Professional Documents
Culture Documents
Training 9 Chapter 15 Ar
Training 9 Chapter 15 Ar
Training 9 Chapter 15 Ar
ﺃﺴﺌﻠﺔ
ﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺭﺃﻴﻜﻡ ﺍﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ﻭﻤﺸﺎﻜﻠﻬﻡ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺘﻬﻡ؟ •
ﻤﺎ ﻫﻭ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭ/ﺃﻭ ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﻜﻡ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ؟ ﻴﺭﺠﻰ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺃﻤﺜﻠﺔ •
ﻤﺜل ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻌﺭﻀﻭﺍ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﺃﻭ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﻴﻥ؟
ﻫل ﻴﻭﺍﺠﻪ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺃﻴﺔ ﻤﺸﺎﻜل ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻤﺎﺭﺴﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺎﺘﻜﻡ •
ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ؟
ﻭﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﻭﻤﺎﺫﺍ ﻴﺠﺭﻯ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻪ ﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ؟ •
ﻫل ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﻀﻌﻴﻔﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﻜﻡ ﻤﺜل ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻁﻔﺎل •
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻌﺭﻀﻭﺍ ﻟﻬﺫﻩ ﻟﻼﻋﺘﺩﺍﺀ؟
ﻭﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎﺫﺍ ﻴﺠﺭﻯ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻪ ﻟﺤﻤﺎﻴﺘﻬﻡ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺒﻠﻐﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﺴﻡ ﻤﺭﺘﻜﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ؟ •
٦٧٥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺃﺴﺌﻠﺔ )ﺘﺎﺒﻊ(
ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ،ﺇﻥ ﻭﺠﺩﺕ ،ﺍﻟﻤﺘﺨﺫﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﻤﻠﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻭﺩ •
ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻤﺜل ﺍﻟﻤﺨﺒﺭﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺩ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻟﻠﺨﻁﺭ ﺒﻌﺩ ﺸﻬﺎﺩﺘﻬﻡ؟
ﻤﺎ ﻫﻭ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭ/ﺃﻭ ﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﻜﻡ ﻟﻠﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ •
ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ،ﺒﻴﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ؟
-ﺍﻟﻤﺤﺘﺠﺯﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻥ ﺍﺤﺘﺠﺎﺯﻫﻡ ﺘﻌﺴﻔﻴﺎ؛
-ﺍﻟﻤﺤﺘﺠﺯﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺨﻀﻌﻭﻥ ﻟﺴﻭﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻭﻤﻨﻬﻡ ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻁﻔﺎل؛
-ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺯ ﺍﻻﻨﻔﺭﺍﺩﻱ؛
-ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺃﻭ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻌﻭﻟﻭﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻻﺨﺘﻁﺎﻑ ﻭﺍﻟﻘﺘل ﺒﺩﻭﻥ ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ؛
-ﻤﺭﺘﻜﺒﻭ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﺘﻤﺘﻌﻭﺍ ﺒﺎﻟﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻺﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ؛
-ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻁﻔﺎل ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻌﺭﻀﻭﺍ ﻟﻼﻋﺘﺩﺍﺀ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺯﻟﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ
ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ؛
-ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﻌﺭﻀﻭﻥ ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻩ
ﻤﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ؛
ﻫل ﻴﻭﺍﺠﻪ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻴﺔ ﻤﺸﺎﻜل ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻤﺎﺭﺴﻭﻥ ﻓﻴﻪ •
ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺎﺘﻜﻡ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ؟
ﻭﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﻭﻤﺎﺫﺍ ﻴﺠﺭﻯ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻪ ﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ؟ •
ﻫل ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﻀﻌﻴﻔﺔ ﺒﻭﺠﻪ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﻜﻡ؟ •
ﻭﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﻭﻤﺎ ﻫﻲ ﻤﺸﺎﻜﻠﻬﻡ ﻭﻤﺎﺫﺍ ﻴﺠﺭﻯ ﻋﻤﻠﻪ ﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺘﻬﻡ؟ •
ﻜﻴﻑ ﺘﻨﻅﺭﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺭﻜﻡ ﻜﻘﻀﺎﺓ ﻭ/ﺃﻭ ﻤﺩﻋﻴﻥ ﻋﺎﻤﻴﻥ ﻭ/ﺃﻭ ﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﻜﻔﺎﻟﺔ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ •
ﻭﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ؟
ﻤﺎ ﻫﻲ ﺁﺭﺍﺅﻜﻡ ﺒﺸﺄﻥ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﻔﻭ ﺃﻭ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻨﻰ ﻋﺩﻡ ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﻤﺭﺘﻜﺒﻲ •
ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻥ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ؟
٦٧٦ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻤﻘﺩﻤﺔ .١
ﻴﻌﺎﻟﺞ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻗﻀﻴﺘﻴﻥ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻋﻥ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻭﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﺘﺘﺼﻼﻥ ﺃﻴﻀـﺎ
ﺍﺘﺼﺎﻻ ﻭﺍﻀﺤﺎ ،ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻴـﺔ ﻭﺍﻹﻨﺼـﺎﻑ ﻟﻀـﺤﺎﻴﺎ
ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ .ﻭﻋﻤﻭﻤﺎ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺎﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴـﺔ ﺃﺸـﺨﺎﺹ ﺒﺼـﻔﺘﻬﻡ
ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻀﺩ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﻻ ﺘﺘﺤﻤل ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ،ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ،ﺃﻱ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺴـﻠﻭﻙ
ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻨﻁﻭﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ .ﺃﻤﺎ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻜل ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﺘﺭﺘﻜﺒﻬـﺎ
ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺃﻭ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﻨﻴﺎﺒﺔ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻤﺜل ﻤﺎ ﻴﺼﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤـﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤـﺎﻜﻡ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﺃﻭ ﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻰ ﺇﻨﻔﺎﺫ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ .ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ،ﻜﻤﺎ ﺴﻴﺘﻀـﺢ
ﺃﺩﻨﺎﻩ ،ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻋﻥ ﺃﻓﻌﺎل ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺒﺼﻔﺘﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ .ﻭﻗﺩ ﺘﺸﻜل ﻫـﺫﻩ ﺍﻷﻓﻌـﺎل
ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻸﺸﺨﺎﺹ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴـﺎﻥ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ ﻭ/ﺃﻭ ﺒﻤﻭﺠـﺏ
ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ .ﻭﻟﻜﻥ ﻻ ﻤﺠﺎل ﻹﻨﻜﺎﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒـﻴﻥ ﻀـﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٦٧٧
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻗﺩ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻭﺍﻀﺤﺎ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﻤﺜل ﻨﻘﻁﺔ ﺍﻨﻁﻼﻕ ﻤﻨﺎﺴـﺒﺔ
ﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺎﻟﺠﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل.
ﻭﺒﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﻀﻴﺢ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﺃﻻ ﻴﻐﻴﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺎل ﻁﻭﺍل ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺃﻥ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ
ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴﺸﺘﺭﻜﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻤﺎ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺕ ﻭﺍﻻﺤﺘﻴﺎﺠـﺎﺕ ،ﻤﺜـل ﺍﺤﺘﻤـﺎل
ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﻋﺎﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﺴـﺎﺭﺓ
ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭ/ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ .ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﻌﺎﻟﺠﻬﺎ ﺃﺩﻨﺎﻩ
ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﺼل ﺒﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﻴﻌﺯﺯ ﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻵﺨﺭ ﻜﻠﻤﺎ ﺘﻌـﻴﻥ
ﻭﻀﻊ ﺘﻘﻴﻴﻡ ﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ.
ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﻜﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻴﻼﺤﻅ ﺃﻨﻪ ﻴﺴﺘﺤﻴل ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﺩﻭﺩ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺒﻴﺎﻥ ﻭﺘﺤﻠﻴل ﺸـﺎﻤﻠﻴﻥ
ﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻠﻀﺤﺎﻴﺎ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟـﻙ ﻭﻀـﻊ ﺒـﺭﺍﻤﺞ
ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻀﺤﺎﻴﺎ .ﻭﻤﻊ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺘـﻡ ﺍﻟﻘﻴـﺎﻡ
ﺒﺄﺒﺤﺎﺙ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺴﺎﻋﺩ ﻭﺘﺤﻔﺯ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﻴﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﻴﻥ ﻭﺍﻷﺨﺼﺎﺌﻴﻴﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻴﻴﻥ ﻭﻏﻴـﺭﻫﻡ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﻁﺎﻟﺏ ﺒﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻠﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺜﺎﺭ
ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻸﻓﻌﺎل ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ .ﻭﻟﻼﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻤﻘﺘﺭﺤﺔ ﺒﺎﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺒﺸﺄﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﻨﺸـﻭﺭ
ﺭﻗﻡ .١
*****
ﻴﻌﺎﻟﺞ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ .ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓـﺈﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻜﻤﺎ ﺴﻴﺘﺒﻴﻥ ﻻ ﻴﻨﻅﻡ ﺒﺎﻟﺘﻔﺼﻴل ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴـﺔ
ﺭﻏﻡ ﺒﺫل ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﻤﺤﻨﺔ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻗﺩﺭ ﻜـﺎﻑ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻭﺍﻟﻌﻭﻥ ﻟﻬﺅﻻﺀ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ .ﻭﺴﻭﻑ ﻴﺴﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤـﺔ ﻓﻌـﻼ ﺒﺄﻤـل
ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﻔﺯ ﻋﻠﻰ ﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺍﺠﻪ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﻤـﻊ ﺍﻟﻌﻠـﻡ ﺒـﺄﻥ ﺍﻟﻐـﺭﺽ
ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻫﻭ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﻴﻥ ﻷﻫﻤﻴﺔ ﺇﻴﻼﺀ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﻟﻤﺸﺎﻋﺭﻫﻡ ﻭﺍﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺘﻬﻡ ﻭﻤﺼـﺎﻟﺤﻬﻡ
ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ.
ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺸﺎﺭ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻻ ﺘﺸﻤل ﻓﻘﻁ ﺍﻟﺠـﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴـﺔ
ﺒﺸﻜل ﺨﺎﺹ ﻤﺜل ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻘﺘل ﻭﺍﻻﺘﺠﺎﺭ ﻭﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻭﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴـﺭﻗﺔ
ﻭﺴﺭﻗﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﻭﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﺸﻤل ﺃﻴﻀﺎ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺘﺸـﻤل
ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻨﺴﺒﻴﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻹﻟﻜﺘﺭﻭﻨﻴﺔ ١.ﻭﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺃﻥ
ﻨﻌﺎﻟﺞ ﺒﺎﻟﺘﻔﺼﻴل ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﺃﻭ ﻗﺩ ﺘﻘﻭﻡ ﻟﺩﻯ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﺼـل
ﺴﻴﻘﺘﺼﺭ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻟﺠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺸﺎﻜل ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻋﺎﻤﺔ ﻨﺴﺒﻴﺎ.
ﻭﻴﻨﻅﺭ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺩﻭل
ﻟﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﻥ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ .ﻭﻓﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﺘﻭﺠﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ
ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ ﻨﺴﺒﻴﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺯﺍﺩﺕ ﻭﻀﻭﺤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴـﻭﺍﺒﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴـﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴـﺭﺓ
ﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺭﺼﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ .ﻭﺴﻴﺤﻠل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻭﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ﻟﻠـﺩﻭل ﻟﻜـﻲ ﺘﻜﻔـل
ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﻨﻊ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺘﻭﻓﻴﺭ ﺴﺒل ﺇﻨﺼـﺎﻑ
ﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻻﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻷﻱ ﺸﺨﺹ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﻫـﺫﻩ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜـﺎﺕ ﻭﻤﻼﺤﻘﺘﻬـﺎ
ﻟ ﻼﻁ ﻼﻉ ﻋ ﻠﻰ ﻤ ﻌﺎﻫﺩﺓ ﺩﻭ ﻟ ﻴﺔ ﺒ ﺸﺄﻥ ﻫﺫﻩ ﺍ ﻟﻤ ﺴﺄ ﻟﺔ ﺍ ﻨﻅﺭ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺒﺭﺍﻨﻴﺔ )ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ (١٨٥ ،ﺍﻟﻤﻭﻗﻌﺔ ﻓﻲ
ﺒﻭﺩﺍﺒﺴﺕ ﻓﻲ ٢٣ﺘﺸﺭﻴﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ/ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ .٢٠٠١ﻭﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻤﻔﺘﻭﺤﺔ ﻟﻠﺘﻭﻗﻴﻊ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﺠﻠﺱ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﻭﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺩﻭل ﻏﻴﺭ
ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺸﺎﺭﻜﺕ ﻓﻲ ﺼﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﻤﻔﺘﻭﺤﺔ ﻻﻨﻀﻤﺎﻡ ﺍﻟﺩﻭل ﻏﻴﺭ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻷﺨﺭﻯ .ﻭﺘﺘﻁﻠﺏ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺨﻤﺱ ﺘﺼﺩﻴﻘﺎﺕ ﺘﺸﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﺜﻼﺙ
ﺩﻭل ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﺠﻠﺱ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﻟﻜﻲ ﺘﺩﺨل ﺤﻴﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ .ﻭﺤﺘﻰ ٢٣ﺤﺯﻴﺭﺍﻥ/ﻴﻭﻨﻴﻪ ٢٠٠٢ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻟﺒﺎﻨﻴﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺼﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ؛
ﺍﻨﻅﺭ .http://conventions.coe.int
٦٧٨ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﻟﻠﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ .ﻭﻴﻨﺎﻗﺵ ﺍﻟﻔﺼل ﺃﻴﻀﺎ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ
ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ .ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﻴﻌﺭﺽ ﺍﻟﻔﺼل ﺘﻭﺼﻴﺎﺕ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻬﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴـﺔ
ﻭﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻴﻨﺘﻬﻲ ﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﺍﻟﺨﺘﺎﻤﻴﺔ.
ﻭﻴﻀﻊ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﻟﻔﻜﺭﺓ ﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺇﺴﺎﺀﺓ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻭﻴﺤﺩﺩ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻀـﺤﺎﻴﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ .ﻭﺴﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﻌـﺎﻟﺞ
ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺇﺴﺎﺀﺓ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻉ ٣ﺃﺩﻨﺎﻩ.
ﻭﻜﻤﺎ ﺃﺸﻴﺭ ﻓﻲ ﺩﻟﻴل ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﻴﻥ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﻼﻥ "ﺘﻨﻁﺒﻕ ﺩﻭﻥ ﺘﻤﻴﻴـﺯ
ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﻜل ﺍﻟﻨﻅﻡ ﻜﻤﺎ ﺘﻨﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ" ٥.ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ
ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻨﻬﺎ "ﺘﻔﺭﺽ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺎﺕ ﻤﻨﺎﻅﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻥ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﻜﺎﻻﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺼل ﺒﺎﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﻴﻥ ﺍﻷﻓـﺭﺍﺩ" ٦.ﻭﺘﻌﻠـﻥ ﺍﻟﻔﻘـﺭﺓ ٣ﻤـﻥ
ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﺃﻥ:
"ﺘﻨﻁﺒﻕ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺒﺩﻭﻥ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﻤﻥ ﺃﻱ ﻨﻭﻉ ﻤﺜل ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ
ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟـﺭﺃﻱ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻭﻟـﺩ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻷﺴﺭﻯ ﺃﻭ ﺍﻷﺼل ﺍﻻﺜﻨﻰ ﺃﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺱ".
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻤﻤﺎ ﻴﺜﻴﺭ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﻥ ﻴﻼﺤﻅ ﺃﻨﻪ ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ
ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ١٥ﺘﺸﺭﻴﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ/ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ،٢٠٠٠ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺴﺎﺭﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﻓﻲ ٢٤ﺤﺯﻴﺭﺍﻥ/ﻴﻭﻨﻴﻪ ٢٠٠٢ﻓﺈﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺃﺤﻜﺎﻤﺎ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢٥ﻓﻲ ﺼـﺩﺩ
٢ﺍﻨﻅﺭ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،E/CN.15/1997/16ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﻭﺘﻁﺒﻴﻕ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺇﺴﺎﺀﺓ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ،
ﻤﺫﻜﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١
٣ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،A/CONF.144/20ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ،ﺩﻟﻴل ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﻴﻥ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺇﺴﺎﺀﺓ
ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ )ﻭﻴﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺒﺎﺴﻡ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،A/CONF.144/20ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ،ﺩﻟﻴل ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﻴﻥ(.
٤
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ .A/CONF.144/20
٥
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،A/CONF.144/20ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ،ﺩﻟﻴل ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﻴﻥ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٣ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١
٦
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٣ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٢
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٦٧٩
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
"ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻭﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ" .ﻭﺘﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٦ﻤﻥ ﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل ﻤﻨﻊ ﻭﻗﻤﻊ ﺍﻻﺘﺠﺎﺭ ﺒﺎﻷﺸـﺨﺎﺹ ﻭﺨﺎﺼـﺔ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻁﻔﺎل ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺍﻟﻤﻠﺤﻕ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ،ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺃﻜﺜﺭ ﺘﻔﺼﻴﻼ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ "ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻭﺤﻤﺎﻴـﺔ
ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻻﺘﺠﺎﺭ ﺒﺎﻷﺸﺨﺎﺹ" .ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻨﺹ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺭ ﺭﻗﻡ .٢ﻭﻟﻜـﻥ ﻨﻅـﺭﺍ
ﻷﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻡ ﺘﺤﺼل ﺤﺘﻰ ٢٤ﺤﺯﻴﺭﺍﻥ/ﻴﻭﻨﻴﻪ ٢٠٠٢ﺇﻻ ﻋﻠﻰ
١٥ﺘﺼﺩﻴﻘﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺼﺩﻴﻘﺎﺕ ﺍﻷﺭﺒﻌﻴﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻟﻜﻲ ﺘﺩﺨل ﺤﻴﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻓﻠﻥ ﺘﻨﺎﻗﺵ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل .ﻭﺤﺘﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻨﻔﺴﻪ ﻜﺎﻨﺕ ١٢ﺩﻭﻟﺔ ﻗﺩ ﺼﺩﻗﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل.
٢-١-٢ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺃﺒﺭﻤﺕ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﺠﻠﺱ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﻓﻲ ﻋـﺎﻡ ١٩٨٣ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴـﺔ
ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺨﻠﺕ ﺤﻴﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻓﻲ ١ﺸﺒﺎﻁ/ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ .١٩٨٨ﻭﺤﺘـﻰ
٢٣ﺤﺯﻴﺭﺍﻥ /ﻴﻭﻨﻴﻪ ٢٠٠٢ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻗﺩ ﺤﺼﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻤﺠﻤﻭﻋﻪ ١٥ﺘﺼﺩﻴﻘﺎ ﻭﺍﻨﻀﻤﺎﻤﺎ ٧.ﻭﻗﺩ
ﺘﻤﺕ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﺘﺯﺍﻴﺩ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺒﺄﻥ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ "ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺭﻤﻴﻥ .ﻭﺘﺸﻤل ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴـﺎﻋﺩﺓ
ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺘﺨﻔﻴﻑ ﺍﻷﻟﻡ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﺠﺒﺭ ﻟﻠﻀﺤﺎﻴﺎ ﻋﻥ ﺇﺼﺎﺒﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺠﺴﺩﻴﺔ ٨".ﻭﺍﻋﺘﺒﺭ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺃﻴﻀﺎ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل "ﻜﺒﺢ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻨﺎﺠﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺘﺴﻬﻴل ﺘﻁﺒﻴﻕ
٩
ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺭﺸﻴﺩﺓ ﻭﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ".
ﻭﻤﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻭﻀﻊ ﻤﺨﻁﻁ ﻟﻠﺘﻌﻭﻴﺽ ﻴﺴـﻤﺢ ﻟﻠـﺩﻭل ﺒـﺎﻟﺘﺤﺭﻙ
ﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻴﻌﻭﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﺩﺭ ﺤﺼﻭﻟﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻻ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠـﻰ
ﻤﺭﺘﻜﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﺨﺘﻔﺎﺌﻪ ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺏ ﻋﺩﻡ ﺘﻭﻓﺭ ﺍﻹﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺕ ١٠.ﻭﻜﺎﻥ ﺃﺤﺩ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻫﻭ
١١
ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﻨﻘﻠﻭﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﺠﻠﺱ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ.
ﻭﻴﺘﻌﻴﻥ ﺃﻥ ﺘﻅل ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻤﺠﻠﺱ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ "ﻋﻠﻰ ﻋﻠـﻡ
ﺒﻜل ﻤﺎ ﻴﺘﺼل ﺒﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ" ﻭﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺃﻥ ﺘﺤﻴل ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻤﺠﻠﺱ ﺃﻭﺭﻭﺒـﺎ
"ﺃﻴﺔ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺼﻠﺔ ﻋﻥ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻐﻁﻴﻬـﺎ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴـﺔ"
)ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ .(١٣
ﻭﻟﻼﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺘﻔﺎﺼﻴل ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻌﻬﺎ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ
ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻘﺴﻤﻴﻥ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﻴﻥ ٢-٢ﻭ ٣-٤-٢ﺃﺩﻨﺎﻩ.
ﻭﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺔ ﺭﻗﻡ ﺕ ) ١١ (٨٥ﺒﺸﺄﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻓـﻲ ﺇﻁـﺎﺭ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨـﺎﺌﻲ
ﻭﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ،ﻗﺎﻤﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﺯﺍﺭﻴﺔ ﻟﻤﺠﻠﺱ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺒﺘﻭﺴﻴﻊ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺩ ﻴﻌﺎﻨﻭﻥ ﻤﻥ ﻀﺭﺭ ﺠﺴﺩﻱ ﻭﻨﻔﺴﻲ ﻭﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻴﺘﻌﻴﻥ ﺃﻥ ﺘﺅﺨﺫ ﺍﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺘﻬﻡ "ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒـﺎﺭ
ﺒﻘﺩﺭ ﺃﻜﺒﺭ ﻁﻭﺍل ﻤﺭﺍﺤل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ" ١٢.ﻭﺘﻌﻠﻥ ﺩﻴﺒﺎﺠﺔ ﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﺸﻐﻴل ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ
"ﻴﻨﺤﻭ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻻ ﺘﻘﻠﻴل ﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ" ﻭﺃﻨﻪ "ﻴﺠـﺏ ﺃﻥ ﺘﻜـﻭﻥ ﺇﺤـﺩﻯ ﺍﻟﻭﻅـﺎﺌﻑ
٧
ﺍﻨﻅﺭ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﺭﻗﻡ ،١١٦ﻓﻲ ﻤﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ .http://conventions.coe.int
٨ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻱ ﻋﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﺒﺸﺄﻥ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ،
) http://conventions.coe.int/treaty/en/Reports/Html/116.htmﻤﻭﻗﻊ ﻤﺠﻠﺱ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﻓﻲ ﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻭﻴﺏ( ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ) ١ﻭﻴﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ
ﺒﻌﺩ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻱ( .ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻱ ﻻ "ﻴﺸﻜل ﺼﻜﺎ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭﺍ ﻤﻌﺘﻤﺩﺍ ﻟﻼﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺭﻏﻡ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻴﺴﻬل ﺒﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ
ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ" ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٢
٩
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٣ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٧
١٠
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١
١١
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣
١٢
ﺍﻟﻔﻘﺭﺘﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻴﺒﺎﺠﺔ.
٦٨٠ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﺎﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻭﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ" ﻭﺃﻨﻪ "ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﺃﻴﻀﺎ ﺘﻌﺯﻴﺯ
ﺜﻘﺔ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻭﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﺸﺎﻫﺩ ١٣".ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟـﻰ
ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ "ﻻ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﻌﺎﺭﺽ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﻊ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨـﺎﺌﻲ
ﻭﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ،ﻤﺜل ﺘﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺄﻫﻴل ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﺒل ﺇﻨﻬﺎ ﻗـﺩ ﺘﺴـﺎﻋﺩ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴـﺔ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻤﺼـﺎﻟﺤﺔ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻀـﺤﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺠﺭﻡ" ١٤.ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﺠﻠﺱ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺃﻥ "ﺘﺴﺘﻌﺭﺽ ﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺘﻬﺎ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴـﺎﺘﻬﺎ"
ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺨﻁﻭﻁ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻬﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺼل ﺒﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ
ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ
ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ
ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺨﺼﻭﺼﻴﺔ
ﻤﺨﻁﻁﺎﺕ ﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ
ﺍﻷﺒﺤﺎﺙ
ﻭﺴﻴﺘﻡ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﺤـل ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟـﺔ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻤﻼﺌﻡ ﺃﺩﻨﺎﻩ .ﻭﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻥ ﻴﻨﺎﻗﺵ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻭﺘﺸـﺠﻴﻊ ﻤﻭﺍﺼـﻠﺔ
ﺍﻷﺒﺤﺎﺙ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل .ﻭﻟﻜﻥ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﻭﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ،ﺨﺎﺼـﺔ ﻓـﻲ
ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻷﻗل ﻨﺴﺒﻴﺎ ،ﺃﻥ ﺘﻤﺜل ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺠﺫﺍﺒﺔ ﻟﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻏﻴـﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ.
ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﻭﻋﻴﻭﺏ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﻤﺨﻁﻁﺎﺕ ﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﻨﻁﻭﻱ ﻋﻠـﻰ
ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺍﻷﺒﻌﺎﺩ ﺘﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل.
٢-٢ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ
ﺘﻘﻭل ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ ﻭﺇﺴـﺎﺀﺓ
ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺇﻨﻪ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻤﺼﻁﻠﺢ "ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ"
"ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﺼﻴﺒﻭﺍ ﺒﻀﺭﺭ ﻓﺭﺩﻴﺎ ﺃﻭ ﺠﻤﺎﻋﻴﺎ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﺎﺓ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ ﺒﺩﺭﺠﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺘـﻊ ﺒﺤﻘـﻭﻗﻬﻡ
ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ،ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺃﻓﻌﺎل ﺃﻭ ﺤﺎﻻﺕ ﺇﻫﻤﺎل ﺘﺸﻜل ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻓـﺫﺓ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺭﻡ ﺍﻹﺴﺎﺀﺓ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ".
ﻭﻴﺸﻤل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻓﺌﺎﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺎﻨﻰ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻷﺸـﺨﺎﺹ ﻨﺘﻴﺠـﺔ ﺍﻟﺴـﻠﻭﻙ
ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ ،ﻭﺘﺘﺭﺍﻭﺡ ﻤﻥ ﺍﻹﺼﺎﺒﺔ ﺍﻟﺠﺴﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻩ ﻤـﻥ ﺃﺸـﻜﺎل ﺍﻟﻀـﺭﺭ
١٣
ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻴﺒﺎﺠﺔ.
١٤
ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻴﺒﺎﺠﺔ.
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٦٨١
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺒﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻤﺎ ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻹﺼﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺴﻠﻭﻙ ﺇﻴﺠﺎﺒﻲ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ
ﺒﻔﻌل.
ﻭﺍﻟﻤﻬﻡ ﺃﻥ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ ،ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ٢ﻤﻥ ﺍﻹﻋﻼﻥ ،ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻀـﺤﻴﺔ "ﺒﺼـﺭﻑ
ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺭﺘﻜﺏ ﺍﻟﻔﻌل ﻗﺩ ﻋﺭﻑ ﺃﻭ ﻗﺒﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﻗﹸﺩﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺃﻭ ﺃﺩﻴﻥ ،ﻭﺒﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ
ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻷﺴﺭﻴﺔ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ" .ﻭﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ:
"ﻴﺸﻤل ﻤﺼﻁﻠﺢ ’ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ‘ ﺃﻴﻀﺎ ،ﺤﺴﺏ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎﺀ ،ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﺍﻷﺼـﻠﻲ ﺃﻭ
ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻌﻭﻟﻬﻡ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻭﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﺼﻴﺒﻭﺍ ﺒﻀﺭﺭ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ
ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻓﻲ ﻤﺤﻨﺘﻬﻡ ﺃﻭ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻹﻴﺫﺍﺀ".
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ،ﻭﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﻔﺭﻋﻲ ١-١-٢ﺃﻋﻼﻩ ﻓﺈﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺘﻨﻁﺒﻕ ،ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ،٣ﻭﺘﻤﺸﻴﺎ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻤﻊ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺤﻅﺭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺎﻟﺠﻪ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻋﺸﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻟﻴل ،ﺩﻭﻥ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﻤﻥ ﺃﻱ ﻨﻭﻉ ﻟﻸﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓـﻲ ﺍﻟﻔﻘـﺭﺓ ﺃﻭ ﻷﺴـﺒﺎﺏ
ﺃﺨﺭﻯ.
*****
ﻭﻻ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔـﺔ ﺘﻌﺭﻴﻔـﺎ ﺼـﺭﻴﺤﺎ ﻟﻤﻔﻬـﻭﻡ
"ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ" ﻭﻜﻤﺎ ﻴﺘﻀﺢ ﻤﻥ ﻋﻨﻭﺍﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺇﻁﺎﺭﻫﺎ ﻤﺤﺩﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻤﺎ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﻠـﺯﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ
ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺇﻻ ﻋﻨﺩﻤﺎ "ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﻭﻓﺭ ﺒﺎﻟﻜﺎﻤل ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺃﺨـﺭﻯ".
ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﺌﺘﻴﻥ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺘﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻫﻤﺎ ﻭﺤﺩﻫﻤﺎ ﺍﻟﻤﺅﻫﻠﺘﺎﻥ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ:
"ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺎﻨﻭﻥ ﻤﻥ ﺇﺼﺎﺒﺔ ﺠﺴﺩﻴﺔ ﺨﻁﻴﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻨﺘﻘﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻴﻌﺯﻯ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﺘﻌﻤﺩﺓ ﻤﻥ
ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻌﻨﻑ"
"ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻌﻭﻟﻬﻡ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻤﻭﺘﻭﻥ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ" – ﺍﻟﻔﻘﺭﺘﺎﻥ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺘﺎﻥ
)ﺃ( ﻭ)ﺏ( ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢
ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻴﻤﻜﻥ ﻷﻏﺭﺍﺽ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺼﻴﺏ ﺃﻭ ﻗﺘل ﻋﻨﺩ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻤﻨـﻊ
١٥
ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺃﻭ ﻋﻨﺩ "ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻓﻲ ﻤﻨﻊ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺃﻭ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺫﻨﺏ ﺃﻭ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ".
ﻭﻜﻤﺎ ﻴﺘﻀﺢ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﻻ ﺘﻨﺹ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺍﻟﺴـﻠﻭﻙ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤـﻲ
ﻋﻤﻭﻤﺎ ﻭﻟﻜﻥ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻭﺤﺩﻫﺎ ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺘﻭﺨﻰ ﺃﻱ ﻨﻭﻉ ﺁﺨـﺭ ﻤـﻥ ﺃﻨـﻭﺍﻉ ﺍﻟﻤﻌﻭﻨـﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻟﻸﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﻌﺭﻀﻭﻥ ﻟﻺﻴﺫﺍﺀ .ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻀﻴﻕ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﻭﻜﺄﻨﻪ ﻴﺤﺩ ﻤﻥ ﺃﺜـﺭ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺩﻋﻡ ﺒﻨﺎﺀ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﻫﻭ ﺩﻋﻡ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﺎﺡ ﻓﻲ ﻜل ﺃﺭﺠﺎﺀ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟـﺔ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ .ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺘﻭﺼﻴﺔ ﻋﺎﻡ ١٩٦٥ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﺯﺍﺭﻴﺔ ﺒﺸﺄﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻁـﺎﺭ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻭﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺘﻌﺘﻨﻕ ،ﺭﻏﻡ ﺃﻨﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﻠﺯﻤﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺎ ،ﻨﻬﺠﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﺸﻤﻭﻻ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻟﺠـﺔ
ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻭﺍﺠﻬﻬﺎ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻨﻬﺞ ﻴﻬﺘﻡ ﺒﺎﻟﻀﺤﻴﺔ ﻭﻴﻐﻁﻰ ﻜل ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴـﺔ
ﻤﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻭﻴﺭﺍﻋﻰ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ.
*****
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﺃﻥ ﻴﺩﺭﻙ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﻋﻠـﻰ ﻀـﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ ﻻ ﺘﻘﺘﺼـﺭ
ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺼﺎﺒﺔ ﺍﻟﺠﺴﺩﻴﺔ ﻭﻓﻘﺩ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺩ ﺘﺸﻤل ﺃﻴﻀﺎ "ﻀﻴﺎﻉ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻟﻠﺤﺼـﻭل ﻋﻠـﻰ
ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﺴﺘﺒﺩﺍل ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺍﻟﻤﻌﻁﻭﺒﺔ" ١٦.ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻗﺩ ﻴﻌﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ
١٥
ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻱ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٦ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٢٠
١٦
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،A/CONF.144/20ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ،ﺩﻟﻴل ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﻴﻥ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٣ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٥
٦٨٢ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻤﻥ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻟﺘﺼﺩﻴﻕ ،ﻭﻫﻭ ﺭﺩ ﻓﻌل ﻗﺩ ﺘﻌﻘﺒﻪ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺩﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺸﻭﻴﺵ ﺍﻟﺤﺴﻲ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ
ﺍﻟﺨﻭﻑ ﻭﺍﻟﻐﻀﺏ ١٧.ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻨﻪ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺒﺤﺙ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻋﻥ ﺴﺒﺏ ﻟﻠﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻗﺩ ﻴﺸﻌﺭﻭﻥ ﻫﻡ ﺒﺎﻟـﺫﻨﺏ
ﻋﻤﺎ ﺤﺩﺙ ١٨.ﻭﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻔﻌل ﻟﻠﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻤﻥ ﺸﺨﺹ ﻵﺨﺭ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻻ ﻴﻌﺎﻨﻭﻥ ﻤـﻥ
ﺁﺜﺎﺭ ﺨﻁﻴﺭﺓ ﺃﻭ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﺍﻷﺠل ﻓﺈﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺸﺨﺹ ،ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻴﺅﺩﻯ ﻋـﺩﻡ
ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺭ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻔﺎﻗﻡ ﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﻐﻀﺏ
ﻭﺍﻟﺨﻭﻑ ١٩.ﻭﻜﻤﺎ ﻴﻼﺤﻅ ﻓﻲ ﺩﻟﻴل ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﻴﻥ،
"ﻴﺘﻭﻗﻑ ﺤل ﺍﻟﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﺤﻼ ﺴﻠﻤﻴﺎ ﻭﻤﻨﻅﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻁﻑ ﻭﺍﻻﺤﺘـﺭﺍﻡ ﻟﻜﺭﺍﻤـﺔ
٢٠
ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﺘﻭﻗﻌﺎﺘﻬﻡ".
