Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 22

‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .

‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬


‫‪The oretical Frame works For studying emotional intelligence‬‬
‫ط‪.‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي ‪KHERMOUCHE MOURAD RAMZI‬‬ ‫‪MERAKCHI MERIAM‬‬ ‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‬
‫جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة‬ ‫جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة‬
‫‪mouradkhermouche@gmail.com‬‬ ‫‪meriemmerrakchi@gmail.com‬‬
‫تاريخ االستالم‪ 5048/03/47:‬تاريخ القبول‪5048/44/08:‬‬
‫املل ص‪:‬‬
‫شهدت العقود األخيرة تطورا علميا كبيرا في دراسة موضوع الذكاء االنساني تجاوز النظرة‬
‫التقليدية التي حصرته ضمن دائرة املنظور املعرفي فقط‪ ،‬و كشف علماء النفس عن اهمية الجانب‬
‫الوجداني نظرا الرتفاع تأثيره‪ ،‬كما ترسخ االقتناع بعدم جدوى النظر الزدواجية العقل و الوجدان‪.‬‬
‫ولقد اقتنع علماء النفس بان االختبارات التقليدية للذكاء ال تعطي صورة متكاملة عن سلوك‬
‫الفرد و ال تمكننا من التنبؤ بنجاحه في املستقبل و في حياته بصفة عامة ‪،‬و ظهرت الكثير من‬
‫االستفسارات حول اهمية الربط بين الجانب املعرفي و الوجداني دفعت العلماء الى البحث في املجاالت‬
‫التي تجاهلتها النظرة التقليدية للذكاء االنساني و التي تمكن من تفسير التفاوتات و التناقضات‬
‫املرصودة في موضوع الذكاء و القدرات‪ ،‬فانصب اهتمامهم حول موضوع الذكاء الوجداني‪،.......‬من هنا‬
‫تأتي اهمية الورقة البحثية التي تتعرض ملاهية الذكاء الوجداني و مسار تطور البحث فيه‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الذكاء ‪ -‬الشخصية‪ -‬االنفعال‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Recent decades have witnessed a great scientific development in the study of human‬‬
‫‪intelligence, which transcended the traditional view that has been confined only the cognitive‬‬
‫‪perspective. In addition, psychologists have revealed the importance of the emotional aspact due‬‬
‫‪to its high impact. The conviction is also based on the futility of looking at the duality of mind‬‬
‫‪and sentiment.‬‬
‫‪Psychologists have been convinced that traditional tests of intelligence do not give a‬‬
‫‪complete picture of an individual’s behavior and cannot predict his success in both his future and‬‬
‫‪life in general. There have been many questions about the importance of linking between the‬‬
‫‪cognitive and emoti-onal aspects. This, in fact, drove scientists to research on different issues that‬‬
‫‪neglected the human intelligence, which enables to explaine the discrepancies and contradictions‬‬
‫‪25‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫‪observed in the subject of intelligence and abilities. Therefore, the focused their attention on the‬‬
‫‪subject of emotional intelligence. From this perspective, the present paper analyzes the subjust‬‬
‫‪emotional intelligence and the course of development of researching in this phenomenon.‬‬
‫‪Key terms: Intelligence, personality, emotion.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يعد مفهوم الذكاء الوجدانى او الذكاء العاطفي مفهوما برز فى نهاية القرن العشرين‬
‫وبداية القرن الحالى نتيجة لجهود علماء النفس لتفسير النجاح فى اتخاذ القرارات وإدارة‬
‫الجماعات واملنظمات والتواصل مع اآلخرين وتحقيق الرضا والنجاح فى الحياة بصفة‬
‫عامة)‪ .(Cooper & Sawaf, 1997‬حيث شهدت بحوث الذكاء عدة تطورات منذ ظهورها‪ ،‬و‬
‫قد الحظ باحثون مثل )‪ (H.Gardner, P.Salovey, D.Goleman, J.D.Mayer‬وغيرهم‪ ،‬أن‬
‫مفهوم الذكاء الذهني املتوصل إليه يتمحور حول مجموعة ضيقة من املهارات اللغوية‬
‫والرياضية التي تجعل من االختبارات املحددة ملعامل الذكاء مؤشرات عن النجاح في‬
‫مجاالت ضيقة من الحياة‪ ،‬كالنجاح األكاديمي أو االلتحاق بوظيفة ما أو بتخصص‬
‫معين‪ ،‬غير أنها ال تصلح دائم ان تكون مؤشرا يهتدى به في مجاالت الحياة املتشعبة و‬
‫املختلقة ذلك أن هذه االختبارات أهملت جوانب و قدرات أساسية ضمن بنية‬
‫الشخصية‪ ،‬مما دفع هؤالء العلماء إلى محاولة إعادة اكتشاف مفهوم الذكاء آخذين بعين‬
‫االعتبار الى جانب النظام املعرفي األنظمة األساسية األخرى املكونة للشخصية واملتمثلة‬
‫في النظام العاطفي‪ ،‬االنفعالي‪ ،‬و نظام الدافعية‪ .‬و نتيجة لذلك انبثق ما يسمى بالذكاء‬
‫االنفعالي أو الذكاء العاطفي‪ ،‬أو الوجداني‪.‬‬
‫وتقوم الفكرة األساسية للذكاء الوجدانى على أن النجاح فى الحياة االجتماعية‬
‫واملهنية ال يعتمد فقط على قدرات الفرد العقلية‪ ،‬ولكن على ما يتمتع به أيضا من‬
‫مهارات وقدرات وإمكانات وجدانية أطلق عليها" الذكاء الوجداني"‪.‬و من هنا تغيرت الفكرة‬
‫التي سادت ملدة طويلة و هي ان الذكاء املعرفي)األكاديمي) هو العامل األول للنجاح‬
‫والتفوق‪ ،‬وأن األخشخاص الذين لديهم درجة عالية من الذكاء يصلون بالضرورة إلى‬
‫‪26‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫مستويات عالية من النجاح في املجال التعليمي واملنهي واالجتماعي و العاطفي‪ ،‬فقد كانت‬
‫هذه النظرة مسلمة بديهية ال تحتاج إلى إثبات‪ .‬لكن الواقع يثبت لنا عكس ذلك فقد نجد‬
‫أخشخاص متفوقين اجتماعيا لكن مستواهم األكاديمي منخفض‪ ،‬وقد نجد البعض األخر‬
‫أذكياء أكاديميا ولكنهم يتعثرون ويقضون حياتهم في القلق و التوتر و االكتئاب‪ ،‬وذلك‬
‫نظرا لعدم وجود نوع واحد من الذكاء يعزى له تأقلم الفرد مع بيئته و التكيف معها‪،‬‬
‫فقد كان أحد أسباب اهتمام الباحثين السيكولوجيين بالذكاء العاطفي هو عجز‬
‫اختبارات القدرات العقلية في التنبؤ بشكل واضح بنجاح الفرد في مختلف مواقف الحياة‬
‫وأهمها املجال االجتماعي و املنهي وهذا ما أثبتته العديد من الدراسات كدراسة دانيال‬
‫جوملان‪، ) D.Goleman) 4222‬و هوارد جاردنر ورتشارد هرنشتاين‪( H.Gardener & 5991‬‬
‫)‪ ،R.Hernstein‬فيما يتعلق باحتماالت النجاح في الحياة‪ ،‬أن مابين‪ % 20- 10‬فقط من‬
‫التباين في اختبارات النجاح املنهي‪ ،‬يمكن إيعازه لقدرات عقليه في حين يتطلب النجاح‬
‫املنهي قدرات أوسع من ذلك كاملهارات االجتماعية وضبط االنفعاالت وإدارة وحفز‬
‫الذات‪ ).‬معمرية‪،5009 ،‬ص‪(2‬‬
‫والوجدان الذي يمثل االنفعال سواء أكان سلبي أو إيجابي ضروري للحياة اليومية‪،‬‬
‫فهو يشبع حاجتنا اليومية‪ ،‬ويقود اإلنسان ويتحكم بقرارته‪ ،‬فمن املهم جدا توفر الذكاء‬
‫الوجداني عند الفرد‪ ،‬فهذا النوع من الذكاء هو الذي يفسر تفوق الفرد في كثير من‬
‫النشاطات‪ ،‬إذ أصبح معدل الذكاء الوجداني مطلوبا في العمل‪ ،‬كما أن الذكاء الوجداني‬
‫يجعل الفرد يرتقي نحو األفضل‪( .‬الخوالدة‪،5007،‬ص‪)54‬‬
‫‪ .1‬املسارالتاريخي لتطور االهتمام بالذكاء الوجداني‪:‬‬
‫دراسة الذكاء من حيث طبيعته وقياسه من قبل العلماء لم يكن يتجاوز في‬
‫البدايات التاريخية له العمليات املعرفية العقلية مثل االنتباه والذاكرة والتفكير وحل‬
‫املشكالت والتحليل و التركيب واالستنتاج وما سواها ‪.‬إال أنه ابتداء من النصف الثاني‬

