التنفيذ‬
‫صفات المستشار‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون عالما مجربا‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون مؤتمنا تقيا‪.‬‬
‫قال سفيان الثوري‪ :‬ليكن أهل مشورتك أهل التقوى واألمانة ومن يخشى هللا تعالى‪.‬‬
‫اختلف العلماء في المعنى الذي من أجله أمر تعالى نبيه صلى هللا عليه وسلم أن يشاور أصحابه‪:‬‬
‫‪ -‬قال قتادة والربيع وابن إسحاق‪ :‬أمر هللا نبيه أن يشاور أصحابه تطييبا ألنفسهم‪.‬‬
‫‪ -‬قال الضحاك والحسن‪ :‬إنما أمره لما علم فيها من الفضل‪.‬‬
‫‪ -‬قال سفيان بن عيينة‪ :‬إنما أمره هللا بمشاورة أصحابه ليتبعه المؤمنون من بعده فيما حزبهم من‬
‫أمر دينهم‪.‬‬
‫وزعم الجصاص‪ :‬ال يجوز أن يكون األمر بالمشاورة على جهة تطييب النفوس مثال‪.‬‬
‫الحادثة‪:‬‬
‫انهزم المسلمون قي غزوة ُأحد وتركوا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في وسط المعمعة‪ .‬فكان مقتضى‬
‫الجبلة البشرية أي من طبيعة اإلنسان أن يغضب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم هؤالء الفارّ ين ويلومهم‪،‬‬
‫فهل يحدث ذلك؟ كال لم لم يحصل شيئ من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بل هللا أمأل في قلب رسول‬
‫ً‬
‫رحمة حتى يرفق بهم‪.‬‬ ‫هللا‬
‫{فبما رحمة من هللا لنت لهم}‪ :‬لها فائدتان‪:‬‬
‫‪ .1‬دليل على شجاعته صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ .2‬دليل على رفقه ولِين جانبه‪.‬‬
‫قد اجتمعت فيه صلى هللا عليه وسلم هاتان الصفتان يوم أحد‪.‬‬
‫‪ -‬فيها داللة على وجوب استعمال اللين والرفق في الدعوة‪.‬‬
‫{فاعف عنهم} فيما يتعلق بحقوقك {واستغفر لهم} فيما يتعلق بحقوق الرب جل ثناؤه إتماما للشفقة وإكماال‬
‫للتربية‪.‬‬
‫ص ُر ُكم م ِّۢن َب ۡع ِد ِهۦۗ َو َع َلى ٱهَّلل ِ َف ۡل َي َت َو َّك ِل ۡٱلم ُۡؤ ِم ُن َ‬
‫ون)‬ ‫ِب َل ُك ۡۖم َوِإن َي ۡخ ُذ ۡل ُكمۡ َف َمن َذا ٱلَّذِي َين ُ‬ ‫(ِإن َينص ُۡر ُك ُم ٱهَّلل ُ َفاَل َغال َ‬
‫س مَّا َك َس َب ۡت َوهُمۡ اَل‬ ‫ۡ ۚ‬ ‫ان لِ َن ِبيٍّ َأن َي ُغ ۚ َّل َو َمن َي ۡغلُ ۡل َي ۡأ ِ‬
‫ت ِب َما َغ َّل َي ۡو َم ٱل ِق ٰ َي َم ِة ُث َّم ُت َو َّف ٰى ُك ُّل َن ۡف ٖ‬ ‫(و َما َك َ‬ ‫‪َ 160‬‬
‫ُون) ‪161‬‬ ‫ي ُۡظ َلم َ‬
‫(فال غالبكم لكم) أب َلغ من قولك ال يغلبكم أحد‪.‬‬
‫{وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده} استفهام إنكاري مفيد النتفاء الناصر على نحو انتفاء‬
‫الغالب‪.‬‬
‫ال ِغلّ‪ :‬سرقة المغنم قبل القسمة‬
‫سبب النزول‪:‬‬
‫عن ابن عباس وعكرمة وابن جبير‪ :‬نزلت في قطيفة حمراء فُقِدت يوم بدر فقال بعض الجهال‪ :‬لعل‬
‫النبي أخذها‪.‬‬
‫وقال الكلبي ومقاتل‪ :‬نزلت حين ترك الرماة مركزهم يوم أحد خوفا من أن يستولي المسلمون على‬
‫الغنيمة فال يصرف إليهم شيء فبين هللا أن النبي صلى هللا عليه وسلم ال يجوز في القسمة‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬إنها نزلت في رجل غل من الغنائم يوم حنين‪.‬‬
‫معنى اآلية‪:‬‬
‫وما كان لنبي أن يخون أصحابه بأن يأخذ شيئا من الغنيمة خيانة‪ ،‬ومن يفعل ذلك منكم يأت بما أخذه‬
‫حامال له يوم القيامة ليفضح به في الموقف المشهود ثم تعطى كل نفس جزاء ما كسبت وافيا غير‬
‫منقوص دون ظلم‪.‬‬
‫ما كان لنبي أن يخونه ويسرق من غنيمته أحد أو ال يصح ألحد أن ينسبه إلى الخيانة‪ .‬وعلى هذا تكون‬
‫الصيغة حينئذ خبر ومعناه الطلب‪.‬أي ال تنسبوا الخيانة إلى النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫ث م ِۡن ُه َما ِر َجااٗل َكث ِٗيرا َون َِس ٗۚٓاء‬


