Professional Documents
Culture Documents
القيامة وحياتنا الروحية المتروبوليت أفرام كيرياكوس
القيامة وحياتنا الروحية المتروبوليت أفرام كيرياكوس
المقدمة
يكتمة هو من سلسلة المواضيع المطروحة .تبقى هذه المواضيع مفتوحةة و ية
إ ّ بالحياة مع هللا وهذه األحاديث كلّها ه مدخ إلى الملكوت.
قليالً ما يطرح الموضوع من منظار كيف نعيش نحن قيامة الرب يسةوع فة حياتنةا
كيف نعيشها بالروح القدس مع أنّ اآلبا القدّيسين تكلّموا عةن القيامةة فة حيةاته
ونعةةرأ أن الكنيسةةة األرسوةكسةةية ه ة كنيسةةة قياميةةة ألنهةةا تش ةدّد أو ً علةةى حةةد
القيامة وتؤكد على نتائج القيامة ف حياتنا ،أي اسر هذا الحةد فة حيةاة المةؤمنين،
اسةةتناداً إلةةى الكتةةاب المق ةدّس وتقليةةد الكنيسةةة ،مةةا عاي ة ومةةا ألفة المؤمنةةون عبةةر
القرون.
السالم المعروأ “المسيح قام”! ف زمن القيامةة وبعةده حتّةى اليةوم وإلةى األبةد هةو
ّ
ملخةةا البشةةارة والترتيلةةة بالطروباريةةة “المسةةيح قةةام مةةن بةةين األمةةوات ووءةةى
الةرب يسةوع
ّ الموت بالموت ووهب الحياة للذين ف القبور” تختصةر معنةى القيامةة.
نفس يؤكد لنا ف الكتاب “سقوا لقد غلبت العال ” بيو33 :16 .
ومع ك ّ ةلة ،،تبقةى هةذه الكلمةات وهةذه التعةابير كلمةات ،علةى ر ةا أن تتحة ّو إلةى
حياة .اإلنجي والكتاب المقدّس كلّ والمؤلّفات الروحيّة األخرى المقدّسة كلّها تعابير
أساس ة ف ة الالهةةوت ،إة أن عةةن خبةةرة القديسةةين واألنبيةةا والرس ة .هةةذا ي ة
الكتابات المقدّسة ليست ُم ْن َزلة حرفيّا ً من هللا ،ب ه تعابير ُكتبةت بلةةة عصة عر معةيّن
تعبيةةراً عةةن خبةةرة مقدّسةةة إلهيّةةة-إنسةةانية عايةةها القدّيسةةون مةةع هللاُ .كتبةةت إلفادتنةةا
ولتعليمنا ،لك نسعى بدورنا ونجاهد لعيش مث هذه الخبرة مع هللا .من هذه الناحية
نقو إنّ هذه الكتابات ه ملهمة من هللا ،وليست منزلة.
