بحث كامل مكمل...

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 43

‫‪1‬‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة بابل‬
‫كلية التربية األساسية‬
‫قسم العلوم ‪ /‬الفيزياء‬
‫صباحي‬

‫نظريات نشوء الكون‬


‫بحث مقدم الى مجلس كلية التربية االساسية جامعة بابل‬
‫من الطالب‬

‫(( حسين عبد الكاظم نعمه ))‬

‫كجزء من متطلبات نيل شهادة البكالوريوس‬


‫في قسم العلوم العامة ‪ /‬فرع الفيزياء‬
‫بإشراف االستاذ‬

‫(( ماهر حسن المعموري ))‬

‫‪2021‬م‬ ‫‪1442‬هــ‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫ض َكانَتَا‬ ‫ت َواَأْل ْر َ‬‫س َما َوا ِ‬‫ين َكفَ ُروا َأنَّ ال َّ‬ ‫َأ َولَ ْم يَ َر الَّ ِذ َ‬‫(‬
‫ش ْي ٍء َح ٍّي ۖ َأفَاَل‬ ‫َر ْتقًا فَفَتَ ْقنَا ُه َما ۖ َو َج َع ْلنَا ِم َن ا ْل َما ِء ُك َّل َ‬

‫ون ‪) .‬‬
‫يُْؤ ِمنُ َ‬

‫صدق هللا العلي العظيم‬


‫سورة االنبياء‬
‫اآليــة (‪)21‬‬

‫‪2‬‬
‫‪3‬‬

‫أحمد هللا عز وجل على منه وعونه إلتمام هذا البحث‬


‫الى الذي وهبني كل ما يملك حتى احقق له اماله الى من‬
‫كان يدفعني قدما ً نحو االمام لنيل المبتغى الى االنسان الذي‬
‫امتلك االنسانية بكل قوة الى الذي سهر الليالي على تعليمي‬
‫( ابي الغالي على قلبي اطال هللا في عمره )‬
‫الى التي وهبت فلذه كبدها كل العطاء والحنان الى التي‬
‫صبرت على كل شيء التي رعتني حق الرعاية وكانت‬
‫سندي في الشدائد وكانت دعواها لي بالتوفيق‪.‬‬
‫(أمي حفظها هللا )‬
‫اهدي هذا العمل المتواضع اليها ادخل هللا على قلبها السعادة‬

‫والى كل من يؤمن بأن بذور النجاح التغيير هي في ذروتنا‬


‫وفي انفسنا قبل ان تكون اشياء اخرى‪..‬‬

‫‪3‬‬
‫‪4‬‬

‫قال رسول هللا ( صل هللا عليه واله وصحبة وسلم )‬


‫()‬
‫( من لم يشكر الناس لم يشكر هللا )‬
‫صدق‬
‫رسول هللا‬

‫الحمد هلل على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه ونشهد ان ال اله‬
‫اال هللا وحده ال شريك له تعظيما لشأنه ونشهد ان سيدنا ونبيناـ محمد‬
‫عبده وسوله والداعي الى رضوانه صل هللا عليه وعلى واله واصحابه‬
‫واتباعهـ وسلم‪.‬‬

‫بعد شكر هللا سبحانه وتعالى على توفيقه لنا إلتمام هذا البحث المتواضعـ‬
‫اتقدم بجزل الشكر الى الوالدين العزيزين الذين اعانوني وشجعوني على‬
‫االستمرار في مسيرة العلم والنجاح ‪.‬‬
‫كما اتوجه بالشكر الجزيل الى من شرفني بأشرافه على بحثي (م ‪ .‬ماهر‬
‫المعموري ) الذي لم تكفي حرف هذه المذكرة إليفائه حقه وفضله الكبير‬
‫علي ‪ ،‬ولتوجيهاته العلمية التي ال تقدر بثمن والذي ساهم بإتمام هذا‬
‫العمل‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪5‬‬

‫الخالصة‬

‫نظرية االنفجار العظيم وهي النظرية األكثر قبوالً بين العلماء والمفسرين حول نشوء الكون‬
‫والتي تفسر نشوء وتكون الكون بجميع أجزاءه ومجراته وكويكباته ‪.‬‬

‫نظرية االنفجار العظيم هي التفسير الرئيسي لكيفية بدء الكون‪ .‬في أبسط صورها‪ ، 8‬تقول إن‬
‫الكون كما نعرفه بدأ بفردية صغيرة ‪ ،‬ثم تضخم على مدى ‪ 13.8‬مليار سنة تالية إلى الكون الذي‬
‫نعرفه اليوم ‪ ،‬حيث تناولنا‪ 8‬عدة تفسيرات للعلماء حول هذه النظرية ومنهم أينشتاين و مارك‬
‫كاميونكوفسكي وغيرهم‪.‬‬

‫في الفصل األول تناولنا‪ 8‬نظرية االنفجار العظيم الذي هو حادث كوني وقع قبل (‪ 15‬بليون) سنة‬
‫عندما كان الكون كله مضغوطاً‪ 8‬في جزيء ذري واحد بشكل نقطة واحدة أطلق عليها العلماء اسم‬
‫(الذرة البدائية) أو (الحساء الكوني) ‪ ،‬وبعدها‪ 8‬أثار التضخم الكوني‪ 8‬حيث مع مرور‪ 8‬الوقت‪ 8‬وبرد‪8‬‬
‫المادة ‪ ،‬بدأت تتشكل‪ 8‬أنواع أكثر‪ 8‬تنو ًعا‪ 8‬من الجسيمات‪ ، 8‬وتكثفت‪ 8‬في النهاية‪ 8‬في النجوم‪8‬‬
‫والمجرات‪ 8‬في‪ 8‬كوننا‪ 8‬الحالي‪. 8‬‬
‫وباالنتقال إلى أدلة حدوث االنفجار العظيم من خالل االتساع المستمر للكون و عمل ادوين‬
‫هابل‪ ،‬ثم مراحل نشأة الكون وفق‪ 8‬نظرية االنفجار العظيم والتي تشمل خمس مراحل وتبدأ من‬
‫مرحلة الصفر المطلق وهي األولى إلى ان تنتهي الى تكوين الكويكبات‪ 8‬والمجرات في المرحلة‬
‫الخامسة واألخيرة‪.‬‬

‫اما النظريات األخرى التي فسرت نشوء الكون الي طُرحت في الفصل الثاني فمنها النظرية‬
‫السديمية والتي توضح نشوء مجرتنا مجرة درب التبانة وكيفية نشوء المجموعة الشمسية ‪،‬‬
‫والنظرية األخرى وهي نظرية التصادم والتي بُنيت على أنه تم اعتبار أن الكواكب قد تشكلت‬
‫نتيجة اقتراب‪ ‬نجم‪ ‬آخر من الشمس‪. ‬ومن بعدها تكونت المجرات والكواكب والنجوم‪ . 8‬وبعدها‬

‫النظريات القديمة لنشوء القمر والتي تشمل نظرية االنشطار‪ 8‬ونظرية االقتناص ونظرية الدقائق‪. 8‬‬
‫اما النظرية الحديثة فهي نظرية التصادم‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪6‬‬

‫واخيراً مستقبل الكون بعد االتساع لقد طرح العلماء ثالث احتماالت لطبيعة التوسع في المستقبل‪،‬‬
‫كانت نتيجة هذه االحتماالت وضع ثالث نماذج تعبر عن مستقبل الكون وهي نموذج الكون‬
‫المفتوح ونموذج‪ 8‬الكون المغلق ونموذج الكون المتذبذب‪.‬‬

‫ثبت المحتويـــات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫ت‬

‫أ‬ ‫عنوان البحث‬

‫ب‬ ‫اآلية الكريمة‬

‫ج‬ ‫االهداء‬

‫شكر وتقدير‬
‫د‬

‫ه‬ ‫الخالصة‬

‫‪٢ _1‬‬ ‫المقدمة‬ ‫‪1‬‬

‫الفصل االول ‪ :‬نظرية االنفجار العظيم (‪)Big Bang Theory‬‬


‫‪١3-٣‬‬ ‫بعد االنفجار لعظيم‬ ‫‪‬‬ ‫‪2–1‬‬

‫‪١٧ -4‬‬ ‫المطلب االول ‪ :‬أدلة حدوث االنفجار العظيم‬ ‫‪1–2–1‬‬

‫‪٢١-١٨‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬مراحل نشأة الكون حسب نظرية االنفجار العظيم‬ ‫‪2–2–1‬‬

‫‪٢٢‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬النظريات االخرى في تفسير تشكل الكون‬ ‫‪1–2‬‬

‫المطلب االول‪ :‬النظرية السديمية (‪)Nebular Theory‬‬


‫مجرة درب التبانة‬ ‫‪‬‬
‫‪٢٧-٢٣‬‬ ‫‪1–1–2‬‬
‫انواع الكواكب في المجموعة‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نظرية التصادم (‪)Collision Theory‬‬


‫النظرية القديمة لنشوء القمر‬ ‫‪‬‬
‫‪٣٢-٢٨‬‬ ‫‪2–1–2‬‬
‫النظرية الحديثة لنشوء القمر‬ ‫‪‬‬
‫مستقبل الكون‬ ‫‪‬‬

‫‪6‬‬
‫‪7‬‬

‫‪٣٣‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪3‬‬

‫‪٣٦ -٣٤‬‬ ‫المصادر‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 1 – 1‬المقدمة‬

‫منذ أن وجد اإلنسان على هذه األرض وهو يتساءل عن اصل األشياء وأسباب تكونها وكيفية‬
‫تكونها‪ ،‬ومن التساؤالت المهمة والقديمة والتي شغلت األذهان هو السؤال المتعلق بأصل الكون‪.‬‬
‫وقد ظهرت العديد من األفكار‪ 8‬واآلراء بعضها يعد أساطير‪ 8‬وبعضها‪ 8‬اآلخر أصبح أفكار غير‬
‫واقعية وبعضها نظريات عفا عليها الزمن‪ .‬والنظرية الحديثة التي تفسر اصل الكون والتي القت‬
‫رواجا ً بين العلماء هي (نظرية االنفجار العظيم)‪ .‬أما النظرية التي تفسر أصل المجموعة الشمسية‬
‫فهي (النظرية السديمية)‪ ،‬وهي تعد جزءاً من نظرية االنفجار العظيم ولكننا فضلنا دراستها‪ 8‬على‬
‫حدة لتسهيل عملية الفهم ‪ ,‬أما فيما يتعلق بنشوء القمر‪ ،‬والذي يعد مهما ً بالنسبة لنا ألنه التابع‬
‫الوحيد لألرض‪ ،‬فأن هناك العديد من النظريات التي حاولت أن تفسر نشأته‪ ،‬ولكن أبرزها‬
‫وأكثرها حداثة وقبوالً في األوساط‪ 8‬العلمية هي (نظرية التصادم‪ (.) 8‬تايسون و جولدسميث‪،‬‬
‫‪)٢٠٠٤‬‬

‫نظرية االنفجار العظيم هي التفسير الرئيسي لكيفية بدء الكون‪ .‬في أبسط صورها‪ ، 8‬تقول إن‬
‫الكون كما نعرفه بدأ بفردية صغيرة ‪ ،‬ثم تضخم على مدى ‪ 13.8‬مليار سنة تالية إلى الكون الذي‬
‫نعرفه اليوم‪.‬‬

‫أعلن علماء الفلك أنهم اكتشفوا ما يعتبره الكثيرون قدس األقداس في مجال نشأة الكون أال‬
‫وهو رصد تموجات في منظومة "الزمان‪-‬المكان" التي تمثل أصداء لعملية تمدد الكون الهائلة‬
‫التي حدثت فور وقوع‪ 8‬االنفجار العظيم‪.‬‬
‫قبل قرن من الزمن تنبأ عالم الفيزياء األلماني ألبرت أينشتاين بتموجات منظومة "الزمان‪-‬‬
‫المكان" التي يطلق عليها أيضا موجات الجاذبية‪ .‬ويمثل هذا االكتشاف إنجازا يتوج توصل الفكر‬
‫البشري إلى فهم كيفية نشأة الكون منذ األزل وتطوره في صورة أعداد ال تحصى من المجرات‬
‫والنجوم والسدم‪ 8‬ومساحات شاسعة في أقطار الفضاء‪ .‬وبحسب عالم الفيزياء مارك‬
‫كاميونكوفسكي في جامعة جون هوبكنز‪ 8‬وأحد الباحثين في المشروع‪ 8‬المشترك الذي توصل إلى‬

‫‪7‬‬
‫‪8‬‬

‫هذا الكشف‪ ،‬فإن هذا االكتشاف‪ 8‬يمثل الحلقة المفقودة في علوم الفلك‪ .‬وموجات‪ 8‬الجاذبية عبارة عن‬
‫حركات موجية ضعيفة تنتشر عبر األجرام بسرعة الضوء وكان العلماء يجدون في البحث عنها‬
‫منذ عشرات السنين ألنها تمثل األدلة الغائبة في سياق نظريتين‪.‬‬

‫نشأة الكون حسب تفسير أينشتاين‬


‫النظرية األولى هي النظرية النسبية العامة ألينشتاين التي فتحت الباب على مصراعيه‬
‫أمام األبحاث الحديثة حول نشأة الكون وتطوره والتي سعى فيها أينشتاين إلى تعميم مفاهيم‬
‫نظريته الخاصة‪ ،‬إذ أضاف عام ‪ 1915‬مفهومي التسارع‪ 8‬والجاذبية لنظريته الخاصة التي وضعها‪8‬‬
‫عام ‪ ١٩٠٥‬م ‪ [ .‬انترنيت ‪]٥‬‬

‫قبل هابل ‪ ،‬اعتقد معظم علماء الفلك أن الكون لم يتغير‪ .‬ولكن إذا كان الكون يتمدد ‪ ،‬فماذا‬
‫يقول ذلك عن مكانه في الماضي؟‪ ‬إذا كان الكون يتوسع ‪ ،‬فإن الفكرة المنطقية التالية هي أنه كان‬
‫يجب أن يكون أصغر في الماضي‪ [.‬انترنيت ‪]٢‬‬

‫قسم البحث الى ثالثة فصول‪ 8‬يتكلم كل فصل عن نظرية ‪ ,‬الفصل االول ‪ :‬نظرية االنفجار‬
‫العظيم ‪ ,‬والثاني يتحدث عن النظرية السديمية ‪ ,‬والثالث يتكلم عن نظرية التصادم ‪..‬‬

‫‪8‬‬
‫‪9‬‬

‫الفصل األول‬
‫نظرية االنفجار العظيم ( ‪( Big Bang Theory‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬بعد االنفجار العظيم‬
‫‪ ‬المطلب األول ( أدلة حدوث االنفجار العظيم )‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬مراحل نشأة الكون وفق نظرية االنفجار‬
‫العظيم‬

