Sun

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫«أطفالنا»‬

‫موجهة إىل األطفال‬


‫سلسلة أدب ّية ّ‬

‫رئيس جملس اإلدارة‬ ‫ُ‬


‫وزير ُة ال ّثقافة‬
‫مشوح‬
‫الدكتورة لبانة ّ‬

‫اإلرشاف العا ّم‬


‫السور ّية للكتاب‬‫العامة ّ‬
‫املدير العا ُّم للهيئة ّ‬
‫ُ‬
‫د‪ .‬ثائر زين الدين‬

‫رئيس التحرير‬
‫مدير منشورات الطفل‬
‫قحطان بريقدار‬
‫اإلخراج الفنّي‬ ‫ ‬‫الطباعي‬
‫ّ‬ ‫اإلرشاف‬
‫حنان الباين‬ ‫ ‬ ‫أنس احلسن‬
‫آذار ‪2021‬م‬

‫‪2‬‬
‫حُـرَّاسُ الشَّمس‬

‫قصّـة‪ :‬سـاميـال بــدران‬


‫رسوم‪ :‬قحطان الطالع‬

‫‪3‬‬
‫ُ‬
‫الـخ ْض‪،‬‬ ‫قمـم اجلبال‬
‫ُ‬ ‫رتاص ُف‬
‫حيث َت َ‬‫ُ‬ ‫بعيد ًا‪،‬‬
‫الكائنات‬
‫ُ‬ ‫ختتبئ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وحيث‬ ‫وترتدي وشاح ًا من ضباب‪،‬‬
‫الس ّت‪،‬‬ ‫الس ِ‬
‫نوات ِّ‬ ‫الشتاء‪ ،‬كانَ أهيم ذو َّ‬ ‫الـحي ُة من ِ‬
‫برد ِّ‬ ‫ّ‬
‫والد ِ‬
‫يه‬ ‫مع َ‬ ‫ـحب الطبيع َة واالستكشاف‪ُ ،‬‬
‫يعيش َ‬ ‫الذي ُي ُّ‬
‫ِّ‬
‫وجده‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ِ‬
‫الـمياه‬ ‫ـر ِك‬
‫الـج ْري يف احلقول ويف بِ َ‬
‫ـتع ٌب أهيم من َ‬
‫ُم َ‬
‫فالشمس مل‬
‫ُ‬ ‫ني جدّ ًا‪،‬‬ ‫الـم َ‬
‫وحلة‪ .‬كانت عينا ُه حزين َت ِ‬ ‫ُ‬
‫شارفت عىل‬
‫ْ‬ ‫االنتصافي ُة‬
‫ّ‬ ‫تظهر ُ‬
‫منذ أسبوع‪ ،‬والعطل ُة‬ ‫ْ‬
‫االنتهاء‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫هاب إىل احلقل‪ ،‬بحث ًا عن‬ ‫قر َر أهيم َّ‬
‫الذ َ‬ ‫َ‬
‫بعد الغداء‪ّ ،‬‬
‫الصنوبر‪َّ ،‬‬
‫وظل‬ ‫وراء أكوام احلجارة وأشجا ِر َّ‬
‫الشمس َ‬
‫ٍ‬
‫صخرة يتأ ّم ُل‬ ‫يـجري‪ ،‬ح ّتى صا َد َف جدَّ ُه جالس ًا عىل‬

‫‪6‬‬
‫وجهـ ُه‬
‫ـم ُ‬‫العمر‪ .‬ي ّت ِس ُ‬ ‫الس َ‬
‫بعني من ُ‬ ‫املطر‪ .‬كانَ جدُّ ُه يف َّ‬
‫ـه حتكي‬ ‫ٍ‬
‫تـجعيدة يف وج ِه ِ‬ ‫والو ّد‪ ،‬وكانت ُّ‬
‫كل‬ ‫بالسامحة ُ‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫نضال ما يف املايض اجلميل‪.‬‬ ‫قص َة‬
‫ّ‬