الحي الكاف لذل ،والقلب الطةاهر .وبةولي الرسةوّ بنعين اإليمان أ ّو ً إةا كنّا نمل،
يدعونا ل “ :نقّوا منك الخميرة العتيقة لك تكونوا عجينا ً ديةداً كمةا أنةت فطيةر ألنّ
فصحنا أيضا ً المسيح قد ُةبح أل لنا .إةاً لنعيّد ليي بخميةرة عتيقةة و بخميةرة الشة ّر
والخبث ب بفطير اإلخالص والح ” ب9كور.(8-7 :5 ُ
“إةاً إن كان أحد ف المسيح فهو خليقة ديدة .األييا العتيقة قد مضت ،هوةا الك
قد رار ديداً” ب2كور .(97 :5
بنعين اإليمان إةاً ننظر ،إلةى ال منةا كمةا إلةى ال م المسةيح أنهةا أضةحت معبةراً للحيةاة
وللفرح ،وعلى األق فه تعلّمنا الصبر ،تعط لنا فررةة للتواضةع وعمة الرحمةة،
تمحصنا ،تط ّهرنا ،تنقّينا ببدون تنقية ،بدون تطهر ،بدون هاد ،نحص على ءع ّ
القيامةةة بة ّد مةةن التط ّهةةر مةةن األهةةوا لكة نقتةةرب مةةن المسةةيح القةةائ لكة نعةةاين
مجده“ .ءوبى ألنقيا القلوب ألنه يعاينون هللا” بمت .(8:5
ويضةيف القةديي سةمعان الالهةوت الحةديث قةائالً“ :إنّ الةنّا الشةريف الةذي نتلةوه
دائما ً ف اآلحاد وف الفصح يقو إة قد المنا بقيامةة المسةيح بة إة قةد رأينةا قيامةة
ب القدوس ...ألنّ قيامة المسيح تحد فعةالً فة نفةي كة ّ مةؤمن المسيح فلنسجد لل ّر ّ
على حدة ،وةل ،ليي م ّرة واحدة ب ف كة ّ سةاعة ،يقةوم المسةيح السةيد فينةا حةامالً
الضيا و ُمشِّعا ً بني ّعة األلوهة وعدم الفسةاد ،ةلة ،ألنّ حضةور الةروح القةدس المنيةر
يكشف لنا قيامة السيّد كما ف نور رةباح ّ وبةاألحرى يؤهّلنةا لرؤيةة المسةيح نفسة
الرب ظهر لنا” ونتةابع مؤكةدين علةى مجي ة الثةان “مبةار
ّ قائماً .لذل ،نقو “ :هللا
اآلت باس الرب”.
إنّ الذين يظهر له المسيح قائما ً يَ َرون روحيّا ً وبنعينه الروحيةة ،أي عنةدما يةدخ
المسيح فينا بنعمة الروح القةدس يقيمنةا مةن بةين األمةوات ويحيينةا ويؤهّلنةا أن نةراه
ف ةواتنا حيّا كل ،هو العدي الموت والفنا .هذا فحسب ،ب يعطينا أيضةا ً موهبةة
وممجداً إيّانا كما يشهد على ةل ،الكتاب المقدّس بنسره.ّ إدرا حضوره البهج مقيما ً
هةةذه ه ة أسةةرار المسةةيحيّين اإللهيّةةة ،هةةذه ه ة ق ة ّوة إيماننةةا الخفيّةةة ،الق ة ّوة الت ة
يعرفها الملحدون والمش ّككون وقليلو اإليمان و يمكن أن يروها”.
“إن ءةةابع خةةت المسةةيح هةةو بالحقيقةةة إيةةراق الةةروح القةةدس ...حيةةث تو ةةد دمةةوع
غزيرة بمعرفة حقيقية هنا أيضا ً إيراق للنور اإلله .وحيةث إيةراق النةور هنةا
هبة الصالحات كلّها .هنةا يخةت بخةات الةروح القةدس داخة القلةب ،الةذي منة تةنت
أسمار الحياة كلّها .من هنا يُزهر من أ المسيح السالم ،الرحمةة ،الرأفةة ،الصةالح،
الب ّر ،اإليمان والعفة .وبالتال محبة األعدا والصالة من أ له ،الفرح ف التجةارب
واإلفتخار ف الشدائد .وأيضا ً أن يحسب المر خطايا اآلخرين خطاياه ،أن يبك مةن
يضح بحماس بنفس من أ األخوة”. ّ أ لها وأن
الرب يسوع المسيح اإلل بعد موت على الصليب مماتةا ً فة الجسةد ولكةن محية ًى فة
الروح ةهب فكرز “لمرواح التة فة السةجن” ب9بة . 91-98:1هةذه األرواح مةا
ه إ ّ نفوس الصدّيقين األبةرار الةذين كةانوا ينتظةرون المسةيح القةائ لكة ينتشةله
من سلطة الشيطان ويممه من نور مجده ويؤهّله للرؤية اإللهية.
