Professional Documents
Culture Documents
علم الضحية و إسهاماته في الحقل الجنائي
علم الضحية و إسهاماته في الحقل الجنائي
واإلنسانية
ISSN: 1112-8518, EISSN: 2600-6200 2018: جوان السنة: الشهر/ الرابع: العدد/ التاسع: املجلد
املخلص
يعطي، و عالقته بالعلوم الجنائية األخرى، إن إبراز أهمية علم الضحية و دوره في الحقل الجنائي
فمن خالل تحديد مفهوم الضحية و، لعلم الضحية تعريفا و يحدد اإلسهامات التي يثري بها الحقل الجنائي
ومن، تمييزه عن ضحية الجريمة يساعد الباحث في حصر مجال بحثه و يسهل عليه تحديد املصطلحات
ينير للباحث طريق تحديد األهمية، خالل إبراز العالقة التي تربط علم الضحية مع أهم العلوم الجنائية
مما توجب فرع مستقل بعنوان علم الضحية، البالغة للجانب الخفي و األضعف في عالقة الفعل اإلجرامي
ليهتم بالضحية قبل و أثناء و بعد الفعل اإلجرامي
Abstract
Highlighting the importance of the victimology and its role in the criminal
field, and its relationship to other criminal sciences, gives the victimology a
definition and identifies the contributions that the criminal field enriches, by
identifying the victim’s concept and distinguishing it from a crime victim, the
researcher helps limit the scope of his research and makes it easier for him to
determine Terminology, and by highlighting the relationship that links the victim’s
science with the most important criminal sciences, illuminates the researcher by
way of determining the critical importance of the hidden and weaker aspect of the
criminal action relationship, which necessitated an independent branch entitled
Victim science to care for the victim before, during and after the criminal act.
32
كلية العلوم االجتماعية جملة متون جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة
واإلنسانية
ISSN: 1112-8518, EISSN: 2600-6200 املجلد :التاسع /العدد :الرابع /الشهر :جوان السنة2018:
مقدمة
علم الضحية علم حديث و موضوعاته لها جاذبية ،و رغم وجود الضحايا منذ بدء
البشرية إال أن هذا العلم لم تبدأ دراسته العلمية إال بعد الحرب العاملية الثانية ،و قد بدأ
بدراسة ضحايا الجرائم و املدعى عليهم ،و من ثم فهو ُيعد تكملة ضرورية لعلم الجريمة ،وقد
ً طويال ،حتى أصبح ً ً ً
جزء مكمال لعلم ظهر هذا العلم لسد فراغ نظري ،و من ثم لم يأخذ وقتا
ً ً
الجريمة ،له أهميته و طبيعته التي جعلته مجاال خصبا للبحث ،إذ يهتم بالدراسة العلمية
لإليذاء ،بما في ذلك العالقات بين الضحايا والجناة ،والضحايا ونظام القانون الجنائي ،
والضحايا والفئات واملؤسسات االجتماعية األخرى ،مثل وسائل اإلعالم والشركات والحركات
االجتماعية .بدراسة ضحايا الجرائم وغيرها من أشكال انتهاكات حقوق األفراد التي ليست
بالضرورة جريمة .من خالل الفحص املتعمق للضحايا ،بهدف معرفة الجاني بشكل أفضل.
فخلفية الضحية قد توفر معلومات مهمة عن األنشطة السابقة أو نمط الحياة ،مما قد يؤدي
مباشرة إلى حصر فكرة عن املشتبه فيه (.املعتدي) .عبر هذه الدراسة نحاول الوقوف على إجابة
شافية للتساؤل حول العالقة بين علم الضحية و العلوم الجنائية األخرى؟ من خالل منهج
وصفي نعرف به علم الضحية و الضحية العامة و ضحية الجريمة و كذا إبراز حيز هذا العلم
و مجال نشاطه للوصول إلى إسهامات التي يشارك بها في إثراء الحقل الجنائي ككل ،مركزين على
بعض العلوم الجنائية على غرار علم اإلجرام و القانون املوضوعي و الشكلي للعقوبات و علم
النفس الجنائي .
وعليه قسمت الدراسة إلى جانب مفاهيمي لتعريف علم الضحية و تعريف الضحية
و ضحية الجريمة و كدا أصناف الضحايا و إبراز ملحة عن تطور هذا العلم ،أما القسم الثاني
خصص إلبراز دور علم الضحية و إسهاماته في الحقل الجنائي و عالقته بعم اإلجرام و قانون
العقوبات و اإلجراءات الجزائية و أخيرا علم النفس الجنائي .
عرف مصطلح علم الضحية املصطلح في عام 1947من قبل بنيامين مندلسون من
خالل اشتقاقه من املصطلح الالتيني "الضحية "victimواملصطلح اليوناني "علم "logosالتي
تعني علم الضحايا .ويعود مصطلح "الضحية" إلى قديم الثقافات والحضارات .كان معناها
33
كلية العلوم االجتماعية جملة متون جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة
واإلنسانية
ISSN: 1112-8518, EISSN: 2600-6200 املجلد :التاسع /العدد :الرابع /الشهر :جوان السنة2018:
األصلي متجذ ًرا في ممارسة التضحية ،أي قتل شخص أو حيوان إلرضاء الواجب على مر الوقت،
أصبحت كلمة الضحية تحمل معاني إضافية بحيث تشمل أي شخص عانى من إصابة أو
خسارة أو مشقة بسبب أي فعل ارتكبه شخص ما ،إن الحديث عن علم الضحية في الحقل
العلمي نعني به مباشرة الضحايا املتضررين بصفة عامة دون التقيد بأسباب التضرر و طبيعة
الضرر ،إال أنه من الضروري التمييز بين علم الضحايا القائم على املساعدة عامة الخاص
باألشخاص الذين يعانون ،و victimagogicsو علم الضحايا األعمال اإلجرامية ،فـ
victimagogicsكلمة التنية تتكون من victima1و الكلمة اليونانية agogicsالتي تعني
املساعدة ،كما نجد كلمة victimagoguesالتي تعني املتخصص في مجال مساعدة الضحايا،
بينما نجد املهتم بمجال الضحايا الجريمة يصطلح عليه . 2 victimologistو يمكن التطرق إلى
مجموعة من املفاهيم تحدد املعاني املتداخلة لها عالقة بمصطلح الضحية نجد منها/ 3
ً
عاطفيا جسديا أو ً
ماديا أو ً " Crime victimضحية الجريمة" هو شخص أصيب -
و /أو أخذ ممتلكاته أو تضررت من ِقبل شخص ارتكب جريمة.
Victimogenesisيشير مصطلح "الضحية" إلى أصل أو سبب اإليذاء ؛ كوكبة املتغيرات -
التي تسببت في حدوث ضحية.
" Victim Precipitationترسيب الضحية" ضحية حيث تسبب الضحية ،كليا أو جزئيا ، -
ضحيتهم
" Vulnerabilityالقابلية للتأثر" هي حالة جسدية أو نفسية أو اجتماعية أو مادية -
أو مالية حيث يكون لدى شخص أو جسم ما نقطة ضعف يمكن أن تجعله ضحية إذا
اعترف شخص أو شخص آخر بمواطن الضعف هذه واستفاد منها.
ً
عاطفيا جسديا أو ً
ماديا أو ً " General Victimالضحية العامة" هو شخص أصيب -
و /أو استولى ممتلكاته أو أصيب بها بأضرار من شخص أو حدث أو منظمة أو ظاهرة
طبيعية.
Victimizationيشير مصطلح "اإليذاء" إلى حدث يتعرض فيه األشخاص واملجتمعات -
واملؤسسات للتلف أو اإلصابة بشكل كبير .األشخاص الذين يتأثرون باألشخاص
أو األحداث يعانون من انتهاك الحقوق أو اإلخالل الكبير برفاههم.
Victimologyعلم الضحية" هو مجال علمي أكاديمي يدرس البيانات التي تصف الظواهر -
والعالقات السببية املتعلقة بالضحايا .وهذا يشمل األحداث التي تؤدي إلى اإليذاء ،
ً
و تجربة الضحية وتداعياتها واإلجراءات التي اتخذها املجتمع ردا على هذه اإلصابات.