ﻭﻗﺩ ﻴﻘﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻜﻔﺎﻟﺔ ﺸﻌﻭﺭ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟـﺫﻴﻥ
ﺍﻨﺘﻬﻜﺕ ﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﺃﺨﺭﻯ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻗﺩ ﺘﺤﻘﻘﺕ .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺃﻻ ﻴﻐﻴﺏ ﻋـﻥ
ﺍﻟﺒﺎل ﺃﻨﻪ ﻟﻜﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺠﻨﺏ ﺍﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺇﺤﺒﺎﻁ ﺍﻵﻤﺎل ﻟﺩﻯ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺸﺨﺹ ﻴﻌﻤل ﻓﻲ
ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﺒﺩﻯ ﺍﻻﺤﺘﺭﺍﻡ ﻭﺍﻟﻔﻬﻡ ﻻﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺕ ﻭﺍﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﻭﻤﺼـﺎﻟﺢ ﺍﻟﻀـﺤﺎﻴﺎ .ﺇﺫ ﺃﻥ ﻋـﺩﻡ
٢١
ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻭﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﻗﺩ ﻴﺅﺩﻴﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﺩﺍﻉ ﺇﻟﻰ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺁﻻﻡ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻭﺨﻴﺒﺔ ﺃﻤﻠﻬﻡ.
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻜﻔﺎﻟﺔ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻟﻸﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻌـﺎﻨﻭﻥ ﻤـﻥ ﺍﻟﺸـﻌﻭﺭ
ﺒﺎﻹﻴﺫﺍﺀ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻭﺘﻌﺯﻴﺯ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ .ﻭﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ٥ﻤـﻥ ﺇﻋـﻼﻥ ﺍﻟﻤﺒـﺎﺩﺉ
ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺘﻤﻜﻴﻥ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ "ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻹﺠـﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺭﺴـﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴـﺭ
ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺠﻠﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﻭﺴﻬﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎل" .ﻭﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻨﻔﺴـﻪ ﻴﻨﺒﻐـﻲ "ﺘﻌﺭﻴـﻑ
ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺒﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ" .ﻭﻜﻤﺎ ﺴﻴﺘﻀﺢ ﺃﺩﻨﺎﻩ ﻴﺸﻜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﻓﻲ
ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺠﺎﻨﺒﺎ ﺠﻭﻫﺭﻴﺎ ﻤﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺎﺕ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺇﻨﻔﺎﺫ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺘﺠﺎﻩ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ.
١٧
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٣ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٦
١٨
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻨﻔﺴﻪ.
١٩
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٤ﺍﻟﻔﻘﺭﺘﺎﻥ ٧ﻭ ٨ﻭﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١١
٢٠
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٤ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٩
٢١
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٠ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣١
٢٢
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٠ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣٦
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٦٨٣
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﻻ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺇﺭﺸﺎﺩﺍ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﺒﺸﺄﻥ ﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺒﺤﺩ ﺫﺍﺘﻬـﺎ ﺭﻏـﻡ ﺃﻥ
ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ٤ﺘﻌﻠﻥ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ "ﺒﺭﺃﻓﺔ ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﻟﻜﺭﺍﻤﺘﻬﻡ" ﻭﻫﻰ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺘﺘﺴﻡ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘـﺩﺭ
ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ .ﻭﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺼﺭﻴﺤﺔ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺘﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١٦ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭل ﺒﺄﻥ
ﻤﻭﻅﻔﻲ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻴﺸﻜﻠﻭﻥ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﻟﺘﻭﻋﻴﺘﻬﻡ ﺒﺎﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﻀـﺤﺎﻴﺎ
ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻬﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻤﻌﻭﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻔﻭﺭﻴﺔ.
ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻭﻜﻤﺎ ﺘﻘﻭل ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ٦ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻨﻁﺒﻕ ﺃﻴﻀـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺘﺤﻘﻴﻘـﺎﺕ
ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﻓﺈﻨﻪ "ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺘﺴﻬﻴل ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻻﺤﺘﻴﺎﺠـﺎﺕ ﺍﻟﻀـﺤﺎﻴﺎ
ﺒﺎﺘﺒﺎﻉ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ" ﻓﻲ ﺠﻤﻠﺔ ﺃﻤﻭﺭ،
"ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺒﺩﻭﺭﻫﻡ ﻭﺒﻨﻁﺎﻕ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺘﻭﻗﻴﺘﻬﺎ ﻭﺴﻴﺭﻫﺎ ،ﻭﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻴﺒـﺕ ﺒﻬـﺎ ﻓـﻲ
ﻗﻀﺎﻴﺎﻫﻡ ،ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺠﺭﺍﺌﻡ ﺨﻁﻴﺭﺓ ﻭﺤﻴﺜﻤﺎ ﻁﻠﺒﻭﺍ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤـﺎﺕ" – ﺍﻟﻔﻘـﺭﺓ
) ٦ﺃ ( ؛
"ﺇﺘﺎﺤﺔ ﺍﻟﻔﺭﺼﺔ ﻟﻌﺭﺽ ﻭﺠﻬﺎﺕ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻭﺃﻭﺠﻪ ﻗﻠﻘﻬﻡ ﻭﺃﺨﺫﻫﺎ ﻓـﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒـﺎﺭ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﺤـل
ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﺤﻴﺜﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﻡ ﻋﺭﻀـﺔ ﻟﻠﺘـﺄﺜﺭ ﻭﺫﻟـﻙ ﺩﻭﻥ ﺇﺠﺤـﺎﻑ
ﺒﺎﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﻭﺒﻤﺎ ﻴﺘﻤﺸﻰ ﻭﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺫﻱ ﺍﻟﺼﻠﺔ" – ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )٦ﺏ(؛
ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﻠﻀﺤﺎﻴﺎ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ" – ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )٦ﺝ(.
*****
"ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺘﺩﺭﻴﺏ ﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺒﺘﻌﺎﻁﻑ ﻭﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺒﻨﺎﺀﺓ ﻭﻤﻁﻤﺌﻨﺔ" – ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل
-ﺃﻟﻑ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١؛
ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻌﺭﻑ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺸﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴـﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ" – ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل ﺃﻟﻑ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ٢؛
"ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﻥ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ" – ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل
-ﺃﻟﻑ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ٣؛
"ﻓﻲ ﺃﻱ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻌﻁﻰ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺒﻴﺎﻨﺎ ﻭﺍﻀﺤﺎ ﻭﻜﺎﻤﻼ ﺒﻘﺩﺭ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ ﻋﻥ
ﺍﻹﺼﺎﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ" – ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل -ﺃﻟﻑ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٤
*****
ﻭﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺃﻥ ﺃﻭل ﺠﺎﻨﺏ ﻫﺎﻡ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻫﻭ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻤﻠﺔ ﻭﺍﻻﺤﺘـﺭﺍﻡ
ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﻴﻥ .ﻭﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﺘﻜﻔل ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻴﺸﻌﺭ "ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﺤﻅﻰ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﺓ
ﻭﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ" .ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ،ﻤﻥ ﺃﺠل ﻤﻨﻊ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻹﺤﺒﺎﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ
ﺃﻭ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺸﻌﻭﺭﻫﻡ ﺒﺎﻟﻐﻀﺏ ﻭﺍﻟﺨﻭﻑ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻷﻤﻥ ،ﺃﻥ ﻴﺘﺠﻨﺒﻭﺍ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺍﻻﻨﻁﺒﺎﻉ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﺎﻓﻬﺔ
ﺃﻭ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﺭﻯ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ ﺒﺠﺩﻴﺔ ٢٣.ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻻﺤﺘﺭﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻁﻑ ﻭﺍﻟﻔﻬﻡ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻀـﺤﻴﺔ
ﻋﻼﻤﺔ ﻤﻤﻴﺯﺓ ﻓﻲ ﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺩﻫﻡ ﻟﻠﺘﺤﺩﺙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻴﻔﻬﻤﻬﺎ ﻭﺘﺠﻨﺏ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺒﻘﺩﺭ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ.
٢٣
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١١ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣٨
٦٨٤ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺜﺎﻨﻴﺎ ،ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺭﻜﺯﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺯ ﺇﻋﻼﻡ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﻁﻴﻌﻭﻥ
ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻌﻭﻥ ﺍﻷﺨﺭﻯ .ﻓﻌﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﺸﺭﻁﺔ ﺃﻥ ﺘﺤﻴل
ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﻜﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ،ﻭﺍﻷﻓﻀل ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤـﺎﺕ ﻟﻬـﻡ ﻓـﻲ ﺍﻟﺸـﻜﻠﻴﻥ ﺍﻟﺸـﻔﻭﻱ
ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺏ ﻨﻅﺭﺍ ﻷﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﺯﻋﺎﺝ ﺍﻟﻜﺎﻤـل ﻻ ﺘﻤﻜﻨـﻪ ﻤـﻥ
ﺍﺴﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﻔﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ٢٤.ﻭﻓﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﻗﺩ ﺘﺭﻏﺏ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﻁﻤﺄﻨـﺔ ﺍﻟﻀـﺤﺎﻴﺎ
ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ٢٥ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺴﺘﺒﺫل ﻗﺼﺎﺭﻯ ﺠﻬﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ.
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺩﻭﺭ ﻫﺎﻡ ﺜﺎﻟﺙ ﻟﻠﺸﺭﻁﺔ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻨﻘل ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﻟﻠﻀـﺤﺎﻴﺎ
ﺒﺼﺩﺩ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ .ﻭﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﺘﻘﺎﺴﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺘﺼـل ﺒﺎﻟﻀـﺤﺎﻴﺎ ﻭﺒﺎﺤﺘﻴﺎﺠـﺎﺘﻬﻡ
ﻭﻤﺼﺎﻟﺤﻬﻡ ﺃﻤﺭ ﻴﺘﺴﻡ ﺒﺎﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﺸﻌﻭﺭ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺒﻤﺸﺎﺭﻜﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ،ﻭﻫـﻭ
ﺠﺎﻨﺏ ﻅل ﻁﻭﻴﻼ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻹﻫﻤﺎل ﻓﻲ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ .ﻭﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻜﺎﻓﻴﺔ
ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﻁﻴﻌﻭﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ٢٦.ﻭﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﻜﻭﻥ ﻤـﻥ ﺍﻷﻓﻀـل ﺘﻘـﺩﻴﻡ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺸﻔﻭﻴﺔ ﻭﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﻤﻌﺎ .ﻭﺘﺤﻘﻴﻘﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﻴﺩ ﺃﻥ ﺘﻭﺠﺩ ﺃﺩﻟـﺔ
ﺇﺭﺸﺎﺩﻴﺔ ﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﺒﻌﻨﺎﻴﺔ ٢٧.ﻭﻓﻰ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻀـﺤﻴﺔ ﻴﻨﺒﻐـﻲ ﺃﻥ
ﻴﺘﻤﻜﻥ ،ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺘﻭﺼﻴﺔ ﻤﺠﻠﺱ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺒﺸﺄﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ،ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﻥ ﻨﺘﻴﺠﺔ
ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ،ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﺃﻥ "ﺘﻌﻁﻰ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺒﻴﺎﻨﺎ ﻭﺍﻀﺤﺎ ﻭﻜﺎﻤﻼ ﺒﻘـﺩﺭ
ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ ﻋﻥ ﺍﻹﺼﺎﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ" .ﻭﻫﺎﺘﺎﻥ ﺍﻟﻨﻘﻁﺘﺎﻥ ﺠﻭﻫﺭﻴﺘـﺎﻥ ﻓـﻲ ﻁﻤﺄﻨـﺔ
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻤﺸﺎﻜﻠﻪ ﻭﺍﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺘﻪ ﺘﺤﻅﻰ ﺒﺎﻟﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺔ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ .ﻭﻗـﺩ ﻴـﺅﺩﻯ
ﻋﺩﻡ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺒﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻘﻭﻴﺽ ﺜﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﻘﻀـﺎﺌﻲ ﻭﻗـﺩﺭﺓ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺁﺜﺎﺭﻫﺎ .ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﻗﺩ ﻻ ﺘﺘﻤﻜﻥ ،ﺇﻻ ﻓـﻲ
ﺤﺎﻟﺔ ﺤﺼﻭﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻭﻜﺎﻓﻴﺔ ﻋﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻀـﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨـﻰ ﺃﻭ ﺍﻟﻀـﺤﺎﻴﺎ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ،ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺘﻘﻴﻴﻡ ﻜﺎﻑ ﻟﺨﻁﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﻌل ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ،ﻭﻫﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﺅﺩﻯ ﺒﺎﻟﻀﺤﻴﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻹﻫﻤﺎل ﻭﺍﻟﻰ ﻓﻘﺩ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ.
ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻻﺤﺘﺭﺍﻡ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻤﻠﺔ ﺘﺠﺎﻩ ﻀﺤﺎﻴﺎ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ.
ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﺯﻭﺩ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﻥ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﺘﺎﺡ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻭﻥ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻹﺼﺎﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ.
ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﺘﻘﺎﺴﻡ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻤﻊ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﺒﻤﺎ
ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ.
ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺸﺭﻁﺔ ﺃﻥ ﺘﻌﺭﻑ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺒﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺘﻬﺎ ﻭﺘﺯﻭﻴﺩ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺒﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ
ﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻋﻤﺎ ﻨﺠﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻤﻥ ﺃﺜﺭ ﺃﻭ ﺁﺜﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ
ﻭﻤﺎ ﻴﺴﺘﻤﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ.
ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻘﻭﻡ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺒﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺒﺎﺤﺘﺭﺍﻡ ﻭﻓﻬﻡ ﻭﺘﺘﻘﺎﺴﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺒﺫﻟﻙ ﺘﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ.
٢٤
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١١ﺍﻟﻔﻘﺭ.٤١-٣٩
٢٥
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١١ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣٩
٢٦
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١١ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٤١
٢٧
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻨﻔﺴﻪ.
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٦٨٥
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
*****
"ﻻ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻗﺭﺍﺭ ﺘﻘﺩﻴﺭﻱ ﺒﺈﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺒﺩﻭﻥ ﺇﻴﻼﺀ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺇﻟـﻰ ﻤﺴـﺄﻟﺔ
ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺃﻱ ﺠﻬﺩ ﺠﺩﻱ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ" – ﺍﻟﺠـﺯﺀ ﺍﻷﻭل -
ﺒﺎﺀ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ٥؛
"ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺈﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﻭﻀﺢ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺭﻴـﺩ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ" – ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل -ﺒﺎﺀ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ٦؛
"ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭ ﻋـﺩﻡ ﺇﻗﺎﻤـﺔ
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻋﻭﻯ ﺨﺎﺼﺔ" -ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل -ﺒﺎﺀ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٧
*****
ﻭﻜﻤﺎ ﻴﻼﺤﻅ ﻓﻲ ﺩﻟﻴل ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﻴﻥ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻤﻥ ﺒﻠﺩ ﻵﺨﺭ ﻭﺒﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ ﻴﺨﺘﻠـﻑ
ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﺩﻴﻪ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ .ﻓﻌﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﻘﻴـﺎﻡ ﺒـﺩﻭﺭ
ﺸﺎﻫﺩ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺃﺨﺭﻯ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺃﻴﻀﺎ ٢٨.ﻭﻟﻜﻥ ﻭﺒﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ
ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺍﻟﺴﺎﺭﻱ ﺘﻅل ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ – ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﺒـﺎﺩﺉ ﻭﻓـﻰ
ﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺔ ﺒﺸﺄﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ – ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺤﺎل
ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ .ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻴﺔ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﻤﻜﺘﺏ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺘﻘﺩﻴﻤﻬﺎ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻴﻀﺎ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻋﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ .ﻭﻟﺘﻤﻜﻴﻥ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻤﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﺩﻭﺭ ﺒﻨﺎﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﻟﻤﻨﻊ ﺘﺤﻁﻴﻡ ﺍﻵﻤﺎل ﻓﻲ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻤﻥ ﺴـﻠﻁﺎﺕ
٢٩
ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺼﻠﺔ ﻭﻜﺎﻓﻴﺔ.
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ "ﺃﻥ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺃﻥ ﻗﻀﻴﺘﻬﻡ ﺘﺤﻅﻰ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﻜﺎﻤـل ﻭﺍﻟـﺩﻗﻴﻕ ﻭﺃﻥ
ﻴﻨﺸﺄ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﺍﻻﻁﻤﺌﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻗﺭﺍﺭ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺭﻓﻌﻬﺎ" ٣٠.ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ،ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﺘﻡ ﺍﻻﻋﺘـﺭﺍﻑ ﺒـﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻲ ،ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﻴﺭﻀﻭﻥ ﻋﻥ ﻗﺭﺍﺭ ﻋﺩﻡ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤـﻕ ﻓـﻲ ﺃﻥ
ﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻋﻭﻯ ﺨﺎﺼﺔ .ﻭﻓﻰ ﺼﺩﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻁﻠـﺏ ﺇﻋـﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅـﺭ،
ﻴﺠﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻋﺘﻨﺎﻕ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ
ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺒل ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺃﻤﻴﻥ ﻟﻠﻤﻅﺎﻟﻡ .ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﻫﻰ ﺇﻗﺎﻤﺔ
٣١
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ.
٢٨
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٤ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٥١
٢٩
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٤ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٥٢
٣٠
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٥ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٥٤
٣١
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻨﻔﺴﻪ.
٦٨٦ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺃﻥ ﺘﻅﻬﺭ ﺍﻻﺤﺘﺭﺍﻡ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻤﻠﺔ ﺘﺠﺎﻩ ﻀﺤﻴﺔ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ.
ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻭﺍﺼل ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺒﺩﻭﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻭﻓﻰ
ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺘﻭﻗﻴﺘﻬﺎ ﻭﺴﻴﺭﻫﺎ.
ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻌﺭﻑ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺒﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﻭﻀﺢ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ،
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ،ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺭﻏﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ.
ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻘﺭﺭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻋﺩﻡ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻋﻭﻯ ﺨﺎﺼﺔ.
*****
ﻭﺘﻘﻭل ﺘﻭﺼﻴﺔ ﻤﺠﻠﺱ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺒﺸﺄﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ،ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻓﻲ ﺠﻤﻴـﻊ ﻤﺭﺍﺤـل
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻥ ﻴﺴﺘﺠﻭﺏ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺔ ﻟﺤﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺤﻘﻭﻗﻪ ﻭﻜﺭﺍﻤﺘﻪ .ﻭﻴﻨﺒﻐـﻲ ﻜﻠﻤـﺎ
ﺃﻤﻜﻥ ﻭﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻼﺌﻤﺎ ﺍﺴﺘﺠﻭﺍﺏ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﻭﺍﻟﻤﺭﻀﻰ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌـﺎﻗﻴﻥ ﻓـﻲ ﺤﻀـﻭﺭ ﺍﻵﺒـﺎﺀ ﺃﻭ
ﺍﻷﻭﺼﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺅﻫﻠﻴﻥ ﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺘﻬﻡ" )ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل -ﺠﻴﻡ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .(٨
*****
ﻭﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ ﻤﻥ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻴﺸﻤل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺩ ﻴﺤﺘـﺎﺠﻭﻥ
ﺇﻟﻰ ﻋﻭﻥ ﻭﺩﻋﻡ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺍﻻﺴﺘﺠﻭﺍﺏ ﻀـﺤﺎﻴﺎ ﺍﻻﺘﺠـﺎﺭ ﺒﺎﻷﺸـﺨﺎﺹ ﻭﻀـﺤﺎﻴﺎ ﺍﻷﻓﻌـﺎل
ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﺩﺭ ﻋﻥ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻋﻨﺼﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻹﺭﻫﺎﺒﻴﺔ .ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬـﺎ
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻤﺜﻼ ﻤﻭﺍﻁﻨﺎ ﺃﺠﻨﺒﻴﺎ ﻭﻻ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﺇﻴﻼﺀ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺨﺎﺹ ﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﻤﻌﺎﻤﻠﺘـﻪ ﺒﻜﺭﺍﻤـﺔ
ﻭﺘﺒﻠﻴﻐﻪ ﺒﻜل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻔﻬﻤﻬﺎ .ﻭﻗﺩ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﺴـﺎﻋﺩﺓ ﺨﺎﺼـﺔ ﻟـﺩﻋﻡ
ﻭﻁﻤﺄﻨﺔ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﺘﻤﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ.
٣٢
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٥ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٥٥
٣٣
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻨﻔﺴﻪ.
٣٤
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ.
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٦٨٧
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
*****
ﻭﺘﻘﻭل ﺘﻭﺼﻴﺔ ﻤﺠﻠﺱ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺒﺸﺄﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺒﺄﻨﻪ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ﻓﺭﺼﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺭﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺸﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ؛
ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺒﻬﺎ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ" )ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل ﺩﺍل ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .(٩
"ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺄﻤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺒﺩﻓﻊ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ" ﻭ "ﺃﻥ
ﺘﻨﺹ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺇﻤﺎ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺃﻭ ﺒﺩﻴﻼ ﻋﻥ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴـﺘﻡ ﺘﻘـﺩﻴﻡ
ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ" )ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل ﺩﺍل ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺘﺎﻥ .(١١-١٠
*****
ﻭﻹﺸﺎﻋﺔ ﺍﻻﻁﻤﺌﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﺄﻜﺩ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤـﻥ ﺇﺭﺴـﺎل ﺍﻹﺸـﻌﺎﺭ
ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻋﻥ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﻭﻋﺭﺽ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ .ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ
ﺇﺒﻼﻍ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺒﺄﻱ ﺘﺄﺨﻴﺭ ﺃﻭ ﺘﺄﺠﻴل ﻟﻠﻤﺩﺍﻭﻻﺕ ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺇﺒﻼﻏﻬﻡ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺤﺼﻭﻟﻬﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ .ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ﺃﻥ ﻴﻜﻔل ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺤﺼﻭل ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻋﻥ
ﺃﻱ ﺤﻘﻭﻕ ﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻕ ﻟﻜﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻬﻡ ﻤﺜﻼ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﻤﻁﺎﻟﺒﺎﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ.
ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺇﻋﻼﻡ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﻤﻭﻋﺩ ﻭﻤﻜﺎﻥ ﻤﺩﺍﻭﻻﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻴﻌﺎﻨﻭﻥ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭﻫﺎ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﻴﻀﺎ ﺇﻋﻼﻤﻬﻡ ﺒﺄﻱ ﺘﻌﻁﻴل ﺃﻭ ﺘﺄﺠﻴل.
ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺇﻋﻼﻡ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﺄﻱ ﺤﻘﻭﻕ ﻗﺩ ﺘﻘﻭﻡ ﻟﻬﻡ ﻟﻠﺤﺼﻭل
ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ.
ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺇﻋﻼﻡ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺤﺼﻭﻟﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻨﺴﺨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺘﺼل
ﺒﺎﻟﺠﺭﻴﻤﺔ.
٦٨٨ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
*****
ﻭﻓﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺘﻨﺹ ﺘﻭﺼﻴﺔ ﻤﺠﻠﺱ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺒﺸﺄﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
"ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺇﻴﻼﺀ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﺼـﻠﺔ ﺒـﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻕ
ﻭﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺩﻋﺎﻴﺔ ﻗﺩ ﺘـﺅﺜﺭ ﺩﻭﻥ ﺩﺍﻉ ﻋﻠـﻰ
ﺤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺃﻭ ﻜﺭﺍﻤﺘﻪ .ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ
ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﻭﺴﻼﻤﺘﻪ ﺘﺠﻌل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ،ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﻜـﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤـﺔ
ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻤﻐﻠﻘﺔ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺘﻘﻴﻴﺩ ﺇﻋﻼﻥ ﺃﻭ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼـﺔ ﺒﺎﻟﻘـﺩﺭ ﺍﻟﻤﻼﺌـﻡ"
)ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل ﻭﺍﻭ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .(١٥
ﻭﻴﻭﺼﻰ ﻜﺫﻟﻙ ﺒﺄﻨﻪ "ﻴﻨﺒﻐﻲ ،ﻜﻠﻤﺎ ﻅﻬﺭﺕ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ،ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻋﻨـﺩﻤﺎ ﻴﻨﻁـﻭﻱ ﺍﻷﻤـﺭ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ،ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻭﺃﺴﺭﺘﻪ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺨﻭﻴﻑ ﻭﺨﻁﺭ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻡ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﺠـﺭﻡ"
)ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل ﺯﺍﻯ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .(١٦
*****
ﻭﻓﻰ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻬﻤﺎ ﻟﺠﻤﻠﺔ ﺃﻤﻭﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌـﺎﻤﻠﻴﻥ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﻬـﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴـﺔ
ﻭﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻤﻌﺎ ﺒﺂﺜﺎﺭ ﺇﻴﺫﺍﺀ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻓﺈﻨﻪ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﺴﺒﺒﺎ ﻷﻟﻡ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺠـﺔ ﺘﺴـﺘﺩﻋﻰ ﺤﺠـﺏ
ﺃﺴﻤﺎﺌﻬﻡ ٣٥.ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﺁﺜﺎﺭ ﻤﺩﻤﺭﺓ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﺒﻤﺎ ﻓـﻲ
ﺫﻟﻙ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺤﻴﺙ ﻴﻔﻀﻲ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻫﻭﻴـﺔ
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺭﻴﺽ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻟﻠﺨﻁﺭ .ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﻫﻲ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺼﻭﺏ ﻓﻲ ﻜل ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺍﻓﻘﺔ
٣٦
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻗﺒل ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﻫﻭﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻭﺴﺎﺌﻁ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻱ.
ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺤﻴﺎﺓ ﻭﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻭﺍﻟﺸﻬﻭﺩ ﻭﺃﻓﺭﺍﺩ ﺃﺴﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﺨﻁﺭ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻡ ﻓﻘﺩ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ
ﻜﺎﻓﻴﺎ ﺤﺠﺏ ﻫﻭﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺹ .ﻭﻗﺩ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺇﻀﺎﻓﻴﺔ ﻤﺜل ﺤﺠﺏ ﻜل
ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﺃﺸﻜﺎل ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ .ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺨﻁﻴﺭﺓ ﺒﺼـﻔﺔ
ﺨﺎﺼﺔ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺃﻴﻀﺎ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﻤﺩﺍﻭﻻﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺠﻠﺴﺔ ﻤﻐﻠﻘﺔ ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﻗـﺎﻨﻭﻥ ﺤﻘـﻭﻕ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻴﻔﺭﺽ ﺘﻘﻴﻴﺩﺍﺕ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻗﺭﺍﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴل )ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ (١) ١٤ﻤـﻥ ﺍﻟﻌﻬـﺩ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (٥)٨ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ
(١)٦ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ( .ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻘﺼﻭﻯ ﻗﺩ ﻴﺼل ﺍﻷﻤﺭ ﺇﻟﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﻗﻴـﺎﻡ
ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺘﻭﻓﻴﺭ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻟﻠﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻟﻸﻗﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﺸﻬﻭﺩ.
٣٥
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٥ﺍﻟﻔﻘﺭﺘﺎﻥ .٥٧-٥٦
٣٦
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٥ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٥٧
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٦٨٩
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻜﻠﻤﺎ ﺍﺴﺘﻠﺯﻡ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻥ ﺘﻘﻭﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﻀﺤﺎﻴﺎ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻴﻀﺎ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻭﺃﺴﺭﻫﻡ ﻭﺍﻟﺸﻬﻭﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺸﻬﺩﻭﻥ
ﻟﺼﺎﻟﺤﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺨﻭﻴﻑ ﻭﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻡ.
ﻭﻗﺩ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻟﻠﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﻭﺴﻼﻤﺔ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻓﻲ
ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺏ.
ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﻫﻲ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﻓﻀل ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻗﺒل ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺍﺴﻤﻪ
ﻟﻭﺴﺎﺌﻁ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻴﺔ
١-٤-٢ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﻋﺎﻤﺔ
ﺴﻴﺘﻌﻴﻥ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻤﺴﺎﺌل ﺭﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﻌﺒـﺎﺭﺍﺕ
ﻋﺎﻤﺔ ﻓﻘﻁ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻨﻅﺭﺍ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﻁﻭﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﻌﻘﺩﺓ ﻟﻠﻐﺎﻴﺔ ﻭﺘﺘﻁﻠﺏ ﺘﺤﻠﻴﻼ ﺃﻜﺜـﺭ
ﺘﻌﻤﻘﺎ .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﺭﺸﺩ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺩﺭﺠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﺘﺒﺎﻴﻥ ﺍﺤﺘﻴﺎﺠـﺎﺘﻬﻡ ﺤﺴـﺏ ﻁـﺎﺒﻊ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﻭﻤﻜﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺒﻬﺎ ﻭﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ.
٢-٤-٢ﺭﺩ ﺍﻟﺤﻕ
ﺘﻘﻭل ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ٨ﻤﻥ ﺇﻋﻼﻥ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
"ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻭﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﻴﺭ ،ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻭﻥ ﻋﻥ ﺘﺼﺭﻓﺎﺘﻬﻡ ،ﺤﻴﺜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻨﺎﺴـﺒﺎ،
ﺘﻌﻭﻴﻀﺎ ﻋﺎﺩﻻ ﻟﻠﻀﺤﺎﻴﺎ ﺃﻭ ﻷﺴﺭﻫﻡ ﺃﻭ ﻟﻤﻌﺎﻟﻴﻬﻡ .ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺸﻤل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ ﺇﻋـﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺃﻭ ﻤﺒﻠﻐﺎ ﻟﺠﺒﺭ ﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻤﻥ ﻀﺭﺭ ﺃﻭ ﺨﺴﺎﺭﺓ ،ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﻨﻔﻘـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒـﺩﺓ ﻨﺘﻴﺠـﺔ
ﻟﻺﻴﺫﺍﺀ ،ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ".
ﻭﺘﻘﻭل ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ٩ﺇﻨﻪ "ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺘﻬﺎ ﻭﻟﻭﺍﺌﺤﻬﺎ ﻭﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻬﺎ ﻟﺠﻌل ﺭﺩ
ﺍﻟﺤﻕ ﺨﻴﺎﺭﺍ ﻤﺘﺎﺤﺎ ﻹﺼﺩﺍﺭ ﺤﻜﻡ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ،ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ".
ﻭﻴﻌﻨﻰ ﻤﺼﻁﻠﺢ "ﺭﺩ ﺍﻟﺤﻕ" ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﻥ ﻴﻌﻴﺩ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﺘﻬﻜﻬـﺎ
ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ .ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﻟﻠﻀﺤﺎﻴﺎ ﻟﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻤﻜﻨﺎ ﺇﻻ ﻋﻨـﺩﻤﺎ ﺘﻜـﻭﻥ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜـﺎﺕ ﺃﻭ
ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺴﺭﻭﻗﺔ ﻤﺎﺯﺍﻟﺕ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﻟﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺤﻼ ﻤﻤﻜﻨﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻤﺜل
ﺍﻟﻘﺘل ﻭﻫﻰ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ.
ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺩ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺃﻭ ﺩﻓﻊ ﻤﻘﺎﺒل ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻭﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺩﺓ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻀـﺤﻴﺔ
ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺒﺘﺴﺩﻴﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ .ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺎﺕ ﻗﺩ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺒﺎﻟﻤﺼﺭﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﺒﺩﻫﺎ
٣٧
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻷﺫﻯ ﻋﻠﻴﻪ.
٣٧ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﺩﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ "ﺍﻹﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﺒﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺸﺘﻤل ﺭﺩ ﺍﻟﺤﻕ ،ﺒﻘﺩﺭ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ ،ﺇﺫﺍ ﺃﻤﺭ ﺒﻪ ،ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻬﻴﺎﻜل ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﺴﺘﺒﺩﺍل ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻭﺩﻓﻊ ﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﺁﺨﺭ ﺤﻴﺜﻤﺎ ﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺨﻠﻊ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻰ ﻋﻥ ﻤﻜﺎﻨﻪ" )ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١٠ﻤﻥ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ( .ﻭﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﺃﺩﺍﺓ ﻗﻭﻴﺔ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻋﻠﻰ
ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺼﺩﻴﻘﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﻭﺍﻋﺘﻨﺎﻕ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻟﻤﻨﻊ ﺃﻭ ﺘﻘﻠﻴل ﺨﻁﺭ ﺍﻟﻜﻭﺍﺭﺙ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ .ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻨﻘل ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﺴﺎﻤﺔ ﺃﻭ
٦٩٠ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻴﻨﺒﻐﻲ ،ﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻼﺌﻤﺎ ،ﺃﻥ ﻴﺩﻓﻊ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺘﻌﻭﻴﻀﺎ ﻋﺎﺩﻻ
ﻟﻀﺤﻴﺎ ﺠﺭﺍﺌﻤﻬﻡ ﻋﻥ ﺃﻱ ﻀﺭﺭ ﺃﻭ ﺨﺴﺎﺭﺓ .ﻭﻤﻥ ﺨﻼل ﺭﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﻴﻌﻴﺩ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺨﺭﻗﻬﺎ.
٣-٤-٢ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ
ﺒﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻤﺎ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﺘﻭﻓﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺒﺩﻓﻊ ﺘﻌـﻭﻴﺽ
ﻤﺎﻟﻲ ﻋﻥ ﺍﻹﺼﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺩ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺠﺭﻴﻤﺘﻪ ﻋﻨﺼـﺭﺍ ﻫﺎﻤـﺎ
ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ "ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻋﺘﺭﺍﻓﺎ ﺒﺎﻹﻴﺫﺍﺀ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻤـﻥ ﺠﺎﻨـﺏ ﺍﻟﻤﺠـﺭﻡ".
ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺄﻤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ "ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﺭﻤﺯﺍ ﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﺎﻟﻀﺤﻴﺔ" ٣٨.ﻭﻗﺩ ﻴﻜـﻭﻥ
ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺃﺜﺭ ﻫﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺌﺎﻡ ﺠﺭﻭﺡ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﻭﻗﺩ ﻴﺅﺩﻯ ﺃﻴﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺜﻘﺘـﻪ ﻓـﻲ
ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ.
ﻭﻓﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١٢ﻤﻥ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺃﻨﻪ "ﺤﻴﺜﻤﺎ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻜﺎﻤل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺩﻭل ﺃﻥ ﺘﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺘﻘﺩﻴﻡ
ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﺎﻟﻲ ﺇﻟﻰ:
)أ( ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﺼﻴﺒﻭﺍ ﺒﺈﺼﺎﺒﺎﺕ ﺠﺴﺩﻴﺔ ﺒﺎﻟﻐﺔ ﺃﻭ ﺒﺎﻋﺘﻼل ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺩﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺠﺭﺍﺌﻡ
ﺨﻁﻴﺭﺓ؛
)ب( ﺃﺴﺭ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﺼﺒﺤﻭﺍ ﻋﺎﺠﺯﻴﻥ ﺒﺩﻨﻴﺎ ﺃﻭ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻺﻴﺫﺍﺀ ،ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﻤـﻥ
ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻌﺘﻤﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﻟﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ".
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١٣ﻤﻥ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ" :ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺘﺸﺠﻴﻊ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻭﺘﻌﺯﻴﺯ ﻭﺘﻭﺴﻴﻊ ﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻴﻕ
ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ .ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻴﻀﺎ ،ﻋﻨﺩ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎﺀ ،ﺃﻥ ﺘﻨﺸـﺄ ﺼـﻨﺎﺩﻴﻕ ﺃﺨـﺭﻯ ﻟﻬـﺫﺍ
ﺍﻟﻐﺭﺽ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻋﺎﺠﺯﺓ ﻋﻥ ﺘﻌﻭﻴﻀﻬﺎ ﻋﻤﺎ
ﺃﺼﺎﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﻀﺭﺭ".
*****
ﻭﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﺒﺸﺄﻥ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻟﻌـﺎﻡ ١٩٣٨
ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺃﻥ "ﺘﻀﻁﻠﻊ ﺒﺎﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﺨﻁﻭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﺘﻔﻌﻴل ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل
ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ" .ﻭﻴﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ "ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻻ ﻴﺘﻭﻓﺭ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺒﺎﻟﻜﺎﻤل ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺴﺎﻫﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ
ﺘﻌﻭﻴﺽ:
) أ( ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺼﺎﺒﻭﻥ ﺇﺼﺎﺒﺔ ﺠﺴﺩﻴﺔ ﺨﻁﻴﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻋﺘﻼل ﺨﻁﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﻌﺯﻯ
ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻋﻨﻑ ﻤﺘﻌﻤﺩﺓ؛
) ب( ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻴﻥ ﻟﻸﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻴﻥ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴل" )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ .((١)٢
ﻭﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺃﻨﻪ ﻟﻜﻲ ﺘﺴﺘﺤﻕ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻴﺠـﺏ ﺃﻥ
ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ
ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻀﺎﺭﺓ ﺨﻼﻑ ﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻨﻘل ﻻ ﺘﻤﺘﺜل ﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ .ﻭﻟﻜﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺅﺩﻯ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻤﻥ
ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ﺍﻟﻌﻤﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺇﻟﻰ ﺘﺩﻤﻴﺭ ﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺎﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻜﻥ ﻓﺈﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﺴﻴﻜﻭﻥ ﻭﻫﻤﺎ.
٣٨
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،A/CONF.144/20ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ،ﺩﻟﻴل ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﻴﻥ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢١ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٨٣
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٦٩١
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
"ﻤﺘﻌﻤﺩﺓ"؛
"ﻋﻨﻴﻔﺔ"؛
٣٩
"ﺴﺒﺒﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﺍ ﻹﺼﺎﺒﺔ ﺠﺴﺩﻴﺔ ﺨﻁﻴﺭﺓ ﺃﻭ ﻀﺭﺭﺍ ﺒﺎﻟﺼﺤﺔ".
ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺭ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺩﺓ ﻫﻭ ﺃﻨﻬﺎ "ﺨﻁﻴﺭﺓ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺘﺅﺩﻯ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺃﻗل ﻋﺩﺩﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻤل ﻨﻁﺎﻗﺎ ﻫﺎﺌﻼ ﻤـﻥ ﺤـﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻁـﺭﻕ
٤٠
ﻭﺘﺸﻤﻠﻬﺎ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻤﺨﻁﻁﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ" ﻤﺜل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻹﺼﺎﺒﺔ ﺠﺴﺩﻴﺔ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻴﻀﺎ ﻗﺎﺒﻼ ﻟﻠـﺩﻓﻊ"
ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ )ﻤﺜل ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩﺍﺕ ﺍﻟﺨﻁﻴﺭﺓ( ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺒﺏ ﺍﻹﺼﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﻓﺎﺓ" ٤١.ﻭﻟﻜﻥ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ
ﺍﻹﺼﺎﺒﺔ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ "ﺨﻁﻴﺭﺓ ﻭﺃﻥ ﺘﻌﺯﻯ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ" .ﻭﻴﺠﺏ ﺒﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ
٤٢
ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺁﺜﺎﺭﻫﺎ.
ﻭﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻻ ﺘﻐﻁﻰ "ﺍﻹﺼﺎﺒﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺼﺎﺒﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﺒﺼـﻭﺭﺓ
ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ" ﻭﻻ "ﺇﺼﺎﺒﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ" .ﻭﻤـﻊ ﺫﻟـﻙ ﻓـﺈﻥ ﺩﺱ ﺍﻟﺴـﻡ
٤٣
ﻭﺍﻻﻏﺘﺼﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺩ "ﺘﻌﺎﻤل ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﻋﻨﻔﺎ ﻤﺘﻌﻤﺩﺍ".
ﻭﺘﻨﺹ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ٢ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ "ﻴﺩﻓﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ
ﺤﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺘﻌﺫﺭ ﻤﻘﺎﻀﺎﺓ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺃﻭ ﻤﻌﺎﻗﺒﺘﻪ" .ﻭﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻗﺩ ﻻ ﻴﺨﻀﻊ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﻀـﻰ ﻋﻘﻠﻴـﺎ
ﻟﻠﻤﻘﺎﻀﺎﺓ ﺃﻭ ﺭﺒﻤﺎ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋﻥ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻡ ﺒل ﻭﻗﺩ ﻴﻔﻠﺕ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﻘـﺔ ﺍﻟﻘﻀـﺎﺌﻴﺔ ﻷﻨـﻪ
ﺘﺼﺭﻑ ﺒﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻜﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻔﺱ .ﻭﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻓﺈﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ﺃﻥ ﻴـﺘﻤﻜﻥ
ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺘﻭﺍﻓﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ ﻤـﻥ
٤٤
ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺃﺨﺭﻯ.
ﻭﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٣ﻜﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺘﺩﻓﻌﻪ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺃﺭﺍﻀﻴﻬﺎ ]ﺴﻭﺍﺀ[ ﻀﺩ
ﻤﻭﺍﻁﻨﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ]ﺃﻭ[ ﻤﻭﺍﻁﻨﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﻤﺠﻠﺱ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺍﻟـﺫﻴﻥ
ﻴﻘﻴﻤﻭﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﺍﺌﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺒﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺃﺭﺍﻀﻴﻬﺎ ".ﻭﺍﻟﻐﺭﺽ ﻤﻥ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ
ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻫﻭ ﺘﻌﺯﻴﺯ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ٤٥.ﻭﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺘﻀﻊ ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻜـﺎﻡ ،ﻻ
ﺘﻤﻨﻊ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻤﻥ ﺘﻭﺴﻴﻊ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺘﺎﺡ ﺃﻭ ﺘﻤﻨﻌﻬﺎ ﻤﻥ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺘﻌـﻭﻴﺽ ﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻬـﺎ
ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻘﻌﻭﻥ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺃﻭ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺇﻟﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ٤٦.ﻭﻴﻨﺒﻐـﻲ ﺃﻥ
ﻴﻼﺤﻅ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ٣ﻤﻥ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺘﺤﻅﺭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﻋﻠـﻰ
ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
ﻭﺍﻟﺠﺩﻴﺭ ﺒﺎﻟﺫﻜﺭ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﺘﻭﺼﻴﺔ ﻤﺠﻠﺱ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺒﺸﺄﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٩٨٥
ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺒﺼﻔﺘﻪ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺠﻨﺎﺌﻴﺔ "ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺘﺤﺼﻴﻠﻪ ﺒﻨﻔﺱ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﺤﺼﻴل ﺍﻟﻐﺭﺍﻤﺎﺕ ﻭﺃﻥ ﻴﺄﺨـﺫ
٣٩
ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻱ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٥ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٦
٤٠
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ،٥ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ .١٧
٤١
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٥ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٨
٤٢
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٥ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٩
٤٣
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻨﻔﺴﻪ.
٤٤
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٦ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٢١
٤٥
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٧ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٢٥
٤٦
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٧ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٢٧
٦٩٢ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺍﻷﻭﻟﻭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺔ ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﻤﺎﻟﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻔﺭﻭﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ .ﻭﻓﻰ ﻜل ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻤﺴـﺎﻋﺩﺓ
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﺼﻴل ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ" )ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل ﻫﺎﺀ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .(١٤
ﺒﻨﻭﺩ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ :ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻤﺠﻠﺱ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﻴﺸﻤل ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺤﺎﻟﺔ ﺒﻌﻴﻨﻬـﺎ "ﺍﻟﺒﻨـﻭﺩ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل".
ﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﺴﺏ؛
ﻤﺼﺭﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺯﺓ؛
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺤﺩ ﺃﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺩﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ "ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﻌﻘﻭل" ﺸﺭﻴﻁﺔ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻜل
٤٧
ﻭﺘﺸﻤل ﺍﻟﺒﻨﻭﺩ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻌﻭﻴﻀﻬﺎ ﺤﺴﺏ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ: ﺤﺎﻟﺔ.
ﻭﻴﻘﻭل ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻱ ﺇﻥ "ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺤﺴﺎﺏ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻨﻭﺩ ﻭﻓﻘﺎ
ﻟﻠﺠﺩﺍﻭل ﺍﻟﻤﻁﺒﻘﺔ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺨـﺎﺹ ﺤﺴـﺏ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴـﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴـﺔ
٤٩
ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ".
ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ :ﺘﻔﺭﺽ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺢ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ .ﻓﺎﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺃﻭﻻ ﺘﺴﻤﺢ
ﺒﺄﻥ ﻴﻀﻊ ﻤﺨﻁﻁ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ "ﺤﺩﺍ ﺃﻗﺼﻰ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯﻩ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﺡ ﻭﺤﺩﺍ ﺃﺩﻨﻰ ﻻ ﻴﻘل ﻋﻨـﻪ"
)ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ .(٥ﻭﺜﺎﻨﻴﺎ "ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻨﺹ ﻤﺨﻁﻁ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺭﺓ ﺯﻤﻨﻴﺔ ﻴﺠﺏ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺤﺼـﻭل
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ" )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ .(٦
ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻷﻥ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﺔ ﻟﻠﺘﻌﻭﻴﺽ ﻟﻴﺴﺕ ﺒﺩﻭﻥ ﺤﺩﻭﺩ
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻟﻪ ﻤﺎ ﻴﺒﺭﺭﻩ ﻋﻤﻼ ﺒﺎﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻘﺎﺌل ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻀـﺤﺎﻴﺎ ﺃﻨﻔﺴـﻬﻡ
ﺍﻟﺘﻜﻔل ﺒﻪ ﻻ ﻴﻬﺘﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ) ٥٠.(de minimis non curat praetorﻭﻻ ﺘﻀﻊ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ "ﺤـﺩﻭﺩﺍ ﻜﻤﻴـﺔ
ﻤﺘﺼﻠﺒﺔ" ﻭﺫﻟﻙ ﻟﺴﺒﺏ ﺒﺴﻴﻁ ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﺘﺘﺒﺎﻴﻥ ﻤﻥ ﺒﻠﺩ ﻵﺨﺭ ٥١.ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ
ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻟﺯﻤﻨﻲ ﻟﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺎﺕ ﺒﺄﺴﺭﻉ ﻤـﺎ
ﻴﻤﻜﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺫﻟﻙ:
"ﻟﻴﻤﻜﻥ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻀﻴﻕ ﺠﺴﺩﻱ ﻭﻨﻔﺴﻲ؛
٥٢
ﻟﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻭﺘﻘﻴﻴﻤﻪ ﺩﻭﻥ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﻜﺅﻭﺩ".
٤٧
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٧ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٢٨
٤٨
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻨﻔﺴﻪ.
٤٩
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٨ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٢٨
٥٠
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٨ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٢٩
٥١
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٨ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣٠
٥٢
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٨ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣١
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٦٩٣
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﺘﺅﺩﻯ ﺍﻟﺭﻋﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﺍﻟﻤﺒﻜﺭﺓ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺯﻴﺯ ﻓﺭﺹ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ
ﺍﻟﺴﺭﻴﻊ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﺨﻔﻴﺽ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل.
ﻭﺜﺎﻟﺜﺎ ﻴﺠﻭﺯ ﺘﺨﻔﻴﺽ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ١٩٨٣ﺃﻭ ﺭﻓﻀﻪ "ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻤﻘـﺩﻡ
ﺍﻟﻁﻠﺏ"" )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ .(٧ﻭﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﻫﻲ ﺃﻨﻪ ﻨﻅﺭﺍ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ "ﻫﻭ ﺇﺠﺭﺍﺀ
ﻤﻥ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻏﻴﺭ ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺭﺍﺀ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﻟﻸﻓـﺭﺍﺩ
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻌﻭﻟﻬﻡ" .ﻭﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻤﺎ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﺩﻭل ﻤﻥ ﻤﻨﺢ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ "ﺒﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ
٥٣
ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻌﻭﻟﻬﻡ.
"ﺒﺴﺒﺏ ﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻘﺩﻡ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻗﺒل ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺃﻭ ﺃﺜﻨﺎﺌﻬﺎ ﺃﻭ ﺒﻌـﺩﻫﺎ ﺃﻭ ﺴـﻠﻭﻜﻪ ﻓﻴﻤـﺎ ﻴﺘﺼـل
ﺒﺎﻹﺼﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﻓﺎﺓ" – ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (١)٨؛
ﺒﺴﺒﺏ ﺘﻭﺭﻁ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻘﺩﻡ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺃﻭ ﻋﻀﻭﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺘﺭﺘﻜـﺏ ﺠـﺭﺍﺌﻡ
ﻋﻨﻑ" -ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (٢)٨؛
"ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﺎﺌﺯﺓ ﺍﻭ ﺠﺎﺌﺯﺓ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﺘﺘﻨﺎﻗﺽ ﻤﻊ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺃﻭ ﻤﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ) ordre
– "(publicﺍﻟﻤﺎﺩﺓ .(٣)٨
ﻭﻴﺘﺼل ﺃﻭل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺒﺎﻟﺴﻠﻭﻙ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠـﻕ ﺒﺎﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ ﺃﻭ
ﺒﺎﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺩ ﻭ "ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺴﺒﺏ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ ﻤﺜـل ﺍﻟﺘﺼـﺭﻑ
ﺍﻻﺴﺘﻔﺯﺍﺯﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻨﻲ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺸﺎﺫﺓ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺒﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻋﻨﻔﺎ ﺃﺴﻭﺃ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻓﻌـل ﺍﻨﺘﻘـﺎﻤﻲ
ﺇﺠﺭﺍﻤﻲ ﻜﻤﺎ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﻬﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺒﺴﻠﻭﻜﻪ ﻓﻲ ﺘﺴﺒﻴﺏ ﺃﻭ ﺘﻔﺎﻗﻡ ﺍﻟﻀﺭﺭ )ﻤﺜل ﺭﻓـﺽ
ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻁﺒﻲ ﺒﺩﻭﻥ ﺴﺒﺏ ﻤﻌﻘﻭل(" .ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺴﺒﺏ ﺁﺨﺭ ﻟﺘﺨﻔﻴﺽ ﺃﻭ ﺤﺠﺏ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻭﻫﻭ
٥٤
ﺭﻓﺽ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ "ﺇﺒﻼﻍ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺒﺎﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺃﻭ ﺭﻓﻀﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ".
ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻟﺘﺨﻔﻴﺽ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺭﻓﺽ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ "ﻤﻨﺘﻤﻴـﺎ
ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ )ﻤﺜل ﺍﻻﺘﺠﺎﺭ ﺒﺎﻟﻤﺨﺩﺭﺍﺕ( ﺃﻭ ﻟﻠﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﺃﻋﻤـﺎل ﺍﻟﻌﻨـﻑ )ﻤﺜـل
ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺒﻴﺔ(" .ﻭﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ "ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻭﺼﻔﻪ ﻓﺎﻗﺩﺍ ﻟﺘﻌﺎﻁﻑ ﺃﻭ ﺘﻀﺎﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺒﺄﻜﻤﻠﻪ ]ﻭﻴﻤﻜﻥ[ ﺭﻓﺽ ﺩﻓﻊ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻟﻪ ﺃﻭ ﺩﻓﻊ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﺨﻔﺽ ﺤﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺴـﺒﺒﺕ
٥٥
ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺼﻠﺔ ﺍﺘﺼﺎﻻ ﻤﺒﺎﺸﺭﺍ ﺒﺎﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ".
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺃﻥ ﺘﺨﻔﺽ ﺃﻭ ﺘﺭﻓﺽ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻨﻔﺭ ﻤﻥ
ﺫﻟﻙ ﺤﺎﺴﺔ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺃﻭ ﻴﺘﻨﺎﻗﺽ ﺫﻟﻙ ﻤﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ) .(ordre publicﻭﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺘﺤﺘﻔﻅ ﺍﻟـﺩﻭل
ﺒﻬﺎﻤﺵ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ﻓﻲ ﻤﻨﺢ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺭﻓﻀﻪ "ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ
ﺃﻥ ﺃﻱ ﺒﺎﺩﺭﺓ ﻟﻠﺘﻀﺎﻤﻥ ﺴﺘﺘﻨﺎﻗﺽ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺴﺘﺘﻨﺎﻗﺽ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴـﻴﺔ
ﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ" .ﻭﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل "ﻴﻤﻜﻥ ﺭﻓﺽ ﺩﻓﻊ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻟﻤﺠﺭﻡ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﻗﻊ ﻀﺤﻴﺔ ﺠﺭﻴﻤﺔ
ﻋﻨﻑ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺄﻨﺸﻁﺘﻪ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻴﺔ ٥٦".ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤـﺫﻜﻭﺭﺓ ﺃﻋـﻼﻩ
ﻟﺘﺨﻔﻴﺽ ﺃﻭ ﺭﻓﺽ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﻨﻁﺒﻕ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻴﻥ ﻟﻠﻀـﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟـﺫﻴﻥ
٥٧
ﻴﻤﻭﺘﻭﻥ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﻋﻨﻴﻔﺔ.
٥٣
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺘﺎﻥ ،٩-٨ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣٢
٥٤
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٩ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣٤
٥٥
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٩ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣٥
٥٦
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٩ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣٦
٥٧
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٩ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣٧
٦٩٤ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻤﺴﺎﺌل ﺃﺨﺭﻯ ﺫﺍﺕ ﺼﻠﺔ :ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﺤﻜﺎﻤﺎ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺘﺠﻨﺏ ﺍﺯﺩﻭﺍﺝ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭﻨﻘـل
ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭﻴﻥ ،ﻭﺘﺘﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﺨﻁﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻼﺌﻤﺔ "ﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋـﻥ
ﻤﺨﻁﻁ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻟﻤﻘﺩﻤﻲ ﺍﻟﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﻴﻥ" )ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ .(١١-٩
ﻭﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻭﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺠﻨﺏ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺯﺩﻭﺝ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٩ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ "ﻴﻤﻜـﻥ
ﺨﺼﻡ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺒﻕ ﺩﻓﻌﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺴـﺘﺤﻕ ﻤـﻥ
ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ .ﻭﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺨﺼﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ٥٨".ﻭﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺩﻭل
ﺃﻥ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﺃﻥ ﻴﻌﻴﺩ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻜﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﺠﺯﺌﻴﺎ ﻤﺎ ﺘﻠﻘﺎﻩ ﻤﻥ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺒﻌﺩ ﺘﻌﻭﻴﻀـﻪ ﻤـﻥ ﺍﻷﻤـﻭﺍل
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺤﺴﺏ ﻤﺒﺎﻟﻎ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺩﻓﻭﻋﺔ ٥٩.ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻨﺸﺄ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜـﺎل "ﻋﻨـﺩ ﺤﺼـﻭل
ﻀﺤﻴﺔ ﻴﻌﺎﻨﻰ ﻤﻥ ﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻨﺘﻅﺎﺭﺍ ﻟﻘﺭﺍﺭ ﺒﺸﺄﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻀـﺩ ﻤﺠـﺭﻡ ﺃﻭ
ﻭﻜﺎﻟﺔ ]ﺃﻭ ﻋﻨﺩﻤﺎ[ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻟﻜﻥ
٦٠
ﺘﻡ ﺘﻌﻘﺒﻪ ﻭﺇﺩﺍﻨﺘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻭﻗﺎﻡ ﺒﺩﻓﻊ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻜﺎﻤل ﺃﻭ ﺠﺯﺌﻲ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ".
ﻭﻟﻜﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺨﻁﻁﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻔﻴﺩﺓ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻌﻠـﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬـﻭﺭ ﺒﻭﺠﻭﺩﻫـﺎ .ﻭﻟﻜـﻥ
ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻜﺸﻔﺕ ﻋﻥ ﻨﺩﺭﺓ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺨﻁﻁﺎﺕ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺠﻬل ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﻬﺎ ٦١.ﻭﻟﻌﻼﺝ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ
ﺘﻔﺭﺽ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١١ﻭﺍﺠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺇﺘﺎﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﻥ ﻤﺨﻁﻁـﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﻴﻥ .ﻭﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻱ ﻓﺈﻥ "ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻋﻥ ﺘﻌﺭﻴﻑ
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺒﺤﻘﻭﻗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﻭﺍﻟﻭﻜﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻤﺒﺎﺸـﺭﺓ
ﺒﻌﺩ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ )ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻭﻗﺎﻀﻰ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﻤﻜﺘﺏ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺦ( .ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜـﻭﻥ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ،ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺸﺭﻫﺎ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ،ﻤﺘﺎﺤﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻭﻜﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻴﻬـﺎ
ﺃﻥ ﺘﻭﺯﻋﻬﺎ ﻜﻠﻤﺎ ﺃﻤﻜﻥ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ٦٢".ﻭﺘﺅﺩﻯ ﻭﺴﺎﺌﻁ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻴﺔ ﺃﻴﻀـﺎ ﺩﻭﺭﺍ
٦٣
ﻤﻔﻴﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﺔ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ.
ﻴﻤﺜل ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺩﻓﻭﻉ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻋﻤﺎ ﻴﺼﻴﺒﻬﻡ ﻤﻥ ﻀﺭﺭ ﺠﺴﺩﻱ ﺃﻭ ﻨﻔﺴﻲ
ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻋﺘﺭﺍﻓﺎ ﻫﺎﻤﺎ ﺒﺎﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ﺒﺎﻟﻀﺤﻴﺔ.
ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻻ ﻴﺘﻭﺍﻓﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺒﺎﻟﻜﺎﻤل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﺜل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺘﻘﺩﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﻟﻸﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻌﻭﻟﻬﻡ
ﺤﺴﺏ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻀﻁﻠﻊ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﻤﺠﻠﺱ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺒﺎﻟﺘﺯﺍﻡ
ﺘﻌﺎﻫﺩﻱ ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﺘﻭﻓﺭ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ
ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺃﺨﺭﻯ.
ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺨﻔﻴﻀﻪ ﺃﻭ ﺭﻓﻀﻪ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺠﻤﻠﺔ ﺃﻤﻭﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺴﻠﻭﻙ
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ
ﻤﻌﺭﻭﻓﺎ ﺒﺎﻨﺨﺭﺍﻁﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻤﺜل ﺍﻻﺘﺠﺎﺭ ﺒﺎﻟﻤﺨﺩﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ.
٥٨
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٩ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣٨
٥٩
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٠ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣٩
٦٠
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻨﻔﺴﻪ.
٦١
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ١٠ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٤٢
٦٢
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻨﻔﺴﻪ.
٦٣
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ.
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٦٩٥
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
٤-٤-٢ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻗﺩ ﻴﺤﺘﺎﺠﻭﻥ ﺃﻴﻀـﺎ ﺇﻟـﻰ
ﺭﻋﺎﻴﺔ ﻁﺒﻴﺔ ﻓﻭﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﺍﻷﺠل ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺃﺸﻜﺎل ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ .ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﻤﻭﻀﻊ
ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١٤ﻤﻥ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
"ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻤﺎ ﻴﻠﺯﻡ ﻤﻥ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﻁﺒﻴﺔ ﻭﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﺨـﻼل
ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻁﻭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ".
ﻭﻴﺘﻭﺨﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﺃﻴﻀـﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌـﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ .ﻭﻴﻤﻜﻥ ﻋﻤل ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺃﻭ ﻭﻜﺎﻻﺕ ﻤﺤﻠﻴـﺔ
ﻗﻭﻴﺔ ﺘﻀﻡ ﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻥ ﻤﺩﺭﺒﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ٦٤.ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﺒـﺎﻴﻥ
ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻭﺤﺴﺏ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻹﻴﺫﺍﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﺭﺽ ﻟﻪ .ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻀـﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻀـﺤﺎﻴﺎ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺒﻴﻥ ﻴﺘﻁﻠﺒﻭﻥ ﻋﻭﻨﺎ ﻁﺒﻴﺎ ﺴﺭﻴﻌﺎ .ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻭﻥ ﺠﻭﻫﺭﻱ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺴﺠﻴل ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ ﻋﻠـﻰ
٦٥
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻷﻏﺭﺍﺽ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ.
ﻭﺘﺅﻜﺩ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١٧ﻤﻥ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ "ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﺩﻯ ﺘﻘـﺩﻴﻡ ﺍﻟﺨـﺩﻤﺎﺕ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺇﻴﻼﺀ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻟﻤﻥ ﻟﻬﻡ ﺍﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﻴﺒﻭﺍ ﺒـﻪ" ﺃﻭ
ﺒﺴﺒﺏ ﻋﻭﺍﻤل ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﻟﻸﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ٣ﻤﻥ ﺍﻹﻋﻼﻥ .ﻭﺒﺎﻟﻔﻌل ﻗﺩ ﺘﺤﺘـﺎﺝ ﺒﻌـﺽ
ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻤﺜل ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻼﺠﺎ ﻤﺘﺨﺼﺼﺎ ﻴﺸﻤل ﺩﻋﻤﺎ ﺸﻌﻭﺭﻴﺎ ﻁﻭﻴل ﺍﻷﺠل ﻤﻥ
ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻴﻥ ﺫﻭﻯ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻻﻏﺘﺼﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل .ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻴﻀـﺎ
ﺃﻥ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺨﻁﻴﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻁﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻴﺭﻭﺱ ﻨﻘـﺹ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﺔ/ﺍﻹﻴﺩﺯ ٦٦.ﻭﻓﻰ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻻ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺒﻴﺔ ﻓﻘﻁ ﺇﻟﻰ ﻋﻼﺝ ﻁﺒﻲ ﻁﻭﻴل
ﻭﻟﻜﻨﻬﻡ ﻴﺤﺘﺎﺠﻭﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﻓﻭﺭﻴﺔ ﻭﻁﻭﻴﻠﺔ ﺍﻷﺠل ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﻬﻨﻴﻴﻥ ﻤﺩﺭﺒﻴﻥ ﺘﺩﺭﻴﺒﺎ ﺨﺎﺼـﺎ
ﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﻤﻊ ﺍﻟﺼﺩﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺭﻭﺍ ﺒﻬﺎ .ﻭﻗﺩ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻤﺜـل
ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻹﺭﻫﺎﺒﻴﺔ ﻤﻌﺩﺍﺕ ﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻤﺜل ﺍﻹﻴﻭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺅﻗﺕ ﻭﺃﻤﺎﻜﻥ ﺤﻔﻅ ﺍﻟﺠﺜﺙ ﻭﻨﻘﺎﻁ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻐﺫﺍﺀ ﻭﻤـﺎ
ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ .ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﻤﺴﺘﻌﺩﺓ ﻟﻠﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺒﺄﻥ ﺘﻀﻊ ﺨﻁـﻁ ﻁـﻭﺍﺭﺉ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼﻌﺩﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﺘﻀﻊ ﻗﻭﺍﺌﻡ ﻴﺠﺭﻯ ﺘﺤﺩﻴﺜﻬﺎ ﺒﺎﻨﺘﻅـﺎﻡ ﻟﻤﻌﺭﻓـﺔ ﺍﻟﻤﻌـﺩﺍﺕ
٦٧
ﻭﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺅﻫﻠﻴﻥ.
ﻭﻗﺩ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺃﻴﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻤﻌﻭﻨﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ .ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ
ﺴﺭﻗﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯل ﻗﺩ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﺇﺼﻼﺡ ﺍﻷﻗﻔﺎل ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻁﻭﺒﺔ ﻭﻗﺩ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺤﺭﻴـﻕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤـﺩ ﺃﻭ
ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺍﻟﻤﻨﺯﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻴﻭﺍﺀ ﻤﺅﻗﺕ ٦٨.ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺁﺨﺭﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﻋﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺒﻌﺩ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻭﻕ ﺃﻭ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻤﻨﺯﻟﻴﺔ ﻭ/ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻓـﻲ ﺭﻋﺎﻴـﺔ
ﺼﻐﺎﺭ ﺍﻷﻁﻔﺎل.
ﻭﻟﻜﻲ ﺘﻌﻤل ﻤﺨﻁﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺒﻜﻔﺎﺀﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﺃﻤﺭ ﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺘﻡ
ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻜل ﺃﻗﺴﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل .ﻭﺘﻨﺹ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١٥ﻤﻥ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
"ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺇﺒﻼﻍ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺒﻤﺩﻯ ﺘﻭﻓﺭ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴـﺎﻋﺩﺍﺕ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺘﺎﺡ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺒﺴﻬﻭﻟﺔ".
٦٤
ﺍﻨﻅﺭ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،A/CONF.144/20ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ،ﺩﻟﻴل ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﻴﻥ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢٣ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٩٢
٦٥
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢٥ﺍﻟﻔﻘﺭﺘﺎﻥ .١٠٠-٩٩
٦٦
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢٥ﺍﻟﻔﻘﺭﺘﺎﻥ .١٠٢-١٠١
٦٧
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢٦ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٠٤
٦٨
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢٦ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٠٧
٦٩٦ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﺃﻋﻼﻩ ﻓﺈﻥ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺘﺩﺭﻴﺏ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﻌﺎﻤﻠﻭﻥ ﻤﻊ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻫﺎﻤﺔ
ﺃﻴﻀﺎ ﻭﺘﻨﺹ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١٦ﻤﻥ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
"ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﻠﻘﻰ ﻤﻭﻅﻔﻭ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻭﻏﻴـﺭﻫﻡ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﺘﺩﺭﻴﺒﺎ ﻟﺘﻭﻋﻴﺘﻬﻡ ﺒﺎﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ،ﻭﻤﺒﺎﺩﺉ ﺘﻭﺠﻴﻬﻴﺔ ﻟﻀـﻤﺎﻥ ﺘﻘـﺩﻴﻡ
ﺍﻟﻤﻌﻭﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻔﻭﺭﻴﺔ".
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻤﺜـل ﺍﻟﻘﻀـﺎﺓ
ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ﻤﺩﺭﺒﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻡ ﺼﺤﻴﺢ ﻷﺜﺭ ﺍﻟﺼﺩﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻠﻔﻬـﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ
ﻋﻠﻰ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭ .ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﺒﺄﺤﻜـﺎﻡ ﻤﺨﻁﻁـﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﺔ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻜﻔﺎﻟﺔ ﺘﺯﻭﻴﺩ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﺒﻬـﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤـﺎﺕ ﺒﺼـﻭﺭﺓ
ﻤﺘﺼﻠﺔ ﻭﻓﻌﺎﻟﺔ.
