الهواتف المحمولة

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 13

‫عبدهللا بن فهد الواكد‬ ‫‪ 12‬ذو القعدة ‪1433‬‬ ‫‪1‬‬

‫الهواتف المحمولة – الجواالت‬ ‫جامع الواكد بحائل‬


‫الخطبة األولى‬
‫لمون ‪ :‬ق ال اهللُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫األحبة المس‬ ‫أيها‬
‫سبحا َن ُه وتعالى ( َوإِ ْن َت ُع دُّوا ِن ْع َم َت‬
‫وها إِ َّن ْالإِ ْن َس َن لَ َظلُ و ٌم‬
‫ص َ‬‫اللَّ ِه لَا ُت ْح ُ‬
‫ار ) وفي صحيح مس لم عن أبى‬ ‫َك َّف ٌ‬
‫سعيد الخ درى رضى اهلل عنه عن‬
‫النبى صلى اهلل عليه وسلم أنه ق ال‬
‫( إن الدنيا حلوة خض رة ‪ ,‬وإن اهلل‬
‫مستخلفكم فيها ‪ .‬فينظر كيف تعملون‬
‫‪ ).‬الحديث‬
‫الناس‬
‫تسجى ُ‬ ‫أيها األحبة في اهلل ‪ :‬لق ْد َّ‬
‫ال ع امر ٍة ‪،‬‬ ‫ِعم غامر ٍة ‪ ،‬وأفض ٍ‬ ‫بن ٍ‬
‫القريب‬
‫ِ‬ ‫مجر ُد نظر ٍة خاطف ٍة للماضي‬
‫الناظر ‪َ ،‬بونًا شاسعًا‬ ‫ِ‬ ‫نظر‬
‫تخلق في ِ‬ ‫‪ُ ،‬‬
‫عبدهللا بن فهد الواكد‬ ‫‪ 12‬ذو القعدة ‪1433‬‬ ‫‪2‬‬
‫الهواتف المحمولة – الجواالت‬ ‫جامع الواكد بحائل‬

‫دهر‬
‫ِ‬ ‫الزمان العط ِر ‪ ،‬وال‬‫ِ‬ ‫بين َ‬
‫ذلك‬ ‫َ‬
‫اس في ِه في‬ ‫كان الن ُ‬ ‫العبق ‪ ،‬الذي َ‬ ‫ِ‬
‫نس وس عاد ٍة ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫راح ٍة وطمأنين ٍة ‪ ،‬وأ ٍ‬
‫ُ‬
‫زدان‬ ‫تفوح بالرجول ِة ‪ ،‬وت‬‫مجالس ُهم ُ‬‫ُ‬
‫أن‬‫قبل ْ‬‫بالحديث ‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫وتطيب‬
‫ُ‬ ‫باألنس ‪،‬‬
‫ِ‬
‫فيض‬ ‫من ِ‬ ‫عليهم هذ ِه ال دنيا ‪ْ ،‬‬ ‫تفيض ِ‬ ‫َ‬
‫بل الرف ا ِه والس ع ِة ‪،‬‬ ‫عطا ِء اهللِ ‪ُ ،‬س َ‬
‫عليهم الحض ار ُة‬ ‫ِّر ِ‬ ‫أن تُك د َ‬ ‫وقب َل ْ‬
‫ِهم ‪ ،‬وص فا َء‬ ‫ُ‬
‫والتقنية ‪ ،‬نقاو َة زم ان ِ‬
‫ُ‬
‫ناعات‬ ‫حطت الص‬ ‫ِهم ‪َّ ،‬‬ ‫ان ِ‬ ‫مك‬
‫ات بثُقلِها ‪ ،‬فتق اربت‬ ‫واإلختراع ُ‬
‫ان ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫دان ‪ ،‬وتالحمت األوط‬ ‫ُ‬ ‫البل‬
‫اإلتصال ‪ ،‬ح تى‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وسائل‬ ‫ْ‬
‫وتطورت‬
‫وب‬ ‫ِ‬ ‫ال في جي‬ ‫الهاتف النق ُ‬‫ُ‬ ‫أصبح‬
‫َ‬
‫عبدهللا بن فهد الواكد‬ ‫‪ 12‬ذو القعدة ‪1433‬‬ ‫‪3‬‬
‫الهواتف المحمولة – الجواالت‬ ‫جامع الواكد بحائل‬