34
كلية العلوم االجتماعية جملة متون جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة
واإلنسانية
ISSN: 1112-8518, EISSN: 2600-6200 املجلد :التاسع /العدد :الرابع /الشهر :جوان السنة2018:
لذلك ،يشمل الضحية دراسة السالئف ،ونقاط الضعف ،واألحداث ،واآلثار ،
واسترداد ،وردود من قبل الناس واملنظمات والثقافات ذات الصلة إلى ضحايا.
" Abuse of Power -إساءة استعمال السلطة" هو انتهاك ملعايير وطنية أو دولية في
ً
عاطفيا ً
جسديا أو عق ًليا أو استخدام قوى قوية منظمة مثل إصابة األشخاص
ً
اقتصاديا أو في حقوقهم كنتيجة مباشرة ومتعمدة لسوء التطبيق من هذه القوى. أو
" Victim Assistance -مساعدة الضحايا أو دعمهم أو خدماتهم" هي تلك األنشطة التي
ً
يتم تطبيقها استجابة للضحايا بنية تخفيف املعاناة وتسهيل الشفاء .ويشمل ذلك
تقديم املعلومات والتقييمات والتدخالت الفردية والدعوة للقضايا والدعوة للنظام
والسياسة العامة وتطوير البرامج.
الضحية لغة في لسان العرب تأخذ عدة معاني أبرزها التضحية نسبة لعيد األضحى و ما
يتقرب به إلى هللا عز وجل من أضحية ،كما تدل في معناها إلى الضحا أي ارتفع النهار أو العشية
،أو كأن يقول الشجرة ضاحية أي بارزة في الشمس كما قد يفهم من ضاحية لإلشارة إلى موقع
ليس به حائط أو بناية جرداء .أو ضواحي املكان أي ما برز من هذا املكان و ظهر. 4
أما اصطالحا حسب تعريف كارمن فإن الضحية هو أي شخص يعاني من أذى أو
خسارة أو صعوبات ألي سبب ،ممكن تعريف مصطلح "الضحية" و يمكن تمييز ضحية الجريمة
في املفهوم عن املعنى العام للضحية املشار إليه سابق على أنه الشخص الذي عانى من خسارة
مباشرة أو غير مباشرة إما خسارة جسدية أو عاطفية جسدية بسبب فعل شخص آخر يسمى
"الجاني" ،و حسب إعالن األمم املتحدة بشأن املبادئ لتوفير العدالة لضحايا الجريمة و إساءة
استعمال السلطة 5فإن الضحايا هم /
-األشخاص الذين أصيبوا بضرر فردي أو جماعي بما في ذلك الضرر البدني أو العقلي
أو املعاناة النفسية أو الخسارة االقتصادية أو الحرمان بدرجة من التمتع بحقوقهم
األساسية عن طريق أفعال أو حاالت إهمال تشكل انتهاكا للقوانين الجنائية النافذة في
الدول األعضاء بما فيها القوانين التي تحرم اإلساءة الجنائية الستعمال السلطة .
-يمكن اعتبار شخص ما ضحية بمقتض ى اإلعالن بصرف النظر عما إذا كان مرتكب
الفعل قد عرف أو قبض عليه أو قوض ي أو أدين ،و بصرف النظر عن العالقة األسرية
بينه و بين الضحية ويشمل مصطلح "الضحية" أيضا ،حسب االقتضاء ،العائلة
35
كلية العلوم االجتماعية جملة متون جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة
واإلنسانية
ISSN: 1112-8518, EISSN: 2600-6200 املجلد :التاسع /العدد :الرابع /الشهر :جوان السنة2018:
املباشرة للضحية األصلية أو معاليها املباشرين واألشخاص الذين أصيبوا بضرر من
جراء التدخل ملساعدة الضحايا في محنتهم أو ملنع اإليذاء.
-تطبق األحكام الواردة هنا على الجميع دون تمييز من أي نوع ،كالتمييز بسبب العرق
واللون والجنس والسن واللغة والدين والجنسية والرأي السياس ي أو غيره واملعتقدات
أو املمارسات الثقافية وامللكية واملولد أو املركز األسرى واألصل العرقي أو االجتماعي
والعجز .و قد اعتمدت األكاديمية القومية ملساعدة الضحايا تعريفا أوسع و ذلك على
النحو التالي /
-تستخدم عبارة ضحايا الجريمة لتشمل شخصا ،جماعة أو كيانات تعاني من أذى
أو خسارة بسبب نشاط غير مشروع ،و قد يكون اإليذاء بدنيا أو نفسيا أو اقتصاديا ،
و يشمل هذا ضحايا الغش أو املشاريع املالية ،األعمال و حتى الحكومة .
-و ألغراض حقوق الضحايا الجريمة يشمل تعريف الضحايا الشخص الذي عاتى مباشرة
أو تعرض لتهديد مادي ،عاطفي أو كنتيجة الرتكاب جريمة تشمل حالة الضحية دون
18سنة أو ناقص األهلية أو معاق أو مريض أو أحد الزوجين أو الحارس القانوني ،
أو الوالدين ،أو األطفال أو األخوان ،أو عضوا آخر لألسرة أو أي شخص آخر تعينه
6
املحكمة ،و حالة أن يكون الضحية مؤسسة أو كيانا ،أو ممثل املؤسسة املخول قانونا
و عليه فيمكن اعتبار الشخص على أنه ضحية جريمة بغض النظر عما إذا كان قد تم
تحديد هوية مرتكب الجريمة أو اعتقاله أو اتهامه أو إدانته وبغض النظر عن أي عالقة
قرابة بين الضحية والجاني .باإلضافة إلى ذلك ،يشمل التعريف األفراد الذين تكبدوا
تعويضات عن طريق التدخل ملساعدة الضحية أو منع الجريمة واألفراد الذين يقعون
ضحية لتدابير مكافحة الجريمة ،حيث تعتمد الرابطة الدولية لرؤساء الشرطة)IACP( 7
تعريفا أوسع .ال يشمل الضحايا املباشرين فحسب ،بل تشمل عائالتهم وغيرهم من
أيضا ضحايا ثانويين ،مثل شهود العيان على جريمة عنيفة ، أفراد املجتمع .وهي تشمل ً
والشرطة وغيرهم ممن يصلون إلى مكان الجريمة ،واألفراد الذين يعملون مع الجريمة
وعواقب الجريمة (القضاة واملدعين العامين وما إلى ذلك) واملحلفين الذين يشاركون في
هذه الجرائم.
36
كلية العلوم االجتماعية جملة متون جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة
واإلنسانية
ISSN: 1112-8518, EISSN: 2600-6200 املجلد :التاسع /العدد :الرابع /الشهر :جوان السنة2018:
ً
في حين يمكن اعتبار العنصر االجتماعية و البيئي األوسع نطاقا ،تفسيرا للجريمة من خالل
تحديد حيز تأثيراتها املباشرة و الغير املباشرة.
على الرغم من أن كتابات عن الضحية ظهرت في العديد من األعمال املبكرة التي قام
بها علماء اإلجرام مثل بيكاريا ( ، )1764لومبرسو ( ، )1876فيري ( ، )1892غاروفالو (، )1885
سوذرالند ( ، )1924هينتيج ( ، )1948ناجيل ( ، )1949إلينبرجر ( ، )1955فولفغانغ ()1958
وشافر ( ، )1968فإن مفهوم العلمي لدراسة الضحايا وكلمة "الضحية" كان أصلها مع كتابات
بنيامين مندلسون ( 1937؛ ، )1940مما أدى إلى عمله األساس ي حيث اقترح بالفعل مصطلح
"ضحية" في مقالته "فرع جديد للعلوم البيولوجية االجتماعية ،علم الضحايا" ( .)1956لقد
اقترح في هذه املقالة إنشاء مجتمع دولي للضحايا الذي تحقق ثماره بإنشاء الجمعية العاملية
8
للضحايا
كما يذهب البعض إلى اعتبار أن فكرة الضحية 9كظاهرة جديدة ً
نسبيا ،و إن الضحية هي
مفهوم أحدث.
