Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫مكانة الشباب في اإلسالم‬

‫‪ ‬‬
‫إن احلمد هلل حنمده ونستعينه ونستغفره‪ &،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده اهلل فال مضل له‪،‬‬
‫حممدا عبده ورسوله‪ ،‬وصفيه‬
‫ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن ً‬
‫خملصا حىت أتاه اليقني‪ ،‬صلَّى‬
‫وخليله‪ ،‬بلغ الرسالة وأدى األمانة ونصح األمة‪ ،‬وجاهد يف اهلل حق جهاده‪ ،‬وعبد ربه ً‬
‫كثريا إىل يوم الدين‪ ،‬أما بعد‬
‫تسليما ً‬
‫‪ :‬اهلل عليه وعلى آله وصحبه وسلم ً‬

‫‪.‬فاتقوا اهلل عباد اهلل حق تقاته‪ ،‬وال متوتن إال وأنتم مسلمون‬
‫‪ ‬‬
‫ف ُق َّو ًة مُثَّ َج َع َل ِم ْن َب ْع ِد ُق َّو ٍة‬
‫ض ْع ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض ْع ٍ‬
‫ف مُثَّ َج َع َل م ْن َب ْعد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عباد اهلل‪ ،‬يقول تبارك وتعاىل‪ ﴿ :‬اللَّهُ الَّذي َخلَ َق ُك ْم م ْن َ‬
‫يم الْ َق ِد ُير‪[ ﴾ ‬الروم‪ ،]54 :‬فالشباب هو قوة بني ضعفني؛& قوة بني ضعف‬ ‫ِ‬
‫ض ْع ًفا َو َشْيبَةً خَي ْلُ ُق َما يَ َشاءُ َو ُه َو الْ َعل ُ‬
‫َ‬
‫‪:‬الطفولة وضعف الشيخوخة‪ ،‬وما بكت العرب على شيء كما بكت على الشباب‪ ،‬حىت قال قائلهم‬
‫املشيب‬
‫ُ‬ ‫يوما‪ *** ‬فأخربه مبا فعل‬ ‫أال ليت الشباب يعود ً‬

‫الشباب فرتة زمنية هلا قيمتها ومكانتها يف احلياة؛ فهي باكورة احلياة‪ ،‬وأطيب العيش أوائله كما أن أطيب الثمار‬
‫‪.‬بواكريها‪ ،‬والشباب مرحلة الفتوة والنضارة‬

‫‪ ‬‬
‫الشباب هم رجال الغد وآباء املستقبل‪ ،‬وعليهم مهمة تربية األجيال القادمة‪ ،‬وإليهم تؤول قيادة األمة يف مجيع‬
‫صالح لألمة‪ ،‬ومما ال شك فيه أن فرتة الشباب هي مرحلة القوة والفتوة‪ ،‬ومرحلة‬‫ٌ‬ ‫جماالهتا‪ ،‬ويف صالح الشباب‬
‫الشباب مرحلة من مراحل العمر مل يكتمل نضجها بعد؛ فهي قابلة للتشكل والتغري‪ ،‬ومن هنا يتأتى دور األسرة‬
‫‪:‬واملربني يف توجيهها إىل اخلري‪ ،‬وبذل مزيد من الرتبية والرعاية واالهتمام‬
‫‪ ‬وينشأ ناشئ الفتيان منا‬
‫عوده أبوهُ‬
‫‪ ‬على ما كان َّ‬
‫بحجى‬
‫وما دان الفتى ً‬
‫‪ ‬ولكن‬
‫‪ ‬يعوده التدين أقربوهُ‬
‫‪ ‬‬
‫وقد اهتم اإلسالم بالشباب فجاء ذكرهم يف كتاب اهلل وسنة رسوله صلى اهلل عليه وسلم؛ لبيان فضل هذه املرحلة‬
‫وأمهيتها‪ ،‬ولفت األنظار إليها‪ ،‬فيذكر ربنا تبارك وتعاىل يف كتابه الكرمي من قصص املرسلني والصاحلني األولني ما‬
‫ين َم َعهُ‪[ ﴾ ‬املمتحنة‪ ،]4 :‬والقدوة هبم‬ ‫فيه هداية للبشر؛ قال تعاىل‪ ﴿ :‬قَ ْد َكانَت لَ ُكم ُأسوةٌ حسنةٌ يِف ِإبر ِاه َّ ِ‬