‫اس‬ ‫ش الن ُ‬ ‫ُه َ‬


‫ال ‪ ،‬د ِ‬ ‫الصبيان واألطف ِ‬ ‫ِ‬
‫ِن هذ ِه‬ ‫ِهوا ‪ ،‬إغترابًا وعجبًا ‪ ،‬م ْ‬ ‫ُ‬
‫وشد ُ‬
‫الجهاز ‪ ،‬ال ذي‬ ‫ِ‬ ‫ومن هذا‬ ‫الوسيل ِة ‪ْ ،‬‬
‫ات ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الرسائل والخطاب‬‫ِ‬ ‫قضى على‬
‫ال زمنًا‬ ‫ائل لإلتص ِ‬ ‫كانت وس َ‬ ‫التي ْ‬
‫فكان‬
‫الجوال ‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الهاتف‬ ‫ال ‪ ،‬جا َء‬ ‫طوي ً‬
‫ال ‪ ،‬نمى‬ ‫ِن الخي ِ‬ ‫رب م َ‬ ‫َ‬ ‫ش يئًا أغ‬
‫التسجيل ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وسائل‬ ‫وتطور فأُ ْل ِح َق ْت ب ِه‬
‫َ‬
‫وبرامج الكتاب ِة‬
‫ُ‬ ‫التصوير ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وكمرات‬
‫ال في‬ ‫بح مكتبًا متنق ً‬ ‫والتدوين ‪ ،‬فأص َ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫القنوات‬ ‫عرض علي ِه‬ ‫اإلنسان ‪ ،‬تُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫جيب‬
‫ِ‬
‫بحان‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫التسجيالت ‪ ،‬فس‬ ‫‪ ،‬وتُس َم ُع ب ِه‬
‫أعطت أخ َذ ْت ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫اهللِ ‪ ،‬هذ ِه الدنيا ُكلَّماَ‬
‫و ُكلماَ أَتر َف ْت أَتل َف ْت ‪ ،‬لق ْد سرقت هذ ِه‬
‫عبدهللا بن فهد الواكد‬ ‫‪ 12‬ذو القعدة ‪1433‬‬ ‫‪4‬‬
‫الهواتف المحمولة – الجواالت‬ ‫جامع الواكد بحائل‬

‫اس الش ي َء‬ ‫األجهز ُة من حي ا ِة الن ِ‬


‫ِهم‬ ‫ص ْف َو أيام ِ‬‫الكثير ‪ ،‬وكدَّرت عليهم َ‬ ‫َ‬
‫ريب ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫اس إلى عه ٍد ق‬ ‫كان الن ُ‬ ‫‪َ ،‬‬
‫ويعرفون‬
‫َ‬ ‫ْرهاَ ‪،‬‬
‫للمجالس َقد َ‬
‫ِ‬ ‫ون‬
‫ِر َ‬ ‫َي ْقد ُ‬
‫آدا َبها وأص ولَها ‪ ،‬فال يج تري ُء‬
‫ير ‪ ،‬وال‬ ‫بالكالم أم ا َم الكب ِ‬ ‫ِ‬ ‫صغير‬
‫ٌ‬
‫المتحدث أح ٌد ح تى يُنهي‬ ‫َ‬ ‫قاط ُع‬
‫ُي ِ‬
‫حدي َث ُه ‪ ،‬وال يلهوا أح ٌد بشي ٍء عن َد‬
‫آداب حثَّ ْت عليهاَ‬ ‫فللمجالس ٌ‬
‫ُ‬ ‫جليس ِه ‪،‬‬
‫ِ‬
‫رسول اهللِ صلى‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وسنة‬ ‫ُ‬
‫شريعة اهللِ ‪،‬‬
‫اس بها‬ ‫اهللُ علي ِه وسل َم ‪ ،‬ال تز َم الن ُ‬
‫األخالق‬
‫ِ‬ ‫روب‬
‫ِ‬ ‫ض ْر ٌب من ض‬ ‫ألنَّها َ‬
‫ُ‬
‫اإلجتماعية‬ ‫ُ‬
‫العادات‬ ‫التي تقو ُم عليها‬
‫‪ ،‬وال ُمثُ ُل األخالقي ُة ‪ ،‬فهي أص ٌ‬
‫ول‬
‫عبدهللا بن فهد الواكد‬ ‫‪ 12‬ذو القعدة ‪1433‬‬ ‫‪5‬‬
‫الهواتف المحمولة – الجواالت‬ ‫جامع الواكد بحائل‬

