The Arab Army

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 39

‫‪The Arab-Israeli conflict‬‬

‫الصراع العربي اإلسرائيلي‬

‫بعد انتهاء الحرب العالمية األولى خضعت فلسطين لالنتداب البريطاني حتى العام‬
‫‪ ,1948‬في ‪ 29‬نوفمبر ‪ 1947‬قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة على تقسيم‬
‫فلسطين إلى دولتين يهودية و فلسطينية وتدويل منطقة القدس ‪ ,‬قررت الحكومة‬
‫البريطانية إنهاء االنتداب البريطاني على فلسطين منتصف الليل بين ‪ 14‬و ‪ 15‬مايو‬
‫‪ 1948‬بضغط من األمم المتحدة ‪ ,‬وقد كانت القيادات الصهيونية قد شرعت في‬
‫إعداد خطط عسكرية تفصيلية منذ مطلع عام ‪ 1945‬توقّعات التنفيذ األولية توقعا‬
‫للمواجهة ‪ ،‬وفي مايو ‪ 1946‬رسمت الهاغاناه خطة اسمكيت بخطة مايو ‪ 1946‬فيما‬
‫بعد ‪ ،‬كانت السياسة العامة لبرنامج اإلعداد بما يُكافئ "االجرائات المضادة " ‪ ,‬وفي‬
‫تقرير للجنة (انجلو‪-‬امريكية) عام ‪ 1946‬قدر حجم القوة العسكرية الصهيونية‬
‫ب(‪ )62000‬رجل‪ ،‬ولم يأت اي ذكر للقوى المسلحة الفلسطينية‪ ،‬وكان الفلسطينيون‬
‫يتطلعون إلى الجامعة العربية التي قامت بأول خطوة لتوفير االحتياجات الدفاعية‬
‫للفلسطينيين في سبتمبر ‪ , 1947‬على الرغم من أن إسرائيل واجهت جيوشا ً هائلة‬
‫من الدول العربية المجاورة‪ ،‬إال أنه بسبب المعارك السابقة في منتصف مايو‪ ،‬لم‬
‫يكن الفلسطينيون أنفسهم متواجدين كقوة عسكرية ‪ ,‬حينما اندلعت الحرب في‬
‫فلسطين أمر الملك عبد العزيز آل سعود وزير الدفاع السعودي بإرسال فرقة‬
‫سعودية للجهاد في فلسطين في ظرف ‪ 24‬ساعة‪ ،‬وتوجهت الدفعة األولى بالطائرات‬
‫فيما أرسلت بقية السرايا بالبواخر وقد عين لقيادة فرقة الجهاد السعودية األولى العقيد‬
‫سعيد بيك الكردي ووكيله القائد عبد هللا بن نامي وبلغ عدد ضباط وأفراد الفرقة‬
‫قرابة الثالثة آالف ومائتا رجل ‪ ,‬قامت الجامعة العربية بأول خطوة لتوفير‬
‫االحتياجات الدفاعية للفلسطينيين في سبتمبر ‪ 1947‬حيث أمرت بتشكيل اللجنة‬
‫العسكرية الفنية وذلك لتقييم المتطلبات الدفاعية الفلسطينية‪ ،‬خرج التقرير‬
‫باستنتاجات تؤكد قوة الصهاينة وتؤكد انه ليس للفلسطينيين من قوى بشرية أو تنظيم‬
‫أو سالح أو ذخيرة يوازي أو يقارب ما لدى الصهاينة‪ ،‬وحث التقرير الدول العربية‬
‫على "تعبئة كامل قوتها ‪ ,‬بعد دخول الجيوش العربية‪ :‬سمحت فرنسا إلحدى‬
‫طا ئراتها بحمل األسلحة من تشيكوسلوفاكيا إلى األراضي الفرنسية ثم نقلها إلى‬
‫إسرائيل‪ ،‬وسمحت بنقل شحنتي أسلحة إلى نيكاراغوا‪ ،‬والتي كانت متجهة فعليا ً‬
‫إسرائيل وردت تشيكوسلوفاكيا كميات كبيرة من األسلحة إلى إسرائيل أثناء الحرب‪،‬‬
‫تضمنتها عدة آالف من بنادق (ف‪ .‬ز‪)24 .‬و(إم جي ‪ )34‬ومدافع آلية طراز (ز‪ .‬ب‪.‬‬
‫‪ ،)37‬ومالين من الذخائر ‪ ,‬كما وردت ( تشيكوسلوفاكيا ) إلسرائيل طائرات مقاتلة‪،‬‬
‫ومنها أول عشر طائرات مقاتلة طراز أفيا‬
‫‪ ,‬في ‪ 29‬نوفمبر ‪ 1947‬وافقت الجمعية العامة لألمم المتحدة على قرار يوصي‬
‫بتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية فلسطينية ‪ ,‬بشكل عام‪ ،‬رحب‬
‫الصهاينة بمشروع التقسيم ‪ ،‬بينما شعر العرب والفلسطينيون باالجحاف ‪ ,‬كان‬
‫االنتداب البريطاني على فلسطين ينتهي بنهاية يوم ‪ 14‬مايو ‪ ، 1948‬وفي اليوم‬
‫التالي اصبح اعالن قيام دولة اسرائيل ساري المفعول ومباشرة بدءت الحرب بين‬
‫الكيان الجديد والدول العربية المجاورة ‪ ,‬في ‪ 3‬مارس عام ‪ 1949‬م أعلن انتهاء‬
‫الحرب بين الجيوش العربية والعصابات الصهيونية المسلحة في فلسطين بعد قبول‬
‫مجلس األمن الدولي إسرائيل عضوا كامال في األمم المتحدة وقبول الدول العربية‬
‫الهدنة الثانية‪ .‬وكانت المعارك في فلسطين قد بدأت في مايو ‪ 1948‬م بعد انتهاء‬
‫االنتداب البريطاني على فلسطين وإعالن العصابات الصهيونية قيام دولة إسرائيل‬
‫على المساحات الخاضعة لسيطرتها في فلسطين‪ .‬تدفقت الجيوش العربية من مصر‬
‫وسوريا والعراق وإمارة شرق األردن على فلسطين ونجحت القوات العربية في‬
‫تحقيق انتصارات كبيرة‪ .‬ففي السادس عشر من مايو ‪1948‬م اعترف رئيس‬
‫الواليات األمريكية المتحدة هاري ترومان بدولة إسرائيل‪ .‬ودخلت أول وحدة من‬
‫القوات النظامية المصرية حدود فلسطين‪ .‬وهاجمت هذه القوات مستعمرتي كفار‬
‫داروم ونيريم الصهيونيتين في النقب ‪ ,‬فاستطاع الحفاض على القدس واالضفة‬
‫الغربية كاملة مع انتهاء الحرب و كانت خسائر األسرائلين في هذه المعارك‬
‫ضخمة‪,‬فقد قال رئيس الوزراء األسرائيلي ومؤسس اسرائيل ديفد بنغوريون في‬
‫حزيران عام ‪ 1948‬امام الكنيست‪":‬لقد خسرانا في معركة باب الواد وحدها امام‬
‫"الجيش األردني ضعفي قتالنا في الحرب كاملة"‪.‬‬

‫هدنة ‪1949‬‬
‫"مع مصر" في ‪ 6‬يناير ‪ ،1949‬أعلن الدكتور رالف بانش أن مصر قد وافقت في‬
‫نهاية المطاف على بدء محادثات مع إسرائيل بشأن الهدنة‪ .‬وبدأت المحادثات في‬
‫جزيرة رودس اليونانية في ‪ 12‬يناير‪ .‬وبعد بدايتها بفترة وجيزة‪ ،‬وافقت إسرائيل‬
‫على اإلفراج عن لواء مصري محاصر في الفالوجة‪ ،‬لكنها سرعان ما ألغت اتفاقها‪.‬‬
‫وفي نهاية الشهر‪ ،‬تعثرت المحادثات‪ .‬وطالبت إسرائيل بأن تسحب مصر جميع‬
‫قواتها من منطقة فلسطين االنتدابية السابقة‪ .‬وأصرت مصر على انسحاب القوات‬
‫العربية إلى المواقع التي كانت تحتلها في ‪ 14‬أكتوبر ‪ ،1948‬وفقا لقرار مجلس‬
‫المؤرخ ‪ 4‬نوفمبر ‪ ،1948‬وأن تنسحب القوات اإلسرائيلية إلى ‪ S/1070‬األمن‬
‫مواقع شمال طريق‪.‬‬
‫"مع لبنان" تم التوقيع على اتفاق الهدنة مع لبنان في ‪ 23‬مارس ‪ .1949‬كانت النقاط‬
‫الرئيسية هي‪:‬‬
‫* أحكام هذا االتفاق التي تفرضها االعتبارات العسكرية على وجه الحصر‪.‬‬
‫*خط الهدنة ("الخط األخضر" ‪ ،‬انظر أيضا ً الخط األزرق (لبنان)) تم رسمه على‬
‫طول الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين االنتدابية‪.‬‬
‫*سحبت إسرائيل قواتها من ‪ 13‬قرية في األراضي اللبنانية‪ ،‬التي احتلت أثناء‬
‫الحرب‪.‬‬
‫"مع األردن" تم التوقيع على اتفاق الهدنة مع األردن في ‪ 3‬أبريل ‪ .1949‬والنقاط‬
‫الرئيسية هي ‪:‬‬
‫ال يخل أي حكم من أحكام هذا االتفاق بأي شكل من األشكال ب حقوق أي من‬
‫الطرفين ومطالبهما ومواقفهما في التسوية السلمية النهائية للقضية الفلسطينية‪ ،‬وهي‬
‫أحكام هذا االتفاق التي تفرضها االعتبارات العسكرية دون غيرها‪.‬‬
‫بقيت القوات األردنية في معظم مواقعها‪ ،‬ال سيما القدس الشرقية التي شملت المدينة‬
‫القديمة‬
‫سحب األردن قواته من مراكزه األمامية التي تشرف على سهل شارون‪ .‬وفي‬
‫المقابل‪ ،‬وافقت إسرائيل على السماح للقوات األردنية باالستيالء على مواقع كانت‬
‫تسيطر عليها من قبل القوات العراقية‪.‬‬
‫تبادل السيطرة على األراضي‪ :‬حصلت إسرائيل على السيطرة في المنطقة المعروفة‬
‫باسم وادي عارة والمثلث الصغير مقابل األراضي الواقعة في التالل الجنوبية من‬
‫الخليل‪.‬‬

‫حرب ‪1967‬‬
‫في ‪ 1‬مايو ‪ 1967‬صرح ليفي أشكول رئيس وزراء إسرائيل أنه في حال استمرار‬
‫العمليات االنتحارية فإن بالده "سترد بوسائل عنيفة" على مصادر اإلرهاب‪ ،‬وكرر‬
‫صرح رئيس أركان الجيش‬ ‫مثل ذلك أمام الكنيست في ‪ 5‬مايو‪ ،‬وفي ‪ 10‬مايو ّ‬
‫اإلسرائيلي أنه إن لم يتوقف "النشاط الفدائي الفلسطيني في الجليل فإن الجيش‬
‫سيزحف نحو دمشق"‪ ،‬وفي ‪ 14‬مايو وبمناسبة الذكرى التاسعة عشر لميالد دولة‬
‫ضا عسكريًا في القدس خالفًا للمواثيق الدولية التي تقر‬‫إسرائيل‪ ،‬أجرى الجيش عر ً‬
‫أن القدس منطقة منزوعة السالح‪ .‬من جهتها كانت مصر وسوريا تتجهان نحو اتخاذ‬
‫خطوات تصعيدية؛ ففي مارس تم إعادة إقرار اتفاقية الدفاع المشتركة بين البلدين‪،‬‬
‫وقال الرئيس المصري جمال عبد الناصر أنه في حال كررت إسرائيل عملية طبرية‬
‫فإنها سترى أن االتفاق ليس "قصاصة ورق الغية"‪ .‬وعمو ًما فإن توتر العالقات بين‬
‫إسرائيل ودول الطوق العربي تعود ألواخر عام ‪ 1966‬حين حدثت عدة اشتباكات‬
‫في الجوالن واألردن مع الجيش اإلسرائيلي‪ ،‬وإلى جانب عملية طبرية فإن عملية‬
‫السموع التي قام بها الجيش اإلسرائيلي ضد بلدة السموع األردنية تعتبر من أكبر‬
‫هذه العمليات؛ كما شهدت بداية العام ‪ 1967‬عدة اشتباكات متقطعة بالمدفعية بين‬
‫الجيش السوري والجيش اإلسرائيلي‪ ،‬مع تسلل قوات فلسطينية إلى داخل الجليل‬
‫ووحدات إسرائيلية إلى داخل الجوالن‪ .‬ولعل أكبر هذه العمليات ما حدث في ‪7‬‬
‫أبريل عندما أسقطت إسرائيل ‪ 6‬طائرات سورية من طراز ميغ ‪ ،21‬اثنتان داخل‬
‫سوريا وأربع أخرى‪ ،‬بينها ثالث طائرات داخل األردن‪ ،‬وقد قام الملك الحسين‬
‫بتسليم الطيارين الثالثة علي عنتر ومحي الدين داوود وأحمد القوتلي الذين هبطوا‬
‫بالمظالت داخل األردن ‪.‬‬
‫مايو‪ ،‬وصلت معلومات غير مؤكدة لحكومتي مصر وسوريا تشير ‪13‬يوم السبت‬
‫إلى أن االسرائيليين يحركون ما بين ‪ 11‬إلى ‪ 13‬لواء عسكريا تجاه الحدود‬
‫السورية‪ .‬ومهما يكن مصدر هذه المعلومات فقد صدقها الرئيس جمال عبد الناصر‪،‬‬
‫وقرر القيام باستعراض قوة‪ ،‬لتأجيل الهجوم االسرائيلي ضد سوريا‪ ،‬أمال في ان‬
‫تتراجع إسرائيل عن فكرة الحرب اذا فرضت عليها في جبهتين ‪.‬‬