‫يم َوالذ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ ْ ْ َ َ ََ‬
‫يف إمياهنم ودعوهتم وصربهم‪ ،‬وقد قال ابن عباس رضي اهلل عنهما‪" :‬ما بعث اهلل نبيًّا إال شابًّا‪ ،‬وال أويت العلم عامل‬
‫‪".‬إال وهو شاب‬
‫‪ ‬‬
‫مآثر جليلة‪ :‬قصة اخلليل إبراهيم عليه السالم؛ حيكي القرآن ما‬ ‫ومن حديث القرآن عن قصص الشباب اليت تروي َ‬
‫يم‪[ ﴾ ‬األنبياء‪]60 :‬؛ قال ابن كثري‪" :‬أي‪ &:‬شابًّا‬ ‫‪".‬قال قومه عنه‪ ﴿ :‬قَالُوا مَسِ عنا َف ي ْذ ُكرهم ي َق ُ ِإ ِ‬
‫ال لَهُ ْبَراه ُ‬ ‫ْ َ ىًت َ ُ ُ ْ ُ‬
‫‪ ‬‬
‫ويف القرآن سورة تتحدث عن قصة يوسف عليه السالم‪ ،‬وفيها من العرب والفوائد الشيء الكثري‪ ،‬وهو أحسن قدوة‬
‫‪.‬للشاب يف العفة والطهر‪ ،‬وإيثار مرضاة اهلل وإن ناله ما ناله يف الدنيا من تعب وعناء‬
‫‪ ‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اه ْم ُه ًدى‪[ ﴾ ‬الكهف‪،]13 :‬‬ ‫ويف سورة الكهف ذكر قصة الفتية يف الزمان األول‪ِ ﴿ :‬إن َُّه ْم فْتيَةٌ َآمنُوا بَِرهِّب ْم َو ِز ْدنَ ُ‬
‫وقصتهم فيها االعتزاز بالدين‪ ،‬والدعوة إليه‪ ،‬واالستعانة باهلل ودعاؤه‪ ،‬واعتزال أهل الباطل عند العجز عن‬
‫إصالحهم‪ ،‬وغري ذلك؛ قال ابن كثري رمحه اهلل‪" :‬فذكر اهلل تعاىل أهنم فتية‪ ،‬وهم الشباب‪ ،‬وهم أقبل للحق‪،‬‬
‫وأهدى للسبيل من الشيوخ الذي قد عتوا‪ ،‬وانغمسوا يف دين الباطل؛ وهلذا كان أكثر املستجيبني هلل تعاىل ولرسوله‬
‫‪".‬صلى اهلل عليه وسلم شبابًا‪ ،‬وأما الشيوخ من قريش فعامتهم بقوا على دينهم‪ ،‬ومل يسلم منهم إال القليل‬
‫‪ ‬‬
‫أما رسول اهلدى صلى اهلل عليه وسلم فقد اشتد حرصه وتوجيهه للشباب‪ ،‬وظهرت عنايته الفائقة هبم؛ فعن أيب‬
‫هريرة رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬سبعة يظلهم اهلل يف ظله يوم ال ظل إال ظله))‬
‫‪.‬وذكر منهم‪(( :‬وشاب نشأ يف طاعة اهلل))؛& رواه البخاري‬
‫‪ ‬‬
‫سم اهلل‪ ،‬و ُك ْل بيمينك‪ ،‬و ُك ْل‬
‫ويف تعليم اآلداب الشرعية‪ ‬يقول صلى اهلل عليه وسلم لعمر بن أيب سلمة‪(( :‬يا غالم‪ِّ ،‬‬
‫مما يليك))؛ رواه البخاري ومسلم‪ ،‬وقال البن عباس رضي اهلل عنهما‪(( :‬يا غالم‪ ،‬إين أعلمك كلمات‪ :‬احفظ اهلل‬
‫‪.‬حيفظك‪ ،‬احفظ اهلل جتده جتاهك))؛ رواه أمحد والرتمذي‬
‫‪ ‬‬
‫الصدِّيق رضي اهلل عنه مل يتجاوز السابعة‬
‫وقد كان أكثر محلة اإلسالم األوائل يف أول زمن البعثة من الشباب؛ فهذا ِّ‬
‫أو الثامنة والثالثني‪ ،‬وهذا عمر رضي اهلل عنه مل يتجاوز السابعة والعشرين‪ ،‬وهذا عثمان رضي اهلل عنه مل يتجاوز‬
‫وعلي رضي اهلل عنه مل يكن قد جتاوز العاشرة‪ ،‬وكذلك بقية العشرة رضي اهلل عنه كانوا شبابًا‪،‬‬ ‫الرابعة والثالثني‪ٌّ ،‬‬