‫س ٰ َوحِدَ ةٖ َو َخ َل َق م ِۡن َها َز ۡو َج َها َو َب َّ‬ ‫ٓ‬
‫( ٰ َيَأ ُّي َها ٱل َّناسُ ٱ َّتقُو ْا َر َّب ُك ُم ٱلَّذِي َخ َل َق ُكم مِّن َّن ۡف ٖ‬
‫ون ِبهِۦ َوٱَأۡل ۡر َحا ۚ َم ِإنَّ ٱهَّلل َ َك َ‬
‫ان َع َل ۡي ُكمۡ َرق ِٗيبا)‬ ‫َوٱ َّتقُو ْا ٱهَّلل َ ٱلَّذِي َت َسٓا َءلُ َ‬
‫النساء ‪1‬‬
‫معنى الكلمات‪:‬‬
‫‪ -‬نفس واحدة ‪ :‬آدم‬
‫‪ -‬تساءلون به ‪ :‬يسأل بعضكم بعضا به‬
‫‪ -‬زوجها ‪ :‬حواء‬
‫‪ -‬األرحام ‪ :‬جمع رحم‪ ،‬أطلق على القرابة مطلقا‬
‫‪ -‬بث يبث ‪ :‬نشر وفرق على سبيل التناسل والتوالد‬
‫الفوائد‪:‬‬
‫لقد خلقت حواء من ضلع آدم عليه السالم‪ ،‬وأنكره أبو مسلم خلقها من الضلع وزعم أن معنى ((منها))‬
‫من جنسها‪ .‬واعترض هذا الرأي الجمهور ألنه خالف النص والحديث‪،‬‬
‫روى الشيخان‪(( :‬استوصوا بالنساء خيرا فإنهن ُخلقن من ضلع وإن أعوج شيء من الضلع أعاله‪ ،‬فإن‬
‫ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج))‪.‬‬
‫الحكمة من خلق حواء من ضلع آدم أن هللا جل ثناؤه قادر على أن يخلق حيا من حي‪.‬‬
‫‪ -‬األمر بالتقوى‪ :‬أمر هللا بالتقوى في موضعين في آية ‪ :‬ليشير إلى عظم حق هللا تعالى على عباده‪،‬‬
‫وقرنه بصلة الرحم ليدل على أهمية هذه الرابطة العظيمة‪ .‬فعلى اإلنسان أن يرعى هاتين‬
‫الرابطتين ‪ :‬رابط اإليمان باهلل‪ ،‬ورابط القرابة والرحم‪.‬‬
‫‪ -‬معنى (واتقوا هللا الذي تساءلون به واألرحا َم)‪:‬‬
‫واألرحا َم أي بال َن َ‬
‫صب‪ :‬واتقوا هللا واتقوا األرحام وال تقطعوها ‪ /‬واتقوا هللا وصلوا األرحام‪.‬‬
‫واألرحام أي بالجرّ ‪ :‬واتقوا هللا الذي باسمه وباألرحام تتساءلون (أسألك باهلل وبالرحم)‪.‬‬
‫ِ‬
‫على من قرأها بالجر ال يعنى الحلف بغير هللا‪ ،‬وإنما يراد به االستعطاف والتأكيد‪.‬‬

‫ُوبا َك ِب ٗيرا) ‪2‬‬ ‫ب َواَل َت ۡأ ُكلُ ٓو ْا َأ ۡم ٰ َو َلهُمۡ ِإ َل ٰ ٓى َأ ۡم ٰ َولِ ُك ۡۚم ِإ َّنهُۥ َك َ‬


‫ان ح ٗ‬ ‫ٱلط ِّي ۖ ِ‬ ‫(و َءا ُتو ْا ۡٱل َي ٰ َت َم ٰ ٓى َأ ۡم ٰ َو َله ُۡۖم َواَل َت َت َب َّدلُو ْا ۡٱل َخ ِب َ‬
‫يث ِب َّ‬ ‫َ‬
‫سبب النزول‪:‬‬
‫روي أن رجال من غطفان كان معه مال كثير البن أخ يتيم‪ ،‬فلما بلغ طلب ماله‪ ،‬فمنعه‪ ،‬فخاصمه إلى‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم فنزلت اآلية‪.‬‬
‫هل اآلية تحمل على ظاهرها ؟‬
‫اتفق العلماء على أن اليتيم ال يعطى ماله قبل البلوغ لقوله تعالى ( وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح‬
‫فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم )‪ .‬للعلماء في تفسير هذه اآلية وجهان‪:‬‬
‫‪ .1‬الوجه األول‪ :‬أن يكون المراد باليتامى هم البالغون الذين بلغوا سن الرشد‪ ،‬وسموا يتامى مجازا‬
‫باعتبار ما كان أي كانوا أيتاما‪.‬‬
‫‪ .2‬الوجه الثاني‪ :‬أن المراد باليتامى الصغار‪ ،‬والمراد باإليتاء اإلنفاق عليهم بالطعام والكسوة أو‬
‫المراد ترك األموال وحفظها لهم وعدم التعرض لها بسوء‪.‬‬
‫احتج الجصاص على وجوب دفع المال إلى اليتيم إذا بلغ خمسا وعشرين سنة‪.‬‬
‫معنى الخبيث والطيب‪:‬‬
‫‪ .1‬قال مجاهد ‪ :‬الحالل والحرام ‪ :‬ال تتركوا مالكم الحالل وتأكلوا الحرام من أموالهم‪.‬‬
‫‪ .2‬قال النخعي والزهري وابن المسيب والسدي ‪ :‬المراد بالخبيث والطيب ‪ :‬الرديء والجيد‪.‬‬
‫وال تأكلوا أموالهم إلى أموالكم‪:‬‬
‫ال تأكلوا أموالكم وأموالهم‪ ،‬تخلطوها فتأكلوها جميعا أو تسووا بينهما وتنفقوهما معا‪ ،‬وهذا حالل وذاك‬
‫حرام‪ .‬والمراد باألكل ‪ :‬مظلق االنتفاع‪.‬‬
‫‪ -‬حوبا‪ :‬إثما‬
‫‪ -‬اليتيم‪ :‬من مات أبوه من اليتم ولكن الشرع خصصه بالصغار‪.‬‬

