Professional Documents
Culture Documents
خطبة دينية
خطبة دينية
خطبة دينية
وسلّم.
وبعد .فقد عُرفت بين إخواني المؤمنين بخواطري +حول القرآن الكريم ،وخواطري +حول القرآن
الكريم ال تعني تفسيراً للقرآن ،و إنّما هي هب ٌ
ّات صفائيةٌ تخطر على قلب المؤمن في آي ٍة أو بعد
آي ٍة ،ولو كان القرآن من الممكن أن يفسَّر لكان صلّى هللا عليه وسلّم أولى الناس بتفسير هذا
القرآن ،ألنه عليه نزل و به انفعل ،ولكن رسول هللا صلّى هللا عليه وسلّم بين للناس على قدر+
حاجتهم في البيان ،فبين لهم الحاجات التكليفيّة التي يثاب عليها المرء إن فعلها و يعاقب إن تركها،
أما كل ما يتعلّق بكونيّات +الوجود و أسرار القرآن حول ذلك الوجود +فقد اكتفى رسول هللا صلى
هللا عليه وسلم بما علم هو نفسه ،واكتفى بأنّه علّم منها ما وجد عنده استشرافاً +للفهم ،لكنه لم يشع
ذلك و لم يع ّمم ألن العقول قد ال تتقبّله.
والقرآن لم يأت لكي يعلمنا كيف نجيد أسرار +الوجود وإنّما جاء القرآن ليكنز أسرار الوجود،
حتى تجيء العقول ذوات االستعداد ألن تفهم السرّ ،ألنّها حامت حوله بحركة الحياة ،حينئ ٍذ يكون
ألن الذي يبحث فيه له نشاطٌ فكر ٌ
ي حوله ،و لذلك ال نجد إعطاء القرآن للس ّر عطاء مجذوبا ً إليهّ ،
أن صحابياً +من صحابة رسول هللا سأله عن شي ٍء ،كما لم يسأله عن ألف الم ميم ،وال عن حاء
ّ
أن رسول +هللا استقبل أناسا ً كثيرين يؤمنون بكتاب هللا ،و استقبل أناسا ً
ميم عين سين قاف ،مع ّ
كثيرين يكفرون بما أنزل هللا ،و كانوا يريدون أن يقيموا الح ّجة على رسول هللا في أنّه أي بشي ٍء
بأن كافراً من الكفّار العتاه قال للقوم و هم بلغاء فصحاء يجيدون
هراء ،كالم مجانين! فهل سمعنا ّ
العربيّة ملكةً ال صناعةً هل سمعنا واحداً من الكفّار قد قال :ماذا يعني ألف الم ميم ؟ و ماذا تعني
حاء ياء سين ميم قاف ،كيف يم ّر على المكابر المنكر مثل هذه الفواتح للصّور +و ال يجد فيها ماال
ينقض على رسول هللا شيئا ً من أمره ال ش ّ
ك أنّه انفعل لها و إن لم يؤمن بها و لم يجد فيها أ ّ
ي
شي ٍء يمكن أن ينقضّ به على رسول هللا ليهدم قرآنه ،هذا إذا انفرد المؤمنون به سألوه عنها وال
الكافرون به سألوه عنها مع إنّهم كانوا حريصين على أن ينقضوا رسول هللا أل ّ
ي شي ٍء من
األشياء ،فلو كان في ذلك شي ٌء م ّما يريدون لقالوا للناس ما هذا ،ولكنّهم كانوا يقولون :ال تسمعوا
لهذا القرآن .ومعنى +ال تسمعوا لهذا القرآن أنّهم يعتقدون مع أنّهم كافرون بهّ ،
أن الذي يسمع
القرآن سيجد له األخذ و سيجد له األسر و سيجد له الحالوة و سيجد له التّأثير ،فالكفّار يخافون إن
سمع الكفّار القرآن أن يميلوا إلى القرآن ،و لو كان القرآن ال يعطي شيئا ً من هذا لما ه ّمهم أن
يسمعوا +هذا القرآن أم ال يسمعوا وال يكتفون بأن يمنعوا +السّماع للقرآن بل يقولون :وإلغَوا فيه !
