إيراد الن1

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 29

‫ول هى‬

‫اَّلل ‪-‬صلى هللا عليه‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫‪ ‬إيراد النص‪ :‬عن الزهري عن أيب سلمة َع ْن أىَِب ُه َريْ َرةَ قَ َ‬
‫ال قَ َ‬
‫ىى‬ ‫وسلم‪ُ « -‬ك ُّل َكالٍَم الَ يُ ْب َدأُ فى ىيه ى‬
‫ب ا ْْلَ ْم ُد هَّلل فَ ُه َو أ ْ‬
‫َج َذ ُم »‪.‬‬
‫‪ ‬ختريج اْلديث‪:‬هذا اْلديث ورد بثالث طرق عن الزهري‬

‫الطريق األول‪ :‬طريق قرة‬

‫الطريق الثاين‪ :‬طريق األوزاعي‬

‫الطريق الثالث‪ :‬طريق عقيل‬

‫فاما طريق قرة فأخرجه أبو داود يف سننه كتاب األدب ابب اهلدي يف الكالم‪ ،‬اجلزء ‪ 5‬الرقم ‪8484‬‬
‫ال َز َع َم ال َْولىي ُد‪ ،‬وابن ماجه يف سننه كتاب النكاح ابب خطبة النكاح‬
‫الصفحة ‪ 111‬عن أىَيب تَ ْوبَةَ قَ َ‬
‫اجلزء ‪ 3‬الرقم ‪ 1488‬الصفحة ‪ 333‬عن أبو بكر بن أيب شيب و حممد بن حيىي و حممد بن خلف‬
‫العسقالين قالوا حدثنا عبيد هللا بن موسى‪ ،‬واإلمام أمحد يف مسنده مسند أيب هريرة اجلزء ‪ 18‬الرقم‬
‫الزْه ىر ىى‬ ‫‪ 4318‬الصفحة ‪ 388‬عن َحيىي بن آدم ح هدثَنا ابن مبار ٍك‪ ،‬كلهمُ ع ىن األَوَز ى‬
‫اع ىى َع ْن قُ هرةَ َع ىن ُّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ ْ ُ َ َ َ َ ْ ُ َُ َ‬
‫َع ْن أىَِب َسلَ َمةَ َع ْن أىَِب ُه َريْ َرةَ به‪ .‬ابن ماجه"كل أمر ذي ابل ال يبدأ فيه ابْلمد أقطع"‪ ،‬أمحد" كل كالم‬
‫أو أمر ذي ابل ال يفتح بذكر هللا فهو أبرت او قال أقطع"‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة اإلسناد‪ :‬ويشتمل اإلسنادى على ثالثة عشر من الرواة‬


‫‪ .1‬أبو توبة‪ :‬هو الربيع بن انفع أبو توبة اْلليب نزيل طرسوس من العاشرة مات سنة إحدى وأربعني‬
‫خمدسق‬
‫‪ .2‬أبوبكر بن أيب شيبة‪ :‬هو عبد هللا بن حممد بن أيب شيبة إبراهيم بن عثمان الواسطي األصل أبو‬
‫بكر بن أيب شيبة الكويف صاحب تصانيف من العاشرة مات سنة مخس وثالثني خ م د س ق‬
‫‪ .3‬حممد بن حيىي‪ :‬هو ابن عبد هللا بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذهلي النيسابوري من اْلادية‬
‫عشرة مات سنة مثان ومخسني على الصحيح وله ست ومثانون سنة خ ‪8‬‬
‫‪ .4‬حممد بن خلف العسقالين‪ :‬بن عمار أبو نصر العسقالين صدوق من احلادية عشرة مات سنة‬
‫ستني س ق‪ ،‬قال الذهيب "صدوق"‬
‫‪ .5‬حيىي بن آدم‪:‬هو ابن سليمان الكويف أبو زكراي موىل بين أمية ثقة حافظ فاضل من كبار التاسعة‬
‫مات سنة ثالث ومائتني ع‬
‫‪ .6‬الوليد‪:‬هو ابن مسلم القرشي موالهم أبو العباس الدمشقي ثقة لكنه كثري التدليس والتسوية‪ ،‬وهو‬
‫يف املرتبة الثالثة‪ ،‬من الثامنة مات آخر سنة أربع أو أول سنة مخس وتسعني ‪4‬‬
‫‪ .7‬عبيد هللا بن موسى‪:‬هو ابن ابذام العبسي الكويف أبو حممد ثقة كان يتشيع من التاسعة قال أبو‬
‫حامت كان أثبت يف إسرائيل من أيب نعيم واستصغر يف سفيان الثوري مات سنة ثالث عشرة على‬
‫الصحيح ع‬
‫‪ .8‬ابن مبارك‪:‬هو عبد هللا بن املبارك املروزي موىل بين حنظلة ثقة ثبت فقيه عامل جواد جماهد مجعت‬
‫فيه خصال اخلري من الثامنة مات سنة إحدى ومثانني وله ثالث وستون ع‬
‫‪ .9‬األوزاعي‪ :‬هو عبد الرمحن بن عمرو بن أيب عمرو األوزاعي أبو عمرو الفقيه ثقة جليل من السابعة‬
‫مات سنة سبع ومخسني ع‬
‫قرة‪ :‬هو ابن عبد الرمحن بن حيويل مبهملة مفتوحة مث حتتانية وزن جربيل املعافري املصري‬ ‫‪.11‬‬
‫يقال امسه حيىي صدوق له مناكري من السابعة مات سنة سبع وأربعني م ‪ ،4‬قال الذهيب‪ ":‬ضعفه‬
‫حيىي وقال أمحد منكر اْلديث جدا" والراجح أنه ضعيف فقد ضعفه ابن معني‪ ،‬وأبو زرعة‬
‫وأبو حامت‪ ،‬وأمحد بن حنبل‪ ،‬وقال‪ :‬منكر اْلديث جدا‪.‬‬
‫الزهري‪ :‬هو حممد بن مسلم بن عبيد هللا بن عبد هللا بن شهاب بن عبد هللا بن احلارث‬ ‫‪.11‬‬
‫بن زهرة بن كالب القرشي الزهري أبو بكر الفقيه احلافظ متفق على جاللته وإتقانه وهو من‬
‫رؤوس الطبقة الرابعة مات سنة مخس وعشرين وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتني ع‬
‫أبو سلمة‪ :‬بن عبد الرمحن بن عوف الزهري املدين قيل امسه عبد هللا وقيل إمساعيل ثقة‬ ‫‪.12‬‬
‫مكثر من الثالثه مات سنة أربع وتسعني أو أربع ومائة وكان مولده سنة بضع وعشرين ع‬
‫أبو هريرة‪ :‬سبق ترمجته‬ ‫‪.11‬‬

‫احلكم على اإلسناد‪ :‬اإلسناد ضعيف لوجود قرة فيه‪ ،‬فهو ضعيف وهذا واضح خالل أقوال العلماء فيه‬
‫كما أسلفنا يف ترمجته‪ ،‬ومما يدلك على ضعفه ـ زايدة على ما تقدم اضطرابه يف منت احلديث فهو اترة‬
‫يقول‪ :‬أقطع ‪ ,‬واترة يقول‪ :‬أبرت ‪ ,‬واترة‪ :‬أجذم ‪ ,‬واترة‪ :‬يذكر احلمد واترة يقول‪ :‬بذكر هللا‪ .‬قال اإلمام‬
‫األلباين‪ :‬ضعيف‪ .‬مع أن هذا الضعف حمتمل يتقوى ابملتابع أو الشاهد‪.‬‬

‫و أما طريق األوزاعي فرواه السبكي يف " طبقات الشافعية الكربى " ( ‪ ) 6 / 1‬من طريق‬
‫اْلافظ الرهاوي بسنده عن أمحد بن حممد بن عمران ‪ :‬حدثنا حممد بن صاحل البصري ‪ -‬هبا‬
‫‪ -‬حدثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك حدثنا يعقوب بن كعب األنطاكي حدثنا مبشر بن‬
‫إمساعيل عن األوزاعي عن الزهري عن أيب سلمة عن أيب هريرة قال قال رسول هللا ( صلى هللا‬
‫عليه وسلم ) كل أمر ذي ابل ال يبدأ فيه ببسم هللا الرمحن الرحيم فهو أقطع‬
‫‪ ‬دراسة اإلسناد‪ :‬ويشتمل اإلسناد على تسعة من الرواة‬
‫‪ .1‬أمحد بن حممد بن عمران‪ :‬هو أبو احلسن بن اجلندي النهشلي البغدادي‪ .‬ولد سنة ست وثالث‬
‫مئة‪ .‬قال االزهري‪ :‬ليس بشئ‪ ،‬وقال العتيقي‪ :‬كان يرمى ابلتشيع‪ ،‬وكانت له أصول حسان (‪،)2‬‬
‫مات يف مجادى اآلخر سنة ست وتسعني وثالث مئة‪.‬‬
‫‪ .2‬حممد بن صاحل البصري‪ :‬حممد ابن صاحل ابن مهران البصري أبو جعفر ابن النطاح اهلامشي أبو‬
‫التياح ابملثناة والتحتانية الثقيلة صدوق أخباري من احلادية عشرة مات سنة اثنتني ومخسني فق‬
‫ٍ‪َ ،‬سنَةَ‬‫ات ِيف ر َج ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ص ُد ْوق‪َ ،‬م َ َ‬
‫ي البَـَّزار‪َ ،‬‬
‫‪ .1‬عبيد بن عبد الواحد بن شريك‪ :‬هو أَبُو ُحمَ َّمد البَـ ْغ َداد ّ‬
‫ني ومائَـتَ ْ ِ‬
‫ني‬ ‫مخَْ ٍ ِ‬
‫س َوَمثَان ْ َ َ‬
‫‪ .4‬يعقوب بن كعٍ األنطاكي‪ :‬يعقوب ابن كعٍ ابن حامد احلليب أبو يوسف نزيل أنطاكية من‬
‫العاشرة د‬
‫‪ .5‬مبشر بن إمساعيل‪ :‬هو مبشر بكسر املعجمة الثقيلة ابن إمساعيل احلليب أبو إمساعيل الكليب موالهم‬
‫صدوق من التاسعة مات سنة مائتني ع‪ ،‬وقال الذهيب "ثقة"‬
‫‪ .6‬األوزاعي‪ :‬سبق‬
‫‪ .7‬الزهري‪ :‬سبق‬
‫‪ .8‬أيب سلمة‪ :‬سبق‬
‫‪ .9‬أبو هريرة‪ :‬سبق‬
‫‪ ‬احلكم على اإلسناد‪ :‬هذا اإلسناد ضعيف لوجود أمحد بن حممد فيه ترمجه اخلطيٍ يف اترخيه وقال‬
‫(‪ : )77/5‬كان يضعف يف روايته‪ ،‬ويطعن عليه يف مذهبه يعين التشيع‪ ،‬قال اإلمام األلباين‪:‬‬
‫ضعيف جدا‪ .‬وهذا الطريق ال يفيد طريق قرة وال يقويه لضعفه الشديد‪.‬‬
‫وأما الطريق الثالث فأخرجه اإلمام النسائي يف الكربى كتاب‪ ،‬ابب ما يستحٍ من الكالم عند احلاجة‪،‬‬
‫ث‪َ ،‬عن عُ َقْي ٍل‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن ِشه ٍ‬ ‫ٍِ‬
‫اب عن النيب‬ ‫َ‬ ‫اجلزء‪ ،‬الرقم الصفحة‪ ،‬قال أَ ْخ ََربََن قُـتَـْيـبَةُ بْ ُن َسعيد‪َ ،‬ح َّدثـَنَا اللَّْي ُ ْ‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال‪ُ « :‬ك ُّل أ َْم ٍر ِذي َاب ٍل َال يـُْب َدأُ فِ ِيه ِِبَ ْم ِد هللاِ أَقْطَ ُع»‬

