‫‪.

‬الواليات المتحدة االمريكية‪ :‬قوة اقتصادية عظمى‬

‫مقدمة‪ :‬تعتبر الواليات المتحدة األمريكية اول قوة اقتصادية في العالم حيث تتوفر على‬
‫اعلى ناتج داخلي خام كما تمثل أول قوة فالحية وصناعية ومالية ‪ ،‬وتحتل شركاتها‬
‫الصدارة في عدة قطاعات وتفسر هذه المكانة بتضافر مجموعة من العوامل‪.‬‬
‫‪ -‬فما مظاهر القوة االقتصادية للواليات المتحدة األمريكية؟‬
‫‪-‬ما العوامل المفسرة لها؟‬
‫‪-‬ما أبرز المشاكل والتحديات التي تعترضها؟‬
‫المقطع األول ‪ :‬مظاهر القوة االقتصادية للواليات المتحدة األمريكية ‪:‬‬
‫‪ -1‬مظاهر القوة الفالحية األمريكية ‪:‬‬

‫ضخامة االنتاج‪ .‬احتالل مراتب متقدمة في إنتاج بعض المواد مثل المرتبة األولى في إنتاج الذرة والصويا والثالثة في القطن ‪-‬‬
‫والرابعة في إنتاج القمح‪ ،‬والمرتبة الثانية في إنتاج الخنازير والثالثة في إنتاج األبقار‬
‫‪ -‬تنوع اإلنتاج ‪ :‬كالحبوب والخضر والفواكه والمزروعات المدارية والمزروعات الصناعية‪ ،‬ومنتوجات الماشية والدواجن والصيد‬
‫البحري واالستغالل الغابوي ‪.‬‬
‫‪ -‬مجاالت فالحية واسعة ‪( :‬الخريطة) على مستوى اإلنتاج الحيواني‪ :‬تربية األبقار الحلوب في الشمال الشرقي ومنطقة كاليفورنيا‪ ،‬ورعي‬
‫واسع لألبقار في الغرب‪ .‬أما على مستوى اإلنتاج الزراعي‪ :‬تسود زراعات الخضر والفواكه في الشمال الشرقي‪ ،‬وزراعة الذرة والصويا‬
‫والقمح في منطقة السهول الوسطى‪ ،‬وفي الجنوب الشرقي تنتشر المزروعات المدارية "قطن‪ ،‬وأرز وقصب السكر"‪.‬‬
‫‪ -‬الواليات المتحدة أكبر منتج وأقوى مصدر للمنتوجات الفالحية وتضم بورصات فالحية عالمية‬
‫‪-2‬مظاهر قوة الصناعة األمريكية‪:‬‬
‫‪-‬ضخامة اإلنتاج‪ :‬احتالل المنتجات الصناعية األمريكية المراتب األولى عالميا إنتاجا وتصديرا ‪:‬كصناعة الحواسيب والفوالذ وتكرير‬
‫النفط والصناعة الغذائية وصناعة األجهزة الكهربائية وااللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬تنوع اإلنتاج ‪:‬مثل صناعة التعدين‪ ،‬الصناعة الكيماوية ‪،‬الصناعة التجهيزية‪ ،‬الصناعة االستهالكية‪...‬‬
‫‪ -‬احتالل الواليات المتحدة للرتبة األولى في الصناعات عالية التكنولوجيا ‪ :‬األسلحة‪-‬الطائرات – الصناعة الفضائية‬
‫‪ -‬تعدد وتنوع المناطق الصناعية‪ :‬مناطق قديمة في طور التحول بالشمال الشرقي‪ ،‬ومناطق صناعية حديثة في الجنوب والساحل‬
‫الشرقي‪ ،‬وأقطاب التكنولوجيا العالية في داالس وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وسياتل(حزام الشمس)‪ :‬وتعرف الصناعات إعادة‬
‫التوطين من الشمال الشرقي نحو الجنوب والشرق (الخريطة)‪.‬‬
‫‪-3‬مظاهر القوة التجارية للواليات المتحدة األمريكية‪:‬‬