كما يذهب بعض الباحثين في مجال الجريمة إلى اعتبار أن من أولى الدراسات التي
بحثت في ضحايا الجريمة هي كتاب هانز فون هنتيج " ،املجرم وضحيته" .نشرت في عام ، 1948
يتناول هذا الكتاب العالقة بين املجرم والضحية .ولد فون هنتيج ( )1974-1887في أملانيا ،
وانتقل إلى الواليات املتحدة قبل اندالع الحرب العاملية الثانية .عندما نشر كتابه في عام ، 1948
متخصصا في علم اإلجرام وكان اهتمامه ً عمل فون هنتيج كأستاذ بجامعة ييل .حيث كان
ً
بالضحية إجر ًاما فقط .لم يكن مهتما بشأن الضحايا وكيف تأثروا بالجريمة .بدال من ذلك ،
أراد فون هنتيج دراسة الضحايا من أجل فهم الجريمة واملجرمين .لقد اعتقد أنه بهذه املعرفة ال
يمكننا القبض على املجرم فحسب ،بل يمكننا ً
أيضا منع وقوع الجرائم في املقام األول .في كتابه
،يرسم فون هنتيج صورة للعالقة املعقدة بين املجرم وضحيته ،باستخدام بيانات القتل من
الواليات املتحدة وأملانيا.10
الشخصية الرئيسية الثانية في تاريخ علم الضحية هي بنيامين مندلسون (- 1900
.)1998ولد في رومانيا ،حيث درس القانون وعمل بعد ذلك كمحامي دفاع ،وكان مندلسون
ُ
أول شخص يستخدم كلمة ضحية .في عام ، 1956نشر العمل األساس ي ملندلسون في مجلة
Revue de droit crime et de criminologie.في هذا املقال ،الذي يحمل عنوان "فرع جديد
37
كلية العلوم االجتماعية جملة متون جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة
واإلنسانية
ISSN: 1112-8518, EISSN: 2600-6200 املجلد :التاسع /العدد :الرابع /الشهر :جوان السنة2018:
للعلوم البيولوجية االجتماعية :الضحية (ترجمة من قبل املؤلف من قبل الفرنسية)" ،يضع
مندلسون األرضية عمل من أجل علم جديد ،والذي يسميه الضحية ويرى أنه تخصص
منفصل عن علم اإلجرام .في حين يهتم مندلسون ،مثل فون هنتيج ،بفهم عالقة الضحية -أو
ازدواجية العقاب كما يسميهما فإن اهتمامه بالضحية يذهب وراء شرح الجريمة .في هذا املقال
،يسأل مندلسون ملاذا تجاهل املجتمع الضحايا لفترة طويلة وتركهم يتحملون عبء الجريمة.
مؤيدا علم الضحية الذي يدرس فيه الضحايا مثلما يدرس علم اإلجرام الجريمة ً يجادل
11
واملجرمين .إلى جانب كلمة الضحية
ومن األعمال األخرى املبكرة املتعلقة بالضحايا عمل رودا ميليكين ،وهو ضابط
شرطة في واشنطن ،الذي لفت االنتباه في عام 1950إلى معاناة ضحايا العنف الجنس ي بعد
تعرضهن لإليذاء .في عام ، 1952نشر ر .تاهون ،املدعي العام في محكمة االستئناف في لييج
ً
(بلجيكا) مقاال عن نفس الفكرة ،حيث قال إن امتثال الضحايا ال يقلل من الطبيعة الجنائية
إليذائهم وال يعيق املالحقة القضائية .بعد ذلك بعامين ،في عام ، 1954نشر هنري إلينبرجر
مقالة عن العالقة النفسية بين الضحايا والجناة.
بدأ االهتمام الحقيقي بالضحايا بعد الحرب العاملية الثانية .ادعى مندلسون ()1974
أن فكرة الضحية قد زرعت قبل الحرب ،ومع ذلك ،فإن تطور هذه الفكرة قد أعيق من جراء
الحرب ولم يتم البحث فيها مرة أخرى إال بعد انتهاء الحرب.
حتى أواخر الستينيات ( على سبيل املثال مندلسون .)1969 ،ركز علماء الضحايا على
ضحايا الجريمة .كانت األعمال في هذا العلم مستوحاة من علماء اإلجرام والعاملين في مجال
العدالة الجنائية الذين أدخلوا فكرة الضحايا في املناقشات األكاديمية حول الجريمة ،
في جهودهم لفهم الجريمة .وبهذا ،ظهر االهتمام ليس فقط في دور ضحايا الجريمة ولكن ً
أيضا
في ضرر الضحايا بوصفهم الطرف املنس ي لنظام العدالة الجنائية.12
نجد في بعض الدراسات تصنيف الضحايا حسب الدور الذي يلعبونه في مسرح
الجريمة أو حيثياتها ،فيجد الضحية نفسه مساعدا أو متسببا رئيسيا أو حتى شريكا دون قصد،
فرغم قلة هذه الدراسات إال أننا حاولنا تصنيف الضحايا على النحو التالي /
الضحية املثالية
38
كلية العلوم االجتماعية جملة متون جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة
واإلنسانية
ISSN: 1112-8518, EISSN: 2600-6200 املجلد :التاسع /العدد :الرابع /الشهر :جوان السنة2018:
كثير من الناس لديهم صورة عامة عن ضحية الجريمة .تتميز هذه الصورة بمفهوم
الضحية "املثالية" -ضحية بريئة ال حول لها وال عالقة لها بالجريمة .يمكن أن تكون الضحية
املثالية كاغتصاب شابة أو امرأة مسنة تم سرقتها.
في دراسة ملواقف االفراد فيما يتعلق باالغتصاب ،كان الشعور العام هو أن
االغتصاب هو عمل خاطئ وغير مقبول ،جريمة شرعا و قانونا ،ومع ذلك ،وجدت الدراسة أن
ً
مفتوحا للتفسير .ومن األمثلة على هذه عددا من الظروف ،مما قد يجعل هذا الفعل هناك ً
الظروف "املخففة" إذا كانت الفتاة (الضحية) لم تقل "ال" بالطريقة الصحيحة ،إذا كانت
الفتاة في حالة حب مع الصبي حتى بعد الفعل ،إذا أمكن اعتبار الفتاة "عاهرة" "أو إذا كانت
الفتاة لم تشعر بالقلق الشديد و الشخص املعتدي يمارس عليها االغتصاب ،فعندئذ ال يجب
أن ُيفسر على أنه اغتصاب ،وبالتالي ،ال ينبغي اعتبار الضحية ضحية .إال إذا كانت قاصرا و لو
برضاها.
وصف عالم اإلجرام النرويجي نيلز كريستي الضحية املثالية باعتماد ست خصائص 13على
األقل/
الضحية ضعيفة.
الضحية متورطة في نشاط محترم.
الضحية في طريقها إلى مكان يتجاوز الشبهات.
يكون مرتكب الجريمة هو املسيطر على الضحية ،ويمكن وصفه بعبارات سلبية
أن يكون مرتكب الجريمة غير معروف للضحية وليس له أي عالقة بالضحية.
لدى الضحية ما يكفي من النفوذ لتأكيد "حالة الضحية" أي سهولة التعدي عليه
كاملسنة و جريمة السرقة أو الطفل و جريمة هتك العرض أو االستغالل .
و في هذا الصدد يفتح نقاش حول الضحايا املساهمين بشكل مباشر في الجريمة و
يعتبرون من الضحايا املثاليين .مثال الشاب املخمور الذي ُسرق في حانة مزروعة في منطقة
نائية ،من قبل رفقائه أي أولئك الذين كان يرتبط بهم .إذا لم يسكر و لم يجبر على مرافقة
أصدقاء من النوع الغير مؤتمن و لهذا مصطلح الضحية ساهم فيه الفرد الذي أقحم نفسه في
موقف يجعله ضعيف على الرغم من وجود أضرار نفسية أو جسدية أو اقتصادية ،فإنه يخاطر
بتلقي حماية أقل ،أو حتى بدون حماية ،ألنه ال يشملها "املعيار" املعتمد العتبار ضحية
الجريمة.
39
كلية العلوم االجتماعية جملة متون جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة
واإلنسانية
ISSN: 1112-8518, EISSN: 2600-6200 املجلد :التاسع /العدد :الرابع /الشهر :جوان السنة2018:
الضحية املتواطئة
إن خاصية كون ضحية "بريء أو ضعيف" قد تكون منعدمة في هذا الصنف ،وفي كثير
من الحاالت يتداخل ضحية و مرتكب الجريمة في اقتراف جرم ما ،ويمكن أن يشير كالهما
ً
أحيانا إلى نفس الشخص.