‫‪7‬‬
‫األمر يا أهيم؟! ملاذا تـجري ُمرسع ًا؟‬ ‫َ‬
‫قال الـجدُّ ‪ :‬ما ُ‬
‫الش ِ‬
‫مس يا جدّ ي!‬ ‫ُ‬
‫أبحث عن َّ‬ ‫أجاب أهيم‪:‬‬
‫َ‬
‫إخفاء ابتسامتِه‪ :‬عزيزي أهيم!‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ـحاوال‬ ‫َ‬
‫قال الـجدُّ ُم‬
‫َ‬
‫تعال معي!‬

‫‪8‬‬
‫الـمحاذي‬
‫ابـي ُ‬ ‫مشى الـجدُّ وأهيم عىل الطريق ُّ‬
‫الت ّ‬
‫ثـم َ‬
‫قال له‪:‬‬ ‫لل ُبستان‪ ،‬وقدّ َم إىل أهيـم بذور ًا‪ّ ،‬‬
‫وازرع ِ‬
‫هذه البذور!‬ ‫ْ‬ ‫اذهب إىل َ‬
‫تلك ال ُبقعة‪،‬‬ ‫ْ‬

‫‪9‬‬
‫لكن ما عالق ُة َ‬
‫ذلك بالشمس‬ ‫نظر أهيم ُمستغرب ًا‪ْ :‬‬
‫َ‬
‫يا جدّ ي؟!‬
‫وحترس‬
‫ُ‬ ‫البذور يوم ًا ما‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ستنبت هذه‬
‫ُ‬ ‫أجاب الـجدُّ ‪:‬‬
‫َ‬
‫ألجلـها َ‬
‫بعد اليوم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مس ح ّتى تغيب‪ ،‬ولن َ‬
‫تقلق‬ ‫َّ‬
‫الش َ‬

‫‪10‬‬
‫سأزر ُعـها ِمـن فوري‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قال أهيم‪ :‬حسن ًا يا جدّ ي!‬
‫يذهب إىل‬
‫ُ‬ ‫اهتـم أهيم كثري ًا بال َّن ِ‬
‫بتة اجلديدة‪ .‬كانَ‬ ‫َّ‬
‫يعود راضي ًا‬
‫ُ‬ ‫احلقل صباح ًا‪ ،‬فيسقيها‪ ،‬ويتأ ّم ُلها‪ّ ،‬‬
‫ثـم‬
‫إىل الـمنزل‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫بيع أن يأيت‪ .‬كانت تلك‬
‫الر ُ‬ ‫َ‬
‫وأوشك َّ‬ ‫تاء‪،‬‬ ‫مىض ِّ‬
‫الش ُ‬
‫أجواء احلقل‪ ،‬و ُت ْضفي نكه ًة‬
‫َ‬ ‫ـر‬ ‫الرائح ُة الـمألوف ُة ُت ِّ‬
‫عط ُ‬ ‫ّ‬
‫خاص ًة عىل ِّ‬
‫كل يشء‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪12‬‬
‫الشمس‬‫ونور َّ‬ ‫ُ‬ ‫حار‪،‬‬
‫ٍّ‬ ‫صباح يو ٍم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫استيقظ أهيم‬
‫هنض ُمرسع ًا إىل ال َّنافذة‪،‬‬
‫اعستَني‪َ .‬‬‫َيه ال َّن ِ‬
‫ـل إىل عين ِ‬
‫َيتس ّل ُ‬
‫ت َّ‬
‫الشمس!‬ ‫وهتف‪ :‬لقد عا َد ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وضحك‪،‬‬

‫‪13‬‬
‫وقب َل ُأ َّمـ ُه‪َ ،‬‬
‫وقال هلا‪:‬‬ ‫ـجـلٍ ‪ّ ،‬‬
‫ارتدى ثيا َب ُه عىل َع َ‬
‫سأذهب ألرى نبتتي‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أمي!‬
‫تتأخـر!‬ ‫وقالت‪ :‬حسن ًا‪ْ ،‬‬
‫لكن ال ّ‬ ‫ْ‬ ‫األم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ابتسمت ُّ‬
‫الفطور ريثام تعود‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫سأ ِعـدُّ لك‬