‫العمليات العسكرية‬
‫الحرب الجوية‬
‫تميزت بداية الحرب العربية االسرائيلية الثالثة بهجوم مفاجيء قامت به القوات‬
‫الجوية االسرائيلية ضد المطارات والطائرات المصرية‪ .‬وهو هجوم خططت له‬
‫إسرائيل بعناية وتدريت قوات ها الجوية على القيام به عدة مرات من قبل‪ .‬وحقق هذا‬
‫الهجوم نجاحا ساحقا ومدمرا فاق بكثير كل التوقعات التي كانت ترجوها هيئة‬
‫االركان االسرائيلية المعروفة بكفاءتها وتقديراتها العملية وتفكيرها الواضح‪ .‬وكان‬
‫لهذا الهجوم الجوي المفاجيء والكبير تاثير حاسم إلى اقصى درجة في التأثير على‬
‫مجرى الحرب فيما بعد‪ ،‬مبقيا القليل من الشك في النصر االسرائيلي النهائي‪.‬‬
‫لم تكن إسرائيل تمتلك في حرب ‪ 1948‬سوى عدد قليل من الطائرات‪ ،‬وبعد نهاية‬
‫هذه الحرب واجهت إسرائيل مصاعب جمة في الحصول على طائرات من أي نوع‬
‫من الدول الكبرى‪ .‬وعلى اية حال‪ ،‬فقد استطاعت اسرائيل‪ ،‬بوسائل غامضة‪،‬‬
‫الحصول على طائرات بريطانية من طراز هاريكين وسبتفاير‪ ،‬وطائرات المانية من‬
‫طراز مسرشميت مي ‪ ،262‬اشترتها من تشيكوسلوفاكيا‪ ،‬التى كانت تريطها بها‬
‫حينذاك صلة صداقة‪ .‬وهذه الطائرات القليلة ساعدت على والدة سالح الطيران‬
‫االسرائيلي الناشيء‪ .‬وبعد فترة من التوقف عادت بعض الدول الكبرى‪ ،‬تبعا‬
‫لسياساتها المتغيرة‪ ،‬إلى تزويد إسرائيل ببعض الطائرات‪ ،‬ولكن باعداد صغيرة تقل‬
‫كثيرا عن احتياجات الدفاع االسرائيلي في مواجهة احتماالت المواجهة مع العرب‪.‬‬
‫ولم يتمكن السالح االسرائيلي من التوسع الكبير اال بعد ثورة الجزائر‪ ،‬وتدفق‬
‫المساعدات المصرية للوطنيين الجزائريين‪ .‬اذ اندفعت فرنسا بعد ذلك في اقامة‬
‫بذلك امام إسرائيل للحصول‬
‫ِ‬ ‫جسور التعاون والصداقة مع اسرائيل‪ ،‬واتيحت الفرصة‬
‫على طائرات فرنسية‪.‬‬
‫في سنة ‪ ،1956‬بعثت فرنسا السرائيل بكميات من السالح والطائرات ولكن بعض‬
‫طائرات االوريغون كانت قد سلمت من قبل‪ .‬وفي خالل حملة سيناء من ‪30‬‬
‫اكتوبرإلى ‪ 4‬نوفمبر ‪ 1956‬وصل التعاون الفرنسي االسرائيلي إلى قمته‪ .‬وكان أن‬
‫وصلت أول طائرات الميستير‪ ،‬طراز ‪ ،4‬إلى إسرائيل ما بين ابريل وإغسطس سنة‬
‫‪ .1958‬وبعد ذلك‪ ،‬تلقت إسرائيل أول طائرات الميراج النفاثة سنة ‪ ،1960‬وتوسع‬
‫سالح الطيران االسرائيلي حتى اصبح أكثر من نصفه فرنسي الصنع‪ ،‬والباقي من‬
‫طائرات فوغا ماجيستير المجمعة محليا‪.‬‬
‫وخصص أكثر من نصف ميزانية الحرب االسرائيلية‪ ،‬اي ما يزيد على مئة‬
‫وخمسين مليون جنيه استرليني‪ ،‬لقوات الطيران‪ ،‬بما يبين االفضلية التي اعطيت‬
‫لهذا السالح‪ .‬وكان هنالك جدل قائم‪ ،‬وانما من وراء الجدران‪ ،‬حول تخصيص‬
‫االعتمادات الكبيرة من الميزانيات المحدودة والصغيرة‪ ،‬لشراء الطائرات‪ ،‬او‬
‫العربات القتالية المدرعة‪ ،‬ولكن مجموعة الطيران فازت برأيها‪ .‬وبدات إسرائيل‬
‫ببناء صناعة جوية خاصة بها‪ .‬وكانت تشتري معظم احتياجات سالحها الجوي من‬
‫االسواق العالمية‪ ،‬وبأسعار باهظة‪ .‬وفي سنة ‪ 1952‬اقامت شركة فوغا الفرنسية‬
‫مصنع تجميع طائرات نفائة‪ ،‬وبدات سنة ‪ 1962‬في انتاج انواع معدلة من طائرات‬
‫فوغا ماجستير‪ ،‬ولكن هذه الطائرات لم تكن تكفي للدفاع عن اسرائيل‪ ،‬ولم يكن‬
‫سالح الجو االسرائيلي سالحا مستقال ولكنه كان خاضعا لرقابة االركان العامة‬
‫الصارمة‪ .‬وكان يتولى قيادته البريجادير مردخاي هود رئيس اركان الطيران‪ ،‬ويبلغ‬
‫عدد العناصر الدائمة العاملة فيه ثمائية آالف شخص من بينهم ‪ 1200‬طيار‪ ،‬بعضهم‬
‫تحت التمرين‪ .‬وكان يمكن زيادة هذا العدد إلى ضعفيه في حاالت الطوارىء‪ ،‬ولكن‬
‫وفي حالة التعبئة الكاملة‪ ،‬بما في‬ ‫في نطاق الخدمات االرضية فقط والصيانة‪.‬‬
‫ذلك عناصر الدعم المدنية‪ ،‬يبلغ عدد العاملين في السالح الجوي حوالي عشرين الف‬
‫شخص‪ .‬وكانت إسرائيل تملك ‪ 450‬طائرة من مختلف االنواع بما في ذلك الطائرات‬
‫المروحية‪ ،‬وكانت « طائرات الخط االول » وعددها ‪ 350‬تتوزع على ‪ 13‬سربا‬
‫جويا من بينها خمسة اسراب اعتراض‪ ،‬وخمسة اسراب قاذفات مقاتلة‪ ،‬وسربان‬
‫للمواصالت الجوية‪ ،‬وسربان طائرات مروحية‪.‬‬

‫احتالل الضفة الغربية‬


‫دخل الجيش األردني إلى القدس وهي منطقة منزوعة السالح بموجب شروط الهدنة‬
‫لعام ‪ ،1949‬وقصف منها جوار تل أبيب‪ ،‬وفي جلسة مجلس األمن الدولي ليوم ‪5‬‬
‫فورا‪،‬‬
‫يونيو قال األمين العام يو ثانت أنه من واجب األردن االنسحاب من القدس ً‬
‫كما قال أن مقر األمم المتحدة في المدينة تعرض لقصف بقذائف الهاون وأن الجيش‬
‫األردني احت ّل المبنى‪ ،‬الحقًا تبيّن أن ثالث جنود أردنيين فقط هم من دخلوا المبنى‬
‫لتقديم االحتجاج على هيئة مراقبة الهدنة بسبب الحشود العسكرية اإلسرائيلية قرب‬
‫‪.‬القدس‪ ،‬وأنهم غادروا المبنى بعد عشر دقائق تقريبًا‬

‫في ‪ 6‬يونيو‪ ،‬سارعت وحدات من الجيش اإلسرائيلي لدخول الضفة‪ ،‬وهاجم الطيران‬
‫اإلسرائيلي مطارات األردن ومراكز التزود بالوقود‪ ،‬وعلى األرض دارات معارك‬
‫شرسة بين الطرفين قبالة القدس‪ ،‬التي سيطر الجيش اإلسرائيلي على تلة استراتيجية‬
‫شمالها‪ ،‬في حين لم يتوقف قصف المدفعية األردنية للمواقع العسكرية في المدينة؛‬
‫بحلول المساء كان لواء القدس قد حاصر جنوب المدينة الشرقية انتشر في المدينة‬
‫الغربية‪ ،‬في حين كان لواء هرئيل ولواء المظليين قد انتشر شمالها‪ ،‬ما يعني تطويق‬
‫المدينة‪ ،‬ودارت معركة "تل الذخيرة" التي قتل فيها ‪ 71‬جندي أردني و‪ 37‬جندي‬
‫إسرائيلي‪ ،‬ولم يأمر موشي دايان قواته دخول المدينة "خوفًا على األماكن المقدسة"‪،‬‬
‫غير ان القتال تجدد في ‪ 7‬يونيو‪ ،‬حيث هاجم لواء المشاة اللطرون واستولى عليها‬
‫محاصرا إياها؛ كما وصل‬
‫ً‬ ‫عند الفجر‪ ،‬ومنها تقدم نحو بيت حورون وثم إلى رام هللا‬
‫لواء جديد سيطر على المناطق الجبلية شمال غرب القدس‪ ،‬وربط حرم الجامعة‬
‫العبرية في أطراف القدس مع المدينة نفسها‪ ،‬وبختام اليوم كان الجيش اإلسرائيلي قد‬
‫احتل رام هللا‪ ،‬وأوقف تقدم قوات أردنية قادمة من أريحا لتعزيز الموقف على‬
‫القدس‪.‬‬

‫عندما علم دايان أن مجلس األمن الدولي قد توصل لشبه اتفاق حول فرض وقف‬
‫إطالق النار‪ ،‬أمر قواته بدخول القدس الشرقية ودون موافقة من مجلس الوزراء‪،‬‬
‫دخ لت وحدات من الجيش البلدة القديمة عبر بوابة األسد واستولت على جبل الزيتون‬
‫والمسجد األقصى وحائط البراق‪ ،‬كانت المعارك للسيطرة على المدينة ضارية‬
‫وغالبًا ما تنقلت شار ًعا تلو اآلخر‪ ،‬وتزامنًا سيطر الجيش اإلسرائيلي على الخليل‬
‫دون مقاومة‪ ،‬وشرع لواء هرئيل بالزحف شرقًا نحو نهر األردن‪ ،‬وفي الوقت نفسه‬
‫هاجمت قوات إسرائيلية بيت لحم مدعومة بالدبابات‪ ،‬وتم االستيالء على المدينة بعد‬
‫معركة قصيرة سقط بموجبها ‪ 40‬قتيالً أردنيًا ثم اضطروا لالنسحاب لحماية األماكن‬
‫المقدسة‪ .‬أما نابلس فقد دارت على أطرافها معركة شرسة‪ ،‬وكان عدد القتلى من‬
‫اإلسرائيليين يضاهي تقريبًا عدد القتلى من األردنيين‪ ،‬ولوال تفوق سالح الجو‬
‫اإلسرائيلي لكان من الممكن تحقيق نصر للجيش األردني فيها‪ .‬وفي اليوم نفسه‪،‬‬
‫وصل الجيش اإلسرائيلي إلى نهر األردن وأغلق الجسور العشرة الرابطة بين‬
‫الضفة الغربية والبالد‪ ،‬وبعد انسحاب قوات الجيش العراقي‪ ،‬تمت السيطرة على‬
‫أريحا‪.‬‬

‫سقوط الجوالن‬
‫مقررا في ‪ 8‬يونيو‪ ،‬غير أن قيادة الجيش اإلسرائيلي‬
‫ً‬ ‫كان الهجوم البري على سوريا‬
‫أجلت الهجوم‪ ،‬واستمرت في دراسة ما إذا كان ناف ًعا الدخول بعمل بري في الجوالن‬
‫أخيرا مالت اآلراء إلى الشروع بهجوم بري على سوريا‪ ،‬وقد بدأ‬
‫ً‬ ‫لمدة ‪ 24‬ساعة‪.‬‬
‫الهجوم تمام الثالثة فجر ‪ 9‬يونيو‪ ،‬رغم أن سوريا قد أعلنت موافقتها على وقف‬
‫إطالق النار‪ .‬وفي تمام السابعة من صباح ذلك اليوم‪ ،‬أعلن دايان وزير الدفاع‬
‫اإلسرائيلي أنه قد أعطى األمر بشن عملية حربية ضد سوريا‪ ،‬وذلك لكون سوريا قد‬
‫شنت غارات على الجليل من جهة‪ ،‬ولدعم الحكومة السوريّة المنظمات الفلسطينية‬
‫من جهة ثانية‪ .‬كانت التوقعات اإلسرائيلية أن الهجوم سيكون مكلفًا من الناحية‬
‫صا أن اجتياز منطقة جبلية في قتال بري ستكون‬ ‫البشرية والمادية إلسرائيل‪ ،‬خصو ً‬
‫صا أن هضبة الجوالن يصل ارتفاعها في بعض المواقع إلى‬ ‫معركة شاقة‪ ،‬خصو ً‬
‫‪ 500‬متر (‪ 1700‬قدم) عن األراضي اإلسرائيلية في الجليل وبحيرة طبرية‪ ،‬أما‬
‫انحدارها من ناحية الداخل السوري فهو أكثر لطفًا‪ .‬قاد العملية ديفيد أليعازر قائد‬
‫مفارز الجيش اإلسرائيلي في الجبهة الشمالية‪ ،‬ومع بدأ العملية وعدم تدخل االتحاد‬
‫السوفياتي‪ ،‬إذ كانت تنتشر مخاوف من تدخل حربي سوفيتي محتمل‪ ،‬أعطي األمر‬
‫باستمرار العملية‪.‬‬

‫كانت قطعات الجيش السوري في الهضبة مؤلفة من تسعة ألوية مجموع رجالها‬
‫‪ 75,000‬مقاتل‪ ،‬بدعم كمية كافية من المدفعية والمدرعات‪ ،‬أما القوات اإلسرائيلية‬
‫تألفت من لواءين مقاتلين ولوائين مشاة‪ ،‬طوق الجيش اإلسرائيلي الهضبة من شرقها‬
‫ومن غربها في حين ظلت الهضبة نفسها وشمالها نحو الداخل السوري خاض ًعا‬
‫لسيطرة الجيش السوري‪ ،‬وكانت معلومات الموساد اإلسرائيلي التي قدمها بشكل‬
‫سا وأعدم عام (‪ )1965‬هامة‬ ‫أساسي الجاسوس إيلي كوهين (كشف عن كونه جاسو ً‬
‫جدًا للجيش‪ ،‬بحيث تفادى مناطق األلغام والمناطق الدفاعية المحصنة بشكل جيد في‬
‫الهضبة‪ .‬حتى سالح الجو اإلسرائيلي‪ ،‬كان ذو فعالية محدودة في الجوالن بسبب قوة‬
‫التحصينات الثابتة‪ ،‬ومع ذلك فإن القوات السورية كانت غير قادرة على الدفاع‬
‫بشكل فعال لرد الجيش المهاجم بشكل كامل‪ ،‬سوى ذلك فإن وضع الجنود‬
‫ومعاملتهم من قبل ضباطهم كانت سيئة‪ ،‬رغم ذلك فقد صمدت الهضبة خالل معارك‬
‫شرسة طوال ‪ 9‬يونيو‪ ،‬ولم تتمكن من إحداث اختراق وكسر التحصينات السورية‬
‫سوى في مساء ذلك اليوم‪ ،‬وقد فقدت إسرائيل بكمين مسلح في الجوالن ‪ 24‬دبابة من‬
‫أصل ‪ 26‬دبابة في الموكب و‪ 50‬دبابة هي مجمل القوة اإلسرائيلية المهاجمة‪ ،‬وبلغ‬
‫‪.‬عدد القتلى ‪ 13‬جنديًا و‪ 33‬جري ًحا‬
‫في ‪ 10‬يونيو أطبق اإلسرائيليون على الهضبة‪ ،‬وانسحبت القوات السورية بقيادة قائد‬
‫الجبهة السوري أحمد المير من الهضبة‪ ،‬قبل تمام االنتشار تاركة أسلحتها في بعض‬
‫المواقع‪ ،‬ثم سقطت القنيطرة عاصمة الجوالن‪ ،‬ووصلت وحدات جديدة إلسرائيل‪،‬‬
‫وتوقفت عند خط من التالل البركانية التي تعتبر موقعًا استراتيجيًا‪ ،‬ومن ثم قبلت‬
‫طا لوقف إطالق النار وسمي‬ ‫بوقف إطالق النار‪ ،‬واتخذ من خط التالل البركانية خ ً‬
‫"الخط البنفسجي"‪ .‬وقد ذكرت مجلة التايم‪ ،‬أن إذاعة دمشق قد بثت خبر سقوط‬
‫القنيطرة قبل ثالث ساعات من حصوله‪.‬‬