ففي أعمال ما يسمى "عنف الشوارع" ،قد يكون صعب في تحديد من الضحية ومن هو
الجاني .كما في الكثير من جرائم العنف باستهالك الكحول .حيث يكون كل من الضحية والجاني
في حالة سكر .كما أن السلوك االستفزازي من قبل الضحية مخمور يعتبر تواطؤ من الضحية
نفسه و يمكن أن يؤدي سلوك الضحية إلى التأثير على قرار املحكمة .في الحاالت التي ُينظر فيها
إلى الضحية على أنه يتصرف بطريقة استفزازية ،يمكن أن يكون هناك تأثيرات على كل من
األسباب املوجبة للجريمة والحكم.
الضحية السلبية
نوع من األصناف أين يلقى اللوم على الجريمة ،ال على الجاني .فلقد رأينا انه يمكن أن
ُ
تنتقد املرأة املغتصبة لكونها مستفزة للغاية أو مخمورة للغاية أو لكونها في املكان الخطأ .لكن
هناك من يكون رد فعلها سلبي للغاية بقيامها بمحاولة غبر مناسبة للهروب من املغتصب.أي أن
املغتصب يهدد الضحية في الغالب بالقتل أو التعنيف ،مما يؤدي إلى نمط رد فعل يكون الغاية
منه البقاء أو عدم اإليذاء بتفاعل الضحية بطريقة تؤجل االغتصاب أو ينتج عنه أقل إصابة
مثال ،وبالتالي يمكن اعتبار رد الفعل "موافقة" إذ يمكن أن يكون هذا املوقف إستراتيجية
جسديا أو تحاول التحدث إلى املغتصب أو صرف انتباهه أو التمسك به. ً البقاء فقد تقاوم املرأة
كما أنها يمكن أن تمتثل في االستجابة بشكل سلبي أو كامل .
من الواضح أن النساء الالئي ال يجرؤن على القول إنهن يتعرضن لإليذاء ،ولكنهن
"يصمتن " هي مجموعة الغالبة من الضحايا في بعض املجتمعات كاملهاجرات والالجئات ،حيث
ُينظر إليهن على أنهن يفتقرن إلى شبكة دعم اجتماعي ،وبالتالي يعتمدن على زوجهن أو شريكهن.
وهناك مجموعة أخرى تصنف على نطاق واسع من الضحايا السلبيين النساء الحوامل والنساء
الالئي لديهن أطفال.بحاالت اجتماعية و اقتصادية مزرية . 14و ال حماية لهن مما يجعلهن من
الضحايا السلبيين ألنهن يمتثلن لرغبات الجناة دون مقاومة .
الضحية املقاومة
40
كلية العلوم االجتماعية جملة متون جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة
واإلنسانية
ISSN: 1112-8518, EISSN: 2600-6200 املجلد :التاسع /العدد :الرابع /الشهر :جوان السنة2018:
الضحية التي تريد أن تحتفظ بالوقائع وتوثيق اإلصابات قصد الكشف عن الحقيقة و
اإلطاحة باملجرم فمثال نجد في قضية "اإلساءة" باملرأة الرصينة التي يمكن أن تعيد سرد كل ما
حدث بوضوح داخل البيت الزوجية ،رغم ما قد ينجر عن هذا من إيذاء اجتماعي أو نفس ي
محتمل و إبداء استعداد للتعاون ،في تقرير ضد الرجل ،والحفاظ على شهادتها طوال املحاكمة
بعد أن بدأت حياة جديدة مع رجل ال يس يء معاملتها.
و الواقع أن هذا الصنف يتعارض مع سابقيه كون أن الضحية السلبي أو املتواطأ نادرا
ما يحتفظ أو يفصح بمجريات الحادث كونه له جانب من املساهمة لسلوكه االستفزازي
ً
(الضحية مخمورا أو "في مكان غير مناسب" ).
إن وجود هذه األصناف النمطية من الضحايا يفتح مجال للتوقعات حول كيفية
استجابة الضحية "الحقيقية" ،وتؤثر هذه التوقعات على كل من الضحايا أنفسهم والناس في
محيطهم .يتعرض الضحايا الذين ال يتوافقون مع هذا النوع من الصور النمطية إلى شعور غير
طبيعي و /أو خطر التعرض للشك من قبل اآلخرين.15
عود الضحية
حاليا دليل تجريبي على أن بعض األشخاص يميلون إلى الوقوع ضحية بشكل يوجد ً
متكرر .هم تكرار الضحايا .لكن التشاؤم الذي يتم التعبير عنه ً
غالبا فيما يتعلق بالقدرة على
ً
واضحا أيضا مع مفهوم الضحية املتكررة .كان هذاالتنبؤ الدقيق بالعودة إلى اإلجرام يتجلى ً
خالل الندوة الدولية الثانية حول علم الضحايا .16لهذا السبب ،يظل هذا السؤال مطروح على
الرغم من املساهمة التي يمكن أن يقدمها في فهمنا ملدى تعرض بعض الضحايا املحتملين
وحساسيتهم ،ومعايير اختيار الضحية املستخدمة من قبل الجناة.17
الضحية املعتدية
هناك عدة لدوافع واملبررات القادرة على تحويل الضحية إلى معتدي .املثال النموذجي
هو الثأر وجرائم االنتقام األخرى .يبدو أن االنتقال من الضحية إلى املعتدي ،من املضطهدين إلى
الظالم ،وارد جدا .إن الشعور بالظلم ،واملعاناة الحقيقية أو املتخيلة ،والشعور باإليذاء ،
والرغبة في أعمال انتقامية ،وإضفاء الشرعية على الفعل (من أسباب اإلباحة مثال ) يعمل على
تسهيل االنتقال من الضحية إلى حالة املعتدي.18
قبل ظهور علم الضحية لم يكن في وسع علماء علم اإلجرام االعتراف بأي دور
للضحايا في التجاوزات القانونية التي يقترفها اآلخر ،و برز هذا العلم لينادي بتصحيح املوقف
الذي قد يكون مجحفا في حق الضحية ،ولهذا رفض أنصار علم الضحية تفسير ظاهرة
الجريمة و علم اإلجرام املكيفة على الجاني و التي تلقي كل املسؤولية على عاتق مرتكب الجريمة .
و اعتمدوا الجانب التفاعلي في النظر إلى الحدث اإلجرامي بمعنى النظر إلى الحدث اإلجرامي
كعملية تفاعلية تنمو بين الطرفين املجرم و الضحية .و قد أسفر هذا القول عن بروز نمودج
جديد مليكانيكية الجريمة التي تأخذ مسألة الفعل و رد الفعل ،الدوافع و األهداف و غيرها من
املعادالت التي أوجدت مصطلحات جديدة في تحديد موقع الجاني في الحقل الجنائي منها /املرجع
الثنائي ، Duet frame referenceثنائية العقاب ،penal coupleعالقة الفاعل الذي عانى من
الفعل .Doer-sufferer relationship 19
و في حقيقة األمر أن التساؤالت التي تطرح دراسات علم اإلجرام حول /
-األسباب التي تجعل أشخاصا تتوافر فيها العوامل املؤدية إلى االنحراف و ال يرتكبون
جريمة بينما هناك أشخاص ال تتوافر فيهم نفس العوامل و يجرمون .
-أشخاص تتوافر فيهم عوامل أو ظروف التي تجعل منهم ضحايا و ال تقع في حقهم
جريمة ،بينما نجد أشخاص ال تتوافر فيهم أسباب التي تجعل منهم متضررين إال أنهم
يصبحون ضحايا
إن مجرد طرح هذه األسئلة دليل كاف على صحة املسؤولية املتبادلة إن لم نقل
مشتركة بين أطراف الفعل اإلجرامي الذي بنادي به أنصار علم الضحية 20رغم االنتقادات
املوجهة له (علم الضحية ) والتي تعتقد أن علم الضحية يفتقد إلى توجه نظري قوي . 21إذ يرى
مختصون أن بروز علم الضحية كان وراء االهتمام بالعنصر الضعيف في الحلقة اإلجرامية أو
و لم يتأتى ذلك الفعلية بإبراز حقوقها و التركيز على عواقب األفعال التي صنفتها كضحية ،
عقب حمالت إعالمية أو مواقف عارضة هنا و هناك بل تعد نهضة أو حركة كانت نتاج
ممارسات يومية تمس كل فئات املجتمع ،ومن نتائج تلك الحركة و في الكثير من دول العالم
نجد أبحاث علم الضحية قد أدت إلى تعديالت في القوانين و اإلجراءات بما يتماش ى مع حماية
حقوق الضحية و تعويضها حيث تهتم 22بـ /
42
كلية العلوم االجتماعية جملة متون جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة
واإلنسانية
ISSN: 1112-8518, EISSN: 2600-6200 املجلد :التاسع /العدد :الرابع /الشهر :جوان السنة2018:
البحث عن عوامل الخطر /بمراجعة جملة من البيانات و األدلة التي بحوزة علماء علم
الضحية للوقوف على األشخاص األكثر عرضة للجريمة أو التعنيف دون غيرهم ،و من
بينها حسب بعض اإلحصائيات منها/
األمراض العقلية التي تصيب الفرد -
الجهل أو تدني املستوى التعليمي -
النازحون الجدد للمدن و األحياء الكبرى -
ناقص ي التجربة و صغار السن و العجزة -
أطفال الشوارع و األجانب السواح -
باإلضافة إلى عوامل أخرى ظرفية مقترنة بخصائص الشخصية زمانية كانت أم مكانية
محددات املخاطر التفاضلية /يعتمد العديد من الباحثين على عدة عوامل لتفسير
ظاهرة التضرر من الفعل اإلجرامي ،بسعيهم إلى توفير أكبر قدر من املتغيرات،
البيولوجية ،السيكولوجية ،االجتماعية لتحديد و تقدير التفاضل في املخاطر ،و التركيز
على متغيرات نمط حياة األفراد و أنشطتهم ،لتحديد املحددات التفاضلية للمخاطر.