‫‪ ‬دراسة اإلسناد‪ :‬ويشتمل اإلسناد على أربعة من الرواة‬


‫‪ .1‬قتيبة بن سعيد‪ :‬سبق ترمجته‬
‫‪ .2‬الليث‪ :‬ابن عبد الرمحن الفهمي أبو احلارث املصري فقيه إمام مشهور من السابعة مات‬
‫يف شعبان سنة مخس وسبعني ع‬
‫‪ .1‬عقيل‪ :‬ابلضم ابن خالد ابن عقيل ابلفتح األيلي بفتح اهلمزة بعدها حتتانية ساكنة مث الم‬
‫أبو خالد األموي موالهم سكن املدينة مث الشام مث مصر من السادسة مات سنة أربع‬
‫وأربعني على الصحيح ع‬
‫‪ .4‬ابن شهاب‪ :‬سبق ترمجته‪.‬‬
‫‪ ‬احلكم على اإلسناد‪ :‬هذا اإلسناد مسلسل ابألئمة الثقات األثبات‪ ،‬إال أن العلة املوجودة فيه‬
‫إرسال ابن شهاب ومع ذلك ميكن أن نقوي به طريق قرة فريتقي إىل احلسن لغريه‬
‫‪ ‬إيراد النص‪:‬‬
‫ب ا ْْلَ ْم ُد‬ ‫ول هى‬
‫اَّلل ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ُ « -‬ك ُّل َكالٍَم الَ يُ ْب َدأُ فى ىيه ى‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫َع ْن أىَِب ُه َريْ َرَة قَ َ‬
‫ال قَ َ‬
‫ىى‬
‫َج َذ ُم »‪.‬‬ ‫هَّلل فَ ُه َو أ ْ‬
‫عن أيب هريرة قال قال رسول هللا ( صلى هللا عليه وسلم ) كل أمر ذي ابل ال يبدأ فيه ببسم‬
‫هللا الرمحن الرحيم فهو أقطع‬
‫‪ ‬شرح املفردات‬

‫يٍ وخ ِ‬
‫اط ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يف‪ُْ ،‬حيتَـ َفل لَهُ‪ ،‬ويـ ْهتَ ُّم بِِه ِمن مصنِّ ٍ‬
‫أمر ذي ابل‪ :‬أَي ح ٍال َش ِر ٍ‬
‫ني‬
‫ٍ‪َ ،‬وبَْ َ‬ ‫ف َوَدا ِر ٍس َوُم َد ِّر ٍس َو َخط ٍ َ َ‬ ‫ْ َُ‬ ‫ُ َُ‬ ‫ْ َ‬
‫يَ َد ْي ُك ِّل ْاأل ُُموِر الْ ُم ِه َّم ِة‪( ،‬لوامع األنوار البهية)‬

‫أجذم‪ :‬مقطوع الربكة أو َنقصها‪ ،‬قال اخلطايب‪ :‬معناه املنقطع األبرت الذي ال نظام له‪ُ ،‬ه َو الْ َم ْقطُوع الْيَد‬
‫‪...‬غريٍ احلديث للقاسم بن سالم‬

‫أقطع‪ :‬مقطوع الربكة على وجه املبالغة‬

‫أبرت‪ :‬مقطوع اخلري والربكة‬

‫‪ ‬الشرحى اإلمجايل‬

‫اَّلل عليه وسلم‪ :-‬كل كالم ال يبدأ فيه‬


‫اَّلل ‪-‬صلى َّ‬
‫اَّلل عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسول َّ‬
‫(عن أيب هريرة ‪-‬رضي َّ‬
‫اَّلل"‬
‫(َّلل) ويف رواية‪" :‬كل أمر ذي ابل ال يبدأ ابحلمد ََّّلل"ويف رواية‪ِ" :‬بمد َّ‬
‫ابحلمد) ابلرفع على احلكاية َّ‬
‫اَّلل الرمحن الرحيم" وأكثر ِ‬
‫هذه الرواايت يف كتاب‬ ‫اَّلل" ويف رواية‪" :‬ببسم َّ‬
‫ويف رواية‪" :‬ال يبدأ فيه بذكر َّ‬
‫"األربعني" للحافظ عبد القاهر الرهاوي‪،‬‬

‫واملراد ابلكالم يف هذا احلديث ما بينه يف الرواية األخرى‪ :‬الكالم الذي له ابل‪ ،‬ومعىن (له ابل) أي‪ :‬حال‬
‫وشأن يهتم أبمره اآلدمي ويعتين به من األمور املهمة‪ ،‬خبالف التسمية‪ ،‬فإهنا فيما يهتم به ويعتىن وما ال‬
‫يهتم به‪ ،‬بل يف مجيع األمور‪ ،‬وعلى هذا فتكون التسمية أعم من احلمد‪ ،‬فما يهتم به جيمع فيه بني التسمية‬
‫أوال‪ ،‬مث احلمد ََّّلل‪ ،‬وما ال يهتم به‪ ،‬فسمى عليه دون احلمد‪ ،‬فيقتصر عند إغالق الباب وإطفاء املصباح‬
‫ا‬
‫وتغطية اإلَنء على التسمية فقط‪ ،‬وهلذا قال أصحابنا وغريهم‪ :‬يستحٍ تقدمي محد َّ‬
‫اَّلل تعاىل والثناء عليه‬
‫[لكل خطيٍ] ومدرس وواعظ ومتكلم يف أي علم‪ ،‬كان وداع يف طلٍ شيء أو دفعه‪ ،‬كما جاء يف‬
‫اَّلل من االبتداء ابحلمد ََّّلل والثناء قبل الدعاء ابهلداية واالستعانة‪( .‬فهو أجذم) بسكون اجليم وفتح‬
‫كتاب َّ‬
‫الذال املعجمة أي‪ :‬مقطوع الربكة‪ ،‬يقال‪ :‬منه جذم بكسر الذال جيذم بفتحها فهو أجذم إذا هتافتت‬
‫أعضاؤه من اجلذام‪ ،‬وهو الداء املعروف‪ ،‬لكن قال اجلوهري‪ :‬ال يقال للمجذوم‪ :‬أجذم‪.i‬وجاء فهو (أقطع)‬
‫‪ii‬‬
‫معىن‬
‫حسا ‪ ..‬فهو َنقص ا‬
‫أي‪ :‬مقطوع الربكة؛ فإنه وإن مت ا‬
‫‪ ‬الفوائد املستنبطة من األحاديث‬
‫‪ .1‬مشروعية البدئ ابلثناء على هللا يف األمور‬
‫‪ .2‬أن األمور اليت مل بيدأ بذكر هللا تكون َنقص الربكة‬

‫‪ ‬إيراد النص‪ :‬عن أيب هريرة عن النيب صلي هللا عليه وسلم قال‪" :‬كل خطبة ليس فيها‬
‫تشهد فهي كاليد اجلذماء‪".‬‬
‫‪ ‬ختريج احلديث‪:‬‬

‫هذا احلديث أخرجه أبو داود يف سننه كتاب األدب‪ ،‬ابب اخلطبة‪ ،‬اجلزء ‪ 5‬الصفحة ‪،111‬‬
‫رقم ‪ ،4841‬وأخرجه اإلمام أمحد يف مسنده مسند أيب هريرة كالمها من طرق عن عبد الواحد‬
‫بن زايد عن عاصم بن كليٍ عن أبيه به‪.‬‬