‫هجرة اليهود العرب‬


‫حتى حرب ‪ ،1967‬كان يوجد في عدد من الدول العربيّة أقليات من اليهود العرب‬
‫غير أنها واجهت االضطهاد والطرد بعد انتصار إسرائيل‪ ،‬ووفقًا للمؤرخ مايكل‬
‫أورين‪ ،‬فإن األحياء اليهودية في مصر واليمن ولبنان وتونس والمغرب تعرضت‬
‫للهجوم من قبل الغوغاء وأحرقت عدد من الكنس والمعابد‪ ،‬ووقعت في طرابلس‬
‫الغرب مذبحة راح ضحيتها ‪ 18‬يهوديًا وجرح ‪ 25‬آخرين‪ ،‬كما احتجزت الحكومة‬
‫الليبية الباقي واعتقلتهم‪ .‬وفي مصر من أصل ‪ 4000‬يهودي ألقي القبض على ‪800‬‬
‫منهم بما في ذلك حاخامات القاهرة واإلسكندرية‪ ،‬وحجز على ممتلكاتها من قبل‬
‫الحكومة‪ ،‬كما وضعت قيادات يهودية في دمشق وبغداد تحت اإلقامة الجبرية‪،‬‬
‫وسجن بعض قادتها وفرضت عليه غرامة‪ ،‬ومحصلة العملية طرد نحو ‪7000‬‬
‫يهودي عربي معظمهم نزح دون ممتلكاته‪.‬‬

‫حرب أكتوبر‬
‫في تمام الساعة ‪ 2‬من يوم ‪ 6‬أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ 1973‬نفذت ‪ 220‬طائرة حربية‬
‫ممكن‬
‫ٍ‬ ‫ق‬
‫مصرية ضربة جوية على األهداف اإلسرائيلية شرقي القناة (كان أقصى عم ٍ‬
‫للطائرات المصرية خط المضائق في منتصف سيناء‪ ،‬وعليه غطت الضربة الجوية‬
‫النصف الغربي من سيناء عدا هجوم واحد قصف مطاراً جنوب العريش)‪ .‬عبرت‬
‫ت منخفض ٍة للغاية (حوالي ‪ 30‬م) لتفادي الرادارات‬ ‫الطائرات على ارتفاعا ٍ‬
‫اإلسرائيلية‪ ،‬وقد استهدفت المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار واإلعاقة‬
‫اإللكترونية وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات األفراد والمدرعات والدبابات‬
‫والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصافي النفط ومخازن الذخيرة‪ .‬جاء‬
‫في تقرير قائد القوى الجوية عقب الهجوم أن الضربة حققت ‪ % 95‬من أهدافها‬
‫الموضوعة‪ ،‬وخسرت أحد عشر طياراً شهيداً منهم ستة طيارين في الغارة على‬
‫مطار الطور قرب شرم الشيخ ويعود ذلك لفقدان عنصر المفاجأة بسبب مالقاتهم‬
‫ت فانتوم كانت تقوم بدوري ٍة اعتيادي ٍة فوق شرم الشيخ فجرت معركة غير‬ ‫أربع طائرا ٍ‬
‫متكافئ ٍة بسبب التفوق النوعي لطائرة الفانتوم وقتئ ٍذ‪.‬‬
‫ت المدفعية المصرية قصف‬ ‫بعد عبور الطائرات المصرية بخمس دقائقَ بدأ ِ‬
‫التحصينات واألهداف اإلسرائيلية الواقعة شرق القناة بشك ٍل مكثفٍ تحضيراً لعبور‬
‫المشاة‪ ،‬فيما تسللت عناصر سالح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للقناة‬
‫إلغالق األنابيب التي تنقل السائل المشتعل إلى سطح المياه‪ .‬في تمام الساعة ‪14:20‬‬
‫توقفت المدفعية ذات خط المرور العالي عن قصف النسق األمامي لخط بارليف‬
‫ونقلت نيرانها إلى العمق حيث مواق ُع النسق الثاني‪ ،‬وقامت المدفعية ذات خط‬
‫المرور المسطح بالضرب المباشر على مواقع خط بارليف لتأمين عبور المشاة من‬
‫نيرانها‪.‬‬
‫ي من خمس فرق مشاة قد‬ ‫في تمام الساعة ‪ 18:30‬كان ألفا ضابطٍ وثالثين ألف جند ٍّ‬
‫جسور واستمر سالح المهندسين في فتح‬ ‫ٍ‬ ‫عبروا القناة‪ ،‬واحتفظوا بخمسة رؤوس‬
‫الثغرات في الساتر الترابي إلتمام مرور الدبابات والمركبات البرية‪ ،‬وذلك فيما عدا‬
‫مكون من عشرين دباب ٍة برمائي ٍة وثمانين مركب ٍة برمائي ٍة عبر البحيرات‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫لواءٍ برمائ ٍّ‬
‫المرة في قطاع الجيش الثالث وبدأ يتعامل مع القوات اإلسرائيلية‪ .‬في تمام الساعة‬
‫جسور‬
‫ٍ‬ ‫جسر ثقي ٍل‪ ،‬وفي تمام الساعة ‪ 22:30‬اكتمل بناء سبع‬ ‫ٍ‬ ‫‪ 20:30‬اكتمل بناء أول‬
‫الجسور السب َع‬
‫َ‬ ‫أخرى وبدأت الدبابات واألسلحة الثقيلة تتدفق نحو الشرق مستخدمةً‬
‫وإحدى وثالثين معدية‪.‬‬
‫كانت القواتُ المصرية صبيحةَ يوم األحد ‪ 7‬أكتوبر‪/‬تشرين األول قد أنجزت عبورها‬
‫لقناة السويس وأصبح لدى القيادة العامة خمس فرق مشاةٍ بكامل أسلحتها على الضفة‬
‫الشرقية للقناة‪ ،‬باإلضافة إلى ألف دبابةٍ‪ ،‬وتهاوى خط بارليف الدفاعي واستولى‬
‫الجيش المصري على تحصيناته (عدا حصن لسان بور توفيق جنوب شرق السويس‬
‫الذي سقط يوم ‪ 11‬أكتوبر)‪ ،‬وتحطمت أسطورة الجيش اإلسرائيلي الذي ال يقهر‪.‬‬
‫ت القوات المصرية توسيع رؤوس جسور فرق‬ ‫خالل يوم السابع من أكتوبر واصل ِ‬
‫المشاة وسد الثغرات فيما بينها ضمن نطاق ك ٍّل من الجيشين الميدانيين‪ .‬وكانت‬
‫القوات الخاصة وقوات الصاعقة المحمولة جواً قد قامت في اليوم السابق باإلسقاط‬
‫في مؤخرة القوات اإلسرائيلية لتنفيذ كمائنَ ضد قوات االحتياط المتقدمة من الخلف‬
‫نحو الجبهة على أربعة محاور؛ رمانة‪ ،‬والطاسة‪ ،‬وممر الجدي‪ ،‬وممر متال‪ ،‬مما‬
‫وحذر‪ ،‬وأ ّخر وصول قواته إلى الميدان لساعا ٍ‬
‫ت‬ ‫ٍ‬ ‫أرغم العدو على التحرك ببطءٍ‬
‫كانت حاسمةً في تثبيت الوجود المصري شرق القناة‪ .‬جرى كذلك تحسين الموقف‬
‫اإلداري والتعبوي (اللوجستي) للقوات إلعطائها دفعةً قويةً لمعاركها التالية‪ .‬أثنا َء‬
‫ت القواتُ اإلسرائيليةُ موقفها بالتدريج على الجبهة ودفعت بخمسة ألوي ٍة‬ ‫ذلك َدعّم ِ‬
‫مدرع ٍة وثالثمئة دباب ٍة لتعويض خسائر األلوية المدرعة الثالثة التي كانت تتمركز‬
‫في المنطقة خلف تحصينات خط بارليف‪ .‬قامت مجموعة الصاعقة المؤلفة من ‪220‬‬
‫فرداً التي أُنزلت بالحوامات في "رمانة" على المحور الساحلي يوم ‪ 6‬أكتوبر‬
‫ألكثر من ثالثين ساعةً (كانت مهمتهم القتالية‬ ‫َ‬ ‫بتعطيل تقدم لواءٍ مدرعٍ نحو الجبهة‬
‫ت فقط) قبل انسحاب المتبقين (‪ 25‬فرداً) في ‪8‬‬ ‫إعاقة التقدم لست ساعا ٍ‬
‫أيام على األقدام كانوا فيه‬‫مسير دام خمسة ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أكتوبر‪/‬تشرين األول بعد نفاد الذخيرة في‬
‫يكمنون بالنهار ويتسللون في الليل‪.‬‬
‫شهدت بورسعيد يوم ‪ 8‬أكتوبر‪/‬تشرين األول أشد المعارك بين قوات الدفاع الجوي‬
‫المصرية والقوات الجوية اإلسرائيلية‪ ،‬حيث بلغ عدد الطائرات اإلسرائيلية المهاجمة‬
‫لبورسعيد في بعض الطلعات أكثر من ‪ 50‬طائرة‪ ،‬ونجحت قوات الدفاع الجوي‬
‫المصرية في إيقاع الكثير من الخسائر بتلك الطائرات وتشتيت الهجمة الجوية‬
‫اإلسرائيلية على بورسعيد‪.‬‬
‫في عصر يوم ‪ 13‬أكتوبر‪/‬تشرين األول حلقت طائرة استطالع أمريكية من نوع إس‬
‫آر‪ 71-‬فوق منطقة القتال وقامت بتصوير الجبهة بالكامل ولم تستطع الدفاعات‬
‫الجوية المصرية التعرض لها بسبب تحليقها المرتفع على ارتفاع ‪ 30‬كم وبسرعة ‪3‬‬
‫ماخ فوق مدى صواريخ الدفاع الجوي‪ .‬وفي خالل يوم ‪ 15‬أكتوبر‪/‬تشرين األول‬
‫قامت الطائرة نفسها برحل ٍة استطالعي ٍة أخرى فوق الجبهة والمنطقة الخلفية‪ ،‬وبذلك‬
‫تحققت القوات اإلسرائيلية من خلو المنطقة غرب القناة وأنه بات يمكن اختراقها‪.‬‬
‫على ذلك اقترح القادة العسكريون على وزير الحربية إعادة األلوية المدرعة‬
‫للفرقتين ‪ 21‬و‪ 4‬إلى أماكنها األصلية غرب القناة لتأمين تلك المنطقة وإعادة التوازن‬
‫ت سياسي ٍة ُرفض على أساس أن سحب‬ ‫الدفاعي إليها‪ ،‬إال أن الوزير بنا ًء على تعليما ٍ‬
‫القوات قد يؤثر على الروح المعنوية للجنود‪ ،‬وقد تعتبره القيادة اإلسرائيلية عالمة‬
‫ضعفٍ فتزيد من ضغطها على القوات المصرية ويتحول االنسحاب إلى فوضى‪.‬‬
‫ركزت القوات اإلسرائيلية هجومها يوم ‪ 15‬أكتوبر‪/‬تشرين األول ضد الجانب األيمن‬
‫للجيش الثاني في منطقة الدفرسوار وذلك على ضوء المعلومات التي قدمتها‬
‫طائرات االستطالع الجوي األمريكي‪ ،‬بغرض اختراق الجبهة غرب القناة‪ .‬كانت‬
‫القيادة اإلسرائيلية تمتلك فرقتان مدرعتان تعمالن شرق الدفرسوار بقيادة كل من‬
‫الجنرال شارون والجنرال أدان‪ ،‬فكانت الفرقتان في مواجهة الفرقة ‪ 16‬مشاة بقيادة‬
‫العميد عبد رب النبي حافظ يدعمها لوا ٌء مدرعٌ من الفرقة ‪ ،21‬وتمثلت المهمة‬
‫جسر في منطقة الدفرسوار لتعبر من‬
‫ٍ‬ ‫معبر ورأس‬ ‫ٍ‬ ‫القتالية لفرقة شارون في إقامة‬
‫خالله فرقة أدان إلى الضفة الغربية‪ ،‬إال أن فرقة شارون خالل ليلة ‪15‬‬
‫أكتوبر‪/‬تشرين األول لقيت دفاعا ً ضاريا ً جداً من فرقة عبد رب النبي حافظ مما حد‬
‫من تقدمها ولكن لعدم التكافؤ في المواجهة (مدرعات ضد مشاة) تكبدت الفرقة ‪16‬‬
‫مشاة خسائر جسيمة‪.‬‬
‫بعد تطور األوضاع وإلقاء أمريكا يثقلها قي الحرب بأسلحتها الحديثة إلنقاذ إسرائيل‬
‫عبر الجسر الجوي الذي أقامته أيقن الرئيس السادات أنه يواجه أمريكا بثقلها في‬
‫ب االتحاد السوڤييتي طلباته من السالح‪ ،‬فقبل العرض الذي طرحه‬ ‫حين لم يل ّ ِ‬
‫كيسنجر في ‪ 16‬أكتوبر‪/‬تشرين األول بوقف إطالق النار‪ ،‬فاجتمع مجلس األمن في‬
‫مساء ‪ 21‬أكتوبر‪/‬تشرين األول وأصدر صباح يوم ‪ 22‬أكتوبر‪/‬تشرين األول القرار‬
‫‪ 338‬الذي قضى بوقف إطالق النار بين جميع األطراف المشتركة في موع ٍد ال يزيد‬
‫على ‪ 12‬ساعة من لحظة صدور القرار‪ ،‬ووافقت كل من مصر وإسرائيل رسميا ً‬
‫تحترمه فعليا ً ألنها وجدت نفسها حتى ذلك الوقت لم‬ ‫ْ‬ ‫على القرار‪ ،‬إال أن إسرائيل لم‬
‫ترغم القيادة المصرية على‬ ‫ِ‬ ‫تستطع تحقيق أية أهدافٍ عسكري ٍة أو استراتيجيةٍ‪ ،‬فلم‬
‫ي‬ ‫سحب قواتها إلى غرب القناة مرةً أخرى‪ ،‬ولم تستطع قطع خطوط مواصالت أ ٍّ‬
‫من الجيشين الثاني والثالث‪ ،‬وفشلت في احتالل مدينة اإلسماعيلية‪.‬‬
‫دفعت إسرائيل خالل أيام ‪ 22‬و‪ 23‬و‪ 24‬أكتوبر‪/‬تشرين األول بفرقة مدرعة ثالثة‬
‫إلى غرب القناة بقيادة الجنرال كلمان ماجن وسارت على ميمنة فرقة أدان والتي‬
‫استطاعت مع فرقة أدان الضغط على الفرقة الرابعة المدرعة بقيادة العميد عبد‬
‫العزيز قابيل الكتساب مزي ٍد من األرض في ظل حالة عدم التكافؤ سواء العددي أو‬
‫العتادي وتحت القصف الجوي للطيران اإلسرائيلي‪ ،‬فاستطاعت تطويق مدينة‬
‫السويس وبحلول يوم ‪ 24‬أكتوبر‪/‬تشرين األول جرى إتمام حصار الجيش الثالث‬
‫الميداني الموجود شرق القناة وعزله عن مركز قيادته في الغرب وتدمير وسائل‬
‫جسور ومعديات‪ .‬وحاول لواءان من فرقة أدان اقتحام‬ ‫ٍ‬ ‫العبور في قطاعه من‬
‫السويس يوم ‪ 24‬أكتوبر‪/‬تشرين األول إال أنهما قوبال بمقاوم ٍة شعبي ٍة شرس ٍة من أبناء‬
‫السويس مع قوةٍ عسكري ٍة من الفرقة ‪ 19‬مشاة التي كانت تحت قيادة العميد يوسف‬
‫عفيفي‪ ،‬ودارت معركة بين المدرعات والدبابات اإلسرائيلية من جه ٍة وشعب‬
‫السويس ورجال الشرطة مع قوةٍ عسكري ٍة من جه ٍة أخرى فيما سمي معركة السويس‬
‫خسائر فادحةً ولم تستطع اقتحام المدينة وتمركزت‬ ‫َ‬ ‫تكبدت خاللها القوات اإلسرائيلية‬
‫خارجها فقط‪ ،‬وأصبح يوم ‪ 24‬أكتوبر‪/‬تشرين األول عيداً قوميا ً لمدينة السويس‬
‫ورمزاً لفدائية وشجاعة أهلها‪ .‬وبعد ضغطٍ من االتحاد السوڤييتي أعلنت إسرائيل‬
‫قبولها وقف إطالق النار الثاني يوم ‪ 24‬أكتوبر‪/‬تشرين األول طبقا ً لقرار مجلس‬
‫األمن رقم ‪ ،339‬كما أصدر مجلس األمن قراره رقم ‪ 340‬الذي قضى بإنشاء قوةِ‬
‫ئ دولي ٍة لمراقبة تنفيذ وقف إطالق النار‪ ،‬إال أن القوات اإلسرائيلية استمرت‬ ‫طوار َ‬
‫توقف القتال فعليا ً‬
‫ِ‬ ‫في عملياتها خالل أيام ‪ 25‬و‪ 26‬و‪ 27‬أكتوبر‪/‬تشرين األول ولم ي‬
‫حتى يوم ‪ 28‬أكتوبر‪/‬تشرين األول حين تقرر عقد مباحثات الكيلو ‪ 101‬بين الطرفين‬
‫برعاية الواليات المتحدة األمريكية لبحث تثبيت وقف إطالق النار وإجراءات‬
‫توصيل اإلمدادات لقوات الجيش الثالث في القطاع الجنوبي من الجبهة‪.‬‬