‫‪27‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫من القرن العشرين أصبح ما يسمى بالذكاء العاطفي أو الذكاء الوجداني ‪Emotional‬‬
‫‪intelligence‬من املواضيع املهمة في التراث السيكولوجي‪ ،‬وأصبح االهتمام به واضحا‬
‫بغض النظر عن كيفية تناوله‪.‬‬
‫‪-4.4‬املرحلة االولى(البداية التاريخية)‪:‬‬
‫رغم أن مفهوم الذكاء العاطفي يعد مفهوما حديثا نسبيا إال أن له تاريخ طويل من‬
‫البحث والتنظير في علم النفس وهذا ما يؤكده" ماير "فهو يرى أن أصل الذكاء‬
‫العاطفي يعود إلى القرن الثامن عشر حيث كان من املعروف لدى علماء النفس أن‬
‫العقل اإلنساني يتكون من ثالثة أقسام هي‪:‬‬
‫‪-1‬املعرفة ‪:‬وتتضمن الوظائف العقلية العليا كالتذكر والتفكير واصدار األحكام‪...‬‬
‫‪ -5‬الوجدان ‪:‬ويتضمن االنفعاالت‪ ،‬املشاعر واملزاج‪...‬‬
‫‪-3‬الدو افع ‪:‬ويتضمن الحاجات املرتبطة بعضويتنا وحاجاتنا السلوكية‪(Mayer, 2000,...‬‬
‫)‪pp 4-6‬‬
‫فخالل القرن املاض ي كانت هناك اشارات لذلك فقد حاول بعض أنصار النظرية‬
‫التقليدية للذكاء إدخال االنفعاالت في مجال الذكاء ومنهم " ثورونديك ‪" E.L.Thorndike‬‬
‫"عام ‪ 1920‬الذي قدم نظرية عن الذكاء والتي ميز فيها بين ثالثة أنواع من الذكاء املجرد‬
‫"املهارات اللغوية الرياضية" والذكاء العملي" التعامل مع األشياء "الذكاء االجتماعي‬
‫مهارات التعامل مع اآلخرين "ويعتبر"ثورونديك" من وضع بذور مفهوم الذكاء العاطفي‬
‫عندما تحدث عن مفهوم "الذكاء االجتماعي )‪ "(Social Intelligence‬والذي عرف بأنه‪" :‬القدرة‬
‫على التصرف الحكيم في العالقات اإلنسانية" ‪(.‬املبيض‪ ،‬د‪.‬ت‪،‬ص‪".)44‬‬
‫كما أشار" سبيرمان "‪ " C.H.Spearman "5991‬إلى القدرة على معرفة الحاالت‬
‫العقلية والوجدانية لآلخرين والى إمكانية قياس هذه القدرة فقد اقترح ما أسماه‬
‫بالعالقات السيكولوجية بين األنواع العشرة التي تألف قانون إدراك العالقات وقد عرفها‬

‫‪28‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫"سبيرمان "بأنها" القدرة على إد ا رك أفكار ومشاعر اآلخرين من حوله عن طريق التمثيل‬
‫بينها وبين عامله الخارجي‪ ) ".‬حسن‪ ،5004 ،‬ص‪)42‬‬
‫وفي سنة ‪ 1940‬عرف" دفيد و يكسلر " ‪" D.Wechsler‬الذكاء بانه "القدرة الشاملة‬
‫على التصرف وعلى التفكير بعقالنية وعلى التعامل مع البيئة املحيطة بفعالية ‪.‬وفي سنة‬
‫‪1943‬أكد" ويكسلر "بضرورة‪ ،‬القدرات العاطفية لتنبؤ بقدرة أي خشخص على النجاح في‬
‫الحياة‪( .‬الهدى‪،5003،‬ص ص‪ )20-72‬فقد أشار إلى أهمية العوامل الالمعرفية للذكاء‬
‫بالنسبة للتكيف والنجاح في الحياة وأكد أن هذه العوامل لها دور كبير في تحديد‬
‫السلوك الذكي إلى جانب العوامل املعرفية‪( .‬حسين‪ ،‬حسين‪ ،5006 ،‬ص ‪)54‬‬
‫‪-5.4‬املرحلة الثانية (ظهور نظرية الذكاءات املتعددة)‪:‬‬
‫وهي الفترة املمتدة من ‪ 4282-4243‬وقد تم االهتمام في هذه املرحلة بإعداد‬
‫املقاييس الخاصة باالتصال غير اللفظي ‪ Nonverbal communication‬إلدراك املعلومات‬
‫غير اللفظية التي تشتمل بعضها على معلومات انفعالية ومن ذلك ‪ :‬تعبيرات الوجه‬
‫وأوضاع الجسم واإليماءات ونبرات الصوت وهي كلها عالمات يستدل منها على الحاالت‬
‫االنفعالية ومن بين العلماء الذين أشاروا إليها "جيلفورد"‪ "Guilford‬في نموذجه عن "‬
‫بنية العقل"‪ ،‬فيما سماه املحتوى السلوكي (‪ (Behavioral content‬وهو يمثل معلومات‬
‫توصف في جوهرها بأنها غير لفظية‪ ،‬ويشمل التفاعل االجتماعي الذي يتطلب الوعي‬
‫بمدركات و انفعاالت و مقاصد و افعال االخرين‪،‬أي انها نوع من املعلومات يتمثل فيه‬
‫سلوك الذات و سلوك االخرين‪(Guilford ,Hoepfner, 1971,p48) .‬‬
‫و كان جيلفورد ‪ Guilford‬قد ركز على الجزء الذي يتعلق بادراك اآلخرين وهو في‬
‫جوهره الذكاء االجتماعي ولم يحظى الجزء الخاص بادراك الذات باهتمام يذكر‪.‬‬
‫ويعتبر املعلم البارز في هذه املرحلة هو ظهور نظرية الذكاءات املتعددة لصاحبها ‪.‬‬
‫هاوارد جاردنر ‪ H.Gardner‬والذي ظهر في كتابه)اطر العقل‪ ،( Frames of mind‬وقد‬

‫‪29‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫حاول فيها إثبات صحة التعددية في الذكاء‪ ،‬محاوال تحديد مقومات الذكاء البشري أو‬
‫لبنات البناء الذي يتكون منها كل نوع من أنواع الذكاء الذي يستخدمه البحارة‬
‫والجراحون ومصممو الرقصات والرياضيون ورؤساء العشائر واملشعوذون والتي تعتمد‬
‫أنواعا مختلفة من الذكاء‪(.‬حسونة‪ ،‬أبو ناش ي‪)42 ،5006،‬‬
‫وأكد هوارد جاردنر )‪ (Gardner‬في كتابه عن "الذكاءات املتعددة" أن فهم اإلنسان‬
‫لنفسه ولآلخريـن وقدرته على استخـدام وتوظيف هذا الفهم يعد أحد أنواع‬
‫الذكاء‪(.‬الخوالدة‪،5007،‬ص‪)52‬‬
‫وذكر من أنواع الذكـاء‪:‬‬
‫ـ ي(أي داخـل الشـخص)‪ :(Intrapersonal Intelligence).‬معرفـة الـذات‬ ‫*الـذكاء الضمنخ‬
‫والقــدرة علــى التصــرف والــوعي بالحــاالت املزاجيــة والــدوافع والرغبــات‪ ،‬والقــدرة علــى الضــبط‬
‫الذاتي واالحترام الذاتي‪(.‬ابو رياش‪،5006،‬ص‪)552‬‬
‫ـ ي (فـي العالقـة مـع اآلخـرين) )‪ :(Interpersonal Intelligence‬القـدرة علـى‬ ‫*الـذكاء البينخ‬
‫إدراك الحــاالت املزاجيــة لآلخريــن والتمييــز بينهــا وإدراك نوايــاهم‪ ،‬ودوافعهــم‪ ،‬ومشــاعرهم‪،‬‬
‫ويتض ــمن الحساس ــية لتعبيـ ـرات الوج ــه والص ــوت واإليم ــاءات‪ ،‬والق ــدرة عل ــى التميي ــز ب ــين‬
‫املؤشرات املختلفة ‪.‬‬
‫لقد حاول جاردنر ‪ H.Gardner‬أن يوضح بان االختالف بين األفراد يحدث نتيجة‬
‫اختالفات كيفية في قوة كل نوع من الذكاءات‪ .‬وفي طريقة تجميع وتداخل وتحريك هذه‬
‫الذكاءات عند حل مشكلة ما أو القيام بعمل من األعمال‪(.‬سالم‪،5004،‬ص‪)52‬‬
‫إن تنظيم كافة املعلومات الداخلة في سياق تحليل عوامل الذكاء املختلفة‬
‫وتعددها وتكاملها مكن جاردنر ‪ H.Gardner‬من تحديد قائمة تتضمن سبعة أنواع من‬
‫الذكاء هي‪:‬‬