‫اإلمام أمحد "شهادة" بدل "تشهد"‬

‫‪ ‬دراسة اإلسناد‪:‬‬

‫ويشتمل اإلسناد على أربع من الرواة‪.‬‬


‫‪ .1‬عبد الواحد بن زايد‪ :‬هو العبدي موالهم البصري ثقة‪ ،‬يف حديثه عن األعمش‬
‫وحده مقال من الثامنة مات سنة ست وسبعني وقيل بعدها ع‬
‫‪ .2‬عاصم بن كليٍ‪ :‬هو بن شهاب بن اجملنون اجلرمي الكويف صدوق رمي ابإلرجاء‬
‫من اخلامسة مات سنة بضع وثالثني خت م ‪4‬‬
‫‪ .1‬أبيه‪ :‬كليٍ بن شهاب والد عاصم صدوق من الثانية ووهم من ذكره يف الصحابة‬
‫ي ‪ ،4‬قال عنه الذهيب وثق‪.‬‬
‫‪ .4‬أبو هريرة‪ :‬هو الدوسي الصحايب اجلليل حافظ الصحابة اختلف يف امسه واسم‬
‫أبيه قيل عبد الرمحن بن صخر وقيل بن غنم وقيل عبد هللا بن عائذ وقيل بن‬
‫عامر وقيل بن عمرو وقيل سكني بن ودمة بن هانئ وقيل بن مل وقيل بن صخر‬
‫وقيل عامر بن عبد مشس وقيل بن عمري وقيل يزيد بن عشرقة وقيل عبد هنم وقيل‬
‫عبد مشس وقيل غنم وقيل عبيد بن غنم وقيل عمرو بن غنم وقيل بن عامر وقيل‬
‫سعيد بن احلارث هذا الذي وقفنا عليه من االختالف يف ذلك ونقطع أبن عبد‬
‫مشس وعبدهنم غري بعد أن أسلم واختلف يف أيها أرجح فذهٍ كثريون إىل األول‬
‫وذهٍ مجع من النسابني إىل عمرو بن عامر مات سنة سبع وقيل سنة مثان وقيل‬
‫تسع ومخسني وهو بن مثان وسبعني سنة ع‬

‫‪ ‬احلكم على اإلسناد‪:‬‬


‫هذا اإلسناد حسن لوجود الرواة املوصوفني بصدوق فيه‪ ،‬وهو حديث صاحل ألن أاب داود سكت‬
‫عنه‪ ،‬وقال األلباين صحيح‪ .‬قال الشيخ شعيٍ األرنئوط قوي اإلسناد‬

‫‪ ‬شرح املفردات‬
‫اجلذماء‪ِ :‬اب َّلذ ِال الْمعجم ِة أَي الْم ْقطُوع ِة الَِّيت َال فَائِ َد َة فِيها لِص ِ‬
‫احبِ َها أ َْو الَِّيت ِِبَا ُج َذام‬ ‫َ َ‬ ‫ُْ ََ ْ َ َ‬
‫‪ ‬الشرح اإلمجايل‬

‫اَّلل عليه وسلم‪ -‬قال‪ :‬كل خطبة) ‪ -‬بضم‬ ‫اَّلل عنه‪ ،-‬عن النيب ‪-‬صلى َّ‬ ‫(عن أيب هريرة ‪-‬رضي َّ‬
‫اخل ِاء وِهي التـَّزُّوج والظَّ ِ‬ ‫ِ‬
‫اهُر ُه َو ْاأل ََّو ُل‪- iii‬جلمعة أو عيد‪ ،‬أو كسوف‬ ‫اخلاء وقال القارىء ب َك ْس ِر َْ َ َ َ ُ َ‬
‫أو خطبة نكاح أو حنو ذلك (ليس فيها تشهد) وروي يف غري املصنف‪" :‬شهادة"‪ .‬ومسي‬
‫تشهدا؛ ألن فيه‪ :‬أشهد‪ .‬ومعىن أشهد‪ :‬أعلم وأبني‪.‬‬
‫ا‬

‫اَّللِ‪"iv‬‬
‫َي َمحْد َوثـَنَاء َعلَى َّ‬
‫والظاهر أن املراد به الشهادة ََّّلل تعاىل ابلوحدانية‪ "،‬وقال القارىء أ ْ‬
‫اَّلل عليه وسلم‪ -‬ابلرسالة‪ ،‬وحيتمل أن يكون (أشهد) لفظ‬
‫ويف معناه الشهادة حملمد ‪-‬صلى َّ‬
‫مشرتك على كلتا الشهادتني‪( .‬فهي كاليد اجلذماء) بفتح اجليم‪ ،‬وسكون املعجمة‪ ،‬مع املد‪،‬‬
‫فاملذكر أجذم واملؤنث جذماء‪ ،‬والظاهر أن هذا من ابب فعل‪ ،‬واملراد به مفعول [أي‪ :‬كاليد‬
‫اجملذومة‪ "،‬أَ ِي الْم ْقطُوع ِة الَِّيت َال فَائِ َد َة فِيها لِص ِ‬
‫احبِ َها‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫اجلَ ْذ َماءُ ِم َن ا ْجلُ َذ ِام َوُه َو َداء َم ْعُروف تَـْن ِفُر َعْنهُ ال ِطّبَاعُ‪ "v‬وقد قال‬
‫يل ْ‬ ‫اجل ْذم سرعةُ الْ َقطْ ِع وقِ‬
‫َ َ‬ ‫َو َْ ُ ُ ْ َ‬
‫ول] ال يؤنث ابلتاء‪ ،‬فال يقال‪ :‬كف خضيبة‪ ،‬بل خضيٍ‪.‬‬ ‫النحاة‪ :‬إن فَعل الواقع موقع م ْفع ٍ‬
‫َ ُ‬
‫أيضا فلعل املد هنا على غري املشهور‪ ،‬ومعىن‬ ‫ِبذفها على املشهور‪ ،‬فإن كان ال يؤنث ابملد ا‬
‫‪vi‬‬
‫اجلذماء أي‪ :‬املقطوعة الربكة‪ ،‬وقد يعرب ابليد عن احلجة‬

‫‪ ‬الفوائد املستنبطة من احلديث‬


‫‪ .1‬مشروعية ابتداء كل خطبة ابلتشهد‪.‬‬
‫‪ .2‬الزجر عن إلقاء أي خطبة دون ذكر شهادة التوحيد فيها‪.‬‬

‫‪ ‬إيراد النص‪:‬‬

‫َِّب ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪َ -‬وأَبُو بَ ْك ٍر َوعُ َمُر َم َعهُ فَـلَ َّما‬ ‫ال ُكْنت أ ِ‬ ‫عن عب ِد َِّ‬
‫ُصلّى َوالنِ ُّ‬ ‫اَّلل قَ َ ُ َ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫ت‬ ‫الصالَِة َعلَى النِ ِ‬ ‫جلَست ب َدأْت ِابلثـَّن ِاء علَى َِّ‬
‫َِّب ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ُ -‬مثَّ َد َع ْو ُ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫مث‬
‫َّ‬‫ُ‬ ‫اَّلل‬ ‫َ ْ َُ ُ َ َ‬
‫َِّب ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪َ « -‬س ْل تُـ ْعطَ ْه َس ْل تُـ ْعطَ ْه »‪.‬‬ ‫لِنَـ ْف ِسى فَـ َق َ‬
‫ال النِ ُّ‬
‫‪ ‬ختريج احلديث‪ :‬هذا احلديث ورد عن عبد هللا بطريقني‬

‫الطريق األول‪ :‬طريق زر‬

‫الطريق الثاين‪ :‬طريق أيب عيبدة‬


‫فأما طريق زر فأخرجه الرتمذي يف جامعه كتاب الصالة ابب ما ذكر يف الثناء على هللا و‬
‫الصالة على النيب صلى هللا عليه و سلم قبل الدعاء‪ ،‬اجلزء ‪ ،1‬الرقم ‪ ،596‬الصفحة ‪،14‬قال‬
‫اٍ عن ع ِ‬
‫اص ٍم‬ ‫آد َم َح َّدثَـنَا أَبُو بَ ْك ِر بْ ُن َعيَّ ٍ َ ْ َ‬
‫ود بْ ُن َغْيالَ َن َح َّدثَـنَا َْحي َىي بْ ُن َ‬
‫َح َّدثَـنَا َْحم ُم ُ‬
‫َع ْن ِزٍّر به‬

‫‪ ‬دراسة اإلسناد‪ :‬و يشتمل اإلسناد على ستة من الرواة‬


‫ود بْ ُن َغْيالَ َن‪:‬هو العدوي موالهم أبو أمحد املروزي نزيل بغداد من العاشرة‬
‫‪َْ .1‬حم ُم ُ‬
‫مات سنة تسع وثالثني وقيل بعد ذلك خ م ت س ق‬
‫آد َم‪ :‬هو بن سليمان الكويف أبو زكراي موىل بين أمية من كبار التاسعة‬ ‫‪َْ .2‬حي َىي بْ ُن َ‬
‫مات سنة ثالث ومائتني ع‬
‫اٍ‪ :‬بتحتانية ومعجمة هو بن سامل األسدي الكويف املقرىء احلناط‬ ‫‪ .1‬أَبُو بَ ْك ِر بْ ُن َعيَّ ٍ‬
‫مبهملة ونون مشهور بكنيته واألصح أهنا امسه وقيل امسه حممد أو عبد هللا أو سامل‬
‫أو شعبة أو رؤبة أو مسلم أو خداٍ أو مطرف أو محاد أو حبيٍ عشرة أقوال‬
‫من السابعة مات سنة أربع وتسعني وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتني وقد قارب‬
‫املائة وروايته يف مقدمة مسلم ع‬
‫‪ .4‬عاصم‪ :‬هو بن ِبدلة وهو بن أيب النجود بنون وجيم األسدي موالهم الكويف أبو‬
‫بكر املقرىء صدوق له أوهام حجة يف القراءة وحديثه يف الصحيحني مقرون من‬
‫السادسة مات سنة مثان وعشرين ع ‪ ،‬وثق وقال الدارقطين يف حفظه شيء‬
‫‪ .5‬زر‪ :‬بكسر أوله وتشديد الراء هو بن حبيش مبهملة وموحدة ومعجمة مصغر بن‬
‫حباشة بضم املهملة بعدها موحدة مث معجمة األسدي الكويف أبو مرمي خمضرم‬
‫مات سنة إحدى أو اثنتني أو ثالث ومثانني وهو بن مائة وسبع وعشرين ع‬
‫‪ .6‬عبد هللا‪ :‬هو بن مسعود بن غافل مبعجمة وفاء بن حبيٍ اهلذيل أبو عبد الرمحن‬
‫من السابقني األولني ومن كبار العلماء من الصحابة مناقبة مجة وأمره عمر على‬
‫الكوفة ومات سنة اثنتني وثالثني أو يف اليت بعدها ابملدينة ع‬
‫‪ ‬احلكم على اإلسناد‪ :‬هذا اإلسناد حسن لوجود عاصم فيه وهو صدوق‪ ،‬وإن‬
‫كان له أوهام إال أنه مل يهم يف هذا احلديث‪ ،‬قال اإلمام الرتمذي حسن صحيح‪،‬‬
‫وقال اإلمام األلباين حسن صحيح‬