‫الجبهة السورية (الجوالن)‬


‫في نفس التوقيت (الساعة الثانية بعد الظهر يوم ‪ 6‬أكتوبر‪/‬تشرين األول) وحسب‬
‫االتفاق المسبق مع القيادة المصرية قام الجيش السوري بهجوم شامل تحت ستار‬
‫المدفعية الثقيلة في هضبة الجوالن مركزين على نقطتين شمال وجنوب القنيطرة‬
‫وشنت الطائرات السورية هجوما ً كبيرا ً على المواقع والتحصينات اإلسرائيلية في‬
‫عمق الجوالن وهاجمت التجمعات العسكرية والدبابات ومرابض المدفعية‬
‫اإلسرائيلية ومحطات الرادارات وخطوط اإلمداد وحقق الجيش السوري نجاحا كبيرا‬
‫وحسب الخطة المعدة بحيث انكشفت أرض المعركة أمام القوات والدبابات السورية‬
‫التي تقدمت عدة كيلو مترات في اليوم األول من الحرب مما اربك وشتت الجيش‬
‫اإلسرائيلي الذي كان يتلقى الضربات في كل مكان من الجوالن‪ .‬استطاعت القوات‬
‫السورية اختراق الخطوط اإلسرائيلية في الحسنية جنوب القنيطرة وبدأت تتقدم نحو‬
‫الطرق التي تربط مرتفعات الجوالن ببحر الجليل‪ .‬ووصل مجموع الدبابات السورية‬
‫في موجة للهجوم إلى ‪ 500‬دبابة ووصل مجموع القوات السورية على الجبهة إلى‬
‫‪ 350.‬طائرة‪ 1700 ،‬دبابة‪ 1300 ،‬بطارية مدفع‪ 45 ،‬ألف جندي‬

‫شكلت الجبهة السورية "الجبهة الشمالية إلسرائيل" منبع الخطر األكبر على عمق‬
‫إسرائيل ومدنها المأهولة بالسكان‪ ،‬فلم تكن مرتفعات الجوالن تبعد أكثر من ‪ 15‬ميالً‬
‫عن سهل شمال فلسطين‪ ،‬لكنها في نفس الوقت كانت األقرب في نقل المعدات‬
‫وتوصيل احتياطي الجنود لالشتراك بالمعارك‪ .‬وخالل يوم ‪ 7‬أكتوبر‪/‬تشرين األول‬
‫انهارت الدفاعات اإلسرائيلية في القطاع الجنوبي أمام القوات السورية التي بدأت‬
‫تتجه إ لى نهر األردن‪ ،‬وتمكنت القوات السورية في من االستيالء على مرصد جبل‬
‫الشيخ في عملية إنزال للقوات الخاصة السورية وقتلت وأسرت كافة أفراد الجيش‬
‫اإلسرائيلي في الموقع‪ ،‬وأخلت إسرائيل المدنيين اإلسرائيليين الذين استوطنوا في‬
‫الجوالن حتى نهاية الحرب‪ .‬فلجأت القيادة اإلسرائيلية إلى سالح طيرانها لقصف‬
‫المدرعات السورية في عملية مستمرة دون توقف لتعطيل القوات السورية عن التقدم‬
‫وتمكينها من توصيل اإلمدادات إلى الجبهة‪.‬‬

‫الهجوم المضاد اإلسرائيلي‬


‫خالل يوم ‪ 8‬أكتوبر‪/‬تشرين األول استمر الطيران اإلسرائيلي في هجومه المركز‬
‫على المدرعات وا لقوات السورية‪ ،‬مما أدى إلى تدمير عدد كبير من المدرعات‬
‫السورية‪ ،‬وهو ما ساعد القوات البرية اإلسرائيلية على صد الهجوم السوري‪ .‬وابتداء‬
‫من يوم اليوم الثالث للقتال شن الطيران اإلسرائيلي هجماته في العمق السوري‬
‫فقصف أهداف عسكرية ومدنية على السواء في دمشق‪ ،‬فأغارت طائرات الفانتوم‬
‫على مبنى وزارة الدفاع ومبنى قيادة القوات الجوية ومحطة اإلذاعة ومحطة‬
‫‪.‬الكهرباء ومصفاة النفط في حمص‪ ،‬وخزانات النفط في طرطوس والالذقية‬

‫وأمام التقدم السوري في القطاع الجنوبي دفعت القيادة اإلسرائيلية بهجوم مضاد‬
‫وتقدمت القوات اإلسرائيلية في منطقة "العال" متجهة شماالً‪ ،‬حتى بلغت خط‬
‫الجوخدار ـ الرفيد‪ .‬وعلى المحور األوسط‪ ،‬تقدمت القوات اإلسرائيلية حتى أوشكت‬
‫أن تغلق الطرف الشمالي للكماشة المطبقة على الخشنية‪ ،‬وجرت معارك عنيفة بتلك‬
‫المنطقة‪ ،‬حتى اضطرت القوات السورية إلى االنسحاب من الخشنية يوم ‪10‬‬
‫أكتوبر‪/‬تش رين األول خشية تعرضها لعملية التفاف‪ .‬أما في القطاع الشمالي فقد‬
‫انطلقت القوات السورية بقوة في الهجوم في المنطقة الواقعة إلى الشمال من مدينة‬
‫القنيطرة واستمر الهجوم في أثناء الليل‪ .‬وبعد قتال استمر طوال يومي ‪ 7‬و‪8‬‬
‫‪.‬أكتوبر‪/‬تشرين األول وألحقت المزيد من الخسائر في صفوف الجيش اإلسرائيلي‬

‫في يوم ‪ 10‬أكتوبر‪/‬تشرين األول انسحبت القوات السورية الرئيسية من هضبة‬


‫الجوالن‪ ،‬وأعادت القوات اإلسرائيلية احتالل مدينة القنيطرة‪ ،‬وتقدمت القوات‬
‫اإلسرائيلية حتى وصلت إلى خط وقف إطالق النار المحدد بعد حرب ‪1967‬‬
‫المعروف باسم "الخط األرجواني"‪ ،‬وبالتالي عاد الوضع إلى ما كان عليه قبل‬
‫الحرب‪ .‬وبدأت إسرائيل اإلعداد لشن هجوم عام على العمق السوري وصوالً إلى‬
‫دمشق‪ ،‬مما أرغم القيادة السورية على إشراك احتياطيها اإلستراتيجي األخير‬
‫بالمعركة وهو الفرقة الثالثة المدرعة التي كانت تتمركز شمال دمشق‪ .‬وفي يوم ‪11‬‬
‫أكتوبر‪/‬تشرين األول بدأت القوات اإلسرائيلية هجومها على محورين بعد هجمات‬
‫جوية عنيفة‪ ،‬إال أنه في يوم ‪ 13‬أكتوبر‪/‬تشرين األول لم تستطع القوات اإلسرائيلية‬
‫إلى أبعد من ذلك بسبب الخسائر الفادحة للفرق اإلسرائيلية في األرواح والمعدات‪،‬‬
‫وعودة القوات السورية إلى مواقعها الحصينة على الخط األرجواني‪ ،‬وانضم إليها‬
‫الفرقة الثالثة المدرعة العراقية وكذا اللواء ‪ 40‬المدرع األردني اللذان بدءاً في‬
‫الوصول اعتباراً من يوم ‪ 11‬أكتوبر‪/‬تشرين األول‪ .‬فانتهت بذلك المعارك على تلك‬
‫الجبهة يوم ‪ 13‬أكتوبر‪/‬تشرين األول عند الخط األرجواني في الجزأين األوسط‬
‫والجنوبي‪ ،‬وفي الجزء الشمالي تقدمت القوات اإلسرائيلية ‪ 15‬كم شمال هذا الخط‬
‫مكونة ما يعرف بجيب سعسع وهي مدينة تقع على مسافة ‪ 40‬كم من دمشق‪.‬‬
‫سالح البترول (الحظر النفطي)‬
‫في أغسطس‪/‬آب ‪ 1973‬قام السادات بزيارة سرية للعاصمة السعودية الرياض‬
‫والتقى بالملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود حيث كشف له السادات عن قرار‬
‫الحرب على إسرائيل إال أنه لم يخبر الملك فيصل بموعد الحرب مكتفيا ً بالقول أن‬
‫الحرب قريبة‪ .‬وقد طلب السادات خالل اللقاء أن تقوم السعودية ودول الخليج بوقف‬
‫ضخ البترول للغرب حال نجاح خطة الهجوم المصرية‪.‬‬

‫في ‪ 17‬أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ 1973‬قرر الملك فيصل استخدام سالح النفط في‬
‫المعركة‪ ،‬فدعا إلى اجتماع وزراء البترول العرب في الكويت وقرروا تخفيض‬
‫اإلنتاج العربي بنسبة ‪ %5‬فوراً‪ ،‬وتخفيض ‪ %5‬من اإلنتاج كل شهر حتى تنسحب‬
‫إسرائيل إلى خطوط ما قبل يونيو‪/‬حزيران ‪ ،1967‬وقررت ست دول بترولية من‬
‫األوبك رفع سعر بترولها بنسبة ‪ ،%70‬وقررت بعض الدول العربية حظر تصدير‬
‫البترول كلية إلى الدول التي يثبت تأييدها إلسرائيل بما فيها الواليات المتحدة‪.‬‬
‫واستدعى الملك فيصل الس فير األمريكي في السعودية وأبلغه رسالة للرئيس نيكسون‬
‫تتضمن ثالث نقاط هي‪ :‬إذا استمرت الواليات المتحدة في مساندة إسرائيل‪ ،‬فإن‬
‫مستقبل العالقات السعودية األمريكية سوف تتعرض إلعادة النظر‪ ،‬وأن السعودية‬
‫سوف تخفض إنتاجها بنسبة ‪ %10‬وليس فقط ‪ %5‬كما قرر وزراء البترول العرب‪،‬‬
‫وألمح الملك إلى احتمال وقف شحن البترول السعودي إلى الواليات المتحدة إذا لم‬
‫يتم الوصول إلى نتائج سريعة وملموسة للحرب الدائرة‪.‬‬

‫في ‪ 20‬أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ 1973‬رداً على الحظر النفطي‪ ،‬أعلنت الواليات‬