‫‪9‬‬
‫‪10‬‬

‫الفصل األولـ‬

‫‪ 2 – 1‬نظرية االنفجار العظيم (‪:)Big Bang Theory‬‬

‫االنفجار العظيم حادث كوني وقع قبل (‪ 15‬بليون) سنة عندما كان الكون كله مضغوطا ً في‬
‫جزيء ذري واحد بشكل نقطة واحدة أطلق عليها العلماء اسم (الذرة البدائية) أو (الحساء‬
‫الكوني)‪ .‬وأن حجم هذه النقطة كان يساوي الصفر وكتلتها ال نهائية‪ .‬أي أن الكون كان عبارة عن‬
‫طاقة خالصة‪ .‬وأن الصيغة النهائية التي يمكن اختصار النظرية بها هي‪ :‬أنه قبل (‪ )15‬بليون سنة‬
‫وقع انفجاراً هائالً في ذرة بدائية كانت تحتوي‪ 8‬على مجموع المادة والطاقة‪ .‬وفي اللحظات األولى‬
‫من االنفجار الهائل ارتفعت درجة الحرارة إلى عدة تريليونات‪ ،‬حيث خلقت فيها أجزاء الذرات‪،‬‬
‫ومن هذه األجزاء خلقت الذرات‪ ،‬وهي ذرات الهيدروجين والهليوم‪ ،‬ومن هذه الذرات تألف‬
‫الغبار الكوني الذي نشأت منه المجرات فيما بعد‪ ،‬ثم تكونت النجوم والكواكب ـ وما زالت تتكون ـ‬
‫وفي غضون ذلك كان الكون وما زال في حالة تمدد وتوسع‪ ،‬وبذلك فان االنفجار العظيم أدى ليس‬
‫فقط إلى ظهور جزيئات ذرية جديدة بل إلى وجود‪ 8‬مفهومي الزمان والمكان اللذين كان يستحيل‬
‫‪ (.‬تايسون و جولدسميث‪)٢٠٠٤ ،‬‬ ‫الحديث عنهما قبل المادة ‪.‬‬

‫ال يزال االنفجار العظيم الذي خلق كوننا قبل ‪ 13.5‬مليار سنة أكبر لغز على اإلطالق‪ 8.‬ما‬
‫الذي انفجر؟‪ ‬ما الذي كان موجودًا قبل االنفجار العظيم؟‪ ‬ما هي الظروف التي أدت إلى االنفجار‬
‫العظيم؟‪ ‬كيف ولماذا تنفجر "هي"؟‪ ‬ما هي الثقوب السوداء والطاقة المظلمة والمادة المظلمة وما‬
‫األدوار التي لعبوها في االنفجار العظيم والبناء الالحق لكوننا؟‪ ‬تجيب "نظرية تصادم االنفجار‬

‫‪10‬‬
‫‪11‬‬

‫الكبير" على هذه األسئلة وغيرها من األلغاز التي تحيط باالنفجار العظيم‪ .‬باستخدام أحدث‬
‫االكتشافات العلمية ‪ ،‬جنبًا إلى جنب مع الحس السليم والمنطق‪ ، 8‬يمكن تفسير االنفجار العظيم‬
‫كحدث طبيعي‪ The Big Bang Collision Theory .‬هو أول كتاب عن االنفجار العظيم‬
‫بدون معادلة رياضية فيزيائية معقدة واحدة تأخذ درجة الدكتوراه‪ .‬لفهم‪ .‬أسلوب الكتابة غير‬
‫الرسمي والفكاهي في كثير من األحيان ‪ ،‬مع إضافة "‪ ‬ستندهش من هذه الرحلة! في موسم‪8‬‬
‫األعياد هذا ‪ ،‬انطلق في الرحلة النهائية عبر مساحة ووقت ال نهاية لهما واكتشف‪ 8‬كيف وصلنا‪8‬‬
‫جميعًا إلى هذا الكوكب الجميل‪ .‬لماذا ال تأخذ أصدقاءك وعائلتك المحبين للعلم معك في الرحلة‬
‫وتفاجئهم بكتاب ورقي بيغ بانغ تحت الشجرة‪ .‬ستندهش من هذه الرحلة! في موسم األعياد هذا ‪،‬‬
‫انطلق في رحلة نهائية عبر مساحة ووقت ال نهاية لهما واكتشف كيف أصبحنا جميعًا هنا على‬
‫هذا الكوكب الجميل‪ .‬لماذا ال تأخذ أصدقاءك وعائلتك المحبين للعلم معك في الرحلة وتفاجئهم‬
‫بكتاب ورقي بيغ بانغ تحت الشجرة ‪] Paul Swart, 2019 [ .‬‬

‫االنفجار العظيمـ ولغز نشأة الكون‬

‫أما النظرية الثانية فهي حديثة نسبيا إذ ظهرت في ثمانينات القرن الماضي وأطلقت على‬
‫موجات الجاذبية اسم التمدد الكوني‪ .‬وترتكز‪ 8‬على فكرة بديهية تقول بأن الكون نشأ عن االنفجار‬
‫العظيم وهو عبارة عن انفجار في منظومة "الزمان‪-‬المكان" منذ ‪ 13.8‬مليار عام‪ .‬وبحسب هذه‬
‫النظرية فإن الكون تمدد بطريقة لوغاريتمية في نشأته‪ ،‬إذ تمدد في الحجم ‪ 100‬تريليون مرة مما‬
‫أدى إلى تناسق الكون بصورة ملحوظة في أغوار الفضاء‪ ،‬كما وجدت نتيجة لذلك تموجات هائلة‬
‫نجمت عنها موجات الجاذبية‪.‬‬
‫ورغم أن هذه النظرية القت تأييدا عمليا كبيرا‪ ،‬إال أن عدم رصد موجات الجاذبية التي‬
‫توقعتها‪ 8‬النظرية دفع الكثيرين من علماء الفلك إلى التحفظ على التسليم بها‪ .‬إال أن األمر تغير بعد‬
‫االكتشاف الذي توصل إليه العلماء مؤخرا‪ ،‬إذ أكد افي لويب عالم الفيزياء بجامعة هارفارد أن‬
‫هذه النتائج ليست مجرد دليل دامغ ال يقبل الشك على تمدد الكون‪ ،‬بل إنها تبلغنا أيضا بموعد هذا‬
‫التمدد ومدى ضخامة هذه العملية‪ .‬وترتبط‪ 8‬قوة إشارات موجات الجاذبية بمدى شدة تمدد الكون‬
‫خالل فترة التمدد الوجيزة‪ .‬ويمثل اكتشاف علماء الفلك في مختبر بيل البس في نيوجيرزي‪ 8‬عام‬
‫‪ 1964‬لهذه الموجات الكونية خير دليل حتى اآلن على أن الكون انبثق أصال من انفجار ذي‬
‫درجة حرارة عالية للغاية‪ .‬وتسبح هذه الموجات في الكون منذ ‪ 380‬ألف عام عقب االنفجار‬
‫العظيم‪ .‬وستترك‪ 8‬لفرق بحثية أخرى من العلماء مهمة التحقق من تفاصيل هذا االكتشاف‪8‬‬
‫باالستعانة بمجموعة كبيرة من التليسكوبات‪ 8‬األرضية والفضائية ‪ [.‬انترنيت ‪]٥‬‬

‫‪11‬‬
‫‪12‬‬

‫نظرية االنفجار العظيم هي التفسير الرئيسي لكيفية بدء الكون‪ .‬في أبسط صورها‪ ، 8‬تقول‬
‫إن الكون كما نعرفه بدأ بفردية صغيرة ‪ ،‬ثم تضخم‪ 8‬على مدى ‪ 13.8‬مليار سنة تالية إلى الكون‬
‫الذي نعرفه اليوم ‪ [ .‬انترنيت ‪]٤‬‬

‫منذ الجزء األول من القرن العشرين ‪ ،‬سيطر تفسير واحد ألصل ومصير‪ 8‬الكون ‪ ،‬نظرية‬
‫االنفجار العظيم ‪ ،‬على المناقشة‪ .‬يؤكد مؤيدو‪ 8‬االنفجار العظيم أنه ‪ ،‬منذ ما بين ‪ 13‬مليار و ‪15‬‬
‫مليار سنة ‪ ،‬كانت كل المادة والطاقة في الكون المعروف‪ 8‬محشورة في نقطة صغيرة‬
‫ومضغوطة‪ .‬في الواقع ‪ ،‬وفقًا لهذه النظرية ‪ ،‬كانت المادة والطاقة في ذلك الوقت نفس الشيء ‪،‬‬
‫وكان من المستحيل التمييز بين أحدهما واآلخر‪.‬‬

‫يعتقد أتباع االنفجار العظيم أن هذه النقطة الصغيرة ولكن الكثيفة للغاية من المادة ‪/‬‬
‫الطاقة البدائية انفجرت‪ .‬في غضون ثوا ٍن ‪ ،‬أطلقت كرة النار المادة ‪ /‬الطاقة بسرعات تقترب من‬
‫سرعة الضوء‪ .‬في وقت الحق ‪ -‬ربما بعد ثوان ‪ ،‬وربما بعد سنوات ‪ -‬بدأت الطاقة والمادة في‬
‫االنقسام وتصبح كيانات منفصلة‪ .‬كل العناصر‪ 8‬المختلفة في الكون تطورت اليوم مما انبثق من‬
‫هذا االنفجار األصلي‪.‬‬

‫يدعي منظرو‪ Big Bang 8‬أن جميع المجرات والنجوم والكواكب ال تزال تحتفظ‬
‫بالحركة المتفجرة لحظة الخلق وتتحرك‪ 8‬بعيدًا عن بعضها البعض بسرعة كبيرة‪ .‬جاء هذا‬
‫االفتراض من اكتشاف غير عادي حول المجرات المجاورة لنا‪ .‬في عام ‪ ، 1929‬أعلن عالم الفلك‬
‫إدوين هابل ‪ ،‬الذي كان يعمل في مرصد ماونت ويلسون في كاليفورنيا‪ ، 8‬أن جميع المجرات التي‬
‫شاهدها كانت تنحسر عنا ‪ ،‬وعن بعضها البعض ‪ ،‬بسرعات تصل إلى عدة آالف من األميال في‬
‫الثانية‪.‬‬

‫االنزياح األحمر‬

‫لتحديد سرعة هذه المجرات ‪ ،‬استفاد هابل من تأثير دوبلر‪ 8.‬تحدث هذه الظاهرة عندما‬
‫يتحرك مصدر من الموجات ‪ ،‬مثل الضوء أو الصوت ‪ ،‬فيما يتعلق بالمراقب‪ 8‬أو المستمع‪ .‬إذا كان‬
‫مصدر الصوت أو الضوء يتحرك نحوك ‪ ،‬فأنت ترى أن الموجات ترتفع في التردد‪ :‬يصبح‬
‫الصوت أعلى في النغمة ‪ ،‬بينما يتحول الضوء نحو النهاية الزرقاء للطيف المرئي‪ .‬إذا كان‬

‫‪12‬‬
‫‪13‬‬

‫المصدر يتحرك بعيدًا عنك ‪ ،‬فإن تردد الموجات ينخفض‪ :‬يصبح الصوت أقل حدة ‪ ،‬ويميل‬
‫الضوء إلى التحول نحو النهاية الحمراء للطيف‪ .‬ربما الحظت تأثير دوبلر عندما تستمع إلى‬
‫صفارة اإلنذار لسيارة اإلسعاف‪ :‬يرتفع الصوت مع اقتراب السيارة ‪ ،‬وينخفض مع اندفاع‪ 8‬السيارة‬
‫بعيدًا‪.‬‬

‫لفحص الضوء الصادر‪ 8‬من المجرات ‪ ،‬استخدم هابل مطيافًا‪ ، 8‬وهو جهاز يحلل الترددات‬
‫المختلفة الموجودة في الضوء‪ .‬اكتشف أن الضوء القادم من المجرات البعيدة في الفضاء قد تم‬
‫إزاحته ألسفل باتجاه النهاية الحمراء للطيف‪ .‬ال يهم مكان وجود‪ 8‬كل مجرة في السماء ‪ -‬فقد‬
‫انزياح كل مجرة نحو األحمر‪ .‬أوضح هابل هذا التحول من خالل استنتاجه أن المجرات كانت‬
‫تتحرك ‪ ،‬تبتعد عن األرض‪ .‬يفترض هابل أنه كلما زاد االنزياح نحو األحمر ‪ ،‬زادت سرعة‬
‫المجرة‪.‬‬

‫أظهرت بعض المجرات انزيا ًحا‪ 8‬بسيطًا نحو األحمر‪ .‬لكن الضوء المنبعث من اآلخرين‬
‫انتقل بعيدًا عن اللون األحمر إلى األشعة تحت الحمراء ‪ ،‬حتى وصواًل إلى الموجات الدقيقة‪ .‬يبدو‬
‫أن المجرات األكثر خفوتًا وبُعدًا لديها أكبر قدر من االنزياحات الحمراء ‪ ،‬مما يعني أنها كانت‬
‫[ انترنيت ‪]٩‬‬ ‫تسافر بشكل أسرع على اإلطالق ‪.‬‬

‫نظ ًرا ألن األدوات الحالية ال تسمح لعلماء الفلك بالتأمل في والدة الكون ‪ ،‬فإن الكثير مما‬
‫نفهمه حول نظرية االنفجار العظيم يأتي من الصيغ والنماذج الرياضية‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬يمكن لعلماء‬
‫الفلك أن يروا "صدى"‪ 8‬التوسع من خالل ظاهرة تعرف باسم‪ ‬الخلفية الكونية الميكروية‪ ,  ‬في‬
‫حين أن غالبية المجتمع الفلكي يقبل هذه النظرية ‪ ،‬هناك بعض المنظرين الذين لديهم‪ ‬تفسيرات‬
‫بديلة إلى جانب االنفجار‪ ‬العظيم‪ - ‬مثل التضخم األبدي أو الكون المتذبذب‪.‬‬

‫كانت عبارة "نظرية االنفجار الكبير" شائعة بين علماء الفيزياء الفلكية لعقود من الزمن ‪،‬‬
‫ولكنها وصلت إلى االتجاه السائد في عام ‪ 2007‬عندما تم عرض عرض كوميدي يحمل نفس‬
‫االسم ألول مرة على شبكة سي بي إس‪ .‬يتابع العرض الحياة المنزلية واألكاديمية للعديد من‬
‫الباحثين (بما في ذلك عالم الفيزياء الفلكية)‪ [ .‬انترنيت ‪] ٤‬‬

‫‪ ‬نظرية االنفجار العظيم و هو التفسير الكوني األكثر قبوال على نطاق واسع لكيفية تشكيل‬
‫الكون‪ .‬إذا بدأنا من الحاضر ورجعنا‪ 8‬إلى الماضي ‪ ،‬فإن الكون ينكمش ويصغر‪ 8‬ويصغر‪ 8.‬ما هي‬
‫النتيجة النهائية لكون متقلص؟‪ ‬وفقًا لنظرية االنفجار العظيم ‪ ،‬بدأ الكون منذ حوالي ‪ 13.7‬مليار‬