‫و أما طريق أيب عبيدة فأخرجه اإلمام أمحد يف مسنده مسند عبد هللا بن مسعود رقم‬
‫اق‪َ ،‬ع ْن أَِيب‬ ‫‪ ،1662‬صفحة ‪،177‬قال َح َّدثَـنَا َْحي َىي‪َ ،‬ع ْن ُش ْعبَةَ‪َ ،‬ح َّدثَِين أَبُو إِ ْس َح َ‬
‫ال‪:‬‬‫ُصلِّي‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى هللاُ َعلَْيه َو َسلَّ َم َوأَ ََن أ َ‬
‫ول َِّ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال‪َ :‬مَّر ِيب َر ُس ُ‬ ‫عبـي َد َة‪ ،‬عن عب ِد َِّ‬
‫اَّلل‪ ،‬قَ َ‬ ‫َُ ْ َ ْ َْ‬
‫اَّللُ َعْنـ ُه َما [‪،]178::‬‬ ‫« َس ْل تُـ ْعطَ ْه َاي ابْ َن أُِّم َعْب ٍد» فَابْـتَ َد َر أَبُو بَ ْك ٍر َوعُ َمُر َر ِض َي َّ‬
‫ال عُ َمُر‪َ :‬ما َاب َد َرِين أَبُو بَ ْك ٍر إِ َىل َش ْي ٍء‪ ،‬إَِّال َسبَـ َق ِين إِلَْي ِه أَبُو بَ ْك ٍر‪ ،‬فَ َسأََالهُ َع ْن قَـ ْولِِه‪،‬‬ ‫قَ َ‬
‫يد‪ ،‬وقُـَّرَة َع ْ ٍ‬
‫ني‬ ‫ِ‬ ‫ال‪ِ " :‬من دعائِي الَّ ِذي َال أَ َكاد أَدع‪ :‬اللَّه َّم إِِين أَسأَلُ َ ِ‬
‫ك نَع ايما َال يَب ُ َ‬ ‫ُ َُ ُ ّ ْ‬ ‫ْ َُ‬ ‫فَـ َق َ‬
‫اخلُْل ِد "‬ ‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ُحمَ َّم ٍد ِيف أ َْعلَى ْ‬
‫اجلَن َِّة‪َ ،‬جن َِّة ْ‬ ‫َّيب َ‬ ‫ِ‬
‫َال تَـْنـ َف ُد‪َ ،‬وُمَرافَـ َقةَ الن ِّ‬
‫‪ ‬دراسة اإلسناد‪ :‬هذا اإلسناد يشتمل على مخسة من الرواة‬
‫‪ .1‬حيىي‪ :‬هو ابن سعيد ابن فروخ بفتح الفاء وتشديد الراء املضمومة وسكون الواو‬
‫مث معجمة التميمي أبو سعيد القطان البصري من كبار التاسعة مات سنة مثان‬
‫وتسعني [ومائة] وله مثان وسبعون ع‬
‫‪ .2‬شعبة‪ :‬هو ابن احلجاج ابن الورد العتكي موالهم أبو بسطام الواسطي مث البصري‬
‫كان الثوري يقول هو أمري املؤمنني يف احلديث وهو أول من فتش ابلعراق عن‬
‫الرجال وذب عن السنة وكان عابدا من السابعة مات سنة ستني ع‬
‫‪ .1‬أبو إسحاق‪ :‬سبق ترمجته‬
‫‪ .4‬أبو عبيدة‪ :‬ابن عبد هللا ابن مسعود مشهور بكنيته واألشهر أنه ال اسم له غريها‬
‫ويقال امسه عامر كويف من كبار الثالثة والراجح أنه ال يصح مساعه من أبيه مات‬
‫[قبل املائة] بعد سنة مثانني ع‬
‫‪ .5‬عبد هللا‪ :‬سبق ترمجته‬
‫‪ ‬احلكم على اإلسناد‪ :‬هذا اإلسناد ضعيف لوجود انقطاع فيه فقد أسلفنا أن أاب‬
‫إسحاق مدلس من املرتبة الثالثة و مل يصرح ابلسماع يف أي مكان‪ ،‬ولكن مع‬
‫وجود متابع له فيمكن أن يرتقي اإلسناد إىل حسن لغريه‪.‬‬

‫‪ ‬الشرح اإلمجايل‪ :‬املصدر‪:‬حتفة‪ ،‬الفاتيح يف شرح املصابيح‪ .‬موقع الدرر‬


‫ِ ِ ِِ‬ ‫ُصلِّي) أَ ِي َّ‬
‫صلَّى هللا‬ ‫(والنِ ُّ‬
‫َّيب َ‬ ‫ت َ‬ ‫ات ْاأل َْرَكان بِ َدل ِيل قَـ ْوله ْاآلِِت فَـلَ َّما َجلَ ْس ُ‬ ‫الص َال َة َذ َ‬ ‫تأَ‬‫قَـ ْولُهُ ( ُكْن ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُخَرى َم ْعطُوفَة‬‫(وأَبُو بَ ْك ٍر َوعُ َمُر َم َعهُ) ُمجْلَة أ ْ‬ ‫عليه وسلم) أي َحاضر أ َْو َجالس َوَْحن ُوهُ قَالَهُ الطّ ِ ُّ‬
‫ييب َ‬
‫"س ْل تُـ ْعطَه"‪ :‬حيتمل أن يكون اهلاء فيه زايدة‪،‬‬ ‫اع ٍل أ ِ‬ ‫ُوىل وِهي حال ِمن فَ ِ‬ ‫علَى ْ ِ‬
‫َصل ٍّي َ‬‫ْ‬ ‫اجلُ ْملَة ْاأل َ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫الس ْكت‪ ،‬وحيتمل أن تكون للضمري‪،‬‬ ‫{ح َسابِيَ ْه}‪ ،‬وتُسمى هاءَ َّ‬ ‫كما يف قوله تعاىل‪{ :‬كِتَابِيه} و ِ‬
‫َْ‬
‫ط ما تطلٍ‪ .‬مث كرر النيب صلى هللا عليه‬‫ضمريا عن غري مذكور‪ ،‬وتقديره‪َ :‬س ْل تُـ ْع َ‬ ‫ٍ‬
‫وحينَئذ تكون ا‬
‫وسلم قوله‪" :‬سل تعطه" للتأكيد‪،‬‬
‫‪ ‬الفوائد املستنبطة‬
‫‪ .1‬من آداب الدعاء أن يقدم املسلم بني يدي دعائه الثناء على هللا‪ ،‬وأن حيمده مث‬
‫يصلي على النيب صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪.2‬‬