إلغَوا فيه أي شوشروا عليه ؛ ال يمكنهم أن يكون ذلك إاّل إذا كانوا أصحاب ملك ٍة يفهمون تأثير
القرآن في الملٌكة العربيّة .الرّسول صلّى هللا عليه وسّلم ترك القرآن فيما يتعلّق بغير التّكليف زمن
ٌ
آيات يس ّميها +هللا آيات ،ومن آياته الليل لماذا؟ ّ
ألن القرآن كالم هللا والكون خلق هللا وفي الكون
والنّهار وال ّشمس والقمر ومن آياته أنّك ترى األرض خاشعةً .ك ّل هذه آيات يس ّميها هللا آيات
ت ٌ
آيات .الكون آياته تفسّر آيا ِ ٌ
آيات وفي +القرآن ويس ّمي ما ينزل من القرآن آيات إذاً ففي الكون
القرآن ،إذاً ما زاد عن األحكام المطلوبة فالّ ّزمن هو الكفيل بتفسيره ،وك ّل ما يعطيه هللا لبعض
خلقه أن يعطيهم ال ّشفافية الستنباط الموجود +في سرٍّ من أسرار القرآن عند استعداد الكون والعقول
لتقبّل ما في القرآن.
أن القرآن ساعة نزل تكلّم عن كرويّة األرض كالما ً واضحاً ،في ٍ
أمر ال ينفع بل نريد أن نقول لو ّ
مرهون بأن أعلم أنّها كرويّة؟ ال ،أنا ال أستفيد منها
ٌ قد يضرّ .انتفاعي باألرض وبما على األرض
سواء علمت أنّها كرويّة أوغير كرويّة وال أستفيد من الدورة سواء سواء عرفت الدور أم لم
أستفد.
فاالستفادة من ال ّشيء ال تتوقّف +على معرفة كنه الشيء ،والكون موجود +بكل خواصّه ليفيد الناّس.
ي ّ
الذي ال يعرف +ثقافةً كهربائيّة يأتي ليشعل المصباح بضغطه أنا ضربت مثالً م ّرة فقلت القرو ّ+
على ز ٍّر خاصّ ،هو ينتفع بهذا لكنّه أيعلم لماذا تأتي الكهرباء؟ ال يعرف! فإذاً ،عدم علمنا
بالكرويّة وعدم علمنا بالدورة ال ينقض شيئا ً من فائدتنا +من هذه األرض ،فلو ّ
أن النّبي تعرّض لهذه
المسألة تعريضاً +ال يناسب استعداد +العقول في شيء ربما صرفهم +عن األصل الفكر ّ
ي للقرآن
والمنهج ّي ولما قالوا عمه تخريفا ً كالم جنا ٍن إلخ
إذاً فعدم تفسير رسول هللا لكونيّات القرآن هي التّفسير لكونيّات القرآن ،ألنّه وسّع عطاء العقول،
وك ّل من يستطيع أن يأخذ شيئا ً من الممكن أن يقوله .إذاً فقد يكون في المنع عين العطاء .وكلمة
ألن كلمة "قرآن" مصدر ،قرأ قرآناً +مثل غفر غفراناً ،وأصبح
"القرآن" تعني أن نفهم المقروءّ ،
علما ً على الك ّمية الكالمية التي أنزلها هللا على سيّدنا مح ّمد بغرض التّحدي .
ويس ّميه هللا كتاباً ،فإن الحظت القراءة فهو +قرآن ،وإن الحظت الكتابة فهو كتاب ،القراءة تستلزم+
حافظا ً يقرأ ،إنّما الكتابة ال تستلزم حافظاً +،وإنّما مستقبالً يسجّل فيه بالكتابة.