‫‪13‬‬
‫‪14‬‬

‫سنة‪ .‬كل شيء موجود‪ 8‬اآلن في الكون تم ضغطه في حجم صغير‪ 8‬جدًا‪ .‬تخيل كل الكون المعروف‬
‫في كتلة واحدة فوضوية وساخنة‪ .‬تسبب انفجار هائل ‪ -‬انفجار كبير ‪ -‬في بدء الكون في التوسع‬
‫بسرعة‪ .‬كل المادة والطاقة في الكون ‪ ،‬وحتى الفضاء نفسه ‪ ،‬خرجت من هذا االنفجار‪ .‬ماذا حدث‬
‫قبل االنفجار العظيم؟‪ ‬ال توجد‪ 8‬طريقة للعلماء لمعرفة ذلك ألنه ال يوجد دليل متبقي‪.‬‬

‫[انترنيت ‪]٢‬‬

‫آثار التضخمـ الكوني‬

‫مع مرور‪ 8‬الوقت‪ 8‬وبرد‪ 8‬المادة ‪ ،‬بدأت‪ 8‬تتشكل أنواع‪ 8‬أكثر‪ 8‬تنو ًعا‪ 8‬من الجسيمات‪ ، 8‬وتكثفت في‪8‬‬
‫النهاية في‪ 8‬النجوم‪ 8‬والمجرات‪ 8‬في‪ 8‬كوننا‪ 8‬الحالي‪8.‬‬

‫بحلول‪ 8‬الوقت الذي‪ 8‬كان فيه عمر الكون جز ًءا‪ 8‬من المليار من الثانية ‪ ،‬كان الكون قد‪ 8‬برد‪8‬‬
‫بدرجة كافية‪ 8‬حتى تنفصل‪ 8‬القوى‪ 8‬األساسية األربعة‪ 8‬عن بعضها‪ 8‬البعض‪ .‬تشكلت‪ 8‬الجسيمات‪8‬‬
‫ضا‪ 8.‬ومع ذلك‪ ، 8‬كان الجو‪ 8‬حا ًرا‪ 8‬جدًا لدرجة‪ 8‬أن هذه الجسيمات‪ 8‬لم تتجمع‪ 8‬بعد‬
‫األساسية للكون‪ 8‬أي ً‬
‫في‪ 8‬العديد من الجسيمات‪ 8‬دون الذرية‪ 8‬التي لدينا‪ 8‬اليوم‪ ، 8‬مثل البروتون‪ 8.‬مع استمرار‪ 8‬الكون في‪8‬‬
‫التوسع‪ ، 8‬استمر‪ 8‬هذا الحساء البدائي‪ 8‬الساخن باألنابيب‪ - 8‬والذي‪ 8‬يسمى‪ 8‬بالزما‪ 8‬كوارك‪8-‬غلوون‪- 8‬‬

‫‪14‬‬
‫‪15‬‬

‫في‪ 8‬البرودة‪ .‬بعض‪ ‬مصادمات‪ 8‬الجسيمات ‪ ،‬مثل مصادم‪ 8‬الهادرونات‪ 8‬الكبير‪ 8‬التابع‪ 8‬لمنظمة‬


‫‪ ، CERN‬قوية‪ 8‬بما يكفي‪ 8‬إلعادة تكوين‪ 8‬بالزما‪ 8‬كوارك‪8-‬غلوو‪8‬ن‪.‬‬

‫كان اإلشعاع‪ 8‬في‪ 8‬بدايات الكون شدي ًدا‪ 8‬لدرجة‪ 8‬أن الفوتونات‪ 8‬المتصادمة‪ 8‬يمكن أن تشكل‪8‬‬
‫أزوا ًجا‪ 8‬من الجسيمات‪ 8‬المكونة من المادة والمادة‪ 8‬المضادة ‪ ،‬والتي‪ 8‬تشبه المادة العادية من جميع‪8‬‬
‫النواحي‪ 8‬باستثناء‪ 8‬الشحنة الكهربائية‪ 8‬المعاكسة‪ 8.‬يُعتقد أن الكون المبكر‪ 8‬يحتوي‪ 8‬على كميات‪8‬‬
‫متساوية‪ 8‬من المادة والمادة المضادة‪ 8.‬ولكن مع تبريد‪ 8‬الكون‪ ، 8‬لم‪ 8‬تعد الفوتونات‪ 8‬تحزم‪ 8‬ما‪ 8‬يكفي‬
‫من اللكمات لتكوين أزواج‪ 8‬من المادة والمادة‪ 8‬المضادة‪ .‬لذا‪ 8‬مثل لعبة الكراسي‪ 8‬الموسيقية‬
‫المتطرفة‪ ، 8‬تقترن العديد‪ 8‬من جزيئات‪ 8‬المادة والمادة‪ 8‬المضادة وتفني‪ 8‬بعضها‪ 8‬البعض‪.‬‬

‫بطريقة ما‪ ، 8‬نجت بعض المواد‪ 8‬الزائدة‪ - 8‬وهي‪ 8‬اآلن األشياء التي‪ 8‬يتكون‪ 8‬منها البشر‪8‬‬
‫والكواكب‪ 8‬والمجرات‪ 8.‬وجودن‪8‬ا‪ 8‬هو‪ 8‬عالمة واضحة‪ 8‬على أن قوانين‪ 8‬الطبيعة تعامل‪ 8‬المادة والمادة‪8‬‬
‫المضادة بشكل‪ 8‬مختلف‪ 8‬قليالً‪ 8.‬الحظ‪ 8‬الباحثون بشكل‪ 8‬تجريبي‪ 8‬عدم توازن‪ 8‬القواعد هذا ‪ ،‬والذي‪8‬‬
‫يسمى‪ 8‬انتهاك‪ ، CP 8‬قيد‪ 8‬التنفيذ‪ .‬ال يزال‪ 8‬الفيزيائيون‪ 8‬يحاولون‪ 8‬معرفة‪ 8‬بالضبط‪ 8‬كيف‪ 8‬انتصرت‪8‬‬
‫المادة في‪ 8‬الكون المبكر‪ (.‬انترنيت‪) ١ 8‬‬

‫جهاز استقبال السلكي في عام ‪ 1965‬ويلتقطان درجات حرارة أعلى من المتوقع ‪ ،‬وفقًا‬
‫لوكالة ناسا‪ . ‬في البداية ‪ ،‬اعتقدوا أن الشذوذ‪ 8‬ناتج عن الحمام وروثهم‪ ، 8‬ولكن حتى بعد تنظيف‬
‫الفوضى‪ ‬وقتل الحمام الذي حاول أن يجثم داخل الهوائي‪ ، ‬استمر‪ 8‬الوضع الشاذ‪.‬‬
‫في الوقت نفسه ‪ ،‬كان فريق من جامعة برينستون (بقيادة روبرت‪ 8‬ديك) يحاول العثور على‬
‫دليل على ‪ ، CMB‬وأدرك‪ 8‬أن بينزياس‪ 8‬وويلسون قد عثر عليهما‪ .‬قام كل فريق‪ 8‬بنشر أوراق‬
‫بحثية في مجلة الفيزياء الفلكية في عام ‪.1965‬‬

‫تحديد عمر الكون‬

‫تمت مالحظة الخلفية الكونية الميكروية في العديد من البعثات‪ .‬كان القمر الصناعي‬


‫المستكشف للخلفية الكونية (‪ )COBE‬التابع لناسا من أشهر المهمات التي ترتاد‪ 8‬الفضاء ‪ ،‬والذي‬
‫رسم خريطة السماء في التسعينيات‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪16‬‬

‫وقد اتبعت عدة بعثات أخرى خطى ‪ ، COBE‬مثل تجربة ‪( BOOMERanG‬عمليات‬


‫رصد البالون لإلشعاع المليمتري‪ 8‬خارج المجرة والجيوفيزياء) ‪ ،‬ومسبار ويلكنسون لتباين‬
‫الميكروويف (‪ )WMAP‬التابع لوكالة الفضاء األوروبية‪.‬‬

‫رصدت مالحظات بالنك ‪ ،‬التي صدرت ألول مرة في عام ‪ ، 2013‬الخلفية بتفاصيل غير‬
‫مسبوقة وكشفت أن الكون كان أقدم مما كان يعتقد سابقًا‪ 13.82 :‬مليار سنة ‪ ،‬بدالً من ‪13.7‬‬
‫مليار سنة‪[ .‬موضوع ذو‪ ‬صلة‪ :‬كم عمر الكون؟‪( ] ‬مهمة المرصد البحثي مستمرة ويتم إصدار‬
‫خرائط جديدة لـ ‪ CMB‬بشكل دوري‪).‬‬
‫تثير الخرائط ألغا ًزا جديدة ‪ ،‬مثل‪ ‬سبب ظهور‪ 8‬نصف الكرة الجنوبي أكثر احمرارًا (أكثر‬
‫دفًئا) من نصف الكرة الشمالي‪ . ‬تقول نظرية االنفجار العظيم أن ‪ CMB‬ستكون في الغالب هي‬
‫نفسها ‪ ،‬بغض النظر عن المكان الذي تنظر إليه‪.‬‬
‫يوفر فحص ‪ CMB‬أيضًا لعلماء الفلك أدلة على تكوين الكون‪ .‬يعتقد الباحثون أن معظم‬
‫الكون يتكون من مادة وطاقة ال يمكن "استشعارها"‪ 8‬باألدوات التقليدية ‪ ،‬مما يؤدي‪ 8‬إلى تسمية‬
‫المادة المظلمة والطاقة المظلمة‪ ٪5 . ‬فقط من الكون مكونة من مادة مثل الكواكب والنجوم‬
‫والمجرات ‪ ,‬و العلماء الذين أسسوا لنظرية االنفجار العظيم عديدين‪ ،‬ولكن أبرزهم‪ :‬القس‬
‫البلجيكي جورج لو ميتير(‪ )George Le Maitre‬الذي اقترح سنة (‪ )1927‬صورة جديدة لنشأة‬
‫الكون وتطوره‪ ،‬وقد وافقه على ذلك جورج كاموف (‪)George Gamov‬‬

‫(تايسون و جولدسميث‪)٢٠٠٤ ،‬‬

‫ذرات البناء‬

‫خالل الثانية األولى‪ 8‬من الكون ‪ ،‬كان الجو بار ًدا‪ 8‬بدرجة‪ 8‬كافية لتتحد‪ 8‬المادة المتبقية في‪8‬‬
‫البروتونات‪ 8‬والنيوتر‪8‬ونات‪ ، 8‬وهي‪ 8‬الجسيمات‪ 8‬المألوفة التي‪ 8‬تشكل‪ 8‬نوى‪ 8‬الذرات‪ .‬وبعد‪ 8‬الدقائق‪8‬‬
‫الثالث األولى‪ ، 8‬تجمعت البروتون‪8‬ات‪ 8‬والنيوتر‪8‬ونات‪ 8‬في نوى‪ 8‬الهيدرو‪8‬جين‪ 8‬والهيليوم‪ 8.‬بالكتلة ‪،‬‬
‫كان الهيدروجين‪ ٪75 8‬من مادة الكون المبكر‪ ، 8‬والهيليوم‪ .٪25 8‬تعد وفرة‪ 8‬الهليوم‪ 8‬تنبًؤ ا‪ 8‬رئيسيًا‪8‬‬
‫لنظرية االنفجار‪ 8‬العظيم‪ ، 8‬وقد‪ 8‬تم‪ 8‬تأكيده من خالل المالحظات‪ 8‬العلمية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪17‬‬

‫على‪ 8‬الرغم من وجود‪ 8‬نوى‪ 8‬ذرية‪ ، 8‬إال أن الكون الفتى كان ال‪ 8‬يزال حا ًرا‪ 8‬جدًا بحيث‪ 8‬ال‬
‫يمكن لإللكترونات‪ 8‬أن تستقر‪ 8‬حوله لتكوين‪ 8‬ذرات مستقرة‪ .‬ظلت‪ 8‬مادة الكون عبارة عن ضباب‪8‬‬
‫مشحون‪ 8‬كهربائيًا‪ 8‬كان كثيفًا للغاية ‪ ،‬وكان‪ 8‬الضوء يواجه‪ 8‬صعوبة في‪ 8‬االرتداد‪ 8‬من خالله‪ .‬سوف‪8‬‬
‫يستغرق‪ 8‬الكون‪ 380 8‬ألف سنة أخرى‪ 8‬أو‪ 8‬نحو ذلك‪ 8‬ليبرد‪ 8‬بدرجة كافية‪ 8‬لتشكل الذرات‪ 8‬المحايدة ـ‬
‫وهي‪ 8‬لحظة محورية‪ 8‬تسمى‪ 8‬إعادة التركيب‪ 8.‬جعله الكون األكثر‪ 8‬برودة‪ 8‬شفافًا‪ 8‬ألول مرة ‪ ،‬مما‬
‫سمح للفوتونات‪ 8‬التي تدور‪ 8‬بداخله باالندفاع‪ 8‬دون عوائق‪8.‬‬

‫ما زلنا‪ 8‬نرى‪ 8‬هذا الوهج البدائي‪ 8‬الالحق‪ 8‬اليوم‪ 8‬على‪ 8‬أنه‪ ‬إشعاع‪ 8‬الخلفية الكونية الميكرو‪8‬ويف‪، 8‬‬
‫والذي‪ 8‬يوجد‪ 8‬في‪ 8‬جميع أنحاء‪ 8‬الكون‪ .‬اإلشعاع‪ 8‬مشابه لإلشعاع‪ 8‬المستخدم‪ 8‬لنقل اإلشارات‪8‬‬
‫التلفزيونية‪ 8‬عبر‪ 8‬الهوائيات‪ 8.‬ولكنه أقدم‪ 8‬إشعاع‪ 8‬معروف‪ 8‬وقد‪ 8‬يحمل العديد‪ 8‬من األسرار‪ 8‬حول‪8‬‬
‫اللحظات األولى‪ 8‬للكون‪ ( 8.‬انترنيت‪) ١ 8‬‬

‫المخطط رقم (‪)1‬‬

‫‪17‬‬
‫‪18‬‬

‫وفقًا لنموذج االنفجار العظيم‪ ،‬فإن الفضاء الكوني يتمدد من حالة حارة شديدة الكثافة‪ ،‬وما زال‬
‫يتمدد إلى اليوم‪ .‬يوضح هذا المخطط رقم‪ )1( 8‬تمدد مسطح لجزء من الكون‪ ،‬حيث تتباعد‬
‫المجرات مع التمدد(‪.)1‬‬