‫‪30‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫الذكاء املنطقي الرياض ي‪ ،‬الذكاء اللغوي‪ ،‬الذكاء املوسيقي‪ ،‬الذكاء املكاني‪ ،‬الذكاء‬
‫الجسمي‪ ،‬الذكاء بين األش اص‪ ،‬الذكاء داخل الخ ص‪ .‬والجدول املوالي يوضح هذه‬
‫األنواع من حيث مكوناتها الرئيسية واملهن املناسبة لها‪(.‬السمدوني‪،5004،‬ص‪)32‬‬
‫‪ -4-3‬املرحلة الثالثة‪(:‬مرحلة الظهور الفعلي ملفهوم الذكاء العاطفي)‪:‬‬
‫يمكن أن نعتبر فترة التسعينات و ما بعدها هي مرحلة االنبثاق الفعلي ملفهوم‬
‫الذكاء العاطفي ‪ Emotional Intelligence‬ويعتبر كل من ماير وسالوفي ‪Mayer& Salovey‬‬
‫من أكثر الباحثين تركيزا على الجوانب غير املعرفية للذكاء وتقديرا ألهميتها ويعتبر هذان‬
‫الباحثان أول من ابتكر مصطلح الذكاء العاطفي سنة ‪ ،4220‬فلقد لفتت اهتمامهما‬
‫بصفة خاصة أعمال الباحثين الذين ركزوا في درساتهم على الجوانب غير املعرفية للذكاء‬
‫ومن بينهم جاردنر‪ ، H.Gardner‬وهكذا اتسعت رؤية سالوفي وماير ‪Mayer& Salovey‬‬
‫للذكاء فحاوال وضع تعريف جديد للذكاء يصف القدرات غير املعرفية التي يكون لها دور‬
‫مهم للنجاح في الحياة عامة‪ .‬فقدما نموذج للذكاء االنفعالي في كتابهما (الخيال‪ ،‬املعرفـة‪،‬‬
‫الشخصية)(املبيض‪ ) ،‬د‪.‬ت)‪،‬ص‪ )44‬كما قاما بمحاولة لتأليف اختبار لقياس الذكاء‬
‫العاطفي‪ ،‬حيث الحظا أن الناس يتفاوتون في دقة معرفة العواطف التي يشعرون بها‪،‬‬
‫وفي التعرف على عواطف اآلخرين‪ ،‬وكذلك في القدرة على حل املشكالت املتعلقة‬
‫بالعواطف‪(.‬الخوالدة‪،5007،‬ص‪)52‬‬
‫وفي عام ‪ 1996‬ظهر" جوملان " ‪ " D. Goleman‬العالم النفس ي في دراسات املخ‬
‫وعلوم السلوك أصدر كتابه عن الذكاء العاطفي ‪" Emotional Intelligence: Why it can‬‬
‫" " ?‪matter more than IQ‬الذكاء االنفعالي ملاذا يعني أكثر مما تعني نسبة الذكاء "وقد‬
‫حقق هذا الكتاب أعلى نسبة مبيعات في العالم فقد كان له الفضل في انتشار مفهوم‬
‫الذكاء العاطفي‪ ،‬وفي هذا الكتاب جمع" جوملان "مجموعة األبحاث التي تناولت تأثير‬
‫مراكز املخ على انفعاالت الفرد ومن ثم على أدائه وعالقاته مع اآلخرين‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫واستمرت جهود" جوملان "في دراسته للذكاء الوجداني فأصدر كتابا عام ‪4228‬‬
‫بعنوان" العمل بالذكاء الوجداني " ‪ "Working With Emotional Intelligence‬وفيه‬
‫حاول ان يبين أهمية الذكاء الوجداني للفرد في مجال العمل‪).‬حسن‪ ،5004 ،‬ص‪)55‬‬
‫وفي عـام ‪4222‬م قـام "جاك بلوك" )‪ (Block‬بدراسة بعض التغيرات الشخصية‬
‫املرتبطة بالذكاء مستقال عن الذكاء االنفعالي‪ ،‬والذكاء االنفعالي مستقال عن الذكاء‪،‬‬
‫وأشارت نتائجـه إلى أن ذوي الذكاء املرتفع مستقال عن الذكاء االنفعالي كانـوا أكثر تميزا في‬
‫الجوانب العقلية وأقل تميزا في الجوانـب الشخصية‪ ،‬أما املتميزون في الذكاء االنفعالي‬
‫مستقال عن الذكـاء فكانوا أكثر تميزا في الجوانب االجتماعية ولديهم اتجاهات إيجابية‬
‫نحو أنفسهم ونحو اآلخرين‪(.‬السمادوني‪،5004،‬ص‪)70‬‬
‫‪ -5‬مفهوم الذكاء العاطفي‪:‬‬
‫يعتبر الذكاء العاطفي من املفاهيم التي حظيت باهتمام الدارسين والباحثين في علم‬
‫النفس والسيما في اآلونة األخيرة‪ ،‬حيث اختلف الباحثين في ترجمة املصطلح األجنبي‬
‫)‪(Emotional Intelligence‬الى أربع اتجاهات االتجاه األول الذي يسميه الذكاء العاطفي‬
‫واالتجاه الثاني الذي يطلق عليه أسم الذكاء الوجداني‪ ،‬واالتجاه الثالث يطلق عليه اسم‬
‫الذكاء االنفعالي واالتجاه الرابع الذي يطلق عليه اسم ذكاء املشاعر‪.‬‬
‫وتوضح هذه التسميات بأن الذكاء االنفعالي يشير إلى الجوانب غير السارة أو‬
‫السلبية من االنفعاالت كالخوف والحزن والغضب‪ ،‬والذكاء العاطفي يشير إلى االنفعاالت‬
‫السارة كسرور والحب واإلعجاب‪ ،‬والذكاء الوجداني يشير إلى أنه أكثر مسؤولية حيث‬
‫يظم الخبرات االنفعالية السارة والغير سارة‪ ،‬و ذكاء املشاعر يشير إلى الجانب الحس ي من‬
‫الخبرة االنفعالية كالشعور بالدفء أو الراحة‪ ).‬حسين‪ ،‬حسين‪ ،5006 ،‬ص‪)14‬‬
‫منذ ظهور مصطلح الذكاء العاطفي عام ‪ 1999‬تضافرت جهود الباحثين في تحديد‬
‫تعريف دقيق له وفيما يلي سوف يتم سرد بعض هذه التعاريف‪:‬‬

‫‪32‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫يعرف" جوملان ‪" 1996‬الذكاء العاطفي بأنه" مجموعة من املهارات االنفعالية‬