فوجد آي ٍة لم تكن محفوظةً إاّل عند واحد ،فعلى قياسه لم تكن لتكتب ،ولكن انظروا إلى الخواطر+
أن اآلية إنّما وجدتها عند
اإليمانيّة التي يقذفها هللا الستكمال منهجها .يقول هذا الكاتب ،فذكرتّ +
كأن النّبي أعطى خزيمة
خزيمة ،فذكرت كلمة رسول هللا في قوله{ :من شهد له خزيمة فحسبه} ّ
أن رسول +هللا قد استدان منه ديناً ،فجاء ليقاضي رسول +هللا
أن رجالً ّ
ث ّنصاب شهاد ٍة ،وبال حد ٍ
على ال ّدين ،فقال الرّسول :لقد أعطيتك! فقال :أعطني شاهداً! لم يكن أح ٌد مع رسول هللا فجاء
خزيمة وقال :يا رسول هللا ،أنا كنت حاضراً وأنت تعطيه هذا المال(ال ّدين) فسكت ال ّدائنّ ،
لكن
رسول هللا قال :يا خزيمة لم تكن حاضراً +حينما أ ّديت ال ّدين لصاحبه فكيف +تقول أنّك كنت معي؟
فقال :يا رسول +هللا أأص ّدقك في ك ّل ما جئت به ث ّم ّ
أكذبك في كذا درهم؟ إذاً ففقه الرّجل أثبت ّ
أن
كذبناه في كلّه ،استنباط ،ف ُس ّر رسول+
رسول هللا الب ّد أن يكون صادقا ّ ً ،إن كذبناه في هذه نكون قد ّ
هللا من االستنباط ،و ُس ّر من النفسيّة الصّفائية التي استطاعت أن تأخذ الح ّجة فقال :مثل هذا ،ال
يجب أن يُم ّر عليه م ّراً ،بل الب ّد أ ،يكرّم لهذا الفهم فكرّم هذا الفهم ّ
بأن من شهد خزيمة ،فحسبه!
ألنه أحسن الفقه وأحسن االستنباط +،فسجّلت اآلية.
قرآن ألنّه يقرأ وكتابٌ ألنّه يكتب .إذا أردنا أن نعرّفه التّعريف +الحقيق ّي الفرآن هو{ :أعوذ
ٌ فالقرآن
باهلل من ال ّشيطان الرّجيم ،بسم هللا الرّحمن الّرحيم ،الحمد هلل ربّ العالمين .........من الجنّة
أن القرآن كتاب هللا من ّزل على مح ّمد صلّى هللا عليه والنّاس}ّ ،
لكن العلماء اختصروا ذلك بقولهم ّ
ي كتاب منزل من هللا كالتّوراة وسلّم بقصد التّحدي واإلعجاز .صحيح ّ
أن القرآن مثله مثل أ ّ
واإلنجيل ّ
لكن هذه الكتب كان المقصود +بها المنهج فقط ،أ ّما القرآن كان المقصود +به شيئين إثنين
هما المنهج والمعجزة دالّة على صدق الرّسول .أ ّما التوراة كان منهجا ً فقط أ ّما المعجزة فكانت
العصا ،وكذلك اإلنجيل كان منهجا ً فقط والمعجزة كانت إبراء األجمة واألبرس.
لكن القرآن تميّز بأنّه المنهج والمعجزة معا ً لماذا؟ ّ
ألن إذاً المعجزة شيء والمنهج شي ٌء آخر ّ
المناهج أنزلها هللا على نيّة التغيير لها والقرآن أنزله هللا على نيّة الثبات حتّى تقوم السّاعة ،فال ب ّد
أن يؤيّد دائما ً بالمعجزة وأن تكون المعجزة معه بحيث يستطيع أ ّ
ي واح ٍد من أـباع سيّدنا مح ّمد أن
يقول :مح ّمد رسول هللا وتلك هي معجزته.