‫اب َل ُكم م َِّن ٱل ِّن َسٓا ِء َم ۡث َن ٰى َو ُث ٰ َل َ‬


‫ث َو ُر ٰ َب ۖ َع َفِإ ۡن خ ِۡف ُتمۡ َأاَّل َت ۡع ِدلُو ْا‬ ‫طو ْا فِي ۡٱل َي ٰ َت َم ٰى َفٱن ِكحُو ْا َما َط َ‬ ‫(وِإ ۡن خ ِۡف ُتمۡ َأاَّل ُت ۡقسِ ُ‬
‫َ‬
‫َف ٰ َوحِدَ ًة َأ ۡو َما َم َل َك ۡت َأ ۡي ٰ َم ُن ُك ۡۚم ٰ َذل َِك َأ ۡد َن ٰ ٓى َأاَّل َتعُولُو ْا) اآلية ‪٣‬‬
‫‪ -‬الخوف‪ :‬علم أي إذا علمتم‪.‬‬
‫‪ -‬تقسطوا‪:‬أقسط الرجل إذا عدل‪ ،‬منه قول النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬المقسطون في الدنيا على‬
‫منابر من لؤلؤ يوم القيامة‪ ،‬ويقال‪ :‬قسط الرجل أذا جار وظلم‪ ،‬ومنه قوله تعالى {وأما القاسطون‬
‫فكانوا لجهنم حطبا} فالرباعي بمعنى العدل والثالثي بمعنى الظلم‪.‬‬
‫روى البخاري وغيره عن عروة بن الزبير أنه سأل عائشة رضي هللا عنها عن هذه اآلية‪ ،‬فقالت‬
‫يا ابن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها يشركها في مالها ويعجبه مالها وجمالها‪ ،‬فيريد أن‬
‫يتزوجها من غير أن يقسط في صداقها فيعطها مثل ما يعطيها غيره‪ ،‬فنهوا أن ينكحوهن إال أن‬
‫يقسطوا لهن ويبلغوا بهن أعلى سنتهن في الصداق‪ ،‬وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء‬
‫غيرهن‪.‬‬
‫‪ -‬مثنى وثالث ورباع‪:‬‬
‫اتفق علماء اللغة على أن هذه الكلمات من ألفاظ العدد‪ ،‬وتدل كل واحدة منها على المذكور من‬
‫نوعها‪ ،‬فمثنى تدل على اثنين اثنين‪ ،‬وثالث تدل على ثالثة ثالثة‪ ،‬ورباع تدل على أربعة أربعة‪،‬‬
‫ومعنى اآلية ‪ :‬انكحوا ما اشتهت أو مالت نفوسكم من النساء‪ ،‬ثنتين ثنتين‪ ،‬وثالثا ثالثا‪ ،‬وأربعا‬
‫أربعا حسبما تريدون‪.‬‬
‫والمراد منها هنا ‪ :‬اإلذن لكل من يريد الجمع أن ينكح ما شاء من العدد المذكور متفقين فيه‬
‫ومختلفين‪ ،‬ولو أفردت كان المعنى تجويز الجمع بين هذه األعداد دون التوزيع‪ ،‬ولو ذكرت بـ ”‬
‫أو ” لذهب تجويز االختالف في العدد‪.‬‬
‫‪ -‬القول في‪ :‬العدل‪ :‬ليس العدل في اآلية كالعدل في قوله تعالى ‪ ( :‬ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين‬
‫النساء ولو حرصتم ) ‪ ،‬ألن المراد بالعدل في اآلية هو التسوية فيما يقدر عليه المكلف ويملكه‬
‫مثل القسم والنفقة والكسوة والسكنى وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬األصل في الزواج‪َ ( :‬فِإ ۡن خ ِۡف ُتمۡ َأاَّل َت ۡع ِدلُو ْا َف ٰ َوحِدَ ًة ) دلت اآلية على أن األفضل في الزواج ما كان‬
‫عن عدل‪ ،‬متى يتحقق العدل في الزواج فهو األفضل ألن العدل واجب‪.‬‬
‫‪ -‬القول في‪ :‬أو ما ملكت أيمانكم‪ :‬هو عطف على ” فواحدة ” أي إن خاف أال يعدل في واحدة ‪ ،‬فما‬
‫ملكت يمينه ‪ .‬واختيار ملك اليمين بطريق التسري ال بطريق النكاح ألن للزوجية لوازم تنافي‬
‫لوازم ملك اليمين‪.‬‬
‫لقد أجمع فقهاء األمصار على أنه ال يجوز الزيادة على األربع‪.‬‬
‫الخالف‪ :‬هل العبيد داخل في اآلية ؟‬
‫‪ .1‬اإلمام مالك‪ :‬تمسك بظاهر اآلية في مشروعية نكاح األربع لألحرار والعبيد فالعبيد داخلون قي‬
‫الخطاب‪.‬‬
‫‪ .2‬الحنفية والشافعية‪ :‬العبيد ال يجمع من النساء قوف اثنتين‪.‬‬

‫ۚ‬
‫ص ُد ٰ َقت ِِهنَّ ن ِۡح َل ٗة َفِإن طِ ۡب َن َل ُكمۡ َعن َش ۡي ٖء م ِّۡن ُه َن ۡف ٗسا َف ُكلُوهُ َه ِن ٗٓ‍ٔيا م َِّر ٗٓ‍ٔيا) ‪َ 4‬‬
‫(واَل ُت ۡؤ ُتو ْا ٱل ُّس َف َهٓا َء‬ ‫(و َءا ُتو ْا ٱل ِّن َسٓا َء َ‬
‫َ‬
‫َأ ۡم ٰ َو َل ُك ُم ٱلَّتِي َج َع َل ٱهَّلل ُ َل ُكمۡ ِق ٰ َي ٗما َو ۡٱر ُزقُوهُمۡ فِي َها َو ۡٱكسُوهُمۡ َوقُولُو ْا َلهُمۡ َق ۡواٗل م َّۡعر ٗ‬
‫ُوفا) ‪5‬‬
‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫ص ُدقة وهي كالصداق أي المهر‬
‫‪ -‬الصدقات‪ :‬جمع َ‬
‫‪ -‬معنى نحلة‪ :‬عطية ‪ /‬فريضة واجبة‬
‫‪ -‬هنيئا مريئا‪ :‬صفتان من هنؤ الطعام‪.‬‬
‫‪ -‬قياما‪ :‬أي به معاشكم وقوام حياتكم‬
‫‪ -‬السفهاء‪ :‬هم الذين ال يحسنون التصرف في مالهم‬
‫من المخاطبون ؟‬
‫‪ -‬األزواج‪ :‬وأعطوا النساء مهورهن عطية واجبة‪.‬‬
‫‪ -‬أولياء النساء‪ :‬وذلك أنهم كانوا يأخذون صدقاتهن‪.‬‬
‫أقوال العلماء في السفهاء‪:‬‬
‫‪ .1‬سعيد بن جبي‪ :‬هم اليتامى‬
‫‪ .2‬مجاهد والضحاك‪ :‬النساء المسرفات‬
‫‪ .3‬الحسن وقتادة وابن عباس‪ :‬النساء والصبيان‬
‫‪ .4‬أبو موسى األشعري‪ :‬كل من يستحق الحجر‬
‫الفوائد‪:‬‬
‫‪ -‬الفروج ال تستباح إال بصداق يلزم سواء أسمى ذلك قي العقد أو لم يسم‪.‬‬
‫‪ -‬الصداق ليس قي مقابلة االنتفاع بالبضع؛ ألن هللا جعل منافع النكاح من قضاء الشهوة والتولد‬
‫مشتركة بين الزوجين‪.‬‬
‫‪ -‬الجصاص‪ :‬يجب المهر كامال للمخلو بها خلوة صحيحة ولو طلقت قبل المساس‪ ،‬خالف‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -‬أضاف أموال اليتامى إلى األوصياء أو الكافلين للتنبيه إلى التكافل بين أفراد األمة و المبالغة في‬
‫الحث على حفظ األموال وعدم تضييعها‪ ،‬فإن تبذير السفيه للمال فيه مضرة للمجتمع وهو كقوله‬
‫تعالى (وال تقتلوا أنفسكم) عبر عن قتل الغير بقتل اإلنسان نفسه‪ ،‬وهذا لسبب الرابطة بين أفراد‬
‫المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -‬قوله (وارزقوهم فيها) فيها توجيه لألوصياء بأن يتجروا فيها حتى تكون نفقتهم من الربح ال من‬
‫صلب المال ‪ .‬ولو قيل ( منها ) لكان اإلنفاق من نفس المال‪ .‬وفي اآلية داللة على وجوب الحجر‬
‫على المبذرين من وجهين‪:‬‬
‫‪ .1‬منعهم من أموالهم‪.‬‬
‫‪ .2‬إجازة تصرفنا عليهم في اإلنفاق عليهم من أموالهم وشراء أقواتهم وكسوتهم‪.‬‬
‫‪ -‬المراد من القول المعروف‪ :‬الكالم الذي تطيب به نفوسهم‪.‬‬