‫ومجاعة كثرية من أصحاب النيب صلى اهلل عليه وسلم كانوا شبابًا‪ ،‬قام عليهم الدين‪ ،‬ومحلوه على أكتافهم حىت‬
‫‪.‬أعزهم اهلل ونصرهم‬
‫‪ ‬‬
‫وهذه صور من حال الشباب يف العهد النبوي؛‪ ‬فعن أيب سليمان مالك بن احلويرث قال‪(( :‬أتينا رسول اهلل صلى‬
‫رحيما‬
‫اهلل عليه وسلم وحنن شببة متقاربون‪ ،‬فأقمنا عنده عشرين ليلة‪ ،‬وكان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ً‬
‫رفي ًق ا‪ ،‬فظن أنا قد اشتقنا أهلنا‪ ،‬فسألنا عمن تركنا من أهلنا‪ ،‬فأخربناه‪ ،‬فقال‪ :‬ارجعوا إىل أهليكم‪ ،‬فأقيموا فيهم‪،‬‬
‫وعلموهم ومروهم‪ ،‬وصلُّوا صالة كذا يف حني كذا‪ ،‬وصلُّوا كذا يف حني كذا‪ ،‬فإذا حضرت الصالة‪ ،‬فليؤذن لكم‬
‫وليؤمكم أكربُكم))؛ متفق عليه‪ ،‬ويف رواية للبخاري‪(( :‬وصلوا كما رأيتموين أصلي))‬‫‪.‬أحدكم‪َّ ،‬‬
‫‪ ‬‬
‫روى اإلمام أمحد يف مسنده عن أنس رضي اهلل عنه قال‪(( :‬كان شباب من األنصار سبعني رجاًل يُقال هلم‪ :‬القراء‪،‬‬
‫قال‪ :‬كانوا يكونون يف املسجد‪ ،‬فإذا أمسوا انتحوا ناحية من املدينة‪ ،‬فيتدارسون ويصلون‪ ،‬حيسبهم أهلوهم أهنم يف‬
‫املسجد‪ ،‬وحيسب أهل املسجد أهنم يف أهليهم‪ ،‬حىت إذا كانوا يف وجه الصبح‪ ،‬استعذبوا من املاء واحتطبوا من‬
‫مجيعا‪،‬‬
‫احلطب فجاؤوا به‪ ،‬فأسندوه إىل حجرة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فبعثهم النيب صلى اهلل عليه وسلم ً‬
‫يوما يف صالة الغداة))‬ ‫ِ‬
‫‪.‬فأصيبوا يوم بئر معونة‪ ،‬فدعا النيب صلى اهلل عليه وسلم على قتلتهم مخسة عشر ً‬
‫‪ ‬‬
‫وأسامة بن زيد رضي اهلل عنه شاب يشاوره النيب صلى اهلل عليه وسلم يف حادثة اإلفك‪ ،‬ويسلمه قادة اجليش‬
‫أمريا على مكة‪ ،‬وعبداهلل بن الزبري يقود الغلمان ملبايعة النيب صلى‬
‫الذاهب إىل الروم‪ ،‬وعتاب بن أسيد شاب جيعله ً‬
‫اهلل عليه وسلم‪ ،‬وسفري اإلسالم مصعب& بن عمري يرسله داعية إىل أهل املدينة‪ ،‬فيُسلِم على يديه أكثر أهلها‪،‬‬
‫‪.‬ويدخل نور اإلسالم كل بيت من بيوهتا‬
‫‪ ‬‬
‫عباد اهلل‪  ،‬إن الشباب باإلسالم هو اخلري والعطاء والبناء‪ ،‬وهو بغري اإلسالم تعاسة وبالء‪ ،‬وعلى الشاب املسلم أن‬
‫يعرف دينه ويتفقه فيه‪ ،‬وميثل اإلسالم يف سلوكه وعمله‪ ،‬ويكون على قناعة تامة به‪ ،‬وال يلتفت ألقوال احلاقدين‬
‫سخر‬
‫واملشككني‪ ،‬وليعلم الشباب أن دينه أفضل دين‪ ،‬وأن كل ما سواه زور وباطل‪ ،‬فواجب الشباب املسلم أن يُ ِّ‬
‫‪.‬ما أودعه اهلل من قوة ونشاط يف خدمة هذا الدين‬
‫‪ ‬‬
‫على الشاب أن يعلم أن أمته هي خري أمة أخرجت للناس‪ ،‬وأن هذه اخلريية ثابتة هلا ما دامت متمسكة بدينها‪،‬‬
‫‪.‬وحنن قوم أعزنا اهلل باإلسالم‪ ،‬فمهما ابتغينا العزة بغريه أذلنا اهلل‬