‫‪ -‬تنوع بنية المبادالت التجارية الخارجية مع أهمية قيمة المواد المصنعة ضمنها خاصة الصادرات حيث تمثل ‪.% 71‬‬
‫‪ -‬ارتفاع نسبة مساهمة التجارة في الناتج الداخلي الخام‪ ،‬ما يناهز ‪.% 79‬‬
‫‪ -‬ارتفاع نسبة مساهمة الواليات المتحدة األمريكية في التجارة الدولية (أول مستورد وثاني مصدر)‬
‫‪ -‬تنوع الشركاء التجاريين للبالد وتعاملها مع كل األسواق العالمية‪.‬‬
‫المقطع الثاني‪ :‬العوامل المفسرة للقوة االقتصادية األمريكية‪:‬‬

‫‪-1‬دور المؤهالت الطبيعية في القوة االقتصادية األمريكية ‪:‬‬

‫‪-‬الموقع االستراتيجي‪ :‬منفتح على عدة واجهات بحرية وبالتالي على األسواق العالمية الكبرى‬
‫‪-‬المساحة ‪ :‬جد شاسعة مما يتيح توفر الموارد الطبيعية‪.‬‬

‫ذ‪.‬محمد أخراز‬
 ‫‪-‬التضاريس ‪:‬االمتداد الجغرافي للسهول والهضاب الخصبة الصالحة للنشاطين الزراعي والرعوي‬
‫‪-‬المناخ المتنوع‪ :‬محيطي ‪ ،‬متوسطي‪،‬مداري‪،‬قاري بارد ‪-‬قاري جاف ‪ ،‬مما يتيح تنوع اإلنتاج الفالحي ‪.‬‬
‫‪-‬الشبكة المائية‪ :‬كثيفة تضم انهارا كبرى وبخيرات ‪ :‬أهميتها تتجلى في السقي وإنتاج الطاقة والمالحة النهرية‪.‬‬
‫‪-‬مصادر الطاقة والمعادن ‪ :‬توفر ثروات معدنية وطاقية متنوعة ومكانة البلد ضمن الدول الكبرى المنتجة (الثاني في إنتاج الغاز واألول‬
‫في الكهرباء‪ ،‬والثاني في الفوسفاط والفحم الحجري‪ ،‬والثالث في الذهب والنفط الخام‪)....‬‬
‫‪ -2‬دور المؤهالت البشرية في القوة االقتصادية األمريكية‬
‫‪ -‬ساكنة تقدر ب ‪ 331‬مليون نسمة (‪ 3‬عالميا) تشكل سوق استهالكية كبرى‪ ،‬خاصة في ظل ارتفاع الدخل الفردي والقدرة الشرائية‬
‫وسيادة ثقافة االستهالك والمغامرة لدى المواطن األمريكي‬
‫‪ -‬غلبة الساكنة النشيطة في بنية السكان (ثلثي الساكنة)‬
‫‪ -‬دينامية سكانية مصدرها محلي (تنوع األعراق) وخارجي (الوافدون األجانب)‬
‫‪ -‬ساكنة محلية متعلمة وعالية التكوين توفر يدا عاملة خبيرة ومؤهلة‪ ،‬تنضاف لها كفاءات قادمة من الخارج بفضل قدرة البلد على‬
‫استقطاب الكفاءات "هجرة األدمغة"‬
‫‪ -3‬دور المؤهالت التقنية والتنظيمية في القوة االقتصادية األمريكية‪:‬‬
‫‪ -‬نظام سياسي ديمقراطي فدرالي يتميز بازدواجية السلطة المركزية الفدرالية وسلطة الواليات مما ساعد على تنظيم المجال الجغرافي‬
‫الواسع‪.‬‬
‫‪ -‬استناد االقتصاد األمريكي على نظام رأسمالي محكم يقوم عل الملكية الخاصة لوسائل اإلنتاج والمبادرة الفردية والمنافسة الحرة‪ ،‬وعلى‬
‫اعتبار الربح المحرك األساسي للنشاط االقتصادي‪،‬‬
‫‪ -‬سيادة نمط التركيز الرأسمالي بأشكاله المتعددة وظهور مؤسسات قوية وشركات متعددة الجنسيات تتميز بالدينامية والقدرة على االبتكار‬
‫والتجديد وتشجيع االستهالك وقوة عالماتها التجارية‬
‫‪ -‬تدخل محدود للدولة في االقتصاد يتجلى في حماية اإلنتاج من المنافسة الخارجية ومساعدة القطاعات المتضررة عند حدوث االزمات ‪.‬‬
‫‪ -‬االعتناء األمريكي بالبحث العلمي والتكنولوجي‪ ،‬حيث تتوفر البالد على شبكة من المعاهد ومراكز البحث والجامعات تعمل على تطوير‬
‫االقتصاد األمريكي‪ ،‬أبرزها مجمع ”السيليكون فالي“ بوالية كاليفورنيا‪.‬‬
‫‪ -‬توفر البلد على شبكة متنوعة وكثيفة من المواصالت البرية والبحرية والجوية تسمح برواج كبير لألشخاص والبضائع وطنيا ودوليا‪.‬‬
‫المقطع الثالث ‪ :‬المشاكل والتحديات التي تواجه االقتصاد األمريكي‬
‫‪-1‬المشاكل والتحديات االقتصادية‪:‬‬
‫أ‪ -‬في المجال الفالحي‪:‬‬
‫‪ -‬فائض اإلنتاج الفالحي بفعل تراجع الطلب على المنتجات األمريكية في السوق الدولية‬
‫‪ -‬إنهاك التربة‪ ،‬وتلوث الفرشة المائية من جراء االستعمال المكثف لهما واالستخدام المفرط لألسمدة والمبيدات‬
‫ب‪ -‬في المجال الصناعي‪:‬‬
‫‪ -‬االعتماد على الواردات من المواد األولية لعدم كفاية اإلنتاج المحلي‬
‫‪ -‬تراجع تنافسية السلع الصناعية األمريكية محليا ودوليا بسبب ارتفاع تكاليف اإلنتاج (المرتبطة بارتفاع الكلفة الطاقية ومعدالت األجور)‬
‫‪ -‬المنافسة الشرسة لمنتجات مختلف الدول الصناعية‪ ‬وخاصة الصين ‪،‬باإلضافة الى التلوث الصناعي‪.‬‬
‫ج‪ -‬في المجال التجاري‪:‬‬
‫‪ -‬عجز الميزان التجاري األمريكي بسبب تراجع القدرة التنافسية للمنتجات األمريكية في السوق الدولية وثقل فاتورة استيراد المواد‬
‫الطاقية والمعدنية‪.‬‬