‫ائل الجميل ُة‬ ‫ُ‬ ‫رع منها الفض‬‫ُ‬ ‫تتف‬


‫اءت ه ذه‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫األصيلة ‪ ،‬ج‬ ‫ُ‬
‫والشمائل‬
‫نعم اهللِ‬ ‫من‬ ‫الجواالت ‪ ،‬فكانت ً‬
‫نعمة‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ات ‪ ،‬وتُنهى بها‬ ‫‪ ،‬تُقضى بها الحاج ُ‬
‫ار ‪،‬‬‫ات ‪ ،‬وتُنق ُل بها األخب ُ‬ ‫ال ُم ِه َّم ُ‬
‫األوطار ‪ ،‬ثم ُط ِّو َر ْت‬‫ُ‬ ‫وتُقضى بها‬
‫الوسائل حتى أصبحت مراك َز‬ ‫ُ‬ ‫هذ ِه‬
‫للمعلومات ‪ ،‬وأجهز ًة ُّ‬
‫تضم العدي َد من‬ ‫ِ‬
‫فعكف عليها أهلُها عكوفًا‬ ‫َ‬ ‫الخدمات ‪،‬‬
‫ِ‬
‫ِهم على تالو ِة‬ ‫أشد من عك وف ِ‬ ‫شديدًا َّ‬
‫رسول‬
‫ِ‬ ‫كتاب اهللِ ‪ ،‬وعلى قراء ِة سن ِة‬ ‫ِ‬
‫بح‬‫اهللِ صلى اهللُ علي ِه وس ل َم ‪ ،‬أص َ‬
‫الناس على شاشاتِها ظ اهر ًة‬ ‫إنهماك ِ‬ ‫ُ‬
‫مقلقة ‪ ،‬ينم وا في‬ ‫وقضية ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مزعجة ‪،‬‬
‫عبدهللا بن فهد الواكد‬ ‫‪ 12‬ذو القعدة ‪1433‬‬ ‫‪6‬‬
‫الهواتف المحمولة – الجواالت‬ ‫جامع الواكد بحائل‬

‫ام س لوكًا انطوائيًا ‪،‬‬ ‫األي‬ ‫مع‬ ‫ها‬ ‫ِظلِّ‬


‫ِ‬
‫وشططًا تربويًا ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وتشتُّتًا إجتماعيًا ‪،‬‬
‫البيت فتج ُد أه َل‬ ‫لتدخل َ‬ ‫َ‬ ‫واهللِ إنَّ َك‬
‫كل واح ٍد‬ ‫والكبير ‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫الصغير‬
‫َ‬ ‫البيت‬
‫ِ‬
‫أر َخ ْو‬ ‫وال ‪ ،‬قد ْ‬ ‫ٌ‬ ‫من ُهم في ي ِد ِه ج‬
‫شاشات جواالتِهم ‪, ،‬‬ ‫ِ‬ ‫رؤوسهم على‬ ‫َ‬
‫أرواح ُهم‬
‫ُ‬ ‫ُهم وتفرقت‬ ‫إجتمعت أجساد ُ‬ ‫ْ‬
‫ٌ‬
‫ومعضلة‬ ‫مشكلة كبير ٌة ‪،‬‬‫ٌ‬ ‫وعقولُ ُهم ‪،‬‬
‫المجالس‬
‫ِ‬ ‫تدخل مجلسًا من‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫عظيمة ‪،‬‬
‫الرجال ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الشباب وربما من‬ ‫ِ‬ ‫‪ ،‬فيه من‬
‫قد تقا َبلوا واجتمعوا ‪ ،‬و َتن َت ِظ ُر ِم ْن ُهم‬
‫تجاذب ‪ ،‬فإذا‬ ‫ٌ‬ ‫للحديث بي َن ُهم‬
‫ِ‬ ‫يكون‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫أن‬
‫واالت ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِب ِهم صرعى على هذه الج‬
‫ير ‪ ،‬ال ُي َكلِّ ُم‬‫رؤوس ُه ُم الط َ‬ ‫ِ‬ ‫كأَ َّن على‬
‫عبدهللا بن فهد الواكد‬ ‫‪ 12‬ذو القعدة ‪1433‬‬ ‫‪7‬‬
‫الهواتف المحمولة – الجواالت‬ ‫جامع الواكد بحائل‬
‫ُ‬
‫المزعجة‬ ‫أح ٌد أحدًا ‪ ،‬ما هذ ِه الظاهر ُة‬
‫الغريب ‪ ،‬أنُ ِز َع‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫السلوك‬ ‫‪ ،‬وما هذا‬
‫المجالس ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫البيوت ‪ ،‬ومن‬
‫ِ‬ ‫الحيا ُء من‬
‫ليس ل ُه قيم ٌة ‪،‬‬ ‫الجليس َ‬‫ُ‬ ‫وأمسى‬
‫ليس ل ُه حض و ٌة ‪ ،‬ه ذ ِه‬ ‫ُ‬
‫والضيف َ‬
‫لت في حياتِنا فص َن َعت‬ ‫األجهز ُة ‪َ ،‬‬
‫دخ ْ‬
‫ير ‪ ،‬وأتلفت‬ ‫الكثير ‪ ،‬وغ يرت الكث َ‬ ‫َ‬
‫الناس الح َّد في‬ ‫َ‬
‫تجاوز ُ‬ ‫الكثير ‪ ،‬فقد‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫انقلبت إلى‬ ‫اإلس تفاد ِة منها ‪ ،‬ح تى‬
‫ووبال ‪ ،‬فكم س بَّ َبت من‬ ‫ٍ‬ ‫شر‬
‫وسائل ٍّ‬
‫ِ‬
‫ومات ‪ ،‬و ُفرق ٍة‬ ‫ٍ‬ ‫اكل وخص‬ ‫َ‬ ‫مش‬
‫وال ‪،‬‬‫ٍ‬ ‫وخالفات ‪ ،‬وكم أتلفت من أم‬ ‫ٍ‬
‫أرخص‬
‫َ‬ ‫والشرب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫األكل‬ ‫أصبح‬
‫َ‬ ‫حتى‬
‫َ‬
‫وادث‬ ‫الكالم ‪ ،‬وكم سببت من ح‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫عبدهللا بن فهد الواكد‬ ‫‪ 12‬ذو القعدة ‪1433‬‬ ‫‪8‬‬
‫الهواتف المحمولة – الجواالت‬ ‫جامع الواكد بحائل‬