‫‪ ‬‬
‫على الشاب‪  ‬أن يكون مهه بعد إصالح نفسه إصالح اآلخرين‪ ،‬وتعبيد الناس لرب العاملني‪ ،‬وليحذر أن يكون داعية‬
‫‪.‬سوء‪ ،‬فيكون عليه وزرها ووزر من عمل هبا إىل يوم القيامة‬
‫‪ ‬‬
‫على الشاب‪ ‬أن يعرف ما لوطنه من احلق؛ فهو بلد اإلسالم الذي ُولد فيه وعلى أرضه نشأ‪ ،‬وأن عليه لوالة أمره‬
‫‪.‬الطاعة يف املعروف‪ &،‬وليحذر أن يكون آلة يستخدمها األعداء لإلفساد يف الوطن‬
‫‪ ‬‬
‫دائم االرتباط باهلل تعاىل‪ ،‬من خالل أداء الصالة يف وقتها‪ ،‬وكثرة الذكر والدعاء‪،‬‬ ‫على الشاب‪ ‬أن يكون َ‬
‫‪.‬واالستعانة به يف مجيع األمور‪ ،‬والتوكل عليه‪ ،‬واحملافظة على األوراد واألذكار الشرعية‬
‫‪ ‬‬
‫فقده شخصيته ومتيزه‪ ،‬وقد هنانا النيب صلى اهلل عليه وسلم عن‬ ‫على الشاب‪ ‬أن حيذر من التقليد األعمى الذي ي ِ‬
‫ُ‬
‫التشبه بالكفار فقال‪(( :‬من تشبَّه بقوم فهو منهم))؛ رواه أبو داود وصححه العراقي واأللباين‪ ،‬وعن عبداهلل بن‬
‫عمرو بن العاص رضي اهلل عنهما أن النيب صلى اهلل عليه وسلم رأى عليه ثوبني معصفرين‪ &،‬فقال له‪(( :‬إن هذه من‬
‫‪.‬ثياب الكفار فال تلبسها))؛ رواه مسلم‬
‫‪ ‬‬
‫وتكس ٍر وتشبُّ ٍه بالنساء‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫وعلى الشاب‪ ‬أن حيافظ على رجولته‪ ،‬ويتجنب كل ما من شأنه أن يضعفها من ميوعة‬
‫وغري ذلك؛ فقد ((لعن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم املتشبهني من الرجال بالنساء‪ ،‬واملتشبهات من النساء‬
‫‪.‬بالرجال))؛ رواه البخاري‬
‫‪ ‬‬
‫ـاب‬
‫وما عجيب أن النساء ترجلت‪ *** ‬ولكـن تـأنيث الرجـال عج ُ‬
‫‪ ‬‬
‫على الشاب‪  ‬أن يصرب على مشقة فعل الطاعة وترك املعصية؛ حىت تستقيم نفسه على ذلك وتستلذ به؛ فإن اخلرية‬
‫‪.‬عادة‬
‫‪ ‬‬
‫يروح عن نفسه باملباح‪ ،‬وأن يتجنب احلرام؛ فإن يف احلالل غنية عن‬ ‫على الشاب‪ ‬أن ميأل فراغه باملفيد والنافع‪ ،‬وأن ِّ‬
‫غريه‪ ،‬وعاقبة احلرام وخيمة؛ ومن دعائه صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬اللهم اكفين حباللك عن حرامك‪ &،‬وأغنين بفضلك‬
‫‪.‬عمن سواك))؛& رواه الرتمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن‬
‫‪ ‬‬
‫على الشباب‪  ‬أن يكونوا حذرين من األفكار اهلدامة‪ ،‬حىت ولو كان ظاهرها الصالح واإلصالح؛ فال يقبلوا فكرة‬
‫منهجا إال بعد الرجوع للعلماء الراسخني؛ حىت ال يقعوا فريسة يف أيدي دعاة الباطل‬ ‫‪.‬أو ً‬
‫‪ ‬‬
‫معشر الشباب‪  ،‬اختيار الصحبة الصاحلة مطلب مهم؛ قال صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬املرء على دين خليله فلينظر‬