‫اح َفِإ ۡن َءا َن ۡس ُتم م ِّۡنهُمۡ ر ُۡش ٗدا َف ۡٱد َفع ُٓو ْا ِإ َل ۡي ِهمۡ َأ ۡم ٰ َو َله ُۡۖم َواَل َت ۡأ ُكلُو َهٓا ِإ ۡس َر ٗافا‬ ‫(و ۡٱب َتلُو ْا ۡٱل َي ٰ َت َم ٰى َح َّت ٰ ٓى ِإ َذا َب َل ُغو ْا ٱل ِّن َك َ‬
‫َ‬
‫ان َفق ِٗيرا َف ۡل َي ۡأ ُك ۡل ِب ۡٱل َم ۡعر ۚ‬
‫ُوفِ َفِإ َذا دَ َف ۡع ُتمۡ ِإ َل ۡي ِهمۡ َأ ۡم ٰ َو َلهُمۡ‬ ‫ِف َو َمن َك َ‬ ‫َو ِبدَ ارً ا َأن َي ۡك َبرُو ۚ ْا َو َمن َك َ‬
‫ان َغ ِن ٗ ّيا َف ۡل َي ۡس َت ۡعف ۡۖ‬

‫َفَأ ۡش ِه ُدو ْا َع َل ۡي ِه ۡۚم َو َك َف ٰى ِبٱهَّلل ِ َحسِ ٗيبا) النساء اآلية ‪6‬‬


‫معنى الكلمات‪:‬‬
‫‪ -‬وابتلوا‪ :‬االبتالء‪ :‬االختبار‪ :‬أي اختبروا عقولهم وتصرُّ َفهم في أموالهم‪.‬‬
‫‪ -‬آنستم‪ :‬علمتم‪ ،‬وقيل‪ :‬رأيتم‪ ،‬وأصل اإليناس‪ :‬اإلبصار‪.‬‬
‫‪ -‬رشدا‪ :‬ال ُر ْشد‪ :‬االهتداء إلى وجوه الخير‪ ،‬والمراد به هنا‪ :‬االهتداء إلى حفظ األموال‪.‬‬
‫‪ -‬بدارا‪ :‬مبادرة ‪ /‬مسارعة‪ ،‬والمراد ‪ :‬أن يسارع في أكل مال اليتيم خشية أن يكبر فيطالبه به‪.‬‬
‫‪ -‬فليستعفف‪ :‬استعف عن الشيء أي كف عنه وتركه‪.‬‬
‫سبب النزول‪:‬‬
‫قيل إن اآلية نزلت في ثابت بن رفاعة وفي عمه‪ ،‬وذلك أن رفاعة توفي وترك ابنه وهو صغير‪ ،‬فأتى‬
‫عم ثابت إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فقال‪ :‬إن ابن أخي يتيم في حجري فما يحل لي من ماله ومتى‬
‫أدفع إليه ماله ؟ فأنزل هللا اآلية‪.‬‬
‫الفوائد‪:‬‬
‫‪ -‬البلوغ يكون بخمسة أشياء‪ :‬ثالثة يشترك فيها الرجال والنساء‪ ،‬واثنان يختصان بالنساء وهما‬
‫الحيض والحبل ‪،‬وأما الثالثة فهي‪ :‬االحتالم واإلنبات والسن‪.‬‬
‫‪ -‬الجصاص‪ :‬ال يجوز للولي إمساك مال اليتيم بعد ما يصير في حد الكبر‪ ،‬وجعل أبو حنيفة حد‬
‫الكبر خمسا وعشرين سنة‪.‬‬
‫‪ -‬الشافعية‪ :‬المراد‪{ :‬أن يكبروا} أن يبلغوا راشدين والغالب من بلغ حد الرجال كان رشيدا‪.‬‬
‫اختلفوا في السن واإلنبات‪:‬‬
‫قال الشافعي وأحمد‪ :‬سن البلوغ ‪ 15‬سنة‪ .‬قال األصبغ بن الفرج‪ :‬ألنه الحد الذي يسهم فيه في‬
‫الجهاد ولمن حضر القتال‪ .‬واحتج بحديث ابن عمر إذ عرض يوم الخندق وهو ابن ‪ 15‬سنة‬
‫فأجيز‪ ،‬ولم يجز يوم أحد ألنه كان ابن ‪ 14‬سنة‪.‬‬
‫قال أبو حنيفة ومالك‪ :‬ال يحكم لمن لم يحتلم حتى يبلغ ما لم يبلغه أحد إال احتلم‪ ،‬وذلك ‪ 17‬سنة‪.‬‬
‫وقال مالك مرة ‪ :‬بلوغه بأن يغلظ صوته وتنشق أرنبته‪ .‬وعن أبي حنيفة في رواية أخرى‪19 :‬‬
‫سنة‪.‬‬
‫متى اختبار البلوغ ؟‬
‫أبو حنيفة والشافعي‪ :‬االختبار قبل البلوغ وتشهد لهم الغاية‪.‬‬
‫مالك‪ :‬بعد البلوغ‪.‬‬
‫فرع أبو حنيفة عن ذلك‪ :‬أن تصرقات الصبي العاقل المميز بإذن الولي صحيصة‪.‬‬
‫اختلفوا في الرشد‪:‬‬
‫قال الحسن وقتادة‪ :‬صالح في العقل والدين‬
‫قال ابن عباس والسدي والثوري‪ :‬صالح في العقل وحفظ المال (مال إليه األستاذ)‬
‫قال مجاهد ‪ :‬يعني في العقل خاصة‬
‫اختلف العلماء في هل يجوز للولي أن ينتفع من مال يتيمه ؟‬
‫ذهب عمر بن الخطاب وابن عباس وابن جبير والشعبي وغيرهم إلى جواز االنتفاع قرضا‪،‬‬
‫لقول عمر ‪ :‬أال إني أنزلت نفسي من مال هللا منزلة الولي من مال اليتيم‪ ،‬إن استغنيت استعففت‬
‫وإن افتقرت أكلت بالمعروف‪ ،‬فإذا أيسرت قضيت‪.‬‬
‫وذهب إبراهيم وعطاء والحسن البصري وقتادة والنخعي إلى جواز االنتفاع من غير قضاء على‬
‫الولي الفقير فيما يأكل بالمعروف‪ .‬بدليل حديث ابن عمر أن رجال سأل النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم فقال‪ :‬ليس لي مال ولي يتيم له مال‪ ،‬أفآكل من ماله ؟ قال ‪ :‬كل من مال يتيمك غير مسرف‬
‫وال متأثل ماال ومن غير أن تقي مالك بماله"‪( .‬مال إليه األستاذ)‬
‫وذهب زيد بن أسلم إلى أن الرخصة في قوله ( ومن كان فقيرا ) منسوخة بقوله تعالى ( إن‬
‫الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما )‪.‬‬
‫حكم اإلشهاد عند دفع مال اليتيم‪:‬‬
‫رأى مالك والشافعي أن األمر في قوله تعالى (فأشهدوا عليهم) يفيد الوجوب أي أن اإلشهاد ال‬
‫بد منه في براءة ذمة الولى ظاهرا وليس معنى الوجوب هنا أنه يأثم إذا لم يشهد‪ ،‬فإذا دفع المال‬
‫ولم يشهد ثم طالبه اليتيم‪ ،‬فالقول قول اليتيم بيمينه‪.‬‬
‫وقال الحنفية ‪ :‬إن األمر للندب‪ ،‬ألن الولي أو الوصي أمين‪ ،‬واألمين إذا ادعى الرد على من‬
‫ائتمنه صدق‪ .‬وقوله تعالى (وكفى باهلل حسيبا) فإن معناه أنه ال شاهد أفضل من هللا تعالى فيما‬
‫بينكم وبينهم‪.‬‬
‫سيحاسب على ما‬
‫َ‬ ‫اختيار الجمهور‪ :‬المعنى (وكفى باهلل حسيبا) وكفى باهلل محاسبا لكم والوصي‬
‫في يده من مال اليتيم‪.‬‬
‫االختالف في الوصي إذا ادعى بعد بلوغ اليتيم أنه قد دفع إليه ماله هل يصدق؟‬
‫مالك والشافعي‪ :‬ال يصدق‬
‫أبو حنيفة وأصحابه‪ :‬يصدق‪.‬‬
‫ان َوٱَأۡل ۡق َرب َ‬
‫ُون ِممَّا َق َّل مِن ُه َأو‬ ‫ۡ‬ ‫ان َوٱَأۡل ۡق َرب َ‬ ‫ۡ‬
‫يب ِّممَّا َت َر َك ٱل ٰ َولِدَ ِ‬
‫ُون َولِل ِّن َسٓا ِء َنصِ ‪ٞ‬‬ ‫يب ِّممَّا َت َر َك ٱل ٰ َولِدَ ِ‬
‫ال َنصِ ‪ٞ‬‬ ‫(لِّلرِّ َج ِ‬
‫ُوضا)‬‫َك ُث َر َنصِ يبًا م َّۡفر ٗ‬
‫النساء اآلية ‪7‬‬
‫سبب النزول‪:‬‬
‫روي أن أوس بن ثابت مات وخلف بنتين وابنا صغيرا وزوجة ‪ ،‬فجاء ابنا عمه فرويا ميراثه عن‬
‫أوالده وزوجته على سنتهم في الجاهلية‪ ،‬فقالت امرأته لهما‪ :‬تزوجا البنتين وكانت بهما دمامة (ليس‬
‫لديهما جمال) فأبيا‪ ،‬فأتت رسو َل هللا صلى هللا عليه وسلم فشكت إليه ‪ ،‬فقال‪ :‬ارجعي حتى أنظر ما يحْ دِث‬
‫هللا ” فنزلت اآلية‪.‬‬
‫المراد بالرجال والنساء في اآلية‪:‬‬
‫‪ -‬من العلماء‪ :‬الرجال‪ :‬الذكور البالغون والنساء ‪ :‬اإلناث البالغات‬
‫‪ -‬ومنهم ذهبوا إلى أن المراد‪ :‬عموم الرجال والنساء فيدخل فيهم الكبار والصغار‬
‫‪ -‬ومنهم ذهبوا إلى أن المراد بالرجال‪ :‬صغار الذكور‪ ،‬والنساء هن صغار اإلناث‬
‫فيم يكون التوريث ؟‪:‬‬
‫(مما قل منه أو كثر) فيها دليل على أن التوريث يكون من التركات الضئيلة والتركات‬
‫الكثيرة‪ .‬وكذلك فيها دفع اختصاص لبعض األموال دون األموال‪.‬‬
‫(نصيبا مفروضا)‪ :‬مصدر مؤكد بتأويله بمعنى العطاء‪( .‬مفروضا)‪ :‬مقدرا‪.‬‬
‫ان َوٱَأۡل ۡق َرب َ‬ ‫ۡ‬
‫ُون‬ ‫يب ِّممَّا َت َر َك ٱل ٰ َولِدَ ِ‬ ‫‪ -‬يكفي أن يقال‪ :‬للرجال والنساء نصيب لكن عبّر بِ(لِّلرِّ َج ِ‬
‫ال َنصِ ‪ٞ‬‬
‫ان َوٱَأۡل ۡق َرب َ‬ ‫ۡ‬
‫ُون) اعتناء بشأن النساء وأراد هللا إبطال حكم الجاهلية‬ ‫يب ِّممَّا َت َر َك ٱل ٰ َولِدَ ِ‬
‫َولِل ِّن َسٓا ِء َنصِ ‪ٞ‬‬
‫وعادتهم‪.‬‬