‫واالجتماعية التي يتمتع بها الفرد‪ ،‬والالزمة للنجاح املنهي وفي شؤون الحياة األخرى"‪.‬‬
‫)معمرية‪ ،5002 ،‬ص‪(27‬‬
‫كما يعرفه" ماير و سالوفي ‪" 1997‬على أنه" قدرة الفرد على ادرا ك االنفعاالت بدقة‬
‫والتعبير عنها والقدرة على تعميمها لتسهيل التفكير‪ ،‬والقدرة على فهم االنفعال واملعرفة‬
‫االنفعالية وتنظيم االنفعال لترقية النمو االنفعالي والذهني"‪( Mayer, Salovey, 1997, p 10( .‬‬
‫أما" بار أون ‪ 4224 " Bar-On‬فيعرفه على أنه" الطريقة التي يتمكن من خاللها‬
‫الفرد من فهم نفسه وفهم اآلخرين‪ ،‬وبناء عالقة معهم‪ ،‬والتأقلم مع الوضع املعاش من‬
‫أجل مواجهة فاعلة ملتطلبات املوقف‪) ".‬باراون‪ ،5007،‬ص‪)6‬‬
‫وفي سنة ‪ 2005‬أعاد تعريفه بأنه" مجموعة منظمة من املهارات والكفاءات غير‬
‫املعرفية في الجوانب الشخصية واالنفعالية واالجتماعية والتي تأثر في قدرة الفرد على‬
‫مواجهة املطالب والضغوط البيئية وهو عامل مهم لتحديد قدرة الفرد على النجاح في‬
‫الحياة "‪ ).‬سعيد‪ ،2008،‬ص‪(11‬‬
‫في حين يعرفه فاروق السيد عثمان ‪ 5004‬بأنه" القدرة على االنتباه واإلدراك الجيد‬
‫لالنفعاالت واملشاعر الذاتية وفهمها وصياغتها بوضوح وتنظيمها وفق املراقبة وادراك‬
‫دقيق النفعاالت اآلخرين ومشاعرهم للدخول معهم في عالقات انفعالية اجتماعية‬
‫إيجابية تساعد الفرد على الرقي العقلي واالنفعالي واملنهي وتعلم املزيد من املهارات‬
‫اإليجابية للحياة‪( ".‬عبده‪ ،‬عثمان‪ ،5005 ،‬ص ‪)506‬‬
‫أما" ستيفن هير "فيعرفه بأنه" قد رة اإلنسان على التعامل مع عواطفه‪ ،‬بحيث‬
‫يحقق أكبر قدر ممكن من السعادة النفسية وملن حوله‪ ) ".‬جالل‪ ، 2008،‬ص‪( 76‬‬
‫كما يرى" لين ‪ 4222 " Lynn‬أن الذكاء العاطفي هو" عملية تدريب غير شاق‬
‫لتدعيم اإلدارة الفردية والتحكم في االنفعاالت وردود االفعال ومجابهة التحديات‬

‫‪33‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫كونه واعيا بذاته‪ ،‬متعاطفا متجاوبا‬ ‫ويضيف كون الفرد يتمتع بذكاء عاطفي بمعنى"‬
‫َ‬
‫ملتزما َويت َب َنى االتجاهات التدعيمية ويتوقع أفضل النتائج"‪(.‬جاب هللا‪ ،5045 ،‬ص‪( 29‬‬
‫وحسب" آنج تن زيت "فإن الذكاء العاطفي هو" قدرة اإلنسان على أن يدير ذاته‬
‫َ َ‬
‫بفعالية وأن ُيكون عالقات إنسانية ناجحة مع اآلخرين‪(".‬أبو النصر‪ ،5002 ،‬ص ‪)402‬‬
‫في حين يرى أبو حطب أن الذكاء العاطفي هو" قدرة الفرد الفرد على قراءة رغبات‬
‫ومقاصد اآلخرين حتى ولو لم تكن واضحة وأن هذا الذكاء يظهر في سلوك رجال الدين‬
‫والقادة السياسيين واملعلمين واملعالجين واآلباء واألمهات‪ ،‬وأنه ال يعتمد كثيرا على اللغة‪).‬‬
‫مدثر‪، 2002 ،‬ص‪(71‬‬
‫أما" ستنغ "‪ 5003‬فإنه يصف الذكاء العاطفي بأنه" القدرة على ابتكار حاجات‬
‫إيجابية في العالقات مع اآلخرين ومع نفسه وذلك بتضمن هذه الحاجات اإليجابية مثل‬
‫الفرح والتفاؤل والنجاح في العمل واملدرسة والحياة‪ ) ".‬ستنغ‪ ،5002 ،‬ص‪(36‬‬
‫كما يعرفه" فورنهام ‪ 5006 Furnham‬بأنه" القدرة على إدراك وفهم وتناول‬
‫العواطف واالنفعاالت وتنظيم املشاعر بحيث يستطيع الفرد أن يؤثر في مشاعر‬
‫اآلخرين‪(".‬أحمد‪ ،5000 ،‬ص‪)723‬‬
‫‪ -3‬النماذج النظرية املفسرة للذكاء الوجداني‪:‬‬
‫يمكن القول أن الذكاء العاطفي من املواضيع التي يزداد البحث فيها تقدما وبشكل‬
‫متسارع في تاريخ علم النفس املعاصر فلقد ازداد االهتمام بالعواطف واالنفعاالت منذ‬
‫ثمانينات القرن العشرين وما بعدها والى يومنا هذا خاصة في فروع علم النفس‬
‫واألعصاب والصحة النفسية وفي هذا السياق ظهرت نماذج ونظريات تفسر الذكاء‬
‫العاطفي وذلك ملعرفة مكوناته وأبعاده‪ .‬و قد انقسمت نماذج الذكاء العاطفي إلى‬
‫اتجاهين رئيسيين هما‪:‬‬

‫‪34‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫*نماذج القدرات العقلية ‪ Abilities Madels :‬تركز نماذج القدرات العقلية على‬
‫القدرة على إدراك وتنظيم الوجدان)االنفعاالت‪ ،‬العواطف (والتفكير فيها‪ ،‬ومن أهم‬
‫مؤيديها وروادها هما" ماير وسالوفي"‪.‬‬
‫*نماذج امل تلطة ‪ Mixed Modals :‬فهي تجمع بين سمات الشخصية واالنفعاالت‬
‫في سياقها االجتماعي من خالل النشاط االجتماعي والتفاعل مع اآلخرين‪ ،‬ومن أهم‬
‫مؤيديها وروادها هما" جوملان"‪ ،‬و" بار أون‪ ).‬محمد‪ ،5002 ،‬ص‪) 39‬‬
‫‪: 4-3‬نظرية بارون‪:‬‬
‫تعتبر نظريته أولى النظريات التي فسرت الذكاء العاطفي عند ظهورها عام‪،1988‬‬
‫عندما صاغ مصطلح "النسبة االنفعالية كنظير ملصطلح نسبة الذكاء العقلي )‪ (IQ‬وفي‬
‫وقت نشر بار‪ -‬أون رسالته في نهاية الثمانينات كانت هناك زيادة في اهتمام الباحثين بدور‬
‫االنفعال في األداء االجتماعي‪ ،‬وجودة الحياة) السعادة‪ (.‬وقبل أن يتمتع الذكاء العاطفي‬
‫باالهتمام في عدة مجاالت وشهرته اليوم‪ ،‬حددبار‪ -‬أون نموذجه عن‪ -‬طريق مجموعة من‬
‫السمات والقدرات املرتبطة باملعرفة االنفعالية واالجتماعية التي تؤثر في القدرة الكلية‬
‫على املعالجة للمتطلبات البيئية‪.‬‬
‫وتشير هذه النظرية إلى وجود تداخل بين الذكاء العاطفي وسمات الشخصية‪ ،‬فقد‬
‫عرف الذكاء العاطفي على انه مكون يشتمل على مجموعة من الكفاءات غير معرفية‪،‬‬
‫وقد أعد بار‪ -‬أون أول أداة تقيسه صممت للتعرف على‪ -‬الكفاءات الشخصية التي تعتبر‬
‫مؤشرا للنجاح في الحياة‪.‬‬
‫أوضح بار‪ -‬أون في نظريته أن الذكاء العاطفي يتكون من خمسة كفاءات ال معرفية‬
‫)خشخصية (وهي‪: -‬‬

‫‪35‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫‪-‬جدول رقم (‪:)04‬يوضح مكونات الذكاء العاطفي عند بار‪-‬ون‪-‬‬


‫مفهومه‬ ‫املكون‬
‫‪-4‬كفاءات ال معرفية ذاتية(النسبة العاطفية للخ ص)‬
‫قدرة الفرد على التعبير عن مشاعره ومعتقداته و أفكاره وقدرته أيضا على الدفاع عن حقوقه ولكن بأسلوب‬ ‫التوكيدية‬
‫ّ‬
‫بناء وليس هادم‪.‬‬
‫االهتمام بالنفس القدرة على احترام الفرد لنفسه وتقبله وتقبل إمكانياته‪.‬‬ ‫تقدير الذات‬
‫قدرة الفرد على إدراك مشاعره وعواطفه الداخلية‪.‬‬ ‫الوعي بالذات‬
‫قدرة الفرد على توجيه ذاته والتحكم فيها وفي أسلوب التفكير وفي أسلوب تنفيذاألفعال ‪.‬‬ ‫االسقاللية‬
‫‪- 2‬كفاءات ضرورية للعالقة بين األش اص (النسبة العاطفية لآلخرين(‬
‫قدرة الفرد على إدراك وفهم وتقييم مشاعر اآلخرين وتقبلها كما هي‪.‬‬ ‫التعاطف‬
‫قدرة الفرد على إظهار نفسه متعاون ا ومساهم ا ومشارك ا فعاال في املجتمع أو قدرة فريق العمل الجماعي الذي‬ ‫املسؤولية‬
‫ينتمي له‪.‬‬ ‫االجتماعية‬
‫قدرة الفرد على بناء العالقات مع األخشخاص والحفاظ عليها فعالة ومرضية و ايجابية بناءة‪.‬‬ ‫العالقة بين‬
‫االش اص ( العالقة‬
‫االجتماعية)‬
‫‪-3‬كفاءات ضرورية لقابلية التكيف) النسبة العاطفية القابلة للتكيف(‬
‫قدرة الفرد على تحديد املشكالت واستنباط وتطبيق الحلول ّ‬
‫الفعالة‪.‬‬ ‫حل املشكالت‬
‫قدرة الفرد على تقييم العالقة بين ما تم إنجازه على أرض الو اقع وبين الهدف العام الذي يسعى إلى تحقيقه‪.‬‬ ‫ادراك الو اقع‬