‫احلديث الرابع‬

‫‪ ‬إيراد النص‪:‬‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه‬


‫صلَّى َّ‬ ‫ول َِّ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم قال‪َِ :‬مس َع َر ُس ُ‬‫صلَّى َّ‬ ‫ول َِّ‬‫ٍ رس ِ‬ ‫ِ‬ ‫عن فَضالَةَ بن عبـي ٍد ص ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫َُ‬ ‫اح‬ ‫َ ْ َ َُ ْ َ‬
‫ال‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫صلَّى َّ‬ ‫َّيب َ‬‫ص ِّل َعلَى النِ ِّ‬ ‫اىل‪َ ،‬وَملْ يُ َ‬ ‫ص َالتِِه َملْ ُميَ ِّج ِد َّ‬
‫اَّللَ تَـ َع َ‬ ‫َو َسلَّ َم َر ُج اال يَ ْدعُو ِيف َ‬
‫ِ ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪َ " :‬ع ِج َل َه َذا "‪ُ .‬مثَّ َد َعاهُ فَـ َق َ‬ ‫ول َِّ‬
‫صلَّى أ َ‬
‫َح ُد ُك ْم‬ ‫ال لَهُ ‪-‬أ َْو لغَ ِْريه‪ " :‬إِ َذا َ‬ ‫صلَّى َّ‬‫اَّلل َ‬ ‫َر ُس ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ُ ،‬مثَّ يَ ْدعُو‬ ‫صلِّي َعلَى النَِّ ِّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫صلَّى َّ‬ ‫يب َ‬ ‫فَـ ْليَـْب َدأْ بِتَ ْمجيد َربِّه َج َّل َو َعَّز‪َ ،‬والثـَّنَاء َعلَْيه‪ُ ،‬مثَّ يُ َ‬
‫ِ‬
‫بَـ ْع ُد مبَا َشاءَ‬
‫‪ ‬ختريج احلديث‪ :‬أخرجه الرتمذي يف جامعه أبواب الدعوات‪ ،‬ابب‪ ،‬اجلزء ‪ ،5‬رقم ‪،1477‬‬
‫صفحة ‪ ،517‬والنسائي يف سننه كتاب السهو ابب التمجيد والصالة على النيب يف‬
‫الصالة جزء ‪ 1‬رقم ‪ 1284‬صفحة ‪ ،44‬واإلمام أمحد يف املسند – ومن طريقه أبو داود‬
‫يف السنن – كلهم من طريق أيب هانئ به‬
‫‪ ‬دراسة اإلسناد‪:‬هذا اإلسناد يشتمل على ثالثة من الرواة‬
‫‪ .1‬أبو هانئ محيد بن هانئ‪ :‬اخلوالين املصري ال أبس به من اخلامسة وهو أكرب شيخ البن‬
‫وهٍ مات سنة اثنتني وأربعني بخ م ‪ ،4‬وقال عنه الذهيب يف الكاشف "ثقة"‬
‫‪ .2‬أبو علي‪ :‬اجلنيب بفتح اجليم وسكون النون بعدها موحدة مصري من الثالثة مات سنة‬
‫ثالث ومائة ويقال سنة اثنتني بخ ‪4‬‬
‫‪ .1‬فضالة بن عبيد‪ :‬بن َنفذ بن قيس األنصاري األوسي أول ما شهد شهد أحدا مث نزل‬
‫دمشق وويل قضاءها ومات سنة مثان ومخسني وقيل قبلها بخ م ‪4‬‬
‫‪ ‬احلكم على اإلسناد‪ :‬هذا اإلسناد مسلسل ابلثقات إال أاب هانئ فقد قال عنه احلافظ‬
‫ابن حجر "ال أبس به" فاإلسناد لوجوده فيه حسن قال اإلمام األلباين‪" :‬إسناده‬
‫صحيح‪ ،‬وصححه ابن حبان (‪ ،)1957‬واحلاكم والذهيب"‪.‬‬
‫‪ ‬شرح املفردات‪:‬‬
‫"عجل هذا" يف الدعاء؛ حيث بدأ به قبل أن أيِت مبقدماته‪ ،‬ومبا يتوسل بتقدميه إىل‬
‫َّ‬
‫استجابته‬
‫‪ ‬الشرح اإلمجايل‪ :‬قتح الودود‪ ،‬تطريز رايض الصاحلني‪ ،‬عون‬
‫ِ‬ ‫آخ ِر ص َالتِِه أَو بـع َدها ِ‬
‫رج اال ي ْدعو ِيف ص َالتِِه) أَي ِيف ِ‬
‫(عج َل َه َذا) بِ َك ْس ِر ا ْجلي ِم َوَجيُ ُ‬
‫وز الْ َفْت ُح‬ ‫َ ْ َْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ ُ‬
‫الس َؤ َال قَـْب َل الْ َو ِسيلَ ِة‬
‫ض ُّ‬ ‫الرتتِيٍ ِيف الد ِ‬ ‫يد أ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّعاء َو َعَر َ‬
‫َ‬ ‫ني تَـْرَك َّْ َ‬‫َي ح َ‬
‫َوالتَّ ْشد ُ ْ‬
‫الز ِاه ِدي ِيف تَـ ْف ِس ِريهِ‬ ‫ال ِْ‬
‫اإل َم ُام َّ‬ ‫قَ َ‬
‫اَن َوالْ َع َجلَةُ‬ ‫اخلَِْري أي غالبا ويف الشرأي أ ْ‬
‫َحيَ ا‬ ‫َن الْ ُم َس َار َعةَ تُطْلَ ُق ِيف ْ‬ ‫ني الْ ُم َس َار َع ِة َوالْ َع َجلَ ِة أ َّ‬
‫الْ َفْر ُق بَْ َ‬
‫يل الْ ُم َس َار َعةُ الْ ُمبَ َاد َرةُ ِيف َوقْتِ ِه َوالْ َع َجلَةُ الْ ُمبَ َاد َرةُ ِيف َغ ِْري َوقْتِ ِه ُ‬ ‫َِّ ِ ِ ِ‬
‫(مثَّ َد َعاهُ‬ ‫َال تُطْلَ ُق إال يف الشَّّر َوق َ‬
‫ٍ‬ ‫السائِ ِل أن يتقرب إىل املسؤول ِمْنهُ ِابلْو َسائِ ِل قَـْبل طَلَ ِ‬ ‫ق‬‫َن ِم ْن َح ِ‬ ‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ال لَه) فِ ِ‬
‫يه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فَـ َق َ ُ‬
‫اإلسع ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫وجٍ ُّ ِ‬ ‫احل ِ ِ ِ‬
‫اف َوأ َْر َجى‬ ‫ني يَ َديْه ليَ ُكو َن أَطْ َم َع ِيف ِْ ْ َ‬ ‫الزلْ َفى عْن َدهُ َويَـتَـ َو َّس َل بِ َشفي ٍع لَهُ بَْ َ‬ ‫اجة مبَا يُ ُ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى‬‫استَـ ْع َج َل َول َذا قال ُم َؤّد ااب أل َُّمته (إِ َذا َ‬ ‫الس َؤ َال قَـْب َل الْ َوسيلَة فَـ َقد ْ‬ ‫ض ُّ‬ ‫ِابِْإل َجابَة فَ َم ْن َعَر َ‬
‫غ فَـ َقع َد لِلدُّع ِاء أَو إِ َذا َكا َن مصليا فقعد للتشهد فَـ ْليـب َدأْ بِتم ِج ِ‬
‫يد َربِِّه‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫صلَّى َوفَـَر َ َ‬ ‫َي إِ َذا َ‬ ‫َح ُد ُك ْم) أ ْ‬
‫أَ‬
‫ِ ِ ِِ ِ‬
‫ات إِ َلْ‬‫َوالثـَّنَاء َعلَْيه بَِق ْوله التَّحيَّ ُ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َويـُ َؤيِّ ُد ْاأل ََّوَل إِطْ َال ُق قَـ ْوله بَـ ْع ُد (فَـ ْليَـْب َدأْ بِتَ ْمجيد َربِّه َوالثـَّنَاء َعلَْيه) م ْن ُك ِّل ثـَنَاء َمج ٍيل َويَ ْش ُكُرهُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم) فَِإنَّهُ َو ِاسطَةُ عقد احملبة‬
‫صلَّى َّ‬ ‫(مثَّ يصلي على النِ ِّ‬
‫َّيب َ‬ ‫َعلَى ُك ِّل َعطَ ٍاء َج ِز ٍيل ُ‬
‫ووسلية الْعِبَ َادةِ َوالْ َم ْع ِرفَِة‬

‫(مثَّ يدعو بعد) أي بعد ما ذَ َكَر ِ(مبَا َشاءَ) ِم ْن ِدي ٍن أ َْو ُدنْـيَا مما جيوز‬ ‫َك َذا ِيف ِمْرقَاةِ الْ َم َفاتِ ِ‬
‫يح ُ‬
‫طلبه‬
‫ِ‬
‫ال اللَّ ُه َّم اغفر يل وارمحين فقال‬ ‫ويف رواية للرتمذي بينا رسول هللا قَاعد إِ ْذ َد َخ َل َر ُجل فَ َ‬
‫صلَّى فَـ َق َ‬
‫امح ِد َّ ِ‬ ‫رسول هللا ع ِج ْلت أَيـها الْم ِ‬
‫ص ِّل َعلَ َّي ُمثَّ ْادعُهُ‬
‫اَّللَ مبَا ُه َو أ َْهلُهُ َو َ‬ ‫ت فَ ْ َ‬
‫ت فَـ َق َع ْد َ‬ ‫صلّي إِذَا َ‬
‫صلَّْي َ‬ ‫َ َ َّ ُ َ‬
‫آخُر بَـ ْع َد ذلك فحمد هللا وصلى على النيب أي ومل يدع فقال له النيب أَيـُّ َها‬ ‫صلَّى َر ُجل َ‬ ‫ال ُمثَّ َ‬
‫قَ َ‬
‫ٍ‬ ‫ُت‬
‫ُ‬ ‫ع‬ ‫اد‬ ‫ي‬ ‫الْمصلِ‬
‫ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫‪ ‬الفوائد املستنبطة‬
‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم –‬
‫‪ .1‬استحباب بدء الدعاء ابحلمد هلل‪ ،‬والصالة على نبيه ‪َ -‬‬
‫‪.2‬‬