ﺘﺘﺒﺎﻴﻥ ﺍﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺘﺸﻤل ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﺫﺍﺕ
ﻁﺎﺒﻊ ﻤﺎﺩﻱ ﻭﻁﺒﻲ ﻭﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﻭﺘﺘﺒﺎﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺤﺴﺏ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻭﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ .ﻭﻤﻥ ﺃﺠل
ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻤﻌﻭﻨﺔ ﺍﻟﻔﻭﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻴﺠﺏ ﺘﻭﻋﻴﺔ ﻜل ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻤل ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ﺒﺎﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ
ﻭﻤﺨﻁﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﺔ.
٦٩ﻴﺴﺘﻨﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻓﻘﻁ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺴﺭﺘﻬﺎ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺭﺼﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ .ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻓﻲ ﻋﺩﺓ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ؛ ﺍﻨﻅﺭ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،E/CN.4/2000/62 .
ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺭﺩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻟﻠﻤﻘﺭﺭ ﺍﻟﺨﺎﺹ،
ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻡ .ﺸﺭﻴﻑ ﺒﺴﻴﻭﻨﻰ؛ ﺍﻨﻅﺭ ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺭﻓﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻬﻴﺔ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل
ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﻭﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ.
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٦٩٧
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
١-٣ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ
ﺘﻘﻭل ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١٨ﻤﻥ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
"ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻤﺼﻁﻠﺢ "ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ" ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﺼﻴﺒﻭﺍ ﺒﻀﺭﺭ ﻓﺭﺩﻴﺎ ﺃﻭ ﺠﻤﺎﻋﻴﺎ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ
ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﺎﺓ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ ﺒﺩﺭﺠـﺔ
ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ،ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺃﻓﻌﺎل ﺃﻭ ﺤﺎﻻﺕ ﺇﻫﻤﺎل ﻻ ﺘﺸﻜل ﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ
ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﺸﻜل ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﻟﻠﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘـﺭﻑ ﺒﻬـﺎ
ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﺤﺘﺭﺍﻡ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ".
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻏﺭﻴﺏ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻤﺎ ﻭﺫﻟﻙ ﺃﻭﻻ ﻷﻨﻪ ﻴﺒﺩﻭ ﻭﻜﺄﻨﻪ ﻴﻔﺘﺭﺽ ﺃﻥ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜـﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌـﺎﻴﻴﺭ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺘﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ .ﻭﻫﺫﺍ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻟﻴﺱ ﺼﺤﻴﺤﺎ .ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜـﺎﺕ
ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺤﺩﺙ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻤﺜل ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﺎﺕ .ﻭﺘﺸﻤل ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺫﺍﺕ ﺼﻠﺔ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﻗـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤـل ﻭﻗـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻀـﻤﺎﻥ
ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ.
ﻭﺜﺎﻨﻴﺎ ،ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻌل ﻤﺎ ﺃﻭ ﺇﻫﻤﺎل ﻓﻌل ﻤﺎ ﻤﺘﻌﺎﺭﻀﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﻴﻅل ﻴﺸﻜل ﻤﻊ ﺫﻟـﻙ
ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ .ﻭﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒـﺩﺃ ﺍﻋﺘﺒـﺎﺭ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﺴﺅﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻋﻥ ﻓﻌل ﺃﻭ ﺇﻫﻤﺎل ﻓﻌل ﻴﻨﺘﻬﻙ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﺘـﺭﻑ ﺒﻬـﺎ
ﺩﻭﻟﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﻭﻓﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺴﺒﻴل ﺍﻨﺘﺼﺎﻑ ﻓﻌﺎل ﻟﻀﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻙ.
ﻭﺜﺎﻟﺜﺎ ﺘﺜﻴﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ "ﺒﺩﺭﺠﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ" ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻓﻬﻤﻬﺎ
ﻓﻬﻤﺎ ﻜﺎﻓﻴﺎ ﻓﻲ ﺸﻜل ﻤﺠﺭﺩ .ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺃﻭ ﺇﻫﻤﺎل ﺍﻟﻔﻌل ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻗﺩ ﻴﻨﺘﻬﻙ ﻤﻌـﺎﻴﻴﺭ ﺤﻘـﻭﻕ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺤﺭﻤﺎﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ "ﺒﺩﺭﺠﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ" .ﻓﺎﻟﻀﺤﻴﺔ ﻴﻅل "ﻀﺤﻴﺔ" ﻓﻲ ﻤﻔﻬﻭﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻼﻨﺘﻬﺎﻙ ﺘﺘﺒﺎﻴﻥ ﺒﻨﺎ ﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ .ﻭﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺭﺩ ﺍﻟﺤـﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ
ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻬﻴﺌﺔ ﺭﺼﺩ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻤﺜﻼ ﺃﻥ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺒﻌﻴﻨﻬﺎ ﺍﻋﺘﺭﺍﻓﺎ ﻜﺎﻓﻴﺎ ﺒﺎﻟﻀﺭﺭ
ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ .ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺨﻁﻴﺭﺓ ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﻜﻤﺎ ﺴﻴﺘﻀﺢ ﺃﺩﻨﺎﻩ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ
ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻟﻌﻼﺝ ،ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﺘﺨﻔﻴﻑ ،ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺭﺒـﺎﺌﻬﻡ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﻴﻥ.
ﻭﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺃﻨﻪ ﺴﻴﺘﻌﻴﻥ ﻷﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻋﺘﻨﺎﻕ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺃﺒﺴﻁ
ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻋﻥ "ﻀﺤﻴﺔ" ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ:
"ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ" ﻫﻭ ﺸﺨﺹ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻪ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ
ﺒﻬﺎ ﻭﻁﻨﻴﺎ ﺃﻭ ﺩﻭﻟﻴﺎ ﻟﻼﻨﺘﻬﺎﻙ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓﻌل ﺃﻭ ﺇﻫﻤﺎل ﻓﻌل ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ.
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ "ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ" ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﺤﺩ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺎﻨﻰ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺤﺩﻭﺙ ﺍﺨﺘﻔﺎﺀ ﻭ/ﺃﻭ ﻗﺘل ﺘﻌﺴﻔﻲ .ﻭﻗﺩ ﻗﺒﻠﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﻠـﺩﺍﻥ
ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻤﻬﺎﺕ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﺤﻘﻭﻕ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺒﺎﻟﻤﺜل .ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﺘﻌﺎﻨﻰ ﺍﻷﻤﻬﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺯﻥ ﺍﻟﻌﻤﻴﻕ ﻭﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﻭﺍﻷﻟﻡ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺨﻁﻴـﺭﺓ
ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﺸﻜل ﺒﺤﻕ ﺫﺍﺘﻪ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎ ﻟﺤﻘﻬﻥ ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﺴﻭﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟـﺫﻱ ﺘﺤﻅـﺭﻩ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٧ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ٢ﻤﻥ
٧٠
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٥ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٣ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ.
٧٠ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺭﻗﻡ .١٩٨١/١٠٧ﻜﻴﻨﺘﺭﻭﺱ ﻀﺩ ﺃﻭﺭﻭﻏﻭﺍﻱ )ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻓﻲ ٢١ﺘﻤﻭﺯ/ﻴﻭﻟﻴﻪ (١٩٨٣ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ
ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ، A/38/40 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢٢٤ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١٤؛ I-A Court HR, Case of Villagrán Morales et al., judgment of November 19,
٦٩٨ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
*****
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺠﺎﻨﺏ ﺨﻁﻴﺭ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺴﻭﺀ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻤﺜـل ﺍﻨﺘﻬﺎﻜـﺎﺕ ﺤﻘـﻭﻕ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻴﺭﺘﻜﺒﻬﺎ – ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﺘﺭﺘﻜﺏ ﺒﻤﻌﺭﻓﺔ – ﺃﺸﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﻴﻨﺘﻅﺭ ﻤﻨﻬﻡ
ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺤﻘﻭﻗﻪ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﻬﺎ .ﻭﺒﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﺤﺩﺙ ﺍﻟﻐﺩﺭ ﻤﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﺤل ﺜﻘﺔ .ﻭﺘﺼـﺒﺢ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ
ﺃﻜﺜﺭ ﻤﺩﻋﺎﺓ ﻟﻠﻘﻠﻕ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺤﺩﺙ ﺒل ﻭﺘﻨﺘﺸﺭ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺃﻤﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻭﺤﺭﻴﺘﻪ ﻜﻤﺎ
ﻴﺤﺩﺙ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻻﺨﺘﻁﺎﻑ ﻭﺍﻻﺨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻘﺴﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺠﺎﻨﺒﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟـﺔ.
ﻭﻋﻨﺩﺌﺫ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺜﺭ ﺇﻴﺫﺍﺀ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺃﻋﻤﻕ ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﺘﺄﺜﺭ ﻋﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻜـﻭﻥ ﺍﻷﺸـﺨﺎﺹ
"ﻤﺠﺭﺩ" ﻀﺤﺎﻴﺎ ﻟﻠﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ .ﻭﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻋﻨﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺭﻋﺎﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻴﺼﺒﺢ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﻬﻡ ﻷﻏﺭﺍﺽ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺭﺍﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﺎﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺏ ﻭﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺘﻠﻑ
ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﻌﻭﻨﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ.
١-٢-٣ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ
ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ
ﺘﺘﻌﻬﺩ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﻁﺭﻑ "ﺒﺎﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺒﻜﻔﺎﻟﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﻴﻥ
ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﻭﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﻥ ﻓﻲ ﻭﻻﻴﺘﻬﺎ" )ﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩ ﻤﻀﺎﻑ( .ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻨﺩ ﺘﻔﺴـﻴﺭﻫﺎ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ "ﻟﻔﺕ ﺍﻨﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻻ ﻴﻘﺘﺼـﺭ ﻋﻠـﻰ
ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺘﻌﻬﺩﺕ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﻜﻔﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻟﺠﻤﻴـﻊ ﺍﻷﻓـﺭﺍﺩ
ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﻥ ﻓﻲ ﻭﻻﻴﺘﻬﺎ .ﻭﻴﺴﺘﺩﻋﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺃﻨﺸﻁﺔ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻟﺘﻤﻜﻴﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻤـﻥ
ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ٧١".ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻴﻨﺸﺊ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺎﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺒﺘﺤﻘﻴـﻕ ﺍﻟﺘﻤﺘـﻊ
1999, Series C, No. 63, pp. 179-180, paras. 176-177; Eur. Court HR, Case of Kurt v. Turkey, judgment of 25 May 1998, Reports
.1998-III, pp. 1187-1188, paras. 130-134
٧١ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﻗﻡ ) ٣ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ – ٢ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ( ،ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،HRI/GEN/1/Rev.5 :ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻫﺩﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ )ﻭﻴﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﺩﻨﺎﻩ ﺒﺎﺴﻡ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ(،
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١١٢ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١؛ ﻭﺃﻀﻴﻑ ﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩ.
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٦٩٩
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺩﺍﺨل ﻭﻻﻴﺘﻬﺎ .ﻭﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠـﻰ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﺠـﺏ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻨﻲ
ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺒﺄﻥ ﺘﻌﻤل ﺒﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ
٧٢
ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻭﻤﻼﺤﻘﺔ ﻤﺭﺘﻜﺒﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
٢-٢-٣ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺘﺒﺩﻭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻷﻓﺭﻴﻘﻲ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻷﻭل ﻭﻫﻠﺔ
ﻭﻜﺄﻨﻬﺎ ﺘﺴﺘﻌﻤل ﻟﻐﺔ ﻗﻁﻌﻴﺔ ﺒﺩﺭﺠﺔ ﺃﻗل ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ ﻋﻨـﺩﻤﺎ ﺘﻌﻠـﻥ ﺃﻥ ﺍﻟـﺩﻭل
ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ "ﺘﻌﺘﺭﻑ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺭﺴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﻭﺘﻀﻁﻠﻊ ﺒﺎﻋﺘﻤـﺎﺩ ﺍﻟﺘـﺩﺍﺒﻴﺭ
ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻫﺎ" .ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ "ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻷﺨﺭﻯ" ﺘﻭﺤﻲ ﺒﺄﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻴﺴﺘﺘﺒﻊ
ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎ ﻭﺍﻀﺤﺎ ﻻﺘﺨﺎﺫ ﺨﻁﻭﺍﺕ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻟﻼﻤﺘﺜﺎل ﻟﻼﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ .ﻭﺃﻜﺩﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻷﻓﺭﻴﻘﻴـﺔ
ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻭﺼﻠﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻻ ﺘﻜﺘﻔﻲ ،ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ١
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻷﻓﺭﻴﻘﻲ" ،ﺒﺎﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ]ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ[ ﺘﺘﻌﻬﺩ ﺃﻴﻀﺎ
٧٣
ﺒﺎﺤﺘﺭﺍﻤﻬﺎ ﻭﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻫﺎ".
ﻭﻴﺠﺏ ﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩ ﻜﻘﺎﻋﺩﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ "ﺒﺎﺤﺘﺭﺍﻡ" ﻭ "ﻜﻔﺎﻟﺔ" ﺤﻘـﻭﻕ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻻ ﺘﺭﺩ ﺒﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺼﺭﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺘﺘﺤﻤل ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺤﺎل ﻭﺍﺠﺒﺎ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺎ ﺒﺄﺩﺍﺀ
ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺎﻫﺩﻴﺔ ﺒﻨﻴﺔ ﺤﺴﻨﺔ .ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺭﻑ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺎﺴﻡ pacta
،sunt servandaﻗﺩ ﺘﻡ ﺘﻜﺭﻴﺴﻬﺎ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢٦ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﭭﻴﻴﻨﺎ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﻭﻫـﻰ ﺘﻨﻁﺒـﻕ
ﻁﺒﻌﺎ ﻭﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻜﻤﺎ ﺘﻨﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ .ﻓﺎﻹﺨﻔـﺎﻕ
ﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﻤﻨﻊ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻋﺎﺓ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻘﻭﻡ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﻋﻠـﻰ
ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺒﺈﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻴﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﻘﻭﺽ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺎﻫﺩﻴﺔ ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻬﺎ
ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺨﺭﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ.
*****
ﻭﺘﺴﺘﻌﻤل ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺘﺫﻜﺭ ﺒﺎﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻌﻤﻠﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ "ﺘﺘﻌﻬﺩ ...ﺒﺄﻥ ﺘﺤﺘﺭﻡ ﺍﻟﺤﻘـﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴـﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻭﺒﺄﻥ ﺘﻀﻤﻥ ﻟﻜل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺨﺎﻀﻌﻴﻥ ﻟﻭﻻﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺓ ﻭﺍﻟﻜﺎﻤﻠـﺔ
ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺘﻤﻴﻴﺯ" )ﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩ ﻤﻀﺎﻑ(.
ﻭﻗﺩ ﻓﺴﺭﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻓﻴﻼﺴـﻜﻭﻴﺱ
ﺭﻭﺩﺭﻴﻐﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﺨﺘﻔﺎﺀ ﻭﺍﺤﺘﻤﺎل ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻓﻴﻼﺴﻜﻭﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻤﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴـﺔ
ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﻫﻨﺩﻭﺭﺍﺱ .ﻭﻓﻰ ﺼﺩﺩ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ "ﺒﺎﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ" ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ
ﺃﻜﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ "ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘﺘﻘﻴﺩ ﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺩﺓ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴـﺎﻥ ﺼـﻔﺎﺕ
ﻤﻼﺯﻤﺔ ﻟﻠﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺘﻌﻠﻭ ﻋﻠﻰ ﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ".ﻭﻴﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ "ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘـﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴـﺎﻥ
٧٤
ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺸﻤل ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺘﻘﻴﻴﺩ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ".
٧٢ﺍﻨﻅﺭ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺭﻗﻡ ،١٩٩٨/٨٢١ﺸﻨﻐﻭﻯ ﻀﺩ ﺯﺍﻤﺒﻴﺎ )ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻓﻲ ٢٥ﺘﺸﺭﻴﻥ ﺍﻷﻭل/ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ (٢٠٠٠ﻓﻲ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ
ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ) A/56/40 ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ( ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٤٣ﺍﻟﻔﻘﺭﺘﺎﻥ .٨-٧
ACHPR, Avocats Sans Frontières (on behalf of Gaëtan Bwampamye) v. Burundi, Communication No.231/99 decision adopted ٧٣
during the 28th Ordinary session, 23 October – 6 November 2000, para. 31 of the decision as published at:
.http://www1.umn.edu/humanrts/africa/comcases/231-99.html
٧٤
.I-A Court HR, Velásquez Rodríguez Case, judgment of July 29, 1988, Series C, No. 4, pp. 151-152, para. 165
٧٠٠ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ "ﺒﻜﻔﺎﻟﺔ" ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺓ ﻭﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠﺤﻘـﻭﻕ ﺍﻟﻤﻀـﻤﻭﻨﺔ ﻓـﻲ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ
"ﺘﻨﻁﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻲ ﻭﻋﻤﻭﻤـﺎ ﺘﻨﻅـﻴﻡ ﻜـل
ﺍﻟﻬﻴﺎﻜل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻡ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﻗﻀﺎﺌﻴﺎ ﻜﻔﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﺤﺭ
ﻭﺍﻟﻜﺎﻤل ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ .ﻭﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁـﺭﺍﻑ ﺃﻥ ﺘﻤﻨـﻊ ﺃﻱ
ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﺘﺤﻘﻕ ﻓﻴﻪ ﻭﺃﻥ ﺘﻌﺎﻗـﺏ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺃﻥ ﺘﺴـﻌﻰ
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺇﻥ ﺃﻤﻜﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻙ ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺤﺴـﺏ ﺍﻷﻀـﺭﺍﺭ
٧٥
ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻙ".
ﻭﺍﻷﻤﺭ "ﺍﻟﺤﺎﺴﻡ" ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺎ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴـﺔ ﻗـﺩ ﺘﻌـﺭﺽ
ﻟﻼﻨﺘﻬﺎﻙ ﻫﻭ ،ﺒﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ،ﻤﺎ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻙ ﻗﺩ ﺤﺩﺙ "ﺒﺩﻋﻡ ﻤﻥ ﺴﻜﻭﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﻤـﺎ ﺇﻥ ﻜﺎﻨـﺕ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻗﺩ ﺴﻤﺤﺕ ﺒﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻔﻌل ﺩﻭﻥ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻟﻤﻨﻌﻪ ﺃﻭ ﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋﻨﻪ" ٧٧.ﻭﺍﻟﺘﻌﻬﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ
ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺘﺸﻜل ﺒﺫﻟﻙ ﺸﺒﻜﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻭﻴﻀﻴﺔ ﺒﻬﺩﻑ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻭﺴﺘﻌﺎﻟﺞ ﻜﻠﻬﺎ ﺒﻤﺯﻴـﺩ ﻤـﻥ
ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﺃﺩﻨﺎﻩ.
*****
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ "ﺘﻀـﻤﻥ ﺍﻷﻁـﺭﺍﻑ
ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﺓ ﻟﻜل ﺸﺨﺹ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻘﻀﺎﺀﻫﺎ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠـﺯﺀ ﺍﻷﻭل ﻤـﻥ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ" )ﺃﻀﻴﻑ ﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩ( .ﻭﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻤﺴﺘﻘل ﻟﻤﺼﻁﻠﺢ "ﺘﻀـﻤﻥ" ﻓـﻲ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ١ﻓﻀـﻠﺕ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﺘﺭﺒﻁ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﺒﺎﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻓـﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴـﺔ
ﻭﻤﻠﺤﻘﺎﺘﻬﺎ .ﻭﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻋﻨﺩ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻜﻔﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺭﺃﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ " ٢ﻻ ﺘﺄﻤﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻘﻁ ﺒﺎﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ
ﻤﺘﻌﻤﺩﺓ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﺄﻤﺭﻫﺎ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺎﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﺨﻁﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻼﺌﻤﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺸـﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻭﺠـﻭﺩﻴﻥ
ﺩﺍﺨل ﻭﻻﻴﺘﻬﺎ ٧٨".ﻭﺍﺴﺘﻌﻤﻠﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
"ﻴﻨﻁﻭﻱ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﺘﺤﻤل ﻭﺍﺠﺒﺎ ﺃﻭﻟﻴﺎ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻭﻀـﻊ
ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﺭﺩﻉ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﻀﺩ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻭﺘﻌﺯﺯﻫﺎ ﺁﻟﻴـﺔ ﺇﻨﻔـﺎﺫ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻤﻨﻊ ﺨﺭﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻭﻗﻤﻌﻪ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ .ﻭﻴﻤﺘﺩ ﺫﻟـﻙ ﺃﻴﻀـﺎ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﻼﺌﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺇﻴﺠﺎﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺒﺎﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﺘﺸﻐﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻴﺔ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ
٧٩
ﺃﻱ ﻓﺭﺩ ﺃﻭ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻟﻠﺨﻁﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﻓﺭﺩ ﺁﺨﺭ".
٧٥
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٥٢ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٦٦
٧٦
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٥٢ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٦٧
٧٧
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٥٤ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٧٣
Eur. Court HR, Case of Mahmut Kaya v. Turkey, judgment of 28 March 2000, para. 85 of the text of the judgment as published ٧٨
.at: http://echr.coe.int/
٧٩
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻨﻔﺴﻪ.؛ ﻭﺃﻀﻴﻑ ﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩ.
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٧٠١
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﻓﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﻤﺎﻜﺎﻥ ﻭﺁﺨﺭﻴﻥ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺃﻋﻠﻨﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ "ﺃﻱ ﺤﻅﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻋﺎﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻘﺘل ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻴﺭﺘﻜﺒﻪ ﻭﻜﻼﺀ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﻭﺠـﻭﺩ ﺇﺠـﺭﺍﺀﺍﺕ
ﻻﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻤﻬﻠﻜﺔ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ .ﻭﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ]ﻓﻲ
ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ [٢ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻘﺭﺃ ﺒﺎﻻﻗﺘﺭﺍﻥ ﺒﺎﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١ﻤـﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴـﺔ
"ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓﻲ )ﻫﺫﻩ( ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻟﻜل ﺸﺨﺹ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻘﻀﺎﺀﻫﺎ" ﻴﺘﻁﻠﺏ ﻀﻤﻨﺎ ﻭﺠﻭﺩ ﺸـﻜل
ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ ﺍﻟﻔﻌﺎل ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻗﺘل ﺃﺸﺨﺎﺹ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﻭﻜﻼﺀ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ
٨٠
ﻏﻴﺭﻫﻡ".
ﻭﻟﻜﻲ ﺘﻀﻤﻥ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺈﻨﻬـﺎ
ﺘﺘﺤﻤل ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎ ﺒﺎﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻗﻤﻌﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒـﺔ
ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻭﻴﺠﺩﺭ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺃﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻤﻨﻊ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻀﺩ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻟﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﻥ
ﺨﻼل ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻟﻠﻭﻗﺎﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺩ ﻴﻨﻁﻭﻱ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﻓﺭﺩﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺘـﺩﺍﺒﻴﺭ
ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻁﺎﺒﻊ ﻋﻤﻠﻲ )ﺍﻨﻅﺭ ﺃﺩﻨﺎﻩ ،ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﻔﺭﻋﻲ .(٣-٣
ﻭﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ "ﻤﻼﺯﻤﺔ ﻟﻼﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﺤﻘـﻭﻕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴـﺔ" ٨١ﺒﻤﻭﺠـﺏ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻻ ﺘﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻟﻜﻥ ﻗﺩ ﺘﺭﺘﺏ ﺃﻴﻀﺎ ﺁﺜﺎﺭﺍ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ
ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻤﺜل ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﺘﻌﺫﻴﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٨٢،٣ﻭﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٨٣٨ﻭﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ٨٤١٠ﻭﺍﻟﺤـﻕ ﻓـﻲ ﺤﺭﻴـﺔ
ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻭﺤﺭﻴﺔ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ .٨٥١١ﻭﻟﻜﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﻨﻁـﺎﻕ ﻫـﺫﻩ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤـﺎﺕ
ﻴﺘﻭﻗﻔﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻕ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻭﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﺩﺍﻭﻟﺔ.
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴـﺔ
ﻭﻤﻠﺤﻘﺎﺘﻬﺎ ﻗﺩ ﻴﺴﺘﺘﺒﻊ ﺃﻴﻀﺎ ﻭﺍﺠﺒﺎ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﺓ ﺒﺎﺘﺨﺎﺫ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺘﻠـﻙ
٨٦
ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺒﺼﻔﺘﻬﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ.
٨٠
.Eur. Court HR, McCann and Others v. the United Kingdom, judgment of 27 September 1995, Series A, No. 324, p. 49, para. 161
Eur. Court HR, Case of Ozgur Gundem v. Turkey, judgment of 16 March 2000, para. 42 of the text of the judgment as ٨١
.published at: http://echr.coe.int/
٨٢
.Eur. Court HR, Case of Assenov and Others v. Bulgaria, judgment of 28 October 1998, Reports 1998-VIII, p. 3290, para. 102
٨٣
.Eur. Court HR, Case of Gaskin v. the United Kingdom, judgment of 7 July 1989, Series A, No. 160, pp. 16-20, paras. 41-49
٨٤ﺍﻨﻅﺭ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل Eur. Court HR, Case of Ozgur Gundem v. Turkey, judgment of 16 March 2000, para. 43, as published at
.http://echr.coe.int/
.Eur. Court HR, Case of the Plattform “Ärzte für das Leben” v. Austria, judgment of 21 June 1988, Series A, No. 139, p. 12, para. 32 ٨٥
Eur. Court HR, Case of X and Y v. the Netherlands, judgment of 26 March 1985, Series A, No. 91 ٨٦ﻭﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻭﺍﺠﺏ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﺇﻴﺠﺎﺒﻲ ﺒﻜﻔﺎﻟﺔ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﻔﺘﺎﺓ ﻤﻌﻭﻗﺔ ﺫﻫﻨﻴﺎ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻟﻼﻏﺘﺼﺎﺏ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺘﻤﻜﻥ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﻤﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻀﺩ ﻤﺭﺘﻜﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻐﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺘﺸﻜل ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ٨ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٤
ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣٠ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ : Eur. Court HR, A. v. the United Kingdom, judgment of 23 September 1998, Reports 1998-VIﻭﻓﻰ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻟﻡ ﻴﻨﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻁﻔل ﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﻀﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﺯﻭﺝ ﺃﻤﻪ؛ ﻭﻜﺎﻥ "ﺍﻹﺨﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ" ﻴﺸﻜل ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎ
ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ٣ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢٧٠٠ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٢٤
٧٠٢ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺘﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﺩﻭل
ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺒﻭﺍﺠﺏ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺩﺍﺨل ﻭﻻﻴﺘﻬﺎ.
ﻭﺘﺘﺄﻟﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻊ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻤﻼﺤﻘﺘﻬﺎ ﻗﻀﺎﺌﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎﻫﺎ.
ﻭﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻤﻼﺯﻤﺔ ﻟﻠﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻷﻱ ﺤﻕ ﻤﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻴﻌﺘﺭﻑ ﺒﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ.
ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﻔﻌﺎل ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺫﻟﻙ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺇﺩﺍﺭﻴـﺔ
ﻭﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﻋﺒﺭ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ٨٨ﻭﺫﻟﻙ ﺤﺴﺏ ﺍﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ
ﻭﻤﺸﺎﻜﻠﻪ ﻭﻅﺭﻭﻓﻪ .ﻭﺘﺭﺩ ﺃﺩﻨﺎﻩ ﺒﻌﺽ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﺇﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺭﺼﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺤـﺎﻻﺕ
ﺍﻟﻘﺘل ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻭﺤﺎﻻﺕ ﺍﻻﺨﺘﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ.
١-٣-٣ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ
ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻡ ﺘﻘﻡ ﺒﺼﻴﺎﻏﺔ ﺁﺭﺍﺌﻬﺎ ﺒﺸﺄﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓﻲ
ﻤﻨﻊ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﺸﺩﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﻤﺴﺎﺌل ﻤﺤﺩﺩﺓ.
ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﺘﻘﺎﺭﻴﺭﻫﺎ ﺍﻟﺩﻭﺭﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﺒﻠﻎ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺒﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋـﻥ "ﺍﻟﺘـﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﺘﺸـﺭﻴﻌﻴﺔ
ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺨﺫﻫﺎ ﻟﻤﻨﻊ ﻭﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ" ﻭﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻤﻥ
ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ٨٩.ﻭﺒﺘﺤﺩﻴـﺩ ﺃﻜﺒـﺭ ﺃﻭﺼـﺕ
ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻭﺯﺒﻜﺴﺘﺎﻥ "ﺒﺈﻗﺎﻤﺔ ﻨﻅﺎﻡ ﻤﺴﺘﻘل ﻟﺭﺼﺩ ﻭﺘﻔﺘﻴﺵ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺯ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺒﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ
ﺃﺴﺎﺱ ﻤﻨﺘﻅﻡ ﺒﻐﺭﺽ ﻤﻨﻊ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺇﺴﺎﺀﺓ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻤﻥ ﺠﺎﻨـﺏ ﻤـﻭﻅﻔﻲ ﺘﻨﻔﻴـﺫ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ" ٩٠.ﻭﺃﻋﻠﻨﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
٨٧ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺅﺩﻴﻪ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺭﻡ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﻭﻕ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ ﺍﻨﻅﺭ :ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ ،ﻓﻲ
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،A/56/18 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٥٩ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣٤٩
٨٨ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﻋﺒﺭ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻷﻏﺭﺍﺽ ﻤﻨﻊ ﺍﻻﺘﺠﺎﺭ ﺒﺎﻟﻤﺭﺃﺓ :ﺍﻨﻅﺭ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ،ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ
ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،A/55/38 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٣٨ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣٧٢
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﻗﻡ ) ٢٠ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،(٧ﻓﻲ :ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٤٠ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٨ ٨٩
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ) A/56/40 ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ( ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٦٠ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٧ ٩٠
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٧٠٣
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
" -٣ﺘﺘﺴﻡ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺘﻌﺴﻔﻴﺎ ،ﻭﻫﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺘﻀﻴﻬﺎ ﺼﺭﺍﺤﺔ
...ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٦ﺒﺄﻫﻤﻴﺔ ﻗﺼﻭﻯ .ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻨﻪ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠـﺩﻭل ﺍﻷﻁـﺭﺍﻑ ﺃﻥ
ﺘﺘﺨﺫ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻻ ﺘﻘﻑ ﻋﻨﺩ ﺤﺩ ﻤﻨﻊ ﻭﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺒﺴﺒﺏ ﺃﻋﻤﺎل ﺇﺠﺭﺍﻤﻴﺔ ﻭﻟﻜـﻥ
ﺃﻴﻀﺎ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﻘﺘل ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻬﺎ .ﻭﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ
ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻴﺘﺴﻡ ﺒﺄﻗﺼﻰ ﻗﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﻭﺭﺓ .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴـﻨﺹ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﻨﺼﺎ ﺼﺎﺭﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﻭﺘﻘﻴﻴﺩ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺤﺭﻤﺎﻥ ﺸﺨﺹ ﻤﻥ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻋﻠﻰ
٩١
ﻴﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ:.
ﻭﻓﻰ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ " ،ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﺘﺘﺨﺫ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻭﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻤﻨـﻊ ﺍﺨﺘﻔـﺎﺀ
ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﻫﻭ ﺃﻤﺭ ﺃﺼﺒﺢ ﻟﻸﺴﻑ ﺸﺎﺌﻌﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻭﻴﺅﺩﻯ ﻓﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺤﺭﻤﺎﻥ ﺘﻌﺴﻔﻲ ﻤـﻥ
٩٢
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ".
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﺘﺨﻠﺹ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﻁﺭﻑ ﻗﺩ ﺍﻨﺘﻬﻜﺕ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺘﻬﺎ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻓـﻲ ﺃﻱ
ﺒﻼﻍ ﻴﻌﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﻠﺤﻕ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭﻱ ﻟﻠﻌﻬﺩ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﻘﻭﻡ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺒﺈﺒﻼﻍ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴـﺔ
٩٣
ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺘﺘﺤﻤل ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎ ﺒﻤﻨﻊ ﺤﺩﻭﺙ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل.