‫قدرة الفرد على مواكبة مشاعره و أفكاره وسلوكياته للظروف واملو اقف االجتماعية املتغيرة أثناء تعامالته مع‬ ‫املرونة‬
‫الناس‪.‬‬
‫‪- 7‬كفاءات ضرورية للقدرة على إدارة الضغوط والتحكم فيها) النسبة العاطفية للقدرة على إدارة الضغوط وضبطها(‬
‫قدرة الفرد على مقاومة رد الفعل السلبي واألفكار الهدامة التي تجول بخاطره‪.‬‬ ‫ضبط االندفاع‬
‫‪-2‬املزاج العام) النسبة العاطفية للحالة املزاجية)‬
‫قدرة الفرد على الشعور بالرضا عن حياته واالستمتاع بها وبعالقاته مع االخرين‪ ،‬و التسلية و التمتع املستمر‬ ‫السعادة‬
‫بالحياة‪.‬‬
‫قدرة الفرد على النظر إلى الجانب املشرق فقط من الحياة‪ ،‬وعلى الحفاظ على نظرنه االيجابية و مواقفه املتفائلة‬ ‫التفاؤل‬
‫حتى في مواجهة املشكالت و التحديات‪.‬‬

‫املصدر ‪) :‬بن غربال‪(5047،‬‬


‫‪ :5-3‬نموذج جوملان‪:‬‬
‫يحدد" جوملان "مجموعة من املهارات االنفعالية واالجتماعية تميز مرتفعي الذكاء‬
‫العاطفي ويشكل الوعي بالذات‪ ، Self- awareness‬التحكم في االنفعاالت‪،Impulse control‬‬
‫املثابرة ‪ Industry‬الحماس‪ ،Zeal‬الدافعية الذاتي‪ ،Self-motivation‬التقمص‬
‫‪36‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫العاطفي‪ ،Empathy‬اللياقة االجتماعية ‪Social deftness‬؛ وانخفاض تلك املهارات‬


‫االنفعالية واالجتماعية‪ ،‬ليس في صالح الفرد أو في نجاحه املنهي‪).‬معمرية‪ ، 2009،‬ص‬
‫ص‪( 24‬‬
‫ويتضمن مفهوم الذكاء العاطفي لدى" جوملان "خمسة أبعاد وهي‪:‬‬
‫‪-4‬الوعي االنفعالي الذاتي ‪ :‬وهو القدرة على قراءة الفرد ملشاعره وادراك تأثير تلك‬
‫املشاعر على ردود أفعال الفرد واستجاباته للمواقف املختلفة‪ ،‬وتأثيرها على عملية صنع‬
‫القرار لدى الفرد ويتضمن البعد معرفة الفرد لجوانب القوة والضعف لديه والتعرف‬
‫على مشاعره وانفعاالته الذاتية فالوعي بالذات هو أساس الثقة بالنفس‪ ،‬فعندما‬
‫يكتشف الفرد أن لديه عدد من االنفعاالت السلبية تسيطر على سلوكه وتحدث دون‬
‫وجود سبب واضح لها ويستطيع االبتعاد عن مصادرها يكون قد قطع شوطا في فهم ذاته‬
‫والوعي بها‪(.‬حسين‪ ،‬حسين‪ ، 2006،‬ص‪) 60‬‬
‫‪ -5‬إدارة االنفعاالت) معالجة الجوانب الوجدانية) ‪:‬وتعني معرفة كيفية التعامل‬
‫ومعالجة املشاعر التي تؤذيه وتزعجه‪ ،‬وتمثل هذه املعالجة أساس الذكاء العاطفي‪.‬‬
‫‪ -3‬حفز الذات ‪:‬ويتضمن تأجيل اإلشباعات أي التحكم وضبط االنفعاالت بما يتيح‬
‫للفرد التفكير واختبار االستجابة السليمة وأيضا تأجيل األفراد اإلشباع الفوري‬
‫لحاجاتهم في سبيل تحقيق أهداف بعيدة املدى‪ ،‬ويطلق عليه البعض‬
‫الدافعية ‪ motivation‬وهي تعني أن يكون لدينا هدف ومعرفة خطواتنا خطوة خطوة‬
‫لتحقيق الهدف‪ ،‬وأن يكون لدينا أمل‪ ،‬وتوجيه االنفعاالت في خدمة هدف ما‪.‬‬
‫‪ -7‬التعاطف ‪:‬وتعني قدرة الفرد على قراءة مشاعر اآلخرين من خالل صورتهم وتعبيرات‬
‫وجوههم‪ ،‬وليس بالضرورة مما يقولون‪ (.‬روبنز‪ ،‬سكوت‪ ، 2000،‬ص‪(68‬‬
‫‪-2‬املهارات االجتماعية ‪:‬تعني كيفية تعبير الناس عن مشاعرهم‪ ،‬ومدى نجاحهم أو‬
‫فشلهم في التعبير عن هذه املشاعر‪ ،‬والتأثير اإليجابي والقوي في اآلخرين عن طريق إدراك‬

‫‪37‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫انفعاالتهم ومشاعرهم‪ ،‬ومعرفة متى تقود ومتى تتبع اآلخرين‪ ).‬حسين‪ ،‬حسين‪،5006 ،‬‬
‫ص‪)64‬‬
‫‪ :3-3‬نموذج مايرو سالوفي‪:‬‬
‫لقد قدم" ماير وسالوفي "نموذجهما عن الذكاء العاطفي في كتابهما الذكاء اإلنفعالي "‬
‫الخيال‪ ،‬املعرفة والشخصية"ويريان في نموذجهما أن الوجدان يمنح الفرد معلومات‬
‫هامة يتفاوت األفراد فيما بينهم في القدرة على توليدها والوعي بها وتفسيرها واالستفادة‬
‫منها واالستجابة لها من أجل التوافق بشكل أكثر ذكاء‪.‬‬
‫ويطلق" ماير و سالوفي "على نموذجهما في الذكاء العاطفي" نموذج القدرة ‪"Ability‬‬
‫"‪Model‬ويقدمان تعريفا يجمع بين ‪:‬فكرة أن الوجدان يجعل تفكيرنا أكثر ذكاء‪ ،‬وفكرة‬
‫التفكير بشكل ذكي نحو حاالتنا الوجدانية ‪.‬ومضمون تعريفهما للذكاء العاطفي كما يلي ‪:‬‬
‫"القدرة على اإلدراك الدقيق والتقدير الجيد والصياغة الواضحة لالنفعاالت‬
‫الشخصية‪ ،‬والترقية والتطوير واملشاعر لتسيير عمليات التفكير‪ ،‬وفهم االنفعاالت‬
‫وتنظيمها والسيطرة عليها‪ ،‬واملعرفة االنفعالية لزيادة النمو االنفعالي املعرفي‪(.‬معمرية‪،‬‬
‫‪ ،5002‬ص‪)42‬‬
‫لقد حدد" ماير وسالوفي "الذكاء العاطفي في أربع مهارات أو قدرات رئيسية هي‪:‬‬
‫‪ -1‬أدراك الوجدان والتعبير عنه وتقيمه ‪Perception, Appraisal and Expression‬‬
‫‪of Emotional :‬‬
‫يبدأ الذكاء العاطفي مع القدرة على إدراك املشاعر‪ ،‬والتعبير عنها في ذات الفرد‬
‫ولدى اآلخرين‪ ،‬ويقصد بالذكاء العاطفي ‪:‬قدرة الفرد على تحديد العواطف الكامنة في‬
‫الوجوه أو املوسيقى‪ ،‬أو التصميمات أو القصص وهي موضحة كما يلي‪:‬‬
‫إدراك الوجوه ‪ :‬وتتمثل في قدرة الفرد على تحديد االنفعال الصحي من خالل مالمح‬ ‫‪-‬‬
‫طبيعية لشخص ما وأفكاره املرتبطة بهذا االنفعال‪.‬‬