‫‪14‬‬
‫ضوء الشمس يزيدُ وج َه أهيم وابتسام َت ُه روع ًة‬
‫ُ‬ ‫كانَ‬
‫عب ِ‬
‫اد‬ ‫ِ‬
‫زهرة ّ‬ ‫ِ‬
‫أوراق‬ ‫الصغري َت ِ‬
‫ني عىل‬ ‫وضع ك َّف ِ‬
‫يه َّ‬ ‫َ‬ ‫و َتأ ُّلـق ًا‪.‬‬
‫بدأت بال ُّنـمـو‪ .‬جدّ ي! جدّ ي!»‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫الشمس‪« .‬ها قد‬

‫‪15‬‬
‫بصوت مرتفع‪ ،‬فأتى اجلدُّ من ٍ‬
‫بعيد‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫نادى أهيم جدَّ ُه‬
‫الشمس‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وظهرت َّ‬ ‫كربت َن ْبتت َ‬
‫ُك‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫‪ -‬لقد‬
‫ري من الفرح‪.‬‬
‫أكاد أط ُ‬
‫‪ -‬نعم يا جدّ ي! ُ‬

‫‪16‬‬
‫يد ِ‬
‫يه‪،‬‬ ‫الشمس َ‬
‫بني َ‬ ‫عباد َّ‬ ‫ِ‬
‫زهرة ّ‬ ‫ِ‬
‫بتالت‬ ‫َ‬
‫أخذ أهيم‬
‫هبية‪،‬‬ ‫الزهر ُة َّ‬
‫الذ ّ‬ ‫تنظر إليها َّ‬
‫كانت ُ‬ ‫ْ‬ ‫ونظر إىل اجلهة التي‬
‫َ‬
‫َ‬
‫وأرشق‬ ‫العسليتَني‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الشمس عىل عين ِ‬
‫َيه‬ ‫ضوء َّ‬
‫ُ‬ ‫فانعكس‬
‫َ‬
‫فرح وفخ ٍر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بابتسامة ٍ‬ ‫وجهـ ُه‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫قال أهيم فرح ًا‪:‬‬
‫ِ‬
‫عادت الشمس‪.‬‬ ‫جدّ ي! لقد‬

‫‪17‬‬
‫ِ‬
‫ألجلك‪.‬‬ ‫عادت‬
‫ْ‬ ‫‪ -‬نعم‪ ،‬يا صغريي!‬
‫للشمس يا جدّ ي؟!‬ ‫ـرونَ َّ‬ ‫اس َ‬
‫آخ ُ‬ ‫‪ -‬هل ُه َ‬
‫ناك ُح ّر ٌ‬
‫هذه ال ُبذور! لِـن ْ‬
‫َـز َر ْعـها مع ًا!‬ ‫ـذ ِ‬ ‫‪ُ -‬خ ْ‬
‫والتمعت عينا ُه من‬
‫ْ‬ ‫جد ِه اخلشنة‪،‬‬ ‫أمسك أهيم ِ‬
‫بيد ِّ‬ ‫َ‬
‫س َق ِ‬
‫ك م ّنا ٌ‬
‫أحد‬ ‫الغروب‪ ،‬وقال‪ :‬لن َي ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ضوء ُ‬ ‫ٍ‬
‫جديد يف‬
‫ـراس ًا‪.‬‬ ‫وضعت ِ‬
‫لك ُح ّ‬ ‫ُ‬ ‫يا شميس! لقد‬

‫‪18‬‬
‫بالـح ّب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ـم‬
‫ـفـع ٌ‬
‫ـب ُم َ‬ ‫ابتسم الـجدُّ ‪ ،‬وقل ُب ُه َّ‬
‫الطـ ِّي ُ‬ ‫َ‬
‫مس‪،‬‬
‫الش َ‬ ‫ِ‬
‫راقبان َّ‬ ‫قم ِة اجلبل َّ‬
‫ظل أهيم وجدُّ ُه ُي‬ ‫وعىل ّ‬
‫وهي تستعدُّ لل َّنوم يف أمان‪.‬‬

‫‪19‬‬

You might also like