‫ذ‪.‬محمد أخراز‬
 ‫‪ -‬اشتداد المنافسة في زمن العولمة‪ ،‬والتسابق نحو األسواق‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استقرار قيمة الدوالر في السوق الدولية أمام العمالت المنافسة وعلى رأسها اليورو‪.‬‬
‫د‪ -‬على المستوى المالي ‪:‬عجز كبير في ميزانية الدولة وارتفاع حجم ديونها لكثرة النفقات العسكرية‪.‬‬
‫‪ -3‬المشاكل والتحديات االجتماعية والبيئية‪:‬‬
‫‪-‬اجتماعيا ‪:‬انتشار الفقر والبطالة ومظاهر االقصاء االجتماعي وارتفاع معدالت الجريمة في بعض الواليات خاصة الجنوبية وفي أحياء‬
‫أقليات السود والالتينيين ‪،‬وتزايد الفوارق االجتماعية‪.‬‬
‫‪-‬بيئيا‪ :‬تعدد الكوارث الطبيعية كاألعاصير والفيضانات‪ ،‬والعواصف الثلجية التي تخلف خسائر بشرية ومادية وتعيق األنشطة االقتصادية‪.‬‬
‫ارتفاع معدالت الثلوث حيث تعتبر الواليات المتحدة ثاني أكبر مصدر النبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم‪.‬‬
‫خاتمة‪ :‬ترتكز القوة االقتصادية األمريكية على قوة أنشطتها الفالحية والصناعية والتجارية والمالية‪ ،‬لكن هذه القوة التي تفسرها عوامل‬
‫‪.‬متعددة تواجه تحديات داخلية وخارجية متواصلة‪ ،‬في مقدمتها تنامي قوة ومكانة القوى الصاعدة وعلى رأسها الصين‬

‫مصطلحات ‪ :‬قوة اقتصادية عظمى‬

‫ذ‪.‬محمد أخراز‬
‫ٍ‬

‫ذ‪.‬محمد أخراز‬