٢-٣-٣ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ
ﻗﺎﻤﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺘﺤﻠﻴل ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﺒﻘﺩﺭ ﺃﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﻓـﻲ
ﻗﻀﻴﺔ ﻓﻴﻼﺴﻜﻭﻴﺱ ﺭﻭﺩﺭﻴﻐﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﻜﻤﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺄﻥ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻁﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
"ﺘﺘﺤﻤل ﻭﺍﺠﺒﺎ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺎ ﺒﺎﺘﺨﺎﺫ ﺨﻁﻭﺍﺕ ﻤﺴﺅﻭﻟﺔ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﺘﺎﺤـﺔ
ﺘﺤﺕ ﺘﺼﺭﻓﻬﺎ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺒﺘﺤﻘﻴﻕ ﺠﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﺭﺘﻜﺒﺕ ﺩﺍﺨل ﺤﺩﻭﺩ ﻭﻻﻴﺘﻬﺎ ﻟﺘﻌﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴـﺅﻭﻟﻴﻥ ﻭﻓـﺭﺽ
ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﻼﺌﻤﺔ ﻭﻜﻔﺎﻟﺔ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺘﻌﻭﻴﻀﺎ ﻜﺎﻓﻴﺎ" ٩٤.ﻭﺃﻀﺎﻓﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻤﺭﺍ ﻫﺎﻤﺎ ﻭﻫﻭ ﺃﻥ:
" -١٧٥ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻴﺸﻤل ﻜل ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻱ
ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺯﺯ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺘﻜﻔل ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻭﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺃﻴﺔ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜـﺎﺕ ﺒﻭﺼـﻔﻬﺎ
ﺃﻓﻌﺎﻻ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ،ﻗﺩ ﺘﺅﺩﻯ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺘﻌـﻭﻴﺽ
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ .ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﻭﻀﻊ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﺒﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘـﺩﺍﺒﻴﺭ ﻨﻅـﺭﺍ
ﻷﻨﻬﺎ ﺘﺘﺒﺎﻴﻥ ﻤﻊ ﺘﺒﺎﻴﻥ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﻅﺭﻭﻑ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﻁﺭﻑ .ﻭﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻓﺈﻨﻪ ﻤﻊ ﺇﻟﺯﺍﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﻤﻨﻊ
ﺍﻟﺘﻌﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﺒﻌﻴﻨﻪ ﻻ ﻴﺜﺒﺕ ﺒﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﺍﻹﺨﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﺍﺘﺨـﺎﺫ
ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻴﺔ .ﻭﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﺈﻥ ﺇﺨﻀﺎﻉ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ ﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺭﺴﻤﻴﺔ ﻗﻤﻌﻴﺔ ﺘﻤـﺎﺭﺱ
ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﺍﻻﻏﺘﻴﺎل ﺩﻭﻥ ﻋﻘﺎﺏ ﻫﻭ ﺒﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﺨﺭﻗﺎ ﻟﻭﺍﺠﺏ ﻤﻨﻊ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﺤﻕ ﻓـﻲ ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ
ﻭﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﺠﺴﺩﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺹ ﺤﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﻟﻠﺘﻌﺫﻴﺏ ﺃﻭ
٩٥
ﺍﻻﻏﺘﻴﺎل ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻤﻠﻤﻭﺴﺔ".
ﻭﻓﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﻁﻔﺎل ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋـﻥ
ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺘﻌﺴﻔﻴﺎ ﻭﺃﻜﺩﺕ ﻋﻠـﻰ "ﺍﻟﺨﻁـﻭﺭﺓ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﻗﻡ ) ٦ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،(٦ﻓﻲ :ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١١٥ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣ ٩١
٩٢
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١١٥ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٤
٩٣ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺭﻗﻡ ،١٩٩٦/٦٨٧ﺭﻭﺨﺎﺱ ﻏﺎﺭﺴﻴﺎ ﻀﺩ ﻜﻭﻟﻭﻤﺒﻴﺎ )ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻓﻲ ٣ﻨﻴﺴﺎﻥ/ﺃﺒﺭﻴل (٢٠٠١ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ
ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ) A/56/40 ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ( ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٥٤ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١٢ﻭﺍﻟﺒﻼﻍ ﺭﻗﻡ ،١٩٩٨/٨٢١ﺸﻭﻨﻐﻭﻯ ﻀﺩ ﺯﺍﻤﺒﻴﺎ )ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻓﻲ ٢٥ﺘﺸﺭﻴﻥ
ﺍﻷﻭل/ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ،٢٠٠٠ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٤٣ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٧
٩٤
.I-A Court HR, Velásquez Rodríguez Case, judgment of July 29, 1988, Series C, No. 4, p. 155, para. 174
٩٥
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٥٥ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٧٥
٧٠٤ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ" ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺸﺘﻤﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻁﺎﻑ ﻋﺩﺓ ﺃﻁﻔﺎل ﻭﺘﻌﺫﻴﺒﻬﻡ ﻭﻗﺘﻠﻬﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜـﺎ
٩٦
ﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ "ﻓﻲ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺨﺎﺼﺔ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﺩﺍﺨل ﻭﻻﻴﺘﻬﺎ".
ﻭﺃﺒﺭﺯﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻷﻏـﺭﺍﺽ
ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺃﻤﺭ ﺍﻹﺤﻀﺎﺭ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ،ﻭﻫﺩﻓﻪ "ﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﻜﻔﺎﻟﺔ ﺍﺤﺘـﺭﺍﻡ
ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﺠﺴﺩﻴﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﻴﻤﺘﺩ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﺨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺃﻭ ﺇﺒﻘﺎﺀ ﻤﻜﺎﻥ ﻭﺠﻭﺩﻩ
٩٧
ﺴﺭﺍ ﻭﻜﻔﺎﻟﺔ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﺎﻑ".
*****
ﻭﻓﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﻗﺎﻴﺎ ﻀﺩ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﺨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻭﻤﻭﺘﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺇﺜﺭ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺘﻭﺼـﻠﺕ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻊ ﺍﻗﺘﺭﺍﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺒﺤﻅﺭ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ :٣
" -١١٥ﺇﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﺓ ﺒﻤﻭﺠـﺏ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ١ﺒـﺄﻥ
ﺘﻀﻤﻥ ...ﻟﻜل ﺸﺨﺹ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻘﻀﺎﺀﻫﺎ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ،ﻤﻘﺘﺭﻨـﺔ
ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ،٣ﺘﺘﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﻜﻔﺎﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﺇﺨﻀﺎﻉ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﻥ
ﻓﻲ ﻭﻻﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﺘﻌﺫﻴﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻬﻴﻨﺔ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟـﻙ ﺴـﻭﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠـﺔ
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺒﺼﻔﺘﻬﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ...ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ
ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺨﻔﻕ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻓﻲ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ...ﺃﻭ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺨﻔﻕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﺘﺨﺎﺫ
ﺍﻟﺨﻁﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭﻟﺔ ﻟﺘﺠﻨﺏ ﺨﻁﺭ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﻠﻡ ﺒﻭﺠﻭﺩﻩ ﺃﻭ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻬـﺎ ﺃﻥ ﺘﻌﻠـﻡ
ﺒﻭﺠﻭﺩﻩ ...
-١١٦ﻭﺘﺠﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﻋﻠﻤﺕ ﺃﻭ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﺤﺴﻥ ﻗﺎﻴـﺎ ﻜـﺎﻥ
ﻤﻌﺭﻀﺎ ﻟﻼﺴﺘﻬﺩﺍﻑ ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻼﺸﺘﺒﺎﻩ ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﻤﻪ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻟﻠﺠﺭﺤﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﻜﺭﺩﻱ . PKK
ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻹﺨﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻭﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﻁـﺎﺭ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺴﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻀﻪ ﻟﻠﺨﻁﺭ ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﻟﻺﻋﺩﺍﻡ ﺒﺩﻭﻥ ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﻟﺴﻭﺀ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﻏﻴﺭ ﻤﻁﺎﻟﺒﻴﻥ ﺒﺘﺒﺭﻴﺭ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻡ .ﻭﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤـﺔ
٩٨
ﻤﺴﺅﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻨﻰ ﻤﻨﻬﺎ ﺤﺴﻥ ﻗﺎﻴﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﺨﺘﻔﺎﺌﻪ ﻭﻗﺒﻴل ﻭﻓﺎﺘﻪ".
ﻭﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺃﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﻤﻨﻊ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴﺘـﺄﻟﻑ ﻤـﻥ
ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻻ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﻭﻅﻔﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺤﺩﻫﻡ ﻭﻟﻜﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺃﺸﺨﺎﺹ
ﺒﺼﻔﺘﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ .ﻭﺒﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺒﺴﻴﻁﺔ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺃﻻ ﺘﻀﻊ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ ﻓﻲ ﻤﻭﻗﻑ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻓﻴﻪ ﻟﺨﻁﺭ
ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺘﺘﻨﺎﻗﺽ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٣ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ.
*****
ﻭﻓﻰ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻹﺸﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ ﻭﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﻤﻨﻊ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘـﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴـﺎﻥ
ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﺒﺎﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺨﻁﻴﺭﺓ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﺍﻻﺨﺘﻁﺎﻑ ﻭﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺘﻌﺴﻔﻴﺎ ﻓـﺈﻥ
ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻤﻨﻊ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﻴﻨﻁﺒﻕ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ.
I-A Court HR, Villagrán Morales et al. Case (the “Street Children” case), judgment of November 19, 1999, Series C, No. 63, ٩٦
.pp. 170-171, paras. 145-146
٩٧
.I-A Court HR, Suárez Rosero Case, judgment of November 12, 1997, Series C, No. 35, p. 75, para. 65.
Eur. Court HR, Case of Mahmut Kaya v. Turkey, judgment of 28 March 2000, paras. 115-116 of the text of the judgment as ٩٨
.published at http://echr.coe.int/
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٧٠٥
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﺍﺠﺏ ﻤﻨﻊ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﻤﻼﺯﻡ ﻟﻠﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺒﻜﻔﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ
ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ.
ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻁﺎﺒﻊ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﺃﻭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺃﻭ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﺃﻭ ﺜﻘﺎﻓﻲ ﺃﻭ
ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺃﻭ ﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺃﻭ ﻋﻼﺠﻲ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻠﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ.
ﻭﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺠﺏ ﻤﻨﻊ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﻋﺩﻡ ﺘﻌﺭﻴﺽ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ
ﻟﻅﺭﻭﻑ ﻴﺘﻬﺩﺩﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﺨﻁﺭ ﺍﻻﺨﺘﻔﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺘل ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻗﺎﻡ ﺃﻓﺭﺍﺩ
ﺒﺼﻔﺘﻬﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺒﺎﺭﺘﻜﺎﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ
ﻭﻓﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﻨﺠﺩ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻭﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻤﺨﺘﺎﺭﺓ ﺘﻘﺩﻡ ﻟﻨﺎ ﻓﻜﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﻷﻫﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻌﻠﻘﻬـﺎ
ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺭﺼﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻭﻓﺭ ﺴﺒل ﺍﻨﺘﺼﺎﻑ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴـﺎﻥ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺼـﻌﻴﺩ
ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ.
١-٤-٣ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ
ﻜﺎﻥ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٨ﻤﻥ ﺍﻹﻋـﻼﻥ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻟﻜل ﺸﺨﺹ "ﺤﻕ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤـﺎﻜﻡ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼـﺔ
ﻹﻨﺼﺎﻓﻪ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻤﻥ ﺃﻴﺔ ﺃﻋﻤﺎل ﺘﻨﺘﻬﻙ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻨﺤﻬﺎ ﺇﻴﺎﻩ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ" .ﻭﺃﺩﺭﺝ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﺤﻕ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ٣ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟـﺫﻱ ﺘﺘﻌﻬـﺩ
ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﻁﺭﻑ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻬﺩ:
ﺒﺄﻥ ﺘﻜﻔل ﺘﻭﻓﺭ ﺴﺒﻴل ﻓﻌﺎل ﻟﻠﺘﻅﻠﻡ ﻷﻱ ﺸﺨﺹ ﺍﻨﺘﻬﻜﺕ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﺃﻭ ﺤﺭﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ")ﺃ(
ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﺼﺩﺭ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻙ ﻋﻥ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﻴﺘﺼﺭﻓﻭﻥ ﺒﺼﻔﺘﻬﻡ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ؛
)ﺏ( ﺒﺄﻥ ﺘﻜﻔل ﻟﻜل ﻤﺘﻅﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺃﻥ ﺘﺒﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺩﻋﻰ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﻬﺎ ﺴﻠﻁﺔ
ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﺃﻭ ﺇﺩﺍﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﻤﺨﺘﺼﺔ ،ﺃﻭ ﺃﻴﺔ ﺴﻠﻁﺔ ﻤﺨﺘﺼﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻨﻅـﺎﻡ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ،ﻭﺒﺄﻥ ﺘﻨﻤﻰ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ؛
ﺒﺄﻥ ﺘﻜﻔل ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺈﻨﻔﺎﺫ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺘﻅﻠﻤﻴﻥ". )ﺝ(
ﻭﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺃﻥ ﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﺔ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻌﺎﻟـﺔ
ﻭﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻨﻔﻴﺫﻫﺎ ﻤﻜﻔﻭﻻ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ .ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﻋﻠـﻰ ﺴـﺒﻴل
ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﺃﻭ ﺇﺩﺍﺭﻴﺔ ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺃﻱ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻟﻠﻔﻘﺭﺓ ) ٣ﺏ( ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﺒﺩﻗﺔ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﻴﻥ ﺒﺼﻴﺎﻏﺔ
ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻴﻔﻀﻠﻭﻥ ﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ .ﻭﻴﺠﺩﺭ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻷﻏﺭﺍﺽ ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل ﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﺴـﺘﻨﻔﺎﺫ ﻭﺴـﺎﺌل
٧٠٦ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )٢ﺏ( ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٥ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻠﺤﻕ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭﻱ ﻟﻠﻌﻬﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ
ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺘﻌﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺯﻋﻭﻡ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺒﺎﻟﻠﺠﻭﺀ ﻓﻘﻁ ﺇﻟﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺴﺒل ﻤﻥ ﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺘﻨﻁﻭﻱ ﻋﻠﻰ "ﺇﻤﻜﺎﻨﺎﺕ ﻤﻌﻘﻭﻟﺔ" ﻟﻜﻲ ﺘﻜﻭﻥ "ﻓﻌﺎﻟﺔ" .ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘـﺩﻋﻰ
٩٩
ﻭﺠﻭﺩ ﺴﺒل ﺍﻨﺘﺼﺎﻑ ﺃﻥ ﺘﺜﺒﺕ ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ.
ﻭﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺘﺎﺡ ﻟﻜل ﺍﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺒﺎﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻜﻔﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬـﺩ
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﺴﺒل ﺍﻨﺘﺼﺎﻑ ﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻭﻓﻌﺎﻟﺔ ﻭﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﻤﺤﺎﻴﺩﺓ ﻴﺘﺴﻡ ﺒﺈﻟﺤـﺎﺡ ﺨـﺎﺹ ﻟﻸﺸـﺨﺎﺹ
ﺍﻟﻤﺤﺭﻭﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺤﺭﻴﺘﻬﻡ .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺃﻜﺩﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻀـﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﻀـﻤﺎﻨﺎﺕ ﻭﺴـﺒل
ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﻸﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺤﺘﺠﺯﻴﻥ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﻜل ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻅﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ٧ﻤـﻥ ﺍﻟﻌﻬـﺩ ،ﺃﻱ
ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻘﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻼﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻴﻨﺔ .ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﻤﺜﻼ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻋﻨﺩ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺘﻘﺎﺭﻴﺭﻫﺎ
ﺍﻟﺩﻭﺭﻴﺔ "ﺃﻥ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻀﻤﻥ ﺒﻬﺎ ﻨﻅﺎﻤﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻀﻤﺎﻨﺎ ﻓﻌﺎﻻ ﺍﻹﻨﻬﺎﺀ ﺍﻟﻔﻭﺭﻱ ﻟﻜل ﺍﻷﻋﻤﺎل
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻅﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٧ﻭﺃﻥ ﺘﺸﻴﺭ ﺃﻴﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﺍﻟﻤﻼﺌﻡ" ١٠٠.ﻭﺘﺭﻯ ﺍﻟﻠﺠﻨـﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺤـﻕ ﻓـﻲ ﺭﻓـﻊ
ﺍﻟﺸﻜﺎﻭﻯ ﻀﺩ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﻅﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ " ٧ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﺘﺭﻓﺎ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠـﻲ" ﻭﺃﻥ
ﺍﻟﺸﻜﺎﻭﻯ
"ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻔﻭﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻴﺩ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻟﻜﻲ ﻴﻜﻭﻥ
١٠١
ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﻓﻌﺎﻻ".
ﻭﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ "ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻘﺩﻡ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻋﻥ ﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﺔ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ
ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻭﻋﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺘﺒﻌﻬﺎ ﻤﻘﺩﻤﻭ ﺍﻟﺸﻜﺎﻭﻯ ﻭﻋﻥ ﺍﻹﺤﺼﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘـﺔ ﺒﻌـﺩﺩ
١٠٢
ﺍﻟﺸﻜﺎﻭﻯ ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻜﺎﻭﻯ".
ﻭﺸﻌﺭﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ "ﺒﻘﻠﻕ ﻋﻤﻴﻕ ﻤﻥ ﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺒﺸﻜل ﻤﻔـﺭﻁ" ﻤـﻥ ﺠﺎﻨـﺏ
ﻤﻭﻅﻔﻲ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻓﻲ ﻓﻨﺯﻭﻴﻼ ﻭﻗﻠﻘﻬﺎ ﻤﻥ "ﺍﻟﺘﺄﺨﻴﺭ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ" ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ "ﻓـﻲ ﺍﻻﺴـﺘﺠﺎﺒﺔ
ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ]ﻭﻗﻠﻘﻬﺎ ﻤﻥ[ ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ .ﻭﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﻟﻴﺱ ﺒﺩﻴﻼ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ .ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺃﻥ ﺘﻨﺸﺊ ﻫﻴﺌﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻤﺨﻭﻟﺔ ﺒﺘﻠﻘﻰ ﻭﺒﺤـﺙ ﻜـل
ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﻔﺭﻁﺔ ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺇﺴﺎﺀﺓ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺴـﻠﻁﺔ ﻤـﻥ ﺠﺎﻨـﺏ
١٠٣
ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻭﻗﻭﺍﺕ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﺘﺒﻊ ﺫﻟﻙ ،ﺤﺴﺏ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎﺀ ،ﻤﻼﺤﻘﺔ ﻤﻥ ﻴﺒﺩﻭ ﻤﺴﺅﻭﻻ ﻋﻨﻬﺎ".
ﻭﺃﻋﺭﺒﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻥ ﻗﻠﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺘﺭﻴﻨﻴﺩﺍﺩ ﻭﺘﻭﺒﺎﻏﻭ "ﺒﺴـﺒﺏ ﻋـﺩﻡ ﻭﺠـﻭﺩ ﻭﺴـﺎﺌل
ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ )ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ،ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻟﻠﻤﺎﺩﺘﻴﻥ ٣-٢ﻭ
٢٦ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ .ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻜﻔل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺘﻭﻓﺭ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﻟﻜل ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
١٠٤
ﺘﻨﺩﺭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﻓﺭﻫﺎ ﻫﺎﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﺎﻥ".
*****
ﻭﺘﺘﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﻀﺭﻭﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻘﺎﺴﻴﺔ
ﺃﻭ ﺍﻟﻼﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻬﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﻁﺭﻑ ﺃﻥ ﺘﻀﻤﻥ
٩٩ﺍﻨﻅﺭ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺭﻗﻡ ﺕ ٤ /١ﻭ .ﺘﻭﺭﻴﺱ ﺭﺍﻤﻴﺭﺱ ﻀﺩ ﺃﻭﺭﻭﻏﻭﺍﻱ )ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻓﻲ ٢٣ﺘﻤﻭﺯ/ﻴﻭﻟﻴﻪ (١٩٨٠ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ
ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،A/35/40 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺘﺎﻥ ،١٢٣-١٢٢ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٥
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﻗﻡ ) ٢٠ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،(٧ﻓﻲ :ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٤١ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٤ ١٠٠
١٠١
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻨﻔﺴﻪ.
١٠٢
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ.
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ) A/56/40 ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺍﻷﻭل( ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٥٠ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٨ ١٠٣
١٠٤
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٣٢ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٠
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٧٠٧
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
"ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻷﻱ ﻓﺭﺩ ﻴﺩﻋﻰ ﺒﺄﻨﻪ ﻗﺩ ﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﺘﻌﺫﻴﺏ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻭﻻﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻀـﺎﺌﻴﺔ
ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻊ ﺸﻜﻭﻯ ﺇﻟﻰ ﺴﻠﻁﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻭﻓﻰ ﺃﻥ ﺘﻨﻅﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﻓـﻲ ﺤﺎﻟﺘـﻪ
ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺴﺭﻋﺔ ﻭﺒﻨﺯﺍﻫﺔ .ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﺨﻁﻭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﻘﺩﻡ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ
ﻭﺍﻟﺸﻬﻭﺩ ﻤﻥ ﻜﺎﻓﺔ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺨﻭﻴﻑ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺸﻜﻭﺍﻩ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺃﺩﻟﺔ ﻗﺩﻤﻬﺎ".
ﻭﺃﻭﺼﺕ ﻟﺠﻨﺔ ﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﺃﻥ ﺘﻀﻊ ﺍﻟﺼﻴﻥ "ﻨﻅﺎﻤﺎ ﺸﺎﻤﻼ ...ﻻﺴﺘﻌﺭﺍﺽ
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﺎﻭﻯ ﻤﻥ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻨـﻭﻉ ﻤـﻥ ﺃﻨـﻭﺍﻉ ﺍﻻﺤﺘﺠـﺎﺯ
ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ ﺒﻔﻌﺎﻟﻴﺔ" ١٠٥.ﻭﺃﻭﺼﺕ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻷﺭﺩﻥ "ﺒﺄﻥ ﺘﻭﺍﺼل ﺘﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻕ
ﺍﻟﻤﺤﺘﺠﺯﻴﻥ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻭﺼﻭﻟﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﻴﺨﺘـﺎﺭﻭﻨﻬﻡ" ١٠٦.ﻭﺒـﺎﻟﻁﺒﻊ ﻓـﺈﻥ
ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻬﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺃﻤﺭ ﺠﻭﻫﺭﻱ ﻫﻭ ﺍﻵﺨﺭ ﻟﺘﻤﻜﻴﻥ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺯ ﻟﻠـﺩﻓﺎﻉ
ﻋﻥ ﺤﻘﻭﻗﻬﻡ .ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺭﺤﺒﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺒﻘﻴﺎﻡ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺒﻨﻤﺎ ﺒﺈﻨﺸﺎﺀ "ﻨﻅﺎﻡ ’ﺼﻨﺩﻭﻕ ﺒﺭﻴﺩ ﺍﻟﺴﺠﻥ‘"
١٠٧
ﻟﺘﺴﻬﻴل ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺴﺠﻨﺎﺀ ﻟﺤﻘﻬﻡ ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺸﻜﺎﻭﻯ ﻭﺍﻻﻟﺘﻤﺎﺴﺎﺕ".
*****
ﻭﺘﻔﺭﺽ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٦ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﺸـﻜﺎل ﺍﻟﺘﻤﻴﻴـﺯ ﺍﻟﻌﻨﺼـﺭﻱ ﻫـﻲ
ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻭﺍﺠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻟﻜﻲ ﺘﻜﻔل ﻟﻜل ﺇﻨﺴﺎﻥ "ﺤﻕ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ
ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻟﺤﻤﺎﻴﺘﻪ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﺤﻴﻑ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻓﻌﺎل ﺒﺼﺩﺩ ﺃﻱ ﻋﻤل ﻤﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﻤﻴﻴـﺯ
ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎ ﻟﻤﺎ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻭﻴﺘﻨﺎﻓﻰ ﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴـﺔ" .ﻭﻓـﻰ
ﺼﺩﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﺃﻭﺼﺕ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ "ﺒﻤﻭﺍﺼﻠﺔ ﺠﻬﻭﺩﻩ ﻹﻨﺸـﺎﺀ ﻨﻅـﺎﻡ
ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻤﺤﻠﻲ ﻴﻨﻔﺫ ﺘﻤﺎﻤﺎ ]ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ٤ﻭ ٥ﻭ [٦ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻭﻴﻜﻔل ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺍﻟﻔﻌﺎل ﻭﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﻭﺴـﺎﺌل
ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻀﺩ ﺃﻱ ﺃﻋﻤﺎل ﻤﻥ ﺃﻋﻤـﺎل
ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ ﻭﻤﺎ ﻴﺘﺼل ﺒﻪ ﻤﻥ ﺘﺴﺎﻤﺢ" ١٠٨.ﻭﺃﻭﺼﺕ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٦ﺒـﺄﻥ ﺘﻘـﻭﻡ ﻓﺭﻨﺴـﺎ
"ﺒﺘﻌﺯﻴﺯ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﺔ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ" ١٠٩.ﻭﺒﺩﺃﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﺘﺄﺨﺫ ﻓﻲ
ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ "ﺃﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﻥ" .ﻭﺴﻭﻑ ﺘﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﺩﺩ "ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍ ﺨﺎﺼﺎ" ،ﻓـﻲ
١١٠
ﺠﻤﻠﺔ ﺃﻤﻭﺭ ،ﺇﻟﻰ "ﺘﻭﻓﺭ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﻭﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻜﺎﻭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ ﻭﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻴﻬﺎ".
*****
ﻭﺘﺘﻌﻬﺩ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )ﺝ( ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﺸﻜﺎل
ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺒﻔﺭﺽ "ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻤﻊ ﺍﻟﺭﺠل ،ﻭﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴـﺔ
ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ ،ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺫﺍﺕ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺩ ،ﻤﻥ ﺃﻱ ﻋﻤـل
ﺘﻤﻴﻴﺯﻱ" .ﻭﺤﺜﺕ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺒﻴﻼﺭﻭﺱ ﻋﻠﻰ "ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻨﺘﺼﺎﻑ ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ
ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﺒﺴﻬﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻤل ]ﻭ[ ﺘﺤﺴﻴﻥ
ﻨﻔﺎﺫ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﺒل ﻟﻼﻨﺘﺼﺎﻑ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ،ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺴﻬﻴل ﺍﻟﻤﻌﻭﻨﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴـﺔ
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،A/51/44 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢٤ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )١٥٠ﺏ(. ١٠٥
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،A/50/44 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢٤ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )٧٤ﺏ(. ١٠٦
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،A/53/44 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢٢ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٢١٥ ١٠٧
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،A/56/18 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٤١ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٢١٠ ١٠٨
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،A/55/18 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢٧ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٠٣ ١٠٩
١١٠ﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ )ﺃﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﻥ( ﻓﻲ :ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ،
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٩٥ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )٤ﺩ(.
٧٠٨ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ ﻭﺒﺩﺀ ﺤﻤﻼﺕ ﺘﻭﻋﻴﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ" ١١١.ﻭﺃﻭﺼﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻴﺭﻭﻥ ﺃﻴﻀﺎ "ﺒﺄﻥ ﺘﻭﻓﺭ ﺴﺒل ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﺇﻟﻰ ﻭﺴﺎﺌل
١١٢
ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ" ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﻌﻨﻑ.
*****
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻤﺎ ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﻼﺤﻅ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﻥ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ
ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ٢٧ﻤﻥ ﺍﻟﺠـﺯﺀ ﺍﻷﻭل
ﻤﻥ ﺇﻋﻼﻥ ﻭﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﻋﻤل ﭭﻴﻴﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﻓﻘﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺒﺘﻭﺍﻓﻕ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ:
"ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺘﻭﻓﺭ ﺇﻁﺎﺭﺍ ﻓﻌﺎﻻ ﻟﻺﻨﺼﺎﻑ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻤﻅﺎﻟﻡ ﺃﻭ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜـﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ .ﻭﺘﺸﻜل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل ،ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻭﺠﻭﺩ ﻭﻜﺎﻻﺕ ﺇﻨﻔـﺎﺫ ﺍﻟﻘـﻭﺍﻨﻴﻥ
ﻭﻟﻠﻤﻼﺤﻘﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﻭﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺠﻭﺩ ﻗﻀﺎﺀ ﻤﺴﺘﻘل ﻭﻤﻬﻨﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﺒﻤﺎ ﻴﺘﻤﺸﻰ
ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺔ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻭﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻜﻭﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﺃﻤـﻭﺭﺍ
ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯﻯ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺃﻤﻭﺭﺍ ﻻ ﻏﻨـﻰ ﻋﻨﻬـﺎ
١١٣
ﻟﻌﻤﻠﻴﺘﻲ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺩﺍﻤﺔ".
٢-٤-٣ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ
ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﺘﻜﻔل ﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻫﻲ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ.
ﻓﺘﻨﺹ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )١ﺃ( ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٧ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻷﻓﺭﻴﻘﻲ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻟﻜل ﺸﺨﺹ "ﺍﻟﺤﻕ
ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﻋﻤل ﻴﺸﻜل ﺨﺭﻗﺎ ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﻟﻪ ﺒﻬﺎ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﻠﻭﺍﺌﺢ ﻭﺍﻟﻌﺭﻑ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩ" .ﻭﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻙ ﻓﻲ ﺠﻤﻠﺔ
ﺃﻤﻭﺭ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻀﺩ ﺯﺍﻤﺒﻴﺎ ﻭﺘﻨﻁﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻤﺎﻥ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻤﻥ ﻓﺭﺼﺔ ﺍﻟﻁﻌﻥ ﻓﻲ ﺃﻤﺭ ﺇﺒﻌﺎﺩﻫﻡ .ﻭﻜﺎﻥ ﺭﺃﻯ
ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻷﻓﺭﻴﻘﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﻌﺎﺩل ﻓـﻲ ﻗﻀـﻴﺘﻬﻡ ﻴﻤﺜـل
ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎ ﻟﻜﻼ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺯﺍﻤﺒﻴﺎ ﻭﻗﺎﻨﻭﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )١ﺃ( ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٧ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ
ﺍﻷﻓﺭﻴﻘﻲ ١١٤.ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻜﻔﻠﻪ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )١ﺃ( ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٧ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻙ ﺃﻴﻀـﺎ
ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻀﺩ ﻨﻴﺠﻴﺭﻴﺎ ﺘﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺒﻤﺭﺴﻭﻡ ﺤﻜﻭﻤﻲ ﻤﻥ ﻗﺒﻭل ﺃﻱ ﺸـﻜﺎﻭﻯ ﺘﺘﻌﻠـﻕ ﺒﻌـﺩﺩ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﺭﺍﺴﻴﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺼل ﻓﻲ ﺠﻤﻠﺔ ﺃﻤﻭﺭ ﺒﻤﻨﻊ ﺍﻟﺼﺤﻑ .ﻭﻟﻡ ﺘﻘﺒل ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻷﻓﺭﻴﻘﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸـﻌﻭﺏ
ﺤﺠﺔ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒﺄﻥ "ﻤﻥ ﻁﺎﺒﻊ ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ" ﺃﻥ ﺘﺼﺩﺭ "ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ" ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻟﺘﺠﻨﺏ ﺍﻹﻓﺭﺍﻁ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻀﺎﺓ .ﻭﻗﺎﻟﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺇﻥ:
"ﺃﻱ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺘﺤﻜﻡ ﺤﻘﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﻌﺏ ...ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻻ ﺘﺨﺸﻰ ﻤﻥ ﻭﺠـﻭﺩ ﻗﻀـﺎﺀ ﻤﺴـﺘﻘل.
ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺘﺎﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺸﺭﻴﻜﻴﻥ ﻓﻲ ﺘﻨﻅـﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ
ﺘﻨﻅﻴﻤﺎ ﻁﻴﺒﺎ .ﻭﺃﻤﺎ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒﺎﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﻨﻁﺎﻕ ﻭﺍﺴﻊ ﻓﻴﻌﺒﺭ ﻋـﻥ
ﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﻤﺒﺭﺭﺍﺕ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻭﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ
١١٥
ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺘﺘﺼﺭﻑ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ".
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،A/55/38 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٣٧ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣٦٠ ١١١
١١٢
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٥٥ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٥٠
١١٣
ﺍﻨﻅﺭ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ .A/CONF.157/53
ACHPR, Amnesty International (on behalf of W. S. Banda and J. L. Chinula) v. Zambia, Communication No. 212/98, decision ١١٤
adopted on 5 May 1999, paras. 60-61 of the text of the decision as published at:
.http://www1.umn.edu/humanrts/africa/comcases/212-98.html
ACHPR, Media Rights Agenda and Others v. Nigeria, Communications Nos. 105/93, 128/94, 130/94 and 152/96, decision ١١٥
adopted on 31 October 1998, paras. 78 and 81 of the text of the decision as published at:
.http://www1.umn.edu/humanrts/africa/comcases/105-93_128-94_130-94_152-96.html
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٧٠٩
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻗﺭﺭﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻥ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﻭﻻﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺘﻨﺘﻬﻙ ﺤﻕ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻓﻲ ﻋﺭﺽ ﻗﻀـﻴﺘﻪ ﺒﻤﻭﺠـﺏ
١١٦
ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٦ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ.
*****
ﻭﻓﻰ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢٥ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀـﺎﺌﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
" -١ﻟﻜل ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻟﺠﻭﺀ ﺒﺴﻴﻁ ﻭﺴﺭﻴﻊ – ﺃﻭ ﺃﻱ ﻟﺠﻭﺀ ﻓﻌﺎل ﺁﺨﺭ – ﺇﻟﻰ ﻤﺤﻜﻤﺔ
ﻤﺨﺘﺼﺔ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺘﻬﻙ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻓـﻲ ﺩﺴـﺘﻭﺭ
ﺩﻭﻟﺘﻪ ﺃﻭ ﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ،ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻙ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﻴﻌﻤﻠﻭﻥ ﺃﺜﻨﺎﺀ
ﺘﺄﺩﻴﺔ ﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ.
ﺃﻥ ﺘﻀﻤﻥ ﺃﻥ ﻜل ﻤﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺴﺘﻔﺼل ﻓﻲ ﺤﻘﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ )ﺃ(
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﺩﺩﻫﺎ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ؛
ﺃﻥ ﺘﻀﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺴﻭﻑ ﺘﻨﻔﺫ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺘﻡ )ﺝ(
ﻤﻨﺤﻬﺎ".
ﻭﺃﻋﻠﻨﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﻔﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘـﺭﺓ ١ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ " ٢٥ﻴﺩﺨل ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴـﺎﻥ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ ﺒﺸـﺄﻥ ﻓﻌﺎﻟﻴـﺔ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺃﻭ
ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﺠﺭﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﻜﻔﺎﻟﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ" ١١٧.ﻭﻴﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺃﻥ:
"ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻟﺘﻭﻓﻴﺭ ﺴﺒل ﺍﻨﺘﺼﺎﻑ ﻗﻀـﺎﺌﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟـﺔ
ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (٢٥ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺴـﺒل ﻟﻼﻨﺘﺼـﺎﻑ
ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻺﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺔ )ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (٨ﻭﺃﻥ ﻴﺘﻤﺸﻰ ﻜل ﺫﻟﻙ ﻤﻊ
ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭل ﺒﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺓ ﻭﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻌﺘـﺭﻑ ﺒﻬـﺎ ﻓـﻲ
١١٨
ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺨﺎﻀﻌﻴﻥ ﻟﻭﻻﻴﺘﻬﺎ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ".(١
١١٦
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٨٢
I-A Court HR, Judicial Guarantees in States of Emergency (arts. 27(2), 25 and 8 of the American Convention on Human ١١٧
.Rights), Advisory Opinion OC-9/87, Series A, No. 9, p. 32, para. 24
١١٨
.I-A Court HR, Godinez Cruz Case, Preliminary Objections, judgment of June 26, 1987, Series C, No. 3, p. 78, para. 93
٧١٠ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺤﺎﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺸﻜل ﺇﻨﻜﺎﺭﺍ ﻟﻠﻌﺩﺍﻟﺔ ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﺄﺨﻴﺭ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺩﻭﻥ ﻤﺒـﺭﺭ؛ ﺃﻭ
١١٩
ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻷﻱ ﺴﺒﺏ ﺤﺭﻤﺎﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ".
ﻭﻓﻰ "ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ" ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺠﺎﺕ "ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﻓﻲ ﺼـﺩﺩ ﻜـل ﺍﻟﺤﻘـﻭﻕ
ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ" ١٢٠.ﻭﻟﻼﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺒﺎﺸﺘﺭﺍﻁ ﻭﺠﻭﺩ ﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼـﺎﻑ
ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻁﻭﺍﺭﺉ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻟﻴل.
ﻭﻗﺎﻤﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢٥ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓـﻲ
ﻗﻀﻴﺔ ﻜﺎﺴﺘﻴﻠﻭ – ﺒﺎﻴﻴﺱ ﻀﺩ ﺒﻴﺭﻭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﺨﺘﻁﺎﻑ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻜﺎﺴﺘﻴﻠﻭ – ﺒﺎﻴﻴﺱ ﻭﺍﺨﺘﻔﺎﺌﻪ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ .ﻭﺨﻠﺼﺕ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ "ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻟﻤﻘﺩﻡ ﻤﻥ ﺃﻗﺭﺏ ﺃﻗﺭﺒﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻜﺎﺴﺘﻴﻠﻭ ﺒﺎﻴﻴﺱ ﻀﺩ ﺍﺤﺘﺠﺎﺯﻩ )ﺃﻤﺭ ﺍﻹﺤﻀﺎﺭ ﺃﻤـﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ (Habeas Corpus/ﻗﺩ ﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﺘﻌﻁﻴل ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﻭﻅﻔﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﺘﻼﻋﺒﻬﻡ ﻓﻲ ﺴﺠﻼﺕ ﺒﻴﺎﻨـﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺤﺘﺠﺯﻴﻥ ﻤﻤﺎ ﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴل ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ" .ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺜﺒﺕ ﺃﻥ "ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺒﺄﻤﺭ ﺍﻹﺤﻀﺎﺭ ﺃﻤﺎﻡ
١٢١
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻓﻌﺎﻻ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺇﻁﻼﻕ ﺴﺭﺍﺡ ﺃﺭﻨﺴﺘﻭ ﺭﻓﺎﻴﻴل ﻜﺎﺴﺘﻴﻠﻭ – ﺒﺎﻴﻴﺱ ﻭﺭﺒﻤـﺎ ﺇﻨﻘـﺎﺫ ﺤﻴﺎﺘـﻪ".
ﻭﺒﺸﺄﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﺃﻀﺎﻓﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
" ... -٨٢ﺇﻥ ﻋﺩﻡ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺃﻤﺭ ﺍﻹﺤﻀﺎﺭ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻻﺨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻘﺴﺭﻱ ﻻ ﻴﺴـﺘﺒﻌﺩ
ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢٥ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ .ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺍﻟﻔﻌـﺎل ﺇﻟـﻰ
ﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﺨﺘﺼﺔ ﻫﻭ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﻋﻤﺩﺓ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻻ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻭﺤﺴﺏ ﻭﻟﻜـﻥ
ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺫﺍﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ.
-٨٣ﻭﺘﺭﺘﺒﻁ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢٥ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﺎ ﻭﺜﻴﻘﺎ ﺒﺎﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (١)١ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ
ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﻨﻪ ﻴﻀﻊ ﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺸـﺭﻴﻌﺎﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ .ﻭﺍﻟﻐﺭﺽ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﻹﺤﻀﺎﺭ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻻ ﻴﻘﺘﺼـﺭ ﻋﻠـﻰ ﻀـﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴـﺔ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﻤﺘﺩ ﺃﻴﻀﺎ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻻﺨﺘﻔﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻹﺨﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻜـﺎﻥ
١٢٢
ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺯ ،ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ".
ﻭﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻭﺠﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺎ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻜﺎﺴﺘﻴﻠﻭ – ﺒﺎﻴﻴﺱ ﻗﺩ ﺍﺤﺘﺠﺯ ﻋﻠﻰ
ﻴﺩ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻓﻲ ﺒﻴﺭﻭ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺎﻤﻭﺍ ﺒﺈﺨﻔﺎﺌﻪ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻜﺎﻨﻪ .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻀﻴﺎﻉ ﻓﻌﺎﻟﻴـﺔ
١٢٣
ﺃﻤﺭ ﺍﻹﺤﻀﺎﺭ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ "ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ" ﻭﻴﺸﻜل ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ٢٥ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ.
ﻭﻟﻜﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺨﻔﻕ ﺃﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﺨﺘﻔﻲ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺤﺭﻴـﺔ
ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﻟﻠﻤـﺎﺩﺓ ٢٥ﻨﻅـﺭﺍ ﻷﻥ ﺍﺸـﺘﺭﺍﻁ
١٢٤
ﺘﻁﺒﻴﻘﻬﺎ ﻻ ﻴﻘﻭﻡ.
*****
ﻭﻤﻥ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺒﻤﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٧ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺴﺘﺌﺼﺎﻟﻪ ﺘﺤﺩﺩ ﺃﻴﻀﺎ ﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻭﻨﺔ ﻭﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﻟﻠﻤـﺭﺃﺓ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﻌﻨﻑ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﺜﻼ ﺒﻭﻀﻊ "ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻭﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻟﻠﻌﻨﻑ ﺘﺸﻤل ﻓـﻲ
I-A Court HR, Judicial Guarantees in States of Emergency (arts. 27(2), 25 and 8 of the American Convention on Human ١١٩
.Rights), Advisory Opinion OC-9/87, Series A, No. 9, p. 33, para. 24
١٢٠
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺘﺎﻥ ،٣٤-٣٣ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٢٥
I-A Court HR, Castillo-Páez Case v. Peru, judgment of November 3, 1997, OAS doc. OAS/Ser.L/V/III.39, doc. 5, 1997 ١٢١
.Annual Report I-A Court HR, p. 266, paras. 81-82
١٢٢
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺘﺎﻥ ،٢٦٧-٢٦٦ﺍﻟﻔﻘﺭﺘﺎﻥ .٨٣-٨٢
١٢٣
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢٦٧ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٨٤
I-A Court HR, the Case of Blake v. Guatemala, judgment of January 24, 1998, in OAS doc. OAS/Ser.L/V/III.43, doc. 11, ١٢٤
.1998 Annual Report I-A Court HR, p. 100, para. 104
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٧١١
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺠﻤﻠﺔ ﺃﻤﻭﺭ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺤﻤﺎﺌﻴﺔ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﺠﻠﺴﺔ ﺍﺴﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻤﻨﺎﺴﺏ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻹﺠـﺭﺍﺀﺍﺕ"
)ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ )٧ﻭ(( .ﻭﻫﻰ ﺘﻔﺭﺽ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺒﺈﻗﺎﻤﺔ "ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ
ﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﺤﺼﻭل ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻟﻠﻌﻨﻑ ﻋﻠﻰ ﻓﺭﺼﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺭﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﻀـﺎﺕ ﺃﻭ
ﺃﻱ ﺇﻨﺼﺎﻑ ﺁﺨﺭ ﻋﺎﺩل ﻭﻓﻌﺎل" )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ) ٧ﺯ((.
*****
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ:
"ﻟﻜل ﺸﺨﺹ ﺃُﻋﺘﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﻭﺤﺭﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ،ﺤﻕ ﺍﻻﻨﺘﺼـﺎﻑ
ﺍﻟﻔﻌﺎل ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﻁﻨﻴﺔ ،ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﻓـﻲ ﺃﺜﻨـﺎﺀ ﺘـﺄﺩﻴﺘﻬﻡ
ﻟﻭﻅﺎﺌﻔﻬﻡ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ".
ﻭﻗﺩ ﻓﺴﺭﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻭﺘﻡ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ،ﺨﺼﻭﺼﺎ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻓﻲ ﻋﺩﺩ ﻤﺘﺯﺍﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ .ﻭﻴﺘﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺘﺘﺼل ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻫﺎﻤﺔ ﺒﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ:
ﺃﻭﻻ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻋﻠﻨﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺒﻭﻴل ﻭﺭﺍﻴﺱ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻓﺈﻨﻪ "ﺤﺘﻰ ﻓـﻲ ﺤﺎﻟـﺔ
ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣ﺤﺭﻓﻴﺎ ﻓﺈﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺨﺭﻕ ﻓﻌﻠﻲ ﻟﺤﻜﻡ ﺁﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ )ﺤﻜﻡ "ﻤﻭﻀـﻭﻋﻲ"( ﻟـﻴﺱ
ﺸﺭﻁﺎ ﻤﺴﺒﻘﺎ ﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ]ﺍﻟﺘﻲ[ ﺘﻀﻤﻥ ﺘﻭﻓﺭ ﺴﺒﻴل ﺍﻨﺘﺼﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻤﻥ ﺃﺠـل ﺍﻟﺘﻨﻔﻴـﺫ –
ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل – ﻟﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺸﻜل ﻴﺘﻡ ﻀﻤﺎﻨﻬﺎ
١٢٥
ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ".
ﺜﺎﻨﻴﺎ ،ﺃﻨﻪ "ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﺩﻯ ﺃﻱ ﻓﺭﺩ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻗﺎﺒل ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺒﺄﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻀﺤﻴﺔ ﺍﻨﺘﻬـﺎﻙ ﺍﻟﺤﻘـﻭﻕ
ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﺎﺡ ﻟﻪ ﺴﺒﻴل ﻟﻼﻨﺘﺼﺎﻑ ﺃﻤﺎﻡ ﺴﻠﻁﺔ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺒﺕ ﻓﻲ ﺍﺩﻋﺎﺌـﻪ
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﺤﺴﺏ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎﺀ ١٢٦".ﻭﻴﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﺩﻗﺔ ﺃﻜﺒﺭ ﺃﻥ "ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﻴﺠـﺏ ﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ
ﻗﺎﺒﻼ ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ" ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ١٣
١٢٧
ﻋﻥ "ﺃﻱ ﻤﻅﻠﻤﺔ ﻤﻔﺘﺭﻀﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ...ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺸﻜﻭﺍﻩ ﻓﺎﻗﺩﺓ ﻟﻠﺠﺩﺍﺭﺓ".
ﺜﺎﻟﺜﺎ ،ﺨﻠﺼﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ " ١٣ﻗﺩ ﻻ ﺘﻜـﻭﻥ ﺒﺎﻟﻀـﺭﻭﺭﺓ
ﺴﻠﻁﺔ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺴﻠﻁﺔ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺴﻠﻁﺎﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻴﺤﻬﺎ ﺘﺘﺼﻼﻥ ﺒﺘﻘﺭﻴﺭ ﻤﺎ ﺇﻥ
١٢٨
ﻜﺎﻥ ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻨﺘﺼﺎﻓﺎ ﻓﻌﺎﻻ".
ﺭﺍﺒﻌﺎ ،ﺭﺃﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻨﻪ "ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺴﺒﻴل ﺍﻨﺘﺼﺎﻑ ﻭﺍﺤﺩ ﻗﺩ ﻻ ﻴﻜﻔﻰ ﺒﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﻟﻠﻭﻓﺎﺀ ﺒﻤﺘﻁﻠﺒـﺎﺕ
١٢٩
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣ﻓﺈﻥ ﻤﺠﻤﻭﻉ ﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻗﺩ ﺘﻔﻲ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ".
ﺨﺎﻤﺴﺎ ،ﺭﻏﻡ ﺃﻥ "ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣ﻴﺘﺒﺎﻴﻥ ﺤﺴﺏ ﻁـﺎﺒﻊ ﺍﻟﺸـﻜﺎﻭﻯ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤـﺔ
ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ" ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ "ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ "ﻓﻌﺎﻻ" ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺒﻨﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﻴﺠﺏ ﻋﺩﻡ ﻋﺭﻗﻠﺘﻬﺎ ﺒﺩﻭﻥ ﻤﺒﺭﺭ ﺒﺴﺒﺏ ﺃﻓﻌﺎل ﺃﻭ ﺇﻫﻤـﺎل
١٣٠
ﺃﻓﻌﺎل ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ".
١٢٥
.Eur. Court HR, Case of Boyle and Rice v. the United Kingdom, judgment of 27 April 1988, Series A, No. 131, p. 23, para. 52
.Eur. Court HR, Case of Silver and Others, judgment of 25 March 1983, Series A, No. 61, p. 42, para. 113(a); emphasis added ١٢٦
١٢٧
.Eur. Court HR, Case of Boyle and Rice v. the United Kingdom, judgment of 27 April 1988, Series A, No. 131, p. 23, para. 52
.Eur. Court HR, Case of Silver and Others, judgment of 25 March 1983, Series A, No. 61, p. 42, para. 113(b), p. 42, para. 113(b) ١٢٨
١٢٩
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٤٢ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٥١
. Eur. Court HR, Case of Mahmut Kaya v. Turkey, judgment of 28 March 2000, para. 124 of the text published at: http://echr.coe.int/ ١٣٠
٧١٢ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺴﺎﺩﺴﺎ ،ﻻ ﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣ﻭﻻ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﺓ ﺃﻥ ﺘﻜﻔل ﺒﻬﺎ
"ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻔﻌﺎل ﻷﻱ ﺤﻜﻡ ﻤﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ – ﻭﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻤـﻥ ﺨـﻼل
ﺇﺩﻤﺎﺝ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ" .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺃﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣ﻓﻲ ﻗﻀـﻴﺔ ﺒﻌﻴﻨﻬـﺎ
ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺨﺘﺎﺭﺕ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﺓ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﺎﻟﺘﺯﺍﻤﻬﺎ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﺒﺎﺸـﺭﺓ
١٣١
ﻟﻜﻲ ﺘﻜﻔل ﻟﻜل ﺸﺨﺹ ﺩﺍﺨل ﻭﻻﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻭﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭﻻﺘﻬﺎ.
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ،ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣ﻻ ﺘﻀﻤﻥ "ﺴﺒﻴل ﺍﻨﺘﺼﺎﻑ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﺎﻟﻁﻌﻥ ﻓـﻲ
ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﺓ ﺒﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﺃﻤﺎﻡ ﺴﻠﻁﺔ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻨﻪ ﻴﺘﻨﺎﻗﺽ ﻤﻊ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﺎﺩﻟﻬﺎ ﻤـﻥ
١٣٢
ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ".
ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﻴﻤﻜﻥ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ
ﻭﻟﻜﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﻅل ﻤﻭﺍﺩ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﺜل ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ ٦ﻭ .٨ﻓﻠﻭ ﺘﻭﺼﻠﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺜﻼ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﻟﻠﻔﻘﺭﺓ
١ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٦ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺴﺒﻴل ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻟﻥ ﺘﺠﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ
ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣ﻨﻅﺭﺍ ﻷﻥ "ﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺘﻘـل ﺼـﺭﺍﻤﺔ ﻋـﻥ ،ﻭ ...
ﺘﺴﺘﻭﻋﺒﻬﺎ ،ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣٣."٦ﻭﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺴﻴﻥ ﻭ ﺼﺎﺩ ﻀﺩ ﻫﻭﻟﻨﺩﺍ ﻟﻡ ﺘﺠـﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤـﺔ
ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣ﻨﻅﺭﺍ ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻭﺼﻠﺕ ﻓﻌﻼ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٨ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻙ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺠﻤﻠﺔ ﺃﻤﻭﺭ ﺒﺴﺒﺏ "ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺤﺼـﻭل
١٣٤
ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ" ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻤﺘﺎﺤﺔ ﻷﺤﺩ ﻤﻘﺩﻤﻲ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ.
ﻭﺒﺎﻟﻌﻜﺱ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻤﻭﺍﺩ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﺜل ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٢ﺃﻗل ﺼﺭﺍﻤﺔ ﻤـﻥ
ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﻥ ﺘﺘﺎﺒﻊ ﻓﺤﺼﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻅﺎﻟﻡ ﺃﻴﻀﺎ ﺘﺤﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﺨﻴـﺭﺓ .ﻭﻋﻠـﻰ
ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻭﺠﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ١٣ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺨﻠﺼﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﻭﻓـﺎﺓ
ﺃﺤﺩ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺸﻜل ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ٢ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ١٣٥.ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ١٣
"ﺃﻜﺜﺭ ﺍﺘﺴﺎﻋﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻕ "ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻔﺭﻀﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣٦.٢ﻭﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺃﻋﻠﻨﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
"ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻸﻫﻤﻴﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺤﻕ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،١٣ﺒﺎﻹﻀـﺎﻓﺔ ﺇﻟـﻰ ﺩﻓـﻊ
ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻨﺩ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎﺀ ،ﺘﺤﻘﻴﻘﺎ ﺩﻗﻴﻘﺎ ﻭﻓﻌﺎﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﻴـﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴـﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋـﻥ
ﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻤﻌﺎﻗﺒﺘﻬﻡ ﻭﻴﺸﻤل ﺍﻟﻨﻔـﺎﺫ ﺍﻟﻔﻌـﺎل ﻟﻤﻘـﺩﻡ ﺍﻟﺸـﻜﻭﻯ ﺇﻟـﻰ ﺇﺠـﺭﺍﺀﺍﺕ
١٣٧
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ".
ﻭﻨﻅﺭﺍ ﻟﻌﺩﻡ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﻅﺭﻭﻑ ﻭﻓﺎﺓ ﺸﻘﻴﻕ ﻤﻘﺩﻡ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﻓﻠﻡ ﻴﻜـﻥ ﺃﻤـﺎﻡ ﻤﻘـﺩﻡ
ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﺴﺒﻴﻼ ﻓﻌﺎﻻ ﻟﻼﻨﺘﺼﺎﻑ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﻭﻓﺎﺓ ﺸﻘﻴﻘﻪ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،١٣ﻭﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ
١٣٨
ﻤﻭﻀﻌﺎ ﻟﻼﻨﺘﻬﺎﻙ.
١٣١
Eur. Court HR, Case of Silver and Others, judgment of 25 March 1983, Series A, No. 61, p.. 42, para. 113(d).
١٣٢
. Eur. Court HR, Case of James and Others, judgment of 21 February 1986, Series A, No. 98, p. 47, para. 85
Eur. Court HR, Case of Hentrich v. France, judgment of 22 September 1994, Series A, No. 296-A, p. 24, para. 65 and, ١٣٣
.similarly, Eur. Court HR, Case of Pudas v. Sweden, judgement of 27 October 1987, Series A, No. 125-A, p. 17 para. 43
١٣٤
Eur. Court HR, Case of Y and Y v. the Netherlands, judgment of 26 March 1985, Series A, No. 91, p. 15, para. 36.
١٣٥
ﺍﻨﻅﺭ ﻤﺜﻼ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺃﺨﺭﻯ .Eur. Court HR, Case of Mahmut Kaya v. Turkey, judgment of 28 March 2000, para. 126
١٣٦
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻨﻔﺴﻪ.
١٣٧
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٢٤
١٣٨ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٢٦ﻭﻟﻼﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺘﻨﻁﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﺼل ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﺘﻌﺫﻴﺏ ،ﺍﻨﻅﺭ
ﺃﻴﻀﺎ Eur. Court HR, Case of Aksoy v. Turkey, judgment of 18 December 1996, Reports 1996-VI, pp. 2286-2287, paras. 95-100,
and Eur. Court HR, Case of Avsar v. Turkey, judgment of 10 July 2001, paras. 421-431; for the text of the decision see
.http://echr.coe.int
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٧١٣
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﺘﻭﻓﻴﺭ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴﺘﺄﻟﻑ ﻤﻥ
ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻜﻔﺎﻟﺔ ﺘﻭﻓﺭ ﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ.
ﻭﻴﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻜﻔﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺴﺒﻴل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﻤﺘﻭﻓﺭﺍ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﺃﻭ
ﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺘﻪ ﺍﻷﺨﺭﻯ .ﺇﺫ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻭﺠﺩ ﺴﺒﻴل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﺠﺏ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺒﺎﻟﺴﻴﺭ ﻓﻴﻪ ﺒﺤﺭﻴﺔ.
ﻭﻟﻜﻲ ﺘﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﻭﺍﻟﻤﻬﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻋﻤﻭﻤﺎ ،ﻤﻥ ﺘﻭﻓﻴﺭ
ﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻴﺠﺏ ﻟﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﻭﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ
ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﻤﺤﺎﻴﺩﺓ.
ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺩﻭل ﺃﻥ ﺘﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺴﺒل ﺍﻨﺘﺼﺎﻑ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻻﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﺤﻘﻭﻕ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ.
ﻭﻟﻜﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻴﺠﺏ ﺃﻻ ﺘﺘﻌﺭﻗل ﺒﺄﻓﻌﺎل ﺃﻭ ﺇﻫﻤﺎل ﺃﻓﻌﺎل ﻤﻥ
ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ.
ﻭﻓﻰ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻘﻭﻡ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻜل ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻬﺎ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻓﻭﺭﻴﺔ ﻭﺒﺩﻭﻥ ﻋﻘﺒﺎﺕ ﺘﺘﺴﻡ ﺒﺄﻫﻤﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ
ﺍﻟﻤﻅﺎﻟﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺎﻨﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺤﺭﻭﻤﻭﻥ ﻤﻥ ﺤﺭﻴﺘﻬﻡ ﺇﺫ ﻴﺠﺏ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ
ﻭﺼﺤﺘﻬﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺃﻤﻨﻬﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ.
ﻭﺤﺭﻤﺎﻥ ﺸﺨﺹ ﻤﺤﺘﺠﺯ ﻤﻥ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺸﻜﻭﻯ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﻤﺜﻼ ﺒﺤﺭﻤﺎﻨﻪ ﻤﻥ ﺤﺭﻴﺘﻪ
ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺒﺘﻌﺫﻴﺒﻪ ﺃﻭ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺄﺸﻜﺎل ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻴﻌﻨﻰ ﻭﻀﻊ
ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﻓﺭﺍﻍ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻻ ﺘﺘﺎﺡ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ .ﻭﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ
ﺘﻤﺜل ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎ ﻭﺍﻀﺤﺎ ﻟﻼﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ.
ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻴﻀﺎ ﻜﻔﺎﻟﺔ ﺴﺒل ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﺎﻭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﻤﺜل
ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺒﺎﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺠﻨﺱ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻌﻨﻑ
ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻭﺍﺀ.
ﻭﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻤﻬﻨﻴﺔ ﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ
ﺍﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻭﺒﺎﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ.
٧١٤ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
١-٥-٣ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ
ﻻﺤﻅﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﻗﻡ ٢٠ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٧ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬـﺩ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨـﺎﺹ
ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃﻨﻪ "ﻻ ﻴﻜﻔﻲ ﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٧ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺤﻅﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺃﻭ ﺘﺠﺭﻴﻤﻬﺎ .ﺇﺫ ﻴﻨﺒﻐـﻲ
ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺃﻥ ﺘﺒﻠﻎ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺒﺎﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺘﺨﺫﺘﻬﺎ
ﻟﻤﻨﻊ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻼﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒـﺔ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺃﻱ ﺇﻗﻠـﻴﻡ ﻴﺨﻀـﻊ
١٣٩
ﻟﻭﻻﻴﺘﻬﺎ".
ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺸﻴﻨﻐﻭﻯ ﻗﺎﻡ ﻀﺎﺒﻁ ﺸﺭﻁﺔ ﻓﻲ ﺯﺍﻤﺒﻴﺎ ﺒﺈﻁﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻜﺎﺘـﺏ ﺍﻟـﺒﻼﻍ "ﻭﻜـﺎﺩ ﺃﻥ
ﻴﻘﺘﻠﻪ" ،ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﻤﺤﺭﻭﻤﺎ ﻤﻥ ﺤﺭﻴﺘﻪ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ .ﻭﻗﺎﻟﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇﻥ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ "ﺭﻓﻀﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺃﺘﻬﺎ ﺸﺭﻁﺔ ﺯﺍﻤﺒﻴﺎ ]ﻅﻠﺕ[ ﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ
ﺩﻭﻥ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻭﻟﻡ ﻴﻌﻠﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺜﻼﺙ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻤﻥ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ" ١٤٠.ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﺘـﺘﻡ
ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺃﻱ ﺩﻋﻭﻯ ﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻨﻪ ﺘﻡ ﺭﻓﺽ ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ .ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻓﻘﺩ ﺘﻌﺭﺽ ﺤﻕ ﻜﺎﺘـﺏ
١٤١
ﺍﻟﺒﻼﻍ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺎﻥ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٩ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻟﻼﻨﺘﻬﺎﻙ.
ﻭﻓﻰ ﺼﺩﺩ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺯﺍﻤﺒﻴﺎ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )٣ﺃ( ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺨﻠﺼﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ:
"ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺘﺘﺤﻤل ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻨﺘﺼﺎﻑ ﻓﻌﺎل ﻟﻠﺴﻴﺩ ﺸﻴﻨﻐﻭﻯ ﻭﺍﺘﺨﺎﺫ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻜﺎﻓﻴـﺔ
ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺃﻤﻨﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭﺤﻴﺎﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩﺍﺕ ﻤﻥ ﺃﻱ ﻨﻭﻉ .ﻭﺘﺤﺙ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻁـﺭﻑ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﺩﺙ ﺇﻁﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺃﻥ ﺘﻌﺠل ﺒﺈﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻀﺩ
ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋﻥ ﺇﻁﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ .ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻅﻬﺭﺕ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺃﻥ ﺃﺸﺨﺎﺼـﺎ
ﻴﻌﻤﻠﻭﻥ ﺒﺼﻔﺔ ﺭﺴﻤﻴﺔ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋﻥ ﺇﻁﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺇﺼﺎﺒﺔ ﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ
ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺸﻤل ﺍﻹﺼﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺕ ﻟﻠﺴﻴﺩ ﺸﻴﻨﻐﻭﻯ .ﻭﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁـﺭﻑ ﺍﻟﺘـﺯﺍﻡ
١٤٢
ﺒﻜﻔﺎﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﺤﺩﻭﺙ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل".
ﻭﺃﻋﺭﺒﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻥ ﻗﻠﻘﻬﺎ "ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ" ﻤﻥ ﺠﺎﻨـﺏ
ﻓﻨﺯﻭﻴﻼ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﺨﺘﻔﺎﺀﺍﺕ ﺤﺩﺜﺕ ﻓﻲ ،١٩٨٩ﻭﻻﺤﻅﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻻﺨﺘﻔﺎﺀﺍﺕ "ﻻ ﺘﺯﺍل
ﺠﺎﺭﻴﺔ" ﻗﻭل ﻏﻴﺭ ﻜﺎﻑ ١٤٣.ﻭﻤﻊ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ٦ﻭ ٧ﻭ ٩ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻁـﺭﻑ ﺃﻥ
ﺘﻌﻁﻰ ﺃﻭﻟﻭﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻹﺠﺭﺍﺀ ﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻋﺎﺠﻠﺔ ﻭﻓﻌﺎﻟﺔ ﺒﻬﺩﻑ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻷﺸـﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺨﺘﻔـﻴﻥ ﻭﺘﺤﺩﻴـﺩ
ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺨﺘﻔﺎﺀﺍﺕ .ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻴﻀﺎ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺃﻥ ﺘﺘﺨﺫ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻻﺨﺘﻔﺎﺀ
ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ٤٥ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ١٤٤".ﻭﺃﻋﺭﺒﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻴﻀـﺎ "ﻋـﻥ
ﻗﻠﻘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻴﻕ ﺇﺯﺍﺀ ﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﻋﻥ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻹﻋﺩﺍﻡ ﺒﺩﻭﻥ ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ" ﻓﻲ ﻓﻨﺯﻭﻴﻼ ﻭﺇﺨﻔﺎﻕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ".ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﺠﺭﻯ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻟﺘﻌﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴـﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋـﻥ ﺤـﺎﻻﺕ
ﺍﻹﻋﺩﺍﻡ ﺒﺩﻭﻥ ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﻭﺘﻘﺩﻴﻤﻬﻡ ﻟﻠﻌﺩﺍﻟﺔ .ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻬﺎ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﺘﺘﺨﺫ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻤﻨﻊ ﺤﺩﻭﺙ ﻤﺜل ﻫـﺫﻩ
١٤٥
ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ٦ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ".
ﻭﺒﺎﻟﻤﺜل ﺃﻋﺭﺒﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻋﻥ ﻗﻠﻘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻋﻥ ﺇﻋﺩﺍﻡ ﺍﻟﺴﺠﻨﺎﺀ ﺒﺩﻭﻥ ﻤﺤﺎﻜﻤـﺔ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻤﻴﻨﻴﻜﻴﺔ" ﻭﻋﻥ ﺤﺩﻭﺙ ﺤﺎﻻﺕ ﻭﻓﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻭﻤﻜﺘﺏ
ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٤٠ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٨ ١٣٩
١٤٠ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺭﻗﻡ ،١٩٩٨/٨٢١ﺭ .ﺸﻴﻨﻐﻭﻯ ﻀﺩ ﺯﺍﻤﺒﻴﺎ )ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻓﻲ ٢٥ﺘﺸﺭﻴﻥ ﺍﻷﻭل/ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ (٢٠٠٠ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ
ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ) A/56/40 ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ( ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٤٢ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٣٥
١٤١
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻨﻔﺴﻪ.
١٤٢
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٤٣ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٧
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ) A/56/40 ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺍﻷﻭل( ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٤٩ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٦ ١٤٣
١٤٤
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻨﻔﺴﻪ.
١٤٥
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺘﺎﻥ ،٥٠-٤٩ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٧
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٧١٥
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻹﻓﺭﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻭﻤﺎ ﻴﺘﻤﺘﻌﻭﻥ ﺒﻪ
ﻤﻥ ﺇﻓﻼﺕ ﻭﺍﻀﺢ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ" .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ
"ﺃﻥ ﺘﺘﺨﺫ ﺨﻁﻭﺍﺕ ﻋﺎﺠﻠﺔ ﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٦ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ
١٤٦
ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻜﻔﻭل ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻭﻤﻌﺎﻗﺒﺘﻬﻡ ﻭﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ".
ﻭﻻﺤﻅﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺒﻘﻠﻕ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺃﻤﺭ ﻤﻨﺘﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻤﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ﻭﺃﻨﻪ "ﻻ ﺘﻭﺠـﺩ
ﻫﻴﺌﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﺎﻭﻯ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻼﺇﻨﺴـﺎﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻬﻴﻨـﺔ ...
ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﺘﺨﺫ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻓﻭﺭﻴﺔ ﻟﻼﻤﺘﺜﺎل ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ٧ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻭﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜـﺎﺕ
١٤٧
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻜﻲ ﺘﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺫﻨﺒﻴﻥ ﻭﻤﻌﺎﻗﺒﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ﻭﻟﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ".
ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻔﻭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺠﻨﺘﻴﻥ ﻟﻤﻨﺢ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺃﻭﺼﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺒﺄﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴـﻴﻤﺔ ﻟﻠﺤﻘـﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴـﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ "ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤﻘﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻁﻭﺍل ﺃﻱ ﻓﺘﺭﺓ ﻻﺯﻤﺔ ﻭﺘﻁﺒﻴﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻼﺤﻘﺔ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻓﺘﺭﺓ ﻤﺎﻀﻴﺔ ﺤﺴﺏ ﻤﺎ ﻴﻠﺯﻡ ﻟﺘﻘﺩﻴﻡ ﻤﺭﺘﻜﺒﻲ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟـﺔ" )ﺍﻨﻅـﺭ ﻜـﺫﻟﻙ
١٤٨
ﺍﻟﻘﺴﻡ ١-٧-٣ﺃﺩﻨﺎﻩ(.
*****
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﻭﻜﻤﺎ ﻟﻭﺤﻅ ﺃﻋﻼﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﻔﺭﻋﻲ ١-٤-٣ﺘﻠﺯﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁـﺭﺍﻑ ﺒـﺄﻥ
ﺘﻀﻤﻥ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺸﻜﺎﻭﻯ ﻭﻓﻰ ﻨﻅﺭ ﺤﺎﻻﺘﻬﻡ "ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺴﺭﻋﺔ ﻭﺒﻨﺯﺍﻫﺔ" ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ
ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ.