معجزة مح ّمد صلّى هللا عليه وسلّم تميّزت بأنّها كانت عين المنهج والمنهج كان عين المعجزة
وهذه مسألةٌ مفقودة في جميع الرّساالت ،وأيضا ً تمثّلت بأنها أم ٌر موجو ٌ+د يمكن أن يشار إليها في
ك ّل األوقات أ ّما المعجزات السّابقة فكانت على قدر أزمانها التي جاءت لها وانتهت! فمن ص ّدقها
ص ّدقها ومن لم يص ّدقها +فهو حرّ! أما الرّسالة القرآنيّة فمعجزتها +موجودة حتّى تقوم السّاعة
وبالتّالي عطاء القرآن يزداد و فيه إعجاز ك ّل يوم ،ولو صبّ القرآن عطائه وإعجازه في قرن ،ث ّم
قرن آخر أيستقبله القرن اآلخر بدون إعجاز؟ لن يستقبله ،لذلك يبقى إعجاز القرآن مستم ّراً
جاء ٌ
حتّى قيام +السّاعة ،ولذلك يربطها الح ّ
ق سبحانه وتعالى +فيقول {سنريهم آياتنا في اآلفاق وفي+
لكن المؤمن على يقين بأنّه الح ّ
ق. أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الح ّ
ق}ّ ،
عندما نزل القرآن إنّما هللا سبحانه وتعالى +أراده إعجازاً ،ألنّه ال يمكن أن يأتي بمعجزة ،الخلق
نفسهم ال يعرفون عنها شيء ،تح ّدي القرآن للعرب شهادةٌ لهم بأنّهم متفوّقون في الكلمة وبالتّالي+
المطرب
ِ عندما يغلبهم القرآن فهذه حجّة ّ
أن عندهم نبوغ الكلمة ،أي لديهم األداء الجيّد المعبّر
المعجب ،المألوف عند العرب شعراً ونثراً +وخطابةً.
ِ
ما هو العقد الذي تأتي فيه العبقريّات األدبيّة والمواهب الموجودة في البشر؟ وجدنا أنه في نهاية
ٌ
إنسان نبوغته وعبقريّته لم العقد الثّاني وبداية الثّالث تنشأ الموهبة والعبقريّة والنّبوغّ +.
لكن ثمة
ت
سن األربعين{ ،وإذا تتلى عليه آياتنا بيّنات قال الذين ال يرجون لقائنا ،إئ ِ تنشأ وتتفجر إاّل في ّ
بقرآن غير هذا أو ب ّدله ،قل ما يكون لي أن أب ّدله من تلقاء نفسي ،إنّي أتبّع إال ما يوحى +إل ّي ،إن
يوم عظيم} ،فأنا لم أقله كي أب ّدله{ .لو شاء هللا ما تلوته عليكم وال
أخاف إن عصيت ربّي عذاب ٍ
أدراكم به فقد لبثت فيكم عمراً من قبله ،أفال تعقلون}.
ث ّم نجد رسول هللا صلى هللا عليه وسلّم يأتي ليقول أنّه قرآن وهذا حديث قدسي وذاك حديث
ي عبقري في هذه الدنيا يأتي بثالثة أساليب؟ ولك ّل أسلوب طابع مميّز ال يشترك +فيه
نبويّ .أ ّ
أن القرآن من عند هللا سبحانه وتعالى ،والتش ّخص األسلوبي الذي جاء
بغيره ،إنّما هو دليل على ّ
به مح ّمد صلّى هللا عليه وسلّم بالمنهج ،إنّما هو شهادة على أنها أساليب متميزة ،ليس أسلوب واحد
ينفعل مرّة فيصبح انفعاله قرآنا ً وينفعل مرّة ثانية فيصبح انفعاله أحاديث قدسيّة وثالثة ليصبح
ق سبحانه وتعالى ساعة أرسل مح ّمد صلى هللا عليه وسلّم +وفاجأ النّاس
انفعاله حديثا ً نبويّاً +.إذاً الح ّ
بهذا البيان ،ارتبكوا +فقالوا إنّه ساحر بمنتهى البساطة!
إن كان ساحراً كما تقولون فلماذا لم يسحركم لتؤمنوا +به كما تظنون؟ إذاً فهو ليس بساحر +إنّما أنتم
الدجّالون.
لكن عمل رسول هللا إنّما على خلق.