‫المتحدة أنها ستدعم إسرائيل بمبلغ ملياري و‪ 100‬مليون دوالر كشحنات أسلحة‬
‫جديدة‪ ،‬وفي اليوم نفسه أعلنت الدول العربية حظر تصدير النفط تماما ً إلى الواليات‬
‫المتحدة‪ .‬وصرح الملك فيصل في أعقاب تلك الخطوة بأن الحظر لن يرفع قبل‬
‫انسحاب إسرائيل من كل األراضي العربية التي احتلت عام ‪ .1967‬في ‪8‬‬
‫نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ 1973‬عقب تضخم آثار أزمة النفط في الواليات المتحدة‬
‫وحلفائها والتي ظهرت واضحة في طوابير السيارات التي ليس لها آخر عند‬
‫محطات الوقود‪ ،‬قام هنري كسنجر وزير الخارجية األمريكية بزيارة إلى الرياض‪،‬‬
‫في محاولة إلقناع الملك فيصل باستئناف تصدير النفط‪ ،‬إال أن العاهل السعودي‬
‫تمسك بضمان الواليات المتحدة النسحاب إسرائيل من األراضي المحتلة‪ ،‬وتخليها‬
‫عن تأييد إسرائيل‪.‬‬
‫الجسر الجوي األمريكي‬
‫دخلت مصر وسوريا الحرب وهي تعتمد على ما تملكه من سالح سوفيتي ليس‬
‫األحدث في تلك الفترة‪ ،‬فيما كان السالح األمريكي المتطور هو أساس تسليح الجيش‬
‫اإلسرائيلي‪ ،‬وخالل الفترة من ‪ 10‬إلى ‪ 13‬أكتوبر‪/‬تشرين األول طورت الواليات‬
‫المتحدة خطتها لنقل أكبر كمية من السالح إلى إسرائيل في أقصر وقت فيما سمي‬
‫بعملية عشب النيكل‪ ،‬ووظفت إسرائيل لذلك مجهودات طيرانها المدني لنقل تلك‬
‫األسلحة والمعدات‪ ،‬فيما حاولت الواليات المتحدة تقصير المسافة على عملية النقل‬
‫باستخدام ما تملكه من طائرات نقل عسكرية لنقل الحموالت إلى جزر األزور في‬
‫المحيط األطلنطي ومنها تقوم الطائرات اإلسرائيلية باستكمال عملية النقل‪ ،‬ولكن لم‬
‫تحقق تلك الفكرة السرعة الكافية المطلوبة لدعم الجبهة اإلسرائيلية لتعويض‬
‫خسائرها‪ ،‬فاتُخذ قر ار بإنشاء جسر جوي أمريكي تستخدم فيه طائرات النقل‬
‫‪.‬العسكرية األمريكية للقيام بعمليات النقل من الواليات المتحدة إلى إسرائيل مباشرة‬

‫في ‪ 13‬أكتوبر أمر الرئيس األمريكي ريتشارد نيكسون القوات الجوية األمريكية‬
‫بالبدء بعملية عشب النيكل وبدأت الطائرات األمريكية بالتوافد على إسرائيل بدءاً من‬
‫يوم ‪ 14‬أكتوبر حيث وصلت أول طائرة في الساعة العاشرة من مساء الرابع عشر‬
‫غالكسي في مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب ‪ C-5‬من أكتوبر من نوع‬
‫بإسرائيل وقد نقلت الطائرات األمريكية إلى إسرائيل نحو ‪ 12,880‬طن من األسلحة‬
‫والذخائر حتى يوم ‪ 25‬أكتوبر وبالرغم من أن وقف اطالق النار في ‪ 26‬أكتوبر إال‬
‫أن الجسر الجوي استمر حتى ‪ 14‬نوفمبر بمجموع ‪ 567‬رحلة لمطار بن غوريون‬
‫وبحمولة إجمالية بلغت ‪ 22,300‬طن من المعدات واألسلحة والذخيرة وذلك عبر‬
‫استخدام نحو ‪ 228‬طائرة‪ ،‬كما قامت طائرات شركة العال اإلسرائيلية من جانبها‬
‫بنقل نحو ‪ 5,500‬طن إضافي من المعدات نقلت بواسطة طائرات الشركة‪ .‬ودعمت‬
‫أمريكا هذا الجسر الجوي بجسر بحري لنقل المعدات كبيرة الحجم بلغت أكثر من‬
‫‪ 65,000‬طن من الدبابات والمدافع والعربات‪ ،‬وتكلفت عملية النقل الجوي فقط‬
‫‪ 88.5‬مليون دوالر "في تلك الفترة"‪ ،‬بخالف ثمن المعدات‪ .‬وتمكنت أمريكا من‬
‫خالل هذا الجسر من رفع الكفاءة التسليحية للقوات اإلسرائيلية بشكل أخل بميزان‬
‫القوى لصالح إسرائيل وساعدها على تنفيذ ثغرة الدفرسوار بنجاح‪.‬‬
‫معاهدة السالم بين مصر وإسرائيل‬
‫في ‪ 26‬مارس‪/‬آذار ‪ 1979‬وقع الرئيس السادات ورئيس الوزراء مناحم بيجن على‬
‫معاهدة السالم المصرية اإلسرائيلية في البيت األبيض بواشنطن‪ ،‬والتي نصت على‬
‫إنهاء حالة الحرب بين الطرفين وإقامة سالم عادل بينهما‪ ،‬سحب إسرائيل لكافة‬
‫قواتها العسكرية وأفرادها المدنيين من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر‬
‫وفلسطين واستئناف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء‪ ،‬إقامة الطرفين‬
‫عالقات طبيعية وودية بما في ذلك االعتراف الكامل والعالقات الدبلوماسية‬
‫واالقتصادية والثقافية وإنهاء المقاطعة‪ ،‬إقرار الطرفين واحترامهم كل منهما سيادة‬
‫اآلخر وسالمة أراضيه واستقالله السياسي‪ ،‬التعهد باالمتناع عن تهديد اآلخر‬
‫باستخدام القوة وحل كافة المنازعات بالوسائل السلمية‪ ،‬تعهد كل طرف بعدم صدور‬
‫فعل من أفعال الحرب أو األفعال العدوانية‪ ،‬إقامة ترتيبات أمن متفق عليها بما في‬
‫ذلك مناطق محدودة التسليح في األراضي المصرية واإلسرائيلية وقوات أمم متحدة‬
‫ومراقبين دوليين وتعدل الترتيبات األمنية باتفاق الطرفين بنا ًء على طلب أحدهما‪،‬‬
‫كفالة حرية المالحة للسفن اإلسرائيلية في قناة السويس وخليج السويس وخليج العقبة‬
‫والمضايق والبحر األبيض المتوسط شأنها شأن جميع الدول‪ ،‬حل الخالفات الناشئة‬
‫حول تطبيق أو تفسير المعاهدة عن طريق التفاوض وإذا لم يتيسر حلها بتلك‬
‫الطريقة تحال إلى التحكيم‪ .‬وفي ‪ 9‬أبريل‪/‬نيسان ‪ 1979‬أقر مجلس الشعب المصري‬
‫المعاهدة باألغلبية‪.‬‬

‫في أعقاب توقيع اتفاقية المعاهدة‪ ،‬أعلن الرئيس األمريكي جيمي كارتر تقديم معونة‬
‫اقتصادية وأخرى عسكرية سنوية لكل من مصر وإسرائيل مقابل الحفاظ على السالم‬
‫في المنطقة‪ .‬وتحولت تلك المعونة منذ عام ‪ 1982‬إلى منح ال ترد بواقع ‪ 3‬مليارات‬
‫دوالر إلسرائيل‪ ،‬و‪ 2.1‬مليار دوالر لمصر‪ ،‬منها ‪ 815‬مليون دوالر معونة‬
‫اقتصادية‪ ،‬و‪ 1.3‬مليار دوالر معونة عسكرية‪.‬‬
‫أدت معاهدة السالم بين مصر وإسرائيل إلى انسحاب إسرائيلي كامل من سيناء‪،‬‬
‫وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها طبقا ً لجدول زمني لالنسحاب المرحلي‬
‫من سيناء على النحو التالي‪ :‬في ‪ 26‬مايو‪/‬أيار ‪ 1979‬رفع العلم المصري على مدينة‬
‫العريش وانسحبت إسرائيل من خط العريش‪/‬رأس محمد‪ .‬في ‪ 26‬يوليو‪/‬تموز ‪1979‬‬
‫انسحبت إسرائيل من مساحة ‪ 6‬آالف كم‪ ²‬من أبوزنيبة حتى أبو خربة‪ .‬في ‪19‬‬
‫نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ 1979‬تم تسليم وثيقة تولي محافظة جنوب سيناء سلطاتها من‬
‫القوات المسلحة المصرية‪ .‬في ‪ 19‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ 1979‬انسحبت إسرائيل‬
‫من منطقة سانت كاترين ووادي الطور‪ ،‬واعتبر ذلك اليوم هو العيد القومي لمحافظة‬
‫جنوب سيناء‪ .‬في ‪ 25‬أبريل‪/‬نيسان ‪ 1982‬خالل عهد الرئيس محمد حسني مبارك‬
‫ُرفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم‬
‫الشيخ بجنوب سيناء‪ ،‬وأُعلن هذا اليوم عيداً قوميا ً مصريا ً في ذكرى تحرير كل شبر‬
‫من سيناء فيما عدا الجزء األخير ممثالً في مشكلة طابا التي أوجدتها إسرائيل في‬
‫آخر أيام انسحابها من سيناء‪ ،‬والتي تم تحريرها في النهاية عن طريق التحكيم‬
‫الدولي‪.‬‬
‫بعد عقد اتفاقية السالم بين مصر وإسرائيل في ‪ 26‬مارس‪/‬آذار ‪ ،1979‬والتي‬
‫بموجبها بدأت إسرائيل انسحابها من سيناء‪ ،‬وفي أواخر عام ‪ 1981‬الذي كان يتم‬
‫خالله تنفيذ المرحلة األخيرة من مراحل هذا االنسحاب‪ ،‬سعى الجانب اإلسرائيلي‬
‫إلى افتعال أزمة تعرقل هذه المرحلة‪ ،‬وتمثل ذلك بإثارة مشكالت حول وضع ‪14‬‬
‫عالمة حدودية أهمها العالمة (‪ )91‬في طابا‪ ،‬األمر الذي أدى إلبرام اتفاق في ‪25‬‬
‫أبريل‪/‬نيسان ‪ 1982‬والخاص باإلجراء المؤقت لحل مسائل الحدود‪ ،‬والذي نص‬
‫على عدم إقامة إسرائيل ألي إنشاءات وحظر ممارسة مظاهر السيادة‪ ،‬وأن الفصل‬
‫النهائي في مسائل وضع عالمات الحدود المختلف عليها يجب أن يتم وفقا ً ألحكام‬
‫المادة السابعة من معاهدة السالم المبرمة بين البلدين‪ ،‬والتي تنص على حل‬
‫الخالفات بشأن تطبيق أو تفسير المعاهدة عن طريق المفاوضات‪ ،‬وأنه إذا لم يتيسر‬
‫حل هذه الخالفات بالمفاوضات فتحل عن طريق التوفيق أو تحال إلى التحكيم‪ .‬وبعد‬
‫‪ 3‬أشهر من هذا االتفاق افتتحت إسرائيل فندق سونستا وقرية سياحية وأدخلت قوات‬
‫حرس الحدود‪ .‬فقامت الحكومة المصرية بالرد عن طريق تشكيل اللجنة القومية‬
‫للدفاع عن طابا أو اللجنة القومية العليا لطابا‪ ،‬وتشكلت بالخارجية المصرية لجنة‬
‫إلعداد مشارطة التحكيم برئاسة نبيل العربي ممثل الحكومة المصرية أمام هيئة‬
‫التحكيم في جنيف‪ .‬عقب قرار مجلس الوزراء اإلسرائيلي بالموافقة على التحكيم‪ ،‬تم‬
‫توقيع اتفاقية المشارطة بمشاركة شمعون بيريز في ‪ 11‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪ ،1986‬والتي‬
‫قبلتها إسرائيل بضغط من الواليات المتحدة‪ .‬وهدفت مصر من تلك المشارطة إلى‬
‫إلزام الجانب اإلسرائيلي بتحكيم وفقا ً لجدول زمني محدد بدقة‪ ،‬وحصر مهمة هيئة‬
‫التحكيم في تثبيت مواقع العالمات ال‪ 14‬المتنازع عليها‪ .‬وفي ‪ 29‬سبتمبر‪/‬أيلول‬
‫‪ 1988‬تم اإلعالن عن حكم هيئة التحكيم في جنيف بسويسرا في النزاع حول طابا‪،‬‬
‫وجاء الحكم في صالح مصر مؤكداً أن طابا مصرية‪ ،‬وفي ‪ 19‬مارس‪/‬آذار ‪1989‬‬
‫كان االحتفال التاريخي برفع علم مصر معلنا ً السيادة على طابا وإثبات حق مصر‬
‫في أرضها‪.‬‬
‫حرب تموز‪2006‬‬
‫دارت هذه الحر ب بين الجيش اإلسرائيلي وتنظيم حزب هللا اللبناني وكان ذلك في‬
‫صيف عام ‪2006‬م اثر قيام حزب هللا بعملية تدعى (الوعد الصادق) عندما قامت‬
‫عناصره باختطاف جنديين إسرائيليين على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة وقد‬
‫هربت إليه من إيران عن طريق سورية‬ ‫أظهر حزب هللا في هذه الحرب أسلحة ّ‬
‫متطورة نسبياً‪ ،‬كذلك قام الحزب بضرب بعض المواقع في إسرائيل كان أهمها مدينة‬
‫حيفا وكانت الخسائر االقتصادية كبيرة يوميأعلى الكيان الصهيوني وفق اعترافاته‪،‬‬
‫بينما ألحقت الهجمات اإلسرائيلية[؟] خسائر كبيرة في البنية التحتية للبنان وجنوبه‬
‫بشكل عام والضاحية الجنوبية لبيروت بشك ٍل خاص ومكثف إذ أن إسرائيل لم‬
‫تقصف أي منطقة أخرى بنفس القوة والكثافة التي قصفت بها الجنوب والضاحية‬
‫وهما مركزا الثقل الشيعي في لبنان‪.‬‬

‫نتائج الحرب‬
‫* اعتراف رئيس الوزراء اإلسرائيلي بوجود خلل في قيادة الجيش اإلسرائيلي‬
‫وتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب وجود ثغرات نفذ منها حزب هللا لضرب إسرائيل‬
‫(لجنة فينوغراد)‬
‫*‪.‬فشل إسرائيل في استعادة الجنديين المخطوفين‪.‬‬
‫*‪ .‬اخفاق إسرائيل في اجتياح المناطق التي خططت الجتياحها في جنوب لبنان‪.‬‬
‫*‪.‬تدمير جزء كبير من البنية التحتية اللبنانية‪.‬‬
‫*‪.‬أزمة سياسية داخلية لبنانية انتهت بتوقيع اتفاق الدوحة‪.‬‬
‫*‪.‬انتشار قوات دولية في الجنوب اللبناني‪.‬‬
‫*‪.‬زيادة تنامي الشعور القومي العربي واإلسالمي‪.‬‬
‫*‪.‬ازمة سياسية داخل الحكومة اإلسرائيلية‪.‬‬
‫*‪ .‬ظهور الصواريخ كسالح استراتيجي مهم في الحروب القادمة‪.‬‬
‫*‪.‬تحرير األسرى اللبنانين وجثامين الشهداء‪.‬‬