ﻭﺃﻋﺭﺒﺕ ﻟﺠﻨﺔ ﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻋﻨﺩ ﻗﻴﺎﻤﻬﺎ ﺒﻔﺤﺹ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺩﻭﺭﻱ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻤﻘﺩﻡ ﻤﻥ ﺒﻴﻼﺭﻭﺱ
ﻋﻥ ﻗﻠﻘﻬﺎ ﻤﻥ "ﻨﻤﻁ ﺇﺨﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻓﻲ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻓﻭﺭﻴﺔ ﻭﻨﺯﻴﻬﺔ ﻭﻜﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺩﻋـﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴـﺭﺓ
ﺒﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺍﻟﻤﺒﻠﻐﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻹﺨﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﻤﻼﺤﻘﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃُﺩﻋﻲ ﺍﺭﺘﻜﺎﺒﻬﻡ ﻟﻬـﺎ ﻭﻫـﻭ ﻤـﺎ ﻻ
ﻴﻨﺴﺠﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻔﻘﺭﺘﻴﻥ ١٢ﻭ ١٣ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ١٤٩.ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺃﻭﺼﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
"ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺨﻁﻭﺍﺕ ﻋﺎﺠﻠﺔ ﻭﻓﻌﺎﻟﺔ ﻹﻨﺸﺎﺀ ﺁﻟﻴﺔ ﻟﻠﺸﻜﺎﻭﻯ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻻﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻤﻥ ﺃﺠل ﻜﻔﺎﻟـﺔ ﺇﺠـﺭﺍﺀ
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻔﻭﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺯﻴﻬﺔ ﻭﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﺒﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﺍﻟﻤﺒﻠﻐﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴـﻠﻁﺎﺕ
ﻭﻤﻼﺤﻘﺔ ﻭﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﺒﺎﺭﺘﻜﺎﺒﻬﺎ ﺤﺴﺏ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎﺀ"؛
١٤٦
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٥٥ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٨
١٤٧
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺘﺎﻥ ،٥٦-٥٥ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٩
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ) A/56/40 ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺍﻷﻭل( ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٣٩ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٩ ١٤٨
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ، A/56/44 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢١ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )٤٥ﻫـ(. ١٤٩
٧١٦ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
"ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻟﺠﻨﺔ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭ ﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴـﺎﻥ ﺘﺘﻤﺘـﻊ
ﺒﺎﻻﺴﺘﻘﻼل ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﻭﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺴﻠﻁﺎﺕ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺠﻤﻠﺔ ﺃﻤﻭﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﻌﺯﻴﺯ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴـﻕ
١٥٠
ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﺸﻜﺎﻭﻯ ﺒﻭﻗﻭﻉ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺸﻜﺎﻭﻯ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ".
ﻭﻴﺘﺼل ﻤﺜﺎل ﺁﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻤﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﻟﺠﻨـﺔ ﻤﻨﺎﻫﻀـﺔ ﺍﻟﺘﻌـﺫﻴﺏ ﺒﺤﺎﻟـﺔ
ﻏﻭﺍﺘﻴﻤﺎﻻ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺭﺒﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻓﻲ ﺼﺩﺩﻫﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻠﻕ ﻤﻥ "ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻭﺠﻭﺩ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋـﻥ
ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﻭﻋﻥ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺼﻭﺼﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﻜﺭﺭ ﺇﻫﻤﺎل ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﻤﻥ ﺠﺎﻨـﺏ ﺍﻟﻬﻴﺌـﺎﺕ
ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﻤﻨﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ" .ﻭﺃﻋﺭﺒﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻥ ﻗﻠﻘﻬﺎ
ﻤﻥ "ﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﺠﻨﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺫﺍﺕ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻭﻤﻭﺍﺭﺩ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﻅـﺭﻭﻑ ﺍﺨﺘﻁـﺎﻑ
ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺨﺘﻔﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻜل ﺤﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﺓ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺭﻓﺎﺘﻬﻡ .ﺇﺫ ﺃﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻴﻘـﻴﻥ ﺇﺯﺍﺀ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻴﺴﺒﺏ ﻷﺴﺭ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﻴﻥ ﻤﻌﺎﻨﺎﺓ ﺨﻁﻴﺭﺓ ﻭﺩﺍﺌﻤﺔ ١٥١".ﻭﺃﻭﺼﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺒﺄﻨﻪ:
"ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻟﺠﻨﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﻅﺭﻭﻑ ﺍﺨﺘﻁﺎﻑ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺨﺘﻔﻴﻥ ﻭﺘﺤﺩﻴـﺩ ﻤـﺎ
ﺤﺩﺙ ﻟﻬﻡ ﻭﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺠﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺠﺜﺜﻬﻡ .ﻭﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺒﺫل ﻜل ﺍﻟﺠﻬﻭﺩ
ﻻﻜﺘﺸﺎﻑ ﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﻔﻌﻴل ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻟﻸﺴـﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴـﺔ
١٥٢
ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻹﺼﺎﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻭﻤﻼﺤﻘﺔ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ".
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﻭﻋﻨﺩ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺩﻡ ﻤﻥ ﺒﻭﻟﻴﻔﻴﺎ ﺃﻭﺼﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨـﺔ ﺒـﺄﻥ ﺘﺘﺨـﺫ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤـﺔ
"ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﺍﻤﺘﺜﺎل ﻭﻜﻼﺀ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻤﺘﺜﺎﻻ ﻓﻌﺎﻻ ﻟﻭﺍﺠﺒﻬﻡ ﻓﻲ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓـﻲ ﺃﻱ
ﺸﻜﻭﻯ ﻤﻥ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻼﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻬﻴﻨﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻓﻭﺭﻴﺔ ﻭﻤﺤﺎﻴـﺩﺓ؛ ﻭﻴﻨﺒﻐـﻲ
ﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ١٥٣".ﻭﺘﻤﺕ ﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺔ ﺒﺄﻥ ﺘﻘﻭﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻁـﺭﻑ
١٥٤
"ﺒﻭﻀﻊ ﺴﺠل ﻤﺭﻜﺯﻱ ﻋﺎﻡ ﺒﺎﻟﺸﻜﺎﻭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﺴﻭﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻭﺒﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ".
*****
ﻭﺘﺘﻁﻠﺏ ﺍﻟﻔﻘﺭﺘﺎﻥ )ﺏ( ﻭ )ﺝ( ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﻀـﺩ
ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ "ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ،ﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭ ﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﻴﻨﺎﺴـﺏ
ﻤﻥ ﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ،ﻟﺤﻅﺭ ﻜل ﺘﻤﻴﻴﺯ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ" ﻭ "ﻓﺭﺽ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻤـﻊ
ﺍﻟﺭﺠل ﻭﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺫﺍﺕ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻷﺨـﺭﻯ
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺩ ،ﻤﻥ ﺃﻱ ﻋﻤل ﺘﻤﻴﻴﺯﻱ" .ﻭﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺘﻨﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﻜﺎﻓﺔ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﺠﻨﺴﺎﻨﻲ ﻓﺈﻨﻬـﺎ
ﺘﻜﺘﺴﺏ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻜل ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻭﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻭﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺘﻭﺼﻰ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺒﺄﻥ ﺘﺘﺨﺫ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓـﻲ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ
"ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ،ﺘﺸﻤل ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺒﻴﺔ ،ﻭﻭﻀﻊ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻟﻠﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺤﻤﺎﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻤﻥ ﻜل ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﻌﻨﻑ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ،ﻓﻲ ﺠﻤﻠﺔ ﺃﻤﻭﺭ ،ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻭﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭﺍﻻﻋﺘـﺩﺍﺀ
١٥٥
ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤل".
١٥٠
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢١ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )٤٦ﺏ( ﻭ )ﺝ(.
١٥١
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٣٣ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )٧٣ﺏ( ﻭ)ﻫـ(.
١٥٢
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٣٥ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )٧٨ﻫـ(.
١٥٣
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٤٢ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )٩٧ﺩ(.
١٥٤
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٤٣ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )٩٧ﻫـ(.
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﻗﻡ ) ١٩ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ( ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ .٢٢١ ١٥٥
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٧١٧
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﻤﻭﻟﺩﻭﻓﺎ ﺸﺩﺩﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ "ﺒﻤـﺎ
ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺍﻟﻤﻨﺯﻟﻲ ﻴﺸﻜل ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻤﺭﺃﺓ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ" .ﻭﻁﺎﻟﺒﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ
"ﺒﺄﻥ ﺘﻜﻔل ﺒﺄﻥ ﻴﺸﻜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻠﻌﻘﻭﺒﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻭﻤﻼﺤﻘـﺔ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻌﻨـﻑ
ﻗﻀﺎﺌﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﺸﺩﺓ ﻭﺍﻟﺴﺭﻋﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺘﻴﻥ" ١٥٦.ﻭﺤﺜﺕ ﺃﻭﺯﺒﻜﺴﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻜﻔﺎﻟﺔ ﺤﺼـﻭل ﻀـﺤﺎﻴﺎ
١٥٧
ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺍﻟﻤﻨﺯﻟﻲ" ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻔﻭﺭﻴﺔ ﻟﻺﻨﺼﺎﻑ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ".
٢-٥-٣ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ
ﺭﺃﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ "ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻠﺯﻤﺔ ﺒﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓـﻲ ﺃﻱ ﺍﻨﺘﻬـﺎﻙ
ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺠﺴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻙ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻀﻤﺎﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ" ١٥٨.ﻭﻓﻰ ﻗﻀـﻴﺔ
ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻭﻫﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﻓﻴﻼﺴﻜﻭﻴﺱ ﺭﻭﺩﺭﻴﻐﺱ ،ﻋﺭﻀﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻹﺴﻬﺎﺏ ﺁﺭﺍﺌﻬﺎ ﺒﺸﺄﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺩﻭل
ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺘﻨﻁﻭﻱ ﻓﻲ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀـﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﺨﺘﻁـﺎﻑ ﺍﻟﺴـﻴﺩ
ﻓﻴﻼﺴﻜﻭﻴﺱ ﻭﺍﺨﺘﻔﺎﺌﻪ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ .ﻭﺭﺃﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-"١٧٦ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﻜل ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻨﻁﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﺍﻟﺤﻘـﻭﻕ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺘﺤﻤﻴﻬﺎ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ .ﻭﺇﺫﺍ ﺘﺼﺭﻑ ﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺤﺩﻭﺙ ﺍﻻﻨﺘﻬـﺎﻙ ﺩﻭﻥ
ﻋﻘﻭﺒﺔ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺘﻤﺘﻌﺎ ﻜﺎﻤﻼ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺒﺄﺴﺭﻉ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ
ﺘﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺃﺨﻔﻘﺕ ﻓﻲ ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل ﻟﻭﺍﺠﺒﻬﺎ ﺒﻜﻔﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤـﺭﺓ ﻭﺍﻟﻜﺎﻤﻠـﺔ ﻟﻬـﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘـﻭﻕ
ﻟﻸﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﻥ ﻓﻲ ﻭﻻﻴﺘﻬﺎ .ﻭﻴﻨﻁﺒﻕ ﺫﻟﻙ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺴـﻤﺢ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﻷﺸـﺨﺎﺹ ﺃﻭ
ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﺼﻔﺘﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻌﻤل ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻹﻓﻼﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺒﻤﺎ ﻴﻀـﺭ
ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ.
-١٧٧ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﺃﻓﻌﺎل ﺘﻨﺘﻬﻙ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻔـﺭﺩ.
ﻭﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺜﻠﻪ ﻤﺜل ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﻤﻨﻊ ،ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺨﺭﻕ ﻟﻤﺠﺭﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻟﻡ ﻴﺅﺩ
ﺇﻟﻰ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻤﺭﻀﻴﺔ .ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻴﺠﺏ ﺍﻻﻀﻁﻼﻉ ﺒﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺠﺩﻴـﺔ ﻭﻟـﻴﺱ ﻜﻤﺠـﺭﺩ
ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺸﻜﻠﻲ ﻤﺤﻜﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺴﺒﻘﺎ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ .ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺴﻌﻰ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺇﻟـﻰ
ﻏﺎﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﻭﺼﻔﻪ ﻭﺍﺠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻭﻟﻴﺱ ﻜﻤﺠﺭﺩ ﺨﻁﻭﺓ ﺘﺘﺨﺫﻫﺎ ﻤﺼـﺎﻟﺢ
ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺘﺘﻭﻗﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﺴﺭﺘﻪ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺩﻴﻤﻬﻡ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺒﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﻘﻭﻡ
ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒﺎﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻔﻌﺎل ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .ﻭﻴﻨﻁﺒﻕ ﺫﻟﻙ ﺒﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺒﻴﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺃﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻋﻥ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻙ .ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﻻ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺒﺠﺩﻴﺔ ﻓـﻲ ﺃﻓﻌـﺎل ﺃﻁـﺭﺍﻑ
ﺨﺎﺼﺔ ﺘﻨﺘﻬﻙ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺘﺤﻅﻰ ﺒﻌﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﺎ ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌـل
١٥٩
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﺴﺅﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ".
ﻭﺨﻠﺼﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﺔ ﻓﻲ ﻫﻨﺩﻭﺭﺍﺱ "ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ" ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺒﺭﺍﻫﻴﻥ ﺘﺜﺒﺕ "ﻋﺠﺯﺍ ﻜﺎﻤﻼ" ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻔﺎﺀ ﻤﺎﻨﻔﺭﻴﺩﻭ
ﻓﻴﻼﺴﻜﻭﻴﺱ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ١٦٠.ﻭﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻟﻡ ﺘﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺃﻤﺭﺍ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﺒﺎﻹﺤﻀﺎﺭ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﻟـﻡ
ﻴﺘﻤﻜﻥ ﺃﻱ ﻗﺎﺽ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺯ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﺘﻤل ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻓﻴﻼﺴﻜﻭﻴﺱ ﻗﺩ ﺍﺤﺘﺠﺯ ﻓﻴﻬﺎ
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ، A/55/31 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٥٩ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٠٢ ١٥٦
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،A/56/38 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢١ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٧٧ ١٥٧
I-A Court HR, Villagrán Morales et al. Case (The “Street Children” Case), judgment of November 19, 1999, Series C, No. ١٥٨
.63, pp. 194-195, para. 225
.I-A Court HR, Velásquez Rodríguez Case, judgment of July 29, 1988, Series C, No. 4, pp. 155-156, paras. 176-177; emphasis added ١٥٩
١٦٠
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٥٦ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٧٨
٧١٨ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻜﻤﺎ ﺘﻡ ﺇﺴﻘﺎﻁ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ١٦١.ﻭﺃﺸﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ "ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﻭﻗﺎﺌﻊ ﻤﻥ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻨـﻭﻉ
١٦٢
ﻴﻅل ﻗﺎﺌﻤﺎ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﻅل ﺍﻟﺸﻙ ﻓﻲ ﻤﺼﻴﺭ ﺸﺨﺹ ﺍﺨﺘﻔﻰ".
ﻭﻓﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﻓﻴﻼﺴﻜﻭﻴﺱ ﻗﺭﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺎﻹﺠﻤﺎﻉ ﺃﻥ ﻫﻨﺩﻭﺭﺍﺱ ﺍﻨﺘﻬﻜﺕ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺩ ٤ﻭ ٥ﻭ ٧
١٦٣
ﻤﻘﺘﺭﻨﺔ ﺒﺎﻟﻔﻘﺭﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ.
ﻭﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﻤﺎ ﻗﺩ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻗﺩ ﺘﻅل ﻤﻊ
ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﻟﻭﺍﺠﺒﻬﺎ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ.
ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﻭﻫﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﻟﻡ ﻴﺘﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﺨﺘﻁﺎﻑ
ﻭﻗﺘل ﺍﻷﻁﻔﺎل ﻷﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺘﻡ "ﺘﻌﻴﻴﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﺃﻭ ﻤﻌﺎﻗﺒﺘﻬﻡ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻭﻀﻌﺕ ﻤﻭﻀـﻊ
ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ" .ﻭﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻭﺤﺩﻩ ﻜﺎﻓﻴﺎ ﻟﻜﻲ ﺘﺨﻠﺹ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻏﻭﺍﺘﻴﻤﺎﻻ ﻗﺩ ﺍﻨﺘﻬﻜﺕ ﺍﻟﻔﻘـﺭﺓ ١ﻤـﻥ
١٦٤
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ.
*****
ﻭﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻓﺈﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻤﻼﺤﻘﺘﻬﺎ ﻗﻀﺎﺌﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻴﺼﺢ
ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ .ﻓﻤﺜﻼ ﺃﻜﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.
ﻭﺘﻠﺨﺹ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﻓﺴﺎﺭ ﺘﻠﺨﻴﺼﺎ ﺠﻴﺩﺍ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﺤﻴﺙ ﺭﺃﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺎ
ﻴﻠﻲ:
" -٣٩٣ﺇﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻤﻘﺘﺭﻨﺎ ﺒﺎﻟﻭﺍﺠـﺏ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺄﻥ "ﺘﻀﻤﻥ ...ﻟﻜل ﺸﺨﺹ ﻴﺨﻀـﻊ ﻟﻘﻀـﺎﺌﻬﺎ
ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻓﺔ ﻓﻲ ...ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ" ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻀﻤﻨﻴﺔ ﺒﺄﻨﻪ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ
ﻴﻘﻭﻡ ﺸﻜل ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ ﺍﻟﻔﻌﺎل ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻗﺘل ﺃﻓﺭﺍﺩ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻘـﻭﺓ ...
ﻭﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﻜﻔل ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻔﻌﺎل ﻟﻠﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤﻰ
ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺃﻥ ﻴﻀﻤﻥ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻤل ﻤﻭﻅﻔﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻫﻴﺌﺎﺘﻬﺎ ،ﻤﺴـﺅﻭﻟﻴﺘﻬﻡ
ﻋﻥ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺙ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻬﻡ .ﻭﻗﺩ ﻴﺘﺒﺎﻴﻥ ﺸﻜل ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻘﻕ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻭﻟﻜﻥ ﺃﻴﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤل ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﺈﻨـﻪ
ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺃﻥ ﺘﺘﺼﺭﻑ ﺒﺩﺍﻓﻊ ﻤﻥ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺒﺎﻟﻤﻭﻀﻭﻉ .ﻭﻻ ﺘﺴـﺘﻁﻴﻊ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺃﻥ ﺘﺘﺭﻙ ﺍﻷﻤﺭ ﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺃﻗﺭﺏ ﺍﻷﻗﺭﺒﺎﺀ ﺴـﻭﺍﺀ ﻟﺘﻘـﺩﻴﻡ ﺸـﻜﻭﻯ ﺭﺴـﻤﻴﺔ ﺃﻭ
ﻟﻼﻀﻁﻼﻉ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺄﻱ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺘﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ...
-٣٩٤ﻭﻟﻜﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻱ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺒﻘﻴﺎﻡ ﻤﻭﻅﻔﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﻘﺘل ﻏﻴﺭ ﻤﺸـﺭﻭﻉ ﺘﺤﻘﻴﻘـﺎ
ﻓﻌﺎﻻ ﻓﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻷﺸـﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴـﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋـﻥ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴـﻕ
ﻭﺍﻟﻘﺎﺌﻤﻴﻥ ﺒﻪ ﻤﺴﺘﻘﻠﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺘﻭﺭﻁﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ...ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻌﺎﻻ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺎ ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ
ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻟﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﺒﺭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ...ﻭﺍﻟﻰ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﻭﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴـﺅﻭﻟﻴﻥ ...
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻟﻴﺱ ﺇﻟﺯﺍﻡ ﺒﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺇﻟﺯﺍﻡ ﺒﺎﻟﻭﺴﺎﺌل .ﺇﺫ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴـﻠﻁﺎﺕ ﺃﻥ ﺘﺘﺨـﺫ
ﺍﻟﺨﻁﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺤﺎﺩﺙ ،ﻭﻴﺸﻤل ﺫﻟﻙ ﻓـﻲ
ﺠﻤﻠﺔ ﺃﻤﻭﺭ ﺃﻗﻭﺍل ﺸﻬﻭﺩ ﺍﻟﻌﻴﺎﻥ ﻭﺃﺩﻟﺔ ﺍﻟﻁﺏ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ،ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻋﻨﺩ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎﺀ ﺒﺘﺸﺭﻴﺢ ﻴﻌﻁﻰ
ﺴﺠﻼ ﻜﺎﻤﻼ ﻭﺩﻗﻴﻘﺎ ﻋﻥ ﺍﻹﺼﺎﺒﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴﻼ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺎ ﻟﻼﺴﺘﻨﺘﺎﺠﺎﺕ ﺍﻹﻜﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟـﻙ
١٦١
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٥٦ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٧٩
١٦٢
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٥٧ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١٨١؛ ﻭﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩ ﻤﻀﺎﻑ.
١٦٣
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺘﺎﻥ .١٦٣-١٦٢
I-A Court HR, Villagrán Morales et al. Case (The “Street Children” Case), judgment of November 19, 1999, Series C, No. ١٦٤
.63, p. 195, para. 228
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٧١٩
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺴﺒﺏ ﺍﻟﻭﻓﺎﺓ ...ﻭﺃﻱ ﻗﺼﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻴﻘﻭﺽ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﻭﻓﺎﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺨﺹ
ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺠﺎﻓﻴﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ.
-٣٩٥ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻴﻀﺎ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﺸﺘﺭﺍﻁ ﺒﺎﻟﻌﻤل ﺍﻟﻔﻭﺭﻱ ﻭﺍﻟﺴﺭﻋﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭﻟﺔ ﻭﻫﻭ ﻤـﺎ ﻴﻨﻁـﻭﻱ
ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ...ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭل ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻨﻊ ﺇﺤﺭﺍﺯ ﺘﻘﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺒﻌﻴﻨﻬﺎ .ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﺍﻟﻔﻭﺭﻴـﺔ ﻤـﻥ
ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻤﻬﻠﻜﺔ ﻗﺩ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﺃﻤﺭﺍ ﺠﻭﻫﺭﻴﺎ ﻟﻠﺤﻔـﺎﻅ
ﻋﻠﻰ ﺜﻘﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﻤﻨﻊ ﺃﻱ ﻤﻅﻬﺭ ﻤﻥ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺘﻭﺍﻁﺅ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎل
١٦٥
ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺴﺎﻤﺢ ﺘﺠﺎﻫﻬﺎ".
ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻭﻜﻤﺎ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﻓﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺃُﺩﻋﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺄﻥ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻗﺘـل
ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ "ﻗﺩ ﺍﺭﺘﻜﺒﺕ ﺒﺭﻋﺎﻴﺔ ﻗﻭﺍﺕ ﺍﻷﻤﻥ ﺒﻌﻠﻡ ﻭﺴﻜﻭﺕ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ" ﻓﺈﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺘﺜﻴﺭ"ﻗﻠﻘﺎ ﺠﺩﻴﺎ
ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻤﺘﺜﺎل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻤﻬﺎ ﻟﻠﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺩ" .ﻭﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ
ﺃﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻹﺠﺭﺍﺌﻲ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ "ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻨﻅـﺭ
١٦٦
ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻭﺼﻔﻪ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺒﺤﺜﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﺘﺴﺎﻋﺎ".
ﻭﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻗﺎﻡ ﺴﺒﻌﺔ ﺃﺸﺨﺎﺹ ،ﻫﻡ ﺒﻌﺽ ﺤﺭﺍﺱ ﺍﻟﻘﺭﻴﺔ ﻭ ﻡ ﻡ )ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺘﺭﻑ(
ﻭﺃﺤﺩ ﺭﺠﺎل ﺍﻷﻤﻥ ﺒﺈﺨﺭﺍﺝ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﺴﻜﻨﻪ .ﻭﺃﺨﺫ ﺇﻟﻰ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ،ﻭﻨﻘل ﺒﻌﺩ ﺫﻟـﻙ ﻤـﻥ ﻤﺭﻜـﺯ
ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻭﻗﺘل .ﻭﺨﻠﺼﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻙ ﻷﻥ "ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺫﻱ
ﻗﺎﻡ ﺒﻪ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺠﺭﻯ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺘﺤﻘﻴﻘﺎ ﻓﻭﺭﻴـﺎ ﺃﻭ ﻜﺎﻓﻴـﺎ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ ﺒﻘﺘل ﻤﺤﻤﺩ ﺸﺭﻴﻑ ﺃﻓﺴﺎﺭ" .ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﻘﺩ ﺤﺩﺙ "ﺨﺭﻕ ﻟﻼﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻹﺠﺭﺍﺌﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺒﺤﻤﺎﻴـﺔ
ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ" ١٦٧.ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺨﻠﺼﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻤﺴﺅﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺃﻓﺴﺎﺭ
ﻭﻨﺸﺄ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﺤﺩﻭﺙ ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﻟﻼﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺒﻜﻔﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢
ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ١٦٨.ﻭﺍﻟﺠﺩﻴﺭ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺃﻨﻪ ﺘﻡ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺤﺭﺍﺱ ﺍﻟﻘﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﻭﺇﺩﺍﻨﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﻴﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﺍﻷﻤﻨﻲ .ﻭﺃﺩﺕ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ "ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻅـﺭﻭﻑ ]ﻭ[ ﻟـﻡ ﺘـﻭﻓﺭ
ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻟﺸﻜﻭﻯ ﻤﻘﺩﻡ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﻋﻥ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﺨﻴﻪ" .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﻴﺴـﺘﻁﻊ
١٦٩
ﻤﻘﺩﻡ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﺩﻋﺎﺌﻪ ﺒﺄﻨﻪ ﻭﻗﻊ ﻀﺤﻴﺔ ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﻨﻴﺎﺒﺔ ﻋﻥ ﺃﺨﻴﻪ.
Eur. Court HR, Case of Avsar v. Turkey, judgment of 10 July 2001, paras. 393-395 of the decision as published at: ١٦٥
.http://echr.coe.int
١٦٦ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٤٠٤
١٦٧ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ٤٠٨؛ ﻭﺃﻀﻴﻑ ﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩ.
١٦٨ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٤١٦
١٦٩ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺘﺎﻥ ٤٠٨ﻭ .٤١٥
٧٢٠ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺍﻟﻨﺎﺠﻡ ﻋﻥ ﻋﺩﻡ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺼﻴﺭ ﺃﺤﺒﺎﺌﻬﻡ ﺃﻟﻡ ﻋﻤﻴﻕ ﻭﻴﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍ ﻅﺎﻫﺭﺍ ﻭﺩﺍﺌﻤﺎ .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻴﻨﺒﻐـﻲ
ﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻲ ﺒﺎﻟﻤﺠﺎﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﻬﻡ ﺘﺠﺎﻩ ﻤﺸﺎﻋﺭ ﻭﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻭﺍﺠﻬﻭﻥ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻤﺄﺴﺎﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺘﺠﺎﻩ ﺤﺎﺠﺘﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻷﻓﺭﺍﺩ ﺃﺴﺭﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﻔﻴﻥ.
ﻭﻓﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﺃﻜﺩﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺼـﺩﺩ ﻭﺍﺠـﺏ
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
"ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٨ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ )ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ( ﺃﻥ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜـﺎﺕ
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﺃﻗﺭﺏ ﺃﻗﺭﺒﺎﺌﻬﻡ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﻤﺘﻌﻭﺍ ﺒﻔﺭﺹ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻓـﻲ ﺍﻻﺴـﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟـﻴﻬﻡ
ﻭﻟﻠﺘﺼﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻬﻡ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﻭﻀﻴﺢ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﻭﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ
١٧٠
ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﺴﻭﺍﺀ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ".
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﺃﻥ ﻋﺩﻡ ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﺍﻟﺒﻼﻏﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺃﻭ ﺃﻭﺍﻤﺭ ﺍﻹﺤﻀﺎﺭ )ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤـﺔHabeas /
(Corpusﺃﻭ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺎﺕ ﻭﺍﻹﺨﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﻓـﺘﺢ ﺘﺤﻘﻴﻘـﺎﺕ ﻓـﻲ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜـﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺯﻋﻭﻤﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴـﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋـﻥ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﺴﺏ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎﺀ ﻴﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺃﻭ ﺃﻗﺭﺏ ﺃﻗﺭﺒﺎﺌﻬﻡ "ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻓﺭﺼـﺔ
ﺍﻻﺴﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﻭﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﺘﻬﺎﻤﺎﺘﻬﻡ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﻤﺤﺎﻴﺩﺓ" ١٧١.ﻭﻻ ﺘﻘﻭﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺨﻔﺎﻗﺎﺕ ﺤـﻕ
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻔﻌﺎل ﻭﺤﺴﺏ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﻘﻭﺽ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺒﻐـﻲ ﺃﻥ ﺘﻜـﻭﻥ ﻟـﺩﻯ ﺍﻷﻓـﺭﺍﺩ
ﻭﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﻓﻲ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻭﻓﻰ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻤﻭﻤﺎ.
ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴﻼﺯﻤﻪ ﻭﺍﺠﺏ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻤﺤﺩﺩ
ﺒﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻔﺭﺩ ﻭﻤﻼﺤﻘﺘﻬﺎ ﻗﻀﺎﺌﻴﺎ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻭﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﻫﻭ ﻜﻔﺎﻟﺔ ﺍﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﺤﻘﻭﻕ ﻭﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺒﺴﺭﻋﺔ.
ﻭﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﻭﺍﺠﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺠﺭﻯ ﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻓﻭﺭﻴﺔ ﻭﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻜل
ﺍﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ .ﻭﻴﺘﺴﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺒﺄﻫﻤﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀﺍﺕ
ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﺘﻌﺫﻴﺏ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ،
ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺍﻟﺠﻨﺴﺎﻨﻲ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺍﻟﻨﺎﺸﺊ ﻋﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ.
ﻭﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﻭ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﻭﻟﻴﺱ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻭﻴﻨﻁﻭﻱ
ﻓﻲ ﺠﻤﻠﺔ ﺃﻤﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
• ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﻴﺌﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺃﻱ ﻫﻴﺌﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺭﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺩﻋﺎﺓ؛
• ﻴﺠﺏ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﺤﺎﻴﺩﺓ ﻭﺴﺭﻴﻌﺔ ﻭﻜﺎﻤﻠﺔ ﻭﻓﻌﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺴﻬﻴل ﺘﻌﻴﻴﻥ
ﻫﻭﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﺃﻭ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺯﻋﻭﻤﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﻐﺭﺽ ﻤﻼﺤﻘﺘﻬﻡ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻭﻤﻌﺎﻗﺒﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭ؛
• ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻔﺘﺢ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺒﺎﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﻤﺩﻋﺎﺓ ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻓﺘﺢ
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﺨﻁﻭﺍﺕ ﻴﺘﺨﺫﻫﺎ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻗﺭﺏ ﺃﻗﺭﺒﺎﺌﻪ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻟﺔ ﻴﻘﺩﻤﻭﻨﻬﺎ؛
• ﺘﻤﺜل ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤﺠﺎﻓﺎﺓ ﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ
I-A Court HR, Villagrán Morales et al. Case (The “Street Children” Case), judgment of November 19, 1999, Series C, No. ١٧٠
. 63, p. 195, para. 227
١٧١ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٩٦ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٢٢٩
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٧٢١
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﻜﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﺒﻘﺩﺭ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ .ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺒﻼﺯﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﺼﺎﺩﺭﺓ ﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﻓـﻲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺔ
ﺍﻟﺘﺸﻴﻜﻴﺔ ﺃﻋﺭﺒﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻥ ﺭﺃﻴﻬﺎ ﺒﺄﻨﻪ ﻋﻤﻼ ﺒﺎﻟﻔﻘﺭﺓ )٣ﺃ( ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬـﺩ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ "ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻨﺘﺼﺎﻑ ﻓﻌﺎل ﻟﻜـﺎﺘﺒﻲ
ﺍﻟﺒﻼﻍ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻓﺭﺼﺔ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﺭﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﺃﻭ ﻟﻠﺘﻌﻭﻴﺽ" ﻋﻥ ﺃﺤﺩ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻤﺨـﺎﻟﻑ
٧٢٢ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ٢٦ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ١٧٢.ﻭﻷﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﺤﻕ .ﻭﻟﻜﻥ ،ﻭﻜﻤـﺎ
ﺃﻭﻀﺢ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺒﻘﺩﺭ ﻭﺍﻓﺭ ،ﻗﺩ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺤـﺎﻻﺕ ﻭﺨﺎﺼـﺔ ﻋﻨـﺩﻤﺎ ﻴﻜـﻭﻥ
ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻭﻥ ﻗﺩ ﺘﻌﺭﻀﻭﺍ ﻟﻠﻘﺘل ﺃﻭ ﻟﻠﻌﻨﻑ ﻭﺃﺼﺒﺤﺕ ﺨﻴﺎﺭﺍﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل ﻤﺤﺩﻭﺩﺓ
ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ.
ﻭﺘﻭﻀﺢ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﺎﺓ ﺃﺩﻨﺎﻩ ﻜﻴﻑ ﺘﺘﻌﺎﻤل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﺤﻘـﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴـﺎﻥ ﻤـﻊ ﻤﺴـﺄﻟﺔ
ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ .ﻭﻟﻜﻥ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻴﻨﺒﻊ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺩﻭﻟﻲ ﻤﺘﺼل
ﺒﺎﻨﺘﻬﺎﻙ ﺜﺎﺒﺕ ﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ١٧٣.ﻭﻤـﻥ
ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺴﺎﻋﺩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻭﻀﻴﺢ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﻭﺯ ﺘﻌﻭﻴﻀﻬﺎ ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ
ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ.