‫ض َر ۡٱلق ِۡس َم َة ُأ ْولُو ْا ۡٱلقُ ۡر َب ٰى َو ۡٱل َي ٰ َت َم ٰى َو ۡٱل َم ٰ َسكِينُ َف ۡٱر ُزقُوهُم م ِّۡن ُه َوقُولُو ْا َلهُمۡ َق ۡواٗل م َّۡعر ٗ‬
‫ُوفا) اآلية ‪8‬‬ ‫(وِإ َذا َح َ‬
‫َ‬
‫بين هللا تعالى أن من لم يستحق شيئا من الورثة وحضر القسمة وكان من األقارب أو اليتامى والفقراء‪،‬‬
‫أن يكرموا وال يحرموا إن كان المال كثيرا‪ ،‬واالعتذار إليهم إن كان قليال‪.‬‬
‫واختلف العلماء في هذه اآلية أهي محكمة أم منسوخة ؟‬
‫‪ -‬ذهب سعيد بن المسيب والضحاك وأبو مالك إلى أنها منسوخة بآية المواريث (يوصيكم هللا في‬
‫أوالدكم)‬
‫‪ -‬وذهب جمهور المفسرين إلى أنها محكمة‪.‬‬
‫ثم اختلفوا في حكم ذلك اإلعطاء أهو واجب أم مندوب ؟‬
‫‪ -‬والذين يقولون بالوجوب يستدلون بظاهر اآلية‪ ،‬فعلى الوارث الكبير والولي الصغير أن يعطي‬
‫من حضر القسم َة شيئا ما تطيب به نفسه‪،‬‬
‫‪ -‬وقول آخر الوارث الكبير يعطي ووالولي الصغير يقول قوال معروفا‪.‬‬
‫‪ -‬والذين يقولون بالمندوب يستدلون لوكان لهؤالء حق واجب معين لبينه هللا تعالى كما بين سائر‬
‫الحقوق‪ ،‬وحيث لم يبين علمنا أنه غير واجب‪.‬‬