‫‪38‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫إدراك الوجدان في املوسيقى ‪ :‬تتسع القدرة على إدراك الوجدان مع إتساع املحيط‬ ‫‪-‬‬
‫اإلجتماعي للطفل مع اآلخرين‪ ،‬فعند وصول الطفل ملرحلة املراهقة فإنه يستطيع‬
‫إستخالص املحتوى الوجداني من خالل املوسيقى والكلمات واألصوات واملظهر‬
‫العام لألخشخاص‪.‬‬
‫إدراك الوجدان في التصميمات ‪ :‬يستطيع الفرد الذي يمتلك هذه القدرة أن يعبر‬ ‫‪-‬‬
‫عن مشاعره بدقة‪ ،‬ويعبر أيضا عن حاجاته املرتبطة بهذه املشاعر‪ ،‬من خالل‬
‫التصميمات الفنية واأللوان واألشكال واتجاه الخطوط فاالنفعاالت واملشاعر التي‬
‫يعبر عنها األفراد هي مرآة عاكسة للحاجات والرؤى التي يسعون إلشباعها‪.‬‬
‫إدراك الوجدان في القصص ‪ :‬وتشير هذه القدرة الى إلى إمكانية تمييز الفرد بدقة‬ ‫‪-‬‬
‫بين التعبيرات الحقيقية للمشاعر من خالل القصص التي يعايشها اآلخرون‪.‬‬
‫كما يرى" ماير وسالوفي "أن اإلدراك الوجداني يتضمن عملية التسجيل وعملية‬
‫اإلصغاء‪ ،‬واكتشاف معنى الرسائل الوجدانية التي تظهر في نغمة الصوت‪ ،‬وفي تعبيرات‬
‫الوجه والرسومات واألشياء الثقافية األخرى التي صنعها اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -5‬التسيير الوجداني للتفكير ‪: Emotional Facilitation of Thinking :‬تختص هذه‬
‫القدرة بتأثير االنفعال في الذكاء‪ ،‬وتركز على الكيفية التي يدخل بها اإلنفعال إلى النظام‬
‫املعرفي ويغير املعرفة‪ ،‬إذ يمكن استخدامه جزءا من عمليات املعرفة مثل حل املشكالت‬
‫أو االستدالل أو اتخاذ القرار أو في مجاالت إبداعية‪ ،‬أي أنه يصف االنفعالية التي‬
‫تساهم في املعالجة الفكرية‪.‬‬
‫‪ -3‬فهم الوجدان ‪ : Understanding Emotions :‬تتطلب هذه القدرة فهم الفرد للعواطف‬
‫املتماثلة واملتعارضة‪ ،‬التي تجمع بينهما حيث يؤكد ماير وآخرون ‪ 5000‬فهم العواطف‬
‫من حيث فهم معانيها‪ ،‬كيفية مزجها معا‪ ،‬وكيفية نموها وتطورها مع الزمن فإنه ينعم‬

‫‪39‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫حقا بقدرته على فهم الحقائق األساسية في الطبيعة البشرية‪ ،‬والعالقات التي تنشأ‬
‫نتيجة تفاعالت األفراد بعضهم مع بعض‪.‬‬
‫‪ -7‬إدارة الوجدان ‪ :Managing Emotions :‬توضح هذه القدرة التنظيم الواعي لالنفعاالت‬
‫لتعزيز النمو االنفعالي والفكري ويشتمل على تنظيم االنفعاالت في ذات الفرد ولدى‬
‫اآلخرين‪ ،‬كمعرفة كيف تهدأ النفس بعد مشاعر الغضب مثال أو القدرة على التخفيف‬
‫من قلق خشخص آخر‪.‬‬
‫ويرى" ماير و سالوفي "أن قدرات الذكاء العاطفي الرئيسية مرتبة جميعا بشكل تصاعدي‬
‫من العمليات النفسية البسيطة) إدراك االنفعاالت) إلى املعقدة) تنظيم االنفعاالت(‪ ،‬كما‬
‫أن كل قدرة رئيسية تتفرع إلى أربعة قدرات فرعية مرتبة ترتيبا تصاعديا من القدرات‬
‫البسيطة التي يمكن مالحظتها بسهولة إلى العمليات النفسية األكثر تعقيدا واألقل‬
‫وضوحا‪(.‬الرفاعي‪ ، 2012،‬ص‪) 43‬‬
‫‪ -7‬أهمية الذكاء الوجداني‪:‬‬
‫ُ‬
‫يشتمل الذكاء االنفعالي على مجموعة من السمات املزاجية واالجتماعية التي تؤثر‬
‫على تنوع املحتوى االنفعالي لألخشخاص من حيث قدرتهم على مواجهة وفهم املشكالت‪,‬‬
‫فكلما زاد فهمنا للمشاعر أدى ذلك إلى الوصول ملستوى أعلى ملواجهة املشكالت التي‬
‫يتعرض لها اإلنسان في حياته اليومية‪( .‬موس ى‪،5044،‬ص ‪.)5‬‬
‫وقد ابرز دانيال جوملان أهمية العواطف وتوظيفها بذكاء في حياتنا قائال" ‪:‬إن أي‬
‫نظرة للطبيعة اإلنسانية تتجاهل قوة تأثير العواطف‪ ،‬هي نظرة ضعيفة األفق بشكل‬
‫مؤسف ‪:‬لقد غالينا كثيرا في التأكيد على قيمة وأهمية العقالنية البحتة التي يقيسها‬
‫الذكاء املوضوعي في حياة اإلنسان سواء كان هذا املقياس إلى األفضل أو األسوأ فلن‬
‫يحقق الذكاء ش يء لو كبح جماح العواطف‪) .‬جوملان ‪،4222،‬ص‪)42‬‬

‫‪40‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫لقد أكد بعض الباحثين أن الذكاء املوضوعي أو التقليدي ال ينبئ عن اداء الفرد‬
‫الحقيقي‪ ،‬وفي هذا السياق أكد هانتر وهانتر )‪ (Hunter and Hunter, 1999‬أن الذكاء‬
‫املوضوعي في أفضل الظروف يسهم بنسبة‪% 52‬من التباين في أداء األفراد‪ ،‬بل وأشارت‬
‫بعض الدراسات إلى أن الذكاء املعرفي التقليدي يسهم بنسبة ‪ % 7‬فقط من التباين بين‬
‫األفراد‪ .‬وفي دراسة تتبعيه لـ فيست وبار‪ -‬ا ون ‪ -‬للحاصلين على درجة الدكتوراه في العلوم‬
‫بعد تخرجهم من الجامعة وملدة ‪70‬سنة تبين أن العوامل االنفعالية كانت هامة بنسبة ‪7‬‬
‫إلى ‪ 4‬مقارنة بالذكاء التقليدي‪ ،‬في تحديد املكانة االجتماعية والنجاح املهنيين ‪ .‬و تعتبر‬
‫النواحي الوجدانية تؤثر بشكل مباشر في العالقات و التفاعالت االجتماعية‪ ،‬وتؤثر‬
‫بشكل غير مباشر في األنشطة العقلية وهذا يسهم بدوره في الصحة النفسية للفرد‬
‫والجماعة ‪.‬وأشار كوبر )‪ (Cooper,1997‬إلى أن العواطف واالنفعاالت تلعب دورا مهما في‬
‫بناء الثقة لدى األفراد‪ ،‬والوالء وااللتزام وتحقيق العديد من املكاسب اإلنتاجية‬
‫واالبتكارات واالنجازات العلمية ‪.‬ويرى كوبر أن األخشخاص يغضبون ويثارون ولكن املهم‬
‫الكفاءة في استثمار تلك الطاقة جيدا وبصورة أكثر عقالنية وتظهر أهمية الذكاء‬
‫العاطفي في تحقيق االيجابية في التكيف مع الظروف املختلفة مثلما دلت على ذلك‬
‫دراسة ماير )‪ ( Mayer, 2001‬حيث تبين أن الفرد ذو الذكاء العاطفي يقوم بالتصدي‬
‫لألفراد الذين يقومون بأعمال سيئة أو خاطئة أو يقومون بأعمال مهددة لآلخرين وعلى‬
‫ذلك فالشخص الذي لديه ذكاء عاطفي يكون أفضل اجتماعيا كما أن اختياراته في‬
‫الحياة سوف تصبح افضل ‪.‬‬
‫ولقد أوضح جورج (‪ (George9222‬أهمية الذكاء الوجداني في االنتباه فهو يؤدي إلى‬
‫التركيز والتميز واتخاذ القرار وإعطاء الرأي الصحيح وعدم االستجابة لإلحباط األولي‬
‫الذي يحدث كما أن األخشخاص الذين لديهم ذكاء يكونون أكثر استجابة نحو أحداث‬
‫الحياة من اآلخرين‪ ،‬كما أن لهم مهارات لعب الدور‪ .‬و وضح أيضا أنه عندما تكون لدى‬