تقولون أنّه مجنون! الجنون هو العمل على غير رتابةّ ،
والخلق تلك الصّفة الرّاسخة في النّفس والتي يصدر عنها الفعل بكل يسر وسهولة ،يقولون فالن
خلقه الصّدق ،فالصّدق +فيما يتكلم إنّما طبيع ّي وال دخل للفكر به فهو +يحصل بشكل آلي بيسر دون
ٌ
فالن خلقه تعب .الخلق انطباع النفس على السّلوك انطباعا ً ييسّر الحركة فيه دون فكر ،فيقال
الكرم أو الصدق أو ال ّشهامة ..إذاً مح ّمد على خلق ،ملكة ثابتة راسخة في نفسه ،فإذاً ليس مجنون.
وقالوا لوال نُ ّزل هذا القرآن على رج ٍل من القريتين ،إذاً اعتراضهم ليس على القرآن وإنّما
اعتراضهم +أن يكون على يد مح ّمد ،أين الموضوعيّة في الحكم؟ لذلك كلّما زادت الضجّة
ق سبحانه وتعالى حين يعطي رسله منهجا ً عندها
بخصوص القرآن ازداد المؤمنون إيماناً .الح ّ
لبشر أن يكلّمه هللا إاّل وحياً} +طبيعة التّكوين البشري ال
ٍ الح ّ
ق غيبٌ ،عندها العطاء غيب {وما كان
تسمح لها أن تستقبل عن هللا مباشرةً ،إذاً ث ّمة هنالك وحي يستقبل عن البشر بخفاء ،اإلعالم بخفاء
وهذا يقتضي موحياً +وموح ًى إليه ويقتضي موح ًى +.الوحي إعال ٌم من هللا لرسوله ،وما دام هللا حين
يكلّم بشراً يوحي +إليه فهناك ثالثة طرق +إ ّما عن طريق الوحي أي اإللهام ،أو من خلف الحجاب
كما مع موسى ،أو يرسل رسوالً كجبريل مثالً .وكلمة وحي تعني اإللهام ،حين تجد التّسليم
معارض للعقل ومع ذلك ال تعارضه {وأوحينا إلى
ٍ المطلق لملكات نفسك وقد يأتي الخاطر بأمر
أ ّم موسى أن أرضعيه فإذا خفتي عليه فألقيه في الي ّم} من يقبل برمي نعمة في البحر؟ هل تنجيه
ت محقق؟ ّ
لكن أ ّم موسى +قد قذف هللا في خاطرها +اإللهام كما أوحى ت مظنو ٍن إلى مو ٍ
من مو ٍ
للنحل {أن اتخذي من الجبال بيوتاً} والوارد +األعلى اليمكن أن تصدمه ملكةٌ أدنى ،فقد أصدر هللا
األمر إلى الي ّم بأن يلقيه إلى السّاحل وقد أسمعها أمره للي ّم.
الرّسول صلى هللا عليه وسلّم حين يستقبل القرآن إنّما قد يطول استقباله للسورة الطويلة ،فانظروا+
إلى ال ّدقة ،فعنما تأتي السّورة طويلة ويتلوها +قرآنا ً في الصّالة ليكتب ورائه الصّحابة ،ومن هنا
جاءت المتشابهات لتدلّك على ال ّدقة والصّعوبة في الكتابة {إنّما ذلك لمن عزم األمور} +إنّما تد ّل
وأن المسألة ليست مجرّد رتابة كلمات ،ك ّل كلمة ربا في القرآن مكتوبة بالواو +إاّل آية
على القداسة ّ
واحدة مكتوبة باأللف" ،اقرأ +بسم ربّك" تجدها محذوفة األلف إنّما ك ّل كلمة من ّزلة من الوحي
ب خاصّ ،وال تختلط الجلسة بالجلسة وبالتّالي +ليس لمح ّم ٍد تصر ٌ
ّف له في بشك ٍل خاصّ وأسلو ٍ+
ي يوحى علّمه شديد القوى} نسأل هللا سبحانه و تعالى أن شيء {وما ينطقه عن هوى إنّما هو وح ُ
يوفّقنا إلى ما يحبه.