‫ت َعلِيًّا ‪ -‬رضى هللا عنه ‪َ -‬وأُتِ َى بِ َدابٍَّة‬ ‫ال َش ِه ْد ُ‬ ‫‪ ‬إيراد النص‪َ :‬ع ْن َعلِ ِّى بْ ِن َربِ َيعةَ قَ َ‬
‫ال‬‫استَـ َوى َعلَى ظَ ْه ِرَها قَ َ‬ ‫ال بِس ِم َِّ‬ ‫ضع ِر ْجلَهُ ِِف ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل فَـلَ َّما ْ‬ ‫الرَكاب قَ َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ل َ ْريَكبَـ َها فَـلَ َّما َو َ َ‬
‫ني َوإِ ََّن إِ َىل َربِّنَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احلم ُد َِِّ‬
‫(سْب َحا َن الَّذى َس َّخَر لَنَا َه َذا َوَما ُكنَّا لَهُ ُم ْق ِرن َ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫مث‬
‫َّ‬‫ُ‬ ‫َّلل‬ ‫َْ ْ‬
‫ال‬‫ات ُمثَّ قَ َ‬ ‫ث مَّر ٍ‬ ‫َ‬‫ال‬ ‫ث‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫رب‬ ‫ك‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫اَّلل‬
‫َّ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫مث‬
‫َّ‬‫ُ‬ ‫‪.‬‬ ‫ث مَّر ٍ‬
‫ات‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ث‬ ‫‪.‬‬ ‫احلم ُد َِِّ‬
‫َّلل‬ ‫ْ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫مث‬
‫َّ‬‫ُ‬ ‫)‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫و‬ ‫ب‬‫لَمْنـ َقلِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ ُ‬
‫سبحانَك إِِّن ظَلَمت نَـ ْف ِسى فَا ْغ ِفر ِىل فَِإنَّه الَ يـ ْغ ِ‬
‫ك‬ ‫ض ِح َ‬ ‫ت‪ُ .‬مثَّ َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬‫َ‬‫أ‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫ِ‬‫إ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫الذ‬ ‫ر‬ ‫ف‬
‫ُ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ َ َ ّ ْ ُ‬
‫َى َشى ٍء ِ‬ ‫فَِقيل اي أ َِمري الْم ْؤِمنِ ِ‬
‫َِّب ‪-‬صلى هللا عليه‬ ‫ت النِ َّ‬ ‫ال َرأَيْ ُ‬ ‫ت قَ َ‬ ‫ضح ْك َ‬ ‫ني م ْن أ ِّ ْ َ‬ ‫ََ َ ُ َ‬
‫َى َشى ٍء ِ‬ ‫ول َِّ ِ‬ ‫ض ِح َ‬
‫ت‬ ‫ضح ْك َ‬ ‫اَّلل م ْن أ ِّ ْ َ‬ ‫ت َاي َر ُس َ‬ ‫ك فَـ ُقْل ُ‬ ‫ت ُمثَّ َ‬ ‫وسلم‪ -‬فَـ َع َل َك َما فَـ َعْل ُ‬
‫وب‬ ‫ُ‬‫ن‬ ‫ُّ‬
‫الذ‬ ‫ر‬ ‫ال ا ْغ ِفر ِىل ذُنُ ِوِب يـعلَم أَنَّه الَ يـ ْغ ِ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ِ‬‫إ‬ ‫ال « إِ َّن ربَّك يـعجٍ ِمن عب ِد ِ‬
‫ه‬ ‫قَ َ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ْ َ ُ ْ َْ‬
‫َغ ِْريى »‪.‬‬

‫‪ ‬تخريج الحديث‪ :‬هذا احلديث ورد عن علي بن ربيعة بطريقني‬

‫الطريق األول‪ :‬طريق أيب إسحاق‬

‫الطريق الثاين‪ :‬طريق املنهال بن عمرو‬

‫فأما طريق أيب إسحاق فأخرجه أبو داود يف سننه كتاب اجلهاد ابب ما يقول الرجل إذا ركٍ‪،‬‬
‫اجلزء ‪ ،8‬الرقم ‪ 2614‬الصفحة ‪ :.42‬عن مسدد‪ ،‬والرتمذي يف جامعه كتاب الدعوات ابب‬
‫ما يقول إذا ركٍ الناقة اجلزء ‪ ،12‬الرقم ‪ ،1778‬الصفحة ‪ 188‬والنسائي يف الكربى اجلزء‬
‫‪ ،5‬الرقم ‪ ،8799‬الصفحة ‪ :247‬عن قتيبة‪ ،‬كالمها عن أيب األحو‪ :‬عن أيب إسحاق عن‬
‫علي بن ربيعة به‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة اإلسناد‪ :‬و يشتمل اإلسناد على ستة من الرواة‬


‫‪ .1‬مسدد‪ :‬هو بن مسرهد بن مسربل بن مستورد األسدي البصري أبو احلسن يقال إنه‬
‫أول من صنف املسند ابلبصرة من العاشرة مات سنة مثان وعشرين ويقال امسه عبد امللك‬
‫بن عبد العزيز ومسدد لقٍ‪ .‬ج د ت س‬
‫‪ .2‬قتيبة‪ :‬هو بن سعيد بن مجيل بفتح اجليم بن طريف الثقفي أبو رجاء البغالين بفتح‬
‫املوحدة وسكون املعجمة يقال امسه حيىي وقيل علي من العاشرة مات سنة أربعني عن‬
‫تسعني سنة ع‬
‫سالم بن ُسليم احلنفي موالهم أبو األحو‪ :‬الكويف من السابعة مات‬
‫‪ .3‬أبو األحوص‪ :‬هو ّ‬
‫سنة تسع وسبعني‪ ،‬ع‬
‫‪ .4‬أبو إسحاق‪ :‬هو عمرو بن عبد هللا بن عبيد ويقال علي ويقال بن أيب شعرية اهلمداين أبو‬
‫إسحاق السبيعي بفتح املهملة وكسر املوحدة ثقة مكثر عابد من الثالثة اختلط أبخرة‪ ،‬و‬
‫من من أخرج له قبل االختالط‪ :‬زكراي ابن أيب زائدة وزهري بن معاوية وسفيان‬
‫الثورى وأبو األحوص سالم بن سليم‪ ،‬و أخرج له بعد االختالط‪ :‬إسرائيل‬
‫وزكراي وزهري ‪ ،‬وكان يدلس مات سنة تسع وعشرين ومائة وقيل قبل ذلك ع‬
‫‪ .5‬علي بن ربيعة‪ :‬هو بن نضلة الواليب بالم مكسورة وموحدة أبو املغرية الكويف من كبار‬
‫الثالثة‪ .‬ع‬
‫‪ .6‬علي‪ :‬هو بن عبد املطلٍ بن هاشم أبو احلسن القرشي رضي هللا عنه‪ ،‬ولد قبل البعثة‬
‫بعشر سنني على الصحيح فرِب يف حجر النيب صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬قال حيىي بن بكري‬
‫عن ليث عن أيب األسود عن عروة قال أسلم علي رضي هللا عنه وهو بن مثان سنني‪،‬‬
‫ومل يفارقه وشهد معه املشاهد إال غزوة تبوك فقال له بسبٍ أتخريه له ابملدينة أال‬
‫ترضى أن تكون مين مبنزلة هارون من موسى وزوجه بنته فاطمة‪ ،‬قتل يف رمضان‬
‫ابلكوفة سنة أربعني وله ثالث وستون على األرجح ع‬
‫‪ ‬اْلكم على اإلسناد‪ :‬هذا اإلسناد رجاله ثقات وعلته عنعنة أيب إسحاق فإنه مدلس‬
‫من املرتبة الثالثة‪ ،‬قال اإلمام األلباين يف ختريج احلديث" وأبو إسحاق‪ :‬هو‬
‫سبى ىيعي‪ ،‬وهو مدلس؛ وكان قد اختلط‪ ،‬وقد جاء ما يدل‬ ‫ال ه‬
‫على أنه أسقط واسطتني بينه وبني علي بن ربيعة‪ :‬فذكر اْلافظ املى ىزي يف "التحفة"‬
‫(‪ : )836/3‬أن عبد الرمحن بن مهدي قال‪:‬‬
‫عن شعبة‪ :‬قلت أليب إسحاق‪ :‬ممن مسعته؟ قال‪ :‬من يونس بن َخباب‪.‬‬
‫فلقيت يونس بن خباب؛ قلت‪ :‬ممن مسعته؟ قال‪ :‬من رجل مسعه من علي بن‬
‫األس ىد ىي‬ ‫ربيعة‪ .‬رواه شعيب بن صفوان عن يونس بن َخبهاب عن َش ىق ى‬
‫يق بن عُ ْقبَةَ َ‬
‫عن علي بن ربيعة "‪ .‬انتهى ما يف "التحفة"‪.‬‬
‫فاحلدديث ضعيف ألجل ذلك‪.‬‬

‫وأما طريق املنهال بن عمرو فأخرجه احلاكم يف مستدركه ومل جنده يف غريه كتاب اجلهاد اجلزء‬
‫‪ ،2‬الرقم ‪ ،2482‬الصفحة ‪ 118‬قال‪ :‬حدثنا حممد بن صاحل بن هاىنء ثنا السري بن‬
‫خزمية ثنا سعيد بن سليمان الواسطي ثنا فضيل بن مرزوق عن ميسرة بن حبيب‬
‫النهدي عن املنهال بن عمرو عن علي بن ربيعة ‪ :‬أنه كان ردفا لعلي رضي هللا‬
‫عنه فلما وضع رجله يف الركاب قال ‪ :‬بسم هللا فلما استوى على ظهر الدابة قال‬
‫‪ :‬اْلمد هلل ثالاث و هللا أكرب ثالاث { سبحان الذي سخر لنا هذا و ما كنا له‬
‫مقرنني } مث قال ‪ :‬ال إله إال أنت سبحانك إين قد ظلمت نفسي فاغفر يل ذنونيب‬
‫إنه ال يغفر الذنوب إال أنت مث مال إىل أحد شقيه فضحك فقلت ‪ :‬اي أمري‬
‫املؤمنني ما يضحكك ؟ قال ‪ :‬إين كنت ردف النيب صلى هللا عليه و سلم فصنع‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه و سلم كما صنعت فسألته كما سألين فقال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه و سلم ‪ :‬إن هللا ليعجب إىل العبد إذا قال ال إله إال أنت إين قد‬
‫ظلمت نفسي فاغفر يل ذنويب إنه ال يغفر الذنوب إال أنت قال ‪ :‬عندي عرف أن‬
‫له راب يغفر و يعاقب‬

‫دراسة اإلسناد‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫و يشتمل اإلسناد على ستة من الرواة‬