خفض احتماالت املخاطر /التقليل من احتمال املخاطر و قياس مدى السالمة ،من
صعب القيام بعملية حصر و تقييم فاعلية االحتياطات و التدابير الوقائية للمنع من
التضرر من فعل إجرامي ،كيف يمكن الحصر الحتمال الفعل اإلجرامي ،مكانها ،وقتها
،كيفية ارتكابها ...إذا ما أخذنا الحياة اليومية للفرد ،
إن إسهامات علم الضحية في الحقل الجنائي يتجلى من خالل التفاعل بين هذا العلم
الفتي بموضوعه الضحية و بين أبرز العلوم الجنائية كعلم اإلجرام و العلوم القانونية الجنائية
املوضوعية و اإلجرائية و كذا علم النفس القضائي و الجنائي ،تعتبر" الضحية" العنصر املشترك
بين كل فروع الحقل الجنائي الذي لم يحض باهتمام وافر ،إلى أن برز علم الضحية كفرع من
فروع علم اإلجرام يهتم بالطرف األضعف في العالقة اإلجرامية .
أ /علم اإلجرام
علم الضحية يبحث في األسباب التي تجعل الفرد أو مكان أو ماال هدفا للجريمة دون
غيره من نظرائه ،و بهذا فإن محور اهتمام هذا العلم هو البحث في مكامن نقاط الضعف
في الضحية وصوال إلى حقيقة دور الضحية في الفعل اإلجرامي ،و البحث فيما إذا كان التصرف
43
كلية العلوم االجتماعية جملة متون جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة
واإلنسانية
ISSN: 1112-8518, EISSN: 2600-6200 املجلد :التاسع /العدد :الرابع /الشهر :جوان السنة2018:
أو الوضعية الطائشة أو من جراء اإلهمال كان وراء وقوع جريمة ، 23بينما و كما هو معلوم فإن
علم اإلجرام يهتم بالبحث في األسباب التي تجعل الفرد يميل إلى خرق قاعدة أخالقية أو سلوكية
أو قانونية ، 24أي التركيز على خلفية الشخص املجرم لتحليل األسباب و الدوافع وصوال إلى جذور
الجريمة. 25
و مع ذلك يسعى علماء علم اإلجرام إلى إيجاد مبررات الفعل اإلجرامي بإلقاء اللوم على
بعض العوامل التي أدت إلى الجريمة من ظروف اجتماعية و اقتصادية التي تدفع إلى الجرائم
و املقابل و في نفس املسعى يعترف علم الضحية بأن هناك أفرادا يتحملون قدرا من املسؤولية
في املساهمة في الفعل اإلجرامي باعتبارهم ضحايا ،و عليه فإن انتماء كال التخصصيين إلى
الحقل االجتماعي يجعلهما يميالن إلى إتباع الطرق السليمة لجمع و تحليل البيانات املتعلقة
بالجناة و الضحايا الخاصة بالجنس أو الظروف االجتماعية أو حتى الخلفية التاريخية و لكن
يختلفان في كيفية االستفادة من تلك املعطيات ،فنجد علماء علم اإلجرام يدرسون إمكانية
الحد من الجريمة بوضع إستراتيجية مكافحة الجريمة و الوقاية منها بينما نجد علم الضحية
يعمد إلى وضع مخطط للتقليل من فرص املخاطر و حاالت تكرار الضرر. 26
كما يتمايز كل من علم الضحية و علم اإلجرام في مجموعة من املجاالت و يجعل هذا
التمايز كما التداخل من بين إسهامات في الحقل الجنائي برمته قصد اإلحاطة بكل جوانب
الفعل اإلجرامي و العمل على التقليل من الجريمة من جهة و الضرر من جهة أخرى و دراسة
مخططات إستباقية للحيلولة من وقوعها مستقبال و من بين نقاط التمايز نجد/
-اختالف واضح في البيئة االجتماعية لكال الحقلين أين نجد علم اإلجرام يعمل وسط
الفقراء و األحياء الفقيرة و وسط املنحرفين مما تتولد لدى الباحث نوع من القناعة و
فكر سياس ي اجتماعي يميل إلى التطرف ،بينما املهتمين بعلم الضحية يعملون وسط
بيئة اجتماعية غير سالبة تبث فيهم روح اإلصالح و الهدوئ
-وجود مدارس فكرية و نظريات خاصة لعلم اإلجرام ،إلى درجة التصارع و التناقض
في الحقل الجنائي بنما علم الضحية يفتقد لذلك ،و مع ذلك لكال الحقلين إيديولوجيات
سياسية تصنف اتجاهات الباحثين إلى محافظين و أحرار وحتى راديكاليين.
-هنالك إجماع عند علماء علم اإلجرام حول حتمية حصر كل األبحاث حول أفعال
مخالفة للقوانين ،دون مراعاة بعض التصرفات السالبة التي ال ترقى إلى خرق قاعدة
قانونية ،بينما علماء علم الضحية يهتمون املعاناة التي ال تقتصر على خرق قاعدة
شرعية بل تتعدى ذالك إلى ضحايا الكوارث و األزمات الناجمة عن فعل اإلنسان
44
كلية العلوم االجتماعية جملة متون جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة
واإلنسانية
ISSN: 1112-8518, EISSN: 2600-6200 املجلد :التاسع /العدد :الرابع /الشهر :جوان السنة2018:
كالحروب أو االستبداد،و هذا ما يجعلنا منذ البداية نفرق بين الضحايا عامة و ضحايا
الجريمة ،بيد أنه نجد علماء علم الضحية يركزون على مسألة التضرر من سلوك
إجرامي بسبب الوضوح و سهولة التعريف لهدف علمي تنظيري. 27
ب /القانون الجنائي واإلجراءات الجزائية الجزائري
إن غیاب نص صریح يحدد مفهوم واضح ملن یدخل ضمن دائرة الضحیة ،یجعل
حصر هذا املفهوم صعبة ،يتطلب البحث في مختلف النصوص القانونیة ذات الصبغة الجزائیة
في الجزائر ،فمن املعلوم أن القواعد املوضوعیة و الشكلية الجزائیة هي تلك النصوص التي
نحدد اإلجراءات و تجرم األفعال وتقرر العقوبات املقررة لها ،تطبيقا ملبدأ الشرعية ،فمن خالل
النصوص قانونية و خاصة قانون العقوبات الجزائري ،یتضح اهتمام املشرع بتحدید املراكز
القانونیة للجناة –على اختالف صفاتهم والجرائم التي ارتكبوها -بدقة شدیدة مع تغیير هذه
املراكز حسب أحوالهم وصفاتهم ،غير أنه لم يهتم بتحدید املقصود بالضحایا ،وال تحدید
مراكزهم القانونیة ،و ٕانما یالحظ أنه تطرق لذكرهم عرضیا عند تحدید العقوبات أو بعض اآلثار
املترتبة عن تمتع الجاني أو من اقترف في حقه الفعل اإلجرامي بصفة معینة وقت وقوع
28
الجریمة
فنجد في املواد التالية ما بشير إلى استعمال املشرع الجزائري مصطلح الضحية دون أن
يعرفها صراحة وهي كالتالي /
املادة 293مكرر " 1يعاقب بالسجن املؤبد كل من يخطف أو يحاول خطف قاصر لم
يكمل ثماني عشرة ( ( 18سنة ،عن طريق العنف أو التهديد أو االستدراج أو غيرها من
الوسائل .وتطبق على الفاعل العقوبة املنصوص عليها في الفقرة األولى من املادة 263من
هذا القانون ،إذا تعرض القاصر املخطوف إلى تعذيب أو عنف جنس ي أو إذا كان الدافع
إلى الخطف هو تسديد فدية أو إذا ترتبت عليه وفاة الضحية" ،29أين استعمل املشرع
مصطلح الضحية بهدف تبان أن كل شخص وقع عليه الفعل و تضرر يعتبر ضحية .