‫بعد االنفجار العظيم‬

‫في اللحظات القليلة األولى بعد االنفجار العظيم ‪ ،‬كان الكون حارًا وكثيفًا بشكل ال يمكن‬
‫تصوره‪ .‬مع توسع الكون ‪ ،‬أصبح أقل كثافة وبدأ يبرد‪ .‬بعد بضع ثوا ٍن فقط ‪ ،‬يمكن أن تتكون‬
‫البروتونات‪ 8‬والنيوترونات واإللكترونات‪ .‬بعد بضع دقائق ‪ ،‬اجتمعت هذه الجسيمات دون الذرية‬
‫لتكوين الهيدروجين‪ .‬كانت الطاقة في الكون كبيرة بما يكفي لبدء االندماج النووي‪ 8‬وتم دمج نوى‬
‫الهيدروجين في نوى الهيليوم‪ .‬لم تتشكل أول ذرات محايدة تضمنت إلكترونات إال بعد حوالي‬
‫‪ 380‬ألف سنة ‪ ،‬ولم يتم توزيع‪ 8‬المادة في الكون المبكر بسالسة عبر الفضاء‪ .‬انتشرت كتل كثيفة‬
‫من المادة مرتبطة ببعضها‪ 8‬البعض عن طريق الجاذبية‪ .‬في النهاية ‪ ،‬شكلت هذه الكتل تريليونات‬
‫ال حصر لها من النجوم ‪ ،‬ومليارات من المجرات ‪ ،‬وهياكل أخرى تشكل اآلن معظم الكتلة‬
‫المرئية للكون‪ .‬إذا نظرت إلى صورة المجرات على الحافة البعيدة لما يمكننا رؤيته ‪ ،‬فإنك تنظر‪8‬‬
‫إلى مسافات بعيدة‪ .‬لكنك تنظر أيضًا عبر نوع مختلف من المسافات‪ .‬ماذا تمثل تلك المجرات‬
‫البعيدة؟‪ ‬نظرًا ألن الضوء يستغرق‪ 8‬وقتًا طويالً للوصول‪ 8‬إلينا ‪ ،‬فأنت تنظر أيضًا إلى الوراء في‬
‫الوقت المناسب‪ [.‬انترنيت ‪]٢‬‬

‫‪1‬‬

‫‪18‬‬
‫‪19‬‬

‫تتمحور‪ 8‬النظرية‪ 8‬األكثر‪ 8‬دع ًما حول‪ 8‬أصل الكون حول‪ 8‬حدث يُعرف‪ 8‬باسم‪ 8‬االنفجار‪ 8‬العظيم‪ 8.‬ولدت‪8‬‬
‫هذه النظرية من‪ ‬مالحظة أن المجرات األخرى‪ 8‬تبتعد‪ 8‬عن مجراتنا‪ 8‬بسرعة كبيرة في‪ 8‬جميع‬
‫االتجاهات ‪ ،‬كما‪ 8‬لو كانت مدفوعة‪ 8‬بقوة تفجيرية قديمة‪8.‬‬

‫اقترح‪ 8‬القس البلجيكي‪ 8‬جورج‪ 8‬لوميتر‪ 8‬ألول مرة نظرية‪ 8‬االنفجار‪ 8‬العظيم‪ 8‬في‪ 8‬عشرينيات‪ 8‬القرن‬
‫الماضي‪ ، 8‬عندما‪ 8‬افترض‪ 8‬أن الكون‪ 8‬بدأ من ذرة بدائية واحدة‪ 8.‬تلقت الفكرة دع ًما‪ 8‬كبي ًرا من‬
‫مالحظات‪ 8‬إدوين هابل التي‪ 8‬مفادها أن المجرات‪ 8‬تبتعد عنا في‪ 8‬جميع‪ 8‬االتجاهات ‪ ،‬وكذلك‪ 8‬من‬
‫اكتشاف‪ 8‬إشعاع‪ 8‬الميكرووي‪8‬ف‪ 8‬الكوني‪ 8‬في الستينيات‪ - 8‬الذي‪ 8‬تم تفسيره على أنه أصداء لالنفجار‪8‬‬
‫العظيم‪ - 8‬بواسطة‪ 8‬أرنو‪ 8‬بينزياس‪ 8‬وروبرت‪ 8‬ويلسون‪8.‬‬

‫ساعد المزيد‪ 8‬من العمل في‪ 8‬توضيح‪ 8‬إيقاع االنفجار‪ 8‬العظيم‪ 8.‬ها هي‪ 8‬النظرية‪ :‬في‪ 8‬أول‪43- ^ 10 8‬‬
‫ثانية من وجود‪ 8‬الكون ‪ ،‬كان الكون مضغوطً‪8‬ا‪ 8‬ج ًدا‪ ، 8‬أقل‪ 8‬من مليون‪ 8‬مليار‪ 8‬من المليار‪ 8‬من حجم‪8‬‬
‫ذرة واحدة‪ .‬يُعتقد‪ 8‬أنه في‪ 8‬مثل‪ 8‬هذه الحالة النشطة‪ 8‬والكثيفة بشكل غير‪ 8‬مفهوم‪ ، 8‬تم‪ 8‬تشكيل القوى‪8‬‬

‫‪19‬‬
‫‪20‬‬

‫األساسية األربعة‪ - 8‬الجاذبية‪ 8‬والكهرومغ‪8‬ناطي‪8‬سية‪ 8‬والقوى‪ 8‬النووية‪ 8‬القوية والضعيفة ‪ -‬في‪ 8‬قوة‬
‫واحدة ‪ ،‬لكن نظرياتنا‪ 8‬الحالية لم‪ 8‬تكتشف‪ 8‬بعد‪ 8‬كيف ‪ ،‬ستعمل‪ 8‬القوة الموحدة‪ .‬إلنجاز‪ 8‬هذا‪ ، 8‬سنحتاج‪8‬‬
‫إلى معرفة‪ 8‬كيفية عمل الجاذبية‪ 8‬على‪ 8‬المستوى‪ 8‬دون الذري‪ ، 8‬لكننا‪ 8‬ال نفعل ذلك حاليًا‪8.‬‬

‫ضا‪ 8‬أن األرباع‪ 8‬المتقاربة للغاية سمحت لجسيمات‪ 8‬الكون‪ 8‬األولى‪ 8‬باالختالط‪ 8‬واالختالط‪8‬‬
‫يُعتقد أي ً‬
‫واالستقرار‪ 8‬في نفس درجة‪ 8‬الحرارة تقريبًا‪ 8.‬بعد ذلك‪ ، 8‬في‪ 8‬جزء‪ 8‬صغير‪ 8‬ال يمكن تصوره‪ 8‬من‬
‫الثانية ‪ ،‬اتسعت كل هذه المادة والطاقة‪ 8‬إلى الخارج‪ 8‬بشكل‪ 8‬متسا ٍ‪8‬و إلى حد‪ 8‬ما ‪ ،‬مع وجود‪8‬‬
‫اختالفات‪ 8‬صغيرة ناتجة‪ 8‬عن التقلبات على‪ 8‬مقياس الكم‪ 8.‬قد‪ 8‬يفسر‪ 8‬هذا النموذج‪ 8‬من التوسع‪ 8‬السريع‪8‬‬
‫‪ ،‬المسمى‪ 8‬التضخم‪ ، 8‬سبب‪ 8‬احتواء الكون على درجة‪ 8‬حرارة متساوية‪ 8‬وتوزيع‪ 8‬المادة‪.‬‬

‫بعد التضخم‪ ، 8‬استمر‪ 8‬الكون‪ 8‬في التوسع‪ 8‬ولكن‪ 8‬بمعدل أبطأ‪ 8‬بكثير‪ 8.‬ال يزال‪ 8‬من غير‪ 8‬الواضح ما‪8‬‬
‫الذي أدى‪ 8‬إلى التضخم‪ 8‬بالضبط‪ ( . 8‬انترنيت‪) ١ 8‬‬

‫المطلب االول‬

‫أدلة حدوث االنفجار العظيم‪:‬‬

‫هناك عدد من الظواهر التي تشير إلى حدوث االنفجار العظيم‪:‬‬

‫االتساع المستمر للكون (‪ :)Continuously Expanding of Universe‬الحظ‬


‫العلماء بأنه في كل مكان من الكون هناك مجرات (‪ )Galaxies‬تتباعد إحداها عن األخرى‬
‫بسرعات هائلة جداً‪ .‬فمنذ بداية القرن التاسع عشر الحظ علماء الفضاء وجود خطوط‪ 8‬داكنة بين‬
‫ألوان الطيف الشمسي لدى تحليلهم لضوء الشمس‪ .‬ومع تطور معدات رصد‪ 8‬الفضاء والنجوم‬
‫ظلت هذه الخطوط ماثلة‪ ،‬وتبين فيما بعد أن هذه الخطوط‪ 8‬تشير إلى انبعاث الهيدروجين من‬

‫‪20‬‬
‫‪21‬‬

‫النجوم‪ ،‬وأثبت الفيزيائي الفرنسي (أرمان فيزو)‪ 8‬أن األجسام السماوية تترك عند تحليل طيفها لونا ً‬
‫( ستيفن‬
‫أكثر احمراراً في حال كانت تقترب من مركز المراقبة‪ ،‬ولكنه يميل إلى األزرق عندما تبتعد‬
‫هوكنج‪)٢٠٠٦ ،‬‬

‫وعمل أدوين هابل (‪ )Edwin Hubble‬في النصف األول من القرن العشرين على تطوير‪ 8‬هذه‬
‫االكتشافات‪ .‬وقد‪ 8‬توصل هابل باستخدام تلسكوبه الشهير (تلسكوب هابل) من التوصل إلى فكرة‬
‫توسع الكون إذ أكد أن النجوم والمجرات‪ 8‬تبتعد عن مركز الرصد والذي هو األرض‪ ،‬وكذلك‬
‫تبتعد عن بعضها البعض‪ .‬وبعد مجموعة من المقارنات وصل إلى وضع قانون عرف باسمه‬
‫مفاده (إن سرعة النجم تتناسب تناسبا ً طردياً‪ 8‬مع مربع المسافة التي تفصلنا عنه‪ ،‬أي أن النجم كلما‬
‫كان بعيداً كلما ازدادت سرعة ابتعاده عنا)‪ .‬كما أن المجرات تبتعد عن بعضها البعض أيضاً‪ .‬وقد‪8‬‬
‫حاول العلماء تشبيه هذه الظاهرة بانفجار قنبلة‪ ،‬فشظاياها تبدأ بطيئة ثم تتسارع ومن ثم تتباطأ‪،‬‬
‫( ستيفن هوكنج‪)٢٠٠٦ ،‬‬
‫وكل شظية سوف تبتعد عن البقية بنفس الطريقة‬

‫ولكي نفهم الفكرة أكثر‪ ،‬احضر‪ 8‬بالون وارسم‪ 8‬عليه مجموعة من النقاط‪ .‬اعتبر البالون هو الكون‬
‫والنقاط هي المجرات‪ ،‬أبدأ بنفخ البالون‪ ،‬سترى أن النقاط كلها تبتعد عن بعضها‪ ،‬وكلما ازداد‬
‫اتساع البالون كلما ازداد بعد النقاط أكثر‪ .‬وهذا ما يحدث في الكون بالضبط (ستيفن هوكنج‪،‬‬
‫‪)٢٠٠٣‬‬

‫وقد كان انشتاين في البدء من مؤيدي‪ 8‬فكرة الكون الساكن (غير المتوسع) الذي تتوزع المادة فيه‬
‫بصورة متساوية‪ ،‬لذلك اضطر إلى أن يضيف إلى أحد معادالته الرياضية رقما ً يدعى بالثابت‬
‫الكوني(‪ )Cosmological Constant‬لتكون معادلته منسجمة مع ما هو معتقد في ذلك الوقت‬
‫من سكون الكون‪ ،‬لكن حساباته برهنت له ما يناقض فكرته األصلية تماما ً وانتهى به المطاف إلى‬
‫تأكيد أن الكون قابل للتوسع واالنكماش‪ 8‬مما دفعه إلى تعديل نظريته األولى وتبنى‪ 8‬تصور عن‬
‫كون كروي من أربعة أبعاد‪ .‬وقد قال انشتاين عن الثابت الكوني انه (اكبر خطأ في حياتي) (‪)¹‬‬

‫دالئل علي صحة نظرية االنفجار العظيم‬

‫الخلفية اإلشعاعية‬ ‫‪-1‬‬


‫في عام ‪1948‬م توصل العالم جورج كاموف إلي فكرة جديدة تتعلق بانفجار الكون‪،‬‬
‫تنص علي أنه إذا كان الكون تشكل من االنفجار فجأة فهذا يدل علي أن االنفجار كان‬

‫‪21‬‬
‫‪22‬‬

‫عظيما‪ ،‬وهذا يعني أن‪ ‬هناك كمية قليلة محددة من اإلشعاع تخلفت عن هذا االنفجار‪.‬‬
‫ثم في عام ‪1964‬م‪ ‬قام باحثان يعمالن في مختبرات شركة بل للتليفونات بمدينة‬
‫نيوجرسي‪8،‬‬
‫بإجراء تجربة تتعلق باالتصال الالسلكي وبالصدفة عثرا على إشارات راديوية منتظمة‬
‫الخواص‪،‬‬
‫قادمة من كافة االتجاهات في السماء وفي‪ 8‬كل األوقات وبصورة مستمرة‪.‬‬
‫وفسرت هذه اإلشارات الراديوية على أنها بقية اإلشعاع الذي نتج عن عملية االنفجار‬
‫الكوني العظيم‪،‬‬
‫وقد قدرت درجة حرارة تلك البقية اإلشعاعية بحوالي ثالث درجات مئوية‪.‬‬
‫‪ .2‬كمية غازي الهيدروجين والهيليوم في الكون‬

‫تشير الدراسات الحديثة عن توزيع‪ 8‬العناصر المعروفة‪ ،‬أشارت إلي أن‪ ‬الهيدروجين يكون أكثر‬
‫قليالً من (‪ )%74‬من مادة الكون‪،‬‬
‫ويليه في النسبة غاز الهليوم الذي يكون حوالي (‪.)%24‬‬
‫أما بقية العناصر مجتمعة (عدد العناصر‪ 8‬المكتشفة هو ‪ 105‬عنصر) فتكون أقل من (‪ )%2‬من‬
‫مادة الكون‪،‬‬
‫فإن هذه النسب تؤكد أن للكون بداية‪ ،‬ألنه لو كان الكون بال بداية فمعنى ذلك أن غاز الهيدروجين‪8‬‬
‫يجب أن يكون قد احترق وتحول إلى غاز الهليوم‪.‬‬

‫‪ .3        ‬االتساع المستمر للكون‬

‫الحظ العلماء أنه في كل مكان من الكون هناك مجرات‪ ،‬تتباعد إحداها عن األخري‪ 8‬بسرعات‬
‫هائلة جدا‪ ‬فمنذ بداية القرن التاسع عشر الحظ علماء الفضاء وجود خطوط‪ 8‬داكنة بين ألوان‬
‫الطيف الشمسي لدى تحليلهم لضوء الشمس‪،‬‬
‫ومع تطور‪ 8‬معدات رصد‪ 8‬الفضاء‪ ‬والنجوم ظلت هذه الخطوط‪ 8‬واتضح أن هذه الخطوط‪ 8‬تشير إلي‬
‫انبعاث الهيدروجين من النجوم‪8.‬‬
‫قد توصل هابل باستخدام تلسكوبه الشهير (تلسكوب هابل) من التوصل إلى فكرة توسع الكون‬
‫إذ‪ ‬أكد أن النجوم والمجرات‪ 8‬تبتعد عن مركز الرصد الذي هو األرض‪ ،‬وكذلك تبتعد عن بعضها‬
‫البعض والنجم كلما كان بعيداً كلما ازدادت سرعة ابتعاده عنا ‪ [ .‬انترنيت ‪]٨‬‬