‫‪ .1‬حممد بن صاحل بن هانئ‪:‬هو بن زيد أبو جعفر الوراق تويف سنة ‪ ،141‬ثقة مأمون‬
‫‪ .2‬السري بن خزمية‪ :‬هو ابن معاوية اإلمام‪ ،‬احلافظ احلجة أبو حممد األبيوردي حمدث‬
‫نيسابور‪ ،‬قال الذهيب‪ :‬تويف أظنه ‪275‬هـ‬
‫‪ .3‬سعيد بن سليمان الواسطي‪ :‬املعروف بسعدويه سكن بغداد قال أبو حممد روى عنه‬
‫اِب و أبو زرعة مسعت اِب يقول‪ :‬سعيد بن سليمان الواسطي ثقة مأمون ولعله اوثق من‬
‫عفان ان شاء هللا‪.‬‬
‫‪ .4‬فضيل بن مرزوق‪ :‬هو األغر ابملعجمة والراء الرقاشي الكويف أبو عبد الرمحن صدوق‬
‫يهم ورمي ابلتشيع من السابعة مات يف حدود سنة ستني ي م ‪ ،4‬وقال عنه الذهيب يف‬
‫الكاشف ثقة‪.‬‬
‫‪ .5‬ميسرة بن حبيب النهدي‪ :‬بفتح النون هو أبو حازم الكويف صدوق من السابعة بخ‬
‫د ت س‪ ،‬وقال عنه الذهيب يف الكاشف ثقة‪.‬‬
‫‪ .6‬املنهال بن عمرو‪ :‬املنهال بن عمرو األسدي موالهم الكويف صدوق رمبا وهم من‬
‫اخلامسة تويف سنة بضع عشرة و مائة‪ ،‬خ ‪ ،4‬وقال الذهيب يف الكاشف‪ :‬روى عنه‬
‫االعمش وشعبة وروايته عنه يف النسائي مث تركه آبخره‪ ،‬وثقه بن معني‬
‫‪ .7‬علي بن ربيعة‪ :‬سبق ترمجته‬
‫‪ .8‬علي‪ :‬سبق‬
‫‪ ‬الحكم على الحديث‪ :‬هذا اإلسناد حسن لوجود الرواة املوصوفني بـ"صدوق" فيه‪ ،‬وقال‬
‫احلاكم‪ :‬حديث صحيح على شرط مسلم ومل خيرجاه وقال الذهيب يف تلخيص املستدرك‪:‬‬
‫على شرط مسلم‪.‬‬
‫‪ ‬شرح املفردات‪:‬‬
‫الركاب‪ :‬سرج الدابة يستعني به الراكٍ عند ركوبه ويعتمد عليه‬
‫‪ ‬الشرح اإلمجايل‬
‫(قال‪ :‬شهدت عليًّا) أي‪ :‬حضرته (أتى بدابة لريكبها) فيه خدمة العامل بتقدمي الدابة إليه وإعانته يف‬
‫الركوب‪( .‬فلما وضع رجله يف الركاب)‪ .‬قال ابن بطال (‪ :)2‬ركاب سرج الدابة يستعني به الراكٍ‬
‫عند ركوبه ويعتمد عليه وهو معروف عندهم قدمياا‪.‬وقيل‪ :‬يعين‪ :‬يف الركاب الذي يوضع على البعري؛‬
‫ألن الذي يوضع على البعري يقال له‪ :‬ركاب‪ ،‬والذي يوضع على الفرس يقال له‪ :‬سرج‬
‫فيه دليل على جواز الركاب واالستعانة به‪.‬‬
‫قال (‪ :)1‬وأما ما جاء عن عمر بن اخلطاب أنه قال‪ :‬اقطعوا الركٍ وثبوا على اخليل وثباا (‪.)2‬‬
‫أصال‪ ،‬وإمنا أراد مترينهم وتدريبهم على ركوب اخليل حىت يسهل عليهم‬
‫فلم يرد به منع اختاذ الركٍ ا‬
‫ذلك من غري استعانة ابلركٍ ال أنه أراد منع الركٍ البتة؛ ألن النيب ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪-‬‬
‫اختذها واستعان ِبا يف ركوبه‬
‫(قال‪ :‬بسم هللا) ظاهره أنه يسمي عند ابتداء وضع رجله يف الركاب‪ ،‬ورواية ابن حبان يف "صحيحه"‬
‫(‪ )1‬وأمحد (‪" :)4‬فإذا ركبتموها فسموا هللا" تدل على أن التسمية عند الركوب على ظهرها‪ .‬وقد‬
‫جيمع بني الروايتني أبن التسمية يف حال اعتماده على الركاب وارتفاعه للركوب‪ ،‬وحيتمل أن يسمي‬
‫أيضا؛ ألن يف رواية الرتمذي (‪ :)5‬فلما وضع رجله‬
‫عند أول وضع رجله يف الركاب [وعند ركوبه ا‬
‫استَـ َقَّر َعلَى ظَ ْه ِرَها (قَ َال‬
‫استَـ َوى َعلَى ظَ ْه ِرَها) أَ ِي ْ‬
‫يف الركاب] (‪ )6‬قال‪ :‬بسم هللا ثال اث (فَـلَ َّما ْ‬
‫ني ِم ْن أَقْـَر َن‬ ‫(مثَّ قَ َال) أَي قَـرأَ وما ُكنَّا لَه مقرنني أ ِ ِ‬ ‫ْ ِِ‬
‫َي ُمطيق َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ ََ‬
‫الرُك ِ‬
‫وب َو َغ ِْريَها ُ‬ ‫َي َعلَى نِ ْع َم ِة ُّ‬ ‫احلَ ْم ُد ََّّلل) أ ْ‬
‫ي َعلَْي ِه‬ ‫ِ ِ‬
‫ل ْْل َْم ِر إذَا أَطَاقَهُ َوقَ ِو َ‬
‫صائُِرو َن‬ ‫ِ‬ ‫أَي ما ُكنَّا نُ ِطيق قَـهره واستِعمالَه لَوَال تَس ِخري َِّ‬
‫َي لَ َ‬ ‫اَّلل تَـ َع َاىل إ َّايهُ لَنَا وإَن إىل ربنا ملنقلبون أ ْ‬ ‫ُ ْ َُ َ ْ ْ َ ُ ْ ْ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫ب التَّـْنبِ ِيه بِ َس ِْري ا ُّلدنْـيَا َعلَى َس ِْري ْاآل ِخَرةِ َك َما نَـبَّهَ ِاب َّلز ِاد‬‫إِلَْي ِه بـ ْع َد ممََاتِنَا وإِلَْي ِه س ْريََن ْاألَ ْك َرب وَه َذا ِمن اب ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬
‫ي ِيف قَـ ْولِِه تَـ َع َاىل َوتَـَزَّوُدوا فإن خري الزاد التقوى (مث قال‪ :‬احلمد هلل‬ ‫ُخَرِو ِّ‬
‫الدنْـي ِو ِي علَى َّ ِ‬
‫الزاد ْاأل ْ‬ ‫ُّ َ ّ َ‬
‫ثالث مرات) فيه استحباب التثليث يف األقوال واألفعال‪ ،‬مث قال‪( :‬هللا أكرب ثالث مرات) هكذا‬
‫رواية الرتمذي (‪ .)1‬وتقدم يف رواية أمحد‪ :‬سبح ثال اث وهلل هللا واحدة (‪.)2‬‬
‫(مث قال‪ :‬سبحانك) أي‪ :‬تنز ايها لك على أن حتتاج إىل شيء حيملك أو ُتلس عليه من عرٍ‬
‫وغريه‪ ،‬بل اخلالئق حممولون بقدرتك على ما سخرت هلم (إين ظلمت نفسي) فيه دليل على أن‬
‫اإلنسان ال يعرى من ذنٍ وتقصري كما قال عليه السالم‪" :‬كل ابن آدم خطاء وخري اخلطائني‬
‫التوابون" (‪ .)1‬ولو كان مث حالة تعرى عن الذنٍ والتقصري ملا طابق هذا اإلخبار عن ظلم النفس‪،‬‬
‫مث إن التقصري يف طلٍ معايل األمور والتوسل بطاعة هللا وتقواه إىل رفع الدرجات عند هللا ال يبعد‬
‫أن يصدق عليه اسم الظلم ابلنسبة ملا يقابله من املبالغة يف التشمري لذلك‪ ،‬وهللا املوفق‪.‬‬
‫واملراد ابلنفس هنا الذات أي‪ :‬ظلمت ذاِت بوضع املعاصي اليت هي سبٍ العقوبة موضع الطاعات‬
‫اليت هي سبٍ النجاة (فاغفر يل) ذنويب وتقصريي (إنه ال يغفر الذنوب إال أنت) املغفرة والغفران‬
‫معنامها السرت والتغطية‪.‬‬
‫ونقل ابن اجلوزي (‪ )1‬عن بعض أهل اللغة أهنا مأخوذة من الغفر‪ ،‬وهو نبت تُداوى به اجلراح إذا‬
‫ذر عليها دملها وأبرأها‪ .‬وقوله‪" :‬ال يغفر الذنوب إال أنت"‪ ،‬إقرار بوحدانية هللا واستجالب ملغفرته‬
‫وب‬ ‫{وَم ْن يَـ ْغ ِفر ُّ‬
‫الذنُ َ‬ ‫ُ‬ ‫كما قال تعاىل‪ :‬علم أن له رًّاب يغفر الذنٍ وأيخذ ابلذنٍ (‪ .)2‬وقال تعاىل‪َ :‬‬
‫اَّللُ} (‪( )1‬مث ضحك) يعين‪ :‬عليًّا ‪-‬رضي هللا عنه ‪( -‬فقلت) له (أو فقيل) له‪ ،‬وهذا (شك)‬ ‫إَِّال َّ‬
‫من الراوي وهو (أبو داود) صاحٍ "السنن" (اي أمري املؤمنني) أول من مسي أبمري املؤمنني عمر‬
‫بن اخلطاب‪ ،‬وأول من خاطبه به عمرو بن العا‪ ،:‬وأول من مساه بذلك لبيد بن ربيعة العامري‬
‫وعدي بن حامت الطائي (من أي شيء ضحكت؟ ) فيه سؤال العامل إذا فعل ما ال يتضح معناه‬
‫عنه سببه ليقتدى به فيه (قال‪ :‬فقال‪ :‬رأيت رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬فعل كما فعلت)‬
‫من الركوب والدعاء والذكر (مث ضحك) ومل أعلم سبٍ ضحكه‪.‬‬
‫تشبها أبهله كما قال عليه‬
‫وفيه أن اإلنسان يفعل الفعل احلسن وإن مل يكن له داعية من نفسه ا‬
‫السالم‪ " :‬إن مل تبكوا فتباكوا " (‪( )4‬فقلت‪ :‬اي رسول هللا من أي شيء ضحكت؟) ومل يظهر لنا‬
‫ما يوجٍ الضحك (قال‪ :‬إن ربك يعجٍ من عبده) هذا فيه صفة العجٍ‪ ،‬وهللا تعاىل من صفاته‬
‫ت َويَ ْس َخ ُرو َن}‬ ‫ِ‬
‫أنه يعجٍ‪ ،‬وقد جاء ذلك يف القرآن يف إحدى القراءات‪{ :‬بَ ْل َعجْب َ‬
‫ت َويَ ْس َخ ُرو َن)‪ ،‬والتعجٍ احلقيقي ال‬ ‫ِ‬
‫[الصافات‪ ]12:‬فإن يف إحدى القراءات املتواترة (بَ ْل َعجْب ُ‬
‫ينسٍ إىل هللا تعاىل‪ ،‬و معناه أن هللا لريضى على عبده (إذا قال‪ ) :‬رب (اغفر يل ذنويب) إنه ال‬
‫يغفر الذنوب إال أنت (يعلم) أي‪ :‬علم أن له رًّاب يغفر الذنٍ وأيخذ ابلذنٍ‪ ،‬و (أنه ال يغفر‬
‫الذنوب غريي) أي‪ :‬ليس أحد يغفر املعصية غريي وال يزيل عقوبتها إال أَن‬
‫املصادر‪ :‬شرح سنن أيب اود للعباد ‪ ،11 :‬حتفة األحوذي ‪ ،288-9‬البن رسالن ‪116-11‬‬
‫‪ ‬الفوائد املستنبطة من احلديث‬
‫‪ .1‬مشروعية ذكر هللا عند ركوب الدابة‬
‫‪ .2‬حر‪ :‬الصحابة على االقتداء ابلنيب صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪ .1‬بيان ألمهية استغفار هللا عز وجل‬
‫‪ .4‬إثبات صفة العجٍ هلل عز وجل‬