‫إزعاج‬
‫ِ‬ ‫ووفيات ‪ ،‬وكم كانت سببًا في‬ ‫ٍ‬
‫وس ْل ِب‬ ‫لين ‪َ ،‬‬ ‫البيوت وإيذا ِء المص َ‬ ‫ِ‬
‫أظ ُّن أنها‬ ‫كنت ُ‬ ‫الخاشعين ‪ ،‬ما ُ‬‫َ‬ ‫خشوع‬
‫ِ‬
‫الشباب‬
‫ِ‬ ‫ذكر لي أح ُد‬ ‫َ‬
‫المبلغ ‪َ ،‬‬ ‫تبلُ ُغ هذا‬
‫أن ُه رأى في أح ِد مساج ِد الجمع ِة شبابًا‬
‫ِهم ‪،‬‬ ‫منهمكون على أجهز ِة ج واالت ِ‬ ‫َ‬
‫يخطب ‪ ،‬وهم‬ ‫ُ‬ ‫البالك بيري ‪ ،‬اإلما ُم‬
‫الحد أيها‬‫بالرسائل ‪ ،‬ألهذا ِّ‬ ‫ِ‬ ‫يتحادثون‬
‫َ‬
‫سيط َر ْت هذ ِه األجه ز ُة‬ ‫المسلمون ‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫أصبح‬
‫َ‬ ‫وسلوك أبنائِناَ ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫على سلوكِنا‬
‫اعات‬
‫ِ‬ ‫ُد منا يتكل ُم بالس‬ ‫الواح‬
‫أي‬ ‫يحس َب َّ‬ ‫أن ِ‬ ‫دون ْ‬ ‫المتواص ل ِة ‪َ ،‬‬
‫حساب لصح ِت ِه ولمالِ ِه ولمن عن َد ُه من‬ ‫ٍ‬
‫دخل أح ُد ُكم على‬ ‫وربَّما َ‬ ‫الجالسين ‪ُ ،‬‬
‫َ‬
‫عبدهللا بن فهد الواكد‬ ‫‪ 12‬ذو القعدة ‪1433‬‬ ‫‪9‬‬
‫الهواتف المحمولة – الجواالت‬ ‫جامع الواكد بحائل‬