‫‪22‬‬
‫‪23‬‬

‫(‪ )2‬الخلفية اإلشعاعية (‪ :)Background Radiation‬في عام (‪ )1948‬توصل العالم‬


‫(جورج كاموف) (‪ ،)George Gamov‬وهو فيزيائي أمريكي من اصل روسي‪ ،‬إلى فكرة‬
‫جديدة تتعلق باالنفجار الكبير‪ ،‬مفادها أنه إذا كان الكون قد تشكل فجأة فأن االنفجار كان عظيما ً‬
‫ويفترض أن تكون هناك كمية قليلة محددة من اإلشعاع تخلفت عن هذا االنفجار واألكثر‪ 8‬من ذلك‬
‫‪ ( .‬ستيفن هوكنج‪)٢٠٠٣ ،‬‬
‫يجب أن تكون متجانسة عبر الكون كله‬

‫وبعد عقدين من الزمن كان هناك برهان رصدي قريب لحدس كاموف‪ ،‬ففي عام (‪)1964‬‬
‫قام باحثان يعمالن في مختبرات شركة بل للتليفونات بمدينة نيوجرسي‪ 8‬هما (آرنو بنزياس) (‬
‫‪ )Arno Penziaz‬و (روبرت ويلسون) (‪ )Robert Wilson‬بإجراء تجربة تتعلق باالتصال‪8‬‬
‫الالسلكي وبالصدفة عثرا على إشارات راديوية منتظمة الخواص‪ ،‬قادمة من كافة االتجاهات في‬
‫السماء وفي‪ 8‬كل األوقات وبصورة مستمرة‪ .‬وفُسرت‪ 8‬هذه اإلشارات الراديوية على أنها بقية‬
‫اإلشعاع الذي نتج عن عملية االنفجار الكوني العظيم‪ .‬وقد قدرت درجة حرارة تلك البقية‬
‫‪.‬‬
‫اإلشعاعية بحوالي ثالث درجات مئوية‪ ،‬ومنح بنزياس و ويلسون جائزة نوبل الكتشافهم هذا‬
‫(ثايسون و جولد سميث‪) ٢٠١٣ ،‬‬

‫وقد تحققت وكالة ناسا (‪ )NASA‬األمريكية عام (‪ )1989‬من النتائج التي توصل أليها كل من‬
‫ينزياس وويلسن عن الخلفية اإلشعاعية للكون بواسطة إرسال قمر صناعي إلى الفضاء أسموه (‬
‫‪ )COBE‬وهو مختصر لعبارة (‪ )Cosmic Background Explorer‬والتي تعني (مستكشف‪8‬‬
‫الخلفية اإلشعاعية) كان الغرض من إرساله التحري‪ 8‬عن الموجات الكونية الدقيقة (‪Cosmic‬‬
‫‪ )Microwave‬وزودته بأحدث األجهزة الحساسة‪ ،‬واحتاج هذا القمر إلى ثماني دقائق‪ 8‬فقط‬
‫للعثور على هذا اإلشعاع وقياسه‪ ،‬بلغ ارتفاع هذا القمر (‪ 600‬كم) حول األرض‪ ،‬وقد وجد أن‬
‫درجة حرارة الخلفية اإلشعاعية للكون بأقل من ثالث درجات مئوية (تحديداً ‪ 2.735‬مئوية)‬
‫( تايوس و جولد سميث‪)٢٠١٣ ،‬‬

‫وقد أثبتت هذه الدراسة تجانس مادة الكون وتساويه التام في الخواص قبل االنفجار وبعده‪ ،‬أي من‬
‫اللحظة األولى لعملية االنفجار الكوني العظيم وانتشار‪ 8‬اإلشعاع في كل من المكان والزمان مع‬
‫احتمال وجود‪ 8‬أماكن تركزت فيها المادة الخفية التي تعرف باسم المادة الداكنة (‪.)Dark Matter‬‬
‫كذلك قام هذا القمر الصناعي بتصوير‪ 8‬بقايا الدخان الكوني الناتج عن عملية االنفجار العظيم على‬

‫‪23‬‬
‫‪24‬‬

‫أطراف الجزء المدرك من الكون (على بعد عشرة مليارات من السنين الضوئية) وأثبتت أنها‬
‫‪ ( .‬جونسون )‬
‫حالة دخانية معتمة سادت الكون قبل تكون المجرات‬

‫ي الهيدروجين والهليوم في الكون‪ :‬تشير الدراسات الحديثة عن توزيع العناصر‬


‫(‪ )3‬كمية غاز ّ‬
‫المعروفة في الجزء المدرك من الكون إلى أن غاز الهيدروجين يكون أكثر قليالً من (‪ )%74‬من‬
‫مادة الكون‪ ،‬ويليه في النسبة غاز الهليوم الذي يكون حوالي (‪ )%24‬من تلك المادة‪ .‬ومعنى ذلك‬
‫أن أخف عنصرين يكونان معا ً أكثر من (‪ )%98‬من مادة الكون المنظور‪ ،‬أما بقية العناصر‪8‬‬
‫مجتمعة (عدد العناصر المكتشفة هو ‪ 105‬عنصر) فتكون أقل من (‪ )%2‬من مادة الكون‪ .‬وهذه‬
‫األرقام تدعم نظرية االنفجار العظيم‪ ،‬إذ أن جورج كاموف استطاع بطرق‪ 8‬حسابية أن يتوصل‬
‫إلى هذه النسب من قبل أن يتم حسابها بالطرق‪ 8‬التجريبية بعشرات السنين‪ .‬فضالً‪ 8‬عن ذلك‪ ،‬فان‬
‫هذه النسب تؤكد أن للكون بداية‪ ،‬ألنه لو كان الكون بال بداية فمعنى‪ 8‬ذلك أن كل غاز الهيدروجين‬
‫يجب أن يكون قد احترق وتحول إلى غاز الهليوم‪ (.‬جونسون ‪) ،‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫مراحل نشأة الكون وفق نظرية االنفجار العظيم‪:‬‬

‫يمكن تقسيم نشوء الكون وتطوره وفق‪ 8‬نظرية االنفجار العظيم إلى خمسة مراحل رئيسة هي‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬وهي المرحلة التي تسبق الزمن (‪ .)43-^10‬يطلق على هذه المرحلة بمرحلة‬
‫التفرد (‪ )Singularity‬ففي هذه المرحلة ال وجود للذرات والجسيمات‪ 8‬األولية‪ ،‬فكلها مندمجة‬
‫لتشكل شيئا ً ما غامضا ً ال يمكن معرفة كنهه‪ ،‬هذه المرحلة ال تخضع ألي قانون فيزيائي وتبقى‬

‫‪24‬‬
‫‪25‬‬

‫مرحلة غامضة ال تفسرها الرياضيات الفيزيائية‪ ،‬فالعلماء عاجزين عن وصف أو تخيل أي شيء‬
‫عقالني أو مما يمكن قبوله عقالً فيما يتعلق بزمن الصفر المطلق‪ ،‬حينما لم يكن هناك شيء قد‬
‫حدث بعد‪ .‬وراء الزمن المذكور‪ 8‬الذي هو (‪ )43-^10‬يقع زمن بالنك (‪ )Planck Time‬الشهير‪،‬‬
‫الذي سمي بهذا االسم نسبة للعالم الفيزيائي‪ 8‬الشهير ماكس بالنك (‪ ،)Max Planck‬هذا الزمن‬
‫يمثل نقطة من الزمن ال احد يعرف ما حدث قبلها‪ ،‬وهي في نظرية االنفجار العظيم متمثلة بما‬
‫قبل الزمن (‪ )43-^10‬ثانية‪ .‬وهو األمر الذي دعا العلماء إلى تسمية نقطة الزمن هذه بالحائط‪.‬‬
‫وكان ماكس بالنك أول من أشار إلى استحالة تفسير الذرات في المرحلة التي تكون فيها الجاذبية‬
‫متطرفة( ( جونسون ‪) ،‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬تبدأ من (‪ )43-^10‬ثانية ولغاية (‪ )1‬ثانية‪ .‬في زمن مقداره (‪ )43-^10‬حدث‬
‫االنفجار العظيم‪ .‬وكان قطر الكون (‪ )33-^10‬سنتيمتر‪ 8،‬أي اصغر من قطر نواة الذرة الذي يبلغ‬
‫(‪ )13-^10‬سنتيمتر‪ 8.‬القوى األربعة الموجودة اآلن في الكون (القوة النووية الشديدة‪ ،‬والقوة‬
‫النووية الضعيفة‪ ،‬والقوة الكهرومغناطيسية‪ ،‬وقوة الجاذبية) كانت متحدة مع بعضها مكونة نوع‬
‫واحد من الطاقة‪ ،‬أما الحرارة فكانت تبلغ (‪ )32+^10‬كالفن أي اكبر من حرارة الشمس التي تبلغ‬
‫(‪ )6000‬درجة مئوية عند السطح و(‪ )20‬مليون درجة مئوية في المركز‪ .‬ودرجة حرارة الكون‬
‫هذه تعد حدود الحرارة القصوى التي تنهار وراءها جميع القوانين الفيزيائية التي نعرفها‪ 8.‬أما مادة‬
‫الكون فكانت مكونة من قسيمات بدائية غير موجودة اآلن‪ ،‬وهي أسالف الكاركات (‪)Quarks‬‬
‫التي تعد احد عناصر المادة‪ .‬وكانت هذه القسيمات البدائية تتفاعل فيما بينها بشكل مستمر‪ ،‬وكان‬
‫( جونسون)‬
‫الكون يكبر ويتمدد بشكل دائم‬

‫من (‪ )35-^10‬ثانية ولغاية (‪ )32-^10‬ثانية‪ ،‬تضخم الكون بمقدار (‪ )50+^10‬مرة عن حجمه‬


‫األصلي‪ ،‬فمن حجم اقل من نواة الذرة إلى حجم كرة قطرها (‪ )10‬سنتيمترات‪ .‬وهذا التوسع‬
‫الهائل اكبر من التوسع الذي حصل من حينها إلى اآلن‪ ،‬فمعدل التضخم اآلن صار ضعيفا ً نسبيا ً‬
‫فهو بمقدار (‪ ،)9+^10‬بعبارة أخرى نقول أن فارق‪ 8‬الحجم الموجود بين الجزء األولي للكون‬
‫وبين الكرة هو أكبر نسبيا ً من الفارق بين الكرة وبين حجم الكون اآلن‪.‬‬

‫يستمر توسع الكون وبرودته‪ ،‬ويحصل‪ 8‬شيء مهم في الفترة ما بين (‪ )11-^10‬ثانية إلى (‪-^10‬‬
‫‪ )15‬ثانية‪ ،‬إذ تختفي جميع القسيمات البدائية تاركة المجال للبارتيكوالت‪ )Particules( 8‬وهي‬
‫اصغر األجزاء المكونة للمادة المعروفة اآلن‪ ،‬كما أن القوى األربعة أخذت بالتفكك واالنفصال‪،‬‬
‫وتم ذلك عند درجة حرارة مقدارها (‪ )15+^10‬كالفن‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪26‬‬

‫نتيجة الستمرار‪ 8‬توسع الكون وانخفاض درجة حرارته‪ ،‬وعند الزمن (‪ )10-^10‬ثانية وما بعده‬
‫فان العديد من الدقائق بدأت بالتكون‪ .‬هذه الدقائق تدعى بـ (‪ )Baryons‬وتتضمن الفوتونات‪( 8‬‬
‫‪ )Photons‬ونيوترينوات (‪ )Neutrinos‬واالليكترونات (‪ )Electrons‬والكواركات (‬
‫‪ )Quarks‬والتي سوف تصبح المادة التي تبنى منها كتلة المادة واألحياء التي نعرفها‪ 8‬اليوم‪ .‬وكان‬
‫‪ ( .‬جونسون )‬
‫حجم الكون ألف ضعف حجمه السابق‪ ،‬أي أن حجمه أصبح بحجم مجموعتنا الشمسية‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬من (‪ )1‬ثانية إلى (‪ )3‬دقائق‪ ،‬كانت درجة حرارة الكون أكثر من (‪ )10‬بليون‬
‫درجة مئوية‪ .‬درجة الحرارة هذه يمكن الوصول‪ 8‬أليها في انفجارات القنابل النيتروجينية‪ .‬وفي‪ 8‬هذه‬
‫المرحلة كان الكون مؤلف من فوتونات والكترونات‪ ،‬والجزيئات الذرية الفرعية مثل النيوترون‬
‫والبروتونات‪ .‬ومع استمرار االنخفاض في درجة الحرارة فان البروتونات‪ ،‬أصبحت أكثر شيوعا ً‬
‫حتى وصلت نسبتها حوالي سبعة أضعاف النيوترونات‪ .‬اتحد كل نيوترون مع بروتون ليشكال‬
‫زوجا ً يدعى بالدوتيريوم (‪ )Deuterom‬التي تجمعت لتكون نوى عنصر الهليوم‪ ،‬الذي يحتوي‬
‫على بروتونين ونيوترونين‪ ،‬واستمرت‪ 8‬هذه العملية حتى اندمجت كل النيوترونات مع البروتونات‬
‫لتكوين الهليوم‪ ،‬أي اختفت جميع النيوترونات من الكون‪ .‬وهذا يعني أن الهليوم يشكل تقريبا ً ربع‬
‫مكونات الكون‬

‫المرحلة الرابعة‪ :‬من (‪ )3‬دقائق إلى (‪ 100‬مليون) سنة‪ ،‬لم تتكون الذرات أال بعد (‪ 300‬ألف)‬
‫سنة‪ ،‬وانخفضت درجات الحرارة إلى (‪ )3000‬كلفن‪ ،‬مما سمح لذرات الهيدروجين بالظهور‪8‬‬
‫والبقاء دون فناء‪ .‬وبعد برودة الكون ظهرت الذرات المتعادلة (‪ )Atoms Neutral‬بكثرة‪ .‬وكان‬
‫الكون أصغر مما هو عليه اآلن بكثير جداً وتجمعت الذرات المتعادلة مكونة غيوما ً غازية‪ ،‬من‬
‫هذه الغيوم الغازية ظهرت النجوم األولية وغدا الكون شفافا ً وأصبح الضوء ينطلق‪ 8‬لسنوات‬
‫ضوئية دون مواجهة خطر االمتصاص ولم تكن الرؤية ممكنة قبل ذلك الوقت ألن الضوء كان‬
‫يُمتص مما يجعل رصده ـ لو قدر أن رصد ـ مستحيالً‪ .‬وبعد حوالي (‪ 32‬مليون سنة) بعد عملية‬
‫االنفجار العظيم إلى اليوم بدأ خلق أغلب العناصر‪ 8‬المعروفة لنا (وهي أكثر من مئة وخمسة‬
‫عناصر) بعملية االندماج النووي‪ 8‬في داخل النجوم حتى تكون عنصر الحديد في داخل‬
‫المستعمرات المتوهجة العظمى‪ ،‬وتكونت‪ 8‬العناصر األعلى وزنا ً من نوى ذرات الحديد‬
‫باصطيادها‪ 8‬اللبنات األولية للمادة المنتشرة في صفحة السماء( جونسون)‬