‫حرب غزة ‪2009‬‬


‫في اواخر عام ‪ 2008‬وبعد حصار دام أكثر من ستة أشهر من قبل إسرائيل شن‬
‫الجيش اإلسرائيلي هجوم وحشي مغاير لإلنسانية على قطاع غزة بحجة تدمير حركة‬
‫حماس فبدأ بالقصف الجوي والبحري الكثيف على قطاع غزة لتدمير القطاع حتى‬
‫تجبر المقاومة على االستسالم وتجريدها من األسلحة وبعد عدة أيام قتل نزار ريان‬
‫أحد أكبر قادة حركة حماس وقتلت أفراد أسرته الثمانية‪ ،‬وبعد عدة أيام بدأ الهجوم‬
‫اإلسرائيلي البري وعاد القتل إلى القطاع وتمكنت حركة حماس من قتل اللواء‬
‫المسوؤل عن لواء غوالني أقوى األلوية األسرائيلية وطوال ‪ 22‬يوم لم تستطع‬
‫القوات اإلسرائيلية القضاء على حركات المقاومة في القطاع‪.‬‬

‫نتائج الحرب‬
‫*قتل ‪ 1387‬فلسطيني تقريبا َ بينما قتل في الجانب اإلسرائيلي ‪ 3‬مواطنين و‪ 10‬جنود‬
‫(في الجانب الفلسطيني كان غالبية الشهداء من المدنيين الذين لم يشاركوا في‬
‫الحرب‪).‬‬
‫*جرح ‪ 8000‬فلسطينيا ً تقريبا َ‪.‬‬
‫*انسحاب القوات اإلسرائيلية من دون تحقيق أهدافه‪.‬ا‬
‫* مساعدة عربية ألهل القطاع بأرسال عشرات آالف األطنان من الطعام والدواء‬
‫والبطانيات باإلضافة للمساعدات النقدية‪.‬‬

‫حرب غزة الثانية ‪2012‬‬


‫في منتصف شهر نوفمبر من العام ‪ 2012‬أقدم سالح الجو اإلسرائيلي على اغتيال‬
‫رئ يس أركان كتائب الشهيد عز الدين القسام في غزة أحمد الجعبري‪ ،‬وتال هذا‬
‫االغتيال رد من المقاومة الفلسطينية بالصواريخ على المستوطنات اإلسرائيلية أعقبه‬
‫هجوم مكثف شنه الجيش اإلسرائيلي على قطاع غزة بهدف وقف الصواريخ وقد‬
‫استمر القصف الجوي الكثيف على قطاع غزة لمدة أسبوع دون أن تتوقف راجمات‬
‫المقاومة الفلسطينية عن السقوط على البلدات اإلسرائيلية‪ .‬وقد شهدت هذه الحرب‬
‫التي سمتها كتائب القسام معركة "حجارة السجيل" وسمتها إسرائيل "عمود‬
‫السحاب"‪ ،‬شهدت قصف المقاومة الفلسطينية لمدن تل أبيب والقدس المحتلتين ألول‬
‫مرة منذ عقود‪.‬‬

‫نتائج الحرب‬
‫*سقوط ‪ 164‬فلسطيني قتلى‪ ،‬بينما قتل في الجانب اإلسرائيلي أكثر من ‪ 4‬جنود‪.‬‬
‫*توقيع اتفاقية وقف إطالق النار بوساطة مصرية‪.‬‬
‫حرب غزة الثالثة‬
‫نزاع عسكري بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بدأ فعليا ً‬
‫يوم ‪ 8‬يوليو ‪ 2014‬والتي أطلق عليها الجيش اإلسرائيلي عمليةالجرف الصامد‬
‫وردت كتائب عز الدين القسام بمعركةالعصف المأكول وردت حركة الجهاد‬
‫اإلسالمي بعمليةالبنيان المرصوص بعد موجة عنف تفجرت مع خطف وتعذيب‬
‫وحرق الطفل محمد أبو خضير من شعفاط على أيدي مجموعة مستوطنين في ‪2‬‬
‫يوليو ‪ ،،2014‬وإعادة اعتقال العشرات من محرري صفقة شاليط‪ ،‬وأعقبها‬
‫احتجاجات واسعة في القدس وداخل عرب ‪ 48‬وكذلك مناطق الضفة الغربية‪،‬‬
‫واشتدت وتيرتها بعد أن دهس إسرائيلي اثنين من العمال العرب قرب حيفا‪،‬وتخلل‬
‫التصعيد قصف متبادل بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع‪ .‬تخلل هذه‬
‫الحرب عدة عمليات عسكرية مثل عملية ناحل عوز وعملية العاشر من رمضان‪.‬‬
‫نتائج الحرب‬
‫*‪ً 2147‬‬
‫قتيال و‪ 10 870‬جريح (فلسطين)‪.‬‬
‫*‪ً 72‬‬
‫قتيال‪ ،‬و‪ 720‬جريح (إسرائيل)‪.‬‬

‫اإلنتفاضة الفلسطينية الثالثة (القدس) ‪2015‬‬


‫االنتفاضة الفلسطينية الثالثة أو انتفاضة القدس‪ ،‬وكذلك سُميت انتفاضة السكاكين‪،‬‬
‫هي موجة احتجاجات وأعمال عنف تشهدها الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل‬
‫منذ بداية أكتوبر ‪ 2015‬حتى اآلن‪ .‬تميزت بقيام فلسطينيين بعمليات طعن متكررة‬
‫لعسكريين ومستوطنين إسرائيليين‪ ،‬وكذلك قيام إسرائيليين يهود بطعن فلسطينيين‪،‬‬
‫وإعدامات ميدانية للفلسطينيين بحجج محاولتهم تنفيذ عمليات طعن‪ .‬تزامنت األحداث‬
‫ضا مع تنفيذ القوات اإلسرائيلية ضربات جوية على قطاع غزة الذي انطلقت منه‬ ‫أي ً‬
‫صواريخ نحو إسرائيل‪.‬‬

‫اإلنتفاضة الرابعة ‪2021‬‬


‫هي موجة احتجاجات تشهدها الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل منذ بداية مايو‬
‫‪ 2021‬حتى اآلن‪ .‬شهدت مناطق عديدة في القدس الشرقية‪ ،‬صدامات شديدة‪ ،‬بين‬
‫ُمتظاهرين فلسطينيين من جهة‪ ،‬ومستوطنين يهود وقوات الشرطة اإلسرائيلية‪ ،‬على‬
‫خلفية قرارات قضائية إسرائيلية‪ ،‬بإخالء بيوت من حي الشيخ جراح‪ ،‬من سكانها‬
‫الفلسطينيين‪ ،‬لصالح جمعيات استيطانية إسرائيلية‪ .‬وفيما يُدافع األهالي عن ملكياتهم‬
‫للعقارا ت التي ولدوا وترعرعوا فيها في حي الشيخ جراح‪ ،‬ويدعي مستوطنون يهود‬
‫أنهم اشتروا تلك العقارات من جمعيات يهودية‪ ،‬كانت قد اشترت بدورها أراضي‬
‫تلك العقارات منذ قرابة قرن‪ ،‬بحسب ما نشرته وسائل اإلعالم اإلسرائيلية‪ .‬تزامنت‬
‫ضا مع تنفيذ القوات اإلسرائيلية ضربات جوية على قطاع غزة الذي‬ ‫األحداث أي ً‬
‫انطلقت منه صواريخ نحو إسرائيل‪.‬‬
‫‪Israel's economy‬‬
‫اقتصاد إسرائيل‬
‫اعتبارا من ‪ ،2012‬أحتلت إسرائيل المرتبة‬
‫ً‬ ‫اقتصاد إسرائيل هو اقتصاد اشتراكي ‪.‬‬
‫‪ 16‬بين ‪ 187‬دولة على مؤشر التنمية البشرية لألمم المتحدة‪ ،‬األمر الذي يضعها في‬
‫"فئة "متطورة للغاية‪.‬‬

‫تشمل القطاعات االقتصادية الرئيسية المنتجات التكنولوجيا الفائقة‪ ،‬المنجات المعدنية‬


‫والمعدات االلكترونية واألجهزة الطبية الحيوية‪ ،‬والمنتجات الزراعية‪ ،‬واألغذية‬
‫المصنعة‪ ،‬والمواد الكيميائية‪ ،‬ومعدات النقل؛ صناعة الماس اإلسرائيلية واحدة من‬
‫المراكز العالمية لقطع الماس والتلميع‪ .‬ولفقرها نسب ًيا بالموارد الطبيعية‪ ،‬تعتمد‬
‫إسرائيل على واردات النفط والمواد الخام والقمح والسيارات والماس غير المصقول‬
‫ومدخالت اإلنتاج‪ ،‬على الرغم من االعتماد الكلي تقريبا في البالد على واردات‬
‫الطاقة قد تتغير مع االكتشافات الحديثة الحتياطيات الغاز الطبيعي الكبيرة قبالة‬
‫سواحلها‪ .‬إسرائيل تنشط في مجال البرمجيات واالتصاالت وأشباه الموصالت‬
‫المتطورة‪.‬‬
‫التركيز العالي على الصناعات ذات التقنية العالية في إسرائيل‪ ،‬والتي تدعمها‬
‫صناعة رأس المال االستثماري القوي‪ ،‬أطلق عليه اسم "وادي السيليكون‬
‫اإلسرائيلي"‪ ،‬والذي يعتبر الثاني من حيث األهمية فقط لنظيرتها في كاليفورنيا‪.‬‬
‫أكتسبت العديد شركات إسرائيلية من قبل الشركات العالمية لموظفيها ذوات الجودة‬
‫العالية والموثوق بهم‪ .‬كانت إسرائيل الوجهة ألول استثمار لبيركشاير هاثاواي‬
‫خارج الواليات المتحدة عندما قامت بشراء إيسكار لشغل المعادن‪ ،‬وكأول مركز‬
‫للبحث والتطوير خارج الواليات المتحدة للشركات بما في ذلك إنتل‪،‬‬
‫ومايكروسوفت‪ ،‬وأبل‪ .‬أقطاب رجال األعمال األميركيين والمستثمرين أمثال بيل‬
‫غيتس‪ ،‬و وارن بافيت‪ ،‬و دونالد ترامب أشادو باالقتصاد اإلسرائيلي ولكل رجل‬
‫أعمال استثمارته المكث فة في العديد من الصناعات اإلسرائيلية التي تشمل العقارات‪،‬‬
‫والتكنولوجيا الفائقة‪ ،‬والتصنيع بجانب أنشطتهم التجارية التقليدية واالستثمارات في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية‪ .‬إسرائيل هي أيضا وجهة سياحية رئيسية‪ ،‬مع ‪3.5‬‬
‫مليون سائح أجنبي زاروها في عام ‪.2012‬‬

‫في سبتمبر ‪ ،2010‬دعيت إسرائيل لالنضمام إلى منظمة التعاون االقتصادي‬


‫ضا اتفاقات للتجارة الحرة مع االتحاد األوروبي‪ ،‬والواليات‬
‫والتنمية‪ .‬ووقعت أي ً‬
‫المتحدة‪ ،‬والرابطة األوروبية للتجارة الحرة‪ ،‬وتركيا‪ ،‬والمكسيك‪ ،‬وكندا‪ ،‬واألردن‪،‬‬
‫ومصر‪ ،‬وفي ‪ 18‬ديسمبر ‪ 2007‬أصبحت أول دولة من خارج أمريكا الالتينية توقع‬
‫اتفاقية تجارة حرة مع كتلة ميركوسور التجارية‪.‬وتبلغ ميزانية إسرائيل لعام ‪2017‬‬
‫‪ 96‬مليار دوالر‪.‬‬
‫كل الدراسات حول االقتصاد اإلسرائيلي تشير إلى بناء التركيب البنيوي لالقتصاد‬
‫المذكور واتجاهات النمو السابقة ستعمل على اإلبقاء األزمات االقتصادية اإلسرائيلية‬
‫المشار إليها مالزمة لالقتصاد اإلسرائيلي في المدى المنظور‪ ،‬رغم وجود‬
‫اإلمكانيات في الحد من حجم البطالة عبر فتح قنوات الجتذاب مزيد من قوة العمل‬
‫من خالل القدرة على االستثمار في قطاعات اقتصادية مختلفة في إطار االقتصاد‬
‫اإلسرائيلي‪.‬‬

‫وقد تسعى الحكومات اإلسرائيلية القادمة لالستفادة من المساعدات األميركية‬


‫االقتصادية التي تصل قيمتها إلى نحو ‪ 1.2‬مليار دوالر أميركي سنويا إلى الحد من‬
‫بعض األزمات االقتصادية وخاصة التضخم‪ ،‬بيد أنه من الصعوبة بمكان تراجع‬
‫قيمة العجز التجاري خاصة مع دول االتحاد األوروبي‪ ،‬نظرا ألن الحكومات‬
‫اإلسرائيلية ستحاول رفع قيمة الواردات من السلع والخدمات إلبقاء عوامل الجذب‬
‫المحلية‪ ،‬واستمالة مزيد من يهود العالم ودفعهم للهجرة باتجاه األراضي الفلسطينية‬
‫المحتلة في السنوات القادمة‪.‬‬
‫وفي الوقت نفسه ستعزز إسرائيل عالقاتها التجارية مع دول العالم ومحاولة زيادة‬
‫صادراتها إلى بعض الدول في قارات أفريقيا وآسيا والكاريبي‪ ،‬وذلك بغية الحد من‬
‫العجز التجاري مع دول االتحاد األوروبي‪.‬‬

‫‪The Israeli Defense Army‬‬


‫جيش الدفاع اإلسرائيلي‬

‫يسمي جيش إسرائيل في إسرائيل بـ"تسفا هجناه ليسرائيل" أي "جيش للدفاع‬


‫إلسرائيل"‪ ،‬ويختصر باألحرف األولى لالسم العبري بـ"تساهل"‪ ،‬تم اختيار االسم‬
‫ألن فيه كلمة "دفاع" لإليحاء بفكرة أن دور الجيش هو الدفاع‪ ،‬وكذلك الحتواءه على‬
‫اسم المجموعة األساسية التي شكلت حجر الزاوية لبناء الجيش؛ الهاجاناه‪ .‬وكان‬
‫هناك اعتراضات عليه من داخل المؤسسة الصهيونية من أمثال حاييم‪-‬موشيه‬
‫شابيرا‪ ،‬مفضلين تسمية "جيش إسرائيل"‪ ،‬وفي وسائل اإلعالم العربية نادرا ما‬
‫يستعمل االسم الرسمي للجيش‪ ،‬وبدال منه يقال "الجيش اإلسرائيلي" في وسائل‬
‫اإلعالم التي ال تتعفف عن استعمال اسم "إسرائيل"‪ .‬المصطلح "جيش االحتالل"‬
‫يكثر في وسائل اإلعالم العربية استعماله إشارة إلى القوات اإلسرائيلية المتواجدة في‬
‫األراضي الفلسطينية المحتلة (الضفة الغربية وبحر قطاع غزة)‪ .‬في ‪ 13‬يناير‬
‫‪ 1998‬نشرت الحكومة اإلسرائيلية بيانا حول ما تظنه هي خروقات فلسطينية‬
‫التفاقية الخليل‪ ،‬من بينها استعمال اسم "قوات االحتالل" في وسائل اإلعالم‬
‫الفلسطينية الرسمية بدعوى تعارض ذلك مع اعتراف المؤسسات الفلسطينية بدولة‬
‫إسرائيل‪.‬‬