‫دائر ٍة حكومي ٍة أو شرك ٍة خدماتي ٍة ‪،‬‬


‫ون‬
‫رحب ب ِه الموظف َ‬ ‫أن يُ َ‬ ‫ِن ْ‬ ‫ال م ْ‬‫فبد ً‬
‫دخل على‬ ‫ُ‬ ‫وينجزوا ل ُه عملَ ُه ‪ ،‬ت‬
‫آخر‬
‫عالم َ‬‫وه ْم في ٍ‬ ‫هداه ُم اهللُ ُ‬
‫بعض ِهم ُ‬ ‫ِ‬
‫وارع‬
‫ُ‬ ‫الجواالت ‪ ،‬وأما الش‬
‫ِ‬ ‫مع هذه‬ ‫َ‬
‫أكثر نفيرًا فقلَّماَ ُّ‬
‫تمر‬ ‫والطرقات فهي ُ‬‫ُ‬
‫بجانب سيار ٍة إال وصاحبُها منهم ٌك‬ ‫ِ‬
‫مع جوالِ ِه ‪ ،‬إما يق رأُ أو ُ‬
‫يكتب أو‬
‫يسير في الطري ِق ‪ ،‬وفي‬ ‫يتحدث ‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫يارات ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وبين الس‬
‫اس ‪َ ،‬‬ ‫وسط الن ِ‬ ‫ِ‬
‫وربما م َع ُه أس رتُ ُه وأبن ا ُؤ ُه وهو‬
‫ٌ‬
‫غول‬ ‫ديث أو مش‬ ‫ِ‬ ‫منهم ٌك بالح‬
‫ٌ‬
‫عظيمة‬ ‫ٌ‬
‫مشكلة‬ ‫بغيرها ‪،‬‬
‫بالرسائل أو ِ‬
‫ِ‬
‫المسلمون ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫جسيمة ‪ ،‬أيها‬ ‫ٌ‬
‫ومعضلة‬ ‫‪،‬‬
‫عبدهللا بن فهد الواكد‬ ‫‪ 12‬ذو القعدة ‪1433‬‬ ‫‪10‬‬
‫الهواتف المحمولة – الجواالت‬ ‫جامع الواكد بحائل‬

‫أسباب حف ِظ النعم ِة ‪ ،‬هو‬ ‫ِ‬ ‫إن م ْ‬


‫ِن‬ ‫َّ‬
‫محيط‬
‫ِ‬ ‫وتقنين استخدامِها في‬ ‫ُ‬ ‫تقنينُها ‪،‬‬
‫النار ال تي‬ ‫َ‬ ‫الفائد ِة المحض ِة ‪ ،‬أرأيتُ ُم‬
‫نعمة أم ٌ‬
‫نقمة ؟‬ ‫في ُب ُيو ِت ُكم ‪ ،‬هل هي ٌ‬
‫نعمة عظيم ٌة من ِن َع ِم اهللِ‬ ‫بل ٌ‬ ‫ال واهللِ ْ‬
‫ار‬‫قال اهللُ تعالى فيها ( أف رأيتُم الن َ‬
‫بيت من‬ ‫التي تورون ) وال يخل وا ٌ‬
‫رج ْت عن‬ ‫إن خ َ‬ ‫ار لكنَّها ْ‬
‫موق ٍد للن ِ‬
‫المقنن ‪ ،‬س ببت‬ ‫ِ‬ ‫محيط اس تخدامِها‬ ‫ِ‬
‫األنفس‬
‫َ‬ ‫الحرائق العظيم َة ‪ ،‬فأزهقت‬ ‫َ‬
‫أن‬‫أل اهللَ ْ‬ ‫ات ‪ ،‬نس ُ‬ ‫وأتلفت الممتلك ِ‬
‫َ‬
‫ارك‬ ‫يحفظناَ وإياكم من ُك ِّل سو ٍء ‪ ،‬ب‬ ‫َ‬
‫العظيم ‪....‬‬‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اهللُ لي ولكم في‬
‫عبدهللا بن فهد الواكد‬ ‫‪ 12‬ذو القعدة ‪1433‬‬ ‫‪11‬‬
‫الهواتف المحمولة – الجواالت‬ ‫جامع الواكد بحائل‬