‫‪26‬‬
‫‪27‬‬

‫المرحلة الخامسة‪ :‬من (‪ 100‬مليون) سنة إلى (الوقت الحاضر)‪ ،‬عندما بلغ الكون خمس حجمه‬
‫الحالي تشكلت المجرات الفتية (‪ )Galaxies Young‬من تجمع النجوم‪ .‬وعندما بلغ الكون‬
‫نصف حجمه الحالي تكونت المجاميع الشمسية (‪ )Solar Systems‬التي تتكون من نجم يدور‬
‫حوله عدد من الكواكب في مدارات خاصة بكل كوكب‪ ،‬أما منظومتنا الشمسية المسماة بدرب‬
‫اللبانة (‪ )Milky Way‬فقد تكونت بعد (‪ 10‬بليون) سنة من حدوث االنفجار العظيم‪ ،‬عندما كان‬
‫حجم الكون ثلثي حجمه الحالي‪ .‬الكيفية التي تكونت بها األنظمة أو المجاميع الشمسية فسرت وفق‬
‫النظرية السديمية التي أصبحت اليوم جز ًء من نظرية االنفجار العظيم‪ ،‬والتي سوف نتطرق لها‬
‫بشيء من التفصيل فيما يلي( جونسون‪) 8‬‬

‫مراحل نشوء الكون من مصدر آخر ‪:‬‬

‫مراحل نشأة الكون‬

‫المرحلة األولي‪ ،‬هي مرحلة ما قبل االنفجار العظيم ولم يستطع العلماء تحديد ماهية هذه المرحلة‬
‫تحديدا حيث أن هذه المرحلة تعتبر بمثابة صفر الزمان أو الصفر المطلق‪ ،‬واعتبر العلماء أن‬
‫الكون كان عبارة عن ذرة صغيرة الحجم وأصغر من قطر نواة الذرة في هذه المرحلة‪.‬‬

‫المرحله الثانية‪ ،‬بدأ في هذه المرحلة تكون الزمن بمقدار ثانية واحدة‪ ،‬عندها كانت درجة حرارة‬
‫الكون أكبر من حرارة الشمس كما هو معروف أن الذرات ترتبط‪ 8‬مع بعضها البعض بمكونات‬
‫نووية وكهرومغناطيسية وتتميز الرابطة النووية بضعف قوتها‪،‬‬
‫وعندها بدأت الروابط في الضعف بدأ الكون بالتوسع بمقدار ‪ 10‬سم‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ ،‬كانت هذه المرحلة في الفترة الزمنية من ثانية إلي ‪ 3‬دقائق وتكونت‪ 8‬الفوتونات‪8‬‬
‫واإللكترونات في هذا الوقت‪ ،‬ونتيجة لتوسع الكون بدأت درجة حرارته باالنخفاض إلى ‪10‬‬
‫بليون درجة مئوية‪ ،‬وتكون عنصر الهيليوم‪ 8‬عند هذه الدرجة‪،‬‬
‫وبالتالي شكل عنصر الهيليوم‪ 8‬ربع مكونات الكون‪.‬‬

‫المرحلة الرابعة‪ ،‬كانت هذه الفترة الزمنية من ‪ 3‬دقائق‪ 8‬إلي ‪ 100‬مليون سنة وتكونت ذرات‬
‫الهيدروجين في هذه المرحلة‪،‬‬
‫بسبب انخفاض درجة حرارة الكون‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪28‬‬

‫المرحلة الخامسة‪ ،‬في هذه المرحلة تكونت النجوم والكويكبات فيها وبدأ الكون بالتوسع وبدأت‬
‫المكونات باالبتعاد عن بعضها‪ 8‬البعض مكونة المجموعات الشمسية والمجرات الحالية‪.‬‬

‫)انترنيت ‪)٨‬‬

‫‪28‬‬
‫‪29‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫المطلب األول ‪:‬النظرية السديمية ( ‪) Nebular Theory‬‬
‫‪ ‬مجرة درب التبانة‬
‫‪ ‬انواع الكواكب في المجموعة الشمسية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نظرية التصادم (‪)Collision Theory‬‬

‫النظريات القديمة لنشوء القمر‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬النظريات الحديثة لنشوء القمر‬
‫‪ ‬مستقبل الكون‬

‫الفصل الثاني‬

‫النظريات االخرى‬

‫المطلب االول ‪ :‬النظرية السديمية (‪:)Nebular Theory‬‬

‫‪29‬‬
‫‪30‬‬

‫عرفنا في الفقرات السابقة كيف تكونت المجرات‪ ،‬وذكرنا‪ 8‬أن كل مجرة تتكون من مجموعة من‬
‫النجوم الساخنة‪ ،‬وتدور‪ 8‬حول كل من هذه النجوم مجموعة من الكواكب‪ .‬واآلن نود التعرف على‬
‫كيفية تكون مجموعتنا الشمسية وموقعها‪ 8‬في الكون الواسع‪.‬‬

‫مجرة درب التبانة (‪ :)Milky Way‬تقع مجموعتنا الشمسية في مجرة تدعى درب التبانة‪ ،‬وهي‬
‫عبارة عن قرص مفلطح من النجوم والغاز‪ 8‬والغبار الكوني ولها ذراعين حلزونيين‪ ،‬للمجرة قطر‬
‫مستعرض يتراوح طوله بين (‪ )200 – 100‬ألف سنة ضوئية وقطر قطبي‪ 8‬يبلغ طوله حوالي (‬
‫‪ )100‬ألف سنة ضوئية‪ ،‬وتدور حول محورها مكملة دورة واحدة بفترة تقارب (‪ )200‬مليون‬
‫سنة ( إبراهيم‪) ٢٠١٣ ،‬‬

‫تحتوي مجرة درب التبانة على (‪ )100000‬مليون نجمة مختلفة الحجم والبريق‪ 8،‬واحدة من هذه‬
‫النجوم هي الشمس التي هي عبارة عن نجم متوسط‪ 8‬الحجم ومعتدلة البريق‪ ،‬وتقع في حافة مجرة‬
‫درب اللبانة‪ ،‬والشمس تقع في مركز المجموعة الشمسية التي تتكون من الشمس و(‪ )10‬كواكب (‬
‫‪ )Planets‬و(‪ )61‬قمر (‪ )Moons‬وأكثر من (‪ )1500‬كويكب (‪ )Planetoid‬وعدد ال يحصى‬
‫من المذنبات (‪ )Comets‬والنيازك‪()Meteorites( 8‬ستيفن هوكنج‪)٢٠٠٣ ،‬‬

‫نشوء المجموعة الشمسية‪ :‬الفكرة العامة لنشوء المجموعة الشمسية تتمثل في أن نظامنا‬
‫الشمسي كان يتكون من غيمة من الغاز والغبار‪ 8‬يطلق عليها اسم السديم (‪ ،)Nebula‬تقع في‬
‫أعماق الذراع الحلزوني‪ 8‬لمجرة درب اللبانة التي هي واحدة من المجرات العديدة التي تكونت‬
‫بسبب االنفجار العظيم‪ .‬الغيمة الضخمة هذه كانت تتكون من عنصرين خفيفين هما الهيدروجين‬
‫والهليوم مع قليل من األوكسجين وحتى كميات صغيرة من العناصر‪ 8‬النادرة (‪Heavy‬‬
‫‪ )Elements‬مثل السليكون والحديد‪ 8.‬السديم يدور ببطيء حول مركزه الذي يتكون من كتلة‬
‫تحتوي على دوامات معقدة (‪ )Complicated Eddies‬نشأت بسبب ما يعرف بالسقوط أو‬
‫االنقالب الجذبي‬

‫(‪ .)Gravitational Collapse‬وتحت تأثير قوة الجاذبية اخذ السديم شكل القرص الدوار‪( 8‬‬
‫‪ )Rotating Disk‬مع زيادة في حرارة وكثافة الكتلة عند المركز والتي أدت بالنهاية إلى تكون‬
‫‪ ( .‬ستيفن هوكنج ‪)٢٠٠٣ ،‬‬
‫الشمس‬

‫‪30‬‬
‫‪31‬‬

‫إذن ‪ ...‬كيف تشكل النظام الشمسي وانتهى‪ 8‬به األمر مع كل هذه األنواع المختلفة من‬
‫األجسام؟‪ ‬أفضل نظرية حاليًا هي‪  ‬نظرية السديم‪ .  ‬ينص هذا على أن النظام الشمسي تطور‪ 8‬من‬
‫سحابة بين النجوم من الغبار والغاز تسمى‪  ‬السديم‪ .  ‬تفسر هذه النظرية بشكل أفضل األشياء التي‬
‫نجدها حاليًا في النظام الشمسي وتوزيع هذه األجسام ‪ ،‬كانت نظرية السديم تبدأ بسحابة من الغاز‬
‫والغبار ‪ ،‬على األرجح من مخلفات مستعر أعظم سابق‪ .‬بدأ السديم في االنهيار والتكثف‪ 8.‬استمرت‬
‫عملية االنهيار هذه لبعض الوقت‪ .‬تجمع الشمس التي ستجمع معظم الكتلة في مركز‪ 8‬السديم ‪،‬‬
‫وتشكل‪  ‬بروتوستا ًرا‪.  8‬‬

‫النجم األولي هو جسم لم يحدث فيه اندماج نووي‪ ، 8‬على عكس النجم الذي يخضع لالندماج‬
‫النووي‪ .‬يصبح النجم األولي نج ًما عندما يبدأ االندماج النووي‪ .‬على األرجح أن الخطوة التالية‬
‫كانت أن السديم قد تم تسويته إلى قرص يسمى‪  ‬قرص الكواكب األولية‪ .  ‬تشكلت الكواكب في‬
‫النهاية من هذا القرص وداخله‪.‬‬
‫حدثت ثالث عمليات مع االنهيار‪ 8‬السديم‪:‬‬

‫استمرت درجات الحرارة في االرتفاع‬ ‫‪-2‬‬

‫نسج السديم الشمسي بشكل أسرع وأسرع‬ ‫‪-3‬‬

‫سوي قرص السديم الشمسي‬ ‫‪-4‬‬

‫تعتبر الحركات المنظمة للنظام الشمسي اليوم نتيجة مباشرة لبدايات النظام الشمسي في سحابة‬
‫دوارة ومسطحة من الغاز والغبار ( انترنيت ‪)٦‬‬

‫الجزء الخارجي من الغيمة (السديم) كان بالطبع هو األكبر واألكثر برودة‪ ،‬لذلك فأن مواده ـ مثل‬
‫الماء واالمونيا‪ 8‬والميثان ـ تصلبت كالثلج واطئ الكثافة‪ .‬المواد القريبة من الشمس بقيت بهيئة‬
‫بخار ولكن السليكون والحديد واأللمنيوم والمواد المشابهة استطاعت االتحاد مع األوكسجين‬
‫وتبلورت عند درجات حرارة عالية إلى مواد صلبة مؤدية إلى تكوين مواد صخرية كثيفة‪ .‬على‬
‫أية حال‪ ،‬هذه المواد لم تكن تتكاثف‪ )Aboundant( 8‬كالمواد الجليدية التشكل‪ ،‬لذلك فان التاريخ‬
‫المبكر من النظام‪ 8‬الشمسي شهد انتشاراً‪ 8‬وتفاضالً في المواد‪ .‬المواد السيليكاتية التي تكون مستقرة‬
‫في درجات حرارة عالية تمركزت‪ 8‬في األقاليم‪ 8‬الوسطية من الغيمة السديمية‪ ،‬بينما المواد الجليدية‬
‫الصلبة تكون شائعة بالقرب من حافة الغيمة السديمية ‪ ( .‬إبراهيم‪)٢٠١٣ ،‬‬

‫‪31‬‬
‫‪32‬‬

‫بعد فترة قصيرة نسبياً‪ ،‬ربما اقل من (‪ )100‬ألف سنة بعد تكون السديم‪ ،‬فان الدقائق‪ 8‬الصغيرة في‬
‫النظام الشمسي الجنيني أو غير الناضج (‪ )Embryonic Solar System‬أصبحت اكبر واكبر‬
‫حتى أصبحت أجساما ً بحجم احد الكواكب السيارة الواقعة بين المريخ والمشتري والذي‪ 8‬يدعى‬
‫بالسيير (‪ )Asteroid‬متكونة من الصخور والجليد تدعى بالكواكب البدائية (‪.)Planetesimals‬‬
‫عندما تتحرك هذه الكواكب البدائية في مدارات حول الشمس فأنها‪ 8‬تصبح أجساما ً أكبر قادرة على‬
‫النمو بواسطة التعاظم الجذبي (‪ )Gravitational Accretion‬الذي يجعلها تكنس أو تجمع‬
‫العديد من المواد األصغر‪ 8‬القريبة من مداراتها‪ ،‬وبذلك فان هذه الكواكب البدائية تصبح كواكب‬
‫( دوبر ومولر ‪)٢٠٠٤ ،‬‬
‫رئيسة‬

‫إن حجم ومكونات‪ 8‬الكواكب يعتمد بالدرجة األساس على بعدها عن الشمس‪ .‬ففي األقاليم‪ 8‬القريبة‬
‫من الشمس‪ ،‬ذات الحرارة العالية‪ ،‬فأن الفلزات النادرة والسيليكات يمكن أن تتبلور إلى مواد‬
‫صلبة تتجمع لتكون الكواكب‪ .‬أما في األقاليم البعيدة عن الشمس‪ ،‬ذات الحرارة الواطئة أو الباردة‬
‫حتى‪ ،‬فأن المواد التي لها القدرة على التبلور في درجات الحرارة الواطئة مثل الماء والميثان‬
‫والنيتروجين يمكنها أن تصبح صلبة بشكل جليد وتتجمع لتكون الكواكب‪ .‬وألن هذه العناصر‪8‬‬
‫سريعة التبخر تكون أكثر غزارة من السيليكات فان أجسام جليدية اكبر تتكون في األقاليم‬
‫الخارجية البعيدة من النظام الشمسي‪ ،‬لذلك ففي األقاليم‪ 8‬الباردة بصورة كافية في النظام الشمسي‬
‫تتكون أجسام جليدية كبيرة من تجمع غازي الهيدروجين والهليوم‪ 8‬مكونة الكواكب العمالقة (‬
‫‪.)Giant Planets‬‬

‫كثير من مواد السديم تدور‪ 8‬في داخله متوجه نحو مركز النظام الشمسي‪ ،‬نتيجة لهذا التجمع يتولد‬
‫ضغط شديد يرفع من درجة حرارة مركز النظام الشمسي إلى الحد الذي يصبح فيه هذا المركز‬
‫( كونر ‪)٢٠١٥ ،‬‬ ‫عبارة عن فرنا ً نوويا‪ 8‬ضخما ً‬