املادة 303مكرر .. " .4يعاقب على االتجار باألشخاص ،بالحبس من خمس ( ) 5سنوات
إلى خمس عشرة ( ) 15سنة وبغرامة من 500.000دج إلى 1.500.5000دج ،إذا سهل
ارتكابه حالة استضعاف الضحية الناتجة عن سنها أو مرضها أو عجزها البدني
أو الذهني ،متى كانت هذه الظروف ظاهرة أو معلومة لدى الفاعل 30"....يستعمل املشرع
مصطلح الضحية في هذه املادة ليشدد العقوبة حال الضحية الضعيفة (صنف
45
كلية العلوم االجتماعية جملة متون جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة
واإلنسانية
ISSN: 1112-8518, EISSN: 2600-6200 املجلد :التاسع /العدد :الرابع /الشهر :جوان السنة2018:
الضحية املثالية) ،و نسجل هذا املوقف في جملة من املواد منها 303مكرر ، 1231
303مكرر 350 ،2032مكرر ، 33من قانون العقوبات الجزائري .
كما يستشف من املواد 350مكرر و املادة 303مكرر 01و مكرر 13عدم االهتمام
أو إغفال عنصر الضرر الذي یعد معیارا أساسیا في تعریف الضحیة في بعض
التشریعات ،ال سیما اإلعالن العالمي ملبادئ العدالة لضحایا الجریمة والتعسف في
استعمال السلطة ،ویرجع ذلك بالدرجة األولى إلى عدم أهمیة الضرر لتجریم بعض
األفعال خاصة و أن عاقب القانون على الشروع ،أین یمثل الفعل اإلجرامي خطورة
تستوجب العقاب كرد فعل ردعي لالعتداء على املصلحتين العامة والخاصة ،وهذا من
34
األهداف القارة واألصیلة للقوانين العقابیة عبر مختلف مراحل التطور التي مرت بها
. ،كما أن الضرر یتطلب لقبول دعوى التعویض أمام القضاء املدني ،أو أمام القاض ي
الجزائي عند التأسيس كمدع مدني في الدعوى املدنیة التابعة ،وهذا األخير ال یدخل
ضمن األركان املتطلبة في وقوع بعض الجرائم كحاالت الشروع ،وهو ما یبرر غیاب
اإلشارة إلیه في القواعد املوضوعیة. 35عطفا على ما سبق ،ربط املشرع ضمن قانون
العقوبات سقوط إجراءات 36الدعوى العمومیة في بعض الجرائم بـ "صفح الضحیة "،
وهو في كل تلك النصوص یحصر الحق في وضع حد للمتابعات للضحیة دون سواه،
الذي یعد في الفقرات املتقدمة من هذه النصوص من وقعت علیه األفعال املجرمة وفق
37
هذا القانون
في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري 38يمكن القول و حسب السیاسة الجنائیة
الحدیثة في املجال الجزائي والتي تعد سیاسة تعویضیة وتضامنیة ،دعت إلى اعتبار مشاركة
الضحیة في اإلجراءات أمرا ضروریا ال جدال فیه ، 39و ُیالحظ حسب نفس القانون أن املشرع
وظف هذا املصطلح في عدة مواد مجردا من أي دور إجرائي ،40مثال ذلك املادة 531مكرر 1
املتعلقة بتعویض الضحیة عن األخطاء القضائیة ،إذ یدور الحدیث في املواد السالفة عن طرف
ضعیف تستوجب حمایته من قبل األجهزة القضائیة بمختلف درجاتها ،ومراعاة الضرر الحاصل
له جراء الجریمة .هذا یقود إلى افتراض تبني املشرع لنفس املفهوم املعتمد للضحیة ضمن قانون
العقوبات ،طاملا لم یمارس أعماال إجرائیة خالل مسار الدعوى العمومیة ،هذا من جهة .من جهة
أخرى ،وبالبحث عن دور لضحیة الجریمة ضمن قانون اإلجراءات الجزائیة یتصف به ویأخذ
مفهومه ،نجده یقتصر على تحریك الدعوى العمومیة دون مباشرتها حسب املادة األولى من
قانون اإلجراءات الجزائیة 41مع العلم أن الضحية ال يمكنه تحریك الدعوى العمومیة إال في
46
كلية العلوم االجتماعية جملة متون جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة
واإلنسانية
ISSN: 1112-8518, EISSN: 2600-6200 املجلد :التاسع /العدد :الرابع /الشهر :جوان السنة2018:
جرائم محددة 42أو باالدعاء املدني ، 43أو عن طریق التكلیف املباشر أمام املحكمة ، 44ینتقل
بعدها اختصاص مباشرتها لرجال القضاء ،وعلیه یمكن القول بأن دور الضحیة اإلیجابي ضمن
قانون اإلجراءات الجزائیة یخرجه من مجرد ضحیة ُت َ
ستوجب له الحمایة اإلجرائیة واملوضوعیة،
إلى طرف مضرور یتأسس كمدع مدني للمطالبة بالتعویض عن الضرر الالحق به ولم ال مؤازرة
النیابة العامة في اإلثبات ومناقشة األدلة. 45
إال أننا نعتقد أن ضحیة الجریمة طرف لم تولى له أهمیة كبيرة في التشريع إال عبر ما
هو مكرس ضمن القواعد العامة لقانون اإلجراءات الجزائیة ،وكان مفهومه ینحصر حسب املادة
الثانیة من قانون اإلجراءات الجزائیة الجزائري 46باعتبار الحق في الدعوى املدنية للمطالبة
بتعويض الضرر الناجم عن جناية أو جنحة أو مخالفة بكل من أصابهم شخصيا ضرر مباشر
تسبب عن جريمة ...وعلى إثر التطورات التي شهدتها القوانين ،أصبح یمكن استخالص مفهوم
أوسع نطاقا ملن یندرج تحت فئة الضحیة خاصة بعد التعدیل األخير لقانون اإلجراءات الجزائیة
أین نص املشرع على فئة الضحایا الشهود كطرف محمي قانونا .مع ذلك فإن الحقل للدراسة ال
يزال خصب و العمل فيه ال يعدو أن يكون في بداياته خاصة على مستوى السياسة الجنائية
األطر القانونية مما يستدعى تكاثف الدراسات و تكاملها إلنصاف الطرف األضعف في الفعل
الجنائي أال و هو الضحية.
الضحية كل من تعرض لصدمة أو معانات مهما كان مصدرها بأي طريقة غير عادلة و
غير قانونية تمس جسمه أو كرامته ،حقوقه أو ممتلكاته. 47و الضحية مركز اهتمام علم قائم
بذاته (علم الضحية ، 48) Victimologieفهو يساعد على دراسة الشخص بعد أن بتعرض
للجريمة و يصبح ضحية بدوره فيساعده على تجاوز معاناته و ضمان حقوقه و حسن الرعاية
به ، 49فعلم الضحية مع أنه حديث النشأة علميا و فرع من فروع علم النفس القضائي ،إال أنه
شامل بكل الجوانب املحيطة بالضحية و يفسر أسباب تغير حالته من شخص أو مجموعة أفراد
عاديين إلى ضحية أو ضحايا .50و مراعاة الحالة النفسية خالل التحقيق للمجني عليه( الضحية)
ملعرفة درجة التأثر و مقدار الضرر الذي أحدثه االعتداء و مدى موائمة الدعوى و الضرر أو
باألحرى التحامل بدعواه على املتهم ،و عما إذا كانت له دوافع أخرى ال عالقة لها بالجريمة و
محاولة توجيه التهمة جزافا ، 51لرغبة ما مثل االنتقام أو االستفزاز ـ كما يهتم علم النفس
القضائي الذي يهتم بدراسة نفسية كل من له عالقة بالدعوى الجنائية أو كل من له دور في
الخصومة حتى و لم تكن له صفة بالخصومة 52و هو بدوره أحد فروع علم النفس الجنائي، 53
47
كلية العلوم االجتماعية جملة متون جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة
واإلنسانية
ISSN: 1112-8518, EISSN: 2600-6200 املجلد :التاسع /العدد :الرابع /الشهر :جوان السنة2018:
في باب الضحية بالتصريحات التي يدلي بها املجني عليه ،مع األخذ بعين االعتبار الظروف التي
أحاطت به عند ارتكاب الجريمة عليه ،و بعدها ،كأن تتنزه فتاة بلباس محتشم وقت الغروب
وسط حي شعبي تكثر فيه نسب اإلجرام ..أو كأن يخرج أحدهم من البنك الكائن وسط السوق
بيده كتلة من النقود التي سحبها دون أن يحتاط ...