‫ِين َل ۡو َت َر ُكو ْا م ِۡن َخ ۡلف ِِهمۡ ُذرِّ ي َّٗة ضِ ٰ َع ًفا َخافُو ْا َع َل ۡي ِهمۡ َف ۡل َي َّتقُو ْا ٱهَّلل َ َو ۡل َيقُولُو ْا َق ۡواٗل َسدِي ًدا) اآلية ‪9‬‬ ‫(و ۡل َي ۡخ َ‬
‫ش ٱلَّذ َ‬ ‫َ‬
‫(وليخش الذين لو تركوا) اختلفوا في تأويلها‪:‬‬
‫‪ -‬قال ابن عباس ‪ :‬هذا وعظ لألوصياء‪ ،‬أي افعلوا باليتامى ما تحبون أن يفعل بأوالدكم من بعدكم‪.‬‬
‫‪ -‬وقالت طائفة ‪ :‬المراد جميع الناس‪ ،‬أي اتقوا هللا في األيتام وأوالد الناس وسددوا لهم القول كما‬
‫يريد كل واحد منكم أن يفعل بولده بعده‪.‬‬
‫الحاصل في اآلية أمر هللا تعالى الناس أال يؤذوا اليتامى وال يضيعوا حقوقهم‪ ،‬الجزاء من جنس العمل‪.‬‬

‫ُطون ِِهمۡ َن ٗار ۖا َو َس َي ۡ‬


‫ص َل ۡو َن َسع ٗ‬
‫ِيرا) اآلية ‪10‬‬ ‫ظ ۡلمًا ِإ َّن َما َي ۡأ ُكلُ َ‬
‫ون فِي ب ُ‬ ‫ِين َي ۡأ ُكلُ َ‬
‫ون َأ ۡم ٰ َو َل ۡٱل َي ٰ َت َم ٰى ُ‬ ‫(ِإنَّ ٱلَّذ َ‬
‫( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ) في اآلية وعيد لمن أكل مال اليتيم على وجه الظلم ‪ .‬واختلف‬
‫المفسرون في ( نار ) أهي على حقيقتها أم مجازا ؟‬
‫‪ -‬فمن قال بحقيقتها قال بحديث النبي صلى هللا عليه وسلم عن ليلة أسري به قال‪ :‬رأيت قوما لهم‬
‫مشافر كمشافر اإلبل وقد وكل بهم من يأخذ بمشافرهم ثم يجعل في أفواههم صخرا من نار‬
‫فيقذف في أفواههم حتى يخرج من أسافلهم ولهم خوار وصراخ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا جبريل من هؤالء ؟‬
‫قال ‪ :‬الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما‪.‬‬
‫‪ -‬ومن قال بأنها مجاز قال معناها حرام‪ ،‬ألن الحرام سبب يوجب النار‪.‬‬
‫‪ -‬زيد بن أسلم‪ :‬هذه اآلية ألهل الشرك حين كانوا في الجاهلية‪.‬‬
‫(يُوصِ ي ُك ُم ٱهَّلل ُ ف ِٓي َأ ۡو ٰ َل ِد ُك ۡۖم ل َِّلذ َك ِر م ِۡث ُل َح ِّظ ٱُأۡلن َث َي ۡي ۚ ِن َفِإن ُكنَّ ن َِس ٗٓاء َف ۡو َق ۡٱث َن َت ۡي ِن َف َلهُنَّ ُثلُ َثا َما َت َر ۖ َك َوِإن َكا َن ۡت‬
‫ان َلهُۥ َو َل ‪ۚٞ‬د َفِإن لَّمۡ َي ُكن لَّهُۥ َو َل ‪ٞ‬د َو َو ِر َث ُهۥٓ‬ ‫فُ َوَأِل َب َو ۡي ِه لِ ُك ِّل ٰ َوحِدٖ م ِّۡن ُه َما ٱل ُّس ُدسُ ِممَّا َت َر َك ِإن َك َ‬ ‫ص ۚ‬ ‫ٰ َوحِدَ ٗة َف َل َها ٱل ِّن ۡ‬
‫سُ م ِۢن َب ۡع ِد َوصِ يَّةٖ يُوصِ ي ِب َهٓا َأ ۡو دَ ۡي ۗ ٍن َءا َبٓاُؤ ُكمۡ َوَأ ۡب َنٓاُؤ ُكمۡ اَل‬ ‫ان َل ُهۥٓ ۡخ َو ‪ٞ‬ة َفُأِل ِّم ِه ٱل ُّس ُد ۚ‬
‫ث َفِإن َك َ ِإ‬ ‫ٱلثلُ ۚ ُ‬
‫َأ َب َواهُ َفُأِل ِّم ِه ُّ‬
‫ان َعلِيمًا َحك ِٗيما) اآلية ‪11‬‬ ‫ُون َأ ُّيهُمۡ َأ ۡق َربُ َل ُكمۡ َن ۡف ٗع ۚا َف ِر َ‬
‫يض ٗة م َِّن ٱهَّلل ِۗ ِإنَّ ٱهَّلل َ َك َ‬ ‫َت ۡدر َ‬
‫حاالت ميراث األوالد‪:‬‬
‫‪ .1‬األولى‪ :‬إن كان األوالد ذكورا يقسم لهم على حد سواء‪.‬‬
‫‪ .2‬الثانية‪ :‬إن كان األوالد إناثا دون الذكور فلهن ثلثا المال‪.‬‬
‫‪ .3‬الثالثة‪ :‬إن كان الولد ابنا واحدا حاز جميع المال‪.‬‬
‫‪ .4‬الرابعة‪ :‬إن كان الولد بنتا واحدة لها نصف المال‪.‬‬
‫‪ .5‬الخامسة ‪ :‬إن كان األوالد ذكرا وأنثى أو ذكورا وإناثا فللذكر مثل حظ األنثيين‪.‬‬
‫اختلف العلماء في حكم البنتين‪:‬‬
‫❖ ابن عباس ‪ :‬أنهما تلحقان بالبنت والواحدة وأعطاهما النصف‪ ،‬بدليل ظاهر اآلية‪.‬‬
‫❖ الجمهور ‪ :‬البنتان الحقتان بالبنات فلهما الثلثان كما لهن الثلثان‪ .‬وهذا الرأي أولى لعدة أمور‪:‬‬
‫‪ .1‬قياس البنتين على األختين قال تعالى (فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك) والبنات‬
‫أقرب للميت من األختين‪ ،‬فإذا كان لألختين الثلثان فأولى أن يكونا للبنتين‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا كانت البنت مع أخيها تأخذ ‪ 1‬وأخوها يأخذ ‪ = 2‬أن المال يقسم إلى ‪ 3‬أشخاص أو‬
‫بتعبير آخر للبنت الثلث وألخوها الثلثان‪ ،‬وإذا كانت البنت مع أختها فأولى أن تأخذا‬
‫الثلثين‪.‬‬
‫‪ .3‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم قضى في بنت مع بنت ابن‪ ،‬للبنت النصف ولبنت االبن‬
‫السدس تكملة للثلثين‪ ،‬فجعل للبنت مع بنت االبن الثلثين فأولى أن يكون للبنتين الثلثان‪.‬‬
‫القواعد العامة في ميراث أوالد االبن‪:‬‬
‫‪ .1‬أن أوالد االبن وأوالدهم يقومون مقام األوالد إذا عدموا‪.‬‬
‫‪ .2‬الطبقة العليا تحجب الطبقة السفلى‪ ،‬فاألوالد يحجبون أوالد االبن‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان األوالد ذكورا فيحجبون أوالد االبن حجب الحرمان‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان الولد أنثى واحدة فلها النصف والباقي ألوالد االبن إن كانوا ذكورا‪ ،‬وإن كان‬
‫أوالد االبن أنثى أو إناثا فلها أو لهن السدس تكملة الثلثين (للبنت الواحدة النصف ( ½ )‬
‫ولبنات االبن السدس ( ‪) 1/6‬‬
‫‪ -‬إذا كان الولد األعلى بنتين أو أكثر فلهن الثلثان ( ‪ ،) 2/3‬ولولد االبن إن كان أنثى‬
‫حجب الحرمان إال إذا كانت معها أخوها فتأخذ معه ما بقي‪ ،‬فللذكر مثل حظ األنثيين‪.‬‬
‫حاالت ميراث األبوين‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬إذا كان للميت ولد فلألبوين ( األب واألم ) لكل واحد منهما السدس (‪)1/6‬‬
‫الثانية‪ :‬إذا لم يكن للميت ولد‪ ،‬فلألم الثلث (‪ )1/3‬ولألب الباقي‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬إذا لم يكن للميت ولد وله إخوة أو أخوات أو مختلفين ‪ ،‬فلألم السدس (‪ ،)1/6‬ألن‬
‫اإلخوة يحجبون األم حجب النقصان من الثلث إلى السدس‪.‬‬
‫الرابعة ‪ :‬إذا لم يكن للميت ولد وله أخ واحد أو أخت واحدة فلألم الثلث‪.‬‬
‫الخامسة ‪ :‬مسألة العمريتين‪.‬‬
‫ماتت امرأة وتركت زوجا وأبوين‪ .‬لو ذهبنا نورّ ث األم على حسب ما مضى كان لها الثلث‪،‬‬
‫ومعلوم أن للزوج النصف‪ ،‬فيكون الباقي وهو السدس لألب وحينئذ تأخذ األم وهي أنثى أكثر من‬
‫األب وهو الذكر‪ ،‬وهذا لم يكن صحيحً ا في الفرائض فإنه إذا اجتمع ذكر أو أنثى في طبقة كاالبن‬
‫والبنت فيأخذ الذكر أكثر من األنثى أو يساويها‪.‬‬
‫وقعت هذه المسألة في عهد الصحابة‬
‫قال عمر وعثمان وابن مسعود وزيد بن ثابت‪ :‬لألم ثلث ما بقي بعد فرض الزوج وهو السدس‪،‬‬
‫ولألب الثلث‪.‬‬
‫قال ابن عباس‪ :‬لألم ثلث المال‪.‬‬
‫ورأي جمهور الصحابة الراجح‪.‬‬
‫المسألة األولى‪:‬‬