‫(‪ )Vast Nuclear Furnace‬ليكون نجمة جديدة هي الشمس (‪ .)Sun‬في أثناء ذلك‪ ،‬كانت‬
‫الكواكب الرئيسة وتوابعها‪ 8‬تدور في مداراتها حول الشمس كانسةً اغلب القطع المتبقية بالقرب من‬
‫مداراتها‪ ،‬هذه المرحلة النهائية من الشكل الكوكبي‪ 8‬مسجلة بشكل واضح بواسطة مناطق الفوهات‬
‫(‪ )Cratered Terrain‬الموجودة على أسطح كل من القمر وعطارد‪ 8‬والمريخ والعديد من‬
‫( كونر‪) ٢٠١٥ ،‬‬
‫األجسام الكوكبية‬

‫جميع األجسام الكوكبية كانت ترتفع درجة حرارتها‪ 8‬بسبب تصادم‪ 8‬عدد من الكواكب البدائية التي‬
‫تكونها مع بعضها‪ ،‬إذا كان هذا االرتفاع في درجة الحرارة كافيا ً إلذابة الكوكب فان المواد‬

‫‪32‬‬
‫‪33‬‬

‫المكونة له سوف تتفاضل (‪ ،)Differentiated‬حيث أن المواد األكثر كثافة تنزل لتتجمع في‬
‫مركز الكوكب مكونة اللب (‪ )Core‬والمواد‪ 8‬األخف تتجمع بالقرب من السطح‪ .‬هذه العملية‬
‫تعرف بعملية التفاضل الكوكبي (‪ )Planetary Differentiation‬وتقود إلى تكوين طبقات في‬
‫‪ ( .‬دوبر ومولر‪)٢٠٠٤ ،‬‬
‫الكواكب المكونة للنظام الشمسي‬

‫أنواع الكواكبـ في المجموعة الشمسية(‪:)1‬‬

‫تكونت في مجموعتنا‪ 8‬الشمسية ثالثة أنواع من الكواكب‪ ،‬قسمت اعتماداً على بعدها من الشمس‬
‫إلى مجموعتين هي المجموعة الكواكب الداخلية ومجموعة الكواكب الخارجية‪:‬‬

‫(‪ )1‬الكواكب الداخلية (‪ :)Inner Planets‬وهي الكواكب القريبة من الشمس‪ ،‬والتي تكون‬
‫صغيرة ومكونة غالبا ً من عنصري السليكا والحديد‪ ،‬أي أنها مكونة من مواد صخرية‪ .‬تمتاز هذه‬
‫الكواكب بوجود نشاط حراري داخلي والذي يؤدي‪ 8‬بدوره إلى حدوث نشاط‪ 8‬تكتوني (حركي) على‬
‫سطحها يتمثل بتكون الجبال والبراكين والزالزل‪ .‬وهي متمثلة بعطارد‪ )Mercury( 8‬والزهرة (‬
‫‪ )Venus‬والمريخ (‪ )Mars‬واألرض (‪.)Earth‬‬

‫(‪ )2‬الكواكب الخارجية (‪ :)Outer Planets‬وهي الكواكب البعيدة عن الشمس‪ ،‬والتي تكون‬
‫أما كبيرة أو صغيرة ومكونة غالبا ً من غازات الهيدروجين والهليوم‪ 8‬واألوكسجين‪ .‬لذلك فان‬
‫بعضها يكون مغطى بالماء المتجمد وهي تعرف بالكواكب الجليدية (‪ )Icy Planets‬وتكون عادة‬
‫صغيرة الحجم‪ ،‬وبعضها‪ 8‬اآلخر يتكون من غازات ويكون كبير الحجم جداً لذلك تدعى بالعمالق‬
‫الغازي (‪ ،)Gas Giant‬تمتاز هذه الكواكب بعدم وجود نشاط حراري‪ 8‬داخلي وبالتالي فان‬
‫سطحها يكون خاليا ً من النشاطات الحركية‪ .‬وهي متمثلة بالمشتري (‪ )Jupiter‬وزحل(‪)Saturn‬‬
‫ويورانوس (‪ )Uranus‬ونبتون (‪ )Neptune‬وبلوتو‪ ( . )Pluto( 8‬حسب النبي‪)١٩٩١ ،‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫‪1‬‬

‫‪33‬‬
‫‪34‬‬

‫نظرية التصادم (‪:)Collision Theory‬‬

‫القمر هو التابع الوحيد لألرض‪ ،‬يبلغ قطره حوالي (‪ 3476‬كم) أي ما يزيد قليالً على ربع قطر‬
‫األرض‪ .‬وسكان األرض يرون دائما ً نفس وجه القمر وال يرون الوجه اآلخر له‪ ،‬والسبب في ذلك‬
‫يعود إلى أن المدة التي يستغرقها ليقوم بدورة كاملة حول نفسه تتساوى‪ 8‬مع المدة التي يستغرقها‪8‬‬
‫للقيام بدورة فلكية كاملة حول األرض والتي تبلغ مدتها (‪ 27.3‬يوم)‪ ،‬تتغير مسافة القمر عن‬
‫األرض بين (‪ 356410‬كم) عندما يكون في اقرب نقطة من األرض إلى (‪ 406697‬كم) عندما‬
‫( ساجال‪)١٩٧٨ ،‬‬
‫يكون في ابعد نقطة من األرض‪ .‬ويزداد معدل ابتعاد القمر عن األرض سنوياً‪8‬‬

‫السديم الشمسي ‪ :‬سحابة غازية منها ما يسمى سديمية فرضية في أصل النظام الشمسي‬
‫و‪ ‬الشمس‪ ‬و‪ ‬الكواكب‪ ‬التي شكلتها التكثيف‪ .‬اقترح‪ ‬الفيلسوف السويدي‪ ‬إيمانويل‪ 8‬سويدنبورج‪ ‬عام‬
‫‪ 1734‬أن الكواكب تشكلت من قشرة سدمية كانت تحيط بالشمس ثم تفككت‪ .‬في عام ‪1755‬‬
‫الفيلسوف األلمانياقترح‪ ‬إيمانويل كانط‪ ‬أن‪ ‬السديم‪ ‬في الدوران البطيء ‪ ،‬والذي يتم تجميعه تدريجيًا‪8‬‬
‫بواسطة‪ ‬قوة‪ ‬الجاذبية‪ ‬الخاصة به‪ ‬ويتم تسويته إلى قرص دوار ‪ ،‬يولد الشمس والكواكب‪ .‬نموذج‬
‫مشابه ‪ ،‬ولكن مع الكواكب التي تشكلت قبل الشمس ‪ ،‬اقترحه عالم الفلك وعالم الرياضيات‬
‫الفرنسيبيير سيمون البالس‪ ‬في عام ‪ .1796‬خالل أواخر القرن التاسع عشرانتقد الفيزيائي‬
‫البريطاني‪ 8‬آراء‪ ‬كانط البالسجيمس كليرك ماكسويل‪ ، ‬الذي أظهر أنه إذا تم توزيع كل المواد‬
‫الموجودة في الكواكب المعروفة حول الشمس مرة واحدة في شكل قرص ‪ ،‬فإن قوى القص‬
‫للدوران التفاضلي كانت ستمنع تكثيف الكواكب الفردية‪ .‬اعتراض آخر هو أن الشمس‬
‫تمتلك‪ ‬زخ ًما زاويًا‪ ‬أقل‪( ‬يعتمد على الكتلة الكلية ‪ ،‬وتوزيعها‪ ، 8‬وسرعة الدوران) مما تتطلبه‬
‫النظرية‪ .‬لعدة عقود يفضل معظم علماء الفلك ما يسمى بنظرية االصطدام ‪ ،‬حيث تم اعتبار أن‬
‫الكواكب قد تشكلت نتيجة اقتراب‪ ‬نجم‪ ‬آخر من الشمس‪ . ‬ومع ذلك ‪ ،‬أثيرت‪ ‬اعتراضات‬
‫على‪ ‬نظرية االصطدام‪ ‬أكثر إقناعًا من تلك ضد فرضية السديم ‪ ،‬خاصة وأن األخيرة تم تعديلها‬
‫في األربعينيات‪ .‬كان من‪ ‬المفترض أن تكون‪ ‬كتل الكواكب األصلية (‪ ‬انظر‪ ‬الكواكب األولية‪) ‬‬
‫أكبر مما كانت عليه في النسخة السابقة من النظرية ‪ ،‬ويعزى التناقض الواضح في الزخم الزاوي‪8‬‬
‫إلى القوى المغناطيسية التي تربط‪ 8‬الشمس بالكواكب‪ .‬وهكذا أصبحت الفرضية السدمية هي‬
‫النظرية السائدة عن أصل النظام‪ 8‬الشمسي‪ [ .‬انترنيت ‪]١٣‬‬

‫النظريات القديمة لنشوء القمر‪ :‬هناك عدة نظريات تحدثت عن نشوء القمر منها(‪:)1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪34‬‬
‫‪35‬‬

‫(‪ )1‬نظرية االنشطار‪ :‬بحسب هذه النظرية أدى دوران األرض السريع حول محورها بعد تكونها‬
‫بقليل إلى انشطار‪ 8‬قطعة كبيرة منها‪ ،‬هذه القطعة الكبيرة تحولت لتكون القمر‪ ،‬يرى البعض أنه لم‬
‫تنفصل عن األرض قطعة واحدة بل مجموعة من القطع الصغيرة المتناثرة التي سرعان ما‬
‫تجمعت مع بعضها‪ 8‬نتيجة لدورانها حول األرض مشكلة القمر‪ .‬أي أن القمر هو ابن األرض ألنها‬
‫هي التي ولدته‪ .‬إن تحليل العينات الصخرية القمرية التي عاد بها رواد الفضاء الذين كانوا على‬
‫متن السفينة الفضائية (ابولو) من على سطح القمر قبل ما يزيد على عشرين سنة‪ ،‬أثبتت وجود‪8‬‬
‫فروقات‪ 8‬أساسية وواضحة بين التركيب الصخري للقمر والتركيب الصخري لألرض‪ ،‬وهكذا فال‬
‫بد من طرح هذه النظرية جانباً‪.‬‬

‫(‪ )2‬نظرية االقتناص‪ :‬ترى هذه النظرية أن القمر تكون في مكان ما خارج مجموعتنا الشمسية‪،‬‬
‫ودخل أليها بالمصادفة فاقتنصته األرض بواسطة قوة الجاذبية وجعلته تابعا ً لها يدور حولها‪ .‬أي‬
‫أن القمر هو االبن الضال الذي تبنته األرض‪.‬‬

‫(‪ )3‬نظرية الدقائق‪ :‬ترى هذه النظرية أن القمر تكون بنفس الطريقة التي تكونت بها األرض‬
‫وفي نفس الفترة‪ ،‬وذلك من تجمع الغبار الكوني وبقايا القطع الصخرية التي كانت تشكل السديم‬
‫الذي تكونت منه األرض‪ ،‬حيث أن هذا الغبار والقطع الصخرية تجمعت مع بعضها لتكون‬
‫القمر( جريبين‪)٢٠١١ ،‬‬

‫النظرية الحديثة لنشوء القمر‪ :‬نظرية التصادم‪ ،‬هي أحدث النظريات في هذا الخصوص‪ ،‬ظهرت‬
‫في التسعينيات من القرن الماضي‪ ،‬ترى أن القمر تكون نتيجة تصادم جسم ضخم يوازي قطره‬
‫قطر المريخ (‪ 6720‬كم) باألرض‪ ،‬فتناثرت عدة قطع نتيجة لهذا التصادم‪ ،‬ثم تجمعت هذه القطع‬
‫لتشكل القمر‪ .‬اصطدم هذا الجسم باألرض بصورة مائلة‪ ،‬وهذا ما أدى إلى تناثر الجزء الخارجي‬
‫منه ومن األرض أيضاً‪ ،‬أما نواته فقد اتحدت مع نواة األرض وذلك بسبب كثافتها‪ 8‬العالية‪،‬‬
‫األجزاء الخارجية من الجسم ومن األرض تطايرت لتدور‪ 8‬حول األرض‪ ،‬ونتيجة لتصادمها مع‬
‫بعضها البعض أثناء دورانها‪ 8‬هذا‪ ،‬التحمت مع بعضها‪ 8‬مكونة القمر‪ ،‬وقد استطاعت هذه النظرية‬
‫أن تفسر التشابه الكبير في كثافة القمر مع كثافة الجز الخارجي من األرض‪ ،‬فكالهما تكونا من‬
‫نفس المادة‪ ،‬حدث هذا التصادم بعد تكون األرض بـ (‪ )60‬مليون سنة أي قبل حوالي (‪)4540‬‬

‫‪35‬‬
‫‪36‬‬

‫مليون سنة‪ ،‬وقد تم حساب زمن التصادم‪ 8‬باستخدام النظائر‪ 8‬المشعة (‪ ،)Radioisotope‬وهذه‬
‫( جريبين‪)٢٠١١ ،‬‬
‫النظرية تعد من أكثر النظريات قبوالً هذه األيام في األوساط العلمية‬

‫تطور ونضوج األرض‪:‬‬

‫بعد أن تكونت األرض من السديم الغازي‪ ،‬شهدت العديد من التغيرات التي مهدت لوصولها إلى‬
‫ما هي عليه اآلن‪ .‬أبرز هذه التغيرات تتمثل بتكون األغلفة الداخلية لألرض (اللب والجبة‬
‫والقشرة) واألغلفة الخارجية (الغالف الغازي والغالف المائي والغالف الحياتي)‪ .‬وفيما‪ 8‬يلي‬
‫شرح مبسط لكيفية تكون هذه األغلفة الداخلية والخارجية لألرض‬

‫تكون األغلفة الداخلية‪ :‬عندما بدأت األرض بالتكون نتيجة لتجمع المواد الصلبة الصخرية‬
‫المختلفة األحجام والكثافات‪ ،‬حدث ما يعرف بالتفاضل أو التباين (‪ )Differential‬بين هذه‬
‫المواد التي كانت مواد سائلة أو مائعة في بدايتها‪ ،‬المواد الثقيلة نزلت إلى مركز األرض مشكلة‬
‫اللب (‪ )Core‬بينما المواد األخف ارتفعت إلى األعلى مكونة القشرة (‪ ،)Crust‬بينما المواد ذات‬
‫الكثافة المتوسطة احتلت الجزء الوسطي من األرض بين القشرة واللب لتكون ما يدعى بالجبة أو‬
‫العباءة (‪ ( )Mantle‬ديفيز‪)٢٠١٣ ،‬‬