‫‪‬إيراد النص‪:‬‬
‫عن بكر بن عمرو عن عبد هللا بن هبرية عن عبد الرمحن بن ُجبَ ٍْري انه حدثه َر ُجل َخ َد َم النيب‬
‫ِ ِِ‬
‫ب له طَ َعام قال‬ ‫ني قال * كان النيب صلى هللا عليه وسلم إذا قُـِّر َ‬ ‫صلى هللا عليه وسلم َمثَان سن َ‬
‫ت‬
‫اجتَـبَـْي َ‬
‫ت َو ْ‬
‫ت وأقنيت َوَه َديْ َ‬ ‫ت َوأَ ْغنَـْي َ‬
‫َس َقْي َ‬
‫ت َوأ ْ‬
‫ِِ‬ ‫اَّللِ فإذا فَـَر َ‬
‫غ من طَ َعامه قال اللهم أَطْ َع ْم َ‬ ‫بِ ْس ِم َّ‬
‫ت‪.‬‬
‫احلَ ْم ُد على ما أ َْعطَْي َ‬
‫ك ْ‬ ‫فَـلَ َ‬
‫‪ ‬ختريج احلديث‪:‬‬

‫هذ احلديث ورد عن بكر بن عمرو بطريقني‪.‬‬

‫الطريق األول طريق سعيد‪.‬‬

‫الطريق الثاين‪ :‬طريق رشدين بن سعد‪.‬‬

‫فأما طريق سعيد فأخرجه النسائي يف سننه الكربى‪ ،‬كتاب الدعاء بعد األكل‪ ،‬ابب نوع آخر‪،‬‬
‫جزء ‪ ،4‬رقم ‪ ،6898‬صفحة ‪ ،212‬واإلمام أمحد مسند املدنيني‪ ،‬حديث رجل خدم النيب‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬كالمها من طريق سعيد به‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة اإلسناد‪:‬‬

‫ويشتمل هذا اإلسناد على مخسة من الرواة‪.‬‬

‫‪ .1‬سعيد‪ :‬هو بن أيب أيوب اخلزاعي موالهم املصري أبو حيىي ابن مقال‪ ،:‬من السابعة‪،‬‬
‫مات سنة مائة إحدى وستني وقيل غري ذلك‪ ،‬وكان مولده سنة مائة ع‬
‫‪ .2‬بكر بن عمرو‪ :‬هو املعافري املصري إمام جامعها صدوق عابد من السادسة مات يف‬
‫خالفة أيب جعفر بعد األربعني ع وقال الذهيب‪ :‬عابد قدوة‪.‬‬
‫‪ .1‬عبدهللا بن هبرية‪ :‬هو ابن أسعد السبئي بفتح املهملة واملوحدة مث مهزة مقصورة احلضرمي‪,‬‬
‫أبو هبرية املصري من الثالثة‪ ,‬مات سنة ست وعشرين وله مخس ومثانون ع‬
‫‪ .4‬عبدالرمحن بن جبري‪ :‬املصري املؤذن العامري‪ ,‬عارف ابلفرائض من الثالثة‪ ,‬مات [دون‬
‫املائة] سنة سبع وتسعني وقيل بعدها م د ت س‬
‫‪ .5‬رجل خدم النيب‪ :‬صحايب‪.‬‬
‫‪ ‬احلكم على اإلسناد‪ :‬هذا اإلسناد (حسن)‪ ،‬فرجاله كلهم ثقات إال بكر بن عمرو فهو‬
‫صدوق‪ ،‬لذا حكمنا عليه ابحلسن‪ .‬وقد حكم النووي عليه أيضا ابحلسن‪.‬‬

‫فأما طريق رشدين بن سعد أخرجه إمام أمحد يف مسنده‪ ،‬ابب رجل خدم النيب صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬جزء ‪ ،11‬الصفحة ‪ ،114‬رقم ‪ ،18971‬عن حييي بن غيالن عن رشدين بن‬
‫سعد‪ ،‬عن بكر بن عمرو‪ ،‬عن عبد هللا بن هبرية به‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة اإلسناد‪:‬‬

‫ويشتمل هذا اإلسناد على ستة من الرواة‪.‬‬


‫‪ .1‬حيىي بن غيالن‪ :‬هو ابن عبد هللا ابن أمساء اخلزاعي أو األسلمي البغدادي‪ ،‬كنيته‪ :‬أبو‬
‫الفضل من العاشرة‪ ،‬مات سنة مائتني وعشرين على الصحيح‪ ،‬م ت س‬
‫‪ِ .2‬ر ْشدين بن سعد‪ :‬هو بن مفلح املهري بفتح امليم وسكون اهلاء أبو احلجاج‬
‫املصري ضعيف رجح أبو حامت عليه بن هليعة وقال بن يونس كان صاحلا يف‬
‫دينه فأدركته غفلة الصاحلني فخلط يف احلديث من السابعة مات سنة مثان‬
‫ومثانني وله مثان وسبعون سنة ت ق‪ ،‬قال عنه الذهيب "كان صاحلا عابدا‬
‫حمدث سيئ احلفظ"‬
‫‪ .1‬بكر بن عمرو‪ :‬سبق‪.‬‬
‫‪ .4‬عبد هللا بن هبرية‪ :‬سبق‪.‬‬
‫‪ .5‬عبد الرمحن بن جبري‪ :‬سبق‪.‬‬
‫‪ .6‬رجل خدم النيب‪ :‬سبق‬
‫‪ ‬احلكم على احلديث‪ :‬هذا اإلسناد (ضعيف)‪ ,‬وذلك لوجود رشدين بن سعد فيه وهو‬
‫ضعيف عند أهل هذا الشأن‪ ,‬ولوجود طريق آخر هلذا احلديث وهو حسن ‪ ,‬فرتتقي‬
‫اإلسناد إىل حسن لغريه‪ ,‬وهللا اعلم‪ .‬قال الشيخ شعيٍ األرنئوط يف ختريج املسند‬
‫‪ 21184‬إسناده صحيح‪.‬‬
‫‪ ‬شرح املفردات‬
‫أقنيت‪ :‬أي ملكت املال وغريه (سلسلة األحاديث الصحيحة و شيء من فقهها و‬
‫فوائدها)‬
‫‪ ‬الشرح اإلمجايل‪:‬‬
‫ويف هذا احلديث أن التسمية يف أول الطعام بلفظ " بسم هللا " ال زايدة فيها‪،‬‬
‫وكل األحاديث الصحيحة اليت وردت يف الباب كهذا احلديث ليس فيها الزايدة‪،‬‬
‫وال‬
‫أعلمها وردت يف حديث‪ ،‬فهي بدعة عند الفقهاء مبعىن البدعة‪ ،‬وهناك قول آخر‬
‫يقول إن األفضل االقتصار على قول "بسم هللا" يف أول الطعام و أال يزيد عليها‬
‫فإن زاد وقال‪ :‬بسم هللا الرمحن الرحيم فال حرج عليه عند أكثر العلماء‪ .‬مث روى‬
‫لنا هذا اخلادم الصحايب رضي هللا عنه دعاء يقال بعد الفراغ من األكل‪ ،‬وأن نعمة‬
‫اهلداية ال تعدهلا نعمة‪ ،‬نعمة اهلداية إىل اإلسالم واهلداية إىل الطعام فهو سبحانه‬
‫الذي يسرمها‪.‬‬
‫‪ ‬الفوائد املستنبطة‬
‫‪ .1‬من السنة قول هذا الدعاء أو غريه مما ورد‪ ،‬بعد الفراغ من األكل‬
‫‪ .2‬االقتداء ابلنيب صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪ .1‬هللا سبحانه هو املنعم وهو املطعم‬
‫‪ .4‬نعم هللا كثرية ال حتصى‬
i
ii
iii
iv
v
vi

You might also like