‫المربع األول رأي ابن عباس والمربع الثاني رأي الجمهور‪.‬‬


‫المسألة الثانية‪:‬‬

‫الكالم في هذا مثل الكالم في سابقتها سواء بسواء‪.‬‬


‫ان َلهُنَّ َو َل ‪ٞ‬د َف َل ُك ُم ٱلرُّ ُب ُع ِممَّا َت َر ۡك ۚ َن م ِۢن َب ۡع ِد َوصِ يَّةٖ‬ ‫ِصفُ َما َت َر َك َأ ۡز ٰ َو ُج ُكمۡ ِإن لَّمۡ َي ُكن لَّهُنَّ َو َل ‪ۚٞ‬د َفِإن َك َ‬ ‫(و َل ُكمۡ ن ۡ‬
‫َ‬
‫ٱلثمُنُ ِممَّا َت َر ۡك ُتمۚ م ِّۢن‬ ‫ين ِب َهٓا َأ ۡو دَ ۡي ۚ ٖن َو َلهُنَّ ٱلرُّ ُب ُع ِممَّا َت َر ۡك ُتمۡ ِإن لَّمۡ َي ُكن لَّ ُكمۡ َو َل ‪ۚٞ‬د َفِإن َك َ‬
‫ان َل ُكمۡ َو َل ‪ٞ‬د َف َلهُنَّ ُّ‬ ‫يُوصِ َ‬
‫ث َك ٰ َل َل ًة َأ ِو ۡٱم َرَأ ‪ٞ‬ة َو َل ُهۥٓ َأ ٌخ َأ ۡو ُأ ۡخ ‪ٞ‬ت َفلِ ُك ِّل ٰ َوحِدٖ م ِّۡن ُه َما‬
‫ُور ُ‬‫ان َرجُل‪ ٞ‬ي َ‬ ‫ُون ِب َهٓا َأ ۡو دَ ۡي ۗ ٖن َوِإن َك َ‬
‫َب ۡع ِد َوصِ يَّةٖ ُتوص َ‬
‫ُوص ٰى ِب َهٓا َأ ۡو دَ ۡي ٍن َغ ۡي َر م َ‬
‫ُض ٖۚٓارّ‬ ‫ث م ِۢن َب ۡع ِد َوصِ يَّةٖ ي َ‬ ‫ٱلثلُ ۚ ِ‬ ‫سُ َفِإن َكا ُن ٓو ْا َأ ۡك َث َر مِن ٰ َذل َِك َفهُمۡ ُ‬
‫ش َر َكٓا ُء فِي ُّ‬ ‫ٱل ُّس ُد ۚ‬