‫الخطبة الثانية‬
‫لمون ‪:‬‬
‫َ‬ ‫وال أيها المس‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الهاتف الج‬
‫آرب‬
‫َ‬ ‫اس لم‬
‫يتوسل بها الن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫وسيلة‬
‫فيجب‬
‫ُ‬ ‫وليس غاي ًة بعينِه ‪،‬‬ ‫أخرى ‪َ ،‬‬
‫إقتصار اس تخدا ِم ِه على‬
‫ُ‬ ‫الناس‬
‫على ِ‬
‫الحاجات المهم ِة والملح ِة ‪ْ ،‬‬
‫وأن يتقي‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫وفيمن‬ ‫أنفس ِهم‬‫ائقون في ِ‬ ‫َ‬ ‫اهللَ الس‬
‫رائحين ْ‬
‫وأن‬ ‫َ‬ ‫الغادين وال‬
‫َ‬ ‫حولَهم من‬
‫عبدهللا بن فهد الواكد‬ ‫‪ 12‬ذو القعدة ‪1433‬‬ ‫‪12‬‬
‫الهواتف المحمولة – الجواالت‬ ‫جامع الواكد بحائل‬

‫يتركوا اس تخدا َم ُه أثن ا َء القي اد ِة‬


‫األماكن المزدحم ِة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وخصوصًا في‬
‫كثير من‬ ‫المرور في ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أن أنظم َة‬ ‫علمًا َّ‬
‫دول تمن ُع ذل َك ‪ْ ،‬‬
‫وأن ُي َعنِّ َز‬ ‫ِ‬ ‫ال‬
‫عبث ب ِه بي َن ُهم‬ ‫الجالسون على َم ْن ي ُ‬
‫َ‬
‫الس لها آدا ُبها ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ألن المج‬‫ويؤن ُبو ُه َّ‬
‫يطل َع‬ ‫أن َّ‬ ‫أس ْ‬‫ومع ذل َك ُكلِّه فال ب َ‬
‫اإلنسان على ما ير ُد من خاللِ ِه مِن‬ ‫ُ‬
‫ليس‬‫ولكن َ‬ ‫ار ‪ْ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫رسائل نافع ٍة وأخب‬ ‫َ‬
‫وه َو يقو ُد الس يار َة ‪،‬‬ ‫ال ُ‬ ‫الناس و َ‬
‫بين ِ‬ ‫َ‬
‫يجعل ل ُه أوقاتًا مخصص ًة في‬ ‫ُ‬ ‫إنما‬
‫أن يبتع َد‬ ‫المسلم ْ‬
‫ِ‬ ‫بي ِت ِه ولوح ِد ِه ‪ ،‬وعلى‬
‫ونحوها تنبيهًا‬ ‫ِ‬ ‫وضع الموس يقى‬ ‫ِ‬ ‫عن‬
‫يحرص المس ل ُم على‬ ‫َ‬ ‫لجوالِ ِه ‪ْ ،‬‬
‫وأن‬
‫عبدهللا بن فهد الواكد‬ ‫‪ 12‬ذو القعدة ‪1433‬‬ ‫‪13‬‬
‫الهواتف المحمولة – الجواالت‬ ‫جامع الواكد بحائل‬

‫قفل جوالِ ِه عن َد دخولِ ِه المسج ِد وم َع‬ ‫ِ‬


‫رج من‬ ‫وض ِع ِه لحذا ِئ ِه ‪ ،‬ف إذا خ َ‬ ‫ْ‬
‫ألن‬ ‫فتح ُه مع ِ‬
‫لبس ِه لحذا ِئ ِه ‪َّ ،‬‬ ‫الصال ِة َ‬
‫وات‬
‫ِ‬ ‫أذ ْو َن من أص‬ ‫لين يت َّ‬
‫المص َ‬
‫الجواالت ‪ ،‬بل وتس لُ ُب الخش َ‬
‫وع‬ ‫ِ‬
‫المصلين ‪ ،‬فال‬
‫َ‬ ‫قلوب‬
‫ِ‬ ‫والطمأنين َة من‬
‫بارك اهللُ في َك س ببًا في قت ِل‬ ‫َت ُك ْن َ‬
‫السلوك الحس ِن وال‬
‫ِ‬ ‫وهدم‬
‫ِ‬ ‫الفضائل‬
‫ِ‬
‫اق‬
‫اس وإلح ِ‬ ‫تكن سببًا في إيذا ِء الن ِ‬
‫وال ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بسبب ه ذا الج‬ ‫ِ‬ ‫الضرر ِبهم‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫المتعال ‪ ،‬صلوا‬ ‫الكبير‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وإياك‬ ‫َ‬
‫حفظناَ‬
‫وسلموا على محمد‬

You might also like