‫‪41‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫الفرد انفعاالت سلبية فإنه يميل إلى أن يكون أكثر تشاؤما وال يمكنه إدارة األحداث‬
‫اإليجابية بينما الذي لديه انفعاالت ايجابية يسهل أن تتواجد لديه العمليات املعرفية‬
‫مثل التفكير اإلبتكاري واالستنباطي والتفكير االستداللي كما أنه أكثر تنبها للتفاصيل‬
‫واكتشاف األخطاء واملشكالت والجذور والتدقيق في املعلومات‪ ،‬كما أن األفراد الذين‬
‫لديهم مشاعر موجبة فإنهم يتوقعون النجاح في املستقبل وفاعلية الذات‪.‬‬
‫وإجماال فإن االهتمام بالذكاء العاطفي والتركيز عليه‪ ،‬يمثل تجاوزا لالعتقاد‬
‫الكالسيكي املبني على فكرة أن الفرد لكي يفكر بوضوح البد أن يكبح وجدانه‪ ،‬وذلك ما‬
‫أشار إليه إلستر‪ 4222‬بوضوح " عندما تشترك الوجدانات بصورة مباشرة في السلوك‬
‫فإنها تميل إلى إغراق أو إفساد العمليات العقلية املنطقية وليس اإلضافة إليها ‪".‬و هذا‬
‫يعني النظر إلى العاطفة أو الوجدان على أساس أنه معطل ومظلل للتفكير املنطقي‪.‬‬
‫لقد كان السائد أن هناك عالقة عدائية بين التفكير و الوجدان‪ ،‬وهو ما أثر حتى‬
‫على االهتمامات التربوية للمدرسة‪ ،‬فكأن االهتمام األوحد لها هو العمليات العقلية‬
‫والتفكير‪ ،‬وال يوجد أي مجال للعاطفة‪ ،‬وأكثر من ذلك فإن التنشئة االجتماعية من قبل‬
‫اآلباء ألبنائهم كانت تقوم فيما تقوم عليه أن " الكبير ال يبكي " أي أن الولد يجب أن ال‬
‫يبكي فالبكاء تعبير عن العواطف والوجدان وهذا يعد ضعفا ‪ ! .‬وقد ذكر وليام بوالك‬
‫‪William pollak‬في هذا الصدد أنه" ‪:‬عندما ال نترك األوالد يبكون بالدموع فإن بعضهم‬
‫سوف يبكي بالرصاص"(النمر‪،5006،‬ص‪ )03‬كما ذكر جابارينو ‪" : Garbarino‬إذا فهمنا‬
‫الحزن عند األوالد‪ ،‬فإننا سوف نتعامل مع هذا الحزن وال ننتظر أن نضطر للتوافق مع‬
‫عدوانهم وهذا يعطينا صورة عن األهمية القصوى لفهم العواطف والتعامل معها على‬
‫أساس ذلك الفهم‪ ،‬ويشير إقرار ل ـ هاين ‪ Hein 1996‬وهو يعبر عن تنشئته قائال" ‪:‬أستطيع‬
‫أن أخبركم عما اعتقده عن كل ش يء‪ ،‬ولكن ال أستطيع إخباركم كيف كان شعوري عن‬
‫أي ش يء "ويوضح لنا هذا أيضا ذلك الفرق الواضح بين الفهم العقلي املنطقي لألشياء‬

‫‪42‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫والوقائع واملواقف املختلفة وبين التفاعل العاطفي معها وانبثاق التصرف املناسب على‬
‫ضوء ذلك التفاعل‪ ،‬هذا وان أهمية الذكاء العاطفي تكمن من جهة أخرى في التفعيل‬
‫القوي للنوع الجديد في علم النفس في سياق تطور علم النفس وهو علم النفس االيجابي‬
‫الذي يركز على البناء فوق نقاط القوة املوجودة‪ ،‬بينما يقل اهتمامه بإصالح ما تم‬
‫كسره‪ ،‬بمعنى تغير هدف علم النفس من االنشغال فقط بإصالح األشياء السيئة في‬
‫الحياة إلى بناء أفضل الصفات في الحياة‪ ،‬فهو يقوم على فكرة أنه إذا تم تعليم الناس‬
‫املرونة‪ ،‬واألمل‪ ،‬والتفاؤل فإنهم يكونون أقل عرضة لالكتئاب‪ ،‬وسيكون لديهم حياة‬
‫أسعد وأكثر إنتاجيه إن هذا العلم يعتبر أن السمات البشرية االيجابية تعمل كمضادات‬
‫للمرض النفس ي )‪ (Salovey& Mayer ,2002 ,p 159‬وال يخفى ما لهذا املنحى من أهمية في‬
‫سياق العالقات البينشخصية ‪.‬‬
‫‪ -3‬قياس الذكاء العاطفي‪:‬‬
‫أدى تنوع النماذج النظرية للذكاء العاطفي إلى ظهور العديد من املقاييس التي‬
‫تهدف إلى قياس الذكاء العاطفي‪ ،‬و من بينها نجد‪:‬‬
‫َ‬
‫‪ -1-‬مقياس الذكاء العاطفي مت َعدد‪( MEIS (:‬‬
‫يعد مقياس الذكاء العاطفي متعدد العوامل ‪Multifactor Emotional Intelligence‬‬
‫‪Scale‬أول بطارية لقياس الذكاء العاطفي كقدرة عقلية‪ ،‬وأعده" ماير وسالوفي "‪4222‬‬
‫حيث أوضحا أن هناك عالقة وثيقة بين الذكاء العاطفي و قدرة الفرد على تجهيز‬
‫املعلومات الوجدانية املرتبطة به‪.‬‬
‫ويتكون مقياس الذكاء الوجداني من)‪ (12‬مهمة تتضمن )‪ )474‬مفردة تندرج‬
‫تحت أربعة فروع للقدرات هي‪:‬‬
‫‪-1‬اإلدراك اإلنفعالي ‪- 5‬التسيير االنفعالي للتفكير ‪ 3-‬الفهم االنفعالي ‪ 4-‬إدارة االنفعاالت‪.‬‬
‫‪ - 5‬اختبار جوملان ‪:1995‬‬

‫‪43‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫يتكون اختبار" جوملان "من عشرة مواقف وعلى الفرد أن يحدد استجابته في كل‬
‫موقف من تلك املواقف‪ ،‬ويرى" جوملان "أن استجابات الفرد على تلك املواقف ستقدم‬
‫تقريرا عن حاصل ذكائه الوجداني‪.‬‬
‫وافترض" جوملان "أن هناك إجابة واحدة صحيحة على كل موقف من املواقف‬
‫وكلما زادت اإلجابات الصحيحة للفرد كلما زادت درجته في الذكاء العاطفي‪.‬‬
‫‪-3‬أستبيان تقدير الذات الوجداني‪:‬‬
‫صمم كل من" برادبيري وقريفز وايمرلنغ & ‪5007Emmerling Bradberry, Greaves,‬‬
‫استبيان لتقدير الذكاء العاطفي بناءا على نموذج" جوملان "‪ " 5004‬الوعي بالذات‪ ،‬إدارة‬
‫الذات‪ ،‬الوعي االجتماعي‪ ،‬وادارة العالقات االجتماعية"‪ ،‬وتناولت أسئلة اإلستبيان هذه‬
‫املكونات ‪.‬وتم بناء أسئلة االستبيان باستخدام مقياس متدرج سداس ي) أبد ا ‪/‬نادرا ‪/‬‬
‫أحيانا ‪/‬عادة ‪/‬غالبا ‪/‬دائما(‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫أن للعاطفة واالنفعاالت اهمية بالغة في حياة الفرد و يعتبر الذكاء العاطفي عامل‬
‫مهم في نجاح الفرد وتوافقه حيث يقر الباحثين أن نسبة ‪ % 50‬من هذا النجاح مرده‬
‫للذكاء العقلي أما نسبة ‪%80‬األخرى فتعود إلى عوامل أخرى على رأسها الذكاء العاطفي‬
‫هذا األخير الذي ُيمكن الفرد من فهم مشاعره وإدراك انفعاالته وضبطها وكذا فهم‬
‫مشاعر اآلخرين وهذا ما يمكنه من بناء خشخصية تتمتع بالصحة النفسية‪ ،‬وضبط‬
‫االنفعاالت وامليل نحو التسامح وبناء عالقات اجتماعية إنسانية ومهنية طيبة مع‬
‫اآلخرين‪ ،‬والتفوق في مجاالت الحياة املختلفة‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪ -‬املراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ .4‬أبو النصر‪ ،‬مدحت ‪.(2008).‬تنمية الذكاء العاطفي) الوجداني (مدخل للتميز في العمل‬
‫والنجاح في الحياة ‪.‬القاهرة ‪:‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪44‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫‪ .5‬أبو رياش‪ ،‬حسين‪ .)5006(.‬الدافعية والذكاء العاطفي‪(.‬ط‪.)4‬عمان‪ :‬دار الفكـر‪.‬‬