األيقونةة األرسوةكسةية للقيامةة تُظهةر الةرب يسةوع المسةيح ُمحاءةا ً بهالةة مةن المجةد
بيضا معة ،ينتش الدم وحوا من قعر الجحي ويقيّد الشيطان بالسالس .ومةع الدم
وحوا ينتش كة ّ نفةي مؤمنةة تنتظةره وهة مكبّلةة بقيةود األلة والمةرض والمةوت.
كما ينتش أيضا ً ك ّ نفي تحيا بمو ب الروح اإلنجيليّة دون أن تعرأ اإلنجي .
الممجةةد
ّ قلنةةا أن اإلنسةةان لكة يتحةةو إلةةى إنسةةان ديةةد علةةى رةةورة المسةةيح القةةائ
الةالب الموت ب ّد ل أن يتنقى أو ً من أهوائ .كيف يعود يش ،ف قريبة ويةدين
أخاه ،كيف يعود يتح ّم أخاه .لذل ،القيامة ه حالةة ديةدة تنتمة إلةى هةذا العةال
بة إلةةى اآلتة الجديةد ولكةةن نحةةن المسةيحيين نعةةيش هةةذه الحالةة مةةن اليةةوم .نتةةذوق
القيامة قب القيامة إةا ل نلت بالمسيح ف هذه الحياة فلن نراه ف الحياة األخرى.
الرب فليست القضيّة قضيّة معرفة إيماننا ،وتندية فةروض ويةعائر ّ أ ّما أن نعيش مع
دينيةة ،وتعلّة عقائةد ،بة قضةيّة خبةرة وحيةاة .هةذا نهةج القديسةين ،الةنهج الطبيعة ،
أنّه عايوا مع الرب ،لمسوه ،تكلموا عن وعرفوه.
كيف نلتق ب عمليّا ً مةا هة السةب التة تقةدّمها لنةا الكنيسةة والتة تسةاعدنا لكة
بالرب يسوع القائ من األموات
ّ نقترب ونلتق
واب :ف األسرار المقدّسة إن كنّا متهيّ ين إلقتبالها ،لعيشها لك تفع فينةا .تلميةذا
عمةواس عرفةا الةرب يسةوع عنةد كسةر الخبةز ب لةو (15 :22هةذا ألن قَ ْلبَي ِهمةا كانةا
ملتهبَين إة كان يكلّمهما ف الطري .
بولي الرسو عرأ الرب على ءري دمش حيث حص ل اإليراق اإللهة ،كةان
يةاو قةبالً مضةط ِهداً كبيةراً للمسةيحيّين .كةان يعتقةد أنّ المسةيحيّين الجةدد قةد خ ّربةوا
الديانة اليهودية .ولكن عنةد إيةراق النةور ،أي عنةدما اسةتنار ،عةاين المسةيح فةرأى
في الصورة غير المش ّوهة للحقيقةة عةرأ أنة اإللة الحة ّ .كةان يضةطهد دفاعةا ً عةن
الحقيقة ولكن عنةدما عاينهةا فة النةور اإللهة عندئةذ تبنّاهةا ،كةان مضةطهداً فنرةبح
مضطّ َهداً.
عندما يرى المسيح ّ الحقيقة يتبنّاهةا ،فيسةتنير ،ويشةهد لهةا .وإ ّ كيةف نسةتطيع أن
سةر كيةف اسةتطاع عةدد رةةير مةن الرسة فة عصةر كانةت عبةادة اآللهةة الوسنيةة نف ّ
مسيطرة ،كيف استطاعوا أن يقلبوا المسةكونة رأسةا ً علةى عقةب خةال حةوال 133
سنة من اإلضطهادات كيف أقنعوا أن المسيح هو اإلل الحقيق
إةاً السةةبي األو للّقةةا مةةع المسةةيح الح ة ّ هةةو األسةةرار ،وخارةةة س ة ّر الشةةكر الةةذي
يتطلّب تهي ةً ضمن إءار التوبة واإلعتراأ والصوم والسهر والصالة.
الصالة ه الطري الف ّعالة الت يلتق بواسطتها كة ّ إنسةان مةؤمن المسةيح .الصةالة
الحةةا ّرة ،الصةةالة القلبيةةة -الصةةالة النقيّةةة الخاليةةة مةةن التش ةتّت ،ه ة اتّصةةا مبايةةر
الةرب القةائ وينخةذ منة قة ّوة
ّ بالرب ،وه اإلءار الذي في يدخ اإلنسةان بصةل عة مةع
ودفعا ً.
التوبة واإلعتراأ هذا سبي الخةر ،أن يتجة ّرد اإلنسةان ويُقصة عنة الميةو السةلبيّة
بقةة ّوة المسةةيح .كةةذل ،قلنةةا سةةابقاً :التنقيةةة والتطهةةر ومحاربةةة األهةةوا ،والجهةةاد
ي المسةيح ّ هةو الروح ،هنا حرب دائمة .نتد ّرب لك نكون نوداً للة ّر ّ
ب ،والجنةد ّ
الةةةذي يحةةةارب أهةةةوا ه“ .احملةةةوا سةةةالح هللا الكامةةة يقةةةو بةةةولي الرسةةةو ،لكةةة
تسةتطيعوا أن تقةا ِوموا مكائةد الشةرير” .كيةف تسةتطيع أن تقة ّوي ،أن تسةاعد غيةر ،
وأنت كسو
الصالة الدائمة تجع روح هللا فاعالً على الدوام ف ةواتنةا ،فة حياتنةا ،فة تصة ّرفنا
الةرب
ّ مع اآلخرين .تذ ّكروا مةا يقةو القةدّيي يوحنةا السةلّم “ :أ ُ لُةد محاربية ،باسة
يسوع ،ليي سالح أمضى من هذا السالح ،ف السما و على األرض”.
أخيراً وليي الخراً ،السبي الف ّعا وربمةا األفضة لكة يلتقة اإلنسةان المسةيح القةائ
هةةو أعمةةا المحبةةة ،أعمةةا الرحمةةة ومسةةاعدة اإلنسةةان القريةةب المحتةةاا المتةةنلِّ ،
ي مكةةان الخةةر المةةريض الخةةاءى ،تفقّةةد األرام ة واليتةةامى حيةةث نلمةةي أكثةةر مةةن أ ّ
راحات المسيح ،نلمي كيف أن األلة يتحة ّو إلةى تعزيةة ،إلةى فةرح ،ألن القيامةة
تكون بال رليب .يكون الفرح بةال ألة .وعنةدنا فة كة ّ وقةت فة كة ّ زمةان ومكةان
الرب وقيامت .
ّ اإلمكانيّة أن نشار ال م اآلخرين ،أن نعيش ال م
إن كنا نلمةي ورا األلة تعزيةةً فسةوأ نيةنس ،بة نر ةو ورا كة ّ ألة ،ورا َ كة ّ
و عع تعزية “اإليمةان والر ةا والمحبةة وأعظمهةنّ المحبةة” يقةو بةولي الرسةو .
“المحبةةة” ألنهةةا وحةةدها تةلةةب المةةوت وتطةةرح كة ّ خةةوأ خار ةا ً ...حةةامالت الطيةب
حب أعظ من ةهبن بخوأ وفرح عظي بعد رؤية القبر الفارغ .هللا محبّة وليي من ّ
أن يبذ اإلنسان نفس من أ أحبّائ .المحبة تظنّ السو .المحبّةة تطلةب يةي ا ً
لنفسةها ،المحبّةة تسةق أبةداً .لةذل ،قةا بةولي أيضةا ً إنة أيةتاق أن أةهةب أللتقة
بالمسيح ،ايتهى أن يموت .الموت هو أكبر عدو لإلنسان .أ ّما ف عهد النعمة ،عهةد
القيامةة ،فقةد أخةذ القدّيسةون يشةتهون المةوت ألنّ المةوت أرةبح معبةراً للحيةاة ،يةوم
الممجةد إلةى األبةد
ّ رقاده أربح عيد و دته للحياة األبدية الت للمسيح اإلل القةائ
مع اآلب والروح .المين.