ﻭﻗﺩ ﺤﻜﻤﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺼﻔﺔ ﻤﻨﺘﻅﻤﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻟﻀـﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﻌـﺫﻴﺏ
ﻭﻷﻗﺭﺏ ﺃﻗﺭﺒﺎﺀ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﻘﺘل ﺒﻴﻥ ﺁﺨﺭﻴﻥ .ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻤﻨﺢ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋـﻥ ﺍﻟﻀـﺭﺭ ﺍﻟﻤـﺎﻟﻲ
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻗﺩ ﺘﻡ ﻓـﻲ ﺤﺎﻟﺘـﻪ
ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺠﺎﺕ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺭﺼﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ١٧٤.ﻭﻴﻤﻜﻥ ﻤﻨﺢ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻻ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﻨﻔﺴـﻪ ﻭﺤﺴـﺏ
ﻭﻟﻜﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﻷﻗﺭﺏ ﺃﻗﺭﺒﺎﺌﻪ ١٧٥.ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺼﺭﻭﻓﺎﺕ ١٧٦.ﻭﻤﻊ ﺫﻟـﻙ
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﻡ "ﺘﺠﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻡ" ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﺃﻗﺭﺏ ﺍﻷﻗﺭﺒﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ
١٧٧
ﻏﻴﺭ ﻤﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺩﺨل ﺸﻘﻴﻘﻪ ﻗﺒل ﻭﻓﺎﺘﻪ ﻭﺒﻤﻁﺎﻟﺒﺎﺕ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﺩﻋﺎﺀ ﺘﻜﺒﺩ ﺨﺴﺎﺌﺭ ﺒﻌﺩ ﻭﻓﺎﺘﻪ.
*****
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻨﺸﺄﺕ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻤﺎ ﻴﺸﻜل "ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻌـﺎﺩل" ﻷﻗـﺭﺏ ﺃﻗﺭﺒـﺎﺀ ﺍﻟﺴـﻴﺩ
ﻓﻴﻼﺴﻜﻭﻴﺱ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻓﻼﻴﺴﻜﻭﻴﺱ ﺭﻭﺩﺭﻴﻐﻴﺱ .ﻭﺨﻠﺼﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻨـﻪ ﻨﻅـﺭﺍ ﻷﻥ
ﺍﺨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻓﻴﻼﺴﻜﻭﻴﺱ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺤﺎﺩﺙ ﻭﻓﺎﺓ ﻋﺎﺭﻀﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ "ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻓﻌﺎل ﺨﻁﻴﺭﺓ ﺘﻌﺯﻯ ﺇﻟﻰ ﻫﻨـﺩﻭﺭﺍﺱ"
ﻓﺈﻥ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ "ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺨﻁﻭﻁ ﺘﻭﺠﻴﻬﻴﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻴﺠﺏ ﺤﺴـﺎﺒﻪ
ﺒﻭﺼﻔﻪ ﺨﺴﺎﺭﺓ ﺇﻴﺭﺍﺩﺍﺕ ﺘﺤﺴﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺩﺨل ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻭﻗـﺕ
ﻭﻓﺎﺘﻪ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ" ١٧٨.ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﻴﺯﺕ ﺒﻴﻥ ﺤﺎﻟﺘﻴﻥ :ﻓﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻌﺭﻀـﺕ
ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ "ﻟﻺﻋﺎﻗﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﺩﺍﺌﻤﺔ" ،ﻭﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ "ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺸﻤل ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻜل ﻤـﺎ ﻋﺠـﺯ ﻋـﻥ
ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻘﺘﺭﻨﺎ ﺒﺎﻟﺘﻌﺩﻴﻼﺕ ﺍﻟﻤﻼﺌﻤﺔ ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﻗﻊ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤل" ١٧٩،ﻭﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻫﻨﺎﻙ
ﺤﺎﻟﺔ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﻤﺘﻌﻭﻥ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ "ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻤﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻘﺒﻠﺔ ﻟﻠﻌﻤل ﺃﻭ
١٧٢ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺭﻗﻡ ،١٩٩٩/٨٥٧ﺒﻼﺯﻙ ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ ﻀﺩ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﻴﻜﻴﺔ )ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻓﻲ ١٢ﺘﻤﻭﺯ/ﻴﻭﻟﻴﻪ (٢٠٠١ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ
ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ) A/56/40 ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ( ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٧٣ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٧
١٧٣ﺍﻨﻅﺭ ﻟﻠﻤﻘﺎﺭﻨﺔ Cf. I-A Court HR, Velásquez Rodríguez Case, Compensatory damages, judgment of July 21, 1989, Series C, No.
.7, p. 57, para. 54
١٧٤ﺍﻨﻅﺭ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺒﻴﻥ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﺃﺨﺭﻯEur. Court HR, Case of Mahmut Kaya v. Turkey, judgment of 28 March 2000, :
paras. 133-139 of the text as published as at http://echr.coe.int and Eur. Court HR, Case of Price v. the United Kingdom, judgment
.of 19 June 2001, para. 34 of the text as published as at http://echr.coe.int
Eur. Court HR, Case of Mahmut Kaya v. Turkey, judgment of 28 March 2000, paras. 133-139 of the text as published at ١٧٥
.http://echr.coe.int
١٧٦
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺕ .١٤٢-١٤٠
١٧٧
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٣٥
.I-A Court HR, Velásquez Rodríguez Case, Compensatory damages, judgment of July 21, 1989, Series C, No. 7, p. 54, para. 46 ١٧٨
١٧٩
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺘﺎﻥ ،٥٥-٥٤ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٤٧
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٧٢٣
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺩﺨل ﺨﺎﺹ ﺒﻬﻡ" ١٨٠.ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻟﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻭﺍﺏ "ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺠﺎﻤﺩﺓ ...
١٨١
ﺒل ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺒﺎﻷﺤﺭﻯ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻤﺘﻌﻘل ﻟﻸﻀﺭﺍﺭ ﻤﻊ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ".
ﻭﻓﻰ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻨﻰ ﻤﻨﻬﺎ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺃﺴﺭﺓ ﺍﻟﺴـﻴﺩ ﻓﻴﻼﺴـﻜﻭﻴﺱ
ﻭﺠﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ "ﻜﺎﻨﺕ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺎﻨﺕ ﻤﻨﻪ ﺍﻷﺴـﺭﺓ" ،ﻭﺨﺎﺼـﺔ
ﻨﺘﻴﺠﺔ "ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺄﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺴﻡ ﺒﻬﺎ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻻﺨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻘﺴﺭﻱ ﻟﻸﻓﺭﺍﺩ" ١٨٢.ﻭﻗﺩ ﺃﺜﺒﺘﺕ "ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﺜﻘـﺔ
ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ" ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺃﺜﺒﺘﺘﻬﺎ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﻁﺒﻴﺏ ﻨﻔﺴﻲ ﻭﺃﺴﺘﺎﺫ ﻋﻠﻡ ﻨﻔﺱ .ﻭﻋﻠـﻰ ﻫـﺫﺍ ﺍﻷﺴـﺎﺱ
ﻭﺠﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﺍﺨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻓﻴﻼﺴﻜﻭﻴﺱ "ﻗﺩ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺁﺜﺎﺭ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﻀﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﻴﻥ
ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺘﻌﻭﻴﻀﻬﺎ ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﺃﻀﺭﺍﺭﺍ ﻤﻌﻨﻭﻴﺔ" ١٨٣.ﻭﻟﻬﺫﺍ ﺼﺩﺭ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺄﻥ ﺘﺩﻓﻊ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ.
*****
ﻨﻅﺭﺍ ﻷﻥ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺭﺼﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻻ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﻤﺭﻜﺯ ﻗﻀﺎﺌﻲ ﺒﺩﻗﻴﻕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻓـﺈﻥ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌـﺎﺕ
ﺒﺼﻔﺘﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﻻ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺩﻓﻊ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺍﻗﺘﺼـﺭﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨـﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴـﺔ
ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻓﻲ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﻤﺩﻫﺎ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﻠﺤﻕ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭﻱ ﻟﻠﻌﻬﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺤﺙ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻋﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻊ ﺘﻌﻭﻴﺽ
١٨٤
ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺩﺓ ﺩﻭﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﺩﻓﻌﻪ.
٢-٦-٣ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻗﺩ ﺘﻘﻭﻡ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ،ﻤﺜل ﺤﺎﻟﺔ ﺸﺨﺹ ﻭﻗﻊ
ﻀﺤﻴﺔ ﺘﻌﺫﻴﺏ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺍﻟﺠﻨﺴﺎﻨﻲ ،ﺇﻟﻰ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل
ﺠﺴﺩﻴﺎ ﻭﻨﻔﺴﻴﺎ ﻤﻌﺎﹰ .ﻭﻜﻤﺎ ﻟﻭﺤﻅ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﻔﺭﻋﻲ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺘﻔﺭﺽ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ١ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٤ﻤﻥ
ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﻀﺭﻭﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻘﺎﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻼﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻬﻴﻨﺔ
ﻭﺍﺠﺒﺎ ﺼﺭﻴﺤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺒﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ "ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻭﺴﺎﺌل ﺇﻋﺎﺩﺓ
ﺘﺄﻫﻴﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻜﻤل ﻭﺠﻪ ﻤﻤﻜﻥ".
ﻭﺃﻋﺭﺒﺕ ﻟﺠﻨﺔ ﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻋﻥ ﻗﻠﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺍﻟﻜﺎﻤﻴﺭﻭﻥ ﻤﻥ "ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ
ﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺄﻫﻴل ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺨﺎﻟﻑ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٤ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ" .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺃﻭﺼﺕ ﺒﺄﻥ
ﺘﻨﺸﺊ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ "ﺁﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺸﺭﻴﻌﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺄﻫﻴل ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻜﻤل ﻭﺠـﻪ
ﻤﻤﻜﻥ" ١٨٥.ﻭﺃﻭﺼﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺍﻟﺒﺭﺍﺯﻴل ﺒﺎﺘﺨﺎﺫ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ "ﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﻭﺘﺄﺴﻴﺱ ﺤﻕ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﻌـﺫﻴﺏ
ﻓﻲ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﺎﺩل ﻭﻜﺎﻑ ﺘﺩﻓﻌﻪ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻟﻭﻀﻊ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺄﻫﻴﻠﻬﻡ ﺍﻟﺠﺴﺩﻱ ﻭﺍﻟﺫﻫﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼـﻰ
١٨٦
ﺤﺩ ﻤﻤﻜﻥ"
ﻭﺘﺘﻭﺨﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٣٩ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻁﻔل ﺃﻴﻀﺎ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻹﺴﺎﺀﺓ ﻭﺘﻨﺹ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
"ﺘﺘﺨﺫ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻜل ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺝ
ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻁﻔل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻊ ﻀﺤﻴﺔ ﺃﻱ ﺸﻜل ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻹﻫﻤﺎل ﺃﻭ ﺍﻻﺴﺘﻐﻼل ﺃﻭ ﺍﻹﺴﺎﺀﺓ،
١٨٠
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٥٥ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٤٨
١٨١
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻨﻔﺴﻪ.
١٨٢
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٥٥ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٥٠
١٨٣
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٥٦ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٥١
١٨٤ﺍﻨﻅﺭ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺭﻗﻡ ،١٩٨١/١٠٧ﻜﻭﻴﻨﻜﻴﺭﻭﺱ ﻀﺩ ﺃﻭﺭﻭﻏﻭﺍﻱ )ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻓﻲ ٢١ﺘﻤﻭﺯ/ﻴﻭﻟﻴﻪ (١٩٨٣ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ
ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،A/38/40 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢٢٤ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٦
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ، A/56/44 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢٩ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )٦٥ﻫـ( ﻭﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٣٠ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )٦٦ﺃ(. ١٨٥
١٨٦
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٥١ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )١٢٠ﻭ(.
٧٢٤ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺸﻜل ﺁﺨﺭ ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒـﺔ ﺍﻟﻘﺎﺴـﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻼﺇﻨﺴـﺎﻨﻴﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﻬﻴﻨﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ .ﻭﻴﺠﺭﻯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺝ ﻫﺫﻩ ﻓﻲ ﺒﻴﺌﺔ ﺘﻌـﺯﺯ
ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻁﻔل ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻤﻪ ﻟﺫﺍﺘﻪ ﻭﻜﺭﺍﻤﺘﻪ".
ﻭﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺃﻭﺼﺕ ﻟﺠﻨﺔ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻁﻔل ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﻤﻘﺩﻭﻨﻴﺎ ﺍﻟﻴﻭﻏﻭﺴﻼﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ "ﺒﺄﻥ
ﺘﻀﻊ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻻﺴﺘﻌﺠﺎل ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻤﻼﺌﻤﺔ ﻟﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺝ" ﻟﻸﻁﻔﺎل ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﻭﻗﻌﻭﺍ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ١٨٧.ﻭﺃﻜﺩﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻥ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺄﻫﻴل ﺍﻷﻁﻔﺎل ﺘﺘﺴﻡ ﺒﺄﻫﻤﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓـﻲ ﺯﻤـﻥ
١٨٨
ﺍﻟﺤﺭﺏ.
ﻭﺘﺸﻜل ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻼﺌﻰ ﺘﻌﺭﻀﻥ ﻟﻼﺘﺠﺎﺭ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴـﺎﻥ
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺩ ﻴﺤﺘﺎﺠﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل .ﻭﺃﻭﺼﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻨﺯﻭﻴﻼ ﺒﺈﻗﺎﻤﺔ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻹﻋﺎﺩﺓ
ﺘﺄﻫﻴل ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻻﺘﺠﺎﺭ ١٨٩.ﻜﻤﺎ ﺃﻭﺼﺕ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺒﺄﻥ ﺘﺘﺨـﺫ ﺍﻟـﺩﻭل "ﺘـﺩﺍﺒﻴﺭ
ﺤﻤﺎﺌﻴﺔ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻤﺸﻭﺭﺓ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل ﻭﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﻋﻡ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻼﺌﻰ ﻭﻗﻌﻥ ﻀﺤﺎﻴﺎ
١٩٠
ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺃﻭ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻌﻨﻑ".
*****
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺘﻌﺘﺭﻑ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٨ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻀﺩ ﺍﻟﻤـﺭﺃﺓ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺴﺘﺌﺼﺎﻟﻪ ﺒﺎﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻼﺌﻰ ﺘﻌﺭﻀﻥ ﻟﻠﻌﻨﻑ ،ﻭﺒﻤﻭﺠﺏ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ "ﺘﻭﺍﻓﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻀﻁﻼﻉ ﺘﺩﺭﻴﺠﻴﺎ ﺒﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻤﺤـﺩﺩﺓ ...ﻟﺘﻤﻜـﻴﻥ ﺍﻟﻤـﺭﺃﺓ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻟﻠﻌﻨﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻜﻴﻴﻑ ﻭﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﻟﺘﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ".
ﻴﺘﻤﺘﻊ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﺃﻗﺭﺏ ﺃﻗﺭﺒﺎﺌﻬﻡ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﺍﻟﻔﻌﺎل
ﻋﻤﺎ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻤﻥ ﻅﻠﻡ.
ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻜﻠﻤﺎ ﺃﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﻓﻲ ﺸﻜل ﺭﺩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ .ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ
ﺭﺩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻤﻤﻜﻨﺎ ﻓﻴﺠﺏ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﻨﺼﻑ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭ/ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ.
ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺘﻭﺨﻰ ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﻓﻲ ﺸﻜل ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻠﺯﻭﻡ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻤﺜل
ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺴﺎﻨﻲ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ
ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ.
١٨٧
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،CRC/C/94 :ﻟﺠﻨﺔ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻁﻔل :ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ) ،(٢٠٠٠ﺍﻟﻔﻘﺭﺘﺎﻥ .٢٨٧-٢٨٦
١٨٨
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺴﻴﺭﺍﻟﻴﻭﻥ ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺕ .١٩٠-١٨٥
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ) A/56/40 ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺍﻷﻭل( ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٥٢ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٦ ١٨٩
ﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺭﻗﻡ ) ١٩ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ( ،ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢٢١ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )٢٤ﺭ( ’.‘٣ ١٩٠
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٧٢٥
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺘﻌﺴﻔﻴﺎ ﻗﺩ ﻴﺅﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﺜﺭ ﻤﺩﻤﺭ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻭﺃﻗﺭﺏ ﺃﻗﺭﺒﺎﺌﻬﻡ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ
ﺒﺭﻤﺘﻪ .ﻭﺸﻴﻭﻉ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻴﺅﺩﻯ ﺃﻴﻀﺎ "ﺇﻟﻰ ﺘﻭﺴﻴﻊ ﺍﻟﻔﺠﻭﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﻴﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﻫﻴﺎﻜل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ،
ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ،ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﻌﺭﻀﻴﻥ ﻻﻤﺘﻬﺎﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ .ﻭﺘﺯﺍﻴـﺩ ﺼـﻌﻭﺒﺎﺕ
ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻴﺩﻓﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺒﺄﻴﺩﻴﻬﻡ ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺘﺩﻫﻭﺭ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻭﻅﻬـﻭﺭ
ﻤﻭﺠﺎﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﻑ ١٩١".ﻭﺍﻹﻓﻼﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﺃﻱ
ﺒﻠﺩ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﻨﺘﺸﺭ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻋﻨﺩ ﺇﺼﺩﺍﺭ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﻋﻔﻭ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺩﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻴـﺎﺕ ﻋﺴـﻜﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺩﻨﻴـﺔ ﺃﻭ
ﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﻤﺴﻠﺤﺔ ﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺩﻋﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ.
ﻭﻗﺩ ﻅﻠﺕ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺭﺼﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺘﺸﺠﺏ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜـﺎﺕ
ﺍﻟﺨﻁﻴﺭﺓ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ .ﻓﻌﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺨﻠﺼﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺭﻭﺩﺭﻴﻐـﺱ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﻭﺭﻭﻏﻭﺍﻱ ﺭﻗﻡ ١٥,٨٤٨ﻟﻌﺎﻡ ١٩٨٦ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺃﻭ ﻗـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻨﺘﻬـﺎﺀ ﺍﻷﺠـل
) (Ley de Caducidad de la Pretensión Punitiva del Estadoﻴﻨﺘﻬﻙ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٧ﻤﻘﺘﺭﻨﺔ ﺒﺎﻟﻤـﺎﺩﺓ (٣)٢
ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ .ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺘﻤﺩ ﻓﻲ ﻋـﺎﻡ ١٩٨٦ﻭﻀـﻊ
ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻹﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺭﻓﻊ ﺩﻋﺎﻭﻯ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﺍﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺴـﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻜـﻡ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ .ﻭﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺘﻡ ﺍﺤﺘﺠﺎﺯ ﻤﻘﺩﻡ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﻭﺘﻌﺫﻴﺒﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٩٨٣ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟـﺩﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻱ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻱ
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺘﻤﻜﻥ ،ﺒﺴﺒﺏ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻔﻭ ،ﻤﻥ ﻤﻘﺎﻀﺎﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺘﻌﻭﻴﺽ .ﻭﺃﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨـﺔ ﺘﺄﻜﻴـﺩ
ﻤﻭﻗﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺩﺘﻬﺎ ﺒﺄﻥ
"ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﻔﻭ ﻋﻥ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﺨﻁﻴﺭﺓ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗـﻡ
،(Ley de Caducidad de la Pretensión Punitiva del Estado) ١٥,٨٤٨ﻻ ﺘﺘﻤﺸـﻰ ﻤـﻊ
ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻌﻬﺩ .ﻭﺘﻼﺤﻅ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺒﻘﻠﻕ ﻋﻤﻴﻕ ﺃﻥ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﻴﺴﺘﺒﻌﺩ ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﻤﺘﻬﺎﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀـﻲ
ﻭﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺴﺒل ﺍﻨﺘﺼﺎﻑ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻀﺤﺎﻴﺎ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴﺎﺕ .ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺘﺸﻌﺭ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺒﺎﻟﻘﻠﻕ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﻗﺩ ﺴـﺎﻫﻤﺕ،
ﺒﺎﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻓﻲ ﺇﺸﺎﻋﺔ ﺠﻭ ﻴﺘﺴﻡ ﺒﺎﻹﻓﻼﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﻘﻭﺽ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ
١٩٢
ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻭﻴﻨﺸﺊ ﺍﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﺨﻁﻴﺭﺓ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ".
ﻭﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺍﻷﺭﺠﻨﺘﻴﻥ ﺃﻋﺭﺒﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻋﻥ ﻗﻠﻘﻬﺎ "ﻤﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺠﻭ ﻴﺴﻭﺩﻩ ﺍﻹﻓـﻼﺕ ﻤـﻥ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺏ
ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ" .ﻭﺇﺫ ﻻﺤﻅﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ
ﺃﻥ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺸﻤﻠﺘﻬﻡ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﻔﻭ ﺍﻷﺭﺠﻨﺘﻴﻨﻴﺔ ﺍﺴﺘﻤﺭﻭﺍ "ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻙ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺃﻭ
ﻓﻲ ﻭﻅﺎﺌﻑ ﻋﺎﻤﺔ ﺒل ﻭﺤﺼل ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺘﺭﻗﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ" ﻓﻘﺩ ﺃﻭﺼﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺒﺄﻨﻪ:
"ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻗﺎﺒﻠﺔ
ﻟﻠﻤﻼﺤﻘﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻤﻬﻤﺎ ﻁﺎل ﺍﻟﺯﻤﻥ ﻭﺍﻨﻁﺒﺎﻕ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀـﻲ،
ﻤﻥ ﺃﺠل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﻴﻥ .ﻭﺘﻭﺼﻰ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺒﺎﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﺠﻬﻭﺩ ﺍﻟﻨﺸﻁﺔ ﻓﻲ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻭﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﺇﺒﻌﺎﺩ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺘﻭﺭﻁﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ ﻟﺤﻘـﻭﻕ
١٩٣
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ".
ﻭﺃﻋﺭﺒﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻥ ﻗﻠﻘﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻔﻭ ﻓﻲ ﻜﺭﻭﺍﺘﻴﺎ .ﻭﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻻ ﻴﻤﻨﺢ ﺍﻟﻌﻔـﻭ
ﻟﻠﻤﺫﻨﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻓﺈﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻌﺭﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺃﻭﺼﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ "ﺒﺄﻥ ﺘﻜﻔل ﺃﻥ
١٩١ﺍﻨﻅﺭ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،E/CN.4/2000/3 :ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻹﻋﺩﺍﻡ ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﺃﻭ ﺒﺩﻭﻥ ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺃﻭ ﺒﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﻭﺠﻴﺯﺓ ،ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﺴﻴﺩﺓ ﺃﺴﻤﺎﺀ
ﺠﺎﻫﺎﻨﺠﻴﺭ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٣٠ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٨٧
١٩٢ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺭﻗﻡ ،١٩٨٨/٣٣٢ﻫـ .ﺭﻭﺩﺭﻴﻐﺱ ﻀﺩ ﺃﻭﺭﻭﻏﻭﺍﻱ )ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻓﻲ ١٩ﺘﻤﻭﺯ/ﻴﻭﻟﻴﻭ (١٩٩٤ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ
ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ) A/49/40 ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ( ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،١٠ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١٢٤
١٩٣ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ) A/56/40 ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺍﻷﻭل( ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٣٩ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .٩
٧٢٦ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻔﻭ ﻻ ﻴﻁﺒﻕ ﻭﻻ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺏ ﻟﻸﺸـﺨﺎﺹ
١٩٤
ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﺒﺎﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺨﻁﻴﺭﺓ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ".
*****
ﻭﺃﻋﺭﺒﺕ ﻟﺠﻨﺔ ﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻠﻕ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﻏﻭﺍﺘﻴﻤﺎﻻ ﺤﻴﺙ ﻴﺴﺘﻤﺭ ﻭﺠﻭﺩ
"ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﻭﻋﻥ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺼﻭﺼﺎ ﻨﺘﻴﺠـﺔ
ﺘﻜﺭﺭ ﺇﻫﻤﺎل ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﻤﻨﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ
ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻭﻴﺴﻭﺩ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ
١٩٥
ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﺒﻌﺩ ﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ".
ﻭﻟﺘﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻭﺠﻬﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻋﺩﺓ ﺘﻭﺼﻴﺎﺕ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺘﺸﻤل ﻓﻲ ﺠﻤﻠـﺔ ﺃﻤـﻭﺭ ﺘﻌﺯﻴـﺯ
ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻭﻤﻜﺘﺏ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻭﺤﻅﺭ ﺍﺸﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻌـﺎﻡ
١٩٦
ﻭﻤﻨﻊ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ.
*****
ﻭﻻﺤﻅﺕ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ ﺍﻟﺠﻬﻭﺩ ﺍﻟﻤﺒﺫﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻨﺩﺍ "ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻤـﻥ
ﻋﻘﺎﺏ ﻤﺭﺘﻜﺒﻲ ﺍﻹﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻋﻤـﺎل
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ" .ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻅﻠﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺘﺸﻌﺭ ﺒﺎﻟﻘﻠﻕ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻴﺴﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺩ "ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓـﻲ
ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻤل ﺃﻓﻌﺎﻻ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﻗﻭﺍﺕ ﺍﻷﻤﻥ" .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺤﺜﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻁـﺭﻑ
"ﻋﻠﻰ ﺒﺫل ﺠﻬﻭﺩ ﺇﻀﺎﻓﻴﺔ ﻻﺘﺨﺎﺫ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻜﺎﻓﻴﺔ ﺤﻴﺎل ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﺴـﻠﻁﺔ
١٩٧
ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﻤﻨﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎل".
*****
ﻭﻴﺘﻀﺢ ﻜﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺃﻥ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ
ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺒﺼﻔﺔ ﺸﺨﺼﻴﺔ .ﻭﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺩﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜـﺎﺕ
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻤﻼﺤﻘﺘﻬﺎ ﻗﻀﺎﺌﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﻤﻨﻬﺎ ﻴﻤﺘﺩ ﺃﻴﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺘﻜﺒﻬﺎ
ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺒﺼﻔﺔ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻠﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺃﻭ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻬﺎ
ﺃﻥ ﺘﻌﻠﻡ ﺒﻬﺎ.
ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺃﻭﻀﺤﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﺃﻴﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻁـﺭﻑ ﻓـﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴـﺔ
ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ "ﻤﻠﺯﻤﺔ ﺒﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﻜل ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻨﻁﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤﻴﻬﺎ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ"
ﻭﺃﻨﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﻔﻌل ﺫﻟﻙ "ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﺨﻔﻕ ﻓﻲ ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل ﻟﻭﺍﺠﺒﻬﺎ ﺒﻜﻔﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺓ ﻭﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ
ﺍﻟﻤﻜﻔﻭﻟﺔ ﻟﻸﺸﺨﺎﺹ ﺩﺍﺨل ﻭﻻﻴﺘﻬﺎ" .ﻭﻓﻰ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ،
"ﻴﺼﺩﻕ ﺫﻟﻙ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺴﻤﺢ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟﻸﺸﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺒﺼـﻔﺔ ﺸﺨﺼـﻴﺔ ﻓـﻲ
١٩٨
ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﺩﻭﻥ ﻋﻘﺎﺏ ﺒﻤﺎ ﻴﻀﺭ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ".
ﻭﺘﻭﻀﺢ ﻗﻀﻴﺔ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻗﺎﻴﺎ ﻀﺩ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴـﺎﻥ
ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺤﻤل ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺒﺼﻔﺘﻬﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
١٩٤
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٦٧ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ .١١
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،A/56/44 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٣٣ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )٧٣ﺏ(. ١٩٥
١٩٦
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﺼﻔﺤﺘﻴﻥ ،٣٥-٣٤ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺕ .٧٦-٧٤
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ :ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،A/55/18 ،ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،٣٢ﺍﻟﻔﻘﺭﺘﺎﻥ ١٤١ﻭ.١٤٤ ١٩٧
١٩٨
.I-A Court HR, Velásquez Rodríguez Case, judgment of July 29, 1989, Series C, No. 4, pp. 155-156, para. 176
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٧٢٧
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﺒﻘﺩﺭ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺃﻭ "ﻜﺎﻥ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺩﺭﻙ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ "ﻗﻴﺎﻡ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﺃﻭ
ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﺎﺭﺘﻜﺎﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎل "ﻭﻫﻡ ﻴﺘﺼﺭﻓﻭﻥ ﺒﻌﻠﻡ ﺃﻭ ﺴﻜﻭﺕ ﻋﻨﺎﺼـﺭ ﻤـﻥ ﻗـﻭﺍﺕ
١٩٩
ﺍﻷﻤﻥ".
*****
ﻭﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺸﺎﻫﺩ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﺎﺓ ﻓـﺈﻥ ﺍﻹﻓـﻼﺕ ﻤـﻥ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺏ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﺨﻁﻴﺭﺓ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺜل ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻘﺘل ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻭﺍﻻﺨﺘﻁﺎﻑ ﻭﺍﻻﺨﺘﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ
ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻼﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﻋﻤﺎل ﻏﻴﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ .ﻭﻗـﺩ
ﺃﻭﻀﺢ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺘﻀﻁﻠﻊ ﺒﻭﺍﺠﺏ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻜﻲ ﺘﻜﻔل ﺒﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻜل ﺸـﺨﺹ
ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻷﻤﻥ .ﻭﻗﺩ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻔﻕ ﻓﻲ
ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺍﻻﻀﻁﻼﻉ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺭﺼﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ.
ﻭﻟﻴﺱ ﻫﺫﺍ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺤل ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﻘﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻁﻭﻯ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺫﻨﺏ ﻭﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﺫﻨﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﻫﻰ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺘﻨﺸـﺄ ﻓـﻲ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ .ﻭﻟﻜﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﺎل ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺇﻥ ﺃﻗل ﺍﻟﻘﻠﻴل ﻫﻭ ﺃﻥ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﻔﻭ ﻻ ﻴﻤﻜـﻥ ﻓـﻲ ﺃﻱ
ﻅﺭﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺃﻥ ﺘﻤﺘﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻷﻤﻥ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ
ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ .ﻭﻜﻤﺎ ﺴﻴﺘﻀﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺘـﺎﻟﻲ ﻻ
ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻨﺼل ﻤﻥ ﺒﻌﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻅﺭﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻭﻻ ﺤﺘﻰ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻁﻭﺍﺭﺉ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
ﻭﻴﺘﻁﻠﺏ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﻭﻤﻌﺎﻨﺎﺘﻬﻡ ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﻑ ﻭﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤـﺭﺘﻜﺒﻴﻥ
ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻌﻤل ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻤﻨﻊ ﻭﻗﻭﻉ ﺃﻋﻤﺎل ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل .ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤـﺭﺠﺢ ﺃﻥ
ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻱ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻥ ﻴﻠﻤﻠﻡ ﺠﺭﺍﺤﻪ ﻭﻴﻨﻬﺽ ﻤﻥ ﺃﻨﻘﺎﺽ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺒﻨﺎﺀﺓ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺘﻡ ﺒﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﻬـﺫﺍ
ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ .ﻭﺒﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﺈﻨﻪ ﺭﻏﻡ ﺃﻨﻪ ﺴﻴﺘﻌﻴﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺸﻜل ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴـﺔ
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺯﺩﻫﺭﺓ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﺒﺩﻴﻬﻴﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﺍﺤﺘﺭﺍﻤﺎ ﻟﻠﻀﺤﺎﻴﺎ.
ﻴﺘﻨﺎﻗﺽ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ
ﺒﻜﻔﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ.
ﻭﺍﻹﺨﻔﺎﻕ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﻤﻼﺤﻘﺔ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻨﺢ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻤﻥ
Eur. Court HR, Case of Mahmut Kaya v. Turkey, judgment of 28 March 2000, para. 91 of the text as published at ١٩٩
.http://echr.coe.int
٧٢٨ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﻗﺩ ﺘﻀﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺘﻐﻁﻴﺔ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻟﻠﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻠﺩﻭل ﻓﻲ ﻤﻨﻊ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻤﻼﺤﻘﺘﻬﺎ ﻗﻀﺎﺌﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﻤﻨﻬﺎ .ﻭﺭﻏﻡ ﻭﺠـﻭﺩ ﺍﺘﺠـﺎﻩ ﺇﻟـﻰ
ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨـﻑ
ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺘﻘﻭﻡ ﻓﻲ ﺼﺩﺩ ﺍﻟﻁﻴﻑ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻤﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ .ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻤﺘﺸﺎﺒﻜﺔ ﻓـﺈﻥ
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ٧٢٩
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺎﻑ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻭﻀﻊ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻨﻌﺯﻟﺔ .ﺇﺫ ﻴﺠﺏ ﻤﺜﻼ ﺘﻤﻜﻴﻥ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻤـﻥ
ﺍﻟﺘﺤﺩﺙ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺘﻤﺘﻌﻭﺍ ﺒﺎﺤﺘﺭﺍﻡ ﻤﺭﺍﺴـﻼﺘﻬﻡ ﻟﻜـﻲ ﻴﺘﻤﻜﻨـﻭﺍ ﻤـﻥ
ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭﻴﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﻴﻥ ﻭﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ .ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻀﻭﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﻘـﻭﻕ ﺘﻨﺼـﺏ ﺒﺼـﻔﺔ
ﺨﺎﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻨﺼل ﻤﻨﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺃﻱ ﻅـﺭﻑ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻭﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻨﺼل ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ .ﻭﺴﻴﺸﻜل ﺫﻟﻙ ﺠﺎﻨﺒﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴـل
ﺍﻟﻭﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻟﻴل.
٧٣٠ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل :ﺩﻟﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