‫باللغة اإلنكليزية يشار إلى الجيش اإلسرائيلي باسم "قوات الدفاع اإلسرائيلية" أو‬
‫حسب اللفظ "‪ "Tsahal‬وسائل اإلعالم الفرنسية تُشير إليه باسم "‪ "IDF‬باختصار‬
‫الشائع في إسرائيل الختصار االسم الرسمي‪.‬‬
‫التاريخ‬
‫أسس المستعمرون الصهاينة تنظيمات مسلحة مثل بار جيورا منذ بداية القرن‬
‫العشرين‪ ،‬وذلك لحراسة المستوطنات الصهيونية‪ ،‬وتطورت إلى هاشومير لتكون‬
‫قوة محاربة منظمة‪ ،‬وبحلول عام ‪ ،1921‬تبلورت المنظمة الصهيونية ال ُمسلحة‬
‫والمعروفة باسم "هاجاناه " ("الدفاع")‪ ،‬وتعاونت مع السلطات البريطانية أيام الحرب‬
‫العالمية الثانية وما قبلها‪ ،‬كما انشقت عنها تنظيمات اإلرجون وعصابة شتيرن‬
‫اإلرهابيتين لذلك السبب‪ .‬وبالرغم من التعاون مع السلطات البريطانية‪ ،‬إال أن‬
‫الهاجاناه قادت التمرد اليهودي على بريطانيا بعد الحرب‪ ،‬وعلى أكتافها قام الجيش‬
‫اإلسرائيلي‪ ،‬كذلك استند الجيش اإلسرائيلي إلى الخبرة العسكرية التي امتلكها جنود‬
‫اللواء اليهودي الذي حارب في نطاق الجيش البريطاني أيام الحرب العالمية الثانية‪.‬‬
‫في البداية‪ ،‬رفضت المنظمتان اإلرهابيتان الصهيونيتان إرجون ("إيتسل")‬
‫و"مجموعة شتي رن" ("ليحي") االنضمام إلى الجيش اإلسرائيلي ألن "الهاجاناه" كان‬
‫قد أوقف التعاون معهما في يوليو ‪ 1946‬بعد تفجير فندق الملك داود بالقدس من ِق َبل‬
‫اإلرجون‪ ،‬وتأسس حزب حيروت على أساس هذا الرفض؛ غير أن قائد اإلرجون‪،‬‬
‫مناحيم بيغن‪ ،‬حافظ على اتصاالت مع الهاجاناه‪ .‬وفي يونيو ‪ 1948‬قصف الجيش‬
‫اإلسرائيلي الناشئ سفينة "ألتالينا" التي كانت تحمل أسلحة لإلرجون وصادر‬
‫األسلحة‪ .‬بعد هذه المواجهة انضم أفراد "اإلرجون" إلى الجيش تدريجيا‪ .‬أما أفراد‬
‫"عصابة شتيرن" فانضموا إلى الجيش في بعض المناطق أما في القدس واصلوا‬
‫عمليتهم خارج نطاق الجيش حتى اعتقال قادتها من قبل الحكومة اإلسرائيلية إثر‬
‫عملية إرهابية قتل فيها الوسيط السويدي فولكي برنادوت‪.‬‬

‫المعارك والحروب التي خاضها‬


‫معركة الكرامة (‪ 21‬آذار ‪ 1968‬م)‪ :‬خسائر بشرية ومادية كبيرة‬
‫وانسحاب للجيش اإلسرائيلي دون تحقيق أهدافه ونصر عسكري للجيش العربي‬
‫األردني؛ حيث قُتل من الجانب اإلسرائيلي ‪ 250‬جنديا ً بينما جرح ‪ 450‬جريحا ً‬
‫‪.‬ود ُِّمرت ‪ 88‬آلية مختلفة كما أسقطت له ‪ 7‬طائرات مقاتلة‬
‫حرب االستنزاف (‪ 1967‬م‪ 1972-‬م)‪ :‬في المقابل خسائر بشرية‬
‫‪.‬ومادية كبيرة من الجيش السوري والجيش المصري‬

‫حرب ‪ 6‬أكتوبر (‪ 1973‬م)‬


‫غير حاسمة على الجبهة المصريّة ‪ :‬توغل الجيش الثالث المصري شرق القناة‬
‫ومحاصرته‪ ،‬في مقابل توغل الجيش اإلسرائيلي غرب القناة ولكن مع فشله في‬
‫‪.‬اقتحام مدينتي السويس واإلسماعيلية‬
‫تفوق إسرائيلي على الجبهة السوريّة ‪ :‬توغل الجيش اإلسرائيلي داخل األراضي‬
‫‪.‬السورية وتشكيل جيب سعسع بعمق ‪ 15‬كم‬

‫العدوان على بيروت (‪ :)1982‬قام الجيش اإلسرائيلي بهجوم استخدمت‬


‫فيه ألول مرة طائرات إف‪ ،16-‬واألسلحة الثقيلة من القصف األرضي والجوي‬
‫والبحري‪ ،‬وكان الخصم ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية مقاتالً‪،‬‬
‫حيث تم قصف إسرائيل بالراجمات الصاروخية وتعامل المسلحين مع الدبابات‬
‫األسرائيلية باأللغام والقذائف المضادة للدروع وأوقعوا باإلسرائيليين هزيمة حيث‬
‫كان من المقرر انهاء المسلحين في أيام لكن المعركة استمرت ‪ 3‬أشهر حتى تدخلت‬
‫‪.‬دول العالم أليقاف المعركة‬

‫حرب تموز (‪ :)2006‬رغم الخسائر البشرية التي تكبدها اللبنانيون المدنيون‬


‫إال أن حزب هللا استطاع خلق موازنة بقصفة لمدينة حيفا وبيسان والعفولة قتل أكثر‬
‫من ‪ 50‬مدني إسرائيلي وأكثر من ‪ 100‬جندي وتدمير عدد كبير من دبابات الميركافا‬
‫انتهت الحرب دون أن تحقق إسرائيل أهدافها‪.‬‬

‫حرب الفرقان (‪ :)2009‬حيث هزم في آخر معركة مع كتائب القسام في‬


‫قطاع غزة المحاصر علما أن الجيش اإلسرائيلي استخدم في هذه الحرب اعتى أنواع‬
‫األسلحة التقليدية وغير التقليدية (محظورة دوليا) مثل الفسفور األبيض والنابالم علما‬
‫أن الحرب الدائرة كانت عبارة عن حرب غير نظامية أو بتعبير آخر حرب شوارع‬
‫ومع ذلك لم تفلح إسرائيل خالل ‪ 19‬يوم في كسر ارادة المنظمات الفلسطينية‬
‫المسلحة العاملة في القطاع الصغير‪.‬‬
‫معركة حجارة السجيل‪ :‬أو حسب تسمية إسرائيل عامود السحاب ووقعت هذه‬
‫المعركة في تاريخ ‪ 14‬نوفمبر ‪ 2012‬باغتيال الشهيد القائد ‪ /‬أحمد الجعبري رئيس‬
‫اركان حماس‪ ،‬وانتهت هذه المعركة في ‪ 22‬نوفمبر ‪ 2012‬وأستمرت ‪ 8‬أيام اطالق‬
‫فيها بإتجاه إسرائيل أكثر من ‪ 2500‬صاروخ من المقاومة الفلسطينية وقتل أكثر من‬
‫‪ 20‬إسرائيلي في المقابل شنت طائرات االحتالل غارات على منازل المدنيين‬
‫اآلمنين حيث استشهد ‪ 163‬مواطن ثلثيهم من المدنييين‪.‬‬

‫معركة العصف المأكول‪ :‬أو كما أسماها جيش االحتالل ب ( الجرف‬


‫الصامد ) حيث قامت كتائب القسام بعمليات عسكرية نوعية لم تكن متوقعة من‬
‫أشهرها عملية زيكيم التي نفذها مجموعة من كتائب القسام من وحدة الضفادع‬
‫البشرية ( الكوماندوز ) دامت هذه الحرب ‪ 51‬يوما وكانت أطول حرب شهدتها‬
‫إسرائيل وباتت الخسائر واضحة في الجيش حيث قتل أكثر من ‪ 74‬جندي صهوني‬
‫وقد استشهد أكثر من ‪ 2100‬شهيد وأصيب أكثر من ‪ 11000‬من الفلسطينيين وكانت‬
‫خسائر االحتالل مكتومة من قبل الجيش ولكن كان هناك بعض التسريبات‪.‬‬

‫اإلنفاق والتحالفات‬
‫خالل األعوام ‪ 1950‬إلى ‪ 1966‬صرفت الحكومة اإلسرائيلية ‪ %9‬من ناتج الدخل‬
‫القومي على الجيش والتسليح‪ .‬وصلت إلى ‪ %24‬في فترة الثمانينات‪ .‬ووصل‬
‫اإلنفاق العسكري‪ .‬وفي عام ‪ ،1983‬قررت الواليات المتحدة وإسرائيل إنشاء‬
‫مجموعة السياسية العسكرية المشتركة التي تنعقد مرتين في السنة وتشرف على‬
‫عملية التخطيط العسكري والتدريبات المشتركة‪ ،‬وتتعاون على البحوث العسكرية‬
‫وتطوير األسلحة‪ .‬كما تحتفظ القوات االميركية بمخزون احتياطي حربي في‬
‫إسرائيل تبلغ قيمته ‪ 493‬مليون دوالر‪ ،‬وتعتبر أمريكا الحليف األول إلسرائيل بغض‬
‫النظر عن التزامات الواليات المتحدة في نطاق حلف الناتو‪ُ .‬منذ عام ‪ 1976‬كانت‬
‫إسرائيل المستفيد األكبر من المساعدات الخارجية األمريكية‪ ،‬حيث بلغ التمويل‬
‫العسكري إلسرائيل حوالي ‪ 1,8‬مليار دوالر سنويا‪.‬‬

‫استخدام المرتزقة‬
‫عدد الجنود المرتزقة داخل جيش االحتالل بلغ ‪ 6200‬جندي في ‪2015-6-18‬م‪ .‬وتم‬
‫استخدامهم بشكل واضح في الحرب على غزة ‪ . 2014‬قلق وتخوف يصيب قيادة‬
‫جيش االحتالل من ظاهرة الضائقة االقتصادية التي يعاني منها جنود جيش‬
‫االحتالل‪ ،‬االمر الذي يعكس زيادة الميزانية على التحصين‪ ،‬وشراء االسلحة‪ ،‬مقابل‬
‫‪.‬عجز الميزانية في تغطية نفقات احتياجات الجنود‬

‫قفد اكدت القناة الثانية العبرية على معطيـات صادرة عن قسم القوى البشرية في‬
‫جيش االحتالل‪ ،‬مفادها (أن واحد من كل أربعة جنود يعانون ضائقة اقتصادية وتبين‬
‫أن عشرات اآلالف منهم يعانون الفقر ويطلبون المساعدات)‪.‬‬

‫وفي ظل عجز قيادة جيش االحتالل عن التعامل مع هذه الظاهرة‪ ،‬تقدم جمعيات‬
‫المساعدات المالية للجنود الفقراء‪ ،‬وأن تسرب هذه الظاهرة في جيش االحتالل أدى‬
‫إلى انعكاس مدى الحالة االقتصادية التي يعيشها المجتمع الصهيوني وعجز ميزانيته‬
‫في تغطية كافة دوائر الجيش‪ .‬واضافت القناة الثانية العبرية حسب تقاريرلها قالت‬
‫أن ما يقارب ‪ 30‬ألف جندي مصنفون على أنهم يعانون ضائقة مالية والمبالغ التي‬
‫تقدم كمساعدات للجنود بلغب نصف مليار شيكل‪.‬‬

‫التقنية اإلسرائيلية‬
‫يعتمد على التكنولوجيا المستوردة من الواليات المتحدة بشكل أساسي مثل طائرة‬
‫والطائرة العمودية "أباتشي"‪ .‬هذا باإلضافة إلى األسلحة التي يت ّم ‪ F16‬و ‪F15‬‬
‫تطويرها في المؤسسات الصناعية العسكرية المحلية كطائرات كفير والصواريخ‬
‫(شافيت) وطائرات دون طيار مثل طائرة أيتان والمعدات التي تقتنيها من الواليات‬
‫المتحدة األمريكية والتي تخضع للتطوير في المخازن والمصانع اإلسرائيلية (أنظر‬
‫إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء)‪.‬‬

‫األسلحة المستخدمة‬
‫*‪ M16‬بندقية‪.‬‬
‫*‪ M4 Carbine‬بندقية‪.‬‬
‫*‪ Tavor TAR-21 bullpup‬بندقية‪.‬‬
‫*‪ IMI Galil‬بندقية‪.‬‬
‫*)‪.(hummer‬‬
‫اعتراض الصواريخ البالستية عن طريق شبكة‬
‫ّ‬ ‫وتتمتع إسرائيل بالقدرة على‬
‫المطورة محليا ً وأنظمة باتريوت التي لم تجد نفعا أمام صواريخ‬
‫ّ‬ ‫صواريخ "آرو"‬
‫حزب هللا من لبنان صيف ‪ .2006‬وتعمل إسرائيل على تطوير سالح ليزر بالتعاون‬
‫سط‪ .‬وال ننسى ان‬‫مع الواليات المتحدة العتراض الصواريخ ذات المدى المتو ّ‬
‫إسرائيل من بين الدول القليلة ج ّداً ومؤخرا إيران التحقت بالنادي النووي والتي لديها‬
‫اإلمكانات إليصال قمر صناعي إلى مداره الفضائي عن طريق صواريخها من نوع‬
‫شافيت (أنظر‪ :‬أفق)‪.‬‬

‫ا لدول التي تملك أسلحة نووية وتعلن عنها هي روسيا والواليات المتحدة األمريكية‬
‫والصين والمملكة المتحدة وفرنسا والهند وباكستان وأخيرا كوريا الشمالية‪ .‬أما‬
‫إسرائيل فهي تحيط في هذا الموضوع بسرية كاملة رغم افصاح دوائر رسمية‬
‫عالمية كثيرة عن امتالك أسرائيل للسالح النووي‪ .‬في نفس الوقت ال تسمح إسرائيل‬
‫بتفتيش منشآتها النووية من قبل الهيئة الدولية للطاقة الذرية التي تهتم بمنع انتشار‬
‫األسلحة النووية طبقا للمعاهدة الدولية الخاصة بذلك‪ .‬يعتبر عام ‪ 2012‬فترة حرجة‬
‫بالنسبة إليران حيث تتزايد عليها الضغوط من الغرب وبالذات من إسرائيل لعدم‬
‫السماح لها بإنتاج سالح نووي‪ ،‬في الوقت التي تنفي فيه إيران عزمها على صناعة‬
‫قنابل نووية‪ ،‬وتقول أن تخصيب اليورانيوم الذي تقوم به هو بغرض االستغالل‬
‫السلمي للطاقة النووية فقط‪ ،‬إال أن شكوك الغرب وإسرائيل كبيرة‪.‬‬