‫أحدكم من خيالل))؛ رواه أبو داود والرتمذي وحسنه‪ ،‬وقد قيل‪ :‬الصاحب ساحب‪ ،‬والصاحب الفاسد يدل على‬
‫‪.‬الشر‪ ،‬ومينع من اخلري‪ ،‬ويزين املعصية ويقود إليها‬
‫‪ ‬‬
‫يا معشر الشباب؛‪ ‬يقول عبداهلل بن مسعود رضي اهلل عنه قال‪(( :‬كنا مع النيب صلى اهلل عليه وسلم شبابًا ال جند‬
‫شيًئا‪ ،‬فقال لنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬يا معشر الشباب‪ ،‬من استطاع الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر‪،‬‬
‫وأحصن للفرج‪ ،‬ومن مل يستطع فعليه بالصوم‪ ،‬فإنه له ِوجاءٌ))؛& رواه البخاري ومسلم‪ ،‬هكذا خياطب عليه الصالة‬
‫والسالم الشباب باملبادرة بالزواج‪ ،‬وخماطبتهم هبذا االسم وهم يف مرحلة الشباب له داللته الواضحة أن يف الزواج‬
‫‪.‬حفظًا هلم من احلرام‬
‫‪ ‬‬
‫ك َأاَّل َت ْعبُ ُدوا‬‫ضى َربُّ َ‬ ‫معشر الشباب‪ ،‬بر الوالدين قربة وعبادة‪ ،‬واإلحسان إليهما هو وظيفة الشاب املسلم‪َ  ﴿ :‬وقَ َ‬
‫َأح ُدمُهَا َْأو كِاَل مُهَا فَاَل َت ُق ْل هَلَُما ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ‬ ‫ِ ِإ‬ ‫ِإ ِإ‬
‫ُأف َواَل َتْن َه ْرمُهَا َوقُ ْل هَلَُما َق ْواًل‬ ‫اَّل يَّاهُ َوبِالْ َوال َديْ ِن ْح َسانًا َّما َيْبلُغَ َّن عْن َد َك الْكَبَر َ‬
‫سره أن‬ ‫َك ِرميًا‪[ ﴾ ‬اإلسراء‪ ،]23 :‬وصلة الرحم بركة يف الرزق ومنسأة يف األثر؛ قال صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬من َّ‬
‫بسط له يف رزقه أو يُنسأ له يف أثره‪ ،‬فليصل رمحه))؛ رواه البخاري ومسلم‬‫‪.‬يُ َ‬
‫‪ ‬‬
‫معشر الشباب‪  ،‬حتلوا خبلق الصدق والوفاء‪ ،‬واحللم وكظم الغيظ؛ فإن الغضب من الشيطان‪ ،‬واطلبوا معايل األمور‪،‬‬
‫‪.‬ولتكن مهتكم عالية‪ ،‬وتسلحوا بالعلم واألدب‬
‫شباب قنع ال خري فيهم‪ *** ‬وبورك يف الشباب الطاحمينا‬
‫‪ ‬‬
‫‪.‬بارك اهلل يل ولكم يف القرآن العظيم ونفعين وإياكم‬
‫‪ ‬‬
‫اخلطبة الثانية‬
‫‪:‬احلمد هلل وكفى‪ ،‬ومسع اهلل ملن دعا؛ أما بعد‬
‫فاتقوا اهلل عباد اهلل حق التقوى‪ ،‬واعلموا أن الشباب ال يدوم‪ ،‬وال بد للعبد أن يغتنم شبابه قبل رحيله‪ ،‬فلن تزول‬
‫فيم أباله؟ ومن متام نعيم أهل اجلنة أهنم يدخلون اجلنة وهم شباب؛‬
‫قدما عبد يوم القيامة حىت يُسأل عن شبابه‪َ :‬‬
‫فصربا على احلق وعلى مقتضيات‬‫جرد ُم ْر ٌد كحلى ال يفىن شباهبم وال تبلى ثياهبم))‪ً &،‬‬
‫يقول النيب‪(( :‬أهل اجلنة ٌ‬
‫حممدا صلى اهلل عليه وسلم على احلوض‬‫‪.‬الطريق باتباع السنة‪ ،‬وجمانبة أهل الباطل والبدعة‪ ،‬حىت نلقى ً‬
‫‪ ‬‬
‫صل على نبينا حممد‬
‫‪.‬هذا‪ ،‬وصلوا عباد اهلل على رسول اهلدى حممد بن عبداهلل‪ ،‬اللهم ِّ‬

‫‪ ‬‬

You might also like