‫َوصِ ي َّٗة م َِّن ٱهَّلل ِۗ َوٱهَّلل ُ َعلِي ٌم َحل ‪ِٞ‬يم) ‪12‬‬


‫ميراث الزوج والزوجة‪:‬‬
‫توريث الزوج والزوجة ال يخلو من إحدى الحالتين‪ :‬إما أن يرث أو ترث وللميت ولد وإما أن ال يكون‬
‫للميت ولد‪.‬‬
‫‪ -‬فإذا ماتت الزوجة عن زوجها‪ ،‬إن لم يكن لها ولد فلزوجها النصف ( ½ )‪،‬‬
‫‪ -‬وإن كان لها ولد فلزوجها الربع ( ¼ )‬
‫‪ -‬وإذا مات الزوج عن زوجته‪ ،‬إن لم يكن له ولد فلزوجته الربع ( ¼ )‪،‬‬
‫‪ -‬وإن كان له ولد فلزوجته الثمن ( ‪.) 1/8‬‬
‫ميراث اإلخوة ألم‪:‬‬
‫القاعدة العامة في توريث اإلخوة‬
‫‪ -‬أن اإلخوة واألخوات ال يرثون عند وجود األب ووجود الولد للميت أو بتعبير آخر أنهم يرثون‬
‫مع عدم وجود األب والولد ( الكاللة )‪.‬‬
‫‪ -‬أن اإلخوة واألخوات ال يرثون البتة مع وجود الفرع الوارث ذكر ( ابن )‬
‫‪ -‬أن اإلخوة واألخوات يرثون مع البنات عن طريق التعصيب ال عن طريق الفرض‪.‬‬
‫األولى‪ :‬إذا انفرد األخ ألم أو انفردت األخت ألم فله أو لها السدس ( ‪) 1/6‬‬
‫الثانية‪ :‬إذا تعدد األخ أو األخت ألم فهم شركاء في الثلث ( ‪) 1/3‬‬
‫ِصفُ َما َت َر ۚ َك َوه َُو َي ِر ُث َهٓا‬ ‫س َلهُۥ َو َل ‪ٞ‬د َو َل ُهۥٓ ُأ ۡخ ‪ٞ‬ت َف َل َها ن ۡ‬‫( َي ۡس َت ۡف ُتو َن َك قُ ِل ٱهَّلل ُ ي ُۡفتِي ُكمۡ فِي ۡٱل َك ٰ َل َل ۚ ِة ِإ ِن ۡٱمرٌُؤ ْا َه َل َك َل ۡي َ‬
‫ان ِممَّا َت َر ۚ َك َوِإن َكا ُن ٓو ْا ِإ ۡخ َو ٗة رِّ َجااٗل َون َِس ٗٓاء َفل َِّلذ َك ِر م ِۡث ُل َح ِّظ‬ ‫ِإن لَّمۡ َي ُكن لَّ َها َو َل ‪ۚٞ‬د َفِإن َكا َن َتا ۡٱث َن َت ۡي ِن َف َل ُه َما ُّ‬
‫ٱلثلُ َث ِ‬
‫ٱُأۡلن َث َي ۡي ۗ ِن ُي َبيِّنُ ٱهَّلل ُ َل ُكمۡ َأن َتضِ لُّو ۗ ْا َوٱهَّلل ُ ِب ُك ِّل َش ۡي ٍء َعلِي ۢ ُم) ‪176‬‬
‫حاالت ميراث اإلخوة واألخوات من األب واألم أو من األب‪:‬‬
‫‪ .1‬األولى‪ :‬أن يموت فالن وليس له ولد‪ ،‬بل له أخ فألخيه جميع ماله‪.‬‬
‫‪ .2‬الثانية‪ :‬أن يموت فالن وليس له ولد‪ ،‬بل له أخت فألخته النصف‪.‬‬
‫‪ .3‬الثالثة‪ :‬أن يموت فالن وليس له ولد‪ ،‬بل له أختان أو أخوات فلهن الثلثان‪.‬‬
‫‪ .4‬الرابعة‪ :‬أن يموت فالن وله ابن و أخ فالبنه جميع المال‪ ،‬وأخوه محجوب‪.‬‬
‫‪ .5‬الخامسة‪ :‬أن يموت فالن وله بنت وأخ أو أخت فللبنت النصف‪ ،‬ولألخ أو األخت الباقي‪.‬‬
‫‪ .6‬السادسة‪ :‬أن يجتمع بين اإلخوة األشقاء واإلخوة من األب فاإلخوة من األب محجوبون‪.‬‬
‫‪ .7‬السابعة ‪ :‬أن يجتمع بين األخت الشقيقة واألخت من األب فلألخت الشقيقة النصف ولألخت من‬
‫األب السدس‪.‬‬
‫‪ .8‬الثامنة ‪ :‬أن يجتمع بين األخوات الشقيقات واألخت من األب فلألخوات الشقيقات الثلثان واألخت‬
‫من األب محجوبة‪.‬‬
‫التلخيص من اآلية ‪ 11‬و‪:12‬‬
‫التدريب‪ :‬ضع النصيب الصحيح لكل من الوارثين‪:‬‬
‫ِين فِي َها ۚ َو ٰ َذل َِك ْال َف ْو ُز‬
‫ت َتجْ ِري مِنْ َتحْ ِت َها اَأْل ْن َها ُر َخالِد َ‬
‫(ت ِْل َك ُح ُدو ُد هَّللا ِ ۚ َو َمنْ يُطِ ِع هَّللا َ َو َرسُو َل ُه ي ُْدخ ِْل ُه َج َّنا ٍ‬
‫ْال َعظِ ي ُم) اآلية ‪13‬‬
‫المعنى‪ :‬هذه القسمة التي قسمها هللا لكم فصول أو فصل ما بين طاعته ومعصيته‪ ،‬ومن يطع هللا ورسوله‬
‫بالتزام ما حد له من المواريث يدخله هللا الجنة‪.‬‬

‫ص هَّللا َ َو َرسُو َل ُه َو َي َت َع َّد ُح ُدودَ هُ ي ُْدخ ِْل ُه َنارً ا َخالِ ًدا فِي َها َو َل ُه َع َذابٌ م ُِّهينٌ ) اآلية ‪14‬‬
‫(و َمن َيعْ ِ‬
‫َ‬
‫بعض مسائل ال بد من ذكرها‪:‬‬
‫➢ اآلية (يوصيكم هللا في أوالدكم) عام لجميع األوالد والسنة خصصت هذا العموم فأخرجت‬
‫الكافر‪.‬‬
‫‪ -‬الجمهور‪ :‬ال يرثون مسلما كافرا وال كافرا من مسلم‪.‬‬
‫‪ -‬البعض‪ :‬الكافر ال يرث المسلم ولكن المسلم يرث الكافر‪.‬‬
‫‪ -‬ابن مسعود‪ :‬الكافر محجوب‪.‬‬
‫➢ الحر والعبد ال يتوارثان‪.‬‬
‫➢ القاتل عمدا ال يرث من قتله‪.‬‬
‫➢ كيف المال الباقي من الورثة بعد التوزيع‪:‬‬
‫‪ -‬عامة الصحابة‪ :‬يرد على ذوي الفروض بقدر حقوقهم‪.‬‬
‫‪ -‬وزيد بن ثابت وعروة والزهري والشافعي‪ :‬ال يرد عليهم بل هو لبيت مال المسلمين‪.‬‬
‫لكن المحققين من الشافعية قالو‪ :‬إذا لم ينتظم بيت المال فيرد على ذوي الفروض‪.‬‬
‫والقائلون بالرد اختلفوا فيمن يرد عليه ؟‬
‫‪ -‬األكثرون منهم الحنفية والشافعية‪ :‬يرد على جميع ذوي الفروض إال الزوجين‪ ،‬وألحق ابن عباس‬
‫بالزوجين الجدة في المنع‪.‬‬
‫‪ -‬عثمان بن عفان‪ :‬يرد على ذوي الفروض جميعا حتى الزوجين‪.‬‬
‫➢ أول من حكم بالعول عمر بن الخطاب‪.‬‬

‫بارك هللا فيك ووفقنا هللا‬

You might also like