خاصا لتأهب كضحية ،و الضعف ،العام أو ً ً
اهتماما لطاملا أولى علم الضحية
الخاص ،لإليذاء .و في الواقع يعتمد على دراسة السمات واملواقف والسلوكيات التي تجعل
الشخص بقابلية التعرض بشكل خاص لإليذاء .و البحث عن السبب في عدم توزيع مخاطر
اإليذاء على قدم املساواة بين األفراد ،والسبب في أن بعض األشخاص يكونون أكثر عرضة
للوقوع ضحية أو أن يكونوا ضحايا بشكل متكرر أكثر من اآلخرين ،من املهم أن ترتبط مخاطر
اإليذاء مع املتغيرات االجتماعية 54و الديموغرافية املختلفة ،من أجل حساب املخاطر التفاضلية
لدى فئات معينة من األفراد ،و التركيز على الضحية كيف يتفاعل الضحايا وكيف يجب أن
ً
يكون رد فعلهم عندما يكونون وجها لوجه مع واحد أو أكثر من املهاجمين؟ من الضروري دراسة
سلوك الضحية قبل الجريمة وأثناءها وبعدها ،وتحليل أنواع مختلفة من االستجابة (مقاومة
وفقا لخصائص الجريمة .و األهم ينبغي قوية ،معتدلة ،خضوع ،استقالة ،موافقة ،إلخ) ً
أيضا فحص سلوك الضحية بعد الجريمة (سلوك ما بعد اإليذاء) .ماذا تفعل الضحية للتكيف ً
والتكيف مع الوضع الجديد؟ ماذا تفعل ملنع املزيد من اإليذاء؟ هذه األسئلة ال تزال دون إجابة.
الصاتمة :
لقد غير علم الضحية الطريقة التي ننظر بها إلى الجريمة .فبعد مرور خمسين ً
عاما على
عرض مندلسون ألول مرة كلمة "ضحية" ،من املستحيل التفكير في الجرائم دون تضمين
عواقبها .لقد نجح علماء الضحايا في لفت االنتباه إلى معانات الضحايا .يمكن مالحظة ذلك في
ظهور تنظيمات و مؤتمرات دولية مثل إعالن األمم املتحدة ،وكذلك االهتمام الجديد لعلماء
اإلجرام في الجرائم ضد اإلنسانية .لعبت الجمعية العاملية للضحايا ،من خالل دورها في نشر
املعرفة والبحث ،دو ًرا ر ً
ئيسيا في هذه العملية.
علم الضحية ال يزال علم فتي .في حين ال يزال هناك الكثير من النقاش حول حدود
علم الضحية و مفهوم الضحية ،فمن الواضح أن هذا العلم ال تزال مرتبطة بقوة بعلم اإلجرام
كما يتضح في العديد من الدراسات حول اإليذاء اإلجرامي .ومع ذلك ،يمكن القول أن علم
الضحية عرف تطور بشكل مستقل عن علم اإلجرام ،و يتجلى هذا التطور في إنشاء مجالت
البحث الخاصة واملؤسسات املتخصصة في دراسة الضحايا و أصناف الضحايا .لقد برز علم
48
كلية العلوم االجتماعية جملة متون جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة
واإلنسانية
ISSN: 1112-8518, EISSN: 2600-6200 2018: جوان السنة: الشهر/ الرابع: العدد/ التاسع: املجلد
الضحية من رحم علم اإلجرام إلى مصدر املعرفة واإللهام لعلم اإلجرام ؛ و مع ذلك فإن ضحية
الجريمة كطرف لم تولى له أهمیة إال عبر ما هو مكرس ضمن القواعد العامة لقانون اإلجراءات
وكان مفهومه ینحصر حسب املادة الثانیة من قانون اإلجراءات الجزائیة الجزائري في،الجزائیة
رغم مفهوم األوسع،" "كل شخص تضرر مباشرة من جریمة:صفة املدعي املدني الذي عرف بأنه
الذي خص ملن یندرج تحت فئة الضحیة خاصة بعد التعدیل األخير لقانون اإلجراءات الجزائیة
أهمية الضحية في الحقل،أین نص املشرع على فئة الضحایا الشهود كطرف محمي قانونا
یستدعي كل،الجنائي و دوره في الحد من الظاهرة اإلجرامية من الزاوية املقابلة للفعل اإلجرامي
املساهمين في العلوم الجنائية بذل الجهود الالزمة إلنصاف طرف ضعیف ومهمل یطلق علیه
"."الضحیة
:الهوامش
1
Ce mot n'avait pas son sens actuel. Il désignait plutôt une « créature vivante offerte en sacrifice aux dieux». On
trouve ce sens encore de nos jours dans la langue néerlandaise, où l'équivalent du mot français «victime » est
slachtoffer. Il s'agit d'un mot composé de deux autres mots, soit slacht, qui signifie « abattage », et offer, qui signifie
«offert». Le sens global du mot slachtoffer est donc : «ce qu'on offre pour abattage». De même, l'équivalent allemand
de «victime», Opfer, représente une personne ou une chose que l'on offre en sacrifice. Ce n'est qu'en 1782 qu'on a
commencé à utiliser le mot «victime » dans son sens moderne, soit une « personne qui subit la haine, les tourments,
les injustices de quelqu'un», voir : JO-ANNE WEMMERS, Introduction à la victimologie, Bibliothèque nationale du
Québec, Les Presses de l'Université de Montréal, 2003, pp 13.
جامعة نايف العربية للعلوم، الطبعة األولى، علم ضحايا الجريمة و تطبيقاته في الدول العربية، محمد األيمن البشرى2
. 16 ص،2005 ، الرياض، مكتبة امللك فهد الوطنية، األمنية
3
John P. J. Dussich, VICTIMOLOGY – PAST, PRESENT AND FUTURE, 131st international senior seminar visiting
experts’ papers, Resource Material Series No.70, https://www.unafei.or.jp, 02/12/2019 / 20h:24.pp 118-119 .
