Professional Documents
Culture Documents
La Gouvernance MR Hacheloufi .
La Gouvernance MR Hacheloufi .
.
يمكن تلخيص مبادئ الحكامة الترابية أساسا في القواعد اآلتية :مبدأ المقاربة
الترابية ،مبدأ الثانوية الفاعلة ،تنظيم التعاون والتعاضد بين الفاعلين المحلين ،تطبيق
الشرعية والمشروعية،
❖ مب دأ املقارب ة الترابية :ينطل ق ه ذا المب دأ من األهمي ة ال تي أص بح يحوزه ا ال تراب
المحلي ،هذا التحول في االنتقال من سياسة المركزية إلى سياسة الالمركزية ،يجد له
بعضا من مبرراته في ثالث عناصر مرجعية
إن ال تراب المحلي ،يش كل الفض اء األك ثر اندماجي ة للمس تويات الموض وعية
واإلنسانية واالجتماعية أي أنه المستوى الذي يمكننا من تقدير وتق ييم التب ادالت
بين المادة والمعلومة وبين المجتمعات ومحيطها.
إن ال تراب المحلي ،يش كل اإلط ار األك ثر إجرائي ة لتنفي ذ السياس ات العمومي ة
ومتابعتها ،إذ أن كل العناصر التي تبدو نظرية ومجردة على المس توى المرك زي
مث ل الش راكة ،المس ؤولية ،العالق ة بين االقتص ادي واالجتم اعي تص بح على
المستوى المحلي أشياء محسوسة وملموسة وقابلة للجس.
إن ال تراب المحلي ،يمث ل المرجعي ة األك ثر تجديدي ة لتط وير منظوم ة الحكام ة
نفسها في ارتباطها بالخصوصيات المجتمعية المحلية ،ويجعلها ترتك ز أك ثر على
مفهوم تدبير الشأن الترابي ،هكذا فإن التراب يمثل الوعاء المالئم لتحدي د فلس فة
عامة للحكامة وتقويتها في الحدود الخاصة بكل تقليد من التقاليد المجتمعية.
هكذا أضحت مسألة التراب مسألة محددة لمعايير التنمية المطلوبة محليا والمعبأة
لكل الطاقات واإلمكانيات والمتوخية توفير سبل العيش الكريم للمواطن في ارتباطاته بأبعاد
.المحلية للتنمية المحلية
❖ مب دأ الثانوي ة الفاعلة :يهدف هدا المب دأ إلى ض رورة تج اوز التع ارض التقلي دي بين
التداخل في االختصاص الذي يحد من فعالية ونجاعة التدخالت العمومي ة ،أي أن ذات
المبدأ يقضي بض رورة توض يح االختص اص بين مس تويات الحكام ة وتعبئ ة العالق ة
بينها ،كما أن التعاون بين هذه المستويات يصبح أساسيا ومركزيا في تشكيل هندس ة
)
الحكامة ،ويمزج مبدأ الثانوية الفاعلة بين ثالث أفكار أساسية
تتقاسم مختلف مستويات الحكامة مسؤولية مشتركة.،
يجب على ك ل ت راب أن يبتك ر األجوب ة النوعي ة والمح ددة والمالئم ة لمب ادئ
رئيس ية تح دد باإلجم اع ،وه ذه الفك رة تؤك دها ع دة أمثل ة وال تي تؤك د ع ل أن
المجتمع ات له ا تح ديات مش تركة تجس د الوح دة في حين أن الحل ول المطابق ة
والمالئم ة تتم يز في ك ل حال ة بالخصوص ية والنوعي ة مم ا ي ترجم التن وع
واالختالف.
على ضوء ما سبق ليست هناك أية مجموعة من أي مستوى تمتلك سيادة مطلقة
فوق تراب ما ،فكل مجموعة مسيرة ومسؤولة عن ه ذا الت دبير إزاء المس تويات
األخرى.
مب دأ التع اون والتعاض د بين الف اعلين املحل يين :إن الحكامة الترابية تقتضي من السلطات o
العمومية أن تعرف كيف تدخل في حوار وش راكة م ع الف اعلين اآلخ رين ،فهي تس مح
بإعط اء الص بغة الجماعي ة للمجموع ة البش رية ،والس لطات العمومي ة مؤهل ة إليج اد
وبلورة الحوار والشراكة بين كل محفز للعمل الجماعي.
ويأتي هذا التنظيم التعاوني في إطار نهج المقاربة التشاركية كآلية لتدبير الش أن الع ام
المحلي باعتباره ا إح دى منهجي ات العم ل المرتبط ة بت دبير الش أن الع ام المحلي
والوط ني ،فهي عم ل تش اركي يتض من عنص ر الح وار واالل تزام كنتيج ة للتواص ل،
وعنصر االعتماد على المعنيين المباشرين في تحديد االحتياجات واألهداف ،إضافة إلى
عنصر وضوح القرارات ودقتها
مب دأ تط بيق الش رعية واملش روعية :إن الحكامة الش رعية تتجس د في ممارس ة س لطة ❖
تنظمها مجموعة من القواعد والمب ادئ النابغ ة من التقلي د أو المس جلة في الدس تور
والقوانين المكتوبة .أما الحكامة المش روعية فهي مفه وم يتس م بالذاتي ة ألنه ا تحي ل
إلى ش عور وإحس اس الس كان ب أن الس لطة السياس ية واإلداري ة تم ارس من ط رف
أشخاص صلحاء ينطبق عليهم مبدأ "الرجل المناس ب في المك ان المناس ب" وحس ب
عادات إيجابية وفي المصلحة المشتركة.