‫‪ .3‬أحمد‪ ،‬محمد حسن صالح وأخرون ‪ .)5000(.‬الصحة النفسية وعلم النفس اإلجتماعي والتربية‬
‫الصحية ‪.‬اإلسكندرية ‪ :‬مركز للكتاب‪.‬‬
‫‪ .7‬بن غربال‪،‬سعيدة‪(5047).‬الذكاء العاطفي و عالقته بالتو افق املنهي‪،‬دراسة ميدانية على عينة‬
‫من جامعة محمد خيضر‪-‬بسكرة‪.-‬رسالة ماجستير غير منشورة‪.‬جامعة محمد خيضر‪،‬بسكرة‪.‬‬
‫‪ .2‬جاب هللا‪ ،‬منال عبد الخالق‪ .)5045(.‬سيكولوجية الذكاء اإلنفعالي أسس وتطبيقات‪.‬دار العلم‬
‫واإليمان للنشر والتوزيع ‪.‬‬
‫‪ .6‬جالل‪ ،‬أحمد سعد‪.)5002(.‬اإلختبارات واملقاييس النفسية ‪.‬مصر ‪:‬الدار الدولية لإلستثمارات‬
‫الثقافية‪.‬‬
‫‪ .4‬حسن‪ ،‬سالي علي‪.)5004(.‬الذكاء الوجداني ملعلمات رياض األطفال ‪.‬األزارطية ‪ :‬دار‬
‫املعرفةالجامعية‪.‬‬
‫‪ .8‬حسين‪ ،‬سالمة عبد العظيم‪ ،‬و حسين‪ ،‬طه عبد العظيم‪ .(2006).‬الذكاء الوجداني للقيادة‬
‫التربوية‪.‬اإلسكندرية ‪:‬دار وفاء لدنيا الطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪ .2‬الخوالدة‪ ،‬محمود‪ .)5007(.‬الذكاء العاطفي الذكاء االنفعالي‪(،‬ط‪.)4‬عمان‪ :‬دار الشروق‪.‬‬
‫‪.40‬‬
‫خوالدة‪،‬محمود‪.)5007(.‬اثر برنامج تدريبي لتطوير مهارات الذكاء االنفعالي في تحصيل طلبة‬
‫الصف السادس االساس ي في مبحث التربية االسالمية‪ .‬رسالة دكتوراه ‪،‬جامعة عمان‪،‬االردن‪.‬‬
‫‪.44‬‬
‫سونة‪،‬امل محمد‪،‬وناش ي‪،‬منى أبو سعيد(‪.)5006‬الذكاء الوجداني‪،‬الدار العاملية للنشر و التوزيع‪.‬‬
‫‪ .45‬الرفاعي‪ ،‬عبد الرحمان رجب‪ .)5045(.‬الذكاء اإلنفعالي النظرية والتطبيق في علم النفس‬
‫الرياض ي ‪.‬األردن‪ :‬دار املأمون للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .43‬روبنز‪ ،‬ب ‪.‬و سكوت‪.‬ج‪. )5000(.،‬الذكاء الوجداني)‪.‬صفاء األعسر‪ ،‬وعالء الدين الكفافي‪،‬‬
‫مترجمون(القاهرة ‪:‬دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .47‬الم‪ ،‬محمد عبد السالم‪.)5004(.‬متغيرات البعد املهاري للذكاء الشخى ي ‪،‬دراسة استطالعية‪،‬‬
‫املجلة املصرية للدراسات النفسية ‪.64-52 ،)52(،‬‬
‫‪ .42‬ستنغ‪ ،‬د‪.)5002(.‬الذكاء اإلنفعالي في العمل دليل املحترفين‪ ).‬عبد الحكيم أحمد‬
‫الجزامي‪،‬مترجم) القاهرة ‪:‬دار الكتب العاملية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .46‬سعيد‪ ،‬سعاد جابر‪.)5002(.‬الذكاء اإلنفعالي وسيكولوجية الطاقة بال حدود ‪.‬األردن ‪:‬عالم‬
‫الكتب الحديث‪ ،‬جدار للكتاب العالمي للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬
‫ط‪.‬د مراكش ي مريم‪ ،‬ط‪ .‬د‪ .‬خرموش مراد رمزي‬ ‫األطر النظرية لدراسة الذكاء الوجداني‬

‫‪ .44‬السمـدوني‪ ،‬السيد إبراهيم‪.)5004(.‬الذكاء الوجداني‪(.‬ط‪.)4‬عمان‪ :‬دار الفكر‪.‬‬


‫‪ .48‬عبد الرحمان أحمد‪ ،‬هدى)‪.(2011‬الذكاء الوجداني وعالقته باألمن النفس ي لدى عينة من‬
‫طالبات كلية التربية بجامعة امللك عبد العزيز ‪.‬دراسات عربية في التربية وعلم النفس ‪(4)5‬‬
‫‪.244-742،ASEP‬‬
‫‪ .42‬عبده‪،‬عبد الهادي السيد و عثمان‪ ،‬فاروق السيد ‪.)5005(.‬القياس واإلختبارات النفسية ‪.‬‬
‫القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪.‬‬
‫‪ .50‬علي‪ ،‬سميحة محمد‪ .)5002(.‬الذكاء االنفعالي لدى األطفال في مرحله ما قبل املدرسة وعالقته‬
‫ببعض املتغيرات رسالة دكتوراه‪ ,‬جامعة عين شمس‪،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .54‬املبيض‪ ،‬مأمون‪(.‬د‪.‬ت)‪ .‬الذكاء العاطفي والصحـة العاطفية‪.‬بيروت‪ :‬املكتـب اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ .55‬محمد‪ ،‬عال عبد الرحمان‪ .)5002(.‬الذكاء الوجداني والتفكير اإلبتكاري عند األطفال ‪.‬عمان‪:‬دار‬
‫الفكر‬
‫‪ .53‬مدثر‪ ،‬سليم أحمد ‪. )5005(.‬الوضع الراهن في بحوث الذكاء ‪.‬اإلسكندرية ‪:‬املكتب الجامعي‬
‫الحديث‪.‬‬
‫‪ .57‬معمرية‪ ،‬بشير‪.)5002).‬بحوث ودراسات نفسية في الذكاء الوجداني ‪-‬اإلكتئاب ‪-‬اليأس ‪-‬قلق‬
‫املوت ‪-‬السلوك العدواني ‪-‬اإلنتحار‪ .‬مصر ‪:‬املكتبة العصرية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .52‬موس ى‪،‬صفية مبارك‪ .)5044(.‬فاعلية برنامج إرشادي لتنمية الذكاء الوجداني لدى املعوقين‬
‫بصريا املقيمين داخل املدرسة من طالب املرحلة الثانوية‪ .‬رسالة دكتوراه ‪ ,‬جامعة القاهرة‬
‫‪،‬مصر‪.‬‬
‫املراجع باللغة االجنبية‪:‬‬
‫‪26. Cooper R.K & Sawaf, A (1997). Executive EQ: emotional intelligence in leadership and‬‬
‫‪azganictions. New york: the Berkleypublishing Group.‬‬
‫‪27.‬‬
‫‪Mayer,J.D et all.(2000) Modal of emotional intelligence, handbook of intelligence, Cambridge‬‬
‫‪Univesity press UK.‬‬
‫‪28.‬‬
‫‪Mayer, J.D & Salovey,P. (1997). What is emotional intelligence? In Salovey,P & Slyter, D (ed.).‬‬
‫‪Emotional development and emotional intelligence: Educational implication, NY. Basic books.‬‬
‫‪29.‬‬
‫‪aurice, e. (2004). The Connection Between Social- Emotional Learning and Learning‬‬
‫‪Disabilities. Implications for Intervention, Learning Disability Quarterly, The Council for Learning‬‬
‫‪Dis abilities. Maurice,27, (1) , 53.‬‬

‫‪46‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 2‬العدد ‪ 3‬خاص (الجزء الثاني) نوفمبر ‪5042‬‬

You might also like