339 ص، دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع، املجلد السادس، "باب "ضحا، لسان العرب، إبن منظور اإلفريقي املصري4
اعتمد ونشر علي املأل بموجب قرار، إعالن بشأن املبادئ األساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة وإساءة استعمال السلطة5
: http://hrlibrary.umn.edu .1985 نوفمبر/ تشرين الثاني29 املؤرخ في40/ 34 ،الجمعية العامة ألمم املتحدة
.19:59/2019/12/09
journal. • 1948 Hans von Hentig publishes his book The Criminal and His Victim. • 1949 Frederic Wertham first used
the word “victimology” in a book Show of Violence. • 1957 Margery Fry proposes victim compensation in the
London Times. • 1958 Marvin Wolfgang studies homicide victims; uses the term “victim precipitation”. • 1963 New
Zealand enacts the first Criminal Compensation Act. • 1965 California is the first state in the USA to start Victim
Compensation. • 1966 Japan enacts Criminal Indemnity Law. • 1966 USA starts to survey crime victims not reported
to the police • 1967 Canada creates a Criminal Compensation Injuries Act as does Cuba and Switzerland. • 1968
Stephan Schafer writes the first victimology textbook The Victim and His Criminal. • 1972 The first three victim
assistance programmes are created in St. Louis, Missouri, San Francisco, California and in Washington, D. C. • 1973
the first international symposium on victimology is held in Jerusalem, Israel. • 1974 the first police-based victim
advocate project is started in Fort Lauderdale, Florida, USA. • 1975 The first “Victim Rights’ Week” is organized by
the Philadelphia District Attorney, Pennsylvania, USA. • 1976 John Dussich launches the National Organization of
Victim Assistance (NOVA) in Fresno, California, USA. • 1976 Emilio Viano launches the first scholarly journal
devoted to victimology. • 1976 James Rowland creates the first Victim Impact Statement in Fresno, California, USA. •
1979 The World Society of Victimology is founded in Munster, Germany. • 1980 Mothers Against Drunk Drivers
(MADD) is founded by Candi Lightner after one of her twin daughters was killed by a drunk driver who was a repeat
offender. • 1981 President Ronald Reagan proclaims the first national Victims’ Rights Week in April. • 1982 the first
Victim Impact Panel established by MADD to educate drunk drivers about how their victims suffered, started in
Rutland, Massachusetts, USA. • 1984 The Victims of Crime Act (VOCA) establishes the national Crime Victims Fund
from federal crime fines to pay for state victim compensation and services. • 1985 The United Nations unanimously
adopts the Declaration of Basic Principles of Justice for Victims of Crime and Abuse of Power. • 1987 The US
Department of Justice opens the National Victims Resource Centre in Rockville, Maryland. • 1988 The first “Indian
Nations: Justice for Victims of Crime” conference is held by the Office for Victims of Crime in Rapid City, South
Dakota, USA. • 1990 The European Forum for Victim Services was founded by all the national organizations in
Europe working for victims of crime in consultative status with the Council of Europe and the UN. • 1999 The United
Nations and the US Office for Victims of Crime publish the Guide for Policymakers on the Implementation of the
United Nations Declaration of Basic Principles of Justice for Victims of Crime and Abuse of Power and the Handbook
on Justice for Victims: On the Use and Application of the United Nations Declaration of Basic Principles of Justice for
Victims of Crime and Abuse of Power. • 2002 On 11 April, 66 the Rome Statute was ratified & went into force on 1
July at which time the International Criminal Court became effective and it included the creation of a Victim and
Witness Unit. • 2003 On October 2nd the Tokiwa International Victimology Institute, in Mito Japan opened its doors
to promote victim rights, to conduct seminars, courses, publish an international journal, and host annual symposia
and lectures and research about victimology. • 2004 The World Society of Victimology at its annual Executive
Committee meeting in Orlando, Florida adopts a dramatic new strategic plan to commit itself to the ideals and
promises of the UN Declaration (see Appendix A). • 2005 Japan puts the UN Basic Principles of Justice for Victims of
Crime and Abuse of Power into their national legislation by adopting a new fundamental law for crime victims. To
ensure that the principles would be initiated, the Prime Minister established a cabinet level committee. The new law
includes services for victims, restitution from the offender, information about criminal justice and a right to formally
participate in the criminal justice process. voir : John P. J. Dussich, op.cit , pp 116.
50
كلية العلوم االجتماعية جملة متون جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة
واإلنسانية
ISSN: 1112-8518, EISSN: 2600-6200 2018: جوان السنة: الشهر/ الرابع: العدد/ التاسع: املجلد
9
Jo-Anne Wemmers, Ph.D., A SHORT HISTORY OF VICTIMOLOGY, Published in : O. Hagemann, P. Schäfer & S.
Schmidt, (2010) Victimology, Victim Assistance and Criminal Justice, Perspectives Shared by International Experts at
the Inter-University Centre of Dubrovnik. Niederrhein University of Applied Sciences, Mönchengladbach, D. ; May
.1.2010., University of Montreal ; pp13. https://papers.ssrn.com.
10
Jo-Anne Wemmers, op,cit , pp03.
11
Jo-Anne Wemmers, op,cit , pp04
12
Jo-Anne Wemmers, op,cit , pp05
13
Magnus Lindgren and Vesna Nikolić-Ristanović, op cit , pp24.
14
Magnus Lindgren and Vesna Nikolić-Ristanović, op cit , pp26.
15
Magnus Lindgren and Vesna Nikolić-Ristanović, op cit , pp2.8
16
FLYNN, E.E., "Report of the Discussion sections of the Second International Symposium on Victimology",
Victimology , 1977, 1, 1, pp. 32-48
17
A. FATTAH, La Victimologie :Entre Les Critiques Épistémologiques Et Les Attaques Idéologiques, . vol. 5, Déviance
et Société, Genève, 1981 ,No 1 , pp. 71 -92
18
A. FATTAH, op, cit , pp 84.
.57 ص، املرجع السابق، محمد األيمن البشرى19
.59 ص، املرجع السابق، محمد األيمن البشرى20
أين فشل علماء الضحية في إنشاء نظريات ضحية قوية،قائما على النظريات االجتماعية ً ال يزال جزء كبير من علم اإلجرام21
مثل نظرية األنشطة الروتينية ونظرية االختيار، باعتبار أن نظريات.إلى توقف ظهور علم الضحايا كتخصص أكاديمي مستقل
على، ألن املؤيدين لم يكن لديهم أي فكرة عن رؤية نظرياتهم من منظور ضحية، العقالني ليست من نظريات علم الضحية
لكن، استخدمت مفاهيم الضحية في تطوير نظريات اإلجرام...الرغم من أنهم استخدموا مفاهيم الضحية لتطوير نظرياتهم
ً
فقد حان الوقت لتطوير نظريات، وبالتالي..مطلقا ولم يتم تطوير سوى النماذج املفاهيمية نظريات الضحية لم يتم تطويرها
Jaishankar Karuppannan, January : أنظر، وهذا سوف يساعد على جعل الضحية تبرز كنظام مستقل، ضحية جديدة
2008, What ails Victimology?, https://www.researchgate.net, 2008 International Journal of Criminal Justice
Sciences. All rights reserved. Under a creative commons Attribution-Noncommercial-Sha re Alike 2.5 India License
lié aux autres par des rapports de dépendance mutuelle. Cela signifie que le phénomène criminel est un système: un
ensemble organisé d’éléments interdépendants. Dans un système, quand un élément subit une modification
majeure, les autres en subissent les contrecoups, modifiant l’équilibre de l’ensemble. Ainsi le phénomène criminel
reçoit-il son unité, non seulement de son objet central, mais encore de l’interdépendance de ses éléments… voir :
Maurice Cusson, CRIMINOLOGIE ACTUELLE, Édition numérique réalisée à Chicoutimi, Ville de Saguenay, province
de Québec, le 7 décembre 2008, Canada, pp 17-18.
52
كلية العلوم االجتماعية جملة متون جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة
واإلنسانية
ISSN: 1112-8518, EISSN: 2600-6200 2018: جوان السنة: الشهر/ الرابع: العدد/ التاسع: املجلد
49
La victimologie a pour but l'étude des victimes et la mise en place d'actions pour les aider à sortir du traumatisme
de l'agression.
ص، 2015 الجزائر، الطبعة األولى، ألفا للوثائق استيراد و توزيع الكتب، دراسات في علم الضحية، صالح الدين عباس ي50
15
.185 ص، املرجع السابق، كمال علوان الزبيدي51
52
Psychologie judiciaire cette partie de la psychologie appliquée au droit qui comprend l’étude psychologique des
faits relatifs à l’activité judiciaire, — et de réserver le nom de psychologie criminelle à la science du criminel lui-
même et de la criminalité. — Enfin, ces deux disciplines ensemble seraient réunies sous le nom général de
psychologie légale. On aurait ainsi : Psychologie légale : (Psycho. Judiciaire).et (Psycho. Criminelle).Voir : Claparède
Édouard. La psychologie judiciaire. In: L'année psychologique. 1905 vol. 12. pp 276
يقوم بدراسة أسباب السلوك، علم النفس الجنائي هو العلم الذي يشارك غيره من العلوم في التأهيل و اإلصالح الجنائي53
و يحاول عزل و فصل وفهم تفاعل العوامل الخاصة تؤدي ببعض الناس إلى ارتكاب بعض الجرائم أو هو علم النفس، اإلجرامي
كما يدرس وسائل مكافحة، الجنائي ذلك العلم الذي يدرس أسباب الجريمة و دوافعها سواء كانت نفسية أو اجتماعية
أحمد محمد زغبي: أنظر، و يساهم في وضع السياسة العقابية التي تستهدف إصالح الفرد بدال من إنزال العقاب به، االنحراف
.20 ص، 2011 ، األردن، عملن، بدون طبعة، دار الزهران للنشر و التوزيع، أسس علم النفس الجنائي،
53