بناء على هذه المبادئ ،يمكننا اعتبار الحكامة الترابية إطارا عاما إلعادة تحديد
األنماط الجديدة ألسلوب الحكم والتدبير المحلي من خالل إعادة تحديد العالقات بين
السياس ي واالقتصادي ،السياس ي واالجتماعي ،الخاص والعام ،الدولة وشركائها
المحليين ،وفي جانب آخر منها ،تعد مجاال لإلبداع والتجديد ،من أجل ترشيد تدبير الشأن
العام الترابي وتحسين شروط رفاهية المواطن وبأن يبرهن المنتخب المحلي عن قدرته
على االبداع ،أي ابتكار مشاريع جديدة ،وإيجاد أفكار حديثة لحل مختلف المشاكل
المطروحة على الصعيد الترابي ،وبالتالي القدرة على تغيير واقع الشأن الترابي والتحكم
.في التطورات المتسارعة وتدبير األزمات الطارئة
إن موضوع مس ار ومتطلب ات الحكام ة الترابي ة ب المغرب موض وع شاس ع ومعق د ،وه ذا
التقديم ،سيقارب الموض وع من خالل اإلجاب ة عن اإلش كاالت ال تي يطرحه ا ،وال تي يمكن
تكثيفها في إشكالية مركزية ،ما هو مسار ومتطلبات الحكامة الترابية بالمغرب؟
أمام التحوالت الكبرى االقتصادية والسياسية واالجتماعية ال تي م يزت الس نوات األخ يرة،
وأمام حجم التحديات والرهانات الجديدة التي يعرفها المغرب ،وجدت الدولة نفسها م دعوة
ليس فقط لمتابعة جهودها في مجال التنمية وتطوير التجهيزات األساسية ،بل أيض ا للقي ام
بمهام أخرى ذات أهمية خاص ة وهي تش جيع وتقوي ة اإلدارة المحلي ة بش قيها المعين ة في
إط ارالالتمركز والمنتخب ة في إط ار الالمركزي ة .فلتحقي ق التنمي ة الش مولية المس تدامة
والمنشودة أص بحت المراهن ة أك ثر من أي وقت مض ى ى على المس توى ال ترابي ،أو م ا
يسمى بالمقاربة الترابية في التنمية ،بعد أن أثبتت المقاربة المركزية فشلها وع دم ق درتها
على تحقيق متطلبات التنمية الحقيقية.
وفي هذا السياق فإن الدولة المغربية مدعوة للقيام بمجموعة من اإلصالحات المحلية وسن
العديد من االستراتيجيات على جميع األصعدة والمستويات اإلدارية ،االقتصادية ،السياسية،
االجتماعية والثقافية .وذلك بإتباع سياسة عمومية محلية متكاملة وشاملة قوامها الالمركزية
الحقيقية والالتمركز الفعال .ثم تأخذ بعين االعتبار مختلف اإلشكاالت التي تعاني منها التنمية
والتحديات التي تواجهها ،قصد إتباع استراتيجية ترابية على المدى القريب والمتوسط ولما ال
البعيد قصد تحقيق تنمية هادفة وفاعلة لعموم التراب الوطني
^^* ;kالخــــاتمــــــــــــــة
اإلعداد والتنمية والتهيئة كلها مفاهيم تقنية تصب في ضرورة التنظيم وحسن التسييرـ حسب إمكانات
ثقافية واجتماعية واقتصادية وايكولوجية ،وتهدف إجرائيا وعمليا إلى إزالة الحدود بين المستويات وإلى
.العدالة في توزيع مدخالت ومخرجات التنمية المستدامة
ومنه فالحكامة اذن دعوة صريحة وفعلية إلى ضرورة الحجر على الديمقراطية التمثيلية التي تحتكر
سلطة الوالية على الشأن العام ،وتدعو إلى ضرورة تطعيم هذا النهج الالمركزيـ الفاشل بجرعات
وأشكال جديدة من الديمقراطية التشاركية تمكن من إشراك جميع أطراف معادلة اإلعداد الفعال ،المدافع
عن المجموعات الهشة اقتصادياـ واجتماعيا والمطالب بضرورة صيانة الوسطـ الثقافي واعتباره في
.عمليات التهيئة
وختاما ،الحكامة هي الحد الفاصل بين الديمقراطية في شكليها التمثيلي والبرلماني الممركز ودعوة
صريحة على ديمقراطية تشاركية مؤسسة على المساهمة والمشاركة والتوافق في صنع وتنفيذ وتقييم
برامج ومشاريع التنمية على أرض الواقع ،وهي قناة أساسية تمكن من االستفادة من نواتج ونتائج التنمية
المستدامة