‫أسلحة عسكرية‬
‫ت ّم تطوير األسلحة النووية في مفاعل "ديمونة" النووي منذ ستينيّات القرن العشرين‪.‬‬
‫يُعتقد أن أول قنبلتين قامت إسرائيل بإنتاجهما كانتا جاهزتين لالستعمال قبل حرب‬
‫ستة أيام (‪ ،)1967‬ويُعتقد أن رئيس الوزراء "اشكول" أمر بتجهيزهما في ّأول‬ ‫ال ّ‬
‫ستة أيّام‪ .‬وجرى االعتقاد ان إسرائيل‬
‫إنذار بالخطر النووي اإلسرائيلي إبّان حرب ال ّ‬
‫أمرت بتجهيز ‪ 13‬قنبلة نووية بقدرة تفجيرية تعادل ‪ 20‬ألف طن (‪ 20‬كيلوطن) من‬
‫مادة تي إن تي خوفا ً من الهزيمة في عام ‪1973.‬‬

‫عدد الرؤوس النووية بحوزة إسرائيل غير معلوم إال أن التقديرات تشير إلى أن‬
‫إسرائيل قد تملك من ‪ 100‬إلى ‪ 200‬رأس نووي حتى سنة ‪ ,87‬ومن الممكن‬
‫إيصالها إلى أهداف بعيدة عن طريق الطائرات أو الصواريخ البالستية والغواصات‪،‬‬
‫وقد يصل مداها إلى منتصف الجمهورية الروسية‪.‬‬

‫تتبع إسرائيل سياسة الغموض فيما يتعلّق بترسانتها النووية‪ .‬إال أن "مردخاي‬
‫فعنونو"‪ ،‬أحد موظفي مفاعل ديمونة أ ّكد على صحة التوقعات اآلنفة‪.‬‬

‫خصخصت إسرائيل صناعاتها العسكرية بمطلع عام ‪ 2005‬وكونت شركة بين‬


‫شركتين تعنيان بصناعة السالح عرفت بشركة رفائيل للصناعات العسكرية‬
‫وأعطيت أكثر المشاريع سرية وحساسية وأما شركة ألبيت فأعطيت حق تصنيع‬
‫الذخائر والدبابات والمدرعات وذلك للحفاظ على حيوية الصناعة العسكرية‬
‫اإلسرائيلية خصوصا بعد أن واجهت شركة الصناعات العسكرية اإلسرائيلية وقتها‪،‬‬
‫مصاعب مالية استصعبت معها دفع رواتب المتقاعدين الذين عملوا فيها‪.‬‬

‫تفتخر الصناعة العسكرية اإلسرائيلية بالدبابة ميركافا‪ ،‬باعتبارها األكثر تأمينا لحياة‬
‫طاقمها بين مختلف طرازات الدبابات العالمية‪ ،‬كما تصر صناعة اإلعالم‬
‫اإلسرائيلية على أن ميركافا هي الدبابة األكثر تدريعا ً أمام المقذوفات المضادة‬
‫للدبابات‪ ،‬واألقدر بين الدبابات على المناورة والعمل في ظروف بيئية صعبة‪ .‬في‬
‫عام ‪ ،2006‬قام حزب هللا بوضع هذه الدبابة أمام االختيار أثناء العدوان اإلسرائيلي‬
‫على لبنان ونتج عن ذلك ما يعرف بمقبرة الميركافا مما أدى إلى فسخ عدد كبير من‬
‫الدول لعقود شراء دبابات الميركافا من إسرائيل‪.‬‬

‫التعامل مع الخصوم‬
‫بالنظر إلى طبيعة الصراع المسلّح بين الفلسطينيين والجيش اإلسرائيلي‪ ،‬فإن‬
‫إسرائيل تتدعي أنها تتبع سياسة حربية قليلة الكثافة لتباين العدّة والعتاد بين الفريقين‬
‫المتحاربين‪ ،‬إال أن البعض يرى أن السياسة المتّبعة في التعامل مع المسلحين‬
‫الفلسطينيين سياسة مفرطة خصوصا ً ان إسرائيل تستعمل الطائرات العمودية‬
‫والمقاتالت الحربية في ضرب أهداف أرضية كالحادثة الشهيرة التي أدت إلى مقتل‬
‫أحمد ياسين (مؤسس حركة حماس) وعبد العزيز الرنتيسي وأبو علي مصطفى عن‬
‫طريق القصف الصاروخي من الطائرات العمودية كما أن إسرائيل تقتل وتعتقل‬
‫العشرات أسبوعيا ِمن َمن تصفهم بالمطلوبين الفلسطينيين الخطرين‪ .‬ومن بين‬
‫الخصوم التي تعاملت مع الجيش اإلسرائيلي بصورة "حرب العصابات" هو حزب‬
‫هللا اللبناني‪ .‬فقد تعامل الجناح العسكري "المقاومة اإلسالمية" لحزب هللا مع الجيش‬
‫اإلسرائيلي في جنوب لبنان بكثرة مع استمرار المناوشات العسكرية بين الفينة‬
‫واألخرى حتى بعد انسحاب إسرائيل من جل الجنوب اللبناني والتمسك بمزارع شبعا‬
‫أما الخصم الذي كان له المواجهة األكبر على مدى عقود هو منظمة التحرير‬
‫الفلسطينية حيث كانت أكبر معركة هي اجتياح ‪ 1982‬وقد صمدت المنظمة ‪ 88‬يوم‬
‫ثم بعدها تدخل العالم لخروج المسلحين من بيروت وانسحبت إسرائيل بخسائر كبيرة‬
‫للغاية‪.‬‬

‫وحدة جبال األلب‬


‫ي على حماية جبل الشيخ من هجمات مفاجئة من قبل السوريين ‪.‬‬
‫تعمل بشكل أساس ّ‬
‫ويتدربون في سويسرا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يرتدي الجنود سترات بيضاء‬
‫منطقة جبل الشيخ هي منطقة صعبة جدا لتنفيذ العمليات ‪ -‬سواء بسبب ظروف‬
‫المنطقة القاسية ذات األماكن المرتفعة‪ ،‬البرد والثلج في بعض أيام السنة‪ ،‬أو بسبب‬
‫حساسيتها التكتيكية العالية‪.‬‬
‫عندما يبدأ الثلج بالسقوط‪ ،‬تماما في هذه الفترة‪ ،‬تتحول المنطقة الجبلية في شمال‬
‫إسرائيل إلى صعبة جدا من حيث السيطرة القتالية والمراقبة بسبب الضباب‪،‬‬
‫المتطرفة‪ ،‬وانسداد طرق الوصول‪ ،‬وبشكل عام‬‫ّ‬ ‫الثلج‪ ،‬الشتاء ودرجات الحرارة‬
‫يصبح من الصعب أكثر العمل في تلك المنطقة‪.‬ولذلك أقيمت وحدة جبال األلب ‪-‬‬
‫بهدف حماية منطقة جبل الشيخ‪ ،‬التي بات الكثيرون يس ّمونها «أعين الدولة»‪ .‬ينتشر‬
‫مقاتلو الوحدة‪ ،‬التي تعمل على الر ّد على الهجمات الفجائية‪ ،‬في المنطقة عند سقوط‬
‫الثلج‪ .‬في سائر الوقت يشاركون في تدريبات قتالية حصرية‪ ،‬وخصوصا التدريبات‬
‫متكررة إلى منطقة جبال األلب في‬
‫ّ‬ ‫في بيئة ثلجية‪ .‬يشمل ذلك أيضا رحالت‬
‫خاص‪،‬‬
‫ّ‬ ‫سويسرا‪ ،‬وهي حقيقة تجعل وحدة جبال األلب وحدة مرغوبًا فيها بشكل‬
‫وتساهم بشكل كبير في هيبة جنود االحتياط‪.‬‬

‫التأسيس‬
‫أقيمت وحدة جبال األلب عقب االستنتاجات التي تم التوصل إليها في حرب تشرين‪.‬‬
‫عرضت الحرب أمام الجيش إشكالية القتال في منطقة جبل الشيخ المرتفعة وصعبة‬
‫التسلّق‪ ،‬ناهيك عن ظروف الطقس القاسية‪ .‬جمع الجيش اإلسرائيلي مقاتلين نظاميين‬
‫من وحدة إيجوز ومن لواء جوالني‪ ،‬وصنفهم بعد اجتياز اختبارات اللياقة البدنية‪،‬‬
‫البقاء على قيد الحياة وتحديد المواقع‪ ،‬مشكال فرق المقاتلين األولى في وحدة جبال‬
‫األلب‪.‬‬
‫حدث التحدّي العسكري األول الذي واجهته وحدة جبال األلب في نيسان ‪.1974‬‬
‫ُكلّفت وحدة جبال األلب احتالل جبل الشيخ‪ ،‬على ارتفاع أكثر من ‪ 2,800‬متر‪.‬‬
‫صعدت قوة مؤلفة من ستين مقاتال‪ ،‬إلى القمة‪ ،‬حيث التقى الجنود فيها بمقاتلي‬
‫الكوماندوس السوري ودارت بينهم معركة قاسية‪ ،‬انتهت باحتالل ق ّمة جبل الشيخ‬
‫من قبل الجيش اإلسرائيلي‪ .‬بعد احتالل قمة جبل الشيخ‪ ،‬نقلت إسرائيل السيطرة‬
‫والرقابة عليه إلى األمم المتحدة‪.‬‬
‫بعد المعركة‪ ،‬التي أصيب فيها نصف المقاتلين‪ ،‬تفككت وحدة جبال األلب‪ .‬عام‬
‫‪ 1978‬كشف الجيش اإلسرائيلي معلومات استخباراتية بحسبها ّ‬
‫فإن السوريين‬
‫يريدون محاولة احتالل جبل الشيخ‪ ،‬عقب ذلك تمت دعوة مقاتلي الوحدة‪ ،‬هذه المرة‬
‫تقرر إبقاء وحدة جبال‬
‫كجنود احتياط‪ ،‬لتشكيلها مجدّدا‪ .‬لم يُنفذ هجوم سوري‪ ،‬ولكن ّ‬
‫األلب كوحدة احتياط‪.‬‬

‫التدريب‬
‫مدربون في السابق‪ ،‬مراحل عديدة‬‫يشمل تدريب جنود االحتياط‪ ،‬وهم مقاتلون ّ‬
‫ومتنوعة مع التركيز على العمل في الثلج والذي يشمل تحديد المواقع‪ ،‬التمويه‪،‬‬‫ّ‬
‫صصة‪ ،‬إطالق‬ ‫اإلنقاذ‪ ،‬التنقل في الثلج‪ ،‬البقاء على قيد الحياة‪ ،‬استخدام أسلحة مخ ّ‬
‫النار‪ ،‬والقتال في ظروف قاسية‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬بطبيعة الحال‪،‬‬
‫تُقام تدريبات استكمالية مختلفة خارج البالد‪ ،‬وبشكل أساسي في قمم جبال األلب في‬
‫سويسرا‪.‬‬
‫سالح الهندسة القتالي اإلسرائيلي‬
‫يُعد سالح الهندسة القتالي أحد األسلحة القتالية الهامة في نطاق القوات البرية ويمثل‬
‫السالح أحد ركائز الهجوم اللجيش اإلسرائيلي‪.‬‬

‫يرتدي جنود السالح الهندسي زيا ً ذات اللون الرمادى الفاتح‪ ،‬والمعروف بالفضة‬
‫والذي يعلو فوق رمز السالح‪:‬سيف بداخله برج ومحاط بهالة ترمز إلى اإلستعداد‬
‫للقتال‪ .‬وقد أختار هذا اللون الفضي ضابط السالح الرسمي "افيشى كيتس" في عام‬
‫‪ ، 1983‬حيث قرر تغيير لون الزي من األسود حتى يقوي شخصيته‪ .‬ولهذا قد ذكر‬
‫في ي نشأة هذا الزي بقصة بعنوان مناجم الملك سليمان‪ .‬حيث يُحكى أن قبيلتين‬
‫أحدهما جيدة واألخرى فاسدة‪ ،‬وعندما عرفت القبيلة الجيدة عرفت بقبيلة الفضيين‪.‬‬
‫لم يشر هذا االستخدام في اللون الفضي للزي العسكري‪ .‬آنذاك قرر اختيار هذا اللون‬
‫الذي يميل إلى الرمادي الفاتح ‪ ,‬والمعروف بالفضية‪.‬‬

‫في حين أن ألوان شعار السالح هي األسود والبرتقالي الفاقع‪ .‬وتم اختيار ألوان هذا‬
‫الشعار في أعقاب تنفيذ عملية عمورة (األرض المحرقة) والتي دُمرفيها سالح‬
‫الهندسة البنية التحتية للجيش المصري في منتصف جزيرة سيناء أثناء انسحابه من‬
‫سيناء بعد عملية ناجحة‪ .‬ويشير البرتقالي الفاقع إلى اإلستعداد للمفرقعات‪ .‬ويشير‬
‫األسود إلى األرض المحروقة التي يبقى عليها السالح الهندسي‪ .‬شعار سالح‬
‫الهندسة القتالي–األوائل دائما‪.‬‬

‫قوام السالح ووظيفته‬


‫هو السالح المسؤول عن الهندسة العسكرية (الهندسة القتالية وبناء التحصينات) في‬
‫الجيش اإلسرائيلي‪ .‬ويترأس السالح ضابط الهندسة الرسمي‪ ،‬والمسؤول عن بناء‬
‫القوة الهندسية والتي تقوم بتنشيط السالح الهندسي وتزويده باالحتياطات الهندسية‬
‫العامة للجيش‪ .‬تقوم قوات الهندسة بالمهمات في المنطقة العسكرية‪.‬‬
‫تُساعد في الكثير من األحيان السالح الهندسي قوات المشاة في مهامهم‪ .‬وليس لهم‬
‫وجهة نظر هندسية‪ .‬حظي جنود السالح الهندسي بتأهيل هندسي‪ ،‬حاملي بندقية عيار‬
‫‪ ،05‬وبعد ذلك حاملي بندقية عيار ‪ ،07‬وباإلضافة إلى عيار ‪ .06‬وكذلك أيضا‬
‫يتعقب سالح الهندسة الحاجة إلى ُمساعدة هندسية لقوات المشاة‪ .‬وكل وحدة ُمشاة‬
‫يلحق بها سرية تخريبية هندسية‪ .‬وها هي سرية جنود من وحدة المشاة قد تم تأهيلها‬
‫لمدة شهرين في المدرسة الهندسية العسكرية ولكن ال تخضع لسالح الهندسة بل إلى‬
‫الوحدة التي تعمل فيها‪.‬‬

You might also like