‫تكون األغلفة الخارجية‪ :‬بعد أن تصلب الجزء الخارجي لألرض وتكون القشرة الصلبة‪ ،‬حدث‬
‫نشاط إشعاعي في منطقة الجبة التي لم تتصلب‪ ،‬كانت نتيجة هذا النشاط اإلشعاعي توليد حرارة‬
‫عالية في منطقة الجبة التي أدت إلى تكوين تيارات حمل حراري‪Thermal Convection( 8‬‬
‫‪.)Currents‬عملت تيارات الحمل الحراري هذه على تشقق القشرة الصلبة وخروج الصهير من‬
‫منطقة الجبة بشكل نشاط بركاني‪ 8‬عنيف جداً‪ .‬هذا النشاط البركاني أدى بدوره إلى تحرير كميات‬
‫كبيرة من الغازات المختلفة التي تجمعت حول األرض وتفاعلت مع بعضها‪ 8‬لتكون الغالف‬
‫الغازي لألرض (‪ ،)Atmosphere‬والذي كان يختلف في مكوناته ونسبها‪ 8‬بشكل كبير عما هو‬
‫عليه اليوم‪ ،‬إذ افترض العلماء وجود كميات كبيرة من الهيدروجين‪ 8‬في الغالف الغازي األولي‬
‫لألرض وذلك ألن الهيدروجين من المكونات الرئيسة في الكون كما ذكرنا سابقاً‪ .‬تواجد‬
‫الهيدروجين أما كان حراً أو متحداً األوكسجين مكوناً‪ 8‬بخار الماء (‪.)H2O‬‬

‫‪36‬‬
‫‪37‬‬

‫نتيجة تجمع بخار الماء في الغالف الغازي بكميات كبيرة كانت تساقط األمطار الغزيرة التي‬
‫تجمعت في المنخفضات الواسعة المنتشرة على سطح األرض‪ ،‬وبالتالي‪ 8‬تكونت المحيطات‬
‫والبحار واألنهار‪ 8‬والمياه الجوفية والتي نطلق عليها جميعا ً بالغالف المائي لألرض (‬
‫‪ .)Hydrosphere‬من الجدير بالذكر أن المنخفضات الموجودة على سطح األرض في الماضي‬
‫والحاضر‪ ،‬ناتجة من تباعد أجزاء القشرة األرضية المعروفة باإلطباق األرضية (‪ )Plates‬عن‬
‫( ديفيز‪) ٢٠١٣ ،‬‬
‫بعضها بسبب حركة تيارات الحمل الحراري‬

‫بعد أن تكون الغالفان الغازي والمائي‪ ،‬أصبحت األرض مهيأة الستقبال الحياة عليها وتكوين‬
‫الغالف الحياتي لألرض (‪ .)Biosphere‬وسوف‪ 8‬نتناول موضوع‪ 8‬بدأ الحياة وتطورها في فصول‬
‫الحقة‪ ،‬ولكن نجد من المناسب التنويه إلى أن كيفية ظهور‪ 8‬الحياة ما يزال من األسرار التي لم‬
‫يتمكن العقل البشري‪ ،‬رغم انجازاته الكبيرة من حله( ديفيز ‪) ٢٠١٣ ،‬‬

‫مستقبل الكون‪:‬‬

‫ذكرنا فيما سبق أن الكون بدأ بالتوسع منذ بداية انفجار الكون‪ ،‬والسؤال الذي ينبغي لنا اإلجابة‬
‫عنه قبل إنهاء هذا الفصل هو‪ :‬ما هي نهاية هذا التوسع؟ وبعبارة أخرى‪ ،‬ما هي نهاية الكون؟ لقد‬
‫طرح العلماء ثالث احتماالت لطبيعة التوسع في المستقبل‪ ،‬كانت نتيجة هذه االحتماالت وضع‬
‫( البدوي‪)١٩٩٩ ،‬‬
‫ثالث نماذج تعبر عن مستقبل الكون‬

‫نموذج الكون المفتوح (‪ :)Open Universe‬يتوقع‪ 8‬فيه العلماء أن الكون سوف‬ ‫(‪)1‬‬
‫يستمر في التوسع إلى ماال نهاية‪ ،‬وذلك بافتراض‪ 8‬استمرار قوة الدفع إلى الخارج‬
‫بمعدل أقوى‪ 8‬من قوى الجاذبية التي تشد الكون إلى الداخل في اتجاه مركزه‪.‬‬
‫نموذج الكون المغلق (‪ :)Closed Universe‬يتوقع فيه العلماء أن الكون سوف‪8‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫تتباطأ سرعة توسعه مع الزمن‪ ،‬إذ أن الحسابات الرياضية تشير إلى أن معدالت‬
‫التمدد الكوني عقب عملية االنفجار العظيم مباشرة كانت أعلى بكثير من معدالتها‬
‫الحالية‪ .‬ومع تباطؤ‪ 8‬سرعة توسع الكون تتفوق قوى الجاذبية على قوة الدفع نحو‬
‫الخارج‪ ،‬فتأخذ المجرات باالندفاع‪ 8‬نحو مركز‪ 8‬الكون بسرعة متزايدة‪ ،‬جامعة مختلف‬
‫صور المادة والطاقة فيبدأ الكون في االنكماش والتكدس على ذاته‪ ،‬ويجتمع كل من‬

‫‪37‬‬
‫‪38‬‬

‫المكان والزمان حتى تتالشى كل األبعاد أو تكاد‪ ،‬وتتجمع‪ 8‬كل صور المادة والطاقة‬
‫المنتشرة في أرجاء الكون حتى تتكدس في نقطة متناهية في الضآلة‪ ،‬تكاد تصل إلى‬
‫الصفر أو العدم‪ ،‬ومتناهية في الكثافة والحرارة إلى الحد الذي تتوقف‪ 8‬عنده كل قوانين‬
‫الفيزياء المعروفة‪ ،‬أي يعود‪ 8‬الكون إلى حالته األولى‪ .‬وتسمى‪ 8‬عملية تجمع الكون‬
‫وعودته إلى وضعه األصلي بنظرية االنسحاق‪ 8‬الكبير (‪.)Big Crunch Theory‬‬

‫نموذج الكون المتذبذب (‪ :)Oscillating Universe‬يتوقع‪ 8‬فيه العلماء أن الكون‬ ‫(‪)3‬‬


‫سوف يبقى متذبذباً‪ 8‬بين االنسحاق واالنفجار‪ ،‬أي بين االنكماش والتمدد‪ 8‬في دورات‬
‫متتابعة ولكنها غير متشابهة إلى ماال نهاية تبدأ بمرحلة التكدس على الذات ثم‬
‫‪ ( .‬البدوي ‪)١٩٩٩ ،‬‬
‫االنفجار والتمدد ثم التكدس مرة أخرى وهكذا‬

‫‪38‬‬
‫‪39‬‬

‫الخاتمة‬

‫ومما سبق قوله تبين لنا أهمية هذا البحث ‪ ،‬والجهد المبذول فيه‪ ،‬وبمساعدة هللا عز وجل أوالً‬
‫وأخراً‪ ،‬وفي النهاية نخلص من هذا البحث (نظريات نشوء الكون) والتي تحدثت فيه عن‬
‫النظريات والتفسيرات التي قدمها العلماء لشرح وتوضيح نشوء الكون حسب الرؤية العلمية‬
‫والتحليلية ‪ ،‬والتي كانت من التساؤالت المهمة والقديمة الي شغلت أذهان ومشاعر العلماء‬
‫والناس اجمع الذي يتعلق بأصل الكون وحقيقة تكونه ونشوءه وقد وضحنا بعض النظريات‬
‫التي تفسر هذه الظاهرة الكبيرة والمهمة وظهرت العديد من التفسيرات واألفكار واآلراء التي‬
‫عُد بعضها من االساطير واالخر تكاد تكون غير واقعية وبعضها نظريات عفا عليها الزمن ‪.‬‬

‫والنظرية الحديثة التي تفسر اصل الكون والتي القت رواجا ً بين العلماء هي ( نظرية االنفجار‬
‫العظيم ) موضع دراستنا وبحثنا‪ ،‬وهي عبرة مفيدة للمجتمع واألفراد على حد سواء ‪ ،‬وفي‬
‫النهاية الحمد هلل الذي وفقني إلى أن انتهيت من هذا البحث‪ ،‬وفقني في كتابة الموضوع‪ ،‬ومن‬
‫هللا التوفيق‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪40‬‬

‫المصادر والمراجع‪:‬‬

‫مصادر عربية‬

‫البدايات ‪ ١٤ ,‬مليار عام من تطور الكون نيل ديجراس تايسون ودونالد جولدسميث ‪,‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ترجمة محمد فتحي خضر ‪ ,‬صدر الكتاب األصلي عام ‪ , ٢٠٠٤‬صدرت هذه الترجمة‬
‫عن مؤسسة هنداوي عام ‪.٢٠١٣‬‬
‫تاريخ موجز للزمان من االنفجار الكبير حتى الثقوب السوداء ‪ ,‬ستيفن هوكنج ‪ ,‬دار‬ ‫‪.2‬‬
‫التنوير‪ ,‬ترجمة مصطفى ابراهيم فهمي ‪ ,‬سلسلة جدران المعرفة ‪. 2006‬‬
‫الكون في قشرة جوز ( شكل جديد للكون ) ‪ ,‬ستيفن هوكينج ‪ ,‬عالم المعرفة مارس‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ , 2003‬ترجمة ‪ :‬د‪.‬مصطفى ابراهيم فهمي ‪.‬‬
‫بحث في نظام الكون ( استكشاف للطبيعة البشرية و رؤيتها للعالم ومكاننا فيه ) ‪,‬‬ ‫‪.4‬‬
‫جورج جونسون ‪ ,‬ترجمة ‪ :‬أحمد رمو ‪ ,‬الهيئة العامة السورية للكتاب ‪.‬‬
‫بداية الكون من االفالك الى البشر ‪ ,‬جون فايفر ‪ ,‬ترجمة الدكتور محمد الشحات ‪,‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الناشر مؤسسة سجل العرب – القاهرة‪.‬‬
‫الدقائق الثالث األولى من عمر الكون ‪ ,‬ستيفن وينبرغ ‪ ,‬ترجمة‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد وائل‬ ‫‪.6‬‬
‫األتاسي ‪ ,‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة ناشرون ‪.‬‬
‫الكون األحدب ‪ ,‬قصة النظرية النسبية ‪ ,‬عبد الرحيم بدر ‪ ,‬ط‪ , 1980 , 3‬عمان ‪1787‬‬ ‫‪.7‬‬
‫هــ‪.‬‬
‫محاضره في نظريات نشوء الكون ‪ ,‬كلية التربية للعلوم الصرفة ‪ ,‬قسم الفيزياء‬ ‫‪.8‬‬
‫المرحلة ‪ , 2‬أستاذ المادة سالر حسين ابراهيم الزرقاني ‪.20/02/2013‬‬

‫‪40‬‬
‫‪41‬‬

‫علم الكونيات ( مقدمة قصيرة جداً )‪ ,‬بيتر كونر ‪ ,‬ترجمة محمد فتحي خضر ‪ ,‬مؤسسة‬ ‫‪.9‬‬
‫الهنداوي للتعليم والثقافة ‪ ,‬ط‪ 2015 , 1‬م ‪.‬‬
‫االنفجارات الثالثة الكبرى ‪ ,‬فليب م‪.‬دوبر ‪ ,‬ريتشارد أ‪.‬مولر ‪ ,‬ترجمة ‪ :‬فتح هللا ‪ ,‬أحمد‬ ‫‪.10‬‬
‫السماحي ‪ ,‬المشروع القومي للترجمة ‪,‬المجلس االعلى للثقافة ‪ , 2004 ,‬ط‪ , 1‬القاهرة‬
‫‪.‬‬
‫موسوعة الفيزياء الكونية والعلوم الفضائية ‪ ,‬اعداد علي موال‬ ‫‪.11‬‬
‫الكون واالعجاز العلمي للقران الكريم ‪ ,‬منصور محمد حسب النبي ‪ ,‬ط‪ , 2‬جامعة عين‬ ‫‪.12‬‬
‫شمس ‪ 1991 ,‬م ‪ ,‬دار الفكر العربي ‪ ,‬القاهرة ‪.‬‬
‫الكون ‪ ,‬د‪.‬كارل ساجال ‪ ,‬ترجمة ‪ :‬نافع ايوب لبس ‪ ,‬مراجعة ‪ :‬محمد كامل عارف ‪,‬‬ ‫‪.13‬‬
‫عالم المعرفة ‪ , 1978 ,‬الكويت ‪.‬‬
‫قصة الكون ‪ ,‬جون جريبين ‪ ,‬ترجمة ‪ :‬د‪.‬مصطفى ابراهيم فهمي ‪ ,‬مكتبة ‪ , 268‬ط‪, 2‬‬ ‫‪.14‬‬
‫‪. 2011‬‬
‫الجائزة الكونية الكبرى ( لغز مالءمة الكون للحياة ) ‪ ,‬بول ديفيز ‪ ,‬المترجم ‪ :‬محمد‬ ‫‪.15‬‬
‫فتحي خضر ‪ ,‬المحقق‪ :‬حسام بيومي محمود ‪ ,‬الناشر‪ :‬كلمات للترجمة والنشر ‪ ,‬الطبعة‬
‫الثانية ‪ 2013 ,‬م‬
‫الموسوعة الفلكية ‪ ,‬د‪.‬خليل البدوي ‪ ,‬دار عالم الثقافة ‪ ,‬عمان‪-‬االردن ‪ ,‬الطبعة االولى ‪,‬‬ ‫‪.16‬‬
‫‪ 1999‬م ‪.‬‬

‫مصادر أجنبية‬

‫‪17.Paul Swart ; The Big Bang Collision Theory, 153 pages,‬‬


‫‪language: English, 2019 , USA‬‬

‫مصادر االنترنيت‬

‫_‪1‬‬

‫‪https://www.nationalgeographic.com/science/space/universe/origins-‬‬
‫‪of-the-universe/‬‬

‫_‪2‬‬

‫‪41‬‬
42

https://courses.lumenlearning.com/geophysical/chapter/formation-
of-the-universe/

3_

https://www.scholastic.com/teachers/articles/teaching-content/or
igin-universe/

4_

https://zukuyditwuo35ot5dn3ex2ddai-adwhj77lcyoafdy-www-
space-com.translate.goog/25126-big-bang-theory.html
_5
https://www.google.jo/amp/s/amp.dw.com/ar/
%25D8%25A7%25D9%2583%25D8%25AA
%25D8%25B4%25D8%25A7%25D9%2581-%25D9%258A
%25D9%2581%25D8%25B3%25D8%25B1-
%25D9%2586%25D8%25B4%25D8%25A3%25D8%25A9-
%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2588%2
5D9%2586-%25D9%2588%25D8%25AA
%25D8%25B7%25D9%2588%25D8%25B1%25D9%2587/a-
17503322
_6
https://courses.lumenlearning.com/atd-fscj-introastronomy/
/ chapter/the-nebular-theory
_7
https://www.britannica.com/science/solar-nebula#ref142758
_8
https://www.google.com/amp/s/www.elnahardaa.com/amp/
%25D9%2585%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25AD
%25D9%2584-

42
43

%25D9%2586%25D8%25B4%25D8%25A3%25D8%25A9-
%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2588%2
/5